You are on page 1of 17

‫خطة البحث‬

‫الدستور‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف الدستور‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف اللغوي‬

‫المطلب الثاني ‪:‬التعريف القانوني‬

‫الفرع األول ‪:‬المفهوم الشكلي للدستور‬

‫الفرع الثاني ‪:‬المفهوم الموضوعي للدستور‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مصادر القاعدة الدستورية‬

‫الفرع األول‪ :‬التشريع‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العرف الدستوري‬

‫الفرع الثالث‪ :‬القضاء‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الفقه‬

‫المبحث الثاني ‪:‬أنواع الدساتير‬

‫المطلب األول ‪:‬أنواع الدساتير بحسب الشكل‬

‫الفرع األول‪ :‬الدساتير المدونة‬

‫الفرع الثاني ‪:‬الدساتير العرفية‬

‫المطلب الثاني ‪:‬أنواع الدساتير بحسب التعديل‬


‫الفرع األول ‪:‬الدساتير المرنة‬

‫الفرع الثاني ‪:‬الدساتير الجامدة‬

‫المطلب الثالث ‪:‬أنواع الدساتير من حيث طبيعة أحكامها‬

‫الفرع األول‪ :‬دستور قانون‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دستور برنامج‬

‫خاتمة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫إن القانون الدستوري هو فرع من فروع الق انون الع ام‪ ،‬ال ذي ي درس مض مون الوثيقة‬
‫الدستورية أي مض مون الدس تور‪ ،‬وعلى ه دا األس اس س نتولى دراس ة بعض العناص ر‬
‫المتعلقة بالدستور من حيث تعريفه‪ ،‬تحديد مصادره وبيان أنواعه‪.‬‬

‫ومنه نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫فيما يتمثل ماهية الدستور؟ وفيما يتمثل أهم أنواعه؟‬


‫المبحث األول‪ :‬تعريف الدستور‬

‫يعت بر أرس طو أول من أش ار إلى الدس تور من خالل تمي يزه بين الق انون األول ال ذي‬
‫ه و الدس توروالقوانين األخ رى المرتبط ة والتابع ة ل ه‪ ،‬وق د ك ان الدول ة األثيني ة القديم ة‬
‫تعطي مكان ة اس تثنائية لدس تورها‪ ،‬الش يء ال ذي جعله ا تق وم بنقش ه في مك ان عم ومي‬
‫يستطيع ك ل المواط نين االطالع علي ه ‪ ،‬أم ا الحرك ة الدس ترالية فت أخرت ظهوره ا إلى‬
‫غاية القرن الثامن عشر لكنها مكنت من نشر فك رة الدس اتير في الدول ة الحديث ة‪ ،‬على‬
‫اختالف المقصود منه بين المعنى اللغوي والقانوني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف اللغوي‬

‫لغوي ا يعت بر مص طلح الدس تور كلم ة دخيل ة على اللغ ة العربي ة‪ ،‬إذ أن أص لها فارس ي‬
‫انتق ل إلى اللغ ة التركي ة في الحكم العثم اني ثم إلى اللغ ة العربي ة‪ ،‬وهي تع ني حس ب‬
‫البعض ال دفتر ال ذي ك ان يمس كه مستش ار كس رى مل ك الف رس وال ذي ك ان يكتب في ه‬
‫أم ور تس ير ش ؤون الحكم‪ ،‬ويع ني المستش ار ذات ه حس ب البعض األخ ر‪ ،‬أم ا في اللغ ة‬
‫الفرنسية فيستعمل لف ظ ‪ ، Constitution‬ويقص د به ا األس اس أو التنظيم أو التك وين‬
‫‪1‬‬
‫أو القانون األساسي‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬التعريف القانوني‬

‫بالنس بة للتعري ف الق انوني للدس تور يمكن أن نم يز في ه بين مفهوم ان مختلف ان أح دهما‬
‫يس تند على المعي ار الش كلي لتعري ف الدس تور (ف رع أول)‪ ،‬واألخ ر ال يهتم بالش كر‬
‫وإ نما ينظر إلى جوهر القاعدة الدستورية وموضوعها (فرع ثاني)‪.‬‬

‫حسين عثمان محمد عثمان‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2002 ،‬ص ‪11.‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفرع األول ‪:‬المفهوم الشكلي للدستور‬

‫بحسب المعيار الشكلي فإن الدستور هو مجموعة من القواعد القانونية التي تتضمنها‬
‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬سواء كانت مكتوبة في وثيقة واحدة أو ع دة وث ائق‪ ،‬ويفهم من ه ذا‬
‫التعريف أن ه يحص ر مفه وم الدس تور فيم ا ه و وارد من أحك ام في الوثيق ة الدس تورية‬
‫ال تي تض عها هيئ ة خاصة وتتب ع في وض عها وتع ديلها إج راءات معق دة تختل ف عن‬
‫‪1‬‬
‫اإلجراءات المتبعة في القانون العادي‪.‬‬

‫ولكن يالح ظ أن ه ذا التعري ف يتجاه ل تمام ا الدس اتير العرفي ة ال تي تعتم دها بعض‬
‫دول‪،‬‬ ‫ال‬
‫فبريطاني ا مثال ليس له ا وثيق ة دس تورية فه ل ه ذا يع ني أن ليس هن اك قواع د قانوني ة‬
‫كيفية‬ ‫تنظم‬
‫تسيير شؤون الحكم‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن هذا التعري ف يتجاه ل األع راف الدس تورية‬
‫الموجودة حتى في ال دول ال تي له ا دس تور مكت وب ويتجاه ل أيض ا القواع د الدس تورية‬
‫التي تتضمنها القوانين العضوية وغيرها‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬المفهوم الموضوعي للدستور‬

‫بحس ب المعي ار الموض وعي ف إن الدس تور ه و مجموع ة القواع د القانوني ة ال تي ت بين‬
‫كل‬ ‫ش‬
‫الدول ة ونظ ام الحكم‪ ،‬وت بين الس لطات في الدول ة واختصاص اتها وتنظيمه ا وطبيع ة‬
‫العالقة التي تثور بينها‪ ،‬وتبين حقوق األف راد وحري اتهم األساس ية‪ ،‬وه ذا بغض النظ ر‬
‫ع ّم ا إذا ك انت مدرج ة في الوثيقة الدس تورية أو في وثيق ة قانوني ة أخ رى أو غ ير‬

‫نفس المرجع ‪،‬ص ‪17.‬‬ ‫‪1‬‬


‫مدون ة أص ال‪ ،‬وه ذا التعري ف يجع ل لك ل دول ة دس تور س واء ك ان م دونا أو عرفي ا‪،‬‬
‫بحيث ال يشترط أن يكون للدولة دس تورا مكتوب ا في وثيق ة واح دة‪ ،‬بل يمكن أن توج د‬
‫قواع د دس تورية خ ارج ه ذه الوثيق ة س واء ك انت عرفي ة أو في الق وانين العادي ة أو‬
‫األحكام القضائية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مصادر القاعدة الدستورية(‬

‫كغيرها من القواعد القانوني ة تس تمد القاع دة الدس تورية فحواه ا ومض مون خطابه ا من‬
‫عدة مصادر تضفي عليها صفتها اإللزامية ‪،‬نذكرها فيما يلي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التشريع‬

‫يعت بر التش ريع مص درا أساس يا للقواع د القانوني ة بم ا في ذل ك القاع دة الدس تورية‪،‬‬
‫ة‬ ‫خاص‬
‫بع د أن اتس ع نط اق ت دخل الدول ة وه ذا بج انب تعقي د نش اطها وزي ادة أعبائه ا‪،‬‬
‫والمقص ود بالتش ريع ه و مجموع ة القواع د القانوني ة الموض وعة من ط رف الس لطة‬
‫التش ريعية بغ رض تنظيم المجتم ع‪ ،‬وه و على أن واع لكن م ا يهمن ا هن ا أك ير ه و‬
‫‪1‬‬
‫التشريع األساس ي والتشريع العضوي باعتبارهما مصدرين للقاعدة الدستورية‪.‬‬

‫التشريع األساسي‬ ‫‪-1‬‬

‫يقصد بالتشريع األساس ي مجموعة النص وص القانوني ة المدون ة والص ادرة عن هيئ ة‬
‫خاصة ووفق ا إلج راءات معين ة وع ادة م ا تس مى بالس لطة التأسيس ية‪ ،‬ويتض من مب ادئ‬
‫وقواعد تتعلق بتنظيم السلطات وبالحقوق والحريات األساس ية لألف راد وك ذا ب الثوابت‬
‫األساسية للمجتمع‪.‬‬

‫سيعيد بوشعير‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط‪ ،10‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪159‬‬


‫التشريع العضوي‬ ‫‪-2‬‬

‫إن التش ريع العض وي ي أتي كمكم ل للتش ريع األس اس ي أو كمفص ل أو كمفس ر ل ه‪،‬‬
‫وعلي ه ف إن التش ريع العض وي ب دوره يحت وي على مواض يع متعلق ة بالنظ ام الدس توري‬
‫لكن منص وص عليه ا في ق وانين ص ادرة من البرلم ان‪ ،‬فمن طبيع ة الدس اتير المدون ة‬
‫أنه ا ال تحي ط بك ل التفاص يل المتعلق ة بتنظيم الس لطة ب ل تكتفي فق ط بمبادئه ا العام ة‬
‫وخطوطها العريضة ‪،‬لتضمن استقرارها وجمودها وك ذا خاص ية الس مو ال تي ال تتقب ل‬
‫التعديالت المتكررة‪ ،‬وعلى أساس ذلك ت ترك مج االت للس لطة التش ريعية لس ن بعض‬
‫الق وانين المتعلق ة بنظ ام الحكم وبتش كيل الس لطات العام ة في الدول ة واختصاص اتها‪،‬‬
‫وه ذا م ا ذهب إلي ه المؤس س الدس توري الجزائ ري في الم ادة ‪123‬ال تي تنص على‬
‫أن ‪:‬‬

‫" ‪...‬يشرع البرلمان بقوانين عضوية في المجاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تنظيم السلطات العمومية وعملها‬

‫‪ -‬نظام االنتخابات‬

‫‪ -‬القانون المتعلق باألحزاب السياسية‬

‫‪ -‬القانون األساس ي للقضاء والتنظيم القضائي‬

‫‪ -‬القانون المتعلق باألمن الوطني"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العرف الدستوري‬


‫يعت بر الع رف الدس توري أق دم المص ادر للقواع د الدس تورية‪ ،‬وه و يلعب ودورا مكمال‬
‫بة‬ ‫بالنس‬
‫لل دول ذات الدس اتير المدون ة لكن ه يكتس ب دورا أساس يا في ال دول ذات الدس اتير غ ير‬
‫المكتوب ة‪ ،‬ال تي تنظم الس لطات في غالبه ا من خالل أع راف دس تورية ت واترت‬
‫وتع ارف الن اس عليه ا وتقبلوها‪ ،1‬وتماش يا م ع ه ذا المع نى ف العرف الدس توري ش أنه‬
‫ش أن األع راف األخ رى يق وم على رك نين أساس يين هم ا ال ركن الم ادي وال ركن‬
‫المعنوي‪.‬‬

‫الركن المادي‬ ‫‪-1‬‬

‫يتمث ل ال ركن الم ادي في تك رار س لوك أو تص رف ص ادر من إح دى الهيئ ات الحاكم ة‬


‫ة‬ ‫في الدول‬
‫لفترة زمنية معينة وأن يكون مقبوال من الهيئات األخرى‪ ،‬وعلي ه فلكي تتك ون القاع دة‬
‫الدستورية من سلوك متكرر يجب توافر الشروط التالية‪:‬ذ‬

‫‪ -‬ص دور التص رفات من هيئ ات الحكم المخول ة ب ذلك كالبرلم ان أو رئيس الهيئ ة‬
‫التنفيذي ة وغيره ا‪ ،‬قي ام المل ك في بريطاني ا بتع يين رئيس ال وزراء من الح زب الف ائز‬
‫باألغلبية في مجلس العموم‪.‬‬

‫‪ -‬أن يك ون التص رف مقب وال ل دى الهيئ ة األخ رى ال تي يمس ها التص رف‪ ،‬في المث ال‬
‫السابق قبول البرلمان بذلك‪.‬‬

‫‪ -‬تكرار هذا السلوك لفترة زمنية مقبولة إلى غاية ثباته واستقراره‪.‬‬

‫‪ -2‬الركن المعنوي‬

‫سعيد بوشعير ‪،‬المرجع السابق ‪.161،‬‬ ‫‪1‬‬


‫هو الشعور واالعتقاد بإلزامية القاعدة الدستورية وأنها واجبة اإلتباع باعتبارها قاع دة‬
‫قانونية لها ما لسائر القواعد القانونية األخرى من االحترام‪.‬‬

‫وتنبغي اإلش ارة إلى أن الع رف الدس توري ق د ينش ئ قاع دة أص لية جدي دة وق د يك ون‬
‫مفسرا أو معدال أو مكمال‪ ،‬فيكون عرفا مفسرا؛ إذا جاء شارحا لنص قاعدة دستورية‬
‫يكتنفه ا الغم وض واإلبه ام في بين كيفي ة تطبيقه ا‪ ،‬أم ا الع((رف المكمل؛ فينص رف إلى‬
‫تنظيم موض وعات لم ينظمه ا المؤس س الدس توري‪ ،‬بحيث إذا أغفلت الوثيق ة‬
‫الدستورية معالج ة موض وع م ا أنش أت القاع دة الدس تورية العرفي ة لتكم ل ه ذا النقص‪،‬‬
‫وأخ يرا الع((رف المع((دل؛ ال ذي ي ؤدي إلى إح داث تغي ير في أحك ام الدس تور س واء‬
‫باإلض افة أو الح ذف كمنح لهيئ ة حاكم ة ص الحيات جدي دة لم تقرره ا الوثيقة‬
‫الدستورية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬القضاء‬

‫يقصد بالقضاء مجموع ة األحك ام والق رارات الص ادرة عن الجه ات القض ائية المختلف ة‬
‫أن‬ ‫بش‬
‫تط بيق القواع د القانوني ة على م ا يع رض عليه ا من منازع ات‪ ،‬وإ ذا اعتبرن ا القض اء‬
‫كمص در من مص ادر القاع دة الدس تورية‪ ،‬يجب أن نم يز بين ال دول ذات الدس اتير‬
‫المكتوبة والدول ذات الدساتير العرفية ‪ ،‬أين يعتبر القضاء كمص در رس مي نظ را لم ا‬
‫ينش ئه من س وابق قض ائية بش ان النزاع ات المعروضة أمام ه‪ ،‬أم ا في ال دول ذات‬
‫‪1‬‬
‫الدساتير المكتوبة فانه يعتبر مصدر ضعيف في المجال الدستوري‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الفقه‬

‫سعيد بوشعير‪ ،‬المرجع السابق ‪160.،‬‬ ‫‪1‬‬


‫يقص د بالفق ه البح وث والدراس ات ال تي ق ام به ا فقه اء الق انون من خالل دراس تهم‬
‫امين‬ ‫لمض‬
‫مختل ف الوث ائق الدس تورية وتبي ان محاس نها والوق وف على عيوبه ا‪ ،‬والفق ه ال يعت بر‬
‫مص درا رسمياللدس تور وإ نم ا يمكن اعتب اره كمص در تفس يري يس تأنس ب ه في تفس ير‬
‫الوثيقة أو النصوص الدستورية الغمض ة‪ ،‬أو ق د تأخ ذ انتقادات ه واقتراحات ه في مختل ف‬
‫‪1‬‬
‫التغييرات التي قد تطرأ على الوثيقة الدستورية‪.‬‬

‫سعيد بوشعير ‪،‬المرجع السابق ‪.164،‬‬ ‫‪1‬‬


‫المبحث الثاني ‪:‬أنواع الدساتير‬

‫ينقسم الدساتير إلى أن واع عدي دة باالس تناد إلى مع ايير مختلف ة؛ إذ تقس م بحس ب الش كل‬
‫إلى‬
‫دس اتير مدون ة وأخ رى عرفي ة‪ ،‬وبحس ب طريق ة تع ديلها إلى دس اتير مرن ة وأخ رى‬
‫جامدة‪ ،‬وأخيرا بحسب طبيعة محتوياتها إلى دساتير قانون ودساتير برنامج‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬أنواع الدساتير( بحسب الشكل‬

‫لق د ك انت هن اك قواع د تحكم تقني ات تس ير ش ؤون الحكم من ذ األزل ولكن ت دوينها في‬
‫وثيقة‬
‫دس تورية لم يتم إال قب ل ح والي ق رنين م ع ظه ور الحرك ة الدس ترالية‪ ،‬ب ل وإ ن دول‬
‫عدي دة ال ت زال إلى يومن ا ه ذا ال تمتل ك دس اتير مكتوب ة‪ ،‬وعلى أس اس ه ذا االختالف‬
‫أصبح الفقه يميز بين الدساتير المكتوبة والدساتير العرفية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدساتير المدونة‬

‫تعت بر الدس اتير المدون ة خاص ية ب ارزة تتم يز به ا الدول ة المعاص رة بحيث أنه ا انتقلت‬
‫ة‬ ‫في البداي‬
‫من الواليات المتحدة األمريكية ثم إلى فرنسا لتشمل بع د ذل ك كاف ة دول الع الم تقريب ا‪،‬‬
‫ويقصد‬
‫بالدس تور المكت وب ذل ك ال ذي ت دون غالبي ة أحكام ه في وثيق ة ت بين من خالل ه ط رق‬
‫‪1‬‬
‫تسيير شؤون الحكم وحقوق مواطني الد ول ة وثوابت مجتمعها‪.‬‬

‫أم ا الس بب في لج وء ال دول كتاب ة دس اتيرها فيتمث ل في ك ون الكتاب ة تعت بر األداة‬


‫ية‬ ‫الرئيس‬
‫مولود ديدان ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪80.‬‬ ‫‪1‬‬
‫إلنجاز الوثيقة الدستورية وتجميع القواعد الدستورية في وثيقة واحدة‪ ،‬كما أنها تساهم‬
‫في إبراز اإلرادة العليا في المجتمع وتسهل االطالع عليها والعمل بمقتض ياتها وتمكن‬
‫من تمدي د العم ل به ا إلى مئ ات الس نين‪ ،‬كم ا س اهمت فك رة كتاب ة الدس اتير في‬
‫نص وص واض حة في تمكين ك ل م واطن من معرف ة الواجب ات ال تي يل تزم به ا تج اه‬
‫الدولة التي ينتمي إليها‪ ،‬والحقوق ال تي احتف ظ به ا لكونه ا لص يقة بشخص يته وبطبيعت ه‬
‫البش رية‪ ،‬إض افة إلى حاج ة الدول ة الحديث ة االس تقالل لتنظيم ش ؤونها وبن اء حكم‬
‫يسوده االستقرار وتجنب الفوضى‪.‬‬

‫كم ا أن هن اك من ال دول ال تي ال يمكن أن تض من بقاءه ا ووح دتها إال بوض ع دس تور‬


‫مكت وب كم ا ه و الش أن للدول ة المركزي ة أو الفيدرالي ة الن ض رورة بقاءه ا يقتض ي‬
‫بيان اختصاصات الهيئات المحلية واختصاصات السلطة المركزية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬الدساتير العرفية‬


‫‪1‬‬
‫إن الدس اتير العرفي ة أص بحت الي وم قليل ة وال يع رف له ا وج ود إال في بريطانيا‬
‫ولكنه ا ك انت تهيمن على تنظيم الدول ة قب ل الق رن الث امن عشر‪ ،‬هي مجموع ة من‬
‫األحكام التي تنشأ تلقائيا من خالل ممارسة سلطات الدولة لمهامها‪ ،‬والتي تكونت عن‬
‫طريق رسوخ الممارسات السياسية فيه ا لم دة زمني ة فاكتس بت م ع م رور ال وقت الق وة‬
‫الدس تورية الملزم ة‪ ،‬وذل ك نتيج ة الس تمرار س ير الس لطات العمومي ة عليه ا وفق ا لم ا‬
‫تتض منه من قواع د أثن اء مباش رتها لوظائفه ا‪ ،‬وذل ك دون ت دوينها في وثيقة الدس تور‬
‫كما هو الحال بالنسبة للدول ذات الدساتير المكتوبة‪ ،‬ب ل تبقى ه ذه المب ادئ عب ارة عن‬
‫‪2‬‬
‫أعراف راسخة وثابتة وملزمة بنفس درجة إلزام القواعد المكتوبة‪.‬‬

‫مولود ديدان ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪80.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رقية المصدق‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،1990 ،‬ص ‪.78‬‬ ‫‪2‬‬
‫والحقيقة أن القول بأن الدس تور الع رفي يتك ون من مجموع ة من األع راف الدس تورية‬
‫ذلك‬
‫ال يعني انعدام قواعد دستورية مكتوبة‪ ،‬وبتعبير أخر أن الدستور الع رفي ال يخل و من‬
‫قواع د دس تورية مكتوب ة‪ ،‬ب ل إن ال دول ذات الدس اتير العرفي ة تمتل ك بعض القواع د‬
‫المدونة هنا وهناك في وثائق قانونية متفرق ة‪ ،‬ولكنه ا ال تمتل ك وثيق ة دس تورية تجم ع‬
‫كافة األحكام المتعلقة بتنظيم السلطة والتي تحدد الحقوق األفراد‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬أنواع الدساتير( بحسب التعديل‬

‫تختل ف ال دول في نظرته ا للدس تور بين من ت راه ال يع دو أن يك ون ق انون مث ل غ يره‬


‫من الق وانين م رن فيس مى دس تورها‪ ،‬وبين تل ك ال تي ت رتب قوانينه ا في ه رم يس مو‬
‫بعضها على بعض ويكون الدستور أعالها وبالتالي يسمى دستورها جامدا‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬الدساتير المرنة‬

‫يقص د بالدس تور الم رن ذل ك ال ذي يمكن تعديل ه وإ لغائ ه بنفس االج راءات والخط وات‬
‫ال تي يتم اتباعه ا لتع ديل الق وانين العادي ة‪ ،‬ومن نفس الجه ة المخول ة ب ذلك أي من‬
‫ط رف البرلم ان‪ ،‬وعلى أس اس ذل ك يص بح الدس تور الم رن في نفس مرتب ة الق وانين‬
‫العاديةـ‪ ،‬ومن أمثلة الدساتير المرنة دستور إيطاليا لعام ‪.1848‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬الدساتير الجامدة‬

‫على العكس من الدس تور الم رن ف إن الدس تور الجام د ال يمكن تعديل ه إال باتب اع‬
‫إج راءات غ ير عادي ة‪ ،‬وأق ل م ا يق ال عنه ا أنه ا معق دة على أس اس أنه ا تم ر ع بر‬
‫مراح ل متع ددة كم ا أنه ا ق د تك ون مربوط ة بش روط متنوع ة‪ ،‬كم ا أن الس لطة المخ ول‬
‫له ا ذل ك هي جه ة خاص ة وليس ت نفس ها المخ ول له ا تع ديل وإ لغ اء الق وانين العادي ة‪،‬‬
‫وعادة ما يطلق عليها مصطلح السلطة التأسيسية ال تي تختل ف عن الس لطة التش ريعية‬
‫ص احبة االختص اص في س ن الق وانين‪ ،‬وه ذا كل ه ح تى يتجلى س مو الدس تور وليتم‬
‫حمايته من التعديالت المتكررة التي تفقده مصداقيته‪.1‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬أنواع الدساتير من حيث طبيعة أحكامها‬

‫يم يز فقه اء الق انون الدس توري أيض ا بين الدس اتير من حيث طبيع ة أحكامه ا فيقس مها‬
‫إلى‬
‫دساتير قانون ودساتير برنامج‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دستور قانون‬

‫تعتبر جل الدساتير اللبرالية دساتير قانون على أساس أنها تحتوي فقط على مجموع ة‬
‫من القواعد والمبادئ التي تنظم السلطات في الدولة‪ ،‬فتحددها وتبين اختصاص ات ك ل‬
‫واح دة منه ا والعالق ة ال تي تربطه ا م ع بعض ها‪ ،‬وت بين أيض ا الحق وق والحري ات‬
‫األساسية التي يتمتع بها األفراد والثوابت األساسية التي يقوم عليه للمجتمع‪.‬‬

‫وألن ه ذه ال دول تعتم د على مب دأ التعددي ة أو الثنائي ة الحزبي ة ف إن الح زب الح اكم ال‬
‫من‬ ‫يض‬
‫برنامج ه في الدس تور‪ ،‬على أس اس أن الت داول على الس لطة ال يض من اس تمرار أي‬
‫حزب فيها بل إن الشعب هو الذي يقرر ذلك‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دستور برنامج(‬

‫ع ادة م ا يك ثر وج ود ه ذا الن وع من الدس اتير في ال دول ذات التوج ه االش تراكي حيث‬
‫يس يطر في ه الح زب الواح د على كاف ة مظ اهر الحي اة في المجتم ع‪ ،‬وألن مث ل ه ذه‬

‫مولود ديدان ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.82‬‬ ‫‪1‬‬


‫الدول تعتمد على مبدأ التخطيط المركزي فإن الحزب يجعل من الدستور آلية يعرض‬
‫في ه برنامج ه ال ذي يش مل كاف ة المي ادين وليس فق ط تنظيم الس لطة وتحدي د حق وق‬
‫‪1‬‬
‫وحريات األفراد‪.‬‬

‫وزيادة على ذل ك نج ده يتن اول الح زب من حيث تنظيم ه وأجهزت ه والنظ ام االش تراكي‬
‫ومبادئه‬
‫كم ا ق د يتن اول المؤسس ات االقتص ادية‪ ،‬ومختل ف األجه زة األساس ية ال تي يض عها‬
‫الح زب لتحقيق أهداف ه‪ ،‬وبالت الي يمكن أن نض ع الدس تور الجزائ ري لع ام ‪1976‬في‬
‫خانة دساتير برنامج باالستناد إلى محتواه‪.‬‬

‫منصور مولود ‪،‬بحوث في القانون الدستوري‪ ،‬المؤسسة الوطنية للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪1‬‬
‫خاتمة‬

‫وفي األخير يمكن القول أن الدستور هو تل ك الوثيق ة ال تي يح دد فيه ا مجم وع األحك ام‬
‫العامة في الدولة من نظ ام متب ع وأط ر عام ة مح ددة للسياس ة الداخلي ة والخارجي ة كم ا‬
‫أنه يوضع بطرق مباشرة أو غير مباشرة وهو إما جامد او م رن ويخض ع إلج راءات‬
‫خاصة يحددها هو عند القيام بإجراءات تعديله‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫حس ين عثم ان محم د عثم ان‪ ،‬الق انون الدس توري‪ ،‬دار المطبوع ات الجامعي ة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلسكندرية‪2002 ،‬‬
‫س يعيد بوش عير‪ ،‬الق انون الدس توري والنظم السياس ية المقارن ة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط‪،10‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬‬
‫رقي ة المص دق‪ ،‬الق انون الدس توري والنظم السياس ية‪ ،‬دار توبق ال للنش ر‪ ،‬ال دار‬ ‫‪-3‬‬
‫البيضاء‪1990 ،‬‬
‫منص ور مول ود ‪،‬بح وث في الق انون الدس توري‪ ،‬المؤسس ة الوطني ة للطباع ة‬ ‫‪-4‬‬
‫والنشر‪ ،‬الجزائر‪2011 ،‬‬

You might also like