You are on page 1of 10

‫بحث حول ‪:‬‬

‫النظام الرئاسي‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫إذا ك ان النظ ام البرلم اني كأح د أس اليب الحكم في إط ار النظ ام ال ديمقراطي الني ابي ق د نش أ‬
‫وتطور في إنجلترا‬

‫أوال قبل أن ينتشر خارجها‪،‬فإن النظام الرئاسي بدوره قد نشأ وتطور في الو م أ ‪.‬‬

‫وإ ذا كان النظام البرلماني يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات مع وجود نوع من التعامل بين‬
‫ك ل من الس لطة التش ريعية والتنفيذي ة ‪،‬ف إن النظ ام الرئاس ي يق وم على أس اس الفص ل الت ام بين‬
‫السلطتين ‪.‬ويتميز أيضا وبصفة جوهرية بالفصل المطلق والتام بين السلطات ‪،‬غير أن هناك‬
‫بعض اإلستثناءات على هذا الفصل المطلق في عالقة السلطتين ‪،‬استثناءات محدودة مصدرها‬
‫الدستور أحيانا والتطورات العملية في أحيان أخرى ‪.‬‬

‫واإلشكالية المطروحة ‪:‬ماهي األسس التي يقوم عليها هذا النظام؟‬

‫وس وف نب دأ بدراس ة أرك ان النظ ام‪،‬ثم نبحث بع د ذل ك كيفي ة تط بيق ه ذا النظ ام في ال و م أ‬


‫باعتبارها بلد نشأة وتطور ذلك النظام‪.‬‬

‫خط ـ ـ ــة الب ـح ــث ‪:‬‬

‫المقــدمـة‬

‫المبـحث األول ‪ :‬مفهـوم النظام الرئاسي ودعـائـمه‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم النظام الرئاسي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دعائم النظام الرئاسي‬

‫البــحث الثاني ‪ :‬تطبـيـق النظام الرئاسي في الواليات المتحـدة األمريـكيـة‬

‫المطلب األول ‪ :‬أركـان النظام الرئاسي‬

‫المطلـب الث اني ‪ :‬اإلس تثناءات القانوني ة ال تي رس خها الدس تور و اإلس تثناءات ال تي فرض تها‬
‫الظروف‬
‫السياسية‬

‫خاتمة‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهـوم النظام الرئاسي ودعـائـمه‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم النظام الرئاسي‬

‫النظ ام الرئاس ي ه و نظ ام يق وم على أس اس االس تقالل والفص ل الكب ير بين الس لطة التش ريعية‬
‫والتنفيذية وعدم إمكانية تأثير إحداهما على األخر الشيء الذي يؤدي إلى وجود توازن بينهما‬
‫بحكم االس تقاللية وليس بحكم وس ائل الت أثير المتب ادل مثلم ا ه و الح ال في النظ ام البرلم اني‪،‬‬
‫ويعت بر النظ ام األم ريكي ه و النم وذج المث الي للنظ ام الرئاس ي من الناحي ة النظري ة على‬
‫األقل‪،‬ويقوم النظام الرئاسي على دعائم وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دعائم النظام الرئاسي‬

‫‪ 1‬أحادي ة الس لطة التنفيذي ة‪:‬رئيس الدول ة ه و نفس ه رئيس الحكوم ة ينتخب ه الش عب بواس طة‬
‫االق تراع المباش ر ‪.‬البرلم ان والس لطة التنفيذي ة يكون وا في كف ة واح دة ألن كليهـما منتخ بين من‬
‫ط رف الش عب‪،‬كم ا أن ال رئيس وال ذي يق وم باختي ار ال وزراء ال ذين يس اعدونه ‪،‬كمال ه ح ق‬
‫عزلهم ‪،‬كم ا أن ال وزراء يخض عون ل رئيس الجمهوري ة خض وعا تام ا ويتبع ون السياس ة العام ة‬
‫التي يضعها الرئيس ‪،‬لهذا فهم ليسوا مسؤولين أمام البرلمان بل أمامه فقط‪،‬الشيء الذي يجعل‬
‫الوزراء مجرد كتاب للدولة فهم يطبقون توصيات وبرنامج الرئيس ‪.‬‬

‫‪ 2‬الفص ل الت ام بين الس لطات‪ :‬وهن ا أيض ا نلح ظ التقاب ل واالختالف الج وهرى بين النظ ام‬
‫البرلم اني والنظ ام الرئاس ي ‪.‬ففي النظ ام البرلم اني ـ كم ا س بق أن رأين ا ـ يوج د تع اون ورقاب ة‬
‫متبادل ة بين الس لطة التشريعية والس لطة التنفيذي ة ‪ ،‬فالفص ل بين الس لطتين هو إذن فص ل نسبي‬
‫أوم رن ‪.‬ولكن في النظ ام الرئاسي تسود فكرة الفص ل الت ام بين الس لطات ‪ ،‬فلقد تأثر واضعوا‬
‫الدستور األمريكي في عام ‪1787‬بأفكار مونتسكيو عن مبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬ولكنهم لم‬
‫يأخذوا بالفصل المرن بل أرادوا تحقيق الفصل التام بين السلطة التشريعية والس لطة التنفيذية‬
‫دون أي تداخل بين السلطتين ‪،‬وذلك بهدف تحقيق التوازن والمساواة الكاملة بينهما‪.‬‬

‫السلطة التنفيذية ‪:‬الرئيس فهو الذي يتولى تحديد سياسة الدولة داخليا وخارجيا ‪،‬ويشرف على‬
‫تنفي ذها عن طري ق األع وان ال ذين يخت ارهم ‪ ،‬وه و يتص رف في كاف ة هياك ل وأجه زة الدول ة‬
‫ومرافقه ا ‪ ،‬ويتمت ع بالس لطة التنظيمي ة ‪،‬وليس ل ه الح ق في المب ادرة بالتش ريع بط رق مباش رة‬
‫ورسمية ‪،‬حتى وان كان يمارس ذلك بطريق غير مباشرة‪.‬‬

‫الس لطة التش ريعية ‪ :‬يتك ون البرلم ان من ن واب المنتخ بين من ط رف الش عب‪،‬وق د يتش كل من‬
‫مجلس واحد أو مجلسين والبرلمان مستقل تماما عن الرئيس‪.‬‬

‫الس لطة القض ائية ‪ :‬تتمث ل في األجه زة القض ائية ‪،‬قم ة الجه از القض ائي وه و المحكم ة العلي ا‬
‫الدس تورية وهي مس تقلة في ممارس ة وظيفته ا ألن القض اة معي نين من ط رف ال رئيس ‪،‬ويبق ون‬
‫أحيان ا م دى الحي اة مم ا ي ؤدي بش عورهم باالس تقاللية والحري ة ‪ ،‬وك ذلك ب أنهم يتمتع ون‬
‫بالحصانة ‪.‬‬

‫وفيما يلي عرض لمظاهر هذا الفصل التام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‪:‬‬

‫‪ 1‬ال يجوز الجمع بين المنصب الوزاري وعضوية البرلمان‬

‫‪ 2‬ال يج وز لل وزراء دخول البرلم ان لش رح سياس ة ال رئيس او ال دفاع عنه ا أو ح تى لمناقش تهم‬
‫من جانب البرلمان‪.‬‬

‫‪ 3‬ليس من حق رئيس الجمهورية أقترح القوانين على البرلمان ‪.‬‬

‫‪ 4‬ليس من ح ق الس لطة التنفيذي ة إع داد مش روع الميزاني ة ‪،‬فالبرلم ان ه و ال ذي يع د الميزاني ة‬


‫العام ة للدول ة عن طري ق لجان ه الفني ة ويق وم بمناقش تها وإ قراره ا‪،‬وك ل م ا يس مح ب ه من ج انب‬
‫الس لطة التنفيذي ة ه و تق ديم تقري ر س نوي ي بين الحال ة المالي ة للدول ة ومص روفات الحكوم ة في‬
‫السنة المنقضية و احتياجاتها للسنة الجديدة‪.‬‬

‫‪ 5‬ال توجد رقابة من جانب البرلمان على رئيس الجمهورية والوزراء‪،‬فرئيس الجمهورية غير‬
‫مسؤول سياسيا أمام البرلمان ‪،‬وكذلك ال يجوز للبرلمان أن يوجه أسئلة أو استجوابات للوزراء‬
‫‪،‬كم ا ال يج وز ل ه مس اءلتهم سياس يا وط رح الثق ة بهم للتص ويت وإ ق التهم‪.‬ف الوزراء ليس وا‬
‫مسؤولين سياسيا سوى أمام الرئيس وحده الذي قام بتعيينهم وله وحده حق عزلهم‪.‬‬

‫أم ا من الناحي ة الجنائي ة فق ط‪،‬ف رئيس الجمهوري ة وال وزراء تمكن أن يكون وا موض ع اته ام‬
‫ومحاكمة أمام البرلمان عن الجرائم التي يرتكبونها‪.‬‬
‫‪ 6‬كذلك ليس للسلطة التنفيذية أي رقابة على البرلمان‪.‬فال يجوز لرئيس الجمهورية حق دعوة‬
‫البرلمان الجتماعاته السنوية العادية‪.‬‬

‫‪ 7‬كذلك ال يجوز للرئيس حل البرلمان‪،‬ونحن نعرف أن حق السلطة التنفيذية في حل البرلمان‬


‫يتحقق في النظام البرلماني كسالح يقابل ويوازن حق البرلمان في تحريك المسؤولية السياسية‬
‫للوزراء‪،‬ولكن في النظام الرئاسي ال يحق لرئيس الجمهورية حل البرلمان ومن ناحية المقابلة‬
‫ال يحق للبرلمان مساءلة الرئيس أو وزرائه من الناحية السياسية‪.‬‬

‫كما نرى النظام الرئاسي يعمل على إقامة الفصل التام بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ‪ ،‬و‬
‫يستهدف النظام الرئاسي من ذلك تحقيق المساواة الكاملة بين سلطتين واستغالل كل سلطة عن‬
‫األخ رى بش كل كام ل‪،‬ولكن إذا ك انت القاعدة أو األص ل الع ام هو الفص ل المطل ق إال أن هن اك‬
‫حاالت استثنائية وردت في الدستور األمريكي وتمثل نوعا من التعاون والرقابة المتبادلة بين‬
‫السلطتين التنفيذية والتشريعية‪،‬ولكننا نكرر أن تلك حاالت استثنائية محدودة (وسيتم ذكرها في‬
‫المبحث الثاني في المطلب الثاني) ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬تطبيق النظام الرئاسي في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫الوالي ات المتح دة هي البل د النم وذجي للنظ ام الرئاس ي حيث نش أ فيه ا بمقتض ى دس تور ‪1787‬‬
‫المطب ق ح تى اآلن م ع التع ديالت المتالحق ة ال تي ط رأت علي ه نتيج ة تط ور المجتم ع‬
‫األم ريكي‪.‬ونظ را ألن النظ ام الرئاس ي يق وم ركن فردي ة الس لطة التنفيذي ة حيث ت تركز ه ذه‬
‫الس لطة في ي د رئيس الجمهوري ة وعلى ركن الفص ل المطل ق بين الس لطتين التنفيذي ة‬
‫والتشريعية‪،‬لذلك فإننا ندرس الحكم الرئاسي األمريكي من حيث مركز رئيس الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ومن ناحية الكونغرس وعالقته بحكومة الرئيس‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬أركان النظام الرئاسي‪.‬‬

‫الفرع‪ 1‬الرئيس‪:‬هو أقوى رجل في الدولة وهو زعيم األمة المنتخب‪.‬وقد أراد واضعوا دستور‬
‫‪ 1787‬في م ؤتمر فيالدلفي ا أن يك ون ال رئيس قوي ا ليس فق ط بانتخاب ه عن طري ق الش عب‬
‫ومندوب الشعب‪،‬بل بالذات قويا بسلطته وامتيازاته الدستورية‪.‬فهو رئيس السلطة التنفيذية اسما‬
‫وفعال ويمارس ها بنفس ه ووزراؤه ليس وا س وى كت اب دول ة الت ابعين ل ه وليس لهم اس تقالل عن‬
‫الرئيس‪ .‬والرئيس هو القائد العام للقوات المسلحة بما لذلك من أهمية في أمريكا ‪.‬كذلك رئيس‬
‫الجمهوري ة يض ع السياس ة العام ة للدول ة في ال داخل والخ ارج بج انب اختصاص ات أخ رى‬
‫كثيرة ‪.‬‬

‫وسنعالج بقدر من التركيز جميع النقاط الهامة بالرئيس األمريكي‪:‬‬

‫ا ‪ -‬أن يكون أمريكيا بالمولد ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أن يبلغ من العمر ‪ 35‬سنة على األقل ‪.‬‬

‫جـ‪ -‬أن يكون قد أقام في الواليات المتحدة ‪ 14‬سنة‪.‬‬

‫اختصاص ات ال رئيس‪:‬يتمت ع ال رئيس باختصاص ات واس عة ومتنوع ة تش مل ك ل ن واحي الس لطة‬


‫التنفيذية التي تتركز أساسا في أيدي الرئيس بصفة أصلية ومباشرة‪.‬وهناك اختصاصات أخرى‬
‫ذات طابع قضائي أو طابع تشريعي‪.‬‬

‫رئيس الجمهوري ة في النظ ام الرئاس ي ه و رئيس الحكوم ة في نفس ال وقت فال يوج د مجلس‬
‫وزراء ل ه كي ان مس تقل عن ال رئيس‪،‬ب ل إن ال رئيس ه و ال ذي يعين وزرائ ه ويع زلهم ويح دد‬
‫اختصاصاتهم كيفما يشاء‪،‬وال يلتزم عند وضعه لسياسة الدولة باستشارة وزرائه‪.‬‬

‫تنفي ذ الق وانين‪:‬الم ادة الثاني ة من الدس تور األم ريكي تؤك د واجب رئيس الجمهوري ة في تنفي ذ‬
‫القوانين التي يضعها الكونغرس تنفيذا كامال‪.‬وهذا هو جوهر اختصاص أية سلطة تنفيذية‪.‬‬

‫تعيين الموظفين‪:‬الرئيس يرشح ثم يعين بعد موافقة مجلس الشيوخ كبار الموظفين مثل الوزراء‬
‫والقناصل وقضاة المحكمة العليا‪.‬‬

‫إصدار اللوائح االدارية‪:‬هي أساس اللوائح التنفيذية للقوانين االتحادية‪،‬كما يصدر بعض اللوائح‬
‫التنظيمية والتي تسمى باللوائح المستقلة ألنها ال تصدر تنفيذا لقانون معين وإ نما لتنظيم بعض‬
‫المراف ق أو المص الح العام ة‪،‬وهن اك م ا يس مى ب اللوائح التفويض ية ال تي يص درها ال رئيس بن اء‬
‫على تف ويض من الك ونغرس في موض وعات هي أص ال من اختصاص ات الك ونغرس مث ل ه ذه‬
‫التفويض ات التش ريعية الص ادرة من الك ونغرس يمكن أن تعت بر من مظ اهر التع اون بين‬
‫السلطتين في النظام الرئاسي‪.‬‬

‫االختصاصات الحربية‪:‬وزع الدستور األمريكي السلطات في المسائل الحربية والعسكرية بين‬


‫الكونغرس وبين رئيس الجمهورية‪.‬فالكونغرس يختص بإعالن الحرب والتجنيد و إنشاء القوات‬
‫المسلحة‪،‬ووضع القواعد الالزمة لتنظيمها‪.‬أما الرئيس فهو بنص الدستور يعتبر القائد األعلى‬
‫للقوات المسلحة‪.‬‬

‫االختصاص ات ذات الط ابع السياس ي‪:‬يختص ال رئيس وح ده ب االعتراف بال دول والحكوم ات‬
‫األجنبية‪،‬واستقر الرأي على انفراد الرئيس بذلك دون إشراك الكونغرس معه على اعتبار أن‬
‫االعتراف اختصاص تنفيذي‪،‬والقاعدة العامة هي الفصل التام الذي يمنع الكونغرس من التدخل‬
‫في المسائل التنفيذية‪.‬كما له الحق في عقد المعاهدات الدولية‪.‬‬

‫االختصاص ات ذات الط ابع القض ائي‪:‬يعطي الدس تور لل رئيس ح ق إلغ اء العقوب ة الجنائي ة أو‬
‫تخفيض ها أو إيق اف تنفي ذها‪،‬وأيض ا ح ق العف و عن الج رائم ال تي ت رتكب ض د ق وانين الوالي ات‬
‫المتحدة‪.‬ولكن الغريب هو االعتراف للرئيس بحق العفو عن الجرائم ‪،‬وسر الغرابة في األمر‬
‫أن التج ريم ورف ع وص ف التج ريم عن بعض األفع ال ه و من اختص اص البرلم ان في ك ل‬
‫األنظمة النيابية‪،‬ومن ثم إعطائه لرئيس الجمهورية يمثل مخالفة لبدأ الفصل التام بين السلطات‬
‫الذي يتأسس عليه النظام الرئاسي‪.‬‬

‫االختصاص ات ذات الط ابع التش ريعي‪:‬اس تثناء على مب دأ الفص ل المطل ق بين الس لطات هن اك‬
‫ح االت اس تثنائية قرره ا الدس تور‪،‬ويتحق ق فيه ا بعض التع اون والت أثير المتب ادل بين‬
‫الس لطات‪.‬وبن اءا على ذل ك يس مح الدس تور لل رئيس من قبي ل االس تثناء الت دخل في النش اط‬
‫التشريعي للكونغرس من ناحتين‪:‬‬

‫ا‪ -‬يحق للرئيس أن يقدم للكونغرس توصيات تشريعية خاصة بأحوال االتحاد من وقت آلخر‪.‬‬

‫ب‪ -‬للرئيس حق االعتراض التوقيفي على القوانين التي أقرها الكونغرس بمجلسيه‪،‬بمعنى أن‬
‫أثره ليس إعدام القانون الصادر تماما‪،‬بل مجرد إقافه وإ رجاعه للبرلمان بحيث إذا عاد ووافق‬
‫عليه مرة أخرى بأغلبية ثلثي ألعضاء في كل من المجلسين صار المشروع المعترض عليه‬
‫قانونا واجب النفاذ‪.‬‬

‫الف رع ‪ 2‬الك ونغرس‪ :‬يمت از المجتم ع األم ريكي عن المجتمع ات األوربي ة كون ه لم ي رث نظ ام‬
‫الطبق ات االجتماعي ة ‪،‬كطبق ة النبالء‪،‬له ذا لم يكن المؤس س األم ريكي بحاج ة إلى إيج اد مجلس‬
‫للوردات ‪،‬ولكنه تجنبا الحتكار السلطة التشريعية من قبل مجلس واحد‪ ،‬وزع السلطة التش ريعية‬
‫بين مجلس ين ‪.‬وق د ش جع ه ذا التوج ه الط ابع الف درالي للدول ة ذات ه‪،‬إذ أص بح معق وال أن يوج د‬
‫مجلس‬
‫آخر‪:‬مجلس يمثل الشعب األمريكي ‪،‬وآخر يمثل الواليات ‪.‬‬

‫وهكذا فالسلطة التشريعية متكونة من مجلسي‪:‬الشيوخ والنواب‬

‫ا‪-‬مجلس النواب‪:‬ويتم تشكيله بأسلوب االنتخاب العام على أساس عدد السكان كل والية() وهو‬
‫يتكون من ‪ 435‬عضوا‪،‬ومدة النيابة سنتين فقط قابلة للتجديد بالكامل‪.‬‬

‫ب‪-‬مجلس الش يوخ‪:‬يتش كل من ‪ 100‬نائب ا‪،‬منتخب ا من ط رف ش عب الوالي ة ‪،‬وم دة نيابت ه س ت‬


‫س نوات ‪،‬ولكن يتم تجدي د ثلث أعض اء المجلس ‪ 33‬عض وا منهم ك ل س نتين ‪.‬وتمث ل في ه ك ل‬
‫والية بنائبين‪،‬مهما كانت أهميتها االقتصادية والجغرافية ‪.‬‬

‫واألص ل الع ام أن المجلس ين يش تركان مع ا في ممارس ة الس لطة ‪ ،‬فالق انون الب د من إق راره في‬
‫المجلس ين مع ا باألغلبي ة المطلق ة ‪.‬ولكن م ع ذل ك يتم يز مجلس الش يوخ ببعض االختصاص ات‬
‫دون مجلس الن واب ‪،‬فمجلس الش يوخ كم ا س بق أن ذكرن ا تجب موافقت ه عن د تع يين رئيس‬
‫الجمهوري ة لكب ار الم وظفين‪،‬ك ذلك يجب موفقت ه على المعاه دات بأغلبي ة ثل ثي أعض ائه ح تى‬
‫تكون نافذة‪.‬يضاف إلى ذلك أن مجلس الشيوخ يكتسب أهمية خاصة نظرا ألنه المجلس الممثل‬
‫للوالي ات وألن ه مح دود في ع دد أعض ائه ب النظر لمجلس الن واب ‪،‬وك ذلك م دة نيابت ه أط ول من‬
‫م دة نياب ة مجلس الن واب‪.‬وليس لمجلس الن واب تل ك االختصاص ات ‪،‬ك ل ذل ك يجع ل لمجلس‬
‫الش يوخ وألعض ائه مكان ة خاص ة وعلي ا قي الحي اة السياس ية األمريكي ة‪.‬يض اف إلى ذل ك أن‬
‫الكونغرس بمجلسيه يملك وسيلة أخرى هامة للتأثير على سياسة الرئيس داخليا وخارجيا‪،‬هذه‬
‫الوسيلة هي ضرورة موافقة الكونغرس على ميزانية االتحاد وعلى االعتمادات اإلضافية التي‬
‫يطلبه ا ال رئيس وإ دارت ه‪،‬يمل ك الك ونغرس وس يلة رقابي ة فعال ة عن طري ق اق رار الميزاني ة‬
‫واالعتمادات المالية‪.‬‬

‫وأخيرا يجب أن نذكر أن الحياة العملية قد فرضت هي األخرى وسائل للتعاون وأحيانا للرقابة‬
‫المتبادل ة بين الس لطتين التنفيذي ة والتش ريعية وه ذا التع اون راج ع إلى حال ة انتم اءهم إلى نفس‬
‫الحزب السياسي‪.‬‬

‫الف رع‪ 3‬المحكم ة العلي ا‪:‬يب دو واض ح أن واض عي الدس تور األم ريكي لع ام ‪ 1787‬ق د ت أثروا‬
‫بص يغة مانتيس كو()‪،‬ال تي أك د من خالله ا ب أن النظ ام اإلنجل يزي يتض من س لطة قض ائية‬
‫مستقلة‪،‬وهذه الصيغة قد لعبت دورا هاما في إرساء ضرورة إقامة مؤسسة قضائية مستقلة‪،‬في‬
‫أذهان واضعي الدستور االتحادي‪.‬وقد ترجمت هذه الرغبة في النص على إنشاء المحكمة العليا‬
‫ال تي يع د العم ود الث الث للدس تور األم ريكي‪،‬ال ذي اعتن ق النظ ام الفي درالي‪،‬ال ذي يتطلب ب دوره‬
‫وج ود هيئ ة قض ائية تت ولى الفص ل في النزاع ات المحتمل ة بين ال دول األعض اء الداخل ة في‬
‫االتحاد‪.‬وكانت فكرة إنشاء المحكمة العليا استجابة لهذا المطلب الضروري‪.‬‬

‫هذاوتمتازتشكلةالمحكمةالعليا باستقرارعددأعضائها‪،‬حيث تتكون من ‪ 9‬قضاة منذ ‪. 1869‬ويتم‬


‫انتخ ابهم من ط رف الش عب هذا م ا ينص علي ه الدس تور األم ريكي‪ .‬ويعين ون من ط رف رئيس‬
‫الجمهورية بموافقة مجلس الشيوخ ‪،‬وهناك اعتبارات تتعلق بالتوازن بين مختلف مكونات األمة‬
‫األمريكي ة ‪،‬ت دخل في توجي ه اختي ار ال رئيس ألعض اء المحكم ة العلي ا‪.‬وبالت الي هم مس تقلون في‬
‫وظيفتهم عن السلطات األخرى‪،‬هذا وقد يعود شعور القضاة بهذا االستقالل إلى كونهم معينين‬
‫لمدى الحياة ‪ ،‬األمر الذي ينمي في نفوسهم اإلحساس بأنهم يمثلون المجتمع األم ريكي‪،‬من جه ة‬
‫‪،‬ويجسدون فكرة استمرارية الدولة‪،‬من جهة ثانية كل هذه المؤشرات تبين أن هناك استقاللية‬
‫بين السلطات‪.‬‬

‫وهناك نظام قضائي خاص بدولة اتحادية ‪،‬فهو يبنى على أساس االزدواجية‪.‬‬

‫نظام قضائي على مستوى الواليات‪:‬ينظر في النزاعات المحلية التي تثور داخل حدود الوالية‪.‬‬

‫نظام قضائي على مستوى االتحاد‪:‬فهو المسمى المجلس األعلى ورئيس هذا المجلس هو ثاني‬
‫شخصية بعد رئيس الجمهورية وهو معين على مدى الحياة ومهمته هي الرقابة على دستورية‬
‫القوانين‪.‬‬

‫اختصاصات المحكمة العليا‪:‬فتتلخص في حل النزاعات التي تكون فيها الدولة السفير‪،‬أو الوزير‬
‫طرف ا‪.‬أم ا ص الحياتها كهيئ ة اس تئناف تمت د إلى المحاكم ات المطروح ة أم ام المح اكم‬
‫الفدرالية‪،‬وبعض القضايا المطروحة أمام محاكم الدول األعضاء االتحاد‬

‫المطلب الث اني‪ :‬اإلس تثناءات القانوني ة ال تي رس خها الدس تور و اإلس تثناءات ال تي فرض تها‬
‫الظروف السياسية‪.‬‬

‫في الواقع أن الو م أ تأخذ بالفصل التام بين السلطات‪،‬لكن عمليا نجد أنه ال يوجد تطبيق لمبدأ‬
‫الفص ل الت ام‪،‬فق د ظه رت معطي ات جدي دة ممكن أن نعتبره ا أنه ا ج اءت بفع ل الدس تور‪،‬أو أن‬
‫الظروف فرضتها‪.‬‬

‫الفرع‪:1‬اإلستثناءات القانونية التي رسخها الدستور‪.‬‬


‫‪-1‬حق االعتراض التوفيقي‪:‬للرئيس حق االعتراض على أي قانون أصدره البرلمان خالل م دة‬
‫‪10‬أي ام من تبليغ ه‪،‬وعن د االع تراض من ط رف ال رئيس يع اد الق انون من جدي د إلى‬
‫الكونغرس‪،‬مع بيان أوجه أسباب االعتراض‪.‬‬

‫‪-‬إذا واف ق المجلس ان التش ريعيان على ذات الق انون بأغلبي ة ثل ثي أعض ائهما‪،‬ف إن االع تراض‬
‫يسقط ويلتزم الرئيس وإ دارته بتنفيذ القانون‪.‬‬

‫‪-2‬أعطى الدستور الحق للرئيس دعوة الكونغرس النعقاد في الحاالت االستثنائية‪.‬‬

‫‪-3‬الدس تور يخ ول لل رئيس الح ق في إخط ار الك ونغرس من وقت آلخ ر ب أحوال االتح اد ويق دم‬
‫توصياته باإلجراءات التشريعية التي يراها ضرورية من وجهة نظره‪.‬‬

‫‪-4‬لمجلس الشيوخ أيضا دور رقابي على السياسة الخارجية التي يضعها رئيس الجمهورية‪،‬فق د‬
‫اشترط الدستور ضرورة موافقة مجلس الشيوخ بأغلبية ثلثي أعضائه على المعاهدات الدولية‬
‫التي يعقدها الرئيس‪.‬‬

‫‪-5‬أعطى الدستور لمجلس الشيوخ الحق في تعيين كبار الموظفين في الدولة‪.‬‬

‫‪-6‬الدس تور أعطى لمجلس الن واب(الغرف ة األولى) ح ق في توجي ه االته ام ألعض اء الس لطة‬
‫التنفيذي ة بم ا فيهم رئيس الجمهوري ة على أن يت ولى مجلس الش يوخ مح اكمتهم وه ذا في حال ة‬
‫ارتك ابهم لجناي ات أو جنح مث ل الخيان ة العظمى‪.‬وهن ا ال نتكلم عن األخط اء السياس ية ففي ه ذه‬
‫الحال ة يص در المجلس حكم ه بأغلبي ة ثل ثي أعض ائه يتض من عقوب ة واح دة وهي الع زل من‬
‫الوظيفة‪.‬‬

‫الفرع‪ :2‬اإلستثناءات التي فرضتها الظروف السياسية‪.‬‬

‫‪-1‬وج ود نظ ام الثنائي ة الحزبي ة خاص ة إذا ك ان ال رئيس الجمهوري ة ينض م إلى ح زب معين‬
‫وكانت األغلبية في صفه ‪.‬‬

‫‪-2‬اللج ان البرلماني ة ك ان لدا أثر في تقوي ة الص لة بين الس لطتين(عن طريق هذه اللج ان تلعب‬
‫الجماعة الضاغطة دورها)‪.‬‬

‫‪-3‬الك ونغرس اعتم د على إنش اء لج ان قض ائية للتحقي ق في بعض االتهام ات ال تي تنس ب‬
‫ألعضاء السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫مب دأ الفص ل بين الس لطات في ال و م أ ق د تخلى عن ص ورة الفص ل الت ام والمطل ق في الحي اة‬
‫العملية وإ ن لم إلى درجة التعاون ‪،‬رغم هذا التطور لم يمنع إلى استقرار النظام السياسي في‬
‫الو م أ‪.‬‬

‫مالحظة هامة‪:‬البد أن نفرق بين النظام الرئاسي والنظام الرئاساوي‪،‬فالنظام الرئاسي هو الذي‬
‫نتكلم عن ه الي وم في بحثن ا ‪،‬أم ا النظ ام الرئاس اوي أس فرت عن ه التجرب ة العالمي ة في ال دول‬
‫األخ رى‪.‬أن معظم االختصاص ات يس يطر عليه ا رئيس الجمهوري ة ول و على حس اب البرلم ان‬
‫ألن هذه األنظمة كلها حاولت تطبيق النظام الرئاسي دون مراعاة البيئة‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫الواق ع أن الوالي ات المتح دة األمريكي ة هي الديمقراطي ة الغربي ة الوحي دة المطبق ة ‪،‬بوف اء للنظ ام‬
‫الرئاسي ‪.‬فالحكومة مسيرة من طرف رئيس الجمهورية المنتخب ‪ ،‬لمدة ‪ 4‬أربع سنوات ‪ ،‬عن‬
‫طري ف االق تراع الع ام ‪.‬وه و ال يس تطيع أن يح ل الك ونغرس‪،‬أم ا الوزراءاليع دون ك ونهم‬
‫مساعدين‪ ،‬وال يشكلون هيئة دستورية متميزة عن الرئيس ‪.‬هذا ويتبادل الرئاسة والنيابة حزب ان‬
‫قويان ‪:‬‬

‫الديمقراطي والجمهوري‪،‬وهما من أحزاب اإلطارات‪.‬‬

‫الواليات المتحدة األمريكية تحتل مركز الصدارة في العالم خاصة الوقت الحاضر‪،‬بعد انهيار‬
‫المعسكر الشيوعي‪،‬مما جعل منها قوة تقود النظام الدولي الجديد ‪ ،‬فارضة حضارتها المادية‬
‫والقانونية‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫‪ /1‬أصول القانون الدستوري و النظم السياسية‬

‫‪ /2‬المؤسسة السياسية والقانون الدستوري األنظمة السياسية الكبرى‬

You might also like