Professional Documents
Culture Documents
السنة الدراسية2023/2022:
خــطـة البـحـث
*المقدمة
*خاتمة
*المرجع
مـقــدمــة
حيث سنتناول في هدا الفصل دراسة المركزية اإلدارية في ثالثة مباحث و التي ستقسم بدورها إلى ثالث
مطالب
المبحث األول :نظام اإلداري المركزي
المطلب األول :مفهوم النظام اإلداري المركزي
المركزية اإلدارية لغة تعني التوحيد و التجميع و التركيز حول نقطة مركزية معينة ( المركز ) و عدم التشتت و
التجزئة أما المركزية اإلدارية أو النظام اإلداري المركزي فيتصد به توحيد و حصر كل سلطة الوظيفة اإلدارية
في الدولة في يد السلطات اإلدارية المركزية ( رئيس الدولة و الوزراء وممثليهم) في أقاليم الدولة حيث يؤدي
هذا التركز و التوحيد و التجمع لمظاهر سلطة الوظيفة اإلدارية إلى وحدة أسلوب و نمط النظام اإلداري في
الدولة و إلى إقامة و بناء الهيكل اإلداري في الدولة على هيئة مثلث أو هرم متكون من مجموعة ضخمة من
الطبقات
و الدرجات ( فنيا ،علميا ،قانونيا و بشريا ) مترابطة ،متناسقة متدرجة يعلو بعضها البعض و هو ما يعرف
بالتدرج أو السلم اإلداري ( ) hierarchie administrativeو ترتبط كل طبقة أو درجة في السلم اإلداري
بالدرجة أو الطبقة التي تليها مباشرة برابطة وعالقة السلطة الرئاسية التي تعني حق و إمكانية استعمال قوة األمر
و النهي من أعلى وواجب الطاعة و الخضوع و التبعية من أسفا (. )1
كما تعرف المركزية على أنها تجمع السلطة في يد هيئة واحدة بحيث ال يبت في أي شأن من شؤونها دون
الرجوع إلى الرئاسة العليا و موافقتها عليه و ال يشترط في المركزية اإلدارية أن يكون الرئيس األعلى الذي
تتركز في يده السلطة فردا إنما يجوز أن يكون هذا الرئيس هيئة متكونة من عدة أفراد كما يجوز في النظام
المركزي تخويل الرؤوس حق إصدار القرارات التنفيذية دون حاجة إلى تصديق الرئيس األعلى و لكن في هذه
الحالة قرارات المرؤوس تخضع لسلطات رئيسيه الذي يكون له حق إلغاءها أو تعديلها (2
المطلب الثاني :النظام المركزي في ظل الدولة القديمة .
كانت الدولة القديمة -دولة الملكيات المطلقة – التي ترتكز دستوريا على نظرية الحق اإللهي المقدس و نظرية
التفويض اإللهي الغير مباشر ،حيث كانت تطبيق التركيز اإلداري المطلق و الجامد في نظام اختصاصاتها
ووظائفها اإلدارية حيث كانت تنحصر سلطة التقرير النهائي في كل شؤون الوظيفة اإلدارية و تتركز في يد
الملك الموجود في عاصمة الدولة و حرمان عمال الدولة وموظفيها على مختلف درجات و مستويات السلم
اإلداري للدولة حتى القاعدة من سلطة اتخاذ القرارات
و البت النهائي في مسائل و أمور الوظيفة اإلدارية التي يقومون بها ،بل يجب عليهم الرجوع إلى السلطة
اإلدارية المركزية ( سلطة الملك ) في كل صغيرة
و كبيرة فكان عمال وموظفي الدولة على مختلف مستويات و درجات النظام اإلداري مجرد أدوات و آالت فنية
تنفيذية بحت ى تبتكر أي جديدة في عالم الوظيفة اإلدارية للدولة و من أهم أسباب سياسة تركيز النظام اإلداري
المطلق الجامد في القديم نذكر ما يلي :
-1يعود وجود و سيادة النظام التركيز اإلداري الجامد المطلق في القديم إلى أن الدولة لم تكن تقوم و تضطلع
بوظائف إدارية معتبرة و أساسية ،بل كانت وظائفها اإلدارية ضيقة جدا ،فتنحصر و تتركز في اإلدارة
العسكرية و إدارة العدالة ،
و إدارة حفظ النظام ،و تجسدت مهام و أعمال الوظيفة اإلدارية في هذه الحقبة التاريخية أساسا في الدفاع ،و
الردع و إخضاع المحكومين ألوامر و سلطات الملوك و رغباتهم و أهوائهم .
-2جل اهتمامات سلطة الدولة كانت تتمركز حول وظيفة الحكم و تثبيت دعائمه
و بناء الدولة القوية الموحدة و المطلقة و الخروج من فوضى النظام اإلقطاعي و التخلص من الصراعات
الدستورية و السياسية التي كانت قائمة في ذلك الوقت بين الملوك و رجال الدين من جهة و بين الملوك و رجال
الدين و رجال اإلقطاع جهة أخرى ( صراع متعدد األطراف ) .
-3جو الفوضى الدستورية و السياسية و االجتماعية الذي كان يسود الدولة القديمة جعل الرأي العام يميل إلى
تفضيل إشباع رغبات و حاجات حكمه و تنظيمه سياسيا و اجتماعيا ،و تخلصيه من عبودية الصراعات التي
ضيعت الشعوب في متاهات الفوضى السياسية و الدستورية و االجتماعية ،فتأثرت الشعوب نفسيا ،
و تقبلت أولوية وظيفة الحكم على وظيفة اإلدارة في إدارة و تسيير شؤونها اإلدارية ،فلم تكن هناك تطلعات و
رغبات قوية و مسلحة للشعوب في المطالبة بحق المشاركة في إدارة و تسيير شؤونها اإلدارية وفقا إلدارة
ديمقراطية ال مركزية ،لذلك كان حتما أن يسود و يزدهر نظام التركز اإلداري الجامد المطلق في ظل الدولة
القديمة .
المطلب الثالث :مبررات النظام اإلداري المركزي ( أسس ) :
يلعب النظام المركزي اإلدارية دورا هاما في الحياة الدستورية و السياسية
و االجتماعية و اإلدارية و االقتصادية في الدولة ،و يتجلى ذلك من بيان بعض مزايا و فوائد نظام المركزية
اإلدارية كأسلوب من أساليب اإلدارة في الدولة الحديثة .
-1فالنظام اإلداري المركزي يؤكد و يدعم الوحدة الوطنية و الدستورية للدولة ،
و ذلك عن طريق حصر و تركيز السلطة اإلدارية في الدولة في يد الحكومة المركزية و إحكام الرقابة على
الوظيفة اإلدارية عن طريق الرقابة عليها من قبل السلطات اإلدارية المركزية ،و لذلك تتبنى و تعتمد كل الدول
و النظم المعاصرة النظام اإلداري المركزي لتدعيم وحدتها القانونية و الدستورية و السياسية الوطنية .
-2يؤدي النظام المركزي إلى تحقيق وحدة أسلوب و نمط الوظيفة اإلدارية في الدولة ،و يؤدي إلى ثبات و
استقرار اإلجراءات اإلدارية ووضوحها ودقتها ،األمر الذي يزيد من تقبلها و احترامها من قبل المواطنين و
التزامهم بها .
و يساهم نظام المركزية اإلدارية بهذه الميزة في القضاء على سبب من أسباب ظاهرة البيروقراطية المتمثل في
اإلجراءات اإلدارية و تداخلها و تناقضها
و غموضها على المواطنين .
-3أسلوب النظام اإلداري المركزي يعد األسلوب اإلداري األمثل الذي تستطيع بواسطة الدولة إدارة و تسيير و
تمويل المؤسسات و المرافق اإلدارية العامة الكبرى السياسية ( مرفق الدفاع الوطني مرفق العدالة ،مرفق
الشؤون الخارجية ،مرفق التعليم الوطني المرافق االقتصادية الكبرى ،وظيفة التخطيط ) ،فمثل هذه المرافق
العامة ال يمكن إدارتها و تسييرها و تمويلها إال بواسطة الدولة عن طريق النظام اإلداري المركزي .
-4يؤدي تطبيق نظام المركزية اإلدارية إلى تحقيق االقتصاد و التوفير في أموال
و موارد الدولة و يساعد على عدم اإلسراف و التبذير و اإلنفاق العام .
-5يلعب النظام اإلداري المركزي دورا هاما و متميزا في إدارة الدولة االشتراكية القائمة على أساس مبدأ
التخطيط العام الشامل ،فبواسطة أسلوب و نظام المركزية اإلدارية تستطيع الدولة االشتراكية ضمان و تحقيق و
حدة التنفيذ و التطبيق للخطط الوطنية و السياسية العامة السائدة في الدولة و الحيلولة دون الخروج على أهداف
الخطط الوطنية و السياسات العامة المراد تحقيقها و تنفيذها في الدولة .
المطلب الرابع :عناصر نظام المركزية اإلدارية .
-1تركيز و حصر سلطة الوظيفة اإلدارية المركزية :من عناصر و مقومات النظام المركزي اإلداري حصر و
تجميع سلطة الوظيفة اإلدارية و تركيزها في يد سلطات اإلدارة المركزية للدولة ،أي تجميع و حصر سلطات
التقرير و البت النهائي في جميع شؤون و مسائل الوظيفة اإلدارية في السلطات اإلدارية المركزية المتمثلة في
رئيس الوزراء و الوزراء أصال في ظل النظام البرلماني ،أو في رئيس الجمهورية ثم الوزراء من بعده في ظل
النظام الدستوري الرئاسي ،و حق إصدار القرارات اإلدارية النهائية و الباتة في الشؤون و المسائل المتعلقة
بالوظيفة اإلدارية في الدولة و سلطة تعديل هذه القرارات أو إنهائها و إلغائها هو سلطة
و حق مقرر و منجوز لرجال السلطة اإلدارية المركزية ( الوزير األول و الوزير أصال في ظل النظام
الدستوري البرلماني ،ورئيس الجمهورية و الوزراء في نطاق ضيق في ظل النظام الدستوري الرئاسي ) ..
كذلك يدخل في إعداد السلطات اإلدارية المركزية ممثلي اإلدارة المركزية في أقاليم و مناطق الدولة ( الوالة مثال
) حيث يتبع هؤالء الممثلين للسلطات اإلدارية المركزية و يرتبطون بها لعالقة التبعية
و الخضوع المباشر لها ،
و إعطائهم قسطا و قدرا معلوما من سلطة اتخاذ القرارات اإلدارية النهائية ،إال أن ذلك ال يعني أنهم أصبحوا
مستقلين عن السلطات اإلدارية المركزية ألنهم مازالوا يرتبطون بالسلطات اإلدارية المركزية برابطة السلطة
الرئاسية و الخضوع لها .
-2السلم اإلداري و التدرج اإلداري :إن فكرة التدرج اإلداري كعنصر من عناصر النظام اإلداري المركزي
يعني أن يتخذ الجهاز اإلداري أو هيكل النظام اإلداري في الدولة المتكون من مجموعة من األجهزة و الوحدات
اإلدارية المختلفة و مجموعة القواعد القانونية و الفنية المكونة له ،و المتكون أيضا من مجموعة العاملين الذين
يعملون باسم الدولة و لحسابها يجب أن يتخذ هذا الهيكل شكل وهيئة مثلث أو هرم مترابط و متتابع الدرجات و
المستويات و الطبقات يعلو بعضها فوق البعض و ترتبط كل درجة أو طبقة من هذا السلم اإلداري أو التدرج
اإلداري بالدرجة التي تليها مباشرة برابطة و عالقة قانونية مباشرة هي رابطة و عالقة السلطة اإلدارية و
الهيمنة من أعلى رابطة التبعية و الخضوع و الطاعة من أسفل .
و أن أي انعدام أو فقدان للترابط للتردج و التسلسل اإلداري المترابط في هيكل وبناء النظام اإلداري على مستوى
من مستوياته بالنسبة ألية وحدة أو هيئة إدارية من الوحدات و الهيئات المكونة لهذا النظام اإلداري ،يجعل هذه
الوحدة أو الهيئة
أ و الجماعة اإلدارية التي ال تصبح تندمج في التدرج اإلداري و ترتبط بدرجات
و طبقات هذا التدرج اإلداري .
برابطة و عالقة السلطة الرئاسية ،يجعل هذه الوحدة منفصلة و مستقلة عن النظام اإلداري المركزية للدولة ،و
هو غالبا ما يتحقق عن طريق منح هذه الوحدة أو الهيئة اإلدارية أو المجموعة اإلدارية الخارجة عن التدرج
اإلداري فكرة الشخصية المعنوية مما يجعلها مستقلة عن السلطات اإلدارية المركزية استقالال إداريا و منفصلة
عن تدرج النظام اإلداري لإلدارة المركزية .
-3فكرة السلطة الرئاسية و يمكن أن تعرف السلطة الرئاسية قانونيا و فنيا تعريفا عاما بأنها القوة أو الديناموا
الذي يحرك التدرج أو السلم اإلداري و القائم عليه النظام اإلداري المركزي في الدولة و مفهوم السلطة الرئاسية
في على اإلدارة العامة و القانون اإلداري هي حق و سلطة استعمال قوة األمر و النهي من أعلى طرف الرئيس
اإلداري المباشر و المختص وواجب الطاعة و الخضوع و التبعية من طرف المرؤوس المباشر للرئيس اإلداري
المباشر المختص ففكرة السلطة الرئاسية تتألف من عنصرين هما :
أ -حق استعمال سلطة أو قوة األمر و النهي فالرئيس اإلداري أن وجد على طول *مستويات تدرج السلم اإلداري
للقطاع اإلداري في الدولة يملك حق استعمال سلطة إصدار و توجيه مجموعة من األوامر و النواهي الملزمة
للموظف أو العامل العام المرؤوس له مباشرة و يمارس في مواجهته مجموعة من السلطات و المكنات سواء
على شخص المرؤوس كعامل عام لإلدارة العامة تابع للدولة أو على أعماله الوظيفية.
ب -واجب و التزام الطاعة و الخضوع و التبعية من قبل الموظف أو العامل العام المرؤوس :فالمرؤوس من
واجباته و التزاماته الوظيفية واجب هو إطاعة أو أمر
و نواهي رئيسه اإلداري المباشر فالمرؤوس ليس ملزما فقط بالخضوع و الطاعة
للقوانين و اللوائح و النظم العامة في الدولة بل هو ملزم قانونا أيضا بالخضوع ألوامر و نواهي و توجيهات و
تعليمات رئيسية اإلدارية و إطاعتها و تنفيذها في حدود القانون ،وكل إخالل التزامات واجب الطاعة من قبل
المرؤوس ألوامر
و نواهي رئيسه اإلداري المباشر يعد و يكون خطأ إداري تأديبيا بعقد و ترتيب المسؤولية التأديبية للعامل أو
الموظف المرؤوس جزاؤها توقيع عقوبات تأديبية عليه فالرئيس اإلداري الموجود في أي مرتبة أو درجة على
أية مستوى من مستويات السلم و التدرج اإلداري يخول سلطة و حق تحريك و استعمال سلطات
و مكنات السلطة الرئاسية في مواجهة العامل العام المرؤوس المباشر للرئيس اإلداري المباشر
البحث الثاني :صور المركزية اإلدارية
على يتعذر إذ المفهوم ،بهذا دائما يتحقق ال العاصمة في المتواجدة اإلدارة في اإلدارية الوظيفة حصر كونه
اإلدارية المركزية نظام إن بأالف تقدر مسافات العاصمة عن تبعد أقاليم هناك أن سلمنا إذا خاصة الدولة ،إقليم
كل في والمهام الوظائف بكل القيام المركزية اإلدارة إشرافها توجيهها تحت إقليميا متواجدة إدارية أجهزة
بواسطة اإلقليم ذلك بتسيير الحالة هذه في تقوم فهي الكيلومترات ، ،لذلك قسم الفقه هذا األسلوب إلى صورتين
( (1
يعني التركيز االداري أن يستأثر الرئيس االداري وحده بسلسلة اتخاذ القرارات والبت في االمور الداخلة في
اطار اختصاصه ،دون أن يشاركه في ذلك أحد من أعضاء السلطة االدارية اآلخرين .وذلك سواء أكان هذا
الرئيس رئيسا للجمهورية أم رئيسا للوزراء ،أم وزيرا ،أم رئيسا الحدى السلطات الالمركزية المحلية أم
المرفقية ،أم غير ذلك من الرؤساء الكبار .
والتركيز االداري الكامل قليل الحدوث عمال ومنتقد من الناحية التنظيمية .ويعتبر حسن توزيع سلطة اتخاذ
القرارات بين أعضـاء الجهاز االداري من أهم أسباب نجاحه في أداء مهامه .وقد تأكد بالدراسة والتجربة أن
تركيز سلطة اصدار القرارات والفصل في مختلف االمور الالزمة لتشغيل االدارة في يد رئيسها الذي يحتسا،
أعلى درجات سلمها االدارى يؤدى الى عجزه عن تصريف شئونها ،فيضطـر النهاية وتحت ضغط كثرة العمل
الى الموافقة والتوقيع بال فحص أو دراسة كافية على ما يعرض عليه من أوراق وملفات بعدها موظفون غير
مسئولين عما تتضمن من قرارات .كما يؤدى تركيز سلطة اصدار القرارات في يد الرئيس االداري االعلى الى
اضاعة الوقت واطالة االجراءات وتعطيل االمور دون مبرر مقبول .وقد أثبتت التجارب ذلك في البالد المختلفة
على وجه الخصوص(. )٢
المطلب الثاني :عدم التركيز
يقصد بعدم التركيز االداري أن يتم توزيع سلطة اتخاذ القرارات والبت في االمور بين الرئيس االداري وبين
بعض أعضاء السلطة االدارية ،سواء وجدوا في العاصمة أو خارجها ،فيكون لهؤالء االعضاء اصدار
القرارات االدارية في بعض المسائل دون الرجوع الى الرئيس .
ونظـام عدم التركيز االداري بهذا المعنى يمكن أن يتواجد بصرف النظر عن مركزية أو ال مركزية النظام
االداري المطبق ،ما دامت سلطة اتخاذ القرار تنتقل من يد الرئيس االعلى الى عضو آخر من أعضاء نفس
السلطة االدارية :مركزية كانت أم ال مركزية .
ويؤدى تطبيق نظام عدم التركيز االداري الى تالفي عيوب نظـام التركيز االداري ،وتحقيق أهم مزايا
الالمركزية االدارية .وذلك دون ان يترك مجاال للتخوف من المساس بوحدة السياسة االدارية المطبقـة او من
تعسف اعضاء السلطة االدارية المزودين بقدر من سلطة اتخـاذ القارات ،ما دام الرئيس االداري يحتفظ بسلطته
الرئاسية على مرؤسيه ويقوم بتوجيههم الى ما يراه الزما لحسن سير االدارة .و يختلف التركيز االداري عن
الالمركزية االدارية من حيث وحـدة أو تعدد االشخاص المعنوية العامة المتصلة باصدار القرار .ففي نظام عدم
التركيز االداري تنتقل سلطة البت في االمور من الرئيس االداري الى أحد مرؤسيه أو غيرهم من أعضاء نفس
الشخص االعتباري العام ،مركزيا كان أم المركزيا .أما في نظام الالمركزية اإلدارية ان جانبـا من
االختصاص االداري ينتقل من السلطة المركزية الى سلطة ال مركزية ،أي الى شخص معنوی آخر ويتحقق
عدم التركيز االداري أما عن طريق توزيع االختصاص بنص القانون بين أعضاء السلطة اإلدارية بحيث يكون
لبعضهم سلطة اتخاذ القرار دون الرجوع الى الرئيس اال على ،و أما عن طريـق تفويض السلطة بأن يعهد
الرئيس اإلداري ببعض اختصاصاته ألحد أعضاء السلطة اإلدارية التي يرأسها()٣
هو نقل وتحويل جزء من الصالحيات والسلطات اإلدارية من مستوى إلى مستوى آخر أقل منه ،أو هو اسناد
الرئيس اإلداري بعض الصالحيات إلى معاونيه المباشرين ،وتحكم التفويض العديد من الشروط:
وجوب وجود نص قانوني يميز التفويض :وذلك بمقتضى النصوص الدستورية أو القوانين أو المراسيم
التنظيمية.
-أن يكون التفويض جزئيا :فال يجوز أن يفوض الرئيس اإلداري جميع اختصاصاته ،ألن ذلك يعد تنازال عن
مزاولة أعماله التي أسندها القانون له - .بقاء الرئيس المفوض مسؤوال :رغم التفويض يبقى الرئيس المفوض
مسؤوال عن األعمال التي فوضها - .يجب أن يكون التفويض مؤقتا :وعادة ما تقترن المدة ببقاء الرئيس اإلداري
أو ببقاء المفوض إليه في مركزه ،والتفويض معناه تفويض السلطة دون المسؤولية ،كما أنه ال يجوز للمفوض
إليه أن يقوم بإعادة التفويض نفسه إلى من هم أدنى منه في السلم الوظيفي.
قد يأخذ التفويض اإلداري إحدى الصورتين ،فقد يكون تفويضا لالختصاص ،وقد يكون تفويضا للتوقيع فقط.
• تفويض االختصاص :يقصد به أن يعهد صاحب االختصاص (الرئيس) بممارسة جانب من اختصاصه إلى
موظف آخر طبقا لما تقتضيه األوضاع القانونية.
تفويض التوقيع :يقتصر دوره على مجرد توقيع المفوض إليه على بعض القرارات الداخلة في اختصاص
السلطات األصلية ولحسابها وتحت رقابتها ،فهو مجرد عمل مادی ،حيث يوقع المفوض إليه على وثيقة سبق أن
أعدتها السلطة األصلية المختصة (.)4
( )1محاضرات في القانون اإلداري كوسة جميلة جامعة اليمين دباغين ص 20
( )2القانون اإلداري لمحمد ماجد راغب لحلو المكتبة القانونية لدار مطبوعات الحديثة ص 104/ 103/ 102
( )4محاضرات في القانون االداري كوسة جميلة جامعة اليمين دباغين ص 22
وهكـذا فـإن التنظـيم اإلداري المركـزي قـد عـرف تطـورا كبيـرا منـذ بدايـة السـبعينات وذلـك انطالقـا مـن مال
يـركز ة مـع التركيـز اإلداري ،أو المركزيـة المطلقـة و الحصـرية التـي ال تـدع مجـاال للهيئـات المحليـة علـى
المســتوى اإلقليمــي بتــنفس الصــعداء دون اتخــاذ القــرارات ولــو كانــت بســيطة بــل ال بــد مــن الرجــوع
الســلطة المركزيـة بالعاصـمة ،وأن هـذا التركيـز اإلداري قـائم علـى مجموعـة مـن األسـس مـن أهمهـا :السـلطة
الرئاسـية بمعنــى أن جميــع المــوظفين يخضــعون لرؤســائهم فــالموظف األقــل درجــة فــي الســلم اإلداري
مــرورا بعــدم التركيز اإلداري أو الال تمركز الذي أعطى نوعا من الحرية لممثلي السلطة المركزية على
الصـعيد المحلـي في اتخاذ القـرارات والتـدابير الالزمـة لسـير المرافـق المحليـة دون الرجـوع أو طلـب اإلذن
مـن الحكومـة المركزية بالعاصمة ،وهذه السياسة قائمة على مبدأ التفويض وجاءت لتخفيف العبء على الجهاز
المركزي .وللمركزية اإلداريـة مزايـا كمـا أن لهـا عيـوب أيضـا ،وأهـم مـا تتميـز بـه المركزيـة اإلداريـة هـو
المؤسسـة الرئاسية وما خول لها الدستور من سلطات واختصاصات سواء في المجال اإلداري والتنظيمي أو فـي
المجـال القضائي وأيضـا فـي أعضـاء الحكومـة المكونـة مـن الـوزير األول وبـاقي الـوزراء وكتـاب الدولـة
واألمانـة العامـة للحكومة والكاتب العام .لكن رغم كل هذا التحول في طريقة العمل التي نهجتها الدولة فهذا لم
يكن كافيـا نظـرا للضـغط الكبيـر والمستمر الذي أثقل كاهل الحكومة المركزية ،والتي لم تعد قـادرة علـى تحمـل
جميـع مشـاكل الجهـات المحليـة ،ممـا دفعهـا إلـى انتهـاج أسـلوب آخـر فـي تـدبير وتسـيير الدولـة ،أال وهـو
الالمركزيـة الجهويـة التـي خففـت وطـأ العبء قليال على المركز .ومع هذا فال زال األمر على ما هو عليه ،إذ ال
زالت الممارسـات السـابقة فـي إطـار المركزيـة اإلداريـة قائمة إلى حد اآلن ولم يستطع الرؤساء اإلداريون
الخروج عن الـنمط السـابق فـي اإلدارة بحيـث أنهـم ال يزالـون يمارسون مهامهم وسلطاتهم كما في السابق،
وكأن أي تغيير لم يحدث.
المراجع:
كتاب القانون اإلداري ،د محمد الصغير بعلي ،كتاب القانون اإلداري (التنظيم االداري) ،دار العلوم
كتاب مبادئ القانون اإلداري الجزائري لألستاذة :قصير مزياني فريدة
عنوان الكتاب :مبادئ القانون إداري الجزائري اسم المؤلف :قصير،مزياني فريدة العنوان البيبليوغرافي :باتنة :مطبعة
قرفي2001،
.1
قائمة المراجع 1- :توفيق السعيد" :مدخل لدراسة القانون اإلداري" ،الطبعة األولى 2- 2006
2عبد اهللا إدريسي" :محاضرات في القانون اإلداري" ،الجزء األول :المرفق العام التنظيم اإلداري ،طبعة - .1995
3المصطفى الخطابي" :القانون اإلداري والعلوم اإلدارية" ،طبعة 4- .1993
4عبد القادر مساعد ،أحمد أجعون" ،التنظيم اإلداري" طبعة 5- .2005
5محمد يحيى «المغرب اإلداري» الطبعة الثالثة6- . 2001 ،
6مليكة الصروخ" :القانون اإلداري" دراسة مقارنة ،طبعة أكتوبر 7- .2001
7محمد كرامي ،القانون اإلداري التنظيم اإلداري ،النشاط اإلداري ،الطبعة األولى.2000 ،
8-اشركي افقير عبد اهللا ،علي الحنودي ،الوجيز في دراسة المبادئ األساسية للقانون العام ،طبعة . 2006-2005جامعة زيان
عاشور بالجلفة مجلة الحقوق والعلومـ اإلنسانية -دراسات إقتصادية ) – 24)1المركزية اإلدارية وعالقتها باإلدارة العامة - 205
9الدكتور الحاج الشكرة ،القانون اإلداري النشاط اإلداري الطبعة األولى - . 2005
10محمـــد معتصـــم" ،الـــنظم السياســـية المعاصـــرة" الطبعـــة األولـــى ،المحاضـــرات فـــي مـــادة القـــانون اإلداري ،
فبرايـــر .