Professional Documents
Culture Documents
7102-7102
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
مقدمة:
برزت حاجة االنسان للعيش في جماعة منذ العصور وذلك للمحافظة على كيانه
ضد األخطار الخارجية وإلشباع حاجياته التي ال يستطيع تحقيقها بجهده الفردي .غير أن
العيش في الجماعات سواء كانت كبيرة أو صغيرة ،في صورة عائلة أو في صورة دولة يجب
أن يكون بأسلوب منظم يتم بتوفيق مصالح األفراد المتضاربة .وال يمكن أن يتم ذلك إال
بتخلي الفرد عن جزء من حريته المطلقة على نحو يؤمن للفرد الطمأنينة في حياته وفي
عمله.
ومن أجل تحقيق هذا النظام ،يتوجب بالضرورة وجود قواعد سلوك ترشد األفراد في
تصرفاتهم وسلوكم ،بحيث يشعر كل فرد بوجوب احترامها وعدم الخروج عن أحكامها .واال
الواقع أن غالبية األفراد يحترمون قواعد السلوك المقررة ايمانا منهم بضرورتها
الستقرار الحياة بين الجماعة ،إال أن قلة من األفراد قد تخرج عن هذه القواعد ،مما يستدعي
من السلطة العامة إعادتها إلى سواء السبيل وفرض الجزاء على من لم يتبع تلك القواعد.
إن مجموعة القواعد التي تحكم النظام في الجماعة تدعى " قانون" ،فهو منظم
للسلوك والروابط في المجتمع ،وتقوم السلطة العامة بحمل األفراد على احترامه ولو عن
طريق القوة حين الضرورة .من هنا تعتبر القواعد القانونية حجز الزاوية في دراسة مقياس
2
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
يتابع الطالب خالل دراسته لهذا المقياس مواضيع محددة في البرنامج ،تتعلق بالقواعد
القانونية ومجمل ما له صلة بها .لهذا قسمنا دراستنا إلى أربعة فصول اساسية.
فيندرج ضمن الفصل االول المتعلق بماهية القانون ،تعريف القانون وبيان الخصائص
المميزة للقواعد القانونية من جهة ،ثم بيان نطاق هذه القواعد من خالل تمييزها عن بعض
القواعد االخرى التي لها دور في تنظيم سلوك األفراد داخل المجتمع.
وخصصنا الفصل الثاني لتقسيم القانون من ناحيتين ،األولى حسب العالقة التي
تنظمها ،هنا نكون أما القانون العام والقانون الخاص ،مركزين خالل الدراسة حول أهمية
هذا التقسيم واملعايير املتبعة فيه ،مع بيان فروع كل قسم .ومن ناحية ثانية قسمت هذه
القواعد حسب طريقة مخاطبتها لألخشخاص وقوة إلالزام فيها ،أين نكون أمام القواعد
ركزنا في الفصل الرابع على مصادر القانون ،التي تتمثل أساسا في مصادر رسمية
أصلية نقصد هنا التشريع بأنواعه املختلفة .املصادر الاحتياطية للقانون املتمثلة في
الشريعة إلاسالمية ،العرف ،ومبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة .أخيرا املصادر
التفسيرية التي يستأنس بها القاض ي عند فصله في أي نزاع معروض أمامه ،وتتمثل في
الفقه والقضاء.
خصصنا الفصل ألاخير من هذه الدراسة ،لنطاق تطبيق هذه القواعد القانونية
أوال من حيث ألاخشخاص ،وهنا نبين معنى مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون ،وأهم
الاستثناءات التي ترد عليه .ثانيا نطاق تطبيق هذه القواعد من حيث املكان الذي يحكمه
3
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
مبدأ إلاقليمية ومبدأ الشخصية ،مبينين مضمون كل مبدأ وأساسه ،مع التركيز على
موقف املشرع الجزائري منهما .ثالثا وأخيرا ،نطاق تطبيق هذه القواعد من حيث الزمان،
أين عرفنا معنى إلالغاء وأنواعه وأدرجنا مختلف الحلول التشريعية التي قدمها املشرع
4
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفصل الاول
ماهية القانون
يعتبر القانون مجموعة من ألاسس والقواعد التي تحكم املجتمع وتعمل على توجيهه
وتنظيمه ،حيث ال يمكن لألفراد الذين يكونون جماعات كبيرة كانت أو صغيرة العيش
بنجاح ،إذا كان أفراده ال يخضعون لقوانين تحكمهم وتوضح لهم الحدود التي يجب التقيد
بها .وال يتسنى ذلك إال بتحديد حقوق وواجبات كل فرد في املجتمع مع وضع الجزاء املناسب
في حالة مخالفة تلك القواعد .هذا القانون الذي له جذور تاريخية عبر ألازمنة تتميز قواعده
بخصائص مهمة (املبحث ألاول) مع إلاشارة أنه إلى جانب هذه القواعد القانونية هناك
قواعد أخرى هدفها تنظيم سلوك ألافراد داخل املجتمع (املبحث الثاني).
املبحث ألاول
تعريف القانون وخصائص القاعدة القانونية
للتعرف على أكثر على القواعد القانونية ،وجب الوقوف أوال على ألاصول التاريخية لكلمة
قانون ،ومختلف معانيها واستعماالتها (املطلب الاول) كذا مجموعة الخصائص التي تميزها
والتي تشترك فيها كل أنواع القواعد(املطلب الثاني)
املطلب ألاول
تعريف القانون
تعتبر كلمة قانون مصطلح شائع بين عامة الناس ،وليس فقط رجال القانون فما
أصل هذا املصطلح (الفرع ألاول) وما هي أهم استعماالته سواء من الناحية القانونية أو في
باقي العلوم ألاخرى(الفرع الثاني).
الفرع ألاول
أصل كلمة قانون
كلمة قانون معربة يرجع أصلها إلى اللغة اليونانية ،مأخوذة من كلمة KANUNومعناها
العصا املستقيمة وتستعمل مجازا للداللة على الاستقامة في القواعد واملبادئ القانونية،
5
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
...Rechtالخ1 وقد انتقلت إلى عدة لغات مثال :الفرنسية ،Droitإلايطالية Ditiiioوألاملانية
تستخدم لقياس مدى احترام الفرد ملا نصت عليه القاعدة القانونية.
كما يمكن أن تحتمل معنى القاعدة أو املبدأ أو النظام ،بمعنى تكرار أمر معين على وتيرة
واحدة بحيث يعتبر خاضعا لنظام ثابت .2فكلمة قانون تعتبر إذن عن نوع من النظام الثابت
يتمثل في ارتباط حتمي يقوم بين ظاهرتين توجد احداهما في طرف عصا مستقيمة وتقابلها
ألاخرى في نهاية العصا دون أي انحراف.3
فكلمة قانون التي تحمل معنى الاستقامة ،تستخدم في املجال القانوني كمعيار لقياس مدى
احترام الفرد ملا تأمره به القاعدة القانونية أو تنهاه عنه ،فإذا سار وفقا ملقتضاها كان
غير مستقيم4 سلوكه مستقيما كالعصا ،وإن هو تمرد على حكمها كان سلوكه منحنيا
الفرع الثاني
يستعمل مصطلح قانون للتعبير عن مجموعة من املعاني ،فقد يستعمل لإلشارة الى
القواعد التي تحكم سلوك الافراد وتنظم عالقاتهم في املجتمع (أوال) كما يستعمل في مجال
العلوم الطبيعية والاجتماعية(ثانيا).
- 1أنظر الخليلي حبيب إبراهيم ،املدخل للعلوم القانونية ،النظرية العامة للقانون ،ديوان املطبوعات الجامعية،
الجزائر،8002،ص - .00إسحاق ابراهيم منصور ،نظريتا القانون والحق وتطبيقاتهما في القوانين الجزائرية ،ديوان
املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2008 ،ص. 82
-2محمودي مراد ،النظرية العامة للقانون ،دار الكتاب الحديثة ،الجزائر ،8002 ،ص .02
- 3الخليلي حبيب ابراهيم ،مرجع سابق ،ص .21
جعفور محمد سعيد ،مدخل إلى العلوم القانونية ( الوجيز في نظرية القانون) ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع،
4الجزائر ،8001 ،ص .21
6
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
يتخذ كل علم قوانينه الخاصة به املعبرة عن الارتباط القائم بين ظواهره ،باملقابل استأثر
علم القانون بكلمة قانون واتخذ منها اسما له ،1هنا مصطلح قانون يستعمل للداللة الى
القواعد التي يجب على الافراد احترامها ،يمكن أن يكون هذا الاستعمال عاما(أ) أو
خاصا(ب).
أ -املعنى العام ملصطلح قانون :يستعمل هذا املصطلح استعماال عاما للداللة على
مجموعة القواعد التي تحكم سلوك ألافراد وتنظم عالقاتهم في املجتمع على نحو
ملزم ،بغض النظر عن مصدرها من جهة ،أو كونها مكتوبة أم ال من جهة أخرى.2
ب -املعنى الخاص ملصطلح قانون :يستعمل أيضا مصطلح قانون للداللة على معاني
أخرى منها:
ب 2-استعمال مصطلح قانون في معنى التشريع :يقصد بالتشريع مجموعة القواعد
القانونية التي تضعها السلطة التشريعية في صورة مكتوبة ،دون غيرها من القواعد التي
تنشأ من املصادر ألاخرى .3وبالرغم من الاختالف الواضح بين املصطلحين ،يالحظ
استخدام لفظ قانون ملعنى التشريع ،فيقال مثال قانون العمل ،قانون الخدمة الوطنية،
قانون املحاماة...الخ مع أن ألاصوب وألادق أن يستعمل مصطلح التشريع .وباملقارنة مع
اللغة الفرنسية نالحظ أنها أفردت مصطلحا مميزا لكل منهما ،فاستعملت لفظ Droit
ملعنى قانون ولفظ Loiملعنى التشريع.4
7
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
يستخدم مصطلح قانون للتعبير عن التشريع الذي يعتبر القواعد القانونية التي تصدر من
السلطة التشريعية ،كما يستخدم للداللة على التقنين ،فهو مجموعة من قواعد التي تنظم
نوعا من الروابط في فرع من فروع القانون مثال :القانون املدني ،القانون التجاري ،هنا
يستعمل للداللة عن كلمة تقنين Codeالذي معناه مجموعة من قواعد قانونية مجمعة في
كتاب .هنا يالحظ أيضا أن معظم التشريعات العربية تخلط في استعمال املصطلح فكثيرا
ما تستعمل مصطلح قانون للداللة على التقنين أو العكس ،أما في اللغة الفرنسية فقد
احسن استعمال اللفظ فهو يطلق عليها عبارة Codeمثال .1 Code pénal
املطلب الثاني
نشير هنا إلى أنه مهما يكن نوع القواعد القانونية ،ومهما يكن القسم الذي تنتمي
إليه فكلها تشترك في مجموعة من الخصائص املتمثلة في:
- 1تناغو سمير عبد السيد ،النظرية العامة للقانون ،منشأة املعارف ،الاسكندرية ،2021 ،ص .12
8
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع ألاول
أوال -املقصود بالسلوك :يشترط في السلوك املقصود هنا أن يكون ظاهرا معلنا
وليس خفيا ،ألن القانون ال يهتم بنا يدور في نفوس ألافراد من نوايا ومشاعر إال في حدود
ضيقة ،بل يتكفل فقط بما يظهر على شكل أفعال مادية.1
ثالثا -القانون ضرورة اجتماعية :يعتبر القانون ضروري لحفظ أمن واستقرار
املجتمع وبعث الطمأنينة بين أفراده ،ولكي يؤدي الفرد وظيفته في املجتمع ينبغي أن يوجه
له خطاب لتنظيم سلوكه بما أتت به القاعدة القانونية.3
إذن القاعدة القانونية بمعنى آخر تحدد ما للشخص من حقوق وما عليه من
واجبات ،وبذلك تقض ي على مبدأ الذاتية الذي يؤدي إلى الفوض ى في املجتمع ،أين كل فرد
يسعى إلى تحقيق حاجياته ولو على حساب أخشخاص آخرين.
- 1مصطفى محمد الجمال ،محمد محسن قاسم ،النظرية العامة للقانون -القاعدة القانونية ،-الدار الجامعية
للطباعة والنشر ،الاسكندرية ،8002 ،ص .81انظر أيضا :تناغو سمير عبد السيد ،مرجع سابق ،ص .12
- Marie Anne Frison Roche, Introduction générale au droit, Dalloz, Paris, 1992, p54.
- 2أحمد محمد الرفاعي ،املدخل للعلوم القانونية – نظرية القانون ،8002 -ص www.pdffactory.com .82
- COURBE Patrick, Introduction générale au droit , Dalloz, Paris, 2005, p91.
3
-EL HILALI, Introduction à l’étude du droit, p08. www.Lesjeuneco.com.- CABRILLAC
Rémy, Introduction générale au droit, 7ème édition, Dalloz, Paris, 2007, p11.
9
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع الثاني
التجريد معناه أن القاعدة القانونية ال تتعلق وال تخاطب خشخصا معينا بالذات(أي
ال يذكر اسمه) ،وال واقعة محددة بذاتها .بل تتعلق بالشروط الالزم توفرها في الواقعة التي
تنطبق عليها ،وألاوصاف الواجب أن تتوفر في الشخص املخاطب بها.
أما العمومية فهي نتيجة لتجريد تلك القاعدة القانونية ،فهي تطبق على كل
ألاخشخاص الذين تتوفر فيهم الصفة أو الشروط ،1فالقاعدة القانونية مجردة عند نشأتها
وعامة عند تطبيقها.2
تحقق هذه الخصوصية املساواة بين الناس أمام القانون وتمنع التحيز ملصلحة
خشخص معين من جهة .كما تعتبر ضمانة لحريات املواطنين وصيانتها من استبداد الحكام
من جهة أخرى.3
- 1أحمد محمد الرفاعي ،مرجع سابق ،ص .88انظر ايضا تناغو سمير عبد السيد ،مرجع سابق ،ص 12و،10
واعتبر الكاتب أن التجريد يصاحب القاعدة عند صياغتها والعمومية هي الطريقة التي تتم بها صياغة القاعدة.
-2للتفصيل أكثر في معنى العمومية والتجريد أنظر :مصطفى محمد الجمال ،محمد محسن قاسم ،مرجع سابق ،ص80
-BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, Introduction au droit, 3ème édition,
Dunod, Paris, 1999, p05.
- 3تناغو سمير عبد السيد ،مرجع سابق ،ص .10انظر أيضا :محمودي مراد ،مرجع سابق ،ص .82مصطفى محمد
الجمال ،محمد محسن قاسم ،مرجع سابق ،ص.12
10
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع الثالث
تعد خاصية الالزام إحدى الخصائص ألاساسية للقاعدة القانونية ،وحتى تكون
القاعدة القانونية أداة لتقويم الفرد داخل املجتمع ،يجب أن تكون هذه القاعدة ملزمة
مقترنة بجزاء.
تبين القاعدة القانونية لألخشخاص الحدود والقيود الواجب الالتزام بها ،بمعنى آخر
تبين لهم الحقوق التي يتمتعون بها والواجبات التي تقع عليهم باملقابل .وفرض احترامها ال
يكون إال بطابع إلالزام الذي تتصف به هذه القاعدة .فيعتبر إلالزام محركا للقاعدة
القانونية ،فبدونه تصبح القاعدة القانونية مجرد نصيحة.
نقصد باإللزام إذن هنا جبر الافراد وإكراههم على احترام القاعدة القانونية تحت
طائلة فرض الجزاء عليهم عند مخالفتها.
ونعني بالجزاء ألاثر الذي يترتب وفقا للقانون على مخالفة القاعدة
القانونية.1استعمال القوة املادية التي تمتلكها الدولة لقمع املخالفين للقانون أو لجبرهم
على إصالح الضرر وأداء التعويض عند الاقتضاء.2
ثانيا -خصائص الجزاء:
- 2عجة الجياللي ،املدخل للعلوم القانونية ،نظرية القانون بين التقليد والحداثة طبقا للمعايير الدولية املقررة
لنظام BERTI ،L.M.Dـ الجزائر ،8000،ص .21
11
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
أ -الجزاء حال :معناه أن الشخص عند مخالفته للقاعدة القانونية وعدم الامتثال
لها ،تطبق عليه العقوبة وهو على قيد الحياة أي دنيوي.
ب -الجزاء ذو طابع مادي :معناه أن هذا الجزاء يمس الشخص املخالف إما في
جسمه أو ماله.
ت -الجزاء تختص بوضعه وتوقيعه السلطة العامة :إذ ال يجوز لألفراد العاديين
ممارسة الجزاء وإال كنا أمام شريعة الغاب.1
يأخذ الجزاء في القاعدة القانونية صورا مختلفة حسب نوع تلك القاعدة نذكر منها:
أ-الجزاء الجنائي :يترتب الجزاء الجنائي عند ارتكاب جريمة منصوص عليها في قانون
العقوبات ،ويختلف الجزاء في القاعدة الجنائية حسب نوع ودرجة الفعل .2فهذه ألاخيرة
قسمها املشرع الى مخالفات ،جنح وجنايات .3بذلك تترتب العقوبة حسب هذا التقسيم من
أقلها وهي الغرامات إلى أقص ى عقوبة يمكن توقيعها وهي إلاعدام أو السجن املؤبد.
هذا فيما يخص درجة العقوبة ،كما يمكن تقسيم هذه العقوبات إلى عقوبات
أصلية ،تبعية وأخرى تكميلية .ألاصلية 4نقصد بها تلك العقوبة املقررة للجريمة مثال
-1للتفصيل أكثر في خصائص الجزاء أنظر :عجة الجياللي ،مرجع سابق ،ص ،22مصطفى محمد الجمال ،محمد
محسن قاسم ،مرجع سابق ،ص - .12محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون ،القاعدة القانونية ،منشورات
حلبي الحقوقية ،بيروت ،8020 ،ص82
- MALINVAUD Philippe, Introduction à l’étude du droit, 13ème édition, Lexis Nexis, Paris,
2011, p36-37.
2
- TERRE François, Introduction générale au droit, 6ème édition, Dalloz, Paris, 2003, p536.
- EL HILALI, op.cit., p18.
-3املادة 82من ألامر رقم ،221-11املؤر في 2جوان ،2011امل ّ
تضمن قانون العقوبات ، ،ج ر عدد ،10صادر في
معدل ّ
ومتمم. 22جوان ّ ،2011
-4املادة 02من القانون نفسه.
12
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
السجن املؤبد ،أما التبعية فهي تلك العقوبات التي يلحقها القانون باملحكوم عليه وتضاف
إلى العقوبة ألاصلية مثال الحجر القانوني ،أما العقوبات التكميلية 1فهي ال تلحق باملحكوم
عليه إال إذا قض ى القاض ي بتوقيعها عليه مثال تحديد إلاقامة.
ب-الجزاء املدني :يتمثل في ألاثر املترتب على مخالفة قاعدة من قواعد القانون
املدني ،ومن الجزاءات املدنية نذكر مثال:
-التعويض 2الذي يكون بإلزام املسؤول عن الضرر بدفع ثمن نقدي يعادل قيمة
ضرره.
– إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل حدوث املخالفة أو رد الش يء إلى أصله ولهذا
الجزاء صور منها :البطالن الذي يمكن أن يكون مطلق أو نسبي ،فسخ التصرف القانوني
وهو نتيجة لعدم تنفيذ أحد طرفي الالتزام امللزم لجانبين لواجباته ،إلازالة املادية للمخالفة
مثل سد املطالت.
ت-الجزاء إلاداري :يكون نتيجة قاعدة من قواعد القانون الاداري ،يختلف حسب
الفعل فقد يكون في مجال العقود إلادارية بالفسخ أو البطالن ،في مجال القرارات إلادارية
بإلغاء القرار ،كما يمكن أن يكون أيضا في مجال الوظيفة العامة أين يوقع حسب درجة
الفعل من أقلها وهو إلانذار إلى أشدها وهو الفصل عن العمل...إلخ.3
- TERRE François, op.cit., p535. - EL HILALI, op.cit., p20. -MALINVAUD Philippe, ,
op.cit., p36.
13
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
املبحث الثاني
نطاق القانون
إذا كانت القواعد القانونية قواعد اجتماعية تنظم مظاهر الحياة لألفراد في
املجتمع ،وتوقع الجزاء على من يخالف هذا التنظيم وهذا هو الهدف الذي وضعت من
أجله .فهناك قواعد أخرى تتولى كذلك هذه املهمة وتساهم بقسط وافر إلى جانب قواعد
القانون في تحقيق ما يسمى باالنضباط الاجتماعي .لذا وجب تبيان العالقة املوجودة بينها
وتبيان مدى إمكانية التكامل بينها .تتمثل هذه القواعد في قواعد الدين(املطلب ألاول)،
قواعد ألاخالق(املطلب الثاني) كذا العادات والتقاليد (املطلب الثالث).
املطلب ألاول
أثبتت دراسات تاريخ القانون أن القواعد الدينية لعبت على مدى حضارات كثيرة
وفترات طويلة من الزمن دورا أساسيا في ضبط العالقات فيما بين ألافراد ،اعتبارا من أن
املجتمعات القديمة كانت مجتمعات دينية .1فما معنى القاعدة الدينية(الفرع ألاول) وما
يميزها عن القاعدة القانونية(الفرع الثاني).
الفرع ألاول
تتمثل القواعد الدينية في تلك القواعد ،ألاحكام ،ألاوامر والنواهي التي أقرتها
الشرائع السماوية والتي أنزلها هللا عز وجل على أنبياءه ورسله لتبليغها للناس ،ودعوتهم إلى
اتباعها وإال تعرضوا إلى عقاب هللا وغضبه .وهي ملزمة ملعتنقيها رغبة منهم في رضا هللا
وجلب الثواب.
14
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع الثاني
قواعد الدين أوسع نطاقا من القواعد القانونية ،1فهذه ألاخيرة تشمل عالقة
إلانسان بغيره وهي املعامالت .أما القواعد الدينية فهي تشمل ثالثة أنواع من العالقات
عالقة إلانسان باهلل التي تمثل قواعد العبادات ويدخل ضمنها الصالة والزكاة...الخ ،عالقة
إلانسان بنفسه وتتمثل في قواعد ألاخالق التي تحكم سلوك الانسان وتحدد واجباته نحو
نفسه ونحو غيره فتبين الرذائل والفضائل مثل الاحترام ،الرحمة والاحسان...الخ ،وأخيرا
عالقة إلانسان بغيره ويقصد بها قواعد املعامالت وهي القواعد التي تنظم سلوك الفرد
وعالقاته في املجتمع .وهو املجال الذي تلتقي فيه بالقواعد القانونية.
تشترك إذن القواعد الدينية مع القواعد القانونية في هذه النقطة الثالثة فيما
يخص املعامالت ،2وكثيرا ما يستمد املشرع قواعده من الدين على شكل قواعد قانونية
ملزمة (مثال فيما يخص الشريعة الاسالمية ،استمد املشرع الجزائري كثيرا من القواعد
القانونية منها ،مثل أحكام الزواج ،الطالق ،املواريث...الخ).
تتناول القواعد الدينية أحكام الحياة الدنيا وآلاخرة معا ،أما القواعد القانونية
فتختص فقط باألحكام الدنيوية مثل البيوع ،إلايجارات...الخ.
15
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
قواعد الدين تكون غير محصورة التطبيق من حيث الزمان واملكان ،فهي صالحة
لكل زمان ومكان ،أما القواعد القانونية فهي محصورة بمكان وزمان تطبيقها ،كما يمكن
أن تعدل ،تلغى وتعوض بقواعد أخرى.
يهدف كل من القانون والدين إلصالح سلوك الفرد داخل املجتمع ،لكن غاية الدين
مثالية تتمثل في الايمان باهلل وعبادته .كما أن الدين يهتم بالنوايا كاهتمامه بالسلوك
الظاهر لإلنسان ،فيحاسب الانسان عما يدور في رأسه من أفكار ولو لم يعبر عنها بأعمال
مادية.1
نجد باملقابل أن غاية القانون نفعية ألن قواعده تهدف إلى تنظيم سلوك الفرد في
املجتمع وتحقيق املصالح الجديرة بالحماية ،واملحققة لألمن واملساواة بين أفراد املجتمع.
لهذا فهي قواعد ال تهتم بخبايا ألانفس ومكنونات الضمائر إال إذا خرجت إلى حيز الوجود.
1
- JEAMMAND A, La règle du droit comme modèle, Dalloz, Paris, 1990,p 65.
-2بوضياف عمار ،مرجع سابق ،ص.12
16
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
املطلب الثاني
تساهم قواعد ألاخالق الى جانب القواعد القانونية في تنظيم سلوك الفرد داخل
املجتمع ،حيث يعتبرها ألاخشخاص مثل القواعد القانونية من حيث خاصية الالزامية.
الفرع ألاول
تعرف قواعد ألاخالق على أنها مجموعة القواعد التي تحض على الخصال السليمة
واملثل العليا التي يرى الناس فيها ما ينبغي اتباعه ،1كااللتزام بالصدق واجتناب الكذب
ومساعدة الضعيف وإيثار الغير عن النفس ،وهي تختلف من مجتمع إلى آخر. 2
الفرع الثاني
تربط القواعد القانونية بالقواعد ألاخالقية صلة وثيقة جدا ،فبالرغم من كون
هدفهما هو تنظيم سلوك الفرد داخل املجتمع ،إال أنهما يختلفان في بعض النقاط
كاملضمون (أوال)ـ الغاية(ثانيا) وأخيرا الجزاء (ثالثا).
تعتبر قواعد ألاخالق أوسع نطاقا من القواعد القانونية ،3فهي تنظم نوعين من
الواجبات ،واجبات الفرد مع غيره املتمثلة في ألاخالق الاجتماعية وواجباته مع نفسه ونعني
- 1لم يتفق الفقه على تعريف قواعد ألاخالق ،نظرا لكون ألاخالق تعتمد أساسا على فكرتي الخير والشر ولهما
طبيعة نسبية تختلف باختالف أفكار املجتمعات وظروفها ،نقال عن جعفور محمد سعيد ،مرجع سابق ،ص .12
- 2نقال عن محمودي مراد ،مرجع سابق ،ص ،18أنظر أيضا :بوضياف عمار ،مرجع سابق ،ص.11
- 3الخليلي حبيب إبراهيم ،مرجع سابق ،ص ،11محمودي مراد ،مرجع سابق ،ص.12
17
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
بها ألاخالق الفردية .وتشترك القواعد القانونية مع قواعد ألاخالق في النوع ألاول من
الواجبات (أي الاجتماعية) .مع إلاشارة أن القانون ينفرد في تنظيم بعض املسائل دون
قواعد ألاخالق مثل قانون املرور ...الخ.
كما أن الواجبات ألاخالقية ال يقابلها حقوق ،عكس الواجبات القانونية فكل واجب
يعتبر حقا للطرف الثاني .ومعظم القواعد القانونية هي قواعد أخالقية والعكس غير
صحيح.
غاية ألاخالق مثالية ،تتمثل في تربية الانسان ،حيث تأمره بالخبر وتنهاه عن الشر
فقواعد ألاخالق تعبر عن ما ينبغي أن يكون وليس على ما هو كائن.1
أما غاية القواعد القانونية فهي عملية واقعية ،تمثل في النضال من أجل الحفاظ
على استقرار ألاوضاع في املجتمع والحفاظ على املصلحة العامة.
-1للتفصيل أكثر أنظر :بوضياف عمار ،مرجع سابق ،ص ،11الخليلي حبيب إبراهيم ،مرجع سابق ،ص.12
2
- MARAIS Astrid, Introduction au droit, 3ème édition, Vuibert, Paris, 2001, p17. -EL
HILALI, op.cit., p15.
18
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
املطلب الثالث
عالقة القواعد القانونية بالعادات والتقاليد
وجدت هذه العادات والتقاليد قبل وجود القانون ومازالت الى يومنا هذا .فهي تؤدي
دورا هاما في املجتمع ،خاصة في تنظيم سلوك ألافراد فيه .فكل مجتمع تسوده مجموعة
من هذه القواعد.
الفرع ألاول
تعتبر العادات والتقاليد وكذا املجامالت عادات سلوكية يراعيها ألاخشخاص في
عالقاتهم داخل املجتمع ،1مارسوها لفترات حتى أصبحوا يشعرون بإلزاميتها ،ووجوب
احترامها كالتحية عند اللقاء ،تبادل الهدايا في ألافراح واملناسبات ،تبادل الزيارات ،زيارة
املرض ى ،املواساة في ألاحزان ...الخ.
الفرع الثاني
تستمد العادات والتقاليد قوتها من ممارسة ألافراد لها وشعورهم بإلزاميتها ،ويكون
مصدرها ألاخشخاص .عكس القاعدة القانونية التي تستمد قوتها من املشرع .
19
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
غاية القواعد القانونية تحقيق املصلحة العامة والحفاظ على الكيان والاستقرار في
املجتمع ،أما غاية املجامالت والعادات والتقاليد فهي جانبية ال يؤدي عدم القيام بها إلى
الانتقاص من املصلحة العامة أو الاضطراب في نظام املجتمع .1
- 1للتفصيل أكثر راجع :تناغو سمير عبد السيد ،مرجع سابق ،ص - ،12جعفور محمد سعيد ،مرجع سابق ،ص.28
20
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفصل الثاني
تقسيم القانون
يعيش ألاخشخاص في جماعات سواء كبيرة أو صغيرة ،لهذا إضافة إلى تنظيم
القواعد القانونية للعالقات بين أفراد املجتمع فيما بينهم ،تمتد لتنظم عالقة ألافراد
بالدولة ،وكذا عالقة هذه ألاخيرة مع غيرها من الدول واملنظمات .بذلك قسم القانون إلى
عام وخاص ،ولهذا التقسيم معايير وأهمية بالغة(املطلب ألاول) ولكل قسم فروع سواء
القانون العام(املطلب الثاني) أو القانون الخاص(املطلب الثالث)
املطلب ألاول
تقسيم القانون إلى عام وخاص ليس باألمر السهل ،نظرا لكثرة القواعد وتشعبها
وكثرة العالقات التي تنظمها ،فالبحث عن معيار جامع ومانع ،أمر ضروري من أجل
الاعتماد عليه للتمييز بينهما (الفرع ألاول) ،وتبرز لنا أهمية بالغة عن هذا التمييز (الفرع
الثاني) .
21
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع ألاول
اختلف الفقهاء حول تقسيم القانون الى عام وخاص ،1بذلك ظهرت عدة نظريات
تعتمد على معايير مختلفة فاقت 22معيار سنتطرق إلى أهم هذه املعايير.
أ -مضمون املعيار :حسب هذا املعيار فالتفرقة بين القانون العام والخاص يكون على
أساس ألاخشخاص الذي يكونون أطرافا في العالقة القانونية ،فإذا كانت بين أخشخاص
طبيعية نكون أمام القانون الخاص ،أما اذا كانت الدولة طرف فيها فإننا نكون أمام
القانون العام.2
ب -نقد هذا املعيار :هو معيار سهل لكن يعاب عليه كون الدولة عند قيامها
بتصرفاتها ونشاطها ال تتدخل بصفة واحدة ،وإنما يمكن أن تكون في بعض ألاحيان حاملة
للسياد وفي أحيان أخرى بدونها .وهذا ما تم تداركه في معيار صفة ألاخشخاص.
أ -مضمون املعيار :ارتكز أنصار هذا املعيار على فكرة سهلة للتميز بين القانون العام
والخاص ،فالقانون العام قواعده كلها آمرة أما القانون الخاص فكل قواعده مكملة.
ب-نقد هذا املعيار :هو معيار بسيط سهل لكن غير صحيح ،حيث وقع أنصار هذا املعيار في
خطأ .فإن كانت حقيقة قواعد القانون العام كلها آمرة فإن القانون الخاص ليست كل
قواعد مكملة ،وإنما هي مزيج من القواعد آلامرة واملكملة.
1
- BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, op.cit., p07.
-محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون ،القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص.11
-2مصطفى محمد الجمال ،محمد محسن قاسم ،مرجع سابق ،ص.22
22
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
أ -مضمون املعيار :يعتبر هذا املعيار تصحيح للمعيار ألاول ،وهو من بين أهم املعايير
املقترحة من طرف الفقه ،فهذا املعيار ال يعتمد على ألاخشخاص أطراف العالقة القانونية
وإنما على الصفة التي يتدخل بها هذا الشخص حسب حالتين:
الحالة ألاولى :نكون أمام القانون العام عندما تكون العالقة بين الدولة أو أحد
فروعها وأخشخاص أخرى عندما تكون هذه الدولة حاملة للسيادة ،أي لها امتيازات السلطة
العامة .
الحالة الثانية :نكون أمام القانون الخاص - ،إذا تدخلت الدولة أو أحد فروعها
كشخص طبيعي أي ليس لها امتيازات – .أو إذا كانت العالقة بين أخشخاص طبيعية.2
نستنتج إذن ،أن العبرة في تقسيم القانون إلى عام وخاص تكمن في الصفة التي
تتدخل بها الدولة أو أحد فروعها فإذا كانت هناك امتيازات نكون أمام القانون العام ،أما
عدا ذلك نكون أمام القانون الخاص .
-1مصطفى محمد الجمال ،محمد محسن قاسم ،مرجع سابق ،ص - .21محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون،
القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص.12
-2محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون ،القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص.12
23
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ب -تعريف القانون العام والخاص باالرتكاز على هذ املعيار :يمكن تقديم تعريف
للقانون العام والخاص حسب هذا املعيار ألاخير :
القانون العام هو "مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات بين الدولة أو
أحد فروعها وأخشخاص أخرى عندما تكون حاملة للسيادة أي تتمتع بامتيازات السلطة
العامة و يسمى بـ"قانون الخضوع والسيطرة ".
أما القانون الخاص فهو "مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم العالقات بين
ألاخشخاص الطبيعية أو بين الدولة وأخشخاص أخرى لكن ال تكون حاملة للسيادة".
الفرع الثاني
تبرز أهمية تقسيم القانون إلى عام وخاص في عدة مجاالت خاصة في مجال
الامتيازات (أوال) العقود(ثانيا) الاموال(ثالثا) كذلك الاختصاص القضائي(رابعا).
أوال -أهمية التقسيم في مجال الامتيازات :من أجل تحقيق املصلحة العامة في
املجتمع ،منحت للسلطة العامة عدة امتيازات لم يمنحها القانون لألفراد ،ألنهم يعملون
فقط لتحقيق مصالحهم الخاصة .من بين هذه الامتيازات نذكر الخدمة العسكرية ،دفع
الضرائب ،نزع امللكية من أجل املنفعة العامة...الخ.1
ثانيا-أهمية التقسيم في مجال العقود :العقود التي تبرمها الدولة أو أحد فروعها
كصاحبة السيادة هي عقود إدارية تكون في مركز ممتاز وأعلى من الفرد ،فلها حق تعديل أو
الغاء شروط العقد أو فسخه ،وهي عقود تخضع للقانون العام .أما في القانون الخاص
فطرفا العقد يكونان متساويان أمام العقد ( العقد شريعة املتعاقدين).
- 1أنظر :صطفى محمد الجمال ،محمد محسن قاسم ،مرجع سابق ،ص -.20محمد حسين منصور ،املدخل إلى
القانون ،القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص.11
24
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ثالثا -أهمية التقسيم في مجال ألاموال :املال العام مخصص للمنفعة العامة فال
يجوز التصرف فيه وال الحجز عليه وال اكتسابه بالتقادم ،عكس املال الخاص فيمكن
التصرف فيه ،الحجز عليه كما يمكن اكتسابه بالتقادم .
املطلب الثاني
تطرقنا في هذا املطلب إلى فروع كل من القانون العام(الفرع ألاول) وفروع القانون
الخاص(الفرع الثاني).
الفرع ألاول
ينقسم القانون العام إلى قانون عام خارجي(أوال) وقانون عام داخلي (ثانيا).
أوال -القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام ) :هو مجموعة من قواعد قانونية
تنظم العالقات بين الدولة في وقت السلم أو في وقت الحرب وعالقتها باملنظمات الدولية
وعالقات املنظمات الدولية فيما بينها. 1
أ -في وقت السلم :يبين من هم أخشخاص القانون الدولي ،الشروط التي يجب أن تتوفر في
الدولة حتى يعتبر خشخص دوليا ،ينظم املعاهدات أو الاتفاقيات التي تبرمها الدول ،يحدد
1
- BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, op.cit., p08.- TERRE François,
op.cit., p68.
25
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
حقوق الدول ووجباتها تجاه الدول ألاخرى ،كما يبين طرق التمثيل الدبلوماس ي ،كذا
الطرف السلمية لحل النزاعات كاملفاوضات ،والتحكيم...الخ.
ب -في وقت الحرب :ينظم اجراءات اعالن الحرب من دولة على دولة ،يحدد الوسائل
املشروعة وغير املشروعة لهذه الحرب ،طريقة انهاء الحرب (الهدنة أو الصلح)،طريقة
معاملة ألاسرى والجرحى...الخ .
ثانيا -القانون العام الداخلي :هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم
العالقات بين الدولة أو أحد فروعها مع أخشخاص أخرى حين تكون لها سيادة أو امتيازات
السلطة العامة ،1بذلك ينقسم القانون العام الداخلي إلى:
أ -القانون الدستوري :هو مجموعة من القواعد القانونية امللزمة التي ينظم شكل الدولة
وسلطاتها ،وهيئاتها العامة والعالقة فيما بينها .يمثل القانون ألاسمى للدولة .2ومن
موضوعاته نذكر:
_الحقوق ألاساسية لألفراد وحرياتهم العامة (حرية الرأي ،حرية العقيدة ،حق
الانتخاب...الخ) املنصوص عليها في الدستور الجزائري.3
1
- BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, op.cit., p09.
2
- COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, Dalloz, Paris, 1999, p15.
-محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون ،القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص.21
ّ
-3أنظر المرسوم الرئاس ي رقم ،112-01املؤر في 02ديسمبر ،2001املتعلق بإصدار نص تعديل الدستور ،املصادق
عليه في استفتاء 82نوفمبر ،2001ج ر عدد 21صادر في 2ديسمبر .2001املعدل واملتمم ب ــ:
يتضمن تعديل الدستور ،ج ر عدد 82صادر في 21أفريل .8008 ّ -قانون رقم ،01-08مؤر في 20أفريل ،8008
ّ
-قانون رقم ،20-02مؤر في 22نوفمبر ،8002يتضمن تعديل الدستور ،ج ر عدد ،11صادر في 21نوفمبر .8002
يتضمن تعديل الدستور ،ج ر عدد ،21صادر في 02مارس.8021 ّ -قانون رقم ،02-21مؤر في 01مارس ،8021
26
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ب -القانون إلاداري :هو مجموعة القواعد القانونية املتميزة غير املألوفة في القانون
الخاص ،تحكم إلادارة العامة من حيث تنظيمها ،نشاطها ومنازعاتها .ومن موضوعاته:
_املنازعات إلادارية...الخ.1
ت -القانون الجنائي :هو مجموعة القواعد التي تحكم الجرائم ،العقوبات املقررة
لها وإلاجراءات الواجب إتباعها من يوم وقوع الجريمة إلى إصدار الحكم النهائي ،لذلك
ينقسم القانون الجنائي إلى قانون العقوبات وقانون إلاجراءات الجزائية.2
*قانون العقوبات :ينقسم قانون العقوبات بدوره إلى قسمين عام وآخر خاص .فالقسم
العام يبين القواعد العامة للمسؤولية الجزائية (تعريف الجريمة ،أركان الجريمة ،الظروف
املشددة والظروف املخففة ،العقوبات بصفة عامة).
أما القسم الخاص فهو يدرس كل جريمة على حدى فيبين لنا الحد ألادنى والحد
ألاقص ى للعقوبة وكل ما يتعلق بها.
-1محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون ،القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص21
ّ
يتضمن قانون إلاجراءات الجزائية ،ج ر عدد ،12صادر 00جوان -2أمر رقم ،155-11مؤر في 02جوان ،2011
معدل ّ
ومتمم ّ .2011
27
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ث -القانون الجبائي :مجموعة من القواعد التي تنظم مالية الدولة من حيث
تحديد إلارادات أو النفقات ،كما يتضمن أيضا كيفية إعداد امليزانية السنوية ،كيفية
الرقابة على هذا التنفيذ.1
الفرع الثاني
أوال-القانون املدني :يعتبر أهم فروع القانون الخاص ،2وهو الشريعة العامة للقانون
الخاص ،3ينظم نوعين من العالقات الخاصة باإلفراد ،ألاولى تتعلق بالفرد مع أسرته
وتسمى "قانون ألاحوال الشخصية" ،أما الثانية فهي عالقاته املالية وتسمى "قواعد ألاحوال
العينية"
_قواعد ألاحوال الشخصية :تشمل الروابط العائلية كالزواج (أركانه ،موانعه ،آثاره،
انحالله ،آثار الانحالل...الخ) ،4الوصاية ،الحجر القانوني ،الكفالة ،التركات ،املواريث...الخ.
_الحقوق العينية :هي تلك العالقات التي بمقتضاها تنشأ سلطة مباشرة لشخص ما
على ش يء معين وهذه الحقوق نوعين:
-1محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون ،القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص.22
2
- COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, op.cit., p14.
-3محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون ،القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص.22
-4أنظر القانون رقم ،22/21املؤر في 00جوان ،2021املتضمن قانون ألاسرة ،ج ر عدد ،81صادر في 28جوان
،2021معدل ومتمم.
28
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
_حقوق عينية تبعية :تسمى بالتأمينات العينية تتمثل في حق الرهن الرسمي ،حق
الرهن الحيازي ،حق الامتياز وحق التخصيص.
ثانيا -القانون التجاري :هو مجموعة من القواعد القانونية التي تحكم العالقات
التجارية (التجار و ألاعمال التجارية) 1ومن بين أهم موضوعاته نذكر:
_ الشروط الواجب توفرها في خشخص ما حتى يكون تاجرا ،النتائج املترتبة على هذه
الصفة ،كضرورة مسك الدفاتر التجارية ،ضرورة القيد في السجل التجاري...الخ
_ إلافالس ،كما يتضمن القانون التجاري موضوعات أخرى كبراءة الاختراع العالمات
التجارية. 2
ثالثا -قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية :مجموعة القواعد القانونية التي تنظم
السلطة القضائية وتبين اختصاص املحاكم وإلاجراءات الواجب إتباعها للوصول الى حماية
حق مقرر في القانون الخاص.3
1
- COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, op.cit., p14.
-محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون ،القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص.21
ّ
يتضمن القانون التجاري ،ج ر عدد ،200صادر في 20ديسمبر ،2022 -2أمر رقم ،20-22مؤر في 81سبتمبر ،2022
معدل ّ
ومتمم. ّ
-3قانون رقم ،00-02مؤر في 82فبراير ،8002يتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ،ج ر عدد ،82صادر في
81أفريل .8002
29
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
رابعا -قانون العمل :مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم العالقة بين العمال
وأصحاب العمل ،ومن موضوعاته :
_ الحق النقابي...الخ.
-1قانون ،22-00مؤر في 82أفريل 2000يتعلق بعالقات العمل ،ج ر عدد ،22صادر في 82أفريل ،2000معدل
ومتمم.
-2مرسوم رئاس ي رقم ،220-21مؤر في 82أوت ،2021يتضمن املصادقة على الاتفاقية الدولية لسنة 2021
املتعلقة بإنقاذ الحياة البشرية في البحر ،املبرمة في لندن في 02نوفمبر ،2021وبروتوكول سنة 2022املتعلق
باالتفاقية الدولية لسنة 2021املتعلقة بإنقاذ الحياة البشرية في البحر ،املبرمة في لندن في 22فيفري ،2022ج ر
عدد ،11صادر في 10أوت .2021
30
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
أما القانون الجوي فهو يتناول كل املسائل املتعلقة باملالحة الجوية الواردة على
الطائرة يدخل ،وهو بدوره أيضا يستمد معظم قواعده من الاتفاقيات الدولية .1وضمن
موضوعاته:
_ جنسية الطائرة ،النظام القانوني لطاقمها ،عقد النقل الجوي ،مسؤولية الناقل
التأمين الجوي...الخ .ولقد صدر أول قانون بتعلق بالطيران املدني في الجزائر في سنة
.22002
سادسا -القانون الدولي الخاص :هو مجموعة القواعد القانونية التي تبين القانون
الواجب التطبيق على العالقات ذات العنصر ألاجنبي ومدى اختصاص املحاكم الوطنية في
الفصل في تلك املنازعات 3ومن موضوعاته:
-تنازع القوانين أي القانون الواجب التطبيق على العالقة ذات العنصر ألاجنبي.
-5تنازع الاختصاص أي الحاالت التي يختص فيها القضاء الوطني في النظر في
املنازعات ذات العنصر ألاجنبي.
-1محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون ،القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص.22
-2قانون رقم ،01-02مؤر في 82جوان ،2002يحدد القواعد العامة املتعلقة بالطيران املدني ،ج ر عدد ،12صادر
في 82جوان ،2002معدل ومتمم.
3
- COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, op.cit., p15.
-4قانون رقم 01/11مؤر في 82مارس ،2011يتضمن قانون الجنسية الجزائرية ،ج ر عدد ،22صادر في 08
أفريل .2011ملغى
-5محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون ،القاعدة القانونية ،مرجع سابق ،ص.08
31
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
املبحث الثاني
كل القواعد القانونية لها خاصية إلالزام ،إال أن درجته تختلف من قاعدة إلى أخرى
ففي بعض ألاحيان يترك املشرع لألفراد حرية تطبيق القاعدة أو الاتفاق على مخالفتها أين
نكون أمام القواعد املكملة ،لكن في حاالت أخرى ال يمنح لهم هذا الخيار ونقصد هنا
القواعد آلامرة ،فما معنى هذه القواعد(املطلب ألاول) وكيف نميز بينها(املطلب الثاني).
املطلب ألاول
تطرقنا فيما سبق إلى خصائص القواعد القانونية ،واستنتجنا أن كلها تشترك في
هذه الخصائص ،مع ذلك قسمت إلى قواعد آمرة(الفرع ألاول) وأخرى مكملة(الفرع الثاني).
الفرع ألاول
أ -تعريف القواعد آلامرة :هي تلك القواعد التي تأمر القيام بأمر أو سلوك أو تنهى عنه،
حيث ال يجوز لألفراد الاتفاق على مخالفتها هنا تكون العالقة بين الفرد والقاعدة عالقة
الخضوع التام أو الكامل.1
ب-أثر مخالفة القاعدة آلامرة :لقد سبق وأن قلنا أن القاعدة آلامرة هي تلك التي ال يجوز
الاتفاق على مخالفتها وكل اتفاق على مخالفتها يقع باطال وهذا البطالن يكون مطلق ومعنى
32
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
أ -تعريف القواعد املكملة :هي تلك القواعد التي ال يجوز لألفراد الاتفاق على مخالفتها،
ألنها تتعلق بمصالحهم الخاصة حيث ترك املشرع تدبير هذه ألامور لهم حتى ولو كان على
نحو مخالف للقاعدة املكملة ،هنا يكون الشخص أمام حالتين:
_ إما أن يتفق على مخالفة القاعدة املكملة ،معناه هنا الاتفاق هو امللزم بينهما.
_ إما أن ال يتفق على مخالفتها ،في هذه الحالة القاعدة املكملة هي امللزمة.
نستنتج إذن ،أن القاعدة املكملة ال تكون ملزمة للطرفين في حالة اتفاقهما على
مخالفتها.
املطلب الثاني
-1نصت املادة 208من القانون املدني الجزائري على ما يلي « :إذا كان العقد باطال بطالنا مطلقا ،جاز لكل ذي
مصلحة أن يتمسك بهذا البطالن ،وللمحكمة أن تقض به من تلقاء نفسها وال يزول البطالن باإلجازة» ،مرجع
سابق
33
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع ألاول
املعيار اللفظي
أوال مضمون املعيار :هو معيار سهل فمن أجل التعرف على نوع القاعدة القانونية يكفي
النظر إلى العبارات وألالفاظ املستعملة في النص ،فهناك عبارات تدل على أن القاعدة آمرة
وألاخرى مكملة ،وهو معيار جامد ال يحتاج إلى جهد.1
_ نصت املادة 122فقرة أولى من القانون املدني الجزائري على ما يلي « :يجب أن يكون
عقد الشركة مكتوبا وإال كان باطال.2»...
_ نصت املادة 122من القانون املدني الجزائري على ما يلي« :البيع عقد يلتزم بمقتضاه
البائع أن ينقل للمشتري ملكية ش ء أو حقا ماليا آخر في مقابل ثمن نقدي».3
_نصت املادة 21من الدستور الجزائري على ما يلي « :ال يجوز البتة التنازل أو التخلي عن
أي جزء من التراب الوطن ».4
_ نصت املادة 81من الدستور الجزائري على ما يلي « :يعاقب القانون على التعسف في
استعمال السلطة».5
-1أنظر :أنور سلطان ،املبادئ القانونية العامة ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،الاسكندرية ،8002 ،ص .22تناغو
سمير عبد السيد ،مرجع سابق ،ص.22
- 2املادة 122من القانون املدني الجزائري ،مرجع سابق.
-3املادة 122من نفس القانون.
-4املادة 21من الدستور الجزائري ،مرجع سابق.
-5املادة 81من نفس الدستور.
34
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
_ أيضا نصت املادة 82من الدستور الجزائري على ما يلي« :عدم تحيز الادارة يضمنه
القانون».1
_ نصت املادة ألاولى من قانون العقوبات الجزائري على ما يلي « :ال جريمة وال عقوبة أو
تدبير أمن بغير القانون».2
_ نصت املادة 00من القانون التجاري الجزائري على ما يلي « :كل شخص طبيعي أو
معنوي له صفة تاجر ملزم بمسك دفتر لليومية.3»...
-نصت املادة 122من القانون املدني الجزائري على ما يلي« :يكون ثمن املبيع مستحقا في
الوقت الذي يقع فيه تسليم املبيع ،ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقض بخالف ذلك».
-نصت املادة 102من القانون املدني الجزائري على ما يلي « :إن نفقات تسليم املبيع
تكون على املشتري ،ما لم يوجد عرف أو اتفاق يقض بخالف ذلك».
-نصت املادة 101من القانون املدني الجزائري على ما يلي « :إذا لم يعين الاتفاق أو
العرف مكان أو زمان لتسلم املبيع ،وجب على املشتري أن يتسلمه في املكان الذي يوجد
فيه املبيع وقت البيع وأن يتسلمه دون تأخير باستثناء الوقت الذي تتطلبه عملية
التسليم».4
نستنتج من كل هذه ألامثلة ،أن من بين العبارات وألالفاظ التي يستعملها املشرع
للداللة على القواعد آلامرة هي :يجب ،كل ،ال يجوز ،يلتزم ...الخ .أما تلك التي يستعملها
للداللة على القواعد املكملة هي :إذا لم يبين الاتفاق ،ما لم يوجد عرف أو اتفاق ...الخ
35
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع الثاني
املعيار املعنوي
هذا املعيار ليس بمعيار حاسم كاملعيار اللفظي ،فهو تقديري ،يحدد نوع القاعد
القانونية على أساس موضوعها وحسب هذا املعيار تكون القاعدة آمرة إذا كان موضوعها
يتعلق بالنظام العام وآلاداب العامة ،وتكون مكملة إذا تعلقت باملصالح الخاصة لألفراد.
لكن لم تعطي قائمة ملا هو داخل أو مخالف للنظام العام وآلاداب العامة لهذا
يصعب العمل بهذا املعيار .
_النظام العام :يصعب تحديد معنى النظام العام ألن فكرته غير محددة تختلف من
مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر .فهو ألاساس السياس ي ،الاجتماعي ،الاقتصادي والخلقي
الذي يسود مجتمعا ما ،حيث ال يمكن تصور وجود مجتمع سليم مستقر دون هذا
ألاساس.1
آلاداب العامة :هي تلك القواعد الخلقية الضرورية لحفظ كيان املجتمع وهو القدر
من املبادئ التي تنبع من تقاليد ومعتقدات وأخالق املجتمع ،إذن فالداب العامة جزء من
النظام العام ،لذا فالقواعد التي تتعلق بها هي قواعد آمرة ال يجوز لألفراد الاتفاق على
مخالفتها .وعلى سبيل املثال فقد تمكنت املحاكم ببطالن كل الاتفاقات املخالفة للداب
العامة خاصة في املسائل املتعلقة بالدعارة ،املقامرة.2
-1أنظر :أنور سلطان ،مرجع سابق ،ص .22تناغو سمير عبد السيد ،مرجع سابق ،ص.20
-2للتفصيل في تطبيقات آلاداب العامة أنظر :الفار عبد القادر ،املدخل لدراسة العلوم القانونية ،مبادئ القانون،
النظرية العامة للحق ،دار الثقافة للتوزيع والنشر ،عمان ،8002 ،ص -.20تناغو سمير عبد السيد ،مرجع سابق،
ص- .202أنور سلطان ،مرجع سابق ،ص11
36
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفصل الثالث
مصادر القانون
يقيد القاض ي عند فصله في أي نزاع معروض أمامه ،بالرجوع ملصادر القانون
بالترتيب املنصوص عليه في أحكام نص املادة ألاولى من التقنين املدني الجزائري التي جاءت
على ما يلي « :يسري القانون على جميع املسائل الت تتناولها نصوصه في لفظها أو في
فحواها.
وإذا لم يوجد نص تشريعي ،حكم القاص بمقتض ى مبادئ الشريعة إلاسالمية ،فإذا لم
يوجد فبمقتض ى العرف.
فإذا لم يوجد فبمقتض ى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة «.
تنقسم بذلك مصادر القانون حسب نص هذه املادة إلى مصادر رسمية أصلية (
املبحث ألاول) ومصادر رسمية احتياطية إلى جانب املصادر التفسيرية (1املبحث الثاني ).
املبحث ألاول
التشريع كمصدر رسمي أصلي للقانون
يستند القاض ي للفصل فيما يعرض أمامه من قضايا على التشريع أوال ،باعتباره
املصدر الرسمي ألاول .بذلك ال ينتقل إلى املصادر ألاخرى إال في حالة عدم وجود نص قانوني
يطبقه .نظرا لتقديم هذا املصدر واعتباره أصليا وجب تعريفه وتبيان مختلف الخصائص
التي تميزه (املطلب ألاول) ،ثم بيان مختلف أنواعه(املطلب الثاني).
املطلب ألاول
تعريف التشريع وخصائصه
اختلف الفقهاء في تقديم تعريف جامع ومانع للتشريع (الفرع ألاول) هذا ألاخير يتميز
بعدة خصائص تميزه عن املصادر ألاخرى( الفرع الثاني).
-1مع إلاشارة هنا أن املشرع لم يذكر الفقه والقضاء ضمن املصادر الاحتياطية للقانون الجزائري .
37
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع الاول
تعريف التشريع
بتعدد التعاريف املقدمة للتشريع قد يقصد منه معنيين إما املعنى العام الواسع ،أو
املعنى الخاص .
أوال -املعنى العام للتشريع :La législationيقصد به إما قيام السلطة املختصة في الدولة
بوضع مجموعة من القواعد املكتوبة في حدود اختصاصاتها ووفقا لإلجراءات املقررة لذلك.
أو هي مجموعة من القواعد املكتوبة التي تضعها السلطة التشريعية أو التنفيذية في
الدولة.1
يستعمل مصطلح التشريع في مفهومه الواسع تارة للداللة إما على مصدر القواعد القانونية
املكتوبة ،وتارة أخرى للداللة على القواعد املستمدة من هذا املصدر.2
ثانيا -املعنى الخاص للتشريع :La loiيقصد بها مجموعة القواعد القانونية التي تضعها
السلطة التشريعية في الدولة في حدود الاختصاص املخول لها دستوريا.3
الفرع الثاني
خصائص التشريع
نستنتج من خالل مختلف التعاريف املقدمة للتشريع الخصائص التي تميزه والتي
تتمثل أساسا في:
أوال -التشريع يتضمن قواعد قانونية :هذه القواعد تكون بالخصائص التي سبق وأن
درسناها في املحاضرة ألاولى ،حيث أنها قواعد تنظم سلوك وعالقات الافراد في املجتمع،
قواعد عامة ومجردة وخاصة هي قواعد ملزمة مقترنة بجزاء.
-1محمد حسين منصور ،نظرية القانون ،مفهوم وفلسفة وجوهر القانون ،طبيعة وخصائص القاعدة القانونية ،دار
الجامعة الجديدة للنشر ،الاسكندرية -.802 ،8001 ،أنور سلطان ،مرجع سابق ،ص.220
-2جعفور محمد سعيد ،مرجع سابق ،ص .280
- MALINVAUD Philippe, op.cit., p78.- MARAIS Astrid, op.cit., p81.
3
38
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ثانيا -قواعد مكتوبة :تعتبر قواعد التشريع قواعد مكتوبة ،وتعتبر هذه الخاصية من أهم
خصائص التشريع ملا لها من مزايا املتمثلة في:
-الكتابة تضمن الدقة والوضوح في القواعد بذلك تضمن الاستقرار والعدالة بين ألافراد.1
ثالثا -قواعده القانونية تصدر عن السلطة املختصة :تحديد السلطة املختصة في وضع
التشريع يختلف باختالف الدول والدساتير.2
املطلب الثاني
أنواع التشريع
هناك تفاوت في درجات التشريع ،أعالها درجة هو التشريع الاساس ي(الفرع ألاول)
ثم التشريع العادي والعضوي (الفرع الثاني) واخيرا التشريع (الفرع الثالث) .ويترتب على هذا
التدرج التشريع أن التشريع ألاقل درجة يجب أن ال يعدل أو يخالف التشريع ألاعلى منه
درجة.3
39
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع الاول
أوال -تعريف التشريع الاساي :هو التشريع الذي يضع أساس الدولة ونظام الحكم وكذا
السلطات العامة في الدولة واختصاص كل منها ،كما يبين لألفراد الحقوق والحريات
والواجبات.1
ثانيا -طرق وضع الدساتير :هناك طريقين لوضع الدساتير:
أ-الطرق غير الديمقراطية لوضع الدساتير :يكون عن طريق
-0املنحة :تكون من صاحب السلطان في الدولة بمقتضاها يتنازل عن بعض سلطاته
لصالح رعاياه .هنا غياب مشاركة الشعب في الحكم.
-7العقد :فيكون بين الحاكم وممثلي الشعب الذين يختارهم امللك ،هنا أيضا غياب
املشاركة الشعبية.
وهذه الطرق هي غير ديمقراطية ألن في كلتا الحالتين ال توجد مشاركة شعبية في
الحكم .
ب -الطرق الديمقراطية لوضع الدساتير :ويكون هذا إما:
-0إعداد مشروع الدستور من قبل هيئة غير منتخبة وطرحه على الاستفتاء الشعب :في
هذه الطريقة رغم تدخل الشعب في إعداد مشروع الدستور إال أنه ال يملك الرقابة عليه
ألنه لم ينتخب تلك الهيئة.
-7إعداد مشروع الدستور من قبل هيئة منتخبة دون عرضه على الاستفتاء الشعب :
هي طريقة أكثر ديمقراطية من الطريقة ألاولى إال أنها ناقضة ألن الشعب ليس له الكلمة
ألاخيرة
40
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
-3إعداد مشروع الدستور من قبل هيئة تأسيسية منتخبة مع عرضه على الاستفتاء
الشعب :وهي أكثر ديمقراطية تمزج بين الطريقة ألاولى و الطريقة الثانية و هي الطريقة
الديمقراطية ألن الشعب يساهم في كل مراحل إعداد مشروع الدستور.1
ثالثا-كيفية تعديل الدستور الجامد واملرن :تعديل الدستور املرن يكون بنفس الكيفية
والاجراءات التي يعدل بها التشريع العادي ومن نفس السلطة أي التشريعية ،فال فرق بين
قواعد الدستور وقواعد التشريع العادي ،أما بالنسبة للدستور الجامد فال يمكن تعديله
إال بواسطة هيئة مخالفة للهيئة التي لها حق وضع التشريع العادي وبإجراءات مخالفة
لوضع هذا ألاخير ،وقواعد الدستور الجامد أعلى من التشريع العادي لذلك ال يمكن
للتشريع العادي أن يخالف أو يعدل أحكام الدستور.
الفرع الثاني
التشريع العادي والعضوي
أوال -معنى التشريع العادي والعضوي :هي مجموعة القواعد القانونية التي تضعها
السلطة املختصة املتمثلة في السلطة التشريعية في حدود اختصاصها املبين في الدستور
ولقد حدد املشرع الجزائري في املادة 210من الدستور الجزائري 2املجاالت التي يشرع فيها
البرملان بتشريعات عادية والتي تتمثل في 80مجال .كما حددت املادة 212منه املجاالت التي
يشرع فيها البرملان بتشريعات عضوية.3
ويختلف التشريع العادي عن التشريع العضوي في عدة نقاط نذكر منها:
-التشريع العضوي عبارة عن إجراء تشريعي لتكملة قواعد الدستور وإدخالها حيز التنفيذ.4
41
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
-يخضع وضع التشريع العضوي لنفس املراحل التي يخضع لها التشريع العادي ،إال أن
للتشريع العضوي مرحلة أخيرة ال يخضع لها التشريع العادي وهي مرحلة رقابة مطابقة
النص مع الدستور من طرف املجلس الدستوري ،وهذا ما نصت عليه الفقرة ألاخيرة من
املادة 212من الدستور الجزائري التي نصت على ما يلي « :يخضع القانون العضوي
ملراقبة مطابقة النص مع الدستور من طرف املجلس الدستوري قبل صدوره». 1
-املجاالت التي يشرع فيها البرملان بتشريعات عادية ،أوسع من تلك التي يشرع فيها
بتشريعات عضوية.
42
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
-2حالة الضرورة :نصت عليها املادة 218من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة
18021حيث يمكن لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر في مسائل عاجلة وذلك بتوفر
الشروط التالية :
-أن تكون هناك حالة عاجلة تستدعي تدخل رئيس الجمهورية ،وتقدير وجود أو
عدم وجود هذه الحالة تعود لرئيس الجمهورية.
-حدوث حالة الضرورة أثناء غياب السلطة التشريعية :ويكون هذا إما في حالة
شغور املجلس الشعبي الوطني 2أو خالل العطل البرملانية.3
-أن يعرض رئيس الجمهورية تشريع الضرورة الذي أتخذه على كل غرفة من البرملان
في أو دورة له لتوافق عليه ،وفي حالة عدم املوافقة يعتبر تشريع الضرورة الغيا.
-7حالة التفويض :هناك بعض التشريعات تستدعي الدقة والسرعة في صياغتها مثل
التشريعات املتعلقة بالضرائب حيث تستدعي املصلحة الوطنية كتمان مضمونها قبل
إلاعالن عنها ملنع التهرب منها ،لهذا تحل السلطة التنفيذية محل السلطة التشريعية في
وضعها .فتشريع التفويض هو ذلك التشريع الذي يسنه رئيس الجمهورية ملواجهة ظروف
معينة بناء على تفويض من السلطة التشريعية.
-يصدر رئيس الجمهورية تشريع التفويض والسلطة التشريعية موجودة ،أما في
تشريع الضرورة فالسلطة التشريعية تكون غائبة حسب الحاالت املذكورة سابقا.
43
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
-تقدير حالة التفويض تعود للسلطة التشريعية ،أما في تشريع الضرورة فهذه
السلطة تعود لرئيس الجمهورية.1
بالرجوع لنص املادة 202والتي تقابلها املادة 01من الدستور 2001قبل التعديل
ألاخير ،نجد أن الحالة الاستثنائية هي وجود خطر داهم يوشك أن يصيب املؤسسات
الدستورية أو الاستقالل أو سالمة التراب الوطني وسلطة تقدير وجود هذه الحالة تعود
لرئيس الجمهورية.
ولقد حددت هذه املادة شروط تقرير هذه الحالة مثل وجوب استشارة رئيس الجمهورية
لبعض الجهات ووجوب اجتماع البرملان.3
-4الحالة الاستعجالية :حسب املادة 212الفقرتين الاخيرتين من الدستور بعد تعديل
،8021فالبرملان يصادق على قانون املالية في مدة أقصاها 22يوم من تاريخ إيداعه ،وفي
حالة عدم املصادقة عليه يتدخل رئيس الجمهورية ليصدره بموجب أمر .4
-0مرحلة املبادرة بالتشريع :حسب املادة 211من الدستور بعد التعديل الدستوري (التي
تقابلها املادة 220من دستور 2001قبل التعديل) ،فيحق لكل من الوزير ألاول ،النواب،
وأعضاء مجلس ألامة اقتراح أو املبادرة بالقوانين .بشرط أن تكون تلك املقترحة من النواب
-1لم ينص املشرع على تشريع التفويض في الدستور الجزائري على عكس بعض التشريعات ألاخرى مثل املشرع
املصري في دستور مصر لسنة.2022
-2تقابلها املادة 281من دستور 2001قبل التعديل ألاخير ،مرجع سابق.
-3نشير هنا إلى عدم تحديد املشرع سبب أو الدافع لهذا الاجتماع.
-4تقابلها املادة 280فقرة 2و 2من دستور 2001قبل التعديل ألاخير ،مرجع سابق.
44
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
مقدمة من 80نائبا عضوا من مجلس ألامة على ألاقل وهذه ألاخيرة تقترح في املجاالت
املنصوص عليها في املادة 212املتعلقة بالتنظيم املحلي وتهيئة إلاقليم والتقسيم إلاقليمي.
نشير هنا إلى أن املبادرة بالتشريع تسمى مشروع تشريع إذا قدمت من طرف الوزير
ألاول ،أما إذا كانت من النواب أو أعضاء مجلس ألامة فتسمى باقتراح تشريع .ثم تعرض
مشاريع القوانين على الوزراء بعد أخذ رأي مجلس الدولة ويودعها الوزير ألاول حسب
الحالة ،مكتب املجلس الشعبي الوطني أو مكتب مجلس ألامة .
-7مرحلة الفحص :بعد الاقتراح تأتي مرحلة فحص محتوى املشروع أمام لجنة مختصة
تابعة للمجلس الشعبي الوطني ،وتقدم هذه اللجنة تقرير عما إذا كان هذا املشروع صالحا.
-3مرحلة املناقشة :حسب املادة 212من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة 8021
فيجب أن يكون كل مشروع أو اقتراح موضوع املناقشة من طرف املجلس الشعبي الوطني
ومجلس ألامة على التوالي حتى تتم املصادقة عليه.1
أضاف املشرع في نفس املادة حالة تتمثل في حالة وجود خالف بين الغرفتين ،هنا
يتدخل الوزير ألاول ويطلب اجتماع لجنة متساوية ألاعضاء من كلتا الغرفتين في مدة 22
يوم ،دور هذه اللجنة تتمثل في اقتراح نصوص متعلقة بأحكام محل الخالف ولها مدة 22
يوم إلنهاء مهامها ،ثم يعرض النص على الغرفتين للمصادقة عليه.
وفي حالة استمرار الخالف يمكن للحكومة أن تطلب من املجلس الشعبي الوطني
الفصل نهائيا ،هنا املجلس الشعبي الوطني إما أن يأخذ بالنص الذي أعدته اللجنة
املتساوية الاعضاء أو بالنص ألاخير الذي صادق هو عليه ،وكل إجراء مخالف لذلك يؤدي
إلى سحب النص.
-1للتفصيل في كيفية التصويت واختالف ألاصوات انظر املادة 212من الدستور بعد التعديل الدستوري
لسنة. 8021
45
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
-4مرحلة إمكانية اعتراض رئيس الجمهورية :حسب املادة 212من الدستور بعد التعديل
الدستوري لسنة 18021التي تنص على ما يلي « :يمكن رئيس الجمهورية إجراء مداولة
ثانية في قانون ثم التصويت عليه في غضون الثالثين 31يوما املوالية لتاريخ إقراره.
وفي هذه الحالة ال يتم إقرار القانون إال بأغلبية ثلث 3/7أعضاء املجلس الشعب
الوطن وأعضاء مجلس ألامة».2
نستنتج من نص املادة أنه يحق لرئيس الجمهورية الاعتراض خالل املدة املحددة في
املادة اعاله ،لكن بالرغم من هذه الامكانية فيمكن اقراره من طرف أعضاء املجلس الشعبي
الوطني وأعضاء مجلس ألامة لكن بشرط أن يكون بأغلبية 1/8أعضاءه.
-5مرحلة نفاذ التشريع :إذا تم إقرار القوانين من طرف البرملان ولم يعترض رئيس
الجمهورية أو اعترض وتدخل املجلس الشعبي الوطني ومجلس ألامة وصوت ب 1/8ثلثي
أعضاءه ،تحقق الوجود القانوني لهذه النصوص لكن بالرغم من هذا ال يصبح نافذا إال
بعد نشره أو إصداره.
46
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
-7-5نشر التشريع :تنفيذ التشريع مرهون بإعالم الناس به ويجب أيضا تحديد زمن
العمل بهذا النص .ووسيلة النشر تتمثل في الجريدة الرسمية حسب املادة الرابعة من
القانون املدني الجزائري التي حددت أيضا ميعاده.1
الفرع الثالث
التشريع الفرعي(اللوائح)
أوال -معنى التشريع الفرعي :التشريع الفرعي أو اللوائح تسمى أيضا بالتنظيمات ،وهي
مجموعة النصوص القانونية التي تختص السلطة التنفيذية بوضعها في الحدود التي خولها
اياها الدستور.
ثانيا -السلطة املختصة بوضع هذه التنظيمات :السلطة املختصة بوضع التشريع الفرعي
هم رئيس الجمهورية ،الوزير ألاول اللذان لهما سلطة تنظيمية عامة ،الوزراء الذين تثبت
لهم سلطة تنظيمية محصورة في اختصاص كل منهم يضاف إلى هؤالء سلطات إدارية أخرى
مثل :الوالة ،رؤساء البلديات ،رؤساء املصالح التي خولت لها سلطة تنظيمية محدودة
بموجب تفويض تشريعي.2
أ -اللوائح التنفيذية :هي القواعد التفصيلية التي تضعها السلطة التنفيذية لتنفيذ
التشريع الصادر عن السلطة التشريعية ،ويجب أن ال تتضن هذه اللوائح أي تعديل وإلغاء
لقواعد التشريع.
ب-اللوائح التنظيمية :هي القواعد الالزمة التي تضعها السلطة التنفيذية تنظيما
ملرافقها واملرافق العامة في الدولة كونها هي التي تقوم بإدارتها ،هنا السلطة التنفيذية ال
-1تنص املادة 01من القانون املدني الجزائري على ما يلي «:تطبق القوانين ...ابتداء من يوم نشرها في الجريدة
الرسمية .تكون نافذة املفعول بالجزائر العاصمة بمض يوم كامل من تاريخ نشرها وفي النواحي ألاخرى»...
2انظر املواد 00و 211من الدستور بعد التعديل الدستوري لسنة ،8021مرجع سابق.
47
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
تتقيد بأي تشريع صادر عن السلطة التشريعية ،بل تكون مستقلة .لهذا أطلق على هذه
اللوائح إسم اللوائح املستقلة.
املبحث الثاني
يعتبر التشريع ناقصا ألنه من وضع الانسان ،ورغبة في سد هذا النقص تحرص
القوانين الوضعية على إقامة مصادر أخرى تكون إما احتياطية(املطلب ألاول) أو
تفسيرية(املطلب الثاني).
املطلب الاول
بالرجوع للفقرة الثانية والثالثة من املادة ألاولى من القانون املدني الجزائري التي
نصت ما يلي... » :حكم القاض بمقتض ى مبادئ الشريعة إلاسالمية ،فإذا لم يوجد
فبمقتض ى العرف.
نستنتج من هذه املادة أن املصادر الاحتياطية تتمثل على التوالي أي الترتيب ،في
الشريعة إلاسالمية(لفرع ألاول) العرف(الفرع الثاني)وأخيرا القانون الطبيعي وقواعد
العدالة(الفرع الثالث).
48
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع ألاول
الشريعة إلاسالمية
أوال – تعريف الشريعة إلاسالمية :إن الشريعة إلاسالمية هي ما شرع هللا سبحانه
وتعالى لعباده من أحكام على لسان رسوله صلى هللا عليه وسلم ،سواء أكان بالقرآن أو
بسنة رسوله من قول وفعل أو تقرير.1
-علم الكالم :يتعلق بأصول الدين أي العقائد ألاساسية لإلسالم ،كاإليمان باهلل
ورسله وكل املوضوعات التي تدخل ضمن علم التوحيد.
-علم ألاخالق :الاحكام التي تتناول تهذيب النفس ،وما يجب أن يتحلى به الفرد من
فضائل كالصدق والوفاء.
-علم الفقه :مجموعة ألاحكام املتعلقة بما ينشأ بين ألافراد من معامالت.2
اتفق جمهور الفقهاء على أن املصادر ألاصلية للفقه إلاسالمي هي الكتاب ،السنة،
إلاجماع والقياس.3
- 1علي الخفيف ،أحكام املعامالت الشرعية ،دون دار نشر ،دون سنة النشر ،ص 01نقال عن :جعفور محمد
سعيد ،مرجع سابق ،ص ،211أنظر أيضا عجة الجياللي مرجع سابق ،ص802و - .802أنور سلطان ،مرجع سابق،
ص.221
-2للتفصيل أكثر في املوضوع راجع جعفور محمد سعيد ،مرجع سابق ،ص .212
-3عجة لجياللي ،مرجع سابق ،ص ،101-800أنظر أيضا :بوضياف عمار ،مرجع سابق ،ص ،221محمودي مراد،
مرجع سابق ،ص.218
49
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ثالثا -نتائج اعتبار الشريعة إلاسالمية مصدر احتياطي :من النتائج التي تترتب على
اعتبار الشريعة إلاسالمية مصدر رسمي احتياطي أول بعد التشريع مباشرة نذكر :
-ال يرجع القاض ي ألحكام الشريعة إال إذا لم يجد نص تشريعي يمكن تطبيقه.
-ال يجوز للقاض ي أن يأخذ حكم مخالف للمبادئ العامة ألاساسية التي يقوم عليها
التشريع.
-على القاض ي البحث عن الحل في كل املذاهب ،وال يقتصر فقط على مذهب واحد.
الفرع الثاني
العرف
يعتبر العرف أقدم مصادر القانون ظهورا ،له دور كبير في تنظيم سلوك وعالقات
الافراد بالرجوع لنص املادة الاولى من القانون املدني الجزائري ،نجد أن املشرع أعتبر
العرف املصدر الاحتياطي الثاني بعد الشريعة إلاسالمية.
أوال-تعريف العرف :يقصد بالعرف اعتياد ألاخشخاص على اتباع سلوك معين في
مسألة معينة ،بحيث يستقر الشعور لدى الجماعة باعتباره سلوكا ملزما مستتبعا بتوقيع
الجزاء عند مخالفته .1كما عرف أيضا بأنه قاعدة تكونت عفويا عبر مراحل زمنية متعاقبة
ناجمة عن التعود على سلوكيات وعادات ارتبطت بها الجماعة وسارت على نهجها.2
ثانيا-أركان العرف :نستنتج أركان العرف من خالل التعريف املقدم له ،املتمثلة في:
أ -الركن املادي :تكرار الناس لسلوك معين في مسالة معينة ،أو اعتياد الناس إتباع
-1بوضياف عمار ،مرجع سابق ،ص ،221محمودي مراد ،مرجع سابق ،ص .211
- CABRILLAC Rémy, op.cit., p145.
-2تناغو سمير عبد السيد ،مرجع سابق ،ص.212
- MALINVAUD Philipp, op.cit., p167. - EL HILALI, op.cit., p30.- MARAIS Astrid, op.cit.,
p122. - COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, op.cit., p57.
50
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
مجموعة من الافعال والتصرفات التي تخص أحد أمور حياتهم في املجتمع ،بحيث تنشأ
بينهم عادة معينة نتيجة تكرار ذلك الاعتياد وتواتره.1
يشترط في هذا الركن مجموعة من الشروط تتمثل في :القدم ،الثبات ،العموم
والشهرة.2
ب -الركن املعنوي :يقصد بالركن املعنوي اعتقاد الناس الذين يتبعون السلوك املعتاد
بأن هذا ألاخير ملزم لهم قانونا أي شعورهم بإلزاميته ،3وهو عنصر داخلي نفس ي.4
أ -عدم قدرة العرف إلغاء نص تشريعي :ال يمكن للعرف إلغاء قاعدة قانونية آمرة كانت أو
مكملة ،وهذا حسب املادة الثانية الفقرة الثانية من القانون املدني الجزائري التي نصت
على ما يلي » :وال يجوز إلغاء القانون إال بقانون الحق ينص صراحة على هذا إلالغاء «.
ب -عدم قدرة العرف على مخالفة نص تشريعي آمر متحد معه في الوالية والاختصاص:
نقصد هنا في الوالية والاختصاص وجود العرف والقاعدة آلامرة في نفس الفرع ،مثال املدني
أو التجاري .فالعرف املدني ال يمكن له أن يخالف قاعدة آمرة مدنية ،كما ال يمكن للعرف
التجاري مخالفة قاعدة آمرة تجارية .هنا يجب تغليب النص آلامر.5
ت -جواز مخالفة العرف التجاري نص تشريعي مدني آمر :يعتبر القانون املدني الشريعة
العامة لفروع القانون الخاص ،بذلك فنصوصه مكملة لقواعد القانون التجاري .بحيث إذا
لم توجد قاعدة خاصة تحكم مسألة ما تجارية وجب الرجوع إلى قواعد القانون املدني ،أما
-1أنظر :جعفور محمد سعيد ،مرجع سابق ،ص- ،221الخليلي حبيب ابراهيم ،مرجع سابق ،ص .211
- EL HILALI, op.cit., p30.- MALINVAUD Philippe, op.cit., p168.
- 2للتفصيل أكثر في هذه الشروط راجع :عجة الجياللي ،مرجع سابق ،ص -180بوضياف عمار ،مرجع سابق،
ص 200و.202
3
- MALINVAUD Philippe, op.cit., p169.
- 4الخليلي حبيب ابراهيم ،مرجع سابق.211،
-5جعفور محمد سعيد ،مرجع سابق ،ص .201
51
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
إذا وجد عرف تجاري فيطبق هذا العرف .وال داعي للرجوع للقانون املدني عمال بقاعدة "
الخاص يقيد العام" حتى ولو كان العرف مخالف للقاعدة املدنية آلامرة.1
ث -جواز مخالفة العرف للنصوص التشريعية املكملة :وضعت القواعد املكملة لتنظيم
ألامور التفصيلية لألخشخاص ،لهذا منح لهم املشرع إمكانية الافاق على مخالفتها ،فاملشرع
في كثير من املواد سمح لألخشخاص مخالفة القواعد املكملة وعدم سريانها في حالة وجود
عرف مخالف لها.2
الفرع الثالث
أتت مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة في املرتبة الثالثة بعد الشريعة
الاسالمية والعرف ،وهذا حسب املادة الاولى من القانون املدني الجزائري.
أوال -معنى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة :لتعريف القانون الطبيعي
وقواعد العدالة أهمية بالغة ،خاصة عند تطبيقها .في هذا الصدد كثيرا ما يجد القضاة
أنفسهم في حيرة عند مطالبتهم بتطبيق هذه املبادئ سواء من حيث محتواها أو من حيث
حجيتها وشرعية القصل بموجبها.3
لهذا قام الفقهاء والفالسفة بتعريف فكرة القانون الطبيعي ،حيث قالوا بوجود
قانون أسمى من القوانين الوضعية يعتبر أساسا لها ،ومثال يجب على كل مشرع الاهتداء به
عند وضع القوانين الوضعية هو القانون الطبيعي الذي يتكون من قواعد عامة أبدية ثابتة
52
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
صالحة لكل زمان ومكان ،ألنها إنما تصدر عن طبيعة ألاشياء ،وأن إلانسان يكشف عنها
بعقله .وكلما أدى ذلك إلى سمو القانون الوضعي وقربه من الكمال والعدالة.1
ثانيا -موقف القاض الجزائري من مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة :إن
القاض ي الجزائري وجد نفسه في حيرة من كيفية تطبيق إلاحالة الواردة في نص املادة ألاولى
من القانون املدني ،ألن املشرع من جهة لم يعرف هذه املبادئ والقواعد ولم يحدد مصدرها
هذا ما يوقع القاض ي في حيرة التي لن تزول إال إذا قام بربط هذه املبادئ باملثل العليا
للمجتمع الجزائري التي يمكن أن تكون في مجتمعات أخرى.2
املطلب الثاني
نعني باملصادر التفسيرية تلك املراجع التي يستأنس بها القاض ي لفهم القواعد
القانونية ،وإزالة أي غموض أو لبس .وتتمثل غالبا في الفقه )الفرع ألاول( والقضاء )الفرع
الثاني(
الفرع ألاول
الفقه
أوال -املقصود بالفقه :يقصد بالفقه مجموعة ألاعمال التي أنتجها رجال القانون على شكل
آراء وشرح وتعليقات وبحوث قانونية هذا من جهة ،وقد نعني بها فئة من العلماء اختصوا
بدراسة القانون والتعليق عليه.3
53
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ثانيا :مكانة الفقه بين مصادر القانون :اختلفت نظرة الشرائع إلى دور الفقه ،فقد كان
مصدرا رسميا في بعض الشرائع القديمة مثل اليونان والرومان ،1أين كان لفقهائها
وفالسفتها دور كبير في قيامها .نذكر منهم سقراط ،أرسطو ،أفالطون ،قايوس ،بول وسانت
أغستين ،وأبرز أعمالهم مدونة جستنيان الشهيرة التي تعتبر حجر الزاوية في مجموعة
القوانين الرومانية التي على أساسها تشكلت النظم القانونية الحديثة في أوروبا كالنظام
القانوني الالتيني والجرماني وحتى ألانقلوسكسوني .ونفس الوضع بالنسبة للشريعة
إلاسالمية حيث تطور دور الفقه نتيجة لتوسع الدولة إلاسالمية هذا ما يفسر ظهور
املذاهب املختلفة كاملالكية ،الحنفية والحنبلية .لكن في العصر الحديث أصبح الفقه مصدر
تفسيري.2
الفرع الثاني
القضاء
يعتبر أيضا القضاء مصدر تفسيري إلى جانب الفقه فما املقصود به )أوال (وما هي
مكانته) ثانيا(
أوال -املقصود بالقضاء :قد يقصد بالقضاء مجموعة املبادئ القانونية املستخلصة
من أحكام املحاكم ،ومجموعة ألاعمال القضائية الصادرة عن الجهاز القضائي .كما قد
يقصد منه الجهاز الفني املتمثل في مرفق العدالة.3
= MARAIS Astrid, op.cit., p139. - COURBE Patrick, Introduction générale au droit, 6ème
édition, op.cit., p72.
-1عباس الصراف ،جورج حزبون ،املدخل إلى علم القانون ،نظرية القانون -نظرية الحق ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان ،8002 ،ص 01
- 2نقال عن عجة الجياللي ،مرجع سابق ،ص.122-110
-3جعفور محمد سعيد ،مرجع سابق ،ص.802
- BOCQUILLON Jean-François§ MARIAGE Martine, op.cit., p26. - EL HILALI, op.cit.,
p31.- CABRILLAC Rémy, op.cit., p129. - MALINVAUD Philippe, op.cit., p173. - COURBE
Patrick, Introduction générale au droit, 6ème édition, op.cit., p59.
54
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
تطرقنا إلى دور القواعد القانونية في تنظيم سلوك ألافراد داخل املجتمع ،مبينين
ملختلف الخصائص التي تميزها ،كما تطرقنا إلى مختلف املراحل التي تمر بها هذه القواعد
حتى تكون نافذة .إذن بعد تكون القواعد القانونية نكون أمام تساءل مهم جدا وهو على
من؟ أين ،ومتى نطبق هذه القواعد.
يقصد بالسؤال ألاول ،على من تطبق القاعدة القانونية؟ تطبيق القانون من حيث
ألاخشخاص )املبحث ألاول ( أما أين تطبق؟ فنقصد به تطبيق القانون من حيث املكان
)املبحث الثاني( ،أخيرا متى نطبق القاعدة؟ تطبيق القانون من حيث الزمان )املبحث
الثالث( .
1
- MARAIS Astrid, op.cit., p127.
-2للتفصيل أكثر في هذه النقطة راجع :جعفور محمد سعيد ،مرجع سابق ،ص -.821-820عجة الجياللي مرجع
سابق ،ص - .111-122عباس الصراف ،جورج حزبون ،مرجع سابق ،ص.08
- CHRISTEL Morel Journel, Droit général, 6ème édition, Lextenso, Paris, 2014, p38 -
MALINVAUD Philippe, op.cit., p183.- MARAIS Astrid, op.cit., p81- MARAIS Astrid,
op.cit., p129.
55
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
املبحث الاول
نتساءل هنا ،هل تطبق القواعد القانونية على كل ألاخشخاص املخاطبين بأحكامها
حتى ولو كان بعضهم يجهلها؟ أم تطبق على من علم بها فقط؟ يحكم نطاق تطبيق هذه
القواعد من حيث ألاخشخاص مبدأ يدعى "بمبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون" ،فما
مضمون ونطاق هذا املبدأ املطلب ألاول وما هي الاستثناءات الواردة عليه املطلب الثاني
املطلب ألاول
قبول مبرر الادعاء بجهل القانون سيحدث خلال في القواعد القانونية ويجعل
تطبيقها محدودا ،خاصة وأنه من الصعب إثبات عنصر العلم ،فكل فرد يصبح بإمكانه
الادعاء بجهل القاعدة القانونية ،لهذا فمن الضروري تحديد مضمون املبدأ (الفرع ألاول)
ونطاقه (الفرع الثاني).
الفرع ألاول
إذا تكونت قاعدة قانونية أصبحت نافذة فهي تطبق على جميع ألاخشخاص
املخاطبين بها دون استثناء ،سواء علموا بها أو لم يعلموا فال يعفى أحد من الخضوع لهذه
القاعدة بدعوى أو بحجة أنه كان جاهال لها ،1فالقاعدة القانونية تسري على كل ألاخشخاص
-1أنظر :محمد حسين منصور ،نظرية القانون ،مفهوم وفلسفة وجوهر القانون ،طبيعة وخصائص القاعدة
القانونية ،مرجع سابق ،ص -.812أنور سلطان ،مرجع سابق ،ص.211
56
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
مهما كانت حالتهم .ألن املشرع وضع لكل حالة حكما كعديم التمييز ،ناقص التمييز ،وكامل
ألاهلية كل واحد تطبق عليه القاعدة حسب حالته لكن ال يخرج من دائرة تطبيق املبدأ.
أساس مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون هو الحكمة من وجود القانون ذاته
وهو فرض سلطان القانون على كافة املخاطبين به تحقيقا للنظام العام والعدالة في
املجتمع فال يمكن للقانون والقاعدة القانونية أن توقف عند الظروف الخاصة لكل
خشخص ألنه سيحدث فوض ى ،لذلك ألمكن لهم الهروب والتهرب منها بعذر جهلهم لها كلما
الجزائري1 كانت لهم مصلحة في ذلك .ولقد أقرت معظم الدساتير هذا املبدأ منها املشرع
الفرع الثاني
أوال-نطاق املبدأ من حيث مصادر القاعدة القانونية :يسري هذا املبدأ على جميع
القواعد القانونية مهما يكن مصدرها
ثانيا -نطاق املبدأ من حيث طبيعة القواعد القانونية :أي هل يسري هذا املبدأ
على القواعد آلامرة فقط أو الكملة فقط أو كل منهما؟.
يرى الفريق ألاول أن هذا املبدأ ينطبق على القواعد آلامرة فقط ألن القواعد املكملة
بإمكان ألاخشخاص الاتفاق على مخالفتها ،بذلك يمكن لهم الاعتذار بجهلها .
أما الفريق الثاني (وهو الرأي الراجح) ،يرى أن هذا املبدأ ينطبق على كال من
القاعدتين سواء آلامرة أو املكملة .ألن القواعد املكملة مثلها مثل القواعد آلامرة يتوفر فيها
عنصر الالزام .وإمكانية الاعتذار بجهل القواعد املكملة في حالة عدم وجود اتفاق على عدم
مخالفة هذه القاعدة ،القاض ي سيجد نفسه أمام فراغ قانوني ،فال يجد ما يطبق على
-1نصت ااملادة 2/21من الدستور الجزائري على ما يلي « :ال يعذر بجهل القانون» ،مرجع سابق.
57
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الطرفين ألنهما من جهة لم يتفقا مخالفة القاعدة املكملة ،ومن جهة أخرى لو أن هذه
القاعدة املكملة يمكن جهلها فال يجد القاض ي ما يطبق على ألاخشخاص.1
إذن فبالرغم من أن القاعدة املكملة يمكن لألفراد اتفاق على مخالفتها فهذا ال
يخرجها من دائرة وجوب العلم بها ،فالشخص ملزم بالعلم بكل القواعد سواء كانت آمرة أو
مكملة.
املطلب الثاني
بالرغم من التسليم بأن مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون هو مبدأ أساس ي
من مبادئ القانون تقتضيه روح العدالة ويفرضه مبدأ املساواة أمام القانون ،إال أنه ال
يمكن تطبيقه بصفة مطلقة دون أن يرد عليه أي استثناء .
ولقد ثار جدل في الفقه بشان حاالت الاستثنائية لتطبيق هذا املبدأ ،ولم يقع
إلاجماع إال بصدد حالة القوة القاهرة (الفرع ألاول) ،أما الاستثناءات ألاخرى فقد نصت
عليها بعض التشريعات فقط (الفرع الثاني).
الفرع ألاول
القوة القاهرة
وجود قوة قاهرة تحول دون وصول الجريدة الرسمية إلى مناطق معينة من إقليم
الدولة يؤدي إلى استبعاد العمل بهذا املبدأ .أي يمكن لألخشخاص الاعتذار بجهل القواعد
-1محمد حسين منصور ،نظرية القانون ،مفهوم وفلسفة وجوهر القانون ،طبيعة وخصائص القاعدة القانونية،
مرجع سابق ،ص.822
58
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
القانونية .فاستحالة وصول الجريدة الرسمية إلى تلك املنطقة يعني استحالة العلم بها 1نذر
الزلزال...الخ2 على سبيل املثال هنا :الحرب ،الفيضان،
الفرع الثاني
توجد إلى جانب القوة القاهرة استثناءات أخرى غير متفق عليها ،معناه تطبق في
تشريعات دول دون ألاخرى مثل طلب إبطال العقد لغلط في القانون(أوال) ،جهل تشريع غير
جنائي ينفي املسؤولية الجزائية(ثانيا) جهل أجنبي لقانون العقوبات للدولة التي يذهب إليها
خالل فترة معينة(ثالثا).
يمكن للشخص الذي وقع في غلط ،إمكانية طلب إبطال العقد .وهذا يعتبر خروج
لتطبيق هذا املبدأ .حيث نصت املادة 22من القانون املدني الجزائري على ما يلي « :يجوز
للمتعاقد الذي وقع في غلط جوهري وقت إبرام العقد ،أن يطلب إبطاله» وشرحت لنا
املادة 28معنى الغلط الجوهري حيث نصت على ما يلي« :يكون الغلط جوهريا إذا بلغ
حدا من الجسامة بحيث يمتنع معه املتعاقد عن إبرام العقد لو لم يقع في ذلك الغلط،
ويعتبر الغلط جوهريا على ألاخص إذا وقع في صفة للش ء يراها املتعاقدان جوهرية.3»...
إذن الغلط وهم يقوم في ذهن الشخص يصور له واقعة على غير حقيقتها ويدفعه
إلى التعاقد ،مثال :أن يهب رجال ملطلقته ماال وهو يعتقد أنه استردها لعصمته جاهال أن
الطالق الرجعي ينقلب إلى طالق بائن بانتهاء العدة ،فال ترجع لعصمته إال بعقد جديد .هنا
-1أنظر :همام محمد محمود زهران ،املدخل إلى القانون نظرية القانون ،منشورات حلبي الحقوقية ،بيروت،8020 ،
ص - .112أنور سلطان ،مرجع سابق ،ص.211
-2خليل أحمد حسن قدادة ،شرح النظرية العامة للقانون في القانون الجزائري ،ديوان املطبوعات الجامعية،
الجزائر ،8002 ،ص.211
-3أنظر المواد 98، 96من القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق .ولقد حددت المواد 98إلى 86من نفس القانون شروط تطبيق هذه الحالة.
59
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
وحسب املادة 22من القانون املدني الجزائري السالفة الذكر يمكن له طلب إبطال العقد
أي الهبة نظرا للغلط الذي وقع فيه املتمثل في اعتقاده آنذاك أن زوجته ما زالت في
عصمته وهي في الحقيقة خرجت منها وأصبحت غريبة عنه.
يري رأي من الفقه أن هذا الاستثناء ليس معناه جواز الاعتذار بجهل القانون ،وإنما
املقصود منه تمكين املتعاقدين من تطبيق حكم القاعدة القانونية تطبيقا سليما.1
في قانون العقوبات تكون املسؤولية كاملة حتى في حالة جهل ألاخشخاص لقانون
العقوبات .لكن جهل تشريع آخر غير جنائي مثال املدني يؤدي إلى استبعاد القصد الجنائي
واستبعاد املسؤولية الجزائية في اعتقاد الشخص أنه يقوم بفعل مشروع .ولقد نصت
بعض التشريعات صراحة على هذا املبدأ.2
نذكر أيضا على سبيل املثال فيما يخص هذا الاستثناء ،ما قض ى به القضاء
الجنائي الفرنس ي" :جهل املتهم بقاعدة تشريعية غير جنائية تؤسس عليها العقوبة يصلح
عذرا له فترفع عنه املسؤولية الجنائية".3
حيث قض ي ببراءة عامل من تهمة السرقة النتفاء القصد الجنائي لديه أين استولى
هذا العامل على كنز عثر عليه في أرض مملوكة لغيره ،جاهال قواعد التقنين املدني التي تنص
على أنه يستحق فقط النصف ،أما النصف آلاخر فهو ملالك العقار.4
-1خليل أحمد حسن قدادة ،شرح النظرية العامة للقانون ،مرجع سابق ،ص.630
-2املادة 2/881و 8من قانون العقوبات اللبناني التي نصت على ما يلي« :ال يمكن ألحد أن يحتج بجهله الشريعة
الجزائية أو تأويله إياها مغلوطا فيه غير أنه يعد مانعا للعقاب -0الجهل أو الغلط الواقع على شريعة مدنية أو
إدارية يتوقف عليها فرض العقوبة»
-3همام محمد محمود زهران ،مرجع سابق ،ص .110
-4تناغو سمير عبد السيد ،مرجع سابق ،ص.182
60
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ثالثا -جهل أجنب ألحكام قانون العقوبات الدولة الت يذهب إليها في فترة معينة
نصت صراحة بعض التشريعات على هذا املبدأ ،مثل التشريع العراقي في املادة
12الفقرة الثانية من قانون العقوبات التي نصت على ما يلي« :للمحكمة أن تعفو من
العقاب ألاجنب الذي يرتكب خالل سبعة أيام على ألاكثر تمض من تاريخ قدومه إلى
العراق ،إذا ثبت جهله للقانون ،وكان قانون محل إقامته ال يعاقب عليها» ،كما نصت
الفقرة الثانية من املادة 881من قانون العقوبات العراقي السابق الذكر على ما يلي:
« ...جهل ألاجنب الذي قدم إلى لبنان منذ ثالثة أيام على ألاكثر بوجود جريمة مخالفة
للقوانين الوضعية ال تعاقب عليها شرائع البالد الت كان مقيما فيها ».1
-أن يكون الفعل الذي قام به مباح في دولته التي كان مقيما فيها.
املبحث الثاني
-1
61
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
يطبق القانون في الدولة على إقليمها دون التمييز بين مواطنيها وألاجانب؟ أم أنه يطبق
فقط على مواطنيها أينما كانوا سواء داخل إلاقليم أو خارجه؟
لإلجابة على هذا السؤال يقتض ي بنا دراسة مبدأين مهمين يتمثالن في مبدأ إلاقليمية
ومبدأ الشخصية سواء من حيث مضمونهما وأساسهما (املطلب ألاول) ،وكيفية تطبيقهما
في القانون الجزائري(املطلب الثاني).
املطلب ألاول
ال يقتصر نشاط ألافراد في كل زمان ومكان على حدود البلد الذي يعيشون فيه ،وال
يمكن آلان تصور خلو أية دولة من دول العالم من أجانب يعيشون على أراضيها أو يقيمون
فيها ولو ملدة مؤقتة .هذا ما يثير مسألة هامة هي معرفة نوع القواعد التي يجب أن يخضع
لها هؤالء ألاخشخاص .1نعني هنا قواعد القانون الوطني الذي يحكم جميع املقيمين على
إقليم الدولة من وطنيين وأجانب (الفرع ألاول) أم هناك عالقات معينة يتركها القانون
الوطني ليحكمها قانون الدولة التي ينتمي إليها ألاخشخاص بجنسياتهم(الفرع الثاني)
الفرع ألاول
أوال -مضمون مبدأ اقليمية القوانين :معناه سريان القاعدة القانونية على كل ما
يقع داخل إقليم دولة وعلى كل ألاخشخاص املوجودين فيه و ال يطبق خارج حدود الدولة.
ثانيا -أساس مبدأ اقليمية القوانين :يستند هذا ملبدأ على فكرة سيادة الدولة على
إقليمها .وإلاقليم ركن من أركان الدولة.
1
- MARAIS Astrid, op.cit., p161.
62
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع الثاني
أوال -مضمون مبدأ شخصية القوانين :يقصد به سريان القاعدة القانونية على
جميع ألاخشخاص املنتمين إلى الدولة أي حاملي جنسيتها مهما كان مكان إقامتهم سواء في
إقليمها أو خارجه.
ثانيا -أساس مبدأ شخصية القوانين :يتمثل أساس هذا ملبدأ في سيادة الدولة
على رعاياها أينما وجدوا.
من الناحية العلمية لو طبقنا مبدأ إلاقليمية فقط فال نجد أي إشكال ،فكل دولة
تطبق قانونها على إقليمها .واملشكل هنا أنه ال توجد دولة ال يوجد أجنبي فيها ،ولو طبقنا
أيضا مبدأ الشخصية فقط ألدى إلى تعارض مع دولة ما في سيادة إقليمها ،فهذا التطبيق
سيسمح لألجانب إمكانية مخالفة القواعد القانونية .لهذا تم ألاخذ باملبدأين معا ،لكن
مبدأ إلاقليمية يكون هو ألاصل ومبدأ الشخصية هو الاستثناء ،حيث رجح فقهاء القانون
سيادة الدولة على إقليمها ،على سيادة دولة على رعاياها.1
املطلب الثاني
بالرجوع للقانون الجزائري نجد أن املشرع الجزائري أخذ بالرأي الراجح الذي
رجح سيادة الدولة إقليمها بذلك فالقانون الجزائري إقليمي التطبيق أصال (الفرع ألاول )
وخشخص ي التطبيق استثناء (الفرع الثاني)
63
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع ألاول
يعتبر مبدأ الاقليمية هو ألاصل في القانون الجزائري ،حيث أكدت على ذلك املادة 1
فقرة أولى من القانون املدني الجزائري التي نصت على ما يلي «تطبق القوانين في تراب
الجمهورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية ابتداء من يوم نشرها في الجريدة الرسمية».1
نستنتج من املادة أن القانون الجزائري إقليمي التطبيق .وأكد على هذا أيضا املادة
1الفقرة ألاولى من قانون العقوبات الجزائري التي نصت على ما يلي « :يطبق قانون
العقوبات على كافة الجرائم الت ترتكب في أراض الجمهورية».
الفرع الثاني
أوال -الاستثناءات الواردة على املبدأ في مجال الحقوق والواجبات العامة :ترتبط
بعض الحقوق والواجبات بجنسية الشخص ،أي للتمتع بها تشترط الجنسية .مثال يعض
الحقوق التي نص عليها الدستور الجزائري مثل :حق الانتخاب املادة 218وحق الترخشح
لالنتخابات في املادة ،3 22واجب الدفاع عن الوطن املادة .4 22
في هذه الحاالت نطبق مبدأ الشخصية وهو خروج عن مبدأ إلاقليمية.
64
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
نظم املشرع الجزائري قواعد إلاسناد في املواد من 0إلى 81من القانون املدني
الجزائري ،وهي قواعد تخص العالقات ذات العنصر ألاجنبي أي أحد طرفي العالقة أجنبي
وملعرفة القانون الواجب التطبيق نعود إلى هذه النصوص ،حيث بعض الحاالت يطبق
القاض ي القانون ألاجنبي وهو خروج عن مبدأ إلاقليمية.
بالرغم من أن قانون العقوبات اقليمي التطبيق أصال ،إال أن املادة ألاولى الفقرة
الثانية منه نصت على ما يلي « :كما يطبق على الجرائم الت ترتكب في الخارج إذا كانت
تدخل في اختصاص املحاكم الجزائية الجزائرية طبقا ألحكام قانون إلاجراءات
الجزائية».1
يؤدي تطبيق هذا الاستثناء إلى تطبيق قانون العقوبات تطبيق خشخص ي تارة وتطبيق
عيني تارة أخرى ،يمكن أن نميز هنا حالتين:
أ -التطبيق الشخص لقانون العقوبات :معناه تطبيق قانون العقوبات على كل من يحمل
جنسية الدولة التي ارتكب جريمته خارج إقليمها وهذا حسب هذه الحاالت:
الحالة ألاولى :إذا ارتكب جزائري جريمة في الخارج وعاد إلى الجزائر هربا من العقاب
نطبق عليه القانون الجزائري لكن بالشروط التالية:
-أن تكون الجريمة لها نفس الوصف في كلتا الدولتين مثال كجنحة أو جناية في
القانون الفرنس ي جنحة أو جناية في القانون الجزائري.
65
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
-أن ال يكون قد حكم عليه في الخارج ،أي ال يعاقب على الجريمة مرتين .ومعنى هذا
أنه لم يقض ي العقوبة ،لم تسقط عليه العقوبة ،ولم يحصل على عفو ،ماعدا هذا يطبق
عليه مبدأ الشخصية في القانون الجزائري. 1
الحالة الثانية :الجرائم التي يرتكبها رؤساء الدول ألاجنبية وأعضاء السلك
الدبلوماس ي في الجزائر ،وهذا حسب القانون الدولي العام الذي منح لهم حماية وحصانة
قضائية هذه ألاخيرة تجعلهم ال يخضعون للقانون الوطني بل لقانون دولتهم.
في هذه الحالة ال يطبق العقوبات ال خشخصيا وال إقليميا ،وهذا في حالة ألاجنبي الذي
يرتكب الجريمة في الخارج تمس بأمن الدولة الجزائرية وبعملتها ،هنا ال نطبق القانون
الجزائري تطبيقا عينيا ألن الشخص ارتكب الجريمة في الخارج ،من جهة ،ومن جهة أخرى
هذا الشخص أجنبي ،إذن فهو خروج عن مبدأ الشخصية .لهذا يسمى بالتطبيق العيني
لقانون العقوبات.
املبحث الثالث
تكون القاعدة القانونية سارية املفعول إلى غاية الغائها ( املطلب ألاول)وإذا ألغيت
وعوضت بأخرى نكون أمام تنازع التشريعات من حيث الزمان ( املطلب الثاني).
-8نصت المادة 298من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ما يلي « :كل واقعة موصوفة بأنها جناية معاقب عليها في
القانون الجزائري ارتكبها جزائري في خارج إقليم الجمهورية يجوز أن تتابع ويحكم فيها عي الجزائر ،غير أنه ال
يجوز أن تجرى املتابعة أو املحاكمة إال إذا عاد الجاني إلى الجزائر ولم يثبت أنه حكم عليه نهائيا في الخارج ،وأن
يثبت في حالة الحكم باإلدانة أنه قض ى العقوبة أو سقطت عنه بالتقادم أو حصل عفو عنها» .كما نصت املادة
221من نفس القانون على ما يلي « :كل واقعة موصوفة بأنها جنحة سواء في نظر القانون الجزائري أم في نظر
تشريع القطر الذي ارتكبت فيه يجوز املتابعة من أجلها والحكم فيها في الجزائر إذا كان مرتكبها جزائريا».
66
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
املطلب ألاول
إلغاء القاعدة القانونية
تنطرق في هذا املطلب إلى تعريف إلالغاء ،وإظهار السلطة التي لها الحق فيه (الفرع
ألاول) ،ثم مختلف أنواع إلالغاء ( الفرع الثاني).
الفرع ألاول
تعريف إلالغاء والسلطة املختصة به
أوال -تعريف إلالغاء :إلالغاء هو تجريد القاعدة القانونية من قوتها إلالزامية بما يمنع
العمل بها من تاريخ هذا إلالغاء .وإلالغاء يكون إما بوضع قاعدة جديدة أو بدونه .1والالغاء
يرد على قاعدة تشريعية صحيحة استكملت أركانها.
ثانيا -السلطة املختصة باإللغاء :يرد الالغاء على كل القواعد القانونية ،وتقوم بذلك
السلطة التي وضعته أو السلطة ألاعلى منها .إذن ال تلغى القاعدة القانونية إال بقاعدة
قانونية مساوية لها أو أعلى منها درجة .2بذلك ال يمكن للعرف مثال إلغاء القاعدة القانونية
مهما يكن نوعها آمرة أو مكملة.
الفرع الثاني
أنواع إلالغاء
تنص املادة الثانية من القانون املدني الجزائري على ما يلي« :ال يسري القانون إال
على ما يقع في املستقبل وال يكون له أثر رجعي.
وال يجوز إلغاء القانون إال بقانون الحق ينص صراحة هذا إلالغاء.
-1أنظر :أنور سلطان ،مرجع سابق ،ص -22عباس الصراف ،جورج حزبون ،مرجع سابق ،ص – .221عجة
الجياللي ،مرجع سابق ،ص .112
- MARAIS Astrid, op.cit., p167.
-2تنص املادة 08/08من القانون املدني الجزائري على ما يلي « :وال يجوز إلغاء القانون إال بقانون الحق ينص
صراحة على هذا إلالغاء» ،مرجع سابق.
67
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
وقد يكون إلالغاء ضمنيا إذا تضمن القانون الجديد نصا يتعارض مع نص
القانون القديم أو نظم من جديد موضوعا سبق أن قرر قواعده ذلك القانون القديم».
نستنتج من نص هذه املادة ،أن إلالغاء نوعان إما أن يكون صريحا أو ضمنيا.
أوال -إلالغاء الصريح :إلالغاء الصريح هو ذلك إلالغاء الذي يتم عن طريق التشريع ،هنا
ترفع القوة امللزمة للقاعدة القانونية في حالتين:
أ -النص صراحة على الالغاء :يعبر عنه املشرع صراحة باستعمال ألفاظ ال غموض فيها
"كاإللغاء" مثال( :تلغى جميع ألاحكام املخالفة لهذا ألامر )أو(يلغي القانون رقم من
تاريخ....إلخ) .أي أن املشرع ينص ويقرر إلالغاء صراحة.1
ب -توقيت سريان النص الجديد ملدة معينة :بذلك يصبح هذا القانون الجديد ملغى
بانتهاء تلك املدة املحددة ،ويسمى هذا التشريع بالتشريع املؤقت ،يصدر عادة ملواجهة بعض
الظروف كالحرب ،الطوارئ ،بعض ألامراض...إلخ.2
ثانيا -إلالغاء الضمن :يسمى باإللغاء الضمني ألنه يستخلص من موقف املشرع ويكون
حسب املادة الثانية املذكورة سابقا إما بتنظيم نفس املوضوع من جديد ،أو بتعارض
قاعدة جديدة مع قاعدة قديمة .
أ-تنظيم نفس املوضوع من جديد :هنا في هذه الحالة يقوم املشرع بإلغاء القانون القديم
ووضع مكانه قواعد جديدة إذن نفهم أن املشرع تخلى عن القواعد القديمة وأخذ
بالقواعد الجديدة.3
ب-تعارض قاعدة جديدة مع قاعدة قديمة :قد يكون هذا التعارض إما كليا أو جزئيا:
-1تنص املادة 881من قانون ألاسرة عل ما يلي « :تلغى جميع ألاحكام املخالفة لهذا القانون» ،مرجع سابق.
-2للتفصيل في حالتي إلالغاء الصريح راجع همام محمد محمود زهران ،مرجع سابق ،ص 111و.112
-3قانون رقم ،20 -02مؤر في 82أفريل ،2002يتعلق باألوقاف ،ج ر عدد ،82صادر في 08ماي . 2002الذي قام
بتنظيم موضوع الوقف ،مع العلم أن هذا املوضوع كان منظم من قبل في قانون ألاسرة في املواد من 880-821منه.
68
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
-0التعارض الكلي :في هذه الحالة ال يوجد إشكال حيث أن القاعدة القديمة
والقاعدة الجديدة تختلفان تماما ،حيث يستحيل التوفيق بينهما وال يمكن تطبيق
القاعدتين معا ،فالقاعدة الجديدة تلغي القديمة .
ونشير هنا ،أنه في التعارض إذا كانت القاعدة الجديدة عامة والقديمة عامة فال
يوجد أي إشكال ،ونفس الش يء عندما تكون القاعدة الجديدة خاصة والقديمة خاصة،
ألن الجديد يلغي القديم .لكن إلاشكال املطروح في حالة ما إذا كانت القاعدة الجديدة عامة
والقاعدة القديمة خاصة أو العكس ،فكيف يكون إلالغاء؟.
الحالة ألاولى :تعارض بين قاعدة جديدة خاص وقاعدة قديمة عامة :في هذه الحالة ال
تلغى القاعدة القديمة كلها ،وإنما يلغى منها ما جاء النص الجديد بتخصيصه ،ويظل النص
القديم ساري املفعول عمال بقاعدة الخاص يقيد العام.
الحالة الثانية :التعارض بين قاعدة جديد عامة وقاعدة قديمة خاصة :هنا ال يتم إلغاء
القاعدة القديمة الخاصة ألنها ال تلغى إال بحكم خاص جديد .لكن يتم العمل بالقاعدتين
معا ويكون النص الجديد العام هو ألاصل والنص القديم الخاص هو الاستثناء.1
املطلب الثاني
لتبسيط الفكرة حول تطبيق مبدأ عدم رجعية القوانين و مبدا ألاثر املباشر له تطرقنا في
هذا املطلب إلى بعض الحلول التي كرسها املشرع الجزائري سواء في قانون العقوبات( الفرع
ألاول) أو في القانون املدني ( الفرع الثاني).
69
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع ألاول
كرس املشرع الجزائري مبدأ عدم رجعية قانون العقوبات في نص املادة 08من
قانون العقوبات التي نصت على ما يلي« :ال يسري قانون العقوبات على املاض إال ما كان
منه أقل شدة».
كما أكد املشرع الجزائري على مبدأ عدم رجعية قانون العقوبات في الدستور
الجزائري ،حيث نص في املادة 22منه على ما يلي« :ال إدانة إال بمقتض ى قانون صادر قبل
ارتكاب الفعل املجرم».1
يفهم من نص املادتين أن قانون العقوبات ال يسري على املاض ي ،وإنما يطبق على
ألافعال التي ترتكب بعد صدوره .وهذا ما يسمى بمبدأ عدم رجعية القوانين .2لكن املادة
الثانية من قانون العقوبات الجزائري السابقة الذكر وضعت لنا استثناء يتمثل في حالة ما
إذا كان القانون الجديد أقل شدة من القانون القديم وهو ما يسمى بالقانون الاصلح
للمتهم.
فالجزء ألاول من املادة الثانية من قانون العقوبات "ال يسري قانون العقوبات على
املاض " يقصد به مبدأ عدم رجعية القوانين ،أي أن قانون العقوبات ال يطبق عل ألافعال
التي قام بها الشخص قبل صدور القانون الذي يجرم ذلك الفعل.
أما الجزء الثاني من نص نفس املادة " 08إال ما كان منه أقل شدة" فهنا نقصد
الاستثناء املتمثل في القانون الاصلح للمتهم ،أي رجعية القانون الجديد .لكن تطبيق هذا
الاستثناء يكون بشروط:
-1املادة 22من التعديل الدستوري لسنة ،8021التي تقابلها املادة 11من دستور 2001قبل هذا التعديل.
-2للتفصيل أكثر في معنى مبدأ عدم رجعية القوانين الاعتبارات التي يقوم عليها والاستثناءات الواردة عليه راجع:
محمد حسين منصور ،مرجع سابق ،ص - .121-110عباس الصراف ،جورج حزبون ،مرجع سابق ،ص-.288 -221
الفار عبد القادر ،مرجع سابق202 ،
70
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
-إذا كان القانون الجديد يقر عقوبة أقل شدة من العقوبة املقررة في القانون القديم.
-إذا تضمن القانون الجديد إباحة فعل كان مجرما في ظل التشريع القديم.
الفرع الثاني
أورد املشرع الجزائري بعض الحلول لحاالت تنازع الزماني التشريعات املدنية ،وذلك
في املادة السادسة املتعلقة باألهلية ،املادة السابعة املتعلقة بالتقادم واملادة الثامنة
املتعلقة باإلثبات.
أوال –الاهلية :نصت املادة 01من القانون املدني الجزائري على ما يلي « :تسري
القوانين املتعلقة باألهلية على جميع ألاشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط املنصوص
عليها.
وإذ صار شخص توفرت فيه ألاهلية بحسب النص القديم ناقص ألاهلية طبقا
للنص الجديد ،فال يؤثر ذلك على تصرفاته».
عالجت هذه املادة حالتين ،تتعلق ألاولى بأهلية الشخص ،أما الثانية فتتعلق
بتصرفاته:
أ -بالنسبة ألهلية الشخص :يطبق على ألاهلية مبدأ ألاثر املباشر ،1فإذا صدر
تشريع جديد يرفع سن الرشد من 22سنة إلى 20سنة ،فإن كل خشخص لم يبلغ 20سنة
يصبح ناقص ألاهلية وفقا للنص الجديد.
-1للتفصيل في معنى مبدأ ألاثر املباشر راجع :الفار عبد القادر ،مرجع سابق ،ص – .200عباس الصراف ،مرجع
سابق ،ص –.288الناصري سليمان املدخل للعلوم القانونية ،مقارنة بالقوانين العربية ،املكتب الجامعي الحديث،
الاسكندرية ،8002 ،ص.00
71
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ب -بالنسبة لتصرفات الشخص :أما فيما يخص التصرفات التي أبرمها هذا
الشخص فتخضع للقانون القديم مبدأ عدم رجعية التشريع الجديد الذي كان خالله
راشدا .لكن ال يمكن له إبرام تصرفات جديدة ألنه أصبح ناقص ألاهلية.
ثانيا التقادم :نصت املادة السابعة من القانون املدني الجزائري في الفقرتين الثانية والثالثة
على ما يلي « :إذا قررت ألاحكام الجديدة مدة تقادم أقصر مما قرره النص القديم،
تسري املدة الجديدة من وقت العمل باألحكام الجديدة ،ولو كانت املدة القديمة قد
بدأت قبل ذلك.
أما إذا كان الباقي من املدة الت نصت عليها ألاحكام القديمة أقصر من املدة الت
تقررها ألاحكام الجديدة فإن التقادم يتم بانقضاء هذا الباقي».
هنا أيضا فيما يخص حساب مدة التقادم قرر املشرع حالتين:
أ -مدة تقادم الجديدة أقصر من مدة النص القديم :في هذه الحالة نطبق القانون
الجديد من يوم صدوره أي مبدأ ألاثر املباشر ،دون احتساب ما انقض ى من املدة املقررة في
القانون القديم.
ب -الباقي من املدة املقررة في القانون القديم أقصر من املدة املقررة في القانون
الجديد :في هذه الحالة ينقض ي التقادم بانقضاء املدة املتبقية من القانون القديم الذي
يستمر سريانه.
ثالثا الاثبات :أخد املشرع الجزائري بمبدأ عدم رجعية القوانين فيما يخص أدلة
إلاثبات ،التي تخضع ألحكام التشريع الذي أعدت في ظله.1
-1نصت املادة 02من القانون املدني الجزائري على ما يلي « :تخضع ألادلة املعدة مقدما للنصوص املعمول بها في
الوقت الذي أعد فيه الدليل ،أو في الوقت الذي كان ينبغي فيه إعداده» ،مرجع سابق
72
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
خاتمة
استنتجنا من خالل هذه الدراسة المكانة الهامة التي يلعبها مقياس المدخل للعلوم
القانونية ضمن المقاييس األخرى ،فهو يعني بدراسة القواعد القانونية ودورها في تنظيم سلوك
األفراد في المجتمع.
تطرقنا إلى عدة محاور رئيسية ،تتمحور في التعريف بالقانون واألصل التاريخي لهذا
المصطلح ،وكذا مختلف استعماالت هذا المصطلح ،ثم بينا خصائص القواعد القانونية
وتوصلنا إلى أن كل القواعد تتمتع بها .فهي قواعد تنظم سلوم الفرد داخل المجتمع وهي
الغاية من وضع القانون ،كما أنها قواعد عامة ،مجردة وملزمة مقترنة بجزاء .وبينا أن اإللزام
هو محرك هذه القواعد وهو الذي يدفع األفراد إلى تطبيقها.
استنتجنا أيضا عند مقارنة هذه القواعد القانونية بقواعد أخرى كقواعد الدين ،قواعد
األخالق والعادات والتقاليد ،أنها تشترك في بعض النقاط خاصة تنظيم سلوك االفراد
ومعامالتهم ،لكن تختلف في عدة نقاط أخرى كالمضمون ،الغاية والجزاء .هذا االخير الذي
يكون حال دنيوي ،مادي ملموس توقعه سلطة مختصة ،عكس الجزاء في القواعد االخرى
الذي يكون غالبا معنوي.
قسمت القواعد القانونية حسب العالقة التي تنظمها إلى قانون عام وقانون خاص،
هذا التقسيم يلعب دو ار مهما خاصة في مجال بيان الجهة القضائية المختصة في النزاع ،في
مجال العقود ،األموال وكذا االمتيازات .وبينا فروع كل قسم ،أين بينا مبادئ وأهم المواضيع
التي يدرسها كل فرع .وهو البرنامج المسطر لطلبة الحقوق على مر السنوات الخمسة
بالجامعة .أما تقسيم هذه القواعد حسب كيفية مخاطبتها لألشخاص فتتمثل في القواعد اآلمرة
التي يكون خضوع األفراد فيها تاما ،أما القواعد المكملة فهي ايضا قواعد ملزمة لكن منح
المشرع لألشخاص إمكانية مخالفتها ،ألنها تنظم األمور التفصيلية لهم.
73
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
تطرقنا أيضا إلى مصادر القانون ،سواء الرسمية األصلية ،ونقصد هنا التشريع .حيث
عرفناه وبينا أنواعه كما ركزنا على مختلف المراحل التي يمر بها حتى يصدر في الجريدة
الرسمية ،ويصبح نافذا .أما المصادر الرسمية االحتياطية التي نص عليها المشرع الجزائري
في المادة األولى من القانون المدني الجزائري ،فتتمثل بالترتيب في الشريعة اإلسالمية،
العرف ومبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة.
أخي ار تطرقنا إلى مجال تطبيق هذه القواعد القانونية ،من حيث األشخاص ،المكان
والزمان .توصلنا من خالل تحليل طريقة تكريس المشرع الجزائري للمبادئ التي تحكم هذا
التطبيق ،سواء مبدأ عدم جواز االعتذار بجهل القانون بالنسبة لألشخاص ،مبدأ الشخصية
ومبدأ اإلقليمية بالنسبة للمكان أو مبدأ الرجعية وعدم الرجعية ومبدأ األثر المباشر بالنسبة
للتطبيق من حيث الزمان ،أن المشرع وضع قاعدة عامة للتطبيق مع وضع بعض
االستثناءات لها .وهذا هو موقف أغلب التشريعات.
74
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
قائمة املراجع:
-Iباللغة العربية:
اوال-الكتب:
.1أنور سلطان ،املبادئ القانونية العامة ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،الاسكندرية،
.8002
.1بوضياف عمار ،الوسيط في النظرية العامة للقانون مع تطبيقات لتشريعات عربية ،دار
الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.8020 ،
.2تناغو سمير عبد السيد ،النظرية العامة للقانون ،منشأة املعارف ،الاسكندرية.2021 ،
.1جعفور محمد سعيد ،مدخل للعلوم القانونية ،الوجيز في نظرية القانون ،دار هومه،
الجزائر.8001 ،
.2خليل أحمد حسن قدادة ،شرح النظرية العامة للقانون في القانون الجزائري ،ديوان
املطبوعات الجامعية ،الجزائر.8002 ،
.2الخليلي حبيب ابراهيم ،املدخل للعلوم القانونية ،النظرية العامة للقانون ،ديوان
املطبوعات الجامعية ،الجزائر.8002 ،
.0سليمان مرقس ،الوافي في شرح القانون املدني -املدخل للعلوم القانونية وشرح الباب
التمهيدي للتقنين املدني ،الجزء الطبعة السادسة ،بدون دار النشر .2022 ،
.20عباس الصراف ،جورج حزبون ،املدخل إلى علم القانون ،نظرية القانون -نظرية الحق،
دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.8002 ،
75
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
.22عجة الجياللي ،مدخل للعلوم القانونية نظرية القانون بين التقليد والحداثة طبقا
للمعايير الدولية املقررة لنظام ،L M Dبرتي للنشر.8000 ،
.28الفار عبد القادر ،املدخل لدراسة العلوم القانونية ،مبادئ القانون ،النظرية العامة
الحق ،دار الثقافة للتوزيع والنشر ،عمان.8002،
.21محمد حسين منصور ،املدخل إلى القانون القاعدة القانونية ،منشورات حلبي
الحقوقية ،بيروت.8020 ،
.21محمد حسين منصور ،نظرية القانون ،مفهوم وفلسفة وجوهر القانون ،طبيعة
وخصائص القاعدة القانونية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،الاسكندرية.8001 ،
.22محمودي مراد ،النظرية العامة للقانون ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة.8002 ،
.21مصطفى محمد الجمال ،محمد محسن قاسم ،النظرية العامة للقانون -القاعدة
القانونية ،-الدار الجامعية للطباعة والنشر ،الاسكندرية8002 ،
.22الناصري سليمان املدخل للعلوم القانونية ،مقارنة بالقوانين العربية ،املكتب الجامعي
الحديث ،الاسكندرية.8002 ،
.22همام محمد محمود زهران ،املدخل إلى القانون نظرية القانون ،منشورات حلبي
الحقوقية ،بيروت.8020 ،
ثانيا -النصوص القانونية:
أ – الدستور:
ّ
.2مرسوم رئاس ي رقم ،112-01مؤر في 02ديسمبر ،2001يتعلق بإصدار نص تعديل
الدستور ،املصادق عليه في استفتاء 82نوفمبر ،2001ج ر عدد 21صادر في 2
ديسمبر .2001معدل ومتمم بــ:
ّ
يتضمن تعديل الدستور ،ج ر عدد 82 قانون رقم ،01-08مؤر في 20أفريل ،8008
صادر في 21أفريل .8008
يتضمن تعديل الدستور ،ج ر عددّ قانون رقم ،20-02مؤر في 22نوفمبر ،8002
،11صادر في 21نوفمبر .8002
يتضمن تعديل الدستور ،ج ر عدد ّ قانون رقم ،02-21مؤر في 01مارس ،8021
،21صادر في 02مارس.8021
76
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ب –النصوص التشريعية:
يتعلق باختصاصات مجلس ّ ّ
الدولة .2قانون عضوي رقم ،02-02مؤر في 10ماي ،2002
وتنظيمه وعمله ،ج ر عدد ،12صادرة في 02جوان ،2002معدل ومتمم.
.8قانون رقم 01-11مؤر في 82مارس ،2011يتضمن قانون الجنسية الجزائرية ،ج ر
عدد ،22صادر في 08أفريل .2011ملغى
يتضمن قانون إلاجراءات الجزائيةّ ،
معدل ّ .1أمر رقم ،155-11مؤر في 02جوان ،2011
ومتمم ،ج ر عدد ،12صادر 00جوان 2011 ّ
معدل ّ
ومتمم ،ج يتضمن قانون العقوباتّ ، ّ .1أمر رقم ،221-11مؤر في 2جوان ،2011
ر عدد ،10صادر في 22جوان .2011
ّ
يتضمن القانون املدني ،ج ر عدد ،22 .2أمر رقم ،22-22مؤر في 81سبتمبر ،2022
معدل ّ
ومتمم صادر في 10سبتمبر ّ ،2022
يتضمن القانون التجاري ،ج ر عدد ،200 ّ .1أمر رقم ،20-22مؤر في 81سبتمبر ،2022
معدل ّ
ومتمم. صادر في 20ديسمبر ّ ،2022
.2قانون رقم ،22-21املؤر في 00جوان ،2021يتضمن قانون ألاسرة ،ج ر عدد ،81
صادر في 28جوان ،2021معدل ومتمم.
.2قانون ،22-00مؤر في 82أفريل 2000يتعلق بعالقات العمل ،ج ر عدد ،22صادر في
82أفريل ،2000معدل ومتمم.
.0قانون رقم ،20 -02مؤر في 82أفريل ،2002يتعلق باألوقاف ،ج ر عدد ،82صادر في
08ماي2002
.20قانون رقم ،01-02مؤر في 82جوان ،2002يحدد القواعد العامة املتعلقة
بالطيران املدني ،ج ر عدد ،12صادر في 82جوان ،2002معدل ومتمم.
.22قانون رقم ،00-02مؤر في 82فبراير ،8002يتضمن قانون إلاجراءات املدنية
وإلادارية ،ج ر عدد ،82صادر في 81أفريل .8002
77
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ج النصوص التنظيمية
يتضمن املصادقة على الاتفاقية الدولية،2021 أوت82 مؤر في،220-21 مرسوم رئاس ي رقم
،2021 نوفمبر02 املبرمة في لندن في، املتعلقة بإنقاذ الحياة البشرية في البحر2021 لسنة
املتعلقة بإنقاذ الحياة البشرية في2021 املتعلق باالتفاقية الدولية لسنة2022 وبروتوكول سنة
.2021 أوت10 صادر في،11 ج ر عدد،2022 فيفري22 املبرمة في لندن في،البحر
باللغة الفرنسية- II
Ouvrages
78
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
قائمة املحتويات
مقدمة 7 ...........................................................................................................................
الفرع ألاول :القاعدة القانونية قاعدة تنظم سلوك الفرد داخل املجتمع 0 ..........................................
79
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
الفرع الثاني :القاعدة القانونية قاعدة عامة ومجردة 20 ........................................... ................................
الفرع الثالث :القاعدة القانونية قاعدة ملزمة مقترنة بجزاء 22 ................................ ................................
ت -الجزاء تختص بوضعه وتوقيعه السلطة العامة 28 ............................................. ................................
املطلب ألاول :عالقة القواعد القانونية بقواعد الدين 21 ...................................... ................................
الفرع الثاني :التمييز بين القواعد القانونية والقواعد الدينية 22 .............................. ................................
أوال -تمييز القواعد القانونية عن القواعد الدينية من حيث املضمون 22 ...............................................
80
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ثانيا -تمييز القواعد القانونية عن القواعد الدينية من حيث الغاية 21 ................... ................................
ثالثا -تمييز القواعد القانونية عن القواعد الدينية من حيث الجزاء 21 .................. ................................
املطلب الثاني :عالقة القواعد القانونية بقواعد ألاخالق 22 ..................................... ................................
الفرع الثاني :التمييز بين القواعد القانونية والقواعد الاخالقية 22 .......................... ................................
أوال -تمييز القواعد القانونية عن القواعد ألاخالقية من حيث املضمون 22 ...........................................
ثانيا -تمييز القواعد القانونية عن القواعد ألاخالقية من حيث الغاية 22 ..............................................
ثالثا -تمييز القواعد القانونية عن القواعد ألاخالقية من حيث الجزاء 22 .............................................
املطلب الثالث :عالقة القواعد القانونية بالعادات والتقاليد 20 .............................. ................................
الفرع الثاني :التمييز بين القواعد القانونية والعادات والتقاليد 20 ........................... ................................
أوال -تمييز القواعد القانونية عن العادات والتقاليد من حيث املصدر 20 ..............................................
ثانيا -تمييز القواعد القانونية عن العادات والتقاليد من حيث الغاية 80 ...............................................
ثالثا -تمييز القواعد القانونية عن العادات والتقاليد من حيث الجزاء 80 ...............................................
الفرع ألاول معايير التمييز بين القانون إلى عام وخاص 88 ......................................... ................................
81
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
أوال -معيار ألاخشخاص أطراف العالقة القانونية 88 .................... ................................ ................................
ثالثا -معيار طبيعة املصلحة املراد تحقيقها 81 ............................ ................................ ................................
الفرع الثاني :أهمية تقسيم القانون إلى عام وخاص 81 ............................................. ................................
املطلب الثاني :فروع القانون العام والقانون الخاص 82 ........................................... ................................
أوال -القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام 81 .............................................. ................................
82
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
املبحث الثاني :تقسيم القواعد القانونية من حيث درجة الالزام 18 ........................ ................................
املطلب ألاول :معنى القواعد آلامرة والقواعد املكملة 18 ............................................ ................................
أوال :تعريف القواعد آلامرة وأثر مخالفتها 18 ............................... ................................ ................................
أ-تعريف القواعد آلامرة 18 ........................... ................................ ................................ ................................
املطلب الثاني :معايير التمييز بين القواعد آلامرة واملكملة 11 ..................................... ................................
ثانيا :أمثلة عن القواعد آلامرة واملكملة استنادا على املعيار اللفظي 12 ................... ................................
83
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
املبحث ألاول :التشريع كمصدر رسمي أصلي للقانون 12 ............................................ ................................
84
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
ثالثا -نتائج تخلف العرف عن التشريع في املرتبة 22 ................... ................................ ................................
أ -عدم قدرة العرف إلغاء نص تشريعي 22 ................................. ................................ ................................
ب -عدم قدرة العرف على مخالفة نص تشريعي آمر متحد معه في الوالية والاختصاص 22 .................
ت -جواز مخالفة العرف التجاري نص تشريعي مدني آمر 22 .................................... ................................
ث -جواز مخالفة العرف للنصوص التشريعية املكملة22 ........................................ ................................ :
الفرع الثالث :القانون الطبيعي وقواعد العدالة 28 .................... ................................ ................................
املبحث الاول :نطاق تطبيق القانون من حيث ألاخشخاص 22 .................................... ................................
املطلب ألاول :مضمون مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون ونطاقه 21 .............................................
الفرع ألاول :مضمون مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون 21 .............................. ................................
الفرع الثاني :نطاق مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون 21 ................................. ................................
ثانيا -نطاق املبدأ من حيث طبيعة القواعد القانونية 22 .......................................... ................................
85
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
املطلب الثاني :الاستثناءات الواردة على مبدأ عدم جواز الاعتذار بجهل القانون 22 ..............................
أوال -طلب إبطال العقد لغلط في القانون 22 .............................. ................................ ................................
ثانيا -جهل التشريع الجنائي ينفي املسؤولية الجنائية 22 ........................................... ................................
ثالثا -جهل أجنبي ألحكام قانون العقوبات الدولة التي يذهب إليها في فترة معينة 10 .............................
املبحث الثاني :نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث املكان 12 ......................... ................................
املطلب ألاول :مضمون وأساس مبدأ خشخصية ومبدأ إقليمية القوانين 12 ..............................................
الفرع ألاول :مضمون وأساس مبدأ إقليمية القوانين 18 ............................................ ................................
الفرع الثاني :مضمون وأساس مبدأ خشخصية القوانين 18 ........................................ ................................
املطلب الثاني :تطبيق مبدأ خشخصية ومبدأ إقليمية القوانين في القانون الجزائري 11 ...........................
الفرع ألاول :مبدأ إلاقليمية هو ألاصل في القانون الجزائري 11 ................................. ................................
الفرع الثاني :الاستثناءات الواردة على مبدأ إقليمية القانون الجزائري 11 ...............................................
أوال-الاستثناءات الواردة على املبدأ في مجال الحقوق والواجبات العامة 11 ..........................................
ثانيا -الاستثناءات الواردة على املبدأ في مجال تطبيق قواعد إلاسناد 11 .................................................
ثالثا -الاستثناءات الواردة على املبدأ في مجال تطبيق قانون العقوبات 11 ..............................................
86
محاضرات في املدخل للعلوم القانونية
املبحث الثالث :نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث الزمان 11 ....................... ................................
املطلب الثاني :بعض الحلول التشريعية ملسائل تنازع التشريعات من حيث الزمان 12 ..........................
87