You are on page 1of 91

‫جامعة عبد الرحمن ميرة‪-‬بجاية‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم القانون العام‬

‫السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬

‫فرع‪ :‬القانون العام‬

‫تخصص‪ :‬قانون الجماعات اإلقليمية‬

‫األستاذ المشرف‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬

‫حميطوش جمال‬ ‫‪ ‬خنيش وحيد‬


‫‪ ‬ناصر جودي‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫‪ ................................................‬رئيسا‪.‬‬ ‫‪ ‬األستاذ بطاطاش أحمد‬


‫‪ ‬األستاذ حميطوش جمال ‪..................................‬مشرفا ومقررا‪.‬‬
‫‪ ............................................‬ممتحنتا‪.‬‬ ‫‪ ‬األستاذة بلول فهيمة‬

‫السنة الجامعية‪6102-6102 :‬‬


‫اﻟرﺣﯾم***‬
‫اﻟرﺣﻣﺎن ّ‬
‫*** ﺑﺳم اﷲ ّ‬
‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬

‫)ﻗﺎﻟوا ﺳﺑﺣﺎﻧك ﻻ ﻋﻠم ﻟﻧﺎ إﻻّ ﻣﺎ ﻋﻠﻣﺗﻧﺎ إ ّﻧك أﻧت اﻟﻌﻠﯾم اﻟﺣﻛﯾم(‬
‫اﻵﯾﺔ ‪ 32‬ﻣن ﺳورة اﻟﺑﻘرة‪.‬‬
‫* ﻛﻠﻣﺔ ﺷﻛر و ﻋرﻓﺎن *‬

‫ﺑﻌد اﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎذ‬


‫ﺣﻣﯾطوش ﺟﻣﺎل‪ ،‬اﻟذي ﻛﺎن ﻧﻌم اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف وذﻟك ﻟﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻪ‬
‫اﻟﻣﻣﯾزة وﻧﺻﺎﺋﺣﻪ اﻟﻘﯾﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋوﻧﺎ وﺳﻧدا ﻟﻧﺎ ﻣن أﺟل إﻧﺟﺎز‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻧﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر واﻟﻌرﻓﺎن إﻟﻰ أﺳﺎﺗذﺗﻧﺎ أﻋﺿﺎء‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ وﻫذا ﻋﻠﻰ ﻗﺑوﻟﻬم ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣذﻛرﺗﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ‪ ،‬وﺗﻛﺑدﻫم‬
‫ﻋﻧﺎء ﻗراءﺗﻬﺎ ٕواﺛراﺋﻬﺎ ﺑﻣﻼﺣظﺎﺗﻬم واﻧﺗﻘﺎداﺗﻬم اﻟﻘﯾﻣﺔ‪.‬‬

‫* ﻓﺟزاﻛم اﷲ ﻛل ﺧﯾر *‬

‫وﺣﯾد و ﺟودي‬
‫إﻫداء‬
‫إﻟﻰ اﻟواﻟدﯾن اﻟﻌزﯾزﯾن أطﺎل اﷲ ﻓﻲ ﻋﻣرﻫﻣﺎ‪.‬‬

‫ٕواﻟﻰ اﻹﺧوة واﻷﺧوات‪.‬‬

‫ٕواﻟﻰ اﻷﺻدﻗﺎء واﻟزﻣﻼء‪.‬‬

‫ٕواﻟﻰ ﻛل أﺳﺎﺗذة ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﯾرة – ﺑﺟﺎﯾﺔ‪.-‬‬

‫ٕواﻟﻰ ﻛل ﻣن ﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة‪.‬‬

‫وﺣﯾد وﺟودي‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻرات‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬

‫د‪.‬ب‪.‬ن‪ :‬دون ﺑﻠد اﻟﻧﺷر‬

‫د‪.‬س‪.‬ن‪ :‬دون ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر‬

‫د‪.‬م‪.‬ج‪ :‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬

‫ص‪ :‬ﺻﻔﺣﺔ‬

‫ص‪.‬ص‪ :‬ﻣن اﻟﺻﻔﺣﺔ‪ ...‬إﻟﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ‬

‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ :‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‬

‫‪Journal officiel : Le Journal officiel de la République Algérienne‬‬


‫‪Démocratique.‬‬
‫‪Art : Article.‬‬
‫‪N° : Numéro.‬‬
‫‪Op.cit. : Ouvrage précédemment cité‬‬
‫‪P : Page.‬‬
‫‪L.G.D.J : Librairie générale de droit et de jurisprudence.‬‬
‫مقدمة‬

‫اقترن ظهور مصطلح التنظيم ‪ le règlement‬ألول مرة في عهد الملك شارل التاسع‪،‬‬
‫(‪ ،)0651/0651‬حيث كان مجرد وسيلة للتمثيل والتعبير عن اإلرادة الملكية‪ ،‬وألجل المحافظة على‬
‫مصالحها وممتلكاتها‪ ،1‬وقد استمر العمل بهذا المصطلح إلى غاية عهد لويس الثالث عشر‪ ،‬ثم بعد‬
‫ذلك عرف استعماله في نهاية النظم الفرنسية القديمة‪ ،‬ما قبل (‪ )0571‬استعماال كثيرا‪ ،‬بحيث تم‬
‫إيجاد ‪ 01‬عشرة أعمال في عهد لويس السادس كيفت على أنها تنظيمات وكان ذلك في ‪ 10‬جانفي‬
‫‪،20575‬و بمجيئ الثورة الفرنسية سنة (‪ )0511-0571‬التي أحدثت تغيي ار جذريا في نظام الحكم‬
‫في فرنسا من خالل تبنيها مجموعة من المبادئ الديمقراطية أقصت بذلك السلطة المطلقة للملوك‪3،‬كما‬
‫نتج عنها أيضا مبدأ سيادة األمة‪ ،‬وهذا األخير الذي أصبح مجسدا و بشكل قانوني و دستوري من‬
‫خالل إعالن حقوق اإلنسان و المواطن مما ساهم في انتشاره إلى جل الدساتير األوروبية األخرى‪.4‬‬

‫لتكريس هذا المبدأ أعتبر البرلمان الوسيلة الوحيدة والمثلى للتعبير عنه حيث يعتبر هذا األخير مصدر‬
‫جميع السلطات‪ ،‬مما مكنه من احتالل مرتبة سامية‪ ،‬جعلته يحتكر عملية وضع النصوص القانونية‬
‫بصفة منفردة‪ ،‬أما السلطة التنفيذية فقد كانت مهمتها تتمثل في تنفيذ تلك النصوص وذلك في الحدود‬
‫التي يرسمها لها البرلمان‪ ،‬باعتباره صاحب االختصاص األصلي للتشريع في كل المجاالت والميادين‬
‫الخاصة لحياة األفراد‪ ،‬باعتباره ممثال لسيادة األمة‪ .5‬وبهذا تجسد مبدأ الفصل بين السلطات الذي‬
‫استندت عليه الثورة الفرنسية المتأثرة بأفكار وفلسفة جون جاك روسو‪ ،‬لكن هذا المبدأ لم يدم طويال‬
‫نتيجة تحول البرلمانات إلى سلطات مستبدة أصابها الغرور والتعالي‪ ،‬بسبب تضارب الكتل وتوجهات‬

‫‪ -1‬سعاد بن سرية‪ ،‬مركز رئيس الجمهورية في تعديل ‪ ،8117‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر ‪ ،8101‬ص‪.010‬‬
‫‪ -2‬سامي جمال الدين‪ ،‬اللوائح اإلدارية وضمانة الرقابة اإلدارية‪ ،‬دراسة تحليلية لسلطة اإلدارة في إصدار اللوائح التنفيذية‬
‫واللوائح المستقلة و مدى سلطة القضاء في الرقابة عليها بالمقارنة مع فرنسا‪ ،‬منشأ المعارف‪ ،‬مصر‪ ،0178 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -3‬إيمان عبد المنعم عامر‪ ،‬تاريخ أوروبا في العصر الحديث و المعاصر‪ ،‬دار التعاون للطباعة‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪ -4‬عزاوي عبد الرحمن‪ ،‬ضوابط توزيع االختصاص بين السلطتين التشريعية و التنفيذية (دراسة مقارنة في تحديد مجال كل‬
‫من القانون و الالئحة) ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ضوابط توزيع االختصاص بين السلطتين التشريعية و التنفيذية في النظرية العامة‪،‬‬
‫دار الغرب للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،8111 ،‬ص ‪.815‬‬
‫‪ -5‬سعيد بو الشعير‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الهدى للنشر و الطباعة و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪،0111 ،‬‬
‫ص ‪.810‬‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫األحزاب والتيارات‪ ،1‬كما أنها لم تستطع مجابهة المشاكل واألزمات التي لحقت بأروبا خالل الحرب‬
‫العالمية األولى والثانية‪ ،‬إضافة إلى األزمة االقتصادية العالمية (‪ ،)0181‬ولم تتمكن من مجرات‬
‫التحوالت والتطورات الكبيرة والسريعة كما أنها لم تستطع تلبية حاجيات المواطنين بسبب كثرتها‪.2‬‬

‫كل هذا راجع إلى طبيعة عمل البرلمان البطيء في أغلب مراحله و آلياته‪ ،‬و الذي لم يستطع‬
‫من خالله التصدي لكل المشاكل و األزمات و خاصة المستجدات السريعة و المعقدة التي تحتاج‬
‫إلى تدخالت سريعة و دقيقة و تقنية من أجل مواجهتها‪ ،3‬و هو ما احتوت عليه السلطة التنفيذية‬
‫باعتبارها تمتلك مؤسسات و هياكل إدارية و تقنية سريعة تستطيع من خاللها مجابهة كل التطورات‬
‫و الصعوبات‪ ،4‬لذلك تقهقر دور البرلمان و تراجع لصالح السلطة التنفيذية‪ ،‬و التي أضحت بذلك‬
‫تحتل مرتبة متميزة و قوية‪ ،‬بعد استحواذها على أهم اآلليات و الوسائل التي كانت في حوزة البرلمان‪،‬‬
‫مما مكنها في مواجهة ومجابهة كل تلك الظروف‪ ،‬هذا ما جعل السلطة التنفيذية تستأثر بميزة تقنية‬
‫من جهة‪ ،‬تجعلها قوية و فعالة في مواجهة و حل األزمات و تستأثر من جهة أخرى بسلطة دستورية‬
‫تمكنها من اتخاذ ق اررات سريعة و مصيرية تمكنها من مواجهة األحداث و الوضعيات المعقدة‪.‬‬

‫لذلك جاءت ضرورة وضع دساتير تحد من االختصاص المطلق للبرلمان وتقوي اختصاص السلطة‬
‫التنفيذية من جهة أخرى‪ ،‬عن طريق تحديد مجاالت وميادين يختص فيها البرلمان‪ ،‬على أن يكون‬
‫ما عدا تلك الميادين من نصيب السلطة التنفيذية المجسدة في رئيس الجمهورية الذي يتمتع بمجال‬
‫واسع غير محصور أال وهو مجال السلطة التنظيمية‪.5‬‬

‫‪ -1‬عزاوي عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.811-817‬‬


‫‪ -2‬سعيد بو الشعير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.810‬‬
‫‪ -3‬سيدي محمد ولد سيد آب‪ ،‬الوظيفة التشريعية في دول المغرب العربي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬المغرب‪ ،8110 ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ - 4‬أومايوف محمد‪ ،‬عن الطبيعة الرئاسوية للنظام السياسي الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،8101/8108 ،‬ص ‪.865‬‬
‫‪ -5‬سعيد بو الشعير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.818‬‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫لقد جاء الدستور الفرنسي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بأسلوب جديد يتم بمقتضاه تحديد‬
‫مجال البرلمان على سبيل الحصر‪ ،‬أما ما خرج عن ذلك فيدخل من اختصاص السلطة التنظيمية‬
‫المستقلة‪ ،‬مرجحا في بذلك كفة السلطة التنفيذية التي أصبح اختصاصها عاما وواسعا في وضع‬
‫القواعد العامة والمجردة وكل هذا على حساب البرلمان الذي أصبح اختصاصه محصو ار ومقيدا في‬
‫مجال صنع القانون بالمفهوم الواسع‪.1‬أما المؤسس الدستوري الجزائري فقد تأثر باألسلوب الفرنسي‪،‬‬
‫حيث نجد أن النظام السياسي الجزائري في دستور ‪ 0151‬قد أسند المؤسس الدستوري مهمة التشريع‬
‫إلى المجلس التأسيسي ليصبح بذلك مجال التشريع مطلقا و مجال التنظيم مقيد فأخذ المؤسس‬
‫الدستوري بالقاعدة التقليدية في تحديد مواضيع السلطة التنظيمية على سبيل الحصر مع إبقاء جميع‬
‫المجاالت األخرى الخارجية عن المجال التنظيمي مجاالت مخصصة للقانون‪ ،‬وبذلك اتسع مجال‬
‫القانون على سبيل مجال التنظيم‪ .‬إلى أنه ونظ ار لعجز المجلس التأسيسي عن أداء مهامه ألسباب‬
‫مختلفة‪ ،‬ساهم في استالء الحكومة على مجال التشريع طبقا لنص المادة ‪ 61‬من دستور ‪0151‬‬
‫التي تنص‪ " :‬تمارس السلطة النظامية من رئيس الجمهورية" وكذلك المادة ‪ 61‬في حالة الخطر‬
‫الوشيك‪ ،‬يمكن لرئيس الجمهورية اتخاذ التدابير االستثنائية لحماية استقالل األمة ومؤسساتها‬
‫الجمهورية‪.2‬وبالتالي إلى سيطرة رئيس الجمهورية على السلطة التنظيمية وخاصة بعد مشاركة السلطة‬
‫التنفيذية للمجلس في التشريع المادة ‪ 67‬من دستور ‪ 0151‬مما ساهم في شكل كبير في تركيز‬
‫السلطة في يد رئيس الجمهورية و تشخيصها في شخصه كما أكد دستور ‪ 0151‬أحادية السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬كما أن دستور ‪ 0155‬قام بتحديد مجال القانون على حساب الحصر و هذا على عكس‬
‫ما جاء به دستور ‪ ،0151‬الذي قيد مجال التنظيم و جعل التشريع مجال غير مقيد حسب المادة‬
‫‪ 060‬من دستور ‪ ،0155‬كما نصت المادة ‪01/000‬و ‪ 00‬على أنه يضطلع رئيس الجمهورية‬

‫طماوي‪ ،‬السلطات الثالث في الدساتير العربية المعاصرة وفي الفكر السياسي اإلسالمي‪-‬دراسة مقارنة‪،-‬‬
‫‪ -1‬سليمان محمد ال ّ‬
‫الطبعة الخامسة‪ ،‬مطبعة جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪ ،0175 ،‬ص ‪.071‬‬
‫‪ -2‬عمار عباس‪ ،‬العالقة بين السلطات في األنظمة السياسية المعاصرة والنظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،8101‬ص ‪.85‬‬

‫‪7‬‬
‫مقدمة‬

‫بالسلطة التنظيمية و يسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات‪ ،‬كما له أن يقدم بتعيين نائب له أو‬
‫أكثر‪ ،‬أو تعيين وزير أول حيث يمارس الوظيفة التنفيذية بقيادة رئيس الجمهورية‪.1‬‬

‫وبالتالي فقد اتجه النظام في دستور ‪ 0155‬نحو نظام رئاسي وتم استبدال السلطات بالوظائف‪،‬‬
‫كالوظيفة السياسية التي يمارسها الحزب الواحد والوظيفة التشريعية التي يمارسها المجلس الشعبي‬
‫الوطني‪ ،‬فالنظام السياسي في هذه المرحلة كان رئاسيا محضا وال أثر به لمبدأ الفصل بين السلطات‪.2‬‬

‫أما مرحلة ما بعد التعديل الدستوري ‪ ،0171‬فقد تم استحداث منصب رئيس الحكومة وأعيد‬
‫تنظيم السلطة التنفيذية‪ ،‬وأسندت مهمة تنفيذ السياسة العامة للدولة لرئيس الحكومة وأصبح يخضع‬
‫لمسؤولية سياسة مزدوجة باعتباره مسؤوال أمام كل من رئيس الجمهورية والبرلمان‪ ،‬غير أن التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ 8117‬قد شمل أيضا تنظيم السلطة التنفيذية بفرعيها رئيس الجمهورية والوزير األول‪،‬‬
‫وكذلك هذا ما تبناه التعديل الدستوري الجديد األخير لسنة ‪.8105‬‬

‫حيث ارتأينا طرح اإلشكالية التالية‪ :‬فيما تتمثل ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬وما‬
‫مدى حدود امتدادها؟‬

‫يكتسي موضوع السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية حساسية خاصة‪ ،‬ودور فعال في التنظيم‬
‫ووضع القواعد العامة والمجردة‪ ،‬لذلك سوف نحاول إبراز أهمية السلطة التنظيمية في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪-‬التأثير الكبير للسلطة التنظيمية في ظهور القانون الدستوري بمفهومه الحديث‪.‬‬

‫‪-‬اعتبارها كأهم العوامل المهمة في تحويل مبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬من المفهوم المطلق إلى‬
‫المفهوم النسبي المرن‪.‬‬

‫‪ -1‬ميلود ذبيح‪ ،‬الفصل بين السلطات في التجربة الدستورية الجزائرية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،8115 ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -2‬مولود ديدان‪ ،‬مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬دار النجاح للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪8‬‬
‫مقدمة‬

‫‪-‬تمكن السلطة التنظيمية من تغيير موازين توزيع االختصاص الدستوري بين السلطة التشريعية‬
‫والتنفيذية‪ ،‬فبعدما كانت السلطة التشريعية هي صاحبة الوالية العامة في التشريع كأصل عام‪ ،‬فانه‬
‫استثناءا قد أجيز للسلطة التنفيذية حق التشريع في بعض المسائل عن طريق التشريع بأوامر‪ ،‬وهذا‬
‫بعد عجز السلطة التشريعية عن مجابهة ومسايرة مقتضيات العصر الحالي الذي يتميز بالسرعة‬
‫والتغير‪ ،‬وهو ما أدى إلى تكسير حاجز انفراد البرلمان بعملية التشريع بصفة منفردة‪ ،‬بل أصبح هناك‬
‫قطب ثاني منافس له‪.‬‬

‫لدراسة هذا البحث قمنا باالعتماد على بعض المناهج منها‪ ،‬المنهج الوصفي التحليلي لجمع‬
‫معلومات حقيقية ومفصلة عن السلطة التنظيمية محل البحث‪ ،‬وكذا لتحليل بعض المواد الدستورية‬
‫وبعض اآلراء‪ ،‬وكذا على المنهج االستقرائي باعتباره األداة التي من خاللها يمكن اعتبار أن للسلطة‬
‫التنظيمية لرئيس الجمهورية مرك از قانونيا‪ ،‬وتخضع لجملة من القيود كما تتمتع بمجموعة من‬
‫الضمانات‪ ،‬باإلضافة إلى المنهج المقارن الذي بيناه من خالل إخ ارج التنظيم من دائرة التنفيذ‪ ،‬إلى‬
‫دائرة التشريع ومنافسة البرلمان‪ ،‬كما اعتمدنا على المنهج التاريخي باعتبار أن نشأة السلطة التنظيمية‬
‫كانت عبر عدة مراحل وأحقاب تاريخية‪.‬‬

‫لإلجابة على اإلشكالية المطروحة كان لزاما علينا التطرق إلى ماهية السلطة التنظيمية لرئيس‬
‫الجمهورية ومدى نطاقها (فصل أول)‪ ،‬والى امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر‬
‫وخضوعها للرقابة والتأمين (فصل ثان)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى نطاقها‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫شكلت السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية أحد العوامل المهمة في ظهور القانون الدستوري‬
‫بشكله الحديث‪ ،‬وذلك لما لعبته من دور مهم في تراجع أو تغيير تطبيق العديد من المبادئ‬
‫واألسس التقليدية التي يرتكز عليها القانون الدستوري‪ ،‬أما في الجزائر فقد أسندت السلطة التنظيمية‬
‫لرئيس الجهورية الذي يمارسها بشكل متحرر ومستقل‪ ،‬نظ ار ألهمية هذه السلطة‪.‬‬

‫يعتبر دستور الجمهورية الخامسة الفرنسي لسنة‪8591‬دستو ار متميزا‪ ،‬نظ ار لتبنيه سياسة‬
‫نظامية جديدة لم تكن سائدة في األنظمة السياسية التي تلته‪ ،‬حيث تبنى نظاما يقيد سلطة البرلمان‬
‫في التشريع والتي كانت سلطته مطلقة‪،‬ويتجلى ذلك من خالل تحديد المجاالت والموضوعات التي‬
‫بإمكانه التشريع فيها على سبيل الحصر فقط‪ ،1‬وجعل ما يخرج عنها من اختصاص السلطة‬
‫التنفيذية والذي أصطلح عليه بالسلطة التنظيمية ‪.2 Pouvoir réglementaire‬‬

‫بالرجوع إلى النظام الدستوري الجزائري نجده سلك نفس الطريق الذي انتهجه المؤسس‬
‫الدستوري الفرنسي‪ ،‬حيث أنه بعد استقالل الجزائر وبمجرد استردادها لسيادتها قامت بإسناد السلطة‬
‫التنظيمية و ممارستها إلى رئيس الجمهورية‪ ،‬وهذا من أول دستور جزائري منه حيث نصت المادة‬
‫‪ 95‬من دستور ‪ 8595‬على أنه" ‪le pouvoir réglementaire est exercé par le‬‬
‫‪ 3"président de la république‬والمادة ‪ 888‬فقرة ‪ 81‬من دستور ‪8599‬على أنه‪" :‬يضطلع‬
‫رئيس الجمهورية بالسلطة التنظيمية"‪ ،4‬ونصت المادتين ‪ 889‬فقرة ‪ 18‬من دستور ‪ 58515‬و‬

‫‪ -1‬ذوادي عادل‪ ،‬السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون دستوري‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2185/2182 ،‬ص‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art21, de la constitution française de 1958, modifié et complété, in site : www.légifrance-gov.fr, consulté :‬‬
‫‪25mai 2017. Dispose : « le premier ministre dirige l’action du gouvernement, il est responsable de la‬‬
‫‪défense national, il assure l’exécution des lois, sous réserve des dispositions de l’article 13, il exerce le‬‬
‫‪pouvoir réglementaire… ».‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Art53,de la constitution algérienne de 8 septembre 1963, journal officiel, N64, publié le 10 septembre 1963,‬‬
‫‪p.888.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 88/888‬من دستور ‪ ،8599‬الصادر بموجب مرسوم رئاسي ‪ ،59-99‬مؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر‪ ،8599‬ج‪ .‬ر‪.‬‬
‫ج‪ .‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،59‬لسنة ‪ ،8599‬الصادر في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،8599‬ص ‪.8252‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 8/889‬من دستور ‪ 25‬فيفري ‪ ،8515‬المنشور بموجب المرسوم الرئاسي ‪ ،81-15‬مؤرخ في ‪ 21‬فيفري‬
‫‪ ،8515‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،15‬الصادر في أول مارس ‪ ،8515‬ص‪259.‬‬

‫‪10‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫المادة ‪ 829‬فقرة ‪ 18‬من دستور ‪ 8559‬على أنه‪" :‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية‬
‫في المسائل غير المخصصة للقانون"‪ ،1‬وكذلك نصت عليه المادة ‪ 895‬من التعديل الدستوري‬
‫لسنة ‪ 2189‬على أنه‪" :‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة‬
‫للقانون"‪ ،2‬و من خالل هذا يتبادر إلى الذهن تساؤل ذو شقين‪ ،‬بحيث يتعلق أولهما بماهية السلطة‬
‫التنظيمية لرئيس الجمهورية؟ ويتعلق ثانيهما بمدى امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية؟‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 8/829‬من دستور ‪ ،8559‬المنشور بموجب المرسوم الرئاسي ‪ ،951-59‬مؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر ‪ ،8559‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،99‬الصادر في ‪ 11‬ديسمبر لسنة ‪ ،8559‬ص‪.29‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 8/895‬من التعديل الدستوري الصادر بمقتضى القانون رقم ‪ ،81-89‬المؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪،2189‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،89‬الصادر في ‪ 19‬مارس ‪ ،2189‬ص ‪.21‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‬

‫ماهية السلطة التنظيمية‬


‫يعتبر البرلمان صاحب االختصاص في تشريع القوانين العامة و المجردة‪ ،‬والتي تنظم‬
‫المجاالت العامة للمجتمع‪ ،‬كما أسند أيضا اختصاص تشريع القوانين لرئيس الجمهورية وهذا عن‬
‫طريق سلطته التنظيمية و الذي أضحى مستأث ار بها وهذا في مجاالت كثيرة‪ ،‬بسبب عدم كونها في‬
‫نطاق سلطته إال بما هو مخصص فقط للقانون‪ ،‬و منه فإن هذه السلطة التنظيمية التي يتمتع بها‬
‫رئيس الجمهورية أصبحت تنافس البرلمان في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬وهذا نظ ار لكونها وسيلة‬
‫مكرسة في الدستور تجعل رئيس الجمهورية يتفوق على السلطة التشريعية في وضع القواعد‬
‫العامة‪ ،1‬ويعود هذا التفوق نتيجة حصر الدستور لمواضيع السلطة التشريعية"البرلمان"‪ ،‬وفقا‬
‫للمادتين ‪ 891‬و‪ 898‬من الدستور الجزائري الساري المفعول‪.2‬‬

‫من خالل هذا المبحث سنقوم بدراسة مفهوم السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية (مطلب‬
‫أول)‪ ،‬كما سنتطرق إلى أهم أنواع السلطة التنظيمية وكذا تمييزها عن القانون (مطلب ثان)‪.‬‬

‫‪ -1‬بن دحو نور الدين‪ ،‬السلطة التنظيمية المستقلة كآلية مدعمة لمركز رئيس الجمهورية في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،2189/2189 ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 891‬والمادة ‪ 898‬من التعديل الدستوري ‪.2189‬‬

‫‪12‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‬

‫مفهوم السلطة التنظيمية‬

‫األصل أن البرلمان هو صاحب الوالية العامة في التشريع‪ ،‬غير أنه واستثناءا قد أجيز‬
‫للسلطة التنفيذية حق التشريع في بعض المسائل عن طريق التشريع بأوامر‪ ،‬هذا ما يدعم مركز‬
‫رئيس الجمهورية في المنظومة القانونية الجزائرية‪ ،‬والذي من خالله يسمح له بمنافسة البرلمان في‬
‫وضع القواعد العامة والمجردة والمنظمة لحياة األفراد والمجتمع ككل‪ ،‬وبالتالي نظ ار ألهمية السلطة‬
‫التنظيمية المستقلة ودورها الفعال في التنظيم ووضع القواعد العامة والمجردة‪ ،‬ارتأينا في هذا‬
‫المطلب بالقيام بمحاولة تحديد بعض التعاريف القريبة من مصطلح السلطة التنظيمية المستقلة‪،‬‬
‫نظ ار لوجود عدة تعاريف له (فرع أول)‪ ،‬باإلضافة أننا سوف نقوم بالتطرق إلى عناصر السلطة‬
‫التنظيمية (فرع ثان)‪ ،‬والى خصائص السلطة التنظيمية (فرع ثالث)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‬

‫تعريف السلطة التنظيمية‬

‫يقصد بالسلطة التنظيمية‪ ،‬ذلك االختصاص المنوط لهيئات السلطة التنفيذية‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق سن قواعد قانونية عامة ومجردة‪ ،‬ال تختلف من الناحية الموضوعية والمادية عن القوانين‬
‫الصادرة عن السلطة التشريعية‪ ،‬بحيث يمارسها رئيس الجمهورية عن طريق المراسيم الرئاسية‪.1‬‬

‫كما تعرف السلطة التنظيمية أيضا‪ ،‬بأنها تلك النصوص أو الق اررات التنظيمية العامة‪،‬‬
‫والتي تتضمن قواعد عامة ومجردة تتعلق بجملة من الحاالت والمراكز القانونية واألفراد غير‬
‫المحددين بذواتهم‪ ،‬بهدف خلق أو تعديل أو إلغاء المراكز القانونية‪ ،‬وبالتالي فهو بمثابة نص‬
‫تشريعي تختص بتشريعه السلطة التنفيذية ووفقا ألحكام الدستور‪ ،2‬وعرفت أيضا السلطة التنظيمية‪:‬‬

‫‪« C’est le pouvoir de statuer par voie générale, accordé à des autorités autres que le parlement, soit‬‬
‫‪nationales, soit locales. »3‬‬

‫وكما عرف أيضا‪:‬‬

‫‪« Le règlement était une règle de droit de portée générale édictée par une autorité administrative en‬‬
‫‪dehors de la fonction législative. Cette autorité ne participait à l’exercice de la souveraineté. » 4‬‬

‫كما عرفها بعض الفقهاء أيضا بأنها‪ ،‬صالحية رئيس الجمهورية في إصدار ق اررات تنظيمية‬
‫في شكل مراسيم‪ ،5‬وبالعودة إلى نص المادة ‪829‬من القانون الدستوري الجزائري القديم‪6‬والمادة‬
‫‪8/895‬من التعديل الدستوري ‪2189‬والتي تنص على‪":‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة‬

‫‪ -1‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬القانون اإلداري (التنظيم اإلداري)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2119،‬ص‪.59‬‬
‫‪ -2‬بلحاج نسيمه‪ " ،‬العالقة بين النصوص التشريعية والتنظيمية (‪...‬ضوابط دستورية‪...‬ضمانات المشروعية‪ ،")...‬مجلة‬
‫الفكر البرلماني‪ ،‬العدد ‪ ،85‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2111‬ص‪.21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Jean Rivero, Jean Waline, Droit Administratif, 21éme édition, Dalloz, Paris, 2006, P269.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Arnaud haquet, La loi et le règlement, paris, L .G.D .J, 2007, P 10.‬‬
‫‪ -5‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري الجزائري‪ ،‬مطبعة عمار قرفي‪ ،‬الجزائر‪ ،2118 ،‬ص‪.899‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 829‬من دستور ‪.8559‬‬

‫‪14‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون‪ ،1".‬نستنتج أن السلطة التنظيمية هي سلطة‬


‫دستورية ممنوحة لرئيس الجمهورية يصدر بمقتضاها تنظيمات مستقلة تنظم المسائل والميادين غير‬
‫المخصصة للقانون‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫خصائص السلطة التنظيمية‬

‫أوال‪ :‬سلطة رئاسية‬

‫بعد الرجوع إلى النصوص الدستورية الجزائرية المتعاقبة نجد أن المؤسس الدستوري ‪،‬قد‬
‫خول للبرلمان ممارسة سلطة تنظيمية مستقلة و متميزة تسمح له بإعداد نظامه الداخلي‪،‬بعيدا عن‬
‫تدخل السلطة التشريعية ‪ ،‬وفي مقابل ذلك هو ملزم باحترام مبدأ الفصل بين السلطات ‪،‬وكل هذا‬
‫يندرج ضمن سلطة تنظيم المسائل المتعلقة بالبرلمان‪،‬أي هي سلطة برلمانية‪ ،2‬ولقد خص المشرع‬
‫الجزائري منذ االستقالل إلى منح سلطة إصدار التنظيم لرئيس الجمهورية ‪،‬في المسائل غير‬
‫المخصصة للقانون‪،‬فقد نصت عليه المادة ‪3/341‬من التعديل الدستوري لسنة ‪":2189‬يمارس‬
‫رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون‪".‬وبالتالي فقد حددت‬
‫هذه المادة الجهة المختصة في ممارسة السلطة التنظيمية و المتمثلة في قائد السلطة التنفيذية‪3،‬و‬
‫هو اختصاص يحتكره و لصيق بشخصيته‪،‬كما يعتبر هذا االختصاص من بين أهم نقاط قوة رئيس‬
‫الجمهورية في مواجهة و منافسة البرلمان في مجال التشريع‪،‬بحيث ال يمكن للبرلمان التدخل في‬
‫االختصاص الرئاسي وفي مقابل ذلك يمكن لرئيس الجمهورية مشاركة البرلمان في مراحل‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 895‬من التعديل الدستوري ‪.2189‬‬


‫‪ -2‬ذوادي عادل‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.59.55‬‬
‫‪ -3‬كيواني قديم‪ ،‬السلطة التنظيمية في التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2111‬بحث لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون‬
‫المؤسسات‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2182/2188 ،‬ص‪.25‬‬

‫‪15‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫صنعه‪،‬وفي المجاالت و الميادين المحصورة له وذلك عن طريق التشريع باألوامر‪ 1،‬الذي يعتبر‬
‫‪2‬‬
‫تشريع ثانوي إلى جانب التشريع البرلماني ‪ ،‬وبالتالي فإن السلطة التنظيمية هي سلطة رئاسية ‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬سلطة عامة‬

‫تتصف التنظيمات المستقلة بالعمومية والتجريد‪،‬وهي تنظم مراكز قانونية عامة وهي متعلقة‬
‫بجملة من الحاالت والمراكز القانونية واألفراد غير المحددين بذواتهم‪ ،‬ومهمتها خلق أو تعديل أو‬
‫إلغاء الحاالت والمراكز القانونية العامة‪،3‬وبالتالي تعتبر خاصية العمومية خاصية أصيلة من‬
‫خصائص القانون‪،‬لذا يعتبر رئيس الجمهورية صاحب القاعدة العامة في إنشاء القواعد العامة‬
‫والمجردة‪،‬والبرلمان هو صاحب االستثناء في ذلك‪².‬‬

‫فالمقصود بعمومية التنظيم هو اشتماله على خطاب موجه إلى األشخاص كافة وبصيغة‬
‫التعميم‪ ،‬ولذلك يتجدد العمل به كلما توفرت الشروط الخاصة النطباقه‪،‬إلى أن هذا التجديد بالنسبة‬
‫لقواعد التنظيم ال يعني عدم قابلية هذه القواعد للتعديل أو اإللغاء‪،‬ومع العلم أن عمومية النصوص‬
‫التنظيمية ال تعني انطباقها على كافة األفراد‪ ،‬فقد تنطبق عليهم جميعا‪،‬وترى على البعض‬
‫منهم‪،‬ولهذا يتميز القرار التنظيمي على القرار الفردي بصفة العمومية والتجريد‪.4‬‬

‫ومنه نستنتج أن النصوص التنظيمية هي نصوص تخاطب الجميع‪ ،‬مثلها مثل النصوص‬
‫التشريعية‪ ،‬وبالتالي فهي سلطة عامة‪.‬‬

‫‪ -1‬بن دحو نور الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29.29‬‬


‫‪ -2‬بلحاج نسيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -3‬عوابدي عمار ‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2119،‬ص‪.888‬‬
‫‪-4‬بلحاج نسيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22.28‬‬

‫‪16‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬سلطة قائمة بذاتها ومستقلة‬

‫يقصد بالسلطة التنظيمية المستقلة القائمة بذاتها‪،‬تلك السلطة التي ينفرد بها رئيس‬
‫الجمهورية دون سواه‪،‬وهذا بصورة ينظم فيها مواضيع مستقلة‪،‬وخارجة عن مسألة تنظيم وتنفيذ‬
‫القوانين‪،‬فالمراسيم التنظيمية المستقلة نجدها تتضمن معالجة مواضيع تختلف عن المواضيع‬
‫المحددة في القانون‪،‬وعن المواضيع التي جاءت لتنفيذ القانون‪،‬فهي مواضيع ال توجد في‬
‫القانون‪،1‬وبالتالي فإن السلطة التنظيمية هي سلطة مستقلة بذاتها‪.‬‬

‫ففي الجزائر مثال لم ينص دستور ‪ 8595‬وال أمر ‪8599‬على اللوائح المستقلة‪،‬بحيث يمكن‬
‫أن نقول في هذا الصدد أنه ومن الناحية الواقعية كانت هناك ممارسة لهذه السلطة لكنه لم ينص‬
‫عليها شكليا‪،‬أما في دستور ‪8599‬فإن لرئيس الجمهورية كامل السلطة التنظيمية المستقلة‪.2‬‬

‫أما فيما يخص دستور ‪8515‬فإنه قد نص على أن الممارس الفعلي للسلطة التنظيمية‬
‫المستقلة هو رئيس الجمهورية‪ ،‬وهذا حسب المادة ‪39/99‬والمادة ‪ ،48/889‬باإلضافة إلى عدم‬
‫إمكانية تفويض هذه السلطة لرئيس الحكومة‪.5‬‬

‫أما دستور ‪ 8559‬فقد حافظ على نفس ما جاء به دستور ‪ ،8515‬بحيث تنص ‪829‬‬
‫على‪":‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون‪".‬وهذا‬
‫عدم إمكانية التفويض حسب المادة ‪ 19‬والمادة ‪ 9/99‬والمادة‪19‬فقرة‪5‬و‪.69‬‬

‫‪ -1‬بن نملة صليحة‪ ،‬مرونة نطاق السلطة التنظيمية في الجائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬فرع اإلدارة والمالية‪،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪،2111‬ص‪.11،19‬‬
‫‪ -2‬أنظر المواد‪ ،889،889،885،888 :‬من دستور ‪.8599‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 9/99‬من دستور ‪ 8515‬تنص‪ ..." :‬يوقع المراسيم الرئاسية‪"...‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ /889‬من دستور ‪ 8515‬تنص‪ " :‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة‬
‫للقانون‪".‬‬
‫‪ -5‬للتوضيح أنظر المادة ‪ 15‬من دستور ‪.8515‬‬
‫‪ -6‬مواد من دستور ‪.8559‬‬

‫‪17‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫لقد تم تعديل دستور وكان أخره سنة ‪،2189‬بحيث أن هذا التعديل قد استبقى على ما جاء‬
‫به دستور ‪،8559‬وهذا ما نجده في نص المادة ‪.1895‬‬

‫من خالل كل هذا يتبن لنا أن السلطة التنظيمية المستقلة القائمة بذاتها‪ ،‬تساهم في منح‬
‫رئيس الجمهورية صالحية تنظيم الم ارفق العامة‪،‬والذي أصبح بعد ذلك بمثابة المجال الطبيعي‬
‫لعمل الحكومة‪،‬كما تعتبر هذه السلطة كفئة تمارس بكل حرية دون االستناد إلى القانون‪،‬وبالتالي‬
‫فإن السلطة التنظيمية المستقلة تعد بمثابة تشريع أصلي تصدره السلطة التنفيذية دون حاجتها‬
‫‪2‬‬
‫للقانون‪،‬باعتبارها تستند مصدرها من أحكام الدستور‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫عناصر السلطة التنظيمية‬

‫أوال‪ :‬سلطة قانونية‬

‫أي أنه ومن أجل اعتبار السلطة التي يمارسها رئيس الجمهورية سلطة تنظيمية‪ ،‬يجب أن‬
‫تكون هذه السلطة قانونية‪،‬أي يجب أن يكون غرضها إحداث أثر قانوني‪ 3،‬وهذا من خالل إنشاء‬
‫مركز قانوني عام جديد‪ ،‬أو بإلغائه أو تعديله‪،4‬بمعنى انه يجب أن تكون التنظيمات الرئاسية التي‬
‫يصدرها رئيس الجمهورية ذات طابع نهائي وتنفيذي ‪ ،exécutoire‬أي بإمكانها إحداث أثر‬
‫قانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 895‬من التعديل الدستوري ‪.2189‬‬


‫‪ -2‬كيواني قديم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪-3‬بدرية جاسر صالح‪ ،‬مجال الالئحة في فرنسا‪ ،‬مطبوعات جامعة الكويت‪ ،‬الكويت‪ ،‬سنة‪،8551‬ص‪.11‬‬
‫‪-4‬انظر المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،895/15‬مؤرخ في ‪9‬أوت ‪ ،8515‬متعلق بالقواعد الخاصة بتنظيم المجلس الدستوري‬
‫والقانون األساسي لبعض موظفيه‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد‪.52‬‬

‫‪18‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫إال أنه وفي الواقع فإن السلطة التنظيمية ليست السلطة القانونية الوحيدة التي يتمتع بها‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬ذلك أن له سلطات أخرى يمكنه من خاللها التأثير على النظام القانوني الساري‬
‫في الدولة بأكمله‪ ،‬وليس فقط إمكانية التأثير في المراكز القانونية لألشخاص‪.‬‬

‫ومن بين هذه الصالحيات التي يختص بها رئيس الجمهورية بممارستها‪ ،‬نذكر منها على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬سلطة التنسيق التي يمارسها رئيس الجمهورية عن طريق إصدار األوامر والتوجيهات‬
‫‪.‬‬
‫واإلرشادات‪ ،‬وذلك في شكل منشورات وتعليمات‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة أصيلة‬

‫إن المنطق الذي كان يقضي بتخصيص السلطة التشريعية للبرلمان‪ ،‬باعتباره ممثل‬
‫الشعب‪،1‬قد اصطدم في الواقع بمعطيات دستورية وبظروف واقعية‪،2‬بحيث سمحت هذه المعطيات‬
‫لرئيس الجمهورية بأن يشارك البرلمان في مهمة التشريع وهذا عن طريق األوامر التي يصدرها‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى النصوص الدستورية المنظمة لعمل السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬يتضح لنا‬
‫أنها تتم بشكل مستقل‪،‬فهي ال تحتاج إلى إذن أو ترخيص أو موافقة‪ ،‬واألهم من ذلك أنها غير‬
‫مقيدة‪ ،‬وهذا ما يعني أن السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية هي سلطة أصيلة وهي سلطة‬
‫‪3‬‬
‫استطاعت أن تفرض نفسها على أرض الواقع‪ ،‬وهذا نظ ار لتعايشها واستجابتها لجميع الظروف‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬سلطة تنظيم‬

‫إن مهمة رئيس الجمهورية المنصوص عليها في الدستور هي السهر على استم اررية الدولة‬
‫والحفاظ على أركانها وعلى توفير كل الشروط الالزمة للتسيير العادي للمؤسسات والنظام‬

‫‪ -1‬كيحل كمال‪ ،‬التشريع بأوامر في الدستور الجزائري‪ ،‬الملتقى الدولي الثاني حول التعديالت الدستورية في البلدان العربية‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة االغواط‪ ،‬أيام‪9-9-9‬ماي‪ ،2111‬ص‪.12‬‬
‫‪-2‬سعيدي فرحات‪ ،‬التشريع المفوض والمنافس في الجزائر منذ‪ ،8595‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع اإلدارة‬
‫والمالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2112 ،‬ص‪.95‬‬
‫‪-3‬ذوادي عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25‬‬

‫‪19‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫الدستوري‪ ،‬وبالحفاظ على سالمة التراب الوطني‪ ،‬ووحدة الشعب‪ ،‬وحماية الحقوق‬
‫‪1‬‬
‫والحريات‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن كل هذه المهام لن تتجسد إال بوجود تنظيم محكم يتم من خالله ضبط الهيئات‬
‫والمؤسسات من جهة والوظائف والمهمات من جهة أخرى‪ ،‬وهذا من خالل استعراض وتوضيح‬
‫مختلف الوظائف والمهمات الالزمة للقيام بها‪ ،‬وتحليلها إلى عناصر بغية معرفة دور وأهميته في‬
‫تحقيق األهداف وانجاز المهام المطلوبة‪ ،‬ومن أجل استبعاد كل ما هو غير ضروري من األعمال‬
‫واإلجراءات‪.‬‬

‫وتعتبر سلطة التعيين بمثابة الوسيلة الالزمة للتمكن من توزيع الوظائف والمهمات‪ ،‬وهذا ما‬
‫جعلها بمثابة النتيجة المنطقية لسلطة التنظيم بمفهومها العام‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫أنواع السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية وتمييزها عن القانون‬

‫باعتبار أن رئيس الجمهورية مكلف حسب الدستور بالسهر على استم اررية الدولة والعمل على‬
‫توفير الشروط المالئمة للسير الحسن والعادي للمؤسسات والنظام في الدولة‪ ،‬وأيضا بالحفاظ على‬
‫سالمة التراب الوطني‪ ،‬ووحدة الشعب واألمة‪ ،‬وضمان حماية الحريات والحقوق األساسية‬
‫للمواطنين‪ ،3‬ودلك سواء في الحياة العادية للدولة –السلم والهدوء‪ ،-‬وفي حالة عدم االستقرار‬
‫للدولة‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪19‬من التعديل الدستوري ‪":2189‬يجسد رئيس الجمهورية‪،‬رئيس الدولة‪،‬وحدة األمة‪.‬‬


‫وهو حامي الدستور‪.‬‬
‫ويجسد الدولة داخل البالد وخارجها‪.‬‬
‫له أن يخاطب األمة مباشرة‪".‬‬
‫‪-2‬بو الشعير سعيد‪،‬النظام السياسي الجزائري‪،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة‪،8551‬ص‪.251‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 51‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2189‬‬

‫‪20‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن خالل هدا نتساءل‪ :‬عن أنواع السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية؟‬

‫حيث ستناول في الفرع األول‪ :‬السلطة التنظيمية العادية (أوال)‪ ،‬السلطة التنظيمية االستثنائية‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى نظ ار للتشابه الكبير الموجود بين النصوص التنظيمية والنصوص التشريعية‬
‫ارتأينا إلى التطرق للتمييز بينهما‪ .‬ويتم توضيح ذلك من خالل الفرع الثاني من هذا المطلب‪.‬‬

‫أهمية التمييز بين النصوص التنظيمية والنصوص التشريعية (أوال)‪ ،‬معيار التمييز بين‬

‫النصوص التنظيمية والنصوص التشريعية (ثانيا)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‬

‫أنواع السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‬

‫تنقسم السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬بحسب الظروف التي تمارس فيها الى نوعين وهما‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬السلطة التنظيمية العادية‬

‫هي تلك السلطة التي يمارسها رئيس الجمهورية في ظل الظروف العادية للدولة‪ ،‬في حالة‬
‫االستقرار والهدوء‪.‬‬

‫نجد أن جميع النصوص الدستورية الجزائرية المتعلقة بالسلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‬
‫لم تشر إلى أنواع التنظيمات التي يمكنها أن تصدرها في الظروف العادية‪ ،‬بل اكتفت بالنص على‬
‫أن مجالها تلك المسائل غير المخصصة للقانون‪.‬‬

‫إن هذه النصوص الدستورية جاءت غير واضحة مما شكل الغموض لدى المؤسس‬
‫الدستوري الجزائري فيما يخص السلطة التنظيمية العادية لرئيس الجمهورية‪ .‬وفي رأينا لتجاوز هذا‬
‫الغموض البد أن نرجع إلى تلك التنظيمات التي داوم رئيس الجمهورية على إصدارها في الظروف‬
‫العادية للدولة‪ ،2‬ونجد أنها تتخذ شكلين‪ ،‬أحدهما سلبي والثاني إيجابي‪.‬‬

‫أمثلة عن هاذين الشكلين‪ :‬مثال عن المظهر اإليجابي‪ :‬إنشاء المرافق العامة وتنظيمها‪.3‬‬

‫‪-1‬عمرو أحمد حسبو‪" ،‬اللوائح الصادرة في الظروف العادية وفقا لدستور دولة االمارات العربية المتحدة"‪ ،‬مجلة الفكر‬
‫الشرطي‪ ،‬شرطة الشارقة‪ ،‬العدد األول‪ ،‬اإلمارات‪ ،8559 ،‬ص‪88‬‬
‫‪ -2‬ذوادي عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92.98‬‬
‫‪ -3‬مرسوم رئاسي‪ ،‬رقم ‪ ،599/19‬مؤرخ في ‪21‬اكتوبر‪ ،2119‬المتضمن إنشاء المحافظة العامة للتخطيط واالشراف‬
‫ومهامها وتنظيمها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد ‪ ،92‬الصادرة سنة ‪.2119‬‬

‫‪22‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫مثال عن المظهر السلبي‪ :‬تنظيم ممارسة بعض الحريات العامة وذلك بغية الحفاظ على‬
‫استقرار المجتمع وسالمة أفراده‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬السلطة التنظيمية االستثنائية‬

‫السلطة التنظيمية االستثنائية هي تلك السلطة التي يمارسها رئيس الجمهورية في حالة‬
‫وجود خطر داهم وجسيم وحال قد يمس بالدولة ومؤسساتها‪ .2‬وبعبارة أخرى‪ ":‬السلطة التنظيمية‬
‫االستثنائية هي تلك السلطة التي خول رئيس الجمهورية بممارستها فقط في سبيل مواجهة ما قد‬
‫يط أر على الدولة في ظروف استثنائية وغير عادية "‪.3‬‬

‫وبالرجوع إلى الدستور الجزائري نجد أن المؤسس الدستوري الجزائري تولى تحديد الظروف‬
‫والحاالت التي تسمح لرئيس الجمهورية بممارسة سلطته التنظيمية االستثنائية في ثالث حاالت‬
‫متفاوتة فيما بينها من حيث درجة الخطورة‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬

‫أ‪-‬حالة الطوارئ أو الحصار‬

‫نصت عليها المادة ‪501‬من الدستور الجزائري لسنة ‪ ،6052‬حيث كانت سابقا المادة ‪15‬‬
‫في دستور ‪.5112‬‬

‫نصت المادة ‪ 501‬على ما يلي‪ " :‬يقرر رئيس الجمهورية إذا دعت الضرورة الملحة حالة‬
‫الطوارئ أو الحصار‪ ،‬لمدة معينة بعد اجتماع المجلس األعلى لألمن‪ ،‬واستشارة رئيس مجلس‬

‫‪ -1‬مرسوم رئاسي‪ ،‬رقم ‪ ،881/19‬مؤرخ في ‪88‬افريل ‪ ،2119‬المتعلق بتأمين المواد الغذائية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬د‪ ،‬ش‪ ،‬لسنة‬
‫‪ ،2119‬عدد‪.29‬‬
‫‪-2‬مزياني حميد‪ ،‬عن واقع االزدواجية التشريعية والعمل التشريعي في النظام الدستوري الجزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع تحوالت الدولة‪ ،‬مدرسة الدكتوراه للقانون األساسي والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2188،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬ذوادي عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫‪23‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫األمة‪ ،‬ورئيس المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬والوزير األول‪ ،‬ورئيس المجلس الدستوري‪ ،‬ويتخذ كل‬
‫التدابير الالزمة الستتاب الوضع‪.‬‬

‫وال يمكنه تمديد حالة الطوارئ أو الحصار‪ ،‬إال بعد موافقة البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعين‬
‫‪1‬‬
‫معا‪".‬‬

‫نالحظ من نص المادة أن المؤسس الدستوري الجزائري لم يميز بين حالة الطوارئ وحالة‬
‫الحصار‪ ،‬بل أخضعهما إلى نفس الشروط واإلجراءات‪.‬‬

‫على خالف ذلك نجد أن معظم الفقهاء والشراح يتفقون على اختالف مفهوم وهدف كل حالة‪،‬‬
‫فحالة الطوارئ أقل خطورة وتضييقا على الحريات من حالة الحصار‪.‬‬

‫فإعالن حالة الطوارئ يترتب عليها تقوية صالحيات كل من وزير الداخلية والوالة‪ ،‬بينما‬
‫إعالن حالة الحصار التي تعتبر أكثر خطورة من حالة الطوارئ‪ ،‬يترتب على إعالنها انتقال‬
‫الصالحيات األمنية إلى السلطات العسكرية‪.2‬‬

‫لكن هناك فئة أخرى ترى أن حالة الحصار هي حالة قريبة جدا من حالة الطوارئ‪ ،‬ولذلك‬
‫نص عليها المؤسس الدستوري الجزائري في مادة واحدة ولم يميز بينهما‪.3‬‬

‫وسنوضح ذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬من حيث السبب‪.‬‬

‫يعود سبب إعالن الحالتين إلى قيام الضرورة الملحة بفعل حوادث ووقائع من شأنها تهديد‬
‫أمن الدولة والتي يعود تقرير مدى وجودها إلى السلطة التقديرية لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -1‬التعديل الدستوري ‪.2189‬‬


‫‪-2‬محمد هاملي‪ ،‬هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية في النظام الدستوري الجزائري‪( ،‬دراسة مقارنة بالنظامين‬
‫المصري والفرنسي)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2189،‬ص ‪.11‬‬
‫‪-3‬ذوادي عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪24‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬من حيث اإلجراءات‪.‬‬

‫لصحة إعالن حالتي الحصار والطوارئ البد من‪:‬‬

‫_ إجماع المجلس األعلى لألمن الذي يرأسه رئيس الجمهورية لمناقشة الوضع وابداء رأي حوله‪.‬‬

‫_ استشارة رؤساء المؤسسات والهيئات الدستورية (غرفتي البرلمان‪ ،‬الوزير األول‪ ،‬المجلس‬
‫الدستوري)‪.1‬‬

‫‪-3‬من حيث المدة‪.‬‬

‫نظ ار للقيود التي ترد على الحريات العامة بفعل هاتين الحالتين‪ ،‬فإن الدستور جعلهما‬
‫مؤقتتين‪ ،‬أي لمدة محددة ومعينة تبين في المرسوم الرئاسي المعلن لكل منهما‪ ،2‬كما ال يمكن تمديد‬
‫‪3‬‬
‫أي منهما اال بموافقة البرلمان المنعقد بغرفتيه حماية لتلك الحريات‪.‬‬

‫ونظ ار ألهميتها نصت المادة ‪ 502‬من الدستور على أن‪ ":‬يحدد تنظيم حالة الطوارئ وحالة‬
‫الحصار بموجب قانون عضوي "‪.4‬‬

‫ب‪-‬الحالة االستثنائية‪.‬‬

‫هي حالة يقررها رئيس الجمهورية إذا كانت البالد مهددة بخطر داهم يوشك أن يصيب‬
‫مؤسساتها الدستورية‪ ،‬أو استقاللها‪ ،‬أو سالمة ترابها‪ ،5‬وهذه الحالة من السلطات القوية والخطيرة‬

‫‪-1‬المادة ‪ 8/859‬من التعديل الدستوري ‪":2189‬يؤسس مجلس أعلى لألمن يرأسه رئيس الجمهورية‪ ،‬مهمته تقديم اآلراء‬
‫الى رئيس الجمهورية في كل القضايا المتعلقة باألمن الوطني‪".‬‬
‫‪ -2‬للمزيد من التوضيح أنظر المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،859-58‬المؤرخ في ‪ 19‬جوان ‪ ،8558‬يتعلق بحالة الحصار‬
‫والمرسوم الرئاسي رقم ‪ ،99-52‬المؤرخ في ‪ 5‬فيفري ‪ ،8552‬المتعلق بحالة الطوارئ‪.‬‬
‫‪ -3‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 819‬من التعديل الدستوري ‪.2189‬‬
‫‪ -5‬ذوادي عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪25‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫التي يخولها الدستور الجزائري لرئيس الجمهورية‪ ،1‬حيث نجد أن المؤسس الدستوري الجزائري تأثر‬
‫بجميع ما جاء في المادة ‪ 89‬من الدستور الفرنسي لسنة ‪ ،28591‬وذلك إبتداءا من دستور ‪8595‬‬
‫إلى غاية التعديل الدستوري ‪.32189‬‬

‫تنص المادة ‪ 819‬من دستور ‪ 2189‬على‪ " :‬يقرر رئيس الجمهورية الحالة االستثنائية‬
‫إذا كانت البالد مهددة بخطر داهم يوشك أن يصيب مؤسساتها الدستورية أو استقاللها أو‬
‫سالمة ترابها ‪.« ...‬‬

‫من خالل نص المادة نجد أن الحالة االستثنائية تعتبر أشد تهديدا وخطورة من حالتي‬

‫الحصار والطوارئ لذلك خول لرئيس الجمهورية أن يتخذ إجراءات استثنائية من أجل المحافظة‬

‫على استقالل األمة والمؤسسات الدستورية في الجمهورية‪.‬‬

‫ج – حالة التعبئة العامة‪.‬‬

‫نصت عليها المادة ‪ 501‬من التعديل الدستوري ‪ ،46052‬وتقصد بحالة التعبئة العامة‪،‬‬
‫الحالة التي يدعو رئيس الجمهورية في ظلها إلى تجنيد كل قدرات الدولة‪ ،5‬وذلك سواء على‬
‫المستوى الداخلي والخارجي‪ ،‬فعلى المستوى الداخلي يكون عن طريق تحول القوات المسلحة‬

‫‪ -1‬محمد هاملي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Art 16 de la constitution française de 1958, modifié et complété dispose : « lorsque les institutions de la‬‬
‫‪république, l’indépendance de la Nation, l’intégrité de son territoire ou l’exécution de ses engagement‬‬
‫‪internationaux sont menacées d’une manière grave et Immédiate et que le fonctionnement régulier des‬‬
‫‪pouvoirs publics constitutionnels est interrompu, le président de la république Prend les mesures exigées‬‬
‫‪par ces circonstances, après consultation officielle du premier ministre, des présidents des assemblées‬‬
‫‪Ainsi que du conseil constitutionnel.‬‬

‫‪ -3‬أنظر المواد ‪ 11‬من دستور‪ ،5121‬المادة ‪ 560‬من دستور ‪ ،5192‬المادة ‪ 19‬من دستور‪ ،5111‬والمادة ‪ 11‬من‬
‫دستور ‪.5112‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 811‬من التعديل الدستوري ‪" :2189‬يقرر رئيس الجمهورية التعبئة العامة في مجلس الوزراء بعد االستماع‬
‫إلى المجلس األعلى لألمن واستشارة رئيس مجلس األمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني‪".‬‬
‫‪ -5‬فوزي أوصديق‪ ،‬الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪،2111،‬ص‪.851‬‬

‫‪26‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫للجمهورية الجزائرية من حالة السالم إلى حالة التأهب واالستعداد وتجنيد كل من يقدر على حمل‬
‫السالح وتدريبهم‪.‬‬

‫أما على المستوى الخارجي يكون من خالل تفعيل السياسة الخارجية للدولة وعالقتها بالدول‬
‫وحشد الدعم الدولي‪.1‬‬

‫د‪-‬حالة الحرب‪.‬‬

‫يتم إعالن حالة الحرب من طرف رئيس الجمهورية‪ ،‬في حالة وقوع عدوان فعلي مسلح أو‬
‫وشيك الوقوع‪ ،‬مثال كالتحضيرات العسكرية‪ ،‬وحشد الجيش‪ ،‬وممارسة بعض األعمال التخريبية من‬
‫قوة خارجية‪ ،2‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 15‬من ميثاق األمم المتحدة‪" :‬ليس في هذا الميثاق‪ ،‬ما‬
‫يضعف أو ينقص الحق الطبيعي للدول فرادى أو جماعات في الدفاع عن أنفسهم إذا إعتدت قوة‬
‫مسلحة على أحد أعضاء األمم المتحدة إلى أن يتخذ مجلس األمن التدابير الالزمة لحفظ األمن‬
‫‪3‬‬
‫والسلم الدولي‪".‬‬

‫وهذا ما كرسه أيضا المؤسس الدستوري الجزائري بناءا على ما نص عليه ميثاق األمم‬
‫المتحدة وذلك في المادة ‪ 501‬من التعديل الدستوري ‪ 6052‬التي تنص على ما يلي‪ ":‬إذا وقع‬
‫عدوان فعلي‬

‫على البالد أو يوشك أن يقع حسبما نصت عليه الترتيبات المالئمة لميثاق األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬يعلن رئيس الجمهورية الحرب‪"...‬‬

‫من خالل نص المادة نستنتج أن رئيس الجمهورية ال يعلن حالة الحرب إال بعد‪:‬‬

‫‪ ‬اجتماع مجلس الوزراء‪.‬‬

‫‪ -1‬ذوادي عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91‬‬


‫‪ -2‬أوصديق فوزي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.859‬‬
‫‪ -3‬ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬الموقع في ‪29‬جويلية‪ ،8599‬دخل حيز التنفيذ بتاريخ ‪29‬أكتوبر‪.8599‬‬

‫‪27‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬االستماع إلى المجلس األعلى لألمن‪.‬‬


‫‪ ‬استشارة رئيس المجلس الدستوري‪.‬‬
‫‪ ‬اجتماع البرلمان وجوبا‪.‬‬
‫‪ ‬توجيه خطابا لألمة يعلمها بحالة الحرب‪.‬‬

‫وفي خالل حالة الحرب فإن رئيس الجمهورية يتولى جميع السلطات‪ ،‬ويتمتع بكل الضمانات‬
‫وتعطى الصالحيات للسلطات العسكرية وللمحاكم العسكرية‪.1‬‬

‫ومن خالل هذا يمكننا القول أنه إذا كان األصل في مصدر الحالة االستثنائية أن يكون‬

‫داخليا فإن األصل في حالة الحرب أن يكون مصدرها خارجيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫التمييز بين النصوص التنظيمية والنصوص القانونية‬

‫مهما كان التنظيم يتمتع بأهمية‪ ،‬فإنه في مركز أدنى من القانون‪ ،‬ذلك أن التنظيم من صنع‬
‫السلطة التنفيذية ومهمتها األساسية تتمثل في تنفيذ القوانين‪ ،‬أما القانون فهو تعبير عن إرادة األمة‬
‫ممثلة في البرلمان‪.2‬‬

‫للتمييز بين النصوص التنظيمية والنصوص القانونية سنتطرق إلى توضيح أهمية التمييز‬
‫بينهما(أوال)‪ ،‬وكذا معيار التمييز بينهما(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهمية التمييز بين النصوص التنظيمية والنصوص القانونية‪.‬‬

‫تكمن أهمية التمييز بينهما في كون أن النصوص التنظيمية تتشابه إلى حد كبير مع‬
‫النصوص التشريعية‪ ،‬وهي في حقيقتها تشريع (النصوص التنظيمية)‪ ،‬كالتشريع البرلماني‪ ،‬لكنها‬
‫تصدر من طرف السلطة التنفيذية‪ ،‬وأيضا مضمون النص التنظيمي هو نفسه مضمون النص‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 881‬من التعديل الدستوري ‪.2189‬‬


‫‪ -2‬محمد الطماوي سليمان ‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪8519،‬ص‪.959‬‬

‫‪28‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫التشريعي‪ ،‬وكذلك أيضا طريقة تفسير النصوص التنظيمية هي نفس الطريقة التي تفسر بها‬
‫النصوص التشريعية‪.1‬‬

‫نظ ار للتشابه الموجود بين القانون والتنظيم‪ ،‬إال أن التنظيم يختلف عن التشريع في عدة جوانب‬
‫نذكر منها‪:‬‬

‫أ‪-‬من حيث سلطة اإلصدار‪.‬‬

‫كأصل عام معظم الدساتير تعطي سلطة إصدار التنظيمات للسلطة التنفيذية‪ ،‬وتكلف السلطة‬
‫التشريعية بوظيفة إصدار القوانين‪.‬‬

‫ب‪-‬من حيث تدرج القواعد القانونية‪.‬‬

‫كأصل عام النص التشريعي (القانون)‪ ،‬أعلى وأقوى درجة من النص التنظيمي‪ ،‬ألن‬
‫التشريع يصدر عن إرادة األمة ممثلة في غرفتي البرلمان‪ ،‬وكذلك كأصل عام يمكن للنص‬
‫التشريعي أن يعدل أو يلغي النص التنظيمي‪ ،‬لكن إستثناءا يمكن للنصوص التنظيمية أن تتعدى‬
‫على النصوص التشريعية ف تصبح في مرتبة التشريع‪ ،‬كالتنظيمات في الحالة االستثنائية أين تصدر‬
‫السلطة التنظيمية لوائح الضرورة ولوائح التفويض التي ترتقي إلى مرتبة التشريع‪ ،‬فتستطيع تعديله‬
‫‪2‬‬
‫أو إلغائه‪.‬‬

‫ج‪-‬من حيث نطاق االختصاص‪.‬‬

‫مجال التنظيم أوسع نطاقا من مجال التشريع‪ ،‬والموضوعات والمسائل التي تنظمها‬
‫النصوص التشريعية محدودة ومحددة على سبيل الحصر بنصوص دستورية على خالف السلطة‬

‫‪ -1‬عوابدي عمار ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪889.889‬‬


‫‪ -2‬بلحاج نسيمة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪29‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫التنظيمية التي تملك اختصاصا عاما في التشريع وتمارس في نطاق ميدان التنظيم اختصاصا‬
‫‪1‬‬
‫مطلقا‪ ،‬وهذا فيما يتعلق بالنظامين الدستوريين الجزائري والفرنسي(دستور‪)5111‬‬

‫د‪-‬من حيث الخضوع إلى رقابة القضاء‪.‬‬

‫النصوص التنظيمية وفقا للمعيار الشكلي تصدرها السلطات التنفيذية المختصة ومنه فإنها‬
‫تخضع لرقابة القضاء اإلداري‪ ،‬فيما تعلق بالتفسير وفحص المشروعية ودعوى اإللغاء والتعويض‪.‬‬

‫بينما النصوص التشريعية فال تخضع للقضاء إال من حيث الرقابة على دستورية القوانين‪ ،‬وتنظم‬
‫بطرق مختلفة إن وجدت ويمكن أن تكون رقابة سياسية إذا بوشرت من طرف هيئة سياسية‪ ،‬ويمكن‬
‫‪2‬‬
‫أن تكون قضائية إذا مارستها المحاكم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬معيار التمييز بين النصوص التنظيمية والنصوص القانونية‪.‬‬

‫ظهرت عدة معايير للتفرقة بين النصوص التنظيمية والنصوص التشريعية‪ ،‬ويمكن ردها إلى‬
‫ثالث نظريات أساسية على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪-‬النظرية الموضوعية‬

‫تقوم هذه النظرية على أساس أن القانون هو القاعدة القانونية العامة التي تضع األصول‬
‫والمبادئ العامة‪ ،3‬أو هو كل قاعدة قانونية عامة‪ ،‬ويتزعم هذه النظرية الفقيه ‪ ،DUGUIT4‬وأيده‬
‫في ذلك غالبية الفقه‪ ،‬أما النصوص التنظيمية فهي تلك القواعد القانونية التي تتعلق بتوفير األحكام‬
‫التفصيلية والمالئمة الالزمة لتطبيق القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬بلحاج نسيمة ‪ ،‬مشاكل العالقة بين النصوص التشريعية والنصوص التنظيمية للسلطة التنفيذية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماجستير‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪-‬يوسف بن خدة‪ ،2119-2119 ،-‬ص‪89‬‬
‫‪ -2‬بلحاج نسيمة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ -3‬عوابدي عمار ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.885-889‬‬
‫‪ -4‬بدرية جاسر الصالح‪" ،‬التشريع الحكومي في الكويت"‪ ،‬مجلة المحاماة‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،2‬سنة ‪ ،8551‬ص‪.21‬‬

‫‪30‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫يعاب على هذه النظرية أن القواعد القانونية العامة المجردة هي قواعد ينشئها التشريع لمعناه‬
‫الضيق أي القانون‪ ،‬فإنها تنشأ عن طريق النصوص التنظيمية وتضع لها األصول والمبادئ‬
‫العامة‪.‬‬

‫ويعاب أيضا على هذه النظرية أنه يصعب التفريق بين ما يعتبر من األصول والمبادئ‬
‫العامة التي يتضمنها القانون وما يعتبر من القواعد الفرعية التي يتضمنها التنظيم وهذا ما يجعلها‬
‫غير فعالة وغير عملية في هذا المجال‪.1‬‬

‫ب‪-‬نظرية تدرج قواعد النظام القانوني‪.‬‬

‫حسب هذه النظرية فإن كل القواعد القانونية هي قواعد متسلسلة وتبعية‪ ،‬فكل قاعدة قانونية‬
‫حسب هذه النظرية ال تكتسب قيمة قانونية إال إذا كانت مستندة على قاعدة أعلى منها درجة‪ ،‬ومن‬
‫خالل هذه النظرية فإن النصوص التشريعية تستمد قيمتها القانونية من الدستور‪ ،‬والنصوص‬
‫التنظيمية تستمد قيمتها القانونية من النصوص التشريعية‪.‬‬

‫ما يعاب على هذه النظرية أنها أخلطت بين النصوص التنظيمية والنصوص التشريعية من‬
‫حيث المضمون‪ ،‬ولم تميز بشكل واضح وكامل بينهما‪.2‬‬

‫ج‪-‬النظرية العضوية الشكلية‪.‬‬

‫مضمون هذه النظرية‪ ،‬أنه للتمييز بين النص التنظيمي والنص التشريعي يكون عن طريق‬
‫الهيئة التي تصدره‪ ،‬فالنص التشريعي هو الذي يصدر من السلطة التشريعية‪ ،‬والنص التنظيمي هو‬
‫ما يصدر عن السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪-1‬محمد محمود حافظ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪،8599،‬ص‪.889‬‬


‫‪ -2‬بلحاج نسيمة ‪ ،‬مشاكل العالقة بين النصوص التشريعية والنصوص التنظيمية للسلطة التنفيذية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89‬‬

‫‪31‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫ومنه ونظ ار للتشابه الموجود بين التشريع والتنظيم من حيث الموضوع باشتراكهما لصفة‬
‫العمومية‪ ،‬فإنه يتعذر التمييز بينهما على أساس المعيار الموضوعي‪ ،‬وهذا ما أدى إلى فشل‬
‫النظرية الموضوعية‪.1‬‬

‫ومن خالل هذا نستنتج أن المعيار الراجح للتمييز بين النصوص التنظيمية والنصوص التشريعية‬
‫هو المعيار الشكلي أو المعيار العضوي‪ ،‬وهذا ما أخذ به المشرع الجزائري كأصل عام في تمييز‬
‫النصوص التنظيمية والتشريعية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫نطاق السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‬

‫بعد تطرقنا إلى المفهوم النظري للسلطة التنظيمية بصفة عامة في المبحث األول ‪،‬وهذا وفقا‬
‫للنظام الدستوري السياسي الجزائري‪،‬سوف نقوم في المبحث الثاني بدراسة مدى امتداد السلطة‬
‫التنظيمية لرئيس الجمهورية‪،‬من خالل التطرق إلى ممارسة السلطة التنظيمية (مطلب أول)‪،‬سوف‬
‫نوضح ونبين اختصاص رئيس الجمهورية في ممارسة السلطة التنظيمية‪،‬وهذا كاختصاص أصيل‬
‫له(فرع أول)‪،‬كما سنشير إلى المرسوم الرئاسي كأداة قانونية يمارس من خاللها السلطة‬
‫التنظيمية(فرع ثان)‪،‬و منه سوف نقوم بدراسة نطاق ومجال كل من القانون و الالئحة‬
‫التنظيمية(مطلب ثان)‪،‬بحيث سوف نتطرق إلى المحاوالت الفقهية لتحديد مجال ونطاق كل من‬
‫القانون و الالئحة التنظيمية(فرع أول)‪ ،‬و أخي ار ستتطرق إلى سلطة التنظيم والتنفيذ(فرع ثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬بلحاج نسيمة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪32‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‬

‫ممارسة السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‬


‫باعتبار أن السلطة التنظيمية في النظام الدستوري الجزائري من إختصاص رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬بحيث أننا نجد أساسه القانوني والشرعي قائم وموجود في نص الدستور‪ ،‬وبالتالي‬
‫فرئيس الجمهورية هو صاحب االختصاص المطلق‪ ،‬دون مشاركة أي أحد‪ ،‬و قد إرتأينا في‬
‫هذا المطلب إلى دراسة كيفية ممارسة السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬الذي سنبين فيه‬
‫اختصاص رئيس الجمهورية في ممارسة السلطة التنظيمية المستقلة(فرع أول)‪ ،‬ثم سنتطرق‬
‫إلى اإلشارة للمرسوم الرئاسي كأداة قانونية يمارس من خاللها رئيس الجمهورية السلطة‬
‫التنظيمية المستقلة(فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫السلطة التنظيمية اختصاص رئيس الجمهورية‬

‫بالعودة إلى نص المادة ‪895‬من الدستور فإن رئيس الجمهورية هو المختص في‬
‫ممارسة السلطة التنظيمية‪،1‬وهذا ما يجعله يحتل مرك از مهما ضمن العملية التشريعية‪،‬وأصبح‬
‫ينافس البرلمان في وضع القواعد العامة والمجردة‪ ،‬وبالتالي فإن البرلمان لم يعد صاحب‬
‫الوالية العامة في العملية التشريعية‪.2‬‬

‫تعد السلطة التنظيمية بمثابة تشريع أصلي إلى جانب السلطة التنفيذية‪،‬وهذا دون‬
‫الحاجة إلى إسناد قانون قائم‪،‬باعتبار السلطة التنظيمية تستند أحكامها من الدستور‪،3‬فرئيس‬
‫الجمهورية هو صاحب االختصاص األصيل في هذا المجال‪،‬وهذا زيادة على الصالحيات‬
‫التنفيذية والتشريعية والقضائية الكبيرة التي يتمتع بها‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 895‬من التعديل الدستوري ‪.2189‬‬


‫‪-2‬بن دحو نور الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99.99‬‬
‫‪-3‬كيواني قديم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪33‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫بناءا على كل هذا فإن رئيس الجمهورية ال يعد مقيدا بممارسة اختصاصه التنظيمي‬
‫المستقل‪،‬في ميدان معين أو في مجال معين‪،‬بل له أن يمارس اختصاصه التنظيمي المستقل‬
‫في جميع الميادين ما عدا المجاالت المخصصة للقانون‪،‬وهذا كي ال يتناقض مع الدستور‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫المرسوم الرئاسي كأداة للممارسة السلطة التنظيمية‬

‫يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية المستقلة عن طريق المراسيم الرئاسية‪،‬بحيث‬


‫تعتبر هذه المراسيم الرئاسية التي تصدر من طرف رئيس الجمهورية‪،‬وهذا في المسائل غير‬
‫المخصصة للقانون بمثابة مراسيم رئاسية تنظيمية مستقلة‪،‬وهي ق اررات إدارية تنظيمية عامة‬
‫تصدر عن رئيس السلطة التنفيذية‪،‬وهي تحتوي على قواعد عامة ومجردة وموضوعية‪.‬‬

‫وبالتالي فالمؤسس الدستوري‪ ،‬قد خول لرئيس الجمهورية ممارسة كل االختصاصات‬


‫التنظيمية عن طريق المراسيم الرئاسية‪ ،‬ولم يستثني أي فئة‪ ،‬ولو أنه فعل ذلك لكان قد أقر‬
‫أداة دستورية أخرى غير المرسوم الرئاسي‪.‬‬

‫فرئيس الجمهورية هو صاحب االختصاص الوحيد في ممارسة السلطة التنظيمية‪،‬إذ تعد‬


‫هذه السلطة حك ار عليه فقط وال يحق ألي جهة أخرى التدخل في ذلك‪،‬وباإلضافة أن رئيس‬
‫الجمهورية أثناء ممارسته للسلطة التنظيمية فهو غير ملزم بعرض المراسيم الرئاسية على‬
‫البرلمان‪،‬وهذا حتى يبقى صاحب الوالية العامة على هذه التنظيمات باعتباره منتخبا من‬
‫طرف الشعب‪،‬كما له الحق لوحده في تقدير المسألة التنظيمية المستقلة‪،‬وال يمكن ألي جهة‬
‫‪2‬‬
‫أن تتدخل في هذا التقدير‪،‬سواء كان ذلك من طرف الوزير األول أو من طرف البرلمان‪.‬‬

‫‪ -1‬بن دحو نور الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.95-98‬‬


‫‪-2‬بن دحو نور الدين‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص‪.95-95‬‬

‫‪34‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن خالل كل هذا فإن رئيس الجمهورية هو صاحب االختصاص المطلق في ممارسة‬
‫التنظيم المستقل عن طريق المراسيم الرئاسية‪ ،‬والتي تمكنه من التعبير عن إرادته وتوجهه‬
‫‪1‬‬
‫السياسي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫مجال كل من القانون والالئحة التنظيمية‪.‬‬

‫بعد تطرقنا في المطلب األول إلى اختصاص رئيس الجمهورية في ممارسة السلطة‬
‫التنظيمية‪ ،‬وذلك بصفة منفردة ومستقلة باإلضافة إلى تبيان األداة القانونية التي يمارس من خاللها‬
‫السلطة التنظيمية‪.‬‬

‫سوف نقوم في المطلب الثاني بتحديد نطاق ومجال كل من القانون والالئحة التنظيمية‪،‬‬
‫الذي سنشير فيه إلى كل المحاوالت الفقهية التي حاولت تحديد نطاق ومجال كل من التنظيم‬
‫والالئحة (فرع أول)‪ ،‬ثم سنتطرق إلى سلطة التنظيم والتنفيذ (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫المحاوالت الفقهية لتحديد المجال المستقل لكل من الالئحة التنظيمية والقانون‪.‬‬

‫تعددت المحاوالت الفقهية لتحديد نطاق ومجال كل من الالئحة التنظيمية والقانون‪ ،‬فقد‬
‫حاول الفقه الدستوري والقانون اإلداري إيجاد أسس تقوم عليها عملية تحديد نطاق ومجال كل من‬
‫القانون والالئحة‪ ،‬فنجد أنها تقوم أحيانا على أسس ومعايير موضوعية وأحيانا أخرى على أسس‬
‫ومعايير شكلية‪ ،‬وهذا من أجل حماية األفراد وكبح تعسف الهيئة الحاكمة‪ ،2‬ومن أهم المحاوالت‬
‫واالجتهادات في هذا المجال نعرض ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬كيواني قديم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬


‫‪ -2‬محمد الطاهر أدحمين‪ ،‬السلطة التنظيمية في الدستور الجزائري لعام ‪ ،8559‬مذكرة ماجستير في القانون العام‪ ،‬فرع‬
‫إدارة ومالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪35‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬نظرية النظام القانوني للحقوق والحريات الفردية‪.‬‬

‫حاول أنصار هذه النظرية الفصل بين مجال كل من القانون والسلطة التنظيمية‪ ،‬بحيث ال‬
‫يجوز لكل منهما االعتداء على المجال المخصص لآلخر‪ ،‬وتقوم محاولتهم على مبدأ الفصل بين‬
‫السلطات وهذا من أجل حماية األفراد من طغيان الهيئة الحاكمة ‪،‬ووضع سلطة التشريع في يد‬
‫البرلمان من أجل تحقيق هذا الغرض‪ ،‬واقصاء اإلدارة منه‪ ،1‬ومن أبرز أنصار هذه النظرية الفقيه "‬
‫موريس هوريو"‪ ،‬الذي يرى أن مجال القانون هو الحقوق الفردية و الحقوق المدنية ‪ ،‬بينما اللوائح‬
‫التنظيمية فمجالها الحقوق اإلدارية األقل ثباتا لسهولة تغييرها‪ ،‬أي أن مجال اللوائح التنظيمية خارج‬
‫عن نطاق القواعد القانونية‪ ،‬بل هو منصب بصفة خاصة على إدارة المرافق العامة و تنظيم سيرها‬
‫الداخلي‪.‬‬

‫بالرغم من المحاولة الفقهية المنطقية ألصحاب هذه النظرية‪ ،‬والتطبيق المطلق لمبدأ الفصل‬
‫بين السلطات‪ ،‬إال أنها لم تسلم من النقد وخاصة من الفقيه"‪ ،»DUGUIT‬وتتمثل هذه االنتقادات‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬يعاب على هذه النظرية أنها قيدت السلطة التنفيذية‪ ،‬بمعنى أنه يمنع الالئحة من االعتداء على‬
‫مجال القانون كما حدده أنصار هذه النظرية‪ ،‬ولكنه لن يمنع المشرع من االعتداء على مجال‬
‫الالئحة‪.‬‬

‫ب‪-‬واالنتقاد الثاني الموجه لهذه النظرية متعلق فيما يخص اللوائح المتعلقة بتنظيم وادارة المرافق‬
‫العامة‪ ،‬فإنها لوائح في بعض األحيان تمس حقوق وحريات األفراد مثل اللوائح التنظيمية المتعلقة‬
‫بالضبط اإلداري "لوائح البوليس اإلداري"‪.2‬‬

‫‪ -1‬كيواني قديم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬


‫‪-2‬كيواني قديم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪36‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية أولوية سمو القانون على اللوائح التنظيمية‪.‬‬

‫ذهب أنصار هذه النظرية التي يمثلها الفقيه "‪ ،" Carrée de Malberg‬على القول بهدم‬
‫كل حد يفصل بين مجال القانون والالئحة التنظيمية‪ ،‬معتمدين في ذلك على نظرية أولوية وسمو‬
‫القانون على الالئحة "السلطة التنظيمية"‪ ،‬وذلك أن القانون مصدره البرلمان ومنه البرلمان يمثل‬
‫األمة فبذلك يعتبر الوسيلة الوحيدة التي تستطيع األمة أن تنال عن طريقها ما تريد‪ ،‬ومن ثم فإنه‬
‫يرى أن مجال القانون غير محدد‪ ،‬وليس هناك مجال لالئحة ال يمكن أن يتناوله القانون‪ ،‬بل‬
‫يستطيع كل منهما أن يتناول جميع الموضوعات‪ ،‬ألن الفارق بينهما ليس فارقا موضوعيا‪ ،‬بل في‬
‫القوة فحسب‪ ،‬فالالئحة هي في موضع تبعي بالنسبة للقانون‪ ،‬ومهمتها تكمن في تنفيذه‪.1‬‬

‫بالرغم من االجتهادات التي قدمها أنصار هذه النظرية لهدم الحواجز ووضع فواصل بين‬
‫مجال كل من الالئحة والقانون وأهمية أساسها القانوني إال أنها لم تسلم من النقد والتي يمكن‬
‫إجمالها في النقاط التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬عجز هذه النظرية عن تبرير وجود الالئحة المستقلة بذاتها والتي تصدر دون الحاجة إلى قانون‬
‫سابق وهي تشريع مبتدئ على الرغم من أن غالبية الفقه يرى أن وظيفة السلطة التنفيذية ال يمكن‬
‫أن يقتصر دورها على مجرد تنفيذ القوانين‪ ،‬ألن ضغط الواقع االقتصادي والسياسي‬

‫واالجتماعي يؤدي حتما إلى تدخل السلطة التنفيذية "السلطة التنظيمية"‪ ،‬لتكمل وتساعد‬
‫القانون في مجاالت لم يتطرق إليها القانون مثل لوائح التفويض ولوائح الضرورة‪.2‬‬

‫من خالل هذه النظرية وبناءا على هذه االجتهادات نالحظ وجود خاصيتين يتمتع بهما مجال‬
‫القانون‪.‬‬

‫الخاصية األولى‪ :‬أن مجال القانون غير محدد يجوز أن يتناول بالتنظيم كافة الوسائل‬
‫والموضوعات‪ ،‬أي مجاله غير محدد‪.‬‬

‫‪ -1‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪.918،‬‬


‫‪ -2‬كيواني قديم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪37‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫الخاصية الثانية‪ :‬أنه مجال محتجز‪ ،‬أي أن هناك بعض الموضوعات القانونية ال يجوز لغير‬
‫القانون التدخل فيها‪.1‬‬

‫هذه المبادئ كانت محل اعتناق من قبل غالبية فقهاء القانون العام‪ ،‬حيث بنى إجتهاده من قبيل‬
‫غالبية فقه القانون العام على قاعدة أن القانون يأتي في مكان أسمى ‪،‬والالئحة في مكان أدنى ‪،‬‬
‫فمنه مجال القانون ال يخضع ألية قيود ‪ ،‬ومجال الالئحة مقيد ‪ ،‬حيث كرست معظم الدساتير هذه‬
‫القاعدة فيما يتعلق بتحديد نطاق و مجال القانون و الالئحة ‪ ،‬لكن بصدور الدستور الفرنسي لسنة‬
‫‪،8591‬أحدث ثورة على موازين هذه العالقة ‪،‬فلقد استحدث هذا الدستور تجديدا يعتبر خروجا‬
‫مؤكدا على جميع المبادئ التقليدية المستقرة سابقا‪ ،‬فجعل مجال القانون محدد و ترك ما عداه من‬
‫اختصاص مجال الالئحة التنظيمية "السلطة التنظيمية"‪ ،‬وهكذا صار اختصاص المشرع في فرنسا‬
‫اختصاصا مقيدا " ‪،"Compétence D’attribution‬واختصاص السلطة التنفيذية اختصاصا‬
‫عاما " ‪،2"Compétence de droit commun‬فمجال القانون حصر في المادة ‪ 59‬من‬
‫الدستور الفرنسي لسنة ‪،8591‬ومجال التنظيم حددته المادة ‪59‬منه‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحديد مجال السلطة التنظيمية والقانون في القانون الوضعي "المقارن"‪.‬‬

‫تدخل القانون الوضعي لتحديد مجال السلطة التنظيمية والقانون وذلك بواسطة العرف‬
‫واألحكام والقواعد الدستورية‪ ،‬وكان تدخله يتم عن طريق تحديد الموضوعات والمسائل المحجوزة‬
‫للقانون‪ ،‬ما عداها يترك للسلطة التنظيمية‪ ،‬وفقا للمفهوم التقليدي للعالقة بين القانون والالئحة أو‬
‫وفقا للمفهوم الحديث لهذه العالقة‪.‬‬

‫‪-1‬أحمد قارش‪ ،‬عملية الرقابة الدستورية على السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪،‬‬
‫فرع اإلدارة و المالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 2115-2112،‬ص‪.25‬‬
‫‪ -2‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.912‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-constitution française de 1958, modifié et complété , op.cit.‬‬

‫‪38‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬المفهوم التقليدي في تحديد مجال كل من القانون والسلطة التنظيمية‪ :‬حسب هذا المفهوم تم‬
‫حصر وتحديد موضوعات السلطة التنظيمية أي على سبيل الحصر‪ ،‬أما القانون فمجاالته غير‬
‫محصورة أي مجاله مطلق‪.‬‬

‫‪-‬المفهوم الحديث في تحديد مجال كل من القانون والسلطة التنظيمية‪ :‬حسب هذا المفهوم تم تحديد‬
‫وحصر موضوعات القانون بنصوص الدستور على سبيل الحصر‪ ،‬وما عداها يبقى مجاال للسلطة‬
‫التنظيمية‪ ،‬وهو مجال مطلق وغير محدد‪ ،‬وظهر هذا المفهوم الحديث مع الدستور الفرنسي لسنة‬
‫‪ ،8591‬حيث أخذت بها بعض الدساتير مثل الدستور الجزائري‪ ،‬المغربي‪ ،‬التونسي‪.1‬‬

‫مجال القانون‪ :‬حددته المادة ‪59‬من الدستور الفرنسي لسنة ‪ 2،1958‬والمادتان ‪891‬و‪898‬من‬
‫‪3‬‬
‫التعديل الدستوري ‪.2189‬‬

‫المادة ‪891‬من التعديل الدستوري ‪ :2189‬يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور‬
‫وذلك في المجاالت االتية‪:‬‬

‫‪ – )8‬حقوق األشخاص وواجباتهم األساسية‪ ،‬السيما نظام الحريات العمومية‪ ،‬وحماية الحريات‬
‫الفردية‪ ،‬وواجبات المواطنين‬
‫‪– )2‬القواعد العامة المتعلقة بقانون األحوال الشخصية‪ ،‬وحق األسرة‪ ،‬السيما الزواج‪ ،‬والطالق‪،‬‬
‫والبنوة‪ ،‬واألهلية‪ ،‬والتركات‬
‫‪– )5‬شروط استقرار األشخاص‬
‫‪– )9‬التشريع األساسي المتعلق بالجنسية‬
‫‪ )9‬القواعد العامة المتعلقة بوضعية األجانب‬
‫‪– )9‬القواعد المتعلقة بإنشاء الهيئات القضائية‬

‫‪ -1‬كيواني قديم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- constitution française de 1958, modifié et complété, op.cit.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 891‬و‪ 898‬من التعديل الدستوري ‪.2189‬‬

‫‪39‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫‪– )9‬القواعد العامة لقانون العقوبات‪ ،‬واإلجراءات الجزائية‪ ،‬السيما تحديد الجنايات والجنح‪،‬‬
‫والعقوبات المختلفة المطابقة لها‪ ،‬والعفو الشامل‪ ،‬وتسليم المجرمين‪ ،‬ونظام السجون‪.‬‬
‫‪– )1‬القواعد العامة لإلجراءات المدنية واإلدارية وطرق التنفيذ‬
‫‪– )5‬نظام االلتزامات المدنية والتجارية‪ ،‬ونظام الملكي‬
‫‪– )81‬التقسيم اإلقليمي للبالد‬
‫‪– )88‬التصويت على ميزانية الدولة‬
‫‪– )82‬إحداث الضرائب والجبايات والرسوم والحقوق المختلفة‪ ،‬وتحديد أساسها ونسبها‬
‫‪– )85‬النظام الجمركي‬
‫‪ - )89‬نظام إصدار النقود‪ ،‬ونظام البنوك والقرض والتأمينات‬
‫‪– )89‬القواعد العامة المتعلقة بالتعليم‪ ،‬والبحث العلمي‬
‫‪– )89‬القواعد العامة المتعلقة بالصحة العمومية والسكان‬
‫‪– )89‬القواعد العامة المتعلقة بالبيئة واطار المعيشة‪ ،‬والتهيئة العمرانية‬
‫‪– )81‬القواعد العامة المتعلقة بقانون العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬وممارسة الحق النقابي‬
‫‪– )85‬القواعد العامة المتعلقة بالثروة الحيوانية والنباتية‬
‫‪ – )21‬حماية التراث الثقافي والتاريخي والمحافظة عليه‬
‫‪– )28‬النظام العام للغابات واألراضي الرعوية‬
‫‪– )22‬النظام العام للمياه‬
‫‪– )25‬النظام العام للمناجم والمحروقات‬
‫‪– )29‬النظام العقاري‬
‫‪– )29‬الضمانات األساسية للموظفين‪ ،‬والقانون األساسي العام للوظيف العمومي‬
‫‪– )29‬القواعد العامة المتعلقة بالدفاع الوطني واستعمال السلطات المدنية للقوات المسلحة‬
‫‪– )29‬قواعد نقل الملكية من القطاع العام الى القطاع الخاص‬
‫‪– )21‬إنشاء فئات المؤسسات‬
‫‪– )25‬إنشاء أوسمة الدولة ونيشانها وألقابها التشريفية‬

‫‪40‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫المادة ‪ 898‬من التعديل الدستوري تنص على ما يلي‪:‬‬

‫إضافة إلى المجاالت المخصصة للقوانين العضوية‪ ،‬بموجب الدستور‪ ،‬يشرع البرلمان بقوانين‬
‫عضوية في المجاالت االتية‪:‬‬

‫‪ ‬تنظيم السلطات العمومية‪ ،‬وعملها‬


‫‪ ‬نظام االنتخابات‬
‫‪ ‬القانون المتعلق باالنتخابات‬
‫‪ ‬القانون المتعلق باإلعالم‬
‫‪ ‬القانون األساسي للقضاء‪ ،‬والتنظيم القضائي‬
‫‪ ‬القانون المتعلق بقانون المالية‬

‫تتم المصادقة على القانون العضوي باألغلبية المطلقة للنواب وألعضاء مجلس األمة‬

‫يخضع القانون العضوي لمراقبة مطابقة النص مع الدستور من طرف المجلس الدستوري قبل‬
‫‪1‬‬
‫صدوره‪.‬‬

‫إذا كانت المادتان ‪891‬و‪898‬من التعديل الدستوري ‪ 2189‬قد عددتا المجاالت التي يشرع فيها‬
‫البرلمان بموجب قوانين عادية‪ ،‬إال أن هذا ال يعني أن هذا التعداد وارد على سبيل الحصر‪ ،‬بل‬
‫يمكن للبرلمان أن يشرع في غير هذه المجاالت وذلك بشرط أن يرخص له الدستور ذلك‪.2‬‬

‫مجال التنظيم‪:‬‬

‫نجد أن المؤسس الدستوري الجزائري سار على نفس التوجه الذي اتبعه فيما يخص بمجال‬
‫القانون بإتباعه نفس ما اتجه إليه المؤسس الدستوري الفرنسي‪ ،‬حيث أن مجال الالئحة في الدستور‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 898‬من التعديل الدستوري ‪.2189‬‬


‫‪ -2‬يمكن للبرلمان أن يشرع بقوانين عادية إضافية لتلك المجاالت المحددة في المادة ‪ 891‬من التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ ،2189‬بموجب عدد من المواد المتناثرة في نص التعديل الدستوري ‪ 2189‬نذكر منها‪ :‬المواد‪،‬‬
‫‪852،98،92،99،55،22،28،21،81‬‬

‫‪41‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرنسي نصت عليه المادة ‪ 8/59‬منه‪ ،1‬أما فيما يخص الدستور الجزائري فقد نص على مجال‬
‫التنظيم في نص المادة ‪ 895‬من التعديل الدستوري ‪" 2189‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة‬
‫التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون‪،‬يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي‬
‫يعود للوزير األول"‪.‬‬

‫نالحظ من خالل نص المادة ‪ 895‬الفقرة األولى أن مجال التنظيم قد جاء عامة ومطلق وغير‬
‫مقيد بخالف مجال القانون الذي ورد بصفة حصرية ومقيدا في النصوص الدستورية‪،‬وبذلك فإن‬
‫ممارسة هذا المجال يعود لرئيس الجمهورية وهذا ما نصت عليه الفقرة األولى من نص المادة‬
‫‪ ،895‬كما يعود مجال تنفيذ القوانين إلى الوزير األول الفقرة الثانية من المادة ‪895‬من‬
‫الدستور‪ ،2‬حيث يعتبر المفهوم وضعا جديدا لم يعرفه دستور الجزائر األول لسنة ‪ ،8595‬إذ‬
‫أصبح بموجب هذا المفهوم مجال السلطة التنظيمية هو األصل ومجال القانون هو االستثناء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫سلطة التنظيم والتنفيذ‬

‫تسند سلطة التنظيم لرئيس الجمهورية‪ ،‬والتي يمارسها عن طريق المراسيم الرئاسية وهذا في‬
‫المسائل غير المخصصة للقانون‪ ،‬أما سلطة تنفيذ وتطبيق هذه القوانين في المجال التنظيمي يعود‬
‫إلى الوزير األول وهو الذي يمارسها عن طريق المراسيم التنفيذية وهذا بعد موافقة رئيس‬
‫الجمهورية‪.‬‬

‫وباعتبار أن السلطة التنظيمية هي سلطة مستقلة وقائمة بذاتها‪ ،‬وهي ال تستند إلى أي قانون‬
‫إلصدارها‪ ،‬بحيث يقوم رئيس الجمهورية بإصدارها‪ ،‬وهذا حسب المادة ‪895‬من التعديل الدستوري‬
‫الجديد‪ ،‬وذلك في المجاالت غير المخصصة للقانون فقط‪ ،‬وكل ما يخرج عن هذا المجال يتولى‬
‫رئيس الجمهورية تنظيمه في اللوائح المستقلة‪ ،‬وهذه اللوائح تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Art 37, de la constitution française modifiée et complété, Dispose : « les matières autres que celles qui sont‬‬
‫» ‪du domaine de la loi ont un caractère réglementaire.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 895‬من التعديل الدستوري ‪.2189‬‬

‫‪42‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬لوائح المصالح العامة‬

‫يقوم رئيس الجمهورية بإصدار هذه اللوائح دون االستناد إلى القانون‪ ،‬ودون إشراك الوزير‬
‫األول‪ ،‬وهي تأخذ شكل مراسيم رئاسية‪ ،‬وهذا حسب المادة ‪ 58‬من التعديل الدستوري ‪.12189‬‬

‫بحيث تصدر هذه اللوائح لتنظيم المرافق العامة وتنسيق سير العمل في المصالح اإلدارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬لوائح الضبط اإلداري‬

‫لقد ألزم الفقه اإلداري بضرورة منح اختصاص إصدار لوائح الضبط اإلداري للسلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬نظ ار لقدرتها على التصدي ألمور الضبط والنظام العام‪ ،‬وهذا حفاظا عل أمن المجتمع‬
‫وسالمته‪ ،‬وما دام أن هذه اللوائح قائمة بذاتها وتستند إلى قانون إلصدارها والتي من شأنها وضع‬
‫قيود على حريات األفراد وحقوقهم من أجل الحفاظ على النظام العام بمدلوالته الثالثة‪ ،‬األمن‪،‬‬
‫السكينة‪ ،‬الصحة العامة‪.2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 58‬من التعديل الدستوري ‪ 2189‬تنص على ما يلي‪ ... " :‬يوقع المراسيم الرئاسية‪"...‬‬
‫‪ -2‬كيواني قديم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59.55‬‬

‫‪43‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل األول‬

‫الخالصة التي يمكن أن نخرج بها في هذا الفصل‪ ،‬هو أن السلطة التشريعية لم تعد السلطة‬
‫الوحيدة التي تقوم بالتشريع كما كان معمول به في السابق‪ ،‬بل أصبح بإمكان السلطة التنفيذية أن‬
‫تقوم بعملية التشريع‪ ،‬ذلك بموجب السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية الذي أصبح مستأث ار بها في‬
‫مجاالت متنوعة وكثيرة‪،‬وفي كل الميادين الغير مخصصة للقانون‪.‬‬

‫اتضح ذلك من خالل تطرقنا إلى ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬والتي تعرضنا فيها‬
‫إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ :‬رغم التعاريف الدستورية المختلفة إال أنها‬
‫تعاريف متشابهة‪ ،‬حيث توصلنا إلى أن السلطة التنظيمية هي سلطة دستورية ممنوحة لرئيس‬
‫الجمهورية يصدر بمقتضاها تنظيمات مستقلة تنظم المسائل والميادين غير المخصصة للقانون‪.‬‬

‫‪-‬خصائص السلطة التنظيمية‪ :‬بالرغم من وجود عدة خصائص للسلطة التنظيمية‪ ،‬إال أننا‬
‫قمنا باإلشارة إلى أهم الخصائص التي تتمتع بها السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬ذلك لتحديد‬
‫ومعرفة السلطات التنظيمية األخرى في النظام القانوني للدولة‪.‬‬

‫‪-‬عناصر السلطة التنظيمية‪ :‬مادام أن لكل سلطة من سلطات رئيس الجمهورية عناصر‬
‫مميزة تشكلها وتستند إليها في وجودها وقيامها عليها‪ ،‬فإننا حولنا تعريف تلك العناصر المكونة‬
‫للسلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -‬أنواع السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية وتمييزها عن القانون‪ :‬استخلصنا أنواع السلطة‬
‫التنظيمية لرئيس الجمهورية رغم اختالفها بحسب الظروف واألحوال‪ ،‬كما استخلصنا اختالفات‬
‫السلطة التنظيمية عن القانون‪ ،‬وذلك من عدة جوانب‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬امتداد السلطة التنظيمية ومجالها‪ :‬بعد اإلشارة إلى كل ما سبق والى المفهوم النظري‬
‫للسلطة التنظيمية‪ ،‬كان لزاما علينا استنباط امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬وهذا ما تم‬
‫التطرق إليه‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية لتشريع بأوامر‬
‫وخضوعها للرقابة والتأمين‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫يتميز القانون المعاصر بالطابع التقني والفني حيث يزداد تقنية يوما بعد يوم‪ ،‬وهذا التطور‬
‫غير جذريا مبدأين كان يشكالن أسس الحياة الدستورية في الدولة في العهود الماضية‪ ،‬لكن بتطور‬
‫الدولة الحديثة‪ ،‬أصبحت للسيادة وظائف مختلفة‪ ،‬حيث تتولى السلطة التشريعية الجانب التشريعي و‬
‫تتولى السلطة التنفيذية وظيفة التنظيم اإلداري للسيادة داخل الدولة‪ ،‬حيث أصبح مجال تدخل البرلمان‬
‫محدد على سبيل الحصر‪ ،‬ومجال تدخل السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية كسلطة إنشائية للقواعد‬
‫القانونية من خالل إصدار األوامر الرئاسية و اللوائح المستقلة ‪ ،‬فأصبحت بذلك السلطة التنفيذية‬
‫تشارك البرلمان في العمل التشريعي وتتدخل في ممارسة الوظيفة التشريعية في الحاالت العادية و‬
‫االستثنائية عن طريق التشريع بأوامر‪.1‬‬

‫مادام السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية تستمد وجودها من أحكام الدستور ونصوصه‬
‫وتربطه بها عالقة مباشرة‪ ،‬ما يعني أن السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية تخضع لمجموعة من‬
‫القيود الدستورية‪ ،‬التي ال يجب مخالفتها‪ ،‬سواء تمثلت في القيود الشكلية أو القيود الموضوعية (مبحث‬
‫أول)‪.‬‬

‫بمقتضى المادة ‪ 681‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 6161‬فإن المجلس الدستوري يعد بمثابة‬
‫الهيئة السياسية المكلفة بحماية مجال السلطة التنظيمية من تعدي القوانين لمنع تدخل االختصاص‬
‫بين القانون والتنظيم‪ ،‬ولحماية كل مجال من التعدي على المجال اآلخر‪ ،‬باعتبار أن مجال السلطة‬
‫التنظيمية غير محدد في الدستور لهذا فهو يحتاج إلى تأمين قوي لمنع البرلمان من تجاوز حدوده و‬
‫تعديه على ذلك المجال‪ ،‬و هذا ما لم يرضى به المجلس الدستوري حيث حصر اختصاصه في‬
‫حدود المجاالت الواردة على سبيل الحصر في المادة ‪ 641‬و المادة ‪ 646‬من التعديل الدستوري‬
‫الجديد و مواد متفرقة في الدستور( مبحث ثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬ججيقة لوناسي‪ ،‬السلطة التشريعية في دستور ‪ ،6991‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫تيزي وزو‪ ،‬ص‪.591،591‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫المبحث األول‬

‫امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية إلى سن القواعد التشريعية‬

‫حاول المؤسس الدستوري إقامة التوازن بين السلطة والحرية في المجتمع من خالل تحقيق‬
‫التعايش على جعل السلطات القانونية لمؤسسات الدولة السياسية تتراوح بين أن تكون لها سلطة‬
‫تقديرية وأن تكون لها سلطة مقيدة‪ ،‬فالسلطة التقديرية باشرتها السلطة التشريعية للبرلمان أو باشرتها‬
‫السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية فهي تهدف إلى تنظيم موضوع واحد‪.‬‬

‫يعد االختصاص التشريعي مجاال خاصا للبرلمان‪ ،‬حيث خولت له صالحية إعداد القانون‬
‫والتصويت عليه‪ ،1‬نظ ار العتباره اإلطار العام للتعبير عن اإلرادة الشعبية‪ ،2‬إال أن كثرة األزمات‬
‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬والحاجة لإلسراع في التشريع‪ ،‬ساهم في تعطل مهامه واستحدث تقنية جديدة‬
‫تتمثل في التشريع عن طريق األوامر التشريعية (مطلب أول)‪،‬كما تعتبر السلطة التنظيمية لرئيس‬
‫الجمهورية ملزمة بعدم مخالفة أي نص قانوني وارد في الوثيقة الدستورية ‪ ،‬ذلك أن السلطة التنظيمية‬
‫لرئيس الجمهورية مقيدة بمجموعة من القيود و الضوابط التي يفرضها عليها الدستور أثناء مباشرتها‬
‫الختصاصها‪ ،‬نظ ار ألهميتها الكبيرة في تحقيق المصلحة العامة للمجتمع لذلك يمنع على رئيس‬
‫الجمهورية انتهاكها و مخالفتها‪( 3‬مطلب ثان)‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 551‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،1152‬مرجع سابق‪ ،‬على ما يلي‪ " :‬يمارس السلطة التشريعية برلمان‬
‫يتكون من غرفتين‪ ،‬وهما المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة‪ .‬وله السيادة في اعداد القانون والتصويت عليه‪".‬‬
‫‪ -2‬الغربي إيمان‪ ،‬مجاالت العالقة الوظيفية بين البرلمان والسلطة التنفيذية على ضوء التعديل الدستوري الجديد سنة‪،1112‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون العام‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1155/1151‬ص‪.7،‬‬
‫‪ -3‬ذوادي عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.551.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫المطلب األول‬

‫سلطة رئيس الجمهورية في التشريع بأوامر‬

‫يتمتع رئيس الجمهورية بمركز دستوري متميز‪ ،‬هذا بعد تزويده بصالحيات تشريعية واسعة‬
‫ليست فقط في المجال التنظيمي فحسب‪ ،‬بل تتعدى ذلك إلى مجال التشريع بأوامر‪ ،‬حيث يستعمل‬
‫رئيس الجمهورية وسيلة التشريع بأوامر فيما بين دورة انعقاد البرلمان أو في حالة شغوره‪ ،‬وذلك في‬
‫الظروف العادية وفقا لنص المادة ‪ 646‬من التعديل الدستوري ‪ ،2016‬وفي الظروف االستثنائية‬
‫التي يفقد فيها البرلمان وظيفته األساسية في سن القوانين ليستحوذ عليها رئيس الجمهورية طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 611‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.16161‬‬

‫الفرع األول‬

‫تشريع رئيس الجمهورية عن طريق األوامر وفقا لنص المادة ‪241‬‬

‫أوال‪ :‬حالة عطلة البرلمان‬

‫حسب المادة ‪ 646‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 6161‬نجد أن البرلمان يجتمع في دورة عادية‬
‫واحدة كل سنة‪ ،‬مدتها عشرة (‪ )61‬أشهر على األقل‪ ،‬وتبتدئ من اليوم الثاني من أيام العمل في‬
‫‪2‬‬
‫شهر سبتمبر‪ ،‬من خالل المادة نجد أن رئيس الجمهورية يستطيع أن يشرع بأوامر بين هذه الدورة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وهذا على خالف ما هو كان موجودا في دستور ‪.6991‬‬

‫من خالل هذا نجد أن التعديل الدستوري الجديد لسنة ‪ 6161‬سيقلص من صالحية رئيس‬
‫الجمهورية في التشريع بأوامر‪ ،‬وذلك نتيجة تقليص عدد دورات اجتماع البرلمان‪ ،‬حيث كانت في‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 511‬والمادة ‪ 517‬من التعديل الدستوري ‪.1152‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 511‬من التعديل الدستوري ‪.1152‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 552‬من دستور ‪.5992‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫السابق دورتين عاديتين كل سنة‪ ،‬مما يعني أن رئيس الجمهورية يشرع بأوامر في مدة أقصاها ‪4‬أشهر‬
‫سنويا‪.‬‬

‫إذا كانت حالة شغور المجلس الشعبي الوطني ال تطرح إشكاال‪ ،‬فإن هذه الحالة الثانية التي‬
‫نظمتها المادة ‪ 646‬تثير إشكالية قانونية‪ ،‬هل يعتبر تجميد المجلس لجلساته حالة من حاالت ما بين‬
‫دورتي انعقاد البرلمان؟‬

‫نجد اإلجابة عن هذا التساؤل في الفقه المصري‪ ،‬الذي أقر أن فترة تأجيل انعقاد البرلمان ال‬
‫تعد واقعة بين دورات البرلمان‪ ،‬ومن ثم ال يستطيع رئيس الجمهورية التشريع بأوامر في هذه الحالة‪،‬‬
‫ألن هذه الفترة تقطع دورة انعقاد البرلمان‪ ،‬وحينما يعود البرلمان الى االنعقاد من جديد فإنه يستكمل‬
‫الدورة نفسها التي قطعت‪ ،‬وال يعتبر في حالة انعقاد جديد‪ ،‬بل يطيل دورته مدة مساوية لمدة التأجيل‬
‫منه ال يمكن لرئيس الجمهورية التشريع عن طريق األوامر ما دام المجلس الشعبي الوطني في إحدى‬
‫‪1‬‬
‫دورات انعقاده‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬في حالة شغور البرلمان‬

‫يختص رئيس الجمهورية في ممارسة السلطة التشريعية‪ ،‬عن طريق األوامر في حالة شغور‬
‫البرلمان‪ ،‬ويقصد بذلك إما غيابه أو حله‪ ،2‬فشغور المجلس الشعبي الوطني يتحقق إذا تم حله‪ ،‬والحل‬
‫يكون إما وجوبي أو تلقائي‪ ،‬فالحل الوجوبي يتمثل في حالة عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني‬
‫على برنامج الحكومة للمرة الثانية‪ ،‬وهذا حسب نص المادة ‪ 92‬من التعديل الدستوري الجديد‪ ،‬بحيث‬
‫جاء في الفقرة األولى منه على" إذا لم تحصل من جديد على موافقة المجلس الشعبي الوطني‬
‫وجوبا "‪.3‬‬

‫‪ -1‬بركات أحمد‪ ،‬االختصاصات التشريعية لرئيس الجمهورية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫ماجستير في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،1112/1117 ،‬ص‪.52،57‬‬
‫‪ -2‬لوناسي ججيقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 92‬من التعديل الدستوري ‪.1152‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫أما الحل االختياري‪1 ،‬فيكون عندما يقرر رئيس الجمهورية حل المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬تطبيقا‬
‫لنص المادة ‪ 641‬من التعديل الدستوري الجديد التي تنص " يمكن لرئيس الجمهورية أن يقرر حل‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬أو إجراء انتخابات تشريعية قبل أوانها‪ ،‬بعد استشارة رئيس مجلس األمة‬
‫ورئيس المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬ورئيس المجلس الدستوري والوزير األول‪ ،‬وتجرى االنتخابات‬
‫في كلتا الحالتين في اجل أقصاه ثالثة (‪ )3‬أيام"‪.2‬‬

‫من خالل كل هذا فان االختصاص البرلماني ينتقل من البرلمان إلى رئيس الجمهورية مباشرة‪،‬‬
‫بمجرد أن تتم عملية الحل‪ ،‬ومن ثمة يستحوذ على المجال التشريعي بأكمله‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬سلطة رئيس الجمهورية بالتشريع بأوامر في الحالة االستثنائية‬

‫إذا كانت المادة ‪ 646‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 6161‬قد منحت صالحية التشريع بأوامر‬
‫في الظروف العادية لرئيس الجمهورية‪ ،‬فقد ذهبت أيضا لتخول له نفس المهام في الحالة االستثنائية‬
‫باإلحالة إلى نص المادة ‪ 611‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،6161‬وهذه األخيرة بدورها وسعت أكثر‬
‫في اختصاصاته لكن ذلك بجملة من الشروط‪ ،‬منها ما هي موضوعية ومنها ما هي شكلية‪.‬‬

‫أ‪-‬الشروط الموضوعية‪:‬‬

‫لقد حددت المادة ‪ 611‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 6161‬الشروط الموضوعية في فقرتها‬
‫األولى‪" :‬يقرر رئيس الجمهورية الحالة االستثنائية إذا كانت البالد مهددة بخطر داهم يوشك أن‬
‫يصيب مؤسساتها الدستورية أو استقاللها أو سالمة ترابها‪ 4".‬من خالل هذه المادة يتبين لنا أن‬

‫‪ -1‬بركات أحمد‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 517‬من التعديل ‪.1152‬‬
‫‪ -3‬بوقفة عبد الله‪ ،‬أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،6116،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 611‬من التعديل الدستوري ‪.6161‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫الشروط الموضوعية تتمثل في حالة وجود خطر داهم والذي يجب أن يشكل هذا الخطر انعكاسات‬
‫‪1‬‬
‫على المؤسسات الدستورية للدولة وأن يمس بوحدتها وسالمة إقليمها‪.‬‬

‫يكفي أن يكون هناك مساس جزئي للسلطات في سيرها إلعالن هذه الحالة من قبل رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬وهذا ما يدل على إطالق السلطة التقديرية للنظر في مدى وجود حالة استثنائية من‬
‫‪2‬‬
‫عدمها‪ ،‬وذلك نظ ار لكون رئيس الجمهورية القائد األعلى للبالد والضامن لبقاء الدولة واستمرارها‪.‬‬

‫ب‪-‬الشروط الشكلية‪:‬‬

‫إضافة إلى الشروط الموضوعية هناك شروط شكلية تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬استشارة كل من رئيسي غرفتي البرلمان والمجلس الدستوري‪ :‬تعتبر هذه االستشارة ملزمة قبل تقرير‬
‫الحالة االستثنائية وهذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة ‪ 611‬من التعديل الدستوري الجزائري‬
‫لسنة ‪ ،36161‬لكن اآلراء التي تبديها هذه الهيئات غير ملزمة لرئيس الجمهورية‪ ،‬ألن اآلراء من‬
‫الناحية القانونية غير ملزمة‪.4‬‬

‫‪-‬االستماع إلى المجلس األعلى لألمن ومجلس الوزراء‪ :‬تعتبران كهيئة سياسية تقنية يلجأ إليها رئيس‬
‫الجمهورية لتوضيح األمر‪ ،‬عكس مصطلح "يستشار" الذي أستعمل اتجاه البرلمان والمجلس‬

‫‪ -1‬عبد الالوي زينب‪ ،‬توزيع السلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في ظل دستور ‪ ،6991‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون دستوري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم القانونية‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،6114/6112 ،‬ص‪.91.‬‬
‫‪ -2‬خرباشي عقيلة‪ ،‬مركز مجلس األمة في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،6161/6119 ،‬ص‪.694،692‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 517‬من التعديل الدستوري ‪.1152‬‬
‫‪ -4‬بو الشعير سعيد‪ ،‬التشريع عن طريق األوامر بين القيود الدستورية والممارسة العملية‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،15‬العدد ‪ ،15‬الجزائر‪ ،1155 ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫الدستوري‪ ،‬حيث يعتبرون هيئات قانونية استشارية‪ 1،‬منه نستنتج أنه من المستبعد أن يعارض المجلس‬
‫األعلى لألمن ومجلس الوزراء رئيس الجمهورية‪ ،‬لكونه رئيس المجلسين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تشريع رئيس الجمهورية عن طريق األوامر وفقا لنص المادة ‪231‬‬

‫يقوم رئيس الجمهورية بالتشريع في الجانب المالي‪ ،‬في حالة وجود سبب وحيد وهو حالة عدم‬
‫مصادقة البرلمان على قانون المالية في غضون المدة المحددة لذلك و هي مدة ‪ 17‬يوم‪،2‬وهذا ما‬
‫أشارت إليه المادة ‪ 628‬فقرة ‪ 8‬من التعديل الدستوري ‪ 6161‬التي تنص على " يصادق البرلمان‬
‫على قانون المالية في مدة أقصاها خمسة و سيعون (‪ )57‬يوما من تاريخ إيداعه‪ ،‬طبقا للفقرات‬
‫السابقة"‪ ،3‬بحيث تحتسب مدة ‪ 17‬يوم ابتداءا من تاريخ إيداع مشروع قانون المالية لدى مكتب‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬باعتباره الغرفة األولى التي تمر عليها جميع المشاريع القوانين المقدمة من‬
‫طرف الحكومة ‪ ،‬فبمجرد حدوث ذلك فانه يمكن لرئيس الجمهورية أن يقوم بإصدار قانون المالية‬
‫بموجب أمر له نفس قوة قانون المالية‪.‬‬

‫كما تعتبر هذه الصالحية بمثابة ج ازء اقره المؤسس الدستوري لمواجهة العجز الذي يسجله‬
‫البرلمان‪ ،‬نظ ار لعدم مصادقته على قانون المالية في األجل المحدد لذلك‪ ،‬إضافة إلى األهمية الكبيرة‬
‫التي تكتسبها الميزانية*‪ 4‬في الدولة‪ ،‬حيث يجب أن تكون هناك موازنة مالية للدولة قبيل بداية العام‬
‫الجديد‪ ،‬باعتبار أن السلطة التنفيذية هي المشرفة على تسيير مؤسسات الدولة‪ ،‬فهي تحرص على‬

‫شية حسين‪ ،‬شرشاوي فروق‪ ،‬التشريع بأوامر‪-‬سلطة تشريعية موازية؟ ‪ ،-‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬قانون‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪1‬‬

‫عام‪ ،‬تخصص قانون الجماعات اإلقليمية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،1151/1151 ،‬ص‪.11،15‬‬
‫‪ -2‬بركات أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 2/ 512‬من التعديل الدستوري ‪.6161‬‬
‫‪ * -4‬الميزانية العامة للدولة هي عبارة عن وثيقة محاسبية قانونية ومالية تعبر عن فكرة التوقع واالعتماد للنفقات واإليرادات‬
‫العامة لفترة مقبلة‪ ،‬وذلك في صورة أرقام توضح بها النشاط اإلداري واالقتصادي واالجتماعي للدولة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫تزويدها بوسائل التسيير العادي‪ ،‬وهذا ما ال يتحقق إال بضمان دخول قانون المالية حيز التنفيذ في‬
‫األجل المالئم لذلك‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالمدة التي تختص بها كل غرفة من البرلمان في التصويت على قانون المالية‬
‫‪،‬نجد أن المجلس الشعبي الوطني يختص في المصادقة على قانون المالية‪ ،‬في اجل ‪ 41‬يوم ابتداءا‬
‫من تاريخ إيداع مشروع قانون المالية مكتب المجلس‪ ، 1‬فبعد أن تعد الحكومة مشروع قانون المالية‬
‫‪ ،‬تقوم بإيداعه لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني ‪ ،‬ثم تقوم اللجنة المكلفة بالمالية في المجلس‬
‫لالستماع للعرض الذي يقدمه كل وزير عن االعتماد المالية المخصصة للقطاع الذي يشرف عليه‬
‫‪ ،‬ثم بعد ذلك تقوم هذه اللجنة بإعداد تقرير عن مشروع الميزانية و تقدمه لرئيس المجلس لكي يعرضه‬
‫على أعضاء المجلس لالطالع عليه‪ ،‬ثم بعد ذلك يقوم وزير المالية و في جلسة علنية بعرض مشروع‬
‫قانون المالية على أعضاء المجلس الشعبي الوطني ‪،‬ثم بعدها تأتي مرحلة المناقشة و التصويت و‬
‫كل هذه اإلجراءات ال يجب أن تتعدى مدة ‪ 41‬يوم‪ ،‬وفي حالة تجاوز هذه المدة يعتبر المجلس‬
‫الشعبي الوطني لم يصوت عليها‪.‬‬

‫أما المدة التي يختص بها مجلس األمة للمصادقة على مشروع قانون المالية فهي مدة ‪ 61‬يوم‪،‬‬
‫تحتسب ابتداءا من نهاية مهلة ‪ 41‬يوم المخصصة للغرفة األولى‪.‬‬

‫في حالة وجود خالف بين الغرفتين حول مشروع قانون المالية‪ ،‬تكون هناك لجنه متساوية األعضاء‬
‫للفصل في الخالف في مدة ‪ 8‬أيام‪ ،‬تحتسب من نهاية مهلة ‪ 61‬يوم المحددة لمجلس األمة للتصويت‬
‫على مشروع المالية‪.‬‬

‫ثم إن عدم مصادقة البرلمان على قانون المالية بصفة عامة يتجسد في فرضيتين وهما‪:‬‬

‫‪ -‬بسبب عدم مصادقة المجلس الشعبي الوطني أو مجلس األمة على مشروع القانون في اآلجال‬
‫المحدد لكل منهما للمصادقة‪.‬‬

‫شية حسين‪ ،‬شرشاوي فاروق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،6162/6166 ،‬ص ‪.41‬‬


‫‪ّ -‬‬
‫‪1‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫‪ -‬في حالة إذا مضت مدة ‪ 8‬أيام ولم تفصل خاللها اللجنة المتساوية األعضاء في الخالف الذي‬
‫ثار بين الغرفتين حول المشروع المالي‪ ،‬وهي الحالة التي ال يمكن فيها للحكومة أن تسحب مشروع‬
‫قانون المالية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لمشاريع القوانين العادية‪ ،‬وانما يقوم رئيس الجمهورية بإصدار‬
‫مشروع قانون المالية بموجب أمر‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية مؤمنة دستوريا وقضائيا‬

‫لقد عرف التنافس الكبير بين السلطة التنظيمية وبين السلطة التشريعية‪ ،‬إلى قيام المؤسس‬
‫الدستوري والسيما في دستور ‪ ،26991‬باتخاذ مجموعة من اإلجراءات‪ ،3‬والتي يمكن القول بأنها‬
‫جاءت في صالح السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬وهذا من خالل دورها الكبير في منع البرلمان‬
‫من توسيع حالة التشريع على حساب مجال التنظيم الرئاسي‪ ،‬وبالتالي فقد قام المؤسس الدستوري‬
‫بتأمين السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية دستوريا وقضائيا‪.‬‬

‫وسوف نقوم بتبيان كيفية تأمين السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬من خالل التطرق إلى كيفية‬
‫تأمين السلطة التنظيمية دستوريا (مطلب أول)‪ ،‬وقضائيا (مطلب ثان)‪.‬‬

‫‪ -1‬بركات أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -2‬دستور ‪.5992‬‬
‫‪ -3‬يمكن أيضا من خاللها معرفة كيف أن المؤسس الدستوري قد اهتم بتسخير آليات ووسائل تكون كفيلة باستبعاد كافة‬
‫المخاطر التي تنجم عن وجود نصوص تشريعية ذات قيمة قانونية مختلفة في موضوع واحد‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫المطلب األول‬

‫السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية مؤمنة دستوريا‬

‫يعمل المجلس الدستوري على توفير الحماية الدستورية لمجال السلطة التنظيمية لرئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬من أي تعدي محتمل من السلطة التشريعية‪ ،‬معتمدا في ذلك على النصوص الدستورية‬
‫وباالعتماد أيضا على روح الدستور‪ ،‬من خالل تكريس مبدأ الفصل بين السلطات أثناء حمايته لمجال‬
‫السلطة التنظيمية‪.‬‬

‫هذا ما سوف نقوم بتوضيحه من خالل تبيان تأمين السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬بواسطة‬
‫الوظيفة االستشارية لمجلس الدولة (فرع أول)‪ ،‬باإلضافة إلى الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري‬
‫(فرع ثان)‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫الفرع األول‬

‫السلطة التنظيمية مؤمنة بواسطة الوظيفة االستشارية لمجلسٍ الدولة‪.‬‬

‫يستمد مجلس الدولة وظيفته االستشارية أساسا من نص المادة ‪ 621‬من التعديل الدستوري‬
‫الجديد‪ ،‬بحيث تنص على ما يلي‪ ":‬لكل من الوزير األول والنواب وأعضاء مجلس األمة حق المبادرة‬
‫بالقوانين‪.‬‬

‫تكون اقتراحات القوانين قابلة للمناقشة إذا قدمها عشرون(‪ )12‬نائبا أو عشرون (‪ )12‬عضوا في‬
‫مجلس األمة في المسائل المنصوص عليها في المادة ‪ 235‬أدناه‪.‬‬

‫تعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء‪ ،‬بعد اخذ رأي مجلس الدولة‪ ،‬ثم يودعها الوزير األول‬
‫‪1‬‬
‫حسب الحالة‪ ،‬مكتب المجلس الشعبي الوطني أو مكتب مجلس األمة‪".‬‬

‫بحيث نستنتج من هذه المادة أن مجلس الدولة يمثل بالنسبة للسلطة التنفيذية في مجال‬
‫التشريع غرفة مشورة‪ ،‬بحيث إذا أرادت هذه األخيرة تقديم مشروع معين فإنه يستوجب عليها أوال‬
‫اللجوء إلى مجلس الدولة‪ ،‬من أجل أخذ رأيه بخصوص هذا المشروع‪.2‬‬

‫إضافة إلى أنه ومن باب االستشارة‪ ،‬فإن مشاريع القوانين محل االستشارة‪ ،‬ال تستوجب أن‬
‫تمس المجال اإلداري فقط‪ ،‬حتى يتم طلب رأي مجلس الدولة‪ ،‬بل إن هذا األخير مطلوب وبشكل‬
‫وجوبي في كل مشاريع القوانين‪ ،‬أيا كان موضوعها‪ ،‬سواء تعلقت بالمجال المدني أو العقاري أو أي‬
‫مجال أخر‪.‬‬

‫يتمتع مجلس الدولة بأهمية كبيرة في العملية التشريعية‪ ،‬وهذا من خالل لفت انتباه الحكومة‬
‫إلى كل الثغرات والنقائص التي الحظها في مشاريع القوانين‪ ،‬التي قدمت إليه‪ ،‬كما أنه يساهم وفي‬
‫بعض األحيان وبشكل كبير في صناعة التشريع‪ ،‬وهذا من خالل كل ما يبديه ويقترحه من تعديالت‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 512‬من التعديل الدستوري ‪.1152‬‬


‫‪ -2‬بوضياف عمار‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار ريحانة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1111،‬ص ‪.111‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫والتي يراها ضرورية‪ ،‬هذا إلى جانب تمتع األعضاء الموكل إليهم مهمة تقديم المشورة بقدرات قانونية‬
‫أكيدة وثقافة واسعة‪ ،‬اكتسبوها نتيجة الخبرة‪ ،‬أو بواسطة مؤهل دراسي عالي وهذا ما يساعدهم وبشكل‬
‫كبير في أداء مهمتهم على أحسن وجه‪.1‬‬

‫أما فيما يخص محل اإلشارة التي يقدمها مجلس الدولة‪ ،‬فهي تتعلق بالمشروعية والمالئمة‪ ،‬وذلك أن‬
‫مالئمة النصوص وجدواها‪ ،‬وتحقيق األهداف المرجوة منها‪ ،‬تخرج عن نطاق الوظيفة االستشارية‬
‫الموكلة إليه‪.‬‬

‫فالدور االستشاري لمجلس الدولة ينص في تقديرنا على التأكد أساسا على‪:‬‬

‫إذا كان هناك تعارض بين مشروع القانون المعروض عليه‪ ،‬وبين نصوص قانونية أخرى أم ال‪،‬‬
‫واذا ما كان هناك تعارض بين أحكام ومواد المشروع ذاته‪ ،‬أو إذا كانت العبارات والمصطلحات‬
‫‪2‬‬
‫المستعملة في مشروع القانون واضحة من حيث المعنى والصيغة القانونية أم ال‪.‬‬

‫‪-‬ذوادي عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.511،519‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬صادق محمد علي الحسيني‪" ،‬الوظيفة االستشارية لمجلس الشورى الدولة العراقي"‪ ،‬مجلة أهل البيت‪ ،‬جامعة أهل البيت‪،‬‬
‫العدد ‪ ،17‬العراق‪ ،1119،‬ص ‪.512‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫الفرع الثاني‬

‫بواسطة الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري‬

‫لم يكتفي المؤسس الدستوري الجزائري بإسناد لرئيس الجمهورية السلطة التنفيذية‪ ،‬بل قام‬
‫بتعزيز هذه السلطة عن طريق تأمينها دستوريا من قبل المجلس الدستوري‪ ،‬وهذا من أجل مواجهة‬
‫‪1‬‬
‫القانون وحماية المجال التنظيمي من االعتداءات المحتملة‪.‬‬

‫وان كان تدخل البرلمان في المجال التنظيمي المستقل يشكل اعتداءا مباش ار على السلطة‬
‫التنظيمية لرئيس الجمهورية فإنه في الوقت ذاته يشكل إعتداءا غير مباشر على الدستور وعدم‬
‫احترامه‪ ،‬ولتجنب حصول ذلك نصت كل من المادة ‪ 6/612‬من دستور ‪ 6991‬والمادة ‪ 686‬من‬
‫التعديل الدستوري ‪ 6161‬على‪ :‬المادة ‪" 6/612‬يؤسس مجلس دستوري يكلف بالسهر على احترام‬
‫‪3‬‬
‫الدستور"‪ 2.‬والمادة ‪":6/686‬المجلس الدستوري هيئة مستقلة تكلف بالسهر على احترام الدستور"‪.‬‬

‫من خالل نص المادتين يمكننا القول بأن الوظيفة األساسية التي أنشأ من أجلها المجلس‬
‫الدستوري هي الوظيفة الرقابية‪ ،4‬والشيء اإليجابي الذي جاء به الدستور الجزائري لسنة ‪ 6161‬أنه‬
‫جعل هذا المجلس هيئة مستقلة مما يجعلها أكثر حيادا وشفافية من الناحية الشكلية‪.‬‬

‫ومن خالل هذا الفرع سنتطرق الى معرفة أساس الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري (أوال)‪،‬‬
‫والى ضوابط الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬بوضياف عمار ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.262‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 5/521‬من دستور ‪.5992‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 5/521‬من التعديل الدستوري ‪.1152‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 681‬من التعديل الدستوري ‪.6161‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫أوال‪ :‬أساس الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري‬

‫لمعرفة األساس الذي اعتمدته الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري في تأمين السلطة التنظيمية‬
‫لرئيس الجمهورية من تدخالت المشرع في نطاقها ومجالها المخصص لها دستوريا‪ ،‬البد لنا من‬
‫العودة إلى تلك اآلراء والق اررات التي صدرت بموجبها ونذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬الرأي رقم ‪ ،89/16‬المؤرخ في ‪ 68‬أوت ‪ 6989‬والمتعلق بدستورية النص الذي صادق عليه‬
‫المجلس الشعبي الوطني بتاريخ ‪66‬جويلية ‪ 6989‬وعنوانه "قانون متضمن النظام الداخلي للمجلس‬
‫الشعبي الوطني"‪ ،‬الذي جاء فيه ما يلي‪ " :‬نظ ار لكون محرر الدستور‪ ،‬أقام مبدا الفصل بين‬
‫السلطات باعتباره عنص ار أساسيا في تنظيم السلطات العمومية‪ ،‬ونظ ار لكون مثل هذا االختيار‬
‫يترتب عليه أن كل سلطة لها صالحية تنظيم عملها الداخلي وضبطه ‪."....‬‬

‫‪ -‬الرأي رقم ‪ ،16/66‬المؤرخ في ‪62‬جانفي ‪ 6116‬و المتعلق بالرقابة على دستورية القانون األساسي‬
‫لعضو البرلمان ‪ ،‬الذي جاء فيه ‪":‬و اعتبا ار ان المشرع ‪،‬طبقا للمبدأ الدستوري القاضي بتوزيع‬
‫االختصاصات ‪ ،‬مطالب ان يراعي ‪ ،‬كلما مارس صالحية التشريع المجال المحدد في الدستور‬
‫للنص المعروض عليه بحيث ال يدرج ضمنه أحكاما و مضامين تعود دستوريا لمجاالت نصوص‬
‫أخرى مما يستوجب استثنائها من النطاق الذي يعود لهذا القانون ‪...‬فيما يخص الشطر األخير‬
‫من المادة ‪ 21‬و المادة ‪ 12‬من القانون‪ ،‬موضوع اإلخطار ‪ ،‬مأخوذين مجتمعين التحادهما في‬
‫الموضوع و العلة و المحررين كما يلي ‪":‬الشطر األخير من المادة ‪،....:21‬ويحظى بالمرتبة‬
‫التشريفية الالئقة و المرتبة بمهمته الوطنية ‪" ".‬المادة ‪ :12‬يستفيد عضو البرلمان في سفره في‬
‫الداخل والخارج من المساعدات والتشريفات المرتبطة بصفته البرلمانية‪ .‬يسافر عضو البرلمان في‬
‫كل تنقالته بالمكانة الالئقة التي يقرها له الدستور‪".‬‬

‫‪ -‬اعتبا ار أن المشرع أقر بمقتضى الشطر األخير من المادة ‪12‬والمادة ‪ 12‬المذكوران أعاله ان‬
‫يحظى عضو البرلمان بالمرتبة التشريفية الالئقة والمرتبطة بمهمته الوطنية واستفادته في سفره‬
‫في الداخل والخارج من المساعدات والتشريفات المرتبطة بصفته البرلمانية‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫‪ -‬واعتباره أنه يستنتج من الدستور السيما المادتين ‪211‬و‪ 213‬أن المرتبة التشريفية الالئقة‬

‫والمرتبطة بالمهمة الوطنية لعضو البرلمان واستفادته في سفره في الداخل والخارج من المساعدات‬
‫والتشريفات المرتبطة بصفته البرلمانية مواضيع ال تندرج ضمن مجال القانون‪،‬‬

‫‪ -‬واعتبا ار أن المؤسس الدستوري ينص ص ارحة‪ ،‬بموجب الفقرة األولى من المادة ‪ 217‬من‬
‫الدستور‪ ،‬أن المسائل غير المخصصة للقانون يعود االختصاص فيها للسلطة التنظيمية لرئيس‬
‫الجمهورية‪،‬‬

‫‪ -‬واعتبا ار بالنتيجة أن المشرع حين أدرج المواضيع المذكورة أعاله ضمن هذا القانون قد خالف‬
‫‪1‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات‪".‬‬

‫من خالل هذا الرأيين‪ ،‬ال يبقى في تقديرنا أي مجال للشك في أن األساس الذي اعتمدته‬
‫واستندت إليه الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري في تأمين السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية من‬
‫‪2‬‬
‫تدخالت المشرع في مجالها هو مبدأ الفصل بين السلطات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضوابط الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري‬

‫ينبغي أن يتخذ المجلس الدستوري في ممارسة ووظيفته الرقابية موقفا وسطا بين اإلفراط فيها‪،‬‬
‫الذي يؤدي إلى المساس باستقاللية البرلمان وسيادته القانونية‪ ،‬وبين التفريط‪ ،‬الذي يؤدي إلى انعدام‬
‫‪3‬‬
‫جدوى وظيفته الرقابية‪.‬‬

‫لكي يمارس المجلس الدستوري وظيفته الرقابية كان واجبا عليه أن يراعي عدة أمور‪ ،‬وأن‬
‫يخضع لعدة ضوابط وقيود‪ ،‬من بين أهمها نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الموقع اإللكتروني للمجلس الدستوري (الفقه الدستوري)‬


‫‪www.conseil-constitutionnel.dz‬‬

‫‪ -2‬ذوادي عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.646‬‬


‫‪ -3‬عبد العزيز محمد سالمان‪ ،‬رقابة دستورية القوانين‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪،6997،‬ص‪.91‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫أ‪-‬وجود إخطار سابق من إحدى الجهات المختصة دستوريا بذلك‪ :‬إن الوظيفة الرقابية للمجلس‬
‫الدستوري تخضع للضابط الدستوري القاضي بأال تمارس هذه الوظيفة إال إذا تم تقديم طلب بذلك‬
‫من قبل إحدى الجهات المحددة في الدستور‪ 1،‬فالمادة ‪ 681‬من التعديل الدستوري لسنة ‪6161‬‬
‫نصت على أنه‪ " :‬يخطر المجلس الدستوري رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس األمة أو رئيس‬
‫المجلس الشعبي الوطني أو الوزير األول "‪ ،‬وذلك ما يتعلق األمر بالمعاهدات و القوانين و‬
‫التنظيمات‪ ،‬أما لما يتعلق األمر بالقوانين العضوية و النظام الداخلي لكل من غرفتي البرلمان ‪ ،‬فإنه‬
‫حسب المادة ‪681‬الفقرة الثانية و الثالثة من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،6161‬يتم اإلخطار من طرف‬
‫‪2‬‬
‫رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫من خالل هذه المواد نستنتج أن اإلخطار المتعلق بالمعاهدات والقوانين والتنظيمات هو‬
‫إخطار اختياري بحيث يمكن أن تمارسه إحدى السلطات المذكورة في المادة ‪ 681‬من التعديل‬
‫الدستوري ‪ 6161‬في أي وقت تراه مناسبا وهذا ما يستشف من خالل نص المادة ‪ 6/681‬من دستور‬
‫‪":6161‬يبدي المجلس الدستوري‪ ،‬بعد أن يخطره رئيس الجمهورية‪ ،‬رأيه وجوبا في دستورية‬
‫القوانين العضوية بعد أن يصادق عليها البرلمان‪".‬‬

‫أما اإلخطار المتعلق بالقوانين العضوية والنظام الداخلي لكل من غرفتي البرلمان هو اإلخطار‬
‫المتعلق بالقوانين العضوية والنظام الداخلي لكل من غرفتي البرلمان هو إخطار إجباري أو وجوبي‪،‬‬
‫وذلك أنه وبموجب الفقرتين الثانية والثالثة من نص المادة ‪ 681‬من التعديل الدستور لسنة ‪6161‬‬
‫فإن رئيس الجمهورية ملزم بإخطار المجلس الدستوري بالقوانين العضوية والنظام الداخلي لكل من‬

‫‪ -1‬بوتيرة علي‪ ،‬ضوابط الرقابة على دستورية القوانين في ظل ممارسات المجلس الدستوري الجزائري‪ ،‬مجلة الفكر‬
‫البرلماني‪ ،‬مجلس األمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،6114 ،17‬ص‪.71‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 6/681‬و‪ 2‬من التعديل الدستوري ‪ 6161‬تنص على ما يلي‪ ،... ":‬يبدي المجلس الدستوري‪ ،‬بعد أن يخطره‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬رأيه وجوبا في دستورية القوانين العضوية بعد أن يصادق عليها البرلمان‪.‬‬
‫كما يفصل المجلس الدستوري في مطابقة النظام الداخلي لكل من غرفتي البرلمان للدستور‪ ،‬حسب اإلجراءات المذكورة‬
‫في الفقرة السابقة‪".‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫غرفتي البرلمان وكذا التعديالت التي تط أر عليها بعد أن يصادق عليها البرلمان‪ ،‬أي قبل أن تصبح‬
‫‪1‬‬
‫واجبة التنفيذ‪.‬‬

‫إن ما يعاب على هذا الضابط الدستوري أنه يمكن من إفالت تلك النصوص القانونية‬
‫الخاضعة لإلخطار االختياري من الرقابة الدستورية‪ ،‬رغم ما قد يكون فيها من إخالل بالدستور‪.‬‬

‫ب‪-‬التزام الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري لإلطار الدستوري المحدد لها حص ار ‪ :‬بين المجلس‬
‫الدستوري هذا الضابط من خالل الرأي رقم ‪،66/14‬المؤرخ في ‪ 66‬ديسمبر ‪ 6166‬و المتعلق بمراقبة‬
‫مطابقة القانون العضوي الذي يحدد حاالت التنافي مع العهدة البرلمانية للدستور من خالل قوله بأنه‬
‫‪ " :‬اعتبا ار أن المؤسس الدستوري نص صراحة في المادة ‪ 211‬من الدستور على إمكانية إخطار‬
‫المجلس الدستوري من رئيس المجلس الشعبي الوطني و رئيس مجلس األمة‪ ،‬و حدد مجال تدخل‬
‫المجلس الدستوري في النصوص المتضمنة حصريا في المادة ‪ 217‬من الدستور‪ ،‬واعتبا ار أن‬
‫المشرع في صياغته للفقرتين ‪1‬و‪ 3‬من المادة ‪ 5‬نص أنه في حالة عدم توصل مكتب الغرفة‬
‫المعنية تقرير وجود حالة تنافي يخطر المجلس الدستوري‪ ،‬دون تحديد جهة اإلخطار بدقة‪ ،‬إذا‬
‫كان المقصود بهذه الجهة رئيس الغرفة المعنية وفقا للمادة ‪ 211‬من الدستور‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫يكون المشرع قد خوله‪-،‬أي المجلس الدستوري‪ -‬صالحية ال تتضمنها المادة ‪ 217‬من الدستور‬
‫‪ ،‬واعتبا ار بالنتيجة‪ ،‬فإن المشرع بمنحه لرئيس الغرفة المعنية صالحية إخطار المجلس الدستوري‬
‫‪2‬‬
‫إلبداء رأيه في إثبات حالة التنافي من عدمها‪ ،‬يكون قد تجاوز اختصاصه‪".‬‬

‫ج‪-‬عدم امتداد الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري إلى مالئمة القانون أو أهدافه وبواعثه‪:‬‬

‫يجتمع معظم فقهاء القانون الدستوري إلى القول بأن الرقابة التي يمارسها القضاء الدستوري‬
‫هي رقابة فنية ذات طابع قانوني مجرد‪ ،‬أي أنها رقابة يقتصر مداها فقط على المسائل الدستورية و‬

‫‪ -1‬دهينه خالد‪ "،‬أساليب عمل المجلس الدستوري في مجال رقابة المطابقة للدستور ورقابة الدستورية"‪ ،‬مجلة الفكر‬
‫البرلماني‪ ،‬مجلس األمة‪ ،‬العدد ‪ ،64‬الجزائر‪ ،6111 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -2‬الموقع اإللكتروني للمجلس الدستوري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫ال يمتد إلى االختصاص التقديري للسلطة المختصة بالتشريع‪ ،‬و ال إلى ما يتعلق لمالئمة التشريع و‬
‫ال بواعث إصداره أو ضرورته‪ ،‬ألنها من عناصر السياسة التشريعية التي يمتنع على جهات الرقابة‬
‫التدخل فيها ‪ ،‬وعليه فإن المجلس الدستوري مطالب بموجب مبدأ الفصل بين السلطات عند ممارسته‬
‫وظيفته الرقابية التقيد بعدم التدخل في تلك المسائل وعدم التعرض لها‪ ،‬واال أعتبر متجاو از لحدود‬
‫اختصاصاته الدستورية‪ 1،‬حيث نجد أن المجلس الدستوري الجزائري التزم بهذا الضابط و يظهر هذا‬
‫‪2‬‬
‫من خالل اآلراء التي صدرت عنه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫مدى فعالية الرقابة الدستورية على التنظيمات المستقلة‬

‫بالرغم من أن التنظيم المستقل ال يخضع في األصل إلى القانون‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني عدم‬
‫احترامه لمبدأ الشرعية‪ ،‬وبالتالي فإن مخالفة التنظيم المستقل للقانون يعد اعتداء على هرم تدرج‬
‫القوانين‪.‬‬

‫وبالتالي إذا ما أردنا تقييم الرقابة الدستورية على التنظيمات فإننا سوف نقوم بتقييم ذلك من ناحيتين‬
‫وهما‪:‬‬

‫أوال‪ :‬من الناحية النظرية‬

‫تعتبر الرقابة الدستورية من الناحية النظرية‪ ،‬رقابة فعالة ومؤثرة‪ ،‬وهذا نظ ار المتالك رئيس‬
‫الجمهورية لسلطة إخطار المجلس الدستوري‪ ،‬عن أي إخالل برلماني أو مخالفة قانونية للدستور‪،‬‬
‫هذا إذا ما حاول القانون التعدي على التنظيم المستقل‪ ،‬ذلك الذي يمنع سلطتي اإلخطار والمتمثلة‬
‫في كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس األمة‪ ،‬من التحرك إلخطار المجلس‬

‫‪ -1‬الدبس عصام‪ ،‬القضاء اإلداري ورقابته ألعمال اإلدارة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.6161،‬‬
‫‪ -2‬الرأي رقم ‪ ،66/17‬المؤرخ في ‪66‬ديسمبر‪6166‬و المتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد كيفيات توسيع‬
‫تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة للدستور‪ ،‬الذي جاء فيه أنه‪" :‬واعتبا ار أنه إذا كان ال يعود للمجلس الدستوري أن يحل‬
‫محل المشرع في تقديره لمدى اختيار النسب التي حددها والتي هي من اختيار السيد ‪"...‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫الدستوري‪ ،‬بحيث نجد التنظيم المستقل يتدخل في المجاالت المحفوظة للبرلمان ليشرع فيها بقوانين‪،‬‬
‫وكل هذا يرجع إلى التفوق المؤسساتي لرئيس الجمهورية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬من الناحية العملية‬

‫لقد وضح الواقع العملي على صحة االفتراضات التي يقتضها الجانب النظري البحث‪ ،‬بحيث‬
‫أنه ومنذ إنشاء المجلس الدستوري‪ ،‬بموجب دستور ‪ 6989‬لم يسجل أي ممارسة الختصاصه في‬
‫مجال رقابة التنظيمات المستقلة‪.‬‬

‫بحيث أنه ال يمكن للمجلس الدستوري‪ ،‬على أن يتحرك من تلقاء نفسه ليمارس رقابة ذاتية‪ ،‬بل يجب‬
‫أن تحرك من طرف سلطات اإلخطار‪ ،‬و بالتالي إن لم تتحرك هذه السلطات فال يمكن للمجلس‬
‫الدستوري فعل أي شيء‪ ،‬و هذا حتى في حالة التأكد من عدم دستورية تنظيم مستقل ‪،‬و على عكس‬
‫ذلك نجد أن رئيس الجمهورية يقوم بإخطار المجلس الدستوري حول النصوص التشريعية‪ ،‬ونجده‬
‫أيضا يستعمل حقه في اإلخطار بشكل قوي* ‪ ،2‬ولذلك فقد عمد المؤسس الدستوري على توسيع‬
‫حاالت اإلخطار في التعديل الدستوري الجديد‪ ،‬فباإلضافة إلى الجهات الثالث المعروفة سابقا‪ ،‬تم‬
‫إضافة خمسين(‪ )71‬نائب من أعضاء المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬وثالثين(‪ )21‬نائب من أعضاء‬
‫مجلس األمة‪ ،‬كما يمكن أن يكون بناءا على إحالة من طرف المحكمة العليا أو مجلس الدولة‪،3‬وهذا‬
‫كله من أجل حماية القانون من تعدي التنظيمات المستقلة ‪.‬‬

‫في األخير فانه وبالرغم من استقالل السلطة التنظيمية عن القانون‪ ،‬إلى أن الرقابة الدستورية‬
‫المسلطة عليها من طرف المجلس الدستوري هي رقابة ضعيفة‪ ،‬وهي رقابة في خدمة السلطة‬

‫‪ -1‬بن سرية سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.517‬‬


‫‪* -2‬اذ اثبت الواقع الدستوري أن اخطار المجلس الدستوري قد مورس أكثر من طرف رئيس الجمهورية‪ ،‬أكثر من أي جهة‬
‫اخطار أخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬خوالدية فؤاد‪ ،‬المجلس الدستوري‪ ، 1152‬قراءة قانونية و سياسية في الحال و المآل‪ ،‬مداخلة ألقيت في إطار ملتقى‬
‫وطني حول المجلس الدستوري في ضوء تعديل ‪ 12‬مارس ‪"1152‬إصالحات مقررة في انتظار الممارسة"‪ ،‬جامعة بجاية‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ 17 ،‬أفريل ‪،1157‬ص ‪.51‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫التنظيمية المستقلة‪ ،‬وهذا من أجل حمايتها من التدخل واالعتداء عليها من طرف القانون أو التشريع‬
‫العادي‪ ،‬ولحماية المجال الخصوصي للتنظيم المستقل من تدخالت البرلمان‪.‬‬

‫رغم فعالية الرقابة الدستورية على السلطة التنظيمية من الناحية النظرية‪ ،‬إلى أن الجانب العملي قد‬
‫أثبت عكس ذلك‪ ،‬وقد أثبت أيضا محدوديتها وقصورها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية مؤمنة قضائيا‬

‫السمة التي تتمتع بها الدول الحديثة أنها دول قانون‪ ،‬حيث تسعى إلى فرض حكمها على‬
‫إن ّ‬
‫جميع األفراد في سلوكهم وأعمالهم‪ ،‬وكذلك فرضه على كل هيئات الدولة‪ ،‬سواء المركزية منها‬
‫والالمركزية‪ 1،‬وهذا ما تبنته الدولة الجزائرية‪ ،‬ونجد ذلك في النصوص الدستورية الجزائرية المتعاقبة‪،‬‬
‫وهذا ما أكدت عليه المادة ‪14‬من دستور ‪ ،6911‬التي نصت على أن‪ " :‬على كل شخص احترام‬
‫‪2‬‬
‫الدستور‪ ،‬واالمتثال لقوانين الجمهورية وتنظيماتها‪ ،‬ال يعذر أحد بجهل القانون‪".‬‬

‫وكذا المادة ‪14‬من التعديل الدستوري ‪ ،6161‬حيث نصت هذه األخيرة على ما يلي‪" :‬ال يعذر‬
‫بجهل القانون‪ ،‬يجب على كل شخص أن يحترم الدستور وقوانين الجمهورية‪ 3".‬ولتجسيد مفهوم‬
‫دولة القانون وتحقيقه على أرض الواقع يقتضي حسب الفقه توفر العديد من الضمانات‪ ،‬من أهمها‬
‫‪4‬‬
‫تنصيب سلطة قضائية مستقلة‪.‬‬

‫‪ -1‬بوضياف عمار‪ ،‬دعوى اإللغاء في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،6119 ،‬‬
‫ص‪.18‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 71‬من دستور ‪.5972‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 71‬من التعديل الدستوري ‪.1152‬‬
‫‪ -4‬بودريوة عبد الكريم‪" ،‬القضاء اإلداري في الجزائر‪ :‬الواقع واالفاق"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الجزائر ‪،1111‬‬
‫ص‪.19‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫وهذا ما أكدت عليه المادة ‪ 616‬من التعديل الدستوري ‪ 6161‬على تبني الجزائر لالزدواجية‬
‫القضائية يعني أن السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية قد أصبحت مؤمنة تحديدا بواسطة رقابة كل‬
‫من القضاء اإلداري (فرع أول) والقضاء العادي (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫بواسطة رقابة القضاء اإلداري‬

‫تعد التنظيمات الرئاسية الصادرة بموجب السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية طبقا للمعيار‬
‫الموضوعي المادي عمال تشريعيا‪ ،‬ذلك ألن طبيعة القواعد القانونية التي تتضمنها قواعد عامة‬
‫ومجردة‪ ،‬شأنها في ذلك شأن القوانين‪ ،‬ومن ثمة فهي تعد أحد مصادر النظام القانوني في الدولة‬
‫‪1‬‬
‫وبالتالي تحتم اعتبارها أحد مصادر مبدأ المشروعية‪.‬‬

‫باعتبار التنظيمات الرئاسية عنص ار من عناصر المشروعية‪ ،‬فإنه يحتم على السلطات‬
‫العمومية واإلدارية في الدولة احترامها والتقيد بها‪ ،‬واال أنه يحق لألفراد اللجوء إلى القضاء للطعن‬
‫في الق اررات الصادرة بالمخالفة لها‪ ،‬حيث أن المادة ‪ 616‬من التعديل الدستوري ‪ 6161‬نصت على‬
‫أن‪" :‬ينظر القضاء في الطعن في ق اررات السلطة اإلدارية‪ ".‬ومنه يجب على القضاء اإلداري ممثال‬
‫في مجلس الدولة والجهات القضائية اإلدارية‪ ،‬مراعاة التنظيمات الرئاسية وتطبيقها‪ ،‬وتأمين السلطة‬
‫التنظيمية لرئيس الجمهورية بواسطة رقابة القضاء اإلداري تتم عن طريق رقابة بوصفها تحمي‬
‫المشروعية ورقابة تحد المشروعية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بوصفها رقابة تحمي المشروعية‪.‬‬

‫تنقسم الدعوى اإلدارية إلى قسمين أساسيين وهما‪ :‬دعاوي القضاء المشروعية ودعاوي قضاء‬
‫الحقوق‪ ،‬فدعوى قضاء المشروعية هي تلك المجموعة من الدعاوي القضائية الموضوعية التي يحركها‬
‫ويرفعها أصحاب الصفة والمصلحة أمام جهات القضاء اإلداري المختصة‪.‬‬

‫‪ -1‬سامي جمال الدين‪ ،‬اللوائح اإلدارية وضمانة الرقابة اإلدارية‪ ،‬منشأة دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،6986 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫فدعاوي قضاء المشروعية تستهدف حماية مفهوم دولة القانون ومبدأ المشروعية في الدولة‪ 1،‬وتتمثل‬
‫أهم دعاوي قضاء المشروعية في‪:‬‬

‫‪-‬دعوى اإللغاء‬

‫‪ -‬دعوى التفسير‬
‫‪ -‬دعوى فحص المشروعية‬

‫ثانيا‪ :‬بوصفها رقابة تحد المشروعية‪.‬‬

‫الرقابة القضائية ال تمارس إال بناءا على دعوى ترفع من صاحب الشأن‪ ،‬فالقاضي ال يستطيع‬
‫أن يتدخل في المنازعات القائمة بين اإلدارة العمومية واألفراد من تلقاء نفسه‪ ،‬إال إذا طلب منه ذلك‪،‬‬
‫فإذا لم يتدخل يعد مرتكبا لجريمة إنكار العدالة‪ ، 2‬إال أنه توجد بعض التنظيمات الرئاسية الصادرة‬
‫بموجب السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ال يمكن الطعن فيها قضائيا أمام القضاء اإلداري‪ ،‬وذلك‬
‫ألن هذا يعد من قبيل أعمال السيادة‪ ، 3‬فإن القاضي عندما يرفع أمامه طعن ضد أحد التنظيمات‬
‫الرئاسية‪ ،‬فإنه يعترض بعدم القبول‪ ،‬ويؤكد ذلك من خالل قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى‬
‫الصادر بتاريخ ‪11‬جانفي ‪.6984‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫قيود السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‬

‫باعتبار المجلس الدستوري في الجزائر هو المكلف برقابة احترام السلطات العمومية للقيود‬
‫الدستورية المفروضة عليها‪ ،‬وهو المكلف أيضا بالرقابة على السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‬
‫وهذا ابتداءا من دستور ‪6989‬و وصوال إلى دستور ‪ 6991‬وآخره التعديل الدستوري لسنة ‪،6161‬‬

‫‪ -1‬عوابدي عمار‪ ،‬قضاء التفسير في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،1112،‬ص‪.511‬‬
‫‪ -2‬محمد تقية‪ ،‬مبدأ المشروعية ورقابة القضاء على األعمال اإلدارية‪ ،‬ملتقى قضاة الغرف اإلدارية‪ ،‬الديوان الوطني‬
‫لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،5991،‬ص‪.511‬‬
‫‪ -3‬بن سرية سعاد‪ ،‬مركز رئيس الجمهورية في تعديل ‪ ،1112‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،1151،‬ص‪.527‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫ومن خالل هذا المطلب قمنا بالتطرق إلى استقراء بعض اجتهادات المجلس الدستوري التي طبقها‬
‫عندما يفصل في مدى دستورية النصوص القانونية‪ ،‬فوجدنا أنه يفصلها من الناحية الشكلية (فرع‬
‫أول) ومن الناحية الموضوعية (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫القيود الدستورية الشكلية‬

‫القيود الدستورية الشكلية المفروضة على السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية يمكن تعريفها‬
‫بأنها "تلك القواعد الدستورية التي عملت على تحديد المختص بممارسة السلطة التنظيمية‪ ،‬في‬
‫‪1‬‬
‫المسائل غير المخصصة للقانون‪ ،‬وكذا على تحديد وسيلة وكيفية ممارستها‪".‬‬

‫ومن خالل هذا التعريف يتبين لنا أن القيود الشكلية المتعلقة بالسلطة التنظيمية لرئيس‬
‫الجمهورية تنقسم إلى قيود متعلقة باختصاص ممارستها(أوال)‪ ،‬وقيود وجوب احترام اإلجراءات المحددة‬
‫دستوريا(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القيود المتعلقة باختصاص ممارستها‬

‫حسب المادة ‪ 6/642‬من التعديل الدستوري ‪ ،6161‬فإن رئيس الجمهورية يمارس السلطة التنظيمية‬
‫في المسائل غير المخصصة للقانون و منه فإن التنظيمات الصادرة بموجب هذه السلطة تعد حك ار‬
‫على رئيس الجمهورية يمارسها بصفة شخصية‪ ،‬و في حالة صدور هذه التنظيمات من جهة أخرى‬
‫غير رئيس الجمهورية‪ ،‬فإن لجهات اإلخطار الحق في الطعن أمام المجلس الدستوري على أساس‬
‫عدم احترام قواعد االختصاص و كذلك أيضا رئيس الجمهورية عند ممارسته للسلطة التنظيمية فإنه‬
‫مقيد باحترام اختصاصه و عدم االعتداء عن طريق التنظيمات على مجال القانون المحدد في المادة‬
‫‪641‬و‪ 646‬و مواد أخرى متفرقة في الدستور‪ ،‬ففي حالة مخالفته لقواعد االختصاص فإن لجهات‬
‫اإلخطار كذلك الحق في الطعن أمام المجلس الدستوري على أساس عدم احترام قواعد االختصاص‪.‬‬

‫‪ -1‬ذوادي عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫نجد أن المجلس الدستوري من خالل مراقبته لمدى دستورية المادة ‪ 6‬من األمر المتعلق‬
‫بالتقسيم القضائي‪ ،‬قام بتفسير مجال السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية بشكل سلبي أي بعدم‬
‫اختصاصه بإنشاء المحاكم ضمن المجالس القضائية‪ ،‬حيث قام المجلس الدستوري بتفسيرها أنها‬
‫تدخل في مجال واختصاص القانون‪ 1،‬وهذا بمقتضى المادة ‪ 1/666‬وذلك من خالل رأيه رقم‬
‫‪14‬المؤرخ في ‪ ،6991/16/69‬والمتعلق بمدى دستورية المادة ‪ 6‬من األمر المتعلق بالتقسيم القضائي‬
‫‪2‬‬
‫المصادق عليه من طرف المجلس الوطني االنتقالي بتاريخ ‪ 1‬يناير ‪.6991‬‬

‫ثانيا‪ :‬قيد وجوب احترام األشكال واإلجراءات المحددة دستوريا‬

‫تتعلق سالمة النصوص التنظيمية من الناحية الدستورية‪ ،‬بمدى مراعاة القواعد الشكلية‬
‫واإلجرائية المحددة في الدستور‪.‬‬

‫فبالنسبة للقانون فقد اشترط المؤسس الدستوري أن تتم عملية وضعه بموجب مجموعة من‬
‫اإلجراءات‪ ،‬وبمجموعة من األشكال والمراحل المعينة التي حددتها مواد الدستور‪ ،‬كمرحلة االقتراح‬
‫وهذا حسب نص المادة ‪ 517‬من التعديل الدستوري ‪ ،1152‬ومرحلة الفحص والتصويت حسب نص‬
‫المادة ‪ 512‬من التعديل الدستوري ‪ ،1152‬وثم بعد ذلك تأتي مرحلة التصديق وهذا حسب المادة‬
‫‪3‬‬
‫‪ 511‬والمادة ‪ 511‬من التعديل الدستوري ‪.1152‬‬

‫وبالتالي فانه في حالة عدم احترام البرلمان للمراحل واإلجراءات الدستورية السابقة يكون‬
‫القانون غير دستوري‪ ،‬مما يستوجب تدخل المجلس الدستوري بعد إخطاره‪ ،‬مما يعني خضوعه للرقابة‬
‫السياسية من طرف المجلس الدستوري‪.‬‬

‫‪ -1‬رمضان فاطمة الزهراء‪ ،‬مساهمة سلطة التقرير في عملية صنع القانون في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون العام‪،‬‬
‫جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،6117-6114،‬ص‪.629‬‬
‫‪ -2‬أنظر الموقع اإللكتروني للمجلس الدستوري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬مواد من التعديل الدستوري ‪.1152‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫أما فيما يخص خضوع التنظيمات المستقلة للرقابة السياسية‪ ،‬فانه يقتضي منا األمر البحث‬
‫في مدى تحديد الدستور للشكل واإلجراءات والمراحل المعينة لوضع التنظيم المستقل‪ ،‬حيث أن تنظيم‬
‫الدستور لهذه المسألة يجعل التنظيمات المستقلة معرضة للرقابة السياسية‪ ،‬فمخالفة هذه المراحل يعني‬
‫مخالفة األحكام الدستورية‪ ،‬مما يضفي على التنظيم صفة الغير دستوري‪.1‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 511‬فقرة‪ 5‬من التعديل الدستوري ‪ ،1152‬نجد أنها حددت الجهة المكلفة‬
‫بإصدار هذا النوع من التنظيمات والمتمثلة في رئيس الجمهورية‪ ،2‬كما أنها حددت الوسيلة الدستورية‬
‫التي يمارس من خاللها هذا االختصاص‪.‬‬

‫وعلى خالف ذلك لم يحدد الدستور اإلجراءات أو المراحل التي يتعين على رئيس الجمهورية‬
‫إتباعها‪ ،‬من اجل إصدار المرسوم التنظيمي المستقل‪ ،‬وهذا على عكس القانون‪ ،‬مما يعني أن المرسوم‬
‫الرئاسي يدخل حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه و إصداره من طرف رئيس الجمهورية‪ ،‬ولم يوجب‬
‫الدستور أيضا عرض أو اتخاذ المراسيم الرئاسية في مجلس الوزراء‪ ،‬بالرغم من ترأسه من طرف‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬ولم يوجب أيضا ضرورة عرض المرسوم الرئاسي كمشروع على مجلس الدولة‪،‬‬
‫إلبداء الرأي فيه على غرار مشاريع القوانين‪ ،‬وبالتالي فان عدم تحديد المؤسس الدستوري لهذا النوع‬
‫من اإلجراءات و المراحل و التنظيمات المستقلة‪ ،‬فان الجهة المخطرة ال تستطيع أن تضمن في‬
‫رسالة األخطار أوجه مخالفة التنظيم لهذه المراحل و اإلجراءات‪ ،‬ألنه ال وجود أصال ألحكام دستورية‬
‫في هذا المجال‪،3‬حيث أنه من غير المعقول القول بمخالفة الشيء إذا لم يكن ذلك الشيء موجود‬
‫أصال ‪،‬وهذا ما يعطي رئيس الجمهورية قدر كبير من الحرية و التقدير‪ ،‬في ممارسة السلطة التنظيمية‪،‬‬
‫عكس البرلمان الذي يقيد بمجموعة من اإلجراءات أثناء وضع القانون‪ ،‬و التي تمكن رئيس الجمهورية‬

‫‪ -1‬قارش أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97،92‬‬


‫‪ -2‬شيهوب مسعود‪" ،‬المجلس الدستوري‪ :‬قاضي انتخابات"‪ ،‬مجلة المجلس الدستوري‪ ،‬مجلة نصف سنوية متخصصة‬
‫تصدر عن المجلس الدستوري‪ ،‬العدد رقم ‪ ،15‬الجزائر‪ ،1151 ،‬ص ‪511‬‬
‫‪ -3‬بن مالك بشير‪ ،‬االختصاص التنظيمي للسلطة التنفيذية في الجزائر على ضوء دستور ‪ 12‬نوفمبر‪ ،5999‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة ماجستير في القانون العام‪ ،‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬جامعة جياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،5999-5992‬ص ‪.115‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫من مواجهته في كل المراحل عن طريق إخطار المجلس الدستوري‪ ،‬و كل هذه االمتيازات التي‬
‫يحتكرها رئيس الجمهورية تبقى و تخص فقط ممارسته للسلطة التنظيمية في الحاالت العادية‪.‬‬

‫أما فيما يخص ممارسة السلطة في الحاالت االستثنائية من طرف رئيس الجمهورية‪ ،‬فهو‬
‫يخضع لمجموعة من اإلجراءات‪ ،‬بحيث يترتب على مخالفتها عدم دستورية المرسوم الرئاسي‪ ،‬وهذا‬
‫كله يرجع إلى خطورة ممارسة السلطة التنظيمية االستثنائية‪ ،‬وما يترتب عليها من أثار خاصة تلك‬
‫المتعلقة بالحقوق والحريات العامة‪ ،‬بحيث قام المؤسس الدستوري بإبراز كيفية ممارستها وضرورة‬
‫التقيد بها واحترامها‪ ،‬وهذا ما نجده في حاالت الطوارئ والحصار‪ ،‬والتي ال يمكن لرئيس الجمهورية‬
‫أن يقررها لوحده‪ ،‬باإلضافة إلى حاالت التبعية وحالة الحرب‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫القيود الدستورية الموضوعية‬

‫على غرار ضرورة سالمة شكل التنظيمات الصادرة من طرف رئيس الجمهورية يستوجب‬
‫األمر أيضا أن يكون مضمون هذه األخيرة مراعيا ومحترما ألحكام الدستور‪ ،‬كما يجب عليه أن‬
‫‪2‬‬
‫يحترم المبادئ العامة الدستورية المستنبطة منه‪ ،‬وعلى رأسها مبدأ الفصل بين السلطات‪.‬‬

‫فأي مخالفة أو خروج عن روح ومقتضى الدستور يترتب عليه مباشرة إخطار المجلس‬
‫الدستوري بدعوى عدم دستورية التنظيمات المستقلة من الناحية الموضوعية‪ ،‬وذلك أن المجلس‬
‫الدستوري أثناء مراقبته لعدم اعتداء رئيس الجمهورية بتنظيمه المستقل على اختصاص البرلمان يستند‬
‫في ذلك على مبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬و مثال عن ذلك نجد رأي المجلس الدستوري الجزائري رقم‬
‫‪ 14‬المؤرخ في ‪ ،6991/16/69‬و الذي ينص من خالله على أن ‪ -...":‬اعتبا ار أن المؤسس‬
‫الدستوري‪ ،‬باعتماده مبدأ الفصل بين السلطات كمبدأ أساسي لتنظيم السلطات العمومية‪ ،‬قد عمد‬

‫‪ -1‬بوضياف عمار‪ ،‬القرار االداري‪ ،‬دراسة تشريعية قضائية فقهية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1117،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬قارش أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫إلى تحديد اختصاص كل منهما‪ ،‬و التي ال يمكن أن تمارسه إال في المجاالت و وفق الكيفيات‬
‫‪1‬‬
‫التي حددها لها الدستور صراحة‪"...‬‬

‫‪ -1‬الموقع اإللكتروني للمجلس الدستوري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة والتأمين‬

‫خالصة الفصل الثاني‬

‫من خالل هذا الفصل الثاني توصلنا إلى عدة نتائج وسنقوم بعرضها على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ -‬تبيان امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية إلى التشريع بأوامر وهذا في حالة شغور غرفتي‬
‫البرلمان أو في العطل البرلمانية وذلك في الحالة العادية وكذا التشريع بأوامر في الحالة االستثنائية‬
‫وهذا وفقا لمجموعة من الشروط التي قسمناها إلى موضوعية والى شروط شكلية‪.‬‬

‫‪ -‬القيود الواردة على السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬حيث توصلنا إلى أن هذه القيود تعمل في‬
‫مواجهة رئيس الجمهورية ويكمن ذلك بإلزامه عدم مخالفة القاعدة الدستورية التي نصت على‬
‫اختصاصه بممارستها وكذلك بعدم التنازل عن اختصاصه في ممارسة السلطة التنظيمية المخولة له‬
‫للغير‪.‬‬

‫‪ -‬تبيان كيفية رقابة وتأمين السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ :‬تكون الرقابة على السلطة التنظيمية‬
‫لرئيس الجمهورية عن طريق المجلس الدستوري‪ ،‬وذلك بطريقة اإلخطار والتي توصلنا أنه رغم التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ 6161‬الذي جعل من المجلس الدستوري هيئة مستقلة إال أن ذلك ال يعكس الواقع‬
‫العملي بالنظر إلى تشكيلة المجلس الدستوري‪.‬‬

‫‪ -‬كيفية تأمين السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬والتي بينها بأنها مؤمنة عن طريق القضاء‬
‫اإلداري وعن طريق القضاء العادي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫خاتمة‬

‫بعد دراستنا لموضوع السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية يمكننا القول أن السلطة التنظيمية‬
‫في الجزائر تعد أسمى عملية في الدولة كون المشرف عليها هو حامي الدستور ممثال في رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬هذا األخير الذي يحظى بامتياز كبير على البرلمان من خالل مساهمته في وضع القواعد‬
‫العامة و المجردة المنظمة لحياة األفراد‪ ،‬كما تتمتع السلطة التنظيمية بمكانة هامة في النظام السياسي‬
‫الجزائري و ذلك الستالئها على مجاالت كانت حك ار على البرلمان هذا ما تأكد لنا جراء إطالق‬
‫المؤسس الدستوري الجزائري لمجال السلطة التنظيمية المستقلة في جميع الميادين غير المخصصة‬
‫للقانون وفقا لنص المادة ‪ 341‬من التعديل الدستوري ‪ ،6132‬ما جعلها تستقطب كل الميادين‪ ،‬بينما‬
‫حصر اختصاص البرلمان بمجاالت معينة يتقيد بها و ال يستطيع الخروج منها‪ ،‬و بالتالي فالسلطة‬
‫التنظيمية هي السلطة األولى في الجزائر كونها تتمتع على العمومية و السمة البارزة على السلطة‬
‫التشريعية‪ ،‬من خالل دراستنا لهذا الموضوع نستخلص أن امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‬
‫إلى التشريع بأوامر‪ّ ،‬إنما هو تجاوز وتعدي خطير على السلطة التشريعية‪ ،‬وبعبارة أخرى ّإنما هو‬
‫اغتصاب للسلطة التشريعية‪ ،‬وهذا ما يعكس المبدأ المكرس في الدستور أال وهو مبدأ الفصل بين‬
‫السلطات‪ ،‬لكن بالتعديل الدستوري الجزائري الجديد لسنة ‪ 6132‬يمكن القول أن المؤسس الدستوري‬
‫الجزائري قد سيكبح رئيس الجمهورية نوعا ما من استخدام هذه السلطة وذلك بتقليصه دورات البرلمان‬
‫إلى دورة واحدة في السنة‪ ،‬مدتها ‪ 31‬أشهر‪ ،‬حسب رأيينا هذا لن يقيد من سلطة رئيس الجمهورية‬
‫في التشريع بأوامر مادام أن البرلمان سلطة عقيمة تنصاغ دائما إلى السلطة التنفيذية باعتبار أن‬
‫اللون السياسي الحاكم هو الطاغي في البرلمان ‪ ،‬من خالل ما سبق نستخلص أن السلطة التنظيمية‬
‫لرئيس الجمهورية تعد أسمى عملية في الدولة كون المشرف عليها هو حامي الدستور‪ ،‬الذي يحظى‬
‫بامتياز كبير على البرلمان من خالل مساهمته في وضع القواعد العامة و المجردة المنظمة لحياة‬
‫األفراد ‪ ،‬لكن إطالق السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية لها عدة نقائص التي تجعل منها سلطة‬
‫تخرج عن المبدأ الموجود في الدستور أال و هو مبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬إضافة عدم وجود استشارة‬
‫قبلية لمجلس الدولة أثناء عملية اصدار التنظيمات‪ ،‬و من النقائص أيضا التي تعاب على السلطة‬
‫التنظيمية غياب رقابة المجلس الدستوري بشكل واقعي على التنظيمات الرئاسية ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫خاتمة‬

‫من خالل هذه النقائص قمنا باقتراح مجموعة من النقائص والمتمثلة في‪ :‬أنه من الضروري‬
‫أن يقوم المؤسس الدستوري بتخفيف العبئ الملقى على كاهل رئيس الجمهورية من خالل تفويض‬
‫سلطته التنظيمية للوزير األول‪ ،‬ولتفعيل دور المجلس الدستوري في الرقابة على السلطة التنظيمية‬
‫لرئيس الجمهورية‪ ،‬نقترح إعادة صياغة تشكيلة المجلس الدستوري وذلك بالخصوص كيفية تعيين‬
‫رئيس المجلس الدستوري ونائبه‪ ،‬أما فيما يخص كيفية اإلخطار نقترح أن يتحرك المجلس الدستوري‬
‫من تلقاء نفسه دون تقييد بجهات اإلخطار المنصوص عليها في الدستور ‪ ،‬ونقترح أيضا على‬
‫المؤسس الدستوري أن يعود لما كان معمول به في السابق فيما يخص الرقابة السابقة و الالحقة على‬
‫دستورية القوانين و التنظيمات ( دستور ‪.)3992‬‬

‫‪75‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬
‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬

‫‪ .I‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬أوصديق فوزي‪ ،‬الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.8002،‬‬
‫‪ .8‬إيمان عبد المنعم عامر‪ ،‬تاريخ أوروبا في العصر الحديث والمعاصر‪ ،‬دار التعاون للطباعة‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ .3‬بدرية جاسر صالح‪ ،‬مجال الالئحة في فرنسا‪ ،‬مطبوعات جامعة الكويت‪ ،‬الكويت‪.1110 ،‬‬
‫‪ .4‬بن سرية سعاد‪ ،‬مركز رئيس الجمهورية في تعديل ‪ ،8002‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪.8010،‬‬
‫‪ .5‬بوضياف عمار‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار ريحانة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.8003،‬‬
‫‪ .6‬بوالشعير سعيد‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الهدى للنشر والطباعة‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1113 ،‬‬
‫‪ .7‬بو الشعير سعيد‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة‪.1110‬‬
‫‪ .2‬ديدان مولود‪ ،‬مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬دار النجاح للكتاب‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ .1‬ذبيح ميلود‪ ،‬الفصل بين السلطات في التجربة الدستورية الجزائرية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.8007‬‬
‫‪ .10‬سامي جمال الدين‪ ،‬اللوائح اإلدارية وضمانة الرقابة اإلدارية‪ ،‬دراسة تحليلية لسلطة اإلدارة‬
‫في إصدار اللوائح التنفيذية واللوائح المستقلة ومدى سلطة القضاء في الرقابة عليها بالمقارنة‬
‫مع فرنسا‪ ،‬منشأ المعارف‪ ،‬مصر‪.1128 ،‬‬
‫‪ .11‬سعيدي فرحات‪ ،‬التشريع المفوض والمنافس في الجزائر منذ‪ ،3691‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماجستير في القانون‪ ،‬فرع اإلدارة والمالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪76‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫طماوي‪ ،‬السلطات الثالث في الدساتير العربية المعاصرة وفي الفكر السياسي‬


‫‪ .18‬سليمان محمد ال ّ‬
‫اإلسالمي‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬الطبعة الخامسة‪ ،‬مطبعة جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪.1126 ،‬‬
‫طماوي‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫‪ .13‬سليمان محمد ال ّ‬
‫مصر‪،‬‬
‫‪ .14‬عبد العزيز محمد سالمان‪ ،‬رقابة دستورية القوانين‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪.1115،‬‬
‫‪ .15‬عزاوي عبد الرحمن‪ ،‬ضوابط توزيع االختصاص بين السلطتين التشريعية والتنفيذية (دراسة‬
‫مقارنة في تحديد مجال كل من القانون والالئحة)‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ضوابط توزيع االختصاص‬
‫بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في النظرية العامة‪ ،‬دار الغرب للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.8001‬‬
‫‪ .16‬عصام الدبس‪ ،‬القضاء اإلداري ورقابته ألعمال اإلدارة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.8010،‬‬
‫‪ .71‬عمار عباس‪ ،‬العالقة بين السلطات في األنظمة السياسية المعاصرة والنظام السياسي‬
‫الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.8010 ،‬‬
‫‪ .12‬عوابدي عمار‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.8005،‬‬
‫‪ .11‬عوابدي عمار‪ ،‬قضاء التفسير في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر‪.8006،‬‬

‫‪ .80‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري الجزائري‪ ،‬مطبعة عمار قرفي‪ ،‬الجزائر‪.8001 ،‬‬
‫‪ .81‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري (التنظيم اإلداري)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.8005،‬‬
‫‪ .88‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري (التنظيم اإلداري)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.8008،‬‬
‫‪ .83‬محمد محمود حافظ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.1175،‬‬
‫‪ .42‬هاملي محمد‪ ،‬هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية في النظام الدستوري الجزائري‪،‬‬
‫(دراسة مقارنة بالنظامين المصري والفرنسي)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.8014،‬‬

‫‪77‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .II‬المجالت‪:‬‬
‫‪ .1‬بدرية جاسر الصالح‪" ،‬التشريع الحكومي في الكويت"‪ ،‬مجلة المحاماة‪ ،‬العدد ‪ ،08‬الكويت‪،‬‬
‫سنة ‪.1110‬ص ص ‪.36585‬‬
‫‪ .8‬بلحاج نسيمه‪" ،‬العالقة بين النصوص التشريعية والتنظيمية (‪...‬ضوابط دستورية‪...‬ضمانات‬
‫المشروعية‪ ،")...‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد ‪ ،11‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.8002‬ص ص ‪.30515‬‬
‫‪ .3‬بلمامي عمر‪" ،‬إثر االتفاقيات الدولية في إعمال فكرة النظام العام في الجزائر"‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬الجزائر‪ ،1115 ،‬ص ص‪.48581‬‬
‫‪ .4‬بو الشعير سعيد‪" ،‬التشريع عن طريق األوامر بين القيود الدستورية والممارسة العملية"‪ ،‬مجلة‬
‫االجتهاد القضائي‪ ،‬المجلد ‪ ،81‬العدد ‪ ،41‬الجزائر‪ ،8011 ،‬ص ص ‪.86516‬‬
‫‪ .5‬بوتيرة علي‪" ،‬ضوابط الرقابة على دستورية القوانين في ظل ممارسات المجلس الدستوري‬
‫الجزائري"‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬مجلس األمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،8004 ،05‬ص ص ‪.68542‬‬
‫‪ .6‬بودريوة عبد الكريم‪" ،‬القضاء اإلداري في الجزائر‪ :‬الواقع واالفاق"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،06‬الجزائر‪ ،8005 ،‬ص ص ‪.8052‬‬
‫‪ .7‬دهينه خالد‪" ،‬أساليب عمل المجلس الدستوري في مجال رقابة المطابقة للدستور ورقابة‬
‫الدستورية"‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬مجلس األمة‪ ،‬العدد ‪ ،14‬الجزائر‪ ،8006 ،‬ص ص ‪.47532‬‬
‫‪ .2‬صادق محمد علي الحسيني‪" ،‬الوظيفة االستشارية لمجلس الشورى الدولة العراقي"‪ ،‬مجلة أهل‬
‫البيت‪ ،‬جامعة أهل البيت‪ ،‬العدد ‪ ،07‬العراق‪ ،8001 ،‬ص ص ‪.1855102‬‬
‫‪ .1‬عمرو أحمد حسبو‪" ،‬اللوائح الصادرة في الظروف العادية وفقا لدستور دولة االمارات العربية‬
‫المتحدة"‪ ،‬مجلة الفكر الشرطي‪ ،‬شرطة الشارقة‪ ،‬العدد األول‪ ،‬اإلمارات‪ .1116 ،‬ص ص‪.66547‬‬
‫‪ .10‬شيهوب مسعود‪" ،‬المجلس الدستوري‪ :‬قاضي انتخابات"‪ ،‬مجلة المجلس الدستوري‪ ،‬مجلة‬
‫نصف سنوية متخصصة تصدر عن المجلس الدستوري‪ ،‬العدد رقم ‪ ،03‬الجزائر‪ ،2031 ،‬ص‬
‫ص ‪.332.300‬‬

‫‪78‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .III‬األطروحات والمذكرات الجامعية‪:‬‬


‫‪ ‬أطروحات الدكتوراه‪:‬‬
‫‪ .1‬أومايوف محمد‪ ،‬عن الطبيعة الرئاسوية للنظام السياسي الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم‪،‬‬
‫تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.8013/8018 ،‬‬
‫‪ .8‬بن دحو نور الدين‪ ،‬السلطة التنظيمية المستقلة كآلية مدعمة لمركز رئيس الجمهورية في‬
‫الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان‪.8016/8015 ،‬‬
‫‪ .3‬خرباشي عقيلة‪ ،‬مركز مجلس األمة في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم‬
‫القانونية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.8010/8001 ،‬‬
‫‪ .4‬لوناسي ججيقة‪ ،‬السلطة التشريعية في دستور ‪ ،1116‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.‬‬
‫‪ ‬مذكرات الماجستير‪:‬‬
‫‪ .1‬أدحمين محمد الطاهر‪ ،‬السلطة التنظيمية في الدستور الجزائري لعام ‪ ،1116‬مذكرة ماجستير‬
‫في القانون العام‪ ،‬فرع إدارة ومالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.8008 ،‬‬
‫‪ .8‬الغربي إيمان‪ ،‬مجاالت العالقة الوظيفية بين البرلمان والسلطة التنفيذية على ضوء التعديل‬
‫الدستوري الجديد سنة‪ ،8002‬مذكرة ماجستير في القانون العام‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.8011/8010 ،‬‬
‫‪ .3‬بركات أحمد‪ ،‬االختصاصات التشريعية لرئيس الجمهورية في النظام الدستوري الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة ماجستير في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تلمسان‪.8002/8007 ،‬‬
‫‪ .4‬بلحاج نسيمة‪ ،‬مشاكل العالقة بين النصوص التشريعية والنصوص التنظيمية للسلطة التنفيذية‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة ماجستير‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪-‬‬
‫يوسف بن خدة‪.8007-8006 ،-‬‬

‫‪79‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .5‬بن مالك بشير‪ ،‬االختصاص التنظيمي للسلطة التنفيذية في الجزائر على ضوء دستور ‪22‬‬
‫نوفمبر‪ ،3666‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون العام‪ ،‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪،‬‬
‫جامعة جياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪.3666-3662 ،‬‬
‫‪ .6‬بن نملة صليحة‪ ،‬مرونة نطاق السلطة التنظيمية في الجائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬فرع اإلدارة‬
‫والمالية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪.8000‬‬
‫‪ .7‬ذوادي عادل‪ ،‬السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم القانونية‪،‬‬
‫تخصص قانون دستوري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫‪.8013/8018‬‬
‫‪ .2‬رمضان فاطمة الزهراء‪ ،‬مساهمة سلطة التقرير في عملية صنع القانون في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير في القانون العام‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.8005-8004،‬‬
‫‪ .1‬سعيدي فرحات‪ ،‬التشريع المفوض والمنافس في الجزائر منذ‪ ،1163‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.8008 ،‬‬
‫‪ .10‬عبد الالوي زينب‪ ،‬توزيع السلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في ظل دستور‬
‫‪ ،1116‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون دستوري‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم القانونية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.8004/8003 ،‬‬
‫‪ .11‬كيواني قديم‪ ،‬السلطة التنظيمية في التعديل الدستوري لسنة ‪ ،8002‬بحث لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون المؤسسات‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.8018/8011 ،‬‬
‫‪ .18‬مزياني حميد‪ ،‬عن واقع االزدواجية التشريعية والعمل التشريعي في النظام الدستوري الجزائري‬
‫(دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع تحوالت الدولة‪ ،‬مدرسة الدكتوراه‬
‫للقانون األساسي والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪.8011،‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬مذكرة الماستر‪:‬‬
‫شية حسين‪ ،‬شرشاوي فروق‪ ،‬التشريع بأوامر‪-‬سلطة تشريعية موازية؟ ‪ ،-‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫‪ّ .1‬‬
‫الماستر في الحقوق‪ ،‬قانون عام‪ ،‬تخصص قانون الجماعات اإلقليمية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة بجاية‪.8013/8018 ،‬‬
‫‪ .IV‬الملتقيات‪:‬‬
‫‪ .1‬خوالدية فؤاد‪ ،‬المجلس الدستوري ‪ ،8016‬قراءة قانونية وسياسية في الحال والمآل‪ ،‬مداخلة‬
‫ألقيت في إطار ملتقى وطني حول المجلس الدستوري في ضوء تعديل ‪ 06‬مارس‬
‫‪"8016‬إصالحات مقررة في انتظار الممارسة"‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪87 ،‬‬
‫أفريل ‪.8017‬ص‪.13‬‬
‫‪ .8‬كيحل كمال‪ ،‬التشريع بأوامر في الدستور الجزائري‪ ،‬الملتقى الدولي الثاني حول التعديالت‬
‫الدستورية في البلدان العربية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة االغواط‪ ،‬ايام‪-6-5‬‬
‫‪7‬ماي‪.8002‬‬
‫‪ .V‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ ‬النصوص التأسيسية‪:‬‬
‫‪ .1‬دستور ‪ ،1176‬الصادر بموجب مرسوم رئاسي ‪ ،17-76‬مؤرخ في ‪ 88‬نوفمبر‪ ،1176‬ج‪.‬‬
‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،14‬لسنة ‪ ،1176‬الصادر في ‪ 88‬نوفمبر ‪.1176‬‬
‫‪ .8‬دستور ‪ 83‬فيفري ‪ ،1121‬المنشور بموجب المرسوم الرئاسي ‪ ،12-21‬مؤرخ في ‪ 82‬فيفري‬
‫‪ ،1121‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،01‬الصادر في أول مارس ‪.1121‬‬
‫‪ .3‬دستور ‪ ،1116‬المنشور بموجب المرسوم الرئاسي ‪ ،432-16‬مؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر ‪،1116‬‬
‫المعدل والمتمم‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،76‬الصادر في ‪ 02‬ديسمبر لسنة ‪.1116‬‬
‫‪ .4‬التعديل الدستوري الصادر بمقتضى القانون رقم ‪ ،10-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪،8016‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،14‬الصادر في ‪ 07‬مارس ‪.8016‬‬
‫‪ ‬االتفاقيات الدولية‪:‬‬
‫‪ .1‬ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬الموقع في ‪86‬جويلية‪ ،1145‬دخل حيز التنفيذ بتاريخ ‪84‬أكتوبر‪.1145‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬النصوص التنظيمية‪:‬‬
‫‪ .1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،143/21‬مؤرخ في ‪7‬أوت ‪ ،1121‬متعلق بالقواعد الخاصة بتنظيم المجلس‬
‫الدستوري والقانون األساسي لبعض موظفيه‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد‪.38‬‬
‫‪ .8‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،116-11‬المؤرخ في ‪ 04‬جوان ‪ ،1111‬المتعلق بحالة الحصار‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،44-62‬المؤرخ في ‪ 6‬فيفري ‪ ،3662‬يتضمن إعالن حالة الطوارئ‪،‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،30‬الصادر في ‪ 06‬فبراير ‪ ،3662‬ص‪.222.‬‬


‫‪ .4‬مرسوم رئاسي‪ ،‬رقم ‪ ،112/05‬مؤرخ في ‪11‬افريل ‪ ،8005‬المتعلق بتأمين المواد الغذائية‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬لسنة ‪ ،8005‬عدد‪.87‬‬
‫‪ .5‬مرسوم رئاسي‪ ،‬رقم ‪ ،346/06‬مؤرخ في ‪80‬اكتوبر‪ ،8006‬المتضمن إنشاء المحافظة العامة‬
‫للتخطيط واالشراف ومهامها وتنظيمها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد ‪ ،68‬الصادرة سنة ‪.8006‬‬

‫ثانيا‪ :‬باللغة الفرنسية‪.‬‬

‫‪A. les ouvrages :‬‬


‫‪1. Arnaud haquet, La loi et le règlement, L .G.D .J, Paris, 2007.‬‬
‫‪2. Jean Rivero, Jean Waline, Droit Administratif, 21éme édition, Dalloz, Paris, 2006.‬‬
‫‪B. les textes juridiques :‬‬
‫‪Les textes constitutionnels :‬‬
‫‪1. La constitution française de 1958, modifié et complété, in site :‬‬
‫‪www.légifrance-gouv.fr, consulté : 25 mai 2017‬‬

‫‪1. la constitution algérienne de 8septembre 1963, journal officiel, N64,‬‬


‫‪publié le 10 septembre 1963, p.888.‬‬

‫‪C. site internet :‬‬


‫‪www.conseil-constitutionnel.dz‬‬

‫‪82‬‬
‫الفهرس‬

‫الفهرس‬
‫العنوان ‪...............................................................................‬الصفحة‬

‫كلمة شكر‪2.............................................................................‬‬

‫إهداء‪3..................................................................................‬‬

‫قائمة المختصرات‪4......................................................................‬‬

‫مقدمة‪5.................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ومدى امتدادها‪10....‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية السلطة التنظيمية‪12..........................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم السلطة التنظيمية‪13.............................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف السلطة التنظيمية‪14..............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص السلطة التنظيمية‪15............................................‬‬

‫أوال‪ :‬سلطة رئاسية ‪15................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة عامة‪11..................................................................‬‬

‫ثالثا ‪ :‬سلطة قائمة بذاتها ومستقلة ‪17...................................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬عناصر السلطة التنظيمية‪11..............................................‬‬

‫أوال‪ :‬سلطة قانونية‪11..................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة أصلية‪11.................................................................‬‬

‫‪83‬‬
‫الفهرس‬

‫ثالثا‪ :‬سلطة تنظيم‪11.................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية وتمييزها عن القانون‪20........‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أنواع السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية ‪22...............................‬‬

‫أوال ‪ :‬السلطة التنظيمية العادية‪22.......................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السلطة التنظيمية االستثنائية‪23..................................................‬‬

‫أ‪-‬حالة الطوارئ أو الحصار‪23........................................................‬‬

‫ب‪ -‬الحالة االستثنائية‪25...............................................................‬‬

‫ج‪ -‬حالة التعبئة العامة ‪21.............................................................‬‬

‫د‪ -‬حالة الحرب‪27.....................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التمييز بين النصوص التنظيمية والنصوص القانونية‪21....................‬‬

‫أوال‪ :‬أهمية التمييز بين النصوص التنظيمية والنصوص القانونية‪21......................‬‬

‫أ‪ -‬من حيث سلطة اإلصدار‪21.........................................................‬‬

‫ب‪ -‬من حيث تدرج القواعد القانونية‪21..................................................‬‬

‫ج‪-‬من حيث نطا ق االختصاص‪21.....................................................‬‬

‫د‪ -‬من حيث الخضوع لرقابة القضاء‪30.................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬معيار التمييز بين النصوص التنظيمية والنصوص القانونية ‪30....................‬‬

‫أ‪-‬النظرية الموضوعية‪30........................................................ .......‬‬

‫ب‪ -‬نظرية تدرج قواعد النظام القانوني‪31.................................................‬‬

‫‪84‬‬
‫الفهرس‬

‫ج‪ -‬النظرية العضوية الشكلية‪31.........................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نطاق السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪32.............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ممارسة السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪33............................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬السلطة التنظيمية من اختصاص رئيس الجمهورية‪33.........................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرسوم الرئاسي كأداة لممارسة السلطة التنظيمية‪34.........................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجال كل من القانون والالئحة التنظيمية‪35...............................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المحاوالت الفقهية لتحديد مجال كل من الالئحة التنظيمية والقانون‪35.........‬‬

‫أوال‪ :‬نظرية النظام القانوني للحقوق والحريات الفردية ‪31..................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية أولوية سمو القانون على اللوائح التنظيمية‪37.................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحديد مجال السلطة التنظيمية والقانون في القانون الوضعي "المقارن"‪31.............‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬سلطة التنظيم والتنفيذ‪42...................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬لوائح المصالح العامة‪43...........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬لوائح الضبط اإلداري‪43..........................................................‬‬

‫خالصة الفصل األول ‪44................................................................‬‬

‫امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية للتشريع بأوامر وخضوعها للرقابة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫والتأمين ‪41....................................................................................‬‬

‫امتداد السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية إلى سن القواعد التشريعية‪47......‬‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سلطة رئيس الجمهورية في التشريع بأوامر‪41...................................‬‬

‫‪85‬‬
‫الفهرس‬

‫الفرع األول‪ :‬تشريع رئيس الجمهورية عن طريق األوامر وفقا لنص المادة ‪41..............142‬‬

‫أوال‪ :‬حالة عطلة البرلمان‪41..................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬في حالة شغور البرلمان‪41.............................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬سلطة رئيس الجمهورية بالتشريع بأوامر في الحالة االستثنائية‪50.........................‬‬

‫أ‪-‬الشروط الموضوعية‪50....................................................................‬‬

‫ب‪-‬الشروط الشكلية‪51.......................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تشريع رئيس الجمهورية عن طريق األوامر وفقا لنص المادة ‪52.............131‬‬

‫السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية مؤمنة دستوريا وقضائيا‪54..............‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية مؤمنة دستوريا‪55.......................‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬السلطة التنظيمية مؤمنة بواسطة الوظيفة االستشارية لمجلس الدولة‪51............‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بواسطة الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري‪51...................................‬‬

‫أوال‪ :‬أساس الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري‪51.............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضوابط الوظيفة الرقابية للمجلس الدستوري‪10...........................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مدى فعالية الرقابة الدستورية على التنظيمات المستقلة‪13........................‬‬

‫أوال‪ :‬من الناحية النظرية‪13..................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬من الناحية العملية‪14.................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية مؤمنة قضائيا‪15.........................‬‬

‫‪86‬‬
‫الفهرس‬

‫الفرع األول‪ :‬بواسطة رقابة القضاء اإلداري‪11...............................................‬‬

‫أوال‪ :‬بوصفها رقابة تحمي المشروعية‪11.....................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬بوصفها رقابة تحد المشروعية‪17......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قيود السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪17..................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القيود الدستورية الشكلية‪11....................................................‬‬

‫أوال‪ :‬القيود المتعلقة باختصاص ممارستها‪11................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬قيد وجوب احترام األشكال واإلجراءات المحددة دستوريا‪11.............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الدستورية الموضوعية‪71...............................................‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪73..................................................................‬‬

‫خاتمة‪74.................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪71..........................................................................‬‬

‫الفهرس‪13................................................................................‬‬

‫‪87‬‬
‫ﻣﻠﺧص‬

‫أﻗـ ــر اﻟﻣؤﺳـ ــس اﻟدﺳـ ــﺗوري اﻟﺟ ازﺋـ ــري ﻟ ـ ـرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾـ ــﺔ وﻓﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻣـ ــﺎدة ‪ 1/143‬ﻣـ ــن اﻟﺗﻌـ ــدﯾل‬
‫اﻟدﺳــﺗوري ‪ 2016‬ﺑﺻــﻼﺣﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣﺳــﺎﺋل ﻏﯾــر اﻟﻣﺧﺻﺻــﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣــﺎن ‪،‬‬
‫ﻣﺎﻧﺣﺎ ﻟﻪ ﺑذﻟك ﻣﺟﺎﻻ واﺳﻌﺎ ﻏﯾر ﻣﺣدد ﯾﻣﺎرس ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﺧﺗﺻﺎﺻـﻪ اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑـل ﺣﺻـر‬
‫اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻣﺟﺎل اﻟﺑرﻟﻣـﺎن ﺑﺗﺣدﯾـد اﻟﻣﯾـﺎدﯾن اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﺷـرع ﺑﻬـﺎ اﻟﺗـﻲ ﻧﺟـد أﺳﺎﺳـﻬﺎ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻣــﺎدﺗﯾن ‪ 140‬و ‪ 141‬ﻣــن اﻟﺗﻌــدﯾل اﻟدﺳــﺗوري ‪ 2016‬و ﻣـواد أﺧــرى ﻣﺗﻔرﻗــﺔ ﻓــﻲ اﻟدﺳــﺗور‪ ،‬وﻫــذا ﻣــﺎ‬
‫ﺟﻌل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ آﻟﯾﺔ دﺳﺗورﯾﺔ ﻣدﻋﻣﺔ ﻟﻣرﻛز رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻣواﺟﻬـﺔ‬
‫اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺻﻧﻊ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻛذﻟك ﻣﻧﺢ اﻟدﺳﺗور ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟدﺳـﺗورﯾﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺳﯾطرة و اﻟﺗﺷـرﯾﻊ ﺣﺗـﻰ ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟﻣﺧﺻـص ﻟﻠﺑرﻟﻣـﺎن‪ ،‬ﻟﻛـن إطـﻼق ﺳـﻠطﺗﻪ‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ ﻫــذا ﻻ ﯾﻌﻧــﻲ ﻋــدم ﺧﺿــوﻋﻬﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻛــﻼ ﻣــن اﻟﺗﻧظــﯾم و اﻟﻘــﺎﻧون ﯾﺧﺿــﻌﺎن ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ‬
‫اﻟدﺳــﺗورﯾﺔ وﻓﻘ ــﺎ ﻟﻠﻣ ــﺎدة ‪ 186‬ﻣــن اﻟﺗﻌ ــدﯾل اﻟدﺳ ــﺗوري ‪ ،2016‬ذﻟــك ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ﺗﻌــدﯾﻬﻣﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺟ ــﺎل‬
‫اﻵﺧــر‪ ،‬ﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل ﻫــذا اﻷﺧﯾــر ﺣﺎرﺻــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺗــﺄﻣﯾن اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ ﻟـرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾــﺔ‪ ،‬وﻓــﻲ‬
‫ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻣراﻗﺑﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣن ﺗﻌدﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫‪Le résumé :‬‬


‫‪Le fondateur constitutionnel algérien approuvé au président de la‬‬
‫‪république selon l’article 143/1 de l’amendement constitutionnel en 2016‬‬
‫‪l’autorité d’exercer le pouvoir réglementaire dans les domaines non attribuées à‬‬
‫‪la loi, en lui donnant ainsi un demain très vaste pour exercer ses attributions,‬‬
‫‪d’autre parte, la constitution a limité les attributions du pouvoir législative (les‬‬
‫‪articles 140 et 141 et d’autres articles répartis dans la constitution), ainsi donc le‬‬
‫‪président de la république se trouve dans une position favorable par rapport au‬‬
‫‪parlement, cette position est réconfortée aussi par le rôle du président de la‬‬
‫‪république dans l’élaboration des lois، vu que le pouvoir réglementaire a son‬‬
‫‪propre domaine indépendant de la loi, il est soumis donc au contrôle du conseil‬‬
‫‪constitutionnel( selon l’article 186 de l’amendement constitutionnel en 2016) en‬‬
‫‪cas d’empiétement sur un autre domaine, ce qui permet à ce dernier de protéger‬‬
‫‪le pouvoir réglementaire du dépassement de la loi, et en même temps de‬‬
‫‪contrôler les règlement indépendant des empiétement sur le domaine de la loi.‬‬

You might also like