Professional Documents
Culture Documents
1
س وف يتم دراس ة مقي اس الم دخل للعل وم القانوني ة كوح دة تعليم استكش افية من خالل التط رق
لنظريتين أساسيتين في القانون وذلك في المحورين التاليين:
المحور األول:نظرية +القانون
المحور الثاني:نظرية +الحق
المحور األول:نظرية +القانون
س وف نق وم من خالل ه ذا المح ور وع بر محاض رات مختلف ة بتن اول مفه وم الق انون وتقس يماته
وعالقة القانون بالعلوم اإلنسانية األخرى،ومصادر القانون وكيفية إعداد كل من التشريع األساسي
والتشريع العادي كمايلي:
المحاضرة األولى:مفهوم القانون وتقسيماته +المختلفة
المحاضرة الثانية:أنواع القاعدة القانونية +وتمييزها عن القواعد األخالقية األخرى
المحاضرة الثالثة:خصائص القاعدة القانونية +وعالقة القانون بباقي العلوم األخرى
المحاضرة الرابعة:مصادر القانون
المحاضرة الخامسة:كيفة +إعداد التشريع األساسي والتشريع +العادي
المحاضرة السادسة :مفهوم الحق
2
من أج ل الوق وف على المقص ود بالق انون الب د من التط رق ألص ل كلم ة ق انون وتعريف ه وأقس امه ومختل ف
التسميات الملحقة بمصطلح قانون.
أوال:أصل كلمة قانون
القانون لغة كلمة يفيد النظام واالستقرار وهو لفظ دخيل على اللغة العربية ،يرجع أصله إلى الكلمة اليونانية
kanunوال تي تع ني العص ا المس تقيمة أي أن ه في المج ال الق انوني يتم اس تخدام ه ذه الكلم ة لقي اس م دى اح ترام
األفراد لما تملي به القاعدة القانونية ،فإذا ساروا وفقا لمقتضياتها كان سلوكهم مستقيما كالعصا وإ ن تمردوا عنها
كان سلوكهم منحرفا غير مستقيم.
ثانيا:مضمون معنى القانون في مجال العلوم القانونية
تتضمن كلمة قانون في مجال العلوم القانونية معنيين أساسيين يتمثالن في المعنى العام والمعنى الخاص:
/1المعنى العام للقانون:
يقص د ب المعنى الع ام لكلم ة ق انون مجموع ة القواع د القانوني ة ال تي تحكم س لوك األف راد في المجتم ع وتنظم
عالقاتهم على نحو ملزم ،تسهر الدولة على فرضها سواء ك انت مكتوبة أم غير مكتوب ة وذلك اعتب ارا لمصدر
هذه القواعد.
/2المعنى الخاص للقانون:
ينصرف معنى القانون بمدلوله الخاص لذلك الوصف الذي يلحق بالقانون سواء من حيث مجال تطبيقه
أو مختلف الفروع الذي تدخل في نطاقه من جهة ،أو بالنظر للسلطة الذي أصدرته أو النطاق الجغرافي للدولة
الساري المفعول عليها وسوف يتضح ذلك من خالل حديثنا لمختلف التسميات التي تلحق بكلمة قانون.
ثالثا:التسميات التي تلحق بكلمة قانون
يمكن أن يوصف القانون ببعض المصطلحات لعدة اعتبارات عملية ونظرية زاو يلحق بوصف معين وهذا
ما سون تناوله من خالل مايلي:
/1القانون بمع+نى التش++ريع:تس تعمل كلم ة ق انون في مع نى التش ريع ،ومع نى ذل ك مجموع ة القواع د
القانوني ة المكتوب ة ال تي تض عها الس لطة التش ريعية لتنظيم مس ألة معين ة في مج ال معين من مج االت الحي اة
االجتماعي ة ،بمع نى آخر يطل ق على الق انون لفظ التشريع نس بة للس لطة ص احبة االختص اص في إص داره والذي
يؤول ذلك للسلطة التشريعية كأصل عام.
/2القانون بمعنى التقنين:تستعمل كلمة قانون في معنى التقنين للداللة على أي فرع من فروع القانون،
والذي يقصد به مجموعة النصوص القانونية التي تنظم فرعا من فروع القانون ،فيقال مثال التقنين المدني للداللة
على مختلف النصوص القانونية التي تنظم المعامالت العادية بين أفراد المجتمع ونقول التقينين التجاري للداللة
على مختلف القوانين التي تسري على مختلف المعامالت التجارية.
/3القانون الوطني:تلحق بكلمة قانون للداللة على جملة القوانين التي تطبق على إقليم دولة معينة من
الدول فنقول القانون الجزائري للداللة على النصوص القانونية التي تطبق على إقليم الجمهورية الجزائرية،ونقول
القانون المصري للداللة على القواعد القانونية السارية على إقليم دولة مصر.
3
/4القانون الوضعي:تلحق هذه الكلمة بلفظ قانون للداللة على مجموعة القواعد القانونية التي وضعها
البشر لتنظيم سلوك األفراد في المجتمع والتي يمكنها أن تتغير بتغير الظروف المختلفة.
وعليه يمكن تعريف القانون بأنه مجموعة القواعد والنصوص القانونية التي تضعها السلطة المختصة
من أجل تنظيم أي مجال من المجاالت التي تحكم سلوك األفراد في المجتمع،كما هو مجموعة القواعد القانونية
العامة والمجردة التي تنظم سلوك وعالقاتهم في المجتمع والتي تكون مصحوبة بجزاء توقعه السلطة العامة عند
االقتضاء.
رابعا :تقسيمات القانون
يقسم القانون إلى عدة تقسيمات نظرا للتباين بين قواعده وذلك على النحو التالي:
/1من حيث نطاقه اإلقليمي:
يقسم القانون من حيث نطاقه اإلقليمي لقانون داخلي وقانون خارجي:
أ/القانون الخارجي:القانون الخارجي هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم عالقات الدولة مع غيرها
من الدول في المجتمع الدولي.
ب/القانون الداخلي:القانون الداخلي هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم الروابط االجتماعية المتعلقة
بالسيادة الداخلية ،وتنظم العالقة بين األفراد والدولة داخل حدود الدولة.
/2من حيث الروابط التي ينظمها:
يقسم القانون بالنظر للروابط التي ينظمها إلى قانون عام وقانون خاص وهو التقسيم الذي استقر عليه الفقه
في الوقت الحاضر.
أ/القانون العام:هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقة التي تكون الدولة أو أحد األشخاص
العامة طرفا فيها باعتبارها صاحبة السلطة العامة ومتمتعة بامتيازاتها.
ب/القانون الخاص:هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم عالقات األفراد فيما بينهم أو بين األفراد
والدولة إذا تجردت من امتيازات السلطة العامة ،ومصطلح الفرد هنا يشمل الفرد الطبيعي والفرد المعنوي.
/3فروع القانون العام والقانون الخاص:
يقسم كل من القانون العام والقانون الخاص لعدة فروع نذكرها كمايلي:
أ/فروع القانون العام:
للقانون العام عدة فروع هي:
* القانون الدولي العام :مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم العالقات بين أشخاص القانون الدولي في
وقت السلم والحرب.
*القانون الدستوري :أس مى الق وانين في الدول ة ويظم مجموع ة القواع د القانوني ة ال تي تنظم ش كل الدول ة
ونظ ام الحكم وس لطات الدول ة ومختل ف والحق وق والحري ات العام ة والمب ادئ ال تي تحكم هوي ة المجتم ع داخ ل
الدولة.
* القانون اإلداري :هو مجموعة القواعد القانونية المتميزة غير المألوفة في القانون الخاص ،تحكم اإلدارة
العامة من حيث تنظيمها ،نشاطها ومنازعاتها.
4
*القانون الجنائي :مجموعة القواعد التي تحكم الجرائم ،العقوبات المقررة لها واإلجراءات الواجب إتباعها
من ي وم وق وع الجريم ة إلى إص دار الحكم النه ائي ،ل ذلك ينقس م الق انون الجن ائي إلى ق انون العقوب ات وق انون
اإلجراءات الجزائية.
*القانون الم+الي :مجموع ة من القواع د ال تي تنظم مالي ة الدول ة من حيث تحدي د اإلرادات والنفق ات وإ ع داد
الميزانية والرقابة عليها.
أ/فروع القانون الخاص:
للقانون الخاص عدة فروع هي:
*القانون المدني :هو مجموعة من القواعد القانونية الموضوعية التي تنظم العالقات الخاصة بين األفراد
ومن في حكمهم ،إال ما كان يدخل منها في نطاق فرع آخر من فروع القانون الخاص .
*القانون التجاري :هو مجموعه القواعد القانونية التي تنظم األعمال التجارية ونشاط التجار في ممارسه
تجارتهم .
*القانون الجوي :هو مجموعه القواعد القانونية التي تنظم العالقات الناشئة عن المالحة الجوية .
*قانون العمل :هو مجموعه القواعد القانونية التي تنظم العالقة القانونية بين العامل ورب العمل .
*الق++ + +انون ال++ + +دولي الخ++ + +اص :مجموع ه القواع د القانوني ة ال تي تحكم الجنس ية والم وطن ومرك ز
األج انب ،باالض افه إلى تحدي د االختص اص القض ائي لمح اكم الدول ة بالنس بة للعالق ات القانوني ة ذات العنص ر
األجنبي ،وتحديد القانون الواجب التطبيق عليها .
بعد أن تطرقنا لمفهوم القانون من خالل الحديث عن تعريفه وأصل كملمة قانون ومختلف التسميات التي تطلق
على لف ظ الق انون وأن واع الق انون وفروع ه،س وف نتط رق من خالل ه ذه المحاض رة ألن واع القاع دة القانوني ة
وتمييزها عن القواعد األخالقية األخرى.
ويقصد بالقاعدة القانونية مختلف النصوص التي تتضمنها كل من فروع القانون العام والقانون الخاص.
أوال:أنواع القواعد القانونية:
تقسم القواعد القانونية لعدة أنواع وذلك استنادا لعدة معايير هي:
/1تقسيم القواعد القانونية من حيث شكلها:
تقسم القواعد القانونية من حيث شكلها إلى قواعد مكتوبة وقواعد غير مكتوبة:
أ/القواع++د المكتوب++ة:هي مجموع ة القواع د القانوني ة المدون ة والمفرغ ة والمس نونة فيش كل نص وص قانوني ة
تشريعية مدونة صادر من السلطة المختصة بالتشريع في الدولة.
ب/القواعد غير مكتوبة :هي تلك القواعد غير واردة في نصوص قانونية مدونة بل قاعدة ناشئة في ضمير
الجماعة مثل الدستور العرفي في بريطانيا.
5
/2تقسيم القواعد القانونية من حيث غرضها:
تقسم القواعد القانونية من حيث غرضها والموضوع التي تنظمه لقواعد موضوعية وأخرى شكلية.
أ/القواع ++د الموض ++وعية:هي مجموع ة القواع د القانوني ة ال تي تض ع تنظيم ا معين ا يخص موض وعا للرواب ط
االجتماعي ة وتح دد الحق وق والحري ات المختلف ة وتتض من الج زاء الم ادي ال ذي يوق ع على من يخالفه ا مث ل ق انون
العقوبات والقانون المدني والقانون التجاري........
ب/القواعد الشكلية:هي تلك القواعد اإلجرائية التي تبين األوضاع واإلجراءات الواجب إتباعها للوصول
للحق وق وأداء الواجب ات عن طري ق الس لطة العام ة مث ل ق انون اإلج راءات الجزائي ة وق انون اإلج راءات المدني ة
واإلداري ة الل ذان يح ددان الطري ق واإلج راءات ال واجب إتباعه ا لتوف ير الحماي ة القض ائية للحق وق في حال ة
اغتصابها.
/3تقسيم القواعد القانونية من حيث قوتها اإللزامية:
تقسم القواعد القانونية من حيث قوتها اإللزامية لقواعد آمرة وقواعد مكملة.
أ/القواعد اآلمرة:القواعد اآلمرة أو الناهية هي تلك القواعد التي يلتزم األفراد باحترامها بحيث ال يجوز لهم
مخالفتها والخروج عليها باتفاقهم الخاص.
ب/القواعد المكملة:هي القواع د القانوني ة ال تي ال يل تزم األف راد باحترامه ا إنم ا يج وز لهم الخ روج عليه ا
باتفاقهم الخاص بحيث منح لهم القانون حرية االختيار فيها.
/3أمثلة عن القواعد اآلمرة والقواعد المكملة:
التعليل نوعها القاعدة القانونية الرقم
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة أمرة املادة 77من القانون املدني » :ال يجوز أن يتعاقد مع نفسه باسم من 01
-ال يجوز « ينوب عنه
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة مكملة املادة 92من القانون املدني » :يجوز أن يكون محل االلتزام شيئا 02
-يجوز «...... مستقبال و محققا
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة أمرة املادة 93من القانون املدني » :إذا كان محل االلتزام مستحيال في ذاته أو 03
-كان باطال «....... مخالفا للنظام العام و اآلداب العامة كان باطال
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة أمرة املادة 97من القانون املدني » :إذا إلتزم املتعاقد لسبب غير مشروع أو 04
-كان العقد باطال «....... لسبب مخالف للنظام العام و اآلداب كان العقد باطال
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة مكملة املادة 120من القانون املدني » :يجوز االتفاق على أن يعتبر العقد 05
-يجوز االتفاق « مفسوخا بحكم القانون عند عدم الوفاء بااللتزامات الناشئة عنه
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة مكملة املادة 163من القانون املدني » :يمكن أن يكون االلتزام الطبيعي سببا 06
-يمكن أن يكون «..... اللتزام مدني
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة مكملة املادة 281من القانون املدني » :يجب أن يتم الوفاء فور ترتيب االلتزام 07
مالم يوجد اتفاق أو نص «... في ذمة املدين ما لم يوجب اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك
-يقضي بغير ذلك
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة مكملة املادة 283من القانون املدني » :تكون نفقات الوفاء على املدين مالم 08
مالم يوجد اتفاق أو نص « يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك
6
-يقضي بغير ذلك
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة أمرة املادة 378من القانون املدني » :يبقى البائع مسؤوال عن كل نزع ينشأ عن 09
و يقع باطال كل اتفاق « فعله و لو وقع الضمان و يقع باطال كل اتفاق يقضي بخالف ذلك
-يقضي بخالف ذلك
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة مكملة املادة 180من القانون املدني » :ال يستحق التعريض إال بعد إعذار املدين 10
ما لم يوجد نص مخالف « ما لم يوجد نص مخالف لذلك
-لذلك
إستناذا للمعيار قاعدة أمرة املادة 389من القانون املدني » :يستحق املشتري انتفاع الشيء املبيع كما 11
-املوضوعي يتحمل تكاليفه من يوم انعقاد البيع هذا مالم يوجد اتفاق أو عرف
« يقضي بخالف ذلك
إستناذا للمعيار قاعدة أمرة ّ
مشروعيتها وسبب وجودها من تستمد ّ
الدولة ّ املادة 12من الدستور» : 12
ّ
-املوضوعي « إرادة الشعب
ّ ّ ّ ّ
التنازل أو التخلي عن ّ
إستناذا للمعيار اللفظي- قاعدة أمرة أي جزء من املادة 15من الدستور » :ال يجوز البتة 13
ّ ّ
-ال يجوز الوطني « .التراب
ثانيا:تمييز القواعد القانونية عن القواعد األخالقية األخرى
تختلف القاعدة القانونية عن بعض القواعد األخالقية نذكر منها:
/1تمييز القاعدة القانونية عن الدين.
أ /من حيث النطاق
الدين أوسع نطاقا ألنه يشمل عالقات األفراد فيما بينهم وعالقتهم باهلل سبحانه وتعالى بل وحتى عالقتهم بأنفسهم،
كما يأخذ بالمكبوتات والنوايا ،عكس القانون.
ب /من حيث المصدر
مصدر الدين هو الوحي اإللهي أما مصدر القانون فهو التشريع أو ما يتعارف عليه الناس بأنه ملزم ،غير أن
بعض القواعد القانونية يكون مصدرها الدين.
ج /من حيث الغاية
الغاي ة من ال دين هي غاي ة مثالي ة تتمث ل في ال رقي ب النفس البش رية وعب ادة اهلل س بحانه وتع الى لني ل رض اه ،أم ا
الغاية من القانون فهو المحافظة على النظام في المجتمع.
د /من حيث الجزاء
جزاء الدين أخروي متروك ليوم القيامة أما الجزاء القانوني فهو مادي ،حال ،منصوص عليه في القانون وتوقعه
الس لطة العام ة .غ ير أن بعض الج زاءات الديني ة تك ون حال ة أي في ال دنيا قب ل اآلخ رة مث ل الح دود (قط ع الي د،
الرجم ،الجلد.
/2تمييز القانون عن األخالق.
أ /من حيث النطاق
األخالق يتش ابه م ع ال دين في النط اق فه و أوس ع من نط اق الق انون إذ ينظم العالق ات بين األف راد ويعت د بالنواي ا
والكثير من األشياء قد تنكرها األخالق لكن ال ينظمها القانون.
7
ب /من حيث المصدر
األخالق مص درها ش عور الن اس وض مير الجماع ة وق د يك ون مص درها المعتق دات الديني ة أو آراء المفك رين
والفالسفة.
ج /من حيث الغاية
غاية األخالق مثل الدين مثالية تهدف إلى الرقي باإلنسان إلى الكمال.
د /من حيث الجزاء
جزاء األخالق جزاء معنوي يتمثل في تأنيب الضمير ونظرة الغير واستنكارهم للتصرفات غير األخالقية.
لكن الق انون واألخالق مترابط ان ف الكثير من القواع د القانوني ة تك ون مرتبط ة ب األخالق إذ نج د العدي د من
المواد بصيغة ما لم يكن مخالفا للنظام العام واآلداب العامة.
ج/القواعد القانونية وقواعد المجامالت
قواعد المجامالت هي مجموعة المبادئ التي تستهدف جعل الحياة أكثر رقة وتهذيبا وذلك بدعوة األفراد
إلى بذل مزيد من العناية المتبادلة في المناسبات المختلفة كالتهنئة في المناسبات السعيدة وزيارة المرضى وأداء
واجب العزاء.
وق د يش عر المجتم ع بأهمي ة قاع دة من قواع د المج امالت فيق وم بتحويله ا إلى قاع دة قانوني ة بتقري ر الج زاء
الذي يوقع على من يخالفها فمثال قواعد معاملة رجال السلك الدبلوماسي كانت في األصل من قواعد المجامالت
إال إنها أصبحت اآلن عرفا دوليا تلتزم به كافة الدول .
ورغم هذه الصلة التي تبدو بين القانون والمجامالت إال أن هناك فرقا هاما بينهما يتمثل في طبيعة الجزاء
حال مخالفة كل منهما ,فإذا كان جزاء مخالفة القاعدة القانونية هو جزاء ماديا وملموسا توقعه السلطة العامة ف إن
جزاء مخالفة قواعد المجامالت يكون في صورة استهجان الناس ومعاملته بالمثل .
من خالل تعريفنا للقانون يمكن أن نلخص خصائص القاعدة القانونية فيمايلي:
8
والنسب ...وقد ينظم معامالته المالية ،كالبيع والرهن والشراء" ...والقانون ال يوجد في أي مجتمع إنساني،
بل يلزم أن نكون بصدد مجتمع سياسي منظم يفترض وجود سلطة عليا ذات سيادة تعمل على فرض
القانون واحترام تطبيقه حتى يسود األمن واالستقرار"
والقاعدة القانونية كونها قاعدة اجتماعية البد أن تتناول تنظيم سلوك الفرد ،بحيث تتوجه بخطابها إلى
األفراد في صورة أمر أو تكليف أو منع بهدف تنظيم شؤون المجتمع وتقويم سلوكه.
/2القاعدة القانونية قاعدة سلوكية
إذا كان القانون ينظم الروابط والعالقات االجتماعية في المجتمع فإن القاعدة القانونية ال يمكن لها أن
تتدخل إذا لم يكن هناك مظهر خارجي لسلوك الفرد ،ألن القانون ال يهتم بالنوايا والمشاعر طالما أنها لم تترجم
إلى سلوك في العالم الخارجي ،فما دام اإلنسان يحترم القانون في سلوكه الظاهر ،فال شأن للقانون به.
فمجرد عزم الشخص على ارتكاب جريمة القتل أو جريمة السرقة أو جريمة االغتصاب ال يحول هذا العزم
إلى جريمة ،تفرض تدخل القانون إلى القبض على المجرم لمحاكمته على عزمه هذا.
فطالما لم يتحول ذلك العزم أو النية إلى مظهر خارجي ،فإن ذلك السلوك وتلك النية تخرج من دائرة
اهتمام القانون ،وكلما تحولت النية إلى مظهر خارجي إال ويتدخل القانون.
إال أن ذلك ال يعني أن النية والشعور الداخلي ال يعتد بهما القانون ،فكلما اقترنت النية بسلوك خارجي وإ ال
يأخذها القانون بعين االعتبار.
فإذا عزم الشخص على قتل شخص آخر دون أن ينفذ ما عزم عليه ،فإن القانون ال يتدخل في ذلك ،أما
إذا اقترن هذا العزم بسلوك خارجي وارتكب الشخص فعال جريمة القتل ،فإن تلك الجريمة تكيف على أنها
جريمة قتل مع سبق اإلصرار والترصد وعقوبتها اإلعدام ،بحيث في هذه الحالة يتم البحث في نية القاتل.
/3القاعدة القانونية قاعدة عامة ومجردة
يستفاد من خاصية العموم والتجريد في القاعدة القانونية ،أن القاعدة القانونية ال تخاطب شخصا معينا بذاته
أو تتناول حالة أو واقعة معينة بذاتها ،بل أن القاعدة القانونية تحدد الشروط والمواصفات التي يجب أن
تتوفر في األشخاص المخاطبين بحكمها ،وتتناول الشروط والمواصفات التي يجب أن تتوفر في الحالة و الواقعة
التي تنظمها.
وال يعني عموم القاعدة القانونية أن تخاطب جميع الناس واألفراد ،فقد تخاطب القاعدة القانونية فئة معينة
من األفراد كفئة التجار وفئة الحرفيين أو فئة رجال التعليم ،وقد تضيق هذه الفئة وتخاطب شخصا واحدا
كمؤسسة الملك أو مؤسسة الوزير األول ،فهذه القواعد ال تخاطب هؤالء األشخاص لذواتهم بل بصفاتهم
وللمراكز القانونية التي يشغلونها.
والمقصود بأن القاعدة القانونية قاعدة مجردة ،أن المشرع عند صياغته للقاعدة القانونية من الناحية الفنية
لم يضعها لتنطبق على شخص معين أو واقعة محددة ،وإ نما وضعها بطريقة مجردة عن االعتداد بأي شخص
معين أو بأي واقعة محددة.
/4القاعدة القانونية قاعدة ملزمة
البد أن يصاحب القواعد القانونية جزاء يوقع على من يخالفها أو من يخرج على حكمها ،وهذا الجزاء
9
هو الذي يحمل األفراد على احترامها .والجزاء توقعه السلطة العامة جبرا على من يخالف القاعدة القانونية
ويتخذ الجزاء صورا متعددة تختلف باختالف الفرع الذي تنتمي إليه القاعدة القانونية التي تمت مخالفتها،
بحيث نجد الجزاء الجنائي والجزاء المدني والجزاء اإلداري :
أ – الجزاء الجنائي :يتمثل في عقوبة توقع على المخالف لألحكام القاعدة القانونية ،وهذه العقوبة قد
تكون مالية كالغرامة ،وقد تكون بدنية كالحبس والسجن واإلعدام ،وتحدد العقوبة حسب جسامة الجريمة المرتكبة
هل هي جناية أو جنحة أو مخالفة.
ب – الجزاء المدني :ويتخذ صورا مختلفة ،فقد يكون التنفيذ عينيا بإجبار المدين على ما التزم به عينا
كتسليم الشيء المبيع إلى المشتري .وقد يكون التنفيذ بمقابل أي عن طريق التعويض كحالة امتناع فنان على
إتمام عمله الفني الذي التزم به.
ج – الجزاء اإلداري :هو الجزاء الذي يترتب على مخالفة قواعد القانون اإلداري وذلك بسبب إهمال
الموظف في أداء عمله أو انقطاعه عنه بدون عذر .هذا الجزاء قد يتمثل في الخصم من المرتب أو الحرمان
من الترقية أو القهقرة من الرتبة ،وقد تصل العقوبة التأديبية إلى درجة الفصل من العمل مع الحرمان من
المعاش ،وقد تكون العقوبة مجرد إنذار أو توبيخ توجه إلى الموظف المخالف ألحكام قانون الوظيفة العمومية.
وقد يتمثل الجزاء كذلك في إلغاء القرار اإلداري المخالف للقانون ،كما لو صدر هذا القرار مشوبا
بإساءة استعمال السلطة أو بعيب عدم االختصاص أو بعيب الشكل أو السبب،...
إن الخصائص األربعة السالفة الذكر هي التي تميز القاعدة القانونية عن غيرها من القواعد االجتماعية
األخرى.
ثانيا:عالقة القانون بالعلوم االجتماعية األخرى
للقانون عالقة وثيقة الصلة بالعلوم االجتماعية األخرى نذكرها في مايلي:
/1عالقة القانون بعلم االجتماع:
هناك عالقة وثيقة بين القانون وعلم االجتماع ،فالقانون يعتمد على علم االجتماع في التعرف على الحقائق
و الظواهر االجتماعية المختلفة ليتسنى له تنظيمها بوضع قواعد السلوك التي تتناسب و تتالئم مع البيئة
االجتماعية التي وضعت من أجلها ،لذلك تختلف القواعد القانونية من مجتمع إلى آخر الختالف الظواهر
االجتماعية :فظاهرة قلة السكان في مجتمع معين يواجهها المشرع بقواعد مغايرة لتلك التي يواجه بها ظاهرة
االنفجار السكاني .
ويقدم علم االجتماع خدمة جليلة للقانون عن طريق التحقيقات أو االستقصاءات االجتماعية أو سبر اآلراء
التي تمكن المشرع وهو يضع القواعد القانونية من التكهن بمدى تقبل هذه القواعد من طرف األفراد الذين
تخاطبهم ،وبذلك يكون القانون مدينا لعلم االجتماع بكثير من المواد األولية التي يصنع منها نسيجه .
/2عالقة القانون بعلم التاريخ:
يقصد بالتاريخ هنا تلك التجارب التي مرت بها اإلنسانية وعرفتها نظمها القانونية ،وهي كخبرة صقلها
الزمن تدخل في االعتبار عند وضع القواعد القانونية ،إذ هي تشكل تراثا مكتسبا ال يمكن التغاضي عنه أو
استبعاده كليا في مرحلة إنشاء قواعد القانون .فدور التاريخ هو تمكين المشرع من الوقوف على النظم القانونية
10
التي سارت على هديها األمم السابقة قصد التعرف على مدى نجاحها في التطبيق العلمي ،فيستنير المشرع
وهو يضع قواعد القانون بالتجارب الناجحة وذلك بالنظر لمقتضيات العصر وعامل تطور الحياة االجتماعية .
/3عالقة القانون بعلم السياسة:
تظهر العالقة بين القانون والسياسة في عدة أنواع :
حين يؤثر القانون في السياسة وهو يضع قواعد النظام السياسي في المجتمع فيحدد شكل الحكم في
الدولة وتنظيم السلطات العامة فيها وتعاونها .
وتظهر أيضا في مرحلة وضع قواعد قانونية جديدة أو تعديل قواعد قانونية قائمة ،إذ يجب للمشرع
حينئذ مراعاة األوضاع و التيارات السياسية السائدة في مجتمعه ،وإ ال جاء تشريعه غريبا عن البيئة التي وضع
من أجل التطبيق فيها .
وتظهر في صورة تأثر القانون بالسياسة في مرحلة تطبيق القاعدة القانونية من طرف القاضي ،الذي
كثيرا ما يستوحي األفكار السياسية السائدة في مجتمعه ،وهو بصدد حكمه ليأتي الحكم الذي يصدره موافقا
لتلك األفكار
/4عالقة القانون بعلم االقتصاد:
علم االقتصاد هو العلم الذي يدرس حاجات األفراد االقتصادية في شتى مظاهرها من إنتاج وتوزيع
واستهالك أو هو العلم الذي يعنى بخلق وتداول الثروة في المجتمع وهو بهذا المعنى وثيق الصلة بالقانون
الذي يستهدف تنظيم عالقات األفراد بصرف النظر عن طبيعة هذه العالقات .وعالقة القانون باالقتصاد هي
عالقة تأثير و تأثر.
/5عالقة القانون بعلوم اإلعالم و االتصال :
إذا كان للقانون عالقة وثيقة الصلة بباقي العلوم االجتماعية األخرى بصفة عامة،و إذا كان علم اإلعالم و
االتص ال ف رع من ف روع العل وم االجتماعي ة فإن ه هن اك عالق ة بين الق انون و عل وم اإلعالم و االتص ال ف إذا ك ان
اإلعالم يع ني تزوي د جم اهير الن اس بمص ادر العلم و الفك ر و المعرف ة و نش ر أك بر ق در من المعلوم ات بين
الن اس،و ذل ك بنش ر آراء و مواق ف أش خاص كث يرين،و ذل ك من خالل وس ائله المتنوع ة س واء أك انت مس موعة
ك الراديو أو مقروءة كالجرائد ،أو االثنين مع اً كالتلف از،فإن الق انون يقوم بوض ع الج انب القانوني لممارس ة مهن ة
اإلعالم و تحدي د وس ائل اإلعالم و كيفي ة إنش ائها و حق وق وواجب ات رج ال اإلعالم و الص حفيين و كيفي ة ت داول
الصحف و الوصول لمصدر المعلومات و كدا السلطة المختصة بمنح الرخص لفتح مختلف المؤسسات اإلعالمية
و طبيعة العالقة بين الصحفي و مؤسسته اإلعالمية و القانون الذي يحكم عالقتهما...الخ
11
و تلعب العوامل الطبيعية و االقتصادية و السياسية و الجغرافية و الدينية دورا مهما في صياغة و وضع
القاعدة القانونية،و يعتبر المصدر التاريخي للقانون ذا أهمية كبيرة أيضا في سن القاعدة القانونية نظرا لتأثر أي
نظام في الدولة بخلفيات تاريخية،فالشريعة اإلسالمية و القانون الفرنسي مثال هما المصدران التاريخان للقانون
الجزائري.
و عليه سوف نتطرق لمصادر القانون من خالل نص المادة األولى من القانون المدني الجزائري.
أوال:نص المادة
نص ت الم ادة األولى من الق انون الم دني الجزائ ري على أنه":يس++ري الق++انون على جمي++ع المس++ائل ال++تي
تناولها نصوصه في لفظها أو فحواها
و إذا لم يوج++د نص تش++ريعي حكم القاض++ي بمقتض++ى مب++ادئ الش++ريعة اإلس++المية،ف++إذا لم يوج++د فمقتض++ى
العرف فإذا لم يوجد فبمقتضى قواعد القانون الطبيعي و مبادئ العدالة".
ثانيا:شرح مضمون نص المادة
حس ب مض مون نص الم ادة ف إن مص ادر الق انون الجزائ ري تتمث ل في-:التش ريع بمعن اه الواس ع،مب ادئ
اإلسالمية،العرف،مبادئ القانون الطبيعي و قواعد العدالة.
يفهم من ص ياغة النص الق انوني أن القاض ي مل زم بتط بيق أحك ام التش ريع أوال على ال نزاع
المع روض ف إذا لم يجد نص قانوني يحكم القضية المعروضة عليه فإنه ال يمكنه الدفع بعدم وج ود نص قانوني
يحكم القضية محل النزاع،بل عليه أن يبحث في مبادئ الشريعة اإلسالمية فإن لم يجد فعليه أن يبحث في العرف
و إن تع ذر علي ه وجب في ه ده الحال ة أن يفص ل في ال نزاع على اجته اده الشخص ي و القاض ي هن ا مل زم بإتب اع
الترتيب الوارد في نص المادة،حيث أن القاضي ال يمكنه الفصل بمقتضى مبادئ الشريعة اإلسالمية أو العرف
إال في حالة عدم وجود نص تشريعي.
ثالثا:مصادر القانون من خالل نص المادة
تتمثل مصادر القانون حسب نص المادة في المصادر الرسمية المتمثلة في التشريع على مختلف درجاته و
المصادر االحتياطية التي تتمثل في الشريعة اإلسالمية و العرف و مبادئ القانون الطبيعي و قواعد العدالة.
-1المصدر الرسمي للقانون:
يتمثل المصدر الرسمي للقانون في التشريع بمختلف ،أنواعه و يقصد بالتشريع مجموعة القواعد القانونية
الصادرة عن السلطة المختصة و المتمثلة في السلطة التشريعية كأصل عام.
و تتمثل أنواع التشريع فيمايلي:
أ/التشريع األساسي(الدستور):
يعتبر الدستور المصدر األساسي للقانون في الدولة و قمة التشريعات و يتميز بالسمو و يصدر عن سلطة
علي ا يطل ق عليه ا الس لطة التأسيس ية،بحيث يض م مجموع ة من القواع د ال تي تح دد ش كل الحكم فيه ا و الس لطات
العام ة و العالق ة بينهم ا و تح دد الحق وق و الحري ات األساس ية لألف راد و واجب اتهم و من ه تس تمد كاف ة الق وانين
األخرى أحكامها.
ب/التشريع العادي(القانون):
12
هو مجموعة القواعد القانونية التي تضعها السلطة التشريعية ممثلة في البرلمان وفقا لإلجراءات التي نص
عليه ا الدس تور قص د تنظيم العالق ات بين األف راد أو بينهم و بين الدول ة في جمي ع المج االت المختلف ة و ي أتي في
المرتبة الثانية في هرم التشريع بعد التشريع األساسي.
ب/التشريع الفرعي(اللوائح):
و يأتي في المرتبة الثالثة بعد التشريع األساسي و التشريع العادي،و يقصد به مختلف اللوائح التي تختص
الس لطة التنفيذي ة بوض عها في ح دود اختصاص ها ال تي يبينه ا الدس تور بحيث تفص ل أحكام ه دون أي تع ديل أو
إضافة،و يكون إصدار مثل هذا التشريع من طرف السلطة التنفيذية دون سواها،و تتمثل اللوائح في:
*اللوائح التنفيذية:و هي التي تضعها السلطة التنفيذية لضمان تنفيذ القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية.
*اللوائح التنظيمية:و هي التي تضعها السلطة التنفيذية لتنظيم المرافق العامة في الدولة.
*لوائح الضبط و البوليس:و هي لوائح تضعها السلطة التنفيذية بهدف المحافظة على النظام العام و األمن
العام و الصحة العامة مثل:لوائح تنظيم المرور،اللوائح الخاصة بمراقبة األغذية و الباعة المتجولين.....
-2المصادر االحتياطية للقانون:
أ/مبادئ الشريعة اإلسالمية:و هي مختلف األحكام التي شرعها اهلل تعالى لعباده على لسان رسول من الرسل و
تعت بر الش ريعة اإلس المية المص در االحتي اطي األول للق انون في التش ريع الجزائ ري،و هن اك الكث ير من المب ادئ
موجودة في القانون الوضعي مستمدة من الشريعة اإلسالمية و مثالها:مبدأ حسن النية و سوء النية في المعامالت
التي تضمنه الحديث النبوي الذي جاء فيه":إنما األعمال بالنيات ."...
ب/الع++رف:يعت بر الع رف في الق انون الجزائ ري مص درا ثالث ا من بين مص ادر الق انون بع د التش ريع و الش ريعة
اإلسالمية و المصدر االحتياطي الثاني بعد الشريعة اإلسالمية على خالف القانون المصري الذي قدم العرف
عن مبادئ الشريعة اإلسالمية،و العرف هو كل ما اتبعه الناس و ساروا عليه في تصرفاتهم سواء كان فعال أو
قوال.
ج/مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة:يقصد بها مجموعة القواعد التي تحقق العدالة في أسمى صورها مع
ضرورة تسوية النزاع و تطبيق نفس الحكم على الحاالت المتشابهة عند عدم وجود ما نص تشريعي أو ديني أو
عرفي يحكم المسألة فالقاضي هنا ملزم بالفصل في النزاع بناءا على اجتهاده الشخصي و إال أعتبر منكرا للعدالة
ألن القانون يلزمه الفصل في كل نزاع معروض عليها وإ يجا الحلول المناسبة له.
المحاضرة الخامسة:كيفية إعداد كل من التشريع األساسي) الدستور( و التشريع العادي)القانون(
قب ل التط رق إلج راءات إع داد التش ريع األساس ي و التش ريع الع ادي الب د من التط رق لمب دأ ه ام يخض ع ل ه
التش ريع على مختل ف درجات ه(التش ريع األساس ي-التش ريع الع ادي-التش ريع الف رعي)،و المتمث ل في مب دأ هرمي ة
التشريع.
/1المقصود بهرمية التشريع:
أ/تعريفه:هناك من يطلق عليه مبدأ تدرج التشريعات و هو المصطلح األصح عند فقهاء القانون،و يقصد به أن
التشريعات ليست على درجة واحة و نوع واحد و إنما تتدرج من حيث قوتها و إلزاميتها بحيث يوجد في القمة
13
التش ريع األساس ي) الدس تور( وثم يلي ه في الدرج ة التش ريع الع ادي) الق انون( ثم ي أتي في أدنى درج ة التش ريع
الفرعي،و يعود السبب في اختالف سمو تشريع عن األخر بالنظر إلى السلطة التي أصدرته فالتشريع األساسي
يصدر عن الشعب مباشرة و التشريع العادي صادر عن سلطة تستمد إرادتها من إرادة الشعب ممثلة في السلطة
التشريعية على خالف التشريع الفرعي الصادر عن السلطة التنفيذية التي كل أعضائها معينون.
ب/اآلثار المترتبة عن ترتيب هذا المبدأ :يترتب عن مبدأ تدرج التشريعات أنه ال يجوز تعديل أي تشريع إال من
الجهة التي أصدرته و بالطريقة التي صدر بها،كما أنه ال يجوز للتشريع األدنى أن يخالف التشريع األدنى منه
درجة بمعنى أنه ال يجوز للتشريع الفرعي أن يخالف التشريع العادي كما أنه ال يجوز للتشريع العادي أن يخالف
التشريع األساسي.
/2طرق وضع التشريع األساسي) الدستور( و مراحل تعديله:
*طرق وضع الدساتير:
تختل ف ال دول في ط رق وض ع الدس اتير،بحيث هن اك من الط رق م ا تعت بر غ ير ديمقراطي ة و منه ا م ا تعت بر
ديمقراطية.
أ/الطرق غ++ير الديمقراطي+ة :تتمث ل في أس لوب المنح ة بحيث ينف رد الح اكم في وض ع وثيق ة الدس تور دون إش راك
الش عب في ذل ك بحيث يعت بر الح اكم ه و مص در الس لطات في الدول ة،و أس لوب العق د بحيث بموجب ه يتم وض ع
دستور من طرف لجنة مكونة من ممثلين عن الشعب و أعضاء معينين من الحاكم تم يعرض على الحاكم و هو
له حرية إتخاده أو رفضه.
ب/الط++رق الديمقراطي++ة:يتم وض ع الدس اتير بطريق ة ديمقراطي ة إم ا عن طري ق الجمعي ة التأسيس ية بحيث يق وم
الش عب بانتخ اب ممثلين عنهم يقوم ون بوض ع وثيق ة الدس تور و ب دون عرض ه على الح اكم إلق راره،و إم ا عن
طريق عرضه على الشعب لالستفتاء باعتباره صاحب السيادة في الدولة.
*مراحل التعديل الدستوري) كيفيات تعديل التشريع األساسي( :
عندما تكون الدولة حديثة النشأة و لم تكن لها دستور نكون هنا أمام عملية وضع الدستور و التي تتواله السلطة
التأسيسية،أما بعد وضع الدستور في الدولة فإنه يمكن أن يخضع لعملية التعديل عبر مراحل حددها الدستور نفسه
و التي تتمثل في:
**اق++تراح التع++ديل الدس++توري:ه و أول مراح ل التع ديل الدس توري و ال ذي ق د يك ون من ط رف البرلم ان أو
الحكومة أو االثنين معا،و قد كان دستور الجمهورية الجزائرية لسنة 1989يعود لرئيس الجمهورية وحده لكنه
بعد سن دستور 1996أصبح المبادرة باالقتراح ممنوح كذلك للبرلمان أيضا.
**مرحلة إقرار التعديل:بعد اقتراح التعديل و إقراره يتم عرضه على غرفتي البرلمان للتصويت عليه حسب
اإلجراءات المنصوص عليها في الدستور.
*مرحل+ة اإلق+رار النه++ائي:بع د مص ادقة أعض اء البرلم ان على مق ترح التع ديل الدس توري أو موافق ة الش عب علي ه
بحسب الحاالت المنصوص عليها دستوريا يتم إتخاد التعديل الدستوري و إصداره و نشره في الجريدة الرسمية.
-3سن) إعداد( التشريع العادي:
أ/مراحل إعداد التشريع العادي:
14
يمر وضع التشريع العادي بمراحل هي:
*مرحلة االقتراح:و هي أول مرحلة يمر بها وضع التشريع العادي بحيث يبدأ في صورة اقتراح يسمى مشروع
قانون.
*مرحل++ة الفحص و المناقش++ة:هي المرحل ة الثاني ة لإلع داد التش ريع الع ادي بحيث بموجبه ا يتم إحال ة مش روع
القانون على اللجان المختصة بالهيئة التشريعية لدراسة محتوى المشروع لفحصها و إعداد تقارير بشأنها.
*مرحلة اإلقرار و الموافقة:بعدا مناقشة و فحص مشاريع القوانين يتم عرضها على السلطة التشريعية ممثلة في
البرلمان بغرفتيه للتصويت عليها بحيث تتم الموافقة عليها في أغلب األحيان باألغلبية المطلقة ألعضاء البرلمان
الحاضرين.
*مرحل+ة اإلص+دار:ه و عم ل إج رائي بحيث يقص د ب ه قي ام رئيس الجمهوري ة بص فته عض و من أعض اء الحكوم ة
باألمر بوضع التشريع المصادق عليه من طرف أعضاء البرلمان موضع التنفيذ.
*مرحل++ة النش++ر:و هي آخ ر مراح ل إع داد التش ريع الع ادي بحيث يتم نش ر الق انون مح ل اإلص دار في الجري دة
الرسمية و هو نفس تاريخ نفاذه إال إذا نص القانون ذاته بتاريخ الحق بعد النشر لنفاذه.
ب/السلطة المختصة بالتشريع العادي:
*ص++احبة االختص++اص األص++يل في وض++ع التش++ريع:إن الس لطة التش ريعية هي ص احبة االختص اص األص يل في
وضع التشريع العادي،و تتكون السلطة التشريعية أحيانا من مجلسين كما هو الحال في الجزائر) المجلس الشعبي
الوطني و مجلس األمة(،و قد يتكون من مجلس واحد كما هو الحال في مصر مجلس الشعب و في لبنان مجلس
الن واب،و عن د وض ع التش ريع من ط رف الس لطة التش ريعية نك ون هن ا أم ام عملي ة وض ع الق وانين في ح االت
الظروف العادية.
*سن التشريع العادي بواسطة الس++لطة رئيس الجمهوري++ة :يمكن ل رئيس الجمهوري ة اس تثناء و في ح االت معي ة
وض ع التش ريع الع ادي و ذل ك خروج ا عن القاع دة العام ة الم ذكورة أعاله،و هن ا نك ون أم ام وض ع التش ريع في
الح االت غير عادي ة بحيث يمارس رئيس الجمهوري ة حقه مثال بمقتضى الم ادة 142من الدستور الجزائ ري أن
يشرع عن طريق األوامر في حالة شغور البرلمان أو خالل العطل البرلمانية.
مالحظة:إن المعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية حسب الدستور الجزائري تسمو عن القوانين.
المحور الثاني:نظرية الحق
سوف نتطرق من خالل هذا المحور إلى تحديد مفهوم الحق وأنواع الحقوق مع التركيز على بعض الحقوق
المتصلة بالحقوق الذهنية.
مفهوم الحق المحاضرة السادسة:
القانون كما سبق ذكره هو مجموعة القواعد القانونية العامة والمجردة التي تهدف إلى تنظيم عالقة
األفراد واألشخاص داخل المجتمع والمقترنة بجزاء توقعه السلطة المختصة في حالة مخالفتها ،حيث تتولد عن
فما هو هذه القواعد القانونية وعن العالقات بين األشخاص حقوق للبعض في مواجهة البعض اآلخ
مفهوم الحق؟
15
وعلي ه س وف نع رض من خالل ه ذا العنص ر لتعري ف الح ق ووج ود الح ق وم دى نس بية نظري ة الح ق
وأركانه.
تعريف الحق: -1
الح ق ه و ق درة أو س لطة إرادي ة يخوله ا الق انون للش خص لتمكين ه من القي ام بأعم ال معين ة تحقيق ا
لمصلحة له يعترف بها القانون ويحميها ،فالمالك مثال صاحب حق هو حق الملكية الذي يعود إليه وهذا
الح ق عب ارة عن س لطة منحه ا الق انون ل ه على الش يء الممل وك تحقيق ا لمص لحته ال تي يعتبره ا الق انون
مشروعة.
تزعم هذا المبدأ الفقيه األلماني سافينيي ، Savigny وينظر إلى الحق من منظور شخصي أي بالنظر إلى
صاحب الحق ،فيعرف الحق بأنه" :قدرة أو سلطة إرادية تثبت للشخص ويستمدها من القانون".
رائد هذه النظرية الفقيه األلماني إيهرينغ Ihering ويعرف الحق بأنه" :مصلحة يحميه+ا الق+انون ،فوفق+ا
لهذا الرأي يتكون الرأي من عنصرين :عنصر موضوعي وآخر شكلي".
ويقصد بـالعنصر الموض+وعي :الغاي ة أو المص لحة ال تي تع ود دائم ا على ص احب الح ق ،وق د تك ون ه ذه
المصلحة مادية إذا كان الحق ماليا ،وقد تكون معنوية إذا كان الحق غير مالي.
أما العنصر الشكلي :فيتمث ل في الحماي ة القانوني ة ال تي يعتبره ا ركـنا من أرك ان الح ق وهي ض رورية،
وتتمثل في الدعوى القضائية التي يدافع بها صاحب الحق عن حقه.
يعرف أصحاب هذا المذهب الحق بأنه سلطة إرادية وهو في ذاته مصلحة يحميها القانون .فيعرف الحق
بالقدرة اإلرادية المعطاة لشخص في سبيل تحقيق مصلحة يحميها القانون.
16
يعتبر هذا التعريف أشمل من سابقيه لكن نظرا لكونه يجمع بين التعريف الشخصي والموضوعي للحق فإنه
أيضا يجمع كل االنتقادات التي وجهت للنظريتين السابقتين.
بعد االنتقادات العديدة التي طالت النظرية الشخصية والنظرية الموضوعية وحتى المذهب المختلط أي
كل النظريات التقليدية ،ظهرت النظرية الحديثة في تعريف الحق.
ت زعم ه ذه النظري ة الفقي ه البلجيكي ج ون داب ان ، Jean Dabin ويع رف أص حاب ه ذا الم ذهب الح ق
بأن ه" :م++يزة يمنحه++ا الق++انون لش++خص م++ا ويحميه++ا بطريق++ة قانوني++ة ،ويك++ون ل++ه بمقتض++اها الح++ق في التص++رف
متسلطا على المال معترف له بصفته مالكا أو مستحقا له".
سلطة يقررها القانون ويجب على الغير احترام الحقوق وعدم االعتداء عليها. -
الحق يتبع شخصا معينا يكون صاحبه وهو إما شخص طبيعي أو معنوي. -
الحق يرد على قيمة معينة مادية أو معنوية. -
الح ق يمنح لص احبه س لطة االس تئثار (الح ق لش خص بعين ه ال غ يره) والتس لط علي ه (أي س لطة -
صاحب الحق في استعمال حقه)
في الحقيقة أن الفقهاء الذين يذهبون إلى حد إنكار فكرة الحق كان لكل منهم منطلقه الخاص.
إنـكــار فـكــرة الحــق نـظـريــــة دوجـــــي: أ-
هناك من الفقهاء من أنكر وجود الحق وأبرزهم الفقيه دوجي Duguitالذي رفض فكرة الحقوق التي ينش ئها
القانون ،ويرى أن الحق ما هو إال سيطرة إرادة الشخص صاحب الحق على إرادة الشخص الملزم به.
ويعت بر ه ذا التص ور تص ورا غ ير واقعي ،إذ من الناحي ة الواقعي ة توج د إرادات متس اوية.
ففي رأيه أن الشخص الذي يرتكب جريمة مثال ال يعاقب على أساس مساسه بحق غيره ،وإ نما يعاقب ألنه خالف
قاع دة من قواع د ق انون العقوب ات .فيك ون في مرك ز ق انوني معين ...مرك ز الس ارق ،أو مركزالقات ل...
فال يمكن القول بأن القاعدة القانونية تنشئ حقا لشخص وتحمل آخر بالتزام ،إذ القاعدة القانونية ال تضيف ال
القليل وال الكثير من إرادة المكلف بالواجب أو المستفيد من أدائه.
17
إثـبـــــات فــكــرة الحـــــق(نـقــد نـظــريـــة دوجي): ب-
عرضت فكرة دوجي النتقادات شديدة ،ذلك ألن فكرة الحق باعتبارها سلطة ممنوحة لشخص معين ،فكرة
موجودة فعال.
ويرى ريبير Ripertأن الحق هو سلطة ممنوحة لشخص ،وهذه السلطة موجودة وال يمكن ألحد إنكارها،
إذ تجعل المدين في خدمة الدائن ،بل كان في الماضي يجوز للدائن حبس المدين واعتباره أسيرا وقتله ،كما تجعل
العام ل في خدم ة رب العم ل ،ويخض ع ك ذلك االبن ألبي ه ،وتجع ل المال ك ح را في االس تئثار بملك ه وك ان من
ال. ذا المج لطته في ه دس روري تحدي الض
ولكن وج ود ه ذه الحق وق المس يطرة ال يع ني تف وق إرادة ش خص على إرادة ش خص آخ ر ،إذ اإلرادات
الفردية متساوية في جوهرها ،ولكن حدوث وقائع قانونية معينة هو الذي يجعل شخصا ملزما إزاء شخص آخر،
كعق د الق رض مثال :يجع ل المق ترض ملزم ا في مواجه ة المق رض ،وك ذلك الخط أ كواقع ة مادي ة يجع ل مح دث
رور. و المض ق وه احب الح التعويض إزاء ص اب رر ملزم الض
جديد لفكرة الحق ،فلو كان الحق هو القانون ذاته لما كنا بحاجة إلى مراكز قانونية والحقيقة هي أن المركز
القانوني ذاته الذي يتكلم عنه دوجي ما هو إال تصور ،فإذا كان األفراد متساوين أمام القانون إال أن كال منهم
يوج د في مرك ز خ اص ب ه يم يزه عن غ يره ،فق د يك ون -في مرك ز المس تفيد من القاع دة القانوني ة أي ص احب
الحق ،أو في مركز الملتزم بها.
ولع ل إنك ار دوجي فك رة الح ق ن اتج عن تخوف ه من س يطرة أص حاب الحق وق وانتص ار الم ذهب الف ردي،
ولكن محارب ة ه ذا التع دي يمكن أن تك ون عن طري ق مراقب ة اس تعمال ه ذه الحق وق وتقيي دها أحيان ا ،إذ ال يمكن
إنكار فكرة الحق مهما كان المبرر.
تمـيــيـــز الحــــــق عــما يـشــابـهــه: -4
الحــــق والحـــريات العامـــة : أ-
الحق هو كل ما يثبت للشخص على سبيل التخصيص واإلفراد ،كحق الشخص في ملكية عين من األعيان
أو حقه في اقتضاء دين من الديون أو حقه في تطليق زوجته...
أما الحرية يعترف بها القانون للناس كافة دون أن تكون لالختصاص الحاجز ،وينطبق ذلك على
كل الحريات العامة التي يكفلها الدستور كحرية االعتقاد وحرية التنقل وحرية المسكن وحرية التعبير
وحرية الرأي وغيرها من الحريات العامة .
و يتضح من ذلك أن الحرية تختلف عن الحق في عدة أوجه:
* يرد الحق على أمر محدد وقابل للتحديد ،أما الحرية مجرد إباحة للشخص في أن يمارس كل ما لم
يمنحه القانون من نشاط.
* للحق صفة الخصوصية أما الحرية فلها صفة العمومية ،فالحرية ال تعرف فكرة االستئثار أو
االقتضاء ،أي كل األشخاص في نفس المركز القانوني من حيث التمتع بما يتضمنه من سلطات .فالحرية أشبه
بطريق عام بينما الحق أشبه بالطريق الخاص.
18
* تستند الحرية إلى المبادئ العامة أما الحق فيرتبط بوجود واقعة معينة تؤدي إلى تطبيق قاعدة قانونية.
* ترتبط نشأة الحق بوجود واقعة قانونية تؤدي إلى تطبيق قاعدة قانونية أما الحرية فتستند إلى المبادئ
العامة ومن ثم فهي موجودة ولو لم توجد وقائع أو قواعد محددة.
الحـــــق والرخــصـــة: ب-
يسوي البعض بين الحرية والرخصة فاعتبروهما مرادفين لنفس المعنى ،ولكن الرأي الراجح يرى أن
الرخصة هي منزلة وسطى بين الحرية والحق ،فمثال هناك حق الملك وحرية التملك يوجد بينهما مركز متوسط
يتمثل في رخصة الشخص أن يتملك ،فالشخص له حرية تملك أي شيء من األشياء ،فإذا اشتراه أصبح
صاحب حق ملك ،وهناك مرحلة وسطى هي تلك التي يعرض عليه شراء الشيء .هنا يكون المشتري قبل
صاحب رخصة في أن يتملك ،فالرخصة تمثل تجاوز الشخص قبول الصفقة في مركز خاص،أي
لمرحلة الحرية وتقدمه نحو الوصول إلى الحق ،ويقتضي ذلك وجد سبب أو واقعة معينة مستمدة من القانون.
غير أن هذا السبب ال يؤدي إلى وجود الحق وإ نما ينشأ عنه ما هو دون الحق وهي الرخصة.
19
عدم مش+روعية المص+لحة :يع د متعس فا في اس تعمال حق ه إذا ك ان يقص د من وراءه تحقي ق مص لحة غ ير
مشروعة ،كمن يستأجر شقة بنية إدارتها لألعمال المنافية لآلداب العامة.
نطاق التعسف وجزاءه: ب-
يشمل مبدأ عدم التعسف جميع الحقوق فهو مبدأ عام يستوجب من كل شخص أن يستعمل حقه
استعماال مشروعا.
وإ ذا ألحق التعسف ضررا بالغير فيكون الجزاء المترتب عليه التعويض الذي يشمل ما يحكم
ب ه القاض ي من تعويض نقدي للمتض رر؟ ،أو تعويض عيني بج بر الض رر عن طري ق إع ادة الح ال
إلى ما كان عليه كهدم الجدار المرتفع.
20
الحقوق العينية األصلية:
هي تلك الحقوق المستقلة التي ال تتبع حقا آخر وستند في وجودها إليه ،وتتجسد الحقوق العينية األصلية
في حق الملكية.
*حق الملكية:
ويعتبر حق الملكية أقوى الحقوق العينية األصلية وقد كان يوصف بأنه حق مطلق أي أنه يمارس بدون
قي ود غ ير أن ه ذه الفك رة لم يع د له ا وج ود ،فح ق الملكي ة بم ا ل ه من وظيف ة اجتماعي ة تس تهدف في النهاي ة ح يز
للجماع ة كله ا إذ أن ه يوج د في الق وانين والتنظيم ات كغ يره من الحق وق العدي د من القي ود كتل ك ال تي تنص عليه ا
تنظيمات العمران بالنسبة لمن يريد إقامة بناء على قطعة أرض يملكها مثال احترام علو البنايات،؟ بل أكثر من
ذلك يجوز لإلدارة نزع الملكية العقارية للمنفعة العامة مقابل تعويض عادل.
وعليه إذا كان حق الملكية معترف به فإنه يمارس بموجب قيود تحددها القوانين وليست ممارسته بصفة
مطلقة.
ولمالك الشيء بمقتضى حق الملكية مايلي:
-أن يتصرف فيه -أن يستغله ويحصل على ثماره ومنتجاته -أن يستغله فيما هو صالح
*الحقوق العينية المتفرعة عن حق الملكية:
"حق االنتفاع:حق أصلي يخول المنتفع ممارسة سلطتي االستعمال واالستغالل دون التصرف الذي
يبقى في يد المالك.
"حق االستعمال :هو نوع من االستعمال المحدود بالشيء إذ ال يخول صاحبه إال حق االستغالل.
"حق االرتفاق:حق يحد من منفعة عقار لفائدة عقار آخر غيره كحق المرور والمطل.
21
احتك ار اس تغالل عم ل أم اس م ذه ني مث ل حق وق الكت اب والم ؤلفين والفن انين وأعم الهم والمخ ترعين على
اختراعاتهم والتجار والصناع على زبائنهم وعالماتهم التجارية .
ويتعل ق احتك ار االس تغالل ال ذي تخول ه ه ذه الحق وق لص احبها إم ا ب الحقوق على المص نفات الفكري ة
كالملكية األدبية والفنية من جهة ،والملكية الصناعية من جهة أخرى خاصة الحقوق على براءات االختراع
من جهة أخرى وإ ما الحقوق المتعلقة بالعمالء.
تعريف الحقوق الذهنية:
هي كل ما ينتجه ذهن وعقل الشخص من أفكار واختراعات وإ بداعات بحيث تظهر بصمته الفنية ،فقد منح
الدستور والقانون على حد السواء حماية مدنية وجزائية لكل مفكر وممبدع ومخترع بحيث ال يجوز االعتداء
عليها.
أنواع الحقوق الذهنية:
هناك نوعان من الحقوق الذهنية
حقوق الملكية األدبية والفنية: -
تتمثل في حقوق المصنف والمؤلف
*حق المؤلف:وهو صاحب العمل الفني والفكري واألدبي بحيث له سلطة على مؤلفاته ومصنفاته بالحفاظ
عليها من السرقة والتعديل وتقرير نشرها وعدم نشرها.
*حق المصنف:هو طريق التعبير عن العمل الفني سواء بالكتابة أو الرسم أو بالتلحين.
حقوق الملكية الصناعية: -
وتتمثل في:
*براءة االختراع:هي شهادة رسمية تمنح للشخص المخترع تتثبت اختراعه لشيء ما وتمكنه من استغالل
اختراعه ماليا ويحتج بها في حالة االعتداء عليه.
*الرسوم والنماذج الصناعية :الرسوم هي الخطوط واأللوان التي تعطي مظهرا خاصا بصاحب الصناعة
تميزه عن باقي األعمال الصناعية األخرى.
*االسم التجاري :هو اسم يمنحه صاحب المحل لمحله لتمييزه عن باقي المحالت التي تمارس نفس نشاطه
التجاري.
*العالم++ة التجاري++ة والص++ناعية:هي رم ز أو إش ارة يس تعملها ص احب الص ناعة أو المهن ة التجاري ة لتمي يز
عمله عن عمل اآلخرين.
*العنوان التجاري :هو مقر تواجد المحل التجاري.
22
23