You are on page 1of 6

‫عـنـوان الـبـحـــث‪ :‬القـــرار اإلداري‬

‫‪:‬مــقـــدمــــــــة*‬
‫‪.‬الـمبــحـــث األول‪ :‬تعريف القرار اإلداري و أنواعه‬
‫‪.‬المطلب األول‪ :‬تعريف القرار اإلداري‬
‫‪.‬الفرع األول‪ :‬تحديد المعنى‬
‫‪.‬الفرع الثاني‪ :‬خصائصه‬
‫‪.‬الفرع الثالـث‪ :‬تميزه‬
‫‪.‬المطلب الثـانـي‪ :‬أنواع القرارات اإلدارية‬
‫‪.‬الفرع األول‪ :‬القرارات من حيث التكوين (البسيطة و المركبة)‬
‫‪.‬الفرع الثاني‪ :‬القرارات المنشئة و الكاشفة‬
‫‪.‬الفرع الثالـث‪ :‬القرارات من حيث المدى ( الفردية و التنظيمية)‬
‫‪.‬الفرع الرابع‪ :‬القرارات من حيث اآلثار (النافذة في حق األفراد و غير النافذة)‬
‫‪.‬الفرع الخامس‪ :‬القرارات من حيث خضوعها للقضاء (الرقابة القضائية و غير القضائية)‬
‫‪.‬الـمبـحــث الـثـانـــي ‪ :‬أركان القرار اإلداري‬
‫‪.‬المطلب األول ‪ :‬األركان الشكلية‬
‫‪.‬الفرع األول‪ :‬ركن الشكل‬
‫‪.‬الفرع الثانـي‪ :‬ركن االختصاص‬
‫‪.‬المطلب الثاني ‪ :‬األركان الموضوعية‬
‫‪.‬الفرع األول‪ :‬ركن السبب‬
‫‪.‬الفرع الثاني‪ :‬ركن المحل‬
‫‪ .‬الفرع الثالــث‪ :‬ركن الغاية من القرار اإلداري‬
‫‪.‬الــخـــاتـــمــــــة *‬
‫‪:‬مـقــــدمــــــــة‬
‫تقوم السلطة اإلدارية في ممارسة نشاطها بأوجه مختلفة تتمثل في أعمال مادية و أخرى قانونية فاألعمال المادية هي ‪-‬‬
‫مدر وقائع تصدر عن اإلدارة بغيران يصاحبها قصد ترتيب آثار قانونية‪ ،‬أما األعمال القانونية فمنطاها اتجاه إرادة اإلدارة‬
‫‪.‬إلي إحداث آثار قانونية معينة مؤثر أساسيا في الحياة القانونية التي تعيشها و يعيشها معها األفراد‬
‫و القرار اإلداري يمثل في ذاته أهم امتيازات اإلدارة تمارس كوسيلته كل نشاطها بطريقة ترتب الحقوق و تفرض ‪-‬‬
‫‪.‬االلتزامات المنفردة و الملزمة‬
‫و عليه يطرح اإلشكال في ما يتمثل القرار اإلداري و ما هي أنواعه و مشروعيته؟‬
‫‪.‬المبحـث األول ‪ :‬تعريف القرار اإلداري و أنواعه‬
‫‪.‬المطلـب األول‪ :‬تعريف القرار اإلداري‬
‫‪.‬الفرع األول ‪ :‬تحديد المعنى‬
‫لم تعرف التشريعات المختلفة المتعلقة بالسلطة اإلدارية و أنشطتها القرارات اإلدارية و إنما اختصرت النصوص التشريعية‬
‫المتناثرة هنا وهناك باإلشارة فقط إلي القرارات اإلدارية و مثال ذلك ما أشارت إليه المادة ‪ 30‬من القانون األساسي العام‬
‫للوظيفة العامة الجزائرية إل ي أنه‪ ":‬تنشر القرارات اإلدارية المتعلقة بمهنة الموظف فمن الشروط المحددة بموجب مرسوم‬
‫‪".‬و ذلك بعد اكتسابها بالتأشيرات القانونية‬
‫و هناك العديد من النصوص المفترقة في فروع النظام القانوني السائد في الدولة التي تشير إلي القرارات اإلدارية دون‬
‫التعرض لتعريفها و تحديد مفهومها لذلك نبدان مهمة التعريف بالقرار متروكة إلبتمادات و مجهودات كل من الفقه و‬
‫القضاء‪ ،‬فهكذا قامت مداوالت عديدة من بعض الفقهاء في القانون اإلداري لتعريف القرارات اإلدارية فقد حاول الفقيه أيوان‬
‫دوبي تعريف القرار اإلداري بأنه‪ ":‬كل عمل إداري بقصد تعديل األوضاع القانونية كما هي قائمة و تحت صدوره أو كما‬
‫‪".‬ستكون في لحظته مستقيلة معينة‬
‫‪".‬و من جهته عرف الفقيه بونارد القرار اإلداري‪ ":‬كل عمل إداري يحدث تغييرا في األوضاع القانونية القائمة‬
‫و نحن نميل إلي االعتقاد بصحة و سالمة التعريف الرابح وضعه األستاذ الدكتور فؤاد مهنا القرار اإلداري‪ ":‬أنه عمل‬
‫قانوني إنفرادي يصدر بإرادة إحدى السلطات اإلدارية في الدولة و يحدث آثارا قانونية بإنشاء ووضع قانوني جديد أو تعديل‬
‫)‪. (1‬أو إلغاء وضع قانوني قائم‬
‫________________________________________‬
‫الدكتور عمار عوابدي‪ :‬كتاب القانون اإلداري‪-‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة دار العلوم و النشر و التوزيع ‪1-‬‬
‫‪ ،15.‬ص ‪240-239‬‬
‫‪.‬الفرع الثـانـي‪ :‬خصائص القرار اإلداري‬
‫‪:‬و نستنتج من التعريف السابق للقرار اإلداري الخصائص اآلتية‬
‫‪.‬القرار اإلداري عمل قانوني يخلق آثارا قانونية عن طريق إنشاء مراكز قانونية عامة أو خاصة لم تكن موجودة و قائمة •‬
‫القرار اإلداري عمل قانوني صادر عن سلطة إدارية مختصة أي أن القرارات اإلدارية أعمال التي تصدر من السلطات •‬
‫السياسية و التشريعية و القضائية التي ال تعتبر قرارات إدارية وفقا للمعيار العضوي السائد حاليا في القانون الوضعي‬
‫‪.‬كأصل عام‬
‫القرار اإلداري عمل قانوني إنفرادي صادر من سلطة إدارية بإرادتها المنفردة و الملزمة و بذلك يختلف القرار اإلداري •‬
‫عن العقد اإلداري باعتباره عمال إداريا قانونيا اتفاقيا و رضائيا بناء علي توافق إرادتين متقابلتين احدهما إرادة السلطة‬
‫‪.‬اإلدارية و إرادة الطرف المتعاقد معها‬
‫‪.‬الفرع الثـالــث ‪ :‬المعيار التمييز بين القرارات اإلدارية‬
‫في نطاق التعريف القرارات اإلدارية من الناحية القانونية أن نميز بين القرارات اإلدارية و كل من العمل الحكومي و العمل‬
‫‪.‬السياسي التشريعي و العمل القضائي‬
‫‪:‬تمييز القرارات اإلدارية عن العمل الحكومي ‪1-‬‬
‫تتفرع السلطة التنفيذية التي تصطلح بالوظيفة التنفيذية في الدولة إلي فرعيين أساسيين هما الحكومة و اإلدارة العامة‬
‫للدولة و تختص الحكومة بالوظيفة الحكومة بينما تختص اإلدارة العامة في الدولة بالوظيفة اإلدارية‪ .‬حيث تعتبر عملية‬
‫التمييز بين القرارات اإلدارية و العمل الحكومي عملية صعبة و معقدة نظرا للتداخل و التشابك في االختالط العضوي و الماد‬
‫القوي بين العمل الحكومي و القرار اإلداري و لكن ذلك ال يعفي من ضرورة محاولة التمييز بين المعيار العضوي و المعيار‬
‫‪.‬المادي و المعيار المركب و المختلط‬
‫أ ) علي أساس المعيار العضوي‪ :‬و المقصود منه التركيز و االعتماد كل اإلدارة علي صفة السلطة التي صدر منها العمل أو‬
‫التصرف و طبيعة و صفة النشاط علي هويته و طبيعته من حيث هل هو عمل إداري أي قرارا إداري أم ال و علي أساس‬
‫المعيار العضوي دائما‪ ":‬إذا صدر هذا العمل من سلطة إدارية كرئيس الدولة الوزير‪ ،‬و الوالي‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي‪ ،‬مدير للمؤسسة يعتبر قرارا إداريا‪ ".‬إذ صدر من طرف الحكومة في نطاق وظيفته الحكومية رئيس الوزراء و‬
‫‪.‬مجلس الوزراء‬
‫ب) علي أساس المعيار المادي‪ ":‬إذ يعتبر العمل عمال إداريا قرارا إداريا علي أساس المعيار المادي إذا كان هذا العمل عمال‬
‫إداريا بطبعه أي يعتبر عمال إداريا بطبيعته و مضمونه المتصل و المرتبط كل االرتباط بالوظيفة و متضمن أعمال‬
‫"‪.‬الحكومة‬
‫كما ذهب البعض األخر في مجال تمييز العمل اإلداري عن العمل الحكومي بوجه خاص التقرير بأن الوظيفة الحكومية تتعلق‬
‫‪.‬بالمسائل االستثنائية بالوحدة السياسية و المصالح الوطنية العليا بينما الوظيفة اإلدارية عمليات تصريف شؤون الجهود‬
‫ت ) أساس المعيار المركب أو المختلط‪ :‬نجد أن العمل الحكومي هو ذلك العمل الذي يصدر من السلطات و الهيئات الحكومية‬
‫التي تعلو و ترأس اإلدارة العامة‪ ،‬و غالبا ما يتضمن هذا العمل الحكومي المشاركة في رسم مضمون السياسات العامة أو‬
‫القيام بعملية صياغتها و تنفيذها وفقا للدور المحدد لها في النظام الدستوري و السياسي السائد في الدولة‪ .‬بينما يعتبر‬
‫العمل قرارا إداريا إذا ما صدر من اإلدارة العامة التي تحتل مرتبة أدنى من الحكومة في تدرج هيكل الوظيفة التنفيذية و‬
‫‪.‬ترتبط بالحكومة بعالقة التبعية و الخضوع و الطاعة‬
‫‪:‬تمييز القرارات اإلدارية عن العمل التشريعي ‪2-‬‬
‫‪:‬هناك ثالث معايير في عملية التمييز بين القرارات اإلدارية و العمل التشريعي‬
‫أ) عملية علي أساس المعيار العضوي‪ :‬و مفهومه كما سبقت اإلشارة إلي ذلك هو التركيز علي صفة هوية الشخص أو‬
‫‪.‬السلطة‪ ،‬و إلي طبيعة وصفه اإلجراءات و الشكليات التي يصدر في إطارها القرار‬
‫حيث يمكن التمييز القرارات اإلدارية عي العمل التشريعي في الدولة علي أساس المعيار العضوي إذ يكون العمل قرارا‬
‫‪.‬إداريا إذا ما صدر من سلطة أو هيئة إدارية و شخص إداري مختص‬
‫ب) من جهة التي ال يمكن االعتماد علي المعيار العضوي من حيث أنه فاشل في بعض األحيان و سطحي و ظاهري‬
‫)الخارجي لهذا القرار‪1( .‬‬
‫________________________________________‬
‫‪.‬الدكتور عمار عوابدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪1- 102-101‬‬
‫‪.‬المطلـب الثانـي‪ :‬أنـواع القـرارات اإلداريـة‬
‫‪:‬الفرع األول ‪ :‬من حيث التكوين‬
‫‪:‬القرارات البسيطة و المركبة ‪1-‬‬
‫يقصد بالقرارات البسيطة " تلك القرارات التي تصدر بصفة مستقلة عن غيرها من القرارات أي أنها تكون قائمة بذاتها ‪-‬‬
‫‪".‬و ال ترتبط بقرارات أخرى أو عمل قانوني أخر‬
‫و تندرج معظم القرارات اإلدارية البسيطة كقرار تعيين الموظفين أو قرار توقيع عقوبة تأديبية علي موظف عام أو القرار‬
‫الصادر بمنح ترخيص أما القرارات المركبة‪ "،‬هي القرارات التي تدخل في تكوين عمل قانوني إداري مع القرارات قرار‬
‫‪.‬نزع الملكية للمنفعة العامة و قرار إرساء المزاد أو المناقصة و غيرها‬
‫إذ تعتبر" القرارات اإلدارية البسيطة" من اختصاص الهيئات اإلدارية الالمركزية حيث تقوم الالمركزية اإلدارية علي توزيع‬
‫‪.‬الوظيفة اإلدارية بين الجهاز اإلداري المركزي و هيئات أخرى مستقلة علي أساس إقليمي‬
‫أما القرارات اإلدارية المركبة‪ :‬هي من اختصاص الهيئات المركزية صفتها السلطة المركزية التي تباشر جميع ‪-‬‬
‫‪.‬االختصاصات في جميع أنحاء الدولة إما بنفسها أو بواسطة موظفين تابعيين لها‬
‫)‪. (1‬و من بين قرارات اإلدارة المركزية‪ :‬القرارات الملكية أو الجمهورية‪ ،‬المراسيم التنفيذية قرارات مجلس الوزراء‬
‫‪:‬الفرع الثانـي ‪ :‬القرارات المنشئة و الكاشفة‬
‫تنظر القرارات المنشئة‪ ":‬هي القرارات التي ينتج عنها إنشاء مراكز قانونية جديدة و إحداث تغيير في المراكز القانونية‬
‫"‪.‬القائمة بالتعديل أو اإللغاء سواء كانت هذه المراكز القانونية عامة أو خاصة‬
‫)‪. (2‬هذا هو الحال بالنسبة لمعظم القرارات اإلدارية فهي إما منشئة أو معدلة أو ملغية كقرار فصل موظف‬
‫________________________________________‬
‫‪.‬الدكتور عمار عوابدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪1- 140‬‬
‫‪-2.‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ :‬أستاذ القانون العام المساعد‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬ص‪386‬‬
‫أما القرارات الكاشفة‪ ":‬فينحصر دروها في تأكيد مركز قانوني موجود من قبل أو تقرير حالة قائمة مسبقا"‪ .‬مثل القرار‬
‫الصادر بفصل موظف يصدر ضده بعقوبة جنائية أو بعقوبة مقيدة للحرية في جريمة مخلة للشرف مما يتضح أن القرارات‬
‫‪.‬الكاشفة ال تنشئ مراكز القانونية الموجودة بالفعل‬
‫‪:‬و تتجلى أهمية التفرقة بينهما في وجهين‬
‫الوجه األول‪ :‬في مجال مبدأ رجعية القرارات اإلدارية إذ أن القرارات اإلدارية المنشئة ال تنتج أثاره إال بالنسبة المستقبل‬
‫فقط‪ ،‬أما القرارات اإلدارية الكاشفة فإن أثارها ترتب من تاريخ نشأة المركز القانوني الذي تقرره و تكشف عنه فهي ال‬
‫‪.‬تحدث أثار قانونية بذاتها‬
‫الوجه الثاني‪ :‬ألهمية التفرقة بين القرارات اإلدارية المنشئة و القرارات الكاشفة يبرز في مسألة سحب القرارات اإلدارية‪،‬‬
‫حيث يجوز لإلدارة سحب القرارات اإلدارية الكاشفة بشكل مطلق‪ ،‬في حين أن القرارات المنشئة ال يجوز سحبها كلها بل‬
‫‪.‬سحب بعضها‬
‫‪.‬الفرع الثالـث ‪ :‬القرارات من حيث اآلثار‪ :‬النافذة في حق األفراد و غير النافذة‬
‫تندرج غالبية القرارات اإلدارية في طائفة القرارات النافذة في حق ألفراد أي أنها ملزمة لهم‪ ،‬و يقع عليهم‬
‫واجب احترامه و إال أجبروا علي ذلك‪.‬غير أنه توجد طائفة أخرى من القرارات اإلدارية ال تتمتع بهذه الخاصية فهي غير‬
‫‪.‬نافذة في حق األفراد و غير ملزمة لهم و ال يحتج بها عليهم‬
‫إذ تبرز هذه " القرارات النافذة" في حق األفراد في ميدان" العمل الوظيفي" و تنظيم اإلدارات المختلفة و توزيع العمل و‬
‫المسؤولية بين الموظفين العموميين عن طريق اإلجراءات التنظيمية الداخلية بما تتضمنه من منشورات و تعليمات التي‬
‫‪.‬يصدرها الرؤساء اإلداريون و يوجهونها إلي مرؤوسيهم بقصد بيان كيفية تنفيذ القوانين و اللوائح أو تفسيرها‬
‫‪.‬حيث أن هذه المنشورات و التعليمات توجه إلي الموظفين و ليس إلي األفراد العاديين خارج اإلرادات و المصالح الحكومية‬
‫)‪(1‬‬
‫________________________________________‬
‫‪.‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪1- 392-391 – 390‬‬
‫أما القرارات اإلدارية غير النافذة في مواجهة األفراد و التي ال يتمتع بها في حقهم و مصالحهم فهي التي تشكل ما يعرف‬
‫باسم "اإلجراءات التنظيم الداخلي" و أمثلة إجراءات التنظيم الداخلي كثيرة منها علي الخصوص المنشورات و التعليمات و‬
‫‪.‬الدوريات و األوامر المصلحية و التوجيهات الصادرة من السلطات اإلدارية الرئاسية و الموجهة للموظفين و العاملين‬
‫‪.‬الفرع الخامـس ‪ :‬القرارات من حيث خضوعها لرقابة القضاء‪ :‬الخاضعة للرقابة و غير الخاضعة‬
‫وفقا لمبدأ المشروعية أو مبدأ سيادة القانون تخضع جميع القرارات اإلدارية النهائية "بالمعنى السابق تحديده" (‪ )1‬وهذا‬
‫تطبيقا لمبدأ المشروعية الذي يسود الدولة الحديثة التي هي دولة القانون‪ ،‬حيث تخضع الهيئات و السلطات العامة في‬
‫‪.‬الدولة القانون في مفهومه العام شكليا و موضوعيا( الشرعية الشكلية و الشرعية الموضوعية)‬
‫أما القرارات اإلدارية التي ال تخضع لرقابة القضاء و هي طائفة القرارات اإلدارية التي تشكل ما يعرف بنظرية أعمال‬
‫)‪. (2‬الحكومة أو أعمال السيادة و طائفة القرارات اإلدارية التي ال تخضع لرقابة القضاء بناء علي نص قانوني خاص‬
‫‪.‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص ‪1- 393‬‬
‫‪.‬الدكتور عمار عوابدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪1- 128‬‬
‫‪.‬المبحـث الثـانــي ‪ :‬أركان القرار اإلداري‬
‫‪.‬المطلـب األول‪ :‬األركان الشكلية‬
‫‪.‬الفرع األول ‪ :‬ركن االختصاص‬
‫ركن االختصاص في القرار اإلداري يمكن أن تعرفه بأنه‪ ":‬الصفة القانونية أو القدرة القانونية التي تعطيها القواعد‬
‫القانونية المنظمة لالختصاص في الدولة‪ ،‬شخص معين ليتصرف و يتخذ قرارات إدارية باسم و لحساب الوظيفة اإلدارية‬
‫)‪". (1‬في الدولة‬
‫و هكذا فإن االختصاص في مجال القانون اإلداري يشابه األهلية في القانون الخاص علي الرغم من االنتقادات الفقهية التي‬
‫تثور بهذا الشأن‪ ،‬كما تدور مصادر "ركن االختصاص" مع صادر " النظام القانوني السائد في الدولة" و التي من بينها‬
‫القواعد الدستورية تأتي في قمة تدرج مصادر القواعد القانونية لالختصاص و تنحصر قواعد االختصاص الدستورية في‬
‫‪.‬تحديد اختصاص رئيس الدولة باعتباره الرئيس اإلداري األعلى‬
‫ثم نجد التشريع بمفهومه الضيق و الذي يكون مصدرا من مصادر قواعد ركن االختصاص في القرارات اإلدارية و من أمثلة‬
‫‪.‬ذلك المواد ‪ 36-63‬من قانون الوالية‬
‫‪.‬هذا و تكون مصادر ركن القرارات اإلدارية قرارات إدارية تنظيمية و قد تكون العام و اجتهادات قضائية‬
‫و من صور ركن اختصاص في القرارات اإلدارية قد يكون اختصاصا مقيدا و قد يكون اختصاصا تقديريا و قد يكون فرديا‬
‫)‪. (2‬أو منفردا‬
‫يكون االختصاص في اتخاذ القرار اإلداري معين مقيدا عندما تكون السلطة اإلدارية المختصة بإصداره ال تتمتع بحرية‬
‫التصرف و سلطة التقدير و المالئمة‪ ،‬أما االختصاص التقديري فإنه يتقرر و يوجد عندما يتخلف و ينقص التنظيم القانوني‬
‫التصرف في إحدى عناصر و أركان أو شرط أو أكثر من عناصر و أركان و شروط التصرف تتحرك حرية التقدير و‬
‫المالئمة‪ ،‬و يكون االختصاص مستقال و منفردا‬
‫________________________________________‬
‫‪.‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪1- 396‬‬
‫‪.‬الدكتور عمار عوابدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪2- 119-118‬‬
‫عندما يمارس رجل السلطة اإلد ارية المختصة في اتخاذ قرارات إدارية بصورة مستقلة ال يشاركه في ذلك أية جهة أو سلطة‬
‫‪.‬أخرى‬
‫‪:‬أما عناصر ركن االختصاص فهي متعددة نذكر منها‬
‫العنصر الموضوعي‪ :‬و هو تحديد الموضوعات وظيفة األعمال التي يجوز للشخص المختص أن يتخذ و يصدر بشأنها‬
‫‪.‬قرارات إدارية‬
‫‪.‬العنصر المكانـي‪ :‬و هو تحديد و حصر الحدود اإلدارية التي يجوز لرجل السلطة اإلدارية المختص أن يمارس في نطاقها‬
‫العنصر الزمنـي‪ :‬و هو تحديد البعد الزمني أو المدة المحددة للممارسة اختصاصها مثل‪ :‬مدة والية المجالس الشعبية الوالية‬
‫‪.‬و البلدية‬
‫‪.‬الفرع الثانـي ‪ :‬ركن الشكل‬
‫المقصود بركن الشكل و اإلجراءات هو مجموعة الشكليات التي تكون اإلطار الخارجي الذي و يبرز إرادة السلطة اإلدارية‬
‫)‪. (1‬في اتخاذ و إصدار قرار إداري معين في معظم خارجي معلوم حتى ينتج آثاره القانونية و يحتج به أراء المخاطبين به‬
‫و تنطوي قواعد الشكل و اإلجراءات علي أهمية كبيرة إذ أنها تقررت نهاية المصلحة العامة المتمثلة في إلزام اإلدارة أن‬
‫تصدر قراراتها طبقا لقواعد الشكل و اإلجراءات المقررة من ناحية و في هذا وقاية لها من التسرع‪ ،‬و لحثها علي التروي‬
‫‪.‬و التدبر قبل إصدار القرارات اإلدارية‬
‫و هنا يبرز دور القضاء اإلداري في إقامة التوازن الدقيق بين الحفاظ علي المصلحة العامة و حماية الحقوق و الحريات‬
‫)‪. (2‬الفردية عن طريق قواعد الشكل و عدم عرقلة النشاط اإلداري‬
‫________________________________________‬
‫‪.‬الدكتور عمار عوابدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪1- 122‬‬
‫‪.‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪2- 425‬‬
‫‪.‬المطلـب الثانـي‪ :‬األركـان المـوضـوعيـة‬
‫‪.‬الفرع األول ‪ :‬ركن السبب‬
‫يتلخص تعريف السبب القرار اإلداري أنه الحالة و واقعية أو القانونية السابقة علي القرار التي تعمل اإلدارة علي التدخل‬
‫‪.‬إلي إصدار القرار‬
‫فتقديم أحد المتعاملين المدنيين في الدولة طلبا بإحالته إلي المعاش يمثل السبب القانون المبرر التخاذ قرار إداري من الجهة‬
‫)‪. (1‬اإلدارية المختصة بإنهاء الرابطة لوظيفته لهذا الموظف و إحالته إلي المعاش‬
‫‪:‬و لكي يوجد ركن السبب في القرار اإلداري البد من توفر عناصره الثالثة‬
‫‪:‬التي تم اكتشافها عن طريق القضاء اإلداري و هي‬
‫‪.‬عنصر الوجود المادي القانوني ‪1-‬‬
‫عنصر التكييف القانوني السليم لهذه الوقائع المادية أو القانونية من طرف رجل السلطة اإلدارية المختص و عنصر ‪2-‬‬
‫‪.‬التقدير السليم‬
‫و من شروط قيام ركن السبب في القرارات اإلدارية أن يكون السبب حقيقيا ال وهما و صوريا و أن يكون السبب محققا و‬
‫)‪. (2‬قائما و حاال وقت صدور القرار اإلداري‬
‫________________________________________‬
‫‪.‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪1- 403‬‬
‫‪.‬لدكتور عمار عوابدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪2117-116‬‬
‫‪.‬الفرع الثانـي ‪ :‬ركن المحل‬
‫يقصد بمحل القرار اإلداري موضوع القرار أو فدواه المتمثل في اآلثار القانونية التي يحدثها القرار مباشرة و ذلك بالتغيير‬
‫‪.‬في المراكز القانونية سواء باإلنشاء أو التعديل أو إلغاء‬
‫كما يشترط في محل القرار اإلداري مكنا و يقصد بهذا الشرط أن يكون محل القرار ممكنا من الناحية القانونية أو من‬
‫‪.‬الناحية الواقعية فإذا استحال هذا المحل قانونا فإن القرار اإلداري يصبح منعدما‬
‫أما الشرط الثاني‪ :‬أن يكون محل القرار اإلداري جائز إذ يجب أن يكون هذا المحل من الجائز إحداثه و تحقيقه في ظل‬
‫)‪. (1‬األوضاع القانونية القائمة أما إذا كان محل القرار اإلداري غير جائز قانونا فيكون من المستحيل تحقيقه‬
‫‪.‬الفرع الثالـث ‪ :‬ركن الغاية من القرار اإلداري‬
‫يعرف ركن الهدف أنه األثر البعيد و النهائي و غير المباشر الذي يستهدفه متخذ القرار اإلداري في قراره و القائمة من‬
‫القرار اإلداري تحقيق المصلحة العامة في مفهوم العلوم اإلدارية و هي غاية ضمان حسب سير المرافق و المنظمات‬
‫‪.‬اإلداري بانتظام‬
‫كما تستهدف كل القرارات اإلدارية الصادرة من السلطات اإلدارية المختصة بوظيفة الضبط اإلداري و تحقيق المحافظة علي‬
‫)‪. (2‬العام في الدولة من أمن عام و سكينة عامة و صحة عامة‬
‫________________________________________‬
‫‪.‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪1- 405‬‬
‫‪.‬الدكتور عمار عوابدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪2126‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫الدكتور عمار عوابدي‪ :‬كتاب القانون اإلداري‪-‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة دار العلوم و النشر و التوزيع ‪1-‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ :‬أستاذ القانون العام المساعد‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪.‬‬

You might also like