You are on page 1of 7

‫بحث حول أشكال الدولة ‪ :‬للسنة األولى حقوق‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الدولة البسيطة( الموحدة)‬


‫سنتطرق في هذا المبحث الى تعريف الدولة البسيطة كمطلب أول و الى خصائص الدولة البسيطة (الموحدة ) كمطلب‬
‫‪.‬ثاني كذا التطرق الى نظام المركزية و الالمركزية‪ .‬كمطلب ثالث‬
‫المطلب األول‪:‬تعريف‪ .‬الدولة البسيطة(الموحدة)‬
‫تعرف الدولة الموحدة هي الدولة التي ال توجد فيها غير سلطة حكومية واحدة تمارس اختصاصاتها‪ .‬على كل أفراد شعبها‬
‫‪.‬في جميع أجزاء إقليمها بطريقة موحدة‬
‫غير أنه اذا كانت السلطة الحكومية في الدولة تتفرع عادة الى ثالث سلطات هي السلطة التشريعية و القضائية و‬
‫التنفيذية‪.‬فأن المقصود بوحدة السلطة الحكومية في الدولة الموحدة أساسا وحدة السلطتين التشريع و القضاء‪ .‬أما السلطة‬
‫التنفيذية فقد تعدد فرعها أإلداري الذي يتولى تنفيذ السياسة العامة للدولة و الذي يطلق عليه بالسلطة األدارية‪.‬و تعدد‬
‫السلطة األدارية في الدولة الموحدة في حالة األخذ بنظام الالمركزية األدارية حيث توجد السلطة المركزية في العاصمة‬
‫‪.‬و الى جانبها السلطات الالمركزية‪ .‬المحلية و المرفقية(‪)1‬‬
‫كما عرفت الدولة البسيطة على أنها تلك الدولة التى تنفرد فيها سلطة أو هيئة واحدة بممارسة الشؤون الداخلية و‬
‫الخارجية فيها و أكثر دول العالم من هذا النوع كاألردن و فرنسا و السويد‪.....‬الخ‪،‬و ال يؤثر في أعتبار الدولة البسيطة‬
‫اتساع رقعتها أو كونها مكونة من عدة أقاليم أو مقاطعات تتمتع‪ .‬باألدارة المحلية كما ال يؤثر من وضع الدولة كدولة‬
‫‪.‬بسيطة كونها تتكون من اقليمين أو أكثر ال يوجد أتصال‪ .‬أرضي بينهما كما هو الحال بالنسبة للباكستان سابقا(‪)2‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬خصائص الدولة البسيطة الموحدة‬
‫تتميز‪ .‬الدول الموحدة بمجموعة من الخصائص‬
‫بكون التنظيم السياسي للسلطة فيها واحد تتجسد في الجهاز الحكومي الموحد الذى يطلع بجميع‪ .‬الوظائف في الدولة طبقا‬
‫‪ ،‬للقواعد الدستورية فيها هذا من ناحية‬
‫‪.................................................. ......‬‬
‫د‪ .‬ماجد راغب الحلو أستاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة األسكندرية ص‪1-193‬‬
‫د‪.‬عبد الكريم علوان أستاذ القانون الدولي جامعة عمان ص‪2-58‬‬
‫ومن ناحية أخرى تكون الدولة الموحدة متحدة في عنصرها البشرى حيث تخاطب السلطة السياسية فيها جماعة متجانسة‬
‫بالرغم من ما قد يوجد من اختالفات فردية بين أعضاء الجماعة ‪ .‬كما يخضع‪ .‬الجميع في الدولة الموحدة لقرارات صادرة‬
‫من الهيئات الحكومية وأخيرا يعطي التنظيم الحكومي جميع أجزاء إقليم الدولة بطريقة متجانسة دون اعتبار الفوارق‬
‫اإلقليمية أو المحلية وعلى ذلك فان الدولة الموحدة تتميز‪ .‬بعدم تجزئة السلطة الحكومية فيها سواء في تكوينها أو‬
‫ممارستها الختصاصاتها كما تتميز بوحدة السلطة التشريعية التي تتولى سن القوانين التي يخضع لها أفراد ]‪[a1‬طريقة‬
‫شعبها ‪،‬وبوحدة السلطة القضائية التي يلجئ اليها هؤالء األفراد بالفصل فيها يثور بينهم من نزاعات ‪،‬وإذا كانت القاعدة‬
‫العامة في الدولة الموحدة كما رأينا – هي وحدة السلطة وممارستها عاى مجمل إقليم الدولة بطريقة موحدة لمواجهة‬
‫جميع الساكنين بقوانين موحدة يخضعون لها عند تماثل الظروف فإنه عند إختالف الظروف ببعض أقاليم الدولة فإنها قد‬
‫تضطر إلى تطبيق قوانين موغايرة على بعض األقاليم التي تخضع لضروف خاصة بيئية او سكانية كإستثناء على‬
‫القاعدة العامة إلى أن يتم تغير هذه الضروف و األمثلة كثيرة لدول الموحدة ألن معضم دول العالم دول موحدة كا‬
‫جمهورية مصر العربية و الجمهورية اللبنانية وغالبية الدول الغربية كا فرنسة وبلجيكة وهولندا واليابان وغيرها من‬
‫‪ .‬الدول‬
‫المطلب الثالث‪:‬المركزية والالمركزية اإلدارية‬
‫أوال‪ :‬المركزية‬
‫تتصف الدولة بالمركزية عندما ال تكتفي السلطة المركزية باتخاذ القرارات السياسية فقط بل تتولي أيضا اتخاذ القرارات‬
‫‪.‬اإلدارية –غير أن الطابع المركزي يختلف من دول ألخرى‪،‬فقد تكون المركزية فيها بصفة مطلقة كما قد تكون نسبية‬
‫الدولة المركزية*‬
‫تكون الدولة عندما تتخذ كافة القرارات بواسطة أجهزة مركزية الحكومة أو الوزارات‪ -‬سواء كانت تلك القرارات‬
‫سياسية أو إدارية أما الفروع أو الهيئات أو األعوان المحليون للحكومة فال يتخذون أي قرار إال بالرجوع للسلطة‬
‫المركزية وال يقومون سوي بتنفيذ قرارات السلطة المركزية ‪،‬غير أن هذه الحالة تكاد تكون ضئيلة في وقتنا الحالي‬
‫بسبب التطور الذي عرفته المجتمعات وانتزاع األقليات والجهات والمناطق مزيدا من الصالحيات والسلطات ‪،‬وبسبب‬
‫‪ .‬التخلي علي نظام المركزية المفرط ألنه يؤدي إلي تعطيل أعمال الهيئات واألعوان المحليين وتجاهل الحاجيات المحلية‬
‫]‪[a1‬‬
‫وبسبب التخلي علي نظام المركزية المفرط ألنه يؤدي إلي تعطيل أعمال الهيئات واألعوان المحليين وتجاهل الحاجيات‬
‫‪ .‬المحلية‬
‫الدولة البسيطة الغير مركزية*‬
‫‪.‬أ‪-‬مفهوم عدم التركيز‪:‬يطلق علي هذا الشكل من الدول الغير مركزية أو المحورية أو الدول الغير أخذة بالتركيز‪.‬‬
‫ومهما كان الوصف الذي يطلق عليها فإنها تتميز عن سابقتها في كون السلطة المركزيةتسمح بإحالة القرارات التي‬
‫ترجع إلي سلطات محلية أو جهوية أو إقليمية وتكون هذه السلطات المحلية إمتداد للسلطة المركزية ويؤدى هذا إلي‬
‫‪:‬تحقيق غايتين‬
‫تخفيف العبء علي المؤسسات المركزية للدولة‪-‬‬
‫تقريب السلطة أكثر للمواطنين‪-‬‬
‫غير أن إحالة الحكومة المركزية سلطة إتخاذ القرارات لسلطات الجيهات أو المناطق ينبغي أن يسمح للسلطة المركزية‬
‫بممارسة الرقابة التسلسلية عليها ويتم ذلك بخضوع السلطات المحلية مباشرة للسلطة المركزية وتلتقي التعليمات منها‪.‬‬
‫‪.‬كما أن السلطات المركزية عندما توجه التعليمات للسلطات الجهوية فإنها تفرض وتحدد اإلتجاه‪ .‬الواجب إتباعه‬
‫ب‪-‬نطاق عدم التركيز‪:‬إن سلطة التفويض من طرف الحكومة للجهات أو المناطق ال تشمل سوي المجال اإلدارية‪،‬مثل‬
‫تسيير المرافق العامة ‪،‬وسلطة البوليس ‪،‬وال تشمل أبدا سلطة الدولة مثل الستطة التشريعية و القضائية أو النشاط‬
‫‪ .‬الدبلوماسي ‪.‬وحتي في المجال اإلداري فإن بعض اإلختصاصات تبقي خاضعة لرقابة السلطة السلمية وسلطة الوصاية‬
‫كما أن السلطة المحلية ال تتخذ قراراتها إال طبقا لتوجهات وتعليمات الحكومة ‪،‬وبإمكان هذه األخيرة السلطة المركزية‪-‬‬
‫إلغاء القرارات المحلية إذا كانت غير مشروعة أو ال تتماشي مع توجيهات الحكومة ‪.‬وإضافة إلي ذلك فإن األعوان‬
‫]‪.[a2‬بها في وظيفتهم سواء تعلق األمر بتعيينهم أو ترقيتهم أو بعزلهم ]‪[a1‬المحليين الممثلين للحكومة يبقون مرتبطين‬
‫)‪(1‬‬
‫‪...........................................‬‬
‫د‪.‬بوكرا ادريس أستاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة الجزائر الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات السياسية‪1-‬‬
‫‪-‬ص ‪4041‬‬
‫ثانيا‪:‬الالمركزية‪.‬‬
‫معني الدول الموحدة الالمركزية ‪:‬تقوم الدول الالمركزية علي تقسيم السلطة بين الحكومة المركزية وبين‪1[a1] [a2] -‬‬
‫السلطات اإلدارية األخرىفي الدوتة سواء كانت منتخبة كالمجالس المحلية –كالمجلس البتدي أو المجلس الوالئي في‬
‫‪ .‬الجزائر – أو خاضعة للتعيين مثل الؤسسات العمومية‬
‫ولإلشارة فإن الإلختصاصات الممنوحة للسلطات الالمركزية هي ذات طابع إداري ‪،‬وهي مخولة لها بموجب القانون‬
‫وليس عن طريق المرسوم ‪.‬إن هذا األسلوب في تفويض السلطة يؤدي إلي عدم إمكانية الحكومة التراجع عن هذا‬
‫التفويض إال عن طريق القانون‪.‬وإضافة إلي ذلك ‪،‬فإن األعوان المحليين غير خاضعين للسلطة السليمة للحكومة فهم‬
‫يخضعون للوصاية اإلدارية والتي هي أكثلر تحررا من الوصاية السليمة ‪،‬ألنها ال تتضمن سلطة األمر مثلما هو الحال‬
‫‪:‬بالنسبة للسلطة السليمة‪.‬ولقيام نظام الالمركزي ينبغي توافر العناصر التالية في المجموعة المحلية‬
‫وجود مجالس منتخبة علي المستوي المحلي تتولي إدارة شؤن المواطنين‪-‬‬
‫‪.‬تمتع هذه الهئات الالمركزية باالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي ‪.‬ونتيجة لذلك تملك ميزانية‪ .‬خاصة بها‪-‬‬
‫عدم خضوع هذه الهئات لمراقبة الحكومة المحلية خضوعا تاما وشامال ‪،‬وإنماتخضع للوصاية اإلدارية في أعمالها و‪-‬‬
‫‪.‬قراراتها‬
‫‪:‬أصناف الدول الموحدة الالمركزية‪2-‬‬
‫ولإلشارة فإنه اليوجد شكل موحد لهذا الصنف من الدول وإنما قد نكون بصدد نظام الالمركزية‪ .‬اإلدارية أو بصدد نظام‬
‫‪ .‬الالمركزية‪ .‬السياسية‬
‫‪ .‬أ‪-‬نظام الالمركزية اإلدارية ‪:‬يمكن أن تكون هذه الالمركزية إما ترابية أو فنية‬
‫‪.‬يمكن أن تكون هذه الالمركزية‪ .‬إما ترابية أو فنية (‪)1‬‬
‫د‪.‬بوكرا ادريس أستاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة الجزائر الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات ‪1-‬‬
‫السياسية ص ‪43-42‬‬
‫الالمركزية‪ .‬الترابية‪:‬تتمثل‪ .‬في وجود جماعات محلية تتولى تصريف شؤونها هيئات منتخبة‪،‬مثل‪ .‬المجلس الشعبي أو‪1-‬‬
‫‪.‬المجلس الشعبي الوالئي في الجزائر‬
‫غير أن هذه الجماعات المحلية ال تتمتع باألستقالل القانوني‪،‬كما هو الحال في الدولة األتحادية‪.‬و هي تمارس صالحياتها‪.‬‬
‫‪.‬في نطاق القانون الصادر عن السلطة المركزية‬
‫الالمركزية‪ .‬الفنية‪:‬يتم احداث الهيئات الالمركزية بواسطة القانون‪،‬و تقوم بممارسة أنشطتها حسب توجيهات الدولة و‪2-‬‬
‫‪.‬تحت اشراف مثل هذه المؤسسات العمومية‬
‫‪:‬ب‪-‬الدولة الموحدة المدمجة‬
‫تتميز‪ .‬هذه الدولة بوجود سلطة مركزية و برلمان واحد‪.‬و لكن يمكن في هذه الدولة أن يصدر البرلمان الواحد عدة قوانين‬
‫‪.‬تطبق على بعض األقليم دون غيرها و ذلك أن حسب تنوع المجموعات السكانية الموجودة في تلك الدولة‬
‫و من أكثر األمثلة شيوعا على هذا النموذج‪،‬النظام المطبق في المملكة المتحدة‪،‬حيث تتكون من عدة أقاليم منضوية تحت‬
‫التاج البريطاني و هي بالد ألغال‪-‬أيكوسيا‪-‬و أيرلندا الشمالية‪.‬و المعلوم أن القوانين التي يصادق عليها البرلمان‬
‫‪.‬البريطاني ال تطبق بالضرورة على كل هذه األقاليم بل قد تطبق على البعض دون األخر‬
‫‪:‬ج‪-‬نظام الالمركزية السياسية‬
‫تتحقق الالمركزية‪ .‬السياسية‪،‬عندما تتسع دائرة اختصاص األقليم لتشمل ممارسة السلطة السياسية و نكون بذلك بصدد‬
‫‪.‬حكومة ذاتية مستقلة عن السلطة المركزية‬
‫و قد ظهر هذا الشكل نتيجة التطور الديموقراطي في تسيير شؤون المحلية اعتماد على مراعاة حقوق األقليات‬
‫‪.‬الخاصيات الثقافية و األجتماعية لبعض المناطق أو الجهات‬
‫و يعرف هذا الشكل في عدة بلدان من بينها ايطاليا و اسبانيا‪.‬ففي ايطاليا أعترف دستورها الصادر في ‪1947-12-27‬‬
‫في الفصل الخمس عشر منه على أن الجهات تكون مجموعات مستقلة لها سلطة خاصة ووظائف محددة و تنقسم أيطاليا‬
‫الى ‪ 20‬جهة يدير كل جهة مجلس منتخب عن طريق األقتراع العام المباشر‪،‬و يتولى المجلس انتخاب حكومة محلية ‪.‬و‬
‫تمارس هذه الجهات صالحيات‪ .‬هامة تشمل خاصة األشغال العمومية و التهيئة العمرانية و السكن و الفالحة و السياسة و‬
‫‪.‬الصحة و الوقاية األجتماعية(‪)1.‬‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫د‪.‬بوكرا ادريس أستاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة الجزائر الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات السياسية‪1-‬‬
‫ص ‪4344‬‬
‫‪.‬و تتولى هذه الجهات القيام بمهامها بواسطة قوانين خاصة تقوم هي بأصدارها‬
‫أما في اسبانيا فأن دستور ‪ 1978‬يمنح القوميات والجهات حق اإلستغالل الذاتي ‪.‬فتتولي كل مجموعة مستقلة تنظيم‬
‫وتحديد صالحياتها بمقتضي قانون أساسي يتم وضعه علي مستوي المحلي ويوافق عليه البرلمان اإلسباني ‪،‬وتشمل‬
‫صالحية المناطق المستقلة ‪،‬التهيئة العمرانية ‪،‬الفالحة والصيد البحري ‪،‬الثقافة الصحة والرياضة ‪.‬وقد منح إقليم كاتالونيا‪.‬‬
‫‪ .‬اإلستقالل الذاتي عام ‪،1977‬وإقليم الباسك إستقالال ذاتياعام ‪1979‬عن طريق اإلستفتاء‬
‫ولم تتواصل بعض البلدان إلي إقرار هذا الشكل من حيث التنظيم رغم وجود مجموعات ثقافية متميزة‪، .‬ففي فرنسا فإن‬
‫إقليم كورسيكا يطالب بمنحة اإلستقالل الذاتي ‪،‬وقد إقترحت حكومة ليونيل جوسبان بشأن منح اإلقليم مزايدا من‬
‫‪ .‬الصالحيات وبرلمان محليا يمكن إنتخابه في حدود عام ‪2004‬‬
‫كما رفض الشعب البريطاني مشروع إنشاء سياسة في كل من إيكوسيا وبالد الغال بواسطة إستفتاء عام‪، 1978‬ونفس‬
‫األمر بالنسبة لفرنسا حيث فشل مشروع إنشاء مجموعات محلية بعد رفض الشعب الفرنسي له في إستفتاء نظم عام‬
‫‪1969.‬‬
‫ولإلشارة فإن الالمركزية السياسية ال تحمل فقط مزايا بل قد تحمل أحيانا بذور تهديد أركان الدولة الموحدة وتمهد لقيام‬
‫الدولة اإلتحادية أو اإلنفصال التام عنها‪ .‬والدليل علي ذلك أن الدستور اإلسباني يمنح الحكم الذاتي لبعض المناطق ‪،‬ومع‬
‫ذلك فإن منطقة الباسك تشهد أعمال عنف وتسعي للحصول علي اإلستقالل التام عن إسبانيا أو إقامة دولة إتحادية فيها(‬
‫‪)1.‬‬
‫‪.......................................‬‬
‫د‪.‬بوكرا ادريس أستاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة الجزائر الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات ‪1-‬‬
‫السياسية ص ‪64-45‬‬
‫‪ :‬المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الدولة المركبة‬
‫نتناول في هذا المبحث تعريف الدولة المركبة كمطلب أول و الى األتحادات القديمة و كمطلب ثاني و األتحادات الجديدة‬
‫‪.‬كمطلب ثالث‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الدولة المركبة‬
‫تسبب تطور التاريخ باإلضافة الى دول بسيطة في ظهور بما يعرف بالدول المركبة أو األتحادية و قد أنتشرت األنظمة‬
‫األتحادية في النصف الثاني من هذا القرن بصور خاصة بعد أن أحست الدولة بما يحققه األتحاد من مزايا و فوائد للدول‬
‫‪.‬األعضاء‪.‬‬
‫و كما تعرف الدولة المركبة أنها تلك الدولة التي تتكون من أتحاد دولتين أو أكثر‪،‬غير‪ .‬أن هذا األتحاد ينقسم الى عدة‬
‫أشكال بسبب اختالف نوع و طبيعة األتحاد الذي يقوم بين هذه الدول التي تنحصر في األتحاد الشخصي و األتحاد‬
‫‪ .‬الحقيقي أو الفعلي و األستقاللي أو التعاهدي و األتحاد المركزي(‪)1‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلتحادات القديمة‬
‫‪:‬أوال ‪:‬االتحاد الشخصي‬
‫ينشأ االتحاد الشخصي بين دولتين أو أكثر بحيث تخضع الدولة الداخلة في االتحاد لحكم شخص واحد ‪ ،‬على أن تحتفظ‬
‫كل دولة باستقاللها الخارجي وبشخصيتها الدولية الكاملة ‪ ،‬وباستقاللها الداخلي وبنظام حكمها أي بدستورها وسلطاتها‬
‫‪ .‬العامة من تشريعية وتنفيذية وقضائية‬
‫وعلى ذلك ‪ ،‬فإن االتحاد الشخصي ال يعمل على خلق دولة جديدة ما دام إنه سيستبقي لكل دولة من دول االتحاد ذاتيتها‬
‫‪ .‬الكاملة المستقلة إزاء األخرى‬
‫أما مظهر االتحاد بين هذه الدول المستقلة بعضها على بعض فيظهر في وحدة رئيس الدولة ‪ ،‬حيث يكون هنالك رئيس‬
‫‪ .‬واحد بالنسبة لدول هذا االتحاد‬
‫فرئيس الدولة هو المظهر الوحيد والمميز لالتحاد الشخصي ‪ ،‬األمر الذي يجعل منه اتحادا عرضيا موقوتا يزول وينتهي‬
‫‪ .‬بمجرد انتهاء أو اختالف شخص رئيس الدولة‬
‫‪ :‬ويترتب على االتحاد الشخصي النتائج اآلتية‬
‫أ‪-‬إذا كان المظهر الوحيد لالتحاد الشخصي ‪ ،‬يتمثل في خضوع الدولة الداخلة في االتحاد لرئاسة شخص واحد فإن هذا‬
‫األمر ال يعني إن هذا الرئيس يمارس سلطاته بصفته رئيسا لالتحاد ‪ .‬ولكن هذه الممارسة تتم على أساس إنه رئيس‬
‫‪ .‬ألحدى الدول الداخلة في االتحاد حينا ‪ ،‬وبصفته رئيسا للدولة األخرى حينا آخر‬
‫‪ .‬ويعني ذلك إن نفس الشخص الطبيعي تكون له شخصية قانونية مزدوجة أو متعددة بحسب الدول الداخلة في االتحاد‬
‫ب‪-‬ال يتكون من االتحاد الشخصي شخصية دولية جديدة ‪ ،‬بل تظل لكل دولة شخصيتها‪ .‬الدولية الخاصة بها ‪ .‬وينتج عن‬
‫ذلك ‪ ،‬أن تستقل كل دولة بسياستها الخارجية ‪ ،‬وبممثليها الدبلوماسيين ‪ ،‬و بمعاهداتها الخاصة مع الدول األخرى ‪ ،‬كما‬
‫‪ .‬تستقل كل دولة بمسؤوليتها الدولية عن تصرفاتها القانونية‬
‫وفيما يتعلق بعالقات بين الدول التي يضمها ‪ ،‬االتحاد الشخصي ‪ ،‬فإن رعايا كل دول يعتبرون أجانب بالنسبة للدولة‬
‫األخرى ‪ ،‬وإذا كانت الحرب بين إحدى الدول الداخلة في االتحاد ودولة أجنبية ‪ ،‬فإن الدول األخرى األعضاء في االتحاد‬
‫‪ .‬تبقى على الحياد‬
‫‪ .‬وإذا نشبت الحرب بين دولتين داخلتين في االتحاد ‪ ،‬فإنها تعتبر حربا دولية ال حربا أهلية‬
‫‪ .‬ج‪-‬تحتفظ كل دولة بنظامها السياسي في الداخل ‪ ،‬و ال يتأثر نظام الحكم فيها بقيام االتحاد الشخصي‬
‫ولهذا ال يشترط وجود تماثل بين األنظمة السياسية في الدول الداخلة في االتحاد ‪ ،‬بل كثيرا ما يختلف نظام كل دولة‬
‫‪ .‬اختالفا بينا عن نظام الدول األخرى األعضاء‪.‬‬
‫‪ .‬فقد يقوم االتحاد بين دولة تأخذ بالنظام الملكي البرلماني وأخرى تخضع‪ .‬للملكية المطلقة‬
‫ومن أمثلة االتحاد الشخصي ‪ :‬االتحاد بين إنكلترا وهانوفر الذي تم عام ‪ ، 1714‬عندما تولى أمير هانوفر عرش إنكلترا‬
‫وانتهى هذا االتحاد عام ‪ ، 1837‬عندما تولت الملكة ( فيكتوريا ) عرش إنكلترا ‪ ،‬ألن قانون توارث العرش في هانوفر لم‬
‫‪ .‬يكن يسمح بتولي اإلناث العرش إال إذا انعدم الذكور تماما في جميع فروع األسرة المالكة‬
‫وكذلك االتحاد الذي حدث بين هولندا و لوكسمبورغ عام ‪ 1815‬بتولي ملك هولندا الحكم في لوكسمبورغ ‪ ،‬وانتهى عام‬
‫‪ 1890 .‬عندما تولت الملكة ( ولهيمينا‪ ) .‬عرش هولندا ‪ ،‬ألن قانون لوكسمبورغ لم يكن يبيح لإلناث تولي الحكم‬
‫‪ .‬أ‪.‬د‪.‬رافع خضر صالح شبر ‪ ،‬القانون الدستوري ( نظرية الدولة ونظرية الدستور ) ‪ ،‬كتاب قيد االنجاز‪( * ) -2011 ، .‬‬
‫‪ :‬ثانيا ‪:‬االتحاد الحقيقي أو الفعلي‬
‫يتكون االتحاد الحقيقي أو الفعلي من انضمام دولتين أو أكثر‪ ،‬تخضع جميعها لرئيس دولة واحد ‪ ،‬وتندمج في شخصية‬
‫‪ .‬دولية جديدة ‪ ،‬مع استقالل كل دولة من الدول األعضاء‪ .‬بنظامها السياسي الداخلي الخاص‬
‫ويرجع ذلك إلى إن االتحاد الحقيقي أو الفعلي ال يكتفي بوحدة شخص رئيس الدولة كما هو الحال في االتحاد الشخصي ‪،‬‬
‫وإنما يقيم رباطا قويا بين األعضاء‪ .‬عن طريق شخصية االتحاد التي تعتبر الدولة الوحيدة على الصعيد الدولي ‪ ،‬وتتولى‬
‫‪ .‬الشؤون الخارجية وإدارة شؤونها الدولية والدبلوماسية ‪ ،‬والدفاع ‪ ،‬وقيادة العمليات العسكرية‬
‫ويترتب على اندماج الدول األعضاء في االتحاد ‪ ،‬أن تتوحد السياسة الخارجية ‪ ،‬وكذلك التمثيل‪ .‬الدبلوماسي ‪ ،‬وأن يتقيد‬
‫‪.‬األعضاء‪ .‬بما يعقده االتحاد من معاهدات واتفاقات دولية‬
‫‪ :‬ويترتب على ما تقدم عدة نتائج‪.‬‬
‫أ‪-‬تتركز‪ .‬مظاهر االتحاد الحقيقي بالنسبة لرئيس الدولة الذي له حق رئاسة جميع الدول األعضاء‪ . .‬وكذلك بالنسبة للناحية‬
‫الخارجية ‪ ،‬إذ تفقد كل دولة من الدول الداخلة في االتحاد شخصيتها‪ .‬الخارجية وتندمج جميعها في شخصية دولية واحدة‬
‫‪ .‬هي الشخصية الدولية لإلتحاد نفسه التي يكون وحدها مظاهر السيادة الخارجية‬
‫ب‪-‬ينتج عن الوحدة الخارجية سالفة الذكر التي تعمل على زوال الشخصية الدولية المستقلة للدول األعضاء واندماجها‬
‫جميعا في شخصية خارجية واحدة تثبت لإلتحاد ‪ :‬وحدة التمثيل الخارجي لجميع أعضاء االتحاد ‪ ،‬وتقيد األعضاء‪ .‬جميعا‬
‫بكافة التصرفات الخارجية التي يمارسها االتحاد وتحمل مسؤولية نتائجها‪ .‬بأن تتقيد األعضاء‪ .‬جميعهم مثال بالمعاهدات‬
‫‪ .‬التي يعقدها االتحاد‬
‫كما وإن الحرب التي يعلنها االتحاد أو تعلن عليه تشمل جميع دول االتحاد ‪ ،‬وإذا ما نشبت الحرب بين هذه الدول فإنها‬
‫تعد حربا أهلية ‪.‬ج‪-‬تستقل كل دولة من دول االتحاد بسيادتها الداخلية ‪ ،‬فتحتفظ بنظام حكمها الداخلي ‪ ،‬أي بدستورها‬
‫‪ .‬الخاص وبسلطاتها العامة من تشريعية وتنفيذية وقضائية‬
‫ومن أمثلة االتحاد الحقيقي أو الفعلي ‪ :‬االتحاد بين السويد والنرويج إبتداءا من عام ‪ 1815‬تحت حكم ملك السويد ‪ ،‬الذي‬
‫‪ .‬استمر حتى عام ‪ 1905‬عندما انفصلت الدولتان بمعاهدة استكهولم‬
‫‪ .‬وكذلك االتحاد الذي تم بين التمسا والمجر في الفترة بين عام ‪ 1867‬وعام ‪1918‬‬
‫‪ .‬أ‪.‬د‪.‬رافع خضر صالح شبر ‪ ،‬القانون الدستوري ( نظرية الدولة ونظرية الدستور ) ‪ ،‬كتاب قيد االنجاز‪( * ) -2011 ، .‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬اإلتحادات الحديثة‬
‫‪ :‬أوال ‪:‬األتحاد التعاهدي أو األستقاللي‬
‫هو اتحاد يضم دولتين و أكثر على أن تبقى كل دولة لها سيادتها الداخلية و الخارجية و رئيسها الخاص و يرمي هذا‬
‫األتحاد أساسا‪،‬الذي يقوم بناء علي إتفاق‪ ،‬إلي توحيد وتنسيق الشؤون اإلقتصادية‪ .‬و اإلجتماعية‪ .‬أ والعسكرية أو بعضها‬
‫فتنشأ هيئة تسمى مجلس أو مؤتمر تكون مهمتها تحقيق األغراض التي أنشئ من أجلها اإلتحاد‪ .‬هذه الهيئة تختارها‬
‫حكومات الدول المتحدة وال يقوم أفراد هذه الدولة بإنتخابها ‪،‬لذلك فإنها تتسم باالطابع السياسي ‪،‬فال تكون قراراتها ملزمة‬
‫إال إذا وافقت عليها الدول األعضاء‪، .‬كما أنها ال تعبر عن رأيها وإنما على رأى الدول التي تمثلها ‪.‬ووفقا لما سبق فأن‬
‫سلطتها ال تمتد الى رعايا دول األتحاد و توصياتها ليست ملزمة نظرا لكون األتحاد ال يشكل دولة جديدة كما أن الهيئة‬
‫ليست حكومة فوق الحكومات و عليه فأن الدول المتحدة تبقى مستقلة عن بعضها‪،‬و أن الهيئة الجديدة مهمتها تقتصر في‬
‫البحث على سبيل الكفيلة لتحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله فتقدم التوصيات‬
‫المتعلقة بذلك دون أن تخرج عن نصوص المعاهدة و الى أن تتقبلها جميع الدول األعضاء فأن مهمتها تبقى محصورة‬
‫‪:‬فيما نصت عليه المعاهدة الى ان تعدل و يترتب على ما سبق عليه‬
‫أن الدول األعضاء‪ .‬في األتحاد تبقى مستقلة داخليا و خارجيا عن بعضها البعض لها عالقات دولية خاصة و لها دستور‪-‬‬
‫‪.‬خاص بها‪،‬و يخضع‪ .‬افرادها لجنسيتها دون عيرها‬
‫‪ .‬أن قيام هذا األتحاد ال يتطلب تشابه أنظمة الحكم‪-‬‬
‫‪.‬أن الحرب تقوم بين دولة أجنبية و دولة داخلية في األتحاد و ال تعد حربا على التحاد ككل‪-‬‬
‫‪.‬ان الحرب التي تقوم بين دولتين في األتحاد هي حرب دولية و ليست أهلية‪-‬‬
‫‪.‬أن استقالل الدول المتحدة ينتج عنه حق األنفصال عنه متى أراد أي عضو ذلك‪-‬‬
‫أن عدم التقيد بما ورد في المعاهدة يمكن أن يؤدي الى فصل العضو الذي لم يلتزم بنصوص المعاهدة من قبل األعضاء‪-‬‬
‫‪.‬باألجماع‪.‬‬
‫و يمكن ايراد أمثلة على هذا النوع من األتحاد‪ :‬أولهما اإلتحاد السويسري الذي قام سنة‪.1815‬ويجد هذا اإلتحاد بدايته‬
‫سنة ‪1291‬عندما قامت ثماني دول صغيرة‪ .‬بإقامة عالقات سنة ‪ 1647‬الذى نص علي وحدة اعضاء اإلتحاد ودفاعهم‬
‫عن المعتدين عليهم وقدمت عدة مشاريع من قبل بونبارت الجنرال عسكرية مع بعضها وإعتناق التحكيم لحل خالفاتهم ثم‬
‫أن صدر ميثاق اإلتحاد ووافق عليه باإلجماع اإلثنين والعشرين مقاطعة يوم ‪ 7‬أوت ‪ 1815‬إنظمت إليهم خمسة دول‬
‫أخرى بعد قرن ونصف ظهر علي إثر ذلك اإلتحاد نتيجة إتفاقيات ومعهدات خاصة منها ميثاق األسفاق برون كلها لم‬
‫تحض بالقبول أو تجد قابلية للتطبيق ‪،‬إلى ولذي تعرض لتعديل بوضع دستور ‪ 12‬سبتمبر ‪، 1948‬وعلي أثر ذلك تحول‬
‫اإلتحاد إلي اتحاد فدرالي فقدت فيه المقاطعات العديد من اإلختصاصات‪.‬وثانيهيما‪ .‬االتحاد الذي قام بين الواليات‬
‫اإلمريكية‪ .‬بعد الستقالل ‪ 13‬مقاطعة عن بريطانيةا بإعالن اإلستقالل في ‪ 4‬جويلية ‪ 1776‬ودخل اإلتحاد التعاهدي حيز‬
‫‪.‬التنفيذ في مارس ‪ 1781‬وتحول إلي إتحاد فدرالي سنة ‪ 1787‬بعد اإلجماع الذي وقع في ماي ‪ 1787‬في فالدلفي‬
‫وثالثهما التعاهدي الجرماني الذي إستمر من سنة ‪ 1815‬إلي سنة ‪ 1866‬والذي كانت النمسا جزءا منه وحل محله اليوم‬
‫إتحاد ألمانيا الشمالية المفصولة عن النمسا بموجب معاهدة براغ وهذا االتحاد الجرماني الشمالي أضفيت إليه بعض دول‬
‫الجنوب وكون سنة ‪ 1871‬اإلمبراطورية الفدرالية األلمانية‬
‫‪ :‬ثانيا‪:‬اإلتحاد المركزي‬
‫‪:‬نشأة األتحاد المركزي و خصائصه‪* .‬‬
‫ينشأ هذا األتحاد كغيره بين دولتين أو أكثر‪،‬اال أنه يتميز‪ .‬عن األتحادات السابقة في كونه أكثر انصهارا بين الدول‬
‫المتحدة و أقواها ارتباطا‪،‬و يظهر هذا التمايز في فقدان الدول األعضاء لشخصيتها الدولية و سيادتها الخارجية‪،‬و قيام‬
‫شخصية دولية جديدة مكانها هي دوله األتحاد المركزي بسيادتها الخارجية الكاملة و تمتعها بجزء من السيادة الداخلية‬
‫لكل الدويالت المنشئة لألتحاد‪،‬و هذا الجزء ينحصر فيما ينص عليه دستور األتحاد و المتمثل بالخصوص في المصالح‬
‫المشتركة للدويالت و هو دو طبيعة مزدوجة بأعتباره يمثل من جهة دولة موحدة على المستوى الخارجي و دول متحدة‬
‫‪.‬على المستوى الداخلي‬
‫‪.‬لذلك فأن أي نزاع يقوم بين الدويالت أو بينها و بين دولة األتحاد يتم حله حسب نصوص الدستور و ليس القانون الدولي‬
‫و ينتج عن ذلك أن دولة األتحاد هي دولة صاحبة السيادة في المجال الدولي‪،‬أما الدويالت فال سيادة لها في الخارج‪،‬و‬
‫‪.‬تبعا لذلك فأن رعايا األتحاد تكون لهم جنسية واحدة هي جنسية دولة األتحاد‬
‫أما فيما يتعلق بالسيادة الداخلية فهي مشتركة بين الدويالت و الدولة المركزية و هذا ما يميزها عن األتحاد الفعلي و‬
‫الدولة الموحدة‪،‬ذلك ألن الدويالت ال تستقل استقالال تاما بسيادتها الداخلية كما هو الشأن في األتحاد الفعلي كما ال تفقدها‬
‫كلها كما هو الحال في الدولة الموحدة‪،‬غاية ما في األمر أن الحكومة المركزية تتمتع‪ .‬بجزء‪ .‬من السلطة على حكومة‬
‫‪.‬الدويالت و أقليمها و رعاياها‬
‫ووفقا لذلك فأن كل دويلة يكون لها دستورها الخاص بها و بالتالي سلطتها الثالث طبقا لما هو مقرر و محدد في دستور‬
‫األتحاد التي تتكون هي األخرى من سلطة تشريعية لها مجلسين أحدهما ينتخبه الشعب و الثاني يتكون من ممثلين عن‬
‫‪.‬الدويالت و سلطة تنفيذية و سلطة قضائية‬
‫كيفية نشأة و نهاية اإلتحاد المركزي‪:‬ينشأ األتحاد المركزي بطريقتين‬
‫أولهما‪:‬هي انضمام دولتين أو أكثر من أجل إقامة دولة واحدة في شكل اتحاد مركزي كالواليات المتحدة األمريكية‪ .‬و‬
‫‪.‬سويسرا و كندا و أستراليا‬
‫‪.‬ثانيهما‪:‬تفكك‪ .‬دولة موحدة الى عدة دويالت و تكوين اتحاد مركزي كاإلتحاد السوفياتي سابقا و المكسيك‬
‫و ينتهي أيضا بطريقتين كانهيار الدول و وفقا لقواعد القانون الدولي كان تقع تحت سلطة أجنبية أو تتحول من اتحاد‬
‫مركزي الى نوع اخر من األتحاد كاألتحاد التعاهدي أو يتحول الى دولة موحدة أو ينقسم الى دول مستقلة ذات سيادة‬
‫‪.‬مثلما حدث لألتحاد السوفياتي سنة ‪1991‬‬
‫د‪.‬سعيد بوشعير القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة ص‪131‬‬
‫‪:‬خصائص اإلتحاد المركزي‬
‫يتميز‪ .‬اإلتحاد المركزي كما سبق أن أشرنا باختصار شديد عن غيرة من أشكال الدولة بعدة خصائص أساسية نجملها في‬
‫‪:‬األتي‬
‫‪:‬توزيع االختصاصات بين الحكومة المركزية و الحكومات الواليات‪1-‬‬
‫‪:‬و تتوزع‪ .‬االختصاصات تلك وفقا للطرق األتية‬
‫اما أن تحدد على سبيل الحصر اختصاصات الحكومة المركزية و الباقي يترك للواليات و هي الطريقة التي اتبعها كل*‬
‫‪.‬من الواليات المتحدة األمريكية و سويسرا و األتحاد السوفياتي‬
‫‪.‬و اما أن تحدد اختصاصات‪ .‬حكومات الواليات و ما بقي يترك للحكومة المركزية و هو ما سارت عليه كندا‬
‫وجود دستور مكتوب‪ :‬ان توزيع االختصاصات بين الحكومة المركزية و حكومات الواليات يقتضي ضرورة وجود‪2-‬‬
‫‪.‬دستور مكتوب يلجأ اليه لبيان توزيع السلطة بين الهيآت المركزية و الهيآت المحلية في الواليات المشكلة لالتحاد‬
‫ضرورة وجود قضاء فيديرالي‪ :‬ان وجود قضاء مركزي يضع حدا للمشاكل التي يمكن أن تنشأ من جرائها منازعات‪3-‬‬
‫‪.‬بين الحكومة المركزية و حكومات الواليات فيتدخل القضاء المركزي للفصل فيها‬
‫تمثيل‪ .‬الدويالت في الهيئة التشريعية لألتحاد‪ :‬من مظاهر تأكيد استمرار بقاء الواليات كوحدة دستورية ‪،‬تمثلها في‪4-‬‬
‫‪.‬الهيئة التشريعية لألتحاد و ال يهم وجود تفرقة بين هذه الواليات‬
‫تمتع رعايا األتحاد بجنسية واحدة‪ :‬ان ظهور شخص دولي جديد يستتبع‪ .‬تمتع كل رعايا الدول التي اتحدت بجنسية‪5-‬‬
‫‪.‬واحدة هي جنسية دول األتحاد‬
‫ان قيام عالقات معقدة بين دول األتحاد و الواليات يحقق الحرية‪:‬ان قيام عالقات معقدة داخل األتحاد بين مختلف‪6-‬‬
‫الدول تكون لصالح الحرية فإذا كان األتحاد يسمح بقيام سلطة مركزية قوية تشعر بقوتها في الخارج‪،‬فإنها تكون بدون‬
‫خطر في الداخل نتيجة لتداخل الصالحيات بحيث أن السلطة المركزية تكون مجبرة غالبا على التفاوض مع الدويالت‬
‫الداخلية في األتحاد بدال من اصدار أوامر اليها(‪)1‬‬
‫د‪.‬سعيد بوشعير القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة ص ‪1- 133-132‬‬
‫‪.‬و مثالنا على ذلك النظام الفيديرالي السويسري‬
‫ان األتحاد المركزي السويسري تعود بوادره الى القرن ‪ 13‬حينما عقد اتفاق بين ثالث مقاطعات هي‬
‫اوري‪،‬سويتز‪،‬واينتروالدن ‪ 15/07/1291‬و تطور ليشمل ثمان مقاطعات ثم ثالث عشر و أخيرا اثنان و عشرون على‬
‫‪ .‬أثر اإلتحاد الفيديرالي في سنة ‪ 1815‬و المتوج بدستور ‪ 12/09/1848‬المعدل في سنة ‪1874‬‬
‫‪:‬الهيآت المركزية في اإلتحاد السويسري‬
‫مجلس الدولة الذي تمثل المقاطعات فيه بالتساوي و يهتم بالمسائل التشريعية و التنفيذية‪،‬غير أن هذه الوظيفة يعهد بها‬
‫‪.‬إلى مجلس اتحادي يختاره مجلس الدولة لمدة أربع سنوات و يمارس أعماله في النطاق الذي يحدده له مجلس الدولة‬
‫و توجد إلى جانب هذا المجلس محكمة فيدرالية أنشئت في سنة ‪ 1848‬عهد لها بحل المنازعات التي تقوم بين‬
‫المقاطعات و الدولة االتحادية و هو اختصاص يتزايد مهام الدولة الفيدرالية و تداخل االختصاصات بينهما و بين‬
‫‪.‬المقاطعات‬
‫و ما يتميز به اإلتحاد الفيدرالي السويسري هو األهمية الممنوحة للتطبيقات الديمقراطية و التمسك بها مما جعل الشعب‬
‫هو المحرك و المراقب للتحول الذي تعرفه الدولة السويسرية و هذا عن طريق أسلوب االستفتاء الذي يعد أهم مظهر من‬
‫مظاهر الديمقراطية المباشرة في سويسرا‪)1(.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫د‪.‬سعيد بوشعير القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة ص‪1-136‬‬

You might also like