Professional Documents
Culture Documents
لـجــنـة الـمــنـاقـشــة
* األستاذ :بويحيى جمال .......................................................مـمتحـ ًنـا
ومـقـررا
ً * األستاذ :معيفي لعزيز...............................................مـشر ًفـًا
سـا
* األستاذ :أوكيل محمد لمين ...................................................رئـيـ ً
السنـة الجـامعـيـة3102/3102 :
تـاريـخ المنـاقشـة 01 :جوان 3102
"وَقَـــلََرَبــيََأدَخلنـيََمَدَخَــلََصــدَ ِق ََِِِ
َََََََََََََََََوَأخَـرجَــنيَمَخَــرجََصــدقَ
ََََََََََََوَاجَعَــلََلـيََمنََلَدَنَـكََسَلَطَـانَـاَنَصيـَرا"
ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََصـدقَهللاَالعظـيم َ
ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ(ََسورةَاإلسراءَ)
كثيرََا
بعد حمد اهلل وشكره َ
إعترافا بالفضل ،نرفع أخلص آيات الشكر والعرفان
إلى أستاذنا المشرف
معيفي عبد العزيز
إلى من زرعني بذرة واعتنى بي إلى أن قطفني ..ثمرةً بعطفه وحنانه إلى
أبي الغالي حماه اهلل ،وستبقى كلماتك منقوشة بذاكرتي أهتدي بها اليوم وغدا
والى األبد.
a. p : page.
d. N° : Numéro.
للحديث عن أي موضوع كان ودراسته دراسة شاملة يستوجب اإلحاطة به من حيث المفاهيم
األساسية التي يقوم عليها والمكونة له ،وهذا ما سنتطرق إليه من خالل تعرضنا للنظام السياسي حيث
قامت الجماعات اإلنسانية عبر مختلف العصور بتكوين كيانات إجتماعية منظمة ،مرت على مجموعة
من التنظيمات إنطلقت من األسرة ثم القبيلة والعشيرة لتتطور بعدها فتصبح دولا متمتعةا بأنظمة إجتماعية
متعددة المجالت ،اإلجتماعية و اإلقتصادية والثقافية و السياسية.
فتعتبر النظم السياسية هي أنظمة الحكم في الدول المختلفة ،وكل منها حسب مجتمعاتها ووفقاا
لقانونها الدستوري الذي يحدد شكل ونوع هذه األنظمة ،ولقد ظهرت الدول منذ ظهور أنظمة الحكم،
األنظمة منبثقة من األعراف السائدة كمصر الفرعونية والدول الفارسية( ،)1حيث نجد أن كل هذه
أنذاك( ،)2الذي جعل من مبدأ الفصل بين السلطات مبدأ عام لتنظيم سلطات الدولة( ،)3والذي يحقق
الحرية ويمنع اإلستبداد ويساهم في تحقيق دولة قانونية( ،)4ودليل ذلك تبني معظم النظم السياسية
المعاصرة لهذا المبدأ ،وكل بحسب مفهومه ،فمنهم من يأخذ بمبدأ الفصل المطلق بين السلطات كالنظام
الرئاسي الذي يرتكز على فردية السلطة التنفيذية ،أين ل تكون أية عالقة تبادلية بين سلطاتها(،)5
والبعض اآلخر يأخذ بمبدأ الفصل المرن بين السلطات الممزوج بالتعاون و الرقابة المتبادلة بينها ،وهذا
قيبا على أعمال سلطة أخرى بالقدر الذي يسمح لكل
هو النظام البرلماني ،الذي يجعل عمل كل سلطة ر ا
منها أن تشكل وزانا مقابالا للسلطة األخرى وكل سلطة مستقلة عن األخرى في مباشرتها لختصاصاتها(،)6
-1محمد فرج الزائدي ،مذكرات في النظم السياسية ،ط ،2المؤسسة العالمية للطباعة والنشر ،ليبيا ،7991 ،ص. 8
2 pactet pière, institution politique et droit constitutionnel, 09ème èdition, masson,
paris,1989.
-3إسماعيل علي سعد و حسن محمد حسن ،النظريات و المذاهب و النظم السياسية( ،دراسات في العلوم السياسية) ،دار
المعرفة الجامعية ،2005 ،ص.718
-4ميشال مياي ،دولة القانون ،مقدمة في نقد القانون الدستوري ،د.م.ج ،الجزائر ،7919 ،ص. 702
-5محمود سعيد عمران وآخران ،النظم السياسية عبر العصور ،دار النهضة العربية ،بيروت ،7989 ،ص.ص.22-27
-6عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،سلطة ومسؤولية رئيس الدولة في النظام البرلماني ،المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر
و التوزيع ،7995 ،ص. 12
5
وهناك من يأخذ بنظام حكومة الجمعية النيابية( ،)7الذي يقوم على مبدأ الندماج بين السلطات الذي
تصبح سلطة واحدة تتحكم في السلطات األخرى ،التي يمكن أن تمنح لها بعض اإلختصاصات بأن
تطغى مثال السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية و تتولى زمام جميع األمور( ،)8بحيث تقبل السلطة
التشريعية على تفويض بعض اإلختصاصات المحدودة و تبقى في حالة تبعية لها(.)9
كل هذه األنظمة المشار إليها أعاله تأخذ بها العديد من دول العالم ،كما جارتها الدول العربية،
لكن عدم اإلستقرار السياسي فيها أدى إلى ظهور إشكالية في القانون التي تعتبر مصدر النظام
()10
السياسي
خصوصا في الجزائر مع تزايد الدعوة إلى التعددية السياسية و الديمقراطية مع وضع ضوابط
ا
()12 ()11
الذي سياسيا ،هذا بموافقة الشعب الجزائري للدستور الجديد
ا تجنبا لستغالل ثوابت األمة
ا إلنشائها
إستحدث إلى جانب المبادئ المشار إليها سابقاا ،مبدأ الفصل بين السلطات بغرض مواكبة التوجه الليبرالي
للدولة الجزائرية وتجنب تداخل الصالحيات بين هذه السلطات ،وتطبيق هذا المبدأ على أساس المفهوم
الحديث القائم على التكامل و التوازن بين السلطات بدل الفصل الجامد الذي ليحقق الهدف المراد من
جراء تبني هذه المبادئ في دستور . 7996
بالرغم من كل هذه المظاهر المختلفة المتبناة في دستور 7996إلى أن هذا ليعني أن الطبيعة
السياسية للنظام الجزائري برلماني أو رئاسي( ،)14فالخصوصية التي يتمتع بها دستور 7996الجزائري
تدفعنا إلى طرح اإلشكالية التالية ما هي الطبيعة السياسية للنظام الجزائري الحالي ؟
لإلجابة على هذه اإلشكالية المطروحة أعاله ،تطرقنا لدراسة اإلطار المفاهيمي لألنظمة
السياسية المعاصرة (الفصل األول) ،أما (الفصل الثاني) فخصصناه لتكييف النظام السياسي الجزائري في
ظل أحكام دستور 7996المتبوع بالتعديالت لسيما آخر تعديل الذي كان سنة 2008المعمول به إلى
يومنا هذا ،من خالل اإلعتماد على المنهج التحليلي و الوصفي.
قبل التطرق إلى فصلي هذه الدراسة ،يجدر بنا القول أن هذه المقاربة ل تنطلق من موقف
سياسي أو ذاتي أو حتى إيديولوجي اتجاه ما نبحث و ما نسعى إلى إيضاحه ،بل هي عكس ذلك فهي
دراسة قانونية محضى .
-13بوالشعير سعيد ،القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة( :النظرية العامة للدولة و الدستور ،طرق ممارسة
السلطة) ،ج ، 07ط ،2د.م.ج ،الجزائر،د.س.ن ،ص ،ص. 788 -781،
-14بوالشعير سعيد ،النظام السياسي الجزائري ،دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ،7996ج،01
د.م.ج ،الجزائر ،2071 ،ص.01
1
الفـصـل األول
8
الفصل األول
للحديث عن أي موضوع كان يستوجب مناقشته و دراسته دراسة شاملة ،وهذا ما ل يكون إل
عن طريق اإلحاطة بمفاهيمه األساسية ،بحيث قمنا باإلشارة لمفهوم النظام السياسي و أهم تصنيفات هذه
األنظمة ،هذا بحصرها في ثالثة( )01أنظمة سياسية رئيسية لعل أبرزها :النظام البرلماني ،الرئاسي،
ونظام حكومة الجمعية النيابية .
ومنه فقد كرست العديد من دول العالم هذه األنظمة الليبرالية المشار إليها أعاله وكل منها
متخذة أساليب ووسائل معينة بقصد الوصول إلى الغرض المراد تحقيقه جراء األخذ بأي نظام كان ،فما
هي أهم المبادئ التي تقوم عليها كل من هذه األنظمة السياسية الثالثة؟
9
المبحث األول
إن الوصول إلى ذكر تصنيفات النظام السياسي ،وخصائصه التي يتميز بها ل يكون إل من
خالل التطرق إلى تعريفه(المطلب األول) ،وذكر أهم الخصائص المشتركة التي تتميز بها األنظمة
السياسية(المطلب الثاني).
المطلب األول
لعل محاولة إعطاء تعريف دقيق وواضح للنظام السياسي ،يكون عن طريق التركيز على مراحل
منهجية تخدم المصطلح المراد تحديد معناه ،ومن أبرزها المعنى اللاغوي(الفرع األول) ،والمعنى
اإلصطالحي(الفرع الثاني) .
الفرع األول
مصطلح النظام لغة يقصد به ترتيب األمور على نحو معين لتحقيق هدف محدد ،أما لفظ
سياسي ) )POLITIEIAفهي صفة مشتقة من السياسة والتي يراد بها عند العرب السوس بمعنى الرآسة،
كما تعني كلمة السياسة ( )LA politiqueالمدينة التي كانت تثير في األذهان أمر تنظيم العالقات بين
قديما(.)15
حكاما أو محكومين ،وهو التعريف المعتمد في اللغة اليونانية ا
ا اء كانوا
الناس سو ا
أما في اللغة اإلنجليزية فالمصطلح ) )Policyهي المعبرة على معنى السياسة ،حيث تنقسم إلى
مقطعين هما )POLIS( :و( )CITYويقصد بهما ما يلي )POLIS(:أي الحاضرة )CITY( ،بمعنى
-15إبن منظور لسان العرب،النظم السياسية ،ج ،6دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،7996 ،ص. 229
70
إجتماع المواطنين الذين هم أهل المدينة( ،)16كما أن لهذه الكلمة ( ) POLICYمعاني أخرى لعل
أبرزها :البلدة ،الدولة ،الجمهورية ،الدستور ،النظام السياسي ،المواطنة ،األمور السياسية (.)17
الفرع الثاني
التعريف اللغوي يختلف عن التعريف اإلصطالحي والذي سوف نشير إليه ،أين إعتمدنا في
تعريفنا هذا على آراء العديد من الفقهاء ومفكري القانون والعلوم السياسية ولعل أبرزهم.
جورج بيردو( ) GEORGE PERDOيرى أن النظام السياسي عبارة عن كيفية ممارسة النظام
في الدولة ،و بموجب التأمل في التعريف الذي إعتمد عليه يتضح لنا بأن النظام السياسي ألي بلد كان
()18
. ماهو إل أداة للحكم الذي يتناول دراسته القانون الدستوري
أما دافيد إستون ( )DAVID ISTONيرى أن النظام السياسي هو تلك الظواهر التي تكون في
نظاما هو في حقيقة األمر جزء من مجموع النظام اإلجتماعي ،إل أنه تفرع عن هذا األخير من
مجموعها ا
أجل البحث والتحليل ،يتضح لنا أن النظام السياسي عنده ما هو إل جزء من نظام أشمل أل و هو النظام
الجتماعي ،لهذا يؤكد أنه عبارة عن عالقة تأثير متبادلة بين النظام اإلجتماعي والسياسي ،لذا يؤكد أن
وتأثير في حياة الدولة،
اا تطور
اا النظام اإلجتماعي هو محور ومركز النظام السياسي الذي يعد أكثر األجزاء
أما روبير دال( )ROBERT DAHLيعرف النظام السياسي على أنه :نمط مستمر للعالقات اإلنسانية
()19
. بحيث يضمن إلى حد كبير القوة والحكم والسلطة
-16قحطان أحمد سليمان الحمداني ،األساس في العلوم السياسية ،دار مجدلوي للنشر والتوزيع ،عمان،2002 ،
ص.75
-17قحطان أحمد سليمان الحمداني ،المرجع نفسه ،ص ،ص. 76-75
-18إسماعيل علي سعد وحسن محمد حسن ،مرجع سابق ،ص.718
-19ناظم عبد الواحد الجاسور ،موسوعة علم السياسة ،دار مجدلوي للنشر والتوزيع ،عمان ،2002 ،ص ،ص-162
. 165
77
أما العالم السياسي ماكس فيبر ( ،)MAX WEBERيعرف النظام السياسي على أنه نظام
يضمن تنفيذ األوامر في المنطقة المعينة الحدود وبصورة مستمرة بواسطة السلطة الفعلية عن طريق هيئة
إدارية دائمة(. )20
فالقاسم المشترك بين مختلف هذه التعاريف التي أقدم على تعريفها كل عالم سياسي ومفكر
قانوني أعاله ،هو النظر إلى النظام السياسي على أنه جزء من نظام كلي هو النظام اإلجتماعي ،إل أنهم
يختلفون في وجهة نظرهم للنظام السياسي في ميزة رئيسية ،فنظرة (إستون) تغلب فيها ظاهرة القوة
وتوزيعها في مؤسسات النظام السياسي والسلوك الذي تسلكه جماعات هذه المؤسسات بغرض صنع القرار
السياسي ،في حين نجد أن (روبير دال) يركز على السلطة ،أما (فيبر) إعتمد في تعريفه على اإلكراه
المشروع ،أما المفكرين العرب فقد حاولوا أيضا إعطاء تعريف للنظام السياسي ،وهذا ما تطرق إليه كل
()21
. من إبراهيم درويش ،ومحمد طه بدوي وغيرهم من الباحثين في القانون
وانطالقاا من التعاريف المشار إليها أعاله ،يتضح لنا أن النظام السياسي ما هو إل مجموعة
من القواعد واألجهزة المترابطة فيما بينها مبينةا نظام الحكم و السلطة ووسائل وأهداف ممارستهما ،ومركز
الفرد فيها وضماناته من قبلها.
-20تامر كامل محمد الخزرجي ،النظم السياسية الحديثة والسياسة العامة ،دار مجدلوي للنشر والتوزيع،2002 ،
ص.27
-21النظام السياسي في نظر إبراهيم درويش :مجموعة من األنماط المتداخلة والمتشابكة والمتعلقة بعمليات صنع الق اررات
والتي تترجم أهداف وخالفاته الناتجة من خالل الجسم العقائدي الذي أضفى الشرعية على القوة السياسية ،أما المفكر طه
قانونيا ومستقلة مرتبطة بواقع مجتمعها الحضاري والثقافي
ا بدوي يرى أن النظام السياسي ما هو إل مؤسسات منظمة
والروحي أي بالبيئة التي تعمل فيها ،أنظر كذلك :تامر كامل محمد الخزرجي ،مرجع نفسه ،ص ،ص.21 -22
72
المطلب الثاني
إن الجماعات اإلنسانية قامت بتشكيل كيانات إجتماعية مختلفة التي أصبحت وفقاا للمفهوم
الحديث دولا تسير وفقاا ألنظمة سياسية مختلفة (الفرع األول) ،ذات خصائص مشتركة(الفرع الثاني) .
الفرع األول
إن ظهور األنظمة السياسية يعود إلى عصور قديمة ،كالدولة الفارسية و مصر الفرعونية ولكل
منها نظامها وقانونها األساسي الخاص بها ،التي تتمثل في مجموعة من األعراف القديمة( ،)22غير أن
القواعد التي نظمت العالقة بين الحكام والمحكومين لم يتم دراستها إل بعد ظهور الدستور البريطاني
المعروف بقواعده العرفية ،كذا بظهور الدستورين الفرنسي واألمريكي المدونين في أواخر القرن الثامن
()23
. عشرة
أصبحت فكرة ظهور الحركة الدستورية المكتوبة محل خالف بين الفقهاء ،حيث يرى فقهاء الغرب
أنها ظهرت مع الدستور األمريكي عام 7181والدستور الفرنسي ،7189لكن المؤرخون الغرب يرون أن
الحركة الدستورية ظهرت قبل الدستور األمريكي بإثناعشرة( )72قرانا وهو الدستور النبوي ،الذي كانت
الدولة اإلسالمية األولى التي قامت عليه بالمدينة المنورة وتعرف بوثيقة المدينة( ،)24متضمنةا مجموعة من
المبادئ األساسية بغرض تنظيم مجتمع المدينة لعل أبرزها :حرية العقيدة ،حرمة النفس والمال(. .)25
كما تعتبر هذه الوثيقة بمثابة عقد بين رئيس الدولة المتمثلة في الرسول_صلى اهلل عليه وسلم_والشعب
الفرع الثاني
لكل نظام سياسي خصائص معينة تتعلق بظروف نشأته ،وفقاا للنظرية السياسية التي تحكم
ونظر لتعددها كان من الضروري أن يكون هناك مجموعة
اا طبيعته واألهداف واألسس التي وجد من أجلها،
من الخصائص التي تشترك فيها كل األنظمة السياسية .
يتمثل في مجموع المؤسسات التي يتكون منها النظام السياسي و تركيبها وعالقاتها الموجودة
بينها ،فلكل دولة نظام سياسي معين يظهر من خالل دستورها بغض النظر عن بساطة تركيبه أو
()27
تعقيده
يهدف أي نظام سياسي كان إلى تحقيق و ضمان المصلحة العامة ،إل أنه يختلف كل نظام في
تحقيقه لهذه األهداف بإختالف القيادات السياسية والسياسات المطبقة والمذاهب التي يقوم عليها كل
منها(.)28
-26أبو المعاطي أبو الفتوح ،حتمية الحل اإلسالمي (تأمالت في النظام اإلسالمي) ،شركة الشهاب ،باتنة( ،د س ن)،
ص ،ص.09 -08
27ماجد راغب الحلو ،مرجع سابق ،ص،ص .08-01
-28عبد هلل لحسن الجوجو ،األنظمة السياسية المعاصرة(دراسة مقارنة) ،المؤسسة العالمية للطباعة والنشر ،ليبيا،7996 ،
ص .28
72
ثالثا :إختصاص النظام السياسي
لكل نظام سياسي مجموعة من المؤسسات تتولى ممارسة وظائفها السياسية ،أين يكون لكل منها
اءا كان سياسي أو إجتماعي أو إقتصادي في
غرض محدد متمثل في تحقيق الصالح العام والستقرار سو ا
الدولة ،وهي وظائف متداخلة مع بعضها البعض ،وسبب ذلك يعود إلى طبيعتها و تعقيدها من أجل
()29
. تحقيق اإلستقرار الذي يضمن بقاء ووحدة البالد والنظام
يعود تركيب النظام السياسي إلى تعقيد خصائصه ،ويزداد هذا التعقيد بتفاعالت وعالقة عناصره
التي ترجع لعاملين أساسين ،فمن جهة النظام السياسي هو نظام فرعي له إتصال وترابط مع نظم فرعية
أخرى ومتفاعل معها في نظام كلي هو نظام إجتماعي ،ومن جهة أخرى فالدور الرئيسي للنظام السياسي
()30
. هو تحقيق أهداف الجماعة من خالل مختلف وظائفه التي يقوم عليها
المبحث الثاني
وهناك من يفضل التصنيف بين نظام رئاسي وبرلماني ومجلسي ،وهو التصنيف الذي إعتمدنا
عليه في دراستنا هذه ،حيث يقوم هذا التصنيف على أساس توزيع وظائف الدولة بين هيئات متعددة
تبعا للعالقة
تستقل كل واحدة عن األخرى في مباشرة مهامها ،لكنها تختلف في توزيع هذه الوظائف وذلك ا
التي تربط كل سلطة مع األخرى ،لذلك فإن تقسيم هذه األنظمة يعطينا ثالثة أنظمة رئيسية هي :النظام
البرلماني(المطلب األول) ،النظام الرئاسي(المطلب الثاني)،نظام حكومة الجمعية النيابية(المطلب
الثالث).
المطلب األول
النظام البرلماني
ل يجب الفهم أن النظام البرلماني هو نظام يتميز بوجود برلمان فقط ،ألن وجود برلمان منتخب
من الشعب ليست ميزة أو خاصية ينفرد بها هذا النظام لوحده ،إنما هو أساس مشترك لكافة األنظمة
النيابية ،فالنظام المجلسي منتخب من الشعب ،نفس الشئ بالنسبة للنظام الرئاسي الذي يوجد فيه برلمان
ومنتخب من الشعب ،فال وجود ألي نظام نيابي ديمقراطي أيا كانت صورته بدون وجود برلمان منتخب
من الشعب وبطريقة ديمقراطية ،إل أن ما يميز هذا النظام ليس فقط وجود البرلمان وانما مبدأ الفصل بين
فصال مطلقا وانما الفصل بين سلطاته هو فصل مرن ونسبي ،بحيث تقوم
ا السلطات وهذا الفصل ليس
-32نعمان أحمد الخطيب ،الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن،2072 ،
ص.212
76
عالقة تعاون ورقابة متبادلة بين كل منهما( ،)33كما أن تشكيل السلطة التنفيذية قائمة على مبدأ
()34
. اإلزدواجية
إنطالقاا مما سبق سنتطرق إلى توضيح مبادئ النظام البرلماني(الفرع األول) ،والى تقدير هذا
النظام(الفرع الثاني)
الفرع األول
يقوم النظام البرلماني على ركنين أساسين أبرزهما :ثنائية السلطة التنفيذية من جهة و الرقابة
المتبادلة من جهة أخرى بين السلطة التشريعية والتنفيذية ،وهذين الركنين يمثالن الخاصيتين الجوهريتين
للنظام البرلماني.
ا لركن األول في النظام البرلماني يتمثل في أن السلطة التنفيذية ثنائية التكوين ،إذ تتكون من
سياسيا
ا عضوين متميزين أل وهما رئيس الدولة (أ)( ،مل اكا كان أو رئيس جمهورية منتخب) غير مسؤول
عن شؤون الحكم وليس له سلطة فعلية بل هو مجرد سلطة إسمية ،أما الركن الثاني فيتمثل في الو ازرة
سياسيا .
ا (ب) المباشرة للسلطة الفعلية والمسؤولة
-33خليل هيكل ،األنظمة السياسية التقليدية والنظام اإلسالمي ،مكتب اآللت الحديثة ،مصر ،7998 ،ص.208
-34بو الشعير سعيد ،القانون الدستوري والنظم السياسية ،ج ،2مرجع سابق ،ص.76
-35محمد رفعت عبد الوهاب ،النظم السياسية ،د.م.ج ،اإلسكندرية ،7996 ،ص.271
71
جنائيا عن
ا هذا النظام يشبه حكم المباراة العادل الذي يسود ول يحكم( .)36إل أن هذا ل يعني أنه ل يسأل
تصرفاته التي تشكل الجريمة وتقع تحت طائلة العقاب ،وهذه الجرائم يمكن أن تتصل بأعمال وظيفته أو
جرائم عادية يأتي بها خارج وظيفته ،كما يمكن أن تكون هذه المسؤولية مدنية والتي تستوجب التعويض
عن الضرر(.)37
ومن أبرز النتائج المترتبة على عدم إقرار المسؤولية السياسية لرئيس الدولة في النظام البرلماني
والمعتبر كأحد المبادئ التي يقوم عليها ما يأتي:
_ ل يجوز إستغالل إسم رئيس الدولة أو سلطته ،أو لومه أو حتى إرغامه على إستعمال إحدى
السلطات التي خوله إياه الدستور(.)38
_ إن كل األعمال التي تقوم بها الحكومة هي من صنعها ،لهذا ل يمكن للوزراء اإلحتجاج بصدور
األوامر من رئيس الدولة حتى يتخلصوا من المسؤولية ،فكما أشرنا سابقاا فرئيس الدولة يسود ول يحكم مما
()39
. حتما إلى إبعاده عن الحكومة فيما يخص تخطيط أعمالها
يدل أن ل سلطة له وهذا ما يؤدي ا
_ كما أنه ل يمكن الحديث عن العمل المنفرد لرئيس الدولة في النظام البرلماني ،فجميع أفعاله
وتصرفاته التي يأتي بها ل تصبح قانونية و قابلة التنفيذ إل بعد أن توافق عليها الو ازرة ،بإعتبارها محور
وتبعا لما سبق اإلشارة إليه فإن رئيس الدولة ل يمكن أن تقع عليه المسؤولية
السلطة التنفيذية ومركزها ،ا
السياسية وسبب ذلك يعود إلى المهمات الرئيسية التي تتولى الو ازرة القيام بها المتمثلة في رسم السياسة
العامة للدولة بحيث نجد أن رئيس الدولة مستبعد عن هذه المهمات األساسية التي تقدم عليها الو ازرة ،أين
تعد بذلك الو ازرة حجر الزاوية في النظام البرلماني أي المركز األساسي و الفعال المناط إليها المهام
()40
الفعلية لحكم البالد
-36بوالشعير سعيد ،القانون الدستوري والنظم السياسية ،مرجع سابق ،ص ،ص78-71
-37عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،مرجع سابق ،ص.188
-38ديدان مولود ،مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية ،دار البيضاء ،الجزائر ،2009 ،ص.278
-39محمد رفعت عبد الوهاب ،مرجع سابق ،ص.276
-40المرجع نفسه ،ص.271
78
ويترتب على ذلك أن جميع السلطات التي تمنحها مختلف الدساتير لرؤساء الدول في األنظمة
النيابية لعل أبرزها اإلقبال على رسم السياسة العامة للدولة الداخلية والخارجية ،التعيينات في مختلف
المناصب السامية أو العليا للدولة (كتعيين رئيس الوزراء) ،وحق دعوة البرلمان لإلنعقاد وحله إلى غير
ذلك من الصالحيات التي تقبل عليها بإعتبارها المركز األساسي للسلطة التنفيذية ،أما الصالحيات
األخرى ما هي إل حقوق رمزية لرئيس الدولة ،باعتبار أن السلطات األصلية هي من اإلختصاصات
األصلية للو ازرة ،ألن الرئيس ل يملك الحق في العمل لوحده ،إذ يعتبر رئيس السلطة التنفيذية من الناحية
ية(نظر للسلطات الرمزية التي يتولى ممارستها) ،أين يمكن القول أن الرئيس في ظل
اا الفعلية أو النظر
النظام البرلماني ل يتولى ممارسة السلطة التنفيذية األصلية والفعلية كالسلطات التي يتولى ممارستها
()41
بعض رؤساء الدول في ظل بعض األنظمة الليبرالية المعاصرة ،كرئيس الدولة المعتنقة للنظام الرئاسي
هذا ما يؤكد أن رئيس الدولة في ظل النظام البرلماني ل تقع عليه المسؤولية السياسية ماعدا
المدنية والجنائية السابق اإلشارة إليهما أعاله .
-41عادل ثابت ،النظم السياسية_ دراسة النظم الرئاسية و نظم الحكم في البلدان المعاصرة_ ،دار الجامعية الجديدة
للنشر ،7999 ،ص.61
-42عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،مرجع سابق ،ص.189
- 43محمد رفعت عبد الوهاب ،مرجع سابق ،ص222.
-44عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،مرجع نفسه ،ص.189
79
النظام هي المسؤولية السياسية التي تعتبر الركن األساسي في بناء النظام البرلماني وبانعدامها يفقد هذا
النظام ميزته الذي يؤدي إلى تغير طبيعته التي تميزه عن غيره من األنظمة الليبرالية األخرى (.)45
المسؤولية السياسية إما أن تكون مسؤولية جماعية بمعنى تضامنية ،أو تكون فردية(،)46
فالمسؤولية الفردية هي المتعلقة بكل وزير على حدى ،أين يتم بذلك تقرير مسؤولية وزير معين عن
تصرفاته المتعلقة بإدارة و ازرته مما ينتج عن ذلك سحب الثقة منه ،بحيث يؤدي إلى اإلستقالة اإللزامية
لهذا الوزير ،أما المسؤولية الجماعية للو ازرة تتعلق بالوزراء كهيئة واحدة ،بحيث تختلف عن المسؤولية
الفردية ،ففي حالة إ عتراض البرلمان على السياسة العامة للحكومة كعدم الموافقة على برنامجها الحكومي
(. )47
فإن نتيجة ذلك هو سحب الثقة منها بحيث يؤدي تقرير مسؤولية الو ازرة بذلك إلى إسقاطها بأكملها
واستنادا إلى القاعدة التي تنص على أنه أينما وجدت المسؤولية وجدت السلطة ،فإن هذا يؤدي
حتما إلى تقرير مسؤولية الحكومة بأكملها ،ومن أبرز الخصائص التي يمكن إجمالها في ظل هذا النظام
ا
ما يلي:
-الو ازرة تكون مستندة إلى ثقة البرلمان ،أين تكون من حزب األغلبية البرلمانية.
-تجانس الوزراء يظهر من خالل اختيارهم من حزب األغلبية ،وأعضائها يعملون كعنصر
القررات المشتركة،
متضامن مشكلين بذلك جبهة موحدة أمام البرلمان ،حيث يلتزم كل وزير بالدفاع عن ا
()48
. تضامنيا أمام البرلمان
ا أين نقول بذلك أن الو ازرة مسؤولة
-أداة الحكم في هذا النظام هي الو ازرة ،وسبب ذلك الصالحيات التي تتمتع بها ،أين تتولى رسم
أيضا ،وكيانها المستقل
السياسة العامة للدولة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي كما تتولى تنفيذها ا
عن رئيس الدولة من جهة ثانية هو المولد لمسؤوليتها السياسية أمام البرلمان .
-45محسن خليل ،النظم السياسية والقانون الدستوري ،ط ،2منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،7917 ،ص.790
-46عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،مرجع سابق ،ص.117
-47مولود ديدان ،مرجع سابق ،ص.279
-48محمد أرزقي نسيب ،أصول القانون الدستوري والنظم السياسية ،أسلوب ممارسة الحكم في الدولة المعاصرة ،ج،2
،2000 -7999ص.781
20
أيضا ،أنه بمقدور الوزراء دخول البرلمان لكن بصفتهم
من الخصائص األساسية للنظام البرلماني ا
وزراء ليس بصفتهم أعضاء في البرلمان ،فهذا النظام يجيز صراحة بدخول الوزراء البرلمان على عكس
بعض األنظمة النيابية األخرى التي ل تتمتع بهذا الحق ،فلهم حق الجلوس في نفس القاعة التي يعقد بها
البرلمان جلساته ومشاركتهم في المناقشات كذلك ،إل أن دخول الوزراء البرلمان ل يعني حقهم التصويت
على القوانين إلى غير ذلك من المهام التي يقوم بها أعضاء البرلمان ،باعتبارهم ل يتمتعون بالعضوية
فيه(.)49
ثانيا :مظاهر التعاون والرقابة المتبادلة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في
ظل النظام البرلماني
أهم ما يتميز به النظام البرلماني أنه يشرف على إقامة عالقات متبادلة بين السلطة التنفيذية
والتشريعية ،إذ تعتبر عالقات تعاون ورقابة بين مختلف سلطاتها ،بهذا يمكن لنا أن نقول بأنه يأخذ بمبدأ
الفصل بين السلطات وهو فصل مرن أو نسبي( ،)50فهو يخالف األنظمة الليبرالية األخرى في بعض
المبادئ التي يقوم عليها ،كالنظام الرئاسي الذي يأخذ بمبدأ الفصل المطلق بين السلطات.
انطالقا مما سبق سنتطرق إلى مظاهر التعاون(أ) ثم مظاهر الرقابة(ب) المتبادلة بين كال من
السلطتين التنفيذية والتشريعية في ظل هذا النظام.
أهم ما يتميز به هذا النظام التعاون بين السلطة التشريعية(البرلمان) والسلطة التنفيذية(الحكومة)،
هذا ما نبينه من خالل التطرق إلى أبرز هذه المظاهر.
-49حسن محمد عثمان محمد عثمان ،النظم السياسية و القانون الدستوري ،د.م.ج ،اإلسكندرية ،7989 ،ص.202
-50محمد رفعت عبد الوهاب ،مرجع سابق ،ص.279
27
الشؤون المالية
الموافقة على الميزانية السنوية للدولة وانشاء الضرائب والغائها إلى غير من اإلختصاصات التي
يقدم عليها البرلمان ،التي تعتبر من قبيل اختصاصاته أو صالحياته األصلية بحيث يقوم بإصدار قوانين
أو ق اررات يفوض بموجبها للسلطة التنفيذية(الحكومة) القيام بتصرفات قانونية معينة ،مثال ذلك المصادقة
على عقود اإلمتياز...الخ ،أما المجال التشريعي فال يخفى على أي منا أن سن القوانين من إختصاصات
السلطة التشريعية األصلية ،إل أن هذا ل يعني عدم إمكانية تدخل السلطة التنفيذية في اختصاصات
السلطة التشريعية ،وانما هناك تعاون واشتراك بينهما بدليل حق السلطة التنفيذية اقتراح القوانين على
البرلمان وهو ما يطلق عليه "مشروعات القوانين الحكومية" أي اإلقتراح الحكومي للقوانين(. )51
بحيث يعود سبب إستئثار السلطة التنفيذية بوضع مشروعات القوانين أي اإلقتراحات الحكومية
إلى إدارتها لشؤون الدولة و زمام األمور فيها من ناحية ،واإلتصال المباشر باألفراد من ناحية أخرى هذا
ما يجعلها أكثر دراية بشؤون واحتياجات المواطنين الضرورية ،كما يبرز تعاون السلطة التنفيذية مع
السلطة التشريعية من خالل أبرز حق يمارسه رئيس الدولة المتمثل في التصديق على القوانين الذي يعتبر
من اإلختصاص األصيل للسلطة التشريعية وسبب هذا التداخل يعود إلى طبيعة النظام البرلماني ،كما
()52
. يحق لرئيس الدولة اإلعتراض على القوانين خالل فترة زمنية معينة قبل إكتمال مراحلها
إلى جانب المظهرين السابق اإلشارة إليهما ،نجد أن لهذا النظام مظاهر أخرى للتعاون لعل
أبرزها الجمع بين عضوية البرلمان والو ازرة ،بمعنى أدق وأوضح أحقية الوزراء حضور جلسات البرلمان
بالرغم من عدم تمتعهم بحق العضوية فيه( ،)53هذا بدافع المشاركة في مناقشة مختلف مشاريع القوانين و
الدفاع عن سياسة حكومتهم وشرحها إلى غير ذلك من التصرفات القانونية التي يقدم عليها الوزراء ،هذا
مال نجد له مثيالا لدى بعض األنظمة الليبرالية كالنظام الرئاسي .
-51هاني علي الطهراوي ،النظم السياسية والقانون الدستوري ،دار الثقافة ،عمان ،األردن ،2006 ،ص.258
-52المرجع نفسه ،ص ،ص.262 -258
-53عبد العزيز شيحا ،النظم السياسية -الدول و الحكومات -منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،2001 ،ص.276
22
الرقابة على أعمال الحكومة
من أبرز مظاهر التعاون بين السلطة التشريعية والتنفيذية أحقية البرلمان في مراقبة أعمال
الحكومة ،كذا مسائلتها عن أخطائها في حالة ما إذا حادت عن أداء مهامها المنوط القيام بها ،أو كانت
()54
. تصرفاتها ونشاطاتها لها مساس بالصالح العام الذي يعد من بين األهداف المرجوة تحقيقها
الرقابة المتبادلة بين السلطة التشريعية والتنفيذية تعتبر من أبرز المميزات التي يقوم عليها النظام
البرلماني ،والتي تميزه في نفس الوقت عن غيره من األنظمة السياسية األخرى لسيما النظام المجلسي و
ا لنظام الرئاسي ،بحيث تكاد تنعدم الرقابة المتبادلة في ظل هذه األنظمة أين تكون الرقابة من جانب واحد
فقط( ،)55بحيث يظهر في ظل النظام البرلماني رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية(الو ازرة بما
أيضا بأنه ل وجود للرقابة المباشرة من قبل البرلمان على رئيس
فيها رئيس الوزراء) ،كما يجب أن نشير ا
نظر لعدم إقرار مسؤوليته السياسية أمام البرلمان( ،)56ومن أبرز مظاهر الرقابة التي تمارسها
الدولة اا
السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية ما نشير إليه .
السؤال عبارة عن عالقة ثنائية بين عضو البرلمان و الوزير المختص ،فغرضه طلب اإلستفسار
واإليضاح يقدم عليه أي عضو من أعضاء البرلمان تخص أي مسألة كانت تتعلق بأعمال وزير معين،
بحيث ل يمكن أن يتدخل أي عضو من أعضاء البرلمان إلعتباره حق شخصي يخص العضو البرلماني
()57
الذي أقدم على طرحه بنفسه ،فال يمكن لهذا األخير التنازل عنه لعضو آخر في البرلمان
الهدف من السؤال إذن هو إيضاح المسألة التي تكون غامضة لدى عضو البرلمان ،بحيث ل
يترتب عنها سحب الثقة ،بل ينتهي عند حد إجابة الوزير المختص على سؤال العضو البرلماني(.)58
اإلستجواب
نظر
يعتبر أخطر إجراء مقارنةا بالسؤال ،الذي يقصد به محاسبة الوزير لوحده أو الو ازرة بأجمعها اا
()59
. فعال
لسياسة خاطئة أو مشروع يتسم بالخطورة ،أو ذات أهمية قصوى يستلزم اإلستجواب ا
الهدف من هذا اإلجراء هو نقد الوزير أو الو ازرة ،بحيث يترتب عنه مناقشات حادة في البرلمان
بسبب خطورته وأهميته ،فعدم قناعة العضو البرلماني باألجوبة واإلستدللت التي قدمها الوزير أو الو ازرة
حتما إلى تحريك المسؤولية السياسية للو ازرة(.)60
كلها يؤدي ا
الخطورة التي يتميز بها هذا اإلجراء ،أدى بدساتير العديد من الدول خاصة الديموقراطية منها
إلى إحاطته بجملة من الضمانات لحماية الحكومة ،كعدم جواز مناقشة اإلستجواب إل بعد مدة زمنية
()61
. معينة ل تقل عادة عن أسبوع ،والهدف من هذه المدة هو تمكين الحكومة من تحضير دفاعها
من حق السلطة التشريعية إجراء تحقيق يسمح لها بمعرفة الحقيقة ،ذلك عن طريق لجان
خاصة تتمتع بسلطات واسعة ،كما أنه مظهر من بين مظاهر رقابة البرلمان على أعمال الحكومة(.)63
الهدف من هذا اإلجراء التعرف على مدى حسن سير مرفق من المرافق العمومية التي هدفها
ار بشأنه فأمامه
هو تحقيق النفع العام ،أما في حالة إثارة موضوع معين أمام البرلمان وأراد أن يصدر قراا
طريقتين :
اإلعتماد على مختلف البيانات التي يتلقاها من الحكومة بواسطة أجهزتها المختصة كطريقة
أن يحاول الوقوف على الحقيقة بنفسه عن طريق لجان تحقيق يتولى البرلمان تشكيلها كطريقة أولى ،أو
ثانية بحيث تكون من بين أعضائه هدفها تقصي الحقائق ،فتقوم بإستدعاء الموظفين و طلب مختلف
مستندا إلى
ا البيانات التي تتعلق بالتحقيق واإلطالع عليها ،بعد ذلك يقوم البرلمان إتخاذ الق اررات المناسبة
الحلول و المعلومات المقدمة أو المقترحة من قبلها ،ويجب اإلشارة إلى أن التحقيقات التي يقوم بها
()64
. البرلمان تصل إلى حد تحريك المسؤولية السياسية للوزير أو للو ازرة بأكملها
نتوصل إلى القول أن إجراء التحقيق آلية من آليات الرقابة التي تمارسها السلطة التشريعية على
أعمال السلطة التنفيذية ،بحيث يقوم عضو البرلمان أو أعضائه بصفة عامة التحقيق عن مدى مطابقة
-61محمد باهي أبو يونس ،الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة في النظامين المصري و الكويتي ،دار الجامعة الجديدة
للنشر والتوزيع ،اإلسكندرية ،2002 ،ص ،ص.17-10
-62محمد رفعت عبد الوهاب ،مرجع سابق ،ص.221
-63محمد رفعت عبد الوهاب وحسين محمد عثمان ،النظم السياسية والقانون الدستوري ،مرجع سابق ،ص،ص- 729
.717
-64إيهاب زكي سالمة ،مرجع سابق ،ص.711
25
أعمال وتصرفات الوزراء لمبدأ الشرعية ،فالدور الهام الفعال لهذا اإلجراء يظهر من خالل تالفي النقص
()65
. و القصور على أعمال الحكومة بإصالح الخلل الذي قد يصيب أجهزتها
المسؤولية الوزارية
نظر لما ينتج عنها ،و تعني تحريك المسؤولية السياسية للو ازرة التي تتفرع
تعتبر أخطر إجراء اا
إلى نوعين من المسؤولية:
المسؤولية الوزارية الفردية كالنوع أول وتخص كل وزير على حدى بسبب األخطاء المتعلقة
بشؤون إدارته للو ازرة أين يقوم البرلمان بسحب الثقة منه وتقديم إستقالته بذلك لرئيس الدولة ،أما النوع
()66
الثاني فيتمثل في المسؤولية الجماعية للوزارة بأكملها كوحدة متكاملة ومتجانسة
كما يجدر لنا اإلشارة إلى أن هذا النوع من المسؤولية(التضامنية أو الجماعية) ،ل يعود سببه
فقط إلى ما سبق اإلشارة إليه سابقاا ،بل يمكن أن تكون لمساءلة رئيس الوزراء قيام مسؤولية كل الوزراء
أيضا أن المسؤولية الفردية بالرغم من كونها تتعلق بوزير معين لوحده إل أنه يمكن
اآلخرين ،كما يالحظ ا
لرئيس الوزراء أن يقدم على إرغام الوزراء اآلخرين على التضامن مع هذا الوزير ،سبب ذلك يعود إلى
إرتباط المسألة بموضوع يخص السياسة العامة للوزراء وهذا ما يرتب تحريك المسؤولية السياسية للو ازرة
()67
. أجمعها
إن الخطورة الناتجة عن المسؤولية الو ازرية قد تصل إلى حد إقالة الوزير أو الو ازرة بأكملها
فنظر لهذه الخطورة أقرت العديد من دساتير الدول المعتنقة للنظام
اا إلعتبارها وحدة متكاملة ومتجانسة،
جتنابا لتعسف البرلمان في مواجهة الحكومة(.)68
تفاديا و إ ا
البرلماني ضمانات مختلفة لصالح الو ازرة ا
-65مقال حول النظم السياسية المعاصرة ،و النظم السياسية المقارنة ،موقع عربي بومدين-العلوم السياسية و العالقات
الدولية ،مقالة إلكترونية ،الموقع arbiboumeediene. Blogs pot. Com/ 2012/03/blog- post- 6466.html
-66حسن محمد عثمان محمد عثمان ،مرجع سابق ،ص.761
-67المرجع نفسه ،ص ،ص.762-761
-68يسبق تحريك المسؤولية السياسية للوزراء إستجواب قد تمت مناقشته ،كما يشترط تصويت حد أدنى من أعضاء
البرلمان يحدده الدستور من أجل تحريك المسؤولية السياسية للوزراء وسحب الثقة منهم ،كما يتم منح مهلة قانونية للوزراء
26
ب)_ مظاهر رقابة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية
يأخذ النظام البرلماني بالرقابة المتبادلة بين كال من السلطتين التشريعية والتنفيذية ،أين يكون
لكل سلطة أسلحة في مواجهة السلطة األخرى ،هذا راجع إلى أبرز المبادئ التي يقوم عليها لعل أبرزها
مبدأ التعاون بين السلطات أي مبدأ الفصل المرن بين السلطات ،فالنظام البرلماني خول السلطة التنفيذية
أحقية ممارسة الرقابة على السلطة التشريعية ،بحيث منح لها وسائل رقابية تعتبر كأسلحة لمواجهة السلطة
التنفيذية ،لكن هذا ل يعني أن المستفيد الوحيد هو رئيس الدولة لعدم إقرار مسؤوليته السياسية ،بل
نظر للمسؤولية السياسية التي تقع عليها ،ومغزى هذا هو توازي الرقابة بين
المستفيد الحقيقي هي الو ازرة اا
كال من السلطتين التشريعية والتنفيذية ،لذا أهم مظاهر الرقابة التي تقوم بها السلطة التنفيذية على السلطة
()69
ما نشير إليه. التشريعية
بإعتبار أن البرلمانات ل تعقد بصفة دائمة و مستمرة طوال الفصل التشريعي،إنما الدورات
التشريعية سنوية يتم تحديدها من قبل الدساتير ،بحيث تعتبر دعوة البرلمان لإلنعقاد وانهاء إجتماعاته من
إختصاص السلطة التنفيذية لكن في ظل الظروف العادية ،أما اإلنعقاد الغير العادي فيكون أثناء العطلة
السنوية ،فدعوة البرلمان في ظل هذه الظروف ل يكون إل في حالة من حالت الضرورة(.)70
حق السلطة التنفيذية في دعوة البرلمان لإلنعقاد و فضه أو تأجيله يعد من مظاهر رقابة السلطة
التنفيذية على أعمال البرلمان ،لكن هذا ل يعني أن السلطة التنفيذية تقبل على ممارسة هذا الحق بكل
كعدم جواز مناقشة اإلستجواب إل بعد مرور مدة زمنية معينة ل تقل عادة عن األسبوع بقصد تمكين الو ازرة من تحضير
دفاعها ،أنظر في ذلك:عبد اهلل بوقفة ،أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري ،مرجع سابق ،ص. 298
-69نعمان أحمد الخطيب ،مرجع سابق ،ص.157
-70المرجع نفسه ،ص.157
21
حرية بل لممارسة هذا اإلجراء حدود وقيود ،كعدم فض الدورة البرلمانية إل قبل إقرار الميزانية العامة من
أجل عدم تعطيل السير الحسن للمرافق العامة من جهة ،و مشروعات الدولة من جهة أخرى(.)71
أما تأجيل إنعقاد البرلمان في دورته العادية ،فإن السلطة التنفيذية تتقيد بشروط لعل أبرزها أن
يكون التقييد لمدة زمنية محددة و قصيرة تحدد طبقاا للدستور ،كما يشترط عدم تكرار التأجيل في نفس
الدورة (.)72
-حق حل البرلمان
الحل البرلماني حق للسلطة التنفيذية في إنهاء النيابة البرلمانية قبل نهاية المدة القانونية المحددة
بمعنى قبل إنتهاء الفصل التشريعي ،فهذا الحق يقابل المسؤولية الو ازرية المقررة أمام البرلمان في
خطورته ،كما أن لجوء الحكومة لهذا الحق ل يكون إل في حالة إشتداد الخالف بين السلطتين ،بحيث
()73
. ئاسيا
يكون الحل و ازرايا أو ر ا
للسلطة التنفيذية دور في عملية التشريع في ظل النظام البرلماني ،فانطالقا من مبدأ الفصل
المرن بين السلطات الذي يقوم عليه يسمح لسلطاته بالتداخل في عمل بعضها البعض إذ يعتبر كمظهر
-71تتقيد السلطة التنفيذية أثناء دعوتها البرلمان لإلنعقاد بما يأتي - :عدم تأخر الدعوة عن تاريخها وانعقاد البرلمان ل
بناءا على طلب السلطة التنفيذية - ،أن ل تقل مدة اإلنعقاد السنوي عن عدد محدد من األشهر،
يكون بقوة القانون بل ا
للمزيد أكثر أنظر ،عبد اهلل بوقفة ،أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري ،مرجع سابق ،ص 298وما بعدها.
-72محمد رفعت عبد الوهاب ،مرجع سابق ،ص ،ص.221-226
-73الحل الوزاري هو الحل األكثر أهمية ينسجم مع طبيعة التوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ،فعند نشوب
الخالف بين كال من السلطتين ،فالو ازرة ل تنتظر من البرلمان تحريك مسؤوليتها السياسية بل تعمل وبالسعي من رئيس
الدولة لحل البرلمان وتحكيم جمهور الناخبين في الخالف ،أما الحل الثاني فهو الحل الرئاسي بحيث تكون فكرة الحل
الرئاسي صادرة من رئيس الدولة لوحده ذلك في حالة ما إذا توصل بقناعته الشخصية أن البرلمان أصبح ل يمثل مصالح
األمة ،فيتم منح الناخبين حق التعبير عن إرادتهم في إنتخابات جديدة ،أين نقول بأن حل البرلمان صاحبه األصلي هو
رئيس الوزراء و ل يمس إل الغرفة المنتخبة عن طريق اإلقتراع العام المباشر ،الذي يعد كسالح لألعمال البرلمانية ،ففي
كل األحوال هو عمل يدل على التوازن الموجود بين السلطتين التشريعية و التنفيذية .للمزيد من التفاصيل أنظر :سليمان
الطماوي ،النظم السياسية والقانون الدستوري ،دار الفكر العربي ،د.ب.ن ،7988 ،ص. 550
28
من مظاهر التعاون بين السلطات ،حيث تقدم السلطة التنفيذية على اإللمام ببعض األعمال التشريعية،
كتقديم مشروعات القوانين والموافقة والتوقيع عليها ،كذلك تولي مهمة إصدارها ،فهذه التصرفات تكون
باإلشتراك مع السلطة التشريعية ،حيث يمكن لرئيس الدولة رفض التصديق على قانون أقره البرلمان لعدم
خدمته الصالح العام ،لكن ل يترتب على ذلك إلغاء القانون المعترض عليه من قبل رئيس الدولة حيث
تؤكد دساتير بعض الدول على أن اإلعتراض ماهو إل رد القانون للبرلمان مرة ثانية الذي له حق الموافقة
ملزما وواجب التنفيذ( .)74كما تتولى مباشرة
و بأغلبية معينة ،بحيث يزول اإلعتراض ويصبح القانون ا
بعض األعمال بصفة مستقلة كإصدارها للوائح التنفيذية والتنظيمية ،أو التشريع بموجب أوامر مثلما هو
معمول به في الدستور الجزائري(.)75
الفرع الثاني
ل يخفى على أي باحث في القانون ،ما للنظام البرلماني من مميزات يتسم بها تسمح بتمييزه عن
باقي األنظمة السياسية األخرى لسيما النظام الرئاسي ونظام الحكومة النيابية ،ولعل مانشير إليه ضمن
هذا التقييم الذي نبين فيه إيجابياته (أول) ،وسلبياته (ثانيا).
األخذ بالنظام البرلماني يؤدي إلى تحقيق التفاعل ما بين السلطات الثالثة(التشريعية،التنفيذية و
القضائية) بدليل تداخل كل منها في عمل بعضها البعض ،كما يعتبر أداة مضادة لإلستبداد من خالل
مساهمته في ترسيخ الديموقراطية ،أين يفسح المجال للشعب بانتخاب البرلمان الذي يتم انتخاب الو ازرة من
األغلبية البرلمانية الفائزة في هذه اإلنتخابات ،كما يأخذ هذا النظام بالمسؤولية السياسية التي تقوم ضد
إلى جانب هذا يمكن لنا أن نقول بأن النظام البرلماني يسهر على حماية مصالح الشعب التي
يبادر بها ممثلي الهيئة التشريعية الذين يمثلون الشعب ،بحيث ينقلون مشاكل الشعب إلى الحكومة التي
تلتزم بإيجاد الحلول المناسبة خدمةا للصالح العام التي يتوجب رعايتها من جهة والعمل على تحقيقها من
جهة أخرى ،وما يمكن مالحظته في النظام البرلماني هو إقدامه على تحقيق التوازن والمساواة بين السلطة
فنظر لمسؤولية أعضاء البرلمان أمام السلطة التنفيذية ،يسمح لهم على العلم بالقضايا
التشريعية والتنفيذية ،اا
التي يجب البحث فيها ،بحيث يستنتج من هذا أن جميع التشريعات تكون متطابقة مع السياسة العامة التي
يتولى وضعها من قبل الهيئة التنفيذية أكثر من تطابقها حين قيام أشخاص غير مسؤولين بعملية
التشريع ،أو حينما تقوم لجان متعددة مستقلة بصياغتها ،ويكون للحكومة كفاية سريعة في القيام بأعمالها،
كذا األفراد المقبلين على عملية التنفيذ أو التكريس على أرض الواقع مدربين باإلضافة إلى التجربة في
العملية التشريعية وخدمة وتحقيق الصالح العام لمدة طويلة(.)77
في حين الشعور المستمر للوزراء بالمسؤولية (المسؤولية السياسية) إتجاه البرلمان ،باعتباره الممثل
األول عن الشعب والمعبر عن الرأي العام أو اإلرادة الشعبية يشجع ويدفع أعضاء السلطة التنفيذية
(الوزراء خاصةا) على اإلدارة والتنفيذ بأنجع الخبرات المتاحة وأفضلها ،كما أن اإلنتقاد المستمر والدائم
ألعضاء اإلدارة التنفيذية (الوزراء) من قبل البرلمانيين يؤدي إلى جلب ذوي الكفاءة العلمية والخبرة العالية
واإلختصاص الميداني(.)78
-76عبد الفتاح إسماعبل ومحمود منصور هيبة ،النظم السياسية وسياسات اإلعالم ،مركز اإلسكندرية للكتاب،
اإلسكندرية ،2005 ،ص. 99
-77فاضل زكي محمد وحسن علي الذنوب ،النظم السياسية ،ج ،7ط ،2مكتبة النهضة ،بغداد ،7961 ،ص.291
-78المرجع نفسه ،ص ،ص. 292-291
10
ثانيا :سلبيات النظام البرلماني
بالرغم من المميزات أو السيمات اإليجابية للنظام البرلماني وأهميته التي سبق اإلشارة إليها ،لكن
هذا ليعني خلوه من عيوب تجعل منه أقل أهمية لعل هذا أبرز ما نشير إليه فيما يلي .
إن اإلعتماد على النظام البرلماني ما هو إل تضييع لوقت الو ازرة ،بحيث نجد غالب الدول
المعتنقة ل هذا النظام وزرائها يقضون معظم وقتهم في المناقشات ،أو في مواجهة أعضاء البرلمان ،بحيث
يحضرون جلساته كما يلتزمون بالرد على مختلف األسئلة الموجهة إليهم من البرلمانيين ،مما ينتج عن
()79
هذه المناقشات والمواجهات عدم ربح الوقت الكافي لإلهتمام بمختلف الشؤون المهمة للو ازرة
كما أن إعتماده على التدقيق والموازنة (التوازن والمساواة بين السلطات) قد يؤدي إلى القضاء على
المبدأ الذي يقوم عليه المتمثل في الفصل المرن بين السلطات ،وسبب ذلك إهتمام السلطة التشريعية بشتى
األعمال اإلدارية ،بحيث تتولى المصادقة على تعيين بعض الموظفين في مختلف الوظائف العليا أو
السامية ،كما لرئيس السلطة التنفيذية في ظل هذا النظام تأثير في السير الحسن للسلطة التشريعية ،من
لضغط الذي تحدثه السلطة التنفيذية جراء
خالل إستعمال حق اإلعتراض على القوانين ،ونفس الشيء ا
لجوئها إلى ممارسة اإلختصاص التشريعي كالتشريع بموجب األوامر
أيضا لجوء المحاكم إلى إعتماد حقها في إقرار مبدأ عدم دستورية القوانين ما يؤدي
ضف إلى ذلك ا
لتالشي مبدأ الفصل المرن بين السلطات أكثر فأكثر ،أما إلمام الو ازرة على شؤون الحكم إلعتبارها مركز
السلطة التنفيذية وحريتها في تقرير ورسم السياسة العامة ،باإلضافة لإلقتراحات التشريعية التي تريدها
على الهيئة التشريعية نتيجة ثقتهم الكاملة المتمثلة في عدم إعتراض البرلمان على تلك التشريعات (.)80
مما يمكن القول أن السلطة التشريعية في ظل هذا النظام ما هي إل وكيلة للحكومة (الهيئة
نوعا من التناقض أين ل يكون
التنفيذية) ،من جهة أخرى نشوء النظام البرلماني في بيئة سياسية خلقت ا
سياسيا في بريطانيا
ا محققاا للهدف الذي يسعى كل نظام ليبرالي إلى تحقيقه ،فمثالا عدم مساءلة الملك
المطلب الثاني
النظام الرئاسي
تعود نشأة و تطور النظام الرئاسي إلى الوليات المتحدة األمريكية ،فمبادئ و ميزات هذا النظام
نجدها في الدستور األمريكي الذي تم وضعه في مؤتمر فيالدلفيا عام ،)83(1171كما أخذت به دول
عديدة مثل فنزويال ،األرجنتين ،الشيلي ،أمريكا الالتينية ،بوليفيا و فرنسا في عهد الجمهورية الثانية عام
.)84(7828
النظام الرئاسي يقوم على أساس مبدأ الفصل المطلق بين السلطات ،بحيث تكون كل سلطة
مستقلة عن األخرى و تمارس اإلختصاصات المسندة إليها ،لكن في حقيقة األمر ثقل السلطة يميل
من خالل ما سبق نتطرق لدراسة مبادئ النظام الرئاسي (الفرع األول) ،و أسباب عدم وجود
التأثير المتبادل بين السلطات (الفرع الثاني) ،و أخي ار نقوم بتقدير النظام الرئاسي (الفرع الثالث).
الفرع األول
يتميز النظام الرئاسي عن غيره من األنظمة الليبرالية المعاصرة ،كونه يقوم على فردية السلطة
أيضا
التنفيذية (أول) ،بمعني أن رئيس الجمهورية يجمع بين رئاسة الدولة و رئاسة الحكومة ،كما يقوم ا
على مبدأ الفصل المطلق بين السلطات (ثانيا).
يقوم النظام الرئاسي على أساس فردية السلطة التنفيذية المتمثلة في رئيس الدولة الذي يتم
إنتخابه من طرف الشعب مباشرة ،يتولى رئاسة السلطة التنفيذية ورئاسة الحكومة مع ا ،مما يستلزم عدم
وجود مجلس وزراء متضامن( ،)87وباعتبار أن رئيس الدولة هو العقل المدبر في شؤون الحكم ،بهذا يقدم
على إختيار وزرائه عن طريق تعيينهم ،ومحاسبتهم ،ويقيلهم من مناصبهم ،فالوزراء ليسوا سوى معاونين
-85محمد المجذوب ،القانون الدستوري و النظام السياسي في لبنان ( وأهم النظم الدستورية و السياسية في العالم) ،ط،2
منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،2002 ،ص .770
-86محمد رفعت عبد الوهاب ،مرجع سابق ،ص.268
-87نزيه رعد ،القانون الدستوري العام( ،المبادئ العامة و النظم السياسية) ،ط ،2المؤسسة الحرفية للكتاب ،لبنان،
،2008ص .727
11
ملزما
ا له (سيكريتاريين) ،فإذا قام باستدعائهم من أجل التشاور و التداول معهم فقط دون أن يكون
بريهم( ،)88فالوزير مسؤول عن أعماله أمام الرئيس وحده لعدم وجود المسؤولية الجماعية للوزراء(.)89
أ
لقد تأثر واضعوا الدستور األمريكي عام 1171بأفكار مونتسكيو عن مبدأ الفصل المطلق بين
السلطات ،حيث أرادوا بذلك تحقيق الفصل المطلق بين السلطات لسيما السلطة التشريعية والسلطة
التنفيذية ،دون تداخل أو ترابط بينهما لتحقيق المساواة والستقالل التام بين السلطات(.)90
يظهر إستقاللية السلطة التشريعية ومباشرتها في ممارسة وظيفتها التشريعية دون أي اشتراك أو
تعاون مع السلطة التنفيذية ،يؤدي لعدم تدخل رئيس الدولة في انتخاب مجلس النواب أو األعيان و ل
يعين أي عضو فيهما ،كما ل يمكنه دعوة البرلمان لإلنعقاد في الظروف العادية ،أو تأجيل إجتماعاته أو
()91
فض دوراته أو حله
كما ل يمكن الجمع بين عضوية البرلمان و المنصب الوزاري ،ألن الوزراء أو المعاونون للرئيس
ليس بإمكانهم أن يكونوا أعضاء في البرلمان ،و من ثم ل يمكن لرئيس الجمهورية
أن يختار وزرائه من بين أعضاء البرلمان ،و إن فعل فعلى هؤلء األعضاء اإلستقالة مباشرة من
البرلمان ،كما ل يحق للوزراء الحضور إلى المجلس بصفتهم وزراء لإلشتراك في المناقشات التي تتم في
بناءا على طلب من المجلس بصفتهم زائرين أو كالجمهور( ،)92بحيث ل يمكن للوزراء
الجلسات إل ا
الدخول إلى البرلمان لشرح سياسة الرئيس أو الدفاع عنها ،كما ل يحق لرئيس الدولة إقتراح القوانين
-88كإستدعاء الرئيس األمريكي (بنكلنتون) وزرائه إلى اإلجتماع و كان عددهم سبعة ،حيث إجتمعوا على رأي مخالف
لرأي الرئيس و ارد عليهم بقوله المشهور"سبعة ل واحد نعم ،و نعم هي التي تغلب" .للمزيد من التفاصيل أنظر :محمد
رفعت عبد الوهاب ،مرجع سابق ،ص.210
-89محمد المجذوب ،مرجع سابق ،ص.770
-90نزيه رعد ،مرجع سابق ،ص.722
-91البنا محمود عاطف ،الوسيط في النظم السياسية ،ط ،2دار الفكر العربي ،بيروت ،7992 ،ص. 188
-92تامر كامل محمد الخزرجي ،مرجع سابق ،ص ،ص. 267-217
12
علىالبرلمان أو حتى إعداد مشروع الميزانية ،فالبرلمان وحده الذي يعدها عن طريق لجانه المختصة ويقوم
بمناقشتها و إقرارها(.)93
يظهر إستقالل السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية في ظل النظام الرئاسي من خالل إنتخاب
رئيس الجمهورية من قبل الشعب مباشرة ،هذا ما يضمن له الستقاللية وعدم الخضوع للبرلمان ،و يجعله
على قدم المساواة معه كونه هو أيضا منتخب من قبل الشعب ،إلى حانب عدم وجود رقابة من جانب
البرلمان على رئيس الدولة و الوزراء ،فمن ناحية المسائلة السياسية فرئيس الدولة و الوزراء غير مسؤولين
أمام البرلمان ألن الوزراء مسؤولين أمام رئيس الجمهورية فقط(.)94
السلطة التنفيذية بذلك مستقلة في ممارستها لوظيفتها بدليل أن رئيس الدولة هو من يقوم بتعين
(.)95
الوزراء وعزلهم من مناصبهم دون تدخل البرلمان
الفرع الثاني
أسباب عدم وجود التأثير المتبادل بين السلطات
يفتقر النظام الرئاسي للوسائل المحفزة التي قد تلجأ إلى إستخدامها إحدى السلطات للتأثير على
األخرى ،ألن هذا النظام ل يعترف بالمسؤولية السياسية للحكومة بمعني أن البرلمان ل يمكنه إسقاط
الحكومة ،نفس الشيء فالحكومة ل يمكنها حل البرلمان ،أي ل توجد وسائل التأثير بينهما(.)96
بالرغم من الفصل المطلق بين السلطتين التشريعية و التنفيذية في النظام الرئاسي ،إل أننا نرى أن
هذا الفصل قد تعرض لتراجع و غياب في بعض الحالت ،بعضها نجد مصدرها في الدستور ،وبعضها
اآلخر يظهر في الواقع العملي.
إن المبدأ الذي يقوم عليه النظام الرئاسي المتمثل في الفصل المطلق بين السلطات ،قد يؤدي بنا
إلى القول بأنه ل وجود ألي مظهر من مظاهر التعاون بين السلطات ،إل أنه وبموجب التمعن في
مختلف أحكامه الدستورية نجد أنها تبين فعال نوعا من التعاون بين السلطة التشريعية و التنفيذية ،وهذا ما
نجد له نص في الدستور حيث أكد على ذلك بموجب أحكامه .
أي إعتراض الرئيس على القوانين الصادرة من البرلمان ،و سمي بهذا اإلسم ألنه إذا إعترض الرئيس
على قانون معين ثم أعيد بعثه إلى البرلمان وحصل القانون على أغلبية 1/7من أعضاء كل من
المجلسين يصبح القانون مصادق عليه(. )97
للرئيس الحق في إصدار اللوائح التنفيذية لتنفيذ التشريعات التي يصدرها البرلمان.
لرئيس الدولة الحق في توجيه رسالة شفوية للبرلمان من أجل لفت إنتباهه لموضوع معين ،هذا اإلستثناء
إستعمله الكثير من رؤساء الوليات المتحدة األمريكية للتأثير على البرلمان في مجال مشروع القوانين(.)98
التصديق على المعاهدات الدولية التي يبرمها رئيس الدولة بإعتباره له الحق في الرقابة على سياسة الدولة
الخارجية.
تعيين كبار الموظفين في الدولة مثالا قضاة المحكمة العليا ،المبعوثين الدبلوماسيين في الخارج(.)100
الموافقة على ميزانية الدولة التي تعدها السلطة التنفيذية كما له حق اإلتهام الجنائي لكل من رئيس الدولة
و الوزراء و كبار الموظفين(.)101
تظهر الممارسات الفعلية بعض مظاهر التعاون بين البرلمان و الرئيس بإعتباره صاحب
السلطة التنفيذية ،ألن هذا األخير عند تنفيذه للقوانين التي يصدرها البرلمان يلتزم بالهدف و المقاصد التي
كانت وراء صدور هذه القوانين من أعمال تحضيرية و محاضر جلسات المناقشة ،من أجل تحقيق
التعاون لحسن سير النظام كما أنه يحتاج رئيس السلطة التنفيذية أثناء ممارسة عمله التنفيذي إلى تمويل
برامجه و سياسته في الداخل والخارج ،من هنا يمكن للبرلمان التأثير علي سياسة الرئيس بصفته المقر
()102
. الوحيد للميزانية العمومية للدولة ،لكن نالحظ وجود تعاون كبير بينهما في هذا المجال
يعتمد هذا النظام على فكرة النظام اإلنتخاب المباشر من الشعب لرئيس الدولة ،ألن هذا يساعد
بالقضاء على جميع اللواءات و المحسوبية إتجاه أية سلطة من السلطات في الدولة ،خاصةا عند إتخاذ
الق اررات ،كما يحقق هذا اإلستقرار السياسي ألن رئيس الدولة ينتخب من قبل الشعب لمدة أربعة()02
سنوات و ل يمكن إقصائه إل بعد إنتهاء عهدته الرئاسية ،كما يقدم على إعداد خططه و تنفيذ سياسته و
()103
برامجه و تجسيد جهوده دون أية عراقيل من السلطة التشريعية كونها مستقلة عنها
أما بالنسبة لمساعديه(الوزراء) فإنهم يستغلون كل أوقاتهم لتنفيذ إلتزاماتهم اإلدارية ،و هذا عائد إلى
أنهم غير ملزمين بالمثول في كل األوقات أمام البرلمان ،كما أن هذا النظام يعطي الفرصة إلختيار
الموظفين ذوي الكفاءة لتولي الشؤون اإلدارية ،فيمكن ألعضائها تقديم آرائهم في المسائل المعروضة
()104
أمامهم بكل إستقاللية وشفافية
طريقة إنتخاب رئيس الدولة في ظل هذا النظام تمنحه سلطات وصالحيات واسعة و مختلفة في
الدولة ،بحيث لرئيس الدولة في ظل هذا النظام سلطات إستثنائية في أوقات األزمات و الحروب ،هذا ما
ونظر لما يتميز به هذا النظام من فعالية يسمح لرئيس
اا يؤدي به إلى مزاولة أعماله اإلدارية لمدة طويلة،
الدولة بممارسة سياسته اإلدارية بأكثر ديناميكية ،ضف إلى إقدام البرلمان في بعض األحيان على
إضافةا إلى ذلك فهذا النظام يقوم على أساس مبدأ إستقاللية السلطات و هذا ما يجعل كل منها ل
()106
تخرج عن دائرة إختصاصها ،أين يجعل الحكومات تتميز بالكفاءة في أداء مهامها
كما تتمتع السلطة التشريعية بحرية التداول و المناقشة مع األخذ بعين اإلعتبار المسائل
المالية(.)107
يتميز هذا النظام كذلك ب إقباله على مواجهة األزمات التي خول دستور الدول المعتنقة لهذا النظام
لعل هذا ما يساعده على
صالحية مواجهتها لرئيس الدولة بإعتباره صاحب السلطة التنفيذية األصلي ا
إتخاذ الق اررات المناسبة أي الالزمة بكل سهولة وتجسيدها في أرض الواقع بالكيفية التي تسمح بالتصدي
لهذه األزمات حالة وقوعها(.)108
نجاح النظام الرئاسي يكون في الدول التي تتمتع بديمقراطية متكاملة ،يكون فيها الوعي السياسي
ذو مستوى عالي ،بحيث ل يجب أن يكون فهم الديمقراطية منحصر معناها في تحديد الحقوق و الواجبات
فقط ،بل تقوم كذالك على رسم بعض األفكار و المعتقدات التي يتميز بها بعض أفراد الشعب ،و يمكن
في بعض األحيان أن يكون هناك تداخل بين الحقوق و الحريات األساسية و الواجبات و بين الجهة التي
رسمت الديمقراطية و حرية الفكر ،هذا ما ل نجده في الكثير من دول العالم(.)109
فرغم إستحواذ رئيس الدولة على السلطة التنفيذية لم يؤدي ذلك إلى طغيانه و إستبداده والواقع يؤكد
لنا هذا ،ولعل سبب ذلك يرجع إلى نضج ونمو الوعي السياسي وروح الحرية في نفوس الشعب المعتنق
دور فعالا في
لهذا النظام ،إلى جانب أخذ الحكومة بعين اإلعتبار الرأي العام و المعارضة اللذان يلعبان اا
نجاح النظام الرئاسي(.)110
بالرغم ما يتميز به النظام الرئاسي من إيجابيات تؤكد بكل صراحة أهميته ،لكن هذا ليعني أنه
يخلو من سلبيات التي يمكن إعتبارها بمثابة نقائص له.
أما القول أن النظام الرئاسي قائم على مبدأ الفصل المطلق بين السلطات ليس من األمر
الصحيح ،ألنه ل يمكن الفصل بين أجزاء الجسم الواحد ،فمن الصائب وجود التعاون بينهما لتسهيل
ممارسة اختصاصاتها والتركيز على رسم السياسة العامة للدولة بكل قوة و فعالية( ،)112وتمتع البرلمان و
سببا في
رئيس الدولة باإلستقالل يؤدي إلى ظهور مناقضات كثيرة بينهما حول مسائل عديدة مما يكون ا
إثارة الفوضى(.)113
يؤدي تكوين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية من أحزاب مختلفة إلى وجود تصادم
وا حتكاك و تفاقم بين هاتين السلطتين ،ونظ ار للمركز الفعال لرئيس الجمهورية ففي النتخابات تتفاقم
إضافة لما سبق اإلشارة إليه ،فإن تشكيل الهيئة التشريعية في هذا النظام من عدة لجان مستقلة
فيما بينها وكونها غير مسؤولة عن القوانين التي تتخذها من جهة ،و ضعف تأثير الرأي العام عليها من
حتما إلى تقسيم السلطات والختصاصات وضياع المسؤوليات ،وهذا ما يبرز أكثر
جهة ثانية ،قد يؤدي ا
نقاط ضعف هذا النظام أكثر ،كعدم إقرار مسؤولية رئيس الجمهورية ،و عدم منح رئيس الجمهورية و
الوزراء حق اقتراح القوانين و تقديمها للبرلمان للمصادقة عليها(.)115
كما أن عدم منح البرلمان سلطة سحب الثقة من رئيس الدولة خالل عهدته الرئاسية ،قد جعله
حصنا من التهديد و اإلسقاط ،وغير مسؤول عن أعماله و تصرفاته و عن الق اررات التي يتخذها لعدم
م ا
وجود هيئة أو سلطة تراقبه و توقفه عن حده ،ثم يمكن لنا أن نقول بأن األخذ بمبدأ الفصل المطلق بين
حتما إلى هدم وحدة الدولة من جهة ،والى تفكيك و تجزئة سيادتها من جهة ثانية
السلطات ،قد يؤدي ا
المطلب الثالث
تعتبر سويس ار مهد نظام حكومة الجمعية النيابية ،أو ما يسمى "بالنظام المجلسي" الذي يعتبر
صورة من صور األنظمة الديمقراطية النيابية ،فيتميز هذا النظام بخضوع وتبعية السلطة التنفيذية للسلطة
التشريعية وترجيح كفة السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية( ،)118التي تحتكر ممارسة وظيفة التشريع ،و
تاما
خضوعا ا
ا تعهد بوظيفة التنفيذ إلى هيئة تختارها وتحدد إختصاصاتها ،وتكون تابعة وخاضعة لسلطاتها
و تقوم بتنفيذ ق ارراتها و تأمر بأوامرها وتوجيهاتها(.) 119
مما سبق اإلشارة إليه نتطرق لدراسة هذا النظام ذلك بالبحث عن أركانه من جهة (الفرع األول)،
و نقوم نقوم بتقدير هذا النظام من جهة أخرى (الفرع الثاني).
الفرع األول
يرتكز هذا النظام على جملة من األسس و المبادئ األساسية حيث ترتكز السلطة في يد
البرلمان (أول) ،وتبعية السلطة التنفيذية للبرلمان (ثانيا).
يقوم النظام المجلسي على أساس الدمج بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وليس الفصل
بينهما ،حيث تجتمع السلطتين في قبضة البرلمان المنتخب من الشعب و الممثل الحقيقي له ،فهو يمثل
أعلى السلطات في الدولة المهيمن والمسيطر على السلطة التنفيذية ،حيث يتولى ممارسة كل السلطات
()120
دون إستثناء بما فيها سلطة التشريع والتنفيذ
أيضا تعيين الوزراء و إختيار رئيس الوزراء إلدارة الشؤون التنفيذية في الدولة
من صالحياته ا
() 121
تحت إشرافه و رقابته
تظهر تبعية السلطة التنفيذية للسلطة السلطة التشريعية في ظل هذا النظام ،من خالل قيام
البرلمان بإختيار وتعين أعضائها ،وعزلهم واإلشراف على أعمالهم و توجيههم ،كما له صالحية تعديل
والغاء الق اررات الصادرة عن الهيئة التنفيذية(.) 124
كما أن أعضائها مسؤولون مسؤولية كاملة أمام البرلمان ،فرئيس السلطة التنفيذية يعين و يفوض
من قبل البرلمان الذي له صالحية سحب الثقة منه عند الضرورة( ،) 125على عكس ذالك فليس للسلطة
الفرع الثاني
يتميز نظام حكومة الجمعية النيابية باعتباره صورة من صور األنظمة الديمقراطية النيابية،
بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن باقي األنظمة التي يمكن لنا اإلشارة إليها من خالل التطرق إلى
إيجابياته (أول) ،والى سلبياته(ثانيا).
يتمتع النظام المجلسي بجملة من السيمات و المحاسن ،حيث يعتب ار األكثر ديمقراطية بالمقارنة
نظر لتنكره لمبدأ الفصل بين السلطات ،وقيامه على الدمج بين السلطتين
مع مختلف األنظمة األخرى اا
التنفيذية و التشريعية لصالح البرلمان ،الذي يتولى السلطة الفعلية من خالل ممارسة السلطة والسيادة
واتخاذه للق اررات اإلستثنائية والمصيرية( ،)127فالبرلمان هو الهيئة الوحيدة الذي يمثل الشعب ،لذلك يتحدث
بإسمه و يتصرف لصالحه و هو األقرب لتحقيق إرادته ومطالبه(.)128
يعتبر تجسيد السلطة التنفيذية في مجموعة من األشخاص يسمح لها بإقتراح الحلول و
التوجيهات الالزمة لحل مختلف المعضالت ،مما يعني أن السلطة التنفيذية غير مجسدة في شخص واحد
الذي يمكن له الميل لإلستحواذ على السلطة ،كما أن مسؤولية السلطة التنفيذية أمام البرلمان تمنح ميزة
يمثل النظام المجلسي الديمقراطية الحقيقية و اإلرادة العليا للشعب ،أين يمكن القول أن سبب
كنموذجا له يعود إلى الظروف الخاصة التي سبق وأن مرت بها ،و إلى
ا نجاحه في سويس ار بإعتبارها
الصفات التي يتمتع بها الشعب السويسري ،من روح اإلعتدال و ضعف ميل رجال السياسة و األحزاب
للسيطرة على الحكم ،وأخذها بمظاهر الديمقراطية الشبه المباشرة خاصةا اإلستفتاء الشعبي ،هذا ما أدي
في األخير إلى إرساء الستقرار و نيل هذا النظام النجاح المستحق(.)130
بالرغم من تمتع هذا النظام باإليجابيات السالف ذكرها إل أنه ل يخلو من و السلبيات ،حيث
يكفي لنا أن نقول بأن قيامه على تركيز السلطة في يد هيئة واحدة يؤدي به إلي إنعدام المبادرة الفردية و
ت اسلط رجال السياسة و بعض األحزاب على النظام األمر الذي يؤدي إلي تدهور و تشتت كيان الدولة،
على خالف مبدأ الفصل بين السلطات الذي يؤدي إلى توقيف سلطة لسلطة أخرى في حالة تجاوزها
إلختصاصاتها(.) 131
أيضا
وبهذا يتعارض مع مبدأ الفصل بين السلطات و مع الديمقراطية الصحيحة ،كما يمكن القول ا
أن تطبيقه وفقا لمبادئ النظرية المجردة ،يؤدي حتما إلي إضعاف السلطة التنفيذية و عجزها عن إتخاذ
ا
الق اررات الالزمة و الضرورية لمواجهة الظروف التي تمر بها الدولة األمر الذي يشتت كيانها(.) 132
يمكن لنا القول بكل بساطة أن سبب ضعف النظام المجلسي ،يعود أصالا إلى خضوع السلطة
التنفيذية للبرلمان الذي إستحوذ علي جميع الصالحيات ،بما فيها صالحية التشريع و التنفيذ و تعديل و
إلغاء الق اررات الصادرة من السلطة التنفيذية و سلطة عزل و إقالة أعضائها...إلخ(. ) 133
-129حسان محمد شفيق ألعالني ،األنظمة السياسية و الدستورية المقارنة ،مطبعة جامعة بغداد ،7686 ،ص. 12
-130عبد الغني البسيونى عبد اهلل ،مرجع سابق ،ص ،ص.211-212
-131سعاد الشرقاوي ،مرجع سابق ،ص. 725
-132محمد فرج الزائدي ،مرجع سابق ،ص. 185
25
خالصة الفصل األول
بعد أن تطرقنا إلى دراسة معظم األنظمة السياسية اللبرالية المتمثلة في (النظام البرلماني
والرئاسي و المجلسي) ،أين قمنا بإيضاح المبادئ التي يقوم عليها كل واحد منهم ،فإننا نتوصل إلى
القول بأن النظام البرلماني من أبرز الخصائص التي يقوم عليها هو إق ارره لمبدأ الفصل المرن بين
السلطات مع وجود المساواة والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بدليل أوجه الرقابة و التعاون
المتبادلة بين كال من هاتين السلطتين ،بحيث تعتبر بمثابة أسلحة تتمتع بها كل سلطة لمواجهة األخرى،
وهذا بمثابة تحقيق للتعاون والتوازن بينهما .
نجد النظام الرئاسي عكس النظام البرلماني الذي يقوم على مبدأ الفصل المطلق بين السلطات،
بحيث تستبعد فيه كل مظاهر التعاون بين سلطاته ،أين تقدم كل سلطة على مباشرة صالحيتها دون وجود
أي نوع من التداخل بينها ،لكن ما يجب أن نشير إليه في ظل هذا النظام هو أنه ل يمكن تحقيق مبدأ
الفصل المطلق بين السلطات بدليل التداخل الموجود بين هذه السلطات ،بحيث نجد أن رئيس الدولة
وبإعتباره صاحب السلطة التنفيذية األصلية له حق اإلعتراض على مشروعات القوانين المعروضة عليه
من قبل البرلمان(الكونغرس) والذي سبق وأن تمت اإلشارة إليه الذي يعتبر بمثابة الحق التوقيقي ،وغير
ذلك من المظاهر األخرى التي تؤكد صراحةا عدم وجود الفصل المطلق بين السلطات ،كإستجواب موافقة
الكونغرس(الشيوخ) على بعض التع ينات التي يقبل عليها رئيس الدولة كتعيين كبار الموظفين في الدولة و
الحكام اإلتحاديين ،نفس الشيء ينطبق على السياسة الخارجية إذ يجب من موافقة البرلمان(مجلس
الشيوخ) ،نفس الشيء لنفاذ بعض المعاهدات التي يجب من إقبال رئيس الدولة عليها ،وكل ماقمنا
باإلشارة إليه يؤكد لنا صراحةا على وجود فصل شديد بين السلطات في ظل النظام الرئاسي .
ومن جهة أخرى ،ما يمكن لنا قوله على النظام المجلسي أنه قائم على أساس عدم المساواة بين
السلطتين التشريعية و التنفيذية ،بحيث نجد أن إدارة مجمل القضايا السياسية منها الهامة المتعلقة بشؤون
الحكم تكون على عاتق السلطة التشريعية ،بإعتبارها صاحبة السيادة ،وان كان هناك لتدخل السلطة
26
التنفيذية في مباشرة بعض المهام فما هو إل تفويض من السلطة التشريعية صاحبة اإلختصاص األصيل،
تماما .
أين يمكن القول بهذا أن مبدأ الفصل بين السلطات ينعدم في النظام المجلسي ا
21
الفصل الثاني
28
الفصل الثاني
بعدما تطرقنا إلى تبيان أهم األنظمة الليبرالية المعاصرة لسيما النظام البرلماني و الرئاسي،
ونظام الجمعية النيابية ،وبينا أن هذه األنظمة تأخذ بمبدأ الفصل بين السلطات ،بحيث يمكن أن يكون هذا
الفصل فصل مطلق أو مرن بجعل سلطات الدولة تدخل في إختصاصات بعضها البعض الذي يعود
لظروف مختلفة تستوجب دخول سلطة في إختصاصات سلطة أخرى .
ومنه ،كشفت لنا تطورات التجربة الدستورية الجزائرية أن الدولة الجزائرية قد تبنت عدة وثائق
دستورية ،إلى غاية مجيء دستور 7989القائم على الديموقراطية والتعددية الحزبية وحرية التعبير و
التداول على السلطة ،وتبنيه كذلك للنظام الرأسمالي بعد أن كان النظام اإلشتراكي هو النظام المعتنق من
قبل الدولة الجزائرية ،كما أخذ المؤسس الدستوري الجزائري ،إلى غير ذالك المظاهر األخرى التي تبناها
المؤسس الدستوري الجزائري بموجب إستحداثه لدستور. 7989
ونظر للظروف السياسية التي مرت بها الدولة الجزائرية إبان الفترة الممتدة من7989
اا لكن
إلى 7995إستوجبت على المؤسس الدستوري الجزائري إستحداث دستور جديد يواكب هذا التغيير ،وهذا
ما حدث فعالا بصدور الوثيقة الدستورية سنة 7996التي تعتبر كآخر وثيقة وهي السارية المفعول إلى
يومنا ،أين طرأت عليها عدة تعديالت دستورية ،الذي كان آخر تعديل لها سنة،2008
إستنادا لما سبق اإلشارة إليه أعاله ،سنحاول في هذا الفصل أن نبين أهم المؤسسات
ا
الدستورية ،خاصةا منها التشريعية والتنفيذية من خالل إستقراء أحكام دستور ( 7996المبحث األول) ،هذا
من حيث تشكيلة واختصاصات كل منهما ،ثم نقوم بدراسة العالقة بين كال من هذه السلطتين (المبحث
الثاني) ،بإبراز مظاهر التعاون والرقابة المتبادلة بين كل منهما .
29
المبحث األول
يقوم النظام السياسي الجزائري على أساس الثنائية في السلطات( ،)134بحيث يتضح لنا أن
السلطة التنفيذية تتكون من هيئتين مختلفتين ومستقلتين عضويا ووظيفيا وهما رئيس الجمهورية ،ورئيس
الحكومة المعين من قبل رئيس الجمهورية ،والخاضع لتعليماته و توجيهاته( .)135ونفس الشيء بالنسبة
للسلطة التشريعية (البرلمان) فهي األخرى تتكون من مجلسين هما مجلس األمة كمجلس أعلى ،والمجلس
الشعبي الوطني الذي يعتبر كمجلس أدنى ،و لهذه السلطة كامل السيادة في إعداد القانون و التصويت
()136
. عليه
كما أورد المؤسس الدستوري الجزائري سلطة ثالثة إلى جانب السلطتين المشار إليها أعاله ،و
المتمثلة في السلطة القضائية التي نظمها المؤسس الدستوري الجزائري في المواد 718إلى 758من
تماما عن السلطات السياسية األخرى في الدولة.
الدستور وهي مستقلة ا
لذلك سنحاول أن نبين في هذا المبحث السلطة التنفيذية في النظام السياسي الجزائري (المطلب
األول) ،و السلطة التشريعية (المطلب الثاني).
-134بوالشعير سعيد ،النظام السياسي الجزائري(،دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ، )7996مرجع
سابق ،ص. 71
-135بوالشعير سعيد ،النظام السياسي الجزائري(،دراسة تحليلية لطبيعة الحكم في ضوء دستور ،)7989ج ، 02د .م
.ج ،الجزائر ،2071 ،ص.775
-136تنص المادة 98من دستور 7996على ما يلي » :يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون من غرفتين و هما
المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة و له السيادة في إعداد القانون و التصويت عليه « .
50
المطلب األول
تعتبر السلطة التنفيذية مركز ولب أنظمة الحكم في أي دولة كانت ،بحيث تحتل درجة قوتها و
اءا كان نظاما برلمانيا ،أو رئاسيا ،أو حتى
فعاليتها بحسب النظام السياسي المتبع في الدولة ،سو ا
مجلسيا(.)137
ا
أورد دستور 7996السلطة التنفيذية في الفصل األول من الباب الثاني المتعلق بتنظيم
السلطات ،حيث وردت في حوالي 21مادة ،إلى جانب مواد أخرى مرتبطة بسلطات رئيس الجمهورية في
عالقته بالسلطات األخرى ،وما يمكن اإلشارة إليه هو أن دستور 7996يرتكز على مبدأ إزدواجية السلطة
التنفيذية ،بدليل أخذ المؤسس الدستوري الجزائري بإزدواجية السلطة التنفيذية بعد التعديل الدستوري الذي
) ،و كرسه في دستور ،)139(7989قبل أن يتم تبنيه في دستور ،7996 (138
جرى في نوفمبر7988
حيث نجد في قمتها رئيس الجمهورية ،ورئيس الحكومة (الوزير األول حاليا)(.)140
ومنه ،سنحاول إيضاح إزدواجية السلطة التنفيذية ،من خالل إبراز العالقة بين كل من رئيس
الجمهورية و الوزير األول ،بحيث نتطرق لمكانة رئيس الجمهورية (الفرع األول) ،ومكانة الوزير األول في
ظل النظام السياسي الجزائري الحالي (الفرع الثاني) .
-137بوالشعير سعيد(،دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ،)7996مرجع سابق ،ص.71
-138مرسوم رئاسي رقم ،221/88مؤرخ في 5نوفمبر ،7988متعلق بنشر المراجعة الدستورية( ،ج.ر.ج.ج.د.ش)،
عدد ،25لسنة .7988
-139مرسوم رئاسي رقم ،78/89مؤرخ في 28نوفمبر ،يتضمن نشر دستور ( ،7989ج.ر.ج.ج.د.ش) ،عدد،09
لسنة .7989
–140بوالشعير سعيد ،النظام السياسي الجزائري(،دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء التعديل الدستوري
لسنة، 2008ج ، 2د.م.ج ،الجزائر ،2071 ،ص. 05
57
الفرع األول
يتم إنتخابه عن طريق اإلقتراع العام المباشر والسري( ،)143فالمؤسس الدستوري الجزائري إعتمد
الطريق الديمقراطي إلختيار رئيس الجمهورية ،دليل ذلك اإلقتراع العام المباشر و السري ،كما يجب على
المترشح الحصول على األغلبية المطلقة من األصوات المعبر عنها( ،)144هذا على خالف دستور 7916
الذي كان يشترط على الفائز ضرورة حصوله على األغلبية المطلقة لكل الناخبين المسجلين لكن هذا لم
-141سعيد بوشعير(،دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور )7996مرجع سابق ،ص.05
-142عبد اهلل بوقفة ،السلطة التنفيذية ،بين التعسف و القيد ،دار الهدى ،عين مليلة ،2006 ،ص.271
-143تنص المادة 7/17من دستور7996على ما يلي » :ينتخب رئيس الجمهورية ،عن طريق اإلقتراع العام المباشر
و السري «
-144تنص المادة 2/17من دستور7996على ما يلي » :يتم الفوز في النتخاب بالحصول على األغلبية المطلقة من
أصوات الناخبين المعبر عنها «
52
يحقق الغرض المراد ،حيث يعتبر شرط صعب التحقيق خاصةا في ظل التعددية الحزبية و اإلنفتاح
()145
. الديمقراطي
أما في حالة عدم حصول أي مترشح من المترشحين على األغلبية المطلقة لألصوات المعبر
عنها ،فإنه يتم إجراء دورة ثانية ،لكن بمشاركة المترشحان اللذان تحصال على أكبر عدد من األصوات في
الدور األول على التوالي( ،)146ويفوز بذالك في هذا الدور الحائز على أكبر عدد من األصوات خالل
الدوراألول ،ونفس الشيء بالنسبة لطريقة انتخاب رئيس الجمهورية في ظل أحكام دستور ،7996ونفس
الطريقة أكدت عليها أحكام القانون العضوي 07/72المتعلق باإلنتخابات.
أما بالنسبة لشروط الترشح لرئاسة الجمهورية ،فإن المؤسس الدستوري الج ازئري ،قد لجأ إلى
نظر
النص على شروط جوهرية ل بد من توفرها لدى كل شخص يريد الترشح لرئاسة الجمهورية و هذا اا
للمنصب الذي يحظى به رئيس الجمهورية .
ومنه ،نجد أن المؤسس الدستوري الجزائري قد حدد مجموعة من الشروط الواجب توافرها لدى
أي شخص يريد أن يرشح نفسه كرئيس للجمهورية ،وهذا ما جاء في نص المادة 11من
و نظمها القانون العضوي المتعلق بالنتخابات( ،)148وهي التي يمكن حصرها في () 147
دستور7996
شروط دستورية( ،)1و إجراءات قانونية(. )2
_)7الشروط الدستورية
-145بالفعل تحقق هذا المطلب في ظل دستور 28فيفري ،7989أنظر كذلك بوالشعير السعيد ،عالقة المؤسسة
التشريعية بالمؤسسة التنفيذية ،رسالة لنيل درجة دكتوراه الدولة في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،7982ص .91
-146المادة 756من القانون العضوي رقم ،07-72المؤرخ في 72جانفي ،2072متعلق بنظام اإلنتخابات( ،ج .ر.ج.
ج ،د،ش) ،عدد ،07لسنة .2072
-147أنظر في ذالك نص المادة 11من دستور 7996السالفة الذكر.
-148القانون العضوي رقم ،07/72مشار إليه سابقا.
51
_الجنسية
إشترط المؤسس الدستوري الجزائري سن أربعين( )20سنة كاملة يوم اإلنتخاب ،وهو سن الحكم و
) ،وهو إشارة إلى كمال و نجاعة (155
التعقل التي تأهل صاحبها لتولي مسؤوليات اإلمامة والرئاسة
الملكات والقدرات اإلنسانية في هذا السن( ،)156حيث يقول األستاذ (سيد قطب) في بلوغ أربعين سنة
"األربعين هي غاية النظج و الرشد و فيها تكتمل جميع القوى و الطاقات ،و يتهيأ للتدبير و التفكير في
() 157
. إكتمال وهدوء"
فال يعقل عقد أمر األمة بكاملها إلى ناقص األهلية أو شخص محكوم عليه أو حتى محروم من
( ،أوحتى الشخص الذي فقد حقوقه المدنية و )158
ممارسة أحد أو بعض الحقوق المدنية والسياسية
جميعا(. ) 159
ا السياسية
() 160
،بمعنى أن يكون زوج المترشح ذو وهو ما جاء به المؤسس الدستوري الجزائري صراحةا
جنسية جزائرية أصلية ،وهو الشرط الذي يجب على المترشح إثباته ،وربما المؤسس الدستوري الجزائري
=أنظر كذالك الميثاق الوطني لحزب جبهة التحرير الوطني لعام ،7986الجزائر :نشر و توزيع قطاع اإلعالم و الثقافة و
التكوين ،7981ص.79
55
أراد من زوج الرئيس أن يكون حامالا للجنسية الجزائرية األصلية ،حتى يكون ولئها للجزائر ،بحيث تم
إثبات هذا عبر تاريخ األمم في الماضي و الحاضر(. ) 161
_إثبات مشاركته في ثورة أول نوفمبر إذا كان مولودا قبل يوليو1991
هذا ما جاء به المؤسس الدستوري الجزائري بموجب أحكام الدستور( ،) 162لكن المالحظ هو أن
هذا الشرط ما كان ليوضع بهذه الصيغة ،إذ لو إنحصر شرط المؤسس الدستوري على أن ل يكون قد
إتخذ مواقف ضد الثورة ،لكان هذا أفضل(.) 163
_إثبات عدم تورط أبويه ضد ثورة أول نوفمبر 1999إذا كان مولودا بعد يوليو1992
نص على هذا الشرط المشرع الجزائري بموجب نص المادة 71/710من قانون النتخابات(،)164
)(165
،و هذا الشرط يمنع إل أن الشرط يتعارض مع نص المادة 21من الدستور الجزائري لسنة 7996
أبناء الذين اتخذوا مواقف ضد الثورة ،و يقصد بهم الحركة و المواطنين لالستعمار و عمالئه(.)166
_أن يقدم التصريح العلني لممتلكاته العقارية و المنقولة داخل و خارج الوطن
و هذا ما نص عليه المؤسس الدستوري الجزائري صراحةا( ،)167إل أنه شرط يطغى عليه الطابع
الشكلي وذالك لنعدام الشفافية من جهة ،والرقابة على الممتلكات المصرح بها من جهة أخرى( ،)168ولعل
-161أين نجد أنه بإمكان أزواج الرؤساء أن يصلن إلى الحكم ،و يستخلفن بذالك أزواجهن و مثال ذالك :إزابيال بيرون
في األرجنتين ،للمزيد من التفاصيل أنظر :محمد طربوش ،السلطة التنفيذية في الدولة العربية ذات النظام الجمهوري،
الموسوعة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ،بيروت ،7996 ،ص،ص. 81-82
-162أنظر في ذالك نص المادة 11من دستور 7996المشار إليه سابقا.
-163بوالشعير سعيد(،دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ،)6991مرجع سابق ،ص.79
-164القانون العضوي رقم ،07/72المشار إليه سابقا.
-165تنص المادة 29من الدستور» كل المواطنين سواسية أمام القانون و ل يمكن أن يتذرع بأي تمييز يعود سببه
أي شرط أو ظرف آخر شخصي أو إجتماعي «
إلى المولد ،أو العرق ،أو الجنس ،أو الرأي ،أو ُ
-166بو الشعير سعيد ،مرجع نفسه ،ص.20
-167أنظر المادة 11من الدستور ،7996المشار إليه سابقا.
-168أنظر المادة 11فقرة 09من دستور 7996السالف الذكر.
56
هدف المؤسس الدستوري الجزائري من وراء هذا التصريح ،هو عدم إستغالل منصب رئيس الجمهورية
للحصول على اإلمتيازات و اإلثراء بطرق غير مشروعة و بطرق منافية للقانون ،كما حدد كيفية واجراءات
التصريح بالممتلكات(. )169
يستوجب على المترشح لمنصب رئيس الجمهورية مجموعة الشروط الشكلية ،و ذالك بتقديم قائمة
بالتوقيعات الضرورية التي تلزم المترشح بتقديم قائمة تتضمن ستمئة ( )600توقيع لألعضاء منتخبين
داخل مجالس بلدية أو ولئية أو برلمانية على األقل موزعة على خمس و عشرين( )25ولية (.) 170
يمارس رئيس الجمهورية بإعتباره صاحب السلطة التنفيذية األصلي أو بإعتباره جزء من السلطة
التنفيذية إلى جانب الوزير األول مجموعة من الصالحيات ،يمكن لنا تقسيمها إلى صالحيات على
المستوى الداخلي ( ،)1و صالحياته على المستوى الخارجي (.)2
يقوم رئيس الجمهورية بإصدار القوانين في أجل ثالثين ( )10يوما إنطالقا من تاريخ تسليمه
()171
ضا أن يطلب إجراء مداولة ثانية في قانون تم التصويت عليه في غضون
إياه ،كما يمكن له أي ا
يوما الموالية لتاريخ إق ارره ،وفي هذه الحالة ل يتم إقرار القانون إل بأغلبية ثلثي ( )1/2من
الثالثين( )10ا
أعضاء المجلس الشعبي الوطني(.) 172
-169أنظر المواد ،71 ،72 ، 01 ،02 ،07من األمر رقم ،02/91المؤرخ في 77جانفي ،7991يتعلق بالتصريح
بالممتلكات(،ج.ر.ج.ج،د،ش) ،عدد ،01لسنة .7996
-170أنظر المادة 759من القانون العضوي رقم ،07 -72المشار إليه سابقاا.
-171أنظر المادة 726من دستور 7996السالف الذكر.
-172أنظر المادة 721من دستور 7996السالف الذكر.
51
_ممارسة السلطة السامية و سلطة التنفيذ
رئيس الجمهورية في ظل النظام السياسي الج ازئري يتولى ممارسة بعض السلطات السامية و لعل
أبرزها ،رئاسة المجلس األعلى للقضاء و مجلس الوزراء و المجلس األعلى لألمن ،كما يقوم بتوقيع
المراسيم الرئاسية ،وحقه في العفو و تخفيض العقوبات أو إستبدالها ،يمكنه أن يستشير الشعب في كل
قضية ذات أهمية وطنية عن طريق اإلستفتاء ،كما يقدم على تسليم أوسمة الدولة و نياشينها و
()173
أيضا القائد األعلى للقوات المسلحة ،كما يتولى مسؤولية الدفاع الوطني.
شهاداتها ،ويعتبر ا
أما سلطة التنظيم هي السلطة التي تشمل المجال الذي يخرج عن إختصاص المشرع ،واذا كان
دستور 7916قد أسند السلطة التنظيمية بمفهومها الواسع إلى رئيس الجمهورية ،نجد عكس ذالك في كال
من دستوري 7989و ،)174(7996حيث تم إسنادها إلى رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة (الوزير األول
حاليا)(.)175
ا
_وظيفة التشريع
لقد إختلفت الدساتير الجزائرية فيما بينها في مسألة ممارسة صاحب السلطة التنفيذية األصلي
لإلختصاص التشريعي عن طريق األوامر ،حيث نجد أن دستور الجمهورية الجزائرية لسنة 7961لم يرد
فيه أي نص على هذا النوع من اإلختصاص التشريعي لرئيس الجمهورية ،176حتى و إن نصت المادة
58
58منه على اللوائح التفويضية( ،)177إل أن دستور 7989جاء خاليا من منح الوظيفة التشريعية لرئيس
الجمهورية .فالنظام السياسي الجزائري و بموجب دستور 7996منح رئيس الجمهورية سلطة التشريع في
حالة شغور المجلس الشعبي الوطني أو فيما بين دورة و أخرى ،عن طريق أوامر تعرض على البرلمان
()178
إلى جانب ذالك نجد أن المجالت التي يشرع فيها رئيس في أول دورة للموافقة عليها دون مناقشتها
الجمهورية و بموجب أوامر واسعة و التي تشمل:الحالت اإلستثنائية( ،)179في حالة عدم المصادقة على
قانون المالية من طرف البرلمان في مدة أقصاها خمس و سبعين ( )15يوم من تاريخ إيداعه يصدره
رئيس الجمهورية بموجب أمر(.)180
هذه اآللية المعتمدة من قبل رئيس الجمهورية من خالل دخوله في إختصاص السلطة التشريعية
دفع البعض إلى القول أن هذه الطريقة ستؤدي إلى جعل التشريع إختصاص مشترك بين السلطتين
التنفيذية (رئيس الجمهورية) والتشريعية (البرلمان) بإعتبار أن هذه األخيرة صاحبة اإلختصاص األصيل
في ممارسة التشريع ،و هذا ما ينتج عنه ظهور برلمان مفتقر(.)181
_سلطة التعيين
ترتبط صالحية التعيين بسلطة التنظيم التي يتمتع بها رئيس الجمهورية ،بحيث ل يمكنه ممارسة
هذا اإلختصاص إل إذا منحت له وسائل تمكنه من القيام بذالك ،وأهم وسيلة يستند إليها بذالك رئيس
الجمهورية الوثيقة الدستورية(.)182
-177تنص المادة 58من دستور 7961على ما يلي » :يجوز لرئيس الجمهورية أن يطلب من المجلس الوطني
التفويض لمدة محدودة حق إتخاذ تدابير ذات صبغة تشريعية تتخذ في نطاق مجلس الوزراء أو تعرض على مصادقة
المجلس في أجل ثالثة( )01أشهر «
-178أنظر المادة 722من الدستور ،7996السالف الذكر.
-179أنظر المادة 7/96من الدستور ،7996السالف الذكر.
-180أنظر المادة 720من الدستور ،7996السالف الذكر.
181- cop (j f) vers le régime présidentiel- rerene commentaire, N°129, printemps,
2010,p,p, 55-56.
- 182محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري -التنظيم اإلداري ،-دار العلوم ،الجزائر ،2002 ،ص.16-15
59
فرئيس الجمهورية و باعتباره كرئيس السلطة التنفيذية األصيل ،منح له دستور 7996حق
التعيين في المناصب التي تمس المؤسسات التنفيذية ،فيقدم بهذاعلى تعين الوزير األول وانهاء مهامه،
كما يمكنه أن يعين نائبا أو عدة نواب للوزير األول قصد مساعدته في ممارسة وظائفه و ينهي
مهامهم( ،)183كما يقدم على التعيين في الوظائف المدنية و العسكرية في الدولة ،فيعين رئيس مجلس
األمة ،األمين العام للحكومة ،محافظ بنك الجزائر ،القضاة ،مسؤولوا أجهزة األمن ،الولة ،ثالثة ()1
()184
لهذا نقول أن رئيس الجمهورية يعين في المراتب السامية و حتى أعضاء في المجلس الدستوري
()185
المراتب الدنيا
تعد مسألة خضوع الجيش لقيادة رئيس الجمهورية ،بمثابة السبيل الذي سلكته معظم الدول ،فتولي
رئيس الجمهورية قيادة المؤسسة العسكرية يمنح له الثقة والقوة في أداء مهامه مهما كانت صعوباتها و
خطورتها و بهذا فالمؤسس الدستوري الجزائري سار على نفس المبدأ،و عليه فإن رئيس الجمهورية هو
القائد األعلى للقوات المسلحة المختلفة ،و يتولى مسؤولية الدفاع الوطني وهو وزير الدفاع و رئيس
المجلس األعلى لألمن(.)186
إلى جانب السلطات التي يتمتع بها رئيس الجمهورية نجد أنه يتمتع بصالحيات أخرى يتمتع بها
و لعل أبرزها حق المبادرة بتعديل الدستور( ،)188و هذا عن طريق عرض مشروع التعديل على غرفتي
البرلمان للمصادقة عليه بنفس الصيغة التي تطبق على القوانين العادية ،ويعرض التعديل على الشعب
لإلستفتاء عليه خالل الخمسين( )50يوم إلق ارره ،كما يمكن لرئيس الجمهورية أن يكتفي بعرضه على
الشعب لإلستفتاء عليه وفق شروط دستورية( ،)189والجدير بالذكر أيضا أن رئيس الجمهورية في ظل
سياسيا ،بحيث ل يمكن مساءلته من طرف البرلمان أثناء تأديته
ا النظام السياسي الجزائري غير مسؤول
إلختصاصاته ،وهذا مبدأ من مبادئ النظام البرلماني ،غير أن هذا ل يعني أنه ل يسأل جنائيا ،بل يسأل
جنائيا(.)190
ا رئيس الجمهورية في ظل النظام الجزائري
إلى جانب السلطات التي يتمتع بها رئيس الجمهورية على المستوى الداخلي،كذلك له سلطة إقرار
السياسة الخارجية لألمة و توجيهها( ،)191بحيث يتولى إبرام المعاهدات الدولية( ،)192كما يقدم على تعيين
سفراء الجمهورية و المبعوثين فوق العادة إلى الخارج فضالا عن إنهاء مهامهم ،و يتسلم أوراق إعتماد
الممثلين الدبلوماسيين األجانب وأوراق إنهاء مهامهم(.)193
إل أن إتفاقيات الهدنة و معاهدات السلم ،و معاهدات التحالف والمعاهدات المتعلقة
باألشخاص ،فقد وردت إستثناءات عليها فيما يخص سلطة رئيس الجمهورية في إبرام هذا النوع من
الفرع الثاني
بعد أن سادت قاعدة ل مسؤولية رئيس الجمهورية لمدة طويلة و خاصة أن النظام السياسي
الجزائري لم يكن أن سبق له اللجوء إلى مبدأ مسؤولية رئيس الجمهورية أمام البرلمان( ،)195وبهذا تم
التوجه نحو بديل آخر و هذا عن طريق تبني مبدأ اإلزدواجية و هو إيجاد سلطة ثانية إلى جانب السلطة
التنفيذية األصلية وهو الوزير األول ،حيث أصبح يقبل على ممارسة معظم الصالحيات التي كان يقبل
عليها رئيس الجمهورية ،بشرط تحمله للمسؤولية السياسية(.)196
لقد أستبدلت وظيفة رئيس الحكومة في دستور 7996بوظيفة الوزير األول بموجب التعديل
الدستوري لسنة .)197(2008
فرئيس الجمهورية هو الذي يقدم على تعيينه وانهاء مهامه( ،)198وبالتالي أكدت أحكام الدستور
الجزائري لسنة 7996على عدم إمكانية تفويض صالحية تعيين الوزير األول( ،)199فهي صالحية مطلقة
أكدت صراحةا أحكام دستور 7996على أن رئيس الجمهورية هو صاحب اإلختصاص األصيل
في إنهاء مهام الوزير األول( ،)204وبالنسبة إلنهاء مهامه فإما أن يكون بطلب من الوزير األول
-200إن تعيين رئيس الحكومة هي سلطة تقديرية لرئيس الجمهورية في السياسة الجزائرية ،و الدليل هو إختياره للسيد بن
بيتور و هو خارج أغلبية المجلس الشعبي الوطني و ضمن الثلث الرئاسي داخل مجلس األمة=.
=أنظر المرسوم الرئاسي رقم ،299 -99مؤرخ في 26ديسمبر ،7999متضمن تعيين أحمد بن بيتور للحكومة،
(ج.ر.ج .ج.د.ش) ،عدد ،91لسنة7999نو كذالك لختياره للسيد بن فليس كرئيس للحكومة ،و هو من المقربين له لكونه
المسير لحملته النتخابية كما كان رئيسا لديوانه ،و قد أدلي السيد بوتفليقة بأن السيد بن فليس كان عونا له في الرئاسة و
أنهما يتبادلن وجهة النظر.
أنظر مرسوم الرئاسي رقم ،256-2000مؤرخ في 26غشت ،2000متضمن تعيين السيد أحمد بن فليس رئيسا
للحكومة ،ج.ر.ج.ج ،عدد ،52لسنة .200
-201حيث قدم السيد أحمد أويحيى إستقالته عقب التعديل الدستوري ليعلن عن منصب الوزير األول.
-202المادة 771من دستور ،7916صادر بموجب األمر رقم ،91/16مؤرخ في 22نوفمبر ( ،7916ج.ر.ج.ج،
د.ش) عدد ،92لسنة .7916
-203فوزي أوصديق ،الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري،ج ،01ط( ،02د،م،ج)،الجزائر ،2008 ،ص.722
-204تنص المادة 5/11من الدستور على ما يلي» يعين الوزير األول وينهي مهامه « .
-205كتقديم إستقالته بعد إنتخابات رئاسية(عبد المالك سالل) و يتولي رئيس جديد العهدة اإلنتخابية ،إل أن هذا يعد
اءا شكليا فقط و حجتنا على ذالك هو إقبال السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عل إستدعاء عبد المالك سالل
إجر ا
61
بالمقارنة مع الدستور الفرنسي لسنة 7958نالحظ بأن المؤسس الدستوري الفرنسي خول
صالحية تعيين الوزير األول لرئيس الجمهورية ،لكن إقالته ل تكون إل بطلب من الوزير األول ،حيث
لرئيس الدولة الفرنسية ،حق تعيين الوزراء ذالك بعد إقتراحهم من طرف الوزير األول(.)207
يتمتع الوزير األول في النظام السياسي الجزائري بمجموعة من الصالحيات ،ولقد حددها المؤسس
الدستوري الجزائري على سبيل الحصر ،وهي مقيدة بإرادة رئيس الجمهورية وتحت رقابة المجلس الشعبي
الوطني ،لعل أبرزها ما نشير إليه فيما يأتي:
تعتبر هذه الصالحية من المؤشرات الجلية على هجر نظام إزدواجية السلطة التنفيذية ،و يظهر
ذالك من خالل إلغاء مجلس الحكومة الذي كان يرأسه رئيس الحكومة قبل التعديل الدستوري لسنة
،)208(2008حيث تنص المادة 6/11على أنه يمكن لرئيس الجمهورية أن يفوض جزء من صالحياته
()209
للوزير األول لرئاسة ،جتماعات الحكومة مع مراعاة أحكام المادة 81من الدستور
لممارسة نفس المهام ،كما يجب أن يقدم إستقالته في حين ترشحه لرئاسة الجمهورية ،بحيث نعطي مثال في هذا الصدد
تقديم حمروش إستقالته لرئيس الجمهورية.
-206أنظر المادة 87من دستور ،7996وهي المتعلقة بحالة عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على مخطط الوزير
األول ،ففي هذه الحالة رئيس الجمهورية يعين الوزير األول بنفس الكيفيات التي تم فيها تعيين الوزير الذي تم عزله .
-207محمد مهادين قارة ،مرجع سابق ،ص.20
-208المادة 2/85من الدستور قبل تعديل »2008يرأس مجلس الوزراء « .
-209المادة 81تمنع تفويض بعض سلطات رئيس الجمهورية للوزير األول.
62
لهذا فبمجرد تعيين الوزير األول والحكومة يصدر رئيس الجمهورية مرسوم رئاسي يفوض بموجبه
الوزير األول برئاسة إجتماعات الحكومة( ،)210وهذا التفويض يجدد كلما عينت حكومة جديدة أو في حالة
تجديد الثقة في الوزير األول الممارس.
الوزير األول بصفته المسؤول عن و ازرته مهمة توزيع الصالحيات بين أعضاء هذه الو ازرة بإعتباره
مسؤول أمام رئيس الجمهورية والمجلس الشعبي الوطني( ،)211واقدام الوزير األول على توزيع الصالحيات
بين الوزراء يحقق التناسق و التوافق داخل الو ازرة ،و في هذا اإلطار فإنه يقوم بتنسيق نشاطات الو ازرة و
يتلقى التقارير عن مختلف النشاطات و القطاعات الو ازرية(.)212
يتمتع الوزير األول بسلطة فعلية في تسيير اإلدارة العمومية وتسخيرها للمهام المنوط
بالحكومة( ،)213إل أن هذه الصالحية معيبة بحيث ل تحقق اإلستقرار اا
نظر لكونها
تفتقد للثبات الذي يمنح لها الفعالية و القدرة على إنجاز مختلف المشاريع لتحقيق
البرامج السياسية وهو ما ينتج الفراغ القانوني فيما يتعلق بحماية المواطنين(.)214
-210مرسوم رئاسي رقم 161 -08مؤرخ في 71ذي القعدة عام 7229الموافق ل 2008/77/75يفوض للوزير
األول رئاسة إجتماعات الحكومة ،أنظر كذالك :مرسوم رئاسي رقم 710 -09يفوض للوزير األول رئاسة إجتماعات
الحكومة.
-211أنظر في ذالك المادة 7/87من دستور ،7996السالف الذكر.
-212و ازرتي الدفاع و الشؤون الخارجية هما اللتان تخضعان إلختصاصات رئيس الجمهورية و كإستثناء.
-213يجب لنا اإلشارة إلى أن أغلب اإلدارات العمومية خاضعة لسلطته و مراقبة رئيس الحكومة أين يقدم على تنظيم
المصالح المركزية للو از ارت ،مصالح رئاسة الحكومة و المصالح اإلدارية كما يتولى مهمة التعيين في الوظائف العليا لهذه
المصالح.
-214لعل من اآلثار السلبية التي تبرزها الممارسة السياسية في الجزائر هو أنه كلما أتي بوزير أول جديد إل و جاء
بتغييرات جذرية في التسيير و التعيين على مستوى اإلدارات.
65
توقيع المراسيم التنفيذية
لعل أبرز الوسائل التي يعتمد عليها الوزير األول في تأدية مهامه توقيع المراسيم التنفيذية ،إل أن
التعديل الدستوري لسنة 2008قد أكد على ضرورة إخضاعها للموافقة المسبقة لرئيس الجمهورية ،و هذا
دليل واضح على إ نتزاع هذه الصالحية من الوزير األول و لكن بطريقة غير مباشرة( ،)215وهذا هو
الوضع الذي كان الوزير األول يستفيد فقط من تفويض رئيس الجمهورية فقط في ظل هذا المجال ،و لكن
حاليا ما يمكن مالحظته هو أن المراسيم التنفيذية صادرة فقط من رئيس الجمهورية(.)216
خول الدستور للوزير األول كذالك صالحية السهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات( ،)217و بموجب
ذالك يتولى إصدار المراسيم التنفيذية بعد موافقة الرئيس عليها و التعليمات و يفوض الوزراء في إتخاذ
الق اررات سواء كانت ق اررات مشتركة أو فردية ذات الصبغة العامة) ،(218وهذا يثور التساؤل إلى من يؤول
له اختصاص تنفيذ القوانين و التنظيمات حيث أنه بموجب دراستنا ألحكام الدستور يتضح لنا أن صالحية
التنفيذ من حيث المعيار الشكلي و الموضوعي تعود للوزير األول لصراحة النص ،لكن قد يذهب البعض
إلى اعتماد المعيار العضوي لتبرير تدخل رئيس الجمهورية في مجال تنفيذ القوانين إذا كانت تخص
()219
وعدم الفصل بين المجالت التي يتدخل رئيس القطاعات التي يتولي اإلشراف المباشر عليها
الجمهورية و الوزير األول يؤدي إلى توليد أزمات سياسية(.)220
-215بدلا من النص صراحة على إلغاء الفقرة الرابعة من المادة 85من دستور ،7996مثلما حل بالمادة الثانية منها
المتعلقة برئاسة مجلس الوزراء.
-216يالحظ الدارس بأن المراسيم التنفيذية التي صدرت بعد تعديل دستور 2008أنها تتضمن بعد البناءات و
المقتضيات التي يعتمد عليها النص عبارة » وبعد موافقة رئيس الجمهورية « .
-217تنص المادة 2/85من دستور 7996على ما يلي » :يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات « .
-218سعيد بو الشعير،النظام السياسي الجزائري ،ج ،01ص.218
-219أهم القطاعات التي يتولى اإلشراف المباشر عليها رئيس الجمهورية قطاع الدفاع الخارج.
-220األزمة التي حدثت سنة 2000بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة(الوزير األول) أنذاك أحمد بن
بيتور و التي على إثرها قدم بن بيتور إستقالته ،حيث برز هذا األخير إستقالته ،بسب تدخل رئيس الجمهورية المستمر
بواسطة األوامر ،أنظر كذالك محمد بن مهاد بن قارة ،مرجع سابق ،ص.19
66
المطلب الثاني
تحتل السلطة التشريعية مكانة مرموقة بين مؤسسات الدولة ،بإعتبارها صاحبة النفوذ و القوة لكن
أصبحت تضعف و تتراجع شيئا فشيئا في معظم دول العالم ،مما أدى بها إلى إسناد بعض اختصاصاته
للسلطة التنفيذية األمر الذي أفقده مكانته في األنظمة السياسية(.)221
فنجد للمؤسس الدستوري الجزائري قد عزز من مكانة السلطة التشريعية و نظمها من المواد 98
إلى غاية 711في الفصل الثاني من الباب الثاني المتعلق بتنظيم السلطات في ظل دستور ،7996حيث
()222
بمعني تشكيل البرلمان من غرفتين أتى هذا الدستور إلحداث نظام جديد أل و هو الثنائية البرلمانية
()223
و في هذا الصدد و هما المجلس الشعبي الوطني(الغرفة األولى) ،و مجلس األمة(الغرفة الثانية)
نصت المادة 98من دستور 7996على »:يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون من غرفتين ،و
هما المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة « .
و على هذا األساس نقوم بدراسة غرفتي البرلمان المجلس الشعبي الوطني(الفرع األول) ،ومجلس
األمة(الفرع الثاني).
الفرع األول
سنتطرق في هذا الفرع إلى تبيان تشكيلة البرلمان الجزائري في ظل دستور ،7996حيث يتشكل
من غرفتين أل وهما المجلس الشعبي الوطني(أول) ،ومجلس األمة(ثانيا) .
-221محمد بن معز نصر ،النظريات و النظم السياسية ،دار النهضة العربية ،بيروت ،د.س.ن ،ص.516
-222مولود ديدان ،مرجع سابق ،ص.62
-223لشعب محفوظ ،التجربة الدستورية الجزائرية ،ديوان المطبوعات الحديثة للفنون المطبعية ،الجزائر ،2001 ،ص.52
61
يتشكل المجلس الشعبي الوطني من نواب ينتخبون اإلقتراع العام المباشر والسري على القوائم
()224
لمدة 5سنوات قابلة للتجديد بطريقة اإلقتراع النسبي على المرشحة من طرف األحزاب األحرار
()226
و يسجل القائمة( ،)225من أجل تمثيل األقليات السياسية و المحافظة على التعددية الحزبية
المترشحون بالترتيب في كل دائرة إنتخابية في قوائم تشمل على عدد من المرشحين بقدر عدد المقاعد
المطلوب شغلها ،و يضاف إليهم ثالث( )01مترشحين إضافيين ،كما تجرى اإلنتخابات في ظرف
ثالثة( ) 01أشهر التي تسبق إنقضاء المدة النيابية الجارية و تحدد الدائرة اإلنتخابية األساسية إلنتخاب
أعضاء المجلس الشعبي الوطني حسب الحدود اإلقليمية للولية ،و يمكن أن تقسم الولية إلى دائرتين
إنتخابيتين أو أكثر مع مراعاة الكثافة السكانية لكل ولية ،كما أن عدد المقاعد يجب أن ل تقل عن 2
بالنسبة للوليات التي يقل عدد سكانها عن ثالث مائة و خمسين ألف( )150.000نسمة( ،)227و يجب
على المترشح لعضوية المجلس الشعبي الوطني الالزمة للترشح المنصوص عليها في المادة 90من
القانون العضوي لإلنتخابات(، )228
كما نجد هناك فئة محددة في المادة 89القانون العضوي 07/72المتعلق بالنتخابات منعها
المشرع من حق الترشح لعضوية المجلس الشعبي الوطني من أجل منعهم من إستغالل نفوذها خالل
-224بلحاج صالح ،السلطة التشريعية-الغائب األكبر ،في النظام السياسي الجزائري ،-دار قرطبة للنشر و التوزيع،
الجزائر ،2006 ،ص .29أنظر المادة 01من النظام الداخلي لمجلس الشعبي الوطني ،مؤرخ في 28ربيع الثاني ،7227
الموافق ل10يوليو (،2000ج.ر.ج.ج،د.ش) عدد،26لسنة .2000
-225أنظر المادة 7/707من الدستور 7996السالف الذكر.
-226بيطام أحمد ،اإلقتراع النسبي و التمثيلية حالة الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في القانون ،كلية الحقوق و
العلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،2005 ،ص.91
-227فكاير نور الدين ،العضوية في البرلمان ،مجلة النائب ،العدد األول ،2001 ،ص.22
-228تنص المادة 90من القانون العضوي لإلنتخابات على »:يشترط في المترشح إلى المجلس الشعبي الوطني ما
يأتي:
-أن يكون بالغا 25سنة على األقل يوم اإلقتراع،
-أن يكون ذا جنسية جزائرية،
-أن يثبت أداءه للخدمة الوطنية أو إعفائه منها،
-أل يكون محكومَا عليه في الجنايات و الجنح المنصوص عليها في المادة 5من هذا القانون ،و لم يرد إعتباره،
-أل يكون محكوم عليه بحكم نهائي بسبب تهديد النظام العام و اإلخالل به « .
68
العملية النتخابية و تتمثل هذه الفئة في :موظفو الولية ،القضاة ،األمناء العاملون للوليات ،أعضاء
الجيش الشعبي الوطني ،موظفو أسالك األمن ،محاسبو أصول الولية()229و يتم انتخاب النائب لمدة 5
سنوات قابلة للتجديد و ل يمكن تجديد هذه الفترة إل في ظروف حساسة استثنائية ل يمكن فيها إجراء
انتخابات عادية ،و البرلمان هو الذي يؤكد على وجود هذه الحالة بناءَا على اقتراح رئيس الجمهورية مع
استشارة المجلس الدستوري(.)230
يتشكل مجلس األمة من عدد يساوي على األكثر نصف عدد أعضاء المجلس الشعبي
()232
و المالحظ أن النظام السياسي الجزائري يأخذ بوسيلتين الوطني()231و هو حاليا 722عضو
مختلفتين لتشكيل هيئة نيابية واحدة فيأخذ باإلنتخاب الغير المباشر لتعيين ثلثي المجلس و يأخذ بوسيلة
مبدئيا غير ديمقراطية لتعيين الثلث المتبقي( ،)233و نجد أن ثلث األعضاء المعينون يختارون من طرف
رئيس الجمهورية من بين الشخصيات و الكفاءات الوطنية في المجالت العلمية والثقافية والمهنية (،)234
بعدد عضوين عن كل ولية مهما بلغ عدد سكانها ،كذالك حسب نموذج القتراع المتقدم األسماء في دور
واحد على مستوى الولية ،و يكون التصويت إجباريا إل في حالة وجود مانع( ،)235إن المترشحون
الحاصلين على أكبر عدد من األصوات ،ووفقا لعدد المقاعد المطلوبة شغرها هم الفائزون في النتخابات،
و في حالة تعادل األصوات يفوز المترشح األكبر سن ا ،وان لرئيس الجمهورية سلطة تعيين 1/7األخر
69
من أعضاء مجلس األمة أي 28عضوا وذالك من بين الشخصيات و الكفاءات الوطنية في المجالت
العلمية ،و المهنية و الجتماعية( )236بغض النظر عن الدائرة النتخابية التي يقيمون بها ،ذالك وفقا
لنص المادة 707من دستور .7996
من هنا نجد أن شروط الترشح لمجلس األمة هي نفسها شروط الترشح لمجلس الشعبي الوطني،
و باستثناء شرط السن الذي يجب أن يكون 20سنة كاملة يوم اإلقتراع (.)237
الفرع الثاني
تبنت الجزائر بموجب دستور 7996نظام اإلزدواجية البرلمانية ،أو ما يسمى بالبرلمانية
الثنائية ،أي وجود غرفتين يتشكل منهما البرلمان( ،)238و لقد أطلق الدستور على الغرفة األولى المجلس
()239
و قد كرس ذلك بموجب نص المادة 98من الشعبي الوطني ،وعلى الغرفة الثانية مجلس األمة
الدستور( ،) 240ومن هذا المنطلق سنتطرق إلى تشكيل العضوية من غرفة إلى غرفة كالتالي :
-236يعتبر تعيين ثلث أعضاء مجلس األمة من طرف رئيس الجمهورية ،تدخالَ للسلطة التنفيذية في عضوية البرلمان،
و نتساءل حقاا إذا كان الثلث المعين و الثلثين المنتخبين يشكالن الغرفة الثانية و هي مجلس األمة ،أم نجد وراء هذه
التشكيلة رغبات و أهداف ذاتية؟
-237ديدان مولود ،مرجع سابق ،ص ،ص.209 -208
-238خرباشي عقيلة ،دور اجتهاد المجلس الدستوري في رسم العالقة الوظيفية بين الحكومة و البرلمان بعد التعديل
الدستوري ل 28نوفمبر ، 7996المجلة األكاديمية للبحث القانوني ،عدد ،02سنة ،2070ص.19
()241
للفترة ينتحب رئيس المجلس الشعبي الوطني ،وفقا لنص المادة 772من الدستور 7996
التشريعية كاملة باإلقتراع السري ،و في حالة تعدد المترشحين يعلن فوز المترشح الحاصل على األغلبية
المطلقة ،و إذا لم يتحصل أي واحد من المترشحين على األغلبية المطلقة في الدور األول أجري دور ثان
ول يشارك فيه إل األول و الثاني اللذان تحصال على أكبر عدد من األصوات ،و يكون الفوز في هذا
الدور للمترشح الحائز على األغلبية النسبية( ،)242وفي حالة المترشح الوحيد يكون اإلنتخاب برفع اليد و
يعلن فوزه و حصوله على أغلبية األصوات ،وفي حالة شغور منصب رئاسة المجلس الشعب الوطني
بسبب اإلستقالة ،أو العجز أو التنافي أو الوفاة أو مانع قانوني طبقا للمادة 70من النظام الداخلي
لمجلس الشعبي الوطني ،يتم انتخاب الرئيس بنفس الطرق المحددة في المادة 01من النظام الداخلي
للمجلس الشعبي الوطني في أجل 75يوم من تاريخ إعالن الشغور()243يتمتع رئيس المجلس الشعبي
الوطني صالحيات واسعة حسب المادة 20من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني ،وعالوةا على
الصالحيات التي يخولها له الدستور و القانون و النظام الداخلي يقوم رئيس المجلس الشعبي الوطني بما
يلي :
تمثيل المجلس الشعبي الوطني أمام المؤسسات الوطنية ،تعيين األمين العام ،وتقليد المناصب
في المصالح اإلدارية للمجلس الشعبي الوطني و بعد استشارة المكتب ،تحديد كيفيات تسيير المصالح
اإلدارية بموجب ق اررات ،هواآلمر بصرف ميزانية المجلس و عرضها على المكتب ،ضبط و تنظيم
-241أنظر نص المادة 772من دستور 7996التي تنص على »ينتخب رئيس المجلس الشعبي الوطني للفترة
التشريعية ،ينتخب رئيس مجلس األمة بعد كل تجديد جزئي لتشكيلة المجلس «
-242بلحاج صالح ،مرجع سابق،ص .251أنظر المادة 06من القانون الداخلي لمجلس األمة ،مؤرخ في 20
شعبان ،7220الموافق ل 28نوفمبر(،7999ج.ر.ج.ج.د.ش) ،عدد ،82لسنة .7999
-243مبروك حسين ،تحرير النصوص القانونية ( ،قوانين ،أوامر ،مراسيم ،ق اررات إدارية) ،ط ،1دار هومة للنشر و
التوزيع ،الجزائر ،2008 ،ص.711
17
المصالح اإلدارية للمجلس ،توقيع توصيات التعاون مع البرلمان الدولي في إطار المادة 9/11من
دستور ،7996إخطار المجلس الدستوري عند القتضاء(.)244
مكتب المجلس
()245
و ينتخب يتكون مكتب المجلس الشعبي الوطني ،من رئيس المجلس و تسعة ( )09نواب
نواب الرئيس لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد ،و بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني و في اجتماع
يتفق ممثلوا المجموعات البرلمانية ،على توزيع مناصب نواب الرئيس فيما بين المجموعات البرلمانية التي
يمثلونها ،وتعرض القائمة على المجلس الشعبي الوطني للمصادقة عليها ،و في حالة عدم اإلتفاق يتم
إعداد قائمة موحدة لنواب الرئيس من قبل المجموعات الممثلة لألغلبية ،طبقاا لمعيار تتفق عليه
المجموعات الراغبة في المشاركة في المكتب ،و تعرض القائمة على المجلس الشعبي الوطني للمصادقة
عليها ،و في حالة إستحالة اإلتفاق وفق الشروط المنصوص عليها سابقاا ،يتم إنتخاب نواب الرئيس
باإلقتراع المتعدد األسماء في دور واحد (. )246
يعقد المكتب إجتماعاته دورايا بدعوة من رئيسه ،كما قد يعقد إجتماعات غير عادية إذا دعت
الضرورة إلى ذالك ،أعطى النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني سلطة للمكتب ،حيث يتكلف
ثالثة( )01أعضاء من بين أعضائه بمراقبة المصالح المالية و اإلدارية للمجلس و شؤون النواب(.)247
حدد النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني مهام المكتب و يتمثل في :تنظيم سير الجلسات،
ظبط جدول أ عمال الجلسات و مواعيد عقدها بالتشاور مع الحكومة ،تحديد أنماط اإلقتراع ،تحديد كيفيات
تطبيق النظام الداخلي ،المصادقة على مشروع ميزانية المجلس ،تحديد القواعد الخاصة المطبقة على
محاسبة المجلس الشعبي الوطني ،السهر على اإلمكانيات البشرية و المادية و العلمية (حسن سير أشغال
هيئة الرؤساء
()249
تختص هذه الهيئة بما بإستقراء نص المادة 25من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني
يلي:إعداد جدول أعمال دورات المجلس ،و تحضير دورات المجلس و تقويمها ،تنظيم سير أشغال اللجان
()250
مع الدائمة والتنسيق بين أعمالها ،تنظيم أشغال المجلس،ضبط الجدول الزمني لجلسات المجلس
اإلشارة أنه يبلغ جدول أعمال اإلجتماع ألعضاء الهيئة قبل إنعقاده ب 12ساعة و يوزع محاضر
اإلجتماعات في ظرف 28ساعة قبل اإلجتماع(. )251
هيئة التنسيق
حسب نص المادة 50من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني فإن هيئة التنسيق تظم أعضاء
إطار للتشاور بين
المكتب ،ورؤساء اللجان الدائمة ورؤساء المجموعات البرلمانية ،و تشكل هذه الهيئة اا
أيضا في المسائل التالية :جدول األعمال ،تنظيم
الرئيس و المجموعات البرلمانية وتتشاور هيئة التنسيق ا
أشغال المجلس و حسن أدائه ،توفير المسائل الالزمة للمجموعات البرلمانية ،إذا دعت كذالك الحاجة إلى
ذالك ،تجتمع هذه الهيئة بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني ،أو بطلب من مجموعتين برلمانيتين أو
أكثر(.)252
()255
-إن أعداد أعضاء اللجان الدائمة للمجلس الشعبي الوطني يتراوح ما بين 20إلى 10عضو
عدد لجنة المالية و الميزانية فقد تضم من 10إلى 50عضو( ،)256توزع المقاعد داخل اللجان الدائمة بين
المجموعات البرلمانية بطريقة تتناسب مع عدد أعضاء المجموعات بحيث تكون حصة المقاعد الممنوحة
لكل مجموعة متساوية لعدد أعضاءها بالمقارنة مع العدد األقصى ألعضاء اللجنة.
-لكل لجنة مكتب يتكون من رئيس ونائب ومقرر بتعيين أصحاب هذه المناصب يتفق رؤساء
أعضاء المجموعات البرلمانية في إجتماع يعقد مع مكتب المجلس بدعوة من رئيسه على تعيين المرشحين
لهذه المناصب ،و يجرى اإلنتخاب على أساس اتفاق و إذا تعذر الوصول إلى اتفاق بهذا الشأن أجري
انتخاب الرؤساء والنواب والمقررين باإلقتراع المتعدد األسماء السري في دور واحد(.)257
-تتلقى اللجان الدائمة من رئيس المجلس الشعبي الوطني ،جميع مشاريع أو إقتراحات القوانين
التي تدخل في إطار إختصاصها لدراستها في دورات تعقد باستدعاء من رؤسائها لدراسة النصوص
()258
و فيما بين الدورات من قبل رئيس المجلس الشعبي الوطني حيث المعروضة عليها من قبل المجلس
253تنص المادة 771من دستور " 7996يتشكل المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة لجانها الدائمة في إطار
نظامها الداخلي".
- 254تنص المادة 72من القانون العضوي 02-99السالف الذكر على":ينشئ المجلس الشعبي الوطني و مجلس
األمة ضمن أعضائها لجانا دائمة يحدد النظام الداخلي لكل غرفة عددها و مهامها وفقا ألحكام المادة 111من
الدستور" .للمزيد من التفاصيل راجع المادة 50من القانون العضوي رقم 02 -99السالف الذكر.
-255شريط وليد ،مرجع سابق ،ص .782
- 256تنص المادة 12من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني السالف الذكر على " تتكون لجنة المالية و الميزانية
من ثالثين ( )03إلى خمسين( )93عضو على األكثر في حين تتكون اللجان الدائمة األخرى من عشرين( )23إلى
()03عضوا على األكثر".
-257بالحاج صالح،مرجع سابق ،ص ،ص.256-255
-258بلحاج صالح ،مرجع سابق ،ص.756
12
أنه ل يمكن أن يجتمع عند انعقاد جلسات المجلس إلا عند الضرورة و بموافقة مكتب المجلس ول يصح
التصويت عند إجتماعها إلا بحضور أغلبية أعضائها و في حالة عدم توفر النصاب تعقد جلسة ثانية في
صحيحا
ا أجل ستة( )06ساعات على األقل و إثنتي عشرة( )72على األكثر و يكون التصويت حينئذ
مهما كان عدد الحاضرين(.)259
المجموعات البرلمانية
أعطى المشرع الجزائري اإلمكانية ألعضاء البرلمان على مستوى كل غرفة بتشكيل مجموعة
()260
حيث في المجلس الشعبي الوطني نجد المجموعات البرلمانية تتكون من 75أعضاء على برلمانية
األقل و ل يمكن للنائب أن ينظم إلى أكثر من مجموعة برلمانية واحدة و يمكنه أن ل يكون عضو في
أية مجموعة برلمانية ،تأسس المجموعة البرلمانية بعد إستالم مكتب المجلس الشعبي الوطني ملف
يتضمن تسمية المجموعات وقائمة األعضاء واسم الرئيس واسم نوابه على أن تنشر هذه الوثائق في
() 261
الجريدة الرسمية للمداولت و يعلن بعد ذالك عن إنشائها في جلسة علنية للمجلس الشعبي الوطني
وتتمحور أهمية و دور المجموعات البرلمانية في :تحديد مناصب نواب رئيس المجلس الشعبي الوطني و
توزيع المناصب على أساس التمثيل النسبي لكل مجموعة(.)262
يشمل مجلس األمة على غرار المجلس الشعبي الوطني على هياكل هي:
- 259شريط وليد ،مرجع سابق ،ص ،785أنظر المادة 28من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني السالف الذكر
على " :تصح مناقشات المجلس الشعبي الوطني مهما يكن عدد النواب الحاضرين.
ينتخب رئيس مجلس األمة بعد كل تجديد جزئي لتشكيلة المجلس( ،)263وذلك إستنادا لنص المادة
()264
وعمالا بالنظام الداخلي لمجلس األمة ،فإنه يجرى إنتخابه حسب اإلجراءات التي حددت في 2/722
المادة 06في حالة عدم حصول أي من المرشحين على األغلبية المطلقة يلجأ في أجل أقصاه 22ساعة
إلى إجراء دور ثان يتم فيه التنافس بين األول و الثاني المتحصلين على أغلبية األصوات ،و في حالة
الترشح الوحيد يكون اإلنتخاب بالقتراع السري أو برفع اليد و يعلن فوزه بحصوله على أغلبية األصوات و
في حالة شغور منصب رئاسة مجلس األمة بسبب اإلستقالة أو التنافي أو المانع القانوني أو الوفاة يتم
إنتخاب رئيس مجلس األمة بنفس الطرق المحددة في نص المادة 06من النظام الداخلي له(،)265فحسب
النظام الداخلي لمجلس األمة()266والقانون العضوي ،02-99يتمتع بشتى الصالحيات وأبرزها :ضمان
األمن و النظام العام داخل مقر مجلس األمة ،والسهر على إحترام النظام الداخلي ،تمثيل مجلس األمة
أمام المؤسسات الوطنية و الدولية ،إعداد مشروع ميزانية المجلس وعرضها على المكتب ،ضبط تنظيم
المصالح اإلدارية و التقنية للمجلس،إخطار المجلس عند القتضاء طبقا لنص المادة 766من
الدستور( ،)267التعيين في المناصب اإلدارية والتقنية التابعة لمجلس األمة بموجب ق اررات( ،)268واستنادا
لدستور 1996كذالك لرئيس مجلس األمة صالحيات هي :إستشارته قبل إتخاذ قرار حل المجلس الشعبي
الوطني ،وذلك وفقاا لنص المادة 729من الدستور التي تنص " يمكن لرئيس الجمهورية أن يقرر حل
المجلس الشعبي الوطني أو إجراء انتخابات تشريعية قبل أوانها بعد إستشارة رئيس المجلس الشعبي
-263شاهد أحمد ،المؤسسة التشريعية بنظام الغرفتين كما ورد في دستور 28نوفمبر ،7996مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في العلوم السياسية و العالقات الدولية ،فرع التنظيم السياسي واإلداري ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة
الجزائر ،ص.15
-264تنص المادة 2/722من دستور 7996على" :ينتحب رئيس المجلس الشعبي الوطني للفترة التشريعية ،ينتحب
رئيس مجلس األمة بعد كل تجديد جزئي لتشكيلة المجلس".
-265أنظر المادة 06من النظام الداخلي لمجلس األمة السالف الذكر.
- 266أنظر المادة 08من النظام الداخلي لمجلس األمة السالف الذكر.
-267مبروك حسين ،مرجع سابق ،ص ،ص.716-715
-268تنص المادة 707من القانون العضوي " 02-99توضع تحت تصرف كل غرفة ،وتحت سلطة رئيسها المصالح
اإلدارية و التقنية الضرورية إلدارتها".
16
الوطني ورئيس مجلس األمة ورئيس الحكومة وتجرى هذه اإل نتخابات في كلتا الحالتين في أجل أقصاه
ثالثة ( )0أشهر" ،يستشار كذالك رئيس مجلس األمة قبل تطبيق أحكام المواد 97 ،91 ،92 ،95من
الدستور المتعل قة بحالت الطوارئ ،الحصار ،الحالة الستثنائية والتعبئة العامة ،حالة الحرب ،وكذا في
الحالت المنصوص عليها في المواد 711 ،719 ،702من الدستور،يعتبر رئيس مجلس األمة
الشخصية الثانية في الدولة نظ ار لتوليه رئاسة الدولة في حالة ثبوت واعالن المانع أو شغور منصب
رئيس الجمهورية طبقاألحكام المادة 88من الدستور(.)269
مكتب المجلس
مكن التعديل الدستوري 7996المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة مهمة إتخاذ مكتب لكل
غرفة( ،)270في حين نصت المادة 71من القانون العضوي 02-99على أن يتشكل مكتب كل غرفة من
الرئيس و نواب الرئيس ،و عند الضرورة من أعضاء آخرين ،أما في فقرتها الثانية منح الحق لكل غرفة
في تحديد عدد نواب الرئيس واألعضاء اآلخرين و كيفية إنتخابهم و صالحياتهم وفقا لنص المادة 09من
()271
و يتألف مكتب مجلس األمة من رئيس المجلس و خمسة ( )5نواب له النظام الداخلي لمجلس األمة
منتخبين لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد(.)272
يتفق ممثلوا المجموعات البرلمانية على توزيع مناصب نواب الرئيس فيما بين مجموعاتهم ،و
يعدون قائمة تعرض على مصادقة المجلس ،في حالة عدم اإلتفاق تعد قائمة موحدة لنواب الرئيس من
قبل المجموعات التي تؤثر األغلبية في المجلس ،و تعرض لمصادقة هذا األخير ،و إذا تعذر التفاق
يعقد المكتب إجتماعاته دورايا بدعوى من رئيسه ،كما يمكن أن يعقد إجتماعات غير عادية إذا
دعت الضرورة إلى ذلك ،و لقد أشار النظام الداخلي لمجلس األمة أنه يبلغ جدول أعمال إجتماع المكتب
ألعضائه خالل 28ساعة قبل إنعقاده ،وتوزع بعد ذالك محاضر اإلجتماع إلى أعضاء المكتب ،و
يجدر اإلشارة إلى أن النظام الداخلي لمجلس األمة أعطى إمكانية لعضو مجلس األمة اإلطالع على
المحاضر بموجب ترخيص من رئيس المجلس(.)275
يمارس مكتب المجلس تحت سلطة رئيس مجلس األمة صالحيات تتمثل في سير الجلسات و
ضبط جدول أعمالها و مواعدها و تحديد أنماط اإلقتراع و المصادقة على الهيكل التنظيمي لمصالح
اإلدارية و دراسة مشروع ميزانية مجلس األمة(.)276
هيئة الرؤساء
تتألف هيئة الرؤساء من رئيس المجلس و خمسة نواب( )5و تسعة ( )9رؤساء اللجان الدائمة ،و
تأخذ هذه الهيئة تسميتها من كون أغلبية أعضائها يتمتعون بصفة رئيس ،و تخضع هيئة الرؤساء لسلطة
رئيس مجلس األمة ،تجتمع هذه الهيئة كل 75يوم خالل دورات المجلس بدعوة من رئيس مجلس
() 277
ستنادا إلى نص المادة 21من النظام الداخلي لمجلس األمة فتختص هذه الهيئة في:
إ ا األمة
إعداد جدول األعمال و دورات المجلس و تحضيرها و تقييمها بعد إنتهائها ،و تنظيم أعمال
اللجان الدائمة و التنسيق بينهما و تنظيم أشغال المجلس بوجه عام و كذا إعداد مشروع الجدول الزمني
18
لجلسات المجلس ويبلغ جدول أعمال اإلجتماع ألعضاء الهيئة قبل انعقاده ب 12ساعة وتوزع محاضر
()278
اإلجتماع خالل 12ساعة على األكثر من تاريخ إنعقاد الجلسة
هيئة التنسيق
تجتمع هيئة التنسيق بدعوة من رئيس المجلس أو بطلب من مجموعتين برلمانيتين على األقل
وتضم أعضاء المكتب ورؤساء اللجان الدائمة ،و رؤساء المجموعات البرلمانية تستشير هيئات التنسيق
في جدول أعمال الجلسات وتنظيم أعمال المجلس ،توفير الوسائل الضرورية لسير المجموعات البرلمانية.
الفرع الثالث
حدد المشرع الجزائري إختصاصات البرلمان على سبيل الحصر و ذالك بموجب المادة 722من
دستور ،)279(7996بمعنى ماعدا هذه المجالت فهو مخصص للسلطة التنفيذية طبقا للمادة 725من
الدستور» يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون ،يندرج في
المجال التنظيمي الذي يعود لرئيس الجمهورية « .
نفهم من المادة 722أن هناك مجالت أخرى يشرع فيها البرلمان ،و بالرغم من أن المشرع
الدستوري ح ادد 10مجاأل إلختصاص البرلمان ،إل أن المؤسس الدستوري ميز بين قائمتين من
-279تنص المادة 722من دستور 7996السالف الذكر على » يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له
الدستور ،و كذالك في المجالت اآلتية:
-حقوق األشخاص و واجباتهم األساسية ،ل سيما نظام الحريات العمومية ،و حماية الحريات الفردية ،و
واجبات المواطنين.
-القواعد العامة المتعلقة بقانون األحوال الشخصية ،و حق األسرة ل سيما الزواج ،و الطالق ،و البنوة ،و
األهلية ،و التركات.
-بشروط إستقرار األشخاص.....إلخ« .
19
المواضيع(األولى) مخصصة للبرلمان الذي يعود إليه وحده تحد القواعد المتعلقة بالمواد التي تتضمنها
مثال ذلك حقوق األشخاص وواجباتهم األساسية ،أما (الثانية) مخصصة بذكر القواعد العامة مثالا القواعد
المتعلقة بالتعليم و البحث العلمي(.)280
كما نجد المشرع الجزائري في المادة 721من دستور 7996منح للبرلمان إختصاص أصيل
في مجال القوانين العضوية في النظام السياسي الجزائري ،و له أيضا إختصاص مالي أي الولية العامة
على األموال العمومية في مجال إحداث الضرائب و الجبايات و الرسوم ،ويقوم بتحديد أسسها و نسبها،
بينما تختص الحكومة في تولي المشاريع المالية ،و يقتصر دور المجلس الشعبي الوطني على التصويت
فقط ،مما يأخذنا إلى اإلستنتاج أن المشرع الجزائري تأثر بالمادة 20من الدستور الفرنسي( ،)281كما له
سلطة تعديل الدستور ،الموافقة على إعالن حالة الطوارئ على تقرير الحالة اإلستثنائية و إعالن الحرب،
ويقوم بالتوقيع على إتفاقية الهدنة و السلم كما له سلطة الرقابة على أعمال الحكومة عن طريق طرح
األسئلة و اإلستجوابات(.)282
يعتبر مجلس األمة الغرفة الثانية والعليا في تشكيلة البرلمان الجزائري ،فإن المشرع الجزائري منح
له بعض الصالحيات تسمح له بالمشاركة في النشاط التشريعي على قدم المساواة مع المجلس الشعبي
الوطني هذا حسب المادة 98من دستور ،7996على الرغم من إجحافه في تنحيه لممارسة بعض
السلطات المهمة في الدولة كسلطة إقتراح القوانين و تعديلها و عدم إمكانية التصويت على ملتمس الرقابة
أو مخطط عمل الحكومة المتضمن تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية.و المالحظ أن تشكيلة مجلس األمة
بتعيين ثالثة أرباع 2/1من أعضائها للتصويت على القوانين تعد كسند و كضمانة لتقوية حق اإلعتراض
عمليا ،األمر الذي يؤدي إلى تقليص دور البرلمان في الميدان التشريعي.
-280هذه التفرقة بين القائمتين نظرية محدودة ا
-281ديدان مولود ،مرجع سابق ،ص.255
-282أنظر المواد 97و 91من دستور 7996السالف الذكر.
80
خاصة إذا أفرزت نتائج اإلنتخابات المحلية عن تشكيل مجالس شعبية منتخبة تابعة في أغلبها لحزب
()283
رئيس الجمهورية
المبحث الثاني
نعني بذلك تحديد طبيعة العالقة التي تربط بين السلطتين التنفيذية و التشريعية ومدى إستقاللية
إحداهما عن األخرى ،ولتحقيق ذلك أو الوصول إلى معرفة العالقة التي تربط هذه السلطتين ببعضهما
البعض سنقوم بالتطرق لوسائل تأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية (المطلب األول) ،ثم وسائل
تأثير السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية (المطلب الثاني).
المطلب األول
السلطة التنفيذية في النظام السياسي الجزائري مجسدة في رئيس الجمهورية والوزير األول ،بحيث
لهما وسائل التأثير على السلطة التشريعية ،أين لهما كامل السيادة في إعداد القوانين والتصويت عليها،
حكر على السلطة التشريعية لوحدها ،بل يمكن للسلطة التنفيذية
مما يعني أن المهمة التشريعية ل تعد اا
المساهمة في ذالك ،بدليل ما يملكه رئيس الجمهورية من آليات يؤثر بها على السلطة التشريعية (الفرع
أيضا آلياته الخاصة به والتي يأثر بها على السلطة التشريعية (الفرع
األول) ،نفس الشيء للوزيراألول فله ا
الثاني) .
-283مزياني حميد ،عن واقع اإلزدواجية التشريعية و العمل التشريعي في النظام السياسي الجزائري(دراسة مقارنة)،
مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع "تحولت الدولة" ،كلية الحقوق و العلوم السياسية،مدرسة الدكتوراه القانون
األساسي و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2077 ،ص ،ص .28 -21
87
الفرع األول
يساهم رئيس الجمهورية في عملية التشريع عن طريق إعتماده على بعض اآلليات و لعل أبرزها
ما نشير إليه فيما يأتي:
تعد األوامر الرئاسية من أهم مساهمات رئيس الجمهورية في العملية التشريعية( )284رغم تقييدها
من حيث الزمان( ،)285و يتم التصويت على هذه األوامر دون مناقشة و من غيرأي تعديل( ،)286و
الغرض من تدخل رئيس الجمهورية عن طريق التصويت على األوامر يعود إلى مواجهة أوضاع غير
طبيعية و غير متوقعة تتعرض لها الدولة أثناء فترة شغور المجلس الشعبي الوطني أو بين دورتي
البرلمان( )287وهذا ما يؤكد مساهمة رئيس الجمهورية في العملية التشريعية.
يستأثر رئيس الجمهورية على المجلس الدستوري من خالل تعيينه لثالثة أعضاء من بينهم الرئيس
من ضمن تسعة()09أعضاء وهذا يقع في صالحه( ،)290أما فيما يخص صالحية رئيس الجمهورية في
وجوبا عند إخطاره فيما يخص مدى دستورية القوانين العضوية
ا اللجوء إلى المجلس الدستوري إليداء رأيه
بعد المصادقة عليها من طرف البرلمان من دون شك يزيد من مركزه القانوني()291
أخير أعطت المادة 766من الدستور صالحية إخطار المجلس الدستوري لثالثة( )01جهات أل
اا
وهي رئيس الجمهورية ،ورئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس األمة ،بينما كان في ظل
دستور 7989قد إقتصر حق اإلخطار على رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الشعبي الوطني.292
ولعل ما أشرنا إليه أعاله يؤكد لنا صراحة مكانة رئيس الجمهورية فيما يخص إخطار المجلس
الدستوري.
من حق رئيس الجمهورية حل المجلس الشعبي الوطني( ،)293و هي آلية أخذت بها األنظمة
الليبرالية الدي مقراطية من أجل تحقيق التوازن بين السلطة التنفيذية والتشريعية ،في مقابل المسؤولية
-290موسى بودهان» ،الفصل بين السلطات في النظام القانوني الجزائري « مجلة النائب ،المجلس الشعبي الوطني،
الجزائر ،السنة األولى ،العدد الثاني ،2001 ،ص.16
-291أنظر المادة 2/778من دستور ،7996السالف الذكر.
292-BACHIRE YELLES CHAOUCHE, le conseil constitutionnel en Algérie, du contrôle
de constitionnalitè à la créative nomative, (o.p.u), Alger, 1999,p.p.41-50.
-293أنظر المادة 711من دستور ،7996السالف الذكر.
81
السياسية للحكومة) ،(294لكن المؤسس الدستوري الجزائري قيد هذه اآللية التي يتمتع بها رئيس الجمهورية
بقيود أين ل يستطيع رئيس الجمهورية ممارسة هذا الحق إل في حالتين :األولى هي رفض المجلس
الشعبي الوطني برنامج الحكومة رفضا متتاليا ،والثانية بمناسبة مناقشة البرلمان للبيان السنوي الذي
تقدمه الحكومة وعدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على لئحة الثقة التي يطرحها الوزير األول على
النواب( ،)295وفي حالة حل المجلس الشعبي الوطني إشترط المؤسس الدستوري الجزائري إستمرار
الحكومة القائمة في تسيير الشؤون العادية إلى غاية إنتخاب المجلس الشعبي الوطني في أجل أقصاه 01
أشهر(.)296
جليا من خالل إنفراده واحتكاره بالمصادقة على المعاهدات واإلتفاقيات الدولية المتعلقة
يظهر هذا ا
بالسلم و التحالف واإلتحاد ،و المعاهدات المتعلقة بالحدود ،قانون األشخاص و المعاهدات التي يترتب
عنها نفقات غير واردة في ميزانية الدولة( ،)297مع ما ينجرعن هذه المعاهدات من تأثير على التشريع
العادي بإعتباره أسمى منه من ناحية تدرج القوانين.
بإختصار نقول أن رئيس الجمهورية في ظل النظام السياسي الجزائري يحتكر وحده رسم السياسة
الخارجية في جميع المجالت ،و ينفذها بنفسه أو عن طريق وزير الخارجية الذي يحرص على إختياره
ضمن الطاقم الوزاري.
سريان القوانين وتطبيقها ل يتم إل بعد سنها من قبل السلطة التشريعية( ،)298لكن يستوجب توقيعها
299
ضا لرئيس
من طرف رئيس الجمهورية ،الذي خوله الدستور حق إصدار القانون( ) ،كما يمكن أي ا
الجمهورية أن يطلب من البرلمان قراءة ثانية للنص المقدم إليه لإلصداره( ،)300كما خول الدستور الرئيس
كذالك سلطة إصداره للقوانين المالية بأوامر ،و هو ما يتضح من خالل نص المادة 1/720من الدستور.
خول المؤسس الدستوري الجزائري رئيس الجمهورية سلطة إختيار ثلث( )1/7أعضاء مجلس
األمة( ،)301ولعل هدف المؤسس الدستوري الجزائري من منح رئيس الجمهورية هذه اآللية هو إقامة التوازن
بين المجلسين ،وتمكين رئيس الجمهورية ومن ورائه الحكومة من التشريع حتى تكون القوانين وفق مبتغى
السلطة التنفيذية ،ومن الضروري أن نشير أن وزن هذا الثلث في التصويت كبير ،وبإمكانه عرقلة النص،
وهذا ما يؤكد تبعية البرلمان للسلطة التنفيذية(.)302
اإلعتراض على القوانين في ظل النظام السياسي الجزائري حق من الحقوق المكرسة دستورايا لرئيس
الجمهورية ،ويتولى ممارسته لمواجهة السلطة التشريعية ،مواجهة ديموقراطية ،حيث يظهر ذلك من خالل
طلب رئيس الجمهورية قراءة ثانية للنص قصد إدخال التعديالت الالزمة على بعض أحكامه( ،)303و لكن
بالرغم من الطابع الذي تهدف إليه القراءة الثانية التي يطلبها رئيس الجمهورية و المتمثلة في
التعاون( ،)304إل أن حقيقتها ما هي إل أداة مراقبة ووسيلة غير مباشرة إلقحام السلطة التنفيذية في العمل
التشريعي( ،)305كما يعتبر قيد آخر من قيود السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية ،و من ناحية أخرى
يعتبر أداة و آلية في نفس الوقت لردع األغلبية البرلمانية في حالة هيمنتها وتوظيف القانوني
()306
ضا مالحظته من هذه اآللية هو أن المؤسس الدستوري لم يتطرق إلى ذكر
لصالحها ،و ما يمكن أي ا
الشروط الموضوعية المتعلقة بإستخدام حق اإلعتراض من طرف رئيس الجمهورية(.)307
الفرع الثاني
ل يخفى على أي كان منا على أن الو ازرة و بقيادة رئيسها الشق الثاني أو الطرف الثاني المساند و
المشكل للسلطة التنفيذية ،فعن طريق الوزير األول تلعب دور في العملية التشريعية ،و هذا ما يتضح من
خالل اآلليات التي يعتمد عليها الوزير األول والمتمثلة فيما يأتي:
-305موسى بودهان »،الفصل بين السلطات في النظام القانوني الج ازئري « مجلة النائب ،المجلس الشعبي الوطني،
الجزائر ،السنة األولى ،العدد الثاني ،2001 ،ص.18
-306بوالشعير سعيد ،مرجع سابق ،ج ،01ص ،11أنظر كذلك:
Camé de malberg (r) : contribution à la théorie générale de l’état CNRS, 1920, p404.
-307عقيلة خرباشي ،العالقة الوظيفية بين الحكومة و البرلمان ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،2001 ،ص.762
86
تنفيذ القوانين
يتولى البرلمان وضع قواعد عامة ،ويتدخل الوزيراألول لتنفيذها( ،)308كما يتولى تجسيدها في
الواقع عبر آليات وميكانيزمات خولها له الدستور صراحةا و لعل أبرزها المراسيم التنفيذية( ،)309حيث
يكون بذلك تفسير هذه القواعد وفقا للسياسة الحكومية،
المبادرة بالتشريع
يمكن للحكومة تحت سلطة رئيسها المبادرة بمشاريع القوانين تخدم من خاللها سياستها و توجيهها
بعد عرضها على مجلس الوزراء وأخذها برأي مجلس الدولة ،ثم تودع لدى مكتب المجلس الشعبي
الوطني .
وبالتالي إصدار النصوص التنفيذية لها على هذا المنحنى ،وهذه النصوص ل تختلف عن ما
يصدره البرلمان من حيث الخصائص ،وتدرج بعد التشريع في تدرج القوانين(.)310
لقد خول الدستور الجزائري الوزير األول صالحية إستدعاء البرلمان لإلنعقاد في دورة إستثنائية
يرى ضرورتها بعد أن يطلب ذلك من رئيس الجمهورية( ،)311ويرمي من جرائها إلى موافقة البرلمان على
مشاريع و ازرية مستعجلة تخدم سياستها ،ولهذا يمكن لنا أن نقول بأن الحكومة قد أثرت على برنامج عمل
البرلمان ،كما يمكن للحكومة طلب عقد جلسات برلمانية لمعالجة بعض المواضيع ذات طابع خاص ،كما
-308تنص المادة 81من الدستور» ينفذ الوزير األول وينسق البرنامج الذي يصادق عليه المجلس الشعبي
أيضا نص المادة »2/85يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات « .
الوطني « ،أنظر في ذلك ا
-309أنظر المادة 1/85من الدستور ،7996السالف الذكر.
-310إبراهيم قاوي ،دور السلطة التنفيذية في العمل التشريعي في النظام الدستوري الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون الدستوري ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر،2002 ،ص ،ص.09-08
- 311إبراهيم قاوي ،المرجع نفسه ،ص ،ص.76 -71
-177إبراهيم قاوي ،المرجع نفسه ،ص،ص.71-76
81
يمكنها اإلعتراض على إقتراحات القوانين المقدمة من طرف النواب ،وحق األولوية في تقديم التعديالت،
وتناول الكلمة عند مناقشة القوانين والتصويت عليها(.)312
ضا حق اإلسهام في وضع جدول أعمال البرلمان حسب تراتيب اإلستعمال واألولوية
للحكومة أي ا
التي تحددها ،ولها حق حضور الجلسات العامة للبرلمان ،وأشغال لجانه الدائمة ،وايداء الرأي وتقديم
اءا إلستكمال نقاط
التعديالت التي تراها مناسبة ،وطلب توقيف ورفع الجلسات وتمديد دورات البرلمان سو ا
في جدول األعمال المتفق عليه،أو لدراسة قضية ذات طابع إستعجالي.
من بين الصالحيات المنسوبة للوزير األول في ظل النظام السياسي الجزائري ،طلب إجتماع لجنة
متساوية األعضاء ،وهذا ما نجد له أساس دستوري( )313وهوغير مقيد بمدة زمنية معينة و محدودة ،و
()314
كما يمكن ألعضاء الحكومة يعيا
نصا تشر ا
بهذا نقول أن الوزير األول بإتخاذه لهذا اإلجراء قد أنقذ ا
حضور أشغال اللجنة متساوية األعضاء ،ولعل هذا ما يضمن تواجد الحكومة(الوزراء) في كل مراحل
دراسة األحكام محل الخالف(.)315
أبرز ما يمكن أن نشير إليه بالنسبة للقانون العضوي المتضمن القانون األساسي للقضاء هو ما
يأكد تحكم الوزير األول في تحريك آلية فك الخالف بين غرفتي البرلمان.
بإمكان الحكومة أن تتراجع عن مشروع قانون أودعته لدى البرلمان قبل المصادقة عليه من طرف
المجلس الشعبي الوطني ،كما يمكن للحكومة كذلك سحب القانون الذي لم تصل اللجنة
المتساويةاألعضاء إلى إيجاد حل توفيقي له بين غرفتي البرلمان( ،)316وأما عن النتائج التي تترتب على
(317
سحب مشروع القانون تحيل النص للجنة المختصة لدراسته و بالتالي عدم إدراجه في جدول األعمال
من أهم وسائل الضغط التي تعتمد عليها الحكومة لمواجهة البرلمان و التي تلجأ إليها في حالة
عدم موافقة البرلمان على سياستها ،و في حالة عدم الموافقة على لئحة الثقة يقدم الوزير األول إستقالة
حكومته( ،)318وفي هذه الحالة رئيس الجمهورية بإمكانه قبل قبول اإلستقالة إما أن يقرر حل المجلس
الشعبي الوطني ،أو إجراء إنتخابات تشريعية قبل أوانها وهذا بعد أن يقوم بإستشارة رئيس المجلس الشعبي
الوطني و رئيس مجلس األمة و الوزير األول ،و يتم إجراء هذه اإلنتخابات في كلتا الحالتين في أجل
أقصاه( )01أشهر( ،)319فالتصويت بالثقة ما هو إل أسلوب للضغط على المجلس لمجاراة سياسة
الحكومة ،أو جره للحل في حالة ما إذا صوت من قبل رئيس الجمهورية(. )320
-316تنص المادة 6/720من القانون الدستوري» ...و في حالة إستمرار الخالف يسحب النص « .
-317و أبرز مشاريع القوانين التي أقبلت الحكومة على سحبها خالل العهدة التشريعية الممتدة من 7991هي:
* مشروع قانون متعلق بالسكن ذات الطابع اإلجتماعي.
*مشروع القانون المعدل و المتمم للقانون المدني ( 25أفريل.)7999
*مشروع قانون األراضي الفالحية.
*مشروع القانون المعدل و المتمم لقانون اإلجراءات المدنية( 72أفريل .)7999
-318أنظر المادة 5/82من دستور ،7996السالف الذكر.
-319أنظر المادة 729من دستور ،7996السالف الذكر.
-320مولود ذبيح ، ،مرجع سابق ،ص.729
89
إعداد جدول أعمال البرلمان
يتم إعداد جدول أعمال البرلمان بالتنسيق بين الحكومة و مكتب غرفتي البرلمان اللذان يجتمعان
تبعا لترتيب األولوية الذي تقدمه وتحدده الحكومة
بمقر المجلس الشعبي الوطني ،أو مجلس األمة ،و ذلك ا
في مجلس الوزراء .و تحديد جدول أعمال البرلمان يعتبر إجراء شكلي لكنه في الحقيقة مهم و رئيسي ألنه
مفتاح النشاط البرلماني ،وهو يشكل رزنامة المواضيع التي تتركز عليها الحياة البرلمانية وضبط جدول
اءا بالنسبة للدورة ككل أو لكل جلسة).(321
األعمال ضروري سو ا
فالحكومة تتمتع بحق األولوية في ترتيب جدول أعمال الدورة األمر الذي يجعل البرلمان في
()322
موقف ضعيف ،وفي حالة شبه خضوع تام لها ،بحيث يمكنها إدراج أي مشروع قانون ترغب فيه
إلى جانب إعداد جدول أعمال البرلمان ،فللحكومة حق تعديل جدول األعمال سواءا عن طريق
إدخال مواضيع جديدة باإللحاح على إستعجاليتها ،ومن ثمة يتم إدراجها في جدول أعمال الدورة الجارية،
بناءا على طلب الحكومة و موافقة مكتب كال الغرفتين على تسجيل مشروع أو إقتراح القانون في
أو يكون ا
ير في أجل شهرين(.)323
جدول أعمال الجلسات ثم تعد اللجنة المختصة تقر اا
لهذا فتدخل الحكومة في تحديد جدول أعمال البرلمان ،يعبر على أنه يمتد إلى أدق تفاصيل العمل
ضا على تنظيم البرلمان بطريقتها مما يفقد هذا األخير الكثير من الحرية
البرلماني ،وهذا ما يسمح لها أي ا
في ممارسة سيادته ،كما يؤدي تدخل الحكومة في أعمال البرلمان إلى إبعاد مواضيع يرغب هذا األخير
إدراجها ضمن جدول أعماله ،بحيث يؤدي ذالك إلى إحساس النواب بعدم الجدوى من الحضور و
-323القانون العضوي ،02 -99مؤرخ في ،7999/01/08يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة و
العالقة الوظيفية بينهما و بين الحكومة( ،ج.ر.ج.ج.د.ش) ،عدد ،75لسنة ،7999المادتين .26 ،71
90
المناقشة ،كما يبين أن سبب شغور المقاعد أثناء الجلسات ،ظف إلى ذلك هيمنة السلطة التنفيذية على
السلطة التشريعية.
المطلب الثاني
بعدما قمنا بإيضاح لشتى وسائل تأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية ،يأتي في المقابل
)،(324
و لكن بدون تناسي أن رئيس الجمهورية و في ظل تأثير السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية
النظام السياسي الجزائري غير معني بهذا ولعل سبب ذلك هو عدم إقرار مسؤوليته أمام البرلمان( ،)325و
لهذا سوف نقوم بدراسة اآلليات التي يعتمد عليها البرلمان ،و بقي هذا النوع من الرقابة تلك التي يقدم
على مباشرتها البرلمان على أعمال السلطة التنفيذية.
و إنطالقا من هنا فإنه بقدر ما تكون وسائل الرقابة قوية و فعالة ،بقدر ما تكون العالقة بين
السلطتين التشريعية و التنفيذية متميزة و ذات مصداقية ،أين ل يمكن تصور وجود سلطة تنفيذية قوية
ببرلمان ضعيف ،و هذا ما نوضحه من خالل التطرق إلى أهم الوسائل الرقابية للسلطة التشريعية على
الحكومة.
324
-FATIHA BEN ABBOU, les rapports entre lr président de la république et LAPN
dans la constitution de 1996, thèse pour l’obtention du doctorat, faculté du droit, université
d’Alger, 2004, p 165.
-325ل يجب أن يفهم من عدم إقرار المسؤولية السياسية لرئيس الجمهورية هو إعفائه من المسؤولية الجنائية ،فرئيس
الجمهورية و في ظل النظام السياسي الجزائري تقع عليه المسؤولية الجنائية بدليل ما جاء في نص المادة 758من
الدستور.
97
الفرع األول
لعل أبرز و أهم الرقابة تقبل السلطة التشريعية إليها لرقابة أعمال الحكومة و المولدة لمسؤوليتها
السياسية ما نوضحه فيما يأتي:
ل يجب الفهم أن الحكومة ترد مسؤوليتها السياسية عند مناقشة برنامجها و الموافقة عليه( ،)326و إنما
هذه المسؤولية تمتد إلى كل األعمال التي تقوم بها الحكومة طيلة مباشرتها لزمام الحكم و السلطة و هذا
يستلزم عليها باإلجابة على كل األعمال و التصرفات التي تقبل عليها( ،)327و أما الحديث عن المسؤولية
السياسية للحكومة فإنها تكون في حالة ما إذا لم تحضى هذه األخيرة بثقة النواب( )328واذا ما فقدت هذه
الثقة فإنها مضطرة لالستقالة ،كما يمكن للوزير األول أن يطلب من المجلس الشعبي الوطني التصويت و
الموافقة على بيان السياسة العامة بعد مناقشته من قبل النواب ،و في حالة عدم الموافقة على لئحة الثقة
فإن الوزير األول مضطر إلى تقديم إستقالة حكومته(.)329كما يمكن كذلك للحكومة أن تقدم إلى مجلس
األمة بيانا عن السياسة العامة()330
و لهذا بيان السياسة العامة هو ذلك اإلجراء الذي ل يستعمل إل من طرف حكومة قائمة قد تم
()331
وتختتم عرضا عن التطورات الجديدة و الهامة لسياستها
ا المصادقة على برنامجها حيث تقدم بموجبها
إن إقتراح لئحة أو عدة لوائح بشأن بيان السياسة العامة هو حق مخول للنواب ،و ذلك عن طريق
ضا أن نشير إليه
إيداء رأيهم و اإلقبال على مراقبة نشاط الحكومة بصفة دورية منتظمة بحيث ما يمكن أي ا
هو أن الالئحة عديمة األثر بل هي مجرد لفت إنتباه الحكومة إلى الجوانب التي قصره فيها و عدم
إلتزامها بالبرنامج المتفق عليه.
و هو اإلج ارء اآلخر أو الثاني الذي تقدم عليه الغرفة األولى للبرلمان المتمثلة في المجلس الشعبي
الوطني و الذي على الحكومة ،و في حالة ما إذا تمت عليه المصادقة من قبل النواب فإنه يستوجب على
الوزير األول تقديم إستقالة حكومته إلى رئيس الجمهورية( ،)333كما نص المؤسس الدستوري الجزائري
على إجراءات قانونية التي تستوجب على ملتمس الرقابة حتي يمكن أن يولد المسؤولية السياسية
للحكومة(.)334
لقد أقر المؤسس الدستوري الجزائري على إلزامية الوزير األول بتقديم برنامج أو مخطط عمله إلى
النواب للموافقة عليه( )335بحيث يكون بذلك مصير حكومته متفوقة على موافقة المجلس الشعبي
الوطني( ،)336كما يمكن للوزير األول أن يكيف مخطط عمله بالتشاور مع رئيس الجمهورية ،و لهذا
فرئيس الجمهورية عند إختياره للوزير األول يتوخى في ذلك التعايش معه من جهة و التعايش مع األغلبية
و عليه فالالئحة التي يبادر بها مجلس األمة مجرد وسيلة يوضح من خالل مجلس األمة ما لديه
من مالحظات إزاء مخطط الحكومة ،و يلفت نظر الحكومة لبعض النقائص التي لم يتم مالحضتها ضمن
البرنامج ،و هذه وفقا لمبدأ التعاون بين السلطتين التشريعية و التنفيذية ،و كما يمكن أن نتوصل إلى
أيضا أن مجلس األمة يعني من جراء تأسيسه التمثيل الحقيقي للشعب ،و إنما هو خادم السلطة
القول ا
التنفيذية و هذا بدليل الثلث الذي يقدم صاحب السلطة التنفيذية األصيل على تعيينه ،والذي يمكن أن
نطلق عليه بالثلث المعطل(.)339
الفرع الثاني
إلى جانب الوسائل السابق اإلشارة إليها المولدة لمسؤولية الحكومة السياسية و المؤدية إلى
إسقاطها ،فإن هناك أشكال أو صور أخرى للرقابة و التي يقدم البرلمان عليها و التي من دون أن تولد أي
مسؤولية على الحكومة ،و لعل أبرزها هو ما نوضحه فيما يأتي:
الهدف الرئيسي من جراء هذا الحق الذي تقبل السلطة التشريعية على ممارستها هو تمكين
األعضاء و النواب على اإلستفسار عن أهم القضايا التي يجهلونها ،و هذا اإلجراء جاء كنتيجة طبيعية
لتطور النظام البرلماني عبر الزمن ،بحيث نجد أن هذا اإلجراء أصبح يعتمد حتى في دساتير بعض
الدول ل سيما منها الدستور الفرنسي لسنة ،7958بحيث يجيز لكل نائب توجيه أسئلة للوزراء(،)340
بحيث نجد أن هذا اإلجراء و في ظل النظام البرلماني له عالقة مباشرة بين السائل و الموجه له هذا
السؤال ،بحيث يستوجب ضرورة اإلجابة من الشخص السائل فقط دون غيره ،و هي على نوعين إما أن
تكون شفوية (أ) أو كتابية (ب).
األسئلة الشفوية
هو ذلك اإلجراء أو الوسيلة التي تعتمد عليها السلطة التشريعية من خالل طلبهم من أحد أعضاء
الحكومة بتقديم توضيحات حول أي قضية كانت) ،(341وهو ما إستحدثه المؤسس الدستوري الجزائري
صراحةا بموجب أحكام الدستور( ،)342بحيث إعتبره المؤسس الدستوري بذلك حق لكل عضو في المجلس
اءا في
الشعبي الوطني أو في مجلس األمة ،تكون اإلجابة عليها في جلسات المجلس حسب الحالة سو ا
جلسات المجلس الشعبي الوطني أو مجلس األمة،بعد أن يتم التبليغ الرسمي من قبل النائب إلى مكتب
المجلس الذي يحدد في إجتماعه األسبوعي الجلسة المخصصة لطرح األسئلة الشفوية و عددها ،إل أنه
340
- patnce gélard e311.t jaques meurier, institution politique et droit constitutionnel,
paris, 1999,p310.
أنظر كذالك :عوابدي عمار » ،عملية الرقابة البرلمانية و دورها في الدفاع عن حقوق المواطن « مجلة الفكر
البرلماني ،مجلس األمة ،الجزائر ،العدد ،07ديسمبر ،2002ص.62
341-CHAOUCH BACHIRE et A. DJBBARE, rèfléxion sur le contrôle legeslatif,
. RASJEP, N° 04,1988, p. 15
-342أنظر المادة 712من الدستور.
95
يجوز للنائب التنازل عن حقه في منح السؤال الشفوي ،ويرسل بعد ذالك رئيس إحدى الغرفتين السؤال
فواار إلى الوزير األول(.)343
األسئلة الكتابية
عبارة عن طلب موجه من قبل أحد البرلمانيين إلى أحد أعضاء الحكومة و الذي عليه أن يجيب
344
أيضا أن طرح السؤال من العضو البرلماني يكون كتابة،
عليه خالل ثالثون( )10يوم( ) ،كما يقصد به ا
و تكون إجابة الحكومة كتابة أيضا ،من أجل المعرفة أو اإلستضاح حول موضوع ذو مصلحة عامة ،كما
أنها وسيلة إعالم و رقابة ،تقبل عليها أمام البرلمان ،و عليه فإن السؤال الكتابي ما يمكن أن نالحظ فيه
إذن أنه يفقد أهميته نتيجة غياب الجزاء بحيث نجد أن أعضاء البرلمان ل يملكون ما يمكن به الضغط
علي الحكومة(.)345
اإلستجواب
فبموجب التمعن في النظام الجزائري و من خالل النصوص الدستورية ،لسيما دستور 7961نجد
المؤسس الدستوري أنه لم يمكن المجلس الشعبي الوطني من إستعماله وسيلة اإلستجواب ،إل أن التمعن
في ما ورد من أحكام الدستور فيما يتعلق باإلستجواب على أن المؤسس الدستوري قد تجاهل الدور الفعال
لإلستجواب ،وأصبحت هذه اآللية غير مؤثرة ،و هذا ما أبقى عليه المؤسس الدستوري الجزائري في دستور
)346(7916و دستور .)347(7996
-343أنظر في ذالك المواد 11 ،13 ،19 ،0/70 ،0/131من القانون العضوي 02-99السالف الذكر ،أنظر
كذالك( :الجريدة الرسمية لمداولت المجلس الشعبي الوطني) ،السنة الثانية ،رقم ،701السبت ،7998/72/72 :الفترة
التشريعية الرابعة ،الدورة العادية الثالثة ،الجلسة المنعقدة يوم ،7998/77/71ص.20
-344تنص المادة 2/712من الدستور» ويكون الجواب عن السؤال الكتابي كتابيا ،خالل أجل أقصاه ثالثون يوما « .
-345خلوفي خديجة ،الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة في ظل دستوري ،7996رسالة الماجستير ،بن عكنون،
الجزائر ،2007 ،ص.87
-346أنظر المادة 77من دستور 7916السالف الذكر.
-347تنص المادة 7/711من الدستور» يمكن أعضاء البرلمان إستجواب الحكومة في إحدى قضايا الساعة « .
96
مؤكدا على تلك الوسيلة التي حددها الدستور السابق في
ا والظاهر أن الدستور الحالي 7996جاء
اإلستجواب لكن على عكس ما هو متعارف عليه ،بحيث جاء لتمكين أعضاء البرلمان من إستجواب
الحكومة حول إحدى قضايا الساعة ل غير(.)348
تعتبر لجان التحقيق البرلمانية من بين أهم اآلليات التي يستخدمها البرلمان للرقابة على أعمال
السلطة التنفيذية ،بحيث يمكن بذلك للسلطة التشريعية فتح تحقيق في أية مخالفة ،أو تجاوز للقوانين ،و
لهذا فاإلعتماد على التحقيق من طرف البرلمان يتوصل بنفسه و لسهولة معرفة ما يريده من حقائق ،ألن
لجان التحقيق تعتبر أكثر فعالية لرقابة أعمال السلطة التنفيذية( ،)349ففي ظل النظام السياسي الجزائري
فبإستطاعة كل غرفة من البرلمان و في إيطار اختصاصاتها أن تنشئ لجان التحقيق في قضايا ذات
منفعة عامة ،و يتم اللجوء إلى هذا النوع من اإلجراء في حالة عدم إقتناع أعضاء إحدى الغرفتين
بالبيانات و التوضيحات المقدمة من السلطة التنفيذية.
و بالنسبة إلنتهاء مهمة هذه اللجان فإنه يكون بمجرد إيداع تقريرها أو على األكثر بإنقضاء
إبتداءا من تاريخ المصادقة على إنشائها ،ول يمكن بأي حال من األحوال أن
ا ستة( )06أشهر قابلة للتمديد
إبتداءا من تاريخ انتهاء مهمتها ،و أما
ا يعاد إنشائها لنفس الموضوع إل قبل انقضاء اثنا عشر( )72شه ار
لتقريرها فإنه يقدم إلى رئيس إحدى الغرفتين و الذي يبلغ إلى الوزير األول و رئيس الجمهورية ،بحيث
كليا أو جز ائيا.
يكون بمستطاع إحدى الغرفتين كذالك نشر التقرير ا
وهذا ما يظهر لنا من خالل ما جاء به المؤسس الدستوري الجزائري ،بموجب نص المادة
،)350(1/720ففي حالة عدم المصادقة على مشروع قانون المالية من طرف البرلمان في األجل المحدد،
فإن رئيس الجمهورية يصدر مشروع قانون المالية بأمر ،وله قوة قانون المالية(.)351
و قد يحل رئيس الجمهورية بقدر ما هو ضروري نتيجة لبطء العمل التشريعي الذي سيؤثر على
التنمية و سير المشاريع في الميدان بقدر ما يجسد قوته و مكانته بين مؤسسات النظام السياسي
الجزائري.
و لهذا فالنظام السياسي الجزائري نجد فيه أن قانون المالية يتم تحضيره من قبل مصالح الرئاسة
الحكومية بعد عرضه على مجلس الوزراء ،ثم البرلمان للمصادقة عليه و هذا ما يؤكد على تدخل وهيبة
السلطة التنفيذية في عمل السلطة التشريعية(.)352
-350تنص المادة 720الفقرة السابعة على ما يلي ":يصادق البرلمان على قانون المالية في مدة أقصاها خمسة
وسبعون يوما( )19من تاريخ إيداعه ،طبقا للفقرات السابقة ".
-351أنظر المادة 720الفقرة الثامنة من دستور 7996المشار إليه سابقاا .
-352بوالشعير سعيد ،النظام السياسي الجزائري ،دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء التعديل الدستوري لسنة
2008مرجع سابق ،ص. 25
98
خالصة الفصل الثاني
نتوصل في خاتمة الفصل الثاني إلى نتيجة مهمة تخص النظام السياسي الجزائري ،بحيث نجد
هذا النظام يأخذ بمبادئ النظام البرلماني من خالل تبنيه لإلزدواجية التنفيذية ،عن طريق إستحداث
منصب ثاني إلى جانب رئيس الجمهورية و المتمثل في الوزير األول ،أين تم منحه صالحيات واسعة
لتنفيذ برنامجه الحكومي وهي في حقيقة األمر ما هي إل صالحيات شكلية أو رمزية ،مما يعني تبعيته
الوظيفية والعضوية لرئيس الجمهورية صاحب السلطة التنفيذية األصلية بدليل طريقة انتخابه،
والصالحيات التي يتمتع بها ،بحيث يتولى ممارسة العديد من اإلختصاصات لعل أبرزها التعيينات التي
يقبل عليها والتي سبق اإلشارة إليها فيما سبق ،بحيث يؤكد هذا أخذه ببعض مبادئ النظام الرئاسي ،كما
نجد آليات ووسائل في يد السلطة التنفيذية تتولى ممارستها عند حدوث أي أزمة ،لعل أبرزها آلية الحل
التي يقبل رئيس الجمهورية عليها لمواجهة السلطة التشريعية أثناء عدم مصادقتها على البرنامج الحكومي،
كما أن لجوئها لعملية اإلصدار وغير ذلك من المظاهر األخرى التي تقبل عليها تجعل من السلطة
التشريعية(البرلمان) مشلولة وعديمة األثر ،وهذا دليل على تدخل السلطة التنفيذية في إختصاصات السلطة
التشريعية بالرغم من أنها المعبرة على اإلرادة الشعبية والمظهر الفعال واألساسي للديمقراطية النيابية.
وبهذا ،فبرغم من مظاهر التعاون و الرقابة المتبادلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ،لكن العالقة
نظر لهيمنة السلطة التنفيذية على كل
فيما بينهما جد ضعيفة،أين تتسم بعدم التوازن والختالل ،اا
اإلختصاصات ،فالسلطة التشريعية بهذا تابعة وخاضعة للسلطة التنفيذية ،لذلك كان من المستحسن أن
أشير أنه أي نظام سياسي كان ل يمكن له من تحقيق الغرض المراد من جراء إستحداثه إل بتفعيل آليات
الرقابة والتعاون بين سلطاته بما فيها السلطة التشريعية والتنفيذية .
99
خاتمة
خالصة القول التي نتوصل إليها في صدد دراستنا لطبيعة النظام السياسي الجزائري ،هو أن
القارئ للنظام السياسي الجزائري ل يجد أية صعوبة في إكتشاف المزاوجة بين النظامين الرئاسي و
البرلماني ،فمن المعروف أن التعاون و التوازن بين السلطات من أركان النظام البرلماني ،أين حاول
النظام السياسي الجزائري بناء العالقة بين السلطات وفق هذا األساس ،فبينما تملك السلطة التشريعية
صالحية الموافقة على برنامج الحكومة و مراقبة نشاطها بإستعمال الالئحة و اإلستجواب و لجان
التحقيق ،نجد أن السلطة التنفيذية تملك أداة توازن مجمل هذه اآلليات و لعل أبرزها آلية حل المجلس
الشعبي الوطني ،كما نجد مظاهر للتعاون بين السلطتين في المجال التشريعي فالحكومة تشارك في ذالك
من خالل المبادرة بالقوانين و تنفيذها ،و يتعاون البرلمان معها في إثراء و مناقشة بنود قانون المالية ،إلى
جانب المظاهر األخرى التي تظهر لنا مظاهر النظام البرلماني في النظام السياسي الجزائري و التي سبق
و أن تم تفصيلها في دراستنا هذه.
لكن بالرغم من هذا ل يمكن لنا أن نصف النظام السياسي الجزائري بأنه نظام برلماني لوجود
مظاهر متعددة تنفي ذالك ،و منها السلطات الواسعة المخولة لرئيس الجمهورية بل القيادة الفعلية للسلطة
التنفيذية ،وهو ما يتنافى مع النظام البرلماني ،إلى جانب مظاهر أخرى تبعده عن النظام البرلماني كطريقة
إنتخاب رئيس الجمهورية عن طريق اإلقتراع العام السري المباشر ،واستحالة الجمع بين العضوية في
الحكومة والبرلمان في آن واحد ،و وجود مجلس دستوري يسهر على مطابقة القوانين للدستور.
مثلما أخذ النظام السياسي الجزائري بمظاهر النظام البرلماني ،فقد أخذ أيضا بمظاهر النظام
جليا من خالل الصالحيات الواسعة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية ،كتعيينه
الرئاسي ،أين يظهر ذالك ا
للوزراء وكبار موظفي الدولة ،و إقدامه كذالك على رسم السياسة العامة الخارجية للدولة و الدفاعية للبالد،
و إبرامه للمعاهدات و اإلتفاقيات الدولية ،إلى جانب التعيينات التي يقبل عليها و التي أشرنا إليها و
تمتعه بحق إصدار العفو و السلطات المطلقة في الحالت اإلستثنائية ،و إعتراضه على القوانين التي
يوافق عليها البرلمان عن طريق طلبه إلجراء قراءة ثانية.
لكن بالرغم من كل هذه الخصائص التي يتمتع بها النظام الرئاسي ،إل أنه ل يمكن لنا اإلعتراف
بطبيعة النظام السياسي الجزائري بأنه رئاسي بسبب عدم وجود بعض المبادئ التي يقوم على أساسها
700
النظام الرئاسي ،كعدم تطبيقه مبدأ الفصل بين السلطات ،و أخذه بالمرونة بين السلطات بغرض تحقيق
التوازن و التعاون بينهما ،يتبين لنا صراحةا تنافي النظام السياسي الجزائري مع النظام الرئاسي.
و منه ،فالنظام السياسي الجزائري كما تمت مالحظته أنه إعتمد على المزج بين مبادئ النظام
البرلماني و الرئاسي ،أين نقول أنه يقترب للنظام المختلط نتيجة لتبنيه مبادئ كال النظامين الرئاسي و
البرلماني.
و بذالك ففي حالة اعتبارنا أن النظام السياسي الجزائري شبه رئاسي فإن المظاهر التي سبق و
أن أشرنا إليها ،والممارسات الميدانية لممثلي السلطات وعالقاتها ،وضعف السلطة التشريعية الذي
أظهرالواقع أنها عاجزة عن اإلمساك بزمام العملية التشريعية بإنفرادها ،أو مركز السلطة التنفيذية الذي
يظهر من خالل استحواذها على كل الصالحيات و الوقوف أمام السلطات األخرى كسلطة مستقلة ،فإن
كل هذا يؤدى بنا إلى القول أن النظام السياسي الجزائري ينصب في خانة النظام الرئاسوي .
مهما كانت النتيجة ،فنحن نأمل في أن يكون التعديل الدستوري الجديد الذي يط أر على دستور
7996المعدل و المتمم يخدم استقرار النظام السياسي الجزائري و ل يساهم في بلورة أزمات جديدة.
707
قائمة المراجع
الكتـب .I
-1إسماعيل علي سعد وحسن محمد حسن ،النظريات والمذاهب والنظم السياسية -دراسات في العلوم
السياسية -دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية.5002 ،
-5أبو المعاطي أبو الفتوح ،حتمية الحل اإلسالمي (تأمالت في النظام اإلسالمي) ،شركة الشهاب،
باتنة( ،د س ن).
-3إبن منظور لسان العرب ،ج ،6دار إحياء التراث العربي ،بيروت.1996 ،
-4ألباز داود ،النظام السياسي -الدولة و الحكومة في ضوء الشريعة اإلسالمية ، -دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية.5006 ،
-2البنا محمود عاطف ،الوسيط في النظم السياسية،ط ،5.دار الفكر العربي ،بيروت1994 ،
-6إيهاب زكي سالمة الرقابة السياسية على أعمال السلطة التنفيذية في النظام البرلماني،عالم
الكتب،القاهرة.1993،
-7بو الشعير سعيد ،القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة ،ج(،5النظم السياسية ،طرق ممارسة
السلطة ،أسس األنظمة السياسية) ،د.م.ج ،الساحة المركزية ،الجزائر.1999 ،
،القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة(:النظرية العامة للدولة و الدستور ،طرق -9
ممارسة السلطة) ،ج ،1ط ،4د.م.ج ،الجزائر ،د.س.ن.
،النظام السياسي الجزائري (،دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور -9
،)1999ج ،5د.م.ج ،الجزائر.5013 ،
،النظام السياسي الجزائري ،دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور -10
،1996ج ،3د.م.ج ،الجزائر.5013 ،
-11بو الشعير سعيد ،النظام السياسي الجزائري ،دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم في ضوء
دستور،5009ج ،4د.م.ج ،الجزائر.5013 ،
-15بلحاج صالح ،السلطة التشريعية-الغائب األكبر في النظام السياسي الجزائري ،-دار قرطبة للنشر
و التوزيع ،الجزائر.5006 ،
-13بوبكر إدريس ،نظام إنتخاب رئيس الجمهورية في الجزائر ،د .م.ج الجزائر.5007 ،
-14تامر كامل محمد الخزرجي ،النظم السياسية الحديثة والسياسة العامة ،دار مجدالوي للنشر
والتوزيع5004 ،
-12سعاد الشرقاوي ،النظم السياسية في العالم المعاصر ،كلية الحقوق جامعة القاهرة.5007،
-16صالح بلحاج ،المؤسسة السياسية و القانون الدستوري الجزائري منذ االستقالل الى اليوم ،د .م.
ج ،الجزائر ،د.س.ن.
-17حسن محمد عثمان محمد عثمان ،النظم السياسية و القانون الدستوري ،د.م.ج ،اإلسكندرية،
.1999
-19حسان محمد شفيق ألعالني ،األنظمة السياسية و الدستورية المقارنة ،مطبعة جامعة بغداد،
.1696
-19خليل هيكل ،األنظمة السياسية التقليدية والنظام اإلسالمي ،مكتب اآلالت الحديثة ،مصر،
.1999
-50ديدان مولود ،مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية ،دار البيضاء ،الجزائر.5009 ،
-51دوفرجية موريس ،المؤسسات-األنظمة السياسية الكبرى،-ترجمة:جورج سعيد ،المؤسسة الجامعية
للدراسة و النشر والتوزيع.1995،
-55سليمان الطماوي ،النظم السياسية والقانون الدستوري،دار الفكر العربي ،د.ب.ن.1999 ،
-53راميوندكار فليديكتيل ،العلوم السياسية ،ترجمة :فاضل زكي محمد وحسن علي الذنوب،ج،1مكتبة
النهضة العربية،بغداد.1963،
-54سعاد الشرقاوي ،النظم السياسية في العالم المعاصر،كلية الحقوق ،جامعة القاهرة.5007 ،
-52عادل ثابت ،النظم السياسية -دراسة النظم الرئاسية ونظم الحكم في البلدان المعاصرة -دار
الجامعية الجديدة للنشر.1999،
-56عبد العزيز شيحا ،النظم السياسية -،الدول والحكومات -منشأة المعارف،اإلسكندرية.5003 ،
-57عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،النظم السياسية( دراسة لنظرية الدولة والحكومة والحقوق والحريات
العامة في الفكر اإلسالمي والفكر األوربي)،ط ،4الناشر منشأة المعارف ،اإلسكندرية.5005،
،سلطة و مسؤولية رئيس الدولة في النظام البرلماني،المؤسسة الجامعية للدراسات و -59
النشر و التوزيع.1992 ،
-59علي يوسف الشكري ،األنظمة السياسية المقارنة،إيتراك للنشر والتوزيع،القاهرة. 5003،
-30عادل ثابت ،النظم السياسية -دراسة النظم الرئاسية ونظم الحكم في البلدان المعاصرة -دار
الجامعة الجديدة للنشر.
-31عبد الفتاح إسماعيل ومحمود منصور هيبة ،النظم السياسية وسياسات اإلعالم،مركز اإلسكندرية
للكتاب ،اإلسكندرية .5002،
-35عبد اهلل بوقفة ،السلطة التنفيذية بين التعسف والقيد،دار الهدى،عين مليلة.5006،
،أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري(،دراسة مقارنة) ،دار هومة -33
للنشر ،الجزائر.5005 ،
عقيلة خرباشي ،العالقة الوظيفية بين الحكومة والبرلمان ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع. 5007، -34
-32عبد اهلل لحسن الجوجو ،األنظمة السياسية المعاصرة(دراسة مقارنة) ،المؤسسة العالمية للطباعة
والنشر،ليبيا. 1996،
-36عباس عمار ،الرقابة البرلمانية على عمل الحكومة في التنظيم الدستوري الجزائري،دار الخلدونية
للنشر والتوزيع ،الجزائر.5006،
فاضل زكي محمد وحسن علي الذنوب،ج،1ط ،5مكتبة النهضة ،بغداد.1963، -37
-39فاروق أبو سراج الذهب،النظام السياسي الجزائري-،دراسة مقارنة للنظام الجمهوري والرئاسي
والبرلماني ،-الفرص والبدائل،دراسات إستراتجية ،الجزائر،دار الخلدون للنشر والتوزيع ،العدد
الثاني،جوان.5006،
-39فوزي أوصديق،الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري،ج ،3ط ،4د.م.ج ،الجزائر. 5009 ،
-40قحطان أحمد سليمان الحمداني ،األساس في العلوم السياسية ،دار مجدالوي للنشر والتوزيع،
عمان. 5004 ،
-41لشعب محفوظ ،التجربة الدستورية الجزائرية ،ديوان المطبوعات الحديثة للفنون المطبعية ،الجزائر،
. 5003
-45محمد المجزوب ،القانون الدستوري والنظام السياسي في لبنان (،أهم النظم السياسية والدستورية
في العالم)،ط ،4منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان.5005،
-43محمد فرج الزائدي ،مذكرات في النظم السياسية،ط ،4المؤسسة العالمية للطباعة و
النشر،ليبيا.1997،
-44مولود منصور،القانون الدستوري،ط ،5دار الودائع للنشر والتوزيع ،الجزائر.5011،
-42محمود سعيد عمران وآخران،النظم السياسية عبر العصور ،دار النهظة العربية ،بيروت .1999
-46ماجد راغب الحلو ،النظم السياسية و القانون الدستوري،منشأة المعارف،اإلسكندرية.5002،
-47محمد رفعت عبد الوهاب ،النظم السياسية ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية.1996،
-49محسن خليل ،النظم السياسية والقانون الدستوري،ط ،5منشأة المعارف ،اإلسكندرية.1971،
-49محمد أرزقي نسيب ،أصول القانون الدستوري و النظم السياسية ،أسلوب ممارسة الحكم في الدولة
المعاصرة،ج. 5000-5،1999
-20محمد رفعت عبد الوهاب وحسين محمد عثمان ،النظم السياسية والقانون الدستوري ،د.م.ج،
مصر.1999،
-21ميشاي مياي ،دولة في القانون ،مقدمة في نقد القانون الدستوري ،د.م.ج،الجزائر.1979،
-25محمد نصر مهنا ،نظرية الدولة والنظم السياسية ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية.1999،
-23محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري -التنظيم اإلداري ،-دار العلوم ،الجزائر.5005 ،
-24محمد بن معز نصر ،النظريات و النظم السياسية ،دار النهضة العربية ،بيروت ،د.س.ن.
-22مبروك حسين ،تحرير النصوص القانونية (،قوانين،اوامر،مراسيم،ق اررات ادارية) ،ط ،3دار هومة
للنشر و التوزيع ،الجزائر.5009 ،
-26محمد باهي أبو يونس ،الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة في النظامين المصري و الكويتي،
دار الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع ،اإلسكندرية.5005 ،
-27محمود عاطف البنا ،الوسيط في النظم السياسية ،ط ،5دار الفكر العربي ،مصر.1994 ،
-29ناظم عبد الواحد الجاسور ،موسوعة علم السياسة ،دار مجدالوي للنشر والتوزيع ،عمان.5004 ،
-29نعمان أحمد الخطيب ،الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،
األردن.5015 ،
-60نزيه رعد ،القانون الدستوري العام( ،المبادئ العامة و النظم السياسية ) ،ط ،5المؤسسة الحرفية
للكتاب ،لبنان.5009 ،
-61هاني علي الطهراوي ،النظم السياسية والقانون الدستوري ،دار الثقافة ،عمان ،األردن.5006 ،
-65يحيى الجمل ،األنظمة السياسية المعاصرة ،دار النهضة العربية ،بيروت ،د.س.ن.
الرسائـل و المذكـرات الجامـعية .II
-1إبراهيم قاوي ،دور السلطة التنفيذية في العمل التشريعي في النظام الدستوري الجزائري -،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون الدستوري ،-كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.5005 ،
-5إيهاب زكي سالمة ،الرقابة السياسية على أعمال التنفيذية في النظام البرلماني ،رسالة لنيل درجة
دكتوراه الدولة في القانون ،القاهرة ،مصر.1993 ،
-3بيطام أحمد ،اإلقتراع النسبي والتمثيلية حالة الجزائر-،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون،-
كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة.5002 ،
-4بو الشعير سعيد ،عالقة المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية ،رسالة لنيل درجة دكتوراه الدولة في
القانون ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.1994 ،
-5حنان مفتاح رزيق ،رئيس الجمهورية بين الدستورين الجزائري و األمريكي (،دراسة مقارنة) ،مذكرة
لنيل درجة الماجيستير في العلوم القانونية ،فرع القانون الدستوري ،كلية الحقوق و العلوم السياسية و
القانونية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،د.س.ن.
-6خلوفي خديجة ،الرقابة البرلمانية علي أعمال الحكومة في ظل دستور- ،1996رسالة الماجستير،-
بن عكنون ،الجزائر.5001 ،
-7شاهد أحمد ،المؤسسة التشريعية بنظام الغرفتين كما ورد في دستور 59نوفمبر -،1996مذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماجستر في العلوم السياسية و العالقات الدولية ،فرع التنظيم السياسي واإلداري،-
كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر.
-9شريط وليد ،السلطة التشريعية من خالل التطور الدستوري الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في
القانون العام ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،الجزائر.5015-5011 ،
-9عبد الحميد يوسف ،مبدأ الفصل بين السلطات في في النظام السياسي الجزائري-،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،تخصص القانون الدستوري ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.5010 ،
-10لوناسي ججيقة ،السلطة التشريعية في الدستور الجزائري لسنة ،1996أطروحة لنيل درجة دكتوراه
الدولة في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،دون سنة المناقشة.
-11مزياني حميد ،عن واقع اإلزدواجية التشريعية والعمل التشريعي في النظام السياسي
الجزائري(،دراسة مقارنة)-،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،-فرع "تحوالت الدولة" ،كلية
الحقوق و العلوم السياسية،مدرسة الدكتوراه القانون األساسي و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري،
تيزي وزو.5011 ،
،إنتفاء السيادة التشريعية للبرلمان في ظل الدستور الجزائري لسنة -،1996 -15
مذكرة لنيل درجة شهادة الماجستير في القانون العام،-فرع تحوالت الدولة ،جامعة مولود معمري،تيزي
وزو.5011،
-31محمد مهادين قارة ،مبدأ اإلزدواجية في السلطتين التشريعية و التنفيذية ضرورة أم قيد-،مذكرة لنيل
شهادة الماجيستير ،-معهد الحقوق و العلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر.1999 ،
-31مختاري عبد الكريم ،نفاذ المعاهدات في القانون الوطني الجزائري-،مذكرة لنيل شهادة الماجستير،
كلية الحقوق ،-تيزي وزو.5002 ،
المـقالت .III
-1حاحة عبد العالي »،تطبيقات مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ، « 1996مجلة اإلجتهاد
القضائي ،العدد ،04جامعة محمد خيضر ،بسكرة.5015 ،
-5خرباشي عقيلة »،دور اجتهاد المجلس الدستوري في رسم العالقة الوظيفية بين الحكومة و
البرلمان بعد التعديل الدستوري ل 59نوفمبر ، « 1996المجلة األكاديمية للبحث القانوني
العدد ،05سنة .5010
-3دش رياض »،الرقابة البرلمانية علي أعمال الحكومة الجزائرية في ظل التعديل الدستوري
« 1996مجلة المنتدي القانوني ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،العدد ،01ماي .5002
-4عمار عوابدي »،عملية الرقابة البرلمانية و دورها في الدفاع عن حقوق المواطن « مجلة الفكر
البرلماني ،مجلس األمة ،الجزائر ،العدد ،01ديسمبر .5005
-2فكاير نور الدين» ،العضوية في البرلمان « ،مجلة النائب ،العدد األول.5003 ،
-6محمد طربوش ،السلطة التنفيذية في الدولة العربية ذات النظام الجمهوري ،الموسوعة الجامعية
للدراسات و النشر و التوزيع ،بيروت.1996 ،
-7موسي بودهان» ،الفصل بين السلطات في النظام القانوني الجزائري « مجلة النائب ،المجلس الشعبي
الوطني ،الجزائر ،السنة األولى ،العدد الثاني.5003 ،
-9مقال حول النظم السياسية المعاصرة ،و النظم السياسية المقارنة ،موقع عربي بومدين -العلوم السياسية و العالقات
الدولية ،مقالة إلكترونيةarbiboumediene. Blogs pot. Com/ 2012/03/blog-post-6466.html≠،
أ) الدسـاتـير
-)10قانون عضوي رقم ،05-99مؤرخ في 09مارس ،1999متعلق بتنظيم المجلس الشعبي الوطني
ومجلس األمة وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة( ،ج.ر.ج.ج.د.ش) ،عدد ،12صادرة في
09مارس . 1999
شكر و تقدير
إهداء
مقدمة 50...............................................................................
93
الفرع األول :مبادئ النظام البرلماني01................................................
ثانيا :مظاهر التعاون و الرقابة المتبادلة بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية في
ا
ظل النظام البرلماني10.................................................................
94
الفرع الثاني :أسباب عدم وجود التأثير المتبادل بين السلطات10.........................
95
-)0الشروط الدستورية01..............................................................
96
المبحث الثاني :العالقة بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية30......................
خاتمــة055.......................................................................
97