You are on page 1of 87

‫جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫محاضرات في املدخل للعلوم‬


‫القانونية‬
‫مطبوعة موجهة لطلبة‬
‫السنة ألاولى للتعليم ألاساي حقوق‬
‫من إعداد‬

‫د‪ .‬دموش حكيمة‬

‫‪7102-7102‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫برزت حاجة االنسان للعيش في جماعة منذ العصور وذلك للمحافظة على كيانه‬

‫ضد األخطار الخارجية وإلشباع حاجياته التي ال يستطيع تحقيقها بجهده الفردي‪ .‬غير أن‬

‫العيش في الجماعات سواء كانت كبيرة أو صغيرة‪ ،‬في صورة عائلة أو في صورة دولة يجب‬

‫أن يكون بأسلوب منظم يتم بتوفيق مصالح األفراد المتضاربة‪ .‬وال يمكن أن يتم ذلك إال‬

‫بتخلي الفرد عن جزء من حريته المطلقة على نحو يؤمن للفرد الطمأنينة في حياته وفي‬

‫عمله‪.‬‬

‫ومن أجل تحقيق هذا النظام‪ ،‬يتوجب بالضرورة وجود قواعد سلوك ترشد األفراد في‬

‫تصرفاتهم وسلوكم‪ ،‬بحيث يشعر كل فرد بوجوب احترامها وعدم الخروج عن أحكامها‪ .‬واال‬

‫تعرض لجزاء تفرضه عليه سلطة عامة تمثل المجتمع ككل‪.‬‬

‫الواقع أن غالبية األفراد يحترمون قواعد السلوك المقررة ايمانا منهم بضرورتها‬

‫الستقرار الحياة بين الجماعة‪ ،‬إال أن قلة من األفراد قد تخرج عن هذه القواعد‪ ،‬مما يستدعي‬

‫من السلطة العامة إعادتها إلى سواء السبيل وفرض الجزاء على من لم يتبع تلك القواعد‪.‬‬

‫إن مجموعة القواعد التي تحكم النظام في الجماعة تدعى " قانون"‪ ،‬فهو منظم‬

‫للسلوك والروابط في المجتمع‪ ،‬وتقوم السلطة العامة بحمل األفراد على احترامه ولو عن‬

‫طريق القوة حين الضرورة‪ .‬من هنا تعتبر القواعد القانونية حجز الزاوية في دراسة مقياس‬

‫المدخل للعلوم القانونية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫يتابع الطالب خالل دراسته لهذا المقياس مواضيع محددة في البرنامج‪ ،‬تتعلق بالقواعد‬

‫القانونية ومجمل ما له صلة بها‪ .‬لهذا قسمنا دراستنا إلى أربعة فصول اساسية‪.‬‬

‫فيندرج ضمن الفصل االول المتعلق بماهية القانون‪ ،‬تعريف القانون وبيان الخصائص‬

‫المميزة للقواعد القانونية من جهة‪ ،‬ثم بيان نطاق هذه القواعد من خالل تمييزها عن بعض‬

‫القواعد االخرى التي لها دور في تنظيم سلوك األفراد داخل المجتمع‪.‬‬

‫وخصصنا الفصل الثاني لتقسيم القانون من ناحيتين‪ ،‬األولى حسب العالقة التي‬

‫تنظمها‪ ،‬هنا نكون أما القانون العام والقانون الخاص‪ ،‬مركزين خالل الدراسة حول أهمية‬

‫هذا التقسيم واملعايير املتبعة فيه‪ ،‬مع بيان فروع كل قسم‪ .‬ومن ناحية ثانية قسمت هذه‬

‫القواعد حسب طريقة مخاطبتها لألخشخاص وقوة إلالزام فيها‪ ،‬أين نكون أمام القواعد‬

‫آلامرة والقواعد املكملة مبينين معناها كيفية التمييز بينهما‪.‬‬

‫ركزنا في الفصل الرابع على مصادر القانون‪ ،‬التي تتمثل أساسا في مصادر رسمية‬

‫أصلية نقصد هنا التشريع بأنواعه املختلفة‪ .‬املصادر الاحتياطية للقانون املتمثلة في‬

‫الشريعة إلاسالمية‪ ،‬العرف‪ ،‬ومبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪ .‬أخيرا املصادر‬

‫التفسيرية التي يستأنس بها القاض ي عند فصله في أي نزاع معروض أمامه‪ ،‬وتتمثل في‬

‫الفقه والقضاء‪.‬‬

‫خصصنا الفصل ألاخير من هذه الدراسة‪ ،‬لنطاق تطبيق هذه القواعد القانونية‬

‫أوال من حيث ألاخشخاص‪ ،‬وهنا نبين معنى مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون‪ ،‬وأهم‬

‫الاستثناءات التي ترد عليه‪ .‬ثانيا نطاق تطبيق هذه القواعد من حيث املكان الذي يحكمه‬

‫‪3‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫مبدأ إلاقليمية ومبدأ الشخصية‪ ،‬مبينين مضمون كل مبدأ وأساسه‪ ،‬مع التركيز على‬

‫موقف املشرع الجزائري منهما‪ .‬ثالثا وأخيرا‪ ،‬نطاق تطبيق هذه القواعد من حيث الزمان‪،‬‬

‫أين عرفنا معنى إلالغاء وأنواعه وأدرجنا مختلف الحلول التشريعية التي قدمها املشرع‬

‫الجزائري في موضوع تنازع التشريعات من حيث الزمان‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفصل الاول‬
‫ماهية القانون‬
‫يعتبر القانون مجموعة من ألاسس والقواعد التي تحكم املجتمع وتعمل على توجيهه‬
‫وتنظيمه‪ ،‬حيث ال يمكن لألفراد الذين يكونون جماعات كبيرة كانت أو صغيرة العيش‬
‫بنجاح‪ ،‬إذا كان أفراده ال يخضعون لقوانين تحكمهم وتوضح لهم الحدود التي يجب التقيد‬
‫بها‪ .‬وال يتسنى ذلك إال بتحديد حقوق وواجبات كل فرد في املجتمع مع وضع الجزاء املناسب‬
‫في حالة مخالفة تلك القواعد‪ .‬هذا القانون الذي له جذور تاريخية عبر ألازمنة تتميز قواعده‬
‫بخصائص مهمة (املبحث ألاول) مع إلاشارة أنه إلى جانب هذه القواعد القانونية هناك‬
‫قواعد أخرى هدفها تنظيم سلوك ألافراد داخل املجتمع (املبحث الثاني)‪.‬‬

‫املبحث ألاول‬
‫تعريف القانون وخصائص القاعدة القانونية‬
‫للتعرف على أكثر على القواعد القانونية‪ ،‬وجب الوقوف أوال على ألاصول التاريخية لكلمة‬
‫قانون‪ ،‬ومختلف معانيها واستعماالتها (املطلب الاول) كذا مجموعة الخصائص التي تميزها‬
‫والتي تشترك فيها كل أنواع القواعد(املطلب الثاني)‬

‫املطلب ألاول‬
‫تعريف القانون‬
‫تعتبر كلمة قانون مصطلح شائع بين عامة الناس‪ ،‬وليس فقط رجال القانون فما‬
‫أصل هذا املصطلح (الفرع ألاول) وما هي أهم استعماالته سواء من الناحية القانونية أو في‬
‫باقي العلوم ألاخرى(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬
‫أصل كلمة قانون‬
‫كلمة قانون معربة يرجع أصلها إلى اللغة اليونانية‪ ،‬مأخوذة من كلمة ‪ KANUN‬ومعناها‬
‫العصا املستقيمة وتستعمل مجازا للداللة على الاستقامة في القواعد واملبادئ القانونية‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪...Recht‬الخ‪1‬‬ ‫وقد انتقلت إلى عدة لغات مثال‪ :‬الفرنسية ‪ ،Droit‬إلايطالية ‪ Ditiiio‬وألاملانية‬
‫تستخدم لقياس مدى احترام الفرد ملا نصت عليه القاعدة القانونية‪.‬‬

‫كما يمكن أن تحتمل معنى القاعدة أو املبدأ أو النظام‪ ،‬بمعنى تكرار أمر معين على وتيرة‬
‫واحدة بحيث يعتبر خاضعا لنظام ثابت‪ .2‬فكلمة قانون تعتبر إذن عن نوع من النظام الثابت‬
‫يتمثل في ارتباط حتمي يقوم بين ظاهرتين توجد احداهما في طرف عصا مستقيمة وتقابلها‬
‫ألاخرى في نهاية العصا دون أي انحراف‪.3‬‬

‫فكلمة قانون التي تحمل معنى الاستقامة ‪ ،‬تستخدم في املجال القانوني كمعيار لقياس مدى‬
‫احترام الفرد ملا تأمره به القاعدة القانونية أو تنهاه عنه‪ ،‬فإذا سار وفقا ملقتضاها كان‬
‫غير مستقيم‪4‬‬ ‫سلوكه مستقيما كالعصا‪ ،‬وإن هو تمرد على حكمها كان سلوكه منحنيا‬

‫الفرع الثاني‬

‫الاستعماالت املختلفة لكلمة قانون‬

‫يستعمل مصطلح قانون للتعبير عن مجموعة من املعاني‪ ،‬فقد يستعمل لإلشارة الى‬
‫القواعد التي تحكم سلوك الافراد وتنظم عالقاتهم في املجتمع (أوال) كما يستعمل في مجال‬
‫العلوم الطبيعية والاجتماعية(ثانيا)‪.‬‬

‫‪ - 1‬أنظر الخليلي حبيب إبراهيم ‪ ،‬املدخل للعلوم القانونية‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪،8002،‬ص ‪ - .00‬إسحاق ابراهيم منصور‪ ،‬نظريتا القانون والحق وتطبيقاتهما في القوانين الجزائرية‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪. 82‬‬
‫‪ -2‬محمودي مراد‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬دار الكتاب الحديثة‪ ،‬الجزائر‪ ،8002 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ - 3‬الخليلي حبيب ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫جعفور محمد سعيد‪ ،‬مدخل إلى العلوم القانونية ( الوجيز في نظرية القانون)‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪4‬الجزائر‪ ،8001 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫أوال‪ -‬استئثار علم القانون ملصطلح قانون‪:‬‬

‫يتخذ كل علم قوانينه الخاصة به املعبرة عن الارتباط القائم بين ظواهره‪ ،‬باملقابل استأثر‬
‫علم القانون بكلمة قانون واتخذ منها اسما له‪ ،1‬هنا مصطلح قانون يستعمل للداللة الى‬
‫القواعد التي يجب على الافراد احترامها‪ ،‬يمكن أن يكون هذا الاستعمال عاما(أ) أو‬
‫خاصا(ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬املعنى العام ملصطلح قانون‪ :‬يستعمل هذا املصطلح استعماال عاما للداللة على‬
‫مجموعة القواعد التي تحكم سلوك ألافراد وتنظم عالقاتهم في املجتمع على نحو‬
‫ملزم‪ ،‬بغض النظر عن مصدرها من جهة‪ ،‬أو كونها مكتوبة أم ال من جهة أخرى‪.2‬‬
‫ب‪ -‬املعنى الخاص ملصطلح قانون‪ :‬يستعمل أيضا مصطلح قانون للداللة على معاني‬
‫أخرى منها‪:‬‬

‫ب‪ 2-‬استعمال مصطلح قانون في معنى التشريع‪ :‬يقصد بالتشريع مجموعة القواعد‬
‫القانونية التي تضعها السلطة التشريعية في صورة مكتوبة‪ ،‬دون غيرها من القواعد التي‬
‫تنشأ من املصادر ألاخرى‪ .3‬وبالرغم من الاختالف الواضح بين املصطلحين‪ ،‬يالحظ‬
‫استخدام لفظ قانون ملعنى التشريع‪ ،‬فيقال مثال قانون العمل‪ ،‬قانون الخدمة الوطنية‪،‬‬
‫قانون املحاماة‪...‬الخ مع أن ألاصوب وألادق أن يستعمل مصطلح التشريع‪ .‬وباملقارنة مع‬
‫اللغة الفرنسية نالحظ أنها أفردت مصطلحا مميزا لكل منهما‪ ،‬فاستعملت لفظ ‪Droit‬‬
‫ملعنى قانون ولفظ ‪ Loi‬ملعنى التشريع‪.4‬‬

‫ص ‪61‬‬‫‪ 1‬الخليلي حبيب ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬


‫‪ 2‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -3‬الخليلي حبيب ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 4‬للتفصيل أكثر أنظر‪ ،‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 21‬و الخليلي خبيب ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ب‪ 8-‬استعمال مصطلح قانون في معنى التقنين‪:‬‬

‫يستخدم مصطلح قانون للتعبير عن التشريع الذي يعتبر القواعد القانونية التي تصدر من‬
‫السلطة التشريعية‪ ،‬كما يستخدم للداللة على التقنين‪ ،‬فهو مجموعة من قواعد التي تنظم‬
‫نوعا من الروابط في فرع من فروع القانون مثال‪ :‬القانون املدني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬هنا‬
‫يستعمل للداللة عن كلمة تقنين ‪ Code‬الذي معناه مجموعة من قواعد قانونية مجمعة في‬
‫كتاب‪ .‬هنا يالحظ أيضا أن معظم التشريعات العربية تخلط في استعمال املصطلح فكثيرا‬
‫ما تستعمل مصطلح قانون للداللة على التقنين أو العكس‪ ،‬أما في اللغة الفرنسية فقد‬
‫احسن استعمال اللفظ فهو يطلق عليها عبارة ‪ Code‬مثال ‪.1 Code pénal‬‬

‫ثانيا‪ -‬استعمال مصطلح قانون في مجال العلوم الطبيعية والاقتصادية‪:‬‬

‫يحكم العلوم الطبيعية والاقتصادية مجموعة من القواعد التي يتوصل إليها‬


‫الباحثون وتهدف هذه القواعد الى تفسير الظواهر الطبيعية املختلفة التي تتم دراستها على‬
‫حدى‪ .‬ويتم تفسير تلك الظواهر على أساس مبدأ جوهري هو مبدأ السبب‪ .‬لهذا تستعمل‬
‫مصطلح قانون‪ ،‬مثال قانون الجاذبية ألارضية‪ ،‬قانون العرض والطلب‪...‬الخ‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬

‫خصائص القاعدة القانونية‬

‫نشير هنا إلى أنه مهما يكن نوع القواعد القانونية‪ ،‬ومهما يكن القسم الذي تنتمي‬
‫إليه فكلها تشترك في مجموعة من الخصائص املتمثلة في‪:‬‬

‫‪ - 1‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬الاسكندرية‪ ،2021 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع ألاول‬

‫القاعدة القانونية قاعدة تنظم سلوك الفرد داخل املجتمع‬

‫أوال‪ -‬املقصود بالسلوك‪ :‬يشترط في السلوك املقصود هنا أن يكون ظاهرا معلنا‬
‫وليس خفيا‪ ،‬ألن القانون ال يهتم بنا يدور في نفوس ألافراد من نوايا ومشاعر إال في حدود‬
‫ضيقة‪ ،‬بل يتكفل فقط بما يظهر على شكل أفعال مادية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬القانون والجماعة‪ :‬القانون والجماعة لفظان متالزمان‪ ،‬فالقانون ثمرة‬


‫املجتمع ينشأ تلقائيا من معيشة الناس بعضهم مع بعض‪ ،‬فحيث توجد جماعة يوجد‬
‫القانون‪.2‬‬

‫ثالثا‪ -‬القانون ضرورة اجتماعية‪ :‬يعتبر القانون ضروري لحفظ أمن واستقرار‬
‫املجتمع وبعث الطمأنينة بين أفراده‪ ،‬ولكي يؤدي الفرد وظيفته في املجتمع ينبغي أن يوجه‬
‫له خطاب لتنظيم سلوكه بما أتت به القاعدة القانونية‪.3‬‬

‫إذن القاعدة القانونية بمعنى آخر تحدد ما للشخص من حقوق وما عليه من‬
‫واجبات‪ ،‬وبذلك تقض ي على مبدأ الذاتية الذي يؤدي إلى الفوض ى في املجتمع‪ ،‬أين كل فرد‬
‫يسعى إلى تحقيق حاجياته ولو على حساب أخشخاص آخرين‪.‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى محمد الجمال‪ ،‬محمد محسن قاسم‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ -‬القاعدة القانونية‪ ،-‬الدار الجامعية‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬الاسكندرية‪ ،8002 ،‬ص‪ .81‬انظر أيضا‪ :‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪- Marie Anne Frison Roche, Introduction générale au droit, Dalloz, Paris, 1992, p54.‬‬
‫‪ - 2‬أحمد محمد الرفاعي‪ ،‬املدخل للعلوم القانونية – نظرية القانون‪ ،8002 -‬ص ‪www.pdffactory.com .82‬‬
‫‪- COURBE Patrick, Introduction générale au droit , Dalloz, Paris, 2005, p91.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-EL HILALI, Introduction à l’étude du droit, p08. www.Lesjeuneco.com.- CABRILLAC‬‬
‫‪Rémy, Introduction générale au droit, 7ème édition, Dalloz, Paris, 2007, p11.‬‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع الثاني‬

‫القاعدة القانونية قاعدة عامة ومجردة‬

‫أوال‪-‬معنى التجريد والعمومية‪:‬‬

‫التجريد معناه أن القاعدة القانونية ال تتعلق وال تخاطب خشخصا معينا بالذات(أي‬
‫ال يذكر اسمه)‪ ،‬وال واقعة محددة بذاتها‪ .‬بل تتعلق بالشروط الالزم توفرها في الواقعة التي‬
‫تنطبق عليها‪ ،‬وألاوصاف الواجب أن تتوفر في الشخص املخاطب بها‪.‬‬

‫أما العمومية فهي نتيجة لتجريد تلك القاعدة القانونية‪ ،‬فهي تطبق على كل‬
‫ألاخشخاص الذين تتوفر فيهم الصفة أو الشروط‪ ،1‬فالقاعدة القانونية مجردة عند نشأتها‬
‫وعامة عند تطبيقها‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬الحكمة من عمومية القاعدة القانونية وتجريدها‪:‬‬

‫تحقق هذه الخصوصية املساواة بين الناس أمام القانون وتمنع التحيز ملصلحة‬
‫خشخص معين من جهة‪ .‬كما تعتبر ضمانة لحريات املواطنين وصيانتها من استبداد الحكام‬
‫من جهة أخرى‪.3‬‬

‫‪ - 1‬أحمد محمد الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .88‬انظر ايضا تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪12‬و‪،10‬‬
‫واعتبر الكاتب أن التجريد يصاحب القاعدة عند صياغتها والعمومية هي الطريقة التي تتم بها صياغة القاعدة‪.‬‬
‫‪ -2‬للتفصيل أكثر في معنى العمومية والتجريد أنظر‪ :‬مصطفى محمد الجمال‪ ،‬محمد محسن قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪80‬‬
‫‪-‬‬‫‪BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, Introduction au droit, 3ème édition,‬‬
‫‪Dunod, Paris, 1999, p05.‬‬
‫‪ - 3‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .10‬انظر أيضا ‪ :‬محمودي مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .82‬مصطفى محمد‬
‫الجمال‪ ،‬محمد محسن قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع الثالث‬

‫القاعدة القانونية قاعدة ملزمة مقترنة بجزاء‬

‫تعد خاصية الالزام إحدى الخصائص ألاساسية للقاعدة القانونية‪ ،‬وحتى تكون‬
‫القاعدة القانونية أداة لتقويم الفرد داخل املجتمع‪ ،‬يجب أن تكون هذه القاعدة ملزمة‬
‫مقترنة بجزاء‪.‬‬

‫أوال‪ -‬معنى الالزام والجزاء‪:‬‬

‫تبين القاعدة القانونية لألخشخاص الحدود والقيود الواجب الالتزام بها‪ ،‬بمعنى آخر‬
‫تبين لهم الحقوق التي يتمتعون بها والواجبات التي تقع عليهم باملقابل‪ .‬وفرض احترامها ال‬
‫يكون إال بطابع إلالزام الذي تتصف به هذه القاعدة‪ .‬فيعتبر إلالزام محركا للقاعدة‬
‫القانونية‪ ،‬فبدونه تصبح القاعدة القانونية مجرد نصيحة‪.‬‬
‫نقصد باإللزام إذن هنا جبر الافراد وإكراههم على احترام القاعدة القانونية تحت‬
‫طائلة فرض الجزاء عليهم عند مخالفتها‪.‬‬
‫ونعني بالجزاء ألاثر الذي يترتب وفقا للقانون على مخالفة القاعدة‬
‫القانونية‪.1‬استعمال القوة املادية التي تمتلكها الدولة لقمع املخالفين للقانون أو لجبرهم‬
‫على إصالح الضرر وأداء التعويض عند الاقتضاء‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬خصائص الجزاء‪:‬‬

‫يشترك الجزاء في كل القواعد القانونية في مجموعة من الخصائص‪ ،‬مهما يكن‬


‫نوعها أو الفرع الذي تنتمي إليها وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ - 1‬سليمان مرقس‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني‪ -‬المدخل للعلوم القانونية وشرح الباب التمهيدي للتقنين المدني‪ ،‬الجزء الطبعة السادسة‪ ،‬بدون‬
‫دار النشر ‪ ،6891 ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪- BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, op.cit., p06.- CABRILLAC‬‬
‫‪Rémy, op.cit., p10.‬‬

‫‪ - 2‬عجة الجياللي‪ ،‬املدخل للعلوم القانونية‪ ،‬نظرية القانون بين التقليد والحداثة طبقا للمعايير الدولية املقررة‬
‫لنظام ‪BERTI ،L.M.D‬ـ الجزائر‪ ،8000،‬ص ‪.21‬‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫أ‪ -‬الجزاء حال‪ :‬معناه أن الشخص عند مخالفته للقاعدة القانونية وعدم الامتثال‬
‫لها‪ ،‬تطبق عليه العقوبة وهو على قيد الحياة أي دنيوي‪.‬‬

‫ب ‪-‬الجزاء ذو طابع مادي‪ :‬معناه أن هذا الجزاء يمس الشخص املخالف إما في‬
‫جسمه أو ماله‪.‬‬

‫ت‪ -‬الجزاء تختص بوضعه وتوقيعه السلطة العامة‪ :‬إذ ال يجوز لألفراد العاديين‬
‫ممارسة الجزاء وإال كنا أمام شريعة الغاب‪.1‬‬

‫ثالثا ‪ -‬أنواع الجزاء‪:‬‬

‫يأخذ الجزاء في القاعدة القانونية صورا مختلفة حسب نوع تلك القاعدة نذكر منها‪:‬‬

‫أ‪-‬الجزاء الجنائي‪ :‬يترتب الجزاء الجنائي عند ارتكاب جريمة منصوص عليها في قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬ويختلف الجزاء في القاعدة الجنائية حسب نوع ودرجة الفعل‪ .2‬فهذه ألاخيرة‬
‫قسمها املشرع الى مخالفات‪ ،‬جنح وجنايات‪ .3‬بذلك تترتب العقوبة حسب هذا التقسيم من‬
‫أقلها وهي الغرامات إلى أقص ى عقوبة يمكن توقيعها وهي إلاعدام أو السجن املؤبد‪.‬‬

‫هذا فيما يخص درجة العقوبة‪ ،‬كما يمكن تقسيم هذه العقوبات إلى عقوبات‬
‫أصلية‪ ،‬تبعية وأخرى تكميلية‪ .‬ألاصلية‪ 4‬نقصد بها تلك العقوبة املقررة للجريمة مثال‬

‫‪ -1‬للتفصيل أكثر في خصائص الجزاء أنظر‪ :‬عجة الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،22‬مصطفى محمد الجمال‪ ،‬محمد‬
‫محسن قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ - .12‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬منشورات‬
‫حلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،8020 ،‬ص‪82‬‬
‫‪- MALINVAUD Philippe, Introduction à l’étude du droit, 13ème édition, Lexis Nexis, Paris,‬‬
‫‪2011, p36-37.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- TERRE François, Introduction générale au droit, 6ème édition, Dalloz, Paris, 2003, p536.‬‬
‫‪- EL HILALI, op.cit., p18.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 82‬من ألامر رقم ‪ ،221-11‬املؤر في ‪ 2‬جوان ‪ ،2011‬امل ّ‬
‫تضمن قانون العقوبات‪ ، ،‬ج ر عدد ‪ ،10‬صادر في‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‪.‬‬ ‫‪ 22‬جوان ‪ّ ،2011‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 02‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫السجن املؤبد‪ ،‬أما التبعية فهي تلك العقوبات التي يلحقها القانون باملحكوم عليه وتضاف‬
‫إلى العقوبة ألاصلية مثال الحجر القانوني‪ ،‬أما العقوبات التكميلية‪ 1‬فهي ال تلحق باملحكوم‬
‫عليه إال إذا قض ى القاض ي بتوقيعها عليه مثال تحديد إلاقامة‪.‬‬

‫ب‪-‬الجزاء املدني‪ :‬يتمثل في ألاثر املترتب على مخالفة قاعدة من قواعد القانون‬
‫املدني‪ ،‬ومن الجزاءات املدنية نذكر مثال‪:‬‬

‫‪ -‬التعويض‪ 2‬الذي يكون بإلزام املسؤول عن الضرر بدفع ثمن نقدي يعادل قيمة‬
‫ضرره‪.‬‬

‫– إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل حدوث املخالفة أو رد الش يء إلى أصله ولهذا‬
‫الجزاء صور منها‪ :‬البطالن الذي يمكن أن يكون مطلق أو نسبي‪ ،‬فسخ التصرف القانوني‬
‫وهو نتيجة لعدم تنفيذ أحد طرفي الالتزام امللزم لجانبين لواجباته‪ ،‬إلازالة املادية للمخالفة‬
‫مثل سد املطالت‪.‬‬

‫ت‪-‬الجزاء إلاداري‪ :‬يكون نتيجة قاعدة من قواعد القانون الاداري‪ ،‬يختلف حسب‬
‫الفعل فقد يكون في مجال العقود إلادارية بالفسخ أو البطالن‪ ،‬في مجال القرارات إلادارية‬
‫بإلغاء القرار‪ ،‬كما يمكن أن يكون أيضا في مجال الوظيفة العامة أين يوقع حسب درجة‬
‫الفعل من أقلها وهو إلانذار إلى أشدها وهو الفصل عن العمل‪...‬إلخ‪.3‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 00‬من قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫ّ‬
‫املتضمن القانون املدني‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،22‬صادر في ‪10‬‬ ‫‪ -2‬املادة ‪ 281‬من ألامر رقم ‪ ،22-22‬املؤر في ‪ 81‬سبتمبر ‪،2022‬‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‬ ‫سبتمبر ‪ّ ،2022‬‬
‫‪ - 3‬للتفصيل أكثر في أنواع الجزاءات راجع‪ :‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،18 -11‬أيضا عجة الجياللي‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،18 - 22‬بوضياف عمار‪ ،‬الوسيط في النظرية العامة للقانون مع تطبيقات لتشريعات عربية‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،8020 ،‬ص‪.18 -12‬‬

‫‪- TERRE François, op.cit., p535. - EL HILALI, op.cit., p20. -MALINVAUD Philippe, ,‬‬
‫‪op.cit., p36.‬‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫املبحث الثاني‬

‫نطاق القانون‬

‫إذا كانت القواعد القانونية قواعد اجتماعية تنظم مظاهر الحياة لألفراد في‬
‫املجتمع‪ ،‬وتوقع الجزاء على من يخالف هذا التنظيم وهذا هو الهدف الذي وضعت من‬
‫أجله‪ .‬فهناك قواعد أخرى تتولى كذلك هذه املهمة وتساهم بقسط وافر إلى جانب قواعد‬
‫القانون في تحقيق ما يسمى باالنضباط الاجتماعي‪ .‬لذا وجب تبيان العالقة املوجودة بينها‬
‫وتبيان مدى إمكانية التكامل بينها‪ .‬تتمثل هذه القواعد في قواعد الدين(املطلب ألاول)‪،‬‬
‫قواعد ألاخالق(املطلب الثاني) كذا العادات والتقاليد (املطلب الثالث)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‬

‫عالقة القواعد القانونية بقواعد الدين‬

‫أثبتت دراسات تاريخ القانون أن القواعد الدينية لعبت على مدى حضارات كثيرة‬
‫وفترات طويلة من الزمن دورا أساسيا في ضبط العالقات فيما بين ألافراد‪ ،‬اعتبارا من أن‬
‫املجتمعات القديمة كانت مجتمعات دينية‪ .1‬فما معنى القاعدة الدينية(الفرع ألاول) وما‬
‫يميزها عن القاعدة القانونية(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬

‫تعريف قواعد الدين‬

‫تتمثل القواعد الدينية في تلك القواعد‪ ،‬ألاحكام‪ ،‬ألاوامر والنواهي التي أقرتها‬
‫الشرائع السماوية والتي أنزلها هللا عز وجل على أنبياءه ورسله لتبليغها للناس‪ ،‬ودعوتهم إلى‬
‫اتباعها وإال تعرضوا إلى عقاب هللا وغضبه‪ .‬وهي ملزمة ملعتنقيها رغبة منهم في رضا هللا‬
‫وجلب الثواب‪.‬‬

‫‪ -1‬بوضياف عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع الثاني‬

‫التمييز بين القواعد القانونية والقواعد الدينية‬

‫تتضمن كال من القواعد الدينية والقواعد القانونية أحكاما وأوامر موجهة‬


‫لألخشخاص‪ ،‬هدفها ضبط سلوكهم وتنظيم عالقاتهم ومعامالتهم‪ .‬ويعتبر الالزام صفة مالزمة‬
‫لهذه القواعد سواء الدينية أو القانونية‪ .‬لكن تختلف فيما بينها من عدة نواحي‬
‫كاملضمون(أوال) الغاية(ثانيا) والجزاء(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد الدينية من حيث املضمون‪:‬‬

‫قواعد الدين أوسع نطاقا من القواعد القانونية‪ ،1‬فهذه ألاخيرة تشمل عالقة‬
‫إلانسان بغيره وهي املعامالت‪ .‬أما القواعد الدينية فهي تشمل ثالثة أنواع من العالقات‬
‫عالقة إلانسان باهلل التي تمثل قواعد العبادات ويدخل ضمنها الصالة والزكاة‪...‬الخ‪ ،‬عالقة‬
‫إلانسان بنفسه وتتمثل في قواعد ألاخالق التي تحكم سلوك الانسان وتحدد واجباته نحو‬
‫نفسه ونحو غيره فتبين الرذائل والفضائل مثل الاحترام‪ ،‬الرحمة والاحسان‪...‬الخ‪ ،‬وأخيرا‬
‫عالقة إلانسان بغيره ويقصد بها قواعد املعامالت وهي القواعد التي تنظم سلوك الفرد‬
‫وعالقاته في املجتمع‪ .‬وهو املجال الذي تلتقي فيه بالقواعد القانونية‪.‬‬
‫تشترك إذن القواعد الدينية مع القواعد القانونية في هذه النقطة الثالثة فيما‬
‫يخص املعامالت‪ ،2‬وكثيرا ما يستمد املشرع قواعده من الدين على شكل قواعد قانونية‬
‫ملزمة (مثال فيما يخص الشريعة الاسالمية ‪،‬استمد املشرع الجزائري كثيرا من القواعد‬
‫القانونية منها‪ ،‬مثل أحكام الزواج‪ ،‬الطالق‪ ،‬املواريث‪...‬الخ)‪.‬‬

‫تتناول القواعد الدينية أحكام الحياة الدنيا وآلاخرة معا‪ ،‬أما القواعد القانونية‬
‫فتختص فقط باألحكام الدنيوية مثل البيوع‪ ،‬إلايجارات‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الخليلي حبيب إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.04‬‬


‫‪ - 2‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.06‬‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫قواعد الدين تكون غير محصورة التطبيق من حيث الزمان واملكان‪ ،‬فهي صالحة‬
‫لكل زمان ومكان‪ ،‬أما القواعد القانونية فهي محصورة بمكان وزمان تطبيقها‪ ،‬كما يمكن‬
‫أن تعدل‪ ،‬تلغى وتعوض بقواعد أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد الدينية من حيث الغاية‪:‬‬

‫يهدف كل من القانون والدين إلصالح سلوك الفرد داخل املجتمع‪ ،‬لكن غاية الدين‬
‫مثالية تتمثل في الايمان باهلل وعبادته‪ .‬كما أن الدين يهتم بالنوايا كاهتمامه بالسلوك‬
‫الظاهر لإلنسان‪ ،‬فيحاسب الانسان عما يدور في رأسه من أفكار ولو لم يعبر عنها بأعمال‬
‫مادية‪.1‬‬

‫نجد باملقابل أن غاية القانون نفعية ألن قواعده تهدف إلى تنظيم سلوك الفرد في‬
‫املجتمع وتحقيق املصالح الجديرة بالحماية‪ ،‬واملحققة لألمن واملساواة بين أفراد املجتمع‪.‬‬
‫لهذا فهي قواعد ال تهتم بخبايا ألانفس ومكنونات الضمائر إال إذا خرجت إلى حيز الوجود‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد الدينية من حيث الجزاء‪:‬‬

‫يتميز الجزاء في القاعدة القانونية بالخصائص الثالث السابقة ذكرها في خصائص‬


‫القاعدة القانونية‪ ،‬حيث أنه جزاء حال‪ ،‬مادي وتوقعه السلطة العامة‪ .‬عكس الجزاء في‬
‫القاعدة الدينية الذي يكون دنيوي وأخروي أي جزاءات عاجلة وأخرى آجلة‪ .2‬كما أن‬
‫الجزاء الديني يقبل فكرة الثواب والعقاب أي إيجابا وسلبا‪ ،‬أما الجزاء في القاعدة القانونية‬
‫فهو سلبي يحمل غالبا فكرة الزجر والردع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- JEAMMAND A,‬‬ ‫‪La règle du droit comme modèle, Dalloz, Paris, 1990,p 65.‬‬
‫‪ -2‬بوضياف عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫املطلب الثاني‬

‫عالقة القواعد القانونية بقواعد ألاخالق‬

‫تساهم قواعد ألاخالق الى جانب القواعد القانونية في تنظيم سلوك الفرد داخل‬
‫املجتمع‪ ،‬حيث يعتبرها ألاخشخاص مثل القواعد القانونية من حيث خاصية الالزامية‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬

‫تعريف قواعد ألاخالق‬

‫تعرف قواعد ألاخالق على أنها مجموعة القواعد التي تحض على الخصال السليمة‬
‫واملثل العليا التي يرى الناس فيها ما ينبغي اتباعه‪ ،1‬كااللتزام بالصدق واجتناب الكذب‬
‫ومساعدة الضعيف وإيثار الغير عن النفس‪ ،‬وهي تختلف من مجتمع إلى آخر‪. 2‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫التمييز بين القواعد القانونية والقواعد الاخالقية‬

‫تربط القواعد القانونية بالقواعد ألاخالقية صلة وثيقة جدا‪ ،‬فبالرغم من كون‬
‫هدفهما هو تنظيم سلوك الفرد داخل املجتمع‪ ،‬إال أنهما يختلفان في بعض النقاط‬
‫كاملضمون (أوال)ـ الغاية(ثانيا) وأخيرا الجزاء (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد ألاخالقية من حيث املضمون‪:‬‬

‫تعتبر قواعد ألاخالق أوسع نطاقا من القواعد القانونية‪ ،3‬فهي تنظم نوعين من‬
‫الواجبات‪ ،‬واجبات الفرد مع غيره املتمثلة في ألاخالق الاجتماعية وواجباته مع نفسه ونعني‬

‫‪ - 1‬لم يتفق الفقه على تعريف قواعد ألاخالق‪ ،‬نظرا لكون ألاخالق تعتمد أساسا على فكرتي الخير والشر ولهما‬
‫طبيعة نسبية تختلف باختالف أفكار املجتمعات وظروفها‪ ،‬نقال عن جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - 2‬نقال عن محمودي مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،18‬أنظر أيضا‪ :‬بوضياف عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ - 3‬الخليلي حبيب إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،11‬محمودي مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫بها ألاخالق الفردية‪ .‬وتشترك القواعد القانونية مع قواعد ألاخالق في النوع ألاول من‬
‫الواجبات (أي الاجتماعية)‪ .‬مع إلاشارة أن القانون ينفرد في تنظيم بعض املسائل دون‬
‫قواعد ألاخالق مثل قانون املرور ‪...‬الخ‪.‬‬

‫كما أن الواجبات ألاخالقية ال يقابلها حقوق‪ ،‬عكس الواجبات القانونية فكل واجب‬
‫يعتبر حقا للطرف الثاني‪ .‬ومعظم القواعد القانونية هي قواعد أخالقية والعكس غير‬
‫صحيح‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد ألاخالقية من حيث الغاية‪:‬‬

‫غاية ألاخالق مثالية‪ ،‬تتمثل في تربية الانسان‪ ،‬حيث تأمره بالخبر وتنهاه عن الشر‬
‫فقواعد ألاخالق تعبر عن ما ينبغي أن يكون وليس على ما هو كائن‪.1‬‬

‫أما غاية القواعد القانونية فهي عملية واقعية‪ ،‬تمثل في النضال من أجل الحفاظ‬
‫على استقرار ألاوضاع في املجتمع والحفاظ على املصلحة العامة‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد ألاخالقية من حيث الجزاء‪:‬‬

‫تختلف القاعدة القانونية عن القاعدة ألاخالقية من حيث الجزاء‪ ،‬فالجزاء في‬


‫القاعدة ألاخالقية هو تأنيب الضمير واستنكار أفراد املجتمع ونفورهم من مخالف تلك‬
‫القاعدة‪ ،2‬فهي إذن عقوبة معنوية عكس القاعدة القانونية هي عقوبة مادية‪.‬‬

‫‪ -1‬للتفصيل أكثر أنظر‪ :‬بوضياف عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،11‬الخليلي حبيب إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- MARAIS Astrid, Introduction au droit, 3ème édition, Vuibert, Paris, 2001, p17. -EL‬‬
‫‪HILALI, op.cit., p15.‬‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫املطلب الثالث‬
‫عالقة القواعد القانونية بالعادات والتقاليد‬

‫وجدت هذه العادات والتقاليد قبل وجود القانون ومازالت الى يومنا هذا‪ .‬فهي تؤدي‬
‫دورا هاما في املجتمع‪ ،‬خاصة في تنظيم سلوك ألافراد فيه‪ .‬فكل مجتمع تسوده مجموعة‬
‫من هذه القواعد‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬

‫معنى العادات والتقاليد‬

‫تعتبر العادات والتقاليد وكذا املجامالت عادات سلوكية يراعيها ألاخشخاص في‬
‫عالقاتهم داخل املجتمع‪ ،1‬مارسوها لفترات حتى أصبحوا يشعرون بإلزاميتها‪ ،‬ووجوب‬
‫احترامها كالتحية عند اللقاء‪ ،‬تبادل الهدايا في ألافراح واملناسبات‪ ،‬تبادل الزيارات‪ ،‬زيارة‬
‫املرض ى‪ ،‬املواساة في ألاحزان ‪...‬الخ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫التمييز بين القواعد القانونية والعادات والتقاليد‬

‫تتفق قواعد العادات والتقاليد مع القاعدة القانونية من حيث كونها قواعد‬


‫سلوكية اجتماعية‪ ،‬لكن بمقارنتها نجد أنها تتميز عنها في عدة نقاط من حيث املصدر (أوال)‬
‫الغاية (ثانيا)والجزاء(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪-‬تمييز القواعد القانونية عن العادات والتقاليد من حيث املصدر‪:‬‬

‫تستمد العادات والتقاليد قوتها من ممارسة ألافراد لها وشعورهم بإلزاميتها‪ ،‬ويكون‬
‫مصدرها ألاخشخاص‪ .‬عكس القاعدة القانونية التي تستمد قوتها من املشرع ‪.‬‬

‫‪ -1‬نقال عن محمودي مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ثانيا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن العادات والتقاليد من حيث الغاية‪:‬‬

‫غاية القواعد القانونية تحقيق املصلحة العامة والحفاظ على الكيان والاستقرار في‬
‫املجتمع‪ ،‬أما غاية املجامالت والعادات والتقاليد فهي جانبية ال يؤدي عدم القيام بها إلى‬
‫الانتقاص من املصلحة العامة أو الاضطراب في نظام املجتمع ‪.1‬‬

‫ثالثا‪-‬تمييز القواعد القانونية عن العادات والتقاليد من حيث الجزاء‪:‬‬

‫يختلف الجزاء في القاعدة القانونية عن الجزاء في العادات والتقاليد‪ ،‬فالجزاء في‬


‫هذه ألاخيرة يكون معنوي كاستنكار املجتمع‪ ،‬سخطهم ومعاملة الفاعل باملثل مما يشعره‬
‫بالعزلة‪ .‬عكس الجزاء في القاعدة القانونية فهو جزاء مادي ملموس‪.‬‬

‫‪ - 1‬للتفصيل أكثر راجع‪ :‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ - ،12‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪20‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفصل الثاني‬
‫تقسيم القانون‬

‫يعتبر القانون مجموعة من القواعد القانونية‪ ،‬الهدف والغاية من وضعها هو تنظيم‬


‫سلوك ألافراد داخل املجتمع أي عالقة ألافراد فيما بينهم حسب ما تطرقنا إليه سابقا‪ .‬هنا‬
‫نكون أمام مجموعة مختلفة من القواعد القانونية تم تقسيمها حسب العالقة التي تنظمها‬
‫(املبحث ألاول)‪ ،‬كما قسمت هذه القواعد حسب طريقة مخاطبة ألاخشخاص بها وقوة‬
‫إلالزام فيها (املبحث الثاني)‬
‫املبحث ألاول‬

‫تقسيم القانون حسب العالقة الت ينظمها‬

‫يعيش ألاخشخاص في جماعات سواء كبيرة أو صغيرة‪ ،‬لهذا إضافة إلى تنظيم‬
‫القواعد القانونية للعالقات بين أفراد املجتمع فيما بينهم‪ ،‬تمتد لتنظم عالقة ألافراد‬
‫بالدولة‪ ،‬وكذا عالقة هذه ألاخيرة مع غيرها من الدول واملنظمات‪ .‬بذلك قسم القانون إلى‬
‫عام وخاص‪ ،‬ولهذا التقسيم معايير وأهمية بالغة(املطلب ألاول) ولكل قسم فروع سواء‬
‫القانون العام(املطلب الثاني) أو القانون الخاص(املطلب الثالث)‬

‫املطلب ألاول‬

‫معايير وأهمية التمييز بين القانون العام والخاص‬

‫تقسيم القانون إلى عام وخاص ليس باألمر السهل‪ ،‬نظرا لكثرة القواعد وتشعبها‬
‫وكثرة العالقات التي تنظمها‪ ،‬فالبحث عن معيار جامع ومانع‪ ،‬أمر ضروري من أجل‬
‫الاعتماد عليه للتمييز بينهما (الفرع ألاول)‪ ،‬وتبرز لنا أهمية بالغة عن هذا التمييز (الفرع‬
‫الثاني) ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع ألاول‬

‫معايير التمييز بين القانون إلى عام وخاص‬

‫اختلف الفقهاء حول تقسيم القانون الى عام وخاص‪ ،1‬بذلك ظهرت عدة نظريات‬
‫تعتمد على معايير مختلفة فاقت ‪22‬معيار سنتطرق إلى أهم هذه املعايير‪.‬‬

‫أوال‪ -‬معيار ألاشخاص أطراف العالقة القانونية‪:‬‬

‫أ‪ -‬مضمون املعيار‪ :‬حسب هذا املعيار فالتفرقة بين القانون العام والخاص يكون على‬
‫أساس ألاخشخاص الذي يكونون أطرافا في العالقة القانونية‪ ،‬فإذا كانت بين أخشخاص‬
‫طبيعية نكون أمام القانون الخاص‪ ،‬أما اذا كانت الدولة طرف فيها فإننا نكون أمام‬
‫القانون العام‪.2‬‬

‫ب‪ -‬نقد هذا املعيار‪ :‬هو معيار سهل لكن يعاب عليه كون الدولة عند قيامها‬
‫بتصرفاتها ونشاطها ال تتدخل بصفة واحدة‪ ،‬وإنما يمكن أن تكون في بعض ألاحيان حاملة‬
‫للسياد وفي أحيان أخرى بدونها‪ .‬وهذا ما تم تداركه في معيار صفة ألاخشخاص‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬معيار طبيعة قواعد القانونية‪:‬‬

‫أ‪ -‬مضمون املعيار‪ :‬ارتكز أنصار هذا املعيار على فكرة سهلة للتميز بين القانون العام‬
‫والخاص‪ ،‬فالقانون العام قواعده كلها آمرة أما القانون الخاص فكل قواعده مكملة‪.‬‬

‫ب‪-‬نقد هذا املعيار‪ :‬هو معيار بسيط سهل لكن غير صحيح‪ ،‬حيث وقع أنصار هذا املعيار في‬
‫خطأ‪ .‬فإن كانت حقيقة قواعد القانون العام كلها آمرة فإن القانون الخاص ليست كل‬
‫قواعد مكملة‪ ،‬وإنما هي مزيج من القواعد آلامرة واملكملة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, op.cit., p07.‬‬
‫‪ -‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -2‬مصطفى محمد الجمال‪ ،‬محمد محسن قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪22‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ثالثا‪ -‬معيار طبيعة املصلحة املراد تحقيقها‪:‬‬


‫أ‪ -‬مضمون املعيار‪ :‬حسب أنصار هذا املعيار فالقانون العام يهدف إلى تحقيق‬
‫املصلحة العامة أما القانون الخاص فيهدف إلى تحقيق املصلحة الخاصة‪.1‬‬
‫ب‪ -‬نقد هذا املعيار‪ :‬في الحقيقة ال يوجد فاصل بين املصلحة العامة واملصلحة‬
‫الخاصة حيث أن كل القواعد القانونية تهدف إلى تحقيق املصلحة العامة بما فيها‬
‫قواعد القانون الخاص التي هي أساس تحقيق املصلحة الخاصة لألفراد‪ .‬فال يمكن‬
‫لقاعدة قانونية أن تسعى الى تحقيق مصلحة خاصة إذا كانت تتعارض مع املصلحة‬
‫العامة للجماعة‪.‬‬

‫رابعا‪-‬معيار صفة ألاشخاص أطراف العالقة القانونية‪:‬‬

‫أ‪ -‬مضمون املعيار‪ :‬يعتبر هذا املعيار تصحيح للمعيار ألاول‪ ،‬وهو من بين أهم املعايير‬
‫املقترحة من طرف الفقه‪ ،‬فهذا املعيار ال يعتمد على ألاخشخاص أطراف العالقة القانونية‬
‫وإنما على الصفة التي يتدخل بها هذا الشخص حسب حالتين‪:‬‬

‫الحالة ألاولى‪ :‬نكون أمام القانون العام عندما تكون العالقة بين الدولة أو أحد‬
‫فروعها وأخشخاص أخرى عندما تكون هذه الدولة حاملة للسيادة‪ ،‬أي لها امتيازات السلطة‬
‫العامة ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬نكون أمام القانون الخاص‪ - ،‬إذا تدخلت الدولة أو أحد فروعها‬
‫كشخص طبيعي أي ليس لها امتيازات ‪ – .‬أو إذا كانت العالقة بين أخشخاص طبيعية‪.2‬‬

‫نستنتج إذن‪ ،‬أن العبرة في تقسيم القانون إلى عام وخاص تكمن في الصفة التي‬
‫تتدخل بها الدولة أو أحد فروعها فإذا كانت هناك امتيازات نكون أمام القانون العام‪ ،‬أما‬
‫عدا ذلك نكون أمام القانون الخاص ‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى محمد الجمال‪ ،‬محمد محسن قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ - .21‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪،‬‬
‫القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪23‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ب‪ -‬تعريف القانون العام والخاص باالرتكاز على هذ املعيار‪ :‬يمكن تقديم تعريف‬
‫للقانون العام والخاص حسب هذا املعيار ألاخير ‪:‬‬

‫القانون العام هو "مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات بين الدولة أو‬
‫أحد فروعها وأخشخاص أخرى عندما تكون حاملة للسيادة أي تتمتع بامتيازات السلطة‬
‫العامة و يسمى بـ"قانون الخضوع والسيطرة "‪.‬‬

‫أما القانون الخاص فهو "مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم العالقات بين‬
‫ألاخشخاص الطبيعية أو بين الدولة وأخشخاص أخرى لكن ال تكون حاملة للسيادة"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫أهمية تقسيم القانون إلى عام وخاص‬

‫تبرز أهمية تقسيم القانون إلى عام وخاص في عدة مجاالت خاصة في مجال‬
‫الامتيازات (أوال) العقود(ثانيا) الاموال(ثالثا) كذلك الاختصاص القضائي(رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬أهمية التقسيم في مجال الامتيازات‪ :‬من أجل تحقيق املصلحة العامة في‬
‫املجتمع‪ ،‬منحت للسلطة العامة عدة امتيازات لم يمنحها القانون لألفراد‪ ،‬ألنهم يعملون‬
‫فقط لتحقيق مصالحهم الخاصة‪ .‬من بين هذه الامتيازات نذكر الخدمة العسكرية ‪ ،‬دفع‬
‫الضرائب‪ ،‬نزع امللكية من أجل املنفعة العامة‪...‬الخ‪.1‬‬

‫ثانيا‪-‬أهمية التقسيم في مجال العقود‪ :‬العقود التي تبرمها الدولة أو أحد فروعها‬
‫كصاحبة السيادة هي عقود إدارية تكون في مركز ممتاز وأعلى من الفرد‪ ،‬فلها حق تعديل أو‬
‫الغاء شروط العقد أو فسخه‪ ،‬وهي عقود تخضع للقانون العام‪ .‬أما في القانون الخاص‬
‫فطرفا العقد يكونان متساويان أمام العقد ( العقد شريعة املتعاقدين)‪.‬‬

‫‪ - 1‬أنظر‪ :‬صطفى محمد الجمال‪ ،‬محمد محسن قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ -.20‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى‬
‫القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪24‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ثالثا‪ -‬أهمية التقسيم في مجال ألاموال ‪ :‬املال العام مخصص للمنفعة العامة فال‬
‫يجوز التصرف فيه وال الحجز عليه وال اكتسابه بالتقادم‪ ،‬عكس املال الخاص فيمكن‬
‫التصرف فيه‪ ،‬الحجز عليه كما يمكن اكتسابه بالتقادم ‪.‬‬

‫رابعا‪-‬أهمية التقسيم بالنسبة لالختصاص القضائي‪ :‬املنازعات التي تكون فيها‬


‫الدولة أو احد فروعها طرفا فيها تكون أمام القضاء إلاداري‪ ،‬والقانون الواجب التطبيق هو‬
‫القانون العام‪ ،‬أما املنازعات التي تكون بين ألافراد تكون أمام القضاء العادي والقانون‬
‫الواجب التطبيق هو القانون الخاص‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬

‫فروع القانون العام والقانون الخاص‬

‫تطرقنا في هذا املطلب إلى فروع كل من القانون العام(الفرع ألاول) وفروع القانون‬
‫الخاص(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬

‫فروع القانون العام‬

‫ينقسم القانون العام إلى قانون عام خارجي(أوال) وقانون عام داخلي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام )‪ :‬هو مجموعة من قواعد قانونية‬
‫تنظم العالقات بين الدولة في وقت السلم أو في وقت الحرب وعالقتها باملنظمات الدولية‬
‫وعالقات املنظمات الدولية فيما بينها‪. 1‬‬

‫أ‪ -‬في وقت السلم‪ :‬يبين من هم أخشخاص القانون الدولي‪ ،‬الشروط التي يجب أن تتوفر في‬
‫الدولة حتى يعتبر خشخص دوليا‪ ،‬ينظم املعاهدات أو الاتفاقيات التي تبرمها الدول‪ ،‬يحدد‬

‫‪1‬‬
‫‪- BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, op.cit., p08.- TERRE François,‬‬
‫‪op.cit., p68.‬‬

‫‪25‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫حقوق الدول ووجباتها تجاه الدول ألاخرى‪ ،‬كما يبين طرق التمثيل الدبلوماس ي‪ ،‬كذا‬
‫الطرف السلمية لحل النزاعات كاملفاوضات‪ ،‬والتحكيم‪...‬الخ‪.‬‬

‫ب‪ -‬في وقت الحرب‪ :‬ينظم اجراءات اعالن الحرب من دولة على دولة‪ ،‬يحدد الوسائل‬
‫املشروعة وغير املشروعة لهذه الحرب‪ ،‬طريقة انهاء الحرب (الهدنة أو الصلح)‪،‬طريقة‬
‫معاملة ألاسرى والجرحى‪...‬الخ ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬القانون العام الداخلي‪ :‬هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم‬
‫العالقات بين الدولة أو أحد فروعها مع أخشخاص أخرى حين تكون لها سيادة أو امتيازات‬
‫السلطة العامة‪ ،1‬بذلك ينقسم القانون العام الداخلي إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬القانون الدستوري‪ :‬هو مجموعة من القواعد القانونية امللزمة التي ينظم شكل الدولة‬
‫وسلطاتها‪ ،‬وهيئاتها العامة والعالقة فيما بينها‪ .‬يمثل القانون ألاسمى للدولة‪ .2‬ومن‬
‫موضوعاته نذكر‪:‬‬

‫_شكل الدولة ونظام الحكم‪.‬‬

‫_توزيع السلطات في الدولة (التشريعية‪ ،‬التنفيذية والقضائية)‪ ،‬العالقة التي تربط‬


‫بينها واختصاص كل منها‪.‬‬

‫_الحقوق ألاساسية لألفراد وحرياتهم العامة (حرية الرأي‪ ،‬حرية العقيدة‪ ،‬حق‬
‫الانتخاب‪...‬الخ) املنصوص عليها في الدستور الجزائري‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, op.cit., p09.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, Dalloz, Paris, 1999, p15.‬‬
‫‪ -‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫ّ‬
‫‪ -3‬أنظر المرسوم الرئاس ي رقم ‪ ،112-01‬املؤر في ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،2001‬املتعلق بإصدار نص تعديل الدستور‪ ،‬املصادق‬
‫عليه في استفتاء ‪ 82‬نوفمبر ‪ ،2001‬ج ر عدد ‪ 21‬صادر في ‪ 2‬ديسمبر ‪ .2001‬املعدل واملتمم ب ــ‪:‬‬
‫يتضمن تعديل الدستور‪ ،‬ج ر عدد ‪ 82‬صادر في ‪ 21‬أفريل ‪.8008‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،01-08‬مؤر في ‪ 20‬أفريل ‪،8008‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،20-02‬مؤر في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،8002‬يتضمن تعديل الدستور‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،11‬صادر في ‪ 21‬نوفمبر ‪.8002‬‬
‫يتضمن تعديل الدستور‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،21‬صادر في ‪ 02‬مارس‪.8021‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،02-21‬مؤر في‪ 01‬مارس ‪،8021‬‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ب‪ -‬القانون إلاداري‪ :‬هو مجموعة القواعد القانونية املتميزة غير املألوفة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬تحكم إلادارة العامة من حيث تنظيمها‪ ،‬نشاطها ومنازعاتها‪ .‬ومن موضوعاته‪:‬‬

‫_تنظيم إلادارة املركزية إلادارية والادارة الالمركزية ‪.‬‬

‫_نشاط إلادارة (الضبط إلاداري واملرفق العام )‪.‬‬

‫_أساليب إلادارة (إصدار القرارات‪ ،‬وابرام الصفقات العمومية)‪.‬‬

‫_املنازعات إلادارية‪...‬الخ‪.1‬‬

‫ت‪ -‬القانون الجنائي‪ :‬هو مجموعة القواعد التي تحكم الجرائم‪ ،‬العقوبات املقررة‬
‫لها وإلاجراءات الواجب إتباعها من يوم وقوع الجريمة إلى إصدار الحكم النهائي‪ ،‬لذلك‬
‫ينقسم القانون الجنائي إلى قانون العقوبات وقانون إلاجراءات الجزائية‪.2‬‬

‫*قانون العقوبات‪ :‬ينقسم قانون العقوبات بدوره إلى قسمين عام وآخر خاص‪ .‬فالقسم‬
‫العام يبين القواعد العامة للمسؤولية الجزائية (تعريف الجريمة‪ ،‬أركان الجريمة‪ ،‬الظروف‬
‫املشددة والظروف املخففة‪ ،‬العقوبات بصفة عامة)‪.‬‬

‫أما القسم الخاص فهو يدرس كل جريمة على حدى فيبين لنا الحد ألادنى والحد‬
‫ألاقص ى للعقوبة وكل ما يتعلق بها‪.‬‬

‫* قانون إلاجراءات الجزائية‪ :‬يتمثل في تلك إلاجراءات املتبعة من يوم وقوع‬


‫الجريمة إلى غاية إصدار الحكم مثال‪ :‬من ينتقل إلى مسرح الجريمة؟‪ ،‬ما هي املحاضر‬
‫الواجب تحريرها؟ اختصاصات قاض ي التحقيق‪ ،‬حقوق املتهم‪ ،‬كيف تكو ن املحاكمة‪...‬الخ)‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪21‬‬
‫ّ‬
‫يتضمن قانون إلاجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،12‬صادر ‪ 00‬جوان‬ ‫‪ -2‬أمر رقم ‪ ،155-11‬مؤر في ‪ 02‬جوان ‪،2011‬‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‬ ‫‪ّ .2011‬‬

‫‪27‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ث‪ -‬القانون الجبائي‪ :‬مجموعة من القواعد التي تنظم مالية الدولة من حيث‬
‫تحديد إلارادات أو النفقات‪ ،‬كما يتضمن أيضا كيفية إعداد امليزانية السنوية‪ ،‬كيفية‬
‫الرقابة على هذا التنفيذ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫فروع القانون الخاص‬

‫أوال‪-‬القانون املدني‪ :‬يعتبر أهم فروع القانون الخاص‪ ،2‬وهو الشريعة العامة للقانون‬
‫الخاص‪ ،3‬ينظم نوعين من العالقات الخاصة باإلفراد‪ ،‬ألاولى تتعلق بالفرد مع أسرته‬
‫وتسمى "قانون ألاحوال الشخصية"‪ ،‬أما الثانية فهي عالقاته املالية وتسمى "قواعد ألاحوال‬
‫العينية"‬

‫_قواعد ألاحوال الشخصية‪ :‬تشمل الروابط العائلية كالزواج (أركانه‪ ،‬موانعه‪ ،‬آثاره‪،‬‬
‫انحالله‪ ،‬آثار الانحالل‪...‬الخ)‪ ،4‬الوصاية‪ ،‬الحجر القانوني‪ ،‬الكفالة‪ ،‬التركات‪ ،‬املواريث‪...‬الخ‪.‬‬

‫_قواعد ألاحوال العينية‪ :‬تشمل الروابط املتعلقة باألموال وتنقسم الى‪:‬‬

‫_الحقوق الشخصية(الالتزامات)‪ :‬يقصد بها الحقوق املالية املترتبة لصالح خشخص‬


‫يسمى الدائن على خشخص آخر يسمى املدين‪ ،‬الحق ألاول يسمى الدائنية أما الحق الثاني‬
‫يسمى الالتزام ‪.‬‬

‫_الحقوق العينية‪ :‬هي تلك العالقات التي بمقتضاها تنشأ سلطة مباشرة لشخص ما‬
‫على ش يء معين وهذه الحقوق نوعين‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, op.cit., p14.‬‬

‫‪ -3‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -4‬أنظر القانون رقم ‪ ،22/21‬املؤر في ‪ 00‬جوان ‪ ،2021‬املتضمن قانون ألاسرة‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،81‬صادر في ‪ 28‬جوان‬
‫‪ ،2021‬معدل ومتمم‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫_حقوق عينية أصلية ‪ :‬تتمثل في حق امللكية‪ ،‬حق الانتفاع وحق الارتفاق‪.‬‬

‫_حقوق عينية تبعية ‪ :‬تسمى بالتأمينات العينية تتمثل في حق الرهن الرسمي‪ ،‬حق‬
‫الرهن الحيازي‪ ،‬حق الامتياز وحق التخصيص‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬القانون التجاري‪ :‬هو مجموعة من القواعد القانونية التي تحكم العالقات‬
‫التجارية (التجار و ألاعمال التجارية)‪ 1‬ومن بين أهم موضوعاته نذكر‪:‬‬

‫_ الشروط الواجب توفرها في خشخص ما حتى يكون تاجرا‪ ،‬النتائج املترتبة على هذه‬
‫الصفة‪ ،‬كضرورة مسك الدفاتر التجارية‪ ،‬ضرورة القيد في السجل التجاري‪...‬الخ‬

‫_ألاعمال التجارية الخاصة و أنواعها‬

‫_ تنظيم الشركات التجارية بأنواعها املختلفة إنشاؤها‪ ،‬نشاطاتها وكيفية انقضائها‪.‬‬

‫_ إلافالس‪ ،‬كما يتضمن القانون التجاري موضوعات أخرى كبراءة الاختراع العالمات‬
‫التجارية‪. 2‬‬

‫ثالثا‪ -‬قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ‪ :‬مجموعة القواعد القانونية التي تنظم‬
‫السلطة القضائية وتبين اختصاص املحاكم وإلاجراءات الواجب إتباعها للوصول الى حماية‬
‫حق مقرر في القانون الخاص‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, op.cit., p14.‬‬

‫‪ -‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫ّ‬
‫يتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،200‬صادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪،2022‬‬ ‫‪ -2‬أمر رقم ‪ ،20-22‬مؤر في ‪ 81‬سبتمبر ‪،2022‬‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪ -3‬قانون رقم ‪ ،00-02‬مؤر في ‪ 82‬فبراير ‪ ،8002‬يتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،82‬صادر في‬
‫‪ 81‬أفريل ‪.8002‬‬

‫‪29‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫رابعا‪ -‬قانون العمل‪ :‬مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم العالقة بين العمال‬
‫وأصحاب العمل‪ ،‬ومن موضوعاته ‪:‬‬

‫_تنظيم عالقة العمل‪.1‬‬

‫_وضع حد أقص ى لساعات العمل ‪.‬‬

‫_وضع حد أدنى ألجور العمل‪.‬‬

‫_تحديد السن القانوني للعمل‪.‬‬

‫_تنظيم إلاجازات العمال ‪.‬‬

‫_حماية العمال من إصابات العمل ‪.‬‬

‫_حمايتهم من التعسف أومن الفصل التعسفي‪.‬‬

‫_ الحق النقابي‪...‬الخ‪.‬‬

‫خامسا‪-‬القانون البحري والجوي‪ :‬بالنسبة للقانون البحري فهو عبارة عن مجموعة‬


‫من القواعد القانونية املنظمة للعالقات التجارية الناشئة عن املالحة البحرية (يستمد‬
‫معظم قواعده من الاتفاقيات الدولية‪ )2‬ترد هذه القواعد القانونية على السفينة‪ ،‬وتشمل‪:‬‬

‫_ التنظيم القانوني للسفينة سواء من حيث الاسم‪ ،‬التسجيل‪ ،‬الجنسية والعقود‬


‫التي ترد عليها مثل‪ :‬عقد البيع‪ ،‬التجهيز‪ ،‬الرهن‪ ،‬وعقد التأمين‪ .‬كما يتناول أيضا ألاخطار‬
‫التي تتعرض لها هذه السفينة أثناء الرحالت البحرية‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون ‪ ،22-00‬مؤر في ‪ 82‬أفريل ‪2000‬يتعلق بعالقات العمل‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،22‬صادر في ‪ 82‬أفريل ‪ ،2000‬معدل‬
‫ومتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ ،220-21‬مؤر في ‪ 82‬أوت ‪ ،2021‬يتضمن املصادقة على الاتفاقية الدولية لسنة ‪2021‬‬
‫املتعلقة بإنقاذ الحياة البشرية في البحر‪ ،‬املبرمة في لندن في ‪ 02‬نوفمبر ‪ ،2021‬وبروتوكول سنة ‪ 2022‬املتعلق‬
‫باالتفاقية الدولية لسنة ‪ 2021‬املتعلقة بإنقاذ الحياة البشرية في البحر‪ ،‬املبرمة في لندن في ‪ 22‬فيفري ‪ ،2022‬ج ر‬
‫عدد‪ ،11‬صادر في ‪ 10‬أوت ‪.2021‬‬

‫‪30‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫أما القانون الجوي فهو يتناول كل املسائل املتعلقة باملالحة الجوية الواردة على‬
‫الطائرة يدخل ‪ ،‬وهو بدوره أيضا يستمد معظم قواعده من الاتفاقيات الدولية‪ .1‬وضمن‬
‫موضوعاته‪:‬‬

‫_ جنسية الطائرة ‪ ،‬النظام القانوني لطاقمها ‪ ،‬عقد النقل الجوي‪ ،‬مسؤولية الناقل‬
‫التأمين الجوي‪...‬الخ‪ .‬ولقد صدر أول قانون بتعلق بالطيران املدني في الجزائر في سنة‬
‫‪.22002‬‬

‫سادسا‪ -‬القانون الدولي الخاص ‪ :‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تبين القانون‬
‫الواجب التطبيق على العالقات ذات العنصر ألاجنبي ومدى اختصاص املحاكم الوطنية في‬
‫الفصل في تلك املنازعات‪ 3‬ومن موضوعاته‪:‬‬

‫‪ -‬الجنسية (قواعد تحدد الجنسية‪ ،‬أنواعها كيفية اكتسابها‪ ،‬أسباب زوالها‪...‬الخ)‪.4‬‬

‫‪ -‬تنازع القوانين أي القانون الواجب التطبيق على العالقة ذات العنصر ألاجنبي‪.‬‬

‫‪ -5‬تنازع الاختصاص أي الحاالت التي يختص فيها القضاء الوطني في النظر في‬
‫املنازعات ذات العنصر ألاجنبي‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ ،01-02‬مؤر في ‪ 82‬جوان ‪ ،2002‬يحدد القواعد العامة املتعلقة بالطيران املدني‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،12‬صادر‬
‫في ‪ 82‬جوان ‪ ،2002‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, op.cit., p15.‬‬
‫‪ -4‬قانون رقم ‪ 01/11‬مؤر في ‪ 82‬مارس ‪ ،2011‬يتضمن قانون الجنسية الجزائرية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،22‬صادر في ‪08‬‬
‫أفريل ‪ .2011‬ملغى‬
‫‪ -5‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون‪ ،‬القاعدة القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬

‫‪31‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫املبحث الثاني‬

‫تقسيم القواعد القانونية من حيث درجة الالزام‬

‫كل القواعد القانونية لها خاصية إلالزام‪ ،‬إال أن درجته تختلف من قاعدة إلى أخرى‬
‫ففي بعض ألاحيان يترك املشرع لألفراد حرية تطبيق القاعدة أو الاتفاق على مخالفتها أين‬
‫نكون أمام القواعد املكملة‪ ،‬لكن في حاالت أخرى ال يمنح لهم هذا الخيار ونقصد هنا‬
‫القواعد آلامرة‪ ،‬فما معنى هذه القواعد(املطلب ألاول) وكيف نميز بينها(املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‬

‫معنى القواعد آلامرة والقواعد املكملة‬

‫تطرقنا فيما سبق إلى خصائص القواعد القانونية‪ ،‬واستنتجنا أن كلها تشترك في‬
‫هذه الخصائص‪ ،‬مع ذلك قسمت إلى قواعد آمرة(الفرع ألاول) وأخرى مكملة(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬

‫تعريف القواعد آلامرة‬

‫أوال‪ :‬القواعد آلامرة‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعريف القواعد آلامرة‪ :‬هي تلك القواعد التي تأمر القيام بأمر أو سلوك أو تنهى عنه‪،‬‬
‫حيث ال يجوز لألفراد الاتفاق على مخالفتها هنا تكون العالقة بين الفرد والقاعدة عالقة‬
‫الخضوع التام أو الكامل‪.1‬‬

‫ب‪-‬أثر مخالفة القاعدة آلامرة‪ :‬لقد سبق وأن قلنا أن القاعدة آلامرة هي تلك التي ال يجوز‬
‫الاتفاق على مخالفتها وكل اتفاق على مخالفتها يقع باطال وهذا البطالن يكون مطلق ومعنى‬

‫‪ -1‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪32‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ذلك ال يمكن تصحيحه وال إجازته‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬القواعد املكملة‬

‫أ‪ -‬تعريف القواعد املكملة‪ :‬هي تلك القواعد التي ال يجوز لألفراد الاتفاق على مخالفتها‪،‬‬
‫ألنها تتعلق بمصالحهم الخاصة حيث ترك املشرع تدبير هذه ألامور لهم حتى ولو كان على‬
‫نحو مخالف للقاعدة املكملة‪ ،‬هنا يكون الشخص أمام حالتين‪:‬‬

‫_ إما أن يتفق على مخالفة القاعدة املكملة‪ ،‬معناه هنا الاتفاق هو امللزم بينهما‪.‬‬

‫_ إما أن ال يتفق على مخالفتها‪ ،‬في هذه الحالة القاعدة املكملة هي امللزمة‪.‬‬

‫نستنتج إذن‪ ،‬أن القاعدة املكملة ال تكون ملزمة للطرفين في حالة اتفاقهما على‬
‫مخالفتها‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬

‫معايير التمييز بين القواعد آلامرة واملكملة‬

‫تشترك القواعد القانونية في خاصية الالزام‪ ،‬لكن تختلف في درجته‪ .‬فالقاعدة‬


‫آلامرة يكون فيها الخضوع تاما‪ ،‬عكس املكملة التي يجوز لألفراد الاتفاق على مخالفتها‬
‫فالتمييز إذن بين هاذين النوعين من القواعد له أهمية كبيرة‪ ،‬هنا انقسم الفقه إلى فريقين‬
‫ألاول يعتمد على املعيار اللفظي(الفرع ألاول) أما الثاني على املعيار املعنوي(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬نصت املادة ‪ 208‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪ « :‬إذا كان العقد باطال بطالنا مطلقا‪ ،‬جاز لكل ذي‬
‫مصلحة أن يتمسك بهذا البطالن‪ ،‬وللمحكمة أن تقض به من تلقاء نفسها وال يزول البطالن باإلجازة»‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‬

‫‪33‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع ألاول‬

‫املعيار اللفظي‬

‫أوال مضمون املعيار‪ :‬هو معيار سهل فمن أجل التعرف على نوع القاعدة القانونية يكفي‬
‫النظر إلى العبارات وألالفاظ املستعملة في النص‪ ،‬فهناك عبارات تدل على أن القاعدة آمرة‬
‫وألاخرى مكملة‪ ،‬وهو معيار جامد ال يحتاج إلى جهد‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬أمثلة عن القواعد آلامرة واملكملة استنادا على املعيار اللفظي‬

‫أ‪ -‬أمثلة عن القواعد آلامرة ‪:‬‬

‫_ نصت املادة ‪ 122‬فقرة أولى من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪ « :‬يجب أن يكون‬
‫عقد الشركة مكتوبا وإال كان باطال‪.2»...‬‬

‫_ نصت املادة ‪ 122‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪« :‬البيع عقد يلتزم بمقتضاه‬
‫البائع أن ينقل للمشتري ملكية ش ء أو حقا ماليا آخر في مقابل ثمن نقدي»‪.3‬‬

‫_نصت املادة ‪ 21‬من الدستور الجزائري على ما يلي‪ « :‬ال يجوز البتة التنازل أو التخلي عن‬
‫أي جزء من التراب الوطن »‪.4‬‬

‫_ نصت املادة ‪ 81‬من الدستور الجزائري على ما يلي‪ « :‬يعاقب القانون على التعسف في‬
‫استعمال السلطة»‪.5‬‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬أنور سلطان‪ ،‬املبادئ القانونية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬الاسكندرية‪ ،8002 ،‬ص‪ .22‬تناغو‬
‫سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ - 2‬املادة ‪ 122‬من القانون املدني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 122‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 21‬من الدستور الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 81‬من نفس الدستور‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫_ أيضا نصت املادة ‪ 82‬من الدستور الجزائري على ما يلي‪« :‬عدم تحيز الادارة يضمنه‬
‫القانون»‪.1‬‬

‫_ نصت املادة ألاولى من قانون العقوبات الجزائري على ما يلي‪ « :‬ال جريمة وال عقوبة أو‬
‫تدبير أمن بغير القانون»‪.2‬‬

‫_ نصت املادة‪ 00‬من القانون التجاري الجزائري على ما يلي‪ « :‬كل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي له صفة تاجر ملزم بمسك دفتر لليومية‪.3»...‬‬

‫ب_ أمثلة عن القواعد املكملة ‪:‬‬

‫‪ -‬نصت املادة ‪ 122‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪« :‬يكون ثمن املبيع مستحقا في‬
‫الوقت الذي يقع فيه تسليم املبيع ‪،‬ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقض بخالف ذلك»‪.‬‬

‫‪ -‬نصت املادة ‪ 102‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪ « :‬إن نفقات تسليم املبيع‬
‫تكون على املشتري‪ ،‬ما لم يوجد عرف أو اتفاق يقض بخالف ذلك»‪.‬‬

‫‪ -‬نصت املادة ‪ 101‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪ « :‬إذا لم يعين الاتفاق أو‬
‫العرف مكان أو زمان لتسلم املبيع‪ ،‬وجب على املشتري أن يتسلمه في املكان الذي يوجد‬
‫فيه املبيع وقت البيع وأن يتسلمه دون تأخير باستثناء الوقت الذي تتطلبه عملية‬
‫التسليم»‪.4‬‬

‫نستنتج من كل هذه ألامثلة‪ ،‬أن من بين العبارات وألالفاظ التي يستعملها املشرع‬
‫للداللة على القواعد آلامرة هي‪ :‬يجب‪ ،‬كل‪ ،‬ال يجوز‪ ،‬يلتزم ‪...‬الخ‪ .‬أما تلك التي يستعملها‬
‫للداللة على القواعد املكملة هي‪ :‬إذا لم يبين الاتفاق‪ ،‬ما لم يوجد عرف أو اتفاق ‪...‬الخ‬

‫‪-1‬املادة ‪ 82‬من نفس الدستور‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 02‬من قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪00‬من القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظر املواد ‪ 122‬و ‪102‬و ‪ 101‬على التوالي من القانون املدني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع الثاني‬

‫املعيار املعنوي‬

‫هذا املعيار ليس بمعيار حاسم كاملعيار اللفظي‪ ،‬فهو تقديري‪ ،‬يحدد نوع القاعد‬
‫القانونية على أساس موضوعها وحسب هذا املعيار تكون القاعدة آمرة إذا كان موضوعها‬
‫يتعلق بالنظام العام وآلاداب العامة‪ ،‬وتكون مكملة إذا تعلقت باملصالح الخاصة لألفراد‪.‬‬

‫لكن لم تعطي قائمة ملا هو داخل أو مخالف للنظام العام وآلاداب العامة لهذا‬
‫يصعب العمل بهذا املعيار ‪.‬‬

‫_النظام العام‪ :‬يصعب تحديد معنى النظام العام ألن فكرته غير محددة تختلف من‬
‫مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر‪ .‬فهو ألاساس السياس ي‪ ،‬الاجتماعي‪ ،‬الاقتصادي والخلقي‬
‫الذي يسود مجتمعا ما‪ ،‬حيث ال يمكن تصور وجود مجتمع سليم مستقر دون هذا‬
‫ألاساس‪.1‬‬

‫آلاداب العامة‪ :‬هي تلك القواعد الخلقية الضرورية لحفظ كيان املجتمع وهو القدر‬
‫من املبادئ التي تنبع من تقاليد ومعتقدات وأخالق املجتمع‪ ،‬إذن فالداب العامة جزء من‬
‫النظام العام‪ ،‬لذا فالقواعد التي تتعلق بها هي قواعد آمرة ال يجوز لألفراد الاتفاق على‬
‫مخالفتها‪ .‬وعلى سبيل املثال فقد تمكنت املحاكم ببطالن كل الاتفاقات املخالفة للداب‬
‫العامة خاصة في املسائل املتعلقة بالدعارة‪ ،‬املقامرة‪.2‬‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬أنور سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .22‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -2‬للتفصيل في تطبيقات آلاداب العامة أنظر‪ :‬الفار عبد القادر‪ ،‬املدخل لدراسة العلوم القانونية‪ ،‬مبادئ القانون‪،‬‬
‫النظرية العامة للحق‪ ،‬دار الثقافة للتوزيع والنشر‪ ،‬عمان‪ ،8002 ،‬ص ‪ -.20‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪- .202‬أنور سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬‬

‫‪36‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفصل الثالث‬
‫مصادر القانون‬

‫يقيد القاض ي عند فصله في أي نزاع معروض أمامه‪ ،‬بالرجوع ملصادر القانون‬
‫بالترتيب املنصوص عليه في أحكام نص املادة ألاولى من التقنين املدني الجزائري التي جاءت‬
‫على ما يلي‪ « :‬يسري القانون على جميع املسائل الت تتناولها نصوصه في لفظها أو في‬
‫فحواها‪.‬‬
‫وإذا لم يوجد نص تشريعي‪ ،‬حكم القاص بمقتض ى مبادئ الشريعة إلاسالمية‪ ،‬فإذا لم‬
‫يوجد فبمقتض ى العرف‪.‬‬
‫فإذا لم يوجد فبمقتض ى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة «‪.‬‬
‫تنقسم بذلك مصادر القانون حسب نص هذه املادة إلى مصادر رسمية أصلية (‬
‫املبحث ألاول) ومصادر رسمية احتياطية إلى جانب املصادر التفسيرية‪ (1‬املبحث الثاني )‪.‬‬

‫املبحث ألاول‬
‫التشريع كمصدر رسمي أصلي للقانون‬
‫يستند القاض ي للفصل فيما يعرض أمامه من قضايا على التشريع أوال‪ ،‬باعتباره‬
‫املصدر الرسمي ألاول‪ .‬بذلك ال ينتقل إلى املصادر ألاخرى إال في حالة عدم وجود نص قانوني‬
‫يطبقه‪ .‬نظرا لتقديم هذا املصدر واعتباره أصليا وجب تعريفه وتبيان مختلف الخصائص‬
‫التي تميزه (املطلب ألاول)‪ ،‬ثم بيان مختلف أنواعه(املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬
‫تعريف التشريع وخصائصه‬
‫اختلف الفقهاء في تقديم تعريف جامع ومانع للتشريع (الفرع ألاول) هذا ألاخير يتميز‬
‫بعدة خصائص تميزه عن املصادر ألاخرى( الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬مع إلاشارة هنا أن املشرع لم يذكر الفقه والقضاء ضمن املصادر الاحتياطية للقانون الجزائري ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع الاول‬
‫تعريف التشريع‬
‫بتعدد التعاريف املقدمة للتشريع قد يقصد منه معنيين إما املعنى العام الواسع‪ ،‬أو‬
‫املعنى الخاص ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬املعنى العام للتشريع ‪ :La législation‬يقصد به إما قيام السلطة املختصة في الدولة‬
‫بوضع مجموعة من القواعد املكتوبة في حدود اختصاصاتها ووفقا لإلجراءات املقررة لذلك‪.‬‬
‫أو هي مجموعة من القواعد املكتوبة التي تضعها السلطة التشريعية أو التنفيذية في‬
‫الدولة‪.1‬‬
‫يستعمل مصطلح التشريع في مفهومه الواسع تارة للداللة إما على مصدر القواعد القانونية‬
‫املكتوبة‪ ،‬وتارة أخرى للداللة على القواعد املستمدة من هذا املصدر‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬املعنى الخاص للتشريع ‪ :La loi‬يقصد بها مجموعة القواعد القانونية التي تضعها‬
‫السلطة التشريعية في الدولة في حدود الاختصاص املخول لها دستوريا‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫خصائص التشريع‬
‫نستنتج من خالل مختلف التعاريف املقدمة للتشريع الخصائص التي تميزه والتي‬
‫تتمثل أساسا في‪:‬‬
‫أوال‪ -‬التشريع يتضمن قواعد قانونية‪ :‬هذه القواعد تكون بالخصائص التي سبق وأن‬
‫درسناها في املحاضرة ألاولى‪ ،‬حيث أنها قواعد تنظم سلوك وعالقات الافراد في املجتمع‪،‬‬
‫قواعد عامة ومجردة وخاصة هي قواعد ملزمة مقترنة بجزاء‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬مفهوم وفلسفة وجوهر القانون‪ ،‬طبيعة وخصائص القاعدة القانونية‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬الاسكندرية‪ -.802 ،8001 ،‬أنور سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220‬‬
‫‪ -2‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪- MALINVAUD Philippe, op.cit., p78.- MARAIS Astrid, op.cit., p81.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪38‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ثانيا‪ -‬قواعد مكتوبة‪ :‬تعتبر قواعد التشريع قواعد مكتوبة‪ ،‬وتعتبر هذه الخاصية من أهم‬
‫خصائص التشريع ملا لها من مزايا املتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬الكتابة تقطع كل مجال للشك‪ ،‬ألن القواعد القانونية ستكون واضحة‪.‬‬

‫‪-‬الكتابة تسمح لنا بتحديد سريان القاعدة القانونية من حيث الزمان‪.‬‬

‫‪-‬الكتابة تضمن الدقة والوضوح في القواعد بذلك تضمن الاستقرار والعدالة بين ألافراد‪.1‬‬

‫ثالثا‪ -‬قواعده القانونية تصدر عن السلطة املختصة‪ :‬تحديد السلطة املختصة في وضع‬
‫التشريع يختلف باختالف الدول والدساتير‪.2‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫أنواع التشريع‬
‫هناك تفاوت في درجات التشريع‪ ،‬أعالها درجة هو التشريع الاساس ي(الفرع ألاول)‬
‫ثم التشريع العادي والعضوي (الفرع الثاني) واخيرا التشريع (الفرع الثالث)‪ .‬ويترتب على هذا‬
‫التدرج التشريع أن التشريع ألاقل درجة يجب أن ال يعدل أو يخالف التشريع ألاعلى منه‬
‫درجة‪.3‬‬

‫‪ -1‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 210‬و‪.212‬‬


‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬مفهوم وفلسفة وجوهر القانون‪ ،‬طبيعة وخصائص القاعدة القانونية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪802‬و‪.802‬‬
‫‪ -3‬يراقب املجلس الدستوري الجزائري مدى صحة ودستورية التشريعات وهذا ما أكدت عليه املادة ‪ 2/202‬من‬
‫الدستور الجزائري التي نصت على‪ « :‬إذا ارتأى املجلس الدستوري أن نصا تشريعيا أو تنظيميا غير دستوري يفقد‬
‫هذا النص أثره‪ ،‬ابتداء من يوم قرار املجلس»‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع الاول‬

‫التشريع ألاساي (الدستور)‬

‫أوال‪ -‬تعريف التشريع الاساي ‪ :‬هو التشريع الذي يضع أساس الدولة ونظام الحكم وكذا‬
‫السلطات العامة في الدولة واختصاص كل منها‪ ،‬كما يبين لألفراد الحقوق والحريات‬
‫والواجبات‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬طرق وضع الدساتير‪ :‬هناك طريقين لوضع الدساتير‪:‬‬
‫أ‪-‬الطرق غير الديمقراطية لوضع الدساتير‪ :‬يكون عن طريق‬
‫‪ -0‬املنحة‪ :‬تكون من صاحب السلطان في الدولة بمقتضاها يتنازل عن بعض سلطاته‬
‫لصالح رعاياه‪ .‬هنا غياب مشاركة الشعب في الحكم‪.‬‬
‫‪ -7‬العقد‪ :‬فيكون بين الحاكم وممثلي الشعب الذين يختارهم امللك‪ ،‬هنا أيضا غياب‬
‫املشاركة الشعبية‪.‬‬
‫وهذه الطرق هي غير ديمقراطية ألن في كلتا الحالتين ال توجد مشاركة شعبية في‬
‫الحكم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الطرق الديمقراطية لوضع الدساتير‪ :‬ويكون هذا إما‪:‬‬
‫‪ -0‬إعداد مشروع الدستور من قبل هيئة غير منتخبة وطرحه على الاستفتاء الشعب ‪ :‬في‬
‫هذه الطريقة رغم تدخل الشعب في إعداد مشروع الدستور إال أنه ال يملك الرقابة عليه‬
‫ألنه لم ينتخب تلك الهيئة‪.‬‬

‫‪ -7‬إعداد مشروع الدستور من قبل هيئة منتخبة دون عرضه على الاستفتاء الشعب ‪:‬‬
‫هي طريقة أكثر ديمقراطية من الطريقة ألاولى إال أنها ناقضة ألن الشعب ليس له الكلمة‬
‫ألاخيرة‬

‫‪ - 1‬أنور سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220‬‬


‫‪-MARAIS Astrid, op.cit., p93‬‬

‫‪40‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪-3‬إعداد مشروع الدستور من قبل هيئة تأسيسية منتخبة مع عرضه على الاستفتاء‬
‫الشعب ‪ :‬وهي أكثر ديمقراطية تمزج بين الطريقة ألاولى و الطريقة الثانية و هي الطريقة‬
‫الديمقراطية ألن الشعب يساهم في كل مراحل إعداد مشروع الدستور‪.1‬‬

‫ثالثا‪-‬كيفية تعديل الدستور الجامد واملرن‪ :‬تعديل الدستور املرن يكون بنفس الكيفية‬
‫والاجراءات التي يعدل بها التشريع العادي ومن نفس السلطة أي التشريعية‪ ،‬فال فرق بين‬
‫قواعد الدستور وقواعد التشريع العادي‪ ،‬أما بالنسبة للدستور الجامد فال يمكن تعديله‬
‫إال بواسطة هيئة مخالفة للهيئة التي لها حق وضع التشريع العادي وبإجراءات مخالفة‬
‫لوضع هذا ألاخير‪ ،‬وقواعد الدستور الجامد أعلى من التشريع العادي لذلك ال يمكن‬
‫للتشريع العادي أن يخالف أو يعدل أحكام الدستور‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫التشريع العادي والعضوي‬
‫أوال‪ -‬معنى التشريع العادي والعضوي‪ :‬هي مجموعة القواعد القانونية التي تضعها‬
‫السلطة املختصة املتمثلة في السلطة التشريعية في حدود اختصاصها املبين في الدستور‬
‫ولقد حدد املشرع الجزائري في املادة ‪ 210‬من الدستور الجزائري‪ 2‬املجاالت التي يشرع فيها‬
‫البرملان بتشريعات عادية والتي تتمثل في ‪ 80‬مجال‪ .‬كما حددت املادة ‪ 212‬منه املجاالت التي‬
‫يشرع فيها البرملان بتشريعات عضوية‪.3‬‬
‫ويختلف التشريع العادي عن التشريع العضوي في عدة نقاط نذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬التشريع العضوي عبارة عن إجراء تشريعي لتكملة قواعد الدستور وإدخالها حيز التنفيذ‪.4‬‬

‫‪ -1‬نقال عن جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.210-212‬‬


‫‪-‬املادة ‪ 210‬من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ ،8021‬تقابلها املادة ‪ 288‬من دستور ‪ 2001‬قبل هذا‬
‫‪2‬التعديل‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 212‬من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ ،8021‬تقابلها املادة ‪ 281‬من دستور ‪ 2001‬قبل هذا‬
‫التعديل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -4‬مثال‪ :‬القانون العضوي رقم ‪ ،02-02‬املؤر في ‪ 10‬ماي ‪ ،2002‬املتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه‬
‫وعمله‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،12‬صادرة في ‪ 02‬جوان ‪ ،2002‬معدل ومتمم‪ .‬والذي جاء لتطبيق املادة ‪153‬من الدستور الجزائري‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪-‬يخضع وضع التشريع العضوي لنفس املراحل التي يخضع لها التشريع العادي‪ ،‬إال أن‬
‫للتشريع العضوي مرحلة أخيرة ال يخضع لها التشريع العادي وهي مرحلة رقابة مطابقة‬
‫النص مع الدستور من طرف املجلس الدستوري‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الفقرة ألاخيرة من‬
‫املادة ‪ 212‬من الدستور الجزائري التي نصت على ما يلي‪ « :‬يخضع القانون العضوي‬
‫ملراقبة مطابقة النص مع الدستور من طرف املجلس الدستوري قبل صدوره»‪. 1‬‬
‫‪-‬املجاالت التي يشرع فيها البرملان بتشريعات عادية‪ ،‬أوسع من تلك التي يشرع فيها‬
‫بتشريعات عضوية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬السلطة املختصة في وضع التشريع العادي والعضوي ‪:‬‬


‫أ‪ -‬ألاصل‪ :‬السلطة املختصة أصال في وضع التشريع العادي والعضوي هي السلطة‬
‫التشريعية املتمثلة في البرملان‪ .‬وحسب املادة ‪ 228‬من الدستور‪ ،‬فالسلطة التشريعية‬
‫يمارسها البرملان املتكون من غرفتين وهما املجلس الشعبي الوطني ومجلس ألامة‪.2‬‬
‫ينتخب أعضاء املجلس الشعبي الوطني يتم عن طريق الاقتراع العام املباشر والسري‬
‫أما أعضاء مجلس ألامة ثلثي ‪ 1\8‬من أعضاءه يتم انتخابهم عن طريق الاقتراع غير املباشر‬
‫والسري بمقعدين عن كل والية من بين أعضاء املجالس الشعبية البلدية والوالية والثلث‬
‫الباقي يعين من طرف رئيس الجمهورية من بين الشخصيات والكفاءات الوطنية‪.3‬‬
‫ب‪ -‬الاستثناء‪ :‬حلول السلطة التنفيذية محل السلطة التشريعية في وضع التشريع العادي‬
‫والعضوي وذلك في بعض الحاالت‪:‬‬

‫‪ -1‬تقابلها املادة املادة ‪ 1/281‬من دستور ‪2001‬قبل تعديل ‪.8021‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 228‬من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ ،8021‬تقابلها املادة‪ 02‬من دستور ‪ 2001‬قبل هذا‬
‫التعديل‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 222‬من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ ،8021‬تقابلها املادة ‪ 200‬من دستور ‪ 2001‬قبل هذا‬
‫التعديل‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪ -2‬حالة الضرورة‪ :‬نصت عليها املادة ‪ 218‬من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ 18021‬حيث يمكن لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر في مسائل عاجلة وذلك بتوفر‬
‫الشروط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون هناك حالة عاجلة تستدعي تدخل رئيس الجمهورية‪ ،‬وتقدير وجود أو‬
‫عدم وجود هذه الحالة تعود لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -‬حدوث حالة الضرورة أثناء غياب السلطة التشريعية ‪ :‬ويكون هذا إما في حالة‬
‫شغور املجلس الشعبي الوطني‪ 2‬أو خالل العطل البرملانية‪.3‬‬

‫‪-‬أن يعرض رئيس الجمهورية تشريع الضرورة الذي أتخذه على كل غرفة من البرملان‬
‫في أو دورة له لتوافق عليه‪ ،‬وفي حالة عدم املوافقة يعتبر تشريع الضرورة الغيا‪.‬‬

‫‪ -7‬حالة التفويض‪ :‬هناك بعض التشريعات تستدعي الدقة والسرعة في صياغتها مثل‬
‫التشريعات املتعلقة بالضرائب حيث تستدعي املصلحة الوطنية كتمان مضمونها قبل‬
‫إلاعالن عنها ملنع التهرب منها‪ ،‬لهذا تحل السلطة التنفيذية محل السلطة التشريعية في‬
‫وضعها‪ .‬فتشريع التفويض هو ذلك التشريع الذي يسنه رئيس الجمهورية ملواجهة ظروف‬
‫معينة بناء على تفويض من السلطة التشريعية‪.‬‬

‫ويختلف تشريع التفويض عن تشريع الضرورة في بعض النقاط نذكر منها‪:‬‬

‫‪-‬يصدر رئيس الجمهورية تشريع التفويض والسلطة التشريعية موجودة‪ ،‬أما في‬
‫تشريع الضرورة فالسلطة التشريعية تكون غائبة حسب الحاالت املذكورة سابقا‪.‬‬

‫‪ -1‬تقابلها املادة ‪ 281‬من دستور ‪ 2001‬قبل هذا التعديل‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 212‬من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ ،8021‬تقابلها املادة ‪ 280‬من دستور ‪ 2001‬قبل هذا‬
‫التعديل‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 212‬من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ ،8021‬تقابلها املادة ‪ 2/222‬من دستور ‪ 2001‬قبل هذا‬
‫التعديل‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪-‬تقدير حالة التفويض تعود للسلطة التشريعية‪ ،‬أما في تشريع الضرورة فهذه‬
‫السلطة تعود لرئيس الجمهورية‪.1‬‬

‫‪ -3‬الحالة الاستثنائية‪ :‬نصت املادة ‪ 218‬فقرة أخيرة من الدستور بعد التعديل‬


‫الدستوري لسنة ‪ 8021‬على ما يلي‪ « :‬يمكن لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر في الحالة‬
‫الاستثنائية املذكورة في املادة ‪ 012‬من الدستور‪ .‬تتخذ ألاوامر في مجلس الوزراء»‪.2‬‬

‫بالرجوع لنص املادة ‪ 202‬والتي تقابلها املادة ‪ 01‬من الدستور ‪ 2001‬قبل التعديل‬
‫ألاخير‪ ،‬نجد أن الحالة الاستثنائية هي وجود خطر داهم يوشك أن يصيب املؤسسات‬
‫الدستورية أو الاستقالل أو سالمة التراب الوطني وسلطة تقدير وجود هذه الحالة تعود‬
‫لرئيس الجمهورية‪.‬‬
‫ولقد حددت هذه املادة شروط تقرير هذه الحالة مثل وجوب استشارة رئيس الجمهورية‬
‫لبعض الجهات ووجوب اجتماع البرملان‪.3‬‬
‫‪ -4‬الحالة الاستعجالية‪ :‬حسب املادة ‪212‬الفقرتين الاخيرتين من الدستور بعد تعديل‬
‫‪،8021‬فالبرملان يصادق على قانون املالية في مدة أقصاها ‪ 22‬يوم من تاريخ إيداعه‪ ،‬وفي‬
‫حالة عدم املصادقة عليه يتدخل رئيس الجمهورية ليصدره بموجب أمر ‪.4‬‬

‫ثالثا‪ -‬مراحل وضع التشريع العادي و العضوي‪:‬‬

‫‪ -0‬مرحلة املبادرة بالتشريع‪ :‬حسب املادة ‪ 211‬من الدستور بعد التعديل الدستوري (التي‬
‫تقابلها املادة ‪ 220‬من دستور ‪ 2001‬قبل التعديل)‪ ،‬فيحق لكل من الوزير ألاول‪ ،‬النواب‪،‬‬
‫وأعضاء مجلس ألامة اقتراح أو املبادرة بالقوانين‪ .‬بشرط أن تكون تلك املقترحة من النواب‬

‫‪ -1‬لم ينص املشرع على تشريع التفويض في الدستور الجزائري على عكس بعض التشريعات ألاخرى مثل املشرع‬
‫املصري في دستور مصر لسنة‪.2022‬‬
‫‪-2‬تقابلها املادة ‪ 281‬من دستور ‪2001‬قبل التعديل ألاخير‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬نشير هنا إلى عدم تحديد املشرع سبب أو الدافع لهذا الاجتماع‪.‬‬
‫‪ -4‬تقابلها املادة ‪ 280‬فقرة ‪2‬و‪ 2‬من دستور ‪ 2001‬قبل التعديل ألاخير‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫مقدمة من ‪80‬نائبا عضوا من مجلس ألامة على ألاقل وهذه ألاخيرة تقترح في املجاالت‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 212‬املتعلقة بالتنظيم املحلي وتهيئة إلاقليم والتقسيم إلاقليمي‪.‬‬

‫نشير هنا إلى أن املبادرة بالتشريع تسمى مشروع تشريع إذا قدمت من طرف الوزير‬
‫ألاول‪ ،‬أما إذا كانت من النواب أو أعضاء مجلس ألامة فتسمى باقتراح تشريع‪ .‬ثم تعرض‬
‫مشاريع القوانين على الوزراء بعد أخذ رأي مجلس الدولة ويودعها الوزير ألاول حسب‬
‫الحالة‪ ،‬مكتب املجلس الشعبي الوطني أو مكتب مجلس ألامة ‪.‬‬
‫‪ -7‬مرحلة الفحص‪ :‬بعد الاقتراح تأتي مرحلة فحص محتوى املشروع أمام لجنة مختصة‬
‫تابعة للمجلس الشعبي الوطني‪ ،‬وتقدم هذه اللجنة تقرير عما إذا كان هذا املشروع صالحا‪.‬‬

‫‪-3‬مرحلة املناقشة‪ :‬حسب املادة ‪ 212‬من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة ‪8021‬‬
‫فيجب أن يكون كل مشروع أو اقتراح موضوع املناقشة من طرف املجلس الشعبي الوطني‬
‫ومجلس ألامة على التوالي حتى تتم املصادقة عليه‪.1‬‬

‫أضاف املشرع في نفس املادة حالة تتمثل في حالة وجود خالف بين الغرفتين‪ ،‬هنا‬
‫يتدخل الوزير ألاول ويطلب اجتماع لجنة متساوية ألاعضاء من كلتا الغرفتين في مدة ‪22‬‬
‫يوم‪ ،‬دور هذه اللجنة تتمثل في اقتراح نصوص متعلقة بأحكام محل الخالف ولها مدة ‪22‬‬
‫يوم إلنهاء مهامها‪ ،‬ثم يعرض النص على الغرفتين للمصادقة عليه‪.‬‬

‫وفي حالة استمرار الخالف يمكن للحكومة أن تطلب من املجلس الشعبي الوطني‬
‫الفصل نهائيا‪ ،‬هنا املجلس الشعبي الوطني إما أن يأخذ بالنص الذي أعدته اللجنة‬
‫املتساوية الاعضاء أو بالنص ألاخير الذي صادق هو عليه‪ ،‬وكل إجراء مخالف لذلك يؤدي‬
‫إلى سحب النص‪.‬‬

‫‪ -1‬للتفصيل في كيفية التصويت واختالف ألاصوات انظر املادة ‪ 212‬من الدستور بعد التعديل الدستوري‬
‫لسنة‪. 8021‬‬

‫‪45‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪ -4‬مرحلة إمكانية اعتراض رئيس الجمهورية‪ :‬حسب املادة ‪212‬من الدستور بعد التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪18021‬التي تنص على ما يلي‪ « :‬يمكن رئيس الجمهورية إجراء مداولة‬
‫ثانية في قانون ثم التصويت عليه في غضون الثالثين ‪ 31‬يوما املوالية لتاريخ إقراره‪.‬‬

‫وفي هذه الحالة ال يتم إقرار القانون إال بأغلبية ثلث ‪ 3/7‬أعضاء املجلس الشعب‬
‫الوطن وأعضاء مجلس ألامة»‪.2‬‬

‫نستنتج من نص املادة أنه يحق لرئيس الجمهورية الاعتراض خالل املدة املحددة في‬
‫املادة اعاله‪ ،‬لكن بالرغم من هذه الامكانية فيمكن اقراره من طرف أعضاء املجلس الشعبي‬
‫الوطني وأعضاء مجلس ألامة لكن بشرط أن يكون بأغلبية ‪ 1/8‬أعضاءه‪.‬‬
‫‪-5‬مرحلة نفاذ التشريع‪ :‬إذا تم إقرار القوانين من طرف البرملان ولم يعترض رئيس‬
‫الجمهورية أو اعترض وتدخل املجلس الشعبي الوطني ومجلس ألامة وصوت ب ‪ 1/8‬ثلثي‬
‫أعضاءه‪ ،‬تحقق الوجود القانوني لهذه النصوص لكن بالرغم من هذا ال يصبح نافذا إال‬
‫بعد نشره أو إصداره‪.‬‬

‫‪-0-5‬إصدار التشريع‪ :‬ويقصد به وضع التشريع موضع التنفيذ بتكليف السلطة‬


‫التنفيذية بتنفيذه‪ ،‬فيعد هذا الاصدار شهادة ميالد لهذا التشريع‪ .‬وسلطة إصدار التشريع‬
‫تثبت لرئيس الجمهورية الذي يصدره بمرسوم يسمى مرسوم الاصدار وهذا خالل ‪ 10‬يوم‬
‫ابتداء من تاريخ تسلمه إياه حسب املادة ‪ 211‬من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪.38021‬‬

‫‪-1‬تقابلها املادة ‪ 282‬من دستور ‪2001‬قبل التعديل ألاخير‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬تقابلها املادة ‪ 282‬من دستور ‪2001‬قبل التعديل ألاخير‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬التي تقابلها الفقرة ألاولى من املادة ‪ 281‬من دستور ‪2001‬قبل التعديل ألاخير‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪-7-5‬نشر التشريع‪ :‬تنفيذ التشريع مرهون بإعالم الناس به ويجب أيضا تحديد زمن‬
‫العمل بهذا النص‪ .‬ووسيلة النشر تتمثل في الجريدة الرسمية حسب املادة الرابعة من‬
‫القانون املدني الجزائري التي حددت أيضا ميعاده‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫التشريع الفرعي(اللوائح)‬
‫أوال‪ -‬معنى التشريع الفرعي‪ :‬التشريع الفرعي أو اللوائح تسمى أيضا بالتنظيمات‪ ،‬وهي‬
‫مجموعة النصوص القانونية التي تختص السلطة التنفيذية بوضعها في الحدود التي خولها‬
‫اياها الدستور‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬السلطة املختصة بوضع هذه التنظيمات‪ :‬السلطة املختصة بوضع التشريع الفرعي‬
‫هم رئيس الجمهورية‪ ،‬الوزير ألاول اللذان لهما سلطة تنظيمية عامة‪ ،‬الوزراء الذين تثبت‬
‫لهم سلطة تنظيمية محصورة في اختصاص كل منهم يضاف إلى هؤالء سلطات إدارية أخرى‬
‫مثل ‪:‬الوالة‪ ،‬رؤساء البلديات‪ ،‬رؤساء املصالح التي خولت لها سلطة تنظيمية محدودة‬
‫بموجب تفويض تشريعي‪.2‬‬

‫ثالثا‪ -‬أنواع اللوائح‪ :‬تنقسم اللوائح إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬اللوائح التنفيذية‪ :‬هي القواعد التفصيلية التي تضعها السلطة التنفيذية لتنفيذ‬
‫التشريع الصادر عن السلطة التشريعية‪ ،‬ويجب أن ال تتضن هذه اللوائح أي تعديل وإلغاء‬
‫لقواعد التشريع‪.‬‬

‫ب‪-‬اللوائح التنظيمية‪ :‬هي القواعد الالزمة التي تضعها السلطة التنفيذية تنظيما‬
‫ملرافقها واملرافق العامة في الدولة كونها هي التي تقوم بإدارتها‪ ،‬هنا السلطة التنفيذية ال‬

‫‪ -1‬تنص املادة ‪ 01‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪ «:‬تطبق القوانين‪ ...‬ابتداء من يوم نشرها في الجريدة‬
‫الرسمية‪ .‬تكون نافذة املفعول بالجزائر العاصمة بمض يوم كامل من تاريخ نشرها وفي النواحي ألاخرى‪»...‬‬
‫‪ 2‬انظر املواد ‪ 00‬و ‪ 211‬من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ ،8021‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫تتقيد بأي تشريع صادر عن السلطة التشريعية‪ ،‬بل تكون مستقلة‪ .‬لهذا أطلق على هذه‬
‫اللوائح إسم اللوائح املستقلة‪.‬‬

‫ت‪-‬اللوائح الضبط(البوليس)‪ :‬هي قواعد تضعها السلطة التنفيذية للمحافظة على‬


‫ألامن والسكينة العامة‪ ،‬والصحة العامة مثل‪ :‬اللوائح املنظمة للمرور‪ ،‬اللوائح املنظمة‬
‫للمحالت املقلقة للراحة أو املضرة بالصحة‪ ،‬لوائح مراقبة ألاغذية والباعة املتجولين ومنع‬
‫انتشار ألاوبئة‪...‬الخ‪.‬‬

‫املبحث الثاني‬

‫املصادر الاحتياطية والتفسيرية للقانون‬

‫يعتبر التشريع ناقصا ألنه من وضع الانسان‪ ،‬ورغبة في سد هذا النقص تحرص‬
‫القوانين الوضعية على إقامة مصادر أخرى تكون إما احتياطية(املطلب ألاول) أو‬
‫تفسيرية(املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب الاول‬

‫املصادر الرسمية الاحتياطية للقانون‬

‫بالرجوع للفقرة الثانية والثالثة من املادة ألاولى من القانون املدني الجزائري التي‬
‫نصت ما يلي‪... » :‬حكم القاض بمقتض ى مبادئ الشريعة إلاسالمية‪ ،‬فإذا لم يوجد‬
‫فبمقتض ى العرف‪.‬‬

‫فإذا لم يوجد فبمقتض ى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة «‪.‬‬

‫نستنتج من هذه املادة أن املصادر الاحتياطية تتمثل على التوالي أي الترتيب‪ ،‬في‬
‫الشريعة إلاسالمية(لفرع ألاول) العرف(الفرع الثاني)وأخيرا القانون الطبيعي وقواعد‬
‫العدالة(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع ألاول‬

‫الشريعة إلاسالمية‬

‫تتصدر الشريعة إلاسالمية املرتبة ألاولى من بين املصادر الاحتياطية الرسمية‬


‫للقانون‪ ،‬وهذا حسب نص املادة ألاولى من القانون املدني الجزائري‪ ،‬والقاض ي ملزم بهذا‬
‫الترتيب املذكور سابقا‪.‬‬

‫أوال – تعريف الشريعة إلاسالمية‪ :‬إن الشريعة إلاسالمية هي ما شرع هللا سبحانه‬
‫وتعالى لعباده من أحكام على لسان رسوله صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬سواء أكان بالقرآن أو‬
‫بسنة رسوله من قول وفعل أو تقرير‪.1‬‬

‫ثانيا‪-‬أقسامها‪ :‬تنقسم احكام الشريعة إلاسالمية إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪ -‬علم الكالم‪ :‬يتعلق بأصول الدين أي العقائد ألاساسية لإلسالم‪ ،‬كاإليمان باهلل‬
‫ورسله وكل املوضوعات التي تدخل ضمن علم التوحيد‪.‬‬

‫‪ -‬علم ألاخالق‪ :‬الاحكام التي تتناول تهذيب النفس‪ ،‬وما يجب أن يتحلى به الفرد من‬
‫فضائل كالصدق والوفاء‪.‬‬

‫‪ -‬علم الفقه‪ :‬مجموعة ألاحكام املتعلقة بما ينشأ بين ألافراد من معامالت‪.2‬‬

‫اتفق جمهور الفقهاء على أن املصادر ألاصلية للفقه إلاسالمي هي الكتاب‪ ،‬السنة‪،‬‬
‫إلاجماع والقياس‪.3‬‬

‫‪ - 1‬علي الخفيف‪ ،‬أحكام املعامالت الشرعية ‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬دون سنة النشر‪ ،‬ص‪ 01‬نقال عن‪ :‬جعفور محمد‬
‫سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،211‬أنظر أيضا عجة الجياللي مرجع سابق‪ ،‬ص‪802‬و‪ - .802‬أنور سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.221‬‬
‫‪ -2‬للتفصيل أكثر في املوضوع راجع جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ -3‬عجة لجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،101-800‬أنظر أيضا‪ :‬بوضياف عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،221‬محمودي مراد‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.218‬‬

‫‪49‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ثالثا‪ -‬نتائج اعتبار الشريعة إلاسالمية مصدر احتياطي‪ :‬من النتائج التي تترتب على‬
‫اعتبار الشريعة إلاسالمية مصدر رسمي احتياطي أول بعد التشريع مباشرة نذكر ‪:‬‬

‫‪ -‬ال يرجع القاض ي ألحكام الشريعة إال إذا لم يجد نص تشريعي يمكن تطبيقه‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجوز للقاض ي أن يأخذ حكم مخالف للمبادئ العامة ألاساسية التي يقوم عليها‬
‫التشريع‪.‬‬

‫‪ -‬على القاض ي البحث عن الحل في كل املذاهب‪ ،‬وال يقتصر فقط على مذهب واحد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫العرف‬
‫يعتبر العرف أقدم مصادر القانون ظهورا‪ ،‬له دور كبير في تنظيم سلوك وعالقات‬
‫الافراد بالرجوع لنص املادة الاولى من القانون املدني الجزائري‪ ،‬نجد أن املشرع أعتبر‬
‫العرف املصدر الاحتياطي الثاني بعد الشريعة إلاسالمية‪.‬‬

‫أوال‪-‬تعريف العرف‪ :‬يقصد بالعرف اعتياد ألاخشخاص على اتباع سلوك معين في‬
‫مسألة معينة‪ ،‬بحيث يستقر الشعور لدى الجماعة باعتباره سلوكا ملزما مستتبعا بتوقيع‬
‫الجزاء عند مخالفته‪ .1‬كما عرف أيضا بأنه قاعدة تكونت عفويا عبر مراحل زمنية متعاقبة‬
‫ناجمة عن التعود على سلوكيات وعادات ارتبطت بها الجماعة وسارت على نهجها‪.2‬‬

‫ثانيا‪-‬أركان العرف‪ :‬نستنتج أركان العرف من خالل التعريف املقدم له ‪،‬املتمثلة في‪:‬‬
‫أ‪ -‬الركن املادي‪ :‬تكرار الناس لسلوك معين في مسالة معينة‪ ،‬أو اعتياد الناس إتباع‬

‫‪ -1‬بوضياف عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،221‬محمودي مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪- CABRILLAC‬‬ ‫‪Rémy, op.cit., p145.‬‬
‫‪ -2‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.212‬‬
‫‪- MALINVAUD‬‬ ‫‪Philipp, op.cit., p167. - EL HILALI, op.cit., p30.- MARAIS Astrid, op.cit.,‬‬
‫‪p122. - COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, op.cit., p57.‬‬

‫‪50‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫مجموعة من الافعال والتصرفات التي تخص أحد أمور حياتهم في املجتمع‪ ،‬بحيث تنشأ‬
‫بينهم عادة معينة نتيجة تكرار ذلك الاعتياد وتواتره‪.1‬‬

‫يشترط في هذا الركن مجموعة من الشروط تتمثل في‪ :‬القدم‪ ،‬الثبات‪ ،‬العموم‬
‫والشهرة‪.2‬‬

‫ب‪ -‬الركن املعنوي‪ :‬يقصد بالركن املعنوي اعتقاد الناس الذين يتبعون السلوك املعتاد‬
‫بأن هذا ألاخير ملزم لهم قانونا أي شعورهم بإلزاميته‪ ،3‬وهو عنصر داخلي نفس ي‪.4‬‬

‫ثالثا‪ -‬نتائج تخلف العرف عن التشريع في املرتبة‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدم قدرة العرف إلغاء نص تشريعي‪ :‬ال يمكن للعرف إلغاء قاعدة قانونية آمرة كانت أو‬
‫مكملة‪ ،‬وهذا حسب املادة الثانية الفقرة الثانية من القانون املدني الجزائري التي نصت‬
‫على ما يلي‪ » :‬وال يجوز إلغاء القانون إال بقانون الحق ينص صراحة على هذا إلالغاء «‪.‬‬

‫ب‪ -‬عدم قدرة العرف على مخالفة نص تشريعي آمر متحد معه في الوالية والاختصاص‪:‬‬
‫نقصد هنا في الوالية والاختصاص وجود العرف والقاعدة آلامرة في نفس الفرع‪ ،‬مثال املدني‬
‫أو التجاري‪ .‬فالعرف املدني ال يمكن له أن يخالف قاعدة آمرة مدنية‪ ،‬كما ال يمكن للعرف‬
‫التجاري مخالفة قاعدة آمرة تجارية‪ .‬هنا يجب تغليب النص آلامر‪.5‬‬

‫ت‪ -‬جواز مخالفة العرف التجاري نص تشريعي مدني آمر‪ :‬يعتبر القانون املدني الشريعة‬
‫العامة لفروع القانون الخاص‪ ،‬بذلك فنصوصه مكملة لقواعد القانون التجاري‪ .‬بحيث إذا‬
‫لم توجد قاعدة خاصة تحكم مسألة ما تجارية وجب الرجوع إلى قواعد القانون املدني‪ ،‬أما‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪- ،221‬الخليلي حبيب ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪- EL HILALI, op.cit., p30.- MALINVAUD Philippe, op.cit., p168.‬‬
‫‪ - 2‬للتفصيل أكثر في هذه الشروط راجع‪ :‬عجة الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ -180‬بوضياف عمار‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ 200‬و‪.202‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- MALINVAUD Philippe, op.cit., p169.‬‬
‫‪ - 4‬الخليلي حبيب ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪.211،‬‬
‫‪ -5‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬

‫‪51‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫إذا وجد عرف تجاري فيطبق هذا العرف‪ .‬وال داعي للرجوع للقانون املدني عمال بقاعدة "‬
‫الخاص يقيد العام" حتى ولو كان العرف مخالف للقاعدة املدنية آلامرة‪.1‬‬

‫ث‪ -‬جواز مخالفة العرف للنصوص التشريعية املكملة‪ :‬وضعت القواعد املكملة لتنظيم‬
‫ألامور التفصيلية لألخشخاص‪ ،‬لهذا منح لهم املشرع إمكانية الافاق على مخالفتها‪ ،‬فاملشرع‬
‫في كثير من املواد سمح لألخشخاص مخالفة القواعد املكملة وعدم سريانها في حالة وجود‬
‫عرف مخالف لها‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‬

‫أتت مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة في املرتبة الثالثة بعد الشريعة‬
‫الاسالمية والعرف‪ ،‬وهذا حسب املادة الاولى من القانون املدني الجزائري‪.‬‬

‫أوال‪ -‬معنى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪ :‬لتعريف القانون الطبيعي‬
‫وقواعد العدالة أهمية بالغة‪ ،‬خاصة عند تطبيقها‪ .‬في هذا الصدد كثيرا ما يجد القضاة‬
‫أنفسهم في حيرة عند مطالبتهم بتطبيق هذه املبادئ سواء من حيث محتواها أو من حيث‬
‫حجيتها وشرعية القصل بموجبها‪.3‬‬

‫لهذا قام الفقهاء والفالسفة بتعريف فكرة القانون الطبيعي‪ ،‬حيث قالوا بوجود‬
‫قانون أسمى من القوانين الوضعية يعتبر أساسا لها‪ ،‬ومثال يجب على كل مشرع الاهتداء به‬
‫عند وضع القوانين الوضعية هو القانون الطبيعي الذي يتكون من قواعد عامة أبدية ثابتة‬

‫‪ - 1‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 122‬و‪.121‬‬


‫‪ -2‬نصت املادة ‪ 2/122‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪ » :‬يدفع ثمن البيع من مكان تسليم املبيع‪ ،‬ما لم‬
‫يوجد اتفاق أو عرف يقض بغير ذلك « ‪،‬مرجع سابق‪ .‬كما نصت املادة ‪ 2/122‬من نفسا القانون على ما يلي‪:‬‬
‫»يكون ثمن املبيع مستحقا في الوقت الذي يقع فيه تسليم املبيع‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقض بخالف‬
‫ذلك«‪.‬‬
‫‪ -3‬عجة الجياللي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ - .181‬أنور سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.221‬‬

‫‪52‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫صالحة لكل زمان ومكان‪ ،‬ألنها إنما تصدر عن طبيعة ألاشياء‪ ،‬وأن إلانسان يكشف عنها‬
‫بعقله‪ .‬وكلما أدى ذلك إلى سمو القانون الوضعي وقربه من الكمال والعدالة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬موقف القاض الجزائري من مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪ :‬إن‬
‫القاض ي الجزائري وجد نفسه في حيرة من كيفية تطبيق إلاحالة الواردة في نص املادة ألاولى‬
‫من القانون املدني‪ ،‬ألن املشرع من جهة لم يعرف هذه املبادئ والقواعد ولم يحدد مصدرها‬
‫هذا ما يوقع القاض ي في حيرة التي لن تزول إال إذا قام بربط هذه املبادئ باملثل العليا‬
‫للمجتمع الجزائري التي يمكن أن تكون في مجتمعات أخرى‪.2‬‬

‫املطلب الثاني‬

‫املصادر التفسيرية للقانون‬

‫نعني باملصادر التفسيرية تلك املراجع التي يستأنس بها القاض ي لفهم القواعد‬
‫القانونية‪ ،‬وإزالة أي غموض أو لبس‪ .‬وتتمثل غالبا في الفقه )الفرع ألاول( والقضاء )الفرع‬
‫الثاني(‬

‫الفرع ألاول‬

‫الفقه‬

‫أوال‪ -‬املقصود بالفقه‪ :‬يقصد بالفقه مجموعة ألاعمال التي أنتجها رجال القانون على شكل‬
‫آراء وشرح وتعليقات وبحوث قانونية هذا من جهة‪ ،‬وقد نعني بها فئة من العلماء اختصوا‬
‫بدراسة القانون والتعليق عليه‪.3‬‬

‫‪ -1‬نقال عن جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.802‬‬


‫‪ -2‬للتفصيل أكثر أنظر عجة الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112 -111‬‬
‫‪ -3‬عجة الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪- EL HILALI, op.cit., p33.- BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, op.cit.,‬‬
‫= ‪p25.- CABRILLAC Rémy, op.cit., p155.- MALINVAUD Philippe, op.cit., p192.‬‬

‫‪53‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ثانيا‪ :‬مكانة الفقه بين مصادر القانون‪ :‬اختلفت نظرة الشرائع إلى دور الفقه‪ ،‬فقد كان‬
‫مصدرا رسميا في بعض الشرائع القديمة مثل اليونان والرومان‪ ،1‬أين كان لفقهائها‬
‫وفالسفتها دور كبير في قيامها‪ .‬نذكر منهم سقراط‪ ،‬أرسطو‪ ،‬أفالطون‪ ،‬قايوس‪ ،‬بول وسانت‬
‫أغستين‪ ،‬وأبرز أعمالهم مدونة جستنيان الشهيرة التي تعتبر حجر الزاوية في مجموعة‬
‫القوانين الرومانية التي على أساسها تشكلت النظم القانونية الحديثة في أوروبا كالنظام‬
‫القانوني الالتيني والجرماني وحتى ألانقلوسكسوني‪ .‬ونفس الوضع بالنسبة للشريعة‬
‫إلاسالمية حيث تطور دور الفقه نتيجة لتوسع الدولة إلاسالمية هذا ما يفسر ظهور‬
‫املذاهب املختلفة كاملالكية‪ ،‬الحنفية والحنبلية‪ .‬لكن في العصر الحديث أصبح الفقه مصدر‬
‫تفسيري‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫القضاء‬
‫يعتبر أيضا القضاء مصدر تفسيري إلى جانب الفقه فما املقصود به )أوال (وما هي‬
‫مكانته) ثانيا(‬
‫أوال‪ -‬املقصود بالقضاء‪ :‬قد يقصد بالقضاء مجموعة املبادئ القانونية املستخلصة‬
‫من أحكام املحاكم‪ ،‬ومجموعة ألاعمال القضائية الصادرة عن الجهاز القضائي‪ .‬كما قد‬
‫يقصد منه الجهاز الفني املتمثل في مرفق العدالة‪.3‬‬

‫‪= MARAIS Astrid, op.cit., p139. - COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème‬‬
‫‪édition, op.cit., p72.‬‬
‫‪ -1‬عباس الصراف‪ ،‬جورج حزبون‪ ،‬املدخل إلى علم القانون‪ ،‬نظرية القانون‪ -‬نظرية الحق‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،8002 ،‬ص ‪01‬‬
‫‪ - 2‬نقال عن عجة الجياللي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122-110‬‬
‫‪ -3‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.802‬‬
‫‪- BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, op.cit., p26. - EL HILALI, op.cit.,‬‬
‫‪p31.- CABRILLAC Rémy, op.cit., p129. - MALINVAUD Philippe, op.cit., p173. - COURBE‬‬
‫‪Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, op.cit., p59.‬‬

‫‪54‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ثانيا‪ -‬مكانة القضاء‪:‬‬


‫اختلفت مكانة القضاء باختالف ألازمان والشرائع مثله مثل الفقه‪ ،‬ففي القانون‬
‫الروماني والشريعة إلاسالمية اعتبر أحد مصادر الالزام‪ ،1‬أما في الشرائع الحديثة أصبح في‬
‫أغلبها مصدر تفسيري‪ ،‬في حين في بعضها آلاخر يعتبر مصدرا رسميا مثل النظام القانوني‬
‫ألانقلوسكسوني‪.2‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫نطاق تطبيق القاعدة القانونية‬

‫تطرقنا إلى دور القواعد القانونية في تنظيم سلوك ألافراد داخل املجتمع‪ ،‬مبينين‬
‫ملختلف الخصائص التي تميزها‪ ،‬كما تطرقنا إلى مختلف املراحل التي تمر بها هذه القواعد‬
‫حتى تكون نافذة‪ .‬إذن بعد تكون القواعد القانونية نكون أمام تساءل مهم جدا وهو على‬
‫من؟ أين‪ ،‬ومتى نطبق هذه القواعد‪.‬‬

‫يقصد بالسؤال ألاول‪ ،‬على من تطبق القاعدة القانونية؟ تطبيق القانون من حيث‬
‫ألاخشخاص )املبحث ألاول ( أما أين تطبق؟ فنقصد به تطبيق القانون من حيث املكان‬
‫)املبحث الثاني(‪ ،‬أخيرا متى نطبق القاعدة؟ تطبيق القانون من حيث الزمان )املبحث‬
‫الثالث( ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- MARAIS Astrid, op.cit., p127.‬‬
‫‪ -2‬للتفصيل أكثر في هذه النقطة راجع‪ :‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ -.821-820‬عجة الجياللي مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪ - .111-122‬عباس الصراف‪ ،‬جورج حزبون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪- CHRISTEL Morel Journel, Droit général, 6ème édition, Lextenso, Paris, 2014, p38 -‬‬
‫‪MALINVAUD Philippe, op.cit., p183.- MARAIS Astrid, op.cit., p81- MARAIS Astrid,‬‬
‫‪op.cit., p129.‬‬

‫‪55‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫املبحث الاول‬

‫نطاق تطبيق القانون من حيث ألاشخاص‬

‫(مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون)‪.‬‬

‫نتساءل هنا‪ ،‬هل تطبق القواعد القانونية على كل ألاخشخاص املخاطبين بأحكامها‬
‫حتى ولو كان بعضهم يجهلها؟ أم تطبق على من علم بها فقط؟ يحكم نطاق تطبيق هذه‬
‫القواعد من حيث ألاخشخاص مبدأ يدعى "بمبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون"‪ ،‬فما‬
‫مضمون ونطاق هذا املبدأ املطلب ألاول وما هي الاستثناءات الواردة عليه املطلب الثاني‬
‫املطلب ألاول‬

‫مضمون مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون ونطاقه‬

‫قبول مبرر الادعاء بجهل القانون سيحدث خلال في القواعد القانونية ويجعل‬
‫تطبيقها محدودا‪ ،‬خاصة وأنه من الصعب إثبات عنصر العلم‪ ،‬فكل فرد يصبح بإمكانه‬
‫الادعاء بجهل القاعدة القانونية‪ ،‬لهذا فمن الضروري تحديد مضمون املبدأ (الفرع ألاول)‬
‫ونطاقه (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬

‫مضمون مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون‬

‫إذا تكونت قاعدة قانونية أصبحت نافذة فهي تطبق على جميع ألاخشخاص‬
‫املخاطبين بها دون استثناء‪ ،‬سواء علموا بها أو لم يعلموا فال يعفى أحد من الخضوع لهذه‬
‫القاعدة بدعوى أو بحجة أنه كان جاهال لها‪ ،1‬فالقاعدة القانونية تسري على كل ألاخشخاص‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬محمد حسين منصور‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬مفهوم وفلسفة وجوهر القانون‪ ،‬طبيعة وخصائص القاعدة‬
‫القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ -.812‬أنور سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.211‬‬

‫‪56‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫مهما كانت حالتهم‪ .‬ألن املشرع وضع لكل حالة حكما كعديم التمييز‪ ،‬ناقص التمييز‪ ،‬وكامل‬
‫ألاهلية كل واحد تطبق عليه القاعدة حسب حالته لكن ال يخرج من دائرة تطبيق املبدأ‪.‬‬

‫أساس مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون هو الحكمة من وجود القانون ذاته‬
‫وهو فرض سلطان القانون على كافة املخاطبين به تحقيقا للنظام العام والعدالة في‬
‫املجتمع فال يمكن للقانون والقاعدة القانونية أن توقف عند الظروف الخاصة لكل‬
‫خشخص ألنه سيحدث فوض ى‪ ،‬لذلك ألمكن لهم الهروب والتهرب منها بعذر جهلهم لها كلما‬
‫الجزائري‪1‬‬ ‫كانت لهم مصلحة في ذلك‪ .‬ولقد أقرت معظم الدساتير هذا املبدأ منها املشرع‬

‫الفرع الثاني‬

‫نطاق مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون‬

‫أوال‪-‬نطاق املبدأ من حيث مصادر القاعدة القانونية‪ :‬يسري هذا املبدأ على جميع‬
‫القواعد القانونية مهما يكن مصدرها‬

‫ثانيا‪ -‬نطاق املبدأ من حيث طبيعة القواعد القانونية‪ :‬أي هل يسري هذا املبدأ‬
‫على القواعد آلامرة فقط أو الكملة فقط أو كل منهما؟‪.‬‬

‫هنا انقسم الفقه إلى فريقين‪:‬‬

‫يرى الفريق ألاول أن هذا املبدأ ينطبق على القواعد آلامرة فقط ألن القواعد املكملة‬
‫بإمكان ألاخشخاص الاتفاق على مخالفتها‪ ،‬بذلك يمكن لهم الاعتذار بجهلها ‪.‬‬

‫أما الفريق الثاني (وهو الرأي الراجح)‪ ،‬يرى أن هذا املبدأ ينطبق على كال من‬
‫القاعدتين سواء آلامرة أو املكملة‪ .‬ألن القواعد املكملة مثلها مثل القواعد آلامرة يتوفر فيها‬
‫عنصر الالزام‪ .‬وإمكانية الاعتذار بجهل القواعد املكملة في حالة عدم وجود اتفاق على عدم‬
‫مخالفة هذه القاعدة‪ ،‬القاض ي سيجد نفسه أمام فراغ قانوني‪ ،‬فال يجد ما يطبق على‬

‫‪ -1‬نصت ااملادة ‪ 2/21‬من الدستور الجزائري على ما يلي‪ « :‬ال يعذر بجهل القانون» ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الطرفين ألنهما من جهة لم يتفقا مخالفة القاعدة املكملة‪ ،‬ومن جهة أخرى لو أن هذه‬
‫القاعدة املكملة يمكن جهلها فال يجد القاض ي ما يطبق على ألاخشخاص‪.1‬‬

‫إذن فبالرغم من أن القاعدة املكملة يمكن لألفراد اتفاق على مخالفتها فهذا ال‬
‫يخرجها من دائرة وجوب العلم بها‪ ،‬فالشخص ملزم بالعلم بكل القواعد سواء كانت آمرة أو‬
‫مكملة‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬

‫الاستثناءات الواردة على مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون‬

‫بالرغم من التسليم بأن مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون هو مبدأ أساس ي‬
‫من مبادئ القانون تقتضيه روح العدالة ويفرضه مبدأ املساواة أمام القانون‪ ،‬إال أنه ال‬
‫يمكن تطبيقه بصفة مطلقة دون أن يرد عليه أي استثناء ‪.‬‬

‫ولقد ثار جدل في الفقه بشان حاالت الاستثنائية لتطبيق هذا املبدأ‪ ،‬ولم يقع‬
‫إلاجماع إال بصدد حالة القوة القاهرة (الفرع ألاول)‪ ،‬أما الاستثناءات ألاخرى فقد نصت‬
‫عليها بعض التشريعات فقط (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬

‫القوة القاهرة‬

‫وجود قوة قاهرة تحول دون وصول الجريدة الرسمية إلى مناطق معينة من إقليم‬
‫الدولة يؤدي إلى استبعاد العمل بهذا املبدأ‪ .‬أي يمكن لألخشخاص الاعتذار بجهل القواعد‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬مفهوم وفلسفة وجوهر القانون‪ ،‬طبيعة وخصائص القاعدة القانونية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.822‬‬

‫‪58‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫القانونية‪ .‬فاستحالة وصول الجريدة الرسمية إلى تلك املنطقة يعني استحالة العلم بها‪ 1‬نذر‬
‫الزلزال‪...‬الخ‪2‬‬ ‫على سبيل املثال هنا‪ :‬الحرب‪ ،‬الفيضان‪،‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الاستثناءات الاخرى ملبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون‬

‫توجد إلى جانب القوة القاهرة استثناءات أخرى غير متفق عليها‪ ،‬معناه تطبق في‬
‫تشريعات دول دون ألاخرى مثل طلب إبطال العقد لغلط في القانون(أوال)‪ ،‬جهل تشريع غير‬
‫جنائي ينفي املسؤولية الجزائية(ثانيا) جهل أجنبي لقانون العقوبات للدولة التي يذهب إليها‬
‫خالل فترة معينة(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬طلب إبطال العقد لغلط في القانون‬

‫يمكن للشخص الذي وقع في غلط‪ ،‬إمكانية طلب إبطال العقد‪ .‬وهذا يعتبر خروج‬
‫لتطبيق هذا املبدأ‪ .‬حيث نصت املادة ‪ 22‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪ « :‬يجوز‬
‫للمتعاقد الذي وقع في غلط جوهري وقت إبرام العقد‪ ،‬أن يطلب إبطاله» وشرحت لنا‬
‫املادة ‪ 28‬معنى الغلط الجوهري حيث نصت على ما يلي‪« :‬يكون الغلط جوهريا إذا بلغ‬
‫حدا من الجسامة بحيث يمتنع معه املتعاقد عن إبرام العقد لو لم يقع في ذلك الغلط‪،‬‬
‫ويعتبر الغلط جوهريا على ألاخص إذا وقع في صفة للش ء يراها املتعاقدان جوهرية‪.3»...‬‬

‫إذن الغلط وهم يقوم في ذهن الشخص يصور له واقعة على غير حقيقتها ويدفعه‬
‫إلى التعاقد‪ ،‬مثال‪ :‬أن يهب رجال ملطلقته ماال وهو يعتقد أنه استردها لعصمته جاهال أن‬
‫الطالق الرجعي ينقلب إلى طالق بائن بانتهاء العدة‪ ،‬فال ترجع لعصمته إال بعقد جديد‪ .‬هنا‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬همام محمد محمود زهران‪ ،‬املدخل إلى القانون نظرية القانون‪ ،‬منشورات حلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،8020 ،‬‬
‫ص ‪ - .112‬أنور سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫‪ -2‬خليل أحمد حسن قدادة‪ ،‬شرح النظرية العامة للقانون في القانون الجزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،8002 ،‬ص‪.211‬‬
‫‪-3‬أنظر المواد ‪ 98، 96‬من القانون المدني الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ولقد حددت المواد ‪ 98‬إلى ‪ 86‬من نفس القانون شروط تطبيق هذه الحالة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫وحسب املادة‪ 22‬من القانون املدني الجزائري السالفة الذكر يمكن له طلب إبطال العقد‬
‫أي الهبة نظرا للغلط الذي وقع فيه املتمثل في اعتقاده آنذاك أن زوجته ما زالت في‬
‫عصمته وهي في الحقيقة خرجت منها وأصبحت غريبة عنه‪.‬‬

‫يري رأي من الفقه أن هذا الاستثناء ليس معناه جواز الاعتذار بجهل القانون‪ ،‬وإنما‬
‫املقصود منه تمكين املتعاقدين من تطبيق حكم القاعدة القانونية تطبيقا سليما‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬جهل التشريع غير جنائي ينفي املسؤولية الجنائية‬

‫في قانون العقوبات تكون املسؤولية كاملة حتى في حالة جهل ألاخشخاص لقانون‬
‫العقوبات‪ .‬لكن جهل تشريع آخر غير جنائي مثال املدني يؤدي إلى استبعاد القصد الجنائي‬
‫واستبعاد املسؤولية الجزائية في اعتقاد الشخص أنه يقوم بفعل مشروع‪ .‬ولقد نصت‬
‫بعض التشريعات صراحة على هذا املبدأ‪.2‬‬

‫نذكر أيضا على سبيل املثال فيما يخص هذا الاستثناء‪ ،‬ما قض ى به القضاء‬
‫الجنائي الفرنس ي‪" :‬جهل املتهم بقاعدة تشريعية غير جنائية تؤسس عليها العقوبة يصلح‬
‫عذرا له فترفع عنه املسؤولية الجنائية"‪.3‬‬

‫حيث قض ي ببراءة عامل من تهمة السرقة النتفاء القصد الجنائي لديه أين استولى‬
‫هذا العامل على كنز عثر عليه في أرض مملوكة لغيره‪ ،‬جاهال قواعد التقنين املدني التي تنص‬
‫على أنه يستحق فقط النصف‪ ،‬أما النصف آلاخر فهو ملالك العقار‪.4‬‬

‫‪ -1‬خليل أحمد حسن قدادة‪ ،‬شرح النظرية العامة للقانون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.630‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪2/881‬و‪ 8‬من قانون العقوبات اللبناني التي نصت على ما يلي‪« :‬ال يمكن ألحد أن يحتج بجهله الشريعة‬
‫الجزائية أو تأويله إياها مغلوطا فيه غير أنه يعد مانعا للعقاب ‪ -0‬الجهل أو الغلط الواقع على شريعة مدنية أو‬
‫إدارية يتوقف عليها فرض العقوبة»‬
‫‪ -3‬همام محمد محمود زهران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -4‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.182‬‬

‫‪60‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ثالثا‪ -‬جهل أجنب ألحكام قانون العقوبات الدولة الت يذهب إليها في فترة معينة‬

‫نصت صراحة بعض التشريعات على هذا املبدأ‪ ،‬مثل التشريع العراقي في املادة‬

‫‪12‬الفقرة الثانية من قانون العقوبات التي نصت على ما يلي‪« :‬للمحكمة أن تعفو من‬

‫العقاب ألاجنب الذي يرتكب خالل سبعة أيام على ألاكثر تمض من تاريخ قدومه إلى‬

‫العراق‪ ،‬إذا ثبت جهله للقانون‪ ،‬وكان قانون محل إقامته ال يعاقب عليها» ‪ ،‬كما نصت‬

‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 881‬من قانون العقوبات العراقي السابق الذكر على ما يلي‪:‬‬

‫« ‪ ...‬جهل ألاجنب الذي قدم إلى لبنان منذ ثالثة أيام على ألاكثر بوجود جريمة مخالفة‬

‫للقوانين الوضعية ال تعاقب عليها شرائع البالد الت كان مقيما فيها »‪.1‬‬

‫نستنتج من نص املادتين شروط تطبيق هذا املبدأ واملتمثلة في‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون الشخص أجنبيا عن الدولة التي ذهب إليها ‪.‬‬

‫‪-‬أن يكون الفعل الذي قام به مباح في دولته التي كان مقيما فيها‪.‬‬

‫‪-‬أن يقوم بذلك الفعل في املدة املحددة لذلك‪.‬‬

‫املبحث الثاني‬

‫نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث املكان‬

‫مبدأ شخصية ومبدأ إقليمية القوانين‬

‫بسبب انتقال ألاخشخاص من دولة إلى أخرى‪ ،‬وألسباب اقتصادية واجتماعية‬


‫خاصة فإنه يكون على إقليم دولة واحدة مواطنوها ورعايا دول أخرى‪ .‬نتساءل هنا هل‬

‫‪-1‬‬

‫‪61‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫يطبق القانون في الدولة على إقليمها دون التمييز بين مواطنيها وألاجانب؟ أم أنه يطبق‬
‫فقط على مواطنيها أينما كانوا سواء داخل إلاقليم أو خارجه؟‬

‫لإلجابة على هذا السؤال يقتض ي بنا دراسة مبدأين مهمين يتمثالن في مبدأ إلاقليمية‬
‫ومبدأ الشخصية سواء من حيث مضمونهما وأساسهما (املطلب ألاول)‪ ،‬وكيفية تطبيقهما‬
‫في القانون الجزائري(املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‬

‫مضمون وأساس مبدأ شخصية ومبدأ إقليمية القوانين‬

‫ال يقتصر نشاط ألافراد في كل زمان ومكان على حدود البلد الذي يعيشون فيه‪ ،‬وال‬
‫يمكن آلان تصور خلو أية دولة من دول العالم من أجانب يعيشون على أراضيها أو يقيمون‬
‫فيها ولو ملدة مؤقتة‪ .‬هذا ما يثير مسألة هامة هي معرفة نوع القواعد التي يجب أن يخضع‬
‫لها هؤالء ألاخشخاص‪ .1‬نعني هنا قواعد القانون الوطني الذي يحكم جميع املقيمين على‬
‫إقليم الدولة من وطنيين وأجانب (الفرع ألاول) أم هناك عالقات معينة يتركها القانون‬
‫الوطني ليحكمها قانون الدولة التي ينتمي إليها ألاخشخاص بجنسياتهم(الفرع الثاني)‬

‫الفرع ألاول‬

‫مضمون وأساس مبدأ إقليمية القوانين‬

‫أوال‪ -‬مضمون مبدأ اقليمية القوانين‪ :‬معناه سريان القاعدة القانونية على كل ما‬
‫يقع داخل إقليم دولة وعلى كل ألاخشخاص املوجودين فيه و ال يطبق خارج حدود الدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أساس مبدأ اقليمية القوانين‪ :‬يستند هذا ملبدأ على فكرة سيادة الدولة على‬
‫إقليمها‪ .‬وإلاقليم ركن من أركان الدولة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- MARAIS Astrid, op.cit., p161.‬‬

‫‪62‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع الثاني‬

‫مضمون وأساس مبدأ شخصية القوانين‬

‫أوال‪ -‬مضمون مبدأ شخصية القوانين‪ :‬يقصد به سريان القاعدة القانونية على‬
‫جميع ألاخشخاص املنتمين إلى الدولة أي حاملي جنسيتها مهما كان مكان إقامتهم سواء في‬
‫إقليمها أو خارجه‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أساس مبدأ شخصية القوانين‪ :‬يتمثل أساس هذا ملبدأ في سيادة الدولة‬
‫على رعاياها أينما وجدوا‪.‬‬

‫من الناحية العلمية لو طبقنا مبدأ إلاقليمية فقط فال نجد أي إشكال‪ ،‬فكل دولة‬
‫تطبق قانونها على إقليمها‪ .‬واملشكل هنا أنه ال توجد دولة ال يوجد أجنبي فيها‪ ،‬ولو طبقنا‬
‫أيضا مبدأ الشخصية فقط ألدى إلى تعارض مع دولة ما في سيادة إقليمها‪ ،‬فهذا التطبيق‬
‫سيسمح لألجانب إمكانية مخالفة القواعد القانونية‪ .‬لهذا تم ألاخذ باملبدأين معا‪ ،‬لكن‬
‫مبدأ إلاقليمية يكون هو ألاصل ومبدأ الشخصية هو الاستثناء‪ ،‬حيث رجح فقهاء القانون‬
‫سيادة الدولة على إقليمها ‪،‬على سيادة دولة على رعاياها‪.1‬‬

‫املطلب الثاني‬

‫تطبيق مبدأ شخصية ومبدأ إقليمية القوانين في القانون الجزائري‬

‫بالرجوع للقانون الجزائري نجد أن املشرع الجزائري أخذ بالرأي الراجح الذي‬
‫رجح سيادة الدولة إقليمها بذلك فالقانون الجزائري إقليمي التطبيق أصال (الفرع ألاول )‬
‫وخشخص ي التطبيق استثناء (الفرع الثاني)‬

‫‪ -1‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111‬‬

‫‪63‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع ألاول‬

‫مبدأ إلاقليمية هو ألاصل في القانون الجزائري‬

‫يعتبر مبدأ الاقليمية هو ألاصل في القانون الجزائري‪ ،‬حيث أكدت على ذلك املادة ‪1‬‬
‫فقرة أولى من القانون املدني الجزائري التي نصت على ما يلي «تطبق القوانين في تراب‬
‫الجمهورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية ابتداء من يوم نشرها في الجريدة الرسمية»‪.1‬‬

‫نستنتج من املادة أن القانون الجزائري إقليمي التطبيق‪ .‬وأكد على هذا أيضا املادة‬
‫‪1‬الفقرة ألاولى من قانون العقوبات الجزائري التي نصت على ما يلي‪ « :‬يطبق قانون‬
‫العقوبات على كافة الجرائم الت ترتكب في أراض الجمهورية»‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الاستثناءات الواردة على مبدأ إقليمية القانون الجزائري‬

‫أوال‪ -‬الاستثناءات الواردة على املبدأ في مجال الحقوق والواجبات العامة‪ :‬ترتبط‬
‫بعض الحقوق والواجبات بجنسية الشخص‪ ،‬أي للتمتع بها تشترط الجنسية‪ .‬مثال يعض‬
‫الحقوق التي نص عليها الدستور الجزائري مثل‪ :‬حق الانتخاب املادة ‪ 218‬وحق الترخشح‬
‫لالنتخابات في املادة ‪ ،3 22‬واجب الدفاع عن الوطن املادة ‪.4 22‬‬

‫في هذه الحاالت نطبق مبدأ الشخصية وهو خروج عن مبدأ إلاقليمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الاستثناءات الواردة على املبدأ في مجال تطبيق قواعد إلاسناد‪:‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 2/04‬من القانون املدني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬نصت املادة ‪ 18‬من الدستور الجزائري على ما يلي‪ « :‬لكل مواطن تتوفر فيه الشروط القانونية أن ينتخب‬
‫وينتخب»‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬نصت املادة ‪ 2/22‬من نفس الدستور على ما يلي‪ « :‬ال يحق أن ينتخب لرئاسة الجمهورية إال املترشح الذي‪»...‬‬
‫‪ -4‬نصت املادة ‪ 22‬من الدستور الجزائري على ما يلي‪ «:‬يجب على كل مواطن أن يحمي ويصون استقالل البالد‬
‫وسيادتها وسالمة نرابها الوطن ‪.»....‬‬

‫‪64‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫نظم املشرع الجزائري قواعد إلاسناد في املواد من ‪ 0‬إلى ‪ 81‬من القانون املدني‬
‫الجزائري‪ ،‬وهي قواعد تخص العالقات ذات العنصر ألاجنبي أي أحد طرفي العالقة أجنبي‬
‫وملعرفة القانون الواجب التطبيق نعود إلى هذه النصوص‪ ،‬حيث بعض الحاالت يطبق‬
‫القاض ي القانون ألاجنبي وهو خروج عن مبدأ إلاقليمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الاستثناءات الواردة على املبدأ في مجال تطبيق قانون العقوبات‪:‬‬

‫بالرغم من أن قانون العقوبات اقليمي التطبيق أصال‪ ،‬إال أن املادة ألاولى الفقرة‬
‫الثانية منه نصت على ما يلي‪ « :‬كما يطبق على الجرائم الت ترتكب في الخارج إذا كانت‬
‫تدخل في اختصاص املحاكم الجزائية الجزائرية طبقا ألحكام قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية»‪.1‬‬

‫يؤدي تطبيق هذا الاستثناء إلى تطبيق قانون العقوبات تطبيق خشخص ي تارة وتطبيق‬
‫عيني تارة أخرى‪ ،‬يمكن أن نميز هنا حالتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬التطبيق الشخص لقانون العقوبات‪ :‬معناه تطبيق قانون العقوبات على كل من يحمل‬
‫جنسية الدولة التي ارتكب جريمته خارج إقليمها وهذا حسب هذه الحاالت‪:‬‬

‫الحالة ألاولى‪ :‬إذا ارتكب جزائري جريمة في الخارج وعاد إلى الجزائر هربا من العقاب‬
‫نطبق عليه القانون الجزائري لكن بالشروط التالية‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون الشخص جزائريا‪.‬‬

‫‪-‬أن يرتكب الجريمة في الخارج ويعود إلى الجزائر هربا من العقاب‪.‬‬

‫‪-‬أن تكون الجريمة لها نفس الوصف في كلتا الدولتين مثال كجنحة أو جناية في‬
‫القانون الفرنس ي جنحة أو جناية في القانون الجزائري‪.‬‬

‫‪-‬أن يعود الشخص إلى الجزائر قبل انقضاء الدعوى بالتقادم‪،‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 8/3‬من قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬مرجع سلبق‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪-‬أن ال يكون قد حكم عليه في الخارج‪ ،‬أي ال يعاقب على الجريمة مرتين‪ .‬ومعنى هذا‬
‫أنه لم يقض ي العقوبة‪ ،‬لم تسقط عليه العقوبة‪ ،‬ولم يحصل على عفو‪ ،‬ماعدا هذا يطبق‬
‫عليه مبدأ الشخصية في القانون الجزائري‪. 1‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬الجرائم التي يرتكبها رؤساء الدول ألاجنبية وأعضاء السلك‬
‫الدبلوماس ي في الجزائر‪ ،‬وهذا حسب القانون الدولي العام الذي منح لهم حماية وحصانة‬
‫قضائية هذه ألاخيرة تجعلهم ال يخضعون للقانون الوطني بل لقانون دولتهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬التطبيق العين لقانون العقوبات‪:‬‬

‫في هذه الحالة ال يطبق العقوبات ال خشخصيا وال إقليميا‪ ،‬وهذا في حالة ألاجنبي الذي‬
‫يرتكب الجريمة في الخارج تمس بأمن الدولة الجزائرية وبعملتها‪ ،‬هنا ال نطبق القانون‬
‫الجزائري تطبيقا عينيا ألن الشخص ارتكب الجريمة في الخارج‪ ،‬من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫هذا الشخص أجنبي‪ ،‬إذن فهو خروج عن مبدأ الشخصية‪ .‬لهذا يسمى بالتطبيق العيني‬
‫لقانون العقوبات‪.‬‬

‫املبحث الثالث‬

‫نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث الزمان‬

‫تكون القاعدة القانونية سارية املفعول إلى غاية الغائها ( املطلب ألاول)وإذا ألغيت‬
‫وعوضت بأخرى نكون أمام تنازع التشريعات من حيث الزمان ( املطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ -8‬نصت المادة ‪ 298‬من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ما يلي‪ « :‬كل واقعة موصوفة بأنها جناية معاقب عليها في‬
‫القانون الجزائري ارتكبها جزائري في خارج إقليم الجمهورية يجوز أن تتابع ويحكم فيها عي الجزائر‪ ،‬غير أنه ال‬
‫يجوز أن تجرى املتابعة أو املحاكمة إال إذا عاد الجاني إلى الجزائر ولم يثبت أنه حكم عليه نهائيا في الخارج‪ ،‬وأن‬
‫يثبت في حالة الحكم باإلدانة أنه قض ى العقوبة أو سقطت عنه بالتقادم أو حصل عفو عنها»‪ .‬كما نصت املادة‬
‫‪ 221‬من نفس القانون على ما يلي‪ « :‬كل واقعة موصوفة بأنها جنحة سواء في نظر القانون الجزائري أم في نظر‬
‫تشريع القطر الذي ارتكبت فيه يجوز املتابعة من أجلها والحكم فيها في الجزائر إذا كان مرتكبها جزائريا»‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫املطلب ألاول‬
‫إلغاء القاعدة القانونية‬
‫تنطرق في هذا املطلب إلى تعريف إلالغاء‪ ،‬وإظهار السلطة التي لها الحق فيه (الفرع‬
‫ألاول)‪ ،‬ثم مختلف أنواع إلالغاء ( الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬
‫تعريف إلالغاء والسلطة املختصة به‬
‫أوال‪ -‬تعريف إلالغاء‪ :‬إلالغاء هو تجريد القاعدة القانونية من قوتها إلالزامية بما يمنع‬
‫العمل بها من تاريخ هذا إلالغاء‪ .‬وإلالغاء يكون إما بوضع قاعدة جديدة أو بدونه‪ .1‬والالغاء‬
‫يرد على قاعدة تشريعية صحيحة استكملت أركانها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬السلطة املختصة باإللغاء‪ :‬يرد الالغاء على كل القواعد القانونية‪ ،‬وتقوم بذلك‬
‫السلطة التي وضعته أو السلطة ألاعلى منها‪ .‬إذن ال تلغى القاعدة القانونية إال بقاعدة‬
‫قانونية مساوية لها أو أعلى منها درجة‪ .2‬بذلك ال يمكن للعرف مثال إلغاء القاعدة القانونية‬
‫مهما يكن نوعها آمرة أو مكملة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫أنواع إلالغاء‬
‫تنص املادة الثانية من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪« :‬ال يسري القانون إال‬
‫على ما يقع في املستقبل وال يكون له أثر رجعي‪.‬‬
‫وال يجوز إلغاء القانون إال بقانون الحق ينص صراحة هذا إلالغاء‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬أنور سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ -22‬عباس الصراف‪ ،‬جورج حزبون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ – .221‬عجة‬
‫الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪- MARAIS Astrid, op.cit., p167.‬‬
‫‪ -2‬تنص املادة ‪ 08/08‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪ « :‬وال يجوز إلغاء القانون إال بقانون الحق ينص‬
‫صراحة على هذا إلالغاء»‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫وقد يكون إلالغاء ضمنيا إذا تضمن القانون الجديد نصا يتعارض مع نص‬
‫القانون القديم أو نظم من جديد موضوعا سبق أن قرر قواعده ذلك القانون القديم»‪.‬‬

‫نستنتج من نص هذه املادة‪ ،‬أن إلالغاء نوعان إما أن يكون صريحا أو ضمنيا‪.‬‬

‫أوال‪ -‬إلالغاء الصريح‪ :‬إلالغاء الصريح هو ذلك إلالغاء الذي يتم عن طريق التشريع‪ ،‬هنا‬
‫ترفع القوة امللزمة للقاعدة القانونية في حالتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬النص صراحة على الالغاء‪ :‬يعبر عنه املشرع صراحة باستعمال ألفاظ ال غموض فيها‬
‫"كاإللغاء" مثال‪( :‬تلغى جميع ألاحكام املخالفة لهذا ألامر )أو(يلغي القانون رقم من‬
‫تاريخ‪....‬إلخ)‪ .‬أي أن املشرع ينص ويقرر إلالغاء صراحة‪.1‬‬

‫ب‪ -‬توقيت سريان النص الجديد ملدة معينة‪ :‬بذلك يصبح هذا القانون الجديد ملغى‬
‫بانتهاء تلك املدة املحددة‪ ،‬ويسمى هذا التشريع بالتشريع املؤقت‪ ،‬يصدر عادة ملواجهة بعض‬
‫الظروف كالحرب‪ ،‬الطوارئ‪ ،‬بعض ألامراض‪...‬إلخ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬إلالغاء الضمن ‪ :‬يسمى باإللغاء الضمني ألنه يستخلص من موقف املشرع ويكون‬
‫حسب املادة الثانية املذكورة سابقا إما بتنظيم نفس املوضوع من جديد‪ ،‬أو بتعارض‬
‫قاعدة جديدة مع قاعدة قديمة ‪.‬‬

‫أ‪-‬تنظيم نفس املوضوع من جديد‪ :‬هنا في هذه الحالة يقوم املشرع بإلغاء القانون القديم‬
‫ووضع مكانه قواعد جديدة إذن نفهم أن املشرع تخلى عن القواعد القديمة وأخذ‬
‫بالقواعد الجديدة‪.3‬‬

‫ب‪-‬تعارض قاعدة جديدة مع قاعدة قديمة‪ :‬قد يكون هذا التعارض إما كليا أو جزئيا‪:‬‬

‫‪ -1‬تنص املادة ‪ 881‬من قانون ألاسرة عل ما يلي‪ « :‬تلغى جميع ألاحكام املخالفة لهذا القانون»‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬للتفصيل في حالتي إلالغاء الصريح راجع همام محمد محمود زهران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 111‬و‪.112‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ ،20 -02‬مؤر في ‪ 82‬أفريل ‪ ،2002‬يتعلق باألوقاف‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،82‬صادر في ‪ 08‬ماي‪ . 2002‬الذي قام‬
‫بتنظيم موضوع الوقف‪ ،‬مع العلم أن هذا املوضوع كان منظم من قبل في قانون ألاسرة في املواد من ‪880-821‬منه‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪-0‬التعارض الكلي‪ :‬في هذه الحالة ال يوجد إشكال حيث أن القاعدة القديمة‬
‫والقاعدة الجديدة تختلفان تماما‪ ،‬حيث يستحيل التوفيق بينهما وال يمكن تطبيق‬
‫القاعدتين معا‪ ،‬فالقاعدة الجديدة تلغي القديمة ‪.‬‬

‫‪-7‬التعارض الجزئي‪ :‬التعارض هنا يكون جزء أو شق من القاعدة القديمة‪ ،‬وإلالغاء‬


‫يكون في هذا الجزء فقط‪.‬‬

‫ونشير هنا‪ ،‬أنه في التعارض إذا كانت القاعدة الجديدة عامة والقديمة عامة فال‬
‫يوجد أي إشكال‪ ،‬ونفس الش يء عندما تكون القاعدة الجديدة خاصة والقديمة خاصة‪،‬‬
‫ألن الجديد يلغي القديم‪ .‬لكن إلاشكال املطروح في حالة ما إذا كانت القاعدة الجديدة عامة‬
‫والقاعدة القديمة خاصة أو العكس‪ ،‬فكيف يكون إلالغاء؟‪.‬‬

‫الحالة ألاولى‪ :‬تعارض بين قاعدة جديدة خاص وقاعدة قديمة عامة‪ :‬في هذه الحالة ال‬
‫تلغى القاعدة القديمة كلها‪ ،‬وإنما يلغى منها ما جاء النص الجديد بتخصيصه‪ ،‬ويظل النص‬
‫القديم ساري املفعول عمال بقاعدة الخاص يقيد العام‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬التعارض بين قاعدة جديد عامة وقاعدة قديمة خاصة‪ :‬هنا ال يتم إلغاء‬
‫القاعدة القديمة الخاصة ألنها ال تلغى إال بحكم خاص جديد‪ .‬لكن يتم العمل بالقاعدتين‬
‫معا ويكون النص الجديد العام هو ألاصل والنص القديم الخاص هو الاستثناء‪.1‬‬

‫املطلب الثاني‬

‫بعض الحلول التشريعية ملسائل تنازع التشريعات من حيث الزمان‬

‫لتبسيط الفكرة حول تطبيق مبدأ عدم رجعية القوانين و مبدا ألاثر املباشر له تطرقنا في‬
‫هذا املطلب إلى بعض الحلول التي كرسها املشرع الجزائري سواء في قانون العقوبات( الفرع‬
‫ألاول) أو في القانون املدني ( الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬همام محمد محمود زهران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪69‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع ألاول‬

‫التنازع الزماني في التشريعات العقابية‬

‫كرس املشرع الجزائري مبدأ عدم رجعية قانون العقوبات في نص املادة ‪ 08‬من‬
‫قانون العقوبات التي نصت على ما يلي‪« :‬ال يسري قانون العقوبات على املاض إال ما كان‬
‫منه أقل شدة»‪.‬‬

‫كما أكد املشرع الجزائري على مبدأ عدم رجعية قانون العقوبات في الدستور‬
‫الجزائري‪ ،‬حيث نص في املادة ‪ 22‬منه على ما يلي‪« :‬ال إدانة إال بمقتض ى قانون صادر قبل‬
‫ارتكاب الفعل املجرم»‪.1‬‬

‫يفهم من نص املادتين أن قانون العقوبات ال يسري على املاض ي‪ ،‬وإنما يطبق على‬
‫ألافعال التي ترتكب بعد صدوره‪ .‬وهذا ما يسمى بمبدأ عدم رجعية القوانين‪ .2‬لكن املادة‬
‫الثانية من قانون العقوبات الجزائري السابقة الذكر وضعت لنا استثناء يتمثل في حالة ما‬
‫إذا كان القانون الجديد أقل شدة من القانون القديم وهو ما يسمى بالقانون الاصلح‬
‫للمتهم‪.‬‬

‫فالجزء ألاول من املادة الثانية من قانون العقوبات "ال يسري قانون العقوبات على‬
‫املاض " يقصد به مبدأ عدم رجعية القوانين‪ ،‬أي أن قانون العقوبات ال يطبق عل ألافعال‬
‫التي قام بها الشخص قبل صدور القانون الذي يجرم ذلك الفعل‪.‬‬

‫أما الجزء الثاني من نص نفس املادة ‪" 08‬إال ما كان منه أقل شدة" فهنا نقصد‬
‫الاستثناء املتمثل في القانون الاصلح للمتهم‪ ،‬أي رجعية القانون الجديد‪ .‬لكن تطبيق هذا‬
‫الاستثناء يكون بشروط‪:‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 22‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،8021‬التي تقابلها املادة ‪ 11‬من دستور ‪ 2001‬قبل هذا التعديل‪.‬‬
‫‪ -2‬للتفصيل أكثر في معنى مبدأ عدم رجعية القوانين الاعتبارات التي يقوم عليها والاستثناءات الواردة عليه راجع‪:‬‬
‫محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ - .121-110‬عباس الصراف‪ ،‬جورج حزبون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-.288 -221‬‬
‫الفار عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪202 ،‬‬

‫‪70‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪ -‬إذا كان القانون الجديد يقر عقوبة أقل شدة من العقوبة املقررة في القانون القديم‪.‬‬

‫‪ -‬أن ال يكون املتهم قد استنفذ كل طرق الطعن‪.‬‬

‫‪ -‬إذا تضمن القانون الجديد إباحة فعل كان مجرما في ظل التشريع القديم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫التنازع الزماني في التشريعات املدنية‬

‫أورد املشرع الجزائري بعض الحلول لحاالت تنازع الزماني التشريعات املدنية‪ ،‬وذلك‬
‫في املادة السادسة املتعلقة باألهلية‪ ،‬املادة السابعة املتعلقة بالتقادم واملادة الثامنة‬
‫املتعلقة باإلثبات‪.‬‬

‫أوال –الاهلية‪ :‬نصت املادة ‪ 01‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪ « :‬تسري‬
‫القوانين املتعلقة باألهلية على جميع ألاشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط املنصوص‬
‫عليها‪.‬‬
‫وإذ صار شخص توفرت فيه ألاهلية بحسب النص القديم ناقص ألاهلية طبقا‬
‫للنص الجديد‪ ،‬فال يؤثر ذلك على تصرفاته»‪.‬‬
‫عالجت هذه املادة حالتين‪ ،‬تتعلق ألاولى بأهلية الشخص‪ ،‬أما الثانية فتتعلق‬
‫بتصرفاته‪:‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة ألهلية الشخص‪ :‬يطبق على ألاهلية مبدأ ألاثر املباشر‪ ،1‬فإذا صدر‬
‫تشريع جديد يرفع سن الرشد من ‪ 22‬سنة إلى ‪ 20‬سنة‪ ،‬فإن كل خشخص لم يبلغ ‪ 20‬سنة‬
‫يصبح ناقص ألاهلية وفقا للنص الجديد‪.‬‬

‫‪ -1‬للتفصيل في معنى مبدأ ألاثر املباشر راجع‪ :‬الفار عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ – .200‬عباس الصراف‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪ –.288‬الناصري سليمان املدخل للعلوم القانونية‪ ،‬مقارنة بالقوانين العربية‪ ،‬املكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫الاسكندرية‪ ،8002 ،‬ص‪.00‬‬

‫‪71‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ب‪ -‬بالنسبة لتصرفات الشخص‪ :‬أما فيما يخص التصرفات التي أبرمها هذا‬
‫الشخص فتخضع للقانون القديم مبدأ عدم رجعية التشريع الجديد الذي كان خالله‬
‫راشدا‪ .‬لكن ال يمكن له إبرام تصرفات جديدة ألنه أصبح ناقص ألاهلية‪.‬‬
‫ثانيا التقادم‪ :‬نصت املادة السابعة من القانون املدني الجزائري في الفقرتين الثانية والثالثة‬
‫على ما يلي‪ « :‬إذا قررت ألاحكام الجديدة مدة تقادم أقصر مما قرره النص القديم‪،‬‬
‫تسري املدة الجديدة من وقت العمل باألحكام الجديدة‪ ،‬ولو كانت املدة القديمة قد‬
‫بدأت قبل ذلك‪.‬‬

‫أما إذا كان الباقي من املدة الت نصت عليها ألاحكام القديمة أقصر من املدة الت‬
‫تقررها ألاحكام الجديدة فإن التقادم يتم بانقضاء هذا الباقي»‪.‬‬

‫هنا أيضا فيما يخص حساب مدة التقادم قرر املشرع حالتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬مدة تقادم الجديدة أقصر من مدة النص القديم‪ :‬في هذه الحالة نطبق القانون‬
‫الجديد من يوم صدوره أي مبدأ ألاثر املباشر‪ ،‬دون احتساب ما انقض ى من املدة املقررة في‬
‫القانون القديم‪.‬‬

‫ب‪ -‬الباقي من املدة املقررة في القانون القديم أقصر من املدة املقررة في القانون‬
‫الجديد‪ :‬في هذه الحالة ينقض ي التقادم بانقضاء املدة املتبقية من القانون القديم الذي‬
‫يستمر سريانه‪.‬‬

‫ثالثا الاثبات‪ :‬أخد املشرع الجزائري بمبدأ عدم رجعية القوانين فيما يخص أدلة‬
‫إلاثبات‪ ،‬التي تخضع ألحكام التشريع الذي أعدت في ظله‪.1‬‬

‫‪ -1‬نصت املادة ‪ 02‬من القانون املدني الجزائري على ما يلي‪ « :‬تخضع ألادلة املعدة مقدما للنصوص املعمول بها في‬
‫الوقت الذي أعد فيه الدليل‪ ،‬أو في الوقت الذي كان ينبغي فيه إعداده»‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪72‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫خاتمة‬

‫استنتجنا من خالل هذه الدراسة المكانة الهامة التي يلعبها مقياس المدخل للعلوم‬
‫القانونية ضمن المقاييس األخرى‪ ،‬فهو يعني بدراسة القواعد القانونية ودورها في تنظيم سلوك‬
‫األفراد في المجتمع‪.‬‬

‫تطرقنا إلى عدة محاور رئيسية‪ ،‬تتمحور في التعريف بالقانون واألصل التاريخي لهذا‬
‫المصطلح‪ ،‬وكذا مختلف استعماالت هذا المصطلح‪ ،‬ثم بينا خصائص القواعد القانونية‬
‫وتوصلنا إلى أن كل القواعد تتمتع بها‪ .‬فهي قواعد تنظم سلوم الفرد داخل المجتمع وهي‬
‫الغاية من وضع القانون‪ ،‬كما أنها قواعد عامة‪ ،‬مجردة وملزمة مقترنة بجزاء‪ .‬وبينا أن اإللزام‬
‫هو محرك هذه القواعد وهو الذي يدفع األفراد إلى تطبيقها‪.‬‬

‫استنتجنا أيضا عند مقارنة هذه القواعد القانونية بقواعد أخرى كقواعد الدين‪ ،‬قواعد‬
‫األخالق والعادات والتقاليد‪ ،‬أنها تشترك في بعض النقاط خاصة تنظيم سلوك االفراد‬
‫ومعامالتهم‪ ،‬لكن تختلف في عدة نقاط أخرى كالمضمون‪ ،‬الغاية والجزاء‪ .‬هذا االخير الذي‬
‫يكون حال دنيوي‪ ،‬مادي ملموس توقعه سلطة مختصة‪ ،‬عكس الجزاء في القواعد االخرى‬
‫الذي يكون غالبا معنوي‪.‬‬

‫قسمت القواعد القانونية حسب العالقة التي تنظمها إلى قانون عام وقانون خاص‪،‬‬
‫هذا التقسيم يلعب دو ار مهما خاصة في مجال بيان الجهة القضائية المختصة في النزاع‪ ،‬في‬
‫مجال العقود‪ ،‬األموال وكذا االمتيازات‪ .‬وبينا فروع كل قسم‪ ،‬أين بينا مبادئ وأهم المواضيع‬
‫التي يدرسها كل فرع‪ .‬وهو البرنامج المسطر لطلبة الحقوق على مر السنوات الخمسة‬
‫بالجامعة‪ .‬أما تقسيم هذه القواعد حسب كيفية مخاطبتها لألشخاص فتتمثل في القواعد اآلمرة‬
‫التي يكون خضوع األفراد فيها تاما‪ ،‬أما القواعد المكملة فهي ايضا قواعد ملزمة لكن منح‬
‫المشرع لألشخاص إمكانية مخالفتها‪ ،‬ألنها تنظم األمور التفصيلية لهم‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫تطرقنا أيضا إلى مصادر القانون‪ ،‬سواء الرسمية األصلية‪ ،‬ونقصد هنا التشريع‪ .‬حيث‬
‫عرفناه وبينا أنواعه كما ركزنا على مختلف المراحل التي يمر بها حتى يصدر في الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬ويصبح نافذا‪ .‬أما المصادر الرسمية االحتياطية التي نص عليها المشرع الجزائري‬
‫في المادة األولى من القانون المدني الجزائري‪ ،‬فتتمثل بالترتيب في الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫العرف ومبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪.‬‬

‫أخي ار تطرقنا إلى مجال تطبيق هذه القواعد القانونية‪ ،‬من حيث األشخاص‪ ،‬المكان‬
‫والزمان‪ .‬توصلنا من خالل تحليل طريقة تكريس المشرع الجزائري للمبادئ التي تحكم هذا‬
‫التطبيق‪ ،‬سواء مبدأ عدم جواز االعتذار بجهل القانون بالنسبة لألشخاص‪ ،‬مبدأ الشخصية‬
‫ومبدأ اإلقليمية بالنسبة للمكان أو مبدأ الرجعية وعدم الرجعية ومبدأ األثر المباشر بالنسبة‬
‫للتطبيق من حيث الزمان‪ ،‬أن المشرع وضع قاعدة عامة للتطبيق مع وضع بعض‬
‫االستثناءات لها‪ .‬وهذا هو موقف أغلب التشريعات‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫‪ -I‬باللغة العربية‪:‬‬

‫اوال‪-‬الكتب‪:‬‬

‫‪ .2‬أحمد محمد الرفاعي‪ ،‬املدخل للعلوم القانونية – نظرية القانون‪،8002 -‬‬


‫‪www.pdffactory.com‬‬
‫‪ .8‬إسحاق ابراهيم منصور‪ ،‬نظريتا القانون والحق وتطبيقاتهما في القوانين الجزائرية‪،‬‬
‫ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ .1‬أنور سلطان‪ ،‬املبادئ القانونية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬الاسكندرية‪،‬‬
‫‪.8002‬‬
‫‪ .1‬بوضياف عمار‪ ،‬الوسيط في النظرية العامة للقانون مع تطبيقات لتشريعات عربية‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.8020 ،‬‬
‫‪ .2‬تناغو سمير عبد السيد‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬الاسكندرية‪.2021 ،‬‬
‫‪ .1‬جعفور محمد سعيد‪ ،‬مدخل للعلوم القانونية‪ ،‬الوجيز في نظرية القانون‪ ،‬دار هومه‪،‬‬
‫الجزائر‪.8001 ،‬‬

‫‪ .2‬خليل أحمد حسن قدادة‪ ،‬شرح النظرية العامة للقانون في القانون الجزائري‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.8002 ،‬‬
‫‪ .2‬الخليلي حبيب ابراهيم‪ ،‬املدخل للعلوم القانونية‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.8002 ،‬‬

‫‪ .0‬سليمان مرقس‪ ،‬الوافي في شرح القانون املدني‪ -‬املدخل للعلوم القانونية وشرح الباب‬
‫التمهيدي للتقنين املدني‪ ،‬الجزء الطبعة السادسة‪ ،‬بدون دار النشر ‪.2022 ،‬‬
‫‪.20‬عباس الصراف‪ ،‬جورج حزبون‪ ،‬املدخل إلى علم القانون‪ ،‬نظرية القانون‪ -‬نظرية الحق‪،‬‬
‫دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.8002 ،‬‬

‫‪75‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫‪.22‬عجة الجياللي‪ ،‬مدخل للعلوم القانونية نظرية القانون بين التقليد والحداثة طبقا‬
‫للمعايير الدولية املقررة لنظام ‪ ،L M D‬برتي للنشر‪.8000 ،‬‬

‫‪.28‬الفار عبد القادر‪ ،‬املدخل لدراسة العلوم القانونية‪ ،‬مبادئ القانون‪ ،‬النظرية العامة‬
‫الحق‪ ،‬دار الثقافة للتوزيع والنشر‪ ،‬عمان‪.8002،‬‬
‫‪.21‬محمد حسين منصور‪ ،‬املدخل إلى القانون القاعدة القانونية‪ ،‬منشورات حلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.8020 ،‬‬
‫‪.21‬محمد حسين منصور‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬مفهوم وفلسفة وجوهر القانون‪ ،‬طبيعة‬
‫وخصائص القاعدة القانونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬الاسكندرية‪.8001 ،‬‬
‫‪.22‬محمودي مراد‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪.8002 ،‬‬
‫‪.21‬مصطفى محمد الجمال‪ ،‬محمد محسن قاسم‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ -‬القاعدة‬
‫القانونية‪ ،-‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬الاسكندرية‪8002 ،‬‬

‫‪.22‬الناصري سليمان املدخل للعلوم القانونية‪ ،‬مقارنة بالقوانين العربية‪ ،‬املكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬الاسكندرية‪.8002 ،‬‬
‫‪.22‬همام محمد محمود زهران‪ ،‬املدخل إلى القانون نظرية القانون‪ ،‬منشورات حلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.8020 ،‬‬
‫ثانيا‪ -‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫أ – الدستور‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ .2‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ ،112-01‬مؤر في ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،2001‬يتعلق بإصدار نص تعديل‬
‫الدستور‪ ،‬املصادق عليه في استفتاء ‪ 82‬نوفمبر ‪ ،2001‬ج ر عدد ‪ 21‬صادر في ‪2‬‬
‫ديسمبر ‪ .2001‬معدل ومتمم بــ‪:‬‬
‫ّ‬
‫يتضمن تعديل الدستور‪ ،‬ج ر عدد ‪82‬‬ ‫‪ ‬قانون رقم ‪ ،01-08‬مؤر في ‪ 20‬أفريل ‪،8008‬‬
‫صادر في ‪ 21‬أفريل ‪.8008‬‬
‫يتضمن تعديل الدستور‪ ،‬ج ر عدد‬‫ّ‬ ‫‪ ‬قانون رقم ‪ ،20-02‬مؤر في ‪ 22‬نوفمبر ‪،8002‬‬
‫‪ ،11‬صادر في ‪ 21‬نوفمبر ‪.8002‬‬
‫يتضمن تعديل الدستور‪ ،‬ج ر عدد‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬قانون رقم ‪ ،02-21‬مؤر في‪ 01‬مارس ‪،8021‬‬
‫‪ ،21‬صادر في ‪ 02‬مارس‪.8021‬‬

‫‪76‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ب –النصوص التشريعية‪:‬‬
‫يتعلق باختصاصات مجلس ّ‬ ‫ّ‬
‫الدولة‬ ‫‪ .2‬قانون عضوي رقم ‪ ،02-02‬مؤر في ‪ 10‬ماي ‪،2002‬‬
‫وتنظيمه وعمله‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،12‬صادرة في ‪ 02‬جوان ‪ ،2002‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ .8‬قانون رقم ‪ 01-11‬مؤر في ‪ 82‬مارس ‪ ،2011‬يتضمن قانون الجنسية الجزائرية‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪ ،22‬صادر في ‪ 08‬أفريل ‪ .2011‬ملغى‬
‫يتضمن قانون إلاجراءات الجزائية‪ّ ،‬‬
‫معدل‬ ‫ّ‬ ‫‪ .1‬أمر رقم ‪ ،155-11‬مؤر في ‪ 02‬جوان ‪،2011‬‬
‫ومتمم‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،12‬صادر ‪ 00‬جوان ‪2011‬‬ ‫ّ‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‪ ،‬ج‬ ‫يتضمن قانون العقوبات‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .1‬أمر رقم ‪ ،221-11‬مؤر في ‪ 2‬جوان ‪،2011‬‬
‫ر عدد ‪ ،10‬صادر في ‪ 22‬جوان ‪.2011‬‬
‫ّ‬
‫يتضمن القانون املدني‪ ،‬ج ر عدد ‪،22‬‬ ‫‪ .2‬أمر رقم ‪ ،22-22‬مؤر في ‪ 81‬سبتمبر ‪،2022‬‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‬ ‫صادر في ‪ 10‬سبتمبر ‪ّ ،2022‬‬
‫يتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج ر عدد ‪،200‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .1‬أمر رقم ‪ ،20-22‬مؤر في ‪ 81‬سبتمبر ‪،2022‬‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‪.‬‬ ‫صادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪ّ ،2022‬‬
‫‪ .2‬قانون رقم ‪ ،22-21‬املؤر في ‪ 00‬جوان ‪ ،2021‬يتضمن قانون ألاسرة‪ ،‬ج ر عدد ‪،81‬‬
‫صادر في ‪ 28‬جوان ‪ ،2021‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ .2‬قانون ‪ ،22-00‬مؤر في ‪ 82‬أفريل ‪2000‬يتعلق بعالقات العمل‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،22‬صادر في‬
‫‪ 82‬أفريل ‪،2000‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ .0‬قانون رقم ‪ ،20 -02‬مؤر في ‪ 82‬أفريل ‪ ،2002‬يتعلق باألوقاف‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،82‬صادر في‬
‫‪08‬ماي‪2002‬‬
‫‪ .20‬قانون رقم ‪ ،01-02‬مؤر في ‪ 82‬جوان ‪ ،2002‬يحدد القواعد العامة املتعلقة‬
‫بالطيران املدني‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،12‬صادر في ‪ 82‬جوان ‪ ،2002‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ .22‬قانون رقم ‪ ،00-02‬مؤر في ‪ 82‬فبراير ‪ ،8002‬يتضمن قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،82‬صادر في ‪ 81‬أفريل ‪.8002‬‬

‫‪77‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ج النصوص التنظيمية‬
‫ يتضمن املصادقة على الاتفاقية الدولية‬،2021 ‫ أوت‬82 ‫ مؤر في‬،220-21 ‫مرسوم رئاس ي رقم‬
،2021 ‫ نوفمبر‬02 ‫ املبرمة في لندن في‬،‫ املتعلقة بإنقاذ الحياة البشرية في البحر‬2021 ‫لسنة‬
‫ املتعلقة بإنقاذ الحياة البشرية في‬2021 ‫ املتعلق باالتفاقية الدولية لسنة‬2022 ‫وبروتوكول سنة‬
.2021 ‫ أوت‬10 ‫ صادر في‬،11‫ ج ر عدد‬،2022 ‫ فيفري‬22 ‫ املبرمة في لندن في‬،‫البحر‬

‫ باللغة الفرنسية‬- II

Ouvrages

1. BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, Introduction au


droit, 3ème édition, Dunod, Paris, 1999.
2. CABRILLAC Rémy, Introduction générale au droit, 7ème édition, Dalloz,
Paris, 2007.
3. CHRISTEL Morel Journal, Droit général, 6ème édition, Lextenso, Paris,
2014.
4. COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, Dalloz,
Paris, 1999.
5. COURBE Patrick, Introduction générale au droit, Dalloz, Paris, 2005.
6. EL HILALI, Introduction à l’étude du droit,. www.Lesjeuneco.com
7. FRISON ROCHE Marie-Anne, Introduction générale au droit, Dalloz,
Paris, 1992.
8. JEAMMAND A, La règle du droit comme modèle, Dalloz, Paris, 1990
9. MALINVAUD Philippe, Introduction à l’étude du droit, 13ème édition,
Lexis Nexis, Paris, 2011.
10.MARAIS Astrid, Introduction au droit, 3ème édition, Vuibert, Paris, 2001.
11.TERRE François, Introduction générale au droit, 6ème édition, Dalloz,
Paris, 2003.

78
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫قائمة املحتويات‬

‫مقدمة ‪7 ...........................................................................................................................‬‬

‫الفصل الاول‪ :‬ماهية القانون ‪5 ...........................................................................................‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬تعريف القانون وخصائص القاعدة القانونية ‪2 ............................... ................................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬تعريف القانون ‪2 .................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬أصل كلمة قانون ‪2 ................................................. ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الاستعماالت املختلفة لكلمة قانون ‪1 ......................................... ................................‬‬

‫أوال‪ :‬استئثار علم القانون ملصطلح قانون ‪2 ...................... ................................ ................................‬‬

‫أ‪-‬املعنى العام ملصطلح قانون ‪2 ................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ب‪ -‬املعنى الخاص ملصطلح قانون ‪2 ........................................... ................................ ................................‬‬

‫ب‪ 2-‬استعمال مصطلح قانون في معنى التشريع ‪2 ................... ................................ ................................‬‬

‫ب‪ 8-‬استعمال مصطلح قانون في معنى التقنين ‪2 .................... ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬استعمال مصطلح قانون في مجال العلوم الطبيعية والاجتماعية ‪2 .............................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬خصائص القاعدة القانونية ‪2 ........................... ................................ ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬القاعدة القانونية قاعدة تنظم سلوك الفرد داخل املجتمع ‪0 ..........................................‬‬

‫أوال‪ :‬املقصود بالسلوك ‪0 ............................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬القانون والجماعة ‪0 ............................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬القانون ضرورة اجتماعية ‪0 ............................................... ................................ ................................‬‬

‫‪79‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القاعدة القانونية قاعدة عامة ومجردة ‪20 ........................................... ................................‬‬

‫أوال‪ :‬معنى التجريد والعمومية ‪20 .................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحكمة من عمومية القاعدة القانونية وتجريدها ‪20 ....................................... ................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬القاعدة القانونية قاعدة ملزمة مقترنة بجزاء ‪22 ................................ ................................‬‬

‫أوال‪ :‬معنى الالزام والجزاء ‪22 ......................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الجزاء ‪22 .............................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫أ‪-‬الجزاء حال ‪28 ............................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ب ‪-‬الجزاء ذو طابع مادي ‪28 ......................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ت‪ -‬الجزاء تختص بوضعه وتوقيعه السلطة العامة ‪28 ............................................. ................................‬‬

‫ثالثا ‪ -‬أنواع الجزاء ‪28 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫أ‪-‬الجزاء الجنائي ‪28 ........................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫ب‪-‬الجزاء املدني ‪21 ......................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫أ‪-‬الجزاء الاداري ‪21 ......................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬نطاق القانون ‪21 ................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬عالقة القواعد القانونية بقواعد الدين ‪21 ...................................... ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬تعريف قواعد الدين ‪21 ........................................... ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التمييز بين القواعد القانونية والقواعد الدينية ‪22 .............................. ................................‬‬

‫أوال‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد الدينية من حيث املضمون ‪22 ...............................................‬‬

‫‪80‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫ثانيا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد الدينية من حيث الغاية ‪21 ................... ................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد الدينية من حيث الجزاء ‪21 .................. ................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬عالقة القواعد القانونية بقواعد ألاخالق ‪22 ..................................... ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬تعريف قواعد ألاخالق ‪22 ......................................... ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التمييز بين القواعد القانونية والقواعد الاخالقية ‪22 .......................... ................................‬‬

‫أوال‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد ألاخالقية من حيث املضمون ‪22 ...........................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد ألاخالقية من حيث الغاية ‪22 ..............................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن القواعد ألاخالقية من حيث الجزاء ‪22 .............................................‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬عالقة القواعد القانونية بالعادات والتقاليد ‪20 .............................. ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬معنى العادات والتقاليد ‪20 ...................................... ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التمييز بين القواعد القانونية والعادات والتقاليد ‪20 ........................... ................................‬‬

‫أوال‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن العادات والتقاليد من حيث املصدر ‪20 ..............................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن العادات والتقاليد من حيث الغاية ‪80 ...............................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬تمييز القواعد القانونية عن العادات والتقاليد من حيث الجزاء ‪80 ...............................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تقسيم القانون ‪70 ........................................................................................‬‬

‫املبحث ألاول ‪:‬تقسيم القانون حسب العالقة التي ينظمها‬

‫املطلب ألاول‪ :‬معايير وأهمية التمييز بين القانون العام والخاص‬

‫الفرع ألاول معايير التمييز بين القانون إلى عام وخاص ‪88 ......................................... ................................‬‬

‫‪81‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫أوال‪ -‬معيار ألاخشخاص أطراف العالقة القانونية ‪88 .................... ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪-‬معيار طبيعة قواعد القانونية ‪88 ......................................... ................................ ................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬معيار طبيعة املصلحة املراد تحقيقها ‪81 ............................ ................................ ................................‬‬

‫رابعا‪-‬معيار صفة ألاخشخاص أطراف العالقة القانونية ‪81 ......................................... ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية تقسيم القانون إلى عام وخاص ‪81 ............................................. ................................‬‬

‫أوال‪ -‬أهمية التقسيم في مجال الامتيازات ‪81 .............................. ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪-‬أهمية التقسيم في مجال العقود ‪82 .................................... ................................ ................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬أهمية التقسيم في مجال ألاموال ‪82 ................................. ................................ ................................‬‬

‫رابعا‪-‬أهمية التقسيم بالنسبة لالختصاص القضائي ‪82 ............................................. ................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬فروع القانون العام والقانون الخاص ‪82 ........................................... ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬فروع القانون العام ‪82 ............................................. ................................ ................................‬‬

‫أوال‪ -‬القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام ‪81 .............................................. ................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬القانون العام الداخلي ‪81 .................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫أ‪ -‬القانون الدستوري ‪81 ............................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ب‪ -‬القانون إلاداري ‪82 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ت‪ -‬القانون الجنائي ‪82 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ث‪ -‬القانون املالي ‪82 ....................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فروع القانون الخاص ‪82 ........................................ ................................ ................................‬‬

‫‪82‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫أوال‪ -‬القانون املدني ‪82 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬القانون التجاري ‪82 .............................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬قانون إلاجراءات املدنية و الادارية ‪10 ................................. ................................ ................................‬‬

‫رابعا‪ -‬قانون العمل ‪10 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫خامسا‪ -‬القانون البحري والجوي ‪10 ............................................ ................................ ................................‬‬

‫سادسا‪ -‬القانون الدولي الخاص ‪12 .............................................. ................................ ................................‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬تقسيم القواعد القانونية من حيث درجة الالزام ‪18 ........................ ................................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬معنى القواعد آلامرة والقواعد املكملة ‪18 ............................................ ................................‬‬

‫الفرع ألاول ‪ :‬القواعد آلامرة ‪18 ..................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف القواعد آلامرة وأثر مخالفتها ‪18 ............................... ................................ ................................‬‬
‫أ‪-‬تعريف القواعد آلامرة ‪18 ........................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ب‪ -‬أثر مخالفة القاعدة آلامرة ‪18 ................................................. ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القواعد املكملة ‪18 ................................................. ................................ ................................‬‬

‫أ‪ -‬تعريف القواعد املكملة ‪18 ........................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬معايير التمييز بين القواعد آلامرة واملكملة ‪11 ..................................... ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬املعيار اللفظي ‪11 ....................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫أوال مضمون املعيار ‪11 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أمثلة عن القواعد آلامرة واملكملة استنادا على املعيار اللفظي ‪12 ................... ................................‬‬

‫‪83‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬املعيار املعنوي ‪11 .................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر القانون‪32 ........................................................................................‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬التشريع كمصدر رسمي أصلي للقانون ‪12 ............................................ ................................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬تعريف التشريع وخصائصه ‪12 ............................. ................................ ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬تعريف التشريع ‪12 ................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التشريع ‪12 .............................................. ................................ ................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع التشريع ‪12 .................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬التشريع ألاساس ي(الدستور ‪10 ................................. ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التشريع العادي والعضوي ‪12 ................................. ................................ ................................‬‬

‫‪ -‬السلطة املختصة في وضع التشريع العادي والعضوي‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التشريع الفرعي(اللوائح) ‪11 .................................. ................................ ................................‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬املصادر الاحتياطية والتفسيرية للقانون ‪12 ........................................ ................................‬‬

‫املطلب الاول‪ :‬املصادر الاحتياطية للقانون ‪12 ............................. ................................ ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬الشريعة إلاسالمية ‪12 ............................................... ................................ ................................‬‬

‫أوال – تعريف الشريعة إلاسالمية ‪12 ............................................ ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪-‬أقسامها ‪10 ............................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثالثا‪-‬نتائج اعتبار الشريعة إلاسالمية مصدر احتياطي ‪10 ........................................... ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العرف ‪20 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪84‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫أوال‪-‬تعريف العرف ‪20 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪-‬أركان العرف ‪20 ...................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬نتائج تخلف العرف عن التشريع في املرتبة ‪22 ................... ................................ ................................‬‬

‫أ‪ -‬عدم قدرة العرف إلغاء نص تشريعي ‪22 ................................. ................................ ................................‬‬

‫ب‪ -‬عدم قدرة العرف على مخالفة نص تشريعي آمر متحد معه في الوالية والاختصاص ‪22 .................‬‬

‫ت‪ -‬جواز مخالفة العرف التجاري نص تشريعي مدني آمر ‪22 .................................... ................................‬‬

‫ث‪ -‬جواز مخالفة العرف للنصوص التشريعية املكملة‪22 ........................................ ................................ :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬القانون الطبيعي وقواعد العدالة ‪28 .................... ................................ ................................‬‬

‫املطلب الثاني ‪:‬املصادر التفسيرية للقانون ‪21 .............................. ................................ ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬الفقه ‪21 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬القضاء ‪21 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬نطاق تطبيق القاعدة القانونية‪55 ..................................................................‬‬

‫املبحث الاول‪ :‬نطاق تطبيق القانون من حيث ألاخشخاص ‪22 .................................... ................................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مضمون مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون ونطاقه ‪21 .............................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬مضمون مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون ‪21 .............................. ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون ‪21 ................................. ................................‬‬

‫أوال‪-‬نطاق املبدأ من حيث مصادر القاعدة القانونية ‪21 ............................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬نطاق املبدأ من حيث طبيعة القواعد القانونية ‪22 .......................................... ................................‬‬

‫‪85‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الاستثناءات الواردة على مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون ‪22 ..............................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬القوة القاهرة ‪22 ....................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الاستثناءات ألاخرى للمبدأ ‪22 ................................. ................................ ................................‬‬

‫أوال‪ -‬طلب إبطال العقد لغلط في القانون ‪22 .............................. ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬جهل التشريع الجنائي ينفي املسؤولية الجنائية ‪22 ........................................... ................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬جهل أجنبي ألحكام قانون العقوبات الدولة التي يذهب إليها في فترة معينة ‪10 .............................‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث املكان ‪12 ......................... ................................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مضمون وأساس مبدأ خشخصية ومبدأ إقليمية القوانين ‪12 ..............................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬مضمون وأساس مبدأ إقليمية القوانين ‪18 ............................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مضمون وأساس مبدأ خشخصية القوانين ‪18 ........................................ ................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تطبيق مبدأ خشخصية ومبدأ إقليمية القوانين في القانون الجزائري ‪11 ...........................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬مبدأ إلاقليمية هو ألاصل في القانون الجزائري ‪11 ................................. ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الاستثناءات الواردة على مبدأ إقليمية القانون الجزائري ‪11 ...............................................‬‬

‫أوال‪-‬الاستثناءات الواردة على املبدأ في مجال الحقوق والواجبات العامة ‪11 ..........................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬الاستثناءات الواردة على املبدأ في مجال تطبيق قواعد إلاسناد ‪11 .................................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬الاستثناءات الواردة على املبدأ في مجال تطبيق قانون العقوبات ‪11 ..............................................‬‬

‫أ‪ -‬التطبيق الشخص ي لقانون العقوبات ‪11 ................................ ................................ ................................‬‬

‫ب‪ -‬التطبيق العيني لقانون العقوبات ‪11 ..................................... ................................ ................................‬‬

‫‪86‬‬
‫محاضرات في املدخل للعلوم القانونية‬

‫املبحث الثالث‪ :‬نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث الزمان ‪11 ....................... ................................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬إلغاء القاعدة القانونية ‪11 .................................... ................................ ................................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬تعريف إلالغاء والسلطة املختصة به ‪11 ................................................. ................................‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف إلالغاء ‪11 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬السلطة املختصة باإللغاء ‪11 .............................................. ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع إلالغاء ‪12 ........................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫أوال‪ -‬إلالغاء الصريح ‪12 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬إلالغاء الضمني ‪12 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬بعض الحلول التشريعية ملسائل تنازع التشريعات من حيث الزمان ‪12 ..........................‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬التنازع الزماني في التشريعات العقابية ‪12 .............................................. ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التنازع الزماني في التشريعات املدنية ‪12 ................................................ ................................‬‬

‫خاتمة ‪21 ......................... ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫قائمة املحتويات ‪22 ........................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪87‬‬

You might also like