You are on page 1of 119

‫جامعة عبد الرحمان ميرة – بجاية –‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫قسم‪ :‬القانون العام‬

‫طبيعة النظام السياسي الجزائري‬

‫مذكرة التخرج لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬


‫فرع‪ :‬القانون العام‬
‫تخصص قانون الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية‬

‫تحـت إشـراف األسـتاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬


‫معـيفي لعـزيـز‬ ‫‪ -‬كشـيـدة ياســـين‬
‫‪ -‬مزهـــود فـيــــــروز‬

‫لـجــنـة الـمــنـاقـشــة‬
‫* األستاذ‪ :‬بويحيى جمال ‪.......................................................‬مـمتحـ ًنـا‬
‫ومـقـررا‬
‫ً‬ ‫* األستاذ‪ :‬معيفي لعزيز‪...............................................‬مـشر ًفـًا‬
‫سـا‬
‫* األستاذ‪ :‬أوكيل محمد لمين ‪...................................................‬رئـيـ ً‬
‫السنـة الجـامعـيـة‪3102/3102 :‬‬
‫تـاريـخ المنـاقشـة‪ 01 :‬جوان ‪3102‬‬
‫"وَقَـــلََرَبــيََأدَخلنـيََمَدَخَــلََصــدَ ِق ََِِِ‬
‫َََََََََََََََََوَأخَـرجَــنيَمَخَــرجََصــدقَ‬
‫ََََََََََََوَاجَعَــلََلـيََمنََلَدَنَـكََسَلَطَـانَـاَنَصيـَرا"‬
‫ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََصـدقَهللاَالعظـيم َ‬
‫ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ(ََسورةَاإلسراءَ)‬
‫كثيرََا‬
‫بعد حمد اهلل وشكره َ‬
‫إعترافا بالفضل‪ ،‬نرفع أخلص آيات الشكر والعرفان‬
‫إلى أستاذنا المشرف‬
‫معيفي عبد العزيز‬

‫وقبل اإلشراف على هذه المذكرة‪ ،‬تعهدنا بالتصويب‬


‫في جميع مراحل إنجازها‪ ،‬وزودنا بمالحظاته القيمـة‬
‫وتوجيهاته‪ ،‬التي على ضوئها سرنا حتى اكتمل هذا العمل‪.‬‬

‫فجزاه اهلل كلَ الخير‪.‬‬

‫فيروز‬ ‫‪‬‬ ‫ياسين‬


‫إهداء‬
‫السالم عليكم‪ ،‬أول شيء نبدأ بشكر هللا‬
‫فله الحمد كما ينبغي لجالل وجهه وعظيم سلطانه‪ ،‬وله الحمد والشكر على نعمه‬
‫التي ال تعد وال تحصى و بعد‪:‬‬
‫إلى من ربياني على حب العلم والمعرفة والمثابرة‬
‫إلى من كان منبع الحب و الحنان‪ ،‬و زرعا في قلبي التفاؤل و العزيمة‪،‬‬
‫و شجعاني على إتمام هذا العمل المتواضع "أمي" و" أبي" و "إخوتي"‪.‬‬
‫إلى كل من ساعدني في إتمام هذه المذكرة من قريب أو من بعيد و أخص بالذكر‪:‬‬
‫سفيان و كل زمالئي‪.‬‬
‫إلى كل هؤالء أهدي ثمرة جهدي‬
‫مزهود فيروز‬
‫إهداء‬
‫السالم عليكم‪ ،‬أول شيء نبدأ بشكر هللا‬
‫فله الحمد كما ينبغي لجالل وجهه وعظيم سلطانه‪ ،‬وله الحمد والشكر على نعمه‬
‫التي ال تعد وال تحصى و بعد‪:‬‬

‫اضع إلى أعذب كلمة نقشت بذاكراتي‪ ..‬ونطق بها لساني‬


‫العمل المتو ْ‬
‫ْ‬ ‫أهدي هذا‬
‫خير يا‬
‫إلى أمي الحبيبة حماها اهلل التي ال أنسا وال أنسا فضلها علي‪ ،‬فجزاك اهلل ًا‬
‫أمي وأمد في عمرك في كل خير فأنت نور الحياة‪.‬‬

‫إلى من زرعني بذرة واعتنى بي إلى أن قطفني‪ ..‬ثمرةً بعطفه وحنانه إلى‬
‫أبي الغالي حماه اهلل‪ ،‬وستبقى كلماتك منقوشة بذاكرتي أهتدي بها اليوم وغدا‬
‫والى األبد‪.‬‬

‫إلى من كانوا يضيئون لي الطريق إخوتي وأخواتي‪ ،‬وباألخص أخي عبد‬


‫الغاني وأختي دلولة‪ ,‬والى أبناء إخوتي وأخواتي رمزي‪ ،‬محمود‪ ,‬جوبا‪ ،‬باديس‪،‬‬
‫سيفاكس‪ ،‬سامي ‪،‬صارة وطانيا‪.‬‬

‫والى كل أساتذتي الذين تعاقبوا على تلقيني أفضل معاني المعرفة و‬


‫مبادئها‪ ،‬منذ أول خطوة في دربي التعلم‪ ،‬والى كل من أسدى إلي بالعون ولو كانت‬
‫بكلمة‪.‬‬

‫والى كل هؤالء أهدي ثمرة جهدي هذا مع فائق التقدير واإلحترام‬

‫كشيدة ياسين‬ ‫نافعا ومتقبالً‪.‬‬


‫وأطلب من اهلل تعالى أن ي ْجعله عمالً ً‬
‫قائمة بأهم المختصرات‬

‫أولا‪ :‬باللـغة العربيـة‬

‫أ‪( .‬د‪.‬م‪.‬ج)‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬‬

‫ب‪ ( .‬ط)‪ :‬طبعة‪.‬‬

‫ت‪( .‬ص)‪ :‬صفحة‪.‬‬

‫ث‪( .‬ص‪ ،‬ص)‪ :‬من صفحة إلى صفحة‪.‬‬

‫ج‪( .‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج)‪ :‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬

‫ح‪( .‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ :‬دون سنة النشر‪.‬‬

‫خ‪( .‬د‪ .‬ب‪ .‬ن)‪ :‬دون بلد النشر‪.‬‬

‫د‪( .‬م‪.‬د‪.‬ج)‪ :‬المجلس الدستوري الجزائري‪.‬‬

‫ذ‪( .‬ج)‪ :‬الجزء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬باللـغة الفرنسيـة‬


‫ا‬

‫‪a. p : page.‬‬

‫‪b. pp : de la page à la page.‬‬

‫‪c. Op.cit : ouvrage précédemment cité (opus citatum).‬‬

‫‪d. N° : Numéro.‬‬

‫‪e. O .p .u : office des publications universitaires‬‬

‫‪f. S. l. p : sans lieu de publication‬‬


‫مقدمة‬

‫للحديث عن أي موضوع كان ودراسته دراسة شاملة يستوجب اإلحاطة به من حيث المفاهيم‬
‫األساسية التي يقوم عليها والمكونة له‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه من خالل تعرضنا للنظام السياسي حيث‬
‫قامت الجماعات اإلنسانية عبر مختلف العصور بتكوين كيانات إجتماعية منظمة‪ ،‬مرت على مجموعة‬
‫من التنظيمات إنطلقت من األسرة ثم القبيلة والعشيرة لتتطور بعدها فتصبح دولا متمتعةا بأنظمة إجتماعية‬
‫متعددة المجالت‪ ،‬اإلجتماعية و اإلقتصادية والثقافية و السياسية‪.‬‬

‫فتعتبر النظم السياسية هي أنظمة الحكم في الدول المختلفة‪ ،‬وكل منها حسب مجتمعاتها ووفقاا‬
‫لقانونها الدستوري الذي يحدد شكل ونوع هذه األنظمة‪ ،‬ولقد ظهرت الدول منذ ظهور أنظمة الحكم‪،‬‬
‫األنظمة منبثقة من األعراف السائدة‬ ‫كمصر الفرعونية والدول الفارسية(‪ ،)1‬حيث نجد أن كل هذه‬
‫أنذاك(‪ ،)2‬الذي جعل من مبدأ الفصل بين السلطات مبدأ عام لتنظيم سلطات الدولة(‪ ،)3‬والذي يحقق‬
‫الحرية ويمنع اإلستبداد ويساهم في تحقيق دولة قانونية(‪ ،)4‬ودليل ذلك تبني معظم النظم السياسية‬
‫المعاصرة لهذا المبدأ‪ ،‬وكل بحسب مفهومه‪ ،‬فمنهم من يأخذ بمبدأ الفصل المطلق بين السلطات كالنظام‬
‫الرئاسي الذي يرتكز على فردية السلطة التنفيذية‪ ،‬أين ل تكون أية عالقة تبادلية بين سلطاتها(‪،)5‬‬
‫والبعض اآلخر يأخذ بمبدأ الفصل المرن بين السلطات الممزوج بالتعاون و الرقابة المتبادلة بينها‪ ،‬وهذا‬
‫قيبا على أعمال سلطة أخرى بالقدر الذي يسمح لكل‬
‫هو النظام البرلماني‪ ،‬الذي يجعل عمل كل سلطة ر ا‬
‫منها أن تشكل وزانا مقابالا للسلطة األخرى وكل سلطة مستقلة عن األخرى في مباشرتها لختصاصاتها(‪،)6‬‬

‫‪ -1‬محمد فرج الزائدي‪ ،‬مذكرات في النظم السياسية‪ ،‬ط‪ ،2‬المؤسسة العالمية للطباعة والنشر‪ ،‬ليبيا‪ ،7991 ،‬ص‪. 8‬‬
‫‪2 pactet pière, institution politique et droit constitutionnel, 09ème èdition, masson,‬‬
‫‪paris,1989.‬‬
‫‪ -3‬إسماعيل علي سعد و حسن محمد حسن‪ ،‬النظريات و المذاهب و النظم السياسية‪( ،‬دراسات في العلوم السياسية)‪ ،‬دار‬
‫المعرفة الجامعية‪ ،2005 ،‬ص‪.718‬‬
‫‪ -4‬ميشال مياي‪ ،‬دولة القانون‪ ،‬مقدمة في نقد القانون الدستوري‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،7919 ،‬ص‪. 702‬‬
‫‪ -5‬محمود سعيد عمران وآخران‪ ،‬النظم السياسية عبر العصور‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،7989 ،‬ص‪.‬ص‪.22-27‬‬
‫‪ -6‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬سلطة ومسؤولية رئيس الدولة في النظام البرلماني‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر‬
‫و التوزيع‪ ،7995 ،‬ص‪. 12‬‬
‫‪5‬‬
‫وهناك من يأخذ بنظام حكومة الجمعية النيابية(‪ ،)7‬الذي يقوم على مبدأ الندماج بين السلطات الذي‬
‫تصبح سلطة واحدة تتحكم في السلطات األخرى‪ ،‬التي يمكن أن تمنح لها بعض اإلختصاصات بأن‬
‫تطغى مثال السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية و تتولى زمام جميع األمور(‪ ،)8‬بحيث تقبل السلطة‬
‫التشريعية على تفويض بعض اإلختصاصات المحدودة و تبقى في حالة تبعية لها(‪.)9‬‬

‫كل هذه األنظمة المشار إليها أعاله تأخذ بها العديد من دول العالم‪ ،‬كما جارتها الدول العربية‪،‬‬
‫لكن عدم اإلستقرار السياسي فيها أدى إلى ظهور إشكالية في القانون التي تعتبر مصدر النظام‬
‫(‪)10‬‬
‫السياسي‬

‫خصوصا في الجزائر مع تزايد الدعوة إلى التعددية السياسية و الديمقراطية مع وضع ضوابط‬
‫ا‬
‫(‪)12‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫الذي‬ ‫سياسيا‪ ،‬هذا بموافقة الشعب الجزائري للدستور الجديد‬
‫ا‬ ‫تجنبا لستغالل ثوابت األمة‬
‫ا‬ ‫إلنشائها‬
‫إستحدث إلى جانب المبادئ المشار إليها سابقاا‪ ،‬مبدأ الفصل بين السلطات بغرض مواكبة التوجه الليبرالي‬
‫للدولة الجزائرية وتجنب تداخل الصالحيات بين هذه السلطات‪ ،‬وتطبيق هذا المبدأ على أساس المفهوم‬
‫الحديث القائم على التكامل و التوازن بين السلطات بدل الفصل الجامد الذي ليحقق الهدف المراد من‬
‫جراء تبني هذه المبادئ في دستور ‪. 7996‬‬

‫‪ -7‬النظام السياسي السويسري كنموذج لتطبيق النظام المجلسي ‪.‬‬


‫‪ ،http :///www-f-+law.net/archiv - 8‬تاريخ اإلطالع عليه‪70 :‬أفريل ‪.2072‬‬
‫‪ -9‬علي يوسف الشكري‪ ،‬األنظمة السياسية المقارنة‪ ،‬إيتراك للنشر والتوزيع‪ ،2001 ،‬ص‪. 719‬‬
‫‪ -10‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬دار هومة للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪. 209‬‬
‫‪ -11‬حاحة عبد العالي‪ "،‬تطبيقات مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪ ،"96‬مجلة اإلجتهاد القضائي‪ ،‬العدد‪ ،02‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2072 ،‬تاريخ اإلطالع عليه‪ 07:‬أفريل‪ ،2072‬ص‪ ،252‬مقال منشور على الموقع اإللكتروني‬
‫التالي‪ ، www.unv-biskara.dz :‬تاريخ اإلطالع عليه‪71 :‬أفريل ‪.2072‬‬
‫‪ -12‬دستور ‪ ،7996‬الذي وافق عليه الشعب الجزائري في إستفتاء ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،7996‬صدر بموجب المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪( ،281-96‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،16‬صادرة في ‪ 01‬ديسمبر ‪ ،7996‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪،01-02‬‬
‫مؤرخ في ‪ 70‬فريل ‪(،2002‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،25‬صادرة في ‪ 72‬أفريل ‪ ،2002‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم‬
‫‪ ،79-08‬مؤرخ في ‪ 75‬نوفمبر ‪( ،2008‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،61‬صادرة في ‪ 76‬نوفمبر ‪.2008‬‬
‫‪6‬‬
‫فإستحداث المؤسس الدستوري الجزائري لدستور ‪ 7996‬وتبنيه لمبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬كذا‬
‫لمظاهر التعاون و الرقابة المتبادلة بين السلطات إلى غير ذلك من المظاهر التي تبين أهم المبادئ التي‬
‫(‪)13‬‬
‫تتميز بها األنظمة الليبرالية المعاصرة‪ ،‬لسيما منها النظام البرلماني و النظام الرئاسي‬

‫بالرغم من كل هذه المظاهر المختلفة المتبناة في دستور ‪ 7996‬إلى أن هذا ليعني أن الطبيعة‬
‫السياسية للنظام الجزائري برلماني أو رئاسي(‪ ،)14‬فالخصوصية التي يتمتع بها دستور‪ 7996‬الجزائري‬
‫تدفعنا إلى طرح اإلشكالية التالية ما هي الطبيعة السياسية للنظام الجزائري الحالي ؟‬

‫لإلجابة على هذه اإلشكالية المطروحة أعاله‪ ،‬تطرقنا لدراسة اإلطار المفاهيمي لألنظمة‬
‫السياسية المعاصرة (الفصل األول)‪ ،‬أما (الفصل الثاني) فخصصناه لتكييف النظام السياسي الجزائري في‬
‫ظل أحكام دستور‪ 7996‬المتبوع بالتعديالت لسيما آخر تعديل الذي كان سنة ‪ 2008‬المعمول به إلى‬
‫يومنا هذا‪ ،‬من خالل اإلعتماد على المنهج التحليلي و الوصفي‪.‬‬

‫قبل التطرق إلى فصلي هذه الدراسة‪ ،‬يجدر بنا القول أن هذه المقاربة ل تنطلق من موقف‬
‫سياسي أو ذاتي أو حتى إيديولوجي اتجاه ما نبحث و ما نسعى إلى إيضاحه‪ ،‬بل هي عكس ذلك فهي‬
‫دراسة قانونية محضى ‪.‬‬

‫‪ -13‬بوالشعير سعيد‪ ،‬القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة‪( :‬النظرية العامة للدولة و الدستور‪ ،‬طرق ممارسة‬
‫السلطة)‪ ،‬ج‪ ، 07‬ط‪ ،2‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪. 788 -781،‬‬
‫‪ -14‬بوالشعير سعيد‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ‪ ،7996‬ج‪،01‬‬
‫د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2071 ،‬ص‪.01‬‬
‫‪1‬‬
‫الفـصـل األول‬

‫اإلطـار المفـاهـيمـي لألنـظمـة السيـاسـية‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‬

‫اإلطار المفاهيمي لألنظمة السياسية‬

‫للحديث عن أي موضوع كان يستوجب مناقشته و دراسته دراسة شاملة‪ ،‬وهذا ما ل يكون إل‬
‫عن طريق اإلحاطة بمفاهيمه األساسية‪ ،‬بحيث قمنا باإلشارة لمفهوم النظام السياسي و أهم تصنيفات هذه‬
‫األنظمة‪ ،‬هذا بحصرها في ثالثة(‪ )01‬أنظمة سياسية رئيسية لعل أبرزها‪ :‬النظام البرلماني‪ ،‬الرئاسي‪،‬‬
‫ونظام حكومة الجمعية النيابية ‪.‬‬

‫ومنه فقد كرست العديد من دول العالم هذه األنظمة الليبرالية المشار إليها أعاله وكل منها‬
‫متخذة أساليب ووسائل معينة بقصد الوصول إلى الغرض المراد تحقيقه جراء األخذ بأي نظام كان‪ ،‬فما‬
‫هي أهم المبادئ التي تقوم عليها كل من هذه األنظمة السياسية الثالثة؟‬

‫‪9‬‬
‫المبحث األول‬

‫مفهوم النظام السياسي‬

‫إن الوصول إلى ذكر تصنيفات النظام السياسي‪ ،‬وخصائصه التي يتميز بها ل يكون إل من‬
‫خالل التطرق إلى تعريفه(المطلب األول)‪ ،‬وذكر أهم الخصائص المشتركة التي تتميز بها األنظمة‬
‫السياسية(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف النظام السياسي‬

‫لعل محاولة إعطاء تعريف دقيق وواضح للنظام السياسي‪ ،‬يكون عن طريق التركيز على مراحل‬
‫منهجية تخدم المصطلح المراد تحديد معناه‪ ،‬ومن أبرزها المعنى اللاغوي(الفرع األول)‪ ،‬والمعنى‬
‫اإلصطالحي(الفرع الثاني) ‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫التعريف اللغوي للنظام السياسي‬

‫مصطلح النظام لغة يقصد به ترتيب األمور على نحو معين لتحقيق هدف محدد‪ ،‬أما لفظ‬
‫سياسي )‪ )POLITIEIA‬فهي صفة مشتقة من السياسة والتي يراد بها عند العرب السوس بمعنى الرآسة‪،‬‬
‫كما تعني كلمة السياسة (‪ )LA politique‬المدينة التي كانت تثير في األذهان أمر تنظيم العالقات بين‬
‫قديما(‪.)15‬‬
‫حكاما أو محكومين‪ ،‬وهو التعريف المعتمد في اللغة اليونانية ا‬
‫ا‬ ‫اء كانوا‬
‫الناس سو ا‬

‫أما في اللغة اإلنجليزية فالمصطلح )‪ )Policy‬هي المعبرة على معنى السياسة‪ ،‬حيث تنقسم إلى‬
‫مقطعين هما‪ )POLIS( :‬و(‪ )CITY‬ويقصد بهما ما يلي‪ )POLIS(:‬أي الحاضرة‪ )CITY( ،‬بمعنى‬

‫‪ -15‬إبن منظور لسان العرب‪،‬النظم السياسية‪ ،‬ج‪ ،6‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،7996 ،‬ص‪. 229‬‬
‫‪70‬‬
‫إجتماع المواطنين الذين هم أهل المدينة(‪ ،)16‬كما أن لهذه الكلمة ( ‪ ) POLICY‬معاني أخرى لعل‬
‫أبرزها‪ :‬البلدة‪ ،‬الدولة‪ ،‬الجمهورية‪ ،‬الدستور‪ ،‬النظام السياسي‪ ،‬المواطنة‪ ،‬األمور السياسية (‪.)17‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫التعريف اإلصطالحي للنظام السياسي‬

‫التعريف اللغوي يختلف عن التعريف اإلصطالحي والذي سوف نشير إليه‪ ،‬أين إعتمدنا في‬
‫تعريفنا هذا على آراء العديد من الفقهاء ومفكري القانون والعلوم السياسية ولعل أبرزهم‪.‬‬

‫جورج بيردو(‪ ) GEORGE PERDO‬يرى أن النظام السياسي عبارة عن كيفية ممارسة النظام‬
‫في الدولة‪ ،‬و بموجب التأمل في التعريف الذي إعتمد عليه يتضح لنا بأن النظام السياسي ألي بلد كان‬
‫(‪)18‬‬
‫‪.‬‬ ‫ماهو إل أداة للحكم الذي يتناول دراسته القانون الدستوري‬

‫أما دافيد إستون (‪ )DAVID ISTON‬يرى أن النظام السياسي هو تلك الظواهر التي تكون في‬
‫نظاما هو في حقيقة األمر جزء من مجموع النظام اإلجتماعي‪ ،‬إل أنه تفرع عن هذا األخير من‬
‫مجموعها ا‬
‫أجل البحث والتحليل‪ ،‬يتضح لنا أن النظام السياسي عنده ما هو إل جزء من نظام أشمل أل و هو النظام‬
‫الجتماعي‪ ،‬لهذا يؤكد أنه عبارة عن عالقة تأثير متبادلة بين النظام اإلجتماعي والسياسي‪ ،‬لذا يؤكد أن‬
‫وتأثير في حياة الدولة‪،‬‬
‫اا‬ ‫تطور‬
‫اا‬ ‫النظام اإلجتماعي هو محور ومركز النظام السياسي الذي يعد أكثر األجزاء‬
‫أما روبير دال(‪ )ROBERT DAHL‬يعرف النظام السياسي على أنه‪ :‬نمط مستمر للعالقات اإلنسانية‬
‫(‪)19‬‬
‫‪.‬‬ ‫بحيث يضمن إلى حد كبير القوة والحكم والسلطة‬

‫‪ -16‬قحطان أحمد سليمان الحمداني‪ ،‬األساس في العلوم السياسية‪ ،‬دار مجدلوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2002 ،‬‬
‫ص‪.75‬‬
‫‪ -17‬قحطان أحمد سليمان الحمداني‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪. 76-75‬‬
‫‪ -18‬إسماعيل علي سعد وحسن محمد حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.718‬‬
‫‪ -19‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬موسوعة علم السياسة‪ ،‬دار مجدلوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2002 ،‬ص‪ ،‬ص‪-162‬‬
‫‪. 165‬‬
‫‪77‬‬
‫أما العالم السياسي ماكس فيبر (‪ ،)MAX WEBER‬يعرف النظام السياسي على أنه نظام‬
‫يضمن تنفيذ األوامر في المنطقة المعينة الحدود وبصورة مستمرة بواسطة السلطة الفعلية عن طريق هيئة‬
‫إدارية دائمة(‪. )20‬‬

‫فالقاسم المشترك بين مختلف هذه التعاريف التي أقدم على تعريفها كل عالم سياسي ومفكر‬
‫قانوني أعاله‪ ،‬هو النظر إلى النظام السياسي على أنه جزء من نظام كلي هو النظام اإلجتماعي‪ ،‬إل أنهم‬
‫يختلفون في وجهة نظرهم للنظام السياسي في ميزة رئيسية‪ ،‬فنظرة (إستون) تغلب فيها ظاهرة القوة‬
‫وتوزيعها في مؤسسات النظام السياسي والسلوك الذي تسلكه جماعات هذه المؤسسات بغرض صنع القرار‬
‫السياسي‪ ،‬في حين نجد أن (روبير دال) يركز على السلطة‪ ،‬أما (فيبر) إعتمد في تعريفه على اإلكراه‬
‫المشروع ‪،‬أما المفكرين العرب فقد حاولوا أيضا إعطاء تعريف للنظام السياسي‪ ،‬وهذا ما تطرق إليه كل‬
‫(‪)21‬‬
‫‪.‬‬ ‫من إبراهيم درويش‪ ،‬ومحمد طه بدوي وغيرهم من الباحثين في القانون‬

‫وانطالقاا من التعاريف المشار إليها أعاله‪ ،‬يتضح لنا أن النظام السياسي ما هو إل مجموعة‬
‫من القواعد واألجهزة المترابطة فيما بينها مبينةا نظام الحكم و السلطة ووسائل وأهداف ممارستهما‪ ،‬ومركز‬
‫الفرد فيها وضماناته من قبلها‪.‬‬

‫‪ -20‬تامر كامل محمد الخزرجي‪ ،‬النظم السياسية الحديثة والسياسة العامة‪ ،‬دار مجدلوي للنشر والتوزيع‪،2002 ،‬‬
‫ص‪.27‬‬
‫‪ -21‬النظام السياسي في نظر إبراهيم درويش‪ :‬مجموعة من األنماط المتداخلة والمتشابكة والمتعلقة بعمليات صنع الق اررات‬
‫والتي تترجم أهداف وخالفاته الناتجة من خالل الجسم العقائدي الذي أضفى الشرعية على القوة السياسية‪ ،‬أما المفكر طه‬
‫قانونيا ومستقلة مرتبطة بواقع مجتمعها الحضاري والثقافي‬
‫ا‬ ‫بدوي يرى أن النظام السياسي ما هو إل مؤسسات منظمة‬
‫والروحي أي بالبيئة التي تعمل فيها‪ ،‬أنظر كذلك‪ :‬تامر كامل محمد الخزرجي‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.21 -22‬‬
‫‪72‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫ظهور األنظمة السياسية و خصائصها المشتركة‬

‫إن الجماعات اإلنسانية قامت بتشكيل كيانات إجتماعية مختلفة التي أصبحت وفقاا للمفهوم‬
‫الحديث دولا تسير وفقاا ألنظمة سياسية مختلفة (الفرع األول)‪ ،‬ذات خصائص مشتركة(الفرع الثاني) ‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫ظهور األنظمة السياسية‬

‫إن ظهور األنظمة السياسية يعود إلى عصور قديمة‪ ،‬كالدولة الفارسية و مصر الفرعونية ولكل‬
‫منها نظامها وقانونها األساسي الخاص بها‪ ،‬التي تتمثل في مجموعة من األعراف القديمة(‪ ،)22‬غير أن‬
‫القواعد التي نظمت العالقة بين الحكام والمحكومين لم يتم دراستها إل بعد ظهور الدستور البريطاني‬
‫المعروف بقواعده العرفية‪ ،‬كذا بظهور الدستورين الفرنسي واألمريكي المدونين في أواخر القرن الثامن‬
‫(‪)23‬‬
‫‪.‬‬ ‫عشرة‬

‫أصبحت فكرة ظهور الحركة الدستورية المكتوبة محل خالف بين الفقهاء‪ ،‬حيث يرى فقهاء الغرب‬
‫أنها ظهرت مع الدستور األمريكي عام ‪ 7181‬والدستور الفرنسي ‪ ،7189‬لكن المؤرخون الغرب يرون أن‬
‫الحركة الدستورية ظهرت قبل الدستور األمريكي بإثناعشرة(‪ )72‬قرانا وهو الدستور النبوي‪ ،‬الذي كانت‬
‫الدولة اإلسالمية األولى التي قامت عليه بالمدينة المنورة وتعرف بوثيقة المدينة(‪ ،)24‬متضمنةا مجموعة من‬
‫المبادئ األساسية بغرض تنظيم مجتمع المدينة لعل أبرزها‪ :‬حرية العقيدة‪ ،‬حرمة النفس والمال(‪. .)25‬‬
‫كما تعتبر هذه الوثيقة بمثابة عقد بين رئيس الدولة المتمثلة في الرسول_صلى اهلل عليه وسلم_والشعب‬

‫‪ -22‬محمود سعيد عمران وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.22-27‬‬


‫‪ -23‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬منشاة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -24‬محمود سعيد عمران وآخرون‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.287-219‬‬
‫‪ 25‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪71‬‬
‫بمختلف أجناسهم ودياناتهم ‪ ،‬مبينةا أهم المبادئ التي تقوم عليها الدولة اإلسالمية المتمثلة في‪ :‬العدالة‪،‬‬
‫المساواة‪ ،‬الشورى‪ ،‬على هذا األساس تم وضع الدستور اإلسالمي(‪.)26‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الخصائص المشتركة بين األنظمة السياسية‬

‫لكل نظام سياسي خصائص معينة تتعلق بظروف نشأته‪ ،‬وفقاا للنظرية السياسية التي تحكم‬
‫ونظر لتعددها كان من الضروري أن يكون هناك مجموعة‬
‫اا‬ ‫طبيعته واألهداف واألسس التي وجد من أجلها‪،‬‬
‫من الخصائص التي تشترك فيها كل األنظمة السياسية ‪.‬‬

‫أول‪ :‬هيكل النظام السياسي‬

‫يتمثل في مجموع المؤسسات التي يتكون منها النظام السياسي و تركيبها وعالقاتها الموجودة‬
‫بينها‪ ،‬فلكل دولة نظام سياسي معين يظهر من خالل دستورها بغض النظر عن بساطة تركيبه أو‬
‫(‪)27‬‬
‫تعقيده‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف النظام السياسي‬

‫يهدف أي نظام سياسي كان إلى تحقيق و ضمان المصلحة العامة‪ ،‬إل أنه يختلف كل نظام في‬
‫تحقيقه لهذه األهداف بإختالف القيادات السياسية والسياسات المطبقة والمذاهب التي يقوم عليها كل‬
‫منها(‪.)28‬‬

‫‪ -26‬أبو المعاطي أبو الفتوح‪ ،‬حتمية الحل اإلسالمي (تأمالت في النظام اإلسالمي)‪ ،‬شركة الشهاب‪ ،‬باتنة‪( ،‬د س ن)‪،‬‬
‫ص‪ ،‬ص‪.09 -08‬‬
‫‪ 27‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬ص ‪.08-01‬‬
‫‪ -28‬عبد هلل لحسن الجوجو‪ ،‬األنظمة السياسية المعاصرة(دراسة مقارنة)‪ ،‬المؤسسة العالمية للطباعة والنشر‪ ،‬ليبيا‪،7996 ،‬‬
‫ص ‪.28‬‬
‫‪72‬‬
‫ثالثا‪ :‬إختصاص النظام السياسي‬

‫لكل نظام سياسي مجموعة من المؤسسات تتولى ممارسة وظائفها السياسية‪ ،‬أين يكون لكل منها‬
‫اءا كان سياسي أو إجتماعي أو إقتصادي في‬
‫غرض محدد متمثل في تحقيق الصالح العام والستقرار سو ا‬
‫الدولة‪ ،‬وهي وظائف متداخلة مع بعضها البعض‪ ،‬وسبب ذلك يعود إلى طبيعتها و تعقيدها من أجل‬
‫(‪)29‬‬
‫‪.‬‬ ‫تحقيق اإلستقرار الذي يضمن بقاء ووحدة البالد والنظام‬

‫رابعا‪ :‬تركيب النظام السياسي‬

‫يعود تركيب النظام السياسي إلى تعقيد خصائصه‪ ،‬ويزداد هذا التعقيد بتفاعالت وعالقة عناصره‬
‫التي ترجع لعاملين أساسين‪ ،‬فمن جهة النظام السياسي هو نظام فرعي له إتصال وترابط مع نظم فرعية‬
‫أخرى ومتفاعل معها في نظام كلي هو نظام إجتماعي‪ ،‬ومن جهة أخرى فالدور الرئيسي للنظام السياسي‬
‫(‪)30‬‬
‫‪.‬‬ ‫هو تحقيق أهداف الجماعة من خالل مختلف وظائفه التي يقوم عليها‬

‫المبحث الثاني‬

‫تصنيف األنظمة الليبرالية المعاصرة‬

‫معيار لتمييز األنظمة السياسية وتصنيفها في ظل‬


‫اا‬ ‫تعتبر العالقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية‬
‫الديمقراطية النيابية‪ ،‬فأين وجد الفصل المطلق بين السلطات لسيما السلطة التشريعية والتنفيذية فإننا نكون‬
‫بصدد الكالم عن النظام الرئاسي‪ ،‬بحيث يتميز هذا النظام بترجيح السلطة التنفيذية على السلطة‬
‫التشريعية من الناحية العملية‪ ،‬لكن هذا ل يعني أنه يأخذ بمبدأ الفصل المطلق بين السلطات‪ ،‬إنما هناك‬
‫(‪)31‬‬
‫‪.‬‬ ‫نوع من التعاون والتوازن بينها‬

‫‪ -29‬أبو المعاطي أبو الفتوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪. 05-02‬‬


‫‪ -30‬عبد هلل لحسن الجوجو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 17‬‬
‫‪ -31‬بوالشعير سعيد‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة‪ ،‬ج‪ ،2‬النظم السياسية‪ ،‬طرق ممارسة السلطة‪ ،‬أسس‬
‫األنظمة السياسية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الساحة المركزية‪ ،‬الجزائر‪ ،7989 ،‬ص‪.76‬‬
‫‪75‬‬
‫أما في حالة ما إذا كان هناك فصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية معتدل أي رمزيا ومشرابا‬
‫بروح التعاون فإننا نكون بصدد الحديث عن النظام البرلماني‪ ،‬الذي يعد من بين األنظمة السياسية النيابية‬
‫التي تأخذ بمبدأ التعاون بين السلطات‪ ،‬أما إذا تنكر النظام السياسي بمفهوم الفصل ما بين السلطات‬
‫ودمج السلطة التنفيذية لصالح السلطة التشريعية فإننا نكون أمام نظام سياسي آخر ديمقراطي يطلق عليه‬
‫تسمية نظام حكومة الجمعية النيابية(‪.)32‬‬

‫وهناك من يفضل التصنيف بين نظام رئاسي وبرلماني ومجلسي‪ ،‬وهو التصنيف الذي إعتمدنا‬
‫عليه في دراستنا هذه‪ ،‬حيث يقوم هذا التصنيف على أساس توزيع وظائف الدولة بين هيئات متعددة‬
‫تبعا للعالقة‬
‫تستقل كل واحدة عن األخرى في مباشرة مهامها‪ ،‬لكنها تختلف في توزيع هذه الوظائف وذلك ا‬
‫التي تربط كل سلطة مع األخرى‪ ،‬لذلك فإن تقسيم هذه األنظمة يعطينا ثالثة أنظمة رئيسية هي‪ :‬النظام‬
‫البرلماني(المطلب األول)‪ ،‬النظام الرئاسي(المطلب الثاني)‪،‬نظام حكومة الجمعية النيابية(المطلب‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫النظام البرلماني‬

‫ل يجب الفهم أن النظام البرلماني هو نظام يتميز بوجود برلمان فقط‪ ،‬ألن وجود برلمان منتخب‬
‫من الشعب ليست ميزة أو خاصية ينفرد بها هذا النظام لوحده‪ ،‬إنما هو أساس مشترك لكافة األنظمة‬
‫النيابية‪ ،‬فالنظام المجلسي منتخب من الشعب‪ ،‬نفس الشئ بالنسبة للنظام الرئاسي الذي يوجد فيه برلمان‬
‫ومنتخب من الشعب‪ ،‬فال وجود ألي نظام نيابي ديمقراطي أيا كانت صورته بدون وجود برلمان منتخب‬
‫من الشعب وبطريقة ديمقراطية‪ ،‬إل أن ما يميز هذا النظام ليس فقط وجود البرلمان وانما مبدأ الفصل بين‬
‫فصال مطلقا وانما الفصل بين سلطاته هو فصل مرن ونسبي‪ ،‬بحيث تقوم‬
‫ا‬ ‫السلطات وهذا الفصل ليس‬

‫‪ -32‬نعمان أحمد الخطيب‪ ،‬الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،2072 ،‬‬
‫ص‪.212‬‬
‫‪76‬‬
‫عالقة تعاون ورقابة متبادلة بين كل منهما(‪ ،)33‬كما أن تشكيل السلطة التنفيذية قائمة على مبدأ‬
‫(‪)34‬‬
‫‪.‬‬ ‫اإلزدواجية‬

‫إنطالقاا مما سبق سنتطرق إلى توضيح مبادئ النظام البرلماني(الفرع األول)‪ ،‬والى تقدير هذا‬
‫النظام(الفرع الثاني)‬

‫الفرع األول‬

‫مبادئ النظام البرلماني‬

‫يقوم النظام البرلماني على ركنين أساسين أبرزهما‪ :‬ثنائية السلطة التنفيذية من جهة و الرقابة‬
‫المتبادلة من جهة أخرى بين السلطة التشريعية والتنفيذية‪ ،‬وهذين الركنين يمثالن الخاصيتين الجوهريتين‬
‫للنظام البرلماني‪.‬‬

‫أول‪ :‬ثنائية السلطة التنفيذية‬

‫ا لركن األول في النظام البرلماني يتمثل في أن السلطة التنفيذية ثنائية التكوين‪ ،‬إذ تتكون من‬
‫سياسيا‬
‫ا‬ ‫عضوين متميزين أل وهما رئيس الدولة (أ)‪( ،‬مل اكا كان أو رئيس جمهورية منتخب) غير مسؤول‬
‫عن شؤون الحكم وليس له سلطة فعلية بل هو مجرد سلطة إسمية‪ ،‬أما الركن الثاني فيتمثل في الو ازرة‬
‫سياسيا ‪.‬‬
‫ا‬ ‫(ب) المباشرة للسلطة الفعلية والمسؤولة‬

‫‪ _)1‬عدم مسؤولية رئيس الدولة سياسيا‬

‫منتخبا أو مل اكا‪ ،‬غير مسؤول‬


‫ا‬ ‫ئيسا‬
‫اءا كان ر ا‬
‫من مميزات النظام البرلماني وجود رئيس دولة سو ا‬
‫سياسيا عن أعماله أمام البرلمان‪ ،‬وسبب ذلك هو عدم توليه للسلطة التنفيذية من الناحية الفعلية‪ ،‬فسلطة‬
‫ا‬
‫رئيس الدولة في ظل هذا النظام ما هي إل سلطة إسمية و نظرية(‪ ،)35‬أين يقال بأن رئيس الدولة في ظل‬

‫‪ -33‬خليل هيكل‪ ،‬األنظمة السياسية التقليدية والنظام اإلسالمي‪ ،‬مكتب اآللت الحديثة‪ ،‬مصر‪ ،7998 ،‬ص‪.208‬‬
‫‪ -34‬بو الشعير سعيد‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬ج‪ ،2‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ -35‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،7996 ،‬ص‪.271‬‬
‫‪71‬‬
‫جنائيا عن‬
‫ا‬ ‫هذا النظام يشبه حكم المباراة العادل الذي يسود ول يحكم(‪ .)36‬إل أن هذا ل يعني أنه ل يسأل‬
‫تصرفاته التي تشكل الجريمة وتقع تحت طائلة العقاب‪ ،‬وهذه الجرائم يمكن أن تتصل بأعمال وظيفته أو‬
‫جرائم عادية يأتي بها خارج وظيفته‪ ،‬كما يمكن أن تكون هذه المسؤولية مدنية والتي تستوجب التعويض‬
‫عن الضرر(‪.)37‬‬

‫ومن أبرز النتائج المترتبة على عدم إقرار المسؤولية السياسية لرئيس الدولة في النظام البرلماني‬
‫والمعتبر كأحد المبادئ التي يقوم عليها ما يأتي‪:‬‬

‫_ ل يجوز إستغالل إسم رئيس الدولة أو سلطته‪ ،‬أو لومه أو حتى إرغامه على إستعمال إحدى‬
‫السلطات التي خوله إياه الدستور(‪.)38‬‬

‫_ إن كل األعمال التي تقوم بها الحكومة هي من صنعها‪ ،‬لهذا ل يمكن للوزراء اإلحتجاج بصدور‬
‫األوامر من رئيس الدولة حتى يتخلصوا من المسؤولية‪ ،‬فكما أشرنا سابقاا فرئيس الدولة يسود ول يحكم مما‬
‫(‪)39‬‬
‫‪.‬‬ ‫حتما إلى إبعاده عن الحكومة فيما يخص تخطيط أعمالها‬
‫يدل أن ل سلطة له وهذا ما يؤدي ا‬

‫_ كما أنه ل يمكن الحديث عن العمل المنفرد لرئيس الدولة في النظام البرلماني‪ ،‬فجميع أفعاله‬
‫وتصرفاته التي يأتي بها ل تصبح قانونية و قابلة التنفيذ إل بعد أن توافق عليها الو ازرة‪ ،‬بإعتبارها محور‬
‫وتبعا لما سبق اإلشارة إليه فإن رئيس الدولة ل يمكن أن تقع عليه المسؤولية‬
‫السلطة التنفيذية ومركزها‪ ،‬ا‬
‫السياسية وسبب ذلك يعود إلى المهمات الرئيسية التي تتولى الو ازرة القيام بها المتمثلة في رسم السياسة‬
‫العامة للدولة بحيث نجد أن رئيس الدولة مستبعد عن هذه المهمات األساسية التي تقدم عليها الو ازرة‪ ،‬أين‬
‫تعد بذلك الو ازرة حجر الزاوية في النظام البرلماني أي المركز األساسي و الفعال المناط إليها المهام‬
‫(‪)40‬‬
‫الفعلية لحكم البالد‬

‫‪ -36‬بوالشعير سعيد‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪78-71‬‬
‫‪ -37‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪ -38‬ديدان مولود‪ ،‬مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.278‬‬
‫‪ -39‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.276‬‬
‫‪ -40‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.271‬‬
‫‪78‬‬
‫ويترتب على ذلك أن جميع السلطات التي تمنحها مختلف الدساتير لرؤساء الدول في األنظمة‬
‫النيابية لعل أبرزها اإلقبال على رسم السياسة العامة للدولة الداخلية والخارجية‪ ،‬التعيينات في مختلف‬
‫المناصب السامية أو العليا للدولة (كتعيين رئيس الوزراء)‪ ،‬وحق دعوة البرلمان لإلنعقاد وحله إلى غير‬
‫ذلك من الصالحيات التي تقبل عليها بإعتبارها المركز األساسي للسلطة التنفيذية‪ ،‬أما الصالحيات‬
‫األخرى ما هي إل حقوق رمزية لرئيس الدولة‪ ،‬باعتبار أن السلطات األصلية هي من اإلختصاصات‬
‫األصلية للو ازرة‪ ،‬ألن الرئيس ل يملك الحق في العمل لوحده‪ ،‬إذ يعتبر رئيس السلطة التنفيذية من الناحية‬
‫ية(نظر للسلطات الرمزية التي يتولى ممارستها)‪ ،‬أين يمكن القول أن الرئيس في ظل‬
‫اا‬ ‫الفعلية أو النظر‬
‫النظام البرلماني ل يتولى ممارسة السلطة التنفيذية األصلية والفعلية كالسلطات التي يتولى ممارستها‬
‫(‪)41‬‬
‫بعض رؤساء الدول في ظل بعض األنظمة الليبرالية المعاصرة‪ ،‬كرئيس الدولة المعتنقة للنظام الرئاسي‬

‫هذا ما يؤكد أن رئيس الدولة في ظل النظام البرلماني ل تقع عليه المسؤولية السياسية ماعدا‬
‫المدنية والجنائية السابق اإلشارة إليهما أعاله ‪.‬‬

‫‪ _)2‬وزارة مسؤولة سياسيا أمام البرلمان‬


‫(‪)42‬‬
‫وهذا في ظل النظام البرلماني‪ ،‬كما تعتبر‬ ‫الو ازرة هي المحور األساسي في السلطة التنفيذية‬
‫الطرف الثاني في تشكيلها‪ ،‬ويتولى رئاستها رئيس الوزراء‪ ،‬أين يجتمع بالوزراء في شكل هيئة جماعية‬
‫تضامنية تسمى مجلس الوزراء(‪ ،)43‬بغرض وضع البرنامج الحكومي و رسم السياسة العامة للدولة‪،‬‬
‫ومجلس الوزراء هو تنظيم دستوري للو ازرة بحيث يختلف النظام البرلماني عن غيره من األنظمة النيابية‪،‬‬
‫(‪)44‬‬
‫تماما مجلس الوز ارء‬
‫كالنظام الرئاسي الذي ينعدم فيه ا‬

‫أيضا بأن هناك اختالف بين مجلس الوزراء والمجلس الوزاري‬


‫كذلك من المستحسن أن نشير ا‬
‫فاألول يعقد برئاسة رئيس الوزراء‪ ،‬أما الثاني فيعقد بحضور وبرئاسة رئيس الدولة‪ ،‬وحجر الزاوية في هذا‬

‫‪ -41‬عادل ثابت‪ ،‬النظم السياسية_ دراسة النظم الرئاسية و نظم الحكم في البلدان المعاصرة_‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‬
‫للنشر‪ ،7999 ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ -42‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.189‬‬
‫‪ - 43‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪222.‬‬
‫‪ -44‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.189‬‬
‫‪79‬‬
‫النظام هي المسؤولية السياسية التي تعتبر الركن األساسي في بناء النظام البرلماني وبانعدامها يفقد هذا‬
‫النظام ميزته الذي يؤدي إلى تغير طبيعته التي تميزه عن غيره من األنظمة الليبرالية األخرى (‪.)45‬‬

‫المسؤولية السياسية إما أن تكون مسؤولية جماعية بمعنى تضامنية‪ ،‬أو تكون فردية(‪،)46‬‬
‫فالمسؤولية الفردية هي المتعلقة بكل وزير على حدى‪ ،‬أين يتم بذلك تقرير مسؤولية وزير معين عن‬
‫تصرفاته المتعلقة بإدارة و ازرته مما ينتج عن ذلك سحب الثقة منه‪ ،‬بحيث يؤدي إلى اإلستقالة اإللزامية‬
‫لهذا الوزير‪ ،‬أما المسؤولية الجماعية للو ازرة تتعلق بالوزراء كهيئة واحدة‪ ،‬بحيث تختلف عن المسؤولية‬
‫الفردية‪ ،‬ففي حالة إ عتراض البرلمان على السياسة العامة للحكومة كعدم الموافقة على برنامجها الحكومي‬
‫(‪. )47‬‬
‫فإن نتيجة ذلك هو سحب الثقة منها بحيث يؤدي تقرير مسؤولية الو ازرة بذلك إلى إسقاطها بأكملها‬

‫واستنادا إلى القاعدة التي تنص على أنه أينما وجدت المسؤولية وجدت السلطة‪ ،‬فإن هذا يؤدي‬
‫حتما إلى تقرير مسؤولية الحكومة بأكملها‪ ،‬ومن أبرز الخصائص التي يمكن إجمالها في ظل هذا النظام‬
‫ا‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الو ازرة تكون مستندة إلى ثقة البرلمان‪ ،‬أين تكون من حزب األغلبية البرلمانية‪.‬‬

‫‪ -‬تجانس الوزراء يظهر من خالل اختيارهم من حزب األغلبية‪ ،‬وأعضائها يعملون كعنصر‬
‫القررات المشتركة‪،‬‬
‫متضامن مشكلين بذلك جبهة موحدة أمام البرلمان‪ ،‬حيث يلتزم كل وزير بالدفاع عن ا‬
‫(‪)48‬‬
‫‪.‬‬ ‫تضامنيا أمام البرلمان‬
‫ا‬ ‫أين نقول بذلك أن الو ازرة مسؤولة‬

‫‪ -‬أداة الحكم في هذا النظام هي الو ازرة‪ ،‬وسبب ذلك الصالحيات التي تتمتع بها‪ ،‬أين تتولى رسم‬
‫أيضا‪ ،‬وكيانها المستقل‬
‫السياسة العامة للدولة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي كما تتولى تنفيذها ا‬
‫عن رئيس الدولة من جهة ثانية هو المولد لمسؤوليتها السياسية أمام البرلمان ‪.‬‬

‫‪ -45‬محسن خليل‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬ط‪ ،2‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،7917 ،‬ص‪.790‬‬
‫‪ -46‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ -47‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.279‬‬
‫‪ -48‬محمد أرزقي نسيب‪ ،‬أصول القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬أسلوب ممارسة الحكم في الدولة المعاصرة‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪ ،2000 -7999‬ص‪.781‬‬
‫‪20‬‬
‫أيضا‪ ،‬أنه بمقدور الوزراء دخول البرلمان لكن بصفتهم‬
‫من الخصائص األساسية للنظام البرلماني ا‬
‫وزراء ليس بصفتهم أعضاء في البرلمان‪ ،‬فهذا النظام يجيز صراحة بدخول الوزراء البرلمان على عكس‬
‫بعض األنظمة النيابية األخرى التي ل تتمتع بهذا الحق‪ ،‬فلهم حق الجلوس في نفس القاعة التي يعقد بها‬
‫البرلمان جلساته ومشاركتهم في المناقشات كذلك‪ ،‬إل أن دخول الوزراء البرلمان ل يعني حقهم التصويت‬
‫على القوانين إلى غير ذلك من المهام التي يقوم بها أعضاء البرلمان‪ ،‬باعتبارهم ل يتمتعون بالعضوية‬
‫فيه(‪.)49‬‬

‫ثانيا‪ :‬مظاهر التعاون والرقابة المتبادلة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في‬
‫ظل النظام البرلماني‬

‫أهم ما يتميز به النظام البرلماني أنه يشرف على إقامة عالقات متبادلة بين السلطة التنفيذية‬
‫والتشريعية‪ ،‬إذ تعتبر عالقات تعاون ورقابة بين مختلف سلطاتها‪ ،‬بهذا يمكن لنا أن نقول بأنه يأخذ بمبدأ‬
‫الفصل بين السلطات وهو فصل مرن أو نسبي(‪ ،)50‬فهو يخالف األنظمة الليبرالية األخرى في بعض‬
‫المبادئ التي يقوم عليها‪ ،‬كالنظام الرئاسي الذي يأخذ بمبدأ الفصل المطلق بين السلطات‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق سنتطرق إلى مظاهر التعاون(أ) ثم مظاهر الرقابة(ب) المتبادلة بين كال من‬
‫السلطتين التنفيذية والتشريعية في ظل هذا النظام‪.‬‬

‫‪ -)7‬مظاهر التعاون بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية‬

‫أهم ما يتميز به هذا النظام التعاون بين السلطة التشريعية(البرلمان) والسلطة التنفيذية(الحكومة)‪،‬‬
‫هذا ما نبينه من خالل التطرق إلى أبرز هذه المظاهر‪.‬‬

‫‪ -49‬حسن محمد عثمان محمد عثمان‪ ،‬النظم السياسية و القانون الدستوري‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،7989 ،‬ص‪.202‬‬
‫‪ -50‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.279‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ ‬الشؤون المالية‬

‫الموافقة على الميزانية السنوية للدولة وانشاء الضرائب والغائها إلى غير من اإلختصاصات التي‬
‫يقدم عليها البرلمان‪ ،‬التي تعتبر من قبيل اختصاصاته أو صالحياته األصلية بحيث يقوم بإصدار قوانين‬
‫أو ق اررات يفوض بموجبها للسلطة التنفيذية(الحكومة) القيام بتصرفات قانونية معينة‪ ،‬مثال ذلك المصادقة‬
‫على عقود اإلمتياز‪...‬الخ‪ ،‬أما المجال التشريعي فال يخفى على أي منا أن سن القوانين من إختصاصات‬
‫السلطة التشريعية األصلية‪ ،‬إل أن هذا ل يعني عدم إمكانية تدخل السلطة التنفيذية في اختصاصات‬
‫السلطة التشريعية‪ ،‬وانما هناك تعاون واشتراك بينهما بدليل حق السلطة التنفيذية اقتراح القوانين على‬
‫البرلمان وهو ما يطلق عليه "مشروعات القوانين الحكومية" أي اإلقتراح الحكومي للقوانين(‪. )51‬‬

‫بحيث يعود سبب إستئثار السلطة التنفيذية بوضع مشروعات القوانين أي اإلقتراحات الحكومية‬
‫إلى إدارتها لشؤون الدولة و زمام األمور فيها من ناحية‪ ،‬واإلتصال المباشر باألفراد من ناحية أخرى هذا‬
‫ما يجعلها أكثر دراية بشؤون واحتياجات المواطنين الضرورية‪ ،‬كما يبرز تعاون السلطة التنفيذية مع‬
‫السلطة التشريعية من خالل أبرز حق يمارسه رئيس الدولة المتمثل في التصديق على القوانين الذي يعتبر‬
‫من اإلختصاص األصيل للسلطة التشريعية وسبب هذا التداخل يعود إلى طبيعة النظام البرلماني‪ ،‬كما‬
‫(‪)52‬‬
‫‪.‬‬ ‫يحق لرئيس الدولة اإلعتراض على القوانين خالل فترة زمنية معينة قبل إكتمال مراحلها‬

‫‪ ‬الجمع بين عضوية الهيئة النيابية و الوزارة‬

‫إلى جانب المظهرين السابق اإلشارة إليهما‪ ،‬نجد أن لهذا النظام مظاهر أخرى للتعاون لعل‬
‫أبرزها الجمع بين عضوية البرلمان والو ازرة‪ ،‬بمعنى أدق وأوضح أحقية الوزراء حضور جلسات البرلمان‬
‫بالرغم من عدم تمتعهم بحق العضوية فيه(‪ ،)53‬هذا بدافع المشاركة في مناقشة مختلف مشاريع القوانين و‬
‫الدفاع عن سياسة حكومتهم وشرحها إلى غير ذلك من التصرفات القانونية التي يقدم عليها الوزراء‪ ،‬هذا‬
‫مال نجد له مثيالا لدى بعض األنظمة الليبرالية كالنظام الرئاسي ‪.‬‬

‫‪ -51‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص‪.258‬‬
‫‪ -52‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.262 -258‬‬
‫‪ -53‬عبد العزيز شيحا‪ ،‬النظم السياسية ‪ -‬الدول و الحكومات ‪ -‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص‪.276‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ ‬الرقابة على أعمال الحكومة‬

‫من أبرز مظاهر التعاون بين السلطة التشريعية والتنفيذية أحقية البرلمان في مراقبة أعمال‬
‫الحكومة‪ ،‬كذا مسائلتها عن أخطائها في حالة ما إذا حادت عن أداء مهامها المنوط القيام بها‪ ،‬أو كانت‬
‫(‪)54‬‬
‫‪.‬‬ ‫تصرفاتها ونشاطاتها لها مساس بالصالح العام الذي يعد من بين األهداف المرجوة تحقيقها‬

‫‪ _ )2‬مظاهر الرقابة المتبادلة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية‬

‫الرقابة المتبادلة بين السلطة التشريعية والتنفيذية تعتبر من أبرز المميزات التي يقوم عليها النظام‬
‫البرلماني‪ ،‬والتي تميزه في نفس الوقت عن غيره من األنظمة السياسية األخرى لسيما النظام المجلسي و‬
‫ا لنظام الرئاسي‪ ،‬بحيث تكاد تنعدم الرقابة المتبادلة في ظل هذه األنظمة أين تكون الرقابة من جانب واحد‬
‫فقط(‪ ،)55‬بحيث يظهر في ظل النظام البرلماني رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية(الو ازرة بما‬
‫أيضا بأنه ل وجود للرقابة المباشرة من قبل البرلمان على رئيس‬
‫فيها رئيس الوزراء)‪ ،‬كما يجب أن نشير ا‬
‫نظر لعدم إقرار مسؤوليته السياسية أمام البرلمان(‪ ،)56‬ومن أبرز مظاهر الرقابة التي تمارسها‬
‫الدولة اا‬
‫السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية ما نشير إليه ‪.‬‬

‫أ)‪ -‬مظاهر رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية‬

‫‪ -54‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.260‬‬


‫‪ -55‬ففي ظل النظام المجلسي نجد رقابة البرلمان على السلطة التنفيذية (المجلس اإلتحادي)‪ ،‬ومنها حق البرلمان‬
‫ير عن إدارته التنفيذية ‪ ،‬كما يحق للبرلمان‬
‫إصدار أوامر وتوجيهات ملزمة للمجلس اإلتحادي ‪ ،‬إلتزام المجلس بتقديم تقر اا‬
‫تقديم أسئلة و استجوابات للمجلس اإلتحادي والزامه بتعليماته الصادرة عنها ‪.‬‬
‫‪ -56‬ل يعني أن عدم إقرار المسؤولية السياسية لرئيس الدولة أو إنعدامها قد يؤدي إلى عدم إقرار مسؤوليته الجنائية أو‬
‫اءا مرتبطة‬
‫مدنيا عن األفعال التقصيرية سو ا‬
‫جنائيا عن األفعال المكيفة جناية أو جنحة‪ ،‬كما يسأل ا‬
‫ا‬ ‫المدنية‪ ،‬بل يسأل‬
‫أيضا بوالشعير سعيد‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬‬
‫بوظيفته أو غير مرتبطة بها‪،‬أنظر ا‬
‫ص‪.71،78‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ ‬السؤال‬

‫السؤال عبارة عن عالقة ثنائية بين عضو البرلمان و الوزير المختص‪ ،‬فغرضه طلب اإلستفسار‬
‫واإليضاح يقدم عليه أي عضو من أعضاء البرلمان تخص أي مسألة كانت تتعلق بأعمال وزير معين‪،‬‬
‫بحيث ل يمكن أن يتدخل أي عضو من أعضاء البرلمان إلعتباره حق شخصي يخص العضو البرلماني‬
‫(‪)57‬‬
‫الذي أقدم على طرحه بنفسه‪ ،‬فال يمكن لهذا األخير التنازل عنه لعضو آخر في البرلمان‬

‫الهدف من السؤال إذن هو إيضاح المسألة التي تكون غامضة لدى عضو البرلمان‪ ،‬بحيث ل‬
‫يترتب عنها سحب الثقة‪ ،‬بل ينتهي عند حد إجابة الوزير المختص على سؤال العضو البرلماني(‪.)58‬‬

‫‪ ‬اإلستجواب‬

‫نظر‬
‫يعتبر أخطر إجراء مقارنةا بالسؤال‪ ،‬الذي يقصد به محاسبة الوزير لوحده أو الو ازرة بأجمعها اا‬
‫(‪)59‬‬
‫‪.‬‬ ‫فعال‬
‫لسياسة خاطئة أو مشروع يتسم بالخطورة‪ ،‬أو ذات أهمية قصوى يستلزم اإلستجواب ا‬

‫الهدف من هذا اإلجراء هو نقد الوزير أو الو ازرة‪ ،‬بحيث يترتب عنه مناقشات حادة في البرلمان‬
‫بسبب خطورته وأهميته‪ ،‬فعدم قناعة العضو البرلماني باألجوبة واإلستدللت التي قدمها الوزير أو الو ازرة‬
‫حتما إلى تحريك المسؤولية السياسية للو ازرة(‪.)60‬‬
‫كلها يؤدي ا‬

‫الخطورة التي يتميز بها هذا اإلجراء‪ ،‬أدى بدساتير العديد من الدول خاصة الديموقراطية منها‬
‫إلى إحاطته بجملة من الضمانات لحماية الحكومة‪ ،‬كعدم جواز مناقشة اإلستجواب إل بعد مدة زمنية‬
‫(‪)61‬‬
‫‪.‬‬ ‫معينة ل تقل عادة عن أسبوع‪ ،‬والهدف من هذه المدة هو تمكين الحكومة من تحضير دفاعها‬

‫‪ -57‬نعمان أحمد الخطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125‬‬


‫‪ -58‬إيهاب زكي سالمة‪ ،‬الرقابة السياسية على أعمال السلطة التنفيذية في النظام البرلماني‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪،7981 ،‬‬
‫ص‪ ،‬ص‪.25-21‬‬
‫‪ -59‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.221-226‬‬
‫‪ -60‬تكون إما فردية حالة ما إذا أقدم وزير معين وبإراته المنفردة على تصرفات تكيف فعل تقصيري أو جنحة أو جناية‪،‬‬
‫ويسأل بصفة إنفرادية جراء ذلك‪ ،‬أما المسؤولية الجماعية فهي المتعلقة بإستجواب الحكومة بصفة تضامنية أو جماعية‪،‬‬
‫أنظر محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ 221‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫كما يجب اإلشارة إلى أن اإلستجواب ليس له عالقة محددة بين عضو البرلمان و الوزير الموجه‬
‫له‪ ،‬فبمجرد تقديمه يستطيع أي عضو من أعضاء البرلمان أن يحل محل مقدم اإلستجواب في حالة ما إذا‬
‫تنازل عنه العضو المستجوب‪ ،‬فاإلستجواب ل يعتبر حق شخصي بل يشترك فيه جميع أعضاء البرلمان‬
‫والوزراء(‪. )62‬‬

‫‪ ‬حق إجراء تحقيق‬

‫من حق السلطة التشريعية إجراء تحقيق يسمح لها بمعرفة الحقيقة‪ ،‬ذلك عن طريق لجان‬
‫خاصة تتمتع بسلطات واسعة‪ ،‬كما أنه مظهر من بين مظاهر رقابة البرلمان على أعمال الحكومة(‪.)63‬‬

‫الهدف من هذا اإلجراء التعرف على مدى حسن سير مرفق من المرافق العمومية التي هدفها‬
‫ار بشأنه فأمامه‬
‫هو تحقيق النفع العام‪ ،‬أما في حالة إثارة موضوع معين أمام البرلمان وأراد أن يصدر قراا‬
‫طريقتين ‪:‬‬

‫اإلعتماد على مختلف البيانات التي يتلقاها من الحكومة بواسطة أجهزتها المختصة كطريقة‬
‫أن يحاول الوقوف على الحقيقة بنفسه عن طريق لجان تحقيق يتولى البرلمان تشكيلها كطريقة‬ ‫أولى‪ ،‬أو‬
‫ثانية بحيث تكون من بين أعضائه هدفها تقصي الحقائق‪ ،‬فتقوم بإستدعاء الموظفين و طلب مختلف‬
‫مستندا إلى‬
‫ا‬ ‫البيانات التي تتعلق بالتحقيق واإلطالع عليها‪ ،‬بعد ذلك يقوم البرلمان إتخاذ الق اررات المناسبة‬
‫الحلول و المعلومات المقدمة أو المقترحة من قبلها‪ ،‬ويجب اإلشارة إلى أن التحقيقات التي يقوم بها‬
‫(‪)64‬‬
‫‪.‬‬ ‫البرلمان تصل إلى حد تحريك المسؤولية السياسية للوزير أو للو ازرة بأكملها‬

‫نتوصل إلى القول أن إجراء التحقيق آلية من آليات الرقابة التي تمارسها السلطة التشريعية على‬
‫أعمال السلطة التنفيذية‪ ،‬بحيث يقوم عضو البرلمان أو أعضائه بصفة عامة التحقيق عن مدى مطابقة‬

‫‪ -61‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة في النظامين المصري و الكويتي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2002 ،‬ص‪ ،‬ص‪.17-10‬‬
‫‪ -62‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪ -63‬محمد رفعت عبد الوهاب وحسين محمد عثمان‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪- 729‬‬
‫‪.717‬‬
‫‪ -64‬إيهاب زكي سالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.711‬‬
‫‪25‬‬
‫أعمال وتصرفات الوزراء لمبدأ الشرعية‪ ،‬فالدور الهام الفعال لهذا اإلجراء يظهر من خالل تالفي النقص‬
‫(‪)65‬‬
‫‪.‬‬ ‫و القصور على أعمال الحكومة بإصالح الخلل الذي قد يصيب أجهزتها‬

‫‪ ‬المسؤولية الوزارية‬

‫نظر لما ينتج عنها‪ ،‬و تعني تحريك المسؤولية السياسية للو ازرة التي تتفرع‬
‫تعتبر أخطر إجراء اا‬
‫إلى نوعين من المسؤولية‪:‬‬

‫المسؤولية الوزارية الفردية كالنوع أول وتخص كل وزير على حدى بسبب األخطاء المتعلقة‬
‫بشؤون إدارته للو ازرة أين يقوم البرلمان بسحب الثقة منه وتقديم إستقالته بذلك لرئيس الدولة‪ ،‬أما النوع‬
‫(‪)66‬‬
‫الثاني فيتمثل في المسؤولية الجماعية للوزارة بأكملها كوحدة متكاملة ومتجانسة‬

‫كما يجدر لنا اإلشارة إلى أن هذا النوع من المسؤولية(التضامنية أو الجماعية)‪ ،‬ل يعود سببه‬
‫فقط إلى ما سبق اإلشارة إليه سابقاا‪ ،‬بل يمكن أن تكون لمساءلة رئيس الوزراء قيام مسؤولية كل الوزراء‬
‫أيضا أن المسؤولية الفردية بالرغم من كونها تتعلق بوزير معين لوحده إل أنه يمكن‬
‫اآلخرين‪ ،‬كما يالحظ ا‬
‫لرئيس الوزراء أن يقدم على إرغام الوزراء اآلخرين على التضامن مع هذا الوزير‪ ،‬سبب ذلك يعود إلى‬
‫إرتباط المسألة بموضوع يخص السياسة العامة للوزراء وهذا ما يرتب تحريك المسؤولية السياسية للو ازرة‬
‫(‪)67‬‬
‫‪.‬‬ ‫أجمعها‬

‫إن الخطورة الناتجة عن المسؤولية الو ازرية قد تصل إلى حد إقالة الوزير أو الو ازرة بأكملها‬
‫فنظر لهذه الخطورة أقرت العديد من دساتير الدول المعتنقة للنظام‬
‫اا‬ ‫إلعتبارها وحدة متكاملة ومتجانسة‪،‬‬
‫جتنابا لتعسف البرلمان في مواجهة الحكومة(‪.)68‬‬
‫تفاديا و إ ا‬
‫البرلماني ضمانات مختلفة لصالح الو ازرة ا‬

‫‪ -65‬مقال حول النظم السياسية المعاصرة‪ ،‬و النظم السياسية المقارنة‪ ،‬موقع عربي بومدين‪-‬العلوم السياسية و العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬مقالة إلكترونية‪ ،‬الموقع ‪arbiboumeediene. Blogs pot. Com/ 2012/03/blog- post- 6466.html‬‬
‫‪ -66‬حسن محمد عثمان محمد عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.761‬‬
‫‪-67‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.762-761‬‬
‫‪ -68‬يسبق تحريك المسؤولية السياسية للوزراء إستجواب قد تمت مناقشته‪ ،‬كما يشترط تصويت حد أدنى من أعضاء‬
‫البرلمان يحدده الدستور من أجل تحريك المسؤولية السياسية للوزراء وسحب الثقة منهم‪ ،‬كما يتم منح مهلة قانونية للوزراء‬
‫‪26‬‬
‫ب)_ مظاهر رقابة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية‬

‫يأخذ النظام البرلماني بالرقابة المتبادلة بين كال من السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬أين يكون‬
‫لكل سلطة أسلحة في مواجهة السلطة األخرى‪ ،‬هذا راجع إلى أبرز المبادئ التي يقوم عليها لعل أبرزها‬
‫مبدأ التعاون بين السلطات أي مبدأ الفصل المرن بين السلطات‪ ،‬فالنظام البرلماني خول السلطة التنفيذية‬
‫أحقية ممارسة الرقابة على السلطة التشريعية‪ ،‬بحيث منح لها وسائل رقابية تعتبر كأسلحة لمواجهة السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬لكن هذا ل يعني أن المستفيد الوحيد هو رئيس الدولة لعدم إقرار مسؤوليته السياسية‪ ،‬بل‬
‫نظر للمسؤولية السياسية التي تقع عليها‪ ،‬ومغزى هذا هو توازي الرقابة بين‬
‫المستفيد الحقيقي هي الو ازرة اا‬
‫كال من السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬لذا أهم مظاهر الرقابة التي تقوم بها السلطة التنفيذية على السلطة‬
‫(‪)69‬‬
‫ما نشير إليه‪.‬‬ ‫التشريعية‬

‫‪ -‬حق السلطة التنفيذية في دعوة البرلمان لإلنعقاد‬

‫بإعتبار أن البرلمانات ل تعقد بصفة دائمة و مستمرة طوال الفصل التشريعي‪،‬إنما الدورات‬
‫التشريعية سنوية يتم تحديدها من قبل الدساتير‪ ،‬بحيث تعتبر دعوة البرلمان لإلنعقاد وانهاء إجتماعاته من‬
‫إختصاص السلطة التنفيذية لكن في ظل الظروف العادية‪ ،‬أما اإلنعقاد الغير العادي فيكون أثناء العطلة‬
‫السنوية‪ ،‬فدعوة البرلمان في ظل هذه الظروف ل يكون إل في حالة من حالت الضرورة(‪.)70‬‬

‫حق السلطة التنفيذية في دعوة البرلمان لإلنعقاد و فضه أو تأجيله يعد من مظاهر رقابة السلطة‬
‫التنفيذية على أعمال البرلمان‪ ،‬لكن هذا ل يعني أن السلطة التنفيذية تقبل على ممارسة هذا الحق بكل‬

‫كعدم جواز مناقشة اإلستجواب إل بعد مرور مدة زمنية معينة ل تقل عادة عن األسبوع بقصد تمكين الو ازرة من تحضير‬
‫دفاعها‪ ،‬أنظر في ذلك‪:‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 298‬‬
‫‪ -69‬نعمان أحمد الخطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.157‬‬
‫‪ -70‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.157‬‬
‫‪21‬‬
‫حرية بل لممارسة هذا اإلجراء حدود وقيود‪ ،‬كعدم فض الدورة البرلمانية إل قبل إقرار الميزانية العامة من‬
‫أجل عدم تعطيل السير الحسن للمرافق العامة من جهة‪ ،‬و مشروعات الدولة من جهة أخرى(‪.)71‬‬

‫أما تأجيل إنعقاد البرلمان في دورته العادية‪ ،‬فإن السلطة التنفيذية تتقيد بشروط لعل أبرزها أن‬
‫يكون التقييد لمدة زمنية محددة و قصيرة تحدد طبقاا للدستور‪ ،‬كما يشترط عدم تكرار التأجيل في نفس‬
‫الدورة (‪.)72‬‬

‫‪ -‬حق حل البرلمان‬

‫الحل البرلماني حق للسلطة التنفيذية في إنهاء النيابة البرلمانية قبل نهاية المدة القانونية المحددة‬
‫بمعنى قبل إنتهاء الفصل التشريعي‪ ،‬فهذا الحق يقابل المسؤولية الو ازرية المقررة أمام البرلمان في‬
‫خطورته‪ ،‬كما أن لجوء الحكومة لهذا الحق ل يكون إل في حالة إشتداد الخالف بين السلطتين‪ ،‬بحيث‬
‫(‪)73‬‬
‫‪.‬‬ ‫ئاسيا‬
‫يكون الحل و ازرايا أو ر ا‬

‫‪ -‬أعمال خاصة بالتشريع‬

‫للسلطة التنفيذية دور في عملية التشريع في ظل النظام البرلماني‪ ،‬فانطالقا من مبدأ الفصل‬
‫المرن بين السلطات الذي يقوم عليه يسمح لسلطاته بالتداخل في عمل بعضها البعض إذ يعتبر كمظهر‬

‫‪ -71‬تتقيد السلطة التنفيذية أثناء دعوتها البرلمان لإلنعقاد بما يأتي‪ - :‬عدم تأخر الدعوة عن تاريخها وانعقاد البرلمان ل‬
‫بناءا على طلب السلطة التنفيذية‪ - ،‬أن ل تقل مدة اإلنعقاد السنوي عن عدد محدد من األشهر‪،‬‬
‫يكون بقوة القانون بل ا‬
‫للمزيد أكثر أنظر‪ ،‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 298‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -72‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.221-226‬‬
‫‪ -73‬الحل الوزاري هو الحل األكثر أهمية ينسجم مع طبيعة التوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية‪ ،‬فعند نشوب‬
‫الخالف بين كال من السلطتين‪ ،‬فالو ازرة ل تنتظر من البرلمان تحريك مسؤوليتها السياسية بل تعمل وبالسعي من رئيس‬
‫الدولة لحل البرلمان وتحكيم جمهور الناخبين في الخالف‪ ،‬أما الحل الثاني فهو الحل الرئاسي بحيث تكون فكرة الحل‬
‫الرئاسي صادرة من رئيس الدولة لوحده ذلك في حالة ما إذا توصل بقناعته الشخصية أن البرلمان أصبح ل يمثل مصالح‬
‫األمة‪ ،‬فيتم منح الناخبين حق التعبير عن إرادتهم في إنتخابات جديدة‪ ،‬أين نقول بأن حل البرلمان صاحبه األصلي هو‬
‫رئيس الوزراء و ل يمس إل الغرفة المنتخبة عن طريق اإلقتراع العام المباشر‪ ،‬الذي يعد كسالح لألعمال البرلمانية‪ ،‬ففي‬
‫كل األحوال هو عمل يدل على التوازن الموجود بين السلطتين التشريعية و التنفيذية‪ .‬للمزيد من التفاصيل أنظر‪ :‬سليمان‬
‫الطماوي‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن‪ ،7988 ،‬ص‪. 550‬‬
‫‪28‬‬
‫من مظاهر التعاون بين السلطات‪ ،‬حيث تقدم السلطة التنفيذية على اإللمام ببعض األعمال التشريعية‪،‬‬
‫كتقديم مشروعات القوانين والموافقة والتوقيع عليها‪ ،‬كذلك تولي مهمة إصدارها‪ ،‬فهذه التصرفات تكون‬
‫باإلشتراك مع السلطة التشريعية‪ ،‬حيث يمكن لرئيس الدولة رفض التصديق على قانون أقره البرلمان لعدم‬
‫خدمته الصالح العام‪ ،‬لكن ل يترتب على ذلك إلغاء القانون المعترض عليه من قبل رئيس الدولة حيث‬
‫تؤكد دساتير بعض الدول على أن اإلعتراض ماهو إل رد القانون للبرلمان مرة ثانية الذي له حق الموافقة‬
‫ملزما وواجب التنفيذ(‪ .)74‬كما تتولى مباشرة‬
‫و بأغلبية معينة‪ ،‬بحيث يزول اإلعتراض ويصبح القانون ا‬
‫بعض األعمال بصفة مستقلة كإصدارها للوائح التنفيذية والتنظيمية‪ ،‬أو التشريع بموجب أوامر مثلما هو‬
‫معمول به في الدستور الجزائري(‪.)75‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تقدير النظام البرلماني‬

‫ل يخفى على أي باحث في القانون‪ ،‬ما للنظام البرلماني من مميزات يتسم بها تسمح بتمييزه عن‬
‫باقي األنظمة السياسية األخرى لسيما النظام الرئاسي ونظام الحكومة النيابية ‪ ،‬ولعل مانشير إليه ضمن‬
‫هذا التقييم الذي نبين فيه إيجابياته (أول)‪ ،‬وسلبياته (ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬إيجابيات النظام البرلماني‬

‫األخذ بالنظام البرلماني يؤدي إلى تحقيق التفاعل ما بين السلطات الثالثة(التشريعية‪،‬التنفيذية و‬
‫القضائية) بدليل تداخل كل منها في عمل بعضها البعض‪ ،‬كما يعتبر أداة مضادة لإلستبداد من خالل‬
‫مساهمته في ترسيخ الديموقراطية‪ ،‬أين يفسح المجال للشعب بانتخاب البرلمان الذي يتم انتخاب الو ازرة من‬
‫األغلبية البرلمانية الفائزة في هذه اإلنتخابات‪ ،‬كما يأخذ هذا النظام بالمسؤولية السياسية التي تقوم ضد‬

‫‪ -74‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.212‬‬


‫‪ -75‬المادة ‪ 7/722‬من دستور‪ ،7996‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫الوزراء أمام البرلمان‪ ،‬بمعنى الو ازرة مسؤولة بطريقة غير مباشرة أمام الهيئة الناخبة بدليل أغلب النواب‬
‫مباشر(‪.)76‬‬
‫اا‬ ‫إنتخابا‬
‫ا‬ ‫الذين تتكون منهم هم منتخبين‬

‫إلى جانب هذا يمكن لنا أن نقول بأن النظام البرلماني يسهر على حماية مصالح الشعب التي‬
‫يبادر بها ممثلي الهيئة التشريعية الذين يمثلون الشعب‪ ،‬بحيث ينقلون مشاكل الشعب إلى الحكومة التي‬
‫تلتزم بإيجاد الحلول المناسبة خدمةا للصالح العام التي يتوجب رعايتها من جهة والعمل على تحقيقها من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬وما يمكن مالحظته في النظام البرلماني هو إقدامه على تحقيق التوازن والمساواة بين السلطة‬
‫فنظر لمسؤولية أعضاء البرلمان أمام السلطة التنفيذية‪ ،‬يسمح لهم على العلم بالقضايا‬
‫التشريعية والتنفيذية‪ ،‬اا‬
‫التي يجب البحث فيها‪ ،‬بحيث يستنتج من هذا أن جميع التشريعات تكون متطابقة مع السياسة العامة التي‬
‫يتولى وضعها من قبل الهيئة التنفيذية أكثر من تطابقها حين قيام أشخاص غير مسؤولين بعملية‬
‫التشريع‪ ،‬أو حينما تقوم لجان متعددة مستقلة بصياغتها‪ ،‬ويكون للحكومة كفاية سريعة في القيام بأعمالها‪،‬‬
‫كذا األفراد المقبلين على عملية التنفيذ أو التكريس على أرض الواقع مدربين باإلضافة إلى التجربة في‬
‫العملية التشريعية وخدمة وتحقيق الصالح العام لمدة طويلة(‪.)77‬‬

‫في حين الشعور المستمر للوزراء بالمسؤولية (المسؤولية السياسية) إتجاه البرلمان‪ ،‬باعتباره الممثل‬
‫األول عن الشعب والمعبر عن الرأي العام أو اإلرادة الشعبية يشجع ويدفع أعضاء السلطة التنفيذية‬
‫(الوزراء خاصةا) على اإلدارة والتنفيذ بأنجع الخبرات المتاحة وأفضلها‪ ،‬كما أن اإلنتقاد المستمر والدائم‬
‫ألعضاء اإلدارة التنفيذية (الوزراء) من قبل البرلمانيين يؤدي إلى جلب ذوي الكفاءة العلمية والخبرة العالية‬
‫واإلختصاص الميداني(‪.)78‬‬

‫‪ -76‬عبد الفتاح إسماعبل ومحمود منصور هيبة‪ ،‬النظم السياسية وسياسات اإلعالم‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‪. 99‬‬
‫‪ -77‬فاضل زكي محمد وحسن علي الذنوب‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬ج‪ ،7‬ط‪ ،2‬مكتبة النهضة‪ ،‬بغداد‪ ،7961 ،‬ص‪.291‬‬
‫‪ -78‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪. 292-291‬‬
‫‪10‬‬
‫ثانيا‪ :‬سلبيات النظام البرلماني‬

‫بالرغم من المميزات أو السيمات اإليجابية للنظام البرلماني وأهميته التي سبق اإلشارة إليها‪ ،‬لكن‬
‫هذا ليعني خلوه من عيوب تجعل منه أقل أهمية لعل هذا أبرز ما نشير إليه فيما يلي ‪.‬‬

‫إن اإلعتماد على النظام البرلماني ما هو إل تضييع لوقت الو ازرة‪ ،‬بحيث نجد غالب الدول‬
‫المعتنقة ل هذا النظام وزرائها يقضون معظم وقتهم في المناقشات‪ ،‬أو في مواجهة أعضاء البرلمان‪ ،‬بحيث‬
‫يحضرون جلساته كما يلتزمون بالرد على مختلف األسئلة الموجهة إليهم من البرلمانيين‪ ،‬مما ينتج عن‬
‫(‪)79‬‬
‫هذه المناقشات والمواجهات عدم ربح الوقت الكافي لإلهتمام بمختلف الشؤون المهمة للو ازرة‬

‫كما أن إعتماده على التدقيق والموازنة (التوازن والمساواة بين السلطات) قد يؤدي إلى القضاء على‬
‫المبدأ الذي يقوم عليه المتمثل في الفصل المرن بين السلطات‪ ،‬وسبب ذلك إهتمام السلطة التشريعية بشتى‬
‫األعمال اإلدارية‪ ،‬بحيث تتولى المصادقة على تعيين بعض الموظفين في مختلف الوظائف العليا أو‬
‫السامية‪ ،‬كما لرئيس السلطة التنفيذية في ظل هذا النظام تأثير في السير الحسن للسلطة التشريعية‪ ،‬من‬
‫لضغط الذي تحدثه السلطة التنفيذية جراء‬
‫خالل إستعمال حق اإلعتراض على القوانين‪ ،‬ونفس الشيء ا‬
‫لجوئها إلى ممارسة اإلختصاص التشريعي كالتشريع بموجب األوامر‬

‫أيضا لجوء المحاكم إلى إعتماد حقها في إقرار مبدأ عدم دستورية القوانين ما يؤدي‬
‫ضف إلى ذلك ا‬
‫لتالشي مبدأ الفصل المرن بين السلطات أكثر فأكثر‪ ،‬أما إلمام الو ازرة على شؤون الحكم إلعتبارها مركز‬
‫السلطة التنفيذية وحريتها في تقرير ورسم السياسة العامة‪ ،‬باإلضافة لإلقتراحات التشريعية التي تريدها‬
‫على الهيئة التشريعية نتيجة ثقتهم الكاملة المتمثلة في عدم إعتراض البرلمان على تلك التشريعات (‪.)80‬‬

‫مما يمكن القول أن السلطة التشريعية في ظل هذا النظام ما هي إل وكيلة للحكومة (الهيئة‬
‫نوعا من التناقض أين ل يكون‬
‫التنفيذية)‪ ،‬من جهة أخرى نشوء النظام البرلماني في بيئة سياسية خلقت ا‬
‫سياسيا في بريطانيا‬
‫ا‬ ‫محققاا للهدف الذي يسعى كل نظام ليبرالي إلى تحقيقه‪ ،‬فمثالا عدم مساءلة الملك‬

‫‪ -79‬عبد الغني بسيوني عبد الله‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.295‬‬


‫‪ -80‬محمد نصر مهنا‪ ،‬نظرية الدولة والنظم السياسية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،7999 ،‬ص‪.112‬‬
‫‪17‬‬
‫إلعتبارها مهد هذا النظام‪ ،‬بالتالي كان إنتقاله لمعظم الدول الديمقراطية تغيير للفكرة القائلة بأن الملك ل‬
‫يخطئ‪ ،‬أين صار الرئيس في الدول المكرسة للنظام البرلماني ل يسأل سياسيا(‪.)81‬‬

‫أيضا هو أن النظام البرلماني ل يمكن تجسيده أو األخذ به في العديد من الدول‪،‬‬


‫وما يمكن قوله ا‬
‫خاصة تلك التي لها تجربة سياسية حديثة‪ ،‬لعل دولة الجزائر خير مثال على ذلك أين حاولت إعتناق‬
‫النظام البرلماني في العديد من المرات لكن دون جدوى‪ ،‬وسبب عدم نجاحه يعود إلعتبارات عديدة لعل‬
‫أبرزها نقص الوعي واإلدراك السياسيين اللذين يستوجب من توافرهما في أية دولة ترغب في األخذ بالنظام‬
‫البرلماني‪ ،‬ضف إلى ضرورة تعمق التجربة الحزبية من جهة‪ ،‬و التجربة الديمقراطية من جهة ثانية(‪.)82‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫النظام الرئاسي‬

‫تعود نشأة و تطور النظام الرئاسي إلى الوليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فمبادئ و ميزات هذا النظام‬
‫نجدها في الدستور األمريكي الذي تم وضعه في مؤتمر فيالدلفيا عام‪ ،)83(1171‬كما أخذت به دول‬
‫عديدة مثل فنزويال‪ ،‬األرجنتين‪ ،‬الشيلي‪ ،‬أمريكا الالتينية‪ ،‬بوليفيا و فرنسا في عهد الجمهورية الثانية عام‬
‫‪.)84(7828‬‬

‫النظام الرئاسي يقوم على أساس مبدأ الفصل المطلق بين السلطات‪ ،‬بحيث تكون كل سلطة‬
‫مستقلة عن األخرى و تمارس اإلختصاصات المسندة إليها‪ ،‬لكن في حقيقة األمر ثقل السلطة يميل‬

‫‪ -81‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.296‬‬


‫‪ -82‬فاروق أبو سراج الذهب‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ -‬دراسة مقارنة للنظام الجمهوري و الرئاسي و البرلماني‪ -‬الفرص‬
‫والبدائل‪ ،‬دراسات إستراتجية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار الخلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬ج‪ ،2‬جوان ‪ ،2006‬ص‪. 25‬‬
‫‪ -83‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 268‬‬
‫‪ -84‬ألباز داود ‪ ،‬النظام السياسي ‪-‬الدولة و الحكومة في ضوء الشريعة اإلسالمية‪ ، -‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.255‬‬
‫‪12‬‬
‫للسلطة التنفيذية المتمثلة في رئيس الدولة والحكومة في نفس الوقت(‪ ،)85‬ألن الدستور األمريكي أراد تقوية‬
‫مركز رئيس الجمهورية و تدعيم سلطاته الفعلية(‪.)86‬‬

‫من خالل ما سبق نتطرق لدراسة مبادئ النظام الرئاسي (الفرع األول)‪ ،‬و أسباب عدم وجود‬
‫التأثير المتبادل بين السلطات (الفرع الثاني)‪ ،‬و أخي ار نقوم بتقدير النظام الرئاسي (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫مبادئ النظام الرئاسي‬

‫يتميز النظام الرئاسي عن غيره من األنظمة الليبرالية المعاصرة‪ ،‬كونه يقوم على فردية السلطة‬
‫أيضا‬
‫التنفيذية (أول)‪ ،‬بمعني أن رئيس الجمهورية يجمع بين رئاسة الدولة و رئاسة الحكومة‪ ،‬كما يقوم ا‬
‫على مبدأ الفصل المطلق بين السلطات (ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬إنفراد رئيس الجمهورية بإدارة السلطة التنفيذية‬

‫يقوم النظام الرئاسي على أساس فردية السلطة التنفيذية المتمثلة في رئيس الدولة الذي يتم‬
‫إنتخابه من طرف الشعب مباشرة‪ ،‬يتولى رئاسة السلطة التنفيذية ورئاسة الحكومة مع ا‪ ،‬مما يستلزم عدم‬
‫وجود مجلس وزراء متضامن(‪ ،)87‬وباعتبار أن رئيس الدولة هو العقل المدبر في شؤون الحكم‪ ،‬بهذا يقدم‬
‫على إختيار وزرائه عن طريق تعيينهم‪ ،‬ومحاسبتهم‪ ،‬ويقيلهم من مناصبهم‪ ،‬فالوزراء ليسوا سوى معاونين‬

‫‪ -85‬محمد المجذوب‪ ،‬القانون الدستوري و النظام السياسي في لبنان ( وأهم النظم الدستورية و السياسية في العالم)‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2002 ،‬ص ‪.770‬‬
‫‪ -86‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.268‬‬
‫‪ -87‬نزيه رعد‪ ،‬القانون الدستوري العام‪( ،‬المبادئ العامة و النظم السياسية)‪ ،‬ط‪ ،2‬المؤسسة الحرفية للكتاب‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.727‬‬
‫‪11‬‬
‫ملزما‬
‫ا‬ ‫له (سيكريتاريين)‪ ،‬فإذا قام باستدعائهم من أجل التشاور و التداول معهم فقط دون أن يكون‬
‫بريهم(‪ ،)88‬فالوزير مسؤول عن أعماله أمام الرئيس وحده لعدم وجود المسؤولية الجماعية للوزراء(‪.)89‬‬
‫أ‬

‫ثانيا‪ :‬الفصل الشديد بين السلطات‬

‫لقد تأثر واضعوا الدستور األمريكي عام ‪ 1171‬بأفكار مونتسكيو عن مبدأ الفصل المطلق بين‬
‫السلطات‪ ،‬حيث أرادوا بذلك تحقيق الفصل المطلق بين السلطات لسيما السلطة التشريعية والسلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬دون تداخل أو ترابط بينهما لتحقيق المساواة والستقالل التام بين السلطات(‪.)90‬‬

‫‪ _)1‬مظاهر إستقاللية السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية‬

‫يظهر إستقاللية السلطة التشريعية ومباشرتها في ممارسة وظيفتها التشريعية دون أي اشتراك أو‬
‫تعاون مع السلطة التنفيذية‪ ،‬يؤدي لعدم تدخل رئيس الدولة في انتخاب مجلس النواب أو األعيان و ل‬
‫يعين أي عضو فيهما‪ ،‬كما ل يمكنه دعوة البرلمان لإلنعقاد في الظروف العادية‪ ،‬أو تأجيل إجتماعاته أو‬
‫(‪)91‬‬
‫فض دوراته أو حله‬

‫كما ل يمكن الجمع بين عضوية البرلمان و المنصب الوزاري‪ ،‬ألن الوزراء أو المعاونون للرئيس‬
‫ليس بإمكانهم أن يكونوا أعضاء في البرلمان‪ ،‬و من ثم ل يمكن لرئيس الجمهورية‬
‫أن يختار وزرائه من بين أعضاء البرلمان‪ ،‬و إن فعل فعلى هؤلء األعضاء اإلستقالة مباشرة من‬
‫البرلمان‪ ،‬كما ل يحق للوزراء الحضور إلى المجلس بصفتهم وزراء لإلشتراك في المناقشات التي تتم في‬
‫بناءا على طلب من المجلس بصفتهم زائرين أو كالجمهور(‪ ،)92‬بحيث ل يمكن للوزراء‬
‫الجلسات إل ا‬
‫الدخول إلى البرلمان لشرح سياسة الرئيس أو الدفاع عنها‪ ،‬كما ل يحق لرئيس الدولة إقتراح القوانين‬

‫‪ -88‬كإستدعاء الرئيس األمريكي (بنكلنتون) وزرائه إلى اإلجتماع و كان عددهم سبعة‪ ،‬حيث إجتمعوا على رأي مخالف‬
‫لرأي الرئيس و ارد عليهم بقوله المشهور"سبعة ل واحد نعم‪ ،‬و نعم هي التي تغلب"‪ .‬للمزيد من التفاصيل أنظر‪ :‬محمد‬
‫رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.210‬‬
‫‪ -89‬محمد المجذوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.770‬‬
‫‪ -90‬نزيه رعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.722‬‬
‫‪ -91‬البنا محمود عاطف ‪ ،‬الوسيط في النظم السياسية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪ ،7992 ،‬ص‪. 188‬‬
‫‪ -92‬تامر كامل محمد الخزرجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪. 267-217‬‬
‫‪12‬‬
‫علىالبرلمان أو حتى إعداد مشروع الميزانية‪ ،‬فالبرلمان وحده الذي يعدها عن طريق لجانه المختصة ويقوم‬
‫بمناقشتها و إقرارها(‪.)93‬‬

‫‪ -)2‬مظاهر إستقاللية السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية‬

‫يظهر إستقالل السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية في ظل النظام الرئاسي من خالل إنتخاب‬
‫رئيس الجمهورية من قبل الشعب مباشرة‪ ،‬هذا ما يضمن له الستقاللية وعدم الخضوع للبرلمان‪ ،‬و يجعله‬
‫على قدم المساواة معه كونه هو أيضا منتخب من قبل الشعب‪ ،‬إلى حانب عدم وجود رقابة من جانب‬
‫البرلمان على رئيس الدولة و الوزراء‪ ،‬فمن ناحية المسائلة السياسية فرئيس الدولة و الوزراء غير مسؤولين‬
‫أمام البرلمان ألن الوزراء مسؤولين أمام رئيس الجمهورية فقط(‪.)94‬‬

‫السلطة التنفيذية بذلك مستقلة في ممارستها لوظيفتها بدليل أن رئيس الدولة هو من يقوم بتعين‬
‫(‪.)95‬‬
‫الوزراء وعزلهم من مناصبهم دون تدخل البرلمان‬

‫الفرع الثاني‬
‫أسباب عدم وجود التأثير المتبادل بين السلطات‬

‫يفتقر النظام الرئاسي للوسائل المحفزة التي قد تلجأ إلى إستخدامها إحدى السلطات للتأثير على‬
‫األخرى‪ ،‬ألن هذا النظام ل يعترف بالمسؤولية السياسية للحكومة بمعني أن البرلمان ل يمكنه إسقاط‬
‫الحكومة‪ ،‬نفس الشيء فالحكومة ل يمكنها حل البرلمان‪ ،‬أي ل توجد وسائل التأثير بينهما(‪.)96‬‬

‫بالرغم من الفصل المطلق بين السلطتين التشريعية و التنفيذية في النظام الرئاسي‪ ،‬إل أننا نرى أن‬
‫هذا الفصل قد تعرض لتراجع و غياب في بعض الحالت‪ ،‬بعضها نجد مصدرها في الدستور‪ ،‬وبعضها‬
‫اآلخر يظهر في الواقع العملي‪.‬‬

‫‪ -93‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.212‬‬


‫‪ -94‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ -95‬مولود ديدان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.219‬‬
‫‪ -96‬نزيه رعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.721‬‬
‫‪15‬‬
‫أول_ الحالت المنصوص عليها في الدستور‬

‫إن المبدأ الذي يقوم عليه النظام الرئاسي المتمثل في الفصل المطلق بين السلطات‪ ،‬قد يؤدي بنا‬
‫إلى القول بأنه ل وجود ألي مظهر من مظاهر التعاون بين السلطات‪ ،‬إل أنه وبموجب التمعن في‬
‫مختلف أحكامه الدستورية نجد أنها تبين فعال نوعا من التعاون بين السلطة التشريعية و التنفيذية‪ ،‬وهذا ما‬
‫نجد له نص في الدستور حيث أكد على ذلك بموجب أحكامه ‪.‬‬

‫_ حالت تدخل رئيس الدولة في البرلمان‬

‫حق اإلعتراض التوقيفي‪:‬‬

‫أي إعتراض الرئيس على القوانين الصادرة من البرلمان‪ ،‬و سمي بهذا اإلسم ألنه إذا إعترض الرئيس‬
‫على قانون معين ثم أعيد بعثه إلى البرلمان وحصل القانون على أغلبية ‪ 1/7‬من أعضاء كل من‬
‫المجلسين يصبح القانون مصادق عليه(‪. )97‬‬

‫حق المشاركة في التشريع‪:‬‬

‫للرئيس الحق في إصدار اللوائح التنفيذية لتنفيذ التشريعات التي يصدرها البرلمان‪.‬‬

‫حق توجيه رسالة شفوية‪:‬‬

‫لرئيس الدولة الحق في توجيه رسالة شفوية للبرلمان من أجل لفت إنتباهه لموضوع معين‪ ،‬هذا اإلستثناء‬
‫إستعمله الكثير من رؤساء الوليات المتحدة األمريكية للتأثير على البرلمان في مجال مشروع القوانين(‪.)98‬‬

‫‪ -97‬عادل ثابت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ -98‬عادل ثابت‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪. 11-12‬‬
‫‪16‬‬
‫نائب رئيس الدولة هو رئيس مجلس الشيوخ‪ :‬لكنه ل يملك أي صوت إل إذا تعادلت أصوات‬
‫المقترعين(‪.)99‬‬

‫_ حالت تدخل البرلمان في صالحيات رئيس الدولة‬

‫التصديق على المعاهدات الدولية التي يبرمها رئيس الدولة بإعتباره له الحق في الرقابة على سياسة الدولة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫تعيين كبار الموظفين في الدولة مثالا قضاة المحكمة العليا‪ ،‬المبعوثين الدبلوماسيين في الخارج(‪.)100‬‬

‫الموافقة على ميزانية الدولة التي تعدها السلطة التنفيذية كما له حق اإلتهام الجنائي لكل من رئيس الدولة‬
‫و الوزراء و كبار الموظفين(‪.)101‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحالت التي أفرزها الواقع العملي‬

‫تظهر الممارسات الفعلية بعض مظاهر التعاون بين البرلمان و الرئيس بإعتباره صاحب‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬ألن هذا األخير عند تنفيذه للقوانين التي يصدرها البرلمان يلتزم بالهدف و المقاصد التي‬
‫كانت وراء صدور هذه القوانين من أعمال تحضيرية و محاضر جلسات المناقشة‪ ،‬من أجل تحقيق‬
‫التعاون لحسن سير النظام كما أنه يحتاج رئيس السلطة التنفيذية أثناء ممارسة عمله التنفيذي إلى تمويل‬
‫برامجه و سياسته في الداخل والخارج‪ ،‬من هنا يمكن للبرلمان التأثير علي سياسة الرئيس بصفته المقر‬
‫(‪)102‬‬
‫‪.‬‬ ‫الوحيد للميزانية العمومية للدولة‪ ،‬لكن نالحظ وجود تعاون كبير بينهما في هذا المجال‬

‫‪ -99‬نعمان أحمد الخطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.187-180‬‬


‫‪ -100‬عادل ثابت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -101‬نعمان أحمد الخطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫‪ -102‬عادل ثابت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪11‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫تقدير النظام الرئاسي‬

‫نظر لما يتمتع به من خصوصيات فريدة من نوعها لعل‬


‫تبنت العديد من الدول النظام الرئاسي اا‬
‫أبرزها تجسيده للديمقراطية‪ ،‬لكن هذا ل يعني أن هذا النظام يمتاز بإيجابيات من دون خلوه للسلبيات‪.‬‬

‫أول‪ :‬إيجابيات النظام الرئاسي‬

‫يعتمد هذا النظام على فكرة النظام اإلنتخاب المباشر من الشعب لرئيس الدولة‪ ،‬ألن هذا يساعد‬
‫بالقضاء على جميع اللواءات و المحسوبية إتجاه أية سلطة من السلطات في الدولة‪ ،‬خاصةا عند إتخاذ‬
‫الق اررات‪ ،‬كما يحقق هذا اإلستقرار السياسي ألن رئيس الدولة ينتخب من قبل الشعب لمدة أربعة(‪)02‬‬
‫سنوات و ل يمكن إقصائه إل بعد إنتهاء عهدته الرئاسية‪ ،‬كما يقدم على إعداد خططه و تنفيذ سياسته و‬
‫(‪)103‬‬
‫برامجه و تجسيد جهوده دون أية عراقيل من السلطة التشريعية كونها مستقلة عنها‬

‫أما بالنسبة لمساعديه(الوزراء) فإنهم يستغلون كل أوقاتهم لتنفيذ إلتزاماتهم اإلدارية‪ ،‬و هذا عائد إلى‬
‫أنهم غير ملزمين بالمثول في كل األوقات أمام البرلمان‪ ،‬كما أن هذا النظام يعطي الفرصة إلختيار‬
‫الموظفين ذوي الكفاءة لتولي الشؤون اإلدارية‪ ،‬فيمكن ألعضائها تقديم آرائهم في المسائل المعروضة‬
‫(‪)104‬‬
‫أمامهم بكل إستقاللية وشفافية‬

‫طريقة إنتخاب رئيس الدولة في ظل هذا النظام تمنحه سلطات وصالحيات واسعة و مختلفة في‬
‫الدولة‪ ،‬بحيث لرئيس الدولة في ظل هذا النظام سلطات إستثنائية في أوقات األزمات و الحروب‪ ،‬هذا ما‬
‫ونظر لما يتميز به هذا النظام من فعالية يسمح لرئيس‬
‫اا‬ ‫يؤدي به إلى مزاولة أعماله اإلدارية لمدة طويلة‪،‬‬
‫الدولة بممارسة سياسته اإلدارية بأكثر ديناميكية‪ ،‬ضف إلى إقدام البرلمان في بعض األحيان على‬

‫‪ -103‬محمد نصر مهنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.795‬‬


‫‪ -104‬راميوندكار فيلدكيتيل‪ ،‬العلوم السياسية‪ ،‬ترجمة فاضل زكي محمد و حسن علي الذنوب‪ ،‬ج‪ ،7‬ط‪ ،2‬مكتبة النهضة‬
‫العربية‪ ،‬بغداد‪ ،7961 ،‬ص‪.219‬‬
‫‪18‬‬
‫إستدعاء الوزراء و المسؤولين السياسيين من أجل إستجوابهم و مسائلتهم‪ ،‬هذا رابما ما يزوده بمعلومات‬
‫(‪)105‬‬
‫تهمهم‬

‫إضافةا إلى ذلك فهذا النظام يقوم على أساس مبدأ إستقاللية السلطات و هذا ما يجعل كل منها ل‬
‫(‪)106‬‬
‫تخرج عن دائرة إختصاصها‪ ،‬أين يجعل الحكومات تتميز بالكفاءة في أداء مهامها‬

‫كما تتمتع السلطة التشريعية بحرية التداول و المناقشة مع األخذ بعين اإلعتبار المسائل‬
‫المالية(‪.)107‬‬

‫يتميز هذا النظام كذلك ب إقباله على مواجهة األزمات التي خول دستور الدول المعتنقة لهذا النظام‬
‫لعل هذا ما يساعده على‬
‫صالحية مواجهتها لرئيس الدولة بإعتباره صاحب السلطة التنفيذية األصلي ا‬
‫إتخاذ الق اررات المناسبة أي الالزمة بكل سهولة وتجسيدها في أرض الواقع بالكيفية التي تسمح بالتصدي‬
‫لهذه األزمات حالة وقوعها(‪.)108‬‬

‫نجاح النظام الرئاسي يكون في الدول التي تتمتع بديمقراطية متكاملة‪ ،‬يكون فيها الوعي السياسي‬
‫ذو مستوى عالي‪ ،‬بحيث ل يجب أن يكون فهم الديمقراطية منحصر معناها في تحديد الحقوق و الواجبات‬
‫فقط‪ ،‬بل تقوم كذالك على رسم بعض األفكار و المعتقدات التي يتميز بها بعض أفراد الشعب‪ ،‬و يمكن‬
‫في بعض األحيان أن يكون هناك تداخل بين الحقوق و الحريات األساسية و الواجبات و بين الجهة التي‬
‫رسمت الديمقراطية و حرية الفكر‪ ،‬هذا ما ل نجده في الكثير من دول العالم(‪.)109‬‬

‫كبير‪ ،‬حيث تعتبر الوليات المتحدة األمريكية‬


‫نجاحا اا‬
‫ا‬ ‫يمكن أن نقول أن النظام الرئاسي بذلك نال‬
‫كنموذج له‪ ،‬ويعود الفضل في ذالك للتعاون واإلنسجام الموجود بين الرئيس (صاحب السلطة التنفيذية)‬

‫‪ -105‬فاروق أبو السراج الذهب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.78‬‬


‫‪ -106‬راميوندكار فيلدكيتيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.296‬‬
‫‪ -107‬محمد نصر مهنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.218‬‬
‫‪ -108‬فاروق أبو السراج الذهب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪ -109‬محمد نصر مهنا‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.219‬‬
‫‪19‬‬
‫والكونغرس (السلطة التشريعية)‪ ،‬واألخذ بنظام الحزبين كذلك(الديمقراطيين والجمهوريين)‪ ،‬مما ساهم على‬
‫إرساء اإلستقرار السياسي واإلقتصادي و اإلجتماعي‬

‫فرغم إستحواذ رئيس الدولة على السلطة التنفيذية لم يؤدي ذلك إلى طغيانه و إستبداده والواقع يؤكد‬
‫لنا هذا‪ ،‬ولعل سبب ذلك يرجع إلى نضج ونمو الوعي السياسي وروح الحرية في نفوس الشعب المعتنق‬
‫دور فعالا في‬
‫لهذا النظام‪ ،‬إلى جانب أخذ الحكومة بعين اإلعتبار الرأي العام و المعارضة اللذان يلعبان اا‬
‫نجاح النظام الرئاسي(‪.)110‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلبيات النظام الرئاسي‬

‫بالرغم ما يتميز به النظام الرئاسي من إيجابيات تؤكد بكل صراحة أهميته‪ ،‬لكن هذا ليعني أنه‬
‫يخلو من سلبيات التي يمكن إعتبارها بمثابة نقائص له‪.‬‬

‫حتما للتهرب من المسؤولية وامكانية‬


‫عدم إقرار المسؤولية السياسية في النظام الرئاسي يؤدي ا‬
‫(‪)111‬‬
‫إيجاد صعوبات في معرفة المسؤول الحقيقي عن الخطأ‬

‫أما القول أن النظام الرئاسي قائم على مبدأ الفصل المطلق بين السلطات ليس من األمر‬
‫الصحيح‪ ،‬ألنه ل يمكن الفصل بين أجزاء الجسم الواحد‪ ،‬فمن الصائب وجود التعاون بينهما لتسهيل‬
‫ممارسة اختصاصاتها والتركيز على رسم السياسة العامة للدولة بكل قوة و فعالية(‪ ،)112‬وتمتع البرلمان و‬
‫سببا في‬
‫رئيس الدولة باإلستقالل يؤدي إلى ظهور مناقضات كثيرة بينهما حول مسائل عديدة مما يكون ا‬
‫إثارة الفوضى(‪.)113‬‬

‫يؤدي تكوين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية من أحزاب مختلفة إلى وجود تصادم‬
‫وا حتكاك و تفاقم بين هاتين السلطتين‪ ،‬ونظ ار للمركز الفعال لرئيس الجمهورية ففي النتخابات تتفاقم‬

‫‪ -110‬فاروق أبو السراج الذهب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.79-78‬‬


‫‪ -111‬فاروق أبو السراج الذهب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ -112‬محمد نصر مهنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.269‬‬
‫‪ -113‬محمد فرج الزائدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180‬‬
‫‪20‬‬
‫الخالفات بين السلطتين مما يؤدي إلي وقوع ثورة في المناطق الغير المستقرة و عليه فكل سلطة تلقي‬
‫اللوم على السلطة األخرى(‪.)114‬‬

‫إضافة لما سبق اإلشارة إليه‪ ،‬فإن تشكيل الهيئة التشريعية في هذا النظام من عدة لجان مستقلة‬
‫فيما بينها وكونها غير مسؤولة عن القوانين التي تتخذها من جهة‪ ،‬و ضعف تأثير الرأي العام عليها من‬
‫حتما إلى تقسيم السلطات والختصاصات وضياع المسؤوليات‪ ،‬وهذا ما يبرز أكثر‬
‫جهة ثانية‪ ،‬قد يؤدي ا‬
‫نقاط ضعف هذا النظام أكثر‪ ،‬كعدم إقرار مسؤولية رئيس الجمهورية‪ ،‬و عدم منح رئيس الجمهورية و‬
‫الوزراء حق اقتراح القوانين و تقديمها للبرلمان للمصادقة عليها(‪.)115‬‬

‫أيضا في ظل هذا النظام هو أنه في بعض المواقف السياسية‪ ،‬وخاصة في‬


‫وما يمكن مالحظته ا‬
‫الظروف الستثنائية فإن الضرورة تقضي في بعض األحيان بتغيير الطاقم الحكومي بكامله‪ ،‬وهي من‬
‫المواقف العسيرة و الصعبة التحقيق التي قد يتعرض لها هذا النظام‪ ،‬فمثال رئيس الدولة يستمر ممارسة‬
‫مسؤولياته على الرغم من كونه غير مؤهل لمواجهة مثل هذه الظروف الحساسة‪ ،‬وعليه فالدولة تكون‬
‫مقيدة بتولي نفس الرئيس زمام األمور إلى حين وصول النتخابات الرئاسية(‪.)116‬‬

‫كما أن عدم منح البرلمان سلطة سحب الثقة من رئيس الدولة خالل عهدته الرئاسية‪ ،‬قد جعله‬
‫حصنا من التهديد و اإلسقاط‪ ،‬وغير مسؤول عن أعماله و تصرفاته و عن الق اررات التي يتخذها لعدم‬
‫م ا‬
‫وجود هيئة أو سلطة تراقبه و توقفه عن حده‪ ،‬ثم يمكن لنا أن نقول بأن األخذ بمبدأ الفصل المطلق بين‬
‫حتما إلى هدم وحدة الدولة من جهة‪ ،‬والى تفكيك و تجزئة سيادتها من جهة ثانية‬
‫السلطات‪ ،‬قد يؤدي ا‬

‫حتم إلى تغيير‬


‫واستقاللية رئيس الدولة في ظل هذا النظام وتمتعه بالختصاصات الواسعة يؤدي به ا‬
‫مضمون الن ظام الذي يتحول بذلك إلى نظام ديكتاتوري‪ ،‬كما حدث في معظم دول أمريكا الالتينية‪ ،‬أدى‬

‫‪ -114‬فاروق أبو السراج الذهب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79‬‬


‫‪ -115‬راميوندكار فيلدكيتيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.298-291‬‬
‫‪ -116‬محمد نصر مهنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪27‬‬
‫إلى وقوع اضطرابات وانقالبات في الحكم وتحوله إلى نظام ديكتاتوري‪ ،‬بمعنى أن هذا النظام يزيد من‬
‫الغطاء الدستوري والقانوني لإلستبداد بالسلطة و الدكتاتورية(‪. )117‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫نظام حكومة الجمعية النيابية‬

‫تعتبر سويس ار مهد نظام حكومة الجمعية النيابية‪ ،‬أو ما يسمى "بالنظام المجلسي" الذي يعتبر‬
‫صورة من صور األنظمة الديمقراطية النيابية‪ ،‬فيتميز هذا النظام بخضوع وتبعية السلطة التنفيذية للسلطة‬
‫التشريعية وترجيح كفة السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية(‪ ،)118‬التي تحتكر ممارسة وظيفة التشريع‪ ،‬و‬
‫تاما‬
‫خضوعا ا‬
‫ا‬ ‫تعهد بوظيفة التنفيذ إلى هيئة تختارها وتحدد إختصاصاتها‪ ،‬وتكون تابعة وخاضعة لسلطاتها‬
‫و تقوم بتنفيذ ق ارراتها و تأمر بأوامرها وتوجيهاتها(‪.) 119‬‬

‫مما سبق اإلشارة إليه نتطرق لدراسة هذا النظام ذلك بالبحث عن أركانه من جهة (الفرع األول)‪،‬‬
‫و نقوم نقوم بتقدير هذا النظام من جهة أخرى (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫مبادئ نظام حكومة الجمعية النيابية‬

‫يرتكز هذا النظام على جملة من األسس و المبادئ األساسية حيث ترتكز السلطة في يد‬
‫البرلمان (أول)‪ ،‬وتبعية السلطة التنفيذية للبرلمان (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -117‬البنا محمد عاطف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 192‬‬


‫مؤثر في نشأة هذا النظام‪ ،‬وتكريسه لصالح‬
‫هما و اا‬
‫‪ -118‬في الواقع لعبت أفكار الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو دواار م ا‬
‫معارضا لفكرة مونتسكيو عن الفصل بين السلطات‪ ،‬بحيث يرى أن السلطة في الدولة‬
‫ا‬ ‫السلطة التشريعية‪ ،‬ألن روسو كان‬
‫وحدة واحدة ل تتج أز وترتكز أصالا في السلطة التشريعية‪ ،‬واذا كانت هناك أجهزة أخري تتولي الوظيفة التنفيذية واإلدارية‬
‫فإنها يجب أن تكون تابعة للسلطة التشريعية‪ .‬أنظر كذالك‪ :‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.217‬‬
‫‪ -119‬نعمان أحمد الخطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.111-116‬‬
‫‪22‬‬
‫أول‪ :‬تركيز السلطة في يد البرلمان‬

‫يقوم النظام المجلسي على أساس الدمج بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وليس الفصل‬
‫بينهما‪ ،‬حيث تجتمع السلطتين في قبضة البرلمان المنتخب من الشعب و الممثل الحقيقي له‪ ،‬فهو يمثل‬
‫أعلى السلطات في الدولة المهيمن والمسيطر على السلطة التنفيذية‪ ،‬حيث يتولى ممارسة كل السلطات‬
‫(‪)120‬‬
‫دون إستثناء بما فيها سلطة التشريع والتنفيذ‬

‫أيضا تعيين الوزراء و إختيار رئيس الوزراء إلدارة الشؤون التنفيذية في الدولة‬
‫من صالحياته ا‬
‫(‪) 121‬‬
‫تحت إشرافه و رقابته‬

‫نظر إلستحواذ البرلمان‬


‫أما السلطة التنفيذية فال تملك أي صالحيات أصلية تستمدها من الدستور اا‬
‫علي جميع الصالحيات‪ ،‬فال تمارس إل ما عهد لها في مجال تنفيذ القوانين و الحفاظ علي السلم و األمن‬
‫في الدولة و ضمان سير المرافق العامة باعتبارها مفوضة من طرف البرلمان(‪ ،)122‬كأن البرلمان يمثل‬
‫السلطة الوحيدة و الفعلية في الدولة التي جعلت من السلطات األخرى ما هي إل أدوات ووسائل لتنفيذ‬
‫(‪) 123‬‬
‫‪.‬‬ ‫سياستها‪ ،‬و ترجع هذه القوة إلى إختيار أعضائها من قبل الشعب مباشرة‬

‫ثانيا‪ :‬تبعية السلطة التنفيذية للبرلمان‬

‫تظهر تبعية السلطة التنفيذية للسلطة السلطة التشريعية في ظل هذا النظام‪ ،‬من خالل قيام‬
‫البرلمان بإختيار وتعين أعضائها‪ ،‬وعزلهم واإلشراف على أعمالهم و توجيههم‪ ،‬كما له صالحية تعديل‬
‫والغاء الق اررات الصادرة عن الهيئة التنفيذية(‪.) 124‬‬

‫كما أن أعضائها مسؤولون مسؤولية كاملة أمام البرلمان‪ ،‬فرئيس السلطة التنفيذية يعين و يفوض‬
‫من قبل البرلمان الذي له صالحية سحب الثقة منه عند الضرورة(‪ ،) 125‬على عكس ذالك فليس للسلطة‬

‫‪ -120‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 286‬‬


‫‪ -121‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.290-289‬‬
‫‪ -122‬حسين عثمان محمد عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.290-292‬‬
‫‪ -123‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -124‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬النظم السياسية في العالم المعاصر‪ ،‬كلية الحقوق جامعة القاهرة‪ ،2001 ،‬ص‪ ،‬ص‪.721-722‬‬
‫‪21‬‬
‫التنفيذية أية وسيلة قانونية تمكنها من التأثير على البرلمان حيث ل تملك حق اإلعتراض على ق ارراته أو‬
‫دعوة البرلمان لإلنعقاد أو فض دوراته أو حله أو حتي مسائلة أحد أعضائه(‪.) 126‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تقدير نظام حكومة الجمعية النيابية‬

‫يتميز نظام حكومة الجمعية النيابية باعتباره صورة من صور األنظمة الديمقراطية النيابية‪،‬‬
‫بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن باقي األنظمة التي يمكن لنا اإلشارة إليها من خالل التطرق إلى‬
‫إيجابياته (أول)‪ ،‬والى سلبياته(ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬إيجابيات نظام حكومة الجمعية النيابية‬

‫يتمتع النظام المجلسي بجملة من السيمات و المحاسن‪ ،‬حيث يعتب ار األكثر ديمقراطية بالمقارنة‬
‫نظر لتنكره لمبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬وقيامه على الدمج بين السلطتين‬
‫مع مختلف األنظمة األخرى اا‬
‫التنفيذية و التشريعية لصالح البرلمان‪ ،‬الذي يتولى السلطة الفعلية من خالل ممارسة السلطة والسيادة‬
‫واتخاذه للق اررات اإلستثنائية والمصيرية(‪ ،)127‬فالبرلمان هو الهيئة الوحيدة الذي يمثل الشعب‪ ،‬لذلك يتحدث‬
‫بإسمه و يتصرف لصالحه و هو األقرب لتحقيق إرادته ومطالبه(‪.)128‬‬

‫يعتبر تجسيد السلطة التنفيذية في مجموعة من األشخاص يسمح لها بإقتراح الحلول و‬
‫التوجيهات الالزمة لحل مختلف المعضالت‪ ،‬مما يعني أن السلطة التنفيذية غير مجسدة في شخص واحد‬
‫الذي يمكن له الميل لإلستحواذ على السلطة‪ ،‬كما أن مسؤولية السلطة التنفيذية أمام البرلمان تمنح ميزة‬

‫‪ -125‬بوالشعير سعيد‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪،‬ج‪ ،2‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ -126‬علي يوسف الشكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.719‬‬
‫‪ -127‬نعمان أحمد الخطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪ -128‬يحيى الجمل‪ ،‬األنظمة السياسية المعاصرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬س‪ .‬ن‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫‪22‬‬
‫خاصة لهذا النظام‪ ،‬و الغاية من هذه المسؤولية هو منع السلطة التنفيذية من اإلستبداد والطغيان و‬
‫اإلطاحة بسياسة البرلمان(‪.)129‬‬

‫يمثل النظام المجلسي الديمقراطية الحقيقية و اإلرادة العليا للشعب‪ ،‬أين يمكن القول أن سبب‬
‫كنموذجا له يعود إلى الظروف الخاصة التي سبق وأن مرت بها‪ ،‬و إلى‬
‫ا‬ ‫نجاحه في سويس ار بإعتبارها‬
‫الصفات التي يتمتع بها الشعب السويسري‪ ،‬من روح اإلعتدال و ضعف ميل رجال السياسة و األحزاب‬
‫للسيطرة على الحكم‪ ،‬وأخذها بمظاهر الديمقراطية الشبه المباشرة خاصةا اإلستفتاء الشعبي‪ ،‬هذا ما أدي‬
‫في األخير إلى إرساء الستقرار و نيل هذا النظام النجاح المستحق(‪.)130‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلبيات نظام حكومة الجمعية النيابية‬

‫بالرغم من تمتع هذا النظام باإليجابيات السالف ذكرها إل أنه ل يخلو من و السلبيات‪ ،‬حيث‬
‫يكفي لنا أن نقول بأن قيامه على تركيز السلطة في يد هيئة واحدة يؤدي به إلي إنعدام المبادرة الفردية و‬
‫ت اسلط رجال السياسة و بعض األحزاب على النظام األمر الذي يؤدي إلي تدهور و تشتت كيان الدولة‪،‬‬
‫على خالف مبدأ الفصل بين السلطات الذي يؤدي إلى توقيف سلطة لسلطة أخرى في حالة تجاوزها‬
‫إلختصاصاتها(‪.) 131‬‬

‫أيضا‬
‫وبهذا يتعارض مع مبدأ الفصل بين السلطات و مع الديمقراطية الصحيحة‪ ،‬كما يمكن القول ا‬
‫أن تطبيقه وفقا لمبادئ النظرية المجردة‪ ،‬يؤدي حتما إلي إضعاف السلطة التنفيذية و عجزها عن إتخاذ‬
‫ا‬
‫الق اررات الالزمة و الضرورية لمواجهة الظروف التي تمر بها الدولة األمر الذي يشتت كيانها(‪.) 132‬‬

‫يمكن لنا القول بكل بساطة أن سبب ضعف النظام المجلسي‪ ،‬يعود أصالا إلى خضوع السلطة‬
‫التنفيذية للبرلمان الذي إستحوذ علي جميع الصالحيات‪ ،‬بما فيها صالحية التشريع و التنفيذ و تعديل و‬
‫إلغاء الق اررات الصادرة من السلطة التنفيذية و سلطة عزل و إقالة أعضائها‪...‬إلخ(‪. ) 133‬‬

‫‪ -129‬حسان محمد شفيق ألعالني‪ ،‬األنظمة السياسية و الدستورية المقارنة‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،7686 ،‬ص‪. 12‬‬
‫‪ -130‬عبد الغني البسيونى عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.211-212‬‬
‫‪ -131‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 725‬‬
‫‪ -132‬محمد فرج الزائدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 185‬‬
‫‪25‬‬
‫خالصة الفصل األول‬

‫بعد أن تطرقنا إلى دراسة معظم األنظمة السياسية اللبرالية المتمثلة في (النظام البرلماني‬
‫والرئاسي و المجلسي)‪ ،‬أين قمنا بإيضاح المبادئ التي يقوم عليها كل واحد منهم ‪ ،‬فإننا نتوصل إلى‬
‫القول بأن النظام البرلماني من أبرز الخصائص التي يقوم عليها هو إق ارره لمبدأ الفصل المرن بين‬
‫السلطات مع وجود المساواة والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بدليل أوجه الرقابة و التعاون‬
‫المتبادلة بين كال من هاتين السلطتين‪ ،‬بحيث تعتبر بمثابة أسلحة تتمتع بها كل سلطة لمواجهة األخرى‪،‬‬
‫وهذا بمثابة تحقيق للتعاون والتوازن بينهما ‪.‬‬

‫نجد النظام الرئاسي عكس النظام البرلماني الذي يقوم على مبدأ الفصل المطلق بين السلطات‪،‬‬
‫بحيث تستبعد فيه كل مظاهر التعاون بين سلطاته‪ ،‬أين تقدم كل سلطة على مباشرة صالحيتها دون وجود‬
‫أي نوع من التداخل بينها‪ ،‬لكن ما يجب أن نشير إليه في ظل هذا النظام هو أنه ل يمكن تحقيق مبدأ‬
‫الفصل المطلق بين السلطات بدليل التداخل الموجود بين هذه السلطات‪ ،‬بحيث نجد أن رئيس الدولة‬
‫وبإعتباره صاحب السلطة التنفيذية األصلية له حق اإلعتراض على مشروعات القوانين المعروضة عليه‬
‫من قبل البرلمان(الكونغرس) والذي سبق وأن تمت اإلشارة إليه الذي يعتبر بمثابة الحق التوقيقي‪ ،‬وغير‬
‫ذلك من المظاهر األخرى التي تؤكد صراحةا عدم وجود الفصل المطلق بين السلطات‪ ،‬كإستجواب موافقة‬
‫الكونغرس(الشيوخ) على بعض التع ينات التي يقبل عليها رئيس الدولة كتعيين كبار الموظفين في الدولة و‬
‫الحكام اإلتحاديين‪ ،‬نفس الشيء ينطبق على السياسة الخارجية إذ يجب من موافقة البرلمان(مجلس‬
‫الشيوخ)‪ ،‬نفس الشيء لنفاذ بعض المعاهدات التي يجب من إقبال رئيس الدولة عليها‪ ،‬وكل ماقمنا‬
‫باإلشارة إليه يؤكد لنا صراحةا على وجود فصل شديد بين السلطات في ظل النظام الرئاسي ‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ما يمكن لنا قوله على النظام المجلسي أنه قائم على أساس عدم المساواة بين‬
‫السلطتين التشريعية و التنفيذية‪ ،‬بحيث نجد أن إدارة مجمل القضايا السياسية منها الهامة المتعلقة بشؤون‬
‫الحكم تكون على عاتق السلطة التشريعية‪ ،‬بإعتبارها صاحبة السيادة‪ ،‬وان كان هناك لتدخل السلطة‬

‫‪ -133‬قحطان أحمد سليمان الحمداني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 186‬‬

‫‪26‬‬
‫التنفيذية في مباشرة بعض المهام فما هو إل تفويض من السلطة التشريعية صاحبة اإلختصاص األصيل‪،‬‬
‫تماما ‪.‬‬
‫أين يمكن القول بهذا أن مبدأ الفصل بين السلطات ينعدم في النظام المجلسي ا‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫تكييف النظام السياسي الجزائري في ظل دستور‪1991‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫تكييف النظام السياسي الجزائري في ظل دستور‪1991‬‬

‫بعدما تطرقنا إلى تبيان أهم األنظمة الليبرالية المعاصرة لسيما النظام البرلماني و الرئاسي‪،‬‬
‫ونظام الجمعية النيابية‪ ،‬وبينا أن هذه األنظمة تأخذ بمبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬بحيث يمكن أن يكون هذا‬
‫الفصل فصل مطلق أو مرن بجعل سلطات الدولة تدخل في إختصاصات بعضها البعض الذي يعود‬
‫لظروف مختلفة تستوجب دخول سلطة في إختصاصات سلطة أخرى ‪.‬‬

‫ومنه ‪ ،‬كشفت لنا تطورات التجربة الدستورية الجزائرية أن الدولة الجزائرية قد تبنت عدة وثائق‬
‫دستورية ‪ ،‬إلى غاية مجيء دستور‪ 7989‬القائم على الديموقراطية والتعددية الحزبية وحرية التعبير و‬
‫التداول على السلطة‪ ،‬وتبنيه كذلك للنظام الرأسمالي بعد أن كان النظام اإلشتراكي هو النظام المعتنق من‬
‫قبل الدولة الجزائرية‪ ،‬كما أخذ المؤسس الدستوري الجزائري ‪ ،‬إلى غير ذالك المظاهر األخرى التي تبناها‬
‫المؤسس الدستوري الجزائري بموجب إستحداثه لدستور‪. 7989‬‬

‫ونظر للظروف السياسية التي مرت بها الدولة الجزائرية إبان الفترة الممتدة من‪7989‬‬
‫اا‬ ‫لكن‬
‫إلى‪ 7995‬إستوجبت على المؤسس الدستوري الجزائري إستحداث دستور جديد يواكب هذا التغيير‪ ،‬وهذا‬
‫ما حدث فعالا بصدور الوثيقة الدستورية سنة‪ 7996‬التي تعتبر كآخر وثيقة وهي السارية المفعول إلى‬
‫يومنا‪ ،‬أين طرأت عليها عدة تعديالت دستورية‪ ،‬الذي كان آخر تعديل لها سنة‪،2008‬‬

‫إستنادا لما سبق اإلشارة إليه أعاله‪ ،‬سنحاول في هذا الفصل أن نبين أهم المؤسسات‬
‫ا‬
‫الدستورية‪ ،‬خاصةا منها التشريعية والتنفيذية من خالل إستقراء أحكام دستور ‪( 7996‬المبحث األول)‪ ،‬هذا‬
‫من حيث تشكيلة واختصاصات كل منهما‪ ،‬ثم نقوم بدراسة العالقة بين كال من هذه السلطتين (المبحث‬
‫الثاني)‪ ،‬بإبراز مظاهر التعاون والرقابة المتبادلة بين كل منهما ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المبحث األول‬

‫تنظيم السلطات السياسية الجزائرية في ظل دستور‪1991‬‬

‫يقوم النظام السياسي الجزائري على أساس الثنائية في السلطات(‪ ،)134‬بحيث يتضح لنا أن‬
‫السلطة التنفيذية تتكون من هيئتين مختلفتين ومستقلتين عضويا ووظيفيا وهما رئيس الجمهورية‪ ،‬ورئيس‬
‫الحكومة المعين من قبل رئيس الجمهورية‪ ،‬والخاضع لتعليماته و توجيهاته(‪ .)135‬ونفس الشيء بالنسبة‬
‫للسلطة التشريعية (البرلمان) فهي األخرى تتكون من مجلسين هما مجلس األمة كمجلس أعلى‪ ،‬والمجلس‬
‫الشعبي الوطني الذي يعتبر كمجلس أدنى‪ ،‬و لهذه السلطة كامل السيادة في إعداد القانون و التصويت‬
‫(‪)136‬‬
‫‪.‬‬ ‫عليه‬

‫كما أورد المؤسس الدستوري الجزائري سلطة ثالثة إلى جانب السلطتين المشار إليها أعاله‪ ،‬و‬
‫المتمثلة في السلطة القضائية التي نظمها المؤسس الدستوري الجزائري في المواد‪ 718‬إلى ‪ 758‬من‬
‫تماما عن السلطات السياسية األخرى في الدولة‪.‬‬
‫الدستور وهي مستقلة ا‬

‫لذلك سنحاول أن نبين في هذا المبحث السلطة التنفيذية في النظام السياسي الجزائري (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬و السلطة التشريعية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ -134‬بوالشعير سعيد‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪(،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ‪ ، )7996‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪. 71‬‬
‫‪ -135‬بوالشعير سعيد ‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪(،‬دراسة تحليلية لطبيعة الحكم في ضوء دستور ‪ ،)7989‬ج‪ ، 02‬د‪ .‬م‬
‫‪.‬ج ‪ ،‬الجزائر‪ ،2071 ،‬ص‪.775‬‬
‫‪ -136‬تنص المادة ‪ 98‬من دستور ‪7996‬على ما يلي‪ » :‬يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون من غرفتين و هما‬
‫المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة و له السيادة في إعداد القانون و التصويت عليه « ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫المطلب األول‬

‫السلطة التنفيذية في النظام السياسي الجزائري‬

‫تعتبر السلطة التنفيذية مركز ولب أنظمة الحكم في أي دولة كانت‪ ،‬بحيث تحتل درجة قوتها و‬
‫اءا كان نظاما برلمانيا‪ ،‬أو رئاسيا‪ ،‬أو حتى‬
‫فعاليتها بحسب النظام السياسي المتبع في الدولة‪ ،‬سو ا‬
‫مجلسيا(‪.)137‬‬
‫ا‬

‫أورد دستور ‪ 7996‬السلطة التنفيذية في الفصل األول من الباب الثاني المتعلق بتنظيم‬
‫السلطات‪ ،‬حيث وردت في حوالي ‪ 21‬مادة‪ ،‬إلى جانب مواد أخرى مرتبطة بسلطات رئيس الجمهورية في‬
‫عالقته بالسلطات األخرى‪ ،‬وما يمكن اإلشارة إليه هو أن دستور ‪ 7996‬يرتكز على مبدأ إزدواجية السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬بدليل أخذ المؤسس الدستوري الجزائري بإزدواجية السلطة التنفيذية بعد التعديل الدستوري الذي‬
‫)‪ ،‬و كرسه في دستور ‪ ،)139(7989‬قبل أن يتم تبنيه في دستور ‪،7996‬‬ ‫(‪138‬‬
‫جرى في نوفمبر‪7988‬‬
‫حيث نجد في قمتها رئيس الجمهورية‪ ،‬ورئيس الحكومة (الوزير األول حاليا)(‪.)140‬‬

‫ومنه‪ ،‬سنحاول إيضاح إزدواجية السلطة التنفيذية‪ ،‬من خالل إبراز العالقة بين كل من رئيس‬
‫الجمهورية و الوزير األول‪ ،‬بحيث نتطرق لمكانة رئيس الجمهورية (الفرع األول)‪ ،‬ومكانة الوزير األول في‬
‫ظل النظام السياسي الجزائري الحالي (الفرع الثاني) ‪.‬‬

‫‪ -137‬بوالشعير سعيد‪(،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ‪ ،)7996‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ -138‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،221/88‬مؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر ‪ ،7988‬متعلق بنشر المراجعة الدستورية‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪،‬‬
‫عدد‪ ،25‬لسنة ‪.7988‬‬
‫‪ -139‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،78/89‬مؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر‪ ،‬يتضمن نشر دستور ‪( ،7989‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪،09‬‬
‫لسنة ‪.7989‬‬
‫‪ –140‬بوالشعير سعيد‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪(،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء التعديل الدستوري‬
‫لسنة‪، 2008‬ج‪ ، 2‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2071 ،‬ص‪. 05‬‬
‫‪57‬‬
‫الفرع األول‬

‫مكانة رئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري‬

‫مركز جد حساس بحجة إنتخابه عن‬


‫اا‬ ‫يحتل رئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري‪،‬‬
‫طريق اإلقتراع العام المباشر والسري‪ ،‬ففي مرحلة األحادية كان يمثل مرك ااز محورايا بحيث كان يجمع بين‬
‫قيادة الدولة و الحزب في نفس الوقت‪ ،‬مما جعله في مركز أسمى مقارنة مع غيره من المؤسسات‪ ،‬إل أن‬
‫محاولة‬ ‫دستور‪ 7989‬حاول أن يغير من هذه المكانة التي كان يتمتع بها رئيس الجمهورية(‪ ،)141‬بدليل‬
‫التقليص من مكانته و لكن لصالح المجلس الشعبي الوطني و رئيس الحكومة‪ ،‬لكن بالرغم من هذا فمكانة‬
‫رئيس الجمهورية تبقى مهمة وفعالة في ظل النظام السياسي(‪ ،)142‬أما مكانته في دستور ‪ 7996‬سنتعرض‬
‫إليها من خالل التطرق إلى إنتخابه (أول)‪ ،‬وبدراسة صالحياته على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي‬
‫(ثانيا) ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬إنتخاب رئيس الجمهورية‬

‫يتم إنتخابه عن طريق اإلقتراع العام المباشر والسري(‪ ،)143‬فالمؤسس الدستوري الجزائري إعتمد‬
‫الطريق الديمقراطي إلختيار رئيس الجمهورية‪ ،‬دليل ذلك اإلقتراع العام المباشر و السري‪ ،‬كما يجب على‬
‫المترشح الحصول على األغلبية المطلقة من األصوات المعبر عنها(‪ ،)144‬هذا على خالف دستور ‪7916‬‬
‫الذي كان يشترط على الفائز ضرورة حصوله على األغلبية المطلقة لكل الناخبين المسجلين لكن هذا لم‬

‫‪ -141‬سعيد بوشعير‪(،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ‪ )7996‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ -142‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬السلطة التنفيذية‪ ،‬بين التعسف و القيد‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،2006 ،‬ص‪.271‬‬
‫‪ -143‬تنص المادة ‪ 7/17‬من دستور‪7996‬على ما يلي‪ » :‬ينتخب رئيس الجمهورية‪ ،‬عن طريق اإلقتراع العام المباشر‬
‫و السري «‬
‫‪ -144‬تنص المادة ‪2/17‬من دستور‪7996‬على ما يلي‪ » :‬يتم الفوز في النتخاب بالحصول على األغلبية المطلقة من‬
‫أصوات الناخبين المعبر عنها «‬
‫‪52‬‬
‫يحقق الغرض المراد‪ ،‬حيث يعتبر شرط صعب التحقيق خاصةا في ظل التعددية الحزبية و اإلنفتاح‬
‫(‪)145‬‬
‫‪.‬‬ ‫الديمقراطي‬

‫أما في حالة عدم حصول أي مترشح من المترشحين على األغلبية المطلقة لألصوات المعبر‬
‫عنها‪ ،‬فإنه يتم إجراء دورة ثانية‪ ،‬لكن بمشاركة المترشحان اللذان تحصال على أكبر عدد من األصوات في‬
‫الدور األول على التوالي(‪ ،)146‬ويفوز بذالك في هذا الدور الحائز على أكبر عدد من األصوات خالل‬
‫الدوراألول‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة لطريقة انتخاب رئيس الجمهورية في ظل أحكام دستور‪ ،7996‬ونفس‬
‫الطريقة أكدت عليها أحكام القانون العضوي ‪ 07/72‬المتعلق باإلنتخابات‪.‬‬

‫أما بالنسبة لشروط الترشح لرئاسة الجمهورية‪ ،‬فإن المؤسس الدستوري الج ازئري‪ ،‬قد لجأ إلى‬
‫نظر‬
‫النص على شروط جوهرية ل بد من توفرها لدى كل شخص يريد الترشح لرئاسة الجمهورية و هذا اا‬
‫للمنصب الذي يحظى به رئيس الجمهورية ‪.‬‬

‫ومنه‪ ،‬نجد أن المؤسس الدستوري الجزائري قد حدد مجموعة من الشروط الواجب توافرها لدى‬
‫أي شخص يريد أن يرشح نفسه كرئيس للجمهورية‪ ،‬وهذا ما جاء في نص المادة ‪ 11‬من‬
‫و نظمها القانون العضوي المتعلق بالنتخابات(‪ ،)148‬وهي التي يمكن حصرها في‬ ‫(‪) 147‬‬
‫دستور‪7996‬‬
‫شروط دستورية(‪ ،)1‬و إجراءات قانونية(‪. )2‬‬

‫‪ _)7‬الشروط الدستورية‬

‫جاء نصها في المادة ‪ 11‬من الدستور الجزائري ‪ ،7996‬المتمثلة فيما يلي‬

‫‪ -145‬بالفعل تحقق هذا المطلب في ظل دستور ‪ 28‬فيفري ‪ ،7989‬أنظر كذلك بوالشعير السعيد‪ ،‬عالقة المؤسسة‬
‫التشريعية بالمؤسسة التنفيذية‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه الدولة في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،7982‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -146‬المادة ‪756‬من القانون العضوي رقم ‪ ،07-72‬المؤرخ في ‪ 72‬جانفي ‪ ،2072‬متعلق بنظام اإلنتخابات‪( ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬‬
‫ج‪ ،‬د‪،‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،07‬لسنة ‪.2072‬‬
‫‪ -147‬أنظر في ذالك نص المادة ‪ 11‬من دستور ‪ 7996‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ -148‬القانون العضوي رقم‪ ،07/72‬مشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫_الجنسية‬

‫أيد دستور ‪ 7996‬كل من الدساتير السابقة ‪ ،) 151(7989 ،) 150(7916 ،) 149(7961‬فيما يخص‬


‫تمتع المترشح لرئاسة الجمهورية بالجنسية الجزائرية األصلية‪ ،‬بدليل نص المادة ‪ 11‬منه(‪ ،) 152‬أي إبعاد‬
‫المتجنس الذي إكتسب الجنسية الجزائرية بعد أن كان حامالا لجنسية دولة أخرى‪ ،‬والحكمة من هذا الشرط‬
‫هو حماية مصلحة المجتمع بإسناد قيادة الدولة إلى المواطنين األصليين كونهم األكثر تمسكا وارتباطاا‬
‫بالوطن واألمة‪ ،‬والشعب(‪.) 153‬‬

‫_يدين بالدين اإلسالمي‬

‫قائدا لوطنه‪ ،‬كما أن‬


‫هو شرط ذو نتيجة منطقية‪ ،‬فالشعب الجزائري مسلم ل يرضى بغير المسلم ا‬
‫هذا الشرط جاء لتكريس الدين اإلسالمي عمليا‪ ،‬ولحماية اإلسالم من محاولت المساس به إلعتباره عقيدة‬
‫المجتمع الذي يرأسه‪ ،‬وهو إمتداد لنص المادة الثانية (‪ )02‬من الدستور الجزائري‪.) 154(7996‬‬

‫‪ -149‬راجع المادة ‪ 19‬من دستور ‪ 7961‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -150‬راجع المادة ‪ 701‬من دستور‪ 7916‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -151‬راجع المادة ‪ 89‬من دستور ‪ 7989‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -152‬تبني المشرع الجزائري الجنسية األصلية على أساس رابطة الدم كأصل‪ ،‬وعلى رابطة اإلقليم كإستثناء‪ ،‬فرابطة الدم‬
‫تكون عندما ينحدر الشخص من أب جزائري أصلي‪ ،‬و من أم جزائرية ‪ ،‬و يضم هذا اإلستثناء حالتين هما‪ :‬الولد المولود‬
‫من أم جزائرية و أب مجهول‪ ،‬والولد المولود من أم جزائرية وأب عديم الجنسية‪.‬‬
‫أما الجنسية األصلية المبنية على أساس رابطة اإلقليم فهي تعني حالة اللقيط‪ ،‬وحالة الميالد المضاعف‪ ،‬وللمزيد من‬
‫التفاصيل راجع المواد ‪ 6‬و‪ 1‬من األمر رقم ‪ ،86-10‬مؤرخ في ‪ 75‬ديسمبر ‪ ،7910‬متضمن قانون الجنسية الجزائرية‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‪ ،750‬لسنة‪ ،7916‬معدل ومتمم بموجب األمر رقم ‪ ،07-05‬مؤرخ في ‪21‬فيبراير‪ ،2005‬يتضمن تعديل‬
‫قانون الجنسية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬د‪.‬ش عدد ‪ ،75‬لسنة ‪.2005‬‬
‫‪ -153‬بوالشعير سعيد‪ ،‬عالقة المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه الدولة في القانون‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،7982 ،‬ص‪. 91‬‬
‫دين الدولة «‬
‫‪ -154‬تنص المادة ‪ 02‬من دستور ‪ 7996‬على ما يلي‪ " :‬اإلسالم ُ‬
‫أنظر النصوص األساسية لجبهة التحرير الوطنية ‪ ،7962 -7952‬الجزائر‪ .‬نشر و توزيع قطاع اإلعالم والثقافة و التكوين‬
‫لحزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬جويلية ‪ ،7982‬ص‪.02‬‬
‫‪52‬‬
‫_السن‬

‫إشترط المؤسس الدستوري الجزائري سن أربعين(‪ )20‬سنة كاملة يوم اإلنتخاب‪ ،‬وهو سن الحكم و‬
‫)‪ ،‬وهو إشارة إلى كمال و نجاعة‬ ‫(‪155‬‬
‫التعقل التي تأهل صاحبها لتولي مسؤوليات اإلمامة والرئاسة‬
‫الملكات والقدرات اإلنسانية في هذا السن(‪ ،)156‬حيث يقول األستاذ (سيد قطب) في بلوغ أربعين سنة‬
‫"األربعين هي غاية النظج و الرشد و فيها تكتمل جميع القوى و الطاقات‪ ،‬و يتهيأ للتدبير و التفكير في‬
‫(‪) 157‬‬
‫‪.‬‬ ‫إكتمال وهدوء"‬

‫فال يعقل عقد أمر األمة بكاملها إلى ناقص األهلية أو شخص محكوم عليه أو حتى محروم من‬
‫(‪ ،‬أوحتى الشخص الذي فقد حقوقه المدنية و‬ ‫)‪158‬‬
‫ممارسة أحد أو بعض الحقوق المدنية والسياسية‬
‫جميعا(‪. ) 159‬‬
‫ا‬ ‫السياسية‬

‫_إثبات الجنسية األصلية لزوجه‬

‫(‪) 160‬‬
‫‪ ،‬بمعنى أن يكون زوج المترشح ذو‬ ‫وهو ما جاء به المؤسس الدستوري الجزائري صراحةا‬
‫جنسية جزائرية أصلية‪ ،‬وهو الشرط الذي يجب على المترشح إثباته‪ ،‬وربما المؤسس الدستوري الجزائري‬

‫=أنظر كذالك الميثاق الوطني لحزب جبهة التحرير الوطني لعام ‪ ،7986‬الجزائر‪ :‬نشر و توزيع قطاع اإلعالم و الثقافة و‬
‫التكوين‪ ،7981‬ص‪.79‬‬

‫‪ -155‬أنظر المادة ‪ 1/11‬من دستور ‪ 7996‬المشار إليه سابقا‪.‬‬


‫‪ -156‬قال اهلل عز وجل‪... »:‬حتى إذا بلغ أشده‪ ،‬و بلغ األربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمتك‬
‫تبت إليك واني من المسلمين « اآلية ‪ 75‬من‬
‫علي و على والدي و أن أعمل صالحا ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني ُ‬
‫سورة األحقاق في المصحف‪.‬‬
‫‪ -157‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.781‬‬

‫‪55‬‬
‫أراد من زوج الرئيس أن يكون حامالا للجنسية الجزائرية األصلية‪ ،‬حتى يكون ولئها للجزائر‪ ،‬بحيث تم‬
‫إثبات هذا عبر تاريخ األمم في الماضي و الحاضر(‪. ) 161‬‬

‫_إثبات مشاركته في ثورة أول نوفمبر إذا كان مولودا قبل يوليو‪1991‬‬

‫هذا ما جاء به المؤسس الدستوري الجزائري بموجب أحكام الدستور(‪ ،) 162‬لكن المالحظ هو أن‬
‫هذا الشرط ما كان ليوضع بهذه الصيغة‪ ،‬إذ لو إنحصر شرط المؤسس الدستوري على أن ل يكون قد‬
‫إتخذ مواقف ضد الثورة‪ ،‬لكان هذا أفضل(‪.) 163‬‬

‫_إثبات عدم تورط أبويه ضد ثورة أول نوفمبر ‪ 1999‬إذا كان مولودا بعد يوليو‪1992‬‬

‫نص على هذا الشرط المشرع الجزائري بموجب نص المادة ‪ 71/710‬من قانون النتخابات(‪،)164‬‬
‫)‪(165‬‬
‫‪ ،‬و هذا الشرط يمنع‬ ‫إل أن الشرط يتعارض مع نص المادة ‪ 21‬من الدستور الجزائري لسنة ‪7996‬‬

‫أبناء الذين اتخذوا مواقف ضد الثورة‪ ،‬و يقصد بهم الحركة و المواطنين لالستعمار و عمالئه(‪.)166‬‬

‫_أن يقدم التصريح العلني لممتلكاته العقارية و المنقولة داخل و خارج الوطن‬

‫و هذا ما نص عليه المؤسس الدستوري الجزائري صراحةا(‪ ،)167‬إل أنه شرط يطغى عليه الطابع‬
‫الشكلي وذالك لنعدام الشفافية من جهة‪ ،‬والرقابة على الممتلكات المصرح بها من جهة أخرى(‪ ،)168‬ولعل‬

‫‪ -161‬أين نجد أنه بإمكان أزواج الرؤساء أن يصلن إلى الحكم‪ ،‬و يستخلفن بذالك أزواجهن و مثال ذالك‪ :‬إزابيال بيرون‬
‫في األرجنتين‪ ،‬للمزيد من التفاصيل أنظر‪ :‬محمد طربوش‪ ،‬السلطة التنفيذية في الدولة العربية ذات النظام الجمهوري‪،‬‬
‫الموسوعة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،7996 ،‬ص‪،‬ص‪. 81-82‬‬
‫‪ -162‬أنظر في ذالك نص المادة ‪ 11‬من دستور ‪ 7996‬المشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪ -163‬بوالشعير سعيد‪(،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ‪ ،)6991‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ -164‬القانون العضوي رقم ‪ ،07/72‬المشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪ -165‬تنص المادة ‪ 29‬من الدستور» كل المواطنين سواسية أمام القانون و ل يمكن أن يتذرع بأي تمييز يعود سببه‬
‫أي شرط أو ظرف آخر شخصي أو إجتماعي «‬
‫إلى المولد‪ ،‬أو العرق‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو الرأي‪ ،‬أو ُ‬
‫‪ -166‬بو الشعير سعيد‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -167‬أنظر المادة ‪ 11‬من الدستور‪ ،7996‬المشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪ -168‬أنظر المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 09‬من دستور ‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫هدف المؤسس الدستوري الجزائري من وراء هذا التصريح‪ ،‬هو عدم إستغالل منصب رئيس الجمهورية‬
‫للحصول على اإلمتيازات و اإلثراء بطرق غير مشروعة و بطرق منافية للقانون‪ ،‬كما حدد كيفية واجراءات‬
‫التصريح بالممتلكات(‪. )169‬‬

‫‪ -)2‬الشروط القانونية لرئاسة الجمهورية‬

‫يستوجب على المترشح لمنصب رئيس الجمهورية مجموعة الشروط الشكلية‪ ،‬و ذالك بتقديم قائمة‬
‫بالتوقيعات الضرورية التي تلزم المترشح بتقديم قائمة تتضمن ستمئة (‪ )600‬توقيع لألعضاء منتخبين‬
‫داخل مجالس بلدية أو ولئية أو برلمانية على األقل موزعة على خمس و عشرين(‪ )25‬ولية (‪.) 170‬‬

‫ثانيا‪ :‬صالحيات رئيس الجمهورية‬

‫يمارس رئيس الجمهورية بإعتباره صاحب السلطة التنفيذية األصلي أو بإعتباره جزء من السلطة‬
‫التنفيذية إلى جانب الوزير األول مجموعة من الصالحيات‪ ،‬يمكن لنا تقسيمها إلى صالحيات على‬
‫المستوى الداخلي (‪ ،)1‬و صالحياته على المستوى الخارجي (‪.)2‬‬

‫‪ -)7‬صالحيات رئيس الجمهورية على المستوى الداخلي‬

‫_سلطة إصدار القوانين‬

‫يقوم رئيس الجمهورية بإصدار القوانين في أجل ثالثين (‪ )10‬يوما إنطالقا من تاريخ تسليمه‬
‫(‪)171‬‬
‫ضا أن يطلب إجراء مداولة ثانية في قانون تم التصويت عليه في غضون‬
‫إياه ‪ ،‬كما يمكن له أي ا‬
‫يوما الموالية لتاريخ إق ارره‪ ،‬وفي هذه الحالة ل يتم إقرار القانون إل بأغلبية ثلثي (‪ )1/2‬من‬
‫الثالثين(‪ )10‬ا‬
‫أعضاء المجلس الشعبي الوطني(‪.) 172‬‬

‫‪ -169‬أنظر المواد ‪ ،71 ،72 ، 01 ،02 ،07‬من األمر رقم‪ ،02/91‬المؤرخ في ‪ 77‬جانفي‪ ،7991‬يتعلق بالتصريح‬
‫بالممتلكات‪(،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬د‪،‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،01‬لسنة ‪.7996‬‬
‫‪ -170‬أنظر المادة ‪ 759‬من القانون العضوي رقم ‪ ،07 -72‬المشار إليه سابقاا‪.‬‬
‫‪ -171‬أنظر المادة ‪ 726‬من دستور ‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -172‬أنظر المادة ‪ 721‬من دستور‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫_ممارسة السلطة السامية و سلطة التنفيذ‬

‫رئيس الجمهورية في ظل النظام السياسي الج ازئري يتولى ممارسة بعض السلطات السامية و لعل‬
‫أبرزها‪ ،‬رئاسة المجلس األعلى للقضاء و مجلس الوزراء و المجلس األعلى لألمن‪ ،‬كما يقوم بتوقيع‬
‫المراسيم الرئاسية‪ ،‬وحقه في العفو و تخفيض العقوبات أو إستبدالها‪ ،‬يمكنه أن يستشير الشعب في كل‬
‫قضية ذات أهمية وطنية عن طريق اإلستفتاء‪ ،‬كما يقدم على تسليم أوسمة الدولة و نياشينها و‬
‫(‪)173‬‬
‫أيضا القائد األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬كما يتولى مسؤولية الدفاع الوطني‪.‬‬
‫شهاداتها ‪ ،‬ويعتبر ا‬

‫أما سلطة التنظيم هي السلطة التي تشمل المجال الذي يخرج عن إختصاص المشرع‪ ،‬واذا كان‬
‫دستور ‪ 7916‬قد أسند السلطة التنظيمية بمفهومها الواسع إلى رئيس الجمهورية‪ ،‬نجد عكس ذالك في كال‬
‫من دستوري ‪ 7989‬و‪ ،)174(7996‬حيث تم إسنادها إلى رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة (الوزير األول‬
‫حاليا)(‪.)175‬‬
‫ا‬

‫_وظيفة التشريع‬

‫لقد إختلفت الدساتير الجزائرية فيما بينها في مسألة ممارسة صاحب السلطة التنفيذية األصلي‬
‫لإلختصاص التشريعي عن طريق األوامر‪ ،‬حيث نجد أن دستور الجمهورية الجزائرية لسنة ‪ 7961‬لم يرد‬
‫فيه أي نص على هذا النوع من اإلختصاص التشريعي لرئيس الجمهورية‪ ،176‬حتى و إن نصت المادة‬

‫‪ -173‬أنظر المادة ‪ 11‬من الدستور السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -174‬بو الشعير سعيد‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪( ،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ‪،)7996‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪. 81-82‬‬
‫‪ -175‬تم إستبدال مصطلح رئيس الحكومة بالوزير األول بموجب التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2008‬بموجب القانون رقم‬
‫‪ 79-08‬المؤرخ في ‪ 75‬نوفمبر ‪ 2008‬يتضمن تعديل الدستور ‪(،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬د‪،‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،61‬صادرة في نوفمبر ‪.2008‬‬
‫‪ - 176‬حنان مفتاح رزيق‪ ،‬رئيس الجمهورية بين الدستورين الجزائري و األمريكي _ دراسة مقارنة_‪ ،‬مذكرة لنيل درجة‬
‫الماجيستير في العلوم القانونية‪ ،‬فرع القانون الدستوري‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية و القانونية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬‬
‫باتنة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ 58‬منه على اللوائح التفويضية(‪ ،)177‬إل أن دستور ‪ 7989‬جاء خاليا من منح الوظيفة التشريعية لرئيس‬
‫الجمهورية‪ .‬فالنظام السياسي الجزائري و بموجب دستور ‪ 7996‬منح رئيس الجمهورية سلطة التشريع في‬
‫حالة شغور المجلس الشعبي الوطني أو فيما بين دورة و أخرى‪ ،‬عن طريق أوامر تعرض على البرلمان‬
‫(‪)178‬‬
‫إلى جانب ذالك نجد أن المجالت التي يشرع فيها رئيس‬ ‫في أول دورة للموافقة عليها دون مناقشتها‬
‫الجمهورية و بموجب أوامر واسعة و التي تشمل‪:‬الحالت اإلستثنائية(‪ ،)179‬في حالة عدم المصادقة على‬
‫قانون المالية من طرف البرلمان في مدة أقصاها خمس و سبعين (‪ )15‬يوم من تاريخ إيداعه يصدره‬
‫رئيس الجمهورية بموجب أمر(‪.)180‬‬

‫هذه اآللية المعتمدة من قبل رئيس الجمهورية من خالل دخوله في إختصاص السلطة التشريعية‬
‫دفع البعض إلى القول أن هذه الطريقة ستؤدي إلى جعل التشريع إختصاص مشترك بين السلطتين‬
‫التنفيذية (رئيس الجمهورية) والتشريعية (البرلمان) بإعتبار أن هذه األخيرة صاحبة اإلختصاص األصيل‬
‫في ممارسة التشريع‪ ،‬و هذا ما ينتج عنه ظهور برلمان مفتقر(‪.)181‬‬

‫_سلطة التعيين‬

‫ترتبط صالحية التعيين بسلطة التنظيم التي يتمتع بها رئيس الجمهورية‪ ،‬بحيث ل يمكنه ممارسة‬
‫هذا اإلختصاص إل إذا منحت له وسائل تمكنه من القيام بذالك‪ ،‬وأهم وسيلة يستند إليها بذالك رئيس‬
‫الجمهورية الوثيقة الدستورية(‪.)182‬‬

‫‪ -177‬تنص المادة ‪ 58‬من دستور ‪ 7961‬على ما يلي‪ » :‬يجوز لرئيس الجمهورية أن يطلب من المجلس الوطني‬
‫التفويض لمدة محدودة حق إتخاذ تدابير ذات صبغة تشريعية تتخذ في نطاق مجلس الوزراء أو تعرض على مصادقة‬
‫المجلس في أجل ثالثة(‪ )01‬أشهر «‬
‫‪ -178‬أنظر المادة ‪ 722‬من الدستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -179‬أنظر المادة ‪ 7/96‬من الدستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -180‬أنظر المادة ‪ 720‬من الدستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪181- cop (j f) vers le régime présidentiel- rerene commentaire, N°129, printemps,‬‬
‫‪2010,p,p, 55-56.‬‬

‫‪ - 182‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري‪ -‬التنظيم اإلداري‪ ،-‬دار العلوم‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.16-15‬‬
‫‪59‬‬
‫فرئيس الجمهورية و باعتباره كرئيس السلطة التنفيذية األصيل‪ ،‬منح له دستور ‪ 7996‬حق‬
‫التعيين في المناصب التي تمس المؤسسات التنفيذية‪ ،‬فيقدم بهذاعلى تعين الوزير األول وانهاء مهامه‪،‬‬
‫كما يمكنه أن يعين نائبا أو عدة نواب للوزير األول قصد مساعدته في ممارسة وظائفه و ينهي‬
‫مهامهم(‪ ،)183‬كما يقدم على التعيين في الوظائف المدنية و العسكرية في الدولة‪ ،‬فيعين رئيس مجلس‬
‫األمة‪ ،‬األمين العام للحكومة‪ ،‬محافظ بنك الجزائر‪ ،‬القضاة‪ ،‬مسؤولوا أجهزة األمن‪ ،‬الولة‪ ،‬ثالثة (‪)1‬‬
‫(‪)184‬‬
‫لهذا نقول أن رئيس الجمهورية يعين في المراتب السامية و حتى‬ ‫أعضاء في المجلس الدستوري‬
‫(‪)185‬‬
‫المراتب الدنيا‬

‫_قيادة الدفاع الوطني‬

‫تعد مسألة خضوع الجيش لقيادة رئيس الجمهورية‪ ،‬بمثابة السبيل الذي سلكته معظم الدول‪ ،‬فتولي‬
‫رئيس الجمهورية قيادة المؤسسة العسكرية يمنح له الثقة والقوة في أداء مهامه مهما كانت صعوباتها و‬
‫خطورتها و بهذا فالمؤسس الدستوري الجزائري سار على نفس المبدأ‪،‬و عليه فإن رئيس الجمهورية هو‬
‫القائد األعلى للقوات المسلحة المختلفة‪ ،‬و يتولى مسؤولية الدفاع الوطني وهو وزير الدفاع و رئيس‬
‫المجلس األعلى لألمن(‪.)186‬‬

‫_حل المجلس الشعبي الوطني‬


‫(‪)187‬‬
‫بعد استشارته لرئيس المجلس‬ ‫وهو ما يظهر من خالل إجراء انتخابات تشريعية قبل أوانها‬
‫الشعبي الوطني و رئيس مجلس األمة و الوزير األول‪.‬‬

‫‪_183‬أنظر المادة ‪ 5/11‬و ‪ 6‬من دستور‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -184‬أنظر المادتين ‪18‬و ‪ 762‬من دستور ‪،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -185‬مرسوم رئاسي رقم‪ 220-99‬مؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر‪ ،7996‬يتعلق بالتعين في الوظائف المدنية و العسكرية للدولة‬
‫‪(،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬د‪،‬ش) عدد‪ ،16‬لسنة ‪ ،7999‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 101-97‬مؤرخ في ‪ 1‬سبتمبر ‪ ،7997‬متعلق بكيفية‬
‫التعيين في الوظائف المدنية للدولة المصنفة وظائف عليا‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬د‪،‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،21‬لسنة ‪.7997‬‬
‫‪ -186‬أنظر في ذالك نص المادة ‪7/711‬و‪ 2‬من دستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -187‬أنظر المادة ‪ 721‬من دستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫_السلطة التأسيسية لرئيس الجمهورية‬

‫إلى جانب السلطات التي يتمتع بها رئيس الجمهورية نجد أنه يتمتع بصالحيات أخرى يتمتع بها‬
‫و لعل أبرزها حق المبادرة بتعديل الدستور(‪ ،)188‬و هذا عن طريق عرض مشروع التعديل على غرفتي‬
‫البرلمان للمصادقة عليه بنفس الصيغة التي تطبق على القوانين العادية‪ ،‬ويعرض التعديل على الشعب‬
‫لإلستفتاء عليه خالل الخمسين(‪ )50‬يوم إلق ارره‪ ،‬كما يمكن لرئيس الجمهورية أن يكتفي بعرضه على‬
‫الشعب لإلستفتاء عليه وفق شروط دستورية(‪ ،)189‬والجدير بالذكر أيضا أن رئيس الجمهورية في ظل‬
‫سياسيا‪ ،‬بحيث ل يمكن مساءلته من طرف البرلمان أثناء تأديته‬
‫ا‬ ‫النظام السياسي الجزائري غير مسؤول‬
‫إلختصاصاته‪ ،‬وهذا مبدأ من مبادئ النظام البرلماني‪ ،‬غير أن هذا ل يعني أنه ل يسأل جنائيا‪ ،‬بل يسأل‬
‫جنائيا(‪.)190‬‬
‫ا‬ ‫رئيس الجمهورية في ظل النظام الجزائري‬

‫‪ -)2‬صالحيات رئيس الجمهورية على المستوى الخارجي‬

‫إلى جانب السلطات التي يتمتع بها رئيس الجمهورية على المستوى الداخلي‪،‬كذلك له سلطة إقرار‬
‫السياسة الخارجية لألمة و توجيهها(‪ ،)191‬بحيث يتولى إبرام المعاهدات الدولية(‪ ،)192‬كما يقدم على تعيين‬
‫سفراء الجمهورية و المبعوثين فوق العادة إلى الخارج فضالا عن إنهاء مهامهم‪ ،‬و يتسلم أوراق إعتماد‬
‫الممثلين الدبلوماسيين األجانب وأوراق إنهاء مهامهم(‪.)193‬‬

‫إل أن إتفاقيات الهدنة و معاهدات السلم‪ ،‬و معاهدات التحالف والمعاهدات المتعلقة‬
‫باألشخاص‪ ،‬فقد وردت إستثناءات عليها فيما يخص سلطة رئيس الجمهورية في إبرام هذا النوع من‬

‫‪ -188‬أنظر المادة ‪ 712‬من دستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -189‬أنظر المادة ‪ 716‬من دستور‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -190‬أنظر المادة ‪ ،758‬من الدستور السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -191‬أنظر في ذالك نص المادة ‪ 1/11‬من دستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -192‬من المستحسن أن نشير أن رئيس الجمهورية يعود إليه حق إبرام المعاهدات الدولية بمعزل عن الوزير األول الذي‬
‫ل نجد له أية إشارة في مجال تحديد السياسة الخارجية‪ ،‬هذا ما يأكد الرغبة في إبعاد» الوزير األول« عن السياسة الخارجية‬
‫حتى ل ينازع رئيس الجمهورية في ذالك‪ ،‬للمزيد من التفاصيل أنظر كذالك‪ :‬مختاري عبد الكريم‪ ،‬نفاذ= =المعاهدات في‬
‫القانون الوطني الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2005 ،‬ص‪.‬ص‪21‬و‪.10‬‬
‫‪ -193‬أنظر في ذالك نص المادة ‪ 18‬من دستور‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫المعاهدات‪ ،‬حيث إستوجب المؤسس الدستوري الجزائري الموافقة الصريحة للبرلمان بغرفتيه حتى يستطيع‬
‫رئيس الجمهورية المصادقة عليها(‪.)194‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫مكانة الوزير األول في السلطة التنفيذية‬

‫بعد أن سادت قاعدة ل مسؤولية رئيس الجمهورية لمدة طويلة و خاصة أن النظام السياسي‬
‫الجزائري لم يكن أن سبق له اللجوء إلى مبدأ مسؤولية رئيس الجمهورية أمام البرلمان(‪ ،)195‬وبهذا تم‬
‫التوجه نحو بديل آخر و هذا عن طريق تبني مبدأ اإلزدواجية و هو إيجاد سلطة ثانية إلى جانب السلطة‬
‫التنفيذية األصلية وهو الوزير األول‪ ،‬حيث أصبح يقبل على ممارسة معظم الصالحيات التي كان يقبل‬
‫عليها رئيس الجمهورية‪ ،‬بشرط تحمله للمسؤولية السياسية(‪.)196‬‬

‫أول‪ :‬تعيين الوزير األول‬

‫لقد أستبدلت وظيفة رئيس الحكومة في دستور ‪ 7996‬بوظيفة الوزير األول بموجب التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪.)197(2008‬‬

‫فرئيس الجمهورية هو الذي يقدم على تعيينه وانهاء مهامه(‪ ،)198‬وبالتالي أكدت أحكام الدستور‬
‫الجزائري لسنة ‪7996‬على عدم إمكانية تفويض صالحية تعيين الوزير األول(‪ ،)199‬فهي صالحية مطلقة‬

‫‪ -194‬أنظر المادة ‪ 717‬من دستور ‪، 7996‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -195‬محمد مهادين قارة‪ ،‬مبدأ اإلزدواجية في السلطتين التشريعية و التنفيذية ضرورة أم قيد‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬معهد الحقوق و العلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،7998 ،‬ص‪.777‬‬
‫‪ -196‬لقد تم تأكيد بصفة رسمية في ظل دستور ‪ ،7916‬إل أنه تم التراجع عنه بعد التعديل الدستوري سنة ‪،7989‬‬
‫بسبب الضغوطات و األحداث التي مرت بها الجزائر إبان تلك الفترة‪.‬‬
‫‪ -197‬أنظر المادة ‪ 19‬من القانون ‪ 79 -08‬السابق اإلشارة إليه‪.‬‬
‫‪ -198‬أنظر المادة ‪ 5/11‬من دستور ‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -199‬أنظر المادة ‪ 81‬من دستور ‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫(‪)200‬‬
‫و بصفة إنفرادية مهما كانت الظروف ‪ ،‬والتتبع لمظاهر التعديل‬ ‫يستأثر بها رئيس الجمهورية‬
‫الدستوري لعام ‪ 2008‬يالحظ استبدال تسمية رئيس الحكومة بالوزير األول الذي يتولى رئيس الجمهورية‬
‫وهو نفس المنصب الموجود في دستور ‪ ،)202(7916‬و من أبرز النتائج الناجمة عن‬ ‫(‪)201‬‬
‫مهمة تعيينه‬
‫عدم تقييد سلطة رئيس الجمهورية في مجال التعيين هو كثرة هذه التعيينات‪ ،‬حيث عرفت الجزائر ستة‬
‫(‪ )6‬حكومات خالل ستة (‪ )6‬سنوات‪ ،‬الذي يعتبر كسبب في عرقلة األداء الجيد والحسن لمؤسسات‬
‫الدولة(‪.)203‬‬

‫ثانيا‪ :‬إنهاء مهام الوزير األول‬

‫أكدت صراحةا أحكام دستور ‪7996‬على أن رئيس الجمهورية هو صاحب اإلختصاص األصيل‬
‫في إنهاء مهام الوزير األول(‪ ،)204‬وبالنسبة إلنهاء مهامه فإما أن يكون بطلب من الوزير األول‬

‫اءا بمحضى إرادته(‪ ،)205‬أو في حالت أخرى ترغمه على تقديم‬


‫بحيث يقدم إستقالته سو ا‬
‫إستقالته(‪.)206‬‬

‫‪ -200‬إن تعيين رئيس الحكومة هي سلطة تقديرية لرئيس الجمهورية في السياسة الجزائرية‪ ،‬و الدليل هو إختياره للسيد بن‬
‫بيتور و هو خارج أغلبية المجلس الشعبي الوطني و ضمن الثلث الرئاسي داخل مجلس األمة‪=.‬‬
‫=أنظر المرسوم الرئاسي رقم ‪،299 -99‬مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،7999‬متضمن تعيين أحمد بن بيتور للحكومة‪،‬‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪ .‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،91‬لسنة‪7999‬نو كذالك لختياره للسيد بن فليس كرئيس للحكومة‪ ،‬و هو من المقربين له لكونه‬
‫المسير لحملته النتخابية كما كان رئيسا لديوانه‪ ،‬و قد أدلي السيد بوتفليقة بأن السيد بن فليس كان عونا له في الرئاسة و‬
‫أنهما يتبادلن وجهة النظر‪.‬‬
‫أنظر مرسوم الرئاسي رقم ‪ ،256-2000‬مؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪ ،2000‬متضمن تعيين السيد أحمد بن فليس رئيسا‬
‫للحكومة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‪ ،52‬لسنة ‪.200‬‬
‫‪ -201‬حيث قدم السيد أحمد أويحيى إستقالته عقب التعديل الدستوري ليعلن عن منصب الوزير األول‪.‬‬
‫‪ -202‬المادة ‪ 771‬من دستور ‪ ،7916‬صادر بموجب األمر رقم ‪ ،91/16‬مؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪( ،7916‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬
‫د‪.‬ش) عدد‪ ،92‬لسنة ‪.7916‬‬
‫‪ -203‬فوزي أوصديق‪ ،‬الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري‪،‬ج‪ ،01‬ط‪( ،02‬د‪،‬م‪،‬ج)‪،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.722‬‬
‫‪ -204‬تنص المادة ‪ 5/11‬من الدستور على ما يلي» يعين الوزير األول وينهي مهامه « ‪.‬‬
‫‪ -205‬كتقديم إستقالته بعد إنتخابات رئاسية(عبد المالك سالل) و يتولي رئيس جديد العهدة اإلنتخابية‪ ،‬إل أن هذا يعد‬
‫اءا شكليا فقط و حجتنا على ذالك هو إقبال السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عل إستدعاء عبد المالك سالل‬
‫إجر ا‬
‫‪61‬‬
‫بالمقارنة مع الدستور الفرنسي لسنة ‪ 7958‬نالحظ بأن المؤسس الدستوري الفرنسي خول‬
‫صالحية تعيين الوزير األول لرئيس الجمهورية‪ ،‬لكن إقالته ل تكون إل بطلب من الوزير األول‪ ،‬حيث‬
‫لرئيس الدولة الفرنسية‪ ،‬حق تعيين الوزراء ذالك بعد إقتراحهم من طرف الوزير األول(‪.)207‬‬

‫ثالثا‪ :‬إختصاصات الوزير األول‬

‫يتمتع الوزير األول في النظام السياسي الجزائري بمجموعة من الصالحيات‪ ،‬ولقد حددها المؤسس‬
‫الدستوري الجزائري على سبيل الحصر‪ ،‬وهي مقيدة بإرادة رئيس الجمهورية وتحت رقابة المجلس الشعبي‬
‫الوطني‪ ،‬لعل أبرزها ما نشير إليه فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬رئاسة إجتماعات الحكومة‬

‫تعتبر هذه الصالحية من المؤشرات الجلية على هجر نظام إزدواجية السلطة التنفيذية‪ ،‬و يظهر‬
‫ذالك من خالل إلغاء مجلس الحكومة الذي كان يرأسه رئيس الحكومة قبل التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ ،)208(2008‬حيث تنص المادة‪ 6/11‬على أنه يمكن لرئيس الجمهورية أن يفوض جزء من صالحياته‬
‫(‪)209‬‬
‫للوزير األول لرئاسة ‪،‬جتماعات الحكومة مع مراعاة أحكام المادة ‪ 81‬من الدستور‬

‫لممارسة نفس المهام‪ ،‬كما يجب أن يقدم إستقالته في حين ترشحه لرئاسة الجمهورية‪ ،‬بحيث نعطي مثال في هذا الصدد‬
‫تقديم حمروش إستقالته لرئيس الجمهورية‪.‬‬
‫‪ -206‬أنظر المادة ‪ 87‬من دستور ‪ ،7996‬وهي المتعلقة بحالة عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على مخطط الوزير‬
‫األول‪ ،‬ففي هذه الحالة رئيس الجمهورية يعين الوزير األول بنفس الكيفيات التي تم فيها تعيين الوزير الذي تم عزله ‪.‬‬
‫‪ -207‬محمد مهادين قارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -208‬المادة ‪ 2/85‬من الدستور قبل تعديل ‪ »2008‬يرأس مجلس الوزراء « ‪.‬‬
‫‪ -209‬المادة ‪ 81‬تمنع تفويض بعض سلطات رئيس الجمهورية للوزير األول‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫لهذا فبمجرد تعيين الوزير األول والحكومة يصدر رئيس الجمهورية مرسوم رئاسي يفوض بموجبه‬
‫الوزير األول برئاسة إجتماعات الحكومة(‪ ،)210‬وهذا التفويض يجدد كلما عينت حكومة جديدة أو في حالة‬
‫تجديد الثقة في الوزير األول الممارس‪.‬‬

‫‪ ‬توزيع الصالحيات بين الوزراء‬

‫الوزير األول بصفته المسؤول عن و ازرته مهمة توزيع الصالحيات بين أعضاء هذه الو ازرة بإعتباره‬
‫مسؤول أمام رئيس الجمهورية والمجلس الشعبي الوطني(‪ ،)211‬واقدام الوزير األول على توزيع الصالحيات‬
‫بين الوزراء يحقق التناسق و التوافق داخل الو ازرة‪ ،‬و في هذا اإلطار فإنه يقوم بتنسيق نشاطات الو ازرة و‬
‫يتلقى التقارير عن مختلف النشاطات و القطاعات الو ازرية(‪.)212‬‬

‫‪ ‬السهر على حسن سير اإلدارة العمومية‬

‫يتمتع الوزير األول بسلطة فعلية في تسيير اإلدارة العمومية وتسخيرها للمهام المنوط‬
‫بالحكومة(‪ ،)213‬إل أن هذه الصالحية معيبة بحيث ل تحقق اإلستقرار اا‬
‫نظر لكونها‬
‫تفتقد للثبات الذي يمنح لها الفعالية و القدرة على إنجاز مختلف المشاريع لتحقيق‬
‫البرامج السياسية وهو ما ينتج الفراغ القانوني فيما يتعلق بحماية المواطنين(‪.)214‬‬

‫‪ -210‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 161 -08‬مؤرخ في ‪ 71‬ذي القعدة عام ‪ 7229‬الموافق ل ‪ 2008/77/75‬يفوض للوزير‬
‫األول رئاسة إجتماعات الحكومة‪ ،‬أنظر كذالك‪ :‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 710 -09‬يفوض للوزير األول رئاسة إجتماعات‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫‪ -211‬أنظر في ذالك المادة ‪ 7/87‬من دستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -212‬و ازرتي الدفاع و الشؤون الخارجية هما اللتان تخضعان إلختصاصات رئيس الجمهورية و كإستثناء‪.‬‬
‫‪ -213‬يجب لنا اإلشارة إلى أن أغلب اإلدارات العمومية خاضعة لسلطته و مراقبة رئيس الحكومة أين يقدم على تنظيم‬
‫المصالح المركزية للو از ارت‪ ،‬مصالح رئاسة الحكومة و المصالح اإلدارية كما يتولى مهمة التعيين في الوظائف العليا لهذه‬
‫المصالح‪.‬‬
‫‪ -214‬لعل من اآلثار السلبية التي تبرزها الممارسة السياسية في الجزائر هو أنه كلما أتي بوزير أول جديد إل و جاء‬
‫بتغييرات جذرية في التسيير و التعيين على مستوى اإلدارات‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ ‬توقيع المراسيم التنفيذية‬

‫لعل أبرز الوسائل التي يعتمد عليها الوزير األول في تأدية مهامه توقيع المراسيم التنفيذية‪ ،‬إل أن‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪ 2008‬قد أكد على ضرورة إخضاعها للموافقة المسبقة لرئيس الجمهورية‪ ،‬و هذا‬
‫دليل واضح على إ نتزاع هذه الصالحية من الوزير األول و لكن بطريقة غير مباشرة(‪ ،)215‬وهذا هو‬
‫الوضع الذي كان الوزير األول يستفيد فقط من تفويض رئيس الجمهورية فقط في ظل هذا المجال‪ ،‬و لكن‬
‫حاليا ما يمكن مالحظته هو أن المراسيم التنفيذية صادرة فقط من رئيس الجمهورية(‪.)216‬‬

‫‪ ‬تنفيذ القوانين و التنظيمات‬

‫خول الدستور للوزير األول كذالك صالحية السهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات(‪ ،)217‬و بموجب‬
‫ذالك يتولى إصدار المراسيم التنفيذية بعد موافقة الرئيس عليها و التعليمات و يفوض الوزراء في إتخاذ‬
‫الق اررات سواء كانت ق اررات مشتركة أو فردية ذات الصبغة العامة)‪ ،(218‬وهذا يثور التساؤل إلى من يؤول‬
‫له اختصاص تنفيذ القوانين و التنظيمات حيث أنه بموجب دراستنا ألحكام الدستور يتضح لنا أن صالحية‬
‫التنفيذ من حيث المعيار الشكلي و الموضوعي تعود للوزير األول لصراحة النص‪ ،‬لكن قد يذهب البعض‬
‫إلى اعتماد المعيار العضوي لتبرير تدخل رئيس الجمهورية في مجال تنفيذ القوانين إذا كانت تخص‬
‫(‪)219‬‬
‫وعدم الفصل بين المجالت التي يتدخل رئيس‬ ‫القطاعات التي يتولي اإلشراف المباشر عليها‬
‫الجمهورية و الوزير األول يؤدي إلى توليد أزمات سياسية(‪.)220‬‬

‫‪ -215‬بدلا من النص صراحة على إلغاء الفقرة الرابعة من المادة ‪ 85‬من دستور ‪ ،7996‬مثلما حل بالمادة الثانية منها‬
‫المتعلقة برئاسة مجلس الوزراء‪.‬‬
‫‪ -216‬يالحظ الدارس بأن المراسيم التنفيذية التي صدرت بعد تعديل دستور ‪ 2008‬أنها تتضمن بعد البناءات و‬
‫المقتضيات التي يعتمد عليها النص عبارة » وبعد موافقة رئيس الجمهورية « ‪.‬‬
‫‪ -217‬تنص المادة ‪ 2/85‬من دستور ‪ 7996‬على ما يلي‪ » :‬يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات « ‪.‬‬
‫‪ -218‬سعيد بو الشعير‪،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬ج‪ ،01‬ص‪.218‬‬
‫‪ -219‬أهم القطاعات التي يتولى اإلشراف المباشر عليها رئيس الجمهورية قطاع الدفاع الخارج‪.‬‬
‫‪ -220‬األزمة التي حدثت سنة ‪ 2000‬بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة(الوزير األول) أنذاك أحمد بن‬
‫بيتور و التي على إثرها قدم بن بيتور إستقالته‪ ،‬حيث برز هذا األخير إستقالته‪ ،‬بسب تدخل رئيس الجمهورية المستمر‬
‫بواسطة األوامر‪ ،‬أنظر كذالك محمد بن مهاد بن قارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪66‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫السلطة التشريعية في النظام السياسي الجزائري‬

‫تحتل السلطة التشريعية مكانة مرموقة بين مؤسسات الدولة‪ ،‬بإعتبارها صاحبة النفوذ و القوة لكن‬
‫أصبحت تضعف و تتراجع شيئا فشيئا في معظم دول العالم‪ ،‬مما أدى بها إلى إسناد بعض اختصاصاته‬
‫للسلطة التنفيذية األمر الذي أفقده مكانته في األنظمة السياسية(‪.)221‬‬

‫فنجد للمؤسس الدستوري الجزائري قد عزز من مكانة السلطة التشريعية و نظمها من المواد ‪98‬‬
‫إلى غاية ‪ 711‬في الفصل الثاني من الباب الثاني المتعلق بتنظيم السلطات في ظل دستور‪ ،7996‬حيث‬
‫(‪)222‬‬
‫بمعني تشكيل البرلمان من غرفتين‬ ‫أتى هذا الدستور إلحداث نظام جديد أل و هو الثنائية البرلمانية‬
‫(‪)223‬‬
‫و في هذا الصدد‬ ‫و هما المجلس الشعبي الوطني(الغرفة األولى)‪ ،‬و مجلس األمة(الغرفة الثانية)‬
‫نصت المادة ‪ 98‬من دستور ‪ 7996‬على‪ »:‬يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون من غرفتين‪ ،‬و‬
‫هما المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة « ‪.‬‬

‫و على هذا األساس نقوم بدراسة غرفتي البرلمان المجلس الشعبي الوطني(الفرع األول)‪ ،‬ومجلس‬
‫األمة(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫اإلطار العضوي لغرفتي البرلمان‬

‫سنتطرق في هذا الفرع إلى تبيان تشكيلة البرلمان الجزائري في ظل دستور‪ ،7996‬حيث يتشكل‬
‫من غرفتين أل وهما المجلس الشعبي الوطني(أول)‪ ،‬ومجلس األمة(ثانيا) ‪.‬‬

‫أول‪ :‬العضوية في المجلس الشعبي الوطني‬

‫‪ -221‬محمد بن معز نصر‪ ،‬النظريات و النظم السياسية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.516‬‬
‫‪ -222‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -223‬لشعب محفوظ‪ ،‬التجربة الدستورية الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الحديثة للفنون المطبعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪61‬‬
‫يتشكل المجلس الشعبي الوطني من نواب ينتخبون اإلقتراع العام المباشر والسري على القوائم‬
‫(‪)224‬‬
‫لمدة ‪ 5‬سنوات قابلة للتجديد بطريقة اإلقتراع النسبي على‬ ‫المرشحة من طرف األحزاب األحرار‬
‫(‪)226‬‬
‫و يسجل‬ ‫القائمة(‪ ،)225‬من أجل تمثيل األقليات السياسية و المحافظة على التعددية الحزبية‬
‫المترشحون بالترتيب في كل دائرة إنتخابية في قوائم تشمل على عدد من المرشحين بقدر عدد المقاعد‬
‫المطلوب شغلها‪ ،‬و يضاف إليهم ثالث(‪ )01‬مترشحين إضافيين‪ ،‬كما تجرى اإلنتخابات في ظرف‬
‫ثالثة(‪ ) 01‬أشهر التي تسبق إنقضاء المدة النيابية الجارية و تحدد الدائرة اإلنتخابية األساسية إلنتخاب‬
‫أعضاء المجلس الشعبي الوطني حسب الحدود اإلقليمية للولية‪ ،‬و يمكن أن تقسم الولية إلى دائرتين‬
‫إنتخابيتين أو أكثر مع مراعاة الكثافة السكانية لكل ولية‪ ،‬كما أن عدد المقاعد يجب أن ل تقل عن ‪2‬‬
‫بالنسبة للوليات التي يقل عدد سكانها عن ثالث مائة و خمسين ألف(‪ )150.000‬نسمة(‪ ،)227‬و يجب‬
‫على المترشح لعضوية المجلس الشعبي الوطني الالزمة للترشح المنصوص عليها في المادة ‪ 90‬من‬
‫القانون العضوي لإلنتخابات(‪، )228‬‬

‫كما نجد هناك فئة محددة في المادة ‪ 89‬القانون العضوي‪ 07/72‬المتعلق بالنتخابات منعها‬
‫المشرع من حق الترشح لعضوية المجلس الشعبي الوطني من أجل منعهم من إستغالل نفوذها خالل‬

‫‪ -224‬بلحاج صالح‪ ،‬السلطة التشريعية‪-‬الغائب األكبر‪ ،‬في النظام السياسي الجزائري‪ ،-‬دار قرطبة للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪ .29‬أنظر المادة ‪ 01‬من النظام الداخلي لمجلس الشعبي الوطني‪ ،‬مؤرخ في ‪ 28‬ربيع الثاني ‪،7227‬‬
‫الموافق ل‪10‬يوليو‪ (،2000‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬د‪.‬ش) عدد‪،26‬لسنة ‪.2000‬‬
‫‪ -225‬أنظر المادة ‪ 7/707‬من الدستور‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -226‬بيطام أحمد‪ ،‬اإلقتراع النسبي و التمثيلية حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في القانون‪ ،‬كلية الحقوق و‬
‫العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2005 ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ -227‬فكاير نور الدين‪ ،‬العضوية في البرلمان‪ ،‬مجلة النائب‪ ،‬العدد األول‪ ،2001 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -228‬تنص المادة ‪ 90‬من القانون العضوي لإلنتخابات على‪ »:‬يشترط في المترشح إلى المجلس الشعبي الوطني ما‬
‫يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون بالغا ‪ 25‬سنة على األقل يوم اإلقتراع‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون ذا جنسية جزائرية‪،‬‬
‫‪ -‬أن يثبت أداءه للخدمة الوطنية أو إعفائه منها‪،‬‬
‫‪ -‬أل يكون محكومَا عليه في الجنايات و الجنح المنصوص عليها في المادة ‪ 5‬من هذا القانون‪ ،‬و لم يرد إعتباره‪،‬‬
‫‪ -‬أل يكون محكوم عليه بحكم نهائي بسبب تهديد النظام العام و اإلخالل به « ‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫العملية النتخابية و تتمثل هذه الفئة في‪ :‬موظفو الولية‪ ،‬القضاة‪ ،‬األمناء العاملون للوليات‪ ،‬أعضاء‬
‫الجيش الشعبي الوطني‪ ،‬موظفو أسالك األمن‪ ،‬محاسبو أصول الولية(‪)229‬و يتم انتخاب النائب لمدة ‪5‬‬
‫سنوات قابلة للتجديد و ل يمكن تجديد هذه الفترة إل في ظروف حساسة استثنائية ل يمكن فيها إجراء‬
‫انتخابات عادية‪ ،‬و البرلمان هو الذي يؤكد على وجود هذه الحالة بناءَا على اقتراح رئيس الجمهورية مع‬
‫استشارة المجلس الدستوري(‪.)230‬‬

‫ثانيا‪ :‬العضوية في مجلس األمة‬

‫يتشكل مجلس األمة من عدد يساوي على األكثر نصف عدد أعضاء المجلس الشعبي‬
‫(‪)232‬‬
‫و المالحظ أن النظام السياسي الجزائري يأخذ بوسيلتين‬ ‫الوطني(‪)231‬و هو حاليا ‪ 722‬عضو‬
‫مختلفتين لتشكيل هيئة نيابية واحدة فيأخذ باإلنتخاب الغير المباشر لتعيين ثلثي المجلس و يأخذ بوسيلة‬
‫مبدئيا غير ديمقراطية لتعيين الثلث المتبقي(‪ ،)233‬و نجد أن ثلث األعضاء المعينون يختارون من طرف‬
‫رئيس الجمهورية من بين الشخصيات و الكفاءات الوطنية في المجالت العلمية والثقافية والمهنية (‪،)234‬‬
‫بعدد عضوين عن كل ولية مهما بلغ عدد سكانها‪ ،‬كذالك حسب نموذج القتراع المتقدم األسماء في دور‬
‫واحد على مستوى الولية‪ ،‬و يكون التصويت إجباريا إل في حالة وجود مانع(‪ ،)235‬إن المترشحون‬
‫الحاصلين على أكبر عدد من األصوات‪ ،‬ووفقا لعدد المقاعد المطلوبة شغرها هم الفائزون في النتخابات‪،‬‬
‫و في حالة تعادل األصوات يفوز المترشح األكبر سن ا‪ ،‬وان لرئيس الجمهورية سلطة تعيين ‪ 1/7‬األخر‬

‫‪ -229‬أنظر المادة ‪ 705‬من دستور ‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -230‬أوصديق فوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫‪ -231‬فكاير نور الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -232‬مدة نيابة أعضاء مجلس األمة ‪ 6‬سنوات‪ ،‬يجدد عدد األعضاء بالنصف كل ‪ 1‬سنوات نصف المنتخبين و نصف‬
‫المعينين أي ‪ 28‬عضو من المنتخبين(واحد لكل ولية) و ‪22‬عضو المعينين‪ .‬للمزيد من التفاصيل راجع المادة ‪ 702‬من‬
‫قانون اإلنتخابات ‪ 02/72‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -233‬مولود منصور‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الودائع للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2077 ،‬ص‪.215‬‬
‫‪ -234‬مزياني لوناس‪ ،‬إنتفاء السيادة التشريعية للبرلمان في ظل الدستور الجزائري لسنة ‪ ،7996‬مذكرة لنيل درجة‬
‫الماجيستير في القانون العام‪ ،‬فرع تحولت الدولة‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬لسنة ‪ .2077‬أنظر كذالك المادة ‪707‬‬
‫من دستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -235‬أنظر نص المادة ‪ 705‬من القانون العضوي ‪ 07-72‬المتعلق بنظام النتخابات السالف الذكر‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫من أعضاء مجلس األمة أي ‪ 28‬عضوا وذالك من بين الشخصيات و الكفاءات الوطنية في المجالت‬
‫العلمية‪ ،‬و المهنية و الجتماعية(‪ )236‬بغض النظر عن الدائرة النتخابية التي يقيمون بها‪ ،‬ذالك وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 707‬من دستور ‪.7996‬‬

‫من هنا نجد أن شروط الترشح لمجلس األمة هي نفسها شروط الترشح لمجلس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫و باستثناء شرط السن الذي يجب أن يكون ‪ 20‬سنة كاملة يوم اإلقتراع (‪.)237‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫اإلطار الهيكلي لغرفتي البرلمان‬

‫تبنت الجزائر بموجب دستور ‪ 7996‬نظام اإلزدواجية البرلمانية‪ ،‬أو ما يسمى بالبرلمانية‬
‫الثنائية‪ ،‬أي وجود غرفتين يتشكل منهما البرلمان(‪ ،)238‬و لقد أطلق الدستور على الغرفة األولى المجلس‬
‫(‪)239‬‬
‫و قد كرس ذلك بموجب نص المادة ‪ 98‬من‬ ‫الشعبي الوطني‪ ،‬وعلى الغرفة الثانية مجلس األمة‬
‫الدستور(‪ ،) 240‬ومن هذا المنطلق سنتطرق إلى تشكيل العضوية من غرفة إلى غرفة كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -236‬يعتبر تعيين ثلث أعضاء مجلس األمة من طرف رئيس الجمهورية‪ ،‬تدخالَ للسلطة التنفيذية في عضوية البرلمان‪،‬‬
‫و نتساءل حقاا إذا كان الثلث المعين و الثلثين المنتخبين يشكالن الغرفة الثانية و هي مجلس األمة‪ ،‬أم نجد وراء هذه‬
‫التشكيلة رغبات و أهداف ذاتية؟‬
‫‪ -237‬ديدان مولود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.209 -208‬‬
‫‪ -238‬خرباشي عقيلة‪ ،‬دور اجتهاد المجلس الدستوري في رسم العالقة الوظيفية بين الحكومة و البرلمان بعد التعديل‬
‫الدستوري ل‪ 28‬نوفمبر‪ ، 7996‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬عدد‪ ،02‬سنة ‪ ،2070‬ص‪.19‬‬

‫‪ -239‬لشعب محفوظ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82‬‬


‫‪ -240‬أنظر‪ :‬نص المادة ‪ 98‬من دستور ‪" 7996‬يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون من غرفتين‪ ،‬و هما المجلس‬
‫الشعبي الوطني و مجلس األمة و له السيادة في إعداد القانون و التصويت عليه "‬
‫‪10‬‬
‫أول‪ :‬هياكل المجلس الشعبي الوطني‬

‫‪ ‬رئيس المجلس الشعبي الوطني‬

‫(‪)241‬‬
‫للفترة‬ ‫ينتحب رئيس المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬وفقا لنص المادة ‪ 772‬من الدستور ‪7996‬‬
‫التشريعية كاملة باإلقتراع السري‪ ،‬و في حالة تعدد المترشحين يعلن فوز المترشح الحاصل على األغلبية‬
‫المطلقة‪ ،‬و إذا لم يتحصل أي واحد من المترشحين على األغلبية المطلقة في الدور األول أجري دور ثان‬
‫ول يشارك فيه إل األول و الثاني اللذان تحصال على أكبر عدد من األصوات‪ ،‬و يكون الفوز في هذا‬
‫الدور للمترشح الحائز على األغلبية النسبية(‪ ،)242‬وفي حالة المترشح الوحيد يكون اإلنتخاب برفع اليد و‬
‫يعلن فوزه و حصوله على أغلبية األصوات‪ ،‬وفي حالة شغور منصب رئاسة المجلس الشعب الوطني‬
‫بسبب اإلستقالة‪ ،‬أو العجز أو التنافي أو الوفاة أو مانع قانوني طبقا للمادة ‪ 70‬من النظام الداخلي‬
‫لمجلس الشعبي الوطني‪ ،‬يتم انتخاب الرئيس بنفس الطرق المحددة في المادة ‪ 01‬من النظام الداخلي‬
‫للمجلس الشعبي الوطني في أجل ‪ 75‬يوم من تاريخ إعالن الشغور(‪)243‬يتمتع رئيس المجلس الشعبي‬
‫الوطني صالحيات واسعة حسب المادة ‪ 20‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني‪ ،‬وعالوةا على‬
‫الصالحيات التي يخولها له الدستور و القانون و النظام الداخلي يقوم رئيس المجلس الشعبي الوطني بما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫تمثيل المجلس الشعبي الوطني أمام المؤسسات الوطنية‪ ،‬تعيين األمين العام‪ ،‬وتقليد المناصب‬
‫في المصالح اإلدارية للمجلس الشعبي الوطني و بعد استشارة المكتب‪ ،‬تحديد كيفيات تسيير المصالح‬
‫اإلدارية بموجب ق اررات‪ ،‬هواآلمر بصرف ميزانية المجلس و عرضها على المكتب‪ ،‬ضبط و تنظيم‬

‫‪ -241‬أنظر نص المادة ‪ 772‬من دستور ‪ 7996‬التي تنص على »ينتخب رئيس المجلس الشعبي الوطني للفترة‬
‫التشريعية‪ ،‬ينتخب رئيس مجلس األمة بعد كل تجديد جزئي لتشكيلة المجلس «‬
‫‪ -242‬بلحاج صالح‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪ .251‬أنظر المادة ‪ 06‬من القانون الداخلي لمجلس األمة‪ ،‬مؤرخ في ‪20‬‬
‫شعبان‪ ،7220‬الموافق ل‪ 28‬نوفمبر‪(،7999‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،82‬لسنة ‪.7999‬‬

‫‪ -243‬مبروك حسين‪ ،‬تحرير النصوص القانونية‪ ( ،‬قوانين‪ ،‬أوامر‪ ،‬مراسيم‪ ،‬ق اررات إدارية)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار هومة للنشر و‬
‫التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.711‬‬
‫‪17‬‬
‫المصالح اإلدارية للمجلس‪ ،‬توقيع توصيات التعاون مع البرلمان الدولي في إطار المادة ‪ 9/11‬من‬
‫دستور ‪ ،7996‬إخطار المجلس الدستوري عند القتضاء(‪.)244‬‬

‫‪ ‬مكتب المجلس‬
‫(‪)245‬‬
‫و ينتخب‬ ‫يتكون مكتب المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬من رئيس المجلس و تسعة (‪ )09‬نواب‬
‫نواب الرئيس لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد‪ ،‬و بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني و في اجتماع‬
‫يتفق ممثلوا المجموعات البرلمانية‪ ،‬على توزيع مناصب نواب الرئيس فيما بين المجموعات البرلمانية التي‬
‫يمثلونها‪ ،‬وتعرض القائمة على المجلس الشعبي الوطني للمصادقة عليها‪ ،‬و في حالة عدم اإلتفاق يتم‬
‫إعداد قائمة موحدة لنواب الرئيس من قبل المجموعات الممثلة لألغلبية‪ ،‬طبقاا لمعيار تتفق عليه‬
‫المجموعات الراغبة في المشاركة في المكتب‪ ،‬و تعرض القائمة على المجلس الشعبي الوطني للمصادقة‬
‫عليها ‪ ،‬و في حالة إستحالة اإلتفاق وفق الشروط المنصوص عليها سابقاا‪ ،‬يتم إنتخاب نواب الرئيس‬
‫باإلقتراع المتعدد األسماء في دور واحد (‪. )246‬‬

‫يعقد المكتب إجتماعاته دورايا بدعوة من رئيسه ‪ ،‬كما قد يعقد إجتماعات غير عادية إذا دعت‬
‫الضرورة إلى ذالك‪ ،‬أعطى النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني سلطة للمكتب‪ ،‬حيث يتكلف‬
‫ثالثة(‪ )01‬أعضاء من بين أعضائه بمراقبة المصالح المالية و اإلدارية للمجلس و شؤون النواب(‪.)247‬‬

‫حدد النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني مهام المكتب و يتمثل في‪ :‬تنظيم سير الجلسات‪،‬‬
‫ظبط جدول أ عمال الجلسات و مواعيد عقدها بالتشاور مع الحكومة‪ ،‬تحديد أنماط اإلقتراع‪ ،‬تحديد كيفيات‬
‫تطبيق النظام الداخلي‪ ،‬المصادقة على مشروع ميزانية المجلس‪ ،‬تحديد القواعد الخاصة المطبقة على‬
‫محاسبة المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬السهر على اإلمكانيات البشرية و المادية و العلمية (حسن سير أشغال‬

‫‪ -244‬مبروك حسين‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.782‬‬


‫‪ -245‬تنص المادة ‪ 77‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني السالف الذكر على‪ " :‬يتكون مكتب المجلس الشعبي‬
‫الوطني من رئيس المجلس و تسعة نواب"‪.‬‬
‫‪ -246‬لوناسي جيجيقة‪ ،‬السلطة التشريعية في الدستور الجزائري لسنة ‪ ،7996‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة في‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬دون سنة المناقشة ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ - 247‬في تفاصيل ذلك أنظر نص المادتين ‪ 76 ،75‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني السالف الذكر‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫اللجان )‪ ،‬البث في قابلية إقتراحات القوانين و التعديالت و اللوائح شكالا‪ ،‬اإلشراف على إصدار نشرات‬
‫إعالمية‪ ،‬متابعة النشاط التشريعي و البرلماني للمجلس واقتراح وسائل تطويره (‪.)248‬‬

‫‪ ‬هيئة الرؤساء‬
‫(‪)249‬‬
‫تختص هذه الهيئة بما‬ ‫بإستقراء نص المادة ‪ 25‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني‬
‫يلي‪:‬إعداد جدول أعمال دورات المجلس‪ ،‬و تحضير دورات المجلس و تقويمها‪ ،‬تنظيم سير أشغال اللجان‬
‫(‪)250‬‬
‫مع‬ ‫الدائمة والتنسيق بين أعمالها‪ ،‬تنظيم أشغال المجلس‪،‬ضبط الجدول الزمني لجلسات المجلس‬
‫اإلشارة أنه يبلغ جدول أعمال اإلجتماع ألعضاء الهيئة قبل إنعقاده ب ‪ 12‬ساعة و يوزع محاضر‬
‫اإلجتماعات في ظرف ‪ 28‬ساعة قبل اإلجتماع(‪. )251‬‬

‫‪ ‬هيئة التنسيق‬

‫حسب نص المادة ‪ 50‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني فإن هيئة التنسيق تظم أعضاء‬
‫إطار للتشاور بين‬
‫المكتب‪ ،‬ورؤساء اللجان الدائمة ورؤساء المجموعات البرلمانية‪ ،‬و تشكل هذه الهيئة اا‬
‫أيضا في المسائل التالية‪ :‬جدول األعمال‪ ،‬تنظيم‬
‫الرئيس و المجموعات البرلمانية وتتشاور هيئة التنسيق ا‬
‫أشغال المجلس و حسن أدائه‪ ،‬توفير المسائل الالزمة للمجموعات البرلمانية‪ ،‬إذا دعت كذالك الحاجة إلى‬
‫ذالك‪ ،‬تجتمع هذه الهيئة بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬أو بطلب من مجموعتين برلمانيتين أو‬
‫أكثر(‪.)252‬‬

‫‪ - 248‬أنظر نص المادة ‪ 72‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني‪.‬‬


‫‪ -249‬أنظر نص المادة ‪ 29‬من القانون العضوي رقم ‪ ،02-99‬مؤرخ في ‪ 08‬مارس ‪ ،7999‬متعلق بتنظيم المجلس‬
‫الشعبي الوطني و مجلس األمة و عملهما و العالقة الوظيفية بينهما و بين الحكومة‪(،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪،75‬‬
‫لسنة‪ 7999‬التي تنص على‪ " :‬تتكون هيئة الرؤساء من نواب الرئيس و رؤساء اللجان الدائمة للمجلس‪ ،‬وتجتمع بدعوة‬
‫من رئيس المجلس الشعبي الوطني"‬
‫‪ -250‬مبروك حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪.790-789‬‬
‫‪ - 251‬شريط وليد‪ ،‬السلطة التشريعية من خالل التطور الدستوري الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‬
‫العام‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬الجزائر‪ ،2072-2077 ،‬ص‪.785‬‬
‫‪ -252‬بلحاج صالح ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ ‬اللجان الدائمة‬
‫(‪)253‬‬
‫والمادة ‪72‬من القانون العضوي‪-99‬‬ ‫إستنادا لنص المادة ‪ 771‬من دستور ‪7996‬‬
‫‪)254(02‬يضم المجلس الشعبي الوطني‪ 72 ،‬لجنة دائمة تغطي كل قطاعات النشاط البرلماني‪.‬‬

‫(‪)255‬‬
‫‪ -‬إن أعداد أعضاء اللجان الدائمة للمجلس الشعبي الوطني يتراوح ما بين‪ 20‬إلى‪ 10‬عضو‬
‫عدد لجنة المالية و الميزانية فقد تضم من ‪10‬إلى‪ 50‬عضو(‪ ،)256‬توزع المقاعد داخل اللجان الدائمة بين‬
‫المجموعات البرلمانية بطريقة تتناسب مع عدد أعضاء المجموعات بحيث تكون حصة المقاعد الممنوحة‬
‫لكل مجموعة متساوية لعدد أعضاءها بالمقارنة مع العدد األقصى ألعضاء اللجنة‪.‬‬

‫‪ -‬لكل لجنة مكتب يتكون من رئيس ونائب ومقرر بتعيين أصحاب هذه المناصب يتفق رؤساء‬
‫أعضاء المجموعات البرلمانية في إجتماع يعقد مع مكتب المجلس بدعوة من رئيسه على تعيين المرشحين‬
‫لهذه المناصب‪ ،‬و يجرى اإلنتخاب على أساس اتفاق و إذا تعذر الوصول إلى اتفاق بهذا الشأن أجري‬
‫انتخاب الرؤساء والنواب والمقررين باإلقتراع المتعدد األسماء السري في دور واحد(‪.)257‬‬

‫‪ -‬تتلقى اللجان الدائمة من رئيس المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬جميع مشاريع أو إقتراحات القوانين‬
‫التي تدخل في إطار إختصاصها لدراستها في دورات تعقد باستدعاء من رؤسائها لدراسة النصوص‬
‫(‪)258‬‬
‫و فيما بين الدورات من قبل رئيس المجلس الشعبي الوطني حيث‬ ‫المعروضة عليها من قبل المجلس‬

‫‪ 253‬تنص المادة ‪ 771‬من دستور ‪" 7996‬يتشكل المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة لجانها الدائمة في إطار‬
‫نظامها الداخلي"‪.‬‬
‫‪ - 254‬تنص المادة ‪ 72‬من القانون العضوي ‪ 02-99‬السالف الذكر على‪":‬ينشئ المجلس الشعبي الوطني و مجلس‬
‫األمة ضمن أعضائها لجانا دائمة يحدد النظام الداخلي لكل غرفة عددها و مهامها وفقا ألحكام المادة ‪ 111‬من‬
‫الدستور"‪ .‬للمزيد من التفاصيل راجع المادة ‪ 50‬من القانون العضوي رقم ‪ 02 -99‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -255‬شريط وليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.782‬‬
‫‪ - 256‬تنص المادة‪ 12‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني السالف الذكر على " تتكون لجنة المالية و الميزانية‬
‫من ثالثين (‪ )03‬إلى خمسين(‪ )93‬عضو على األكثر في حين تتكون اللجان الدائمة األخرى من عشرين(‪ )23‬إلى‬
‫(‪)03‬عضوا على األكثر"‪.‬‬
‫‪ -257‬بالحاج صالح‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.256-255‬‬
‫‪ -258‬بلحاج صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.756‬‬
‫‪12‬‬
‫أنه ل يمكن أن يجتمع عند انعقاد جلسات المجلس إلا عند الضرورة و بموافقة مكتب المجلس ول يصح‬
‫التصويت عند إجتماعها إلا بحضور أغلبية أعضائها و في حالة عدم توفر النصاب تعقد جلسة ثانية في‬
‫صحيحا‬
‫ا‬ ‫أجل ستة(‪ )06‬ساعات على األقل و إثنتي عشرة(‪ )72‬على األكثر و يكون التصويت حينئذ‬
‫مهما كان عدد الحاضرين(‪.)259‬‬

‫‪ ‬المجموعات البرلمانية‬

‫أعطى المشرع الجزائري اإلمكانية ألعضاء البرلمان على مستوى كل غرفة بتشكيل مجموعة‬
‫(‪)260‬‬
‫حيث في المجلس الشعبي الوطني نجد المجموعات البرلمانية تتكون من‪ 75‬أعضاء على‬ ‫برلمانية‬
‫األقل و ل يمكن للنائب أن ينظم إلى أكثر من مجموعة برلمانية واحدة و يمكنه أن ل يكون عضو في‬
‫أية مجموعة برلمانية‪ ،‬تأسس المجموعة البرلمانية بعد إستالم مكتب المجلس الشعبي الوطني ملف‬
‫يتضمن تسمية المجموعات وقائمة األعضاء واسم الرئيس واسم نوابه على أن تنشر هذه الوثائق في‬
‫(‪) 261‬‬
‫الجريدة الرسمية للمداولت و يعلن بعد ذالك عن إنشائها في جلسة علنية للمجلس الشعبي الوطني‬
‫وتتمحور أهمية و دور المجموعات البرلمانية في‪ :‬تحديد مناصب نواب رئيس المجلس الشعبي الوطني و‬
‫توزيع المناصب على أساس التمثيل النسبي لكل مجموعة(‪.)262‬‬

‫ثانيا ‪ :‬هياكل مجلس األمة‬

‫يشمل مجلس األمة على غرار المجلس الشعبي الوطني على هياكل هي‪:‬‬

‫‪ - 259‬شريط وليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،785‬أنظر المادة ‪ 28‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني السالف الذكر‬
‫على‪ " :‬تصح مناقشات المجلس الشعبي الوطني مهما يكن عدد النواب الحاضرين‪.‬‬

‫ل يصح التصويت بالمجلس الشعبي الوطني إل بحضور أغلبية النواب‬


‫في حالة عدم تصويت النصاب تعقد جلسة ثانية بعد ستة(‪)1‬ساعات على األقل واثنتي عشرة(‪ )12‬ساعة على‬
‫األكثر‪ ،‬و يكون التصويت حينئذ صحيحا مهما يكن عدد النواب الحاضرين‬
‫تتم مراقبة النصاب قانونا قبل كل عملية تصويت‬
‫ل يمكن أن تكون إل مراقبة واحدة للنصاب في الجلسة الواحدة"‪.‬‬
‫‪ -260‬شريط وليد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.786‬‬
‫‪ - 261‬مبروك حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.792‬‬
‫‪ -262‬و في تفاصيل ذلك راجع نص المادة ‪ 57‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني السالف الذكر‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ ‬رئيس مجلس األمة‬

‫ينتخب رئيس مجلس األمة بعد كل تجديد جزئي لتشكيلة المجلس(‪ ،)263‬وذلك إستنادا لنص المادة‬
‫(‪)264‬‬
‫وعمالا بالنظام الداخلي لمجلس األمة‪ ،‬فإنه يجرى إنتخابه حسب اإلجراءات التي حددت في‬ ‫‪2/722‬‬
‫المادة ‪ 06‬في حالة عدم حصول أي من المرشحين على األغلبية المطلقة يلجأ في أجل أقصاه ‪ 22‬ساعة‬
‫إلى إجراء دور ثان يتم فيه التنافس بين األول و الثاني المتحصلين على أغلبية األصوات‪ ،‬و في حالة‬
‫الترشح الوحيد يكون اإلنتخاب بالقتراع السري أو برفع اليد و يعلن فوزه بحصوله على أغلبية األصوات و‬
‫في حالة شغور منصب رئاسة مجلس األمة بسبب اإلستقالة أو التنافي أو المانع القانوني أو الوفاة يتم‬
‫إنتخاب رئيس مجلس األمة بنفس الطرق المحددة في نص المادة ‪ 06‬من النظام الداخلي له(‪،)265‬فحسب‬
‫النظام الداخلي لمجلس األمة(‪)266‬والقانون العضوي ‪،02-99‬يتمتع بشتى الصالحيات وأبرزها‪ :‬ضمان‬
‫األمن و النظام العام داخل مقر مجلس األمة‪ ،‬والسهر على إحترام النظام الداخلي‪ ،‬تمثيل مجلس األمة‬
‫أمام المؤسسات الوطنية و الدولية‪ ،‬إعداد مشروع ميزانية المجلس وعرضها على المكتب‪ ،‬ضبط تنظيم‬
‫المصالح اإلدارية و التقنية للمجلس‪،‬إخطار المجلس عند القتضاء طبقا لنص المادة ‪ 766‬من‬
‫الدستور(‪ ،)267‬التعيين في المناصب اإلدارية والتقنية التابعة لمجلس األمة بموجب ق اررات(‪ ،)268‬واستنادا‬
‫لدستور‪ 1996‬كذالك لرئيس مجلس األمة صالحيات هي‪ :‬إستشارته قبل إتخاذ قرار حل المجلس الشعبي‬
‫الوطني‪ ،‬وذلك وفقاا لنص المادة ‪ 729‬من الدستور التي تنص " يمكن لرئيس الجمهورية أن يقرر حل‬
‫المجلس الشعبي الوطني أو إجراء انتخابات تشريعية قبل أوانها بعد إستشارة رئيس المجلس الشعبي‬

‫‪ -263‬شاهد أحمد‪ ،‬المؤسسة التشريعية بنظام الغرفتين كما ورد في دستور ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،7996‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في العلوم السياسية و العالقات الدولية‪ ،‬فرع التنظيم السياسي واإلداري‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -264‬تنص المادة ‪ 2/722‬من دستور‪ 7996‬على‪" :‬ينتحب رئيس المجلس الشعبي الوطني للفترة التشريعية‪ ،‬ينتحب‬
‫رئيس مجلس األمة بعد كل تجديد جزئي لتشكيلة المجلس"‪.‬‬
‫‪ -265‬أنظر المادة ‪ 06‬من النظام الداخلي لمجلس األمة السالف الذكر‪.‬‬
‫‪- 266‬أنظر المادة ‪ 08‬من النظام الداخلي لمجلس األمة السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -267‬مبروك حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.716-715‬‬
‫‪ -268‬تنص المادة ‪ 707‬من القانون العضوي ‪ " 02-99‬توضع تحت تصرف كل غرفة‪ ،‬وتحت سلطة رئيسها المصالح‬
‫اإلدارية و التقنية الضرورية إلدارتها"‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫الوطني ورئيس مجلس األمة ورئيس الحكومة وتجرى هذه اإل نتخابات في كلتا الحالتين في أجل أقصاه‬
‫ثالثة (‪ )0‬أشهر"‪ ،‬يستشار كذالك رئيس مجلس األمة قبل تطبيق أحكام المواد ‪ 97 ،91 ،92 ،95‬من‬
‫الدستور المتعل قة بحالت الطوارئ‪ ،‬الحصار‪ ،‬الحالة الستثنائية والتعبئة العامة‪ ،‬حالة الحرب‪ ،‬وكذا في‬
‫الحالت المنصوص عليها في المواد ‪ 711 ،719 ،702‬من الدستور‪،‬يعتبر رئيس مجلس األمة‬
‫الشخصية الثانية في الدولة نظ ار لتوليه رئاسة الدولة في حالة ثبوت واعالن المانع أو شغور منصب‬
‫رئيس الجمهورية طبقاألحكام المادة ‪ 88‬من الدستور(‪.)269‬‬

‫‪ ‬مكتب المجلس‬

‫مكن التعديل الدستوري ‪ 7996‬المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة مهمة إتخاذ مكتب لكل‬
‫غرفة(‪ ،)270‬في حين نصت المادة ‪ 71‬من القانون العضوي ‪ 02-99‬على أن يتشكل مكتب كل غرفة من‬
‫الرئيس و نواب الرئيس‪ ،‬و عند الضرورة من أعضاء آخرين‪ ،‬أما في فقرتها الثانية منح الحق لكل غرفة‬
‫في تحديد عدد نواب الرئيس واألعضاء اآلخرين و كيفية إنتخابهم و صالحياتهم وفقا لنص المادة ‪ 09‬من‬
‫(‪)271‬‬
‫و يتألف مكتب مجلس األمة من رئيس المجلس و خمسة (‪ )5‬نواب له‬ ‫النظام الداخلي لمجلس األمة‬
‫منتخبين لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد(‪.)272‬‬

‫يتفق ممثلوا المجموعات البرلمانية على توزيع مناصب نواب الرئيس فيما بين مجموعاتهم‪ ،‬و‬
‫يعدون قائمة تعرض على مصادقة المجلس‪ ،‬في حالة عدم اإلتفاق تعد قائمة موحدة لنواب الرئيس من‬
‫قبل المجموعات التي تؤثر األغلبية في المجلس‪ ،‬و تعرض لمصادقة هذا األخير‪ ،‬و إذا تعذر التفاق‬

‫‪ -269‬أنظر نص المادة ‪.5.1.2/88‬من دستور ‪.7996‬‬


‫‪ -270‬تنص المادة ‪ 711‬من دستور ‪ 7996‬السالف الذكر "‪...‬ينتخب المجلس الشعبي الوطني مكتبه و يشكل لجانه‬
‫تطبق األحكام السالفة الذكر على مجلس األمة"‪.‬‬
‫‪ -271‬تنص المادة ‪ 09‬من النظام الداخلي لمجلس األمة "يتكون مكتب مجلس األمة من رئيس المجلس و (‪ )9‬نواب"‬
‫‪ -272‬أنظر رأي المجلس الدستوري رقم ‪ /08‬ر ق ع‪ /‬م د‪ ،99/‬مؤرخ في ‪ 05‬ذي القعدة ‪ 7279‬الموافق ل‪ 27‬فبراير‪،‬‬
‫يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة و عملهما و كذا العالقات‬
‫الوظيفية بينهما و بين الحكومة للدستور‪ ،‬أحكام الفقه الدستوري الجزائري‪ ،7999‬رقم ‪ ،02‬المجلس الدستوري الجزائري‪ ،‬ص‬
‫‪.20‬‬
‫‪11‬‬
‫إنتخب نواب الرئيس باإلقتراع المتعدد األسماء السري في دور واحد(‪ ،)273‬وفي حالة تساوي األصوات‬
‫يعلن فوز المترشح األكبر سنا‪ ،‬أما في حالة شغور منصب أحد النواب يتم إستخالفه بنفس الكيفيات و‬
‫اإلجراءات المتبعة سابقاا(‪.)274‬‬

‫يعقد المكتب إجتماعاته دورايا بدعوى من رئيسه‪ ،‬كما يمكن أن يعقد إجتماعات غير عادية إذا‬
‫دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬و لقد أشار النظام الداخلي لمجلس األمة أنه يبلغ جدول أعمال إجتماع المكتب‬
‫ألعضائه خالل ‪ 28‬ساعة قبل إنعقاده ‪ ،‬وتوزع بعد ذالك محاضر اإلجتماع إلى أعضاء المكتب‪ ،‬و‬
‫يجدر اإلشارة إلى أن النظام الداخلي لمجلس األمة أعطى إمكانية لعضو مجلس األمة اإلطالع على‬
‫المحاضر بموجب ترخيص من رئيس المجلس(‪.)275‬‬

‫يمارس مكتب المجلس تحت سلطة رئيس مجلس األمة صالحيات تتمثل في سير الجلسات و‬
‫ضبط جدول أعمالها و مواعدها و تحديد أنماط اإلقتراع و المصادقة على الهيكل التنظيمي لمصالح‬
‫اإلدارية و دراسة مشروع ميزانية مجلس األمة(‪.)276‬‬

‫‪ ‬هيئة الرؤساء‬

‫تتألف هيئة الرؤساء من رئيس المجلس و خمسة نواب(‪ )5‬و تسعة (‪ )9‬رؤساء اللجان الدائمة‪ ،‬و‬
‫تأخذ هذه الهيئة تسميتها من كون أغلبية أعضائها يتمتعون بصفة رئيس‪ ،‬و تخضع هيئة الرؤساء لسلطة‬
‫رئيس مجلس األمة‪ ،‬تجتمع هذه الهيئة كل ‪ 75‬يوم خالل دورات المجلس بدعوة من رئيس مجلس‬
‫(‪) 277‬‬
‫ستنادا إلى نص المادة ‪ 21‬من النظام الداخلي لمجلس األمة فتختص هذه الهيئة في‪:‬‬
‫إ ا‬ ‫األمة‬

‫إعداد جدول األعمال و دورات المجلس و تحضيرها و تقييمها بعد إنتهائها‪ ،‬و تنظيم أعمال‬
‫اللجان الدائمة و التنسيق بينهما و تنظيم أشغال المجلس بوجه عام و كذا إعداد مشروع الجدول الزمني‬

‫‪ -273‬بلحاج صالح ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.259‬‬


‫‪ - 274‬أنظر نص المادة ‪ 77‬من النظام الداخلي لمجلس األمة السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -275‬أنظر نص المادة ‪ 71‬من النظام الداخلي لمجلس األمة السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -276‬في تفاصيل ذلك أنظر نص المادة ‪ 72‬من النظام الداخلي لمجلس األمة السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -277‬حسب المادة ‪ 21‬من النظام الداخلي لمجلس األمة السالف الذكر‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫لجلسات المجلس ويبلغ جدول أعمال اإلجتماع ألعضاء الهيئة قبل انعقاده ب‪ 12‬ساعة وتوزع محاضر‬
‫(‪)278‬‬
‫اإلجتماع خالل ‪ 12‬ساعة على األكثر من تاريخ إنعقاد الجلسة‬

‫‪ ‬هيئة التنسيق‬

‫تجتمع هيئة التنسيق بدعوة من رئيس المجلس أو بطلب من مجموعتين برلمانيتين على األقل‬
‫وتضم أعضاء المكتب ورؤساء اللجان الدائمة‪ ،‬و رؤساء المجموعات البرلمانية تستشير هيئات التنسيق‬
‫في جدول أعمال الجلسات وتنظيم أعمال المجلس‪ ،‬توفير الوسائل الضرورية لسير المجموعات البرلمانية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫إختصاصات السلطة التشريعية‬

‫أول‪ :‬إختصاصات المجلس الشعبي الوطني‬

‫حدد المشرع الجزائري إختصاصات البرلمان على سبيل الحصر و ذالك بموجب المادة ‪ 722‬من‬
‫دستور ‪ ،)279(7996‬بمعنى ماعدا هذه المجالت فهو مخصص للسلطة التنفيذية طبقا للمادة ‪ 725‬من‬
‫الدستور» يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون‪ ،‬يندرج في‬
‫المجال التنظيمي الذي يعود لرئيس الجمهورية « ‪.‬‬

‫نفهم من المادة ‪ 722‬أن هناك مجالت أخرى يشرع فيها البرلمان‪ ،‬و بالرغم من أن المشرع‬
‫الدستوري ح ادد ‪ 10‬مجاأل إلختصاص البرلمان‪ ،‬إل أن المؤسس الدستوري ميز بين قائمتين من‬

‫‪ -278‬أنظر نص المادة ‪ 28‬من النظام الداخلي لمجلس األمة السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ -279‬تنص المادة ‪ 722‬من دستور ‪ 7996‬السالف الذكر على » يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له‬
‫الدستور ‪ ،‬و كذالك في المجالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬حقوق األشخاص و واجباتهم األساسية‪ ،‬ل سيما نظام الحريات العمومية‪ ،‬و حماية الحريات الفردية‪ ،‬و‬
‫واجبات المواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬القواعد العامة المتعلقة بقانون األحوال الشخصية‪ ،‬و حق األسرة ل سيما الزواج‪ ،‬و الطالق‪ ،‬و البنوة‪ ،‬و‬
‫األهلية‪ ،‬و التركات‪.‬‬
‫‪ -‬بشروط إستقرار األشخاص‪.....‬إلخ‪« .‬‬
‫‪19‬‬
‫المواضيع(األولى) مخصصة للبرلمان الذي يعود إليه وحده تحد القواعد المتعلقة بالمواد التي تتضمنها‬
‫مثال ذلك حقوق األشخاص وواجباتهم األساسية‪ ،‬أما (الثانية) مخصصة بذكر القواعد العامة مثالا القواعد‬
‫المتعلقة بالتعليم و البحث العلمي(‪.)280‬‬

‫كما نجد المشرع الجزائري في المادة ‪ 721‬من دستور ‪ 7996‬منح للبرلمان إختصاص أصيل‬
‫في مجال القوانين العضوية في النظام السياسي الجزائري‪ ،‬و له أيضا إختصاص مالي أي الولية العامة‬
‫على األموال العمومية في مجال إحداث الضرائب و الجبايات و الرسوم‪ ،‬ويقوم بتحديد أسسها و نسبها‪،‬‬
‫بينما تختص الحكومة في تولي المشاريع المالية‪ ،‬و يقتصر دور المجلس الشعبي الوطني على التصويت‬
‫فقط‪ ،‬مما يأخذنا إلى اإلستنتاج أن المشرع الجزائري تأثر بالمادة ‪ 20‬من الدستور الفرنسي(‪ ،)281‬كما له‬
‫سلطة تعديل الدستور ‪ ،‬الموافقة على إعالن حالة الطوارئ على تقرير الحالة اإلستثنائية و إعالن الحرب‪،‬‬
‫ويقوم بالتوقيع على إتفاقية الهدنة و السلم كما له سلطة الرقابة على أعمال الحكومة عن طريق طرح‬
‫األسئلة و اإلستجوابات(‪.)282‬‬

‫ثانيا‪ :‬إختصاصات مجلس األمة‬

‫يعتبر مجلس األمة الغرفة الثانية والعليا في تشكيلة البرلمان الجزائري‪ ،‬فإن المشرع الجزائري منح‬
‫له بعض الصالحيات تسمح له بالمشاركة في النشاط التشريعي على قدم المساواة مع المجلس الشعبي‬
‫الوطني هذا حسب المادة ‪ 98‬من دستور ‪ ،7996‬على الرغم من إجحافه في تنحيه لممارسة بعض‬
‫السلطات المهمة في الدولة كسلطة إقتراح القوانين و تعديلها و عدم إمكانية التصويت على ملتمس الرقابة‬
‫أو مخطط عمل الحكومة المتضمن تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية‪.‬و المالحظ أن تشكيلة مجلس األمة‬
‫بتعيين ثالثة أرباع‪ 2/1‬من أعضائها للتصويت على القوانين تعد كسند و كضمانة لتقوية حق اإلعتراض‬

‫عمليا‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى تقليص دور البرلمان في الميدان التشريعي‪.‬‬
‫‪ -280‬هذه التفرقة بين القائمتين نظرية محدودة ا‬
‫‪ -281‬ديدان مولود ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.255‬‬
‫‪ -282‬أنظر المواد ‪ 97‬و ‪ 91‬من دستور ‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫خاصة إذا أفرزت نتائج اإلنتخابات المحلية عن تشكيل مجالس شعبية منتخبة تابعة في أغلبها لحزب‬
‫(‪)283‬‬
‫رئيس الجمهورية‬

‫المبحث الثاني‬

‫العالقة بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية‬

‫نعني بذلك تحديد طبيعة العالقة التي تربط بين السلطتين التنفيذية و التشريعية ومدى إستقاللية‬
‫إحداهما عن األخرى‪ ،‬ولتحقيق ذلك أو الوصول إلى معرفة العالقة التي تربط هذه السلطتين ببعضهما‬
‫البعض سنقوم بالتطرق لوسائل تأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية (المطلب األول)‪ ،‬ثم وسائل‬
‫تأثير السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫وسائل تأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية‬

‫السلطة التنفيذية في النظام السياسي الجزائري مجسدة في رئيس الجمهورية والوزير األول‪ ،‬بحيث‬
‫لهما وسائل التأثير على السلطة التشريعية‪ ،‬أين لهما كامل السيادة في إعداد القوانين والتصويت عليها‪،‬‬
‫حكر على السلطة التشريعية لوحدها‪ ،‬بل يمكن للسلطة التنفيذية‬
‫مما يعني أن المهمة التشريعية ل تعد اا‬
‫المساهمة في ذالك‪ ،‬بدليل ما يملكه رئيس الجمهورية من آليات يؤثر بها على السلطة التشريعية (الفرع‬
‫أيضا آلياته الخاصة به والتي يأثر بها على السلطة التشريعية (الفرع‬
‫األول)‪ ،‬نفس الشيء للوزيراألول فله ا‬
‫الثاني) ‪.‬‬

‫‪ -283‬مزياني حميد‪ ،‬عن واقع اإلزدواجية التشريعية و العمل التشريعي في النظام السياسي الجزائري(دراسة مقارنة)‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع "تحولت الدولة"‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬مدرسة الدكتوراه القانون‬
‫األساسي و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2077 ،‬ص‪ ،‬ص ‪.28 -21‬‬
‫‪87‬‬
‫الفرع األول‬

‫اآلليات التي يختص بها رئيس الجمهورية‬

‫يساهم رئيس الجمهورية في عملية التشريع عن طريق إعتماده على بعض اآلليات و لعل أبرزها‬
‫ما نشير إليه فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬التصويت على األوامر دون مناقشة‬

‫تعد األوامر الرئاسية من أهم مساهمات رئيس الجمهورية في العملية التشريعية(‪ )284‬رغم تقييدها‬
‫من حيث الزمان(‪ ،)285‬و يتم التصويت على هذه األوامر دون مناقشة و من غيرأي تعديل(‪ ،)286‬و‬
‫الغرض من تدخل رئيس الجمهورية عن طريق التصويت على األوامر يعود إلى مواجهة أوضاع غير‬
‫طبيعية و غير متوقعة تتعرض لها الدولة أثناء فترة شغور المجلس الشعبي الوطني أو بين دورتي‬
‫البرلمان(‪ )287‬وهذا ما يؤكد مساهمة رئيس الجمهورية في العملية التشريعية‪.‬‬

‫‪ ‬سلطة تعديل الدستور‬


‫(‪)288‬‬
‫يمكن لرئيس الجمهورية تعديل الدستور‪ ،‬واصداره بعد الموافقة عليه‬ ‫إستنادا ألحكام الدستور‬
‫ا‬
‫اءا بعد عرضه فقط على البرلمان‪ ،‬وهوما قام به رئيس الجمهورية أثناء التعديل الجزئي لدستور ‪7996‬‬
‫سو ا‬
‫لسنة ‪ ،)289(2002‬ويمكنه تعديل الدستور عن طريق عرضه على الشعب لإلستفتاء عليه‪ ،‬و مهما يكن‬

‫‪ -284‬أنظر المادة ‪ 722‬من الدستور‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -285‬أي عند شغور المجلس الشعبي الوطني بين دورتي البرلمان و في الحالت اإلستثنائية‪.‬‬
‫‪ -286‬عبد العزيز زياري‪ ،‬مداخلة بمناسبة اللقاء حول الحكم الراشد‪.‬أنظر كذالك الموقع اإللكتروني اآلتي‪:‬‬
‫‪mcrp- yoo- dz/ mimistere- arabe/ modakalo. Htm http://www-‬‬
‫‪ -287‬نذكر على سبيل المثال القانون رقم ‪ 06/02‬ممضي في ‪ 26‬أفريل يتضمن الموافقة على األمر ‪ 01/02‬المؤرخ في‬
‫‪ 25‬فيفري ‪ ،2002‬يتضمن األحكام المطبقة على مفقودي فيضانات ‪ 70‬نوفمبر ‪.2002‬‬
‫‪ -288‬أنظر المادة ‪ 712‬من دستور السالف الذكر‪.7996‬‬
‫‪ -289‬تنص المادة ‪ 01‬مكرر من القانون رقم ‪ 01/02‬المؤرخ في ‪ 70‬أفريل ‪ » 2002‬تمازيغث هي كذلك لغة وطنية‪،‬‬
‫تعمل الدولة لترقيتها و تطويرها بكل تنوعاتها اللسانية عبر التراب الوطني « ‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫فإن التعديل قد يمس بالمنظومة القانونية السائدة مما يضطر بالبرلمان في كل مرة بضرورة إعادة‬
‫صياغتها وتكييفها مع الدستور أو إلغاءها‪.‬‬

‫‪ ‬إخطار المجلس الدستوري‬

‫يستأثر رئيس الجمهورية على المجلس الدستوري من خالل تعيينه لثالثة أعضاء من بينهم الرئيس‬
‫من ضمن تسعة(‪)09‬أعضاء وهذا يقع في صالحه(‪ ،)290‬أما فيما يخص صالحية رئيس الجمهورية في‬
‫وجوبا عند إخطاره فيما يخص مدى دستورية القوانين العضوية‬
‫ا‬ ‫اللجوء إلى المجلس الدستوري إليداء رأيه‬
‫بعد المصادقة عليها من طرف البرلمان من دون شك يزيد من مركزه القانوني(‪)291‬‬

‫أخير أعطت المادة ‪ 766‬من الدستور صالحية إخطار المجلس الدستوري لثالثة(‪ )01‬جهات أل‬
‫اا‬
‫وهي رئيس الجمهورية‪ ،‬ورئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس األمة‪ ،‬بينما كان في ظل‬
‫دستور‪ 7989‬قد إقتصر حق اإلخطار على رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الشعبي الوطني‪.292‬‬

‫ولعل ما أشرنا إليه أعاله يؤكد لنا صراحة مكانة رئيس الجمهورية فيما يخص إخطار المجلس‬
‫الدستوري‪.‬‬

‫‪ ‬آلية حل المجلس الشعبي الوطني‬

‫من حق رئيس الجمهورية حل المجلس الشعبي الوطني(‪ ،)293‬و هي آلية أخذت بها األنظمة‬
‫الليبرالية الدي مقراطية من أجل تحقيق التوازن بين السلطة التنفيذية والتشريعية‪ ،‬في مقابل المسؤولية‬

‫‪ -290‬موسى بودهان‪» ،‬الفصل بين السلطات في النظام القانوني الجزائري « مجلة النائب‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2001 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -291‬أنظر المادة ‪ 2/778‬من دستور‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪292-BACHIRE YELLES CHAOUCHE, le conseil constitutionnel en Algérie, du contrôle‬‬
‫‪de constitionnalitè à la créative nomative, (o.p.u), Alger, 1999,p.p.41-50.‬‬
‫‪ -293‬أنظر المادة ‪ 711‬من دستور‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫السياسية للحكومة)‪ ،(294‬لكن المؤسس الدستوري الجزائري قيد هذه اآللية التي يتمتع بها رئيس الجمهورية‬
‫بقيود أين ل يستطيع رئيس الجمهورية ممارسة هذا الحق إل في حالتين‪ :‬األولى هي رفض المجلس‬
‫الشعبي الوطني برنامج الحكومة رفضا متتاليا‪ ،‬والثانية بمناسبة مناقشة البرلمان للبيان السنوي الذي‬
‫تقدمه الحكومة وعدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على لئحة الثقة التي يطرحها الوزير األول على‬
‫النواب(‪ ،)295‬وفي حالة حل المجلس الشعبي الوطني إشترط المؤسس الدستوري الجزائري إستمرار‬
‫الحكومة القائمة في تسيير الشؤون العادية إلى غاية إنتخاب المجلس الشعبي الوطني في أجل أقصاه ‪01‬‬
‫أشهر(‪.)296‬‬

‫‪ ‬إحتكار السياسة الخارجية‬

‫جليا من خالل إنفراده واحتكاره بالمصادقة على المعاهدات واإلتفاقيات الدولية المتعلقة‬
‫يظهر هذا ا‬
‫بالسلم و التحالف واإلتحاد‪ ،‬و المعاهدات المتعلقة بالحدود‪ ،‬قانون األشخاص و المعاهدات التي يترتب‬
‫عنها نفقات غير واردة في ميزانية الدولة(‪ ،)297‬مع ما ينجرعن هذه المعاهدات من تأثير على التشريع‬
‫العادي بإعتباره أسمى منه من ناحية تدرج القوانين‪.‬‬

‫بإختصار نقول أن رئيس الجمهورية في ظل النظام السياسي الجزائري يحتكر وحده رسم السياسة‬
‫الخارجية في جميع المجالت‪ ،‬و ينفذها بنفسه أو عن طريق وزير الخارجية الذي يحرص على إختياره‬
‫ضمن الطاقم الوزاري‪.‬‬

‫‪294-MOHAMED BRAHIMI, le pouvoir en Algérie et ses formes d expression‬‬


‫‪institutionnelles, Alger, 1999, (o.p.u), p76.‬‬
‫‪ -295‬أنظر المادة ‪ 711‬من دستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -296‬أنظ ارلمادة ‪ 2/82‬من الدستور ‪ 7996‬و كذالك أنظر‪ :‬عمار عوابدي» عملية الرقابة البرلمانية« ‪ ،‬مجلة الفكر‬
‫البرلماني‪ ،‬مجلس األمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،07‬ديسمبر‪ ،2002‬ص‪.69‬‬
‫‪ -297‬أنظر في ذالك المواد ‪ 712 ،717 ،91‬من دستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ ‬سلطة إصدار ونشر القوانين‬

‫سريان القوانين وتطبيقها ل يتم إل بعد سنها من قبل السلطة التشريعية(‪ ،)298‬لكن يستوجب توقيعها‬
‫‪299‬‬
‫ضا لرئيس‬
‫من طرف رئيس الجمهورية‪ ،‬الذي خوله الدستور حق إصدار القانون( )‪ ،‬كما يمكن أي ا‬
‫الجمهورية أن يطلب من البرلمان قراءة ثانية للنص المقدم إليه لإلصداره(‪ ،)300‬كما خول الدستور الرئيس‬
‫كذالك سلطة إصداره للقوانين المالية بأوامر‪ ،‬و هو ما يتضح من خالل نص المادة ‪ 1/720‬من الدستور‪.‬‬

‫‪ ‬اختيار أعضاء مجلس األمة‬

‫خول المؤسس الدستوري الجزائري رئيس الجمهورية سلطة إختيار ثلث(‪ )1/7‬أعضاء مجلس‬
‫األمة(‪ ،)301‬ولعل هدف المؤسس الدستوري الجزائري من منح رئيس الجمهورية هذه اآللية هو إقامة التوازن‬
‫بين المجلسين‪ ،‬وتمكين رئيس الجمهورية ومن ورائه الحكومة من التشريع حتى تكون القوانين وفق مبتغى‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬ومن الضروري أن نشير أن وزن هذا الثلث في التصويت كبير‪ ،‬وبإمكانه عرقلة النص‪،‬‬
‫وهذا ما يؤكد تبعية البرلمان للسلطة التنفيذية(‪.)302‬‬

‫‪298-A.MDJBBAR, la loi et le reglement dans la constitution du 28 nevembre, 1996, in‬‬


‫‪IDARA, volume 07 N°01,alger,1997,p11.‬‬
‫در رئيس الجمهورية القانون في أجل ثالثين (‪ )03‬يوما إبتداءا من تاريخ تسليمه‬
‫‪ -299‬تنص المادة ‪ُ »1/726‬يص ُ‬
‫إياه « ‪.‬‬
‫‪ -300‬تنص المادة ‪ »7/721‬يمكن رئيس الجمهورية أن يطلب إجراء مداولة ثانية في قانون تم التصويت عليه في‬
‫غضون الثالثين (‪ )03‬يوما الموالية لتاريخ إقراره « ‪.‬‬
‫‪ -301‬تنص المادة ‪ 1/707‬من الدستور » ويعين رئيس الجمهورية الثلث اآلخر من أعضاء مجلس األمة من بين‬
‫الشخصيات و الكفاءات الوطنية في المجالت العلمية و الثقافية و المهنية واإلقتصادية و اإلجتماعية « ‪.‬‬

‫‪BOUSSOUMAHE MOHAMED, la parenthèse des pouvoirs publics constitutionnels de - 302‬‬


‫‪1992 A 1998, (o. p. o ) ,2005, p.51.‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ ‬حق اإلعتراض على القوانين‬

‫اإلعتراض على القوانين في ظل النظام السياسي الجزائري حق من الحقوق المكرسة دستورايا لرئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬ويتولى ممارسته لمواجهة السلطة التشريعية‪ ،‬مواجهة ديموقراطية‪ ،‬حيث يظهر ذلك من خالل‬
‫طلب رئيس الجمهورية قراءة ثانية للنص قصد إدخال التعديالت الالزمة على بعض أحكامه(‪ ،)303‬و لكن‬
‫بالرغم من الطابع الذي تهدف إليه القراءة الثانية التي يطلبها رئيس الجمهورية و المتمثلة في‬
‫التعاون(‪ ،)304‬إل أن حقيقتها ما هي إل أداة مراقبة ووسيلة غير مباشرة إلقحام السلطة التنفيذية في العمل‬
‫التشريعي(‪ ،)305‬كما يعتبر قيد آخر من قيود السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية‪ ،‬و من ناحية أخرى‬
‫يعتبر أداة و آلية في نفس الوقت لردع األغلبية البرلمانية في حالة هيمنتها وتوظيف القانوني‬
‫(‪)306‬‬
‫ضا مالحظته من هذه اآللية هو أن المؤسس الدستوري لم يتطرق إلى ذكر‬
‫لصالحها ‪ ،‬و ما يمكن أي ا‬
‫الشروط الموضوعية المتعلقة بإستخدام حق اإلعتراض من طرف رئيس الجمهورية(‪.)307‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫اآلليات التي يختص بها الوزير األول‬

‫ل يخفى على أي كان منا على أن الو ازرة و بقيادة رئيسها الشق الثاني أو الطرف الثاني المساند و‬
‫المشكل للسلطة التنفيذية‪ ،‬فعن طريق الوزير األول تلعب دور في العملية التشريعية‪ ،‬و هذا ما يتضح من‬
‫خالل اآلليات التي يعتمد عليها الوزير األول والمتمثلة فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -303‬أنظر المادة ‪ 7/721‬من دستور‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -304‬سعودي باديس‪ ،‬حق رئيس الجمهورية في اإلعتراض على القوانين في النظام الدستوري الجزائري (دراسة مقارنة)‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪ -305‬موسى بودهان ‪ »،‬الفصل بين السلطات في النظام القانوني الج ازئري « مجلة النائب‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2001 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -306‬بوالشعير سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،01‬ص‪ ،11‬أنظر كذلك‪:‬‬
‫‪Camé de malberg (r) : contribution à la théorie générale de l’état CNRS, 1920, p404.‬‬

‫‪ -307‬عقيلة خرباشي‪ ،‬العالقة الوظيفية بين الحكومة و البرلمان‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،2001 ،‬ص‪.762‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ ‬تنفيذ القوانين‬

‫يتولى البرلمان وضع قواعد عامة‪ ،‬ويتدخل الوزيراألول لتنفيذها(‪ ،)308‬كما يتولى تجسيدها في‬
‫الواقع عبر آليات وميكانيزمات خولها له الدستور صراحةا و لعل أبرزها المراسيم التنفيذية(‪ ،)309‬حيث‬
‫يكون بذلك تفسير هذه القواعد وفقا للسياسة الحكومية‪،‬‬

‫‪ ‬المبادرة بالتشريع‬

‫يمكن للحكومة تحت سلطة رئيسها المبادرة بمشاريع القوانين تخدم من خاللها سياستها و توجيهها‬
‫بعد عرضها على مجلس الوزراء وأخذها برأي مجلس الدولة‪ ،‬ثم تودع لدى مكتب المجلس الشعبي‬
‫الوطني ‪.‬‬

‫وبالتالي إصدار النصوص التنفيذية لها على هذا المنحنى‪ ،‬وهذه النصوص ل تختلف عن ما‬
‫يصدره البرلمان من حيث الخصائص‪ ،‬وتدرج بعد التشريع في تدرج القوانين(‪.)310‬‬

‫‪ ‬دعوة البرلمان لإلنعقاد عن طريق رئيس الجمهورية‬

‫لقد خول الدستور الجزائري الوزير األول صالحية إستدعاء البرلمان لإلنعقاد في دورة إستثنائية‬
‫يرى ضرورتها بعد أن يطلب ذلك من رئيس الجمهورية(‪ ،)311‬ويرمي من جرائها إلى موافقة البرلمان على‬
‫مشاريع و ازرية مستعجلة تخدم سياستها‪ ،‬ولهذا يمكن لنا أن نقول بأن الحكومة قد أثرت على برنامج عمل‬
‫البرلمان‪ ،‬كما يمكن للحكومة طلب عقد جلسات برلمانية لمعالجة بعض المواضيع ذات طابع خاص‪ ،‬كما‬

‫‪ -308‬تنص المادة ‪ 81‬من الدستور» ينفذ الوزير األول وينسق البرنامج الذي يصادق عليه المجلس الشعبي‬
‫أيضا نص المادة ‪ »2/85‬يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات « ‪.‬‬
‫الوطني « ‪ ،‬أنظر في ذلك ا‬
‫‪ -309‬أنظر المادة ‪ 1/85‬من الدستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -310‬إبراهيم قاوي‪ ،‬دور السلطة التنفيذية في العمل التشريعي في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون الدستوري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2002 ،‬ص‪ ،‬ص‪.09-08‬‬
‫‪ - 311‬إبراهيم قاوي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.76 -71‬‬
‫‪ -177‬إبراهيم قاوي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪،‬ص‪.71-76‬‬
‫‪81‬‬
‫يمكنها اإلعتراض على إقتراحات القوانين المقدمة من طرف النواب‪ ،‬وحق األولوية في تقديم التعديالت‪،‬‬
‫وتناول الكلمة عند مناقشة القوانين والتصويت عليها(‪.)312‬‬

‫ضا حق اإلسهام في وضع جدول أعمال البرلمان حسب تراتيب اإلستعمال واألولوية‬
‫للحكومة أي ا‬
‫التي تحددها‪ ،‬ولها حق حضور الجلسات العامة للبرلمان‪ ،‬وأشغال لجانه الدائمة‪ ،‬وايداء الرأي وتقديم‬
‫اءا إلستكمال نقاط‬
‫التعديالت التي تراها مناسبة‪ ،‬وطلب توقيف ورفع الجلسات وتمديد دورات البرلمان سو ا‬
‫في جدول األعمال المتفق عليه‪،‬أو لدراسة قضية ذات طابع إستعجالي‪.‬‬

‫‪ ‬طلب إجتماع اللجنة متساوية األعضاء‬

‫من بين الصالحيات المنسوبة للوزير األول في ظل النظام السياسي الجزائري‪ ،‬طلب إجتماع لجنة‬
‫متساوية األعضاء‪ ،‬وهذا ما نجد له أساس دستوري(‪ )313‬وهوغير مقيد بمدة زمنية معينة و محدودة‪ ،‬و‬
‫(‪)314‬‬
‫كما يمكن ألعضاء الحكومة‬ ‫يعيا‬
‫نصا تشر ا‬
‫بهذا نقول أن الوزير األول بإتخاذه لهذا اإلجراء قد أنقذ ا‬
‫حضور أشغال اللجنة متساوية األعضاء‪ ،‬ولعل هذا ما يضمن تواجد الحكومة(الوزراء) في كل مراحل‬
‫دراسة األحكام محل الخالف(‪.)315‬‬

‫أبرز ما يمكن أن نشير إليه بالنسبة للقانون العضوي المتضمن القانون األساسي للقضاء هو ما‬
‫يأكد تحكم الوزير األول في تحريك آلية فك الخالف بين غرفتي البرلمان‪.‬‬

‫‪ -172‬أنظر المادة ‪ 2/720‬من دستور ‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪-313‬أنظر المادة ‪720‬الفقرة الرابعة من دستور ‪7996‬السالف الذكر ‪.‬‬
‫‪ -314‬موسى بودهان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ -315‬أودع مشروع القانون العضوي المتضمن القانون األساسي للقضاء من طرف رئيس الحكومة أحمد أويحيى في‬
‫‪ ،7991/72/71‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬ثم أعيد تسجيله في جدول أعمال دورة ربيع ‪ ،7998‬حيث تم التصويت عليه‬
‫من طرف الغرفة األولى في ‪ ،7999/07/72‬ثم أحيل على مجلس األمة الذي صادق عليه بتاريخ ‪ 76‬مارس ‪7999‬و‬
‫تحفظ على ‪ 05‬مواد‪ ،‬ليبقى القانون األساسي للقضاء معلقاا حتى ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2002‬أين أعرب رئيس الحكومة عن نيته‬
‫في حل الخالف و قام بإستدعاء اللجنة متساوية األعضاء التي إجتمعت بمقر مجلس األمة يوم ‪77‬سبتمبر ‪2002‬‬
‫بحضور وزير العدل حافظ األختام و وزير العالقات مع البرلمان لدراسة الخالف‪،‬أنظر‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية لمداولت مجلس األمة‪ ،‬العدد‪ 71 ،01‬أكتوبر ‪ ،2002‬ص‪ ،‬ص‪.21 -22‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ ‬إمكانية سحب مشاريع القوانبن‬

‫بإمكان الحكومة أن تتراجع عن مشروع قانون أودعته لدى البرلمان قبل المصادقة عليه من طرف‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬كما يمكن للحكومة كذلك سحب القانون الذي لم تصل اللجنة‬
‫المتساويةاألعضاء إلى إيجاد حل توفيقي له بين غرفتي البرلمان(‪ ،)316‬وأما عن النتائج التي تترتب على‬
‫(‪317‬‬
‫سحب مشروع القانون تحيل النص للجنة المختصة لدراسته و بالتالي عدم إدراجه في جدول األعمال‬

‫‪ ‬طلب التصويت بالثقة‬

‫من أهم وسائل الضغط التي تعتمد عليها الحكومة لمواجهة البرلمان و التي تلجأ إليها في حالة‬
‫عدم موافقة البرلمان على سياستها‪ ،‬و في حالة عدم الموافقة على لئحة الثقة يقدم الوزير األول إستقالة‬
‫حكومته(‪ ،)318‬وفي هذه الحالة رئيس الجمهورية بإمكانه قبل قبول اإلستقالة إما أن يقرر حل المجلس‬
‫الشعبي الوطني‪ ،‬أو إجراء إنتخابات تشريعية قبل أوانها وهذا بعد أن يقوم بإستشارة رئيس المجلس الشعبي‬
‫الوطني و رئيس مجلس األمة و الوزير األول‪ ،‬و يتم إجراء هذه اإلنتخابات في كلتا الحالتين في أجل‬
‫أقصاه(‪ )01‬أشهر(‪ ،)319‬فالتصويت بالثقة ما هو إل أسلوب للضغط على المجلس لمجاراة سياسة‬
‫الحكومة‪ ،‬أو جره للحل في حالة ما إذا صوت من قبل رئيس الجمهورية(‪. )320‬‬

‫‪ -316‬تنص المادة ‪ 6/720‬من القانون الدستوري» ‪ ...‬و في حالة إستمرار الخالف يسحب النص « ‪.‬‬
‫‪ -317‬و أبرز مشاريع القوانين التي أقبلت الحكومة على سحبها خالل العهدة التشريعية الممتدة من ‪ 7991‬هي‪:‬‬
‫* مشروع قانون متعلق بالسكن ذات الطابع اإلجتماعي‪.‬‬
‫*مشروع القانون المعدل و المتمم للقانون المدني (‪ 25‬أفريل‪.)7999‬‬
‫*مشروع قانون األراضي الفالحية‪.‬‬
‫*مشروع القانون المعدل و المتمم لقانون اإلجراءات المدنية(‪ 72‬أفريل ‪.)7999‬‬
‫‪ -318‬أنظر المادة ‪ 5/82‬من دستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -319‬أنظر المادة ‪ 729‬من دستور ‪ ،7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -320‬مولود ذبيح‪ ، ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.729‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ ‬إعداد جدول أعمال البرلمان‬

‫يتم إعداد جدول أعمال البرلمان بالتنسيق بين الحكومة و مكتب غرفتي البرلمان اللذان يجتمعان‬
‫تبعا لترتيب األولوية الذي تقدمه وتحدده الحكومة‬
‫بمقر المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬أو مجلس األمة‪ ،‬و ذلك ا‬
‫في مجلس الوزراء‪ .‬و تحديد جدول أعمال البرلمان يعتبر إجراء شكلي لكنه في الحقيقة مهم و رئيسي ألنه‬
‫مفتاح النشاط البرلماني‪ ،‬وهو يشكل رزنامة المواضيع التي تتركز عليها الحياة البرلمانية وضبط جدول‬
‫اءا بالنسبة للدورة ككل أو لكل جلسة)‪.(321‬‬
‫األعمال ضروري سو ا‬

‫فالحكومة تتمتع بحق األولوية في ترتيب جدول أعمال الدورة األمر الذي يجعل البرلمان في‬
‫(‪)322‬‬
‫موقف ضعيف‪ ،‬وفي حالة شبه خضوع تام لها‪ ،‬بحيث يمكنها إدراج أي مشروع قانون ترغب فيه‬

‫إلى جانب إعداد جدول أعمال البرلمان‪ ،‬فللحكومة حق تعديل جدول األعمال سواءا عن طريق‬
‫إدخال مواضيع جديدة باإللحاح على إستعجاليتها‪ ،‬ومن ثمة يتم إدراجها في جدول أعمال الدورة الجارية‪،‬‬
‫بناءا على طلب الحكومة و موافقة مكتب كال الغرفتين على تسجيل مشروع أو إقتراح القانون في‬
‫أو يكون ا‬
‫ير في أجل شهرين(‪.)323‬‬
‫جدول أعمال الجلسات ثم تعد اللجنة المختصة تقر اا‬

‫لهذا فتدخل الحكومة في تحديد جدول أعمال البرلمان‪ ،‬يعبر على أنه يمتد إلى أدق تفاصيل العمل‬
‫ضا على تنظيم البرلمان بطريقتها مما يفقد هذا األخير الكثير من الحرية‬
‫البرلماني‪ ،‬وهذا ما يسمح لها أي ا‬
‫في ممارسة سيادته‪ ،‬كما يؤدي تدخل الحكومة في أعمال البرلمان إلى إبعاد مواضيع يرغب هذا األخير‬
‫إدراجها ضمن جدول أعماله‪ ،‬بحيث يؤدي ذالك إلى إحساس النواب بعدم الجدوى من الحضور و‬

‫‪321-MAMENI KHALIFA, reflexion sur la constitution algerien algerienne, alger,(o.p.u),‬‬


‫‪1978, p.p.25-28 .‬‬
‫‪ -‬عبد الحميد يوسف‪ ،‬مبدأ الفصل بين السلطات في ظل النظام السياسي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير‪،‬‬
‫‪322‬‬
‫تخصص القانون الدستوري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2070 ،‬ص‪،‬ص‪.96-95‬‬

‫‪ -323‬القانون العضوي ‪ ،02 -99‬مؤرخ في ‪ ،7999/01/08‬يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة و‬
‫العالقة الوظيفية بينهما و بين الحكومة‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،75‬لسنة‪ ،7999‬المادتين ‪.26 ،71‬‬
‫‪90‬‬
‫المناقشة‪ ،‬كما يبين أن سبب شغور المقاعد أثناء الجلسات‪ ،‬ظف إلى ذلك هيمنة السلطة التنفيذية على‬
‫السلطة التشريعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫وسائل تأثير السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية‬

‫بعدما قمنا بإيضاح لشتى وسائل تأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية‪ ،‬يأتي في المقابل‬
‫)‪،(324‬‬
‫و لكن بدون تناسي أن رئيس الجمهورية و في ظل‬ ‫تأثير السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية‬
‫النظام السياسي الجزائري غير معني بهذا ولعل سبب ذلك هو عدم إقرار مسؤوليته أمام البرلمان(‪ ،)325‬و‬
‫لهذا سوف نقوم بدراسة اآلليات التي يعتمد عليها البرلمان‪ ،‬و بقي هذا النوع من الرقابة تلك التي يقدم‬
‫على مباشرتها البرلمان على أعمال السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫و إنطالقا من هنا فإنه بقدر ما تكون وسائل الرقابة قوية و فعالة‪ ،‬بقدر ما تكون العالقة بين‬
‫السلطتين التشريعية و التنفيذية متميزة و ذات مصداقية‪ ،‬أين ل يمكن تصور وجود سلطة تنفيذية قوية‬
‫ببرلمان ضعيف‪ ،‬و هذا ما نوضحه من خالل التطرق إلى أهم الوسائل الرقابية للسلطة التشريعية على‬
‫الحكومة‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫‪-FATIHA BEN ABBOU, les rapports entre lr président de la république et LAPN‬‬
‫‪dans la constitution de 1996, thèse pour l’obtention du doctorat, faculté du droit, université‬‬
‫‪d’Alger, 2004, p 165.‬‬
‫‪ -325‬ل يجب أن يفهم من عدم إقرار المسؤولية السياسية لرئيس الجمهورية هو إعفائه من المسؤولية الجنائية‪ ،‬فرئيس‬
‫الجمهورية و في ظل النظام السياسي الجزائري تقع عليه المسؤولية الجنائية بدليل ما جاء في نص المادة ‪ 758‬من‬
‫الدستور‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫الفرع األول‬

‫الرقابة المولدة لمسؤولية الحكومة‬

‫لعل أبرز و أهم الرقابة تقبل السلطة التشريعية إليها لرقابة أعمال الحكومة و المولدة لمسؤوليتها‬
‫السياسية ما نوضحه فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬مناقشة بيان السياسة العامة‬

‫ل يجب الفهم أن الحكومة ترد مسؤوليتها السياسية عند مناقشة برنامجها و الموافقة عليه(‪ ،)326‬و إنما‬
‫هذه المسؤولية تمتد إلى كل األعمال التي تقوم بها الحكومة طيلة مباشرتها لزمام الحكم و السلطة و هذا‬
‫يستلزم عليها باإلجابة على كل األعمال و التصرفات التي تقبل عليها(‪ ،)327‬و أما الحديث عن المسؤولية‬
‫السياسية للحكومة فإنها تكون في حالة ما إذا لم تحضى هذه األخيرة بثقة النواب(‪ )328‬واذا ما فقدت هذه‬
‫الثقة فإنها مضطرة لالستقالة‪ ،‬كما يمكن للوزير األول أن يطلب من المجلس الشعبي الوطني التصويت و‬
‫الموافقة على بيان السياسة العامة بعد مناقشته من قبل النواب‪ ،‬و في حالة عدم الموافقة على لئحة الثقة‬
‫فإن الوزير األول مضطر إلى تقديم إستقالة حكومته(‪.)329‬كما يمكن كذلك للحكومة أن تقدم إلى مجلس‬
‫األمة بيانا عن السياسة العامة(‪)330‬‬

‫و لهذا بيان السياسة العامة هو ذلك اإلجراء الذي ل يستعمل إل من طرف حكومة قائمة قد تم‬
‫(‪)331‬‬
‫وتختتم‬ ‫عرضا عن التطورات الجديدة و الهامة لسياستها‬
‫ا‬ ‫المصادقة على برنامجها حيث تقدم بموجبها‬

‫‪ -326‬أنظر المادة ‪ 7/82‬من الدستور السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -327‬دش رياض‪ »،‬الرقابة البرلمانية علي أعمال الحكومة الجزائرية في ظل التعديل الدستوري ‪ « 7996‬مجلة المنتدى‬
‫القانوني‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،07‬ماي ‪ ،2005‬ص‪.77‬‬
‫‪ -328‬المادة ‪ 7/715‬من الدستور السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -329‬أنظر المادة ‪ 5/82‬من دستور ‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -330‬أنظر المادة ‪ 1/82‬من دستور ‪. 7996‬‬
‫‪ -331‬عباس عمار‪ ،‬الرقابة البرلمانية على عمل الحكومة في التنظيم الدستوري الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.267‬‬
‫‪92‬‬
‫‪(MOTION DE‬‬ ‫مناقشة بيان السياسة العامة بإقتراح لئحة(‪ )Résolution‬أو إيداع ملتمس رقابة‬
‫(‪)332‬‬
‫)‪ CENSEURE‬من طرف أعضاء المجلس الشعبي الوطني‬

‫‪ ‬الال ئحة‪)Résolution( :‬‬

‫إن إقتراح لئحة أو عدة لوائح بشأن بيان السياسة العامة هو حق مخول للنواب‪ ،‬و ذلك عن طريق‬
‫ضا أن نشير إليه‬
‫إيداء رأيهم و اإلقبال على مراقبة نشاط الحكومة بصفة دورية منتظمة بحيث ما يمكن أي ا‬
‫هو أن الالئحة عديمة األثر بل هي مجرد لفت إنتباه الحكومة إلى الجوانب التي قصره فيها و عدم‬
‫إلتزامها بالبرنامج المتفق عليه‪.‬‬

‫‪ ‬ملتمس الرقابة )‪)motion de censeure‬‬

‫و هو اإلج ارء اآلخر أو الثاني الذي تقدم عليه الغرفة األولى للبرلمان المتمثلة في المجلس الشعبي‬
‫الوطني و الذي على الحكومة‪ ،‬و في حالة ما إذا تمت عليه المصادقة من قبل النواب فإنه يستوجب على‬
‫الوزير األول تقديم إستقالة حكومته إلى رئيس الجمهورية(‪ ،)333‬كما نص المؤسس الدستوري الجزائري‬
‫على إجراءات قانونية التي تستوجب على ملتمس الرقابة حتي يمكن أن يولد المسؤولية السياسية‬
‫للحكومة(‪.)334‬‬

‫‪ ‬مناقشة برنامج الحكومة‬

‫لقد أقر المؤسس الدستوري الجزائري على إلزامية الوزير األول بتقديم برنامج أو مخطط عمله إلى‬
‫النواب للموافقة عليه(‪ )335‬بحيث يكون بذلك مصير حكومته متفوقة على موافقة المجلس الشعبي‬
‫الوطني(‪ ،)336‬كما يمكن للوزير األول أن يكيف مخطط عمله بالتشاور مع رئيس الجمهورية‪ ،‬و لهذا‬
‫فرئيس الجمهورية عند إختياره للوزير األول يتوخى في ذلك التعايش معه من جهة و التعايش مع األغلبية‬

‫‪ -332‬أنظر المادة ‪1/82‬و‪ 2‬من الدستور‪.‬‬


‫‪ -333‬أنظر المادة ‪ 711‬من الدستور و للتفصيل أكثر أنظر‪ :‬عباس عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.269‬‬
‫‪ -334‬أنظر المواد‪715 :‬و ‪ 716‬من الدستور ‪.7996‬‬
‫‪ -335‬أنظر المادة ‪ 7/80‬من الدستور السابق اإلشارة إليه‪.‬‬
‫‪ -336‬دش رياض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.771‬‬
‫‪91‬‬
‫البرلمانية من جهة أخرى‪ ،‬إل في حالة ما إذا كان لختياره للوزير األول مساعي أخرى لعل أبرزها حل‬
‫نامجا ل يعبر عن آراء أغلبية من النواب على األقل‪ ،‬و‬
‫البرلمان‪ ،‬كما أنه ل يعقل أن يقدم الوزير األول بر ا‬
‫أيضا هو أن المؤسس الدستوري الجزائري قد قيد سلطة النواب بإمكانية الحل‪ ،‬و‬
‫ما يمكن لنا مالحظته ا‬
‫ذالك في حالة عدم حصول الحكومة الجديدة المعينة من قبل رئيس الجمهورية على موافقة المجلس‬
‫الشعبي الوطني‪ ،‬بحيث يتوجب بذلك حل المجلس الشعبي الوطني في أجل أقصاه ثالثة‬
‫عرضا حول مخطط عمله إلى الغرفة الثانية المتمثلة في‬
‫ا‬ ‫أشهر(‪ ،)337()01‬وبإمكان الوزير األول تقديم‬
‫المجلس األمة‪ ،‬مثلما تم عرضه فيما سبق على الغرفة األولى‪ ،‬مع إمكانية مجلس األمة إصدار‬
‫لئحة(‪)338‬‬

‫و عليه فالالئحة التي يبادر بها مجلس األمة مجرد وسيلة يوضح من خالل مجلس األمة ما لديه‬
‫من مالحظات إزاء مخطط الحكومة‪ ،‬و يلفت نظر الحكومة لبعض النقائص التي لم يتم مالحضتها ضمن‬
‫البرنامج‪ ،‬و هذه وفقا لمبدأ التعاون بين السلطتين التشريعية و التنفيذية‪ ،‬و كما يمكن أن نتوصل إلى‬
‫أيضا أن مجلس األمة يعني من جراء تأسيسه التمثيل الحقيقي للشعب‪ ،‬و إنما هو خادم السلطة‬
‫القول ا‬
‫التنفيذية و هذا بدليل الثلث الذي يقدم صاحب السلطة التنفيذية األصيل على تعيينه‪ ،‬والذي يمكن أن‬
‫نطلق عليه بالثلث المعطل(‪.)339‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الرقابة غير المولدة لمسؤولية الحكومة‬

‫إلى جانب الوسائل السابق اإلشارة إليها المولدة لمسؤولية الحكومة السياسية و المؤدية إلى‬
‫إسقاطها‪ ،‬فإن هناك أشكال أو صور أخرى للرقابة و التي يقدم البرلمان عليها و التي من دون أن تولد أي‬
‫مسؤولية على الحكومة‪ ،‬و لعل أبرزها هو ما نوضحه فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -337‬أنظر المادة ‪7/82‬و‪ 2‬من الدستور السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -338‬أنظر المادة ‪1/80‬و‪ 2‬من دستور‪ 7996‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -339‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.718‬‬
‫‪92‬‬
‫‪ ‬مساءلة الحكومة‬

‫الهدف الرئيسي من جراء هذا الحق الذي تقبل السلطة التشريعية على ممارستها هو تمكين‬
‫األعضاء و النواب على اإلستفسار عن أهم القضايا التي يجهلونها‪ ،‬و هذا اإلجراء جاء كنتيجة طبيعية‬
‫لتطور النظام البرلماني عبر الزمن‪ ،‬بحيث نجد أن هذا اإلجراء أصبح يعتمد حتى في دساتير بعض‬
‫الدول ل سيما منها الدستور الفرنسي لسنة ‪ ،7958‬بحيث يجيز لكل نائب توجيه أسئلة للوزراء(‪،)340‬‬
‫بحيث نجد أن هذا اإلجراء و في ظل النظام البرلماني له عالقة مباشرة بين السائل و الموجه له هذا‬
‫السؤال‪ ،‬بحيث يستوجب ضرورة اإلجابة من الشخص السائل فقط دون غيره‪ ،‬و هي على نوعين إما أن‬
‫تكون شفوية (أ) أو كتابية (ب)‪.‬‬

‫‪ ‬األسئلة الشفوية‬

‫هو ذلك اإلجراء أو الوسيلة التي تعتمد عليها السلطة التشريعية من خالل طلبهم من أحد أعضاء‬
‫الحكومة بتقديم توضيحات حول أي قضية كانت)‪ ،(341‬وهو ما إستحدثه المؤسس الدستوري الجزائري‬
‫صراحةا بموجب أحكام الدستور(‪ ،)342‬بحيث إعتبره المؤسس الدستوري بذلك حق لكل عضو في المجلس‬
‫اءا في‬
‫الشعبي الوطني أو في مجلس األمة‪ ،‬تكون اإلجابة عليها في جلسات المجلس حسب الحالة سو ا‬
‫جلسات المجلس الشعبي الوطني أو مجلس األمة‪،‬بعد أن يتم التبليغ الرسمي من قبل النائب إلى مكتب‬
‫المجلس الذي يحدد في إجتماعه األسبوعي الجلسة المخصصة لطرح األسئلة الشفوية و عددها‪ ،‬إل أنه‬

‫‪340‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪patnce gélard e311.t jaques meurier, institution politique et droit constitutionnel,‬‬
‫‪paris, 1999,p310.‬‬
‫أنظر كذالك‪ :‬عوابدي عمار ‪» ،‬عملية الرقابة البرلمانية و دورها في الدفاع عن حقوق المواطن « مجلة الفكر‬
‫البرلماني‪ ،‬مجلس األمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،07‬ديسمبر ‪ ،2002‬ص‪.62‬‬
‫‪341-CHAOUCH BACHIRE et A. DJBBARE, rèfléxion sur le contrôle legeslatif,‬‬
‫‪. RASJEP, N° 04,1988, p. 15‬‬
‫‪ -342‬أنظر المادة ‪ 712‬من الدستور‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫يجوز للنائب التنازل عن حقه في منح السؤال الشفوي‪ ،‬ويرسل بعد ذالك رئيس إحدى الغرفتين السؤال‬
‫فواار إلى الوزير األول(‪.)343‬‬

‫‪ ‬األسئلة الكتابية‬

‫عبارة عن طلب موجه من قبل أحد البرلمانيين إلى أحد أعضاء الحكومة و الذي عليه أن يجيب‬
‫‪344‬‬
‫أيضا أن طرح السؤال من العضو البرلماني يكون كتابة‪،‬‬
‫عليه خالل ثالثون(‪ )10‬يوم( )‪ ،‬كما يقصد به ا‬
‫و تكون إجابة الحكومة كتابة أيضا‪ ،‬من أجل المعرفة أو اإلستضاح حول موضوع ذو مصلحة عامة‪ ،‬كما‬
‫أنها وسيلة إعالم و رقابة‪ ،‬تقبل عليها أمام البرلمان‪ ،‬و عليه فإن السؤال الكتابي ما يمكن أن نالحظ فيه‬
‫إذن أنه يفقد أهميته نتيجة غياب الجزاء بحيث نجد أن أعضاء البرلمان ل يملكون ما يمكن به الضغط‬
‫علي الحكومة(‪.)345‬‬

‫‪ ‬اإلستجواب‬

‫فبموجب التمعن في النظام الجزائري و من خالل النصوص الدستورية‪ ،‬لسيما دستور‪ 7961‬نجد‬
‫المؤسس الدستوري أنه لم يمكن المجلس الشعبي الوطني من إستعماله وسيلة اإلستجواب‪ ،‬إل أن التمعن‬
‫في ما ورد من أحكام الدستور فيما يتعلق باإلستجواب على أن المؤسس الدستوري قد تجاهل الدور الفعال‬
‫لإلستجواب‪ ،‬وأصبحت هذه اآللية غير مؤثرة‪ ،‬و هذا ما أبقى عليه المؤسس الدستوري الجزائري في دستور‬
‫‪ )346(7916‬و دستور ‪.)347(7996‬‬

‫‪ -343‬أنظر في ذالك المواد ‪ 11 ،13 ،19 ،0/70 ،0/131‬من القانون العضوي ‪ 02-99‬السالف الذكر‪ ،‬أنظر‬
‫كذالك‪( :‬الجريدة الرسمية لمداولت المجلس الشعبي الوطني)‪ ،‬السنة الثانية‪ ،‬رقم‪ ،701‬السبت‪ ،7998/72/72 :‬الفترة‬
‫التشريعية الرابعة‪ ،‬الدورة العادية الثالثة‪ ،‬الجلسة المنعقدة يوم ‪ ،7998/77/71‬ص‪.20‬‬
‫‪ -344‬تنص المادة ‪ 2/712‬من الدستور» ويكون الجواب عن السؤال الكتابي كتابيا‪ ،‬خالل أجل أقصاه ثالثون يوما « ‪.‬‬
‫‪ -345‬خلوفي خديجة‪ ،‬الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة في ظل دستوري ‪ ،7996‬رسالة الماجستير‪ ،‬بن عكنون‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ -346‬أنظر المادة ‪ 77‬من دستور ‪ 7916‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -347‬تنص المادة ‪ 7/711‬من الدستور» يمكن أعضاء البرلمان إستجواب الحكومة في إحدى قضايا الساعة « ‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫مؤكدا على تلك الوسيلة التي حددها الدستور السابق في‬
‫ا‬ ‫والظاهر أن الدستور الحالي ‪ 7996‬جاء‬
‫اإلستجواب لكن على عكس ما هو متعارف عليه‪ ،‬بحيث جاء لتمكين أعضاء البرلمان من إستجواب‬
‫الحكومة حول إحدى قضايا الساعة ل غير(‪.)348‬‬

‫‪ ‬لجان التحقيق البرلمانية‬

‫تعتبر لجان التحقيق البرلمانية من بين أهم اآلليات التي يستخدمها البرلمان للرقابة على أعمال‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬بحيث يمكن بذلك للسلطة التشريعية فتح تحقيق في أية مخالفة‪ ،‬أو تجاوز للقوانين‪ ،‬و‬
‫لهذا فاإلعتماد على التحقيق من طرف البرلمان يتوصل بنفسه و لسهولة معرفة ما يريده من حقائق‪ ،‬ألن‬
‫لجان التحقيق تعتبر أكثر فعالية لرقابة أعمال السلطة التنفيذية(‪ ،)349‬ففي ظل النظام السياسي الجزائري‬
‫فبإستطاعة كل غرفة من البرلمان و في إيطار اختصاصاتها أن تنشئ لجان التحقيق في قضايا ذات‬
‫منفعة عامة‪ ،‬و يتم اللجوء إلى هذا النوع من اإلجراء في حالة عدم إقتناع أعضاء إحدى الغرفتين‬
‫بالبيانات و التوضيحات المقدمة من السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫و بالنسبة إلنتهاء مهمة هذه اللجان فإنه يكون بمجرد إيداع تقريرها أو على األكثر بإنقضاء‬
‫إبتداءا من تاريخ المصادقة على إنشائها‪ ،‬ول يمكن بأي حال من األحوال أن‬
‫ا‬ ‫ستة(‪ )06‬أشهر قابلة للتمديد‬
‫إبتداءا من تاريخ انتهاء مهمتها‪ ،‬و أما‬
‫ا‬ ‫يعاد إنشائها لنفس الموضوع إل قبل انقضاء اثنا عشر(‪ )72‬شه ار‬
‫لتقريرها فإنه يقدم إلى رئيس إحدى الغرفتين و الذي يبلغ إلى الوزير األول و رئيس الجمهورية‪ ،‬بحيث‬
‫كليا أو جز ائيا‪.‬‬
‫يكون بمستطاع إحدى الغرفتين كذالك نشر التقرير ا‬

‫‪ -348‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.512‬‬


‫‪ -349‬موريس ديفيرجية‪ ،‬المؤسسات‪ -‬األنظمة السياسية الكبرى‪ ،-‬ترجمة‪ :‬جورج سعيد‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسة و‬
‫النشر و التوزيع‪ ،‬لبنان ‪ ،7992‬ص‪.778‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ ‬التصويت على قانون المالية‬

‫وهذا ما يظهر لنا من خالل ما جاء به المؤسس الدستوري الجزائري‪ ،‬بموجب نص المادة‬
‫‪ ،)350(1/720‬ففي حالة عدم المصادقة على مشروع قانون المالية من طرف البرلمان في األجل المحدد‪،‬‬
‫فإن رئيس الجمهورية يصدر مشروع قانون المالية بأمر‪ ،‬وله قوة قانون المالية(‪.)351‬‬

‫و قد يحل رئيس الجمهورية بقدر ما هو ضروري نتيجة لبطء العمل التشريعي الذي سيؤثر على‬
‫التنمية و سير المشاريع في الميدان بقدر ما يجسد قوته و مكانته بين مؤسسات النظام السياسي‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫و لهذا فالنظام السياسي الجزائري نجد فيه أن قانون المالية يتم تحضيره من قبل مصالح الرئاسة‬
‫الحكومية بعد عرضه على مجلس الوزراء‪ ،‬ثم البرلمان للمصادقة عليه و هذا ما يؤكد على تدخل وهيبة‬
‫السلطة التنفيذية في عمل السلطة التشريعية(‪.)352‬‬

‫‪ -350‬تنص المادة ‪ 720‬الفقرة السابعة على ما يلي‪ ":‬يصادق البرلمان على قانون المالية في مدة أقصاها خمسة‬
‫وسبعون يوما(‪ )19‬من تاريخ إيداعه‪ ،‬طبقا للفقرات السابقة "‪.‬‬
‫‪ -351‬أنظر المادة ‪ 720‬الفقرة الثامنة من دستور ‪ 7996‬المشار إليه سابقاا ‪.‬‬
‫‪ -352‬بوالشعير سعيد‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ 2008‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 25‬‬
‫‪98‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‬

‫نتوصل في خاتمة الفصل الثاني إلى نتيجة مهمة تخص النظام السياسي الجزائري‪ ،‬بحيث نجد‬
‫هذا النظام يأخذ بمبادئ النظام البرلماني من خالل تبنيه لإلزدواجية التنفيذية‪ ،‬عن طريق إستحداث‬
‫منصب ثاني إلى جانب رئيس الجمهورية و المتمثل في الوزير األول‪ ،‬أين تم منحه صالحيات واسعة‬
‫لتنفيذ برنامجه الحكومي وهي في حقيقة األمر ما هي إل صالحيات شكلية أو رمزية‪ ،‬مما يعني تبعيته‬
‫الوظيفية والعضوية لرئيس الجمهورية صاحب السلطة التنفيذية األصلية بدليل طريقة انتخابه‪،‬‬
‫والصالحيات التي يتمتع بها‪ ،‬بحيث يتولى ممارسة العديد من اإلختصاصات لعل أبرزها التعيينات التي‬
‫يقبل عليها والتي سبق اإلشارة إليها فيما سبق‪ ،‬بحيث يؤكد هذا أخذه ببعض مبادئ النظام الرئاسي‪ ،‬كما‬
‫نجد آليات ووسائل في يد السلطة التنفيذية تتولى ممارستها عند حدوث أي أزمة‪ ،‬لعل أبرزها آلية الحل‬
‫التي يقبل رئيس الجمهورية عليها لمواجهة السلطة التشريعية أثناء عدم مصادقتها على البرنامج الحكومي‪،‬‬
‫كما أن لجوئها لعملية اإلصدار وغير ذلك من المظاهر األخرى التي تقبل عليها تجعل من السلطة‬
‫التشريعية(البرلمان) مشلولة وعديمة األثر‪ ،‬وهذا دليل على تدخل السلطة التنفيذية في إختصاصات السلطة‬
‫التشريعية بالرغم من أنها المعبرة على اإلرادة الشعبية والمظهر الفعال واألساسي للديمقراطية النيابية‪.‬‬

‫وبهذا‪ ،‬فبرغم من مظاهر التعاون و الرقابة المتبادلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬لكن العالقة‬
‫نظر لهيمنة السلطة التنفيذية على كل‬
‫فيما بينهما جد ضعيفة‪،‬أين تتسم بعدم التوازن والختالل‪ ،‬اا‬
‫اإلختصاصات‪ ،‬فالسلطة التشريعية بهذا تابعة وخاضعة للسلطة التنفيذية‪ ،‬لذلك كان من المستحسن أن‬
‫أشير أنه أي نظام سياسي كان ل يمكن له من تحقيق الغرض المراد من جراء إستحداثه إل بتفعيل آليات‬
‫الرقابة والتعاون بين سلطاته بما فيها السلطة التشريعية والتنفيذية ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫خاتمة‬

‫خالصة القول التي نتوصل إليها في صدد دراستنا لطبيعة النظام السياسي الجزائري‪ ،‬هو أن‬
‫القارئ للنظام السياسي الجزائري ل يجد أية صعوبة في إكتشاف المزاوجة بين النظامين الرئاسي و‬
‫البرلماني‪ ،‬فمن المعروف أن التعاون و التوازن بين السلطات من أركان النظام البرلماني‪ ،‬أين حاول‬
‫النظام السياسي الجزائري بناء العالقة بين السلطات وفق هذا األساس‪ ،‬فبينما تملك السلطة التشريعية‬
‫صالحية الموافقة على برنامج الحكومة و مراقبة نشاطها بإستعمال الالئحة و اإلستجواب و لجان‬
‫التحقيق‪ ،‬نجد أن السلطة التنفيذية تملك أداة توازن مجمل هذه اآلليات و لعل أبرزها آلية حل المجلس‬
‫الشعبي الوطني‪ ،‬كما نجد مظاهر للتعاون بين السلطتين في المجال التشريعي فالحكومة تشارك في ذالك‬
‫من خالل المبادرة بالقوانين و تنفيذها‪ ،‬و يتعاون البرلمان معها في إثراء و مناقشة بنود قانون المالية‪ ،‬إلى‬
‫جانب المظاهر األخرى التي تظهر لنا مظاهر النظام البرلماني في النظام السياسي الجزائري و التي سبق‬
‫و أن تم تفصيلها في دراستنا هذه‪.‬‬

‫لكن بالرغم من هذا ل يمكن لنا أن نصف النظام السياسي الجزائري بأنه نظام برلماني لوجود‬
‫مظاهر متعددة تنفي ذالك‪ ،‬و منها السلطات الواسعة المخولة لرئيس الجمهورية بل القيادة الفعلية للسلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬وهو ما يتنافى مع النظام البرلماني‪ ،‬إلى جانب مظاهر أخرى تبعده عن النظام البرلماني كطريقة‬
‫إنتخاب رئيس الجمهورية عن طريق اإلقتراع العام السري المباشر‪ ،‬واستحالة الجمع بين العضوية في‬
‫الحكومة والبرلمان في آن واحد‪ ،‬و وجود مجلس دستوري يسهر على مطابقة القوانين للدستور‪.‬‬

‫مثلما أخذ النظام السياسي الجزائري بمظاهر النظام البرلماني‪ ،‬فقد أخذ أيضا بمظاهر النظام‬
‫جليا من خالل الصالحيات الواسعة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية‪ ،‬كتعيينه‬
‫الرئاسي‪ ،‬أين يظهر ذالك ا‬
‫للوزراء وكبار موظفي الدولة‪ ،‬و إقدامه كذالك على رسم السياسة العامة الخارجية للدولة و الدفاعية للبالد‪،‬‬
‫و إبرامه للمعاهدات و اإلتفاقيات الدولية‪ ،‬إلى جانب التعيينات التي يقبل عليها و التي أشرنا إليها و‬
‫تمتعه بحق إصدار العفو و السلطات المطلقة في الحالت اإلستثنائية‪ ،‬و إعتراضه على القوانين التي‬
‫يوافق عليها البرلمان عن طريق طلبه إلجراء قراءة ثانية‪.‬‬

‫لكن بالرغم من كل هذه الخصائص التي يتمتع بها النظام الرئاسي‪ ،‬إل أنه ل يمكن لنا اإلعتراف‬
‫بطبيعة النظام السياسي الجزائري بأنه رئاسي بسبب عدم وجود بعض المبادئ التي يقوم على أساسها‬

‫‪700‬‬
‫النظام الرئاسي‪ ،‬كعدم تطبيقه مبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬و أخذه بالمرونة بين السلطات بغرض تحقيق‬
‫التوازن و التعاون بينهما‪ ،‬يتبين لنا صراحةا تنافي النظام السياسي الجزائري مع النظام الرئاسي‪.‬‬

‫و منه‪ ،‬فالنظام السياسي الجزائري كما تمت مالحظته أنه إعتمد على المزج بين مبادئ النظام‬
‫البرلماني و الرئاسي‪ ،‬أين نقول أنه يقترب للنظام المختلط نتيجة لتبنيه مبادئ كال النظامين الرئاسي و‬
‫البرلماني‪.‬‬

‫و بذالك ففي حالة اعتبارنا أن النظام السياسي الجزائري شبه رئاسي فإن المظاهر التي سبق و‬
‫أن أشرنا إليها‪ ،‬والممارسات الميدانية لممثلي السلطات وعالقاتها‪ ،‬وضعف السلطة التشريعية الذي‬
‫أظهرالواقع أنها عاجزة عن اإلمساك بزمام العملية التشريعية بإنفرادها‪ ،‬أو مركز السلطة التنفيذية الذي‬
‫يظهر من خالل استحواذها على كل الصالحيات و الوقوف أمام السلطات األخرى كسلطة مستقلة‪ ،‬فإن‬
‫كل هذا يؤدى بنا إلى القول أن النظام السياسي الجزائري ينصب في خانة النظام الرئاسوي ‪.‬‬

‫مهما كانت النتيجة‪ ،‬فنحن نأمل في أن يكون التعديل الدستوري الجديد الذي يط أر على دستور‬
‫‪ 7996‬المعدل و المتمم يخدم استقرار النظام السياسي الجزائري و ل يساهم في بلورة أزمات جديدة‪.‬‬

‫‪707‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أولا‪ :‬المـراجع باللـغة العربـية‬

‫الكتـب‬ ‫‪.I‬‬

‫‪ -1‬إسماعيل علي سعد وحسن محمد حسن‪ ،‬النظريات والمذاهب والنظم السياسية‪ -‬دراسات في العلوم‬
‫السياسية‪ -‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.5002 ،‬‬
‫‪ -5‬أبو المعاطي أبو الفتوح‪ ،‬حتمية الحل اإلسالمي (تأمالت في النظام اإلسالمي)‪ ،‬شركة الشهاب‪،‬‬
‫باتنة‪( ،‬د س ن)‪.‬‬
‫‪ -3‬إبن منظور لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،6‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.1996 ،‬‬
‫‪ -4‬ألباز داود ‪ ،‬النظام السياسي ‪-‬الدولة و الحكومة في ضوء الشريعة اإلسالمية‪ ، -‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.5006 ،‬‬
‫‪ -2‬البنا محمود عاطف ‪ ،‬الوسيط في النظم السياسية‪،‬ط‪ ،5.‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬‬
‫‪ -6‬إيهاب زكي سالمة الرقابة السياسية على أعمال السلطة التنفيذية في النظام البرلماني‪،‬عالم‬
‫الكتب‪،‬القاهرة‪.1993،‬‬
‫‪ -7‬بو الشعير سعيد‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة‪ ،‬ج‪(،5‬النظم السياسية‪ ،‬طرق ممارسة‬
‫السلطة‪ ،‬أسس األنظمة السياسية)‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الساحة المركزية‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫‪ ،‬القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة‪(:‬النظرية العامة للدولة و الدستور‪ ،‬طرق‬ ‫‪-9‬‬
‫ممارسة السلطة)‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،4‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ (،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ ،)1999‬ج‪ ،5‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.5013 ،‬‬
‫‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور‬ ‫‪-10‬‬
‫‪،1996‬ج‪ ،3‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.5013 ،‬‬
‫‪ -11‬بو الشعير سعيد‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء‬
‫دستور‪،5009‬ج‪ ،4‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.5013 ،‬‬
‫‪ -15‬بلحاج صالح‪ ،‬السلطة التشريعية‪-‬الغائب األكبر في النظام السياسي الجزائري‪ ،-‬دار قرطبة للنشر‬
‫و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.5006 ،‬‬
‫‪ -13‬بوبكر إدريس‪ ،‬نظام إنتخاب رئيس الجمهورية في الجزائر‪ ،‬د‪ .‬م‪.‬ج الجزائر‪.5007 ،‬‬
‫‪ -14‬تامر كامل محمد الخزرجي‪ ،‬النظم السياسية الحديثة والسياسة العامة‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‬
‫والتوزيع‪5004 ،‬‬
‫‪ -12‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬النظم السياسية في العالم المعاصر‪ ،‬كلية الحقوق جامعة القاهرة‪.5007،‬‬
‫‪ -16‬صالح بلحاج‪ ،‬المؤسسة السياسية و القانون الدستوري الجزائري منذ االستقالل الى اليوم‪ ،‬د‪ .‬م‪.‬‬
‫ج‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ -17‬حسن محمد عثمان محمد عثمان‪ ،‬النظم السياسية و القانون الدستوري‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ -19‬حسان محمد شفيق ألعالني‪ ،‬األنظمة السياسية و الدستورية المقارنة‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪،‬‬
‫‪.1696‬‬
‫‪ -19‬خليل هيكل‪ ،‬األنظمة السياسية التقليدية والنظام اإلسالمي‪ ،‬مكتب اآلالت الحديثة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ -50‬ديدان مولود ‪ ،‬مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬الجزائر‪.5009 ،‬‬
‫‪ -51‬دوفرجية موريس‪ ،‬المؤسسات‪-‬األنظمة السياسية الكبرى‪،-‬ترجمة‪:‬جورج سعيد‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسة و النشر والتوزيع‪.1995،‬‬

‫‪ -55‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن‪.1999 ،‬‬
‫‪ -53‬راميوندكار فليديكتيل‪ ،‬العلوم السياسية‪ ،‬ترجمة‪ :‬فاضل زكي محمد وحسن علي الذنوب‪،‬ج‪،1‬مكتبة‬
‫النهضة العربية‪،‬بغداد‪.1963،‬‬
‫‪ -54‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬النظم السياسية في العالم المعاصر‪،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪.5007 ،‬‬
‫‪ -52‬عادل ثابت‪ ،‬النظم السياسية‪ -‬دراسة النظم الرئاسية ونظم الحكم في البلدان المعاصرة‪ -‬دار‬
‫الجامعية الجديدة للنشر‪.1999،‬‬
‫‪ -56‬عبد العزيز شيحا‪ ،‬النظم السياسية‪ -،‬الدول والحكومات‪ -‬منشأة المعارف‪،‬اإلسكندرية‪.5003 ،‬‬
‫‪ -57‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬النظم السياسية( دراسة لنظرية الدولة والحكومة والحقوق والحريات‬
‫العامة في الفكر اإلسالمي والفكر األوربي)‪،‬ط‪ ،4‬الناشر منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.5005،‬‬
‫‪،‬سلطة و مسؤولية رئيس الدولة في النظام البرلماني‪،‬المؤسسة الجامعية للدراسات و‬ ‫‪-59‬‬
‫النشر و التوزيع‪.1992 ،‬‬
‫‪ -59‬علي يوسف الشكري‪ ،‬األنظمة السياسية المقارنة‪،‬إيتراك للنشر والتوزيع‪،‬القاهرة‪. 5003،‬‬
‫‪ -30‬عادل ثابت‪ ،‬النظم السياسية‪ -‬دراسة النظم الرئاسية ونظم الحكم في البلدان المعاصرة‪ -‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪.‬‬
‫‪ -31‬عبد الفتاح إسماعيل ومحمود منصور هيبة‪ ،‬النظم السياسية وسياسات اإلعالم‪،‬مركز اإلسكندرية‬
‫للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية ‪.5002،‬‬
‫‪ -35‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬السلطة التنفيذية بين التعسف والقيد‪،‬دار الهدى‪،‬عين مليلة‪.5006،‬‬
‫‪،‬أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري‪(،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬دار هومة‬ ‫‪-33‬‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪.5005 ،‬‬
‫عقيلة خرباشي‪ ،‬العالقة الوظيفية بين الحكومة والبرلمان‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪. 5007،‬‬ ‫‪-34‬‬
‫‪ -32‬عبد اهلل لحسن الجوجو‪ ،‬األنظمة السياسية المعاصرة(دراسة مقارنة)‪ ،‬المؤسسة العالمية للطباعة‬
‫والنشر‪،‬ليبيا‪. 1996،‬‬
‫‪ -36‬عباس عمار‪ ،‬الرقابة البرلمانية على عمل الحكومة في التنظيم الدستوري الجزائري‪،‬دار الخلدونية‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.5006،‬‬
‫فاضل زكي محمد وحسن علي الذنوب‪،‬ج‪،1‬ط‪ ،5‬مكتبة النهضة‪ ،‬بغداد‪.1963،‬‬ ‫‪-37‬‬
‫‪ -39‬فاروق أبو سراج الذهب‪،‬النظام السياسي الجزائري‪-،‬دراسة مقارنة للنظام الجمهوري والرئاسي‬
‫والبرلماني‪ ،-‬الفرص والبدائل‪،‬دراسات إستراتجية‪ ،‬الجزائر‪،‬دار الخلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪،‬جوان‪.5006،‬‬
‫‪ -39‬فوزي أوصديق‪،‬الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري‪،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،4‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪. 5009 ،‬‬
‫‪ -40‬قحطان أحمد سليمان الحمداني‪ ،‬األساس في العلوم السياسية‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪. 5004 ،‬‬
‫‪ -41‬لشعب محفوظ‪ ،‬التجربة الدستورية الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الحديثة للفنون المطبعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪. 5003‬‬
‫‪ -45‬محمد المجزوب‪ ،‬القانون الدستوري والنظام السياسي في لبنان‪ (،‬أهم النظم السياسية والدستورية‬
‫في العالم)‪،‬ط‪ ،4‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.5005،‬‬
‫‪ -43‬محمد فرج الزائدي‪ ،‬مذكرات في النظم السياسية‪،‬ط‪ ،4‬المؤسسة العالمية للطباعة و‬
‫النشر‪،‬ليبيا‪.1997،‬‬
‫‪ -44‬مولود منصور‪،‬القانون الدستوري‪،‬ط‪ ،5‬دار الودائع للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.5011،‬‬
‫‪ -42‬محمود سعيد عمران وآخران‪،‬النظم السياسية عبر العصور‪ ،‬دار النهظة العربية‪ ،‬بيروت ‪.1999‬‬
‫‪ -46‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬النظم السياسية و القانون الدستوري‪،‬منشأة المعارف‪،‬اإلسكندرية‪.5002،‬‬
‫‪ -47‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1996،‬‬
‫‪ -49‬محسن خليل‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪،‬ط‪ ،5‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1971،‬‬
‫‪ -49‬محمد أرزقي نسيب‪ ،‬أصول القانون الدستوري و النظم السياسية‪ ،‬أسلوب ممارسة الحكم في الدولة‬
‫المعاصرة‪،‬ج‪. 5000-5،1999‬‬
‫‪ -20‬محمد رفعت عبد الوهاب وحسين محمد عثمان‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫مصر‪.1999،‬‬
‫‪ -21‬ميشاي مياي‪ ،‬دولة في القانون‪ ،‬مقدمة في نقد القانون الدستوري‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪،‬الجزائر‪.1979،‬‬
‫‪ -25‬محمد نصر مهنا‪ ،‬نظرية الدولة والنظم السياسية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999،‬‬
‫‪ -23‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري‪ -‬التنظيم اإلداري‪ ،-‬دار العلوم‪ ،‬الجزائر‪.5005 ،‬‬
‫‪ -24‬محمد بن معز نصر‪ ،‬النظريات و النظم السياسية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ -22‬مبروك حسين‪ ،‬تحرير النصوص القانونية‪ (،‬قوانين‪،‬اوامر‪،‬مراسيم‪،‬ق اررات ادارية)‪ ،‬ط‪ ،3‬دار هومة‬
‫للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.5009 ،‬‬
‫‪ -26‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة في النظامين المصري و الكويتي‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪.5005 ،‬‬
‫‪ -27‬محمود عاطف البنا‪ ،‬الوسيط في النظم السياسية‪ ،‬ط‪ ،5‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪.1994 ،‬‬
‫‪ -29‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬موسوعة علم السياسة‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.5004 ،‬‬
‫‪ -29‬نعمان أحمد الخطيب‪ ،‬الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.5015 ،‬‬
‫‪ -60‬نزيه رعد‪ ،‬القانون الدستوري العام‪( ،‬المبادئ العامة و النظم السياسية )‪ ،‬ط‪ ،5‬المؤسسة الحرفية‬
‫للكتاب‪ ،‬لبنان‪.5009 ،‬‬
‫‪ -61‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.5006 ،‬‬
‫‪ -65‬يحيى الجمل‪ ،‬األنظمة السياسية المعاصرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫الرسائـل و المذكـرات الجامـعية‬ ‫‪.II‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم قاوي‪ ،‬دور السلطة التنفيذية في العمل التشريعي في النظام الدستوري الجزائري‪ -،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في القانون الدستوري‪ ،-‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.5005 ،‬‬
‫‪ -5‬إيهاب زكي سالمة‪ ،‬الرقابة السياسية على أعمال التنفيذية في النظام البرلماني‪ ،‬رسالة لنيل درجة‬
‫دكتوراه الدولة في القانون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1993 ،‬‬
‫‪ -3‬بيطام أحمد‪ ،‬اإلقتراع النسبي والتمثيلية حالة الجزائر‪-،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪،-‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.5002 ،‬‬
‫‪ -4‬بو الشعير سعيد‪ ،‬عالقة المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه الدولة في‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1994 ،‬‬
‫‪ -5‬حنان مفتاح رزيق‪ ،‬رئيس الجمهورية بين الدستورين الجزائري و األمريكي ‪(،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل درجة الماجيستير في العلوم القانونية‪ ،‬فرع القانون الدستوري‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية و‬
‫القانونية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ -6‬خلوفي خديجة‪ ،‬الرقابة البرلمانية علي أعمال الحكومة في ظل دستور‪- ،1996‬رسالة الماجستير‪،-‬‬
‫بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.5001 ،‬‬
‫‪ -7‬شاهد أحمد‪ ،‬المؤسسة التشريعية بنظام الغرفتين كما ورد في دستور ‪ 59‬نوفمبر ‪ -،1996‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجستر في العلوم السياسية و العالقات الدولية‪ ،‬فرع التنظيم السياسي واإلداري‪،-‬‬
‫كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬

‫‪ -9‬شريط وليد‪ ،‬السلطة التشريعية من خالل التطور الدستوري الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬الجزائر‪.5015-5011 ،‬‬
‫‪ -9‬عبد الحميد يوسف‪ ،‬مبدأ الفصل بين السلطات في في النظام السياسي الجزائري‪-،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص القانون الدستوري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.5010 ،‬‬
‫‪ -10‬لوناسي ججيقة‪ ،‬السلطة التشريعية في الدستور الجزائري لسنة ‪ ،1996‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه‬
‫الدولة في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬دون سنة المناقشة‪.‬‬
‫‪ -11‬مزياني حميد‪ ،‬عن واقع اإلزدواجية التشريعية والعمل التشريعي في النظام السياسي‬
‫الجزائري‪(،‬دراسة مقارنة)‪-،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،-‬فرع "تحوالت الدولة"‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية‪،‬مدرسة الدكتوراه القانون األساسي و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬‬
‫تيزي وزو‪.5011 ،‬‬
‫‪،‬إنتفاء السيادة التشريعية للبرلمان في ظل الدستور الجزائري لسنة ‪-،1996‬‬ ‫‪-15‬‬
‫مذكرة لنيل درجة شهادة الماجستير في القانون العام‪،-‬فرع تحوالت الدولة‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬تيزي‬
‫وزو‪.5011،‬‬
‫‪ -31‬محمد مهادين قارة‪ ،‬مبدأ اإلزدواجية في السلطتين التشريعية و التنفيذية ضرورة أم قيد‪-،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجيستير‪ ،-‬معهد الحقوق و العلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫‪ -31‬مختاري عبد الكريم‪ ،‬نفاذ المعاهدات في القانون الوطني الجزائري‪-،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،-‬تيزي وزو‪.5002 ،‬‬
‫المـقالت‬ ‫‪.III‬‬
‫‪ -1‬حاحة عبد العالي‪ »،‬تطبيقات مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪ ، « 1996‬مجلة اإلجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬العدد‪ ،04‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.5015 ،‬‬

‫‪ -5‬خرباشي عقيلة‪ »،‬دور اجتهاد المجلس الدستوري في رسم العالقة الوظيفية بين الحكومة و‬
‫البرلمان بعد التعديل الدستوري ل‪ 59‬نوفمبر‪ ، « 1996‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‬
‫العدد‪ ،05‬سنة ‪.5010‬‬
‫‪ -3‬دش رياض‪ »،‬الرقابة البرلمانية علي أعمال الحكومة الجزائرية في ظل التعديل الدستوري‬
‫‪ « 1996‬مجلة المنتدي القانوني‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،01‬ماي ‪.5002‬‬
‫‪ -4‬عمار عوابدي ‪»،‬عملية الرقابة البرلمانية و دورها في الدفاع عن حقوق المواطن « مجلة الفكر‬
‫البرلماني‪ ،‬مجلس األمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،01‬ديسمبر ‪.5005‬‬

‫‪ -2‬فكاير نور الدين‪» ،‬العضوية في البرلمان «‪ ،‬مجلة النائب‪ ،‬العدد األول‪.5003 ،‬‬
‫‪ -6‬محمد طربوش‪ ،‬السلطة التنفيذية في الدولة العربية ذات النظام الجمهوري‪ ،‬الموسوعة الجامعية‬
‫للدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬بيروت‪.1996 ،‬‬
‫‪ -7‬موسي بودهان‪» ،‬الفصل بين السلطات في النظام القانوني الجزائري « مجلة النائب‪ ،‬المجلس الشعبي‬
‫الوطني‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬العدد الثاني‪.5003 ،‬‬

‫‪ -9‬مقال حول النظم السياسية المعاصرة‪ ،‬و النظم السياسية المقارنة‪ ،‬موقع عربي بومدين‪ -‬العلوم السياسية و العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬مقالة إلكترونية‪arbiboumediene. Blogs pot. Com/ 2012/03/blog-post-6466.html≠،‬‬

‫ابعا‪ :‬النـصوص القانـونـية‬


‫رَ‬

‫أ) الدسـاتـير‬

‫‪ -)13‬دستور ‪ 10‬سبتمبر ‪ ،3661‬مصوت عليه من قبل الجمعية التأسيسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 59‬سبتمبر‪1963‬‬


‫مصادق عليه باإلسفتاء الشعبي‪ 09‬سبتمبر ‪(، 1963‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪.64،1963‬‬

‫‪ -)10‬دستور ‪ ،3676‬صادر بموجب األمر‪ ،97-76‬مؤرخ في ‪ 55‬نوفمبر ‪(،1976‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪،‬‬


‫عدد ‪ ،94‬لسنة ‪. 1976‬‬

‫‪ -)11‬دستور ‪ 01‬فيفري ‪ ،3606‬منشور بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ ،19-99‬مؤرخ ‪ 59‬فيفري‬


‫‪(،1999‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،09‬لسنة ‪. 1999‬‬

‫‪ -)11‬دستور ‪ 00‬نوفمبر‪ ،3666‬منشور بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ ،439-96‬مؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر‬


‫‪ ،1996‬متضمن إصدار نص تعديل دستور الجمهورية الجزائرية لسنة ‪(،1996‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،76‬لسنة ‪ ،1996‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ ،03-05‬مؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ ،5005‬متضمن‬
‫تعديل الدستور‪(،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪،‬عدد ‪ 52‬لسنة ‪ 5005‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪،19-09‬‬
‫مؤرخ ‪ 19‬نوفمبر ‪ ،5009‬يتضمن تعديل الدستور‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ، 63‬لسنة ‪. 5009‬‬

‫ب)‪ -‬النـصوص التشريعـية‬

‫اإلنتخابات‪،‬‬ ‫‪ -)13‬قانون عضوي رقم ‪ 09-97‬مؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ ،1997‬متعلق بنظام‬


‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،15‬صادرة في ‪ 07‬مارس ‪ ،1997‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪،04-05‬‬
‫مؤرخ في ‪ 52‬فيفري‪ ،5005‬متعلق بنظام اإلنتخابات‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،15‬صادرة في ‪59‬‬
‫فيفري ‪ ،5005‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ ،09-07‬مؤرخ في ‪ 59‬جويلية ‪،5007‬‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،49‬صادرة في ‪ 59‬جويلية ‪. 5007‬‬

‫‪ -)10‬قانون عضوي رقم ‪ ،05-99‬مؤرخ في ‪ 09‬مارس ‪ ،1999‬متعلق بتنظيم المجلس الشعبي الوطني‬
‫ومجلس األمة وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،12‬صادرة في‬
‫‪ 09‬مارس ‪. 1999‬‬

‫‪ -)11‬قانون عضوي رقم ‪ ،01-01‬مؤرخ في ‪ 09‬جانفي ‪ ،5001‬يتضمن القانون األساسي لعضو‬


‫البرلمان‪(،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ، 09‬صادرة في ‪ 04‬فيفري ‪ ،5001‬معدل ومتمم بموجب القانون‬
‫العضوي رقم ‪ ،19-09‬مؤرخ في ‪ 02‬أكتوبر ‪ ،5009‬يتضمن القانون األساسي لعضو البرلمان‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،29‬صادرة في ‪ 09‬أكتوبر ‪. 5009‬‬

‫‪ -)11‬قانون عضوي رقم ‪ ،754-5007‬مؤرخ في ‪ 53‬جويلية ‪ ،5009‬يتضمن عصرنة مؤسسات‬


‫الجمهورية الفرنسية الخامسة‪ ،‬تاريخ المطالعة‪ 55 :‬فيفري‪ ،5014‬مسحوب من الموقع اإللكتروني‬
‫التالي‪.www.wikipedia.org :‬‬

‫‪ -)15‬قانون عضوي رقم ‪ ،01-15‬مؤرخ في ‪ 15‬جانفي ‪ ،5015‬متعلق بنظام االنتخابات‪،‬‬


‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،01‬لسنة ‪.5015‬‬
‫‪ -)16‬أمر رقم ‪ ،57-69‬مؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ ،1969‬متضمن القانون األساسي للقضاء‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‬
‫‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ، 45‬لسنة ‪.1969‬‬
‫‪ -)17‬أمر رقم ‪ ،96-70‬مؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،1970‬يتضمن قانون الجنسية الجزائرية‪،‬‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪،‬عدد‪ ،120‬لسنة‪ ،1976‬المعدل والمتمم بموجب األمر رقم ‪ ،01-02‬مؤرخ في‬
‫‪57‬فيفري‪ ،5002‬يتضمن تعديل قانون الجنسية‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،12‬لسنة ‪. 5002‬‬

‫‪ -)10‬أمر رقم‪ ،51-99‬مؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،1999‬يتضمن القانون األساسي للقضاء‪،‬‬


‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،23‬لسنة ‪.1999‬‬

‫‪ -)16‬مرسوم تشريعي رقم ‪ ،02-95‬مؤرخ في ‪ 54‬أكتوبر ‪ ،1995‬يتضمن القانون األساسي للقضاء‪،‬‬


‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،77‬لسنة‪.1995‬‬
‫‪ -)31‬أمر رقم‪ ،04-97‬مؤرخ في ‪ 11‬جانفي‪ ،1997‬متعلق بالتصريح بالممتلكات‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪،‬‬
‫عدد‪ ،03‬لسنة ‪.1996‬‬

‫ج)‪ -‬النصـوص التنظيمـية‬

‫‪ -)13‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،553/99‬مؤرخ في ‪ 2‬نوفمبر ‪ ،1999‬متعلق بنشر المراجعة الدستورية‪،‬‬


‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،42‬لسنة ‪.1999‬‬

‫‪ -)10‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،19/99‬مؤرخ في ‪ 59‬نوفمبر‪ ،‬يتضمن نشر دستور ‪،1999‬‬


‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،09‬لسنة ‪.1999‬‬
‫‪ -)11‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،44-99‬مؤرخ في‪ 10‬أفريل ‪ ،1999‬متعلق بالتعيين في الوظائف المدنية و‬
‫العسكرية للدولة‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،12‬لسنة ‪.1999‬‬
‫‪ -)11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 307-91‬مؤرخ في ‪ 07‬سبتمبر ‪ ،1991‬متعلق بكيفية التعيين في الوظائف‬
‫المدنية للدولة المصنفة وظائف عليا‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،43‬لسنة ‪.1991‬‬
‫‪ -)15‬مرسوم رئاسي رقم‪ 540-99‬مؤرخ في ‪ 57‬أكتوبر‪ ،1996‬يتعلق بالتعين في الوظائف المدنية و‬
‫العسكرية للدولة‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،76‬لسنة ‪.1999‬‬
‫‪ -)16‬النظام الداخلي لمجلس األمة‪ ،‬مؤرخ في ‪ 50‬شعبان ‪ ،1450‬الموافق لـ‪ 59‬نوفمبر‬
‫‪(،1999‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،94‬لسنة‪.1999‬‬
‫ئيسا‬
‫‪ -)07‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،599-99‬مؤرخ في ‪ 56‬ديسمبر ‪ ،1999‬يتضمن تعيين أحمد بن بيتور ر ً‬
‫للحكومة‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد ‪ ،93‬لسنة‪.1999‬‬
‫‪ -)10‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،526-5000‬مؤرخ في ‪ 56‬غشت ‪ ،5000‬يتضمن تعيين السيد أحمد بن‬
‫ئيسا للحكومة‪( ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش)‪ ،‬عدد‪ ،24‬لسنة ‪.5000‬‬
‫فليس ر ً‬
‫‪-)16‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 367-09‬مؤرخ في‪ 17‬ذي القعدة عام ‪ 1459‬الموافق ل ‪5009/11/12‬‬
‫يفوض للوزير األول رئاسة اجتماعات الحكومة ‪.‬‬
‫‪ -)31‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 130 -09‬يفوض للوزير األول رئاسة إجتماعات الحكومة‪.‬‬
‫‪ _)33‬قرار رقم ‪ ،1697‬صادر عن مجلس الدولة‪ ،‬بتاريخ ‪ 30‬أوت ‪ ، 1999‬متعلق بقضية محفوظ‬
‫نحناح ضد مجلس الدولة ‪.‬‬
‫ يتعلق‬،5009‫ فبراير‬51 ‫ صادر عن المجلس الدستوري بتاريخ‬/‫ م د‬/‫ ر ق ع‬/09 ‫ قرار رقم‬-)30
‫بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة وعملهما و كذا‬
.‫العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة للدستور‬
‫ مراجـع بالـلغة الفرنسـية‬: ‫ثـانـ ايا‬
A/ Ouvrages

01)- Acop (j f), vers le régime présidentiel- rerène commentaire - N°129


printemps, 2010.

02)- Bernard chantebout, droit CONSTITUTIONNEL ET SCIENSE


POLITIQUE ,16Eme Edition, Dalloz ,paris, 1999.
03) BOUSSOUMAHE MOHAMED, la parenthèse des pouvoirs publics
constitutionnels de 1992 A 1998, (o. p. o), 2005.
04)- CaME de MALBERG, contribution à la théorie générale de l’état CNRS,
(s.L.P) , 1920.
05)- MOHAMED BRAHIMI, le pouvoir en Algérie et ses formes
d’èxpression institutionnelles, Alger, 1999, (o.p.u).
06)- PATRICE Gélard et jaquES MEURIER, institution politique et droit
constitutionnel, Montchrestien, paris, 1999.
07)- pactet pière, institution politique et droit constitutionnel, 09 ème èdition,
masson, paris,1989.
08)- YELLES CHAOUCHE BACHIRE, le conseil constitutionnel en Algérie,
du contrôle de constitutionalité à la créative nomative, (o.p.u), Alger, 1999.
B/ thèse
01)- FATIHA BEN ABBOU, les rapports entre le président de la republique et
LAPN dans la constitution de 1996, thèse pour l’obtention du doctorat, faculité
du droit, univirsité d’alger, 2004
C / revues
O1)- A.MDJBBAR, la loi et le règlement dans la constitution du 28 nevembre,
1996, in IDARA, volume 07 N°01,alger,1997.
02)- MAMENI KHALIFA, réflexion sur la constitution algérienne,(o.p.u),
1978.
D / sites internet
01)- http://www- mcrp- yoo- dz/ mimistere- arabe/ modakalo. Htm
02)- http :///www-f-+law.net/archive
03)- www.unv-biskara.dz
‫فهرس الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫المحتويات‬

‫شكر و تقدير‬

‫إهداء‬

‫مقدمة ‪50...............................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهمي لألنظمة السياسية‪50....................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم النظام السياسي‪05.................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف النظام السياسي‪05................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي للنظام السياسي‪05........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف اإلصطالحي للنظام السياسي‪00..................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ظهور األنظمة السياسية و خصائصها المشتركة‪01......................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ظهور األنظمة السياسية‪01................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الخصائص المشتركة بين األنظمة السياسية‪01.............................‬‬

‫أولا‪ :‬هيكل النظام السياسي ‪01..........................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أهداف النظام السياسي‪01.........................................................‬‬


‫ا‬
‫ثالثاا ‪ :‬إختصاص النظام السياسي‪01......................................................‬‬

‫ابعا‪ :‬تركيب النظام السياسي‪00........................................................‬‬


‫ر ا‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تصنيف األنظمة اللبرالية المعاصرة‪00..................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام البرلماني‪01......................................................‬‬

‫‪93‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبادئ النظام البرلماني‪01................................................‬‬

‫أولا‪ :‬ثنائية السلطة التنفيذية‪01..........................................................‬‬

‫‪ -)0‬عدم مسؤولية رئيس الدولة سياسيا‪01..............................................‬‬

‫‪ -)1‬و ازرة مسؤولة سياسيا‪00..........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مظاهر التعاون و الرقابة المتبادلة بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية في‬
‫ا‬
‫ظل النظام البرلماني‪10.................................................................‬‬

‫‪ -)0‬مظاهر التعاون بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية‪10.........................‬‬

‫‪ -)1‬مظاهر الرقابة المتبادلة بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية‪11.................‬‬

‫أ)‪ -‬مظاهر رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية‪11.............................‬‬

‫ب)‪ -‬مظاهر رقابة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية‪11............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير النظام البرلماني‪10..................................................‬‬

‫أولا‪ :‬إيجابيات النظام البرلماني‪10.......................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬سلبيات النظام البرلماني‪10........................................................‬‬


‫ا‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظام الرئاسي‪11.......................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ النظام الرئاسي‪11..................................................‬‬

‫أول‪ :‬إنفراد رئيس الجمهورية بإدارة السلطة التنفيذية‪11 .................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفصل الشديد بين السلطات‪11....................................................‬‬

‫‪ -)1‬مظاهر استقاللية السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية‪11.........................‬‬

‫‪ -)2‬مظاهر استقاللية السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية‪10.........................‬‬

‫‪94‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب عدم وجود التأثير المتبادل بين السلطات‪10.........................‬‬

‫أولا‪ :‬الحاالت المنصوص عليها في الدستور‪11..........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحاالت التي أفرزها الواقع العملي‪11.............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تقدير النظام الرئاسي‪11..................................................‬‬

‫أولا‪ :‬إيجابيات النظام الرئاسي‪13........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلبيات النظام الرئاسي‪15.........................................................‬‬


‫ا‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نظام حكومة الجمعية النيابية‪10..........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ نظام حكومة الجمعية النيابية‪11.....................................‬‬

‫أول‪ :‬تركيز السلطة في يد البرلمان‪11...................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تبعية السلطة التنفيذية للبرلمان‪11..................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير نظام حكومة الجمعية النيابية‪11.....................................‬‬

‫أولا‪ :‬إيجابيات نظ ام حكومة الجمعية النيابية‪11...........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلبيات نظام حكومة الجمعية النيابية‪10............................................‬‬


‫ا‬
‫خالصة الفصل األول‪11............................................................ ....‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تكييف النظام السياسي الجزائري في ظل دستور‪11................0001‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تنظيم السلطات السياسية الجزائرية في ظل دستور‪10.............0001‬‬

‫المطلب األول‪ :‬السلطة التنفيذية في النظام السياسي الجزائري‪05.........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مكانة رئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري‪00...................‬‬

‫أولا‪:‬إنتخاب رئيس الجمهورية‪00........................................................‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -)0‬الشروط الدستورية‪01..............................................................‬‬

‫‪ -)1‬الشروط القانونية لرئاسة الجمهورية‪01.............................................‬‬

‫ثانيـا‪ :‬صالحيات رئيس الجمهورية‪01.................................................‬‬


‫ا‬
‫‪ -)0‬صالحيات رئيس الجمهورية على المستوى الداخلي‪01.............................‬‬

‫‪ -)1‬صالحيات رئيس الجمهورية على المستوى الخارجي‪15...........................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مكانة الوزير األول في السلطة التنفيذية‪10................................‬‬

‫أولا‪ :‬تعيين الوزير األول‪11..........................................................‬‬

‫ثاتيـا‪ :‬إنهاء مهام الوزير األول‪11......................................................‬‬

‫ثالثـا‪ :‬إختصاصات الوزير األول‪11....................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السلطة التشريعية في النظام السياسي الجزائري‪11.......................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلطار العضوي لغرفتي البرلمان‪11.......................................‬‬

‫أولا‪ :‬العضوية في المجلس الشعبي الوطني‪11...........................................‬‬

‫ثانـيا‪:‬العضوية في مجلس األمة ‪10....................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلطار الهيكلي لغرفتي البرلمان‪15........................................‬‬

‫أولا‪ :‬هياكل المجلس الشعبي الوطني‪15................................................‬‬

‫ثانـيا‪ :‬هياكل مجلس األمة‪10..........................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إختصاصات السلطة التشريعية‪10........................................‬‬

‫أولا‪ :‬إختصاصات المجلس الشعبي الوطني‪10..........................................‬‬

‫ثانيـاا‪ :‬إختصاصات مجلس األمة‪35....................................................‬‬

‫‪96‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬العالقة بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية‪30......................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وسائل تأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية‪30...................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اآلليات التي يختص بها رئيس الجمهورية‪31..............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلليات التي يختص بها الوزير األول ‪31.................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل تأثير السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية‪00.................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة المولدة لمسؤولية الحكومة‪01......................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة غير المولدة لمسؤولية الحكومة‪00.................................‬‬

‫خالصة الفصل الثـاني‪00..............................................................‬‬

‫خاتمــة‪055.......................................................................‬‬

‫‪97‬‬

You might also like