You are on page 1of 23

‫جامعة محـمد الصديق بن يحيى جيجل‬

‫كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬


‫قسم علوم اإلعالم و اإلتصال‬

‫السنة الثانية إعالم وإ تصال‬

‫محاضرات في مقياس المدخل للعلوم القانونية‬

‫أستاذ المقياس ‪ /‬لعوبي الحسين‬

‫السنة الجامعية‪2023 - 2022:‬‬

‫‪1‬‬
‫س وف يتم دراس ة مقي اس الم دخل للعل وم القانوني ة كوح دة تعليم استكش افية من خالل التط رق‬
‫لنظريتين أساسيتين في القانون وذلك في المحورين التاليين‪:‬‬
‫المحور األول‪:‬نظرية‪ +‬القانون‬
‫المحور الثاني‪:‬نظرية‪ +‬الحق‬
‫المحور األول‪:‬نظرية‪ +‬القانون‬
‫س وف نق وم من خالل ه ذا المح ور وع بر محاض رات مختلف ة بتن اول مفه وم الق انون وتقس يماته‬
‫وعالقة القانون بالعلوم اإلنسانية األخرى‪،‬ومصادر القانون وكيفية إعداد كل من التشريع األساسي‬
‫والتشريع العادي كمايلي‪:‬‬
‫المحاضرة األولى‪:‬مفهوم القانون وتقسيماته‪ +‬المختلفة‬
‫المحاضرة الثانية‪:‬أنواع القاعدة القانونية‪ +‬وتمييزها عن القواعد األخالقية األخرى‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬خصائص القاعدة القانونية‪ +‬وعالقة القانون بباقي العلوم األخرى‬
‫المحاضرة الرابعة‪:‬مصادر القانون‬
‫المحاضرة الخامسة‪:‬كيفة‪ +‬إعداد التشريع األساسي والتشريع‪ +‬العادي‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬مفهوم الحق‬

‫المحاضرة السابعة‪ :‬نسبية الحق وأركانه وأنواعه‬

‫المحاضرة األولى‪:‬مفهوم القانون‬

‫‪2‬‬
‫من أج ل الوق وف على المقص ود بالق انون الب د من التط رق ألص ل كلم ة ق انون وتعريف ه وأقس امه ومختل ف‬
‫التسميات الملحقة بمصطلح قانون‪.‬‬
‫أوال‪:‬أصل كلمة قانون‬
‫القانون لغة كلمة يفيد النظام واالستقرار وهو لفظ دخيل على اللغة العربية‪ ،‬يرجع أصله إلى الكلمة اليونانية‬
‫‪ kanun‬وال تي تع ني العص ا المس تقيمة أي أن ه في المج ال الق انوني يتم اس تخدام ه ذه الكلم ة لقي اس م دى اح ترام‬
‫األفراد لما تملي به القاعدة القانونية‪ ،‬فإذا ساروا وفقا لمقتضياتها كان سلوكهم مستقيما كالعصا وإ ن تمردوا عنها‬
‫كان سلوكهم منحرفا غير مستقيم‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬مضمون معنى القانون في مجال العلوم القانونية‬
‫تتضمن كلمة قانون في مجال العلوم القانونية معنيين أساسيين يتمثالن في المعنى العام والمعنى الخاص‪:‬‬
‫‪/1‬المعنى العام للقانون‪:‬‬
‫يقص د ب المعنى الع ام لكلم ة ق انون مجموع ة القواع د القانوني ة ال تي تحكم س لوك األف راد في المجتم ع وتنظم‬
‫عالقاتهم على نحو ملزم‪ ،‬تسهر الدولة على فرضها سواء ك انت مكتوبة أم غير مكتوب ة وذلك اعتب ارا لمصدر‬
‫هذه القواعد‪.‬‬
‫‪/2‬المعنى الخاص للقانون‪:‬‬
‫ينصرف معنى القانون بمدلوله الخاص لذلك الوصف الذي يلحق بالقانون سواء من حيث مجال تطبيقه‬
‫أو مختلف الفروع الذي تدخل في نطاقه من جهة‪ ،‬أو بالنظر للسلطة الذي أصدرته أو النطاق الجغرافي للدولة‬
‫الساري المفعول عليها وسوف يتضح ذلك من خالل حديثنا لمختلف التسميات التي تلحق بكلمة قانون‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬التسميات التي تلحق بكلمة قانون‬
‫يمكن أن يوصف القانون ببعض المصطلحات لعدة اعتبارات عملية ونظرية زاو يلحق بوصف معين وهذا‬
‫ما سون تناوله من خالل مايلي‪:‬‬
‫‪/1‬القانون بمع‪+‬نى التش‪++‬ريع‪:‬تس تعمل كلم ة ق انون في مع نى التش ريع‪ ،‬ومع نى ذل ك مجموع ة القواع د‬
‫القانوني ة المكتوب ة ال تي تض عها الس لطة التش ريعية لتنظيم مس ألة معين ة في مج ال معين من مج االت الحي اة‬
‫االجتماعي ة‪ ،‬بمع نى آخر يطل ق على الق انون لفظ التشريع نس بة للس لطة ص احبة االختص اص في إص داره والذي‬
‫يؤول ذلك للسلطة التشريعية كأصل عام‪.‬‬
‫‪/2‬القانون بمعنى التقنين‪:‬تستعمل كلمة قانون في معنى التقنين للداللة على أي فرع من فروع القانون‪،‬‬
‫والذي يقصد به مجموعة النصوص القانونية التي تنظم فرعا من فروع القانون‪ ،‬فيقال مثال التقنين المدني للداللة‬
‫على مختلف النصوص القانونية التي تنظم المعامالت العادية بين أفراد المجتمع ونقول التقينين التجاري للداللة‬
‫على مختلف القوانين التي تسري على مختلف المعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪/3‬القانون الوطني‪:‬تلحق بكلمة قانون للداللة على جملة القوانين التي تطبق على إقليم دولة معينة من‬
‫الدول فنقول القانون الجزائري للداللة على النصوص القانونية التي تطبق على إقليم الجمهورية الجزائرية‪،‬ونقول‬
‫القانون المصري للداللة على القواعد القانونية السارية على إقليم دولة مصر‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪/4‬القانون الوضعي‪:‬تلحق هذه الكلمة بلفظ قانون للداللة على مجموعة القواعد القانونية التي وضعها‬
‫البشر لتنظيم سلوك األفراد في المجتمع والتي يمكنها أن تتغير بتغير الظروف المختلفة‪.‬‬
‫وعليه يمكن تعريف القانون بأنه مجموعة القواعد والنصوص القانونية التي تضعها السلطة المختصة‬
‫من أجل تنظيم أي مجال من المجاالت التي تحكم سلوك األفراد في المجتمع‪،‬كما هو مجموعة القواعد القانونية‬
‫العامة والمجردة التي تنظم سلوك وعالقاتهم في المجتمع والتي تكون مصحوبة بجزاء توقعه السلطة العامة عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تقسيمات القانون‬
‫يقسم القانون إلى عدة تقسيمات نظرا للتباين بين قواعده وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪/1‬من حيث نطاقه اإلقليمي‪:‬‬
‫يقسم القانون من حيث نطاقه اإلقليمي لقانون داخلي وقانون خارجي‪:‬‬
‫أ‪/‬القانون الخارجي‪:‬القانون الخارجي هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم عالقات الدولة مع غيرها‬
‫من الدول في المجتمع الدولي‪.‬‬
‫ب‪/‬القانون الداخلي‪:‬القانون الداخلي هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم الروابط االجتماعية المتعلقة‬
‫بالسيادة الداخلية‪ ،‬وتنظم العالقة بين األفراد والدولة داخل حدود الدولة‪.‬‬
‫‪/2‬من حيث الروابط التي ينظمها‪:‬‬
‫يقسم القانون بالنظر للروابط التي ينظمها إلى قانون عام وقانون خاص وهو التقسيم الذي استقر عليه الفقه‬
‫في الوقت الحاضر‪.‬‬
‫أ‪/‬القانون العام‪:‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقة التي تكون الدولة أو أحد األشخاص‬
‫العامة طرفا فيها باعتبارها صاحبة السلطة العامة ومتمتعة بامتيازاتها‪.‬‬
‫ب‪/‬القانون الخاص‪:‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم عالقات األفراد فيما بينهم أو بين األفراد‬
‫والدولة إذا تجردت من امتيازات السلطة العامة ‪،‬ومصطلح الفرد هنا يشمل الفرد الطبيعي والفرد المعنوي‪.‬‬
‫‪/3‬فروع القانون العام والقانون الخاص‪:‬‬
‫يقسم كل من القانون العام والقانون الخاص لعدة فروع نذكرها كمايلي‪:‬‬
‫أ‪/‬فروع القانون العام‪:‬‬
‫للقانون العام عدة فروع هي‪:‬‬
‫* القانون الدولي العام‪ :‬مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم العالقات بين أشخاص القانون الدولي في‬
‫وقت السلم والحرب‪.‬‬
‫*القانون الدستوري‪ :‬أس مى الق وانين في الدول ة ويظم مجموع ة القواع د القانوني ة ال تي تنظم ش كل الدول ة‬
‫ونظ ام الحكم وس لطات الدول ة ومختل ف والحق وق والحري ات العام ة والمب ادئ ال تي تحكم هوي ة المجتم ع داخ ل‬
‫الدولة‪.‬‬
‫* القانون اإلداري‪ :‬هو مجموعة القواعد القانونية المتميزة غير المألوفة في القانون الخاص‪ ،‬تحكم اإلدارة‬
‫العامة من حيث تنظيمها‪ ،‬نشاطها ومنازعاتها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫*القانون الجنائي‪ :‬مجموعة القواعد التي تحكم الجرائم‪ ،‬العقوبات المقررة لها واإلجراءات الواجب إتباعها‬
‫من ي وم وق وع الجريم ة إلى إص دار الحكم النه ائي‪ ،‬ل ذلك ينقس م الق انون الجن ائي إلى ق انون العقوب ات وق انون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫*القانون الم‪+‬الي‪ :‬مجموع ة من القواع د ال تي تنظم مالي ة الدول ة من حيث تحدي د اإلرادات والنفق ات وإ ع داد‬
‫الميزانية والرقابة عليها‪.‬‬
‫أ‪/‬فروع القانون الخاص‪:‬‬
‫للقانون الخاص عدة فروع هي‪:‬‬
‫*القانون المدني ‪ :‬هو مجموعة من القواعد القانونية الموضوعية التي تنظم العالقات الخاصة بين األفراد‬
‫ومن في حكمهم ‪ ،‬إال ما كان يدخل منها في نطاق فرع آخر من فروع القانون الخاص ‪.‬‬
‫*القانون التجاري ‪ :‬هو مجموعه القواعد القانونية التي تنظم األعمال التجارية ونشاط التجار في ممارسه‬
‫تجارتهم ‪.‬‬
‫*القانون الجوي ‪ :‬هو مجموعه القواعد القانونية التي تنظم العالقات الناشئة عن المالحة الجوية ‪.‬‬
‫*قانون العمل ‪ :‬هو مجموعه القواعد القانونية التي تنظم العالقة القانونية بين العامل ورب العمل ‪.‬‬
‫*الق‪++ + +‬انون ال‪++ + +‬دولي الخ‪++ + +‬اص ‪ :‬مجموع ه القواع د القانوني ة ال تي تحكم الجنس ية والم وطن ومرك ز‬
‫األج انب ‪،‬باالض افه إلى تحدي د االختص اص القض ائي لمح اكم الدول ة بالنس بة للعالق ات القانوني ة ذات العنص ر‬
‫األجنبي ‪ ،‬وتحديد القانون الواجب التطبيق عليها ‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية‪:‬أنواع القاعدة القانونية وتمييزها عن القواعد األخالقية األخرى‬

‫بعد أن تطرقنا لمفهوم القانون من خالل الحديث عن تعريفه وأصل كملمة قانون ومختلف التسميات التي تطلق‬
‫على لف ظ الق انون وأن واع الق انون وفروع ه‪،‬س وف نتط رق من خالل ه ذه المحاض رة ألن واع القاع دة القانوني ة‬
‫وتمييزها عن القواعد األخالقية األخرى‪.‬‬
‫ويقصد بالقاعدة القانونية مختلف النصوص التي تتضمنها كل من فروع القانون العام والقانون الخاص‪.‬‬
‫أوال‪:‬أنواع القواعد القانونية‪:‬‬
‫تقسم القواعد القانونية لعدة أنواع وذلك استنادا لعدة معايير هي‪:‬‬
‫‪/1‬تقسيم القواعد القانونية من حيث شكلها‪:‬‬
‫تقسم القواعد القانونية من حيث شكلها إلى قواعد مكتوبة وقواعد غير مكتوبة‪:‬‬
‫أ‪/‬القواع‪++‬د المكتوب‪++‬ة‪:‬هي مجموع ة القواع د القانوني ة المدون ة والمفرغ ة والمس نونة فيش كل نص وص قانوني ة‬
‫تشريعية مدونة صادر من السلطة المختصة بالتشريع في الدولة‪.‬‬
‫ب‪/‬القواعد غير مكتوبة‪ :‬هي تلك القواعد غير واردة في نصوص قانونية مدونة بل قاعدة ناشئة في ضمير‬
‫الجماعة مثل الدستور العرفي في بريطانيا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪/2‬تقسيم القواعد القانونية من حيث غرضها‪:‬‬

‫تقسم القواعد القانونية من حيث غرضها والموضوع التي تنظمه لقواعد موضوعية وأخرى شكلية‪.‬‬
‫أ‪/‬القواع ‪++‬د الموض ‪++‬وعية‪:‬هي مجموع ة القواع د القانوني ة ال تي تض ع تنظيم ا معين ا يخص موض وعا للرواب ط‬
‫االجتماعي ة وتح دد الحق وق والحري ات المختلف ة وتتض من الج زاء الم ادي ال ذي يوق ع على من يخالفه ا مث ل ق انون‬
‫العقوبات والقانون المدني والقانون التجاري‪........‬‬
‫ب‪/‬القواعد الشكلية‪:‬هي تلك القواعد اإلجرائية التي تبين األوضاع واإلجراءات الواجب إتباعها للوصول‬
‫للحق وق وأداء الواجب ات عن طري ق الس لطة العام ة مث ل ق انون اإلج راءات الجزائي ة وق انون اإلج راءات المدني ة‬
‫واإلداري ة الل ذان يح ددان الطري ق واإلج راءات ال واجب إتباعه ا لتوف ير الحماي ة القض ائية للحق وق في حال ة‬
‫اغتصابها‪.‬‬
‫‪/3‬تقسيم القواعد القانونية من حيث قوتها اإللزامية‪:‬‬
‫تقسم القواعد القانونية من حيث قوتها اإللزامية لقواعد آمرة وقواعد مكملة‪.‬‬
‫أ‪/‬القواعد اآلمرة‪:‬القواعد اآلمرة أو الناهية هي تلك القواعد التي يلتزم األفراد باحترامها بحيث ال يجوز لهم‬
‫مخالفتها والخروج عليها باتفاقهم الخاص‪.‬‬
‫ب‪/‬القواعد المكملة‪:‬هي القواع د القانوني ة ال تي ال يل تزم األف راد باحترامه ا إنم ا يج وز لهم الخ روج عليه ا‬
‫باتفاقهم الخاص بحيث منح لهم القانون حرية االختيار فيها‪.‬‬
‫‪/3‬أمثلة عن القواعد اآلمرة والقواعد المكملة‪:‬‬
‫التعليل‬ ‫نوعها‬ ‫القاعدة القانونية‬ ‫الرقم‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة أمرة‬ ‫املادة ‪ 77‬من القانون املدني‪ » :‬ال يجوز أن يتعاقد مع نفسه باسم من‬ ‫‪01‬‬
‫‪-‬ال يجوز‬ ‫‪ « ‬ينوب عنه‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة مكملة‬ ‫املادة ‪ 92‬من القانون املدني‪ » :‬يجوز أن يكون محل االلتزام شيئا‬ ‫‪02‬‬
‫‪-‬يجوز‬ ‫«‪...... ‬مستقبال و محققا‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة أمرة‬ ‫املادة ‪ 93‬من القانون املدني‪ » :‬إذا كان محل االلتزام مستحيال في ذاته أو‬ ‫‪03‬‬
‫‪-‬كان باطال‬ ‫«‪....... ‬مخالفا للنظام العام و اآلداب العامة كان باطال‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة أمرة‬ ‫املادة ‪ 97‬من القانون املدني‪ » :‬إذا إلتزم املتعاقد لسبب غير مشروع أو‬ ‫‪04‬‬
‫‪-‬كان العقد باطال‬ ‫«‪....... ‬لسبب مخالف للنظام العام و اآلداب كان العقد باطال‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة مكملة‬ ‫املادة ‪ 120‬من القانون املدني‪ » :‬يجوز االتفاق على أن يعتبر العقد‬ ‫‪05‬‬
‫‪-‬يجوز االتفاق‬ ‫«‪ ‬مفسوخا بحكم القانون عند عدم الوفاء بااللتزامات الناشئة عنه‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة مكملة‬ ‫املادة ‪ 163‬من القانون املدني‪ » :‬يمكن أن يكون االلتزام الطبيعي سببا‬ ‫‪06‬‬
‫‪-‬يمكن أن يكون‬ ‫«‪..... ‬اللتزام مدني‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة مكملة‬ ‫املادة ‪ 281‬من القانون املدني‪ » :‬يجب أن يتم الوفاء فور ترتيب االلتزام‬ ‫‪07‬‬
‫مالم يوجد اتفاق أو نص‬ ‫«‪... ‬في ذمة املدين ما لم يوجب اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك‬
‫‪-‬يقضي بغير ذلك‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة مكملة‬ ‫املادة ‪ 283‬من القانون املدني‪ » :‬تكون نفقات الوفاء على املدين مالم‬ ‫‪08‬‬
‫مالم يوجد اتفاق أو نص‬ ‫«‪ ‬يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬يقضي بغير ذلك‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة أمرة‬ ‫املادة ‪ 378‬من القانون املدني‪ » :‬يبقى البائع مسؤوال عن كل نزع ينشأ عن‬ ‫‪09‬‬
‫و يقع باطال كل اتفاق‬ ‫«‪ ‬فعله و لو وقع الضمان و يقع باطال كل اتفاق يقضي بخالف ذلك‬
‫‪-‬يقضي بخالف ذلك‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة مكملة‬ ‫املادة ‪ 180‬من القانون املدني‪ » :‬ال يستحق التعريض إال بعد إعذار املدين‬ ‫‪10‬‬
‫ما لم يوجد نص مخالف‬ ‫«‪ ‬ما لم يوجد نص مخالف لذلك‬
‫‪-‬لذلك‬
‫إستناذا للمعيار‬ ‫قاعدة أمرة‬ ‫املادة ‪ 389‬من القانون املدني‪ » :‬يستحق املشتري انتفاع الشيء املبيع كما‬ ‫‪11‬‬
‫‪-‬املوضوعي‬ ‫يتحمل تكاليفه من يوم انعقاد البيع هذا مالم يوجد اتفاق أو عرف‬
‫«‪ ‬يقضي بخالف ذلك‬
‫إستناذا للمعيار‬ ‫قاعدة أمرة‬ ‫ّ‬
‫مشروعيتها وسبب وجودها من‬ ‫تستمد ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫املادة ‪ 12‬من الدستور‪» :‬‬ ‫‪12‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬املوضوعي‬ ‫« إرادة الشعب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫التنازل أو التخلي عن ّ‬
‫إستناذا للمعيار اللفظي‪-‬‬ ‫قاعدة أمرة‬ ‫أي جزء من‬ ‫املادة ‪ 15‬من الدستور‪ » :‬ال يجوز البتة‬ ‫‪13‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪-‬ال يجوز‬ ‫الوطني‬ ‫« ‪.‬التراب‬
‫ثانيا‪:‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد األخالقية األخرى‬
‫تختلف القاعدة القانونية عن بعض القواعد األخالقية نذكر منها‪:‬‬
‫‪/1‬تمييز القاعدة القانونية عن الدين‪.‬‬
‫أ‪ /‬من حيث النطاق‬
‫الدين أوسع نطاقا ألنه يشمل عالقات األفراد فيما بينهم وعالقتهم باهلل سبحانه وتعالى بل وحتى عالقتهم بأنفسهم‪،‬‬
‫كما يأخذ بالمكبوتات والنوايا‪ ،‬عكس القانون‪.‬‬
‫ب‪ /‬من حيث المصدر‬
‫مصدر الدين هو الوحي اإللهي أما مصدر القانون فهو التشريع أو ما يتعارف عليه الناس بأنه ملزم‪ ،‬غير أن‬
‫بعض القواعد القانونية يكون مصدرها الدين‪.‬‬
‫ج‪ /‬من حيث الغاية‬
‫الغاي ة من ال دين هي غاي ة مثالي ة تتمث ل في ال رقي ب النفس البش رية وعب ادة اهلل س بحانه وتع الى لني ل رض اه‪ ،‬أم ا‬
‫الغاية من القانون فهو المحافظة على النظام في المجتمع‪.‬‬
‫د‪ /‬من حيث الجزاء‬
‫جزاء الدين أخروي متروك ليوم القيامة أما الجزاء القانوني فهو مادي‪ ،‬حال‪ ،‬منصوص عليه في القانون وتوقعه‬
‫الس لطة العام ة‪ .‬غ ير أن بعض الج زاءات الديني ة تك ون حال ة أي في ال دنيا قب ل اآلخ رة مث ل الح دود (قط ع الي د‪،‬‬
‫الرجم‪ ،‬الجلد‪.‬‬
‫‪/2‬تمييز القانون عن األخالق‪.‬‬
‫أ‪ /‬من حيث النطاق‬
‫األخالق يتش ابه م ع ال دين في النط اق فه و أوس ع من نط اق الق انون إذ ينظم العالق ات بين األف راد ويعت د بالنواي ا‬
‫والكثير من األشياء قد تنكرها األخالق لكن ال ينظمها القانون‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ب‪ /‬من حيث المصدر‬
‫األخالق مص درها ش عور الن اس وض مير الجماع ة وق د يك ون مص درها المعتق دات الديني ة أو آراء المفك رين‬
‫والفالسفة‪.‬‬
‫ج‪ /‬من حيث الغاية‬
‫غاية األخالق مثل الدين مثالية تهدف إلى الرقي باإلنسان إلى الكمال‪.‬‬
‫د‪ /‬من حيث الجزاء‬
‫جزاء األخالق جزاء معنوي يتمثل في تأنيب الضمير ونظرة الغير واستنكارهم للتصرفات غير األخالقية‪.‬‬
‫لكن الق انون واألخالق مترابط ان ف الكثير من القواع د القانوني ة تك ون مرتبط ة ب األخالق إذ نج د العدي د من‬
‫المواد بصيغة ما لم يكن مخالفا للنظام العام واآلداب العامة‪.‬‬
‫ج‪/‬القواعد القانونية وقواعد المجامالت‬
‫قواعد المجامالت هي مجموعة المبادئ التي تستهدف جعل الحياة أكثر رقة وتهذيبا وذلك بدعوة األفراد‬
‫إلى بذل مزيد من العناية المتبادلة في المناسبات المختلفة كالتهنئة في المناسبات السعيدة وزيارة المرضى وأداء‬
‫واجب العزاء‪.‬‬

‫وق د يش عر المجتم ع بأهمي ة قاع دة من قواع د المج امالت فيق وم بتحويله ا إلى قاع دة قانوني ة بتقري ر الج زاء‬
‫الذي يوقع على من يخالفها فمثال قواعد معاملة رجال السلك الدبلوماسي كانت في األصل من قواعد المجامالت‬
‫إال إنها أصبحت اآلن عرفا دوليا تلتزم به كافة الدول ‪.‬‬

‫ورغم هذه الصلة التي تبدو بين القانون والمجامالت إال أن هناك فرقا هاما بينهما يتمثل في طبيعة الجزاء‬
‫حال مخالفة كل منهما ‪ ,‬فإذا كان جزاء مخالفة القاعدة القانونية هو جزاء ماديا وملموسا توقعه السلطة العامة ف إن‬
‫جزاء مخالفة قواعد المجامالت يكون في صورة استهجان الناس ومعاملته بالمثل ‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة‪:‬خصائص القاعدة القانونية وعالقة القانون بباقي العلوم األخرى‬


‫سوف نعرج في هذه المحاضر لبعض الخصائص التي تتميز بها القاعدة القانونية ثم استخالص عالقة القانون‬
‫بباقي العلوم اإلنسانية األخرى‪.‬‬

‫أوال‪:‬خصائص القاعدة القانونية‬

‫من خالل تعريفنا للقانون يمكن أن نلخص خصائص القاعدة القانونية فيمايلي‪:‬‬

‫‪/1‬القاعدة القانونية قاعدة اجتماعية‬


‫ال يمكن تصور وجود القانون إال بوجود الجماعة‪ ،‬فالفرد الذي يعيش منعزال عن الجماعة وليست له‬
‫عالقات اجتماعية مع محيطه الخارجي‪ ،‬ال يكون في حاجة إلى القواعد القانونية‪.‬‬
‫فالقانون ظاهرة اجتماعية ينشأ لكي ينظم الروابط االجتماعية والعالقات التي تربط بين األفراد في‬
‫مختلف مظاهرها‪ ،‬فقد ينظم حياة اإلنسان األسرية وأحواله الشخصية كالزواج والطالق والميراث‬

‫‪8‬‬
‫والنسب‪ ...‬وقد ينظم معامالته المالية‪ ،‬كالبيع والرهن والشراء‪" ...‬والقانون ال يوجد في أي مجتمع إنساني‪،‬‬
‫بل يلزم أن نكون بصدد مجتمع سياسي منظم يفترض وجود سلطة عليا ذات سيادة تعمل على فرض‬
‫القانون واحترام تطبيقه حتى يسود األمن واالستقرار"‬
‫والقاعدة القانونية كونها قاعدة اجتماعية البد أن تتناول تنظيم سلوك الفرد‪ ،‬بحيث تتوجه بخطابها إلى‬
‫األفراد في صورة أمر أو تكليف أو منع بهدف تنظيم شؤون المجتمع وتقويم سلوكه‪.‬‬
‫‪ /2‬القاعدة القانونية قاعدة سلوكية‬
‫إذا كان القانون ينظم الروابط والعالقات االجتماعية في المجتمع فإن القاعدة القانونية ال يمكن لها أن‬
‫تتدخل إذا لم يكن هناك مظهر خارجي لسلوك الفرد‪ ،‬ألن القانون ال يهتم بالنوايا والمشاعر طالما أنها لم تترجم‬
‫إلى سلوك في العالم الخارجي‪ ،‬فما دام اإلنسان يحترم القانون في سلوكه الظاهر‪ ،‬فال شأن للقانون به‪.‬‬
‫فمجرد عزم الشخص على ارتكاب جريمة القتل أو جريمة السرقة أو جريمة االغتصاب ال يحول هذا العزم‬
‫إلى جريمة‪ ،‬تفرض تدخل القانون إلى القبض على المجرم لمحاكمته على عزمه هذا‪.‬‬
‫فطالما لم يتحول ذلك العزم أو النية إلى مظهر خارجي‪ ،‬فإن ذلك السلوك وتلك النية تخرج من دائرة‬
‫اهتمام القانون‪ ،‬وكلما تحولت النية إلى مظهر خارجي إال ويتدخل القانون‪.‬‬
‫إال أن ذلك ال يعني أن النية والشعور الداخلي ال يعتد بهما القانون‪ ،‬فكلما اقترنت النية بسلوك خارجي وإ ال‬
‫يأخذها القانون بعين االعتبار‪.‬‬
‫فإذا عزم الشخص على قتل شخص آخر دون أن ينفذ ما عزم عليه‪ ،‬فإن القانون ال يتدخل في ذلك‪ ،‬أما‬
‫إذا اقترن هذا العزم بسلوك خارجي وارتكب الشخص فعال جريمة القتل‪ ،‬فإن تلك الجريمة تكيف على أنها‬
‫جريمة قتل مع سبق اإلصرار والترصد وعقوبتها اإلعدام‪ ،‬بحيث في هذه الحالة يتم البحث في نية القاتل‪.‬‬
‫‪ /3‬القاعدة القانونية قاعدة عامة ومجردة‬
‫يستفاد من خاصية العموم والتجريد في القاعدة القانونية‪ ،‬أن القاعدة القانونية ال تخاطب شخصا معينا بذاته‬
‫أو تتناول حالة أو واقعة معينة بذاتها‪ ،‬بل أن القاعدة القانونية تحدد الشروط والمواصفات التي يجب أن‬
‫تتوفر في األشخاص المخاطبين بحكمها‪ ،‬وتتناول الشروط والمواصفات التي يجب أن تتوفر في الحالة و الواقعة‬
‫التي تنظمها‪.‬‬
‫وال يعني عموم القاعدة القانونية أن تخاطب جميع الناس واألفراد‪ ،‬فقد تخاطب القاعدة القانونية فئة معينة‬
‫من األفراد كفئة التجار وفئة الحرفيين أو فئة رجال التعليم‪ ،‬وقد تضيق هذه الفئة وتخاطب شخصا واحدا‬
‫كمؤسسة الملك أو مؤسسة الوزير األول‪ ،‬فهذه القواعد ال تخاطب هؤالء األشخاص لذواتهم بل بصفاتهم‬
‫وللمراكز القانونية التي يشغلونها‪.‬‬
‫والمقصود بأن القاعدة القانونية قاعدة مجردة‪ ،‬أن المشرع عند صياغته للقاعدة القانونية من الناحية الفنية‬
‫لم يضعها لتنطبق على شخص معين أو واقعة محددة ‪ ،‬وإ نما وضعها بطريقة مجردة عن االعتداد بأي شخص‬
‫معين أو بأي واقعة محددة‪.‬‬
‫‪ /4‬القاعدة القانونية قاعدة ملزمة‬
‫البد أن يصاحب القواعد القانونية جزاء يوقع على من يخالفها أو من يخرج على حكمها‪ ،‬وهذا الجزاء‬

‫‪9‬‬
‫هو الذي يحمل األفراد على احترامها‪ .‬والجزاء توقعه السلطة العامة جبرا على من يخالف القاعدة القانونية‬
‫ويتخذ الجزاء صورا متعددة تختلف باختالف الفرع الذي تنتمي إليه القاعدة القانونية التي تمت مخالفتها‪،‬‬
‫بحيث نجد الجزاء الجنائي والجزاء المدني والجزاء اإلداري ‪:‬‬
‫أ – الجزاء الجنائي ‪ :‬يتمثل في عقوبة توقع على المخالف لألحكام القاعدة القانونية‪ ،‬وهذه العقوبة قد‬
‫تكون مالية كالغرامة‪ ،‬وقد تكون بدنية كالحبس والسجن واإلعدام‪ ،‬وتحدد العقوبة حسب جسامة الجريمة المرتكبة‬
‫هل هي جناية أو جنحة أو مخالفة‪.‬‬
‫ب – الجزاء المدني ‪ :‬ويتخذ صورا مختلفة‪ ،‬فقد يكون التنفيذ عينيا بإجبار المدين على ما التزم به عينا‬
‫كتسليم الشيء المبيع إلى المشتري‪ .‬وقد يكون التنفيذ بمقابل أي عن طريق التعويض كحالة امتناع فنان على‬
‫إتمام عمله الفني الذي التزم به‪.‬‬
‫ج – الجزاء اإلداري ‪ :‬هو الجزاء الذي يترتب على مخالفة قواعد القانون اإلداري وذلك بسبب إهمال‬
‫الموظف في أداء عمله أو انقطاعه عنه بدون عذر‪ .‬هذا الجزاء قد يتمثل في الخصم من المرتب أو الحرمان‬
‫من الترقية أو القهقرة من الرتبة‪ ،‬وقد تصل العقوبة التأديبية إلى درجة الفصل من العمل مع الحرمان من‬
‫المعاش‪ ،‬وقد تكون العقوبة مجرد إنذار أو توبيخ توجه إلى الموظف المخالف ألحكام قانون الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫وقد يتمثل الجزاء كذلك في إلغاء القرار اإلداري المخالف للقانون‪ ،‬كما لو صدر هذا القرار مشوبا‬
‫بإساءة استعمال السلطة أو بعيب عدم االختصاص أو بعيب الشكل أو السبب‪،...‬‬
‫إن الخصائص األربعة السالفة الذكر هي التي تميز القاعدة القانونية عن غيرها من القواعد االجتماعية‬
‫األخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬عالقة القانون بالعلوم االجتماعية األخرى‬
‫للقانون عالقة وثيقة الصلة بالعلوم االجتماعية األخرى نذكرها في مايلي‪:‬‬
‫‪ /1‬عالقة القانون بعلم االجتماع‪:‬‬
‫هناك عالقة وثيقة بين القانون وعلم االجتماع ‪ ،‬فالقانون يعتمد على علم االجتماع في التعرف على الحقائق‬
‫و الظواهر االجتماعية المختلفة ليتسنى له تنظيمها بوضع قواعد السلوك التي تتناسب و تتالئم مع البيئة‬
‫االجتماعية التي وضعت من أجلها ‪ ،‬لذلك تختلف القواعد القانونية من مجتمع إلى آخر الختالف الظواهر‬
‫االجتماعية ‪ :‬فظاهرة قلة السكان في مجتمع معين يواجهها المشرع بقواعد مغايرة لتلك التي يواجه بها ظاهرة‬
‫االنفجار السكاني ‪.‬‬
‫ويقدم علم االجتماع خدمة جليلة للقانون عن طريق التحقيقات أو االستقصاءات االجتماعية أو سبر اآلراء‬
‫التي تمكن المشرع وهو يضع القواعد القانونية من التكهن بمدى تقبل هذه القواعد من طرف األفراد الذين‬
‫تخاطبهم ‪،‬وبذلك يكون القانون مدينا لعلم االجتماع بكثير من المواد األولية التي يصنع منها نسيجه ‪.‬‬
‫‪/2‬عالقة القانون بعلم التاريخ‪:‬‬
‫يقصد بالتاريخ هنا تلك التجارب التي مرت بها اإلنسانية وعرفتها نظمها القانونية ‪ ،‬وهي كخبرة صقلها‬
‫الزمن تدخل في االعتبار عند وضع القواعد القانونية ‪ ،‬إذ هي تشكل تراثا مكتسبا ال يمكن التغاضي عنه أو‬
‫استبعاده كليا في مرحلة إنشاء قواعد القانون ‪ .‬فدور التاريخ هو تمكين المشرع من الوقوف على النظم القانونية‬

‫‪10‬‬
‫التي سارت على هديها األمم السابقة قصد التعرف على مدى نجاحها في التطبيق العلمي ‪ ،‬فيستنير المشرع‬
‫وهو يضع قواعد القانون بالتجارب الناجحة وذلك بالنظر لمقتضيات العصر وعامل تطور الحياة االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ /3‬عالقة القانون بعلم السياسة‪:‬‬
‫تظهر العالقة بين القانون والسياسة في عدة أنواع ‪:‬‬
‫حين يؤثر القانون في السياسة وهو يضع قواعد النظام السياسي في المجتمع فيحدد شكل الحكم في‬
‫الدولة وتنظيم السلطات العامة فيها وتعاونها ‪.‬‬
‫وتظهر أيضا في مرحلة وضع قواعد قانونية جديدة أو تعديل قواعد قانونية قائمة‪ ،‬إذ يجب للمشرع‬
‫حينئذ مراعاة األوضاع و التيارات السياسية السائدة في مجتمعه ‪ ،‬وإ ال جاء تشريعه غريبا عن البيئة التي وضع‬
‫من أجل التطبيق فيها ‪.‬‬
‫وتظهر في صورة تأثر القانون بالسياسة في مرحلة تطبيق القاعدة القانونية من طرف القاضي‪ ،‬الذي‬
‫كثيرا ما يستوحي األفكار السياسية السائدة في مجتمعه ‪ ،‬وهو بصدد حكمه ليأتي الحكم الذي يصدره موافقا‬
‫لتلك األفكار‬
‫‪ /4‬عالقة القانون بعلم االقتصاد‪:‬‬
‫علم االقتصاد هو العلم الذي يدرس حاجات األفراد االقتصادية في شتى مظاهرها من إنتاج وتوزيع‬
‫واستهالك أو هو العلم الذي يعنى بخلق وتداول الثروة في المجتمع وهو بهذا المعنى وثيق الصلة بالقانون‬
‫الذي يستهدف تنظيم عالقات األفراد بصرف النظر عن طبيعة هذه العالقات‪ .‬وعالقة القانون باالقتصاد هي‬
‫عالقة تأثير و تأثر‪.‬‬
‫‪/5‬عالقة القانون بعلوم اإلعالم و االتصال ‪:‬‬

‫إذا كان للقانون عالقة وثيقة الصلة بباقي العلوم االجتماعية األخرى بصفة عامة‪،‬و إذا كان علم اإلعالم و‬
‫االتص ال ف رع من ف روع العل وم االجتماعي ة فإن ه هن اك عالق ة بين الق انون و عل وم اإلعالم و االتص ال ف إذا ك ان‬
‫اإلعالم يع ني تزوي د جم اهير الن اس بمص ادر العلم و الفك ر و المعرف ة و نش ر أك بر ق در من المعلوم ات بين‬
‫الن اس‪،‬و ذل ك بنش ر آراء و مواق ف أش خاص كث يرين‪،‬و ذل ك من خالل وس ائله المتنوع ة س واء أك انت مس موعة‬
‫ك الراديو أو مقروءة كالجرائد‪ ،‬أو االثنين مع اً كالتلف از‪،‬فإن الق انون يقوم بوض ع الج انب القانوني لممارس ة مهن ة‬
‫اإلعالم و تحدي د وس ائل اإلعالم و كيفي ة إنش ائها و حق وق وواجب ات رج ال اإلعالم و الص حفيين و كيفي ة ت داول‬
‫الصحف و الوصول لمصدر المعلومات و كدا السلطة المختصة بمنح الرخص لفتح مختلف المؤسسات اإلعالمية‬
‫و طبيعة العالقة بين الصحفي و مؤسسته اإلعالمية و القانون الذي يحكم عالقتهما‪...‬الخ‬

‫المحاضرة الرابعة‪:‬مصادر القانون‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫القانوني ة التي تعتمد عليها صياغة القانون‪،‬و هي‬
‫ّ‬ ‫يقصد بمصادر القانون في هذا الصدد ألحكام و القواعد‬
‫معين من الق انون‪،‬ب ل تعتم د كاف ة ف روع الق انون عليه ا؛ألنه ا المراج ع األساس ّية ال تي‬
‫ليس ت مرتبط ةً بف رع ّ‬
‫وضعت التشريعات القانونية و ساهمت في تنظيمها و منحها صفة القانون و تجعلها واجبة التطبيق‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫و تلعب العوامل الطبيعية و االقتصادية و السياسية و الجغرافية و الدينية دورا مهما في صياغة و وضع‬
‫القاعدة القانونية‪،‬و يعتبر المصدر التاريخي للقانون ذا أهمية كبيرة أيضا في سن القاعدة القانونية نظرا لتأثر أي‬
‫نظام في الدولة بخلفيات تاريخية‪،‬فالشريعة اإلسالمية و القانون الفرنسي مثال هما المصدران التاريخان للقانون‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫و عليه سوف نتطرق لمصادر القانون من خالل نص المادة األولى من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫أوال‪:‬نص المادة‬
‫نص ت الم ادة األولى من الق انون الم دني الجزائ ري على أنه‪":‬يس‪++‬ري الق‪++‬انون على جمي‪++‬ع المس‪++‬ائل ال‪++‬تي‬
‫تناولها نصوصه في لفظها أو فحواها‬
‫و إذا لم يوج‪++‬د نص تش‪++‬ريعي حكم القاض‪++‬ي بمقتض‪++‬ى مب‪++‬ادئ الش‪++‬ريعة اإلس‪++‬المية‪،‬ف‪++‬إذا لم يوج‪++‬د فمقتض‪++‬ى‬
‫العرف فإذا لم يوجد فبمقتضى قواعد القانون الطبيعي و مبادئ العدالة‪".‬‬
‫ثانيا‪:‬شرح مضمون نص المادة‬
‫حس ب مض مون نص الم ادة ف إن مص ادر الق انون الجزائ ري تتمث ل في‪-:‬التش ريع بمعن اه الواس ع‪،‬مب ادئ‬
‫اإلسالمية‪،‬العرف‪،‬مبادئ القانون الطبيعي و قواعد العدالة‪.‬‬
‫يفهم من ص ياغة النص الق انوني أن القاض ي مل زم بتط بيق أحك ام التش ريع أوال على ال نزاع‬
‫المع روض ف إذا لم يجد نص قانوني يحكم القضية المعروضة عليه فإنه ال يمكنه الدفع بعدم وج ود نص قانوني‬
‫يحكم القضية محل النزاع‪،‬بل عليه أن يبحث في مبادئ الشريعة اإلسالمية فإن لم يجد فعليه أن يبحث في العرف‬
‫و إن تع ذر علي ه وجب في ه ده الحال ة أن يفص ل في ال نزاع على اجته اده الشخص ي و القاض ي هن ا مل زم بإتب اع‬
‫الترتيب الوارد في نص المادة‪،‬حيث أن القاضي ال يمكنه الفصل بمقتضى مبادئ الشريعة اإلسالمية أو العرف‬
‫إال في حالة عدم وجود نص تشريعي‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬مصادر القانون من خالل نص المادة‬
‫تتمثل مصادر القانون حسب نص المادة في المصادر الرسمية المتمثلة في التشريع على مختلف درجاته و‬
‫المصادر االحتياطية التي تتمثل في الشريعة اإلسالمية و العرف و مبادئ القانون الطبيعي و قواعد العدالة‪.‬‬
‫‪-1‬المصدر الرسمي للقانون‪:‬‬
‫يتمثل المصدر الرسمي للقانون في التشريع بمختلف ‪،‬أنواعه و يقصد بالتشريع مجموعة القواعد القانونية‬
‫الصادرة عن السلطة المختصة و المتمثلة في السلطة التشريعية كأصل عام‪.‬‬
‫و تتمثل أنواع التشريع فيمايلي‪:‬‬
‫أ‪/‬التشريع األساسي(الدستور)‪:‬‬
‫يعتبر الدستور المصدر األساسي للقانون في الدولة و قمة التشريعات و يتميز بالسمو و يصدر عن سلطة‬
‫علي ا يطل ق عليه ا الس لطة التأسيس ية‪،‬بحيث يض م مجموع ة من القواع د ال تي تح دد ش كل الحكم فيه ا و الس لطات‬
‫العام ة و العالق ة بينهم ا و تح دد الحق وق و الحري ات األساس ية لألف راد و واجب اتهم و من ه تس تمد كاف ة الق وانين‬
‫األخرى أحكامها‪.‬‬
‫ب‪/‬التشريع العادي(القانون)‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫هو مجموعة القواعد القانونية التي تضعها السلطة التشريعية ممثلة في البرلمان وفقا لإلجراءات التي نص‬
‫عليه ا الدس تور قص د تنظيم العالق ات بين األف راد أو بينهم و بين الدول ة في جمي ع المج االت المختلف ة و ي أتي في‬
‫المرتبة الثانية في هرم التشريع بعد التشريع األساسي‪.‬‬

‫ب‪/‬التشريع الفرعي(اللوائح)‪:‬‬
‫و يأتي في المرتبة الثالثة بعد التشريع األساسي و التشريع العادي‪،‬و يقصد به مختلف اللوائح التي تختص‬
‫الس لطة التنفيذي ة بوض عها في ح دود اختصاص ها ال تي يبينه ا الدس تور بحيث تفص ل أحكام ه دون أي تع ديل أو‬
‫إضافة‪،‬و يكون إصدار مثل هذا التشريع من طرف السلطة التنفيذية دون سواها‪،‬و تتمثل اللوائح في‪:‬‬
‫*اللوائح التنفيذية‪:‬و هي التي تضعها السلطة التنفيذية لضمان تنفيذ القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية‪.‬‬
‫*اللوائح التنظيمية‪:‬و هي التي تضعها السلطة التنفيذية لتنظيم المرافق العامة في الدولة‪.‬‬
‫*لوائح الضبط و البوليس‪:‬و هي لوائح تضعها السلطة التنفيذية بهدف المحافظة على النظام العام و األمن‬
‫العام و الصحة العامة مثل‪:‬لوائح تنظيم المرور‪،‬اللوائح الخاصة بمراقبة األغذية و الباعة المتجولين‪.....‬‬
‫‪-2‬المصادر االحتياطية للقانون‪:‬‬
‫أ‪/‬مبادئ الشريعة اإلسالمية‪:‬و هي مختلف األحكام التي شرعها اهلل تعالى لعباده على لسان رسول من الرسل و‬
‫تعت بر الش ريعة اإلس المية المص در االحتي اطي األول للق انون في التش ريع الجزائ ري‪،‬و هن اك الكث ير من المب ادئ‬
‫موجودة في القانون الوضعي مستمدة من الشريعة اإلسالمية و مثالها‪:‬مبدأ حسن النية و سوء النية في المعامالت‬
‫التي تضمنه الحديث النبوي الذي جاء فيه‪":‬إنما األعمال بالنيات ‪."...‬‬
‫ب‪/‬الع‪++‬رف‪:‬يعت بر الع رف في الق انون الجزائ ري مص درا ثالث ا من بين مص ادر الق انون بع د التش ريع و الش ريعة‬
‫اإلسالمية و المصدر االحتياطي الثاني بعد الشريعة اإلسالمية على خالف القانون المصري الذي قدم العرف‬
‫عن مبادئ الشريعة اإلسالمية‪،‬و العرف هو كل ما اتبعه الناس و ساروا عليه في تصرفاتهم سواء كان فعال أو‬
‫قوال‪.‬‬
‫ج‪/‬مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪:‬يقصد بها مجموعة القواعد التي تحقق العدالة في أسمى صورها مع‬
‫ضرورة تسوية النزاع و تطبيق نفس الحكم على الحاالت المتشابهة عند عدم وجود ما نص تشريعي أو ديني أو‬
‫عرفي يحكم المسألة فالقاضي هنا ملزم بالفصل في النزاع بناءا على اجتهاده الشخصي و إال أعتبر منكرا للعدالة‬
‫ألن القانون يلزمه الفصل في كل نزاع معروض عليها وإ يجا الحلول المناسبة له‪.‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪:‬كيفية إعداد كل من التشريع األساسي) الدستور( و التشريع العادي)القانون(‬
‫قب ل التط رق إلج راءات إع داد التش ريع األساس ي و التش ريع الع ادي الب د من التط رق لمب دأ ه ام يخض ع ل ه‬
‫التش ريع على مختل ف درجات ه(التش ريع األساس ي‪-‬التش ريع الع ادي‪-‬التش ريع الف رعي)‪،‬و المتمث ل في مب دأ هرمي ة‬
‫التشريع‪.‬‬
‫‪/1‬المقصود بهرمية التشريع‪:‬‬
‫أ‪/‬تعريفه‪:‬هناك من يطلق عليه مبدأ تدرج التشريعات و هو المصطلح األصح عند فقهاء القانون‪،‬و يقصد به أن‬
‫التشريعات ليست على درجة واحة و نوع واحد و إنما تتدرج من حيث قوتها و إلزاميتها بحيث يوجد في القمة‬

‫‪13‬‬
‫التش ريع األساس ي) الدس تور( وثم يلي ه في الدرج ة التش ريع الع ادي) الق انون( ثم ي أتي في أدنى درج ة التش ريع‬
‫الفرعي‪،‬و يعود السبب في اختالف سمو تشريع عن األخر بالنظر إلى السلطة التي أصدرته فالتشريع األساسي‬
‫يصدر عن الشعب مباشرة و التشريع العادي صادر عن سلطة تستمد إرادتها من إرادة الشعب ممثلة في السلطة‬
‫التشريعية على خالف التشريع الفرعي الصادر عن السلطة التنفيذية التي كل أعضائها معينون‪.‬‬
‫ب‪/‬اآلثار المترتبة عن ترتيب هذا المبدأ‪ :‬يترتب عن مبدأ تدرج التشريعات أنه ال يجوز تعديل أي تشريع إال من‬
‫الجهة التي أصدرته و بالطريقة التي صدر بها‪،‬كما أنه ال يجوز للتشريع األدنى أن يخالف التشريع األدنى منه‬
‫درجة بمعنى أنه ال يجوز للتشريع الفرعي أن يخالف التشريع العادي كما أنه ال يجوز للتشريع العادي أن يخالف‬
‫التشريع األساسي‪.‬‬
‫‪/2‬طرق وضع التشريع األساسي) الدستور( و مراحل تعديله‪:‬‬
‫*طرق وضع الدساتير‪:‬‬
‫تختل ف ال دول في ط رق وض ع الدس اتير‪،‬بحيث هن اك من الط رق م ا تعت بر غ ير ديمقراطي ة و منه ا م ا تعت بر‬
‫ديمقراطية‪.‬‬
‫أ‪/‬الطرق غ‪++‬ير الديمقراطي‪+‬ة‪ :‬تتمث ل في أس لوب المنح ة بحيث ينف رد الح اكم في وض ع وثيق ة الدس تور دون إش راك‬
‫الش عب في ذل ك بحيث يعت بر الح اكم ه و مص در الس لطات في الدول ة‪،‬و أس لوب العق د بحيث بموجب ه يتم وض ع‬
‫دستور من طرف لجنة مكونة من ممثلين عن الشعب و أعضاء معينين من الحاكم تم يعرض على الحاكم و هو‬
‫له حرية إتخاده أو رفضه‪.‬‬
‫ب‪/‬الط‪++‬رق الديمقراطي‪++‬ة‪:‬يتم وض ع الدس اتير بطريق ة ديمقراطي ة إم ا عن طري ق الجمعي ة التأسيس ية بحيث يق وم‬
‫الش عب بانتخ اب ممثلين عنهم يقوم ون بوض ع وثيق ة الدس تور و ب دون عرض ه على الح اكم إلق راره‪،‬و إم ا عن‬
‫طريق عرضه على الشعب لالستفتاء باعتباره صاحب السيادة في الدولة‪.‬‬
‫*مراحل التعديل الدستوري) كيفيات تعديل التشريع األساسي( ‪:‬‬
‫عندما تكون الدولة حديثة النشأة و لم تكن لها دستور نكون هنا أمام عملية وضع الدستور و التي تتواله السلطة‬
‫التأسيسية‪،‬أما بعد وضع الدستور في الدولة فإنه يمكن أن يخضع لعملية التعديل عبر مراحل حددها الدستور نفسه‬
‫و التي تتمثل في‪:‬‬
‫**اق‪++‬تراح التع‪++‬ديل الدس‪++‬توري‪:‬ه و أول مراح ل التع ديل الدس توري و ال ذي ق د يك ون من ط رف البرلم ان أو‬
‫الحكومة أو االثنين معا‪،‬و قد كان دستور الجمهورية الجزائرية لسنة ‪ 1989‬يعود لرئيس الجمهورية وحده لكنه‬
‫بعد سن دستور ‪ 1996‬أصبح المبادرة باالقتراح ممنوح كذلك للبرلمان أيضا‪.‬‬
‫**مرحلة إقرار التعديل‪:‬بعد اقتراح التعديل و إقراره يتم عرضه على غرفتي البرلمان للتصويت عليه حسب‬
‫اإلجراءات المنصوص عليها في الدستور‪.‬‬
‫*مرحل‪+‬ة اإلق‪+‬رار النه‪++‬ائي‪:‬بع د مص ادقة أعض اء البرلم ان على مق ترح التع ديل الدس توري أو موافق ة الش عب علي ه‬
‫بحسب الحاالت المنصوص عليها دستوريا يتم إتخاد التعديل الدستوري و إصداره و نشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪-3‬سن) إعداد( التشريع العادي‪:‬‬
‫أ‪/‬مراحل إعداد التشريع العادي‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫يمر وضع التشريع العادي بمراحل هي‪:‬‬
‫*مرحلة االقتراح‪:‬و هي أول مرحلة يمر بها وضع التشريع العادي بحيث يبدأ في صورة اقتراح يسمى مشروع‬
‫قانون‪.‬‬
‫*مرحل‪++‬ة الفحص و المناقش‪++‬ة‪:‬هي المرحل ة الثاني ة لإلع داد التش ريع الع ادي بحيث بموجبه ا يتم إحال ة مش روع‬
‫القانون على اللجان المختصة بالهيئة التشريعية لدراسة محتوى المشروع لفحصها و إعداد تقارير بشأنها‪.‬‬
‫*مرحلة اإلقرار و الموافقة‪:‬بعدا مناقشة و فحص مشاريع القوانين يتم عرضها على السلطة التشريعية ممثلة في‬
‫البرلمان بغرفتيه للتصويت عليها بحيث تتم الموافقة عليها في أغلب األحيان باألغلبية المطلقة ألعضاء البرلمان‬
‫الحاضرين‪.‬‬
‫*مرحل‪+‬ة اإلص‪+‬دار‪:‬ه و عم ل إج رائي بحيث يقص د ب ه قي ام رئيس الجمهوري ة بص فته عض و من أعض اء الحكوم ة‬
‫باألمر بوضع التشريع المصادق عليه من طرف أعضاء البرلمان موضع التنفيذ‪.‬‬
‫*مرحل‪++‬ة النش‪++‬ر‪:‬و هي آخ ر مراح ل إع داد التش ريع الع ادي بحيث يتم نش ر الق انون مح ل اإلص دار في الجري دة‬
‫الرسمية و هو نفس تاريخ نفاذه إال إذا نص القانون ذاته بتاريخ الحق بعد النشر لنفاذه‪.‬‬
‫ب‪/‬السلطة المختصة بالتشريع العادي‪:‬‬
‫*ص‪++‬احبة االختص‪++‬اص األص‪++‬يل في وض‪++‬ع التش‪++‬ريع‪:‬إن الس لطة التش ريعية هي ص احبة االختص اص األص يل في‬
‫وضع التشريع العادي‪،‬و تتكون السلطة التشريعية أحيانا من مجلسين كما هو الحال في الجزائر) المجلس الشعبي‬
‫الوطني و مجلس األمة(‪،‬و قد يتكون من مجلس واحد كما هو الحال في مصر مجلس الشعب و في لبنان مجلس‬
‫الن واب‪،‬و عن د وض ع التش ريع من ط رف الس لطة التش ريعية نك ون هن ا أم ام عملي ة وض ع الق وانين في ح االت‬
‫الظروف العادية‪.‬‬
‫*سن التشريع العادي بواسطة الس‪++‬لطة رئيس الجمهوري‪++‬ة‪ :‬يمكن ل رئيس الجمهوري ة اس تثناء و في ح االت معي ة‬
‫وض ع التش ريع الع ادي و ذل ك خروج ا عن القاع دة العام ة الم ذكورة أعاله‪،‬و هن ا نك ون أم ام وض ع التش ريع في‬
‫الح االت غير عادي ة بحيث يمارس رئيس الجمهوري ة حقه مثال بمقتضى الم ادة ‪ 142‬من الدستور الجزائ ري أن‬
‫يشرع عن طريق األوامر في حالة شغور البرلمان أو خالل العطل البرلمانية‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬إن المعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية حسب الدستور الجزائري تسمو عن القوانين‪.‬‬
‫المحور الثاني‪:‬نظرية الحق‬
‫سوف نتطرق من خالل هذا المحور إلى تحديد مفهوم الحق وأنواع الحقوق مع التركيز على بعض الحقوق‬
‫المتصلة بالحقوق الذهنية‪.‬‬
‫مفهوم الحق‬ ‫المحاضرة السادسة‪:‬‬

‫القانون كما سبق ذكره هو مجموعة القواعد القانونية العامة والمجردة التي تهدف إلى تنظيم عالقة‬
‫األفراد واألشخاص داخل المجتمع والمقترنة بجزاء توقعه السلطة المختصة في حالة مخالفتها‪ ،‬حيث تتولد عن‬
‫فما هو‬ ‫هذه القواعد القانونية وعن العالقات بين األشخاص حقوق للبعض في مواجهة البعض اآلخ‬
‫مفهوم الحق؟‬

‫‪15‬‬
‫وعلي ه س وف نع رض من خالل ه ذا العنص ر لتعري ف الح ق ووج ود الح ق وم دى نس بية نظري ة الح ق‬
‫وأركانه‪.‬‬
‫تعريف الحق‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الح ق ه و ق درة أو س لطة إرادي ة يخوله ا الق انون للش خص لتمكين ه من القي ام بأعم ال معين ة تحقيق ا‬
‫لمصلحة له يعترف بها القانون ويحميها‪ ،‬فالمالك مثال صاحب حق هو حق الملكية الذي يعود إليه وهذا‬
‫الح ق عب ارة عن س لطة منحه ا الق انون ل ه على الش يء الممل وك تحقيق ا لمص لحته ال تي يعتبره ا الق انون‬
‫مشروعة‪.‬‬

‫مختلف النظريات في تعريف الحق‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫لقد ظهرت عدة نظريات حاولت كل واحدة منها تعريف الحق من منظور معين‪ ،‬فهناك من عرف الحق‬
‫ب النظر إلى إرادة ص احبه وهم أص حاب الم ذهب الشخص ي‪ ،‬وذهب البعض اآلخ ر إلى تعري ف الح ق ب النظر إلى‬
‫المصلحة التي يمنحها وهم أصحاب النظرية الموضوعية‪ ،‬أما جانب آخر من الفقه فقد حاول التوفيق بين اإلرادة‬
‫والمصلحة (المذهب المختلط)‪،‬إلى أن ظهرت نظرية حديثة يقودها الفقيه دابان لتعريف الحق‪.‬‬

‫النظريات التقليدي‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫المذهب الشخصي (نظرية اإلرادة)‬ ‫‪-‬‬

‫تزعم هذا المبدأ‪ ‬الفقيه األلماني سافينيي‪ ، Savigny ‬وينظر إلى الحق من منظور شخصي أي بالنظر إلى‬
‫صاحب الحق‪ ،‬فيعرف الحق بأنه‪" :‬قدرة أو سلطة إرادية تثبت للشخص ويستمدها من القانون"‪. ‬‬

‫المذهب الموضوعي (نظرية المصلحة)‬ ‫‪-‬‬

‫رائد هذه النظرية‪ ‬الفقيه األلماني إيهرينغ‪  Ihering ‬ويعرف الحق بأنه‪" :‬مصلحة يحميه‪+‬ا الق‪+‬انون‪ ،‬فوفق‪+‬ا‬
‫لهذا الرأي يتكون الرأي من عنصرين‪ :‬عنصر موضوعي وآخر شكلي"‪.‬‬

‫ويقصد بـالعنصر الموض‪+‬وعي‪ :‬الغاي ة أو المص لحة ال تي تع ود دائم ا على ص احب الح ق‪ ،‬وق د تك ون ه ذه‬
‫المصلحة مادية إذا كان الحق ماليا‪ ،‬وقد تكون معنوية إذا كان الحق غير مالي‪.‬‬

‫أما العنصر الشكلي‪ :‬فيتمث ل في الحماي ة القانوني ة ال تي يعتبره ا ركـنا من أرك ان الح ق وهي ض رورية‪،‬‬
‫وتتمثل في الدعوى القضائية التي يدافع بها صاحب الحق عن حقه‪.‬‬

‫هذا المذهب تعرض بدوره لعدة انتقادات منها‪:‬‬

‫المذهب المختلط‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يعرف أصحاب هذا المذهب الحق بأنه سلطة إرادية وهو في ذاته مصلحة يحميها القانون‪ .‬فيعرف الحق‬
‫بالقدرة اإلرادية المعطاة لشخص في سبيل تحقيق مصلحة يحميها القانون‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫يعتبر هذا التعريف أشمل من سابقيه لكن نظرا لكونه يجمع بين التعريف الشخصي والموضوعي للحق فإنه‬
‫أيضا يجمع كل االنتقادات التي وجهت للنظريتين السابقتين‪.‬‬

‫النظرية الحديثة في تعريف الحق (نظرية دابان)‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫بعد االنتقادات العديدة التي طالت النظرية الشخصية والنظرية الموضوعية وحتى المذهب المختلط أي‬
‫كل النظريات التقليدية‪ ،‬ظهرت النظرية الحديثة في تعريف الحق‪.‬‬

‫تعريف الحق حسب دابان‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ت زعم ه ذه النظري ة‪ ‬الفقي ه البلجيكي ج ون داب ان‪ ، Jean Dabin ‬ويع رف أص حاب ه ذا الم ذهب الح ق‬
‫بأن ه‪" :‬م‪++‬يزة يمنحه‪++‬ا الق‪++‬انون لش‪++‬خص م‪++‬ا ويحميه‪++‬ا بطريق‪++‬ة قانوني‪++‬ة‪ ،‬ويك‪++‬ون ل‪++‬ه بمقتض‪++‬اها الح‪++‬ق في التص‪++‬رف‬
‫متسلطا على المال معترف له بصفته مالكا أو مستحقا له"‪.‬‬

‫نتائج تعريف دابان للحق‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫نستنتج من تعريف دابان للحق مجموعة من النتائج نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫سلطة يقررها القانون ويجب على الغير احترام الحقوق وعدم االعتداء عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحق يتبع شخصا معينا يكون صاحبه وهو إما شخص طبيعي أو معنوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحق يرد على قيمة معينة مادية أو معنوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الح ق يمنح لص احبه س لطة االس تئثار (الح ق لش خص بعين ه ال غ يره) والتس لط علي ه (أي س لطة‬ ‫‪-‬‬
‫صاحب الحق في استعمال حقه)‬

‫وجود فكرة الحق‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫في الحقيقة أن الفقهاء الذين يذهبون إلى حد إنكار فكرة الحق كان لكل منهم منطلقه الخاص‪.‬‬
‫إنـكــار فـكــرة الحــق نـظـريــــة دوجـــــي‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫هناك من الفقهاء من أنكر وجود الحق وأبرزهم الفقيه دوجي ‪ Duguit‬الذي رفض فكرة الحقوق التي ينش ئها‬
‫القانون‪ ،‬ويرى أن الحق ما هو إال سيطرة إرادة الشخص صاحب الحق على إرادة الشخص الملزم به‪.‬‬
‫ويعت بر ه ذا التص ور تص ورا غ ير واقعي‪ ،‬إذ من الناحي ة الواقعي ة توج د إرادات متس اوية‪.‬‬
‫ففي رأيه أن الشخص الذي يرتكب جريمة مثال ال يعاقب على أساس مساسه بحق غيره‪ ،‬وإ نما يعاقب ألنه خالف‬
‫قاع دة من قواع د ق انون العقوب ات‪ .‬فيك ون في مرك ز ق انوني معين‪ ...‬مرك ز الس ارق‪ ،‬أو مركزالقات ل‪...‬‬
‫فال يمكن القول بأن القاعدة القانونية تنشئ حقا لشخص وتحمل آخر بالتزام‪ ،‬إذ القاعدة القانونية ال تضيف ال‬
‫القليل وال الكثير من إرادة المكلف بالواجب أو المستفيد من أدائه‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫إثـبـــــات فــكــرة الحـــــق(نـقــد نـظــريـــة دوجي)‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫عرضت فكرة دوجي النتقادات شديدة‪ ،‬ذلك ألن فكرة الحق باعتبارها سلطة ممنوحة لشخص معين‪ ،‬فكرة‬
‫موجودة فعال‪.‬‬
‫ويرى ريبير ‪ Ripert‬أن الحق هو سلطة ممنوحة لشخص‪ ،‬وهذه السلطة موجودة وال يمكن ألحد إنكارها‪،‬‬
‫إذ تجعل المدين في خدمة الدائن‪ ،‬بل كان في الماضي يجوز للدائن حبس المدين واعتباره أسيرا وقتله‪ ،‬كما تجعل‬
‫العام ل في خدم ة رب العم ل‪ ،‬ويخض ع ك ذلك االبن ألبي ه‪ ،‬وتجع ل المال ك ح را في االس تئثار بملك ه وك ان من‬
‫ال‪.‬‬ ‫ذا المج‬ ‫لطته في ه‬ ‫دس‬ ‫روري تحدي‬ ‫الض‬
‫ولكن وج ود ه ذه الحق وق المس يطرة ال يع ني تف وق إرادة ش خص على إرادة ش خص آخ ر‪ ،‬إذ اإلرادات‬
‫الفردية متساوية في جوهرها‪ ،‬ولكن حدوث وقائع قانونية معينة هو الذي يجعل شخصا ملزما إزاء شخص آخر‪،‬‬
‫كعق د الق رض مثال‪ :‬يجع ل المق ترض ملزم ا في مواجه ة المق رض‪ ،‬وك ذلك الخط أ كواقع ة مادي ة يجع ل مح دث‬
‫رور‪.‬‬ ‫و المض‬ ‫ق وه‬ ‫احب الح‬ ‫التعويض إزاء ص‬ ‫اب‬ ‫رر ملزم‬ ‫الض‬
‫جديد لفكرة الحق‪ ،‬فلو كان الحق هو القانون ذاته لما كنا بحاجة إلى مراكز قانونية والحقيقة هي أن المركز‬
‫القانوني ذاته الذي يتكلم عنه دوجي ما هو إال تصور ‪ ،‬فإذا كان األفراد متساوين أمام القانون إال أن كال منهم‬
‫يوج د في مرك ز خ اص ب ه يم يزه عن غ يره‪ ،‬فق د يك ون ‪ -‬في مرك ز المس تفيد من القاع دة القانوني ة أي ص احب‬
‫الحق‪ ،‬أو في مركز الملتزم بها‪.‬‬
‫ولع ل إنك ار دوجي فك رة الح ق ن اتج عن تخوف ه من س يطرة أص حاب الحق وق وانتص ار الم ذهب الف ردي‪،‬‬
‫ولكن محارب ة ه ذا التع دي يمكن أن تك ون عن طري ق مراقب ة اس تعمال ه ذه الحق وق وتقيي دها أحيان ا‪ ،‬إذ ال يمكن‬
‫إنكار فكرة الحق مهما كان المبرر‪.‬‬
‫تمـيــيـــز الحــــــق عــما يـشــابـهــه‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الحــــق والحـــريات العامـــة ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫الحق هو كل ما يثبت للشخص على سبيل التخصيص واإلفراد‪ ،‬كحق الشخص في ملكية عين من األعيان‬
‫أو حقه في اقتضاء دين من الديون أو حقه في تطليق زوجته‪...‬‬
‫أما الحرية يعترف بها القانون للناس كافة دون أن تكون لالختصاص الحاجز‪ ،‬وينطبق ذلك على‬
‫كل الحريات العامة التي يكفلها الدستور كحرية االعتقاد وحرية التنقل وحرية المسكن وحرية التعبير‬
‫وحرية الرأي وغيرها من الحريات العامة ‪.‬‬
‫و يتضح من ذلك أن الحرية تختلف عن الحق في عدة أوجه‪:‬‬
‫* يرد الحق على أمر محدد وقابل للتحديد‪ ،‬أما الحرية مجرد إباحة للشخص في أن يمارس كل ما لم‬
‫يمنحه القانون من نشاط‪.‬‬
‫* للحق صفة الخصوصية أما الحرية فلها صفة العمومية‪ ،‬فالحرية ال تعرف فكرة االستئثار أو‬
‫االقتضاء‪ ،‬أي كل األشخاص في نفس المركز القانوني من حيث التمتع بما يتضمنه من سلطات‪ .‬فالحرية أشبه‬
‫بطريق عام بينما الحق أشبه بالطريق الخاص‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫* تستند الحرية إلى المبادئ العامة أما الحق فيرتبط بوجود واقعة معينة تؤدي إلى تطبيق قاعدة قانونية‪.‬‬
‫* ترتبط نشأة الحق بوجود واقعة قانونية تؤدي إلى تطبيق قاعدة قانونية أما الحرية فتستند إلى المبادئ‬
‫العامة ومن ثم فهي موجودة ولو لم توجد وقائع أو قواعد محددة‪.‬‬
‫الحـــــق والرخــصـــة‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫يسوي البعض بين الحرية والرخصة فاعتبروهما مرادفين لنفس المعنى‪ ،‬ولكن الرأي الراجح يرى أن‬
‫الرخصة هي منزلة وسطى بين الحرية والحق‪ ،‬فمثال هناك حق الملك وحرية التملك يوجد بينهما مركز متوسط‬
‫يتمثل في رخصة الشخص أن يتملك‪ ،‬فالشخص له حرية تملك أي شيء من األشياء‪ ،‬فإذا اشتراه أصبح‬
‫صاحب حق ملك‪ ،‬وهناك مرحلة وسطى هي تلك التي يعرض عليه شراء الشيء‪ .‬هنا يكون المشتري قبل‬
‫صاحب رخصة في أن يتملك‪ ،‬فالرخصة تمثل تجاوز الشخص‬ ‫قبول الصفقة في مركز خاص‪،‬أي‬
‫لمرحلة الحرية وتقدمه نحو الوصول إلى الحق‪ ،‬ويقتضي ذلك وجد سبب أو واقعة معينة مستمدة من القانون‪.‬‬
‫غير أن هذا السبب ال يؤدي إلى وجود الحق وإ نما ينشأ عنه ما هو دون الحق وهي الرخصة‪.‬‬

‫المحاضرة السابعة‪ :‬نسبية الحق وأركانه وأنواعه‬


‫نسبية الحق‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إن تمتع أي شخص بحق ما يتصف بالنسبية‪ ،‬إذ ال يجوز له أن يتعسف في إستعمال حقه وأساس هذا‬
‫المبدأ الفقه اإلسالمي إذ يرى هذا الفقه أن الحق ذاته منحة من الخالق فينبغي أن يقيد بالغاية التي منح‬
‫من أجلها‪ ،‬ويكون استعمال الحق غير مشروع كلما وقع خارج حدود هذه الغاية‪.‬‬
‫وعليه سوف نعرض ذلك من خالل معايير التعسف تم نطاق التعسف وجزاءه‪.‬‬
‫معايير التعسف‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫يعد صاحب الحق متعسفا في استعمال حقه كلما توافر في استعمال حقه مايلي‪:‬‬
‫قص‪++‬د اإلض‪++‬رار ب‪++‬الغير‪ :‬يع د ص احب الح ق متعس فا في اس تعمال حق ه كلم ا اتجهت نيت ه إلى قص د إلح اق‬ ‫‪‬‬
‫الضرر بالغير ولو كان صاحب الحق يجني مصلحته من وراء هذا االستعمال‪.‬‬
‫وال يشترط وقوع الضرر فعال بقيام حالة التعسف فالشخص الذي يقيم جدارا عاليا على أرضه ال يعود‬
‫عليه بأية فائدة‪ ،‬ولكن لمجرد حجب الضوء والهواء على جاره يكون مسؤوال عن األضرار التي تصيب‬
‫جاره بسبب تعسفه في استعمال حقه ولو كان هذا الجار غير مقيما فعال في هذا المنزل‪.‬‬
‫حدوث تفاوت كبير بين المصلحة والضرر‪ :‬بموجب ذلك يعد صاحب الحق متعسفا في استعمال حقه إذا‬ ‫‪‬‬
‫كان بهدف إلحاق ضررا جسيما للغير‪ ،‬في مقابل منفعة تافهة يحققها لنفسه‪.‬‬
‫فإذا كان استعمال الحق يؤدي إلى تحقيق مصلحة قليلة األهمية لصاحبه في ذات الوقت ضررا للغير ال‬
‫يتناسب مع هذه المصلحة الناجمة عنه‪ ،‬فإن هذا الحق يكون مشوبا بالتعسف‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫عدم مش‪+‬روعية المص‪+‬لحة‪ :‬يع د متعس فا في اس تعمال حق ه إذا ك ان يقص د من وراءه تحقي ق مص لحة غ ير‬ ‫‪‬‬
‫مشروعة ‪ ،‬كمن يستأجر شقة بنية إدارتها لألعمال المنافية لآلداب العامة‪.‬‬
‫نطاق التعسف وجزاءه‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫يشمل مبدأ عدم التعسف جميع الحقوق فهو مبدأ عام يستوجب من كل شخص أن يستعمل حقه‬
‫استعماال مشروعا‪.‬‬
‫وإ ذا ألحق التعسف ضررا بالغير فيكون الجزاء المترتب عليه التعويض الذي يشمل ما يحكم‬
‫ب ه القاض ي من تعويض نقدي للمتض رر؟‪ ،‬أو تعويض عيني بج بر الض رر عن طري ق إع ادة الح ال‬
‫إلى ما كان عليه كهدم الجدار المرتفع‪.‬‬

‫أركان الحق‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫يرى بعض الفقه أن للحق ركنيين أساسيين هما األطراف من جهة والمحل من جهة أخرى‪ ،‬في حين‬
‫يضيف فقهاء آخرون أركانا ثالثة للحق وهي ‪:‬المضمون والسبب والجزاء‪.‬‬
‫ويتمث ل أط راف الح ق في األش خاص س واء ك انوا طبيع يين أم معن ويين (اعتب اريين) وهم من تق ع‬
‫الواجبات على عاتقهم‪.‬‬
‫أما محل الحق فهو الشيء المادي أو المعنوي الذي يتعلق به هذا الحق مباشرة‪ ،‬وسبب الحق هو‬
‫الواقعة القانونية التي تولد عنها هذا الحق وأدت لنشوئه فسبب حق الوارث في تملك حصته من الميراث مثال‬
‫هو وفاة المورث الذي تربطه به قرابة محددة‪.‬‬
‫أم ا الج زاء في الح ق ه و الحماي ة ال تي يض عها الق انون على الحق وق لتمكين ص احبها من التمت ع به ا‬
‫وممارستها ومنع الغير من االعتداد بها‪.‬‬
‫أنواع الحقوق‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تقس م الحق وق إلى ع دة أن واع فمنه ا الحق وق السياس ية والحق وق اإلحتماعي ة والحق وق المدني ة‬
‫والثقافية‪،‬هذا بصفة عامة غير أن الفقه الحديث في إطار أحكام القانون المدني اتجه لتصنيف الحقوق إلى‬
‫حقوق شخصية من جهة وحقوق عينية من جهة أغرى والحقوق الذهنية ( المختلطة)‪.‬‬
‫ونظ را للعالق ة بين ط ائفتي الحق وق العيني ة والحق وق الشخص ية من جه ة‪ ،‬وللطبيع ة الخاص ة‬
‫للحق وق الذهني ة من جه ة أخ رى فق د إرتئين ا جم ع الط ائفتين األولى والثاني ة في عنص ر واح د وطائف ة‬
‫الحقوق الذهنية في عنصر خاص‪.‬‬
‫الحقوق العينية والشخصية‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫الحقوق العينية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫يع رف الح ق العي ني بأن ه س لطة قانوني ة مع ترف به ا للش خص ص احبه تنص ب مباش رة على ش يء معين‬
‫ومثاله النموذجي حق الملكية‪ ،‬وتقسم الحقوق العينية إلى حقوق عينية أصلية وحقوق عينية تبعية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الحقوق العينية األصلية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هي تلك الحقوق المستقلة التي ال تتبع حقا آخر وستند في وجودها إليه‪ ،‬وتتجسد الحقوق العينية األصلية‬
‫في حق الملكية‪.‬‬
‫*حق الملكية‪:‬‬
‫ويعتبر حق الملكية أقوى الحقوق العينية األصلية وقد كان يوصف بأنه حق مطلق أي أنه يمارس بدون‬
‫قي ود غ ير أن ه ذه الفك رة لم يع د له ا وج ود ‪،‬فح ق الملكي ة بم ا ل ه من وظيف ة اجتماعي ة تس تهدف في النهاي ة ح يز‬
‫للجماع ة كله ا إذ أن ه يوج د في الق وانين والتنظيم ات كغ يره من الحق وق العدي د من القي ود كتل ك ال تي تنص عليه ا‬
‫تنظيمات العمران بالنسبة لمن يريد إقامة بناء على قطعة أرض يملكها مثال احترام علو البنايات‪،‬؟ بل أكثر من‬
‫ذلك يجوز لإلدارة نزع الملكية العقارية للمنفعة العامة مقابل تعويض عادل‪.‬‬
‫وعليه إذا كان حق الملكية معترف به فإنه يمارس بموجب قيود تحددها القوانين وليست ممارسته بصفة‬
‫مطلقة‪.‬‬
‫ولمالك الشيء بمقتضى حق الملكية مايلي‪:‬‬
‫‪-‬أن يتصرف فيه‬ ‫‪-‬أن يستغله ويحصل على ثماره ومنتجاته‬ ‫‪-‬أن يستغله فيما هو صالح‬
‫*الحقوق العينية المتفرعة عن حق الملكية‪:‬‬

‫"حق االنتفاع‪:‬حق أصلي يخول المنتفع ممارسة سلطتي االستعمال واالستغالل دون التصرف الذي‬
‫يبقى في يد المالك‪.‬‬

‫"حق االستعمال‪ :‬هو نوع من االستعمال المحدود بالشيء إذ ال يخول صاحبه إال حق االستغالل‪.‬‬

‫"حق االرتفاق‪:‬حق يحد من منفعة عقار لفائدة عقار آخر غيره كحق المرور والمطل‪.‬‬

‫الحقوق العينية التبعية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫س ميت ه ذه الحق وق بأنه ا تبعي ة ألنه ا تتب ع ح ق دائني ة لض مانه‪ ،‬فهي ال توج د مس تقلة ب ل تك ون من أج ل‬
‫ضمان الوفاء بحق شخصي‪.‬‬
‫الحقوق الشخصية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعبر الحق الشخصي أو حق الدائنية عن قيام رابطة بين شخصين تخول أحدهما الدائن حق اقتضاء شيء‬
‫من األخر وهو المدين الملتزم بالدين‪.‬‬
‫الحقوق الذهنية ( المختلطة)‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫لقد كانت الحقوق الداخلة في الذمة المالية تقسم تقليديا إلى طائفتين (عينية –شخصية)‪ ،‬غير أن تطور‬
‫الفكر القانوني لم يلبث أن أظهر الحاجة إلى االعتراف بحقوق أخرى ذات طابع إقتصادي يقوم أساسا على‬

‫‪21‬‬
‫احتك ار اس تغالل عم ل أم اس م ذه ني مث ل حق وق الكت اب والم ؤلفين والفن انين وأعم الهم والمخ ترعين على‬
‫اختراعاتهم والتجار والصناع على زبائنهم وعالماتهم التجارية ‪.‬‬
‫ويتعل ق احتك ار االس تغالل ال ذي تخول ه ه ذه الحق وق لص احبها إم ا ب الحقوق على المص نفات الفكري ة‬
‫كالملكية األدبية والفنية من جهة‪ ،‬والملكية الصناعية من جهة أخرى خاصة الحقوق على براءات االختراع‬
‫من جهة أخرى وإ ما الحقوق المتعلقة بالعمالء‪.‬‬
‫تعريف الحقوق الذهنية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هي كل ما ينتجه ذهن وعقل الشخص من أفكار واختراعات وإ بداعات بحيث تظهر بصمته الفنية‪ ،‬فقد منح‬
‫الدستور والقانون على حد السواء حماية مدنية وجزائية لكل مفكر وممبدع ومخترع بحيث ال يجوز االعتداء‬
‫عليها‪.‬‬
‫أنواع الحقوق الذهنية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هناك نوعان من الحقوق الذهنية‬
‫حقوق الملكية األدبية والفنية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتمثل في حقوق المصنف والمؤلف‬
‫*حق المؤلف‪:‬وهو صاحب العمل الفني والفكري واألدبي بحيث له سلطة على مؤلفاته ومصنفاته بالحفاظ‬
‫عليها من السرقة والتعديل وتقرير نشرها وعدم نشرها‪.‬‬
‫*حق المصنف‪:‬هو طريق التعبير عن العمل الفني سواء بالكتابة أو الرسم أو بالتلحين‪.‬‬
‫حقوق الملكية الصناعية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتتمثل في‪:‬‬
‫*براءة االختراع‪:‬هي شهادة رسمية تمنح للشخص المخترع تتثبت اختراعه لشيء ما وتمكنه من استغالل‬
‫اختراعه ماليا ويحتج بها في حالة االعتداء عليه‪.‬‬
‫*الرسوم والنماذج الصناعية‪ :‬الرسوم هي الخطوط واأللوان التي تعطي مظهرا خاصا بصاحب الصناعة‬
‫تميزه عن باقي األعمال الصناعية األخرى‪.‬‬
‫*االسم التجاري‪ :‬هو اسم يمنحه صاحب المحل لمحله لتمييزه عن باقي المحالت التي تمارس نفس نشاطه‬
‫التجاري‪.‬‬
‫*العالم‪++‬ة التجاري‪++‬ة والص‪++‬ناعية‪:‬هي رم ز أو إش ارة يس تعملها ص احب الص ناعة أو المهن ة التجاري ة لتمي يز‬
‫عمله عن عمل اآلخرين‪.‬‬
‫*العنوان التجاري‪ :‬هو مقر تواجد المحل التجاري‪.‬‬

‫‪22‬‬
23

You might also like