Professional Documents
Culture Documents
1
ثانيا :أنواعه
.0تفويض االختصاص :وهو نقل السلطة بأكملها إلى المفوض إليه ،وهذا يمنع األصيل المفوض من ممارسة
االختصاص الذي تم تفويضه أثناء سريان التفويض .فتكون قرارات المفوض إليه في نطاق التفويض منسوبه إلى
المفوض إليه وتأخذ مرتبة درجته الوظيفية ،ويوجه تفويض االختصاص إلى المفوض إليه بصفته ال بشخصية
فال ينتهي التفويض بشغل موظف آخر لوظيفة المفوض إليه.
.2تفويض التوقيع :وهو تفويض شخصي يأخذ بعين االعتبار شخصية المفوض إليه ،فهو ينطوي على ثقة الرئيس
به ومن ثم فهو ينتهي بتغير المفوض أو المفوض إليه ،كما أن هذا التفويض يسمح للمفوض إليه بممارسة
االختصاصات المفوضة باسم السلطة وال يمنع ذلك من ممارسة الرئيس المفوض ذات االختصاص رغم
التفويض كما أن القرارات الصادرة في نطاق التفويض تأخذ مرتبة قرارات السلطة المفوضة.
.3التفويض والحلول :يقتصر بالحلول أن يصبح صاحب االختصاص األصيل عاجزا ً لسبب من األسباب عن
ممارسة اختصاصه كأن يصاب بعجز دائم أو بمرض أو غيره ،فيحل محله في مباشرة كافة اختصاصاته موظف
آخر حدده القانون سلفا ً وقد يحصل الحلول بأن تحل إحدى الجهات اإلدارية محل جهة إدارية أخرى.
المبحث الثاني :أنواع وأركان األشخاص الالمركزية
المطلب االول :أنواع األشخاص الالمركزية
في ظل التنظيم اإلداري المركزي يوجد شخص معنوي عام واحد وهو الدولة ،وتتعدد أشخاص القانون العام عند األخذ
بالالمركزية اإلدارية تمنح الشخصية المعنوية العامة إما العتبارات إقليمية أو العتبارات مرفقية وهذا يؤدي إلى ظهور
أشخاص المركزية إقليمية وأشخاص المركزية مرفقية ،فلالمركزية اإلدارية صورتان أساسيتان هما:
أوال :الالمركزية اإلقليمية
تقوم على إسناد جزء من الوظيفة اإلدارية إلى هيئات إقٌليمية تتمتع بالشخصية المعنوية وتباشر الوظيفة اإلدارية في حدود
نطاق اإلقليم مع خضوعها لرقابة السلطة المركزية .وقد أطلق عليها تسمية اإلدارة المحلية كالوالية والبلدية أو المجموعات
المحلية أو الحكم المحلي كما هو الشأن في بريطانيا وتقوم على:
.0مصالح محلية أو إقليمية متميزة :فيتم منح الشخصية المعنوية للوحدات المحلية العتبارات إقليمية أو محلية
وتتضمن كافة الخدمات التي تقدم لمكان الوحدات المحلية كمرفق الصحة والتعليم والكهرباء والماء وغيرها.
يتم منح الشخصية المعنوية للوحدات المحلية العتبارات إقليمية أو محلية ،يجد المشرع أن من األفضل أن
تباشرها هيئات محلية معينة وإسناد إدارتها إلى سكان هذه الوحدات أنفسهم .وال شك أن سكان هذه الوحدات
أدرى من غيرهم بواجباتهم وأقدر على إدارة هذه المرافق وحل مشكالتها ،كما أن هذا األسلوب يمنح اإلدارة
المركزية فرصة التفرغ إلدارة المرافق القومية .ويتم تحديد اختصاصات الهيئات المحلية بقانون وال يتم
االنتقاص منها إال بقانون آخر ،وهي تشمل مرافق متنوعة وتتضمن كافة الخدمات التي تقدم لمكان الوحدات
المحلية كمرفق الصحة والتعليم والكهرباء والماء وغيرها.
.2أن يتولى سكان الوحدات المحلية إدارة هذه المرافق :يجب أن يتولى سكان الوحدات المحلية إدارة هذا النوع من
المرافق بأنفسهم وان يتم ذلك باختيار السلطات المحلية من هؤالء السكان وليس عن طريق الحكومة أو اإلدارة
المركزية ...ويذهب أغلب الفقهاء إلى ضرورة أن يتم اختيار أعضاء المجالس المحلية عن طريق االنتخابات
تأكيدا ً لمبدأ لديمقراطية وإن كان هذا هو األصل فإنه ليس هناك مانع من مشاركة أعضاء معينين ضمن هذه
المجالس لتوفير عناصر ذات خبرة وكفاءة شرط أن تبقى األغلبية للعناصر المنتخبة ،خاصة وإن االنتخاب
يتطلب قدر كبير من الوعي والثقافة مما ال يتوفر غالبا ً في سكان الوحدات المحلية.
.3استقالل الوحدات المحلية :مع وجود الرقابة التي تمارسها السلطة المركزية على الهيئات الالمركزية الوصاية
اإلدارية إذا كان من الضروري في هذه األيام أن يكون اختيار أعضاء المجالس المحلية عن طريق سكان هذه
الوحدات فإن األكثر أهمية أن تستقل الهيئات الالمركزية في مباشرة عملها عن السلطة المركزية ،فالمرافق
الالمركزية ال تخضع لسلطة رئاسة أعلى .إال أن ذلك ال يعني االستقالل التام للهيئات المحلية عن السلطات
المركزية ،فاألمر ال يعدو أن يكون االختالف حول مدى الرقابة التي تمارسها السلطات المركزية على الهيئات
المحلية في النظم الالمركزية إذ البد من تمتع هذه الهيئات باستقالل كافف في أدائها لنشاطها وقد أطلق الفقهاء
على الرقابة التي تمارسها السلطة المركزية على الهيئات الالمركزية الوصاية اإلدارية.
ثانيا :الالمركزية المرفقية أو المصلحية
تقوم على وجود أشخاص معنوية متخصصة في موضوع نشاط معين كالمؤسسات العامة وتكون في حالة إذا منح مرفق
عام محلي الشخصية المعنوية وقدر من االستقالل .حيث يجد المشرع في أحيان كثيرة أنه من الضروري أن يمنح بعض
2
المشاريع والمرافق والمصالح العامة الشخصية المعنوية وقدر من االستقالل عن اإلدارية المركزية مع خضوعها إلشرافها،
كمرفق البريد والتلفون والكهرباء ...لتسهيل ممارستها لنشاطاتها بعيدا ً عن التعقيدات اإلدارية.
يجد المشرع في أحيان كثيرة أنه من الضروري أن يمنح بعض المشاريع والمرافق والمصالح العامة الشخصية -
المعنوية وقدر من االستقالل عن اإلدارية المركزية مع خضوعها إلشرافها ،كمرفق البريد والتلفون والكهرباء
واإلذاعة والجماعات ،لتسهيل ممارستها لنشاطاتها بعيدا ً عن التعقيدات اإلدارية.
تمارس الالمركزية المرفقية نشاطا ً واحدا ً أو أنشطة متجانسة كما هو الحال في الهيئات والمؤسسات العامة على -
عكس الالمركزية المحلية التي تدير العديد من المرافق أو األنشطة غير المتجانسة.
يستند هذا األسلوب على فكرة الديمقراطية إنما هي فكرة فنية تتصل بكفاءة إدارة المرفق وعلى ذلك ليس من -
حاجة لألخذ بأسلوب االنتخابات في اختيار رؤساء أو أعضاء مجالس إدارة هذه الهيئات العامة هذا ويحرص
المشروع دائما ً تكون ممارسة هذه المؤسسات لنشاطها ضمن الحدود واالختصاصات التي أجازها وال يمكن
مباشرة نشاط آخر أو التوسيع من اختصاصاتها.
المطلب الثاني :أركان الالمركزية اإلدارية
تتحقق الالمركزية بتوفر األركان الثالثة التالية:
أوال :تفتيت وتوزيع سلطات الوظيفة اإلدارية في الدولة بين السلطات اإلدارية المركزية
ويتحقق ذلك عن طريق إقامة وتكوين إدارة ذاتية مستقلة عن السلطات والوحدات اإلدارية المركزية لتقوم بإدارة
وتنظيم وتسيير مجموعة المصالح المشتركة والمترابطة اإلقليمية الجهوية أو المصلحية الفنية ويتحقق إقامة
وجود اإلدارة الذاتية المستقلة عن طريق وجود نظام قانوني يسمح لهذه اإلدارة الذاتية بأن تكون مستقلة عن
سلطات اإلدارة المركزية في الدولة بواسطة منحها الشخصية المعنوية ومنحها سلطة البت النهائي عند اتخاذ
القرارات في المسائل والمصالح اإلدارية المحلية أو الفنية دون الرجوع إلى السلطات اإلدارية المركزية.
تحقق االستقالل اإلداري القانوني لهذه اإلدارة الذاتية بواسطة منحها الشخصية المعنوية أوال ثم يتحقق بواسطة
أسلوب االنتخاب التي تتجسد في حكم الشعب لنفسه وتتحقق الديمقراطية باالنتخاب.
ويجب أن نميز بشأن تكوين المجالس التي تتولى إدارة المؤسسات العمومية ،ففي حين يشترط المشرع كيفية
القيام بعملية االنتخاب فيما يتعلق يا الهيئات الالمركزية اإلقليمية ،يكتفي فيما يتعلق بالهيئات الالمركزية المرفقية
بوضع قواعد تعمل على استقالل هذه المجالس.
المقصود بالمصالح المحلية الحاجات االجتماعية للسكان ،وقد تكون حاجات مادية كالسكن والنقل والماء
والكهرباء أو أن تكون حاجات معنوية كاألمن والتعليم والتربية والصحة والثقافة.
تقوم الالمركزية اإلدارية على وجود مجموعة مصالح مشتركة ومترابطة إقليمية أو فنية متميزة عن مجموعة
المصالح العامة الوطنية ،محددة في نطاق إقليمي وجغرافي أو فني .إذ يترك اإلشراف ومباشرة المصالح المحلية
لممثلي الهيئات الالمركزية بينما تتفرغ السلطات المركزية للمصالح العامة الوطنية.
إن تحديد المصالح المحلية اإلقليمية المتميزة عن المصالح الوطنية يتم بواسطة التشريعات كالدستور والميثاق
الوطني وقانون الوالية وقانون البلدية.
وقد قام المشرع بتحديد هذه المصالح على سبيل الحصر ال المثال حيث ال يجوز للهيئات المحلية أن تتعدي حدود
هذه الصالحيات ،إال بصدور تشريع جديد يرخص بذلك.
ثالثا :الرقابة اإلدارية
إن استقالل الهيئات الالمركزية استقالل أصيل مصدره المشرع مكنه ليس كطلق بل تمارس الهيئات الالمركزية
صالحياتها تحت إشراف السلطة المركزية وتعرف بالوصاية اإلدارية وقد سماها البعض بالرقابة اإلدارية.
للحكومة المركزية سلطة إصدار لوائح ألجل تنظيم بعض األمور المتعلقة بالهيئات الالمركزية كالتصرف في
األموال العمومية المملوكة للبلديات ومساكن العمال والقروض والحسابات الختامية إلخ.
وتباشر السلطة المركزية الرقابة على الهيئات المحلية من تلقاء نفسها أو بناء على تظلم من ذوي الشأن .كما
تمارس الرقابة اإلدارية في العاصمة أو في األقاليم بواسطة ممثليها أو مفتشيها كما يحلو للبعض.
وتكون على أعضاء المجلس حيث تملك سلطة التعيين في بعض الناصب كالوالي وطاقم المجلس التنفيذي أو
مسألة وفصل األعضاء الضالين وفق ما تفتضيه التشريعات.
3
كما تملك السلطات المركزية حق إيقاف المجلس المحلي عن العمل لمدة شهر بقرار من وزير الداخلية وتمتلك
أيضا حق حل المجلس ويتم ذلك بقرار من رئيس الحكومة بناء على اقتراح من الوالي أم الرقابة على أعمال
المجلس فتأخذ شكل المصادقة على مداوالت الهيئات المحلية أو االعتراض عليها.
المبحث الثالث :محاسن ومساوئ النظام الالمركزي
المطلب االول :محاسن النظام الالمركزي
لالمركزية مزايا بديهية ومتعددة فهي ضرورة من ضرورات العصر الحديث الذي يمتاز برغبة المواطن في المشاركة في
تسيير شؤونه المحلية ،كما أن الالمركزية تجعل تسيير المصالح المحلية أكثر تطابقا مع اهتمامات المواطنين وذلك ألن
المنتخب المحلي هو على دراية أحسن من الموظف المركزي بحاجيات اإلقليم ،كما أن الالمركزية تقرب إشراف المواطن
ورقابته على الشؤون المحلية ،باإلضافة إلى أن الالمركزية تعتبر من جهة مدرسة تعليم الديمقراطية وتحمل المسؤوليات،
ومن جهة أخرى فإنها تعتبر مدرسة تمكن المواطنين من التدريب على سير الشؤون العمومية واكتساب تجارب مفيدة من
خالل االحتكاك بالحقائق اليومية.
يخفف األخذ بالالمركزية من أعباء ومهام السلطة المركزية التي تتفرغ للمهام المركزية واالستراتيجية.
يعتبر األخذ بالالمركزية تطويرا في التنظيمات اإلدارية لجهة منح الهيئات المحلية القريبة من مشاكل السكان
المحليين ورغباتهم الفعلية واحتياجاتهم الحقيقية.
يجنب األخذ بالالمركزية تعقيدات البيروقراطية والروتين ويخفف من اعباء المعامالت الورقية.
يوفر األخذ بالالمركزية في الزمن وفي النفقات.
تكفل الالمركزية قدرا أكبر من العدالة في توزيع الضرائب العامة وتكون تبرعات وضرائب الوحدات المحلية
للنهوض بها.
تعتبر الالمركزية اإلدارية مدرسة حقيقية للديموقراطية وتحمل المسؤوليات.
ينسجم نظام الالمركزية مع واقع القرية والمدينة ألنه أقوى على مواجهة األزمات.
المطلب الثاني :مساوئ وعيوب الالمركزية
قد تساهم الالمركزية اإلدارية في تفتيت وحدة الدولة السياسية والقانونية مما قد يكون سببا في تمزيق وحدة الدولة
وتماسك السلطة فيها لكن هذا الكالم غير دقيق الن موضوع الالمركزية يتناول فقط توزيع الوظيفة اإلدارية فقط
دون سائر الوظائف التشريعية والقضائية.
قد تتغلب مصلحة الوحدات المحلية على المصالح القومية.
ال تقدم الالمركزية أفضل الصيغ اإلدارية وذلك لعدم وجود األجهزة واإلمكانات القادرة على النهوض بأعباء
الخدمات العامة.
ال يوصل االنتخاب دائما األفضل من ذوي الكفاية والمقدرة من الذين يتولون الوظائف اإلدارية.
ال يمكن آن تنجح الالمركزية اإلدارية في مهامها بدون إمكانات مالية كبيرة وكافية.
تحتاج الالمركزية آلي المزيد من الشفافية والمسؤولية والمساءلة لتستطيع النجاح وتساهم في بناء وصنع وتطوير
وتحديث الدولة.
الخاتمة :ان الالمركزية اإلدارية تؤكد المبادئ الديمقراطية في اإلدارة ،تخفف العبء عن اإلدارة المركزية ،النظام
الالمركزي أقدر على مواجهة األزمات والخروج منها ،تحقيق العدالة في توزيع حصيلة الضرائب وتوفير الخدمات في
كافة أرجاء الدولة ،تقدم الالمركزية اإلدارية حالً لكثير من المشاكل اإلدارية والبطء عكس ما سبق ذكره يمكن أن يؤدي إلى
المساس بوحدة الدولة ،قد ينشأ صراع بين الهيئات الالمركزية والسلطة المركزية لتمتع االثنين بالشخصية المعنوية المحلية.
غالبا ً ما تكون الهيئات الالمركزية أقل خبرة ودراية من السلطة المركزية.
أخيرا نالحظ آن مهام الدولة المعاصرة أكبر من أي تصور لذا أصبح من المتعذر آن تنهض بها السلطة المركزية والبد من
تفعيل النظام الالمركزي وتطويره ليساهم في تنفيذ األنشطة والفعاليات االقتصادية واالجتماعية والثقافية كافة وصوال آلي
تحديث وتطوير.
4
5