سنتطرق في هذا المبحث الى تعريف الدولة البسيطة كمطلب أول و الى خصائص الدولة البسيطة (الموحدة ) كمطلب .ثاني كذا التطرق الى نظام المركزية و الالمركزية .كمطلب ثالث المطلب األول:تعريف .الدولة البسيطة(الموحدة) تعرف الدولة الموحدة هي الدولة التي ال توجد فيها غير سلطة حكومية واحدة تمارس اختصاصاتها .على كل أفراد شعبها .في جميع أجزاء إقليمها بطريقة موحدة غير أنه اذا كانت السلطة الحكومية في الدولة تتفرع عادة الى ثالث سلطات هي السلطة التشريعية و القضائية و التنفيذية.فأن المقصود بوحدة السلطة الحكومية في الدولة الموحدة أساسا وحدة السلطتين التشريع و القضاء .أما السلطة التنفيذية فقد تعدد فرعها أإلداري الذي يتولى تنفيذ السياسة العامة للدولة و الذي يطلق عليه بالسلطة األدارية.و تعدد السلطة األدارية في الدولة الموحدة في حالة األخذ بنظام الالمركزية األدارية حيث توجد السلطة المركزية في العاصمة .و الى جانبها السلطات الالمركزية .المحلية و المرفقية()1 كما عرفت الدولة البسيطة على أنها تلك الدولة التى تنفرد فيها سلطة أو هيئة واحدة بممارسة الشؤون الداخلية و الخارجية فيها و أكثر دول العالم من هذا النوع كاألردن و فرنسا و السويد.....الخ،و ال يؤثر في أعتبار الدولة البسيطة اتساع رقعتها أو كونها مكونة من عدة أقاليم أو مقاطعات تتمتع .باألدارة المحلية كما ال يؤثر من وضع الدولة كدولة .بسيطة كونها تتكون من اقليمين أو أكثر ال يوجد أتصال .أرضي بينهما كما هو الحال بالنسبة للباكستان سابقا()2 المطلب الثاني:خصائص الدولة البسيطة الموحدة تتميز .الدول الموحدة بمجموعة من الخصائص بكون التنظيم السياسي للسلطة فيها واحد تتجسد في الجهاز الحكومي الموحد الذى يطلع بجميع .الوظائف في الدولة طبقا ،للقواعد الدستورية فيها هذا من ناحية .................................................. ...... د .ماجد راغب الحلو أستاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة األسكندرية ص1-193 د.عبد الكريم علوان أستاذ القانون الدولي جامعة عمان ص2-58 ومن ناحية أخرى تكون الدولة الموحدة متحدة في عنصرها البشرى حيث تخاطب السلطة السياسية فيها جماعة متجانسة بالرغم من ما قد يوجد من اختالفات فردية بين أعضاء الجماعة .كما يخضع .الجميع في الدولة الموحدة لقرارات صادرة من الهيئات الحكومية وأخيرا يعطي التنظيم الحكومي جميع أجزاء إقليم الدولة بطريقة متجانسة دون اعتبار الفوارق اإلقليمية أو المحلية وعلى ذلك فان الدولة الموحدة تتميز .بعدم تجزئة السلطة الحكومية فيها سواء في تكوينها أو ممارستها الختصاصاتها كما تتميز بوحدة السلطة التشريعية التي تتولى سن القوانين التي يخضع لها أفراد ][a1طريقة شعبها ،وبوحدة السلطة القضائية التي يلجئ اليها هؤالء األفراد بالفصل فيها يثور بينهم من نزاعات ،وإذا كانت القاعدة العامة في الدولة الموحدة كما رأينا – هي وحدة السلطة وممارستها عاى مجمل إقليم الدولة بطريقة موحدة لمواجهة جميع الساكنين بقوانين موحدة يخضعون لها عند تماثل الظروف فإنه عند إختالف الظروف ببعض أقاليم الدولة فإنها قد تضطر إلى تطبيق قوانين موغايرة على بعض األقاليم التي تخضع لضروف خاصة بيئية او سكانية كإستثناء على القاعدة العامة إلى أن يتم تغير هذه الضروف و األمثلة كثيرة لدول الموحدة ألن معضم دول العالم دول موحدة كا جمهورية مصر العربية و الجمهورية اللبنانية وغالبية الدول الغربية كا فرنسة وبلجيكة وهولندا واليابان وغيرها من .الدول المطلب الثالث:المركزية والالمركزية اإلدارية أوال :المركزية تتصف الدولة بالمركزية عندما ال تكتفي السلطة المركزية باتخاذ القرارات السياسية فقط بل تتولي أيضا اتخاذ القرارات .اإلدارية –غير أن الطابع المركزي يختلف من دول ألخرى،فقد تكون المركزية فيها بصفة مطلقة كما قد تكون نسبية الدولة المركزية* تكون الدولة عندما تتخذ كافة القرارات بواسطة أجهزة مركزية الحكومة أو الوزارات -سواء كانت تلك القرارات سياسية أو إدارية أما الفروع أو الهيئات أو األعوان المحليون للحكومة فال يتخذون أي قرار إال بالرجوع للسلطة المركزية وال يقومون سوي بتنفيذ قرارات السلطة المركزية ،غير أن هذه الحالة تكاد تكون ضئيلة في وقتنا الحالي بسبب التطور الذي عرفته المجتمعات وانتزاع األقليات والجهات والمناطق مزيدا من الصالحيات والسلطات ،وبسبب .التخلي علي نظام المركزية المفرط ألنه يؤدي إلي تعطيل أعمال الهيئات واألعوان المحليين وتجاهل الحاجيات المحلية ][a1 وبسبب التخلي علي نظام المركزية المفرط ألنه يؤدي إلي تعطيل أعمال الهيئات واألعوان المحليين وتجاهل الحاجيات .المحلية الدولة البسيطة الغير مركزية* .أ-مفهوم عدم التركيز:يطلق علي هذا الشكل من الدول الغير مركزية أو المحورية أو الدول الغير أخذة بالتركيز. ومهما كان الوصف الذي يطلق عليها فإنها تتميز عن سابقتها في كون السلطة المركزيةتسمح بإحالة القرارات التي ترجع إلي سلطات محلية أو جهوية أو إقليمية وتكون هذه السلطات المحلية إمتداد للسلطة المركزية ويؤدى هذا إلي :تحقيق غايتين تخفيف العبء علي المؤسسات المركزية للدولة- تقريب السلطة أكثر للمواطنين- غير أن إحالة الحكومة المركزية سلطة إتخاذ القرارات لسلطات الجيهات أو المناطق ينبغي أن يسمح للسلطة المركزية بممارسة الرقابة التسلسلية عليها ويتم ذلك بخضوع السلطات المحلية مباشرة للسلطة المركزية وتلتقي التعليمات منها. .كما أن السلطات المركزية عندما توجه التعليمات للسلطات الجهوية فإنها تفرض وتحدد اإلتجاه .الواجب إتباعه ب-نطاق عدم التركيز:إن سلطة التفويض من طرف الحكومة للجهات أو المناطق ال تشمل سوي المجال اإلدارية،مثل تسيير المرافق العامة ،وسلطة البوليس ،وال تشمل أبدا سلطة الدولة مثل الستطة التشريعية و القضائية أو النشاط .الدبلوماسي .وحتي في المجال اإلداري فإن بعض اإلختصاصات تبقي خاضعة لرقابة السلطة السلمية وسلطة الوصاية كما أن السلطة المحلية ال تتخذ قراراتها إال طبقا لتوجهات وتعليمات الحكومة ،وبإمكان هذه األخيرة السلطة المركزية- إلغاء القرارات المحلية إذا كانت غير مشروعة أو ال تتماشي مع توجيهات الحكومة .وإضافة إلي ذلك فإن األعوان ].[a2بها في وظيفتهم سواء تعلق األمر بتعيينهم أو ترقيتهم أو بعزلهم ][a1المحليين الممثلين للحكومة يبقون مرتبطين )(1 ........................................... د.بوكرا ادريس أستاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة الجزائر الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات السياسية1- -ص 4041 ثانيا:الالمركزية. معني الدول الموحدة الالمركزية :تقوم الدول الالمركزية علي تقسيم السلطة بين الحكومة المركزية وبين1[a1] [a2] - السلطات اإلدارية األخرىفي الدوتة سواء كانت منتخبة كالمجالس المحلية –كالمجلس البتدي أو المجلس الوالئي في .الجزائر – أو خاضعة للتعيين مثل الؤسسات العمومية ولإلشارة فإن الإلختصاصات الممنوحة للسلطات الالمركزية هي ذات طابع إداري ،وهي مخولة لها بموجب القانون وليس عن طريق المرسوم .إن هذا األسلوب في تفويض السلطة يؤدي إلي عدم إمكانية الحكومة التراجع عن هذا التفويض إال عن طريق القانون.وإضافة إلي ذلك ،فإن األعوان المحليين غير خاضعين للسلطة السليمة للحكومة فهم يخضعون للوصاية اإلدارية والتي هي أكثلر تحررا من الوصاية السليمة ،ألنها ال تتضمن سلطة األمر مثلما هو الحال :بالنسبة للسلطة السليمة.ولقيام نظام الالمركزي ينبغي توافر العناصر التالية في المجموعة المحلية وجود مجالس منتخبة علي المستوي المحلي تتولي إدارة شؤن المواطنين- .تمتع هذه الهئات الالمركزية باالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي .ونتيجة لذلك تملك ميزانية .خاصة بها- عدم خضوع هذه الهئات لمراقبة الحكومة المحلية خضوعا تاما وشامال ،وإنماتخضع للوصاية اإلدارية في أعمالها و- .قراراتها :أصناف الدول الموحدة الالمركزية2- ولإلشارة فإنه اليوجد شكل موحد لهذا الصنف من الدول وإنما قد نكون بصدد نظام الالمركزية .اإلدارية أو بصدد نظام .الالمركزية .السياسية .أ-نظام الالمركزية اإلدارية :يمكن أن تكون هذه الالمركزية إما ترابية أو فنية .يمكن أن تكون هذه الالمركزية .إما ترابية أو فنية ()1 د.بوكرا ادريس أستاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة الجزائر الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات 1- السياسية ص 43-42 الالمركزية .الترابية:تتمثل .في وجود جماعات محلية تتولى تصريف شؤونها هيئات منتخبة،مثل .المجلس الشعبي أو1- .المجلس الشعبي الوالئي في الجزائر غير أن هذه الجماعات المحلية ال تتمتع باألستقالل القانوني،كما هو الحال في الدولة األتحادية.و هي تمارس صالحياتها. .في نطاق القانون الصادر عن السلطة المركزية الالمركزية .الفنية:يتم احداث الهيئات الالمركزية بواسطة القانون،و تقوم بممارسة أنشطتها حسب توجيهات الدولة و2- .تحت اشراف مثل هذه المؤسسات العمومية :ب-الدولة الموحدة المدمجة تتميز .هذه الدولة بوجود سلطة مركزية و برلمان واحد.و لكن يمكن في هذه الدولة أن يصدر البرلمان الواحد عدة قوانين .تطبق على بعض األقليم دون غيرها و ذلك أن حسب تنوع المجموعات السكانية الموجودة في تلك الدولة و من أكثر األمثلة شيوعا على هذا النموذج،النظام المطبق في المملكة المتحدة،حيث تتكون من عدة أقاليم منضوية تحت التاج البريطاني و هي بالد ألغال-أيكوسيا-و أيرلندا الشمالية.و المعلوم أن القوانين التي يصادق عليها البرلمان .البريطاني ال تطبق بالضرورة على كل هذه األقاليم بل قد تطبق على البعض دون األخر :ج-نظام الالمركزية السياسية تتحقق الالمركزية .السياسية،عندما تتسع دائرة اختصاص األقليم لتشمل ممارسة السلطة السياسية و نكون بذلك بصدد .حكومة ذاتية مستقلة عن السلطة المركزية و قد ظهر هذا الشكل نتيجة التطور الديموقراطي في تسيير شؤون المحلية اعتماد على مراعاة حقوق األقليات .الخاصيات الثقافية و األجتماعية لبعض المناطق أو الجهات و يعرف هذا الشكل في عدة بلدان من بينها ايطاليا و اسبانيا.ففي ايطاليا أعترف دستورها الصادر في 1947-12-27 في الفصل الخمس عشر منه على أن الجهات تكون مجموعات مستقلة لها سلطة خاصة ووظائف محددة و تنقسم أيطاليا الى 20جهة يدير كل جهة مجلس منتخب عن طريق األقتراع العام المباشر،و يتولى المجلس انتخاب حكومة محلية .و تمارس هذه الجهات صالحيات .هامة تشمل خاصة األشغال العمومية و التهيئة العمرانية و السكن و الفالحة و السياسة و .الصحة و الوقاية األجتماعية()1. ----------------------------------------- د.بوكرا ادريس أستاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة الجزائر الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات السياسية1- ص 4344 .و تتولى هذه الجهات القيام بمهامها بواسطة قوانين خاصة تقوم هي بأصدارها أما في اسبانيا فأن دستور 1978يمنح القوميات والجهات حق اإلستغالل الذاتي .فتتولي كل مجموعة مستقلة تنظيم وتحديد صالحياتها بمقتضي قانون أساسي يتم وضعه علي مستوي المحلي ويوافق عليه البرلمان اإلسباني ،وتشمل صالحية المناطق المستقلة ،التهيئة العمرانية ،الفالحة والصيد البحري ،الثقافة الصحة والرياضة .وقد منح إقليم كاتالونيا. .اإلستقالل الذاتي عام ،1977وإقليم الباسك إستقالال ذاتياعام 1979عن طريق اإلستفتاء ولم تتواصل بعض البلدان إلي إقرار هذا الشكل من حيث التنظيم رغم وجود مجموعات ثقافية متميزة، .ففي فرنسا فإن إقليم كورسيكا يطالب بمنحة اإلستقالل الذاتي ،وقد إقترحت حكومة ليونيل جوسبان بشأن منح اإلقليم مزايدا من .الصالحيات وبرلمان محليا يمكن إنتخابه في حدود عام 2004 كما رفض الشعب البريطاني مشروع إنشاء سياسة في كل من إيكوسيا وبالد الغال بواسطة إستفتاء عام، 1978ونفس األمر بالنسبة لفرنسا حيث فشل مشروع إنشاء مجموعات محلية بعد رفض الشعب الفرنسي له في إستفتاء نظم عام 1969. ولإلشارة فإن الالمركزية السياسية ال تحمل فقط مزايا بل قد تحمل أحيانا بذور تهديد أركان الدولة الموحدة وتمهد لقيام الدولة اإلتحادية أو اإلنفصال التام عنها .والدليل علي ذلك أن الدستور اإلسباني يمنح الحكم الذاتي لبعض المناطق ،ومع ذلك فإن منطقة الباسك تشهد أعمال عنف وتسعي للحصول علي اإلستقالل التام عن إسبانيا أو إقامة دولة إتحادية فيها( )1. ....................................... د.بوكرا ادريس أستاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة الجزائر الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات 1- السياسية ص 64-45 :المبحث الثاني :مفهوم الدولة المركبة نتناول في هذا المبحث تعريف الدولة المركبة كمطلب أول و الى األتحادات القديمة و كمطلب ثاني و األتحادات الجديدة .كمطلب ثالث المطلب األول :تعريف الدولة المركبة تسبب تطور التاريخ باإلضافة الى دول بسيطة في ظهور بما يعرف بالدول المركبة أو األتحادية و قد أنتشرت األنظمة األتحادية في النصف الثاني من هذا القرن بصور خاصة بعد أن أحست الدولة بما يحققه األتحاد من مزايا و فوائد للدول .األعضاء. و كما تعرف الدولة المركبة أنها تلك الدولة التي تتكون من أتحاد دولتين أو أكثر،غير .أن هذا األتحاد ينقسم الى عدة أشكال بسبب اختالف نوع و طبيعة األتحاد الذي يقوم بين هذه الدول التي تنحصر في األتحاد الشخصي و األتحاد .الحقيقي أو الفعلي و األستقاللي أو التعاهدي و األتحاد المركزي()1 المطلب الثاني :اإلتحادات القديمة :أوال :االتحاد الشخصي ينشأ االتحاد الشخصي بين دولتين أو أكثر بحيث تخضع الدولة الداخلة في االتحاد لحكم شخص واحد ،على أن تحتفظ كل دولة باستقاللها الخارجي وبشخصيتها الدولية الكاملة ،وباستقاللها الداخلي وبنظام حكمها أي بدستورها وسلطاتها .العامة من تشريعية وتنفيذية وقضائية وعلى ذلك ،فإن االتحاد الشخصي ال يعمل على خلق دولة جديدة ما دام إنه سيستبقي لكل دولة من دول االتحاد ذاتيتها .الكاملة المستقلة إزاء األخرى أما مظهر االتحاد بين هذه الدول المستقلة بعضها على بعض فيظهر في وحدة رئيس الدولة ،حيث يكون هنالك رئيس .واحد بالنسبة لدول هذا االتحاد فرئيس الدولة هو المظهر الوحيد والمميز لالتحاد الشخصي ،األمر الذي يجعل منه اتحادا عرضيا موقوتا يزول وينتهي .بمجرد انتهاء أو اختالف شخص رئيس الدولة :ويترتب على االتحاد الشخصي النتائج اآلتية أ-إذا كان المظهر الوحيد لالتحاد الشخصي ،يتمثل في خضوع الدولة الداخلة في االتحاد لرئاسة شخص واحد فإن هذا األمر ال يعني إن هذا الرئيس يمارس سلطاته بصفته رئيسا لالتحاد .ولكن هذه الممارسة تتم على أساس إنه رئيس .ألحدى الدول الداخلة في االتحاد حينا ،وبصفته رئيسا للدولة األخرى حينا آخر .ويعني ذلك إن نفس الشخص الطبيعي تكون له شخصية قانونية مزدوجة أو متعددة بحسب الدول الداخلة في االتحاد ب-ال يتكون من االتحاد الشخصي شخصية دولية جديدة ،بل تظل لكل دولة شخصيتها .الدولية الخاصة بها .وينتج عن ذلك ،أن تستقل كل دولة بسياستها الخارجية ،وبممثليها الدبلوماسيين ،و بمعاهداتها الخاصة مع الدول األخرى ،كما .تستقل كل دولة بمسؤوليتها الدولية عن تصرفاتها القانونية وفيما يتعلق بعالقات بين الدول التي يضمها ،االتحاد الشخصي ،فإن رعايا كل دول يعتبرون أجانب بالنسبة للدولة األخرى ،وإذا كانت الحرب بين إحدى الدول الداخلة في االتحاد ودولة أجنبية ،فإن الدول األخرى األعضاء في االتحاد .تبقى على الحياد .وإذا نشبت الحرب بين دولتين داخلتين في االتحاد ،فإنها تعتبر حربا دولية ال حربا أهلية .ج-تحتفظ كل دولة بنظامها السياسي في الداخل ،و ال يتأثر نظام الحكم فيها بقيام االتحاد الشخصي ولهذا ال يشترط وجود تماثل بين األنظمة السياسية في الدول الداخلة في االتحاد ،بل كثيرا ما يختلف نظام كل دولة .اختالفا بينا عن نظام الدول األخرى األعضاء. .فقد يقوم االتحاد بين دولة تأخذ بالنظام الملكي البرلماني وأخرى تخضع .للملكية المطلقة ومن أمثلة االتحاد الشخصي :االتحاد بين إنكلترا وهانوفر الذي تم عام ، 1714عندما تولى أمير هانوفر عرش إنكلترا وانتهى هذا االتحاد عام ، 1837عندما تولت الملكة ( فيكتوريا ) عرش إنكلترا ،ألن قانون توارث العرش في هانوفر لم .يكن يسمح بتولي اإلناث العرش إال إذا انعدم الذكور تماما في جميع فروع األسرة المالكة وكذلك االتحاد الذي حدث بين هولندا و لوكسمبورغ عام 1815بتولي ملك هولندا الحكم في لوكسمبورغ ،وانتهى عام 1890 .عندما تولت الملكة ( ولهيمينا ) .عرش هولندا ،ألن قانون لوكسمبورغ لم يكن يبيح لإلناث تولي الحكم .أ.د.رافع خضر صالح شبر ،القانون الدستوري ( نظرية الدولة ونظرية الدستور ) ،كتاب قيد االنجاز( * ) -2011 ، . :ثانيا :االتحاد الحقيقي أو الفعلي يتكون االتحاد الحقيقي أو الفعلي من انضمام دولتين أو أكثر ،تخضع جميعها لرئيس دولة واحد ،وتندمج في شخصية .دولية جديدة ،مع استقالل كل دولة من الدول األعضاء .بنظامها السياسي الداخلي الخاص ويرجع ذلك إلى إن االتحاد الحقيقي أو الفعلي ال يكتفي بوحدة شخص رئيس الدولة كما هو الحال في االتحاد الشخصي ، وإنما يقيم رباطا قويا بين األعضاء .عن طريق شخصية االتحاد التي تعتبر الدولة الوحيدة على الصعيد الدولي ،وتتولى .الشؤون الخارجية وإدارة شؤونها الدولية والدبلوماسية ،والدفاع ،وقيادة العمليات العسكرية ويترتب على اندماج الدول األعضاء في االتحاد ،أن تتوحد السياسة الخارجية ،وكذلك التمثيل .الدبلوماسي ،وأن يتقيد .األعضاء .بما يعقده االتحاد من معاهدات واتفاقات دولية :ويترتب على ما تقدم عدة نتائج. أ-تتركز .مظاهر االتحاد الحقيقي بالنسبة لرئيس الدولة الذي له حق رئاسة جميع الدول األعضاء . .وكذلك بالنسبة للناحية الخارجية ،إذ تفقد كل دولة من الدول الداخلة في االتحاد شخصيتها .الخارجية وتندمج جميعها في شخصية دولية واحدة .هي الشخصية الدولية لإلتحاد نفسه التي يكون وحدها مظاهر السيادة الخارجية ب-ينتج عن الوحدة الخارجية سالفة الذكر التي تعمل على زوال الشخصية الدولية المستقلة للدول األعضاء واندماجها جميعا في شخصية خارجية واحدة تثبت لإلتحاد :وحدة التمثيل الخارجي لجميع أعضاء االتحاد ،وتقيد األعضاء .جميعا بكافة التصرفات الخارجية التي يمارسها االتحاد وتحمل مسؤولية نتائجها .بأن تتقيد األعضاء .جميعهم مثال بالمعاهدات .التي يعقدها االتحاد كما وإن الحرب التي يعلنها االتحاد أو تعلن عليه تشمل جميع دول االتحاد ،وإذا ما نشبت الحرب بين هذه الدول فإنها تعد حربا أهلية .ج-تستقل كل دولة من دول االتحاد بسيادتها الداخلية ،فتحتفظ بنظام حكمها الداخلي ،أي بدستورها .الخاص وبسلطاتها العامة من تشريعية وتنفيذية وقضائية ومن أمثلة االتحاد الحقيقي أو الفعلي :االتحاد بين السويد والنرويج إبتداءا من عام 1815تحت حكم ملك السويد ،الذي .استمر حتى عام 1905عندما انفصلت الدولتان بمعاهدة استكهولم .وكذلك االتحاد الذي تم بين التمسا والمجر في الفترة بين عام 1867وعام 1918 .أ.د.رافع خضر صالح شبر ،القانون الدستوري ( نظرية الدولة ونظرية الدستور ) ،كتاب قيد االنجاز( * ) -2011 ، . المطلب الثالث :اإلتحادات الحديثة :أوال :األتحاد التعاهدي أو األستقاللي هو اتحاد يضم دولتين و أكثر على أن تبقى كل دولة لها سيادتها الداخلية و الخارجية و رئيسها الخاص و يرمي هذا األتحاد أساسا،الذي يقوم بناء علي إتفاق ،إلي توحيد وتنسيق الشؤون اإلقتصادية .و اإلجتماعية .أ والعسكرية أو بعضها فتنشأ هيئة تسمى مجلس أو مؤتمر تكون مهمتها تحقيق األغراض التي أنشئ من أجلها اإلتحاد .هذه الهيئة تختارها حكومات الدول المتحدة وال يقوم أفراد هذه الدولة بإنتخابها ،لذلك فإنها تتسم باالطابع السياسي ،فال تكون قراراتها ملزمة إال إذا وافقت عليها الدول األعضاء، .كما أنها ال تعبر عن رأيها وإنما على رأى الدول التي تمثلها .ووفقا لما سبق فأن سلطتها ال تمتد الى رعايا دول األتحاد و توصياتها ليست ملزمة نظرا لكون األتحاد ال يشكل دولة جديدة كما أن الهيئة ليست حكومة فوق الحكومات و عليه فأن الدول المتحدة تبقى مستقلة عن بعضها،و أن الهيئة الجديدة مهمتها تقتصر في البحث على سبيل الكفيلة لتحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله فتقدم التوصيات المتعلقة بذلك دون أن تخرج عن نصوص المعاهدة و الى أن تتقبلها جميع الدول األعضاء فأن مهمتها تبقى محصورة :فيما نصت عليه المعاهدة الى ان تعدل و يترتب على ما سبق عليه أن الدول األعضاء .في األتحاد تبقى مستقلة داخليا و خارجيا عن بعضها البعض لها عالقات دولية خاصة و لها دستور- .خاص بها،و يخضع .افرادها لجنسيتها دون عيرها .أن قيام هذا األتحاد ال يتطلب تشابه أنظمة الحكم- .أن الحرب تقوم بين دولة أجنبية و دولة داخلية في األتحاد و ال تعد حربا على التحاد ككل- .ان الحرب التي تقوم بين دولتين في األتحاد هي حرب دولية و ليست أهلية- .أن استقالل الدول المتحدة ينتج عنه حق األنفصال عنه متى أراد أي عضو ذلك- أن عدم التقيد بما ورد في المعاهدة يمكن أن يؤدي الى فصل العضو الذي لم يلتزم بنصوص المعاهدة من قبل األعضاء- .باألجماع. و يمكن ايراد أمثلة على هذا النوع من األتحاد :أولهما اإلتحاد السويسري الذي قام سنة.1815ويجد هذا اإلتحاد بدايته سنة 1291عندما قامت ثماني دول صغيرة .بإقامة عالقات سنة 1647الذى نص علي وحدة اعضاء اإلتحاد ودفاعهم عن المعتدين عليهم وقدمت عدة مشاريع من قبل بونبارت الجنرال عسكرية مع بعضها وإعتناق التحكيم لحل خالفاتهم ثم أن صدر ميثاق اإلتحاد ووافق عليه باإلجماع اإلثنين والعشرين مقاطعة يوم 7أوت 1815إنظمت إليهم خمسة دول أخرى بعد قرن ونصف ظهر علي إثر ذلك اإلتحاد نتيجة إتفاقيات ومعهدات خاصة منها ميثاق األسفاق برون كلها لم تحض بالقبول أو تجد قابلية للتطبيق ،إلى ولذي تعرض لتعديل بوضع دستور 12سبتمبر ، 1948وعلي أثر ذلك تحول اإلتحاد إلي اتحاد فدرالي فقدت فيه المقاطعات العديد من اإلختصاصات.وثانيهيما .االتحاد الذي قام بين الواليات اإلمريكية .بعد الستقالل 13مقاطعة عن بريطانيةا بإعالن اإلستقالل في 4جويلية 1776ودخل اإلتحاد التعاهدي حيز .التنفيذ في مارس 1781وتحول إلي إتحاد فدرالي سنة 1787بعد اإلجماع الذي وقع في ماي 1787في فالدلفي وثالثهما التعاهدي الجرماني الذي إستمر من سنة 1815إلي سنة 1866والذي كانت النمسا جزءا منه وحل محله اليوم إتحاد ألمانيا الشمالية المفصولة عن النمسا بموجب معاهدة براغ وهذا االتحاد الجرماني الشمالي أضفيت إليه بعض دول الجنوب وكون سنة 1871اإلمبراطورية الفدرالية األلمانية :ثانيا:اإلتحاد المركزي :نشأة األتحاد المركزي و خصائصه* . ينشأ هذا األتحاد كغيره بين دولتين أو أكثر،اال أنه يتميز .عن األتحادات السابقة في كونه أكثر انصهارا بين الدول المتحدة و أقواها ارتباطا،و يظهر هذا التمايز في فقدان الدول األعضاء لشخصيتها الدولية و سيادتها الخارجية،و قيام شخصية دولية جديدة مكانها هي دوله األتحاد المركزي بسيادتها الخارجية الكاملة و تمتعها بجزء من السيادة الداخلية لكل الدويالت المنشئة لألتحاد،و هذا الجزء ينحصر فيما ينص عليه دستور األتحاد و المتمثل بالخصوص في المصالح المشتركة للدويالت و هو دو طبيعة مزدوجة بأعتباره يمثل من جهة دولة موحدة على المستوى الخارجي و دول متحدة .على المستوى الداخلي .لذلك فأن أي نزاع يقوم بين الدويالت أو بينها و بين دولة األتحاد يتم حله حسب نصوص الدستور و ليس القانون الدولي و ينتج عن ذلك أن دولة األتحاد هي دولة صاحبة السيادة في المجال الدولي،أما الدويالت فال سيادة لها في الخارج،و .تبعا لذلك فأن رعايا األتحاد تكون لهم جنسية واحدة هي جنسية دولة األتحاد أما فيما يتعلق بالسيادة الداخلية فهي مشتركة بين الدويالت و الدولة المركزية و هذا ما يميزها عن األتحاد الفعلي و الدولة الموحدة،ذلك ألن الدويالت ال تستقل استقالال تاما بسيادتها الداخلية كما هو الشأن في األتحاد الفعلي كما ال تفقدها كلها كما هو الحال في الدولة الموحدة،غاية ما في األمر أن الحكومة المركزية تتمتع .بجزء .من السلطة على حكومة .الدويالت و أقليمها و رعاياها ووفقا لذلك فأن كل دويلة يكون لها دستورها الخاص بها و بالتالي سلطتها الثالث طبقا لما هو مقرر و محدد في دستور األتحاد التي تتكون هي األخرى من سلطة تشريعية لها مجلسين أحدهما ينتخبه الشعب و الثاني يتكون من ممثلين عن .الدويالت و سلطة تنفيذية و سلطة قضائية كيفية نشأة و نهاية اإلتحاد المركزي:ينشأ األتحاد المركزي بطريقتين أولهما:هي انضمام دولتين أو أكثر من أجل إقامة دولة واحدة في شكل اتحاد مركزي كالواليات المتحدة األمريكية .و .سويسرا و كندا و أستراليا .ثانيهما:تفكك .دولة موحدة الى عدة دويالت و تكوين اتحاد مركزي كاإلتحاد السوفياتي سابقا و المكسيك و ينتهي أيضا بطريقتين كانهيار الدول و وفقا لقواعد القانون الدولي كان تقع تحت سلطة أجنبية أو تتحول من اتحاد مركزي الى نوع اخر من األتحاد كاألتحاد التعاهدي أو يتحول الى دولة موحدة أو ينقسم الى دول مستقلة ذات سيادة .مثلما حدث لألتحاد السوفياتي سنة 1991 د.سعيد بوشعير القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة ص131 :خصائص اإلتحاد المركزي يتميز .اإلتحاد المركزي كما سبق أن أشرنا باختصار شديد عن غيرة من أشكال الدولة بعدة خصائص أساسية نجملها في :األتي :توزيع االختصاصات بين الحكومة المركزية و الحكومات الواليات1- :و تتوزع .االختصاصات تلك وفقا للطرق األتية اما أن تحدد على سبيل الحصر اختصاصات الحكومة المركزية و الباقي يترك للواليات و هي الطريقة التي اتبعها كل* .من الواليات المتحدة األمريكية و سويسرا و األتحاد السوفياتي .و اما أن تحدد اختصاصات .حكومات الواليات و ما بقي يترك للحكومة المركزية و هو ما سارت عليه كندا وجود دستور مكتوب :ان توزيع االختصاصات بين الحكومة المركزية و حكومات الواليات يقتضي ضرورة وجود2- .دستور مكتوب يلجأ اليه لبيان توزيع السلطة بين الهيآت المركزية و الهيآت المحلية في الواليات المشكلة لالتحاد ضرورة وجود قضاء فيديرالي :ان وجود قضاء مركزي يضع حدا للمشاكل التي يمكن أن تنشأ من جرائها منازعات3- .بين الحكومة المركزية و حكومات الواليات فيتدخل القضاء المركزي للفصل فيها تمثيل .الدويالت في الهيئة التشريعية لألتحاد :من مظاهر تأكيد استمرار بقاء الواليات كوحدة دستورية ،تمثلها في4- .الهيئة التشريعية لألتحاد و ال يهم وجود تفرقة بين هذه الواليات تمتع رعايا األتحاد بجنسية واحدة :ان ظهور شخص دولي جديد يستتبع .تمتع كل رعايا الدول التي اتحدت بجنسية5- .واحدة هي جنسية دول األتحاد ان قيام عالقات معقدة بين دول األتحاد و الواليات يحقق الحرية:ان قيام عالقات معقدة داخل األتحاد بين مختلف6- الدول تكون لصالح الحرية فإذا كان األتحاد يسمح بقيام سلطة مركزية قوية تشعر بقوتها في الخارج،فإنها تكون بدون خطر في الداخل نتيجة لتداخل الصالحيات بحيث أن السلطة المركزية تكون مجبرة غالبا على التفاوض مع الدويالت الداخلية في األتحاد بدال من اصدار أوامر اليها()1 د.سعيد بوشعير القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة ص 1- 133-132 .و مثالنا على ذلك النظام الفيديرالي السويسري ان األتحاد المركزي السويسري تعود بوادره الى القرن 13حينما عقد اتفاق بين ثالث مقاطعات هي اوري،سويتز،واينتروالدن 15/07/1291و تطور ليشمل ثمان مقاطعات ثم ثالث عشر و أخيرا اثنان و عشرون على .أثر اإلتحاد الفيديرالي في سنة 1815و المتوج بدستور 12/09/1848المعدل في سنة 1874 :الهيآت المركزية في اإلتحاد السويسري مجلس الدولة الذي تمثل المقاطعات فيه بالتساوي و يهتم بالمسائل التشريعية و التنفيذية،غير أن هذه الوظيفة يعهد بها .إلى مجلس اتحادي يختاره مجلس الدولة لمدة أربع سنوات و يمارس أعماله في النطاق الذي يحدده له مجلس الدولة و توجد إلى جانب هذا المجلس محكمة فيدرالية أنشئت في سنة 1848عهد لها بحل المنازعات التي تقوم بين المقاطعات و الدولة االتحادية و هو اختصاص يتزايد مهام الدولة الفيدرالية و تداخل االختصاصات بينهما و بين .المقاطعات و ما يتميز به اإلتحاد الفيدرالي السويسري هو األهمية الممنوحة للتطبيقات الديمقراطية و التمسك بها مما جعل الشعب هو المحرك و المراقب للتحول الذي تعرفه الدولة السويسرية و هذا عن طريق أسلوب االستفتاء الذي يعد أهم مظهر من مظاهر الديمقراطية المباشرة في سويسرا)1(. ---------------- د.سعيد بوشعير القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة ص1-136