You are on page 1of 109

‫جامعة أحمد دراية أدرار‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة لنيل شهادة ماستر قانون أعمال‬

‫لجنة المناقشة‬

‫جامعة‪ ............‬رئسا‬ ‫األستاذ مساعد‬ ‫مسعودي يوسف‬ ‫األستاذ‬


‫جامعة‪ ...........‬مشرفا ً و مقرراً‬ ‫األستاذ مساعد‬ ‫باية فتيحـــــــة‬ ‫األستاذ‬
‫جامعة‪ .............‬عضواً مناقشا ً‬ ‫األستاذ مساعد‬ ‫معامير حسيبة‬ ‫األستاذ‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

     (


     
    
    
     
     
‫ صدق هللا العظيم‬.84 ‫)األعراف‬ 
‫إه ـ ــداء‪:‬‬

‫أهدي هذا العمل ‪:‬‬


‫إىل من نزل يف حقهما قوله تعاىل ‪     ﴿:‬‬
‫‪﴾       ‬‬
‫سورة اإلسراء اآلية ‪24‬‬
‫إىل روح أيب طيب‪ 6‬اهلل ثراه وجعل اجلنة مثواه وبالفردوس ملقاه‪....‬رمحه اهلل‬
‫إىل والديت العزيزة أطال اهلل يف عمرها‪.‬‬
‫إىل أيب أهدي هذا العمل ‪ ،‬حيث شهدا معي مراحل بنائه ووضعا معي لبناته ‪،‬ورحل من دار الدنيا‬
‫وتركه بني يدي وإىل أمي اليت مازالت تساندين سائلة اهلل العلي القدير أن يبارك يل يف صحتها وأن‬
‫يرحم اهلل أيب العزيز ‪.‬‬
‫إىل من قامسوين هلو احلياة حلوها ومرها إخواين(حممد ‪،‬عبد الرمحان) وأخوايت (فاطنة ‪،‬مجعة‬
‫‪،‬عائشة) و ابنائيم وبناهتم األعزاء رعاهم اهلل‪.‬‬
‫إىل من شاركين عناء هذا العمل وكان أهال للثقة والوفاء "أستاذييت باية فتيحة"‬
‫وزميلي" عبد اهلل"وكل أساتذيت وزمالئي يف قسم احلقوق و إىل كل من وقف معي وساندين يف‬
‫إجناز هذا العمل املتواضع‪.‬‬
‫وإىل كل من نطق بالضاد وجاهد من أجل إحيائها‬
‫إىل كل هؤالء أهدي مثرة جهدي‬
‫إىل مجيع اإلخوة واألصدقاء خاصة ( عبد احلي‪ ،‬عبد الكرمي‪،‬عبد الرحيم‪،‬عبد الفتاح‪،‬‬
‫عاشور‪،‬فريدة‪ ،‬فتحية‪ ،‬زهرة ‪،‬نزيهة‪ ،‬فاطمية‪،‬عائشة‪)6‬‬
‫وإىل كل من قدم لنا يد العون‪ 6‬واملساعدة من قريب أو بعيد‬
‫مباركة‬
‫الشـ ــكر وتقدير‬
‫الشكر لاله أوالً وأخرا وأمحده محداً كثرياً‪ ، 6‬أن منحين شرف حب العلم واملعرفة‬
‫وأنعم علي باجلهد والوقت‪ 6‬يف رحليت العلمية وشكري لسيد البشرية أفصح من نطق‬
‫بالعربية وحثنا على العلم بأحاديثه التنويرية فلاله احلمد ولرسوله صلي اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫وأشكر جزيل الشكر رمز الفهم‪ 6‬ودوحة العلم اليت فيأت بظالهلا وحظينا بأكلها الطيب‬
‫أستاذتنا املشرفة ‪ :‬باية فتيحة حفظها اهلل ورعاها‪.‬‬
‫كما نتقدم خبالص الشكر والتقدير‪ 6‬إىل كافة األساتذة والزمالء يف قسم احلقوق وإىل كافة‬
‫طالب جامعة أدرار اإلفريقية‪.‬‬
‫وشكري موصول إىل كافة عمال وعميالت إدارة قسم احلقوق‪.‬‬
‫وشكراً‬

‫‪ :‬اهداء‬
‫اهدي هذا العمل املتواضع اىل» الولدتني واالبوين« الكرماء اطال اهلل يف اعمارهم وبلغهم اهلل فينا‬
‫مقاصد ماحيبون‪ 6‬انه ويل ذلك والقادر عليه ‪.‬‬

‫وكذلك‬

‫االهداء موصوالً اىل مجيع أسرة كلية احلقوق و العلوم السياسية قاطبة على احتضاهنا لنا اساتذة‬
‫واداريني وكل من تقدم مبساعدةً أو نصحاً أو تقومياً أو تشجيعاً لنا اثناء اجناز هذا البحث اوخالل‬
‫مشوارنا الدراسي‪ 6‬من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫فنسأل اهلل العلي القدير أن جيزيهم عنا خري اجلزاء و يعمنا مجيعا بعنايته و يشملنا بفيض‪ 6‬جوده و‬
‫كرمه‪...‬إنه تعاىل مسيع جميب‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫يعترب التح ‪66‬ول إىل نظ ‪66‬ام اقتص ‪66‬اد الس ‪66‬وق احلر من أهم الرك ‪66‬ائز األساس ‪66‬ية ل ‪66‬دفع عجلة التنمية ورفع‬
‫مس‪6‬توى اإلنت‪6‬اج يف مجيع القطاع‪6‬ات الص‪6‬ناعية‪ 6‬املختلفة يف الدولة احلديثة وحىت يك‪6‬ون ه‪6‬ذا التح‪6‬ول ناجح‪6‬اً‬
‫وحمق ًقا ألغراضه التنموية‪ 6‬يت‪66‬وجب اس‪66‬تيفاء ودراس‪66‬ة كامل األرك‪66‬ان واجلوانب األساس‪66‬ية ملثل ه‪66‬ذا التح‪66‬ول‪،‬‬
‫وي‪66‬أيت يف مقدمة ه‪66‬ذه األرك‪66‬ان وض‪66‬ع السياس‪66‬ات املالئمة النض‪66‬باط الس‪66‬وق واس‪66‬تقراره‪ 6‬وذل‪66‬ك ال يت‪66‬أتى إال‬
‫بتس‪66‬خري كاف‪66‬ة آلي‪66‬ات احلماي‪66‬ة جلمي‪66‬ع أطراف‪66‬ه الفاعل‪66‬ة خاصة للمس‪66‬تهلك باعتب‪66‬اره الط‪66‬رف األض‪66‬عف وذل‪66‬ك‬
‫حبمايت‪6‬ه‪ 6‬من تقلب‪66‬ات الس‪66‬وق واحتك‪66‬ار فئ‪66‬ات معينة لألس‪66‬عار و الس‪66‬لع وك‪66‬ذا حظ‪6‬وظ اإلنت‪66‬اج على املس‪66‬توى‬
‫احمللي‪ ،‬وه‪66‬ذا م‪66‬ا سعت األمم املتح‪66‬دة إىل ترس‪66‬يخه من خالل م‪66‬ا أدرجت‪66‬ه يف مبادئه‪66‬ا املعروف‪66‬ة مبب‪66‬ادئ‪ 6‬األمم‬
‫املتح ‪66‬دة التوجيهي ‪66‬ة حلماي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك و ه ‪66‬ذه املب ‪66‬ادئ ك ‪66‬انت مص ‪66‬در إهلام لع ‪66‬دد كبري من الق ‪66‬وانني الوطنية‪6‬‬
‫حلماية املستهلك يف خمتلف الدول وال‪66‬يت س‪66‬عت األمم املتح‪66‬دة من خالهلا إىل مراع‪66‬اة مص‪66‬احل واحتياج‪66‬ات‬
‫املستهلكني يف مجيع البلدان وال سيما املستهلكني يف البلدان النامية وكانت هذه املبادئ مصدر إهلام لعدد‬
‫كبري من القوانني الوطنية‪ 6‬حلماية املستهلك يف خمتلف الدول‪.1‬‬

‫وقد جاء يف الفق‪6‬رة ‪ 21‬من ه‪6‬ذه املب‪6‬ادئ النص على ان‪6‬ه " ينبغي‪ 6‬محاية املستهلكني من التج‪6‬اوزات‬
‫التعاقدي‪66‬ة‪ ،‬مثل العق‪66‬ود النمطية‪ 6‬اليت تك‪66‬ون يف ص‪66‬احل ج‪66‬انب واح‪66‬د‪ ،‬واس‪66‬تبعاد احلق‪66‬وق األساس‪66‬ية يف العق‪66‬ود‪6،‬‬
‫واملغاالة يف شروط االئتمان من جانب البائعني"‪.26‬‬

‫ومن هذا املنطلق يتضح مدى األمهية ال‪66‬يت خيتص هبا موض‪66‬وع محاية املس‪66‬تهلك عام‪66‬ة وب‪66‬األخص إذا‬
‫تعلق األمر مبثل هذه الشروط وهو يزداد‪ 6‬أمهية مع مرور الوقت وهذا ما نلمسه عند تتبع‪ 6‬القواعد الص‪66‬ادرة‬
‫يف ه‪66‬ذا الص‪66‬دد وذل‪66‬ك من ت‪66‬اريخ أول ظه‪66‬ور ملص‪66‬طلح املس‪66‬تهلك وحىت الف‪66‬رتة الراهن‪66‬ة‪ 6،‬إذ أن ه‪66‬ذا األخ‪66‬ري‬
‫حباج‪66‬ة ماس‪66‬ة وبص‪66‬فة دائمة إىل احلماية بوص‪66‬فه طرفًا ض‪66‬عي ًفا اقتص‪66‬اديًا ‪ ،‬وذلك أي‪6‬اً ك‪66‬ان النظ‪66‬ام االقتص‪66‬ادي‬

‫‪ _ 1‬أنظر‪ :‬مبادئ األمم املتحدة التوجيهية حلماية املستهلك بصيغتها املوسعة يف عام ‪ ، 1999‬الفقرة "ب" (كانت هذه املبادئ التوجيهية قد أعدها‬
‫يف األساس اﺠﻤﻟلس االقتصادي واالجتماعي واعتمدﻬﺗا اجلمعية العامة يف عام ‪ 1998‬مث قام اﺠﻤﻟلس االقتصادي واالجتماعي بتوسيع نطاقها يف عام‬
‫‪ .)1999‬أنظر ‪ :‬التقرير التنفيذي املرفق هبذه املبادئ‪ ،‬مرفوع على الرابط االلكرتوين التايل ‪:‬‬
‫‪http://unctad.org/en/PublicationsLibrary/UN-DESA_GCP1999_ar.pdf‬‬
‫_‪2015 /24/03_38: 18‬‬
‫‪ _ 2‬أنظر ‪ :‬التقرير التنفيذي املرفق هبذه املبادئ‪ ،‬مرفوع على الرابط االلكرتوين التايل ‪:‬‬
‫‪http://unctad.org/en/PublicationsLibrary/UN-DESA_GCP1999_ar.pdf‬‬
‫_‪2015 /24/03_20:30‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫ال ‪66 6‬ذي يعيش يف ظلّ ‪66 6‬ه‪ ،‬حيث تعترب محاي ‪66 6‬ة حق ‪66 6‬وق املس ‪66 6‬تهلكني ج ‪66 6‬زأً ال يتج ‪66 6‬زأ من منظومة‪ 6‬محاية حق ‪66 6‬وق‬
‫اإلنس‪66‬ان االقتص‪66‬ادية‪ 6‬بص‪66‬فة عامة حيث يتعني العم‪66‬ل على توف‪66‬ري ض‪66‬مانات تكفل لإلنس‪66‬ان احلق يف احلص‪66‬ول‬
‫على معاملة كرمية يف مجيع األم‪66‬اكن اليت يقص‪66‬دها واحملافظة على ص‪66‬حته وس‪66‬المته‪ 6‬وذلك دون متي‪66‬يز بس‪66‬بب‬
‫اجلنس أو ال ‪66‬دين أو مس ‪66‬تواه االجتم ‪66‬اعي وأن تق ‪66‬دم له اخلدم ‪66‬ة أو الس ‪66‬لعة اجلي ‪66‬دة بالس ‪66‬عر‪ 6‬املناسب و اجلودة‬
‫املطلوبة دون أي اشرتاط إلنقاص أو استبعاد ألحد حقوقه األساسية‪ 6‬فسواءً ك‪6‬ان النظ‪6‬ام االقتص‪6‬ادي ال‪6‬ذي‬
‫يعيش في ‪66‬ه املس ‪66‬تهلك اقتص ‪66‬ادا موجه‪6 6‬اً قائم‪6 6‬اً على الت ‪66‬دخل والس ‪66‬يطرة‪ 6‬االقتص ‪66‬ادية‪ 6‬للدولة أو ك ‪66‬ان اقتص ‪66‬اد‬
‫‪1‬‬
‫السوق‪.‬‬

‫علي‪66‬ه ارتأين‪6‬ا‪ 6‬البحث‪ 6‬يف املوض‪66‬وع ال‪66‬ذي تكمن أمهي‪66‬ة يف محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك من الش‪66‬روط التعس‪66‬فية‪ 6‬من‬
‫خالل م‪66 6‬ا ج‪66 6‬اء ب‪66 6‬ه املش‪66 6‬رع اجلزائ‪66 6‬ري‪ 6‬بأحك‪66 6‬ام عام‪66 6‬ة وأخ‪66 6‬رى خاص‪66 6‬ة هبدف احلل ‪66‬ول دون اس‪66 6‬تغالل فئ‪66 6‬ة‬
‫املت‪66 6‬دخلني االقتص‪66 6‬اديني لنف‪66 6‬وذهم االقتص‪66 6‬ادية‪ 6‬وخ‪66 6‬ربهتم املهني‪66 6‬ة يف ف‪66 6‬رض وإمالء بن‪66 6‬ود تعس‪66 6‬فية‪ 6‬على فئ‪66 6‬ة‬
‫املستهلكني فبالنس‪6‬بة‪ 6‬لألحك‪6‬ام العام‪66‬ة ال‪6‬يت ج‪6‬اء هبا املش‪66‬رع اجلزائ‪6‬ري لحماي‪6‬ةً مص‪66‬احل املس‪66‬تهلكني "‪ .‬ي‪66‬ذكر‬
‫على سبيل املثال ما ورد يف املادة ‪ 622‬من القانون املدين اجلزائري‪. 2‬‬

‫أما يف ش ‪66 6‬أن النص ‪66 6‬وص اخلاصة يف التش ‪66 6‬ريع‪ 6‬اجلزائ ‪66 6‬ري‪ 6،‬فاملش ‪66 6‬رع ق ‪66 6‬د اص ‪66 6‬در مجل ‪66 6‬ة من الق ‪66 6‬وانني‬
‫واملراسيم التنفيذية هبذا اخلصوص خاصة يف الف‪66‬رتة األخ‪6‬رية حبيث أنتبه‪ 6‬املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري‪ 6‬إيل ض‪66‬رورة محاي‪66‬ة‬
‫املس‪66 6 6‬تهلك من الش‪66 6 6‬روط التعس‪66 6 6‬فية حيث ج‪66 6 6‬اء بالق‪66 6 6‬انون رقم‪ 03-09‬املتعلق حبماية املس‪66 6 6‬تهلك وقمع‬
‫الغش‪ ،3‬وال‪6‬ذي مبوجبه ألغي أحك‪6‬ام الق‪6‬انون رقم‪ 02-89‬املتعل‪6‬ق بالقواعد العامة‪ 6‬حلماية املس‪6‬تهلك‪4‬وأع‪6‬اد‬
‫هيكلة املنظومة القانونية‪ 6‬اخلاصة حبماي‪6‬ة املس‪6‬تهلك بنظ‪6‬رة أك‪6‬ثر دق‪6‬ة ومشولية‪ 6‬ومواكب‪6‬ة ملس‪6‬تجدات العص‪6‬ر يف‬
‫مقاب‪66 6‬ل تن‪66 6‬امي وتط‪66 6‬ور متطلب‪66 6‬ات املس‪66 6‬تهلك فك‪66 6‬ان الق‪66 6‬انون رقم ‪ 02-89‬املتعل‪66 6‬ق بالقواعد العامة‪ 6‬حلماية‬

‫‪ -‬مذكرة مقدمة من أمانة األونكتاد يف ‪ 29‬أبريل ‪ ، 2013‬تتضمن التقرير التنفيذي املتعلق مببادئ األمم املتحدة التوجيهية حلماية املستهلك ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الصادر عن جلنة التجارة والتنمية‪ 6‬يف أطار مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية ‪,‬خالل الدورة الثالثة عشرة املنعقدة يف جنيف‪،‬من ‪ 7‬إىل ‪/03 /12‬‬
‫‪ ، 2013‬ص ‪ 2‬و ‪ 3‬أنظر الرابط االلكرتوين التايل ‪:‬‬
‫‪2015http://unctad.org/meetings/en/SessionalDocuments/ciclpd23_ar.pdf /24/03 _15:25‬‬
‫‪ _ 2‬األمر رقم ‪ 58 -75‬املؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬واملتضمن القانون املدين ‪ ،‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ _ 3‬القانون رقم ‪ 03-09‬املؤرخ يف ‪ 25/02/2009‬املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش ‪،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 15‬الصادرة يف ‪.08/03/2009‬‬
‫‪ _ 4‬الق‪6‬انون رقم ‪ 02-89‬الص‪6‬ادر يف ‪ 07‬ف‪6‬رباير ‪، 1989‬املتعل‪6‬ق بالقواع‪66‬د العام‪66‬ة حلماي‪6‬ة املس‪66‬تهلك‪ ،‬امللغ‪66‬ا مبوجب ق‪6‬انون اجلدي‪66‬د حلماي‪6‬ة املس‪6‬تهلك‬
‫وقمع الغش ‪. 03 -09‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫املس‪66‬تهلك امللغى مبثاب ‪6‬ة‪ 6‬اللبن ‪6‬ة‪ 6‬األساس‪66‬ية يف إرس‪66‬اء منظوم‪66‬ة قانوني ‪6‬ة‪ 6‬خاص‪66‬ة حبماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك اجلزائ‪66‬ري‪ 6‬لتليه‬
‫سلس‪66‬لة من الق‪66‬وانني الداعم‪66‬ة ملب‪66‬ادئ محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك من بينه‪66‬ا الق‪66‬انون رقم‪ 266- 90‬املتعل‪66‬ق بض‪66‬مان‬
‫املتوج ‪66‬ات واخلدمات‪، 1‬وك ‪66‬ذا الق ‪66‬انون رقم‪06 -95‬املتعل ‪66‬ق باملنافسة ‪ 2‬مث الق ‪66‬انون رقم ‪ 02_04‬ال ‪66‬ذي‬
‫حيدد القواع‪66 6‬د املطبق‪66 6‬ة على املمارس‪66 6‬ات التجارية‪36‬واملرس‪66 6‬وم التنفي‪66 6‬ذي رقم ‪ 306 6 6 - 06‬احملدد للعناص‪66 6‬ر‬
‫األساس‪66‬ية للعق‪66‬ود املربم‪66‬ة بني األع‪66‬وان االقتص‪66‬اديني واملس‪66‬تهلكني والبن‪66‬ود‪ 6‬ال‪66‬يت تعت‪66‬رب تعس‪66‬فية‪، 46‬وغريه‪66‬ا من‬
‫القوانني واليت من خالهلا تتضح رغبة املشرع يف القضاء على الشروط التعسفية ‪.‬‬

‫وترج‪66‬ع أس‪66‬باب اختي‪66‬ار املوض‪66‬وع إىل الرغب‪66‬ة يف البحث‪ 6‬يف ه‪66‬ذا املوض‪66‬وع وك‪66‬ذلك تط‪66‬ور وس‪66‬ائل‬
‫اإلنت‪66‬اج وتض‪66‬اعف املنتجني وأم‪66‬ام تن‪66‬امي حج‪66‬ات املس‪66‬تهلكني وعليه عم‪66‬ل املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري على مس‪66‬ايرة‬
‫التغري الكبري والسريع الذي تش‪66‬هده الس‪66‬احة االقتص‪66‬ادية‪ 6‬خاص‪66‬ة يف جمال التج‪66‬ارة وما يص‪66‬احبه من تن‪66‬امي يف‬
‫األطم ‪66‬اع االقتص ‪66‬ادية لفئ ‪66‬ة املت ‪66‬دخلني االقتص ‪66‬اديني ‪،‬وال ‪66‬ذي زاد من ح ‪66‬دة وتن ‪66‬وع أش ‪66‬كال وص ‪66‬ور التعام ‪66‬ل‬
‫بش ‪66‬روط تعس ‪66‬فية واتس ‪66‬اع نط ‪66‬اق التعام‪6 6‬ل‪ 6‬هبا لدرج ‪66‬ة أهنا ص ‪66‬ارت مبثاب‪6 6‬ة‪ 6‬األص ‪66‬ل وليس االس ‪66‬تثناء يف جمال‬
‫املع ‪66‬امالت التعاقدي ‪6‬ة‪ 6‬بني املس ‪66‬تهلكني وخمتل ‪66‬ف املت ‪66‬دخلني االقتص ‪66‬اديني س ‪66‬واءً ك ‪66‬انواْ منتجني أو ص ‪66‬انعني أو‬
‫مهنيني ‪ ،‬وذل‪66‬ك باس‪6‬تغالل املت‪66‬دخل االقتص‪6‬ادي‪ 6‬لنف‪66‬وذه املادي‪6‬ة وس‪6‬لطته املخول‪66‬ة مبوجب مرك‪66‬زه االقتص‪66‬ادي‬
‫الذي يضعه‪ 6‬موضع قوة يف تعامله مع املستهلك الذي ميثل احللقة األضعف يف سلسلة العالق‪66‬ة االقتص‪66‬ادية‬
‫رغم أمهيته فيها ليفرض عليه شروط وبنود تعسفية أقل ما ميكن أن يقال عنها أهنا جمحفة يف حق‪66‬ه خاص‪66‬ة‬
‫وان‪66 6 6‬ه من يس‪66 6 6‬اهم بفعالي‪66 6 6‬ة يف حتف‪66 6 6‬يز‪ 6‬خمتل‪66 6 6‬ف األع‪66 6 6‬وان االقتص‪66 6 6‬اديني إىل الزي‪66 6 6‬ادة والتط‪66 6 6‬وير‪ 6‬يف منتج‪66 6 6‬اهتم‬
‫االستهالكية بالرفع من مستوى استهلكه وبالتايل املسامهة يف دفع عجلة االقتصاد الوطين حنو األمام ‪.‬‬

‫‪ _1‬الق‪66 6 6 6‬انون رقم ‪ 266-90‬املؤرخ يف ‪ 1990/09/15‬املتعل‪66 6 6 6‬ق بض‪66 6 6 6‬مان املنتوج‪66 6 6‬ات واخلدمات ‪ ،‬اجلري‪66 6 6‬دة الرمسية ع‪66 6 6‬دد ‪ 40‬الص‪66 6 6‬ادرة يف‬
‫‪.19/09/1990‬‬
‫‪ _ 2‬القانون رقم ‪06-95‬املؤرخ يف ‪، 25/01/1995‬املتعلق باملنافسة‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 09‬الصادرة يف ‪22/02/1995‬‬
‫‪ _3‬الق‪66‬انون رقم‪ 02_04‬املؤرخ ىف‪23‬يونيو‪ 2004‬ال‪66‬ذي حيدد القواع‪66‬د املطبق‪66‬ة على املمارس‪66‬ات التجارية ‪ ،‬اجلري‪66‬دة الرمسية ‪،‬ع‪66‬دد ‪ 41‬الص‪66‬ادرة يف‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ _ 4‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬املؤرخ يف ‪ 10‬س‪6‬بتمرب ‪ 2006‬احملدد للعناص‪6‬ر األساس‪6‬ية‪ 6‬للعق‪6‬ود املربم‪6‬ة بني األع‪6‬وان االقتص‪6‬اديني واملس‪6‬تهلكني‬
‫والبنود اليت تعترب تعسفية ‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 56‬الصادرة يف ‪ 11‬سبتمرب ‪. 2006‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫وانطالقا من احلماية الدولية للمستهلك جاءت احلماية الوطنية واليت أقرهتا معظم ال‪66‬دول من بينه‪66‬ا‬
‫اجلزائ‪66‬ر ففي ه‪66‬ذا اجملال ط‪66‬رحت العدي‪66‬د من اإلش‪66‬كاليات فحس‪66‬ب الق‪66‬انون املدين اجلزائ‪66‬ري‪ 1 6‬ج‪66‬اء يف املادة‬
‫‪ 106‬من‪66 6‬ه العقد ش‪66 6‬ريعة‪ 6‬املتعاق‪66 6‬دين أي األصل يف إب‪66 6‬رام العق‪66 6‬ود أهنا ت‪66 6‬ربم بعد مفاوض‪66 6‬ات بني األط‪66 6‬راف‬
‫املتعاق ‪66 6 6 6‬دة يف ج ‪6ّ 6 6 6 6‬و من احلرية الكاملة يف املناقشة ومعرفة كل ط ‪66 6 6 6‬رف حلقوقه والتزاماته‪ 6‬وذلك على ق ‪66 6 6 6‬دم‬
‫املس ‪66‬اواة بينهما وفق ‪6‬اً ملب ‪66‬دأ احلرية التعاقدية‪ ،‬لكن موض ‪66‬وع محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك من الش ‪66‬روط التعس ‪66‬فية‪ 6‬ال ‪66‬ذي‬
‫تكفلت ب ‪66‬ه القواع ‪66‬د التقليدي ‪66‬ة يف البداي ‪66‬ة ولكن التط ‪66‬ورات‪ 6‬األخ ‪66‬رية خاصة االقتص ‪66‬ادية‪ 6‬منها أدت إىل ع ‪ّ 6‬دة‬
‫تغ ‪66‬ريات‪ ،‬ف ‪66‬الثورة الص ‪66‬ناعية ال ‪66‬يت عرفه ‪66‬ا الع ‪66‬امل يف الق ‪66‬رن التاسع عشر قد ق ‪66‬امت بقلب املوازين‪ 6،‬فقد أدى‬
‫تط‪66 6‬ور عملي‪66 6‬ات التص‪66 6‬نيع والتوزيع‪ 6‬الك‪66 6‬ثيف للس‪66 6‬لع واخلدمات إىل تط‪66 6‬ور فك‪66 6‬رة عق‪66 6‬ود اإلذع‪66 6‬ان وعق‪66 6‬ود‬
‫االس‪66‬تهالك‪ ،‬واليت يف الغ‪66‬الب‪ 6‬تط‪66‬رح إىل الس‪66‬وق يف ش‪66‬كل عق‪66‬ود منوذجية مع‪ّ 6‬د ة مس‪66‬بقاً بش‪66‬كل منف‪66‬رد من‬
‫‪2‬‬
‫قبل املتدخلني االقتصاديني‪. ‬‬

‫حمررة مس ‪66‬بقاً ومع‪ّ 6 6‬دة بواس ‪66‬طة فريق‬


‫موح‪66‬دة ومنوذجي ‪66‬ة‪ّ 6،‬‬
‫و أص ‪66‬بحت ه ‪66‬ذه العق ‪66‬ود حتمل ش ‪66‬روطاً ّ‬
‫الشروط بعد ذلك يف العالقات العقدية‪ 6‬املتعلقة‬
‫متخصص‪ 6‬ملواجهة مجيع االحتماالت‪ ،‬حيث تستعمل هذه ّ‬
‫بنفس املنتج‪66‬ات وال ّس ‪6‬لع أي ‪6‬اً ك‪66‬ان املتعاقد اآلخ‪66‬ر‪ ،‬تلك الش‪66‬روط قد ت‪66‬رد بطريق اإلحالة لوث‪66‬ائق تتك‪66‬ون من‬
‫ع ّدة نسخ‪ ،‬مما يص‪66‬عب‪ 6‬اإلطالع عليه‪66‬ا‪ ،‬وإما تك‪66‬ون معلّقة يف أم‪66‬اكن إب‪66‬رام العقد ‪ ،‬ولكنها تش‪6‬كل خط‪6‬ورة‬
‫بالنس‪66‬بة للمس‪66‬تهلكني‪ ،‬فه‪66‬ؤالء املس‪66‬تهلكني يخض‪66‬عون متام ‪6‬اً للعقد ب‪66‬دون معرفة بك‪6ّ 6‬ل الش‪66‬روط‪ ،‬حيث أهنم‬
‫يثق‪66‬ون‪ 6‬يف املت‪66‬دخلني االقتص‪66‬اديني أل ّن العق‪66‬ود تك‪66‬ون مص‪66‬اغة بوض‪66‬وح لص‪66‬احل املت‪66‬دخلني االقتص‪66‬اديني ال‪66‬ذين‬
‫يعرضوهنا عليهم ‪ ،‬إالّ أنه يف العقود اليت تربم بني املتدخلني االقتصاديني و املستهلكني وبالنظر إىل اإلنت‪66‬اج‬
‫والتوزيع باجلملة للس ‪66‬لع واملنتج ‪66‬ات وتع ‪ّ 6‬دد وتش ‪66‬ابك وتع ّقد سلس ‪66‬لة التوزي ‪66‬ع‪ ،‬ونظ ‪66‬راً للس ‪66‬رعة اليت تتم هبا‬
‫ه‪6‬ذه العملي‪6‬ات ونظ‪6‬راً ملا يتمتع به املت‪6‬دخلني االقتص‪6‬اديني من ق‪6‬وة ونف‪6‬وذ اقتص‪6‬ادي يف مواجهة املس‪6‬تهلكني‬
‫‪ ،‬فإننا جند أ ّن هؤالء املتدخلني االقتص‪6‬اديني س‪6‬واءً أك‪6‬انوا ص‪6‬ناعاً أم م‪6‬وزعني أم ب‪6‬ائعني باجلملة أم بالتجزئة‪6‬‬
‫حرية مناقشة هلا ومن ج‪66‬انب واحد‬
‫دأب‪66‬وا على أن ي‪66‬درجوا يف عق‪66‬ودهم ش‪66‬روطاً وض‪66‬عوها مس‪66‬بقاً وب‪66‬دون ّ‬

‫‪ _ 1‬األمر رقم ‪ 58-75‬املؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬واملتضمن القانون املدين ‪،‬املعدل واملتمم‪6.‬‬


‫‪2‬‬
‫ـ أمين سعد سليم‪،‬الشروط التعسفية يف العقود ‪،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪ ،‬بدون رقم الطبعة ‪،2011،‬ص‪38‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫حرية مناقش‪6‬تها‪ ،‬وبالت‪66‬ايل اخت ّ‪6‬ل مب‪6‬دأ املس‪6‬اواة‬
‫الشروط تعترب جمحفة ب‪6‬الطرف اآلخر ال‪6‬ذي مل تت‪66‬وافر له ّ‬
‫هذه ّ‬
‫خيل ب ‪66 6‬التوازن العق ‪66 6‬دي ال ‪66 6‬ذي حيكم العق ‪66 6‬ود ول ‪66 6‬ذا فهي تعترب ش ‪66 6‬روطاً تع ّس ‪6 6‬فية‪6‬‬
‫العقدية بني الط ‪66 6‬رفني‪ ،‬مما ّ‬
‫باعتبارها توفر مزايا فاحشة للمتدخلني االقتصاديني على حساب املستهلكني‪.1‬‬

‫وعلي‪66 6‬ه ط ‪66‬رح الإش‪66 6‬كال الت‪66 6‬ايل ‪:‬كي ف واج ه المش رع الجزائ ري الش روط التعس فية الماس ة‬
‫بحقوق المستهلك‪ .‬؟‬

‫و يف ظل ه ‪66‬ذه الظ ‪66‬روف ح ‪66‬اولت بعض التش ‪66‬ريعات احت ‪66‬واء أزمة اختالل الت ‪66‬وازن‪ 6‬العق ‪66‬دي ال ‪66‬ذي‬
‫حتدثه ال ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية املفروضة على املس ‪66‬تهلكني من ط ‪66‬رف املت ‪66‬دخلني االقتص ‪66‬اديني واحملاوالت األوىل‬
‫تض ‪66 6‬منتها القواعد العامة يف ق‪66 6‬انون العق ‪66 6‬ود‪ ،‬ف‪66 6‬الطرف الض‪66 6‬عيف يف ظل ه‪66 6‬ذه القواعد ك‪66 6‬ان يتمتع ببعض‪6‬‬
‫احلماية وإن ك‪66 6 6‬انت ناقصة وغري فعالة إىل حد م‪66 6 6‬ا‪ ،‬فهي قد احت‪66 6 6‬وت على جمموعة من املب‪66 6 6‬ادئ اليت ميكن‬
‫مبوجبها إلغاء بعض الشروط التعسفية‪ 6‬املدرجة يف عقود االستهالك‪.‬‬

‫وأم ‪66 6‬ام ه ‪66 6‬ذا النقص ال ‪66 6‬ذي يعيب‪ 6‬القواعد العامة يف جمال احلماية من ال ّش ‪6 6‬روط التع ّس ‪6 6‬فية‪ 6‬ظه ‪66 6‬رت‬
‫حماوالت تش ‪66 6‬ريعية يف بعض ال ‪66 6‬دول ومنه ‪66 6‬ا الجزائر‪ 6‬و هي ب ‪66 6‬ذلك تس ‪66 6‬عى إىل حتديث احلماية لتتس ‪66 6‬اي‪6‬ر مع‬
‫املس‪66‬تجدات االقتص‪66‬ادية‪ 6،‬وذلك عن طريق سد كثري من الثغ‪66‬رات اليت ع‪66‬ابت القواعد العامة يف ه‪66‬ذا اجملال‪،‬‬
‫فظهر ألول م‪66‬رة مفهوما دقيقا للش‪66‬رط التع ّس ‪6‬في م‪66‬دعما مبع‪66‬ايري حديثة‪ 6‬كشفت عن ص‪66‬فته وذلك يف إط‪66‬ار‬
‫اآللي‪66 6‬ات الحديثة‪ 6‬للرقابة على ال ّش ‪6 6‬روط التع ّس ‪6 6‬فية‪ ،‬وهو ما ك‪66 6‬انت تعجز عن حتقيقه القواعد العام‪66 6‬ة‪ ،‬إذ مل‬
‫التعسفي ومل يكن هناك معيار‪ 6‬دقيق تحدده‪.‬‬
‫للشرط ّ‬
‫يكن هناك من مفهوم واضح ّ‬

‫ومن بني أهم األه ‪66‬داف و ال ‪66‬دوافع واحملف ‪66‬زات ال ‪66‬يت ح ‪66‬ركت فين ‪66‬ا رغب ‪66‬ة البحث يف موض ‪66‬وع محاي ‪66‬ة‬
‫املستهلك من الشروط التعسفية‪ 6‬هو ندرة األحباث املخصص‪6‬ة يف ه‪6‬ذا املوض‪6‬وع بالتحديد رغم الكم الكب‪6‬ري‬
‫من الدراس‪66‬ات املتعل‪66‬ق حبماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك لكن أغلبها تن‪66‬اولت املوض‪66‬وع بوج‪66‬ه ع‪66‬ام ‪ ،‬أض‪66‬ف إىل ذل‪66‬ك ف‪66‬إن‬
‫املوضوع حمل الدراسة‪ 6‬والذي ميثل محاي‪6‬ة املس‪66‬تهلك من التعسف‪ 6‬وه‪6‬و اله‪6‬دف موض‪6‬وع ه‪6‬ذا البحث ال‪6‬ذي‬
‫ال ميكن الوصول إليه إال ب العمل على توعية املستهلك به ورفع معنوياته من خال تسليط الضوء على جزء‬

‫‪ _ 1‬أمين سعد سليم‪6،‬نفس املرجع ‪،‬ص‪38‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫من اجمله‪66‬ودات املبذول‪66‬ة من ط‪66‬رف املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري‪ 6‬وك‪66‬ذا اهليئ‪66‬ات الوص‪66‬ية املكلف‪66‬ة بالرقاب ‪6‬ة‪ 6‬و الس‪66‬هر على‬
‫راحة وسالمة املستهلك يف العقود االستهالكية اليت جتمعهم باملتدخلني االقتصاديني‪،‬أضف إىل ذل‪66‬ك إث‪66‬راء‬
‫املكتبة اجلامعية‪ 6‬هبذا النوع من األحباث اهلادفة‪.‬‬

‫ك‪66‬ل ما تق‪66‬دم س‪66‬يحتاج إىل تفص‪66‬يل هبدف الوص‪66‬ول إىل حتليل معمق و إىل توض‪66‬يح مج‪66‬ال احلماية‬
‫للمس ‪66‬تهلك من ال ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية‪ ،6‬أم ‪66‬ا من حيث املنهج املتب ‪66‬ع لإلجاب ‪66‬ة على التس ‪66‬اؤالت الس ‪66‬ابقة ف ‪66‬إن‬
‫طبيع ‪66‬ة الدراسة للموض‪66‬وع يف ظل املنظوم‪66‬ة القانوني ‪6‬ة‪ 6‬املس‪66‬طرة من ط‪66‬رف املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري وحتدي‪66‬د م‪66‬دى‬
‫فعالية ه ‪66 6‬ذه احلماية على أرض الواقع يقتضي إتب ‪66 6‬اع املنهج التحليلي ‪ ،‬ألن ه ‪66 6‬ذا الن ‪66 6‬وع من الدراس ‪66 6‬ات‬
‫يعتم‪66‬د على الكث‪66‬ري من النص‪66‬وص القانوني ‪6‬ة‪ 6‬اليت تتطلب من‪66‬ا حتليلها ومتحيص‪66‬ها هبدف الوق‪66‬وف على خمتل‪66‬ف‬
‫وجه ‪66‬ات النظ ‪66‬ر ال‪66‬يت اعتم ‪66‬دها املش‪66‬رع الجزائ‪66‬ري‪ 6‬وك‪66‬ذا ض ‪66‬بط وحتدي ‪66‬د آلي ‪66‬ات احلماية اليت أقرها املش‪66‬رع‪،‬‬
‫وك‪66‬ذا لالطالع على م‪66‬دى فعالية و مواكب‪66‬ة ه‪66‬ذه اآللي‪66‬ات يف تس‪66‬وية العقب‪66‬ات املتج‪66‬ددة ال‪66‬يت تع‪66‬رتض تق‪66‬دم‬
‫موض ‪66‬وع محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك على أرض الواقع وك‪66‬ذلك اعتم ‪66‬اد املنهج املق ‪66‬ارن بش ‪66‬كل بس ‪66‬يط الن املوض ‪66‬وع‬
‫تتخلله مقارنة ولو بسيطة باملشرع الفرنسي كون املشرع اجلزائري أعتمد عليه يف العديد من نصوصه ‪.‬‬

‫ولإلجابة عن التس ‪66‬اؤالت الس ‪66‬ابقة‪ 6‬وفقا للمنهج املتب ‪66‬ع‪ ،‬وذل ‪66‬ك من خالل التقس ‪66‬يم‪ 6‬الت ‪66‬ايل‪ :‬ج ‪66‬اءت‬
‫اخلط ‪66‬ة مك ‪66‬ون من مقدم ‪66‬ة ح ‪66‬ول املوض ‪66‬وع مث يليها فص ‪66‬لني أساس ‪66‬يني خص ‪66‬ص الفص ‪6‬ل‪ 6‬األول لماهي ‪66‬ة محاي ‪66‬ة‬
‫املس‪66 6‬تهلك من الش‪66 6‬روط التعس‪66 6‬فية‪ 6‬يف التش‪66 6‬ريع اجلزائ‪66 6‬ري ففي املبحث األول منه خصص لض‪66 6‬بط املف‪66 6‬اهيم‬
‫الرئيس‪66‬ية‪ 6‬املركِب‪66‬ة لعن‪66‬وان ه‪66‬ذا البحث واس‪66‬تقراء وجه‪66‬ة نظ‪66‬ر املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري حنوه‪66‬ا ‪،‬وأم‪66‬ا املبحث الث‪66‬اين‬
‫خص‪6‬ص لض‪6‬بط مفه‪6‬وم الش‪6‬رط التعس‪6‬في يف التش‪6‬ريع اجلزائ‪6‬ري ‪ ،‬أم‪6‬ا الفص‪6‬ل الث‪6‬اين فيع‪6‬اجل اآللي‪6‬ات املس‪6‬خرة‬
‫من ط‪66‬رف املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري‪ 6‬حلماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك من الش‪66‬روط والتج‪66‬اوزات التعس‪66‬فية‪ 6‬ال‪66‬يت يتع‪66‬رض هلا حيث‬
‫جاء تقسم هذا الفصل‪ 6‬على النحو التايل املبحث األول خصيصا لآلليات‪ 6‬القانونية العامة حلماية املس‪66‬تهلك‬
‫من الشروط التعسفية‪ 6‬يف ظل القواعد التقليدية وعقود اإلذعان أما املبحث الثاين لآلليات‪ 6‬القانونية اخلاص‪66‬ة‬
‫التعسفية‪ 6‬باستعماليه لطرق رقابية‪ 6‬حديثة لنختم موضوع هذه الدراسة‪ 6‬خبامتة‬ ‫الشروط ّ‬ ‫حلماية املستهلك من ّ‬
‫تضمنت‪ 6‬أهم النتائج و االقرتاحات املتوصل إليها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫نظ ‪66‬را للظ ‪66‬روف واملس ‪66‬تجدات ال ‪66‬يت مير هبا الع ‪66‬امل الي ‪66‬وم‪ 6‬من تط ‪66‬ورات عميق ‪66‬ة يف شىت جماالت ‪66‬ه‬
‫خاصة االقتصادية منها واليت سامهت يف إنتاج تفاعالت وحتوالت عميقة وعديدة من أبرزها الزيادة‬
‫الكب‪66‬رية‪ 6‬يف مع‪66‬دل الطلب‪66‬ات على الس‪66‬لع واخلدمات‪ ،‬مما أدى بص‪66‬ورة آلية إىل تغي‪66‬ري ج‪66‬ذري يف أمناط‪66‬ا‬
‫املمارس‪66 6 6‬ات التجارية وبالت‪66 6 6‬ايل تعم‪66 6 6‬ق و اتس‪66 6 6‬اع يف املركز الق‪66 6 6‬انوين بني املس‪66 6 6‬تهلك ال‪66 6 6‬ذي يوص ‪66 6‬ف‬
‫بالش‪66‬خص الض‪66‬عيف‪ 6‬و املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي ال‪66‬ذي ميكن أن يطلق عليه وص‪66‬ف الش‪66‬خص الق‪66‬وي ألنه‬
‫متف‪66 6‬وق اقتص‪66 6‬اديا يف ه‪66 6‬ذه العالق‪66 6‬ة ‪ ،‬وه‪66 6‬ذا التص‪66 6‬ور ألط‪66 6‬راف احلي‪66 6‬اة االقتص‪66 6‬ادية عموما والعالق ‪66‬ات‬
‫التعاقدي‪66 6‬ة خصوصا ليس ابت‪66 6‬داعا وال تزي‪66 6‬دا‪ ،‬بل إنه تص‪66 6‬وير ونت‪66 6‬اج واقع أفرزته العالق‪66 6‬ات املعاص‪66 6‬رة‬
‫وال‪66 6 6 6 6‬ذي هز بش‪66 6 6 6 6‬كل ج‪66 6 6 6 6‬ذري العق‪66 6 6 6 6‬ود من حيث توازهنا وما ينبغي‪ 6‬أن يت‪66 6 6 6 6‬وافر فيها من عدالة بني‬
‫‪1‬‬
‫أطرافها‪.‬‬
‫ولعل من أبرز صور التعس‪66‬ف ال‪66‬يت اس‪66‬تعملها املت‪66‬دخلون االقتص‪66‬اديون اجتاه طائفة املس‪66‬تهلكني‬
‫ه‪66‬و إدراجهم جلمل‪66‬ة من الش‪66‬روط التعس‪66‬فية يف بن‪66‬ود العق‪66‬ود اليت جتمعهم مع املس‪66‬تهلكني من خالل ما‬
‫يقدمونه هلم من س ‪66‬لع وخ ‪66‬دمات ال غىن هلم عنه ‪66‬ا‪،‬حىت أض ‪66‬حت الي ‪66‬وم تل ‪66‬ك الش ‪66‬روط معض ‪66‬لة عاملية‬
‫ح ‪66‬اولت خمتل ‪66‬ف التش ‪66‬ريعات الوض ‪66‬عية احلديثة مكافحتها واحلد منه ‪66‬ا‪ ،‬مبا تص ‪66‬دره من ق ‪66‬وانني حتظ ‪66‬ر‬
‫التعام ‪66 6‬ل هبا وختول من خالهلا للس ‪66 6‬لطة القض ‪66 6‬ائية‪ 6‬احلق يف تع ‪66 6‬ديلها أو إلغائها ح ‪66 6‬ىت ل ‪66 6‬و اقتضى األمر‬
‫املساس بالقواعد‪ 6‬الصلبة ‪،2‬كقاعدة"العقد شريعة املتعاقدين" ‪3‬و"مبدأ سلطان اإلرادة"‪.4‬‬

‫‪ _ 1‬إبراهيم عبد العزيز داود ‪،‬محاية املستهلك يف مواجهة الشروط التعسفية (دراسة حتليلية‪ 6‬مقارنة يف ضوء نظرييت عقود اإلذعان وعقود‬
‫االستهالك‪،‬الدار اجلامعية اجلديدة‪،‬األسكندرية‪، 6‬بدون رقم الطبعة‪،2013،‬ص‪. 10‬‬
‫‪ _ 22‬إبراهيم عبد العزيز داود ‪ ،‬نفس املرجع‪،‬ص‪.11‬‬
‫‪ _ 3‬مبدأ سلطان اإلدارة و العقد شريعة املتعاقدين‪ :‬مبادئ سطرهتا الشريعة العامة ‪،‬حيث تعترب اإلدارة حرة وواعية وعلى كل الطرفني العملية‪6‬‬
‫التعاقدية محاية نفسه ومصاحله حني التعاقد فال ختتار من العقود إال ما يتماشى مع مصاحله ورغباته ومع التطور التكنولوجي اهلائل وتعقيد العمليات‬
‫االستهالكية أدى ذلك إىل احتالل توازن من املتدخل االقتصادي واملستهلك هلذا أصبحت‪ 6‬هذه القواعد غري كافية حلماية املستهلك فظهرت مبادئ‬
‫أخرى مثل االلتزام باإلعالم ونظرية الشروط التعسفية أنظر ‪ :‬باحلاج العريب‪ ،‬اإلطار القانوين للمرحلة السابقة عن إبرام العقد يف إطار القانون املدين‬
‫اجلزائري ‪،‬دراسة مقارنة ‪،‬دار وائل لنشر ‪،‬دون بلد‪،‬دون رقم الطبعة‪،2010 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪_4‬رباحي أمحد ‪،‬مقال بعنوان ‪:‬أثر التفوق االقتصادي للمحرتف يف فرض الشروط التعسفية يف القانون اجلزائري والقانون املقارن ‪،‬جملة اقتصاديات‬
‫مشال إفريقيا‪ ،‬عدد ‪،5‬ص ‪.344‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫ومن أجل معاجلة ماهية محاية املستهلك من الشروط التعسفية‪ 6‬يف التشريع اجلزائري خصص‪66‬نا‬
‫املبحث األول ألط‪6‬راف العالق‪6‬ة االس‪66‬تهالكية‪ 6‬واحلماي‪66‬ة القانوني‪6‬ة‪ 6‬للمس‪6‬تهلك يف التش‪6‬ريع اجلزائ‪66‬ري أم‪6‬ا‬
‫يف املبحث الثاين يتم التطرق إىل ماهية الشروط التعسفية‪ 6‬يف التشريع اجلزائري ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬أط راف العالق ة االس تهالكية والحماي ة القانوني ة للمس تهلك في التش ريع‬
‫الجزائري‬

‫حمررة مسبقاً ومع‪66‬دة بواس‪66‬طة‬ ‫موحدة ومنوذجية‪ّ ،‬‬ ‫أصبحت العقود االستهالكية حتمل شروطاً ّ‬
‫فريق متخصص ل ‪66‬ذالك حيث تس ‪66‬تعمل ه ‪66‬ذه ال ّش‪6 6‬روط بعد ذلك يف العالق ‪66‬ات العقدية املتعلقة‪ 6‬و أي‪6 6‬اً‬
‫ك ‪66‬ان املتعاقد اآلخر‪،‬ألن األصل يف إب ‪66‬رام العق ‪66‬ود أهنا ت ‪66‬ربم بعد مفاوض ‪66‬ات بني األط ‪66‬راف املتعاق ‪66‬دة يف‬
‫ج ‪6ّ 6 6‬و من احلرية الكاملة يف املناقشة ومعرفة كل ط ‪66 6‬رف حلقوقه والتزاماته‪ 6‬وذلك على ق ‪66 6‬دم املس ‪66 6‬اواة‬
‫بينهما وفق‪6‬اً ملب‪66‬دأ احلرية التعاقدية‪ ،‬إالّ أنه يف العق‪66‬ود اليت ت‪66‬ربم بني املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي و املس‪66‬تهلكني‬
‫وب ‪66‬النظر إىل اإلنت ‪66‬اج والتوزيع باجلملة للس ‪66‬لع واملنتج ‪66‬ات وتع‪ّ 6 6‬دد وتش ‪66‬ابك وتع ّقد سلس ‪66‬لة التوزي ‪66‬ع‪،‬‬
‫ونظ ‪66‬راً للس ‪66‬رعة اليت تتم هبا ه ‪66‬ذه العملي ‪66‬ات ونظ ‪66‬راً ملا يتمتع به املت ‪66‬دخل االقتص ‪66‬ادي من ق ‪66‬وة ونف ‪66‬وذ‬
‫اقتص‪66‬اديني وبالت‪66‬ايل أخت‪6ّ 6‬ل مب‪66‬دأ املس‪66‬اواة‪ 6‬العقدية بني الط‪66‬رفني‪ ،‬مما أخ‪6ّ 6‬ل ب‪66‬التوازن العق‪66‬دي ال‪66‬ذي حيكم‬
‫العق‪66‬ود وله ‪6‬ذا فهي تعترب ش‪66‬روطاً تع ّس ‪6‬فية باعتبارها‪ 6‬ت‪66‬وفر مزايا فاحشة للمت‪66‬دخلني االقتص‪66‬اديني على‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫حس ‪66‬اب املس ‪66‬تهلكني ‪،‬علي ‪66‬ه ج ‪66‬اء التش ‪66‬ريع اجلزائ ‪66‬ري باحلماي ‪66‬ة القانوني‪6 6‬ة‪ 6‬للمس ‪66‬تهلك من اج ‪66‬ل محاي ‪66‬ة‬
‫مصاحل األطراف الضعيفة وحتقيق مبادئ اإلنصاف والعدالة يف خمتلف العالقات االجتماعية القانونية‬
‫بكل أنواعها ومن بني تلك املساعي‪ 6‬العمل على محاية مصاحل املستهلكني باعتب‪66‬ارهم طرف‪6‬اً ض‪66‬عيفاً يف‬
‫العالق‪66‬ة االقتص‪66‬ادية ال‪66‬يت جتمعهم ب‪66‬املتخلني االقتص‪66‬اديني‪،‬فص‪66‬خرت ع‪66‬دة آلي‪66‬ات وإمكاني‪66‬ات س‪66‬عياً من‪66‬ه‬
‫حلماية مصاحل املستهلكني اليت جاءت نتيج‪66‬ة مب‪66‬ادرات دولي‪66‬ة أوال مث ك‪66‬ان دور املش‪6‬رع اجلزائ‪6‬ري يف‬
‫‪1‬‬
‫تفعيلها و اقرارها يف القوانني الوطنية‪ 6‬املختلفة ‪.‬‬
‫وعلي ‪66‬ه س ‪66‬يتم البحث يف ه ‪66‬ذا اإلش ‪66‬كال بالنس ‪66‬بة للق ‪66‬انون اجلزائ ‪66‬ري وذل ‪66‬ك من خالل التط ‪66‬رق‬
‫ألط‪66 6‬راف ه‪66 6‬ذه العالق‪66 6‬ة االس‪66 6‬تهالكية يف املطلب الأول مث إىل مفه‪66 6‬وم احلماي‪66 6‬ة القانوني ‪6 6‬ة‪ 6‬للمس‪66 6‬تهلك‬
‫املطلب الثاين‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أطراف العالقة االستهالكية‬


‫تق ‪66 6‬وم العق ‪66 6‬ود االس ‪66 6‬تهالكية‪ 6‬يف األس ‪66 6‬اس على ط ‪66 6‬رفني أساس ‪66 6‬يني مها املت ‪66 6‬دخل االقتص ‪66 6‬ادي و‬
‫املس‪66‬تهلك وس‪66‬يتم من خالل ه‪66‬ذا املطلب التط‪66‬رق إىل ض‪66‬بط مفه‪66‬وم املس‪66‬تهلك مث الوق‪66‬وف على أهم‬
‫النقاط اليت متيزه عن الطرف املقابل وهو املتدخل االقتصادي وهذا ضمن الفرعني التاليني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف المستهلك‬
‫مبا أن املستهلك هو حمل احلماية القانونية‪ 6‬من الشروط التعسفية اليت تشكل حمور الدراس‪66‬ة يف‬
‫هذا البحث سوف يتم التطرق إليها حبيث جاءت متعددو ومتنوعة‪.6‬‬
‫البند األول‪ :‬التعريف الفقهي للمستهلك‬
‫مل حيض ‪6 6‬ى مفه‪66 6‬وم املس‪66 6‬تهلك باهتم‪66 6‬ام الفق‪66 6‬ه الق‪66 6‬انوين ح ‪66‬ىت بداي‪66 6‬ة النص‪66 6‬ف الث‪66 6‬اين من الق ‪66‬رن‬
‫العش ‪66‬رين حيث ك ‪66‬ان ه ‪66‬ذا املفه ‪66‬وم مس ‪66‬تعمال فق ‪66‬ط من قب ‪66‬ل علم ‪66‬اء االقتص ‪66‬اد‪ ،‬لكن تزاي ‪66‬د اس ‪66‬تعمال‬
‫املص‪66‬طلح يف اللغ‪66‬ة القانوني‪66‬ة خاص‪66‬ة م‪66‬ع بداي‪66‬ة حرك‪66‬ة ال‪66‬دفاع عن املس‪66‬تهلكني وم‪66‬ع تبل‪66‬ور فك‪66‬رة محاي‪66‬ة‬
‫املس ‪66‬تهلكني ال ‪66‬يت انطلقت من الوالي ‪66‬ات املتح ‪66‬دة مث وانتقلت بع ‪66‬د ذل ‪66‬ك إىل ال ‪66‬دول األوروبي ‪6‬ة‪ 6‬لتص ‪66‬بح‬

‫‪ _ 1‬سي الطيب حممد األمني ‪،‬الشروط التعسفية يف عقود االستهالك ‪،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة ماجستري يف القانون اخلاص ‪ ،‬جامعة ابو بكر بلقايد‬
‫تلمسان ‪ ،2008/ 2007 ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫اليوم‪ 6‬هذه الظاهرة مبثابة الشغل الش‪66‬اغل يف معظم ال‪66‬دول وك‪66‬انت اجلزائ‪66‬ر من بني ال‪66‬دول اليت س‪66‬عت‬
‫لتطبيق ‪66‬ه يف قوانينه ‪66‬ا إال أن ذال ‪66‬ك أث ‪66‬ار ج ‪66‬دال فقهي ‪66‬ا وقض ‪66‬ائيا ح ‪66‬ادا ح ‪66‬ول مفهوم ‪66‬ه الق ‪66‬انوين ال ‪66‬ذي‬
‫‪1‬‬
‫يتنازع يف جانبه الفقهي حول مفهومان املفهوم‪ 6‬املوسع و املفهوم املضيق‪ 6‬للمستهلك‪.‬‬
‫الفقرة األولي‪ :‬التعريف الموسع للمستهلك‬
‫يقص ‪66‬د مبس ‪66‬تهلك حس ‪66‬ب ه ‪66‬ذا االجتاه " ك ل من ي برم تص رفا قانوني من أج ل اس تخدام‬
‫الم ال أو الخدم ة في أغراض ه الشخص ية أو في أغراض ه المهني ة "‪ 2‬حبيث يس ‪66‬عى أنص ‪66‬ار ه ‪66‬ذا‬
‫االجتاه إىل متدي‪66‬د ق‪66‬انون االس‪66‬تهالك‪ 6‬ليش‪66‬مل حبمايت‪66‬ه األش‪66‬خاص ال‪66‬ذين يتص‪66‬رفون لغ‪66‬رض مه‪66‬ين ولكن‬
‫خارج اختصاص‪6‬هم امله‪6‬ين ومث‪6‬ال ذل‪6‬ك الت‪6‬اجر ال‪6‬ذي يقت‪6‬ين جه‪6‬از إن‪6‬ذار حلماي‪6‬ة حمل‪6‬ه من االقتح‪6‬ام و‬
‫الس‪66‬رقة‪،‬لكن م‪66‬ا ي‪6‬ؤخر على ه‪66‬ذا االجتاه ان‪6‬ه يب‪66‬الغ من التوس‪6‬ع يف تعريف‪6‬ه للمس‪6‬تهلك ويف ذل‪6‬ك إخالل‬
‫وعدم استقرار يف ضبط مفهوم املستهلك وبالتايل إنقاص من قدر احلماية احملددة له قانوناً‪. 3‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬التعريف الضيق للمستهلك‬


‫يقصد باملستهلك يف املفهوم الضيق‪ ":‬ذلك الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يحصل‬
‫‪4‬‬
‫أو يستعمل منتجات ألغراض غير مهنية ‪".‬‬
‫وهذا االجتاه يعرف املستهلك بأنه الشخص الذي يسعى للحص‪66‬ول على حاجت‪66‬ه من خمتل‪66‬ف‬
‫السلع واخلدمات‪ ،‬ويستند أنصار هذا االجتاه إىل أن املتدخل االقتصادي ال‪6‬ذي يتص‪6‬رف خ‪6‬ارج جمال‬
‫اختصاص‪66‬ه لن يك‪66‬ون أع‪66‬زل من ك‪66‬ل س‪66‬الح مث‪66‬ل املس‪66‬تهلك و أن املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي ال‪66‬ذي يتص‪66‬رف‬
‫من أج‪66‬ل حاج‪66‬ات مهنت‪66‬ه س ‪66‬يكون‪ 6‬أك ‪66‬ثر حتف ‪66‬زا من الش‪66‬خص ال‪66‬ذي يتص ‪66‬رف لغ‪66‬رض خ‪66‬اص وبالت‪66‬ايل‬
‫سيحسن الدفاع عن نفسه معتمدين يف ذلك على خربته وحنكته ‪.5‬‬
‫يالح‪66 6‬ظ من خالل التعري‪66 6‬ف أن املس‪66 6‬تهلك ق‪66 6‬د يك‪66 6‬ون ش‪66 6‬خص ط‪66 6‬بيعي‪ 6‬أو معن ‪66‬وي يس ‪66‬عى‬
‫للحصول على السلع واخلدمات الستعماله الشخصي أي أن ينتفع هبا بدون أن تكون‪ 6‬له نية مس‪66‬بقة‬

‫‪ _ 1‬سي الطيب حممد األمني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪14‬‬


‫‪2‬‬
‫ـ بودايل حممد ‪،‬محاية املستهلك يف القانون املقارن‪( ،‬دراسة مقارنة يف القانون اجلزائري) دار الكتاب احلديث ‪،‬اجلزائري ‪،‬بدون رقم الطبعة بدون‪،‬‬
‫سنة الطبع‪ 6،‬ص ‪22.‬‬
‫‪ _ 3‬بودايل حممد ‪،‬محاية املستهلك يف القانون املقارن‪( ،‬دراسة مقارنة يف القانون اجلزائري) ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪ _ 4‬أمحد حممد‪ 6‬حممد‪ 6‬الرفاعي‪ ،‬احلماية املدنية املستهلك إزاء املضمون العقدي ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ 6،‬القاهرة‪ ،‬بدون رقم الطبعة‪ ،1994 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ _ 5‬بودايل حممد‪ ، 6‬محاية املستهلك يف القانون املقارن‪( ،‬دراسة مقارنة يف القانون اجلزائري) ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪24‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫للمض ‪66‬اربة أو ني ‪66‬ة ال ‪66‬بيع أو غ ‪66‬ري ذلك ‪ ،‬وه ‪66‬و هبذه الص ‪66‬فة ال يتمت ‪66‬ع بالق ‪66‬درة الفني ‪66‬ة للحكم على م ‪66‬ا‬
‫‪1‬‬
‫يسعى القتنائه أو احلصول‪.‬‬
‫وعلي‪66‬ه فيمكن تع‪66‬رف املس‪66‬تهلك على النح‪66‬و الت‪66‬ايل "المستهلك من يقوم باستعمال السلع‬
‫والخدمات لإلشباع حاجياته الشخصية‪ ،‬وحاجيات من يعلوهم‪ ،‬وليس ﺑﻬدف إعادة بيعها‪ ،‬أو‬
‫تحويلها‪ ،‬أو استخدامها في نطاق نشاطه المهني"‪.2‬‬
‫البند الثاني‪ :‬التعريف التشريعي للمستهلك‪.‬‬
‫سيتم من خالل هذه البند الوقوف على تعري‪6‬ف املس‪6‬تهلك بداي‪6‬ة من مواق‪6‬ف بعض املش‪6‬رعني‬
‫يف دول خمتلفة وصوال إىل املشرع اجلزائري وهذا ضمن اآليت ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التعريف التشريعي للمستهلك في القانون المقارن‪.‬‬


‫جاء تعرف املشرع الفرنسي للمس‪66‬تهلك مبوجب نص املادة ‪ 1649‬الق‪66‬انون‪ 6‬املدين الفرنس‪66‬ي‬
‫" المستهلك هو كل شخص طبيعي والذي يتعاقد من اجل أغراض ال تدخل ضمن نشاطاته‬
‫المهني ة أو التجاري ة" واملالح ‪66‬ظ من ه ‪66‬ذا التعري ‪66‬ف أن املش ‪66‬رع الفرنس ‪66‬ي ق ‪66‬د تبن ‪66‬ا املفه ‪66‬وم الض ‪66‬يق يف‬
‫‪3‬‬
‫تعريفه للمستهلك وهذا على غرار ما ذهبت إليه أغلب التشريعات الوضعية يف خمتلف الدول‪.‬‬
‫كذلك املشرع اللبناين عرف املستهلك من خالل ق‪66‬انون محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك بأن‪66‬ه " المستهلك‬
‫هو الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يشتري خدمة أو سلعة أو يستأجرها أو يستعملها أو‬
‫‪4‬‬
‫يستفيد منها وذلك ألغراض غير مرتبطة مباشرة بنشاطه المهني "‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التعريف التشريعي للمستهلك في القانون الجزائري ‪.‬‬
‫يعترب مصطلح املستهلك مصطلحاً جديدا يف التشريع اجلزائري حيث مل يظهر إال بعد‬
‫‪ 1989‬أما قبل ذلك فقد كان املصطلح السائد يف الشريعة العام‪6‬ة املمثل‪6‬ة يف الق‪6‬انون املدين جلزائ‪6‬ري‬
‫ه‪66‬و مص‪66‬طلح املش‪66‬رتي فاملالح‪66‬ظ على املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري رغم أن‪66‬ه مل ي‪66‬ورد تعريف‪66‬ا للمس‪66‬تهلك يف أول‬
‫ق‪66‬انون أص‪66‬دره هبذا خبص‪66‬وص محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك واملتمث‪66‬ل يف الق‪66‬انون‪ 6‬رقم ‪ 02-89‬املتعل‪66‬ق بالقواع ‪6‬د‪6‬‬
‫‪1‬‬
‫نفس املرجع‪،‬ص‪_24‬‬
‫‪_2‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬النظام القانوين حلماية التجارة اإللكرتونية‪ ،‬اجلزء األول ‪،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪، 6‬بدون رقم الطبعة‪،‬‬
‫‪ ، 2002‬ص ‪.34‬‬
‫‪_3‬بودايل حممد‪ 6،‬مسؤولية املنتج عن منتجاته املعيبة‪ 6،‬دار الفجر للنشر و التوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،2005 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ _ 4‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫العام ‪66‬ة حلماي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر‪ 1‬إال ان ‪66‬ه ق ‪66‬د ت ‪66‬دارك ذل ‪66‬ك من خالل املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي رقم‬
‫‪ 39-90‬املتعلق برقاب‪66‬ة اجلودة وقم‪66‬ع الغش‪ 2‬بنص‪66‬ه يف املادة الثاني‪6‬ة‪ 6‬من‪66‬ه على األيت‪" :‬المستهلك كل‬
‫شخص يقتني بثمن أو مجانا منتوجاً أو خدمة معدين لالستعمال الوسيطي النهائي لسد حاجاته‬
‫الشخصية أو حاجة شخص أخر أو حيوان يتكفل به "‪.‬‬
‫ونفس هذا التعريف تقريبا قد نقله املشرع اجلزائري مبوجب القانون‪ 6‬رقم ‪ 09‬ـ ‪ 03‬اجلديد‬
‫حلماي ‪66 6‬ة املس ‪66 6‬تهلك وقم ‪66 6‬ع الغش‪ 3‬بنص املادة ‪ 03/1‬حيث ورد فيه‪66 6‬ا‪" :‬المس تهلك ك ل ش خص‬
‫ط بيعي أو معن وي يقت ني بمقاب ل أو مجان ا س لعة أو خدم ة موجهة لالس تعمال النه ائي من اج ل‬
‫تلبي ة حاجت ه الشخص ية أو تلبي ة حاج ة ش خص أخ ر أو حي وان متكفل به " ومن خالل ه‪66‬ذين‬
‫التع‪66‬ريفني نس‪66‬تنتج أن فئ‪66‬ة املس‪66‬تهلكني تتض‪66‬من ط‪66‬ائفتني األوىل ميثله‪66‬ا املس‪66‬تهلك النه‪66‬ائي‪" 6‬وهو الذي‬
‫يش تري الس لع بغ رض اس تخدامها أو اس تهالكها بنفس ه أو الس تعمال أف راد أس رته "أم ‪66‬ا الفئ ‪66‬ة‬
‫الثاني‪66 6‬ة فيمثله‪66 6‬ا املس ‪66‬تهلك الوس ‪66‬يط‪ :"6‬ه ذا الن وع من المس تهلكين يق وم بش راء الس لع لحاج ة‬
‫شخص أخر قد يكون كفيال له أو قريبه أو لحيوان له‪ ،‬أي ليس لحاجته الشخصية بل مجرد‬
‫وسيط في عملية االستهالك هته‪."4‬‬
‫وأيض‪66‬ا ع‪66‬رف املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري املس‪66‬تهلك مبوجب الق‪66‬انون رقم ‪ 02 6_04‬املتعل‪66‬ق بالقواع‪66‬د‬
‫املطبق‪66‬ة على املمارس‪66‬ات التجاري‪66‬ة الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر من خالل الفق‪66‬رة الثاني‪66‬ة من املادة الثالث‪66‬ة من‪66‬ه بنص‪66‬ها‬
‫على األيت‪ " :‬المستهلك كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني سلعا قدمت للبيع أو يستفيد من‬
‫خ دمات عرض ت ومج ردة من ك ل ط ابع مه ني"و يتض ‪66‬ح من جمم ‪66‬وع ه‪66‬ذه التع‪66‬اريف أن املش‪66‬رع‬
‫اجلزائري قد اعتمد يف البداية املفهوم‪ 6‬املوسع للمستهلك وذل‪66‬ك بتض‪6‬مينه‪ 6‬لكلم‪66‬ة االس‪6‬تعمال الوس‪6‬طي‪6‬‬

‫‪ _ 1‬أنظر القانون رقم ‪، 02-89‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ _ 2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬املؤرخ يف ‪ 30/01/1990‬املتعلق برقابة اجلودة وقمع الغش ‪،‬اجلريدة الرمسية عدد‪ 05‬الصادرة يف‬
‫‪ ، 31/01/1990‬املعدل ومتمم مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪01‬ـ‪ 315‬املؤرخ يف ‪ 16/10/2001‬اجلريدة الرمسية عدد‪ 61‬الصادرة يف‬
‫‪.21/10/2001‬‬
‫‪ _ 3‬القانون رقم‪ ،03-09‬املؤرخ يف ‪ 25/02/2009‬املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش ‪،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 15‬الصادرة يف ‪.08/03/2009‬‬
‫‪ _ 4‬على بوحلية بن بومخيس‪،‬القواعد العامة حلماية املستهلك واملسؤولية املرتتبة عنها يف التشريع اجلزائري‪ ،‬دار اهلدى عني مليلة اجلزائر‪،‬بدون‪ 6‬رقم‬
‫الطبعة‪، 2000 ،‬ص ‪15‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫الواردة يف تعريف املستهلك يف الفقرة التاسعة من املادة الثانية‪ 6‬للمرسوم التنفيذي ‪39 6_90‬املتعل‪66‬ق‬
‫برقابة اجلودة و قمع الغش السابق الذكر‪.1‬‬
‫فال شك أن املشرع قصد هبا املتدخل االقتصادي الذي يقتين سلعا إلعادة تصنيعها أو ش‪66‬راء‬
‫أدوات مساعدة يف أغراضه املهنية‪ 6‬وبالتايل فاملتدخل االقتصادي قد يكون مستهلكاً لكن س‪66‬رعان م‪66‬ا‬
‫عاد املشرع واعتمد املفهوم‪ 6‬الضيق كمبدأ أساسي وهذا ما أكده من خالل التعريف الوارد يف املادة‬
‫‪ 03/1‬من الق‪66 6‬انون‪ 6‬اجلدي‪66 6‬د ‪ 03 _09‬املتعل‪66 6‬ق حبماية املس‪66 6‬تهلك وقمع الغش‪ ،‬الس‪66 6‬ابق ال ‪66‬ذكر ‪ ،‬و‬
‫يتض‪66‬ح ك‪66‬ذلك إن املش‪66‬رع مل يف‪66‬رض ش‪66‬كال معيين‪66‬ا لقي‪66‬ام الص‪66‬فة االس‪66‬تهالكية ب‪66‬ل جعله‪66‬ا تنش ‪6‬أ جملرد‬
‫اقتناء املنتج أو اخلدمة لألغراض استهالكية‪.26‬‬
‫وبذلك يكون‪ 6‬قد وفر على الباحثني عن‪66‬اء البحث عن تعري‪66‬ف مالئم ‪ ،‬و قيّد القض‪66‬اء بتعريفه‬
‫ال ّس ‪6‬ابق‪ ،‬وق‪66‬د عم‪66‬ل على كفال‪66‬ة اح‪66‬رتام ه‪66‬ذه القواع ‪6‬د‪ 6‬عن طري‪66‬ق ف‪66‬رض نظ‪66‬ام للتف‪66‬تيش والرقاب‪66‬ة على‬
‫املنتج ‪66‬ات واخلدمات املعروض ‪66‬ة لالس ‪66‬تهالك لتحق ‪66‬ق من مط ‪66‬ا بقته ‪66‬ا للمواص ‪66‬فات واملق ‪66‬اييس‪ 6‬املق ‪66‬ررة‬
‫قانون‪66‬ا باإلض‪66‬افة إىل ف‪66‬رض ج‪66‬زاءات جنائي‪66‬ة ت‪66‬رتتب على خمالفته‪66‬ا و يقابل ه‪66‬ؤالء املس‪66‬تهلكني مجاع‪66‬ة‬
‫املت‪66 6‬دخلني االقتص‪66 6‬اديني من املنتجني والب‪66 6‬ائعني وغ‪66 6‬ريهم من املوزعني ال‪66 6‬ذين يقوم‪66 6‬ون بإنت ‪66‬اج الس ‪66‬لع‬
‫‪3‬‬
‫االستهالكية وتسويقها‪ 6‬بشكل دوري‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تعريف المتدخل االقتصادي‬
‫مبا أن املت‪66 6‬دخل االقتص‪66 6‬ادي ه‪66 6‬و أح‪66 6‬د أهم أط‪66 6‬راف العالق‪66 6‬ة االس‪66 6‬تهالكية ال‪66 6‬يت تش ‪66‬كل حمور‬
‫الدراسة يف هذا البحث سوف يتم التطرق إىل بعض ما أورده الفقه‪6‬اء خبص‪6‬وص تعريف‪6‬ه وك‪6‬ذا بعض‬
‫التعريف‪66‬ات ال‪66‬يت ج‪66‬اءت هبا التش‪66‬ريعات الوض‪66‬عية‪ 6‬وعلى وج‪66‬ه اخلص‪66‬وص املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري و يقتض‪66‬ي‬
‫ذلك الوق‪66‬وف أوال على تعري‪66‬ف ه‪66‬ذا األخ‪66‬ري وبي‪66‬ان مكانت‪6‬ه‪ 6‬يف ه‪66‬ذه العالق‪66‬ة االقتص‪66‬ادية ‪ ،‬وص‪66‬وال إىل‬
‫حتديد موقف املشرع اجلزائري منه ضمن األيت ‪.‬‬
‫البند األول‪ :‬التعريف الفقهي للمتدخل االقتصادي‬
‫أورد الفقه ع ‪66‬دة تع ‪66‬ار ي ‪66‬ف ومس ‪66‬ميات للمت ‪66‬دخل االقتص ‪66‬ادي فق ‪66‬د يص ‪66‬طلح علي ‪66‬ه امله ‪66‬ين أو‬
‫احملرتف أو املنتج‪ 6‬أو الع ‪66‬ون‪ 6‬االقتص ‪66‬ادي لكن ال ‪66‬رأي ال ‪66‬راجح اس ‪66‬تقر على مص ‪66‬طلح املنتج أو املت ‪66‬دخل‬

‫‪ _ 1‬حممد بودايل ‪ ،‬محاية املستهلك يف القانون املقارن‪،‬املرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 30‬و‪.31‬‬


‫‪ _ 2‬على بوحلية بن بومخيس‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.16‬‬
‫‪_ 3‬شريف حممد‪ ، 6‬املسؤولية املدنية للمنتج ‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة الليسانس ‪ ،‬املركز اجلامعي خبميـس مليانة ‪،2008،‬ص ‪.20‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫ملشاركته وتدخله يف مجيع مراحل اإلنتاج وهبذا ليس للمنتج تعريف ثابت بل جمموعة من التعري‪66‬ف‬
‫يعرفه بأنه "الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يتعاقد في مباشرته لنشاط مهني ما‪،‬‬
‫فهن‪66‬اك من ّ‬
‫واء أك ان ه ذا النش اط ص ناعياً أم تجاري اً أم حرفي اً أم ح راً أم زراعي اً أم غ ير ذلك"وهن ‪66‬اك‬
‫س ً‬
‫تعريف مشابه له جاء فيه أن املتدخلني االقتص‪66‬اديني هم "األشخاص الطبيعية أو المعنوية‪ ،‬عامة أو‬
‫‪1‬‬
‫خاصة‪ ،‬الذين يعرضون أمواالً أو خدمات في إطار ممارستهم لنشاط اعتيادي"‬
‫وبصياغة‪ 6‬أخرى فإن املتدخل االقتصادي هو ذلك الشخص الط‪6‬بيعي أو املعن‪6‬وي ال‪6‬ذي يباشر‬
‫حرفة جتارية أو ص‪66 6 6 6 6 6‬ناعية أو فنية أو مهنية أو ح‪66 6 6 6 6 6‬رة أو زراعية أو مدنية على وجه االح ‪66 6 6 6‬رتاف‪ ،‬و‬
‫يتمكن من خالل ممارس‪66 6‬ته هلا احلص‪66 6‬ول على الس‪66 6‬لع و اخلدمات و تق‪66 6‬دميها للجمه‪66 6‬ور مبقابل م ‪66‬ادي‬
‫هبدف احلص‪66‬ول على ال‪66‬ربح‪ ،‬و قد يك‪66‬ون ه‪66‬ذا الش‪66‬خص منتجا أو موزعا أو ت‪66‬اجرا باجلملة أو ت‪66‬اجرا‬
‫بالتجزئ ‪66 6‬ة‪ ،‬أو يتخذ ش ‪66 6‬كل املش ‪66 6‬روع الف ‪66 6‬ردي أو ش ‪66 6‬كل الش ‪66 6‬ركة أو املؤسسة‪ 6‬اليت ت ‪66 6‬دخل يف إط‪66 6‬ار‬
‫القط ‪66‬اع اخلاص أو القط ‪66‬اع الع ‪66‬ام ومما س ‪66‬بق ميكن اس ‪66‬تخالص م ‪66‬ا يلي ‪ :‬أن املت ‪66‬دخل االقتص ‪66‬ادي ق ‪66‬د‬
‫يكون‪ 6‬شخص طبيعي أو معنوي يس‪6‬عى للحص‪66‬ول على الس‪66‬لع واخلدمات من أج‪66‬ل لالس‪6‬تعمال امله‪66‬ين‬
‫أي أن ينتف‪66 6‬ع هبا م‪66 6‬ع الني ‪6 6‬ة‪ 6‬املس‪66 6‬بقة للمض‪66 6‬اربة هبا أو مقايض‪66 6‬تها‪ 6‬أو بيعه‪66 6‬ا جلين األرب‪66 6‬اح وه ‪66‬و يتمت ‪66‬ع‬
‫بالقدرة الفنية الكافية للحكم على ما يسعى القتنائه أو احلصول عليه و يستفاد أيض‪6‬اً من مجل‪6‬ة ه‪6‬ذه‬
‫التع‪66‬اريف أ ّن تعريف املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي جيب أن يش‪66‬تمل على عنص‪66‬رين‪ ،‬العنصر األول هو ممارسة‬
‫نش‪66 6‬اط بص‪66 6‬فة اعتيادي‪66 6‬ة والث‪66 6‬اين هو ع‪66 6‬رض األم‪66 6‬وال أو اخلدمات يف إط‪66 6‬ار مه‪66 6‬ين‪ ،‬ويف ش ‪66‬كل إجياب‬
‫مفتوح موجه للجميع‪.2‬‬
‫البند الثاني‪:‬التعريف التشريعي للمتدخل االقتصادي‪.‬‬
‫يب ‪66‬دوا أن تع ‪66‬دد مس ‪66‬ميات املت ‪66‬دخل االقتص ‪66‬ادي من وجه ‪66‬ة نظ ‪66‬ر الفق ‪66‬ه والق ‪66‬انون ق ‪66‬د ط ‪66‬رح‬
‫إش ‪66‬كالية حتدي ‪66‬د وض ‪66‬بط تعريف ‪66‬ا موح ‪66‬دا ل ‪66‬دى املش ‪66‬رعني خبصوص ‪66‬ه فق ‪66‬د يقص ‪66‬د باملت ‪66‬دخل االقتص ‪66‬ادي‬
‫املنتج أو الص ‪66‬انع أو احملرتف (امله ‪66‬ين) وأي مص ‪66‬طلح منه ‪66‬ا س ‪66‬يعطي مض ‪66‬مونا خاص ‪66‬ا ملس ‪66‬ؤولية املنتج‪،‬‬
‫فالنص ‪66‬وص القانوني ‪66‬ة ال ‪66‬يت تس ‪66‬تعمل لف ‪66‬ظ الص ‪66‬انع تس ‪66‬عى حلص ‪66‬ر مس ‪66‬ؤولية املنتج‪ 6‬يف طائف ‪66‬ة األش ‪66‬خاص‬
‫الق‪66‬ائمني بعملي‪66‬ة التحوي‪66‬ل الص‪66‬ناعي للم‪66‬ادة األولي‪66‬ة‪ ،‬على اعتب‪66‬ار أن اجملال احلقيقي و اخلص‪66‬ب لدراس‪66‬ة‬

‫‪ _ 1‬سي الطيب حممد األمني ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪25‬‬


‫‪ _2‬العيد حداد‪ ،‬احلماية القانونية للمستهلك يف ظل اقتصاد السوق‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪،‬كلية احلقوق بن عكنون‪،2003/ 2002 ،‬ص ‪46‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫ه‪6‬ذه املس‪6‬ؤولية ه‪6‬و املنتج‪6‬ات الص‪6‬ناعية‪ 6،‬يف حني أن النص‪6‬وص القانوني‪6‬ة ال‪6‬يت تس‪6‬تعمل مص‪6‬طلح املنتج‪،‬‬
‫تس‪66 6‬تهدف توس‪66 6‬يع املس‪66 6‬ؤولية لتش‪66 6‬مل أيض‪66 6‬ا منتجي املواد األولي‪66 6‬ة ال‪66 6‬يت مل ختض‪66 6‬ع للمعاجلة الص‪66 6‬ناعية‪6‬‬
‫ك‪66‬املواد الزراعي‪66‬ة والص‪66‬يد ال‪66‬ربي والبح‪66‬ري وغريه‪66‬ا‪ ،‬وأم‪66‬ا النص‪66‬وص القانوني ‪6‬ة‪ 6‬ال‪66‬يت تس‪66‬تعمل مص‪66‬طلح‬
‫احملرتف أو املهين فإهنا ترى بضرورة إعطاء املسؤولية‪ 6‬إىل كافة األشخاص املتدخلني يف عملية عرض‬
‫املنتوج من صنعه وإنتاجه وهتيئته وتغليفه وتسويقه ‪، 1‬وهو ما ذهب إليه املشرع اجلزائ‪66‬ري من خالل‬
‫‪2‬‬
‫املرسوم التنفيذي‪ 266-90 6‬املتعلق بضمان املنتوجات و اخلدمات‬
‫الفقرة األولي ‪:‬التعريف التشريعي للمتدخل االقتصادي في القانون المقارن‬
‫املش ‪6ّ 6 6‬رع الفرنسي مل يع ‪6ّ 6 6‬رف املت‪66 6 6‬دخل االقتص ‪66 6‬ادي تارك‪6 6 6‬اً األمر للفقه والقض ‪66 6‬اء حيث ق ‪66 6‬د‬
‫اس‪66‬تعمل بعض األس‪66‬اتذة الفرنس‪66‬يني مص‪66‬طلح الص‪66‬انع وذل‪66‬ك على غ‪66‬رار األس‪66‬تاذ ه‪66‬نري م‪66‬ازو ال‪66‬ذي‬
‫اس‪66‬تعمل ألول م‪66‬رة مص‪66‬طلح الب‪66‬ائع الص‪66‬انع‪ ،‬حبيث ك‪66‬ان اهلدف ه‪66‬و حص‪66‬ر دراس‪66‬ة مس‪66‬ؤولية املت‪66‬دخل‬
‫االقتصادي جتاه املستهلك يف جمال املنتجات املصنعة‪.36‬‬
‫ولكن بع‪66 6‬د ص‪66 6‬دور الق‪66 6‬انون‪ 6‬رقم ‪ 389-98‬املتعل‪66 6‬ق باملس‪66 6‬ؤولية عن فع‪66 6‬ل املنتج ‪66‬ات املعيب‪6 6‬ة‪6‬‬
‫أص ‪66‬بح يس ‪66‬تعمل مص ‪66‬طلح املنتج ‪ ،‬ويب ‪66‬دوا أن الق ‪66‬انون اجلدي ‪66‬د يف حتدي ‪66‬ده ملدلول املنتج ح ‪66‬رص على‬
‫التمي ‪66 6‬يز بني ط ‪66 6‬ائفتني من املنتجني وهم‪ :‬الطائف ‪66 6‬ة األوىل‪ ،‬املنتجني‪ :‬ع ‪66 6‬رفتهم املادة ‪ 1 6 6 6/1386‬من‬
‫الق‪66 6‬انون املدين الفرنس‪66 6‬ي‪ ،‬ب‪66 6‬أهنم "يعت‪66 6‬رب منتج‪66 6‬ا إذا عم‪66 6‬ل بص‪66 6‬فة مهني‪66 6‬ة أو حرفي‪66 6‬ة‪ ،‬الص‪66 6‬انع النه‪66 6‬ائي‪6‬‬
‫للمنت ‪66‬وج‪ ،‬ومنتج املواد األولي ‪66‬ة‪ 6،‬والص ‪66‬انع لبعض أج ‪66‬زاء املنت ‪66‬وج"‪ ،‬ومما يس ‪66‬تخلص من نص املادة أهنا‬
‫ركزت على عرض طائفة تعرف مبحض املنتجني وهم املسامهني الرئيسيني يف العملية اإلنتاجي ‪6‬ة‪ 6‬وهم‬
‫كال من ‪ ‬ص‪66‬انع الس‪66‬لعة يف ش‪66‬كلها النه‪66‬ائي وص‪66‬انع املادة األولي‪66‬ة مبا فيه‪66‬ا املواد الزراعي‪66‬ة‪ ،‬وق‪66‬د ك‪66‬انت‬
‫من قب ‪66‬ل خترج من دائ ‪66‬رة ه ‪66‬ذا النظ ‪66‬ام وك ‪66‬ذا ص ‪66‬انع األج ‪66‬زاء ال ‪66‬يت تتك ‪66‬ون منه ‪66‬ا الس ‪66‬لعة أم ‪66‬ا الطائف ‪66‬ة‬
‫الثاني‪66 6 6‬ة‪ ،‬وهم األش‪66 6 6‬خاص ال‪66 6 6‬ذين يأخ‪66 6 6‬ذون ص‪66 6 6‬فة املنتج بش‪66 6 6‬كل حكمي وه‪66 6 6‬و م‪66 6 6‬ا ج‪66 6 6‬اء يف نص‬
‫املادة‪ 2 6 6 / 1386 ‬من نفس الق‪66 6‬انون ويع‪66 6‬د يف حكم املنتج يف تط‪66 6‬بيق ه‪66 6‬ذا الفص‪66 6‬ل ك ‪66‬ل ش ‪66‬خص‬
‫يتصرف بصفته حمرتفا من األشخاص التاليني‪ :‬كل من يقدم نفسه كمنتج بوضع امسه على املنت‪66‬وج‪،‬‬

‫‪ _1‬شريف حممد‪ ،6‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ _ 2‬املرسوم التنفيذي ‪ 266-90‬املؤرخ يف ‪ 15‬سبتمرب ‪ 1990‬املتعلق بضمان املنتوجات و اخلدمات اجلريدة الرمسية عدد ‪40‬الصادرة يف‬
‫‪19/11/1990‬‬
‫‪_3‬قادة شهيدة‪" 6،‬املسؤولية املدنية للمنتج" ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون رقم الطبعة‪ ،2007 ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫العالم ‪66‬ة التجاري ‪66‬ة أو أي إش ‪66‬ارة مميزة أخ ‪66‬رى وك ‪66‬ذا من يس ‪66‬تورد منت ‪66‬وج يف اجملموع ‪66‬ة األوربي ‪66‬ة بقص ‪66‬د‬
‫البيع أو التأجري بوعد أو بدون وعد بالبيع‪ ،‬أو بأي شكل أخر للتوزيع"‪. 1‬‬
‫لكن م ‪66‬ا ينبغي‪ 6‬اإلش ‪66‬ارة إلي ‪66‬ه ه ‪66‬و أن الق ‪66‬انون‪ 6‬الفرنس ‪66‬ي لس ‪66‬نة ‪ 1987‬مل حيدد مع ‪66‬ىن كلم ‪66‬ة‬
‫املتدخل االقتصادي‪ ،‬تاركاً اجملال للفقه وبالتايل جند البعض‪ 6‬يرى بأن‪ 6‬املتدخل االقتص‪6‬ادي ه‪6‬و ال‪6‬ذي‬
‫يتمت ‪66 6‬ع بثالث ‪66 6‬ة عناص ‪66 6‬ر من األفض ‪66 6‬لية أو التف ‪66 6‬وق"‪ 6‬المق درة الفني ة ‪ ،‬المق درة القانوني ة‪ ،‬المق درة‬
‫االقتصادية "‪ 2‬كم‪66‬ا جند البعض‪ 6‬يقص‪66‬د باملت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي ذل‪66‬ك الش‪66‬خص ال‪66‬ذي ميتل‪66‬ك املعلوم‪66‬ات‬
‫والبيانات‪ 6‬أو املعرفة اليت تسمح له بالتعاقد على بينة ودراية تامة‪.3‬‬

‫الفقرة الثانية‪ : ‬التعريف التشريعي للمتدخل االقتصادي في القانون الجزائري ‪.‬‬


‫كذلك قد أقدم املشرع اجلزائري على تعريف املتدخل االقتصادي يف فقرة أوىل من املادة‬
‫الثاني ‪66‬ة‪ 6،‬من املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي رقم ‪ 226 -90‬املتعل ‪66‬ق بض ‪66‬مان املنتوج ‪66‬ات و اخلدمات‪ 4‬الس ‪66‬الف‬
‫ال‪66‬ذكر بأنه " كل منتج أو ص‪66‬انع أو وس‪66‬يط أو ح‪66‬ريف أو ت‪66‬اجر أو مس‪66‬تورد أو م‪66‬وزع‪ ،‬وعلى العم‪66‬وم‬
‫كل متدخل ضمن إطار مهنته يف عملية عرض املنتوج أو اخلدمة لالستهالك"‪.‬‬
‫أم‪6‬ا موق‪6‬ف املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري من تعري‪6‬ف للمت‪6‬دخل االقتص‪66‬ادي فج‪6‬اء كت‪66‬ايل حيث ك‪6‬ان املش‪6‬رع‬
‫اجلزائ ‪66‬ري يع ‪66‬رب عن املدين ب ‪66‬االلتزام بض ‪66‬مان الس ‪66‬المة بلف ‪66‬ظ احملرتف ولكن بع ‪66‬د ص ‪66‬دور الق ‪66‬انون رقم‬
‫‪ 03-09‬املتعل‪66 6‬ق حبماية املس‪66 6‬تهلك وقمع الغش‪ ،‬الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر ‪،‬يالح‪66 6‬ظ أن املش‪66 6‬رع ج‪66 6‬اء بلف‪66 6‬ظ‬
‫املت‪66‬دخل ‪" "L'intervenant‬وه‪66‬و مص‪66‬طلح جدي‪66‬د يف نص‪66‬وص محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك‪،‬حيث نص على‬
‫أن "المتدخل هو كل شخص طبيعي أو معنوي يتدخل في عملية عرض المنتجات لالس تهالك‬
‫‪5‬‬
‫"وذلك حسب املادة ‪ 03/7‬من نفس القانون‪.6‬‬
‫إذاً املت‪66 6 6‬دخل االقتص‪66 6 6‬ادي من خالل النص الس‪66 6 6‬ابق هو الش‪66 6 6‬خص ال‪66 6 6‬ذي يتص‪66 6 6‬رف من أجل‬
‫حاج‪66‬ات مهنته كاس‪66‬تئجاره حملل جتاري لتجارته أو ش‪66‬راءه لس‪66‬لع بقصد إع‪66‬ادة بيعه‪66‬ا‪ ،‬وكلمة حمرتف‬

‫‪ _ 1‬شريف حممد‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪ 24‬و‪25‬‬


‫‪ _2‬حممد‪ 6‬السيد عمران ‪،‬محاية املستهلك أثناء تكوين العقد ‪،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬بريوت‪ ،‬دون رقم الطبعة‪ ، 2003،‬ص‪49‬‬
‫‪ _ 3‬منري البصري‪ ،‬امحد املنصوري ‪ ،‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية (ص ‪ )16‬من املوقع االلكرتوين‪com . startimes. :‬‬
‫‪//www: http/ 18:17- 22/10/2014‬‬
‫‪ _ 4‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 226 -90‬املتعلق بضمان املنتوجات و اخلدمات املرجع سابق‬
‫‪ _ 5‬القانون رقم ‪ 03-09‬املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫أو مهين متأتية من حرفة أو مهنة ومعناها‪ 6‬يف نط‪66‬اق ق‪66‬انون محاية املس‪66‬تهلك كل نش‪6‬اط منظم لغ‪66‬رض‬
‫اإلنت‪66 6‬اج‪ ،‬أو التوزيع أو أداء اخلدمات فعلى خالف املس‪66 6‬تهلك ف‪66 6‬إن املت‪66 6‬دخل أو املهين أو احملرتف أو‬
‫الع‪66 6‬ون االقتص‪66 6‬ادي كما ج ‪66 6‬اءت تس‪66 6‬ميته املختلفة يف النص‪66 6‬وص‪ 6‬التش ‪66 6‬ريعية‪ 6‬والتنظيمية اليت ج‪66 6‬اء هبا‬
‫املش‪66 6‬رع اجلزائ‪66 6‬ري ه‪66 6‬و الش‪66 6‬خص ال‪66 6‬ذي تص‪66 6‬رف من أجل حاج‪66 6‬ات مهنته كاس‪66 6‬تئجاره حملل جتاري‬
‫‪6‬ذين يتٌ‪66‬دخلون يف عملية‬ ‫ملزاول‪66‬ة جتارته أو ش‪66‬راءه لس‪66‬لع بقصد إع‪66‬ادة بيعه‪66‬ا ويش‪66‬مل كل األش‪66‬خاص ال‪ٌ 6‬‬
‫إيص ‪66‬ال املنت ‪66‬وج للمس ‪66‬تهلك يف ط ‪66‬ور اإلنت ‪66‬اج و التوزي ‪66‬ع وكلمة حمرتف أو مهين مش ‪66‬تقةٌ من حرفة أو‬
‫مهنة ومعناها‪ 6‬يف إط ‪66‬ار ق ‪66‬انون محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك كل نش ‪66‬اط منظم لغ ‪66‬رض اإلنت ‪66‬اج أو التوزيع أو أداء‬
‫اخلدمات‪.1‬‬
‫ميكن استخالص التمييز بني املتدخل االقتص‪6‬ادي واملس‪6‬تهلك ‪،‬فاملت‪6‬دخل االقتص‪6‬ادي يتص‪6‬رف‬
‫على خالف املس‪66 6 6‬تهلك ال‪66 6 6‬ذي يه‪66 6 6‬دف إىل تلبي‪66 6 6‬ة حاجات‪66 6 6‬ه االس‪66 6 6‬تهالكية‪ 6‬يف حني يه‪66 6 6‬دف املت ‪66 6‬دخل‬
‫االقتص‪66‬ادي لتلبي‪66‬ة حاج‪66‬ات حرفت‪66‬ه أو مهنت‪66‬ه إذ يس‪66‬تأجر املك‪66‬ان‪ 6‬ألغ‪66‬راض جتارت‪66‬ه أو يش‪66‬رتي البض‪66‬اعة‪6‬‬
‫لبيعه ‪66‬ا أو يس ‪66‬تخدم أدوات للممارس ‪66‬ة مهنت ‪66‬ه‪،‬إذاً خالص ‪66‬ة الق ‪66‬ول أن اهلدف من التص ‪66‬رف ه ‪66‬و املعي ‪66‬ار‬
‫الذي يفصل بني فئة املتدخلني االقتصاديني وفئة املستهلكني ‪.2‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم الحماية القانونية للمستهلك‬
‫إن اإلقرار مببدأ محاية املستهلك يتضمن اإلقرار بوجود حقوق للمستهلك حبيث جيب أن‬
‫اجمله ‪ 6‬ودات هبدف ت ‪66‬أمني االس ‪66‬تفادة القس ‪66‬وة منها‪،‬ألن ه ‪66‬ذه احلق ‪66‬وق ال ‪66‬يت ميكن إمجاهلا يف‬ ‫تب ‪66‬ذل ك ‪66‬ل ُ‪6‬‬
‫احلق ‪66‬وق الرائيس ‪66‬ة للمس ‪66‬تهلك وال ‪66‬يت أعلن عنه ‪66‬ا بداي ‪66‬ة ال ‪66‬رئيس األم ‪66‬ريكي األس ‪66‬بق ج ‪66‬ون كيني ‪66‬دي يف‬
‫‪ ،15/03/1962‬وال ‪66 6‬يت أقرهتا اجلمعي ‪66 6‬ة العام ‪66 6‬ة ملنظم ‪66 6‬ة األمم املتح ‪66 6‬دة بقراره ‪66 6‬ا رقم ‪248 6 6 -39‬‬
‫بت ‪66‬اريخ ‪1985 6 6/04/ 15‬؛ وذل ‪66‬ك بع ‪66‬د إقراره ‪66‬ا للي ‪66‬وم الع ‪66‬املي‪ 6‬حلق ‪66‬وق املس ‪66‬تهلك وال ‪66‬ذي يواف ‪66‬ق‬
‫‪15‬م‪66 6‬ارس من ك‪66 6‬ل ع‪66 6‬ام و تتمث‪66 6‬ل أهم ه‪66 6‬ذه احلق‪66 6‬وق ال‪66 6‬يت أقرهتا ‪،‬أمهها ح‪66 6‬ق املس‪66 6‬تهلك يف إش‪66 6‬باع‬
‫حاجات ‪66‬ه األساس ‪66‬ية وك ‪66‬ذلك حق ‪66‬ه يف احلص ‪66‬ول على تع ‪66‬ويض‪ 6‬مالئم لض ‪66‬رر ال ‪66‬ذي أص ‪66‬ابه ‪ ،‬إض ‪66‬افة إىل‬
‫حق ‪66‬ه يف احلص ‪66‬ول على التثقي ‪66‬ف املناس‪6 6‬ب‪ ، 6‬واحلق يف احلي ‪66‬اة يف بيئ ‪66‬ة س ‪66‬ليمة‪ ،‬واحلق يف احملافظ ‪66‬ة على‬
‫‪3‬‬
‫سالمته وكذا احلق يف إبداء رأيه عند احلاجة ‪،‬وحق املستهلك يف االختيار بكامل احلرية‪.‬‬

‫‪_ 1‬حممد‪ 6‬بودالي‪ ،‬مسؤولية املنتج عن منتجاته املعيبة ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪_ 2‬سي الطيب حممد‪ 6‬األمني‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪20‬‬
‫‪ _ 3‬أنظر ‪ :‬التقرير التنفيذي املرفق هبذه املبادئ‪ ،‬مرفوع على الرابط االلكرتوين التايل ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫فما هو املدلول الفقهي و الق‪66‬انوين حلماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك ؟ وفيم‪66‬ا تتمث ‪6‬ل‪ 6‬ص‪66‬ور احلماي‪66‬ة ال‪66‬يت أقرها املش‪66‬رع يف‬
‫هذا اجملال ؟‪ ،‬هذا ما يتم توضيحه ضمن األيت‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم حماية المستهلك‬
‫إن قواعد وقوانني محاية املستهلك الحديثة النشأة بدأت بوادرها بالواليات املتحدة‬
‫األمريكية‪ 6‬مبب‪66‬ادرة من ال‪66‬رئيس ج‪66‬ون كيني‪66‬دي س‪66‬نة ‪ 1962‬ال‪66‬ذي أعلن أم‪66‬ام الك‪66‬ونغرس األم‪66‬ريكي‬
‫احلق ‪66‬وق األساس ‪66‬ية‪ 6‬حلماية املس ‪66‬تهلك الس ‪66‬ابقة ال ‪66‬ذكر وال ‪66‬يت اعتربت مبثاب ‪66‬ة أس ‪66‬اس لوضع السياس ‪66‬ات‬
‫والتش‪66‬ريعات اخلاصة حبماية املس‪66‬تهلك‪ ،‬وتش‪66‬جيع التع‪66‬اون ال‪66‬دويل يف ه‪66‬ذا اﺠﻤﻟال و من‪66‬ذ ذل‪66‬ك ال‪66‬وقت‪6‬‬
‫تمت مطالبة دول الع ‪66 6 6‬امل مبراعاهتا يف وض ‪66 6 6‬ع أي ق ‪66 6 6‬انون حلماي ‪66 6 6‬ة املس ‪66 6 6‬تهلك لذالك س ‪66 6 6‬عت خمتل ‪66 6‬ف‬
‫التش‪66 6 6‬ريعات الوض‪66 6 6‬عية إىل إقراره‪66 6 6‬ا وعملت على دعم ومحاي‪66 6 6‬ة ه‪66 6 6‬ذا الط‪66 6 6‬رف الض‪66 6 6‬عيف‪ 6‬يف خمتل ‪66 6‬ف‬
‫العالقات االقتصادية االستهالكية وهذا ما سعى املشرع اجلزائ‪66‬ري إلي‪6‬ه من خالل م‪66‬ا س‪6‬نه من ق‪6‬وانني‬
‫و مراس ‪66‬يم تنفيذي ‪66‬ة يف س ‪66‬بيل تك ‪66‬ريس احلماي ‪66‬ة الفعال ‪66‬ة واملثالي ‪6‬ة‪ 6‬لطائف ‪66‬ة املس ‪66‬تهلكني ب ‪66‬إدراج نوع ‪66‬ا من‬
‫العدل واملوازنة بني مصاحل كل من املستهلكني واملتدخلني االقتصاديني ‪.1‬‬
‫ومن هذا املنطلق يتم التطرق إىل التعريف الفقهي‪ 6‬يف البند األول مث التعريف االصطالحي يف‬
‫البند الثاين‪.‬‬
‫البند األول‪ :‬مفهوم الفقهي لحماية المستهلك‬
‫أم‪66‬ا من اجلانب الفقهي‪ 6‬فتوج‪66‬د ع‪66‬دة إس‪66‬هامات يف جمال تعري‪66‬ف مفه‪66‬وم محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك‪ ،‬من‬
‫بينها من يعرف محاية املستهلك بأﻬﻧا "حركة منظمة‪ ،‬تجمع بين المواطنين واألجهزة الحكومية؛‬
‫‪2‬‬
‫قوته في مواجهة البائع"‪.‬‬
‫لتدعيم حقوق المستهلك‪ ،‬وتعضيد ّ‬
‫وهن‪66‬اك تعري‪66‬ف أخ‪66‬ر هلذا املفه‪66‬وم‪ 6‬يتمث‪66‬ل يف أن محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك" عبارة عن خدمة توفرها الحكومة‬
‫أو المجتمع المدني لحماية المستهلك من الغش التجاري أو استغالله أو سوء تقديم خدمة ما‬
‫عن طريق االحتكار أو الخضوع لظروف معينة"‪.3‬‬

‫‪http://unctad.org/en/PublicationsLibrary/UN-DESA_GCP1999_ar.pdf‬‬
‫‪24/03/2015 : 11:20‬‬
‫‪ _ 1‬جناح ميداين ‪ ،‬آليات محاية املستهلك يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مذكرة ماجستري يف االقتصاد اإلسالمي‪،‬جامعة احلاج خلضر_باتنة _ املوسم‬
‫اجلامعي ‪ ،2008/ 2007‬ص ‪.24‬‬
‫‪_2‬ثابت عبد الرمحن إدريس ومجال الدين حممد املرسي‪ ،‬التسويق املعاصر‪ ،‬الدار اجلامعية ‪،‬اإلسكندرية‪ 6،‬بدون رقم الطبعة‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 483‬‬
‫‪ _ 3‬الداوي الشيخ‪،‬حتليل‪ 6‬آليات محاية املستهلك يف ظل اخلداع والغش التسويقي‪ ،‬حالة اجلزائر‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫املوقع‪ mail : daouicheikh@yahoo.fr _E :‬يف تاريخ ‪12:20_2014 /12/ 20‬‬
‫وميكن أن نستش‪66‬ف من ه‪66‬ذا التعري‪66‬ف ان‪66‬ه جيس‪66‬د مفه‪66‬وم محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك من خالل إعم‪66‬ال و‬
‫تفعي ‪66‬ل خمتل ‪66‬ف اآللي ‪66‬ات والوس ‪66‬ائل مما يق ‪66‬دم ل ‪66‬ه من س ‪66‬لع وخ ‪66‬دمات ق ‪66‬د تلح ‪66‬ق ب ‪66‬ه أض ‪66‬رار ص ‪66‬حية‪ ،‬أو‬
‫اقتص ‪66‬ادية‪ ،‬أو اجتماعي ‪66‬ة س ‪66‬واء أك ‪66‬ان على علم هبذا الض ‪66‬رر أو مل يكن م ‪66‬دركا له‪ ،‬ويرتب ‪66‬ط مبفه ‪66‬وم‬
‫محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك مبفه‪66‬وم أخ‪66‬ر ه‪66‬و حرك ‪66‬ة أو مجعي ‪66‬ات محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلكني‪ ،‬وال ‪66‬يت يعرفه‪66‬ا الفق ‪66‬ه فيليب‬
‫ك ‪66‬وتلر (‪ )Kotler PHILIP‬على أهنا" حرك ة اجتماعي ة تعم ل على زي ادة وت دعيم حق وق‬
‫المشترين في عالقاتهم بالبائعين"ألن ه‪66‬ذه احلرك‪66‬ة متث‪66‬ل ذل‪66‬ك الفع‪66‬ل االجتم‪66‬اعي املنظم من ط‪66‬رف‬
‫املستهلكني وال‪66‬ذي يه‪6‬دف إىل جتس‪6‬يد ح‪6‬ق االس‪66‬تماع هلؤالء املس‪66‬تهلكني‪ ،‬وض‪66‬مان اس‪6‬تعادة‪ 6‬حق‪66‬وقهم‬
‫‪1‬‬
‫اليت مت اإلخالل هبا من قبل األطراف األخرى يف التبادل مما سبب هلم نقص يف اإلشباع فيها‪.‬‬
‫ومن مجلة القواعد اليت فرضها املشرع اجلزائري يف إطار القانون املدين وال‪66‬يت ت‪66‬رمي إىل محاي‪66‬ة‬
‫املستهلك ولو بشكل غري مباشر ولقاعدة ضمان العيوب اخلفية واليت نص عليه‪66‬ا يف املادة ‪ 379‬من‬
‫الق‪66‬انون‪ 6‬املدين اجلزائ‪66‬ري الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر وك‪66‬ذا قاع‪66‬دة ع‪66‬دم التع‪66‬رض لل‪66‬بيع ال‪66‬واردة يف املادة ‪ 371‬من‬
‫ذات الق ‪66‬انون ‪ ،‬وك ‪66‬ذلك قاع ‪66‬دة تفس ‪66‬ري الش ‪66‬ك لص ‪66‬احل املدين املادة ‪ 112‬من نفس الق ‪66‬انون وأض ‪66‬فى‬
‫املش ‪66 6‬رع اجلزائ ‪66 6‬ري ويف إط ‪66 6‬ار القواعد العام ‪66 6‬ة نوع ‪66 6‬ا من احلماية على الط ‪66 6‬رف الض ‪66 6‬عيف يف عق ‪66 6‬ود‬
‫اإلذع‪66‬ان‪ ،‬ومنح القاضي س‪66‬لطة الت‪66‬دخل لتع‪66‬ديل الش‪66‬روط التعس‪66‬فية‪ ،‬أو إعف‪66‬اء الط‪66‬رف املذعن منها‪. 2‬‬
‫وحسب نص املادة ‪ 110‬من القانون املدين اجلزائري السابق الذكر بنصها على أنه "إذا تم التعاقد‬
‫بطريق ة اإلذع ان وك ان ق د تض من ش روطا تعس فية ج از للقاض ي أن يع دل ه ذه الش روط وان‬
‫يعفي الطرف المذعن منها وذلك وفقا لما تقضي به العدالة ويقع باطال كل اتفاق على خالف‬
‫ذلك "‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صور الحماية المقررة للمستهلك‪.‬‬
‫لق‪66‬د س‪66‬عت خمتل‪66‬ف التش‪66‬ريعات الوض‪66‬عية من‪66‬ذ الق‪66‬دم وال ت‪66‬زال تس‪66‬عى من أج‪66‬ل محاي‪66‬ة مص‪66‬احل‬
‫األط‪6‬راف الض‪6‬عيفة‪ 6‬وحتقي‪6‬ق مب‪6‬ادئ اإلنص‪6‬اف والعدال‪6‬ة يف خمتل‪6‬ف العالق‪6‬ات االجتماعي‪6‬ة القانوني‪66‬ة بك‪6‬ل‬
‫أنواعه ‪66‬ا ومن بني تل ‪66‬ك املس ‪66‬اعي‪ 6‬العم ‪66‬ل على محاي ‪66‬ة مص ‪66‬احل املس ‪66‬تهلكني باعتب ‪66‬ارهم طرف‪6 6‬اً ض ‪66‬عيفاً يف‬

‫‪ _ 1‬زغبـي عمار ‪،‬محاية املستهلك اجلزائر نصا وتطبيقا ‪ ،‬مذكرة املاجيستري يف احلقوق ختصص قانون األعمال ‪،‬جامعة حممد خيضر بسكيكدة‪،‬‬
‫املوسم اجلامعي ‪،2007/2008‬ص ‪. 04‬‬
‫‪ _ 2‬عامر قاسم أمحد القيسي‪ ،‬احلماية القانونية للمستهلك دراسة يف القانون املدين واملقارن ‪ ،‬الد ار العلمية ودار الثقافية لنشر والتوزيع ‪،‬عمان‪،‬‬
‫بدون رقم الطبعة‪ ،2002،‬ص‪.36‬‬
‫العالقة االقتص‪6‬ادية ال‪6‬يت جتمعهم ب‪6‬املتخلني االقتص‪6‬اديني‪،‬ويف ه‪6‬ذا الص‪6‬دد س‪6‬خر املش‪6‬رع اجلزائ‪6‬ري ع‪6‬دة‬
‫آلي‪66‬ات وإمكاني‪66‬ات س‪66‬عياً من‪66‬ه حلماي‪66‬ة مص‪66‬احل املس‪66‬تهلكني ال‪66‬يت م‪66‬افتئت هتدد يوم ‪6‬اً أك‪66‬ثر من س‪66‬ابقه ‪،‬‬
‫وميكن إمجال تل‪66‬ك اجمله‪66‬دات واملب‪66‬ادرات املبذول‪66‬ة من ط‪66‬رف املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري يف الص‪66‬ور املختلفة من‬
‫احلماي‪66‬ة لكن يف البداي‪66‬ة جيب أن نش‪66‬ري إىل احلماي‪66‬ة الدولي‪66‬ة للمس‪66‬تهلك ال‪66‬يت ك‪66‬انت األس‪66‬اس التش‪66‬ريعي‬
‫ملختلف ال‪6‬دول مث تليه‪6‬ا الص‪6‬ور األخ‪6‬رى من احلماي‪6‬ة وهي احلماي‪6‬ة املدني‪6‬ة و احلماي‪6‬ة اجلنائية و احلماي‪6‬ة‬
‫االدارية‪.‬‬
‫البند الأول‪ :‬الحماية الدولية للمستهلك‬
‫تعترب احلركة الدولية حلماية املستهلك وليدة هذا القرن‪ ،‬حيث مت تبلورت فكرت إنشاء أول‬
‫مجعي‪66‬ة للمس‪66‬تهلك يف أمريكا يف الثالثين‪66‬ات‪ 6‬من ه‪66‬ذا الق‪66‬رن و يف اخلمس‪66‬ينات من‪66‬ه أص‪66‬درت أول جمل‪66‬ة‬
‫هلا حتت عن‪66 6‬وان‪ 6‬تق‪66 6‬ارير املس‪66 6‬تهلكني ال‪66 6‬ذي تض‪66 6‬من نت‪66 6‬ائج االختب‪66 6‬ارات العلمي‪66 6‬ة جلودة بعض الس‪66 6‬لع‬
‫االستهالكية اجلديدة ومقارن‪6‬ة أس‪6‬عارها ومس‪6‬اعدة املس‪6‬تهلك بع‪6‬رض النت‪6‬ائج علي‪6‬ه الختي‪6‬ار م‪6‬ا يناس‪6‬به‪6،‬‬
‫والحقا يف الستينات تكونت‪ 6‬بعض مجعيات محاية املستهلك يف كل من انكلرتا‪ 6‬وهولن‪66‬دا و ال‪66‬دامنارك‬
‫وبلجيك‪66‬ا ومن مث انتش‪66‬رت يف بقي‪66‬ة دول الع‪66‬امل فمث‪66‬ل الربازي‪66‬ل يوج‪66‬د فيه‪66‬ا س‪66‬تون مجعي‪66‬ة‪ ،‬اهلن‪66‬د يوج‪66‬د‬
‫فيه‪66‬ا مخس وعش‪66‬رون مجعية‪ ،‬وبع‪66‬د حتض‪66‬ري مط‪66‬ول دام عش‪66‬ر س‪66‬نوات‪ 6‬مت عق‪66‬د املؤمتر التأسيس‪66‬ي لإلحتاد‬
‫ال ‪66‬دويل جلمعي ‪66‬ات محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك ع ‪66‬ام ‪ )IOCU( 1960‬ومت تع ‪66‬ديل ه ‪66‬ذا االس ‪66‬م ع ‪66‬ام ‪1993‬‬
‫ليص ‪66‬بح املنظم ‪66‬ة الدولي ‪66‬ة للمس ‪66‬تهلك (‪ 6 6)CI‬وأص ‪66‬بح هلا مق ‪66‬رات فرعي ‪66‬ة يف أفريقي ‪66‬ا وآس ‪66‬يا وأوروب ‪66‬ا‬
‫وأفريقيا الشمالية والالتينية‪ 6‬واملقر الرئيسي للمنظمة العاملية‪ 6‬للمستهلك حاليا يف لندن‪ ،‬علم‪66‬ا أن ع‪66‬دد‬
‫الدول اليت هلا عالقات معها بلغ عام ‪ 2000‬ما يزيد عن ‪ 170‬دولة ويشارك بأعماهلا ما يزي‪66‬د عن‬
‫‪ 600‬عنصر‪.1‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬أهم األهداف التي اعتمدتها المنظمة الدولية للمستهلك منذ عام ‪ 1960‬هــي‬
‫دعم إنش ‪66‬اء مجعي ‪66‬ات محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك يف خمتل ‪66‬ف دول الع ‪66‬امل‪،‬والعم ‪66‬ل باس ‪66‬م املس ‪66‬تهلكني يف‬
‫الع ‪66 6‬امل ونياب ‪66 6‬ة عنهم لتمكينهم من حقهم يف‪ :‬التغذي ‪66 6‬ة وم‪66 6‬اء الش ‪66 6‬رب واخلدمات الالزمة‪ ‬ك‪66 6‬ذلك‬
‫تطوير التعاون الدويل من خالل القيام بالتحاليل املقارنة للم‪66‬واد واخلدمات وتب‪66‬ادل نت‪66‬ائج التحلي‪66‬ل‬
‫واخلربات إض ‪66 6‬افة إيل اعتم ‪66 6‬اد املنظم ‪66 6‬ة الدولي ‪66 6‬ة كهيك ‪66 6‬ل لتب ‪66 6‬ادل املعلوم ‪66 6‬ات واجملالت‪ 6‬والنش‪66 6‬رات‬

‫‪ -‬انظر على الرابط االلكرتوين التايل ‪http://www.mafhoum.com/syr/articles/baroudi/5.htm :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.24/03/2015_ 11:30‬‬
‫الدورية اليت هتم محاية املستهلك وإقامة عالقات جي‪6‬دة م‪6‬ع املنظم‪66‬ات الدولي‪6‬ة ذات العالق‪66‬ة لتمثي‪6‬ل‬
‫‪1‬‬
‫املستهلكني والدفاع عن مصاحلهم لديها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪:‬على مستوى هيئة األمم المتحدة‬


‫فق‪66‬د ج‪66‬اءت مس‪66‬اعيها يف ه‪66‬ذا الص‪66‬دد ممثل‪66‬ة يف مجل‪66‬ة املب‪66‬ادئ التس‪66‬عة والس‪66‬تني املعروف‪66‬ة مبب‪66‬ادئ‬
‫األمم املتح ‪66‬دة التوجيهية‪ 6‬حلماية املس ‪66‬تهلك‪ ،‬وال ‪66‬يت ك ‪66‬انت قد أع ‪66‬دت يف األس ‪66‬اس من ط ‪66‬رف اﺠﻤﻟلس‬
‫االقتص‪66 6 6 6‬ادي واالجتم‪66 6 6 6‬اعي واعتمدهتا اجلمعية العامة يف ع‪66 6 6 6‬ام ‪ 1998‬مث ق‪66 6 6 6‬ام اﺠﻤﻟلس االقتص‪66 6 6‬ادي‬
‫واالجتماعي بتوسيع نطاقها يف عام ‪1999‬م لتص‪66‬بح على م‪6‬ا هي علي‪66‬ه الي‪66‬وم وك‪6‬ان اهلدف من وراء‬
‫مجل ‪66‬ة ه ‪66‬ذه املب ‪66‬ادئ ه ‪66‬و العم ‪66‬ل على حث خمتل ‪66‬ف األجه ‪66‬زة وال ُس‪6 6‬لطات خاص ‪66‬ة التش ‪66‬ريعية يف خمتل ‪66‬ف‬
‫الدول على توعية وتثقيف املستهلك وعدم ادخار أي جمهود وتوف‪66‬ري كاف‪66‬ة اإلمكاني‪66‬ات املتاح‪66‬ة محاي‪6‬ةٌ‬
‫ملص‪66 6‬احل املس‪66 6‬تهلكني بش‪66 6‬كل ع‪66 6‬ام وب‪66 6‬األخص يف ال‪66 6‬دول النامي ‪6 6‬ة‪ 6‬والعم‪66 6‬ل على توحي‪66 6‬د اجله‪66 6‬ود على‬
‫املستوى‪ 6‬الدويل‪.2‬‬
‫ومن اجل ضمان محاية أمشل و أفضل للمستهلك أينم‪66‬ا ح‪6‬ل أو ارحتل وق‪66‬د ورد ض‪66‬من ه‪66‬ذه‬
‫املبادئ البند الرابع بعنوان‪ 6‬التعاون الدويل حيث هتدف مجلة املبادئ اليت تندرج ضمن هذا البند إىل‬
‫تش ‪66‬جيع التع ‪66‬اون‪ 6‬يف تنفيذ سياس ‪66‬ات محاية املس ‪66‬تهلك لتحقيق ق ‪66‬در أكرب من النت ‪66‬ائج يف إط ‪66‬ار املوارد‬
‫املوج ‪66‬ودة ومن األمثلة املمكن إيرادها هلذا التع ‪66‬اون الت ‪66‬آزر يف إنش ‪66‬اء مرافق االختب ‪66‬ار أو االش ‪66‬رتاك‪ 6‬يف‬
‫اس‪66 6‬تخدامها‪ ،‬واإلج ‪66 6‬راءات املشرتكة لالختب ‪66 6‬ار وتب ‪66 6‬ادل ب‪66 6‬رامج إعالم وتثقيف املس‪66 6‬تهلكني وب‪66 6‬رامج‬
‫الت ‪66‬دريب املشرتكة‪ ،‬واالش‪66 6‬رتاك يف وضع األنظم‪66 6‬ة؛وك‪66 6‬ذلك التع‪66 6‬اون لتحس‪66 6‬ني الش‪66 6‬روط ال ‪66‬يت تق ‪66‬دم‬
‫مبوجبه‪66‬ا الس‪66‬لع األساس‪66‬ية إىل املس‪66‬تهلكني‪ ،‬م‪66‬ع املراع‪66‬اة‪ 6‬الواجب‪66‬ة للس‪66‬عر والنوعية‪ ،‬وميكن هلذا التع‪66‬اون‬
‫أن يتض ‪66‬من االش ‪66‬رتاك يف ش ‪66‬راء الس ‪66‬لع األساس ‪66‬ية‪ ،‬وتب ‪66‬ادل املعلوم ‪66‬ات بش ‪66‬أن‪ 6‬مطبق ‪66‬ة األس ‪66‬عار واجلودة‬
‫النوعي ‪6‬ة‪ 6‬لس‪66‬لع املختلف‪66‬ة‪ ،‬وعق‪66‬د اتفاق‪66‬ات بش‪66‬أن املواص‪66‬فات اإلقليمي‪66‬ة للمنتج‪66‬ات حبيث يرج‪66‬ع الفض‪66‬ل‬
‫هلذه املبادئ حيث أن الكثري من الدول ق‪6‬د اعتم‪6‬دت وبص‪6‬ورة عامة األه‪6‬داف األساس‪6‬ية هلذه املب‪6‬ادئ‬

‫‪1‬ـ انظر على الرابط االلكرتوين التايل ‪http://www.mafhoum.com/syr/articles/baroudi/5.htm :‬‬


‫‪.‬نفس املرجع‬
‫‪ 2‬ـ أنظر التقرير التنفيذي املرفق هبذه املبادئ ‪ ،‬على الرابط االلكرتوين التايل‪:‬‬
‫‪http://unctad.org/meetings/en/SessionalDocuments/ciclpd23_ar.pdf‬‬
‫‪15:45 : 24/03/2015‬‬
‫التوجيهية‪ 6‬حلماية املس ‪66‬تهلك‪ ،‬فبعض التش ‪66‬ريعات قد أدرجت محاية املس ‪66‬تهلك ض ‪66‬من الدس ‪66‬تور مثلم ‪66‬ا‬
‫ه ‪66‬و احلال م ‪66‬ع الدس ‪66‬تور اخلاص بالس ‪66‬لفدور املادة ‪ 101‬وك ‪66‬ذلك الش ‪66‬أن بالنس ‪66‬بة لدس ‪66‬تور مجهوري ‪66‬ة‬
‫مصر العربية املادة ‪14‬وقد ارتقت بعض البلدان حبقوق املس‪66‬تهلك إىل درج‪66‬ة اعتبارها حق‪66‬وق إنس‪66‬ان‬
‫اما الدول األخرى فقد اكتفت بإدراج هذه املبادئ ضمن القوانني اخلاصة حبماية املستهلك‪.1‬‬
‫الفقرة الثالثة‪:‬على مستوي‪  ‬االتحاد األوربي‬
‫‪  ‬فقد أص‪6‬در من جانب‪66‬ه العدي‪66‬د من الق‪6‬وانني التوجيهي‪6‬ة‪ 6‬ال‪6‬يت تطلب من ال‪6‬دول األعض‪66‬اء تنظيم‬
‫محاي‪66 6‬ة املس‪66 6‬تهلك إىل مس‪66 6‬توى معني وأمهه‪66 6‬ا الق‪66 6‬انون‪ 6‬الت‪66 6‬وجيهي‪ 6‬للممارس‪66 6‬ات التجاري‪66 6‬ة الغ‪66 6‬ري عادلة‬
‫‪ Unfair Commercial Practices Directive‬والق‪6‬وانني التوجيهي‪6‬ة‪ 6‬للش‪6‬روط العقدي‪6‬ة‬
‫غ ‪66 6‬ري العادلة ‪ Unfair Contract Terms 93/13/EC‬واملنظمة لتج ‪66 6‬ارة اإللكرتونية‬
‫‪،Electronic Commerce‬وأوجد املفوض‪ 6‬األوريب حلماية املستهلك واخصه مبكتب ملعاجلة‬
‫كاف ‪66 6 6 6‬ة انش ‪66 6 6 6‬غاالت املس ‪66 6 6 6‬تهلك االوريب ي وقد عملت دول االحتاد على تك ‪66 6 6 6‬ريس تل ‪66 6 6 6‬ك الق ‪66 6 6‬وانني‬
‫والتوجيه‪66‬ات‪ 6‬على غ‪66‬رار أملاني‪66‬ا فق‪66‬د اعتم‪66‬دت ق‪66‬وانني محاي‪66‬ة م‪66‬أخوذة وفق ‪6‬اً للق‪66‬وانني التوجيهي‪66‬ة لالحتاد‬
‫األوريب وقد ضم بعضها إىل مدونة القانون املدين األملاين‪.2‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬على مستوى الدول العربية‬
‫فالعمل ال يزال مس‪6‬تمر يف حموالت متواص‪6‬لة من اج‪6‬ل بل‪6‬ورة وتوحي‪6‬د اجله‪6‬ود من اج‪6‬ل وض‪6‬ع‬
‫برن‪66‬امج او ق‪66‬انون ع‪6‬ريب موح‪66‬د حلماي‪66‬ة املس‪6‬تهلك الع‪66‬ريب ‪ ،‬ومن بني تل‪6‬ك املس‪6‬اعي عق‪6‬د امللتقى الع‪66‬ريب‬
‫األول ح ‪66‬ول محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك يف ال ‪66‬وطن الع ‪66‬ريب املنعق ‪6‬د‪ 6‬خالل الف ‪66‬رتة املمت ‪66‬دة من ‪ 15‬إىل‪ 17‬ف ‪66‬رباير‬
‫‪ 2014‬ومبش ‪66 6‬اركة ‪ 65‬مش ‪66 6‬ارك ميثل ‪66 6‬ون مثان دول عربي ‪66 6‬ة هي ‪:‬مجهوري ‪66 6‬ة مص ‪66 6‬ر العربي ‪66 6‬ة ‪ ،‬اململك‪66 6‬ة‬
‫األردني‪66‬ة اهلامشية‪ ،‬اململك‪66‬ة العربي‪66‬ة الس‪66‬عودية ‪ ،‬دول‪66‬ة اإلم‪66‬ارات العربي‪66‬ة املتح‪66‬دة ‪ ،‬س‪66‬لطنة عم‪66‬ان ‪ ،‬دول‪66‬ة‬
‫الك‪66‬ويت دول‪66‬ة فلس‪66‬طني ‪ ،‬اجلمهوري‪66‬ة التونس‪66‬ية‪ 6‬حيث أس‪66‬فرت املناقش‪66‬ات واملداخالت بني املش‪66‬اركني‬
‫على عدة توصيات أمها اآليت‪:3‬‬
‫‪ -1‬أنظر‪ :‬التقرير التنفيذي املرفق هبذه املبادئ ‪ ،‬على الرابط االلكرتوين التايل‪:‬‬
‫‪http://unctad.org/meetings/en/SessionalDocuments/ciclpd23_ar.pdf‬‬
‫‪،24/03/2015 : 15:45‬املرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬انظر على املوقع االلكرتوين التايل ‪http://www.mafhoum.com/syr/articles/baroudi/5.htm :‬‬
‫‪،15/03/2015‬املرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 3‬انظر ‪:‬علي رابط التايل‪https://www.facebook.com/rappc.dz?fref=nf :‬‬
‫الشبكة اجلزائرية حلماية املستهلك ‪.Rappc 14:30 : 24/03/2015‬‬
‫‪ _1‬عق‪66‬د ه‪66‬ذا امللتقى س‪66‬نوياً يف أح‪66‬دى ال‪66‬دول العربي‪66‬ة ملواكب‪66‬ة التط‪66‬ورات العاملي ‪6‬ة‪ 6‬واإلقليمي‪66‬ة يف جمال‬
‫محاي‪66 6 6 6 6 6 6‬ة املس‪66 6 6 6 6 6 6‬تهلك وإتاح‪66 6 6 6 6 6 6‬ة الفرص‪66 6 6 6 6 6 6‬ة لتب‪66 6 6 6 6 6 6‬ادل اخلربات واملعلوم‪66 6 6 6 6 6 6‬ات والتج‪66 6 6 6 6 6 6‬ارب الناجحة‪.‬‬
‫‪ _2‬مراجع‪6‬ة التش‪6‬ريعات والق‪66‬وانني العربي‪6‬ة املنظم‪66‬ة حلماي‪6‬ة املس‪6‬تهلك‪ ،‬وإدخ‪6‬ال م‪6‬ا يل‪6‬زم من تع‪66‬ديالت‬
‫عليه‪66‬ا مبا ي‪66‬واكب التط‪66‬ورات التكنولوجي‪66‬ة يف املع‪66‬امالت خاص‪66‬ة محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك اإللك‪66‬رتوين ومحايت‪66‬ه‬
‫من عقود اإلذعان‪ ،‬ويف مرحلة ما بعد البيع باإلضافة إىل التأكيد على أمهية املس‪6‬ؤولية‪ 6‬االجتماعي‪6‬ة يف‬
‫التعويض‪ ،‬وحتقيق الشفافية يف قرارات أجهزة وإدارات محاية املستهلك‪.‬‬
‫‪ _3‬تفعي ‪66‬ل دور مجعي ‪66‬ات محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك وخاص ‪66‬ة م ‪66‬ا يتعل ‪66‬ق ب ‪66‬دورها يف توعي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك حبقوق ‪66‬ه‪،‬‬
‫ونش‪66‬ر ثقاف‪66‬ة اقتص‪66‬اديات االس‪66‬تهالك ووض‪66‬ع آلي‪66‬ات واض‪66‬حة وحمددة للتع‪66‬اون بني اجلمعي‪66‬ات وأجه‪66‬زة‬
‫محاية املستهلك احلكومية‪.6‬‬
‫‪ _4‬إنش‪66‬اء ش‪66‬بكة عربي‪66‬ة لإلن‪66‬ذار املبك‪66‬ر إلكرتوني‪66‬ا‪ ،‬لرص‪66‬د خمالف‪66‬ات الس‪66‬لع املقل‪66‬دة واملهرب‪66‬ة وجمهول‪66‬ة‬
‫املص‪66‬در وغ‪66‬ري املطابق‪66‬ة للمواص‪66‬فات‪ ،‬وإخط‪66‬ار مجي‪66‬ع األس‪66‬واق‪ 6‬العربي‪66‬ة مبا يكف‪66‬ل احلد من انتش‪66‬ارها‪. ‬‬
‫‪ _5‬العم‪66‬ل على إنش‪66‬اء معه‪6‬د ع‪6‬ريب للمس‪6‬تهلك كمرص‪6‬د لالس‪6‬تهالك‪ 6‬الع‪6‬ريب‪ ،‬ولعق‪66‬د دورات تدريبي‪66‬ة‬
‫يف جمال محاي‪66 6‬ة املس‪66 6‬تهلك وإع‪66 6‬داد دلي‪66 6‬ل ع‪66 6‬ريب يع‪66 6‬زز تب‪66 6‬ادل اخلربات وتوحي‪66 6‬د اجله‪66 6‬ود العربي‪66 6‬ة على‬
‫املس‪66 6‬تويني احلك‪66 6‬ومي واألهلي ويس‪66 6‬هم يف ض‪66 6‬بط وتط‪66 6‬وير األس‪66 6‬واق‪ 6‬العربي‪66 6‬ة وتوف‪66 6‬ري أس‪66 6‬واق‪ 6‬جاذب‪66 6‬ة‬
‫لالس‪66‬تثمارات من ج‪66‬انب‪ ،‬وحتف‪66‬ظ كرام‪66‬ة وحق‪66‬وق املس‪66‬تهلك من ج‪66‬انب آخ‪66‬ر وميكن االس‪66‬تفادة‪ 6‬من‬
‫جتربة معهد محاية املستهلك األورويب يف بلجيكا‪.‬‬
‫‪ _6‬االس ‪66 6‬تفادة من خ ‪66 6‬ربات ال ‪66 6‬دول املتقدم ‪6 6‬ة‪ 6‬يف جمال محاي ‪66 6‬ة املس ‪66 6‬تهلك من خالل إب ‪66 6‬رام اتفاقي ‪66 6‬ات‬
‫وبروتوك ‪66‬والت تع ‪66‬اون‪ 6‬لتق ‪66‬دمي ال ‪66‬دعم الف ‪66‬ين لبن ‪66‬اء الق ‪66‬درات م ‪66‬ع مراع ‪66‬اة التأكي‪6 6‬د‪ 6‬أثن ‪66‬اء إب ‪66‬رام تل ‪66‬ك‬
‫االتفاقات على مصاحل الدول العربية يف هذا اإلطار‪.‬‬
‫‪ _7‬وض ‪66‬ع مواص ‪66‬فات قياس ‪66‬ية عربي ‪66‬ة موح ‪66‬دة للس ‪66‬لع املس ‪66‬توردة من خ ‪66‬ارج ال ‪66‬وطن الع ‪66‬ريب يف إط ‪66‬ار‬
‫منطقة التجارة العربية احلرة مبا يعزز محاية املستهلك‪.‬‬
‫‪ _8‬الدعوة إلعداد قانون عريب موحد حلماية املستهلك‪.‬‬
‫البند الثاني ‪ :‬الحماية المدنية للمستهلك‬
‫احلماي‪66 6‬ة املدني‪66 6‬ة للمس‪66 6‬تهلك تعت‪66 6‬رب من أق‪66 6‬دم أن‪66 6‬واع احلماي‪66 6‬ة املق‪66 6‬ررة له بالنس‪66 6‬بة للتش‪66 6‬ريعات‬
‫الوض ‪66‬عية‪ 6‬عموم ‪66‬ا مبا يف ذل ‪66‬ك التش ‪66‬ريع املدين اجلزائ ‪66‬ري و ذل ‪66‬ك قب ‪66‬ل ص ‪66‬دور خمتل ‪66‬ف الق ‪66‬وانني اخلاص ‪66‬ة‬
‫حبماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك وتعري‪66‬ف احلماي‪66‬ة املدني‪66‬ة بأهنا مجل‪66‬ة املب‪66‬ادئ العام‪66‬ة ال‪66‬يت ح‪66‬ددها الق‪66‬انون‪ 6‬اخلاص وفق‪66‬ا‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫لض ‪66‬وابطه وش‪66‬روطه وال‪66‬يت تعم ‪66‬ل على محاي ‪66‬ة املس‪66‬تهلك إذا تص ‪66‬ادف وج ‪66‬وده يف أح‪66‬د مراك ‪66‬ز احلماي‪66‬ة‬
‫العام‪66 6 6‬ة وبعب‪66 6 6‬ارة أخ‪66 6 6‬رى ميكن تعريفه‪66 6 6‬ا بأهنا الرعاي‪66 6 6‬ة العام‪66 6 6‬ة ال‪66 6 6‬يت توفره‪66 6 6‬ا نص‪66 6 6‬وص الق ‪66 6‬انون‪ 6‬املدين‬
‫للمستهلك بوصفها طرفا يف العالقة العقدية ‪.1‬‬
‫فقرة األولى‪:‬الحماية المدنية للمستهلك في القانون المدني‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن هذا النوع من احلماية كان املشرع اجلزائري يعول يف محايته حلقوق‬
‫املستهلكني على قواعد القانون‪ 6‬العام وعلى وجه اخلص‪66‬وص قواع‪66‬د الق‪66‬انون املدين باعتب‪66‬ار العالق‪66‬ة بني‬
‫طريف العقد االستهالكي تكون‪ 6‬يف أغلبه‪6‬ا حمل عق‪6‬ود الق‪6‬انون الع‪6‬ام وال‪6‬يت ميث‪6‬ل الق‪6‬انون املدين الش‪6‬ريعة‬
‫العامة هلا يف حالة غياب نص فيها ومن مجلة القواع‪6‬د ال‪6‬يت فرض‪6‬ها املش‪6‬رع اجلزائ‪6‬ري يف إط‪6‬ار الق‪6‬انون‪6‬‬
‫املدين وال‪66‬يت ت‪66‬رمي إىل محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك ول‪66‬و بش‪66‬كل غ‪66‬ري مباش‪66‬ر ولقاع‪66‬دة ض‪66‬مان العي‪66‬وب‪ 6‬اخلفي‪66‬ة وال‪66‬يت‬
‫نص عليه‪66‬ا يف املادة ‪ 379‬من الق‪66‬انون‪ 6‬املدين اجلزائ‪66‬ري وك‪66‬ذا قاع‪66‬دة ع‪66‬دم التع‪66‬رض لل‪66‬بيع ال‪66‬واردة يف‬
‫املادة ‪ 371‬من ذات الق ‪66 6‬انون وك ‪66 6‬ذلك قاع ‪66 6‬دة تفس ‪66 6‬ري الش ‪66 6‬ك لص ‪66 6‬احل املدين املادة ‪ 112‬من نفس‬
‫الق‪66‬انون‪ 6‬وأض‪66‬فى املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري ويف إط‪66‬ار القواعد العام‪66‬ة نوع‪66‬ا من احلماية على الط‪66‬رف الض‪66‬عيف‬
‫يف عقود اإلذعان‪ ،‬ومنح القاضي سلطة التدخل لتعديل الشروط التعس‪66‬فية‪ 6،‬أو إعف‪66‬اء الط‪66‬رف املذعن‬
‫منه‪6‬ا‪ ،‬وذلك حس‪6‬ب م‪6‬ا ج‪6‬اء ب‪6‬ه ض‪6‬من نص املادة ‪ 110‬من الق‪6‬انون املدين اجلزائ‪6‬ري الس‪6‬ابق ال‪6‬ذكر‬
‫بنص‪66‬ها على أن‪66‬ه " إذا مت التعاق‪66‬د بطريق‪66‬ة اإلذع‪66‬ان وك‪66‬ان ق‪66‬د تض‪66‬من ش‪66‬روطا تعس‪66‬فية ج‪66‬از للقاض‪66‬ي أن‬
‫يعدل هذه الشروط وان‪ 6‬يعفي‪ 6‬الطرف املذعن منها وذلك وفقا ملا تقضي‪ 6‬به العدالة ويق‪66‬ع ب‪66‬اطال ك‪66‬ل‬
‫اتفاق على خالف ذلك "‪. 2‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬الحماية المدنية للمستهلك في القوانين الخاصة‬
‫مل يوض‪66‬ح املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري اجلزاء املدين باس‪66‬تثناء‪ 6‬الش‪66‬روط اليت حكم باعتبارها‪ 6‬تعس‪66‬فية‪ 6‬يف‬
‫حال‪66 6‬ة اس‪66 6‬تمرار العقد دون الش‪66 6‬روط الس‪66 6‬ابقة ‪ ،‬ألن ‪6 6‬ه حصر بعض البن‪66 6‬ود اليت تعترب تعس‪66 6‬فية‪،‬و ميكن‬
‫للقاضي من تق‪6‬دير الش‪6‬رط التعس‪6‬في فيه‪6‬ا و بالت‪6‬ايل محاية الط‪6‬رف الض‪6‬عيف أي املس‪6‬تهلك منه‪6‬ا ‪،‬كم‪6‬ا‬
‫يعفى‪ 6‬عن ه‪66‬ذا األخري من إثب‪66‬ات الط‪66‬ابع التعس‪66‬في‪ 6‬للش‪66‬رط إذا كان من قبل الش‪66‬روط احملددة يف املادة‬

‫‪ _ 1‬باية فتيحة ‪،‬نطاق احلماية اجلنائية للمستهلك‪ ،‬مذكرة ماجستري ‪،‬جامعة العقيد امحد دراية ‪ ،‬أدرار ‪ ،‬املوسم اجلامعي ‪2005/2006‬‬
‫ص‪.24‬‬
‫‪_2‬عامر قاسم أمحد القيسي‪ ،‬احلماية القانونية للمستهلك‪ 6‬دراسة يف القانون املدين واملقارن ‪ ،‬الدار العلمية‪ 6‬ودار الثقافية لنشر والتوزيع عمان‪ ،‬بدون‬
‫رقم الطبعة‪ ،2002،‬ص‪36‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫‪ 29‬من الق‪66‬انون‪ 02_04‬املتعل‪66‬ق بالقواع‪66‬د املطبق‪66‬ة على املمارس‪66‬ات التجاري‪66‬ة الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر واملادة‬
‫‪ 05‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 306 - 06‬الذي حيدد العناصر األساسية‪ 6‬للعقود املربمة بني املهنيني‬
‫و املس‪66 6‬تهلكني الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر ‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بش‪66 6‬روط أخ‪66 6‬رى‪ ،‬ف‪66 6‬ان املض‪66 6‬رور يقع عليه عبء‬
‫‪1‬‬
‫الطابع التعسفي للشرط ‪.‬‬
‫ي‪66 6‬رى الدكتور "ب ‪66 6‬وداىل حمم ‪66 6‬د "أن الق ‪66 6‬ول ب ‪66 6‬أن املش ‪66 6‬رع قد أراد تط ‪66 6‬بيق القواعد العامة املعروضة يف‬
‫القانون‪ 6‬املدين و خاصة املادة ‪ 110‬منه يتعارض مع إي‪6‬راد املادة ‪ 29‬من ق‪6‬انون املمارس‪66‬ات التجارية‬
‫لقائمة س ‪66‬وداء بالش ‪66‬روط التعس ‪66‬فية‪ 6،‬و اليت ال يك ‪66‬ون‪ 6‬للقاضي إزاءها أية س ‪66‬لطة تقديري ‪66‬ة‪ ،‬بينما يتمتع‬
‫القاضي يف املادة ‪ 110‬من الق‪66‬انون‪ 6‬املدين بس‪66‬لطة تقديرية واس‪66‬عة تتمثل يف تع‪66‬ديل الش‪66‬رط التعس‪66‬في‪6‬‬
‫مع اإلبق ‪66‬اء عليه أو إعف ‪66‬اء الط ‪66‬رف املدعى‪ 6‬من اخلض ‪66‬وع للش ‪66‬رط التعس ‪66‬في‪ ،‬فضال أن س ‪66‬لطة القاضي‬
‫وفقا لعب ‪66 6 6‬ارات املادة ‪ 110‬يف الش ‪66 6 6‬روط التعس ‪66 6 6‬فية‪ 6‬أو اإلعف ‪66 6 6‬اء منها هي س ‪66 6 6‬لطة جوازية و ليست‬
‫وجوبية‪ ،‬فيجوز لقاضي‬
‫املوض ‪66‬وع‪ 6‬أال يس ‪66‬تعمل الرخصة املخولة له من املش ‪66‬روع ب ‪66‬الرغم من وج ‪66‬ود ش ‪66‬روط تعس ‪66‬فية‪ 6‬يف عقد‬
‫اإلذعان‬
‫من هنا يب‪66 6 6‬دو النظ‪66 6 6‬ام املنص‪66 6 6‬وص عليه يف الق‪66 6 6‬انون‪ 02_046‬غري متالئم مع النظ‪66 6 6‬ام ال‪66 6 6‬ذي تقرتحه‬
‫القواعد العامة ‪ ،‬و أن النقص ال‪66 6‬ذي ش‪66 6‬ابه من حيث ع‪66 6‬دم إش‪66 6‬ارته إىل اجلزاء املدين يرجع إىل س ‪66‬هو‬
‫واض ‪66‬عيه‪ ،‬و هو نقص ينبغي اس ‪66‬تكماله‪ ،‬و ذلك ب ‪66‬النص على بطالن الش ‪66‬روط التعس ‪66‬فية ص ‪66‬راحة‪ ،‬و‬
‫بقاء العقد صحيحا إن أمكن إن يستمر قائما دون تلك الشروط الباطلة ‪.2‬‬
‫البند الثالث‪ :‬الحماية الجزائية للمستهلك‬
‫متث ‪66‬ل احلماي ‪66‬ة اجلزائية للمس ‪66‬تهلك أهم ج ‪66‬وانب احلماي ‪66‬ة ال ‪66‬يت تض ‪66‬منتها التش ‪66‬ريعات الوض ‪66‬عية‬
‫احلديث ‪66‬ة جلمه ‪66‬ور املس ‪66‬تهلكني وذل ‪66‬ك بع ‪66‬د عج ‪66‬ز وقص ‪66‬ور أن ‪66‬واع احلماي ‪66‬ة املق ‪66‬ررة يف ف ‪66‬روع الق ‪66‬انون‬
‫األخرى‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬الحماية الجزائية للمستهلك في قانون العقوبات‬
‫ويف هذا المجال قد أورد املشرع اجلزائري يف قانون العقوبات‪ 6‬اجلزائري بندا خاصا حبماي‪66‬ة‬
‫املس‪66‬تهلك يف عالقت‪66‬ه م‪66‬ع مت‪66‬دخل اقتص‪66‬ادي وذل‪66‬ك بتس‪66‬طري مجل‪66‬ة من العقوب‪66‬ات‪ 6‬اجلزائي‪66‬ة لك‪66‬ل مت‪66‬دخل‬
‫‪_ 1‬بودايل حممد‪ ،‬الشروط التعسفية يف عقود االستهالك ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪60‬‬
‫‪ _ 2‬نفس املرجع ‪،‬ص‪64‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫اقتص‪66‬ادي ميس وب‪66‬أي ش‪66‬كل مص‪66‬لحة خاص‪66‬ة أو عام‪66‬ة لفئ‪66‬ة للمس‪66‬تهلكني املتعاق‪66‬دين مع‪66‬ه وذل‪66‬ك ض‪66‬من‬
‫م‪66‬ا أورده يف املواد ‪ 429‬إىل‪ 435‬ق‪66‬انون العقوب‪66‬ات اجلزائري‪ 1‬يف النص الواق‪66‬ع يف الب‪66‬اب الراب‪66‬ع من‬
‫الكتاب الثالث‪ 6‬حتت عنوان‪ 6‬الغش يف بيع السلع والتدليس يف املواد الغذائية‪ 6‬والطبية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحماية الجزائية للمستهلك في القوانين الخاصة‬
‫وك‪66‬ذالك م‪66‬ا أورده املش‪66‬رع يف الق‪66‬انون رقم‪ 03_09‬املتعل‪66‬ق حبماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك وقم‪66‬ع الغش‬
‫السابق الذكر وذل‪6‬ك يف الفص‪6‬ل الث‪6‬اين حتت عن‪6‬وان‪ 6‬املخالف‪6‬ات والعقوب‪6‬ات‪ 6‬بداي‪6‬ة من املادة ‪68‬إىل‪85‬‬
‫وم ‪66‬ا تض ‪66‬منته من غرام ‪66‬ات مالي ‪66‬ة وحبس للحري ‪66‬ات وك ‪66‬ذا م ‪66‬ا تض ‪66‬منته املواد من ‪ 86‬وم ‪66‬ا يليه ‪66‬ا من‬
‫أحك ‪66‬ام متعلق ‪66‬ة بغرام ‪66‬ة الص ‪66‬لح ال ‪66‬يت يفرض ‪66‬ها أع ‪66‬وان‪ 6‬قم ‪66‬ع الغش احملددون يف املادة ‪ 25‬من الق ‪66‬انون‬
‫‪ 03-09‬املتعلق حبماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك وقم‪6‬ع الغش الس‪6‬ابق ال‪6‬ذكر على املت‪6‬دخل م‪6‬رتكب‪ 6‬املخالف‪6‬ة وك‪6‬ل‬
‫ذلك ضمن الباب الرابع من هذا القانون‪.2‬‬
‫ج‪66 6 6‬اءت التش‪66 6 6‬ريعات االقتص‪66 6 6‬ادية به‪66 6 6‬دف إىل محاية املس‪66 6 6‬تهلك مدعم‪66 6 6‬ة بنص‪66 6 6‬وص جزائي ‪66 6‬ة‪،‬‬
‫وج‪66 6‬زاءات إلرس‪66 6‬اء ه‪66 6‬ذه احلماية ودعمه‪66 6‬ا‪ ،‬ومن هنا ف‪66 6‬إن املش‪66 6‬رع عن‪66 6‬دما جيرم بعض األفع ‪66‬ال‪ ،‬فهو‬
‫يه ‪66 6‬دف من وراء ذلك إىل وضع نظ‪66 6 6‬ام زج‪66 6 6‬ري كام‪66 6 6‬ل‪ ،‬قصد ف‪66 6 6‬رض اح‪66 6 6‬رتام التش‪66 6 6‬ريعات‪ ،‬ومحاية‬
‫الوضعيات االجتماعية واالقتصادية‪ 6،‬وبذلك نستطيع أن حنمي املستهلك باعتباره‪ 6‬الركن الرئيسي يف‬
‫اقتصاد السوق‪ ،‬وحتريك ال‪6‬دورة االقتص‪6‬ادية‪ ،‬وكما رأينا ف‪6‬إن ق‪6‬انون املمارس‪6‬ات التجاري‪6‬ة‪ ،‬وباعتب‪6‬اره‪6‬‬
‫تش‪66 6‬ريعا اقتص‪66 6‬اديا تض‪66 6‬من ج‪66 6‬زاءات مش‪66 6‬ددة باملقارنة مع تلك اليت تض‪66 6‬منتها القواعد العام‪66 6‬ة‪ ،‬حيث‬
‫ح‪66‬اول املش‪66‬رع منح محاية أك‪66‬ثر للمس‪66‬تهلك‪ ،‬وعلى س‪66‬بيل املث‪66‬ال‪ ،‬ف‪66‬إن عقوبة‪ 6‬وج‪66‬ود الش‪66‬رط التعس‪66‬في‪6‬‬
‫يف العق ‪66‬ود املربمة‪ 6‬بني املت ‪66‬دخلين االقتص ‪66‬اديني واملس ‪66‬تهلكني مل تعد تنصب‪ 6‬فقط على إبط ‪66‬ال الش ‪66‬رط‬
‫التعس‪66‬في وحس‪66‬ب‪ ،‬وإمنا أص‪66‬بحت غرامة تف‪66‬رض على م‪66‬رتكب املخالف‪66‬ة‪ ،‬وه‪66‬ذا باإلض‪66‬افة إىل إمكانية‪6‬‬
‫‪3‬‬
‫تطبيق العقوبات التكميلية‪ 6،‬وقد تصل إىل تطبيق عقوبة احلبس يف حالة العود‪.‬‬
‫وقد حيكم على الش ‪66‬خص مبص ‪66‬ادرة األمالك‪ 6‬اليت هلا ص ‪66‬لة بالفعل املرتكب‪ ،‬ويقصد من وراء‬
‫ه‪66‬ذه العقوبة‪ 6‬إيالم اجلاين من الناحية املالي‪66‬ة‪ 6،‬بانتق‪66‬اص‪ 6‬م‪66‬ال خيرج من ذمته املالي‪66‬ة‪ ،‬وحرمانه من‪66‬ه‪ ،‬بل‬
‫أن بعض تش‪66 6 6 6 6‬ريعات محاية املس‪66 6 6 6 6‬تهلك قد جعلتها عقوبة وجوبية‪،‬كما أن الغلق يعد عقوبة فعالة يف‬

‫‪ _ 1‬األمر رقم ‪156_66‬املوؤرخ يف ـ‪8‬جوان‪1966‬يتصمن قانون العقوبات املعدل واملتمم‪.‬‬


‫‪ -2‬باية فتيحة ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪19‬‬
‫‪ _3‬العيد حداد ‪ ،‬احلماية القانونية للمستهلك يف ظل اقتصاد السوق‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق_بن عكنون_ ‪، 2002،‬ص ‪215‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫منع تك ‪66 6‬رار املخالفة يف املس ‪66 6‬تقبل‪ ،‬واحليلولة دون وقوعها من جدي‪66 6 6‬د‪ ،‬ل ‪66 6‬ذلك جند أن كافة ق ‪66 6‬وانني‬
‫االس ‪66‬تهالك تس ‪66‬تعني هبذه العقوبة‪ 6‬هبدف محاية املس ‪66‬تهلك بص ‪66‬فة خاصة ومحاية اقتص ‪66‬اد الدولة بص ‪66‬فة‬
‫عام‪66 6 6‬ة‪ ،‬كما أن املنع من ممارسة النش‪66 6 6‬اط يس‪66 6 6‬اهم يف حرم‪66 6 6‬ان احملك‪66 6 6‬وم عليه من حتقيق ال ‪66 6‬ربح لف‪66 6‬رتة‬
‫معينة‪،6‬من هنا تظهر الفعالية‪ 6‬املرتتبة‪ 6‬عن وجود مثل هذه اجلزاءات يف محاية املستهلك‪ ،‬إذ أن املت‪66‬دخل‬
‫االقتص‪66‬ادي بوج‪66‬ود ه‪66‬ذه العقوب‪66‬ات‪ 6‬يك‪66‬ون‪ 6‬ع‪66‬امال ردعيا من إقدامه على ه‪66‬ذه املخالف‪66‬ات يف ممارس‪66‬ته‬
‫التجاري‪66‬ة‪ ،‬واحلرص على ش‪66‬رعية عالقاته التجارية مع املس‪6‬تهلك‪ ،‬س‪66‬واء ك‪6‬انت عقدية أو غري عقدي‪66‬ة‪،‬‬
‫كما متكن هذه اجلزاءات من إغالق اجملال أمام املنتج و املوزع احملرتف ال‪6‬ذي يس‪66‬عى مبا يتمتع به من‬
‫‪1‬‬
‫قدرات اهليمنة على العالقة االستهالكية‪ 6‬و العقد الذي يربم بشأهنا‪.‬‬
‫وإن املش‪66‬رع يف إط‪66‬ار ق‪66‬انون املمارس‪66‬ات التجارية قد اكتفى‪ 6‬ب‪66‬رتتيب‪ 6‬العقوبة اجلزائية يف حالة‬
‫تض ‪66‬من العقد لش ‪66‬رط تعس ‪66‬في رغم انه قد أورد قائمة هلذه الش ‪66‬روط على س ‪66‬بيل املث ‪66‬ال ال احلص ‪66‬ر‪ ،‬و‬
‫اليت مت توس‪66 6‬عتها مبوجب املادة ‪ 5‬من املرس‪66 6‬وم التنفي‪66 6‬ذي رقم ‪ 306 6 6 - 06‬ال‪66 6‬ذي حيدد العناصر‬
‫األساسية‪ 6‬للعقود املربمة بني املهنيني و املستهلكني السابق الذكر‪.2‬‬
‫البند الرابع ‪ :‬الحماية اإلدارية للمستهلك‬
‫وجتدر اإلش‪6‬ارة إىل أن ه‪6‬ذا الن‪6‬وع من احلماي‪6‬ة مل يع‪6‬رف يف التش‪6‬ريعات الوض‪6‬عية إال م‪6‬ع بداي‪6‬ة‬
‫التس‪66‬عينيات‪ 6‬وذل‪66‬ك بع‪66‬د أن تع‪66‬الت أص‪66‬وات حرك‪66‬ات ال‪66‬دفاع عن حق‪66‬وق املس‪66‬تهلكني ورعايته‪66‬ا من‬
‫ط ‪66‬رف الدول ‪66‬ة وه ‪66‬ذا ش ‪66‬ان التش ‪66‬ريع اجلزائ ‪66‬ري‪ ،‬حيث مل يكن باالس ‪66‬تطاعة احلديث عن محاي ‪66‬ة إداري ‪66‬ة‬
‫للمس ‪66‬تهلك وال أي ن ‪66‬وع من احلماي ‪66‬ة قب ‪66‬ل ‪ 1989‬وميكن إرج ‪66‬اع ه ‪66‬ذا لس ‪66‬ببني رئيس ‪66‬يني مها‪ :‬أهنا مل‬
‫تكن حركة محاية املستهلك قد تبلورت ح‪6‬ىت يف فرنس‪6‬ا األم‪6‬ر ال‪6‬ذي مل يس‪6‬مح باالقتب‪6‬اس من قوانينه‪6‬ا‬
‫يف ه‪6‬ذا اجملال‪ ،‬وذل‪6‬ك لتع‪6‬ارض الق‪6‬وانني اجلزائري‪6‬ة م‪6‬ع مب‪6‬ادئ االقتص‪6‬اد الفرنس‪6‬ي ذات الط‪6‬ابع اللي‪6‬ربايل‬
‫ألن اجلزائر كانت تنتهج النظام االشرتاكي أنا ذاك‪.3‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الحماية اإلدارية‬

‫‪ _ 1‬أمحد حممد‪ 6‬حممود علي خلف‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪457‬‬


‫‪_ 2‬كيموش نوال‪،‬محاية املستهلك يف اطار قانون املمارسات التجارية‪،‬مذكرة التخرج لنيل شهادة املاجستري يف القانون اخلاص‪،‬جامعة اجلزائر – بن‬
‫يوسف بن خدة ‪ ،-‬كلية احلقوق‪،2011_2010،‬ص‪86‬‬
‫‪3‬‬
‫باية فتيحة ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪_ 20‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫ميكن تعريف احلماي‪6‬ة اإلدارية اس‪6‬تنادا إىل الق‪6‬وانني واملراس‪6‬يم املتعلق‪6‬ة حبماي‪6‬ة املس‪6‬تهلك ورقاب‪6‬ة‬
‫اجلودة وقم‪66‬ع الغش‪ ،‬بأهنا مجل‪66‬ة الت‪66‬دابري التحفظي‪66‬ة املتخ‪66‬ذة من قب‪66‬ل الس‪66‬لطات اإلداري‪66‬ة واملدني‪6‬ة‪ 6‬هبدف‬
‫محاية حقوق املستهلكني الشخصية و املالية‪ 6‬وغريها‪.1‬‬
‫بع ‪66‬د ‪ 1989‬ع ‪66‬رفت اجلزائ ‪66‬ر نقل ‪66‬ة نوعي ‪66‬ة يف جمال محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك حيث أص ‪66‬درت مجل ‪66‬ة من‬
‫القواع‪66 6‬د املتعلق‪66 6‬ة حبماي‪66 6‬ة املس‪66 6‬تهلك بداي‪66 6‬ة بالق‪66 6‬انون رقم‪ 02-89‬املتعل‪66 6‬ق بالقواع ‪6 6‬د‪ 6‬العام‪66 6‬ة حلماي‪66 6‬ة‬
‫املس‪66 6 6‬تهلك امللغى الس‪66 6 6‬ابق ال‪66 6 6‬ذكر‪ ،‬وك‪66 6 6‬ذا الق‪66 6 6‬انون رقم ‪ 02-04‬املتعل‪66 6 6‬ق بالقوا‪6‬ع‪6 6 6 6‬د املطبق ‪66 6‬ة على‬
‫املمارس ‪66‬ات التجارية الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر ‪ 2‬وص ‪66‬وال إىل الق ‪66‬انون رقم ‪ 03-09‬املتعل ‪66‬ق حبماي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك‬
‫وقمع الغش السابق الذكر‪.3‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األعوان المكلفين بمعاينة ومراقبة المخالفات المتعلقة بالمستهلكين‬
‫ويف هذا اإلطار حدد املش‪6‬رع اجلزائ‪6‬ري جمموع‪6‬ة من األع‪6‬وان‪ 6‬اإلداريني االقتص‪6‬اديني املكلفني‬
‫مبعاين‪66‬ة املخالف‪66‬ات املتعلق‪66‬ة باملس‪66‬تهلكني وذل‪66‬ك حس‪66‬ب املادة ‪ 49‬من الق‪66‬انون رقم ‪ 02-04‬املتعل‪66‬ق‬
‫بالقواعد املطبقة‪ 6‬على املمارسات التجارية السابق الذكر وهم ‪:‬‬
‫ض ‪66 6‬باط الش ‪66 6‬رطة القض ‪66 6‬ائية املنص ‪66 6‬وص عليهم يف ق ‪66 6‬انون اإلج ‪66 6‬راءات اجلزائي ‪66 6‬ة واملس‪66 6‬تخدمون‬
‫املنتم ‪66‬ون‪ 6‬إىل األس ‪66‬الك اخلاص ‪66‬ة باملراقب ‪66‬ة الت ‪66‬ابعون‪ 6‬لإلدارة املكلف‪6 6‬ة‪ 6‬بالتج ‪66‬ارة ‪،‬وك ‪66‬ذا األع ‪66‬وان املع ‪66‬نيون‬
‫الت‪66 6‬ابعون ملص ‪66 6‬احل اإلدارة اجلبائية وأع ‪66 6‬وان‪ 6‬اإلدارة املكلف ‪66 6‬ة بالتج ‪66 6‬ارة ‪،‬باإلض ‪66 6‬افة إىل ض ‪66 6‬باط الش‪66 6‬رطة‬
‫القض ‪66 6‬ائية واألع ‪66 6‬وان اآلخ ‪66 6‬رين املرخص هلم مبوجب النص ‪66 6‬وص اخلاص ‪66 6‬ة هبم يؤه ‪66 6‬ل للبحث ومعاين ‪66 6‬ة‬
‫املخالفات املتعلقة بعرض املنتجات االستهالكية و أعوان قمع الغش التابعون‪ 6‬لل‪66‬وزارة املكلف‪66‬ة حبماي‪66‬ة‬
‫املس ‪66‬تهلك حس ‪66‬ب نص املادة ‪ 25‬من الق ‪66‬انون‪ 6‬رقم ‪ 03-09‬املتعل ‪66‬ق حبماي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك وقم‪66‬ع الغش‬
‫السابق الذكر ‪.‬‬
‫وه‪66‬ذا بع‪66‬د ت‪66‬أديتهم لليمني احملدد يف املادة ‪ 26‬من نفس الق‪66‬انون‪ 6‬وذل‪66‬ك أم‪66‬ام احملكم‪66‬ة اإلداري‪66‬ة‬
‫إلق‪66‬امتهم ليص‪66‬بح بإمك‪66‬اهنم الت‪66‬دخل ب‪66‬أي وس‪66‬يلة ويف إي وقت أو مرحل‪66‬ة من مراح‪66‬ل ع‪66‬رض املنت‪66‬وج‬
‫لالس ‪66‬تهالك من أج ‪66‬ل إج ‪66‬راء مه ‪66‬امهم الرقابي ‪66‬ة حس ‪66‬ب نص املادة ‪ 29‬وم ‪66‬ا يليه ‪66‬ا من نفس الق ‪66‬انون‬

‫‪_ 1‬نفس املرجع‪،‬ص‪21‬‬


‫‪_ 2‬القانون رقم ‪ 02-04‬احملدد للقواعد املطبقة على املمارسات التجارية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ _ 3‬القانون رقم‪ 09-03‬املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫وتس‪66‬جل املخالف‪66‬ات و العقوب‪66‬ات‪ 6‬املرتتب ‪6‬ة‪ 6‬عليه‪66‬ا م‪66‬ع ت‪66‬دوين ت‪66‬اريخ املراقب‪66‬ة ومكاهنا ومجي‪66‬ع حيثياهتا يف‬
‫حمضر حسب نص املادة ‪ 31‬من نفس القانون‪.6‬‬
‫وك‪66‬ذلك يتم جتني‪66‬د خمابر قم‪66‬ع الغش التابع‪66‬ة لل‪66‬وزارة املكلف‪66‬ة حبماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك وقم‪66‬ع الغش‬
‫للقي ‪66‬ام بالتحالي ‪66‬ل واالختب ‪66‬ارات والتج ‪66‬ارب قص ‪66‬د محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك حس ‪66‬ب نص املادة ‪ 35‬من نفس‬
‫الق‪66‬انون وك‪66‬ل معارض‪66‬ة مله‪66‬ام ه‪66‬ؤالء األع‪66‬وان يع‪66‬اقب عليه‪66‬ا حس‪66‬ب نص املادة ‪ 53‬من الق‪66‬انون‪ 6‬رقم‬
‫‪ 02-04‬املتعل‪66‬ق بالقواع ‪6‬د املطبق ‪6‬ة‪ 6‬على املمارس‪66‬ات التجاري‪66‬ة الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر ب‪66‬احلبس من س‪66‬تة أش‪66‬هر‬
‫إىل س‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬نتني وبغرام‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬ة مالي‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬ة من ‪100,000‬دج إىل ‪1000,000‬دج أو بأح‪66 6 6 6 6 6 6 6‬د ه‪66 6 6 6 6 6‬اتني‬
‫العقوبتني‪،‬باإلض‪6‬افة إىل ذل‪6‬ك فق‪6‬د منح املش‪6‬رع اجلزائ‪6‬ري جلمعي‪6‬ات محاي‪6‬ة املس‪6‬تهلك نوع‪6‬ا من الس‪6‬لطة‬
‫للمس ‪66‬امهة يف محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك من خالل االع ‪66‬رتاف هلا حبق متثي ‪66‬ل ه ‪66‬ذه الفئ ‪66‬ة عن ‪66‬د احلاج ‪66‬ة باعتباره ‪6‬ا‪6‬‬
‫ط‪66‬رف م‪66‬دين حس‪66‬ب نص املادة ‪ 23‬من الق‪66‬انون رقم‪ 03-09‬املتعل‪66‬ق حبماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك وقم‪66‬ع الغش‬
‫السالف الذكر‪ ،‬وكذلك قد رخص املشرع اجلزائري إلنش‪66‬اء جملس وط‪66‬ين حلماي‪66‬ة املس‪66‬تهلكني تتمث‪66‬ل‬
‫مهمته يف اقرتاح التدابري ال‪6‬يت تس‪6‬اهم يف تط‪6‬وير وترقي‪6‬ة سياس‪6‬ة محاي‪6‬ة املس‪6‬تهلك وه‪6‬ذا حس‪6‬ب م‪6‬ا ج‪6‬اء‬
‫‪1‬‬
‫يف نص املادة ‪ 24‬من نفس القانون ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫‪ _1‬باية فتيحة ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪26‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫حسب القواعد العامة للعقد أن العقود كانت تقوم على مبدأ احلرية التعاقدية دون أية قيود‬
‫معتربة‪ 6‬لكن وبعد الثورة الصناعية بالذات ونظراً لتفاوت الكب‪66‬ري احلاص‪66‬ل بني املت‪66‬دخلني االقتص‪66‬اديني‬
‫واملس ‪66 6‬تهلكني وس ‪66 6‬يطرت أص ‪66 6‬حاب األم ‪66 6‬وال حبيث أص ‪66 6‬بح املت ‪66 6‬دخلين االقتص ‪66 6‬اديين وحبكم الس‪66 6‬لطة‬
‫املس‪66 6‬تمدة من مراك‪66 6‬زهم االقتص‪66 6‬ادية ال‪66 6‬يت تض‪66 6‬عهم يف تف‪66 6‬وق على املس‪66 6‬تهلك املض‪66 6‬طر للتعاق ‪66‬د معهم‬
‫فيدرجون من الشروط ما يؤدي يف كثري من األحيان إىل انعدام‪ 6‬التوازن يف احلق‪66‬وق وااللتزام‪66‬ات بني‬
‫أطراف هذه العالق‪6‬ة العقدي‪6‬ة‪،‬فق‪6‬د ينف‪6‬رد أح‪6‬د األط‪6‬راف حبق‪6‬وق وامتي‪6‬ازات دون مقاب‪6‬ل لط‪6‬رف األخ‪6‬ر‬
‫الذي يبقى‪ 6‬جمرب على قبوهلا إلمتام التعاقد واحلصول على حاجته‪.1‬‬
‫ومن هنا ظهرت مسألة الشروط أو ما يعرف بالبنود التعس‪66‬فية‪،6‬فم‪66‬ا املقص‪66‬ود هبذه الش‪66‬روط ؟‬
‫ه‪66‬ذا م‪66‬ا س‪66‬وف يتم حبث‪66‬ه ض‪66‬من املطل‪66‬بني الت‪66‬اليني يتم تعري‪66‬ف الش‪66‬رط التعس‪66‬في يف املطلب األول مث إىل‬
‫مفهوم عقد اإلذعان و معايري تصنيف الشروط التعسفية يف املطلب الثاين‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الشروط التعسفية‪.‬‬
‫تعين كلمة تعسف يف االصطالح اللغوي "االستخدام السيئ"‪ ،‬ويف االصطالح‬
‫القانوين"االستخدام الفاحش مليزة قانونية " حبيث ي‪66‬رى الفقه بأنه يعترب تعس‪66‬فيا "الش‪66‬رط احملرر مس‪66‬بقا‬
‫يف العقد من ج‪66 6‬انب الط‪66 6‬رف األك‪66 6‬ثر ق‪66 6‬وة‪ ،‬ومينح هلذا األخري م‪66 6‬يزة فاحشة على حس‪66 6‬اب الط‪66 6‬رف‬
‫اآلخر"وميكن أن يعترب تعسف تطبيقي لذلك شرط اإلعفاء من املسؤولية أو الشرط احملدد هلا‪ ،‬وكذا‬
‫الش ‪66‬رط اجلزائي‪ ،‬أو بص ‪66‬فة عام ‪66‬ة تعت ‪66‬رب تعس ‪66‬فية تل ‪66‬ك الش ‪66‬روط ال ‪66‬واردة يف العقد املربم‪ 6‬بني املس ‪66‬تهلك‬
‫ومتدخل االقتصادي‪ ،‬واحملرر مسبقا من طرف هذا األخري‪ ،‬وعليه يعترب الشرط تعسفيا عندما يؤدي‬
‫‪2‬‬
‫إىل اختالل التوازن يف حقوق والتزامات األطراف العقد االستهالكي‪. 6‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التعريف الفقهي و التشريعي للشروط التعسفية‪.‬‬


‫سيتم التطرق من خالل هذا الفرع إىل بعض ما أورده الفقه حول تعريف الشروط التعسفية‬
‫مث يليه عرض عدة تعار يف حسب ما جاءت به بعض التشريعات الوضعية وذلك فيما يلي‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬التعريف الفقهي للشروط التعسفية‪.‬‬

‫‪ _1‬أمحد حممد الرفاعي‪ ،‬احلماية املدنية‪ 6‬للمستهلك‪ 6‬إزاء املضمون العقدي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر ‪،‬دون رقم الطباعة ‪ ، 1994،‬ص‪.212‬‬
‫‪_ 2‬نفس املرجع‪،‬ص‪.200‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫تعددت تعريفات الفقه للشرط التعسفي واختلفت بتعدد واختالف زاوية الرؤية للشرط‬
‫التعس‪66‬في فج‪66‬اءت تعريف‪66‬ات مبنية‪ 6‬على أط‪66‬راف العالق‪66‬ة التعاقدي‪66‬ة‪ ،‬وأخ‪66‬رى رك‪66‬زت على أثر الش‪66‬روط‬
‫التعسفية على العالقة العقدية‪ ،‬وعليه سوف يتم إيراد مجلة من التعريفات باعتبار الرؤى السابقة‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تعريف الشروط التعسفية من حيث أطراف العالقة العقدية ‪.‬‬
‫ميكن تع‪66‬رف الش‪66‬رط التعس‪66‬في اعتم‪66‬ادا على أط‪66‬راف العق‪66‬د االس‪66‬تهالكي بأنه " ذل‪66‬ك الش‪66‬رط‬
‫ال‪66 6 6‬ذي يف‪66 6 6 6‬رض على املس‪66 6 6 6‬تهلك من قبل املت‪66 6 6 6‬دخل االقتص‪66 6 6 6‬ادي نتيجة التعسف يف اس‪66 6 6 6‬تعمال ه‪66 6 6‬ذا‬
‫األخري‪،‬لسلطته االقتصادية‪ 6‬بغرض احلصول على ميزة جمحفة "‪.1‬‬
‫ويف تعري ‪66‬ف أخر فالش ‪66‬رط التعس ‪66‬في ه ‪66‬و "ذل ‪66‬ك الش ‪66‬رط احملرر مس ‪66‬بقا من ج ‪66‬انب الط ‪66‬رف ذو النف ‪66‬وذ‬
‫االقتصادي القوي‪ ،‬والذي خيوله ميزة فاحشة عن الطرف اآلخر"‪.2‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تعريف الشروط التعسفية من حيث أثره على توازن العالقة العقدية‪.‬‬
‫ميكن تعريف الشرط التعسفي‪ 6‬اعتمادا على األثر الذي حيدثه على مستوى توازن العالقة‬
‫العقدية على النحو الت‪66‬ايل"ه‪66‬و الش‪66‬رط ال‪66‬ذي ي‪66‬رد يف العق‪66‬د االس‪66‬تهالكي‪ 6،‬وي‪66‬رتتب‪ 6‬علي‪66‬ه ع‪66‬دم ت‪66‬وازن‬
‫واض‪66 6‬ح و ممق‪66 6‬وت بني حق‪66 6‬وق والتزام‪66 6‬ات كل من املت ‪66‬دخل االقتص‪66 6‬ادي واملس ‪66‬تهلك‪ ،‬واملرتتبة على‬
‫تعس ‪66 6 6 6‬ف املت ‪66 6 6 6‬دخل االقتص ‪66 6 6 6‬ادي يف اس ‪66 6 6 6‬تخدامه لقوته االقتص ‪66 6 6 6‬ادية يف مواجه ‪66 6 6 6‬ة املتعاقد اآلخر وهو‬
‫املس‪66‬تهلك"‪،‬وم‪66‬ا ميكن أن نستخلص‪66‬ه من ه‪66‬ذين التع‪66‬ريفني ‪ :‬ه‪66‬و أن الس‪66‬بب من وراء وج‪66‬ود ش‪66‬روط‬
‫تعسفية‪ 6‬يعود يف األساس إىل نتيجة تعس‪66‬ف أحد املتعاق‪66‬دين على اآلخر يف اس‪66‬تعمال تفوق‪66‬ه الن‪66‬اتج عن‬
‫عدم التكافؤ يف املراكز التعاقدية ‪ ،‬وال يهم طبيعة‪ 6‬هذا التف‪66‬وق س‪66‬واء ك‪66‬ان اقتص‪66‬اديا أو فنيا أو قانونيا‬
‫أو ثقافيا أو اجتماعيا أو غري ذلك مما يؤثر على حقوق والتزامات أطراف العقد‪ ،‬فيؤدي بالتايل إىل‬
‫حدوث اختالل ظاهر وممقوت يف التوازن العقدي بني حقوق والتزامات أطرافه‪ ،‬وه‪66‬ذا األثر عموما‬
‫يظهر يف امليزة املفرطة أو الفاحشة اليت تعود لصاحل أحد املتعاقدين على حساب اآلخر‪.3‬‬
‫إن العربة يف حتديد مفهوم الشرط التعسفي‪ 6‬ليس جمرد إظهار عدم التوازن‪ 6‬الظ‪66‬اهر يف احلق‪66‬وق‬
‫وااللتزام ‪66‬ات‪ 6،‬بالدراس ‪66‬ة ح ‪66‬االت تعسف أحد ط ‪66‬ريف العقد يف اس ‪66‬تعمال حقه التعاق ‪66‬دي نتيجة تفوق ‪66‬ه‬
‫على الط ‪66‬رف اآلخ ‪66‬ر‪ ،‬ألن ع ‪66‬دم الت ‪66‬وازن‪ 6‬ملح ‪66‬وظ يف ع ‪66‬دة عق ‪66‬ود دون اش ‪66‬تماهلا على ش ‪66‬رط تعس ‪66‬في‪6‬‬
‫‪_1‬حممد السيد عمران‪ ،‬مرجع سابق ص‪. 49‬‬
‫‪ _2‬سعيد سعد عبد السالم‪ ،‬التوازن العقدي يف نطاق عقود اإلذعان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دون رقم الطباعة ‪،1998 ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ _ 3‬عمر حممد عبد الباقي‪ ،‬احلماية العقدية للمستهلك‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ 6،‬دون رقم الطباعة‪ ، 2004 ،‬ص ‪.402‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫ك‪66‬العقود التربعي‪6‬ة‪ 6،‬فأحد املتعاق‪6‬دين ال يعطي عوضا دون وج‪66‬ود أدىن ش‪6‬رط تعس‪6‬في‪،‬وك‪66‬ذلك العق‪66‬ود‬
‫االحتمالي‪66‬ة‪ ،‬والعق‪66‬ود اليت ي‪66‬رد فيها الغنب دون اش‪66‬تماهلا على ش‪66‬روط تعس‪66‬فية‪،‬ل‪66‬ذلك جيب التمي‪66‬يز بني‬
‫عدم التوازن الناتج عن الشرط التعسفي‪ 6‬وذلك الناتج يف العقود األخ‪66‬رى وه‪66‬ذا التمي‪66‬يز يرتبط أساسا‬
‫بأص‪66‬ول ه‪66‬ذه العق‪66‬ود‪ ،‬ففي حال‪66‬ة العق‪66‬ود التربعي‪6‬ة‪ 6‬وك‪66‬ذلك بالنس‪66‬بة للعق‪66‬ود االحتمالي‪66‬ة‪ ،‬فع‪66‬دم الت‪66‬وازن‪6‬‬
‫يس ‪66 6‬تمد وج ‪66 6‬وده من طبيع‪6 6 6‬ة‪ 6‬العقد ذات ‪66 6‬ه‪ ،‬وع ‪66 6‬دم الت ‪66 6‬وازن‪ 6‬احلاصل عن الغنب ينتج عن ح‪66 6‬ال ض‪66 6‬حيته‬
‫والعكس‪ 6‬يف حالة الش‪66 6‬روط التعس‪66 6‬فية‪ ،‬فع‪66 6‬دم الت‪66 6‬وازن ينتج عن فعل املتعاقد بض‪66 6‬حيته األك ‪66‬ثر ض ‪66‬عفا‬
‫والذي ال يستطيع املقاومة‪ 6‬أمام إرادة املتعاقد اآلخر الذي يتص‪66‬رف من مركز جيعله يتعسف ويف‪66‬رض‬
‫الشرط الذي يراه مناسبا ملصلحته‪.1‬‬
‫البند الثاني ‪ :‬التعريف التشريعي للشروط التعسفية‪.‬‬
‫ما تج ‪66‬در اإلش ‪66‬ارة إلي ‪66‬ه أوال أن تعري ‪66‬ف الش ‪66‬روط التعس ‪66‬فية‪ 6‬مل ت‪6 6‬أيت به أغلب التش ‪66‬ريعات يف‬
‫القانون‪ 6‬املدين‪ ،‬إال أن تعريفها غالبا ما جنده واردا يف القوانني اخلاصة حبماية املستهلك‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬الشرط التعسفي في القانون المقارن‪.‬‬
‫املالحظ أن املشرع الفرنسي قد أشار إىل تعريف الشرط التعسفي بأنه ‪ :‬ذلك الشرط ال‪66‬ذي‬
‫يف ‪66‬رض على غ ‪66‬ري امله ‪66‬ين أو املس ‪66‬تهلك من قب ‪66‬ل امله ‪66‬ين نتيج ‪66‬ة التعس ‪66‬ف يف اس ‪66‬تعمال األخ ‪66‬ري لس ‪66‬لطته‬
‫االقتص ‪66‬ادية بغ ‪66‬رض احلص ‪66‬ول على م ‪66‬يزة جمحف ‪66‬ة وذل ‪66‬ك من خالل املادة ‪35/1‬من الق ‪66‬انون‪ 6‬الفرنس ‪66‬ي‬
‫املتعلق حبماية و إعالم املستهلكني يف نطاق بعض عمليات االئتمان‪، 6‬أي مىت يظهر أن هذه الشروط‬
‫مفروضة على املس ‪66‬تهلكني بواس ‪66‬طة اس ‪66‬تعمال التف ‪66‬وق‪ 6‬االقتص ‪66‬ادي للط ‪66‬رف اآلخ ‪66‬ر‪ ،‬وال ‪66‬ذي مينح هلذا‬
‫األخري ميزة فاحشة إذاً فهو شرطاً تعسفياً‪.2‬‬
‫أعاد املشرع الفرنسي تعريف الشروط التعس‪6‬فية يف ق‪6‬انون االس‪66‬تهالك‪ 6‬لس‪6‬نة‪ 1995‬مبوجب‬
‫الفق ‪66‬رة األوىل من املادة– ‪ 1 132‬من الق ‪66‬انون رقم ‪ 96 - 95‬املتعل ‪66‬ق حبماي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك واليت‬
‫نصت على أن ‪66 6 6‬ه "يف العق ‪66 6 6‬ود املربمة‪ 6‬ما بني احملرتفني وغري احملرتفني أو املس ‪66 6 6‬تهلكني‪ ،‬تك ‪66 6 6‬ون‪ 6‬تعس ‪66 6‬فية‬
‫الشروط اليت حيدث موضوعها أو آثارها إضرارا بغري احملرتفني أو املس‪6‬تهلك‪ ،‬أو إح‪6‬داث ع‪66‬دم ت‪6‬وازن‬
‫ظاهر بني حقوق والتزامات أطراف العقد"‪. 3‬‬

‫‪ _ 1‬رباحي أمحد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪348‬‬


‫‪ _ 2‬حممد السيد عمران ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪49‬‬
‫_ حممد السيد عمران ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫أما يف بلجيكا فقد ص‪6‬در ق‪6‬انون جديد بت‪6‬اريخ‪14‬يوليو ‪ 1991‬أدخ‪6‬ل تع‪6‬ديالت على ق‪6‬انون‬
‫‪ 14‬يوليو‪ 1971‬اخلاص باملمارس ‪66‬ات التجارية فمن خالل الفصل‪ 13‬من ‪66‬ه وال ‪66‬ذي محل عن ‪66‬وان"‬
‫النص‪66 6‬وص‪ 6‬العامة املتعلقة ب‪66 6‬بيع الس‪66 6‬لع واخلدمات للمس‪66 6‬تهلكني"‪ ،‬حيث يع‪66 6‬اجل ه‪66 6‬ذا الفصل يف املق‪66 6‬ام‬
‫األول الش‪66 6‬روط التعس‪66 6‬فية‪ 6‬واليت ورد تعريفها يف املادة‪ 31‬من ه‪66 6‬ذا الق‪66 6‬انون على النحو اآليت " كل‬
‫ش ‪66 6‬رط تعاق‪66 6 6‬دي ي‪66 6 6‬ؤدي إىل اختالل مب‪66 6 6‬الغ فيه يف الت‪66 6 6‬وازن بني احلق‪66 6 6‬وق وااللتزام‪66 6 6‬ات‪ 6‬التعاقدية على‬
‫حساب املستهلك"‪. 1‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الشرط التعسفي في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫جند املشرع اجلزائري وكما سبق ال‪6‬ذكر أنه مل يض‪6‬ع تعريف‪6‬ا حمدد ملفه‪6‬وم الش‪6‬رط التعس‪6‬في‪ 6‬يف‬
‫القانون‪ 6‬املدين بل اكتفى ويف إطار القواعد العام‪66‬ة‪ ،‬بإض‪66‬فاء نوع‪66‬ا من محاية على الط‪66‬رف الض‪66‬عيف يف‬
‫عق‪66‬ود اإلذع‪66‬ان‪ ،‬فمنح القاضي س‪66‬لطة الت‪66‬دخل لتع‪66‬ديل الش‪66‬روط التعس‪66‬فية‪ 6،‬أو إعف‪66‬اء الط‪66‬رف املذعن‬
‫منه‪66 6 6‬ا‪ ،‬وذلك حس ‪66 6‬ب نص املادة ‪ 110‬من الق‪66 6 6‬انون املدين اجلزائ‪66 6 6‬ري الس ‪66 6‬ابق ال ‪66 6‬ذكر‪ ،‬بينما إذا مت‬
‫الرج‪66 6‬وع إىل املادة الثالثة‪ 6‬من ق‪66 6‬انون املمارس‪66 6‬ات التجاري‪66 6‬ة ‪ 02-04‬املتعل‪66 6‬ق بالقوا‪6‬ع‪6 6‬د املطبق‪66 6‬ة على‬
‫املمارس‪66 6‬ات التجارية الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر ‪ ،‬ف‪66 6‬إن املش‪66 6‬رع قد ج‪66 6‬اء هبذا التعريف يف الفق‪66 6‬رة اخلامسة منها‬
‫بنصها على أنه يعترب "شرط تعسفي كل بند أو شرط بمفرده أو مشتركا مع بند واحد أو عدة‬
‫بنود أو شروط أخرى‪ ،‬من شانه اإلخالل الظاهر بالتوازن بين حقوق وواجبات أطراف العقد‬
‫" وك ‪66‬ذلك م ‪66‬ا ورد من ش ‪66‬روط تعس ‪66‬فية يف الفق ‪66‬رات الثماني ‪66‬ة من املادة ‪ 29‬من نفس الق ‪66‬انون‪،‬كم ‪66‬ا‬
‫صنف املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري من خالل املادة ‪ 05‬من املرس‪66‬وم التنفي‪66‬ذي رقم ‪ 306-06‬املتعلق بتحدي‪66‬د‬
‫العناص‪66‬ر األساس‪66‬ية للعق‪66‬ود املربم‪66‬ة بني األع‪66‬وان االقتص‪66‬ادية و املس‪66‬تهلكني و البن‪66‬ود ال‪66‬يت تعت‪66‬رب تعس‪66‬فية‬
‫السابق الذكر‪،‬وهبذا جند أن املشرع اجلزائري أزال الكثري من اللبس و التساؤالت اليت أب‪66‬ديت بش‪66‬أن‪6‬‬
‫حتديد طبيعة‪ 6‬الش‪66 6‬روط اليت تس‪66 6‬توجب محاي‪66 6‬ة املس‪66 6‬تهلك منه‪66 6‬ا‪ ،‬واملع‪66 6‬ايري الالزم توافرها كي يوصف‬
‫الشرط بأنه تعسفي ‪ ،‬أم‪6‬ا من يق‪6‬رر م‪6‬ا إذا ك‪6‬ان البن‪6‬د تعس‪6‬فيا أم ال فاملش‪6‬رع اجلزائ‪6‬ري ومبوجب املادة‬
‫‪ 06‬من املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي ‪ 306-06‬ال ‪66‬ذي حيدد العناصر األساس ‪66‬ية للعق ‪66‬ود املربمة‪ 6‬بني املهن ‪66‬يني و‬
‫املستهلكني السابق الذكر ‪،‬فإن املشرع أوكل ذلك للجنة البن‪66‬ود التعس‪6‬فية‪ 6‬و ال‪6‬يت تتمث‪66‬ل من ممث‪66‬ل عن‬

‫_حسن عبد الباسط مجيعي‪ ،‬أثر عدم التكافؤ بني املتعاقدين على شروط العقد‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة بدون رقم ‪ 1991،‬ص ‪. 287‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫وزارة التجارة و ممثل عن وزارة العدل و ممثل عن جملس املنافسة و ممثلني من املتدخلني االقتص‪6‬اديني‬
‫‪1‬‬
‫و ممثلني من مجعيات محاية املستهلكني‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مجال ونطاق تطبيق الشرط التعسفي‬
‫إن حتديد مفه‪66‬وم الش‪66‬رط التعس‪66‬في يقتضي‪ 6‬أيضا حتديد جمال تطبيق‪66‬ه‪ ،‬ملعرف‪66‬ة م‪66‬ا إذا ك‪66‬ان من‪66‬ع‬
‫التعام‪66‬ل بش‪66‬روط تعس‪66‬فية يس‪66‬ري فقط على عق‪66‬ود اإلذع‪66‬ان‪ ،‬أم ميتد إىل ب‪66‬اقي العق‪66‬ود األخ‪66‬رى‪ ،‬وعلي‪66‬ه‬
‫ح ‪66‬دد املش ‪66‬رع اجلزائ ‪66‬ري يف الق ‪66‬انون‪ 6‬املدين اجملال املادي للش ‪66‬روط التعس ‪66‬فية بطائفة عق ‪66‬ود اإلذع ‪66‬ان‪،‬‬
‫ومعل‪66‬وم أن ه‪66‬ذه العق‪66‬ود ال ت‪66‬أيت إال نتيج‪66‬ة لتف‪66‬وق أحد أطرافها على الط‪66‬رف اآلخ‪66‬ر‪ ،‬و بالت‪66‬ايل ف‪66‬رض‬
‫ش‪6‬روط ت‪6‬ؤدي حتم‪6‬اً إىل التف‪6‬اوت يف حق‪6‬وق وواجب‪6‬ات أط‪6‬راف ه‪6‬ذا العق‪6‬د األمر ال‪6‬ذي جعل املش‪6‬رع‬
‫اجلزائ‪66 6‬ري يعتم‪66 6‬د ه‪66 6‬ذا التف‪66 6‬اوت كمعي‪66 6‬ار لتحديد طبيعة الش‪66 6‬رط‪ ،‬ويظهر ه‪66 6‬ذا من تعريف‪66 6‬ه للش‪66 6‬رط‬
‫التعس ‪66 6‬في‪ ،‬يف الفق ‪66 6‬رة اخلامسة من املادة الثالثة من ق ‪66 6‬انون ‪ 02-04‬املتعل ‪66 6‬ق بالقواع ‪6 6‬د املطبق ‪6 6‬ة‪ 6‬على‬
‫املمارس‪66‬ات التجارية الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر ‪ ،‬ويف التق‪66‬دير ال‪66‬راجح ف ‪6‬إن ه‪66‬ذا االختي‪66‬ار موفق من قبل املش‪66‬رع‬
‫اجلزائ‪66 6‬ري‪ ،‬لكن ال ينبغي‪ 6‬أن يث‪66 6‬ين ه‪66 6‬ذا عن الق‪66 6‬ول ب‪66 6‬أن عنصر التف‪66 6‬وق‪ 6‬عنصر مهم يف حتديد مفه ‪66‬وم‬
‫وجمال الشرط التعسفي‪ 6،‬ألن التفوق‪ 6‬جيب أن يفهم فهما واسعا ليشمل كل أنواعه‪ 6‬سواء كان تفوق‪6‬اً‬
‫اقتصادياً أو تقنيا أو قانونيا أو غري ذلك ‪.2‬‬
‫ومن جه‪6‬ة أخ‪6‬رى ف‪6‬ربجوع إىل نص املادة ‪ 29‬من الق‪6‬انون ‪02-04‬املتعل‪6‬ق بالقواع‪6‬د املطبق‪6‬ة‪6‬‬
‫على املمارس‪66‬ات التجارية الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر ‪ ،‬وال‪66‬يت نصت على أنه "تعتبر بنودا وشروطا تعسفية في‬
‫العقود بين المستهلك والبائع" ميكن الق‪66‬ول أن املش‪66‬رع ق‪66‬د قصد بقول‪66‬ه "عقود البيع المبرمة بين‬
‫المس تهلك والب ائع " واس‪66 6‬تبعد العق‪66 6‬ود املربمة‪ 6‬بني املت‪66 6‬دخلين االقتص‪66 6‬اديني‪ ،‬وبه‪66 6‬ذا حص ‪66‬ر املش ‪66‬رع‬
‫اجلزائ ‪66‬ري جمال تط ‪66‬بيق الش ‪66‬رط التعس ‪66‬في‪، 6‬إذ قد حصر تط ‪66‬بيق املادة ‪ 29‬الس ‪66‬ابقة ال ‪66‬ذكر على عق ‪66‬ود‬
‫ال‪66‬بيع فقط دون العق‪66‬ود األخ‪66‬رى كل العق‪66‬ود‪ ،‬س‪66‬واءً أك‪66‬انت بيع‪66‬ا‪ ،‬أو إجيارا‪،‬أو تأمين‪66‬ا‪ ،‬أو قرضا وأيا‬
‫كان حملها عقارا أو منقوال‪ ،‬بل وأكثر من ذلك‪ ،‬فإنه مل يش‪66‬رتط ش‪66‬كال معينا للعق‪66‬د‪ ،‬حيث ميكن أن‬
‫تكون‪ 6‬طلبات بضاعة‪ ،‬فواتري تذاكر‪ ،‬وعليه فهذا التحديد من طرف املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري‪ ،‬من ش‪66‬أنه أن‬
‫يقصر من محاية املس ‪66‬تهلك‪،‬باعتب ‪66‬ار أن ه ‪66‬ذا األخري قد ي ‪66‬ربم مع املت ‪66‬دخل االقتص ‪66‬ادي عق ‪66‬ود بأش ‪66‬كال‬
‫‪ _ 1‬صادق عبد القادر ‪،‬عبد الوايف عز الدين ‪ ،‬يف محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف عقود االستهالك ‪ ،‬مداخلة يف ملتقى الوطين حول‬
‫محاية املستهلك " الواقع والنصوص"‪ ،‬جامعة ادرار ‪،2014 ،‬ص‪15‬ومايليها‪.‬‬
‫‪ _ 2‬رباحي أمحد ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪350‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫خمتلف‪66‬ة‪ ،‬وليس عق‪66‬ود بيع فق‪66‬ط‪،‬كما أن ه‪66‬ذا التحديد يعين اس‪66‬تبعاده لعق‪66‬ود تق‪66‬دمي اخلدمات‪ ،‬يف حني‬
‫أن املستهلك قد يتعرض لتعسف املتدخل االقتصادي يف ه‪66‬ذا اجملال‪ ،‬على غ‪66‬رار النزيل يف فن‪66‬دق مثال‬
‫فقد يواجه شروطا معلقة يف قاعات االستقبال تتعلق بعدم املسؤولية‪.16‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم عقد اإلذعان و معايير تصنيف الشروط التعسفية‬
‫نشأ عقد اإلذعان نتيجة للتطور االقتصادي احلديث الذي اجته حنو أسلوب اإلنتاج الضخم‪،‬‬
‫وما اس ‪66‬تتبع ذلك من قي ‪66‬ام ش ‪66‬ركات ض ‪66‬خمة ومؤسس ‪66‬ات تتمتع باحتك ‪66‬ار ق ‪66‬انوين أو فعلي لس ‪66‬لعة أو‬
‫خدمة تعترب من الض‪66 6‬روريات للمس‪66 6‬تهلك‪ ،‬حبيث اس‪66 6‬تطاعت تلك الوح‪66 6‬دات اإلنتاجي ‪6 6‬ة‪ 6‬القوية‪ 6‬نتيجة‬
‫لسلطتها االحتكارية أن متلي إرادهتا وشروطها املعدة مس‪6‬بقا على الراغ‪6‬بني يف التعاق‪6‬د معه‪6‬ا‪ ،‬دون أن‬
‫ميلك‪66‬وا مناقشة ه‪66‬ذه ال ّش‪6‬روط‪ ،‬فليس أما مهم س‪66‬وى اإلذع‪66‬ان للط‪66‬رف احملتك‪66‬ر‪ ،‬واالستس‪66‬الم لش‪66‬روطه‬
‫‪.2‬‬
‫وهن ‪66‬اك مجل ‪66‬ة من املع ‪66‬ايري ال ‪66‬يت اعتم ‪66‬دها الفق ‪66‬ه وك ‪66‬ذا خمتل ‪66‬ف التش ‪66‬ريعات الوض ‪66‬عية مبا يف ذل ‪66‬ك‬
‫املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري كالض‪66‬وابط لتص‪66‬نيف الش‪66‬روط التعس‪66‬فية‪، 6‬وه‪66‬ذا م‪66‬ا يتم تفص‪66‬يله يف البن‪66‬دين التل‪66‬يني‬
‫ففي البن ‪66 6‬د األول نتط ‪66 6‬رق إىل مفه ‪66 6‬وم عق ‪66 6‬د اإلذع ‪66 6‬ان أم ‪66 6‬ا يف البن ‪66 6‬د الث ‪66 6‬اين مع ‪66 6‬ايري تص ‪66 6‬نيف الشروط‬
‫التعسفي‪6‬ة‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬مفهوم عقد اإلذعان‪.‬‬
‫من أج‪66‬ل حتدي‪66‬د مفه‪66‬وم لعق‪66‬د اإلذع‪66‬ان الب‪66‬د من تعريفه‪66‬ا مث تبي‪66‬ان خصائص ‪6‬ها وأخ‪66‬ريا الطبيعة‬
‫القانونية هلا‪.‬‬
‫البند األول ‪ :‬تعريف عقد اإلذعان‪.‬‬
‫عقد اإلذعان يف االص‪66‬طالح الفقهي‪ :‬فيش‪66‬مل ع‪66‬دة تع‪6‬ار ي‪6‬ف ن‪6‬ذكر منه‪6‬ا اإلذع‪6‬ان ه‪66‬و" العق‪66‬د‬
‫‪3‬‬
‫الذي يكون‪ 6‬فيه القبول جمرد إذعان ملا ميليه املوجب "‪.‬‬

‫‪ _11‬أمحد حممد الرفاعي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 227‬‬


‫‪ _2‬لعشب حمفوظ بن حامد‪ ،‬عقد اإلذعان يف القانون اجلزائري واملقارن ‪،‬رسالة ماجستري يف قانون العقود واملسؤولية‪ ،‬معهد احلقوق جامعة‬
‫اجلزائر ‪،1989،‬ص‪9‬‬
‫‪ _3‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية اجلزء الثاين ‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1998 ،‬ص‪.279‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫و من ه ‪66‬ذا التعري ‪66‬ف أن عقد اإلذع ‪66‬ان هو العقد ال ‪66‬ذي يرض ‪66‬خ مبقتض ‪66‬اه املس ‪66‬تهلك للش ‪66‬روط‬
‫مق‪66‬ررة يض‪66‬عها املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي وال يقب‪66‬ل حىت املناقشة حوهلا‪ ،‬وذل‪66‬ك عن‪66‬دما يتعل‪66‬ق األمر بس‪66‬لعة‪،‬‬
‫أو خدمة ضرورية‪ ،‬تكون‪ 6‬حمل احتكار قانوين أو فعلي‪ ،‬أو تكون املناقشة حمدودة يف شأنه‪.1‬‬
‫وي‪66‬رى فقي‪66‬ه أخر أن " عق‪66‬د اإلذع‪66‬ان ه‪66‬و العق‪66‬د ال‪66‬ذي يع‪66‬د في‪66‬ه املوجب ذو االحتك‪66‬ار الق‪66‬انوين‬
‫أو الفعلي ش‪66‬روطا حمددة غ‪66‬ري قابل‪66‬ة للتع‪66‬ديل أو املناقشة‪ ،‬ويوجهه‪66‬ا إىل اجلمه‪66‬ور بص‪66‬ورة دائم‪66‬ة بقص‪66‬د‬
‫االنض‪66‬مام إلي‪66‬ه ويع‪66‬رض مبوجبه‪66‬ا س‪66‬لعة أو خدم‪66‬ة معين‪66‬ة "وعلي‪66‬ه فيمكن الق‪66‬ول ب‪66‬ان عق‪66‬د اإلذع‪66‬ان ه‪66‬و‬
‫العقد الذي يس‪6‬لم في‪6‬ه القاب‪6‬ل بش‪6‬روط مق‪6‬ررة يض‪6‬عها املوجب ‪ ،‬وال يقب‪66‬ل مبناقش‪66‬تها‪ ،‬ف‪6‬ا ملس‪66‬تهلك إم‪6‬ا‬
‫أن يس‪66‬لم بتل‪66‬ك الش‪66‬روط ويقب‪66‬ل هبا أو حيرم من التعاقد‪ ،‬وملا ك‪66‬ان القاب‪66‬ل أم‪66‬ام التعاق‪66‬د على ش‪66‬يء ال‬
‫غنا له عنه فهو مضطر إىل القبول‪ ،‬فرضاؤه مل تعد له قيمة تعترب‪.2‬‬
‫أم ‪66‬ا عق ‪66‬د اإلذع ‪66‬ان يف االص ‪66‬طالح التش ‪66‬ريعي‪ 6:‬فأجته املش ‪6ّ 6‬رع اجلزائ ‪66‬ري إىل ص ‪66‬ياغة حكم ع ‪66‬ام‬
‫يس‪66‬ري على كل عق‪66‬ود اإلذع‪66‬ان يف املادة ‪ 110‬من الق‪66‬انون املدين اجلزائ‪66‬ري الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر بأنه" إذا‬
‫تعس فية‪ ،‬ج از للقاضي أن يع ّدل ه ذه‬
‫تم العقد بطري ق اإلذع ان‪ ،‬وك ان قد تض ّمن ش روطا ّ‬
‫كل‬
‫شروط أو أن يعفي الطرف المذعن منها‪ ،‬وذلك وفقا لما تقضي به العدالة‪ ،‬ويقع باطال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫اتف اق على خالف ذلك" وهبذا خ‪66 6 6 6 6‬ول املش‪6ّ 6 6 6 6 6‬رع اجلزائ‪66 6 6 6 6‬ري للقاضي حق ّ‬
‫الرقابة على ال ّش‪6 6 6 6‬روط‬
‫التع ّس‪6 6‬فية‪،‬بتع‪66 6‬ديل‪ 6‬أو إعف‪66 6‬اء الط‪66 6‬رف املذعن منها عند اللّ‪66 6‬زوم‪ ،‬من أجل إعط‪66 6‬اء فك‪66 6‬رة واض‪66 6‬حة عن‬
‫التعسفية‪ 6‬يف القواعد العامة‪. 3‬‬
‫الشروط ّ‬ ‫احلماية املقررة للمستهلك املذعن من ّ‬
‫البند الثاني ‪ :‬خصائص عقد اإلذعان‪.‬‬
‫ميكن حصر أهم املميزات واخلصائص‪ 6‬اليت ينفرد هبا عق‪6‬د اإلذع‪6‬ان يف أن عق‪6‬د اإلذع‪6‬ان عقد‬
‫يتعل ‪66‬ق بس‪66‬لع أو مرافق تعترب من الض ‪66‬روريات بالنس ‪66‬بة إىل املس‪66‬تهلك‪،‬إض ‪66‬افة إىل ت‪66‬وفر عنص‪66‬ر احتك‪66‬ار‬
‫املت ‪66‬دخل االقتص ‪66‬ادي يف عق ‪66‬د اإلذع ‪66‬ان هلذه الس ‪66‬لع أو املرافق احتك ‪66‬ارا قانونيا أو فعلي ‪6‬اً أو على األقل‬
‫س‪66‬يطرته عليه‪66‬ا س‪66‬يطرة جتعل املنافسة فيها حمدودة النط‪66‬اق‪ ،‬ك‪66‬ذلك م‪66‬ا مييز عق‪66‬د اإلذع‪66‬ان ه‪66‬و ص‪66‬دور‬
‫حنو مستمر‪ ،‬أي ملدة مفتوحة‬ ‫اإلجياب من املتدخل والوجه إىل الناس كافة و بشرو ٌط واحدةٌ و على ٌ‬
‫‪ _ 1‬عبد املنعم فرج الصدة‪ ،‬عقود اإلذعان يف القانون املصري‪ ،‬دراسة فقهية قضائية مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬كلية‪ 6‬احلقوق ‪،‬جامعة فؤاد األول‪،‬‬
‫مصر ‪ ،1978 ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ _2‬لعشب حمفوظ بن حامد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪-3‬سي الطيب حممد‪ 6‬األمني‪ ،‬املرجع سابق ‪،‬ص‪38‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫غري حمددة ب‪66 6 6‬زمن و يغلب أن يك‪66 6 6‬ون يف ص‪66 6 6‬يغة مطبوعة حتت‪66 6 6‬وي على ش‪66 6 6‬روط مفص‪66 6 6‬لة ال جتوز فيها‬
‫املناقشة و أكثره‪66‬ا ملص‪66‬لحة املوجب فع‪66‬دم تس‪66‬اوي احلالة االقتص‪66‬ادية للمتعاق‪66‬دين ينفي‪ 6‬كل مس‪66‬اومة‬
‫لش‪66‬روط العقد ‪ ،‬مثل عق‪66‬ود العمل املربم‪6‬ة‪ 6‬يف الق‪66‬رن التاسع عشر يف فرنسا و أوروبا عموم‪66‬ا‪ ،‬يف زمن‬
‫انعدمت‪ 6‬فيه القواعد امللزمة احلامي‪6‬ة للط‪6‬رف الض‪6‬عيف‪ 6،‬و انع‪6‬دمت فيه التجمع‪6‬ات السياس‪6‬ية أو املدنية‬
‫و النقابات‪ 6‬املنادية حبقوق العمال ‪.‬فاحلاجة دافعة للقبول هبذه العقود مهما كانت الشروط(‪.)1‬‬
‫البند الثالث ‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد اإلذعان‬
‫لقد أث‪6‬ار موض‪6‬وع حتدي‪6‬د الطبيع‪6‬ة القانوني‪6‬ة‪ 6‬الكث‪6‬ري من اجلدل يف ص‪6‬فوف فقه‪6‬اء الق‪6‬انون‪ ،‬ف‪6‬ربز‬
‫يف هذا اجملال فريقني من الفقه يف حماولة للفصل يف طبيع‪66‬ة عق‪6‬د اإلذع‪6‬ان وذل‪6‬ك فنقس‪66‬و إىل ف‪6‬رقني أم‪6‬ا‬
‫الفريق األول ك‪66‬ان على رأس‪66‬هم األس‪66‬تاذ س‪66‬ايل ‪ ،‬و تبعه يف ذلك فقه‪66‬اء الق‪66‬انون الع‪66‬ام مث‪66‬ل" دجيي و‬
‫هوريو" الذين ينك‪66‬ران على عقد اإلذع‪66‬ان ص‪6‬بغته التعاقدي‪66‬ة‪ ،‬ألن العقد ه‪6‬و توافق إرادتني عن حرية و‬
‫اختي ‪66 6‬ار‪ ،‬أما هنا ف ‪66 6‬القبول جمرد إذع ‪66 6‬ان و رض‪66 6‬وخ ‪ ،‬فعقد اإلذع ‪66 6‬ان أق‪66 6‬رب إىل أن يك ‪66 6‬ون قانونيا أو‬
‫تنظيما يشبه ق‪6‬رارات الس‪6‬لطة العليا و هلذا فعقد اإلذع‪6‬ان يبقى مل‪6‬زم‪ ،‬و لكن ليس يف كل ش‪6‬روطه‪ ،‬و‬
‫حيق للقاضي الت ‪66‬دخل إلبط ‪66‬ال الش ‪66‬روط التعس ‪66‬فية و املنافية‪ 6‬لعدالة العقد ‪ ،‬مثل ش ‪66‬رط ع ‪66‬دم مس ‪66‬ؤولية‬
‫الناقل يف عقد النقل‪،‬وأما الفريق الثاين هم أغلبية فقهاء القانون املدين‪ ،‬إذ يرى أنصار هذا الفريق أن‬
‫عقد اإلذع ‪66 6‬ان عقد حقيقي يتم بتواف ‪66 6‬ق إرادتني‪ ،‬و خيضع للقواعد اليت خيضع هلا س ‪66 6‬ائر العق ‪66 6‬ود ‪ ،‬و‬
‫مهما قيل أن أحد املتعاق ‪66 6‬دين ض ‪66 6‬عيف أم ‪66 6‬ام املتعاقد اآلخر ف ‪66 6‬إن ه ‪66 6‬ذه الظ ‪66 6‬اهرة اقتص ‪66 6‬ادية ال ظ‪66 6‬اهرة‬
‫‪2‬‬
‫قانونية‪ ،‬و ال يعاجل األمر بإنكار صفة العقد على عقد حقيقي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬معايير تصنيف الشروط التعسفية‬
‫للشرط التع ّس‪6‬في‪ 6‬ال‪66‬ذي أورده املش‪6ّ6‬رع اجلزائ‪66‬ري يف املادة ‪ 03‬من ق‪66‬انون‬
‫من التعريف السابق ّ‬
‫التعسفي‪6‬ة يف القانون‪ 6‬اجلزائري‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الشروط ّ‬ ‫‪ ، 04-02‬مت استخلص معايري ّ‬

‫‪ _1‬زعيب عمار ‪ ،‬محاية املستهلك يف اجلزائر نصن وتطبيقاً ‪،‬رسالة ماجستري ‪،‬جامعة حممد‪ 6‬خيضر بسكرة ‪ ،‬السنة اجلامعة ‪ ، 2007/2008‬ص‬
‫‪.11‬‬
‫‪ - 2‬السنهوري عبد الرزاق ‪،‬الوسيط يف شرح القانون املدين اجلديد ‪،‬مصادر االلتزام العقود اليت تقع على امللكية ‪ ،‬عقد البيع واملقايضة ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة ‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪ ،‬بريوت لبنان ‪،2000،‬ص ‪23‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫التعسفي عقد إذعان‬


‫شرط ّ‬ ‫البند األول‪ :‬أن يكون مجال ال ّ‬
‫حبث ع ‪6ّ 6‬رف املش ‪6ّ 6‬رع اجلزائ ‪66‬ري عقد اإلذع ‪66‬ان ألول م ‪6ّ 6‬رة يف املادة ‪ 03‬احلالة ‪ ، 04‬الفق ‪66‬رة‬
‫األوىل من ق‪66‬انون رقم ‪ 02_04‬املتعل‪66‬ق ب‪66‬القواد املطبق‪6‬ة‪ 6‬على املمارس‪66‬ات التجارية الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر بأنه‬
‫"يقصد في مفهوم هذا القانون بما يأتي " ‪ ....‬العقد"كل اتفاق أو اتفاقية به دف إلى بيع سلعة‬
‫حرر مسبقاً من أحد أطراف االتفاق‪ ،‬مع إذعان الطرف اآلخر بحيث ال يمكن‬
‫أو تأدية خدمة‪ّ ،‬‬
‫ه ذا األخ ير إحداث تغي ير حقيقي فيه"‪ .‬كما ق‪66‬ام املش‪6ّ 6‬رع اجلزائ‪66‬ري بتك‪66‬رار ه‪66‬ذا التعريف مبوجب‬
‫من املرس ‪66 6‬وم التنفي‪66 6 6‬ذي ‪ 306-06‬ال‪66 6 6‬ذي حيدد العناصر األساس ‪66 6‬ية للعق‪66 6 6‬ود املربمة بني املهن ‪66 6‬يني و‬
‫املس‪66‬تهلكني الس‪66‬ابق وذلك يف املادة األوىل الفق‪66‬رة الثانية‪ 6‬منه بأنه "يقصد بالعقد اتفاقية يه دف إلى‬
‫حرر مسبقاً من أحد أطراف االتفاق مع إذعان الطرف اآلخر بحيث‬
‫بيع سلعة أو تأدية خدمة‪ّ ،‬‬
‫ال يمكن هذا األخ ير إحداث تغي ير حقيقي فيه"‪.‬وأ ّن عق‪66‬ود اإلذع‪66‬ان ال تك‪66‬ون‪ 6‬إالّ يف دائ‪66‬رة معينة‪6‬‬
‫حتددها اخلص ‪66 6 6 6 6 6‬ائص اآلتية‪ 6‬وهي أن تعلق العقد بس ‪66 6 6 6 6 6‬لع أو مرافق تعترب من الض ‪66 6 6 6 6 6‬روريات بالنس ‪66 6 6 6‬بة‬
‫السلع احتكاراً قانونياً أو فعلياً‪ ،‬أو على األقل س‪66‬يطرته عليها‬ ‫للمستهلكني أو احتكار املوجب هلذه ّ‬
‫س‪66‬يطرة جتعل املنافسة فيها حم ّددة النط‪6‬اق إض‪66‬افة إىل ذل‪66‬ك ص‪6‬دور اإلجياب إىل الن‪66‬اس كافة وبش‪6‬روط‬
‫واحدة وعلى حنو مستمر أي مل ّدة غري حم ّددة‪.1‬‬
‫أن يك ‪66‬ون‪ 6‬الش ‪66‬رط من بني م ‪66‬ا مت النص علي ‪66‬ة يف املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي‪ 306-06 6‬ال ‪66‬ذي حيدد‬
‫العناصر األساسية للعقود املربمة‪ 6‬بني املهنيني و املستهلكني السابق ال‪6‬ذكر ألنه ب‪6‬العودة إىل البن‪6‬ود ال‪6‬يت‬
‫تعت ‪66‬رب تعس ‪66‬فية‪ 6‬حس ‪66‬ب م ‪66‬ا ج ‪66‬اء يف من املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي‪ 6‬رقم ‪306-06‬ال ‪66‬ذي تض ‪66‬منته املادة الثالثة‪6‬‬
‫س‪66‬الفة ال‪66‬ذكر‪ ،‬نالح‪66‬ظ أن املش‪66‬رع قد اعتمد معي‪66‬ار واحد لتص‪66‬نيف الش‪66‬رط التعس‪66‬في‪ ،‬وهو اإلخالل‬
‫الظ ‪66‬اهر ب ‪66‬التوازن‪ 6‬بني حق ‪66‬وق وواجب ‪66‬ات الط ‪66‬رفني‪ ،‬وعليه ميكن الق ‪66‬ول أن ‪66‬ه ميكن اعتم ‪66‬اد ع ‪66‬دم وج ‪66‬ود‬
‫ت‪66‬وازن يف العقد املربم بني املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي واملس‪66‬تهلك كمعي‪66‬ار ملعرفة الش‪66‬رط التعس‪66‬في‪ ،‬والن‪66‬اتج‬
‫عن تعسف املتدخل االقتصادي ‪ ،‬الذي يفرض على املستهلك شروط مبا ميلكه من نفوذ وتفوق من‬
‫حيث الق‪66‬درة التقني‪66‬ة‪ ،‬باإلض‪66‬افة إىل اس‪66‬تغالله‪ 6‬حاجة املس‪66‬تهلك املاسة للس‪66‬لعة أو اخلدم‪66‬ة حمل التعاق‪66‬د‪،‬‬
‫فال يك ‪66‬ون‪ 6‬أمامه إال القب ‪66‬ول أو اخلروج الكامل من العق ‪66‬د‪ ،‬دون إمكانية‪ 6‬املناقش ‪66‬ة‪ ،‬فينع ‪66‬دم اختي ‪66‬اره‪،‬‬

‫‪_ 1‬سي طيب حممد‪ 6‬األمني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪104‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫وينتج عن ه‪66‬ذا اخلض‪66‬وع ع‪66‬دم تع‪66‬ادل يف م‪66‬يزان حق‪66‬وق والتزام‪66‬ات الط‪66‬رفني وك‪66‬ل ذل‪66‬ك على حس‪66‬اب‬
‫املستهلك الضعيف‪.1‬‬
‫البند الثاني‪ :‬أن يكون العقد مكتوباً‬
‫الشروط العامة‬‫جمرد إيراد ّ‬
‫واملقصود بالكتابة يف هذا املقام‪ 6،‬ليست الكتابة الرمسية فقط‪ ،‬وإمنا ّ‬
‫للتعاقد يف الوث‪66 6 6‬ائق املختلفة اليت تص‪66 6 6‬در عن املت‪66 6 6‬دخل االقتص‪66 6 6‬ادي كما هو احلال يف طلب الش‪66 6‬راء‪،‬‬
‫الفاتورة‪ 6،‬سند الضمان‪ ،‬وصل التسليم وغريها‪ ،‬إذن ف‪66‬أهم ما ميكن تس‪66‬جيله هو تن‪66‬وع أش‪66‬كال عق‪66‬ود‬
‫اإلذعان املتضمنة‪ 6‬لشروط التعاقد العامة‪ ،‬واليت ال تقف حتت حصر ويكفي‪ 6‬هنا وج‪66‬ود نص مكت‪66‬وب‬
‫من قبل شخص معني هو املتدخل االقتصادي‪ ،‬يهدف إىل إذعان املستهلكني‪. 2‬‬
‫شرط سببا في الاختالل الظاهر لتوازن العقد‬
‫البند الثالث‪ :‬أن يكون ال ّ‬
‫ض‪6‬مانا حلماي‪6‬ة املتعاقد الض‪6‬عيف من الش‪6‬رط التعس‪6‬في‪ 6‬ال‪6‬ذي يف‪6‬رض على املس‪6‬تهلك يف خمتل‪6‬ف‬
‫العق ‪66‬ود و ب ‪66‬األخص يف مث ‪66‬ل ه ‪66‬ذه العق ‪66‬ود‪ ،‬وق ‪66‬د اجته املش ‪6ّ 6‬رع اجلزائ ‪66‬ري و احلرص على منح القاض ‪66‬ي‬
‫الرقابة على ال ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية‪،‬يف عق ‪66‬ود اإلذع ‪66‬ان والت ‪66‬دخل من‬
‫س ‪66‬لطة ختول ‪66‬ه حق ممارس ‪66‬ة ن ‪66‬وع من ّ‬
‫أجل تعديليها أو إعفاء الطرف املذعن منها عند اللّ‪6‬زوم ‪،‬ف‪6‬إن معي‪6‬ار الش‪6‬رط التعس‪6‬في‪ 6‬عن‪6‬ده يتمث‪6‬ل يف‬
‫االختالل الظ‪66 6‬اهر ب‪66 6‬التوازن بني حق‪66 6‬وق والتزام‪66 6‬ات ط‪66 6‬ريف العق‪66 6‬د ووفق‪66 6‬ا لنص املادة‪2/5‬من الق ‪66‬انون‬
‫‪02_04‬املتعلق بالقواد املطبقة على املمارسات التجارية السابق الذكر‪.3‬‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬


‫بع‪66‬د البحث يف ماهية محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك من الش‪66‬روط التعس‪66‬فية‪ 6‬يف التش‪66‬ريع اجلزائ‪66‬ري يف إط‪66‬ار‬
‫ه‪66 6‬ذا الفصل ال‪66 6‬ذي مت في‪66 6‬ه التع‪66 6‬رض إىل مفه‪66 6‬وم ك‪66 6‬ل من أط‪66 6‬راف العالق‪66 6‬ة االس‪66 6‬تهالكية املتمث‪66 6‬ل يف‬
‫املس‪66‬تهلك واملت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي وذل‪66‬ك من خالل ع‪66‬رض التعري‪66‬ف الفقهي‪ 6‬والتش‪66‬ريعي لك‪66‬ل ط‪66‬رف‬
‫‪ _1‬سي الطيب حممد أمني ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪37‬‬
‫‪ _2‬نفس املرجع‪،‬ص‪107‬‬
‫‪3‬‬
‫بودايل حممد‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪_92‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫من أطراف العالقة االستهالكية‪ ،6‬إضافة إىل ذلك مت تبني احلماي‪66‬ة القانوني‪6‬ة‪ 6‬للمس‪66‬تهلك وذل‪66‬ك بع‪66‬رض‬
‫ص‪66‬ور الحماية املق‪66‬ررة للمس‪66‬تهلك وال‪66‬يت ك‪66‬ان منطلقها احلماي‪66‬ة الدولي‪66‬ة للمس‪66‬تهلك وذل‪66‬ك يف حمافلها‬
‫الدولية الك‪66‬ربى ‪،‬مث تلتها خمتل‪66‬ف القطاع‪66‬ات االجتماعي‪66‬ة احمللي‪66‬ة س‪66‬واء يف جمال االقتص‪66‬اد أو الق‪66‬انون أو‬
‫الإداري واملتمث ‪66‬ل يف احلماي ‪66‬ة املدني ‪66‬ة واجلزائي ‪66‬ة مث اإلدارية وال ‪66‬يت أقرهتا ال ‪66‬دول يف تش ‪66‬ريعاهتا العام ‪66‬ة مث‬
‫اخلاصة‪،‬وهذا يعكس اهتمام املشرع اجلزائري ليصدي لحجم التحديات الراهنة اليت تواج‪66‬ه اجملتمع‬
‫وه‪66‬ذا بفع‪66‬ل االنفت‪66‬اح االقتص‪66‬ادي املتن‪66‬امي‪ 6،‬والت‪66‬دفق اإلعالمي‪ 6‬و املعلوم‪66‬ايت الكب‪66‬ري ال‪66‬ذي تش‪66‬هده ه‪66‬ذه‬
‫اجملتمعات العربية ككل‪.‬‬
‫ومن أج‪66 6 6‬ل توض‪66 6 6‬يح مفه‪66 6 6‬وم الش‪66 6 6‬روط التعس‪66 6 6‬فية‪ 6‬يف التش‪66 6 6‬ريع اجلزائ‪66 6 6‬ري‪،‬مت التعريف الفقهي‬
‫والتش‪66‬ريعي‪ 6‬للش‪66‬رط التعس‪66‬في‪ 6‬مث تب‪66‬يني جمال ونط‪66‬اق تط‪66‬بيق الش‪66‬رط التعس‪66‬في‪ 6‬وألن عق‪66‬د اإلذع‪66‬ان ه‪66‬و‬
‫أح‪66‬د أهم مع‪66‬ايري الشروط التعس‪66‬فية مت التط‪66‬رق مفه‪66‬وم عق‪66‬د اإلذع‪66‬ان وأخ‪66‬ريا مع‪66‬ايري تص‪66‬نيف الشروط‬
‫التعسفي‪6‬ة مع تبيني املعتمد من طرف املشرع اجلزائري يف تصنيف الشرط التعسفي‪.6‬‬
‫وانطالق ‪66‬ا من ذل ‪66‬ك ميكن الق ‪66‬ول أن املس ‪66‬تهلك أص ‪66‬بح حباج ‪66‬ة إىل محاي ‪66‬ة متع ‪66‬ددة األبع ‪66‬اد منه ‪66‬ا‬
‫الص‪66‬حية‪ ،‬الأس‪66‬رية‪ ،‬االجتماعي‪66‬ة‪ ،‬التس‪66‬ويقية‪ 6،‬الإعالمية‪ 6‬وغريه‪66‬ا‪ ،‬و املس‪66‬تهلك هن‪66‬ا ه‪66‬و املب‪66‬ادر األول يف‬
‫ض ‪66‬مان ه ‪66‬ذه احلماي ‪66‬ة‪ ،‬وه ‪66‬ذا من خالل ع ‪66‬دم إقباله على املنتج ‪66‬ات االس ‪66‬تهالكية إال لسد حاجات ‪66‬ه و‬
‫حس ‪66‬ب إمكانات ‪6‬ه‪ 6‬املالي ‪66‬ة‪ ،‬والتزام ‪66‬ه فق ‪66‬ط ‪،‬كم ‪66‬ا جيب على املس ‪66‬تهلك أن يك ‪66‬ون واعي ‪66‬ا بض ‪66‬رورة محاي ‪66‬ة‬
‫نفس ‪66‬ه من األط ‪66‬راف األخ ‪66‬رى ال ‪66‬يت تش ‪66‬كل مع ‪66‬ه عناص ‪66‬ر العالق ‪66‬ة االقتص ‪66‬ادية االس ‪66‬تهالكية‪ 6،‬وه ‪66‬ذا من‬
‫خالل الت‪66‬دقيق يف م‪66‬دى ص‪66‬الحية أي منتج مع‪66‬روض علي‪66‬ه لالس‪66‬تهالك‪ 6‬ب‪66‬الرجوع إىل البيان‪66‬ات‪ ،‬وأخ‪66‬ذ‬
‫بعني العتبار مدى م‪6‬وازاة‪ 6‬ومطابق‪6‬ة األس‪6‬عار لقيم‪66‬ة الس‪6‬لع أو اخلدمات املعروضة علي‪66‬ه‪،‬فعن‪6‬د م‪6‬ا ي‪66‬درك‬
‫املستهلك ذلك كله يأيت دور املشرع إلقرار هذه احلماية مبوجب القوانني‪.‬‬
‫بتايل فاملشكل ال ينحصر برمته يف عجز املشرع اجلزائ‪66‬ري يف وض‪6‬ع قائم‪66‬ة بأمساء الش‪66‬روط أو‬
‫التج‪66‬اوزات ال‪66‬يت تعت‪66‬رب تعس‪66‬فية حبيث جتع‪66‬ل املس‪66‬تهلك يف م‪66‬أمن من ك‪6‬ل أش‪66‬كال التج‪66‬اوزات التعس‪66‬فية‬
‫اليت قد ترتكب يف حقه من طرف املت‪6‬دخلني االقتص‪6‬اديني ب‪6‬ل املش‪66‬كل يف جزئ‪6‬ه األك‪6‬رب ميكن اختص‪6‬ر‬
‫يف قلة أو انعدام الوعي الكفي‪66‬ل ب‪6‬ادراك املس‪6‬تهلك حلال‪6‬ه ان‪66‬ه ق‪6‬د مت ارتكب جتاوز يف حق‪6‬ه أم ال ل‪66‬ذلك‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬

‫نق‪66 6‬رتح يف ه ‪66 6‬ذا اإلط ‪66 6‬ار ان ‪66 6‬ه ينبغي أن تتض ‪66 6‬افر اجله ‪66 6‬ود من اج ‪66 6‬ل ال ‪66 6‬رقي ب ‪66 6‬وعي‪ 6‬املس ‪66 6‬تهلك إىل أعلى‬
‫املستويات‪ 6‬املمكنة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫لمواجهة ال ّش ‪6 6‬روط اجملحفة باملس‪66 6‬تهلك وإلع ‪66 6‬ادة مب ‪66 6‬دأ املس ‪66 6‬اواة العقدية بني الط‪66 6‬رفني‪ ،‬ال ‪6 6‬يت‬
‫تحكم العقود املربم بني املت‪66‬دخلون االقتص‪66‬اديون‪ 6‬و املس‪66‬تهلكني ويف ظل ه‪66‬ذه الظ‪66‬روف ج‪66‬اءت بعض‬
‫التش‪66‬ريعات باآللي‪66‬ات القانوني‪66‬ة حلماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك من الش‪66‬روط التعس‪66‬فية‪ 6‬وذل‪66‬ك من أجل احت‪66‬واء أزمة‬
‫اختالل الت ‪66 6‬وازن‪ 6‬العق ‪66 6‬دي ال ‪66 6‬ذي حتدثه ال ّش‪6 6 6‬روط التع ّس‪6 6 6‬فية املفروضة على املس ‪66 6‬تهلكني من ط ‪66 6‬رف‬
‫املت ‪66 6 6 6‬دخلين االقتص ‪66 6 6 6‬اديني ‪،‬وأول احملاوالت تض ‪66 6 6 6‬منتها القواعد العامة يف الق ‪66 6 6 6‬انون املدين‪ ،‬والط ‪66 6 6‬رف‬
‫الض‪66‬عيف يف ظل ه‪66‬ذه القواعد ك‪66‬ان يتمتع ببعض‪ 6‬احلماية وإن ك‪66‬انت ناقصة وغري فعالة إىل حد م‪66‬ا‪،‬‬
‫فهي قد احت‪66‬وت على جمموعة من املب‪66‬ادئ اليت ميكن مبوجبها إلغ‪66‬اء بعض الش‪66‬روط التعس‪66‬فية‪ 6‬املدرجة‬
‫يف عقود االستهالك‪.1‬‬
‫لكن ه‪6‬ذه القواعد التقليدية ط‪6‬رحت إش‪6‬كاال يعلق مبدى كفايتها حلماية املس‪6‬تهلك من مجيع‬
‫أنواع‪ 6‬تلك الشروط الظاملة؟‪.‬‬
‫وأم ‪66 6‬ام ه ‪66 6‬ذا القص ‪66 6‬ور والنقص ال ‪66 6‬ذي يش‪66 6 6‬وب القواعد العامة يف جمال احلماية من ال ّش‪6 6 6‬روط‬
‫التع ّس‪6‬فية ظه‪66‬رت حماوالت تش‪66‬ريعية تس‪66‬عى إىل حتديث ه‪66‬ذه احلماية لت‪66‬واكب‪ 6‬املس‪66‬تجدات االقتص‪66‬ادية‬
‫وذلك عن طريق سد كثري من الثغ‪66 6‬رات اليت ش‪66 6‬ابت القواعد العامة يف ه‪66 6‬ذا اجملال‪ ،‬فظهر ألول م‪66 6‬رة‬
‫مفهوما دقيقا للش ‪66 6‬رط التع ّس‪6 6 6‬في م ‪66 6‬دعما مبع ‪66 6‬ايري حديثة تكشف عن ص ‪66 6‬فته وذلك يف إط‪66 6‬ار الط‪66 6‬رق‬
‫التعسفية‪ ،‬وهو ما كانت تعجز عن حتقيقه القواعد العامة‪.2‬‬ ‫الشروط ّ‬ ‫حديثة للرقابة على ّ‬
‫ك‪66‬ل ما تق‪66‬دم س‪66‬يحتاج إىل تفص‪66‬يل به‪66‬دف توض‪66‬يح اآللي‪66‬ات القانوني‪66‬ة العام‪66‬ة حلماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك‬
‫من الش ‪66‬روط التعس ‪66‬فية‪ 6‬يف ظ ‪66‬ل القواع ‪66‬د التقليدي ‪66‬ة وعق ‪66‬ود اإلذع ‪66‬ان وذل ‪66‬ك يف املبحث األول‪ ،‬أم ‪66‬ا يف‬
‫املبحث الثاين اآلليات القانونية‪ 6‬اخلاصة حلماية املستهلك من الشروط التعسفية‪. 6‬‬

‫‪ _ 1‬أمين سعد سليم‪ 6،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪104‬‬


‫‪_ 2‬نفس املرجع‪،‬ص‪121‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬

‫المبحث األول‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في ظ ل القواع د‬
‫العامة‪.‬‬
‫عن‪66‬د الرج‪66‬وع لأحك‪66‬ام الق‪66‬انون املدين اجلزائ‪66‬ري بوج‪66‬ه ع‪66‬ام فإنن‪66‬ا الجند فيه‪66‬ا مب‪66‬دأ ع‪66‬ام يض‪66‬من‬
‫بش ‪66‬كل مباش ‪66‬ر ت ‪66‬وازن‪ 6‬العق ‪66‬د‪،‬إال أن يف القواع ‪66‬د العام ‪66‬ة وم ‪66‬ع ذل ‪66‬ك الع ‪66‬دد من الق ‪66‬وانني ال ‪66‬يت ميكن أن‬
‫تساهم يف حماربة ع‪66‬دم الت‪66‬وازن العق‪66‬دي ال‪66‬ذي ج‪6‬اء ب‪6‬ه من الق‪66‬انون املدين الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر‪،‬وذلك ض‪6‬من‬
‫القواعد التقليدية اليت هي الغنب ‪،‬االستغالل ‪،‬السبب‪ ،‬مبدأ حس‪66‬ن الني‪6‬ة‪،‬إض‪66‬افة إىل ذل‪66‬ك ج‪6‬اء املش‪6‬رع‬
‫اجلزائ‪66 6‬ري مبعي‪66 6‬ار شخصي بم‪66 6‬وجب املادة ‪110‬من الق‪66 6‬انون‪ 6‬املدين اجلزائ‪66 6‬ري الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر‪،‬واليت‬
‫التعسفي‪ 6‬الوارد يف عقد إذعان ‪،‬ولتفصيل‪ 6‬هذا أكثر يتم‬ ‫الشرط ّ‬ ‫تعطي للقاضي سلطة تعديل أو إلغاء ّ‬
‫تقس ‪66‬يم ه ‪66‬ذا املبحث األول إىل ثالث مط ‪66‬الب ج ‪66‬اء يف املطلب األول محاي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك من الش ‪66‬روط‬
‫التعسفية يف ظل القواعد التقليدي‪6‬ة أم‪66‬ا املطلب الث‪6‬اين محاي‪66‬ة املس‪66‬تهلك من الش‪66‬روط التعس‪66‬فية‪ 6‬يف عق‪66‬ود‬
‫اإلذعان ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬حماية المستهلك من الشروط التعسفية في ظل القواعد التقليدية‬
‫تض ‪66‬منت أحك ‪66‬ام الق ‪66‬انون املدين اجلزائ ‪66‬ري الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر‪ ،‬وبتحدي ‪66‬د يف نص املادة‪ 90‬من ‪66‬ه‬
‫قاع ‪66‬ديت الغنب واالس ‪66‬تغالل‪، 6‬لكن م ‪66‬ا يؤخ ‪66‬ذ علي ‪66‬ه أن ‪66‬ه حص ‪66‬ر ت ‪66‬أثري الغنب على عق ‪66‬ود معين ‪66‬ة وح ‪66‬االت‬
‫حمددة وردت على س‪66‬بيل احلص‪66‬ر مث‪66‬ل نص املادتني ‪358‬و‪ 732‬من الق‪66‬انون املدين اجلزائ‪66‬ري الس‪66‬ابق‬
‫ال‪66‬ذكر وال‪66‬يت ال هتم يف أغلبه‪66‬ا أح‪66‬وال املس‪66‬تهلك ؛ومث‪66‬ل ذل‪66‬ك الغنب اجملرد ال‪66‬ذي يؤس‪66‬س على واقع‪66‬ة‬
‫ع‪66‬دم التع‪66‬ادل أو الت‪66‬وازن‪ 6‬بني األداءات املقابل‪66‬ة يف العق‪66‬د‪،‬وه‪66‬و عيب يف العق‪66‬د ذات‪66‬ه مس‪66‬تقل عن عي‪66‬وب‬
‫الرضا املعروفة(الغلط‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬التدليس ‪،‬االستغالل)‪ 6‬وألنه عيب يف العق‪66‬د ال يف الرض‪66‬ا ول‪66‬ه ح‪66‬التني‬
‫مها‪:‬‬
‫احلالة األويل هي بيع العق‪6‬ار بغنب يزي‪6‬د عن اخلمس نص‪6‬ت علي‪6‬ه املادة‪ 358‬من الق‪6‬انون‪ 6‬املدين الس‪6‬ابق‬
‫ال ‪66‬ذكر‪ ،‬أمااحلال ‪66‬ة الثاني ‪6‬ة‪ 6‬غنب الش ‪66‬ريك يف القس ‪66‬مة نص ‪66‬ت علي ‪66‬ه املادة ‪2_732/1‬من الق ‪66‬انون املدين‬
‫‪1‬‬
‫السابق الذكر‪.‬‬

‫‪ _ 1‬السنهوري عبد الرزاق ‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬اجمللد األول‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت‪،‬بدون رقم الطبعة ‪ ،1998 ،‬ص‪388‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫وأما الغنب االس‪66‬تغاليل ال ينظ‪66‬ر عن‪66‬د تق‪66‬ديره إىل قيم‪66‬ة الش‪6‬يئ املادي‪66‬ة‪،‬ب‪66‬ل إىل قيمت‪66‬ه الشخص‪66‬ية‬
‫باعتبار ظروف التعاقد‪،‬فالغنب ال يقع إال إذا كان واهيم‪6‬ا يف قيمت‪6‬ه أو خمدوعا فيه‪66‬ا أو مض‪66‬طرا لتعاق‪6‬د‬
‫‪1‬‬
‫وال يكون هذا إال نتيجة طيش أو رعونة أو عدم جتربة أو عوز أو حاجة‪.‬‬
‫إال أن املش‪66‬رع جزائ‪66‬ري ال يش‪66‬رتط إال ش‪66‬رط واح‪66‬د يف الس‪66‬بب وه‪66‬و ش‪66‬رط املش‪66‬روعية وعلي‪66‬ه‬
‫فنص يف املادة ‪ 97‬الق‪66 6‬انون املدين اجلزائ‪66 6‬ري الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر بأن‪66 6‬ه ال ميكن للقض‪66 6‬اء أن يس‪66 6‬تند علي‪66 6‬ه‬
‫إلعادة التوازن العقدي‪ ،‬أما عن مبدأ حسن النية فأقره املشرع يف املادة‪.2_107/1‬‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫الفرع األول‪ :‬قاعدتي الغبن واالستغالل ودورهما في مكافحة ال ّ‬
‫تعت‪66 6 6‬رب قاع‪66 6 6‬ديت الغنب واالس‪66 6 6‬تغالل إحدى القواع ‪6 6 6‬د‪ 6‬التقليدي‪66 6 6‬ة ال‪66 6 6‬يت ج‪66 6 6‬اء هبا التش ‪66 6‬ريع املدين‬
‫اجلزائري‪ ،‬حملاربة عدم التوازن‪ 6‬العقدي وال‪6‬يت ت‪66‬دخل ض‪6‬من اآللي‪66‬ات القانوني‪66‬ة العام‪6‬ة حلماي‪6‬ة املس‪66‬تهلك‬
‫من الشروط التعسفية‪ 6‬وذلك ضمن بندين يف البن‪66‬د األول يتم التع‪66‬رض لتعري‪66‬ف الغنب واالس‪66‬تغالل‪ 6‬أم‪66‬ا‬
‫التعسفية‪6.‬‬
‫الشروط ّ‬ ‫يف البند الثاين يتم التطرق إيل دور قاعديت الغنب واالستغالل يف مكافحة ّ‬
‫البند األول‪ :‬تعريف الغبن واالستغالل‬
‫يتم الط‪66 6‬رق لتعري ‪66 6‬ف الغنب واالس ‪66 6‬تغالل‪ 6‬يف االص ‪66 6‬طالح الفقهي والتش ‪66 6‬ريعي‪ 6‬مث أهم ش ‪66 6‬روط‬
‫االستغالل‪. 6‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬في االصطالح الفقهي‬
‫الغنب ل‪66‬ه تعريف‪66‬ات عدي‪66‬دة منه‪66‬ا ‪ ":‬الغنب يع‪66‬ين ع‪66‬دم الت‪66‬وازن بني م‪66‬ا يأخ‪66‬ذه العاق‪66‬دين وبني م‪66‬ا‬
‫يعطي ‪66‬ه اآلخ ‪66‬ر‪،‬حبيث يك ‪66‬ون‪ 6‬بينهم ‪66‬ا ف ‪66‬رق كب ‪66‬ري حس ‪66‬ب س ‪66‬عر الس ‪66‬وق ‪،‬وي ‪66‬ؤدي االس ‪66‬تغالل خس ‪66‬ارة‬
‫‪2‬‬
‫فادحة‪،‬وعرف كذلك بأنه"الضرر املايل الذي يلحق أحد املتعاقدين يف عقد االستبدال "‪.‬‬
‫أم‪66‬ا االس‪66‬تغالل ع‪66‬رف‪" :‬االس‪66‬تغالل‪ 6‬فه‪66‬و أم‪66‬ر نفس‪66‬ي‪،‬ال يعت‪66‬رب الغنب إال مظه‪66‬را م‪66‬ادي ل ‪6‬ه فه‪66‬و‬
‫عب ‪66‬ارة عن اس ‪66‬تغالل أح ‪66‬د املتعاق ‪66‬دين حلال ‪66‬ة الض ‪66‬عف ال ‪66‬يت يوج ‪66‬د فيه ‪66‬ا املتعاق ‪66‬د األخ ‪66‬ر للحص ‪66‬ول على‬
‫مزايا‪."3‬‬

‫‪ _1‬سىي الطيب حممد‪ 6‬أمني ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.39‬‬


‫‪_ 2‬عامر قاسم أمحد القيسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪29 .‬‬
‫‪_ 3‬باحلاج العريب النظرية العامة لاللتزام يف القانون املدين اجلزائري‪،‬اجلزء األول‪،‬التصرف القانوين (العقد واإلرادة املنفردة)‪ ،‬دوان املطبوعات اجلامعية‬
‫اجلزائر‪،‬الطبعة السادسة ‪ ، 2008،‬ص ‪123‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬في االصطالح التشريعي‬
‫نصت املادة‪ 90/1‬من الق‪66 6 6‬انون املدين الس‪66 6 6‬ابق ال‪66 6 6‬ذكر أنه‪ " :‬إذا ك انت التزام ات أحد‬
‫المتعاق دين متفاوتة كث يراً في النس بة مع ما حصل عليه هذا المتعاقد من فائدة بم وجب العقد‬
‫أو مع التزام ات المتعاقد اآلخ ر‪ ،‬وت بين أن المتعاقد المغب ون لم ي برم العقد" ‪،‬لكن االس ‪66‬تغالل‬
‫نصت عايه نفس املادة‪ 90/1‬من القانون‪ 6‬املدين السابق الذكر وجاء فيه‪66‬ا‪ " :‬إال أن المتعاقد اآلخر‬
‫قد أس تغل فيه طيشا بينا أو ه وي جامح ا‪ ،‬ج از للقاضي بن اء على طلب المتعاقد المغب ون‪ ،‬أن‬
‫يبطل العقد أو أن ينقص التزامات هذا المتعاقد "‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬شروط االستغالل‪.‬‬
‫يالح ‪66‬ظ أن املادة ‪ 90‬الق ‪66‬انون‪ 6‬املدين الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر ‪ ،‬يتطلب ت ‪66‬دخل القاض ‪66‬ي بس ‪66‬بب الغنب‬
‫الناتج عن االستغالل توفر أربعة شروط هي‪:‬‬
‫الشرط األول وهو عدم التعادل بني االلتزامات واملن‪66‬افع الناجتة عن العقد و ه‪66‬ذا الش‪66‬رط ميث‪66‬ل‬
‫العنصر املادي أو املوضعي يف نظرية االس‪66‬تغالل حس‪6‬ب املادة ‪ 90‬من الق‪6‬انون‪ 6‬املدين الس‪6‬ابق ال‪6‬ذكر‬
‫فيجب أن يكون‪ 6‬االختالل يف التعادل اختالل فادحا‪،‬ومضمون ه‪66‬ذا الش‪66‬رط ال يع‪66‬د وأن يك‪66‬ون جمرد‬
‫وسيلة يلجأ هلا صاحب االس‪66‬تغالل به‪6‬دف حتمي‪6‬ل ض‪6‬حيته غرام‪6‬ة مفرط‪6‬ة تتج‪6‬اوز احلدود‪ ،‬وه‪6‬ذه هي‬
‫الغاية من إعمال نظام االستغالل‪.16‬‬
‫أم‪66 6‬ا الش‪66 6‬رط الث‪66 6‬اين يع‪66 6‬ين باالس‪66 6‬تغالل الطيش ال‪66 6‬بني أو اهلوى اجلامح يف التعاقد يتحق ‪66‬ق ه ‪66‬ذا‬
‫الشرط إذا كان من تعاقد مع املغب‪6‬ون‪،‬كم‪6‬ا تق‪66‬ول املادة ‪ 1/ 90‬الق‪66‬انون املدين الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر أنه"قد‬
‫استغل فيه طيشا بينا أو هوي جامحا‪ ،‬جاز للقاضي بناء على طلب المتعاقد المغب ون‪ ،‬أن يبطل‬
‫العقد أو أن ينقص التزامات هذا المتعاقد"‪،‬ب‪66‬الرغم من ه‪66‬ذا تع‪66‬ددت ن‪66‬وحي الض‪66‬عف اإلنس‪66‬اين ال‪66‬يت‬
‫ميكن أن تك‪6‬ون موض‪6‬ع اس‪6‬تغالل إال أن الق‪6‬انون‪ 6‬املدين اجلزائ‪6‬ري يف املادة‪ 90‬ق‪6‬د حص‪6‬رها يف ن‪6‬احيتني‬
‫فقط مها الطيش البني و اهلوى اجلامح‪.2‬‬
‫وعرفهم ‪66‬ا الفق ‪66‬ه بقول ‪66‬ه‪ :‬أم ‪66‬ا الطيش ال ‪66‬بني فه ‪66‬و اخلف ‪66‬ة الذائ ‪66‬دة‪،‬والتس ‪66‬رع ال ‪66‬ذي يص ‪66‬احبه ع ‪66‬دم‬
‫التبص‪66‬ر‪،‬وع‪66‬دم‪ 6‬االك‪66‬رتاث ب‪66‬العواقب‪ 6‬ويش‪66‬رتط أن يك‪66‬ون‪ 6‬بين‪66‬ا أي واض‪66‬حا وظ‪66‬اهرا‪،‬وأم‪66‬ا اهلوى اجلامح‬
‫‪_11‬عبد الفتاح عبد الباقي‪ ،‬دروس يف مصادر االلتزام‪ ،‬مكتبة النهضة مصر‪ ،‬القاهرة‪،‬بدون‪ 6‬رقم الطبعة ‪،‬بدون سنة طبع‪ ،‬ص‪394‬‬
‫‪_22‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪395‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫فهو الولع أو الرغبة الشديدة اليت تقوم يف نفس الشخص‪،‬فتدفعه االستغالل التصرف عاطفيا وبدون‬
‫إرادة حكيمة‪.1‬‬
‫والشرط الث‪6‬الث‪ 6‬ج‪6‬اء في‪6‬ه أن‪6‬ه إذا ك‪6‬ان االس‪6‬تغالل ه‪6‬و ال‪6‬دافع لتعاق‪6‬د ف‪6‬إن بتحدي‪6‬د ه‪6‬ذا العنص‪6‬ر‬
‫من ط‪66‬رف القاض‪66‬ي يتحق‪66‬ق ه‪66‬ذا الش‪66‬رط كم‪66‬ا ج‪66‬اء يف املادة‪90/1‬من الق‪66‬انون املدين الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر"‬
‫وت بين أن المتعاقد المغب ون لم ي برم العقد إال ألن المتعاقد اآلخر قد أس تغل فيه طيشا بينا أو‬
‫هوي جامحا"فالستغالل هو الذي دفع املتعاق‪6‬د املغب‪66‬ون‪ 6‬لإب‪6‬رام العق‪6‬د‪ ،‬فاملعي‪6‬ار ذايت كم‪6‬ا ه‪66‬و يف عيب‬
‫اإلرادة‪،‬ألن‪ 6‬اس ‪66‬تغالل الض ‪66‬عف املوج ‪66‬ود يف املغب ‪66‬ون وقي ‪66‬ام املغب ‪66‬ون‪ 6‬حتت ت ‪66‬أثري ه ‪66‬ذا االس ‪66‬تغالل ب ‪66‬إبرام‬
‫العق‪66‬د تك‪66‬ون إرادت‪66‬ه معيب‪6‬ة‪ 6‬فيص‪66‬بح العق‪66‬د ق‪66‬ابال لإلبط‪66‬ال ومع‪66‬ين ه‪66‬ذا أن يك‪66‬ون االس‪66‬تغالل ق‪66‬د وق‪66‬ع من‬
‫املتعاقد األخر‪،‬ويكون‪ 6‬هو الذي دفع املتعاقد املغبون لالستغالل املتعاقد‪.2‬‬
‫الش‪66‬رط الرابع وهو أن ترف‪66‬ع ال‪66‬دعوي خالل س‪66‬نة من ت‪66‬اريخ العقد ه‪66‬ذا الش‪66‬رط ه‪66‬ذا ماأورده‬
‫املش ‪66‬رع يف املادة‪90/2‬من الق ‪66‬انون املدين الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر فتك ‪66‬ون‪ 6‬دع ‪66‬وي االس ‪66‬تغالل خالل س ‪66‬نة من‬
‫وقت إبرام العقد ‪،‬وتعترب هذه املدة مدة السقوط ال م‪66‬دة التق‪66‬ادم ‪،‬والف‪66‬ارق بينهم‪66‬ا أن ميع‪66‬اد الس‪66‬قوط‬
‫ال يقب‪66‬ل الوق‪66‬ف وال انقط‪66‬اع‪،‬فمج‪66‬رد انقض‪66‬اء م‪66‬دة س‪66‬نة تص‪66‬بح ال‪66‬دعوي غ‪66‬ري مقبول‪66‬ة ح‪66‬ىت ول‪66‬و ختلله‪66‬ا‬
‫أسباب وقف أو انقطاع أم‪6‬ا م‪6‬دة التق‪6‬ادم فتقب‪6‬ل أس‪6‬باب الوق‪6‬ف واالنقط‪6‬اع ويب‪6‬دو أن ح‪6‬رص املش‪6‬رع‬
‫على حس‪66‬م املنازع‪66‬ات يف ه‪66‬ذه العق‪66‬ود الس‪66‬تقرار املع‪66‬امالت ك‪66‬أن ال‪66‬دافع الق‪66‬وي وراء جع‪66‬ل ه‪66‬ذه املدة‬
‫هي ميعاد السقوط‪.3‬‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫البند الثاني‪:‬دور الغبن و االستغالل في مكافحة ال ّ‬
‫يتجسد دور قاعدة الغنب يف محاية املس‪66‬تهلك من ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪ 6‬يف أن‪66‬ه ال ميكن أن يعت‪66‬رب‬
‫وفقا للتشريع املدين اجلزائ‪6‬ري وحتدي‪66‬دا املادة ‪ 90‬من‪66‬ه أن‪66‬ه ال نك‪66‬ون أم‪66‬ام الغنب إال إذا نتج عن ت‪66‬دليس‬
‫الطرف األخر أو نائبه فنطاق الغنب جد ضيق ال ميكن أن يشمل إال حاالت حمدودة جدا ‪،‬ومن هذا‬
‫املنطلق يتضح أن نظرية الغنب يف التشريع املدين اجلزائري هلا نط‪6‬اق ج‪6‬د ض‪6‬يق إىل ح‪6‬د كب‪6‬ري حبيث ال‬
‫ميكن االعتم‪66‬اد عليه‪66‬ا الس‪66‬تغالهلا ملواجه‪66‬ة ع‪66‬دم الت‪66‬وازن‪ 6‬العق‪66‬دي‪ ،‬ألن‪66‬ه ال ميكن أن حيت‪66‬وي على ع‪66‬دم‬

‫‪ _ 1‬باحلاج العريب‪ ،‬املرجع سابق ‪،‬ص‪.131‬‬


‫‪_ 2‬عبد الفتاح عبد الباقي‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.272‬‬
‫‪_ 3‬عبد الرزاق السنهوري‪،‬مصادر االلتزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.400،401‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫التوازن‪ 6‬املطروح يف العالقة بني املستهلك واملتدخل االقتصادي ‪،‬أما بالنسبة لنظرية املادية للغنب هذه‬
‫النظرية يعين الغنب يف نظره ‪66‬ا‪ ،‬ع ‪66‬دم التع ‪66‬ادل أو ع ‪66‬دم الت ‪66‬وازن‪ 6‬بني األداءت املتقابلة‪ 6‬يف العق ‪66‬د‪ ،‬حبيث‬
‫تصل درجة االختالل يف التعادل االستغالل‪ 6‬رقم معني‪.1‬‬
‫لكن يف النظرية الشخص ‪66‬ية واليت جعل منها س ‪66‬ببا من أس ‪66‬باب إبط ‪66‬ال العق ‪66‬ود‪،‬حبيث‪ 6‬ال يعت ‪66‬د‬
‫فيه‪66 6‬ا عن‪66 6‬د تق‪66 6‬دير الش‪66 6‬يء بقيمته املادي‪66 6‬ة‪ ،‬بل بقيمته الشخص‪66 6‬ية وب‪66 6‬النظر الس‪66 6‬تغالل ظ‪66 6‬روف املتعاقد‬
‫فيجب يف نظرها ع‪66 6 6‬دم االكتف‪66 6 6‬اء ب‪66 6 6‬االختالل يف األداءت املتقابلة‪ 6‬وح‪66 6 6‬ده‪ ،‬وإمنا جيب أن ي ‪66 6‬أيت ذلك‬
‫نتيجة اس‪66‬تغالل‪ 6‬أحد الط‪66‬رفني لع‪66‬وز أو طيش أو ع‪66‬دم خ‪66‬ربة الط‪66‬رف اآلخر واجلزاء يف ه‪66‬ذه احلالة هو‬
‫بطالن العقد بطالنا مطلقا ‪ ،‬باعتب ‪66‬ار الغنب عمال غري مش ‪66‬روع وخمالفا لآلداب؛ وعلي ‪66‬ه ف ‪66‬إن املش ‪66‬رع‬
‫اجلزائ ‪66‬ري ق ‪66‬د أعتن ‪66‬ق النظرية املادية للغنب‪ ،‬لكن ه ‪66‬ذه النظرية مل يأخذ هبا على إطالقه ‪66‬ا‪ ،‬وإمنا حص ‪66‬را‬
‫ت‪66 6 6 6‬أثري الغنب على عق‪66 6 6 6 6 6‬ود معينة‪ 6‬وح‪66 6 6 6 6 6‬االت حم ّددة على س‪66 6 6 6 6 6‬بيل احلص‪66 6 6 6 6 6‬ر‪ ،‬الهتم يف أغلبها أح‪66 6 6 6‬وال‬
‫املستهلكني‪.2‬‬
‫أما عن دور قاعدة االستغالل يف محاية املس‪66‬تهلك من ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪، 6‬ميكن الق‪66‬ول أهنا ال‬
‫تنظر إىل اختالف قيم األش ‪66‬ياء مبعي ‪66‬ار موض ‪66‬وعي ؛من خالل حتديد نس ‪66‬بة معينة من نقص ‪66‬ان‪ 6‬القيم ‪66‬ة‪،‬‬
‫حبث يعد غبنا ما جياوزها وهنا يق ‪66‬اس مبعي ‪66‬ار شخص ‪66‬ي‪،‬لكن وفقا لظ ‪66‬روف كل حالة على ح ‪66‬دة‪ ،‬مع‬
‫مالحظة أن املش ‪66‬رع املدين اجلزائ ‪66‬ري يش ‪66‬رتط يف الغنب املص ‪66‬حوب باالس ‪66‬تغالل‪ 6‬يف مجيع األح ‪66‬وال أن‬
‫يصل اختالل القيمة االستغالل‪ 6‬حد باهظ ‪.3‬‬
‫لكن املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري أسس الغنب على النظرية الشخص‪66‬ية ال‪66‬يت يك‪66‬ون فيها للقاضي الس‪66‬لطة‬
‫التقديرية بني إبط‪66‬ال العقد أو إنق‪66‬اص االلتزام‪66‬ات للط‪66‬رف املغب‪66‬ون‪ ، 6‬ال‪66‬ذي يك‪66‬ون يف أغلب األح‪66‬وال‬
‫مس‪66 6‬تهلكا وبالت‪66 6‬ايل ميكن الق‪66 6‬ول أن ت‪66 6‬أثر املش‪66 6‬رع اجلزائ‪66 6‬ري باعتن‪66 6‬اق النظرية املادية للغنب يف ح ‪66‬دود‬
‫ض‪66‬يقة وال شك أن س‪66‬لطة القاضي عن‪66‬د تقرير الغنب وفقا للنظرية الشخص‪66‬ية هي أك‪66‬ثر إطالقا منها يف‬
‫النظرية املوضوعية‪.46‬‬

‫‪ _ 1‬بودايل حممد ‪ ،‬الشروط التعسفية يف العقود يف القانون اجلزائري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49‬‬


‫‪ _ 2‬بودايل حممد ‪ ،‬الشروط التعسفية يف العقود يف القانون اجلزائري‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪50‬‬
‫‪ _ 3‬السنهوري عبد الرزاق ‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدين‪ 6،‬اجلزء األول ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪،‬بدون رقم الطبعة ‪ ،1976 ،‬ص‬
‫‪346‬‬
‫‪ _ 4‬بودايل حممد ‪ ،‬الشروط التعسفية يف العقود القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪50‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫إذن أنع ‪66‬دم التع ‪66‬ادل بني األداءت املتبادلة يف العق ‪66‬د‪ ،‬فيتسع لكل ف ‪66‬روض االس ‪66‬تغالل حىت ولو‬
‫تعسفية جمحفة‬
‫كان األمر ال يتعلق بتقدمي أداء مقابل آخر ال يساويه يف القيمة‪ ،‬وإمنا يتعلق بشروط ّ‬
‫يفرضها أحد املتعاقدين على اآلخر‪. 1‬‬
‫الشروط‬
‫ولكن من املؤكد أن تقدير قيمة األداءات املتقابلة‪ 6‬يف العقد يقتضي بالضرورة تقييم ّ‬
‫اليت يتم استغالهلا من املتعاقدين أي املتدخلين االقتصاديين و املستهلك‪. 2‬‬

‫وعلي‪66 6‬ه فحىت وإن مل نتمكن من قي‪66 6‬اس القيمة املالي‪66 6‬ة هلذه ال ّش‪6 6‬روط على األداء املالية‪ 6‬للعقد‬
‫الشروط تؤثر بالضرورة على التوازن املايل للعقد ولو بطريقة غري مباشر‪.3‬‬ ‫بشكل مباشر‪ ،‬فإن هذه ّ‬
‫ومن م ‪66 6‬ا تق ‪66 6‬دم ي ‪66 6‬ري بعض الفقه أن ه ‪66 6‬ذا احلل غري ك ‪66 6‬اف‪ ،‬إذ ال ميكن تعميم نظري‪66 6‬يت الغنب‬
‫واالس ‪66‬تغالل على نط ‪66‬اق واسع ألن ذلك من ش ‪66‬أنه أن ي ‪66‬ؤدي إىل ع ‪66‬دم اس ‪66‬تقرار املع ‪66‬امالت واه ‪66‬تزاز‬
‫األمن القانوين ‪ ،‬باإلضافةإىل أن هذه الوس‪66‬يلة ال ميكن أن حتمي املس‪66‬تهلك يف مجيع احلاالت‪ ،‬بإبط‪66‬ال‬
‫الشروط املخلة بتوازن‪ 6‬العقد‪ ،‬إذ أهنا تصطدم باحلقائق اآلتية‪:46‬‬‫ّ‬
‫_ إن النص الق‪66‬انوين وحىت يف النط‪66‬اق الض‪66‬يق لتطبيقه يتطلب إثب‪66‬ات اس‪66‬تغالل الط‪66‬رف األق‪66‬وى لعيب‬
‫أو ض ‪66‬عف يف إرادة املس ‪66‬تهلك املغب ‪66‬ون‪ ،‬وهو ما ال ميكن هلذا األخري من القي ‪66‬ام‪ 6‬به يف أغلب األح ‪66‬وال‬
‫باإلض‪66‬افة إىل املص‪66‬اريف اليت تتطلبها دع‪66‬وي البطالن‪ 6‬أو اإلبط‪66‬ال أو دع‪66‬وي اإلنق‪66‬اص‪ 6،‬مما ي‪66‬ؤدي إىل‬
‫عجز املستهلكني عن رفعها‪.5‬‬
‫_ ليس الطيش أو اهلوى‪ ،‬دليال يف حد ذاته على وج ‪66‬ود الض ‪66‬عف النفس‪66‬ي‪ 6،‬ويض‪66‬اف إىل ذلك أن‬
‫ه ‪66 6‬ذه األوص‪66 6 6‬اف قد يتم حتدي‪66 6 6‬دها بتعبري حم ّددة‪ ،‬اتفق الفقه عليه‪66 6 6‬ا‪ ،‬وه‪66 6 6‬ذا يعين أن املش ‪6ّ 6 6‬رع حصر‬
‫أسباب الدفع بهذا العيب يف أضيق نطاق ممكن‪.6‬‬

‫‪_ 1‬عامر قاسم أحد القيسي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪30‬‬


‫‪_2‬عبد الودود حيي‪ ،‬دروس يف مبادئ القانون‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون رقم الطبعة ‪1976 ،‬ص‪429 .‬‬
‫‪_3‬توفيق حسن فرج‪ ،‬نظرية االستغالل يف القانون املدين املصري‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ 6،‬بدون رقم الطبعة ‪ 1966،‬ص ‪129‬‬
‫‪_4‬بودايل حممد‪ ، 6‬الشروط التعسفية يف العقود القانون اجلزائري ‪،‬المرجع سابق ‪ ،‬ص‪54‬‬
‫‪ _5‬بودايل حممد‪ ، 6‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪54‬‬
‫‪_6‬عامر قاسم أمحد القيسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪31‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫وال يس ‪66‬تفيد املس‪66‬تهلك املغب ‪66‬ون‪ 6‬من احلماية إذا ق ‪ّ 6‬در القاضي أن ع ‪66‬دم التع ‪66‬ادل بني االلتزام ‪66‬ات‬
‫ليس جس ‪66‬يما‪ ،‬لأن املش ‪6ّ 6‬رع يش ‪66‬رتط أن يك ‪66‬ون‪ 6‬ع ‪66‬دم التع ‪66‬ادل جس ‪66‬يما خاصة إذا علمنا أن املت ‪66‬دخلين‬
‫االقتص ‪66‬اديين يف ال ‪66‬وقت ال ‪66‬راهن يعتم ‪66‬دون على كسب م ‪66‬يزات مالية ض ‪66‬ئيلة يف كل عقد يربمونه مع‬
‫املس‪66 6‬تهلك‪ ،‬على أن الع‪66 6‬دد الكبري من عق‪66 6‬ود االس‪66 6‬تهالك‪ 6‬اليت يربمه‪66 6‬ا املت‪66 6‬دخل االقتص‪66 6‬ادي يف الي‪66 6‬وم‪6‬‬
‫الواح‪66‬د‪ ،‬بل يف الس‪6‬اعة الواح‪66‬دة‪ ،‬هو ال‪66‬ذي ي‪6‬وفّر له م‪66‬يزة فاحش‪6‬ة‪ ،‬باإلض‪66‬افة إىل أن عيب الغنب‪ ،‬كما‬
‫س‪66‬بق الق‪66‬ول‪ ،‬قد ي‪66‬وفر محاية حمدودة ج‪66‬دا تقتصر على بعض ال ّش ‪6‬روط ذات الط‪66‬ابع املايل فق‪66‬ط‪ ،‬دون‬
‫‪1‬‬
‫التعسفية‪.6‬‬
‫الشرط ّ‬‫األنواع األخرى من ّ‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫الفرع الثاني‪:‬قاعدتي السبب و مبدأ حسن النية ودورهما في مكافحة ال ّ‬
‫جاءت نظرية السبب لتبني بأن االلتزام الذي ال سبب له أو املبين على سبب غري مشروع‬
‫أن ‪66‬ه باط ‪66‬ل أي العق ‪66‬د ب ‪66‬دون س ‪66‬بب عق ‪66‬د باطل‪ ،‬و الس ‪66‬ؤال املط ‪66‬روح يف إط ‪66‬ار احلديث عن دور ه ‪66‬ذه‬
‫النظري‪66‬ة يف حتقي‪66‬ق الت‪66‬وازن‪ 6‬ومواجه‪66‬ة الش‪66‬روط التعس‪66‬فية‪ 6‬ه‪66‬و ه‪66‬ل ميكن االعتم‪66‬اد عليه‪66‬ا كمب‪66‬دأ ع‪66‬ام يف‬
‫هذا اإلطار ألن النصوص‪ 6‬القانونية اليت تبني أن نظرية السبب ال ميكن االعتماد عليها يف جمال عق‪66‬ود‬
‫االستهالك ال تثار أصال من الناحية العمالية ‪ ،‬فاملطلوب هنا ه‪66‬و مواجه‪66‬ة ع‪66‬دم الت‪66‬وازن بني التزام‪66‬ات‬
‫املتدخلين االقتصاديين واملستهلكني وليس إثارة غياب الس‪6‬بب ال‪6‬ذي تب‪6‬ين علي‪6‬ه الش‪6‬رط الغ‪6‬ري املت‪6‬وازن‬
‫اليت ال ميكن أن تبطل بناء على غياب السبب‪.26‬‬
‫أما مبدأ حسن النية عامة م ّكن إعماله على األقل يف بعض التشريع املقارن‪ ،‬وإن كان ذلك‬
‫يف ح‪66 6‬دود ض‪66 6‬يقة‪ ،‬من توفري بعض احلماية من ال ّش ‪6 6‬روط التع ّس ‪6 6‬فية‪ ،‬س‪66 6‬واء للمس‪66 6‬تهلك‪ ،‬أو غ ‪66‬ريه من‬
‫املتعاق‪66‬دين الض‪66‬عفاء‪ ،‬هلذا س‪66‬يتم إلق‪66‬اء نظ‪66‬رة وج‪66‬يزة على ه‪66‬ذا املب‪66‬دأ ج‪66‬اء به التش‪66‬ريع املدين اجلزائ‪66‬ري‪،‬‬
‫حملارب ‪66‬ة ع ‪66‬دم الت ‪66‬وازن‪ 6‬العق ‪66‬دي وال ‪66‬يت ت ‪66‬دخل ض ‪66‬من اآللي ‪66‬ات القانوني‪6 6‬ة‪ 6‬العام ‪66‬ة حلماي ‪66‬ة املس ‪66‬تهلك من‬
‫الشروط التعسفية‪ 6‬وذلك ضمن بندين يف البن‪6‬د األول يتم التع‪6‬رض ملفه‪6‬وم‪ 6‬الس‪6‬بب و مب‪6‬دأ حس‪6‬ن الني‪6‬ة‬
‫التعسفية‪.36‬‬
‫الشروط ّ‬ ‫أما البند الثاين إىل دور قاعديت السبب‪ 6‬و مبدأ حسن النية‪ 6‬يف مكافحة ّ‬
‫البند األول‪ :‬تعريف السبب و مبدأ حسن النية‬

‫‪ _1‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪32‬‬


‫‪ _2‬بودايل حممد‪ ، 6‬الشروط التعسفية يف العقود القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪55‬‬
‫‪ _ 3‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪53‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫س ‪66‬وف يتم التط ‪66‬رق إىل تعري ‪66‬ف نظري ‪66‬ة الس ‪66‬بب و مب ‪66‬دأ حس ‪66‬ن الني ‪66‬ة يف االص ‪66‬طالح الفقهي‪6‬‬
‫التعسفية‪.‬‬
‫الشروط ّ‬ ‫والتشريعي‪ 6‬مث دورمها يف مكافحة ّ‬
‫الفقرة األولى‪:‬السبب و مبدأ حسن النية في االصطالح الفقهي‪:‬‬
‫إن السبب يف االصطالح الفقهي‪ 6‬تنازع عليه اجتاهني فقهيني تقليدي وح‪66‬ديث حبيث يعتم‪66‬د‬
‫على أحد ه‪66‬ذين االجتاهني لتقرير ما إذا ك‪66‬ان بإمك‪66‬ان القاضي االس‪66‬تناد على غي‪66‬اب الس‪66‬بب إلبط‪66‬ال‬
‫التعسفية أم ال ميكنه ذلك ‪.‬‬‫الشروط ّ‬ ‫بعض ّ‬
‫بالنسبة لالجتاه الفقهي‪ 6‬التقليدي فيشرتط األخ‪6‬ذ بنظري‪6‬ة الس‪6‬بب وجوب‪6‬ا ‪،‬وأن يك‪6‬ون ص‪6‬حيحا‬
‫ومشروعا‪،‬عالوة‪ 6‬على اش‪6‬رتاط أن يك‪66‬ون موج‪66‬ودا ويع‪6‬ين ه‪66‬ذا الش‪66‬رط األخ‪6‬ري أن ك‪6‬ل ال‪66‬تزام جيب أن‬
‫يك‪66‬ون‪ 6‬ل‪66‬ه س‪66‬بب وأن ك‪66‬ل ال‪66‬تزام ال يك‪66‬ون‪ 6‬ل‪66‬ه س‪66‬بب‪،‬يك‪66‬ون‪ 6‬التزام‪66‬ا غ‪66‬ري ق‪66‬ائم ‪ ،‬وال أث‪66‬ر ل‪66‬ه وأن قي‪66‬ام‬
‫الس‪66‬بب يس‪66‬تمر يف وج‪66‬وده من وقت تك‪66‬وين العق‪66‬د إىل حني تنفي‪66‬ذه وملا ك‪66‬انت ه‪66‬ذه النظري‪66‬ة التقليدية‬
‫تعترب س‪66 6‬بب االل‪66 6‬تزام يف العق‪66 6‬ود امللزمة للج‪66 6‬انبني إمنا هو حمل االل‪66 6‬تزام املقابل أي تنفيذ ه‪66 6‬ذا االل‪66 6‬تزام‬
‫املقاب‪66‬ل‪ ،‬ف‪66‬إن ع‪66‬دم وج‪66‬ود حمل االل‪66‬تزام املقابل معن‪66‬اه ع‪66‬دم وج‪66‬ود الس‪66‬بب‪ ،‬مما ي‪66‬ؤدي إىل بطالن العقد‬
‫وهذا اعتمده التشريع الفرنسي‪ ،‬والذي أعتمد فيه على النظرية تقليدية للسبب‪.1‬‬
‫أم ‪66 6 6‬ا االجتاه الفقهي احلديث ف‪6 6 6 6‬إن النظرية احلديثة للس ‪66 6 6‬بب‪ ،‬تنظر هي األخ ‪6 6 6‬رى إىل الس ‪66 6‬بب‪6‬‬
‫باعتب‪66 6‬اره الغ‪66 6‬رض‪ ،‬أو الغاية غري املباش‪66 6‬رة ال‪66 6‬يت يوريد املتعاقد الوص‪66 6‬ول إليها من وراء تعاق‪66 6‬ده‪ ،‬وهلذا‬
‫يصبح السبب يف نظرها بأنه هو الباعث‪ 6‬الدافع إىل التعاقد‪.2‬‬
‫ف‪66‬إذا انع‪66‬دم بط‪66‬ل العق‪66‬د بطالن‪66‬ا مطلق‪66‬ا‪،‬وه‪66‬و أم‪66‬ر يغنين ‪6‬ا‪ 6‬عن البحث يف الب‪66‬اعث ال‪66‬دافع ومدى‬
‫مشروعيته‪ ،‬أما إذا وجود السبب فان ذلك يقتضي‪ 6‬وجوب البحث عن مشروعيته عنذ إعمال فكرة‬
‫الباعث‪ 6‬الدافع ‪،‬حيث يؤدي الوقوف علي عدم مشروعيته إىل بطالن العقد من هذه اجلهة أيضا‪.3‬‬
‫وأم ‪66‬ا مب ‪66‬دأ حس‪66‬ن الني ‪6‬ة‪ 6‬يف االص ‪66‬طالح الفقهي يقصد به تلك النية‪ 6‬الص ‪66‬ادقة اخلالي ‪66‬ة من الغ ‪66‬در‬
‫واخلداع وص ‪66‬راحة فالنية احلس ‪66‬نة تصد س ‪66‬وء النية والغش والرغبة يف اإلض ‪66‬رار ب ‪66‬الغري‪،‬وه ‪66‬ذا املب ‪66‬دأ ذو‬
‫مفهوم واسع‪ ،‬يعرّب عن كل إحساس باألمانة واستقامة الضمري‪.4‬‬
‫‪ _ 1‬بودايل حممد ‪ ،‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزئري ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪54‬‬
‫‪_ 2‬سي الطيب حممد أمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪58‬‬
‫‪ _ 3‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪55‬‬
‫‪ _ 4‬عبد احلكم فودة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪153،154‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫وإذا تعامل املتعاقد مبا خيالف حسن الني ‪66‬ة‪ ،‬أي أفعاله الص ‪66‬ادرة عن س ‪66‬وء نيت ‪66‬ه‪ ،‬س ‪66‬واء ك ‪66‬انت‬
‫س‪66‬لبية مث‪66‬ل امتن‪66‬اع الب‪66‬ائع عن إعالم املش‪66‬رتي بعي‪66‬وب املبيع اخلفي‪66‬ة‪ ،‬وإما أن تك‪66‬ون إجيابية مث‪66‬ل إدراج‬
‫شرط تع ّس‪6‬في يف العقد املربم‪ 6‬بني املت‪6‬دخل االقتص‪6‬ادي واملس‪6‬تهلك حبيث يس‪6‬عي املت‪6‬دخل االقتص‪6‬ادي‬
‫الشرط إىل احلصول على ميزة فاحشة وبالنتيجة إحلاق ضرر باملستهلك‪.1‬‬ ‫من خالل هذا ّ‬
‫إذن فالس ‪66 6 6‬ؤال املط ‪66 6 6‬روح هو إىل أي م ‪66 6 6‬دي ميكن أن يعتمد القاضي على مب ‪66 6 6‬دأ حسن النية إلبط ‪66 6‬ال‬
‫التعسفية املدرجة يف العقد بسوء نية من طرف املتدخل االقتصادي؟‪.‬‬ ‫الشروط ّ‬ ‫ّ‬

‫الفقرة الثانية‪:‬السبب و مبدأ حسن النية في االصطالح التشريعي‬


‫بالنسبة لسبب يف االصطالح التشريعي‪ 6‬فقد أخذ املشرع اجلزائري بالنظرية احلديثة للسبب‬
‫وإن ك‪66‬ان يس ‪6‬لّم أن املادة‪ 97‬من الق‪66‬انون‪ 6‬املدين الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر ‪،‬أس‪66‬ندت الس‪66‬بب‪ 6‬إىل العق‪66‬د‪ ،‬بحيث‬
‫ج ‪66‬اء يف املادة ‪ 97‬من ‪66‬ه أنه " إذا ال تزم المتعاقد لس بب غ ير مش روع أو لس بب مخ الف للنظ ام‬
‫الع ام أو اآلداب ك ان العقد ب اطال‪ ".‬مث ع‪66‬ادت املادة ‪1/ 98‬فأس‪66‬ندت الس‪66‬بب إىل االل‪66‬تزام وال‪66‬يت‬
‫جاء فيها ما يلي"كل التزام مفترض أن له سببا مشروعا‪،‬ما لم يقم الدليل علي ذلك "مث ع‪66‬ادت‬
‫املادة ‪28/2‬فأسندت السبب‪ 6‬إىل العقد ونصت علي"يعتبر السب المذكور في العقد هو السبب‬
‫الحقيقي حتى يقوم الدليل على ما يخالف ذالك ‪،‬فإذا قام الدليل علي صورية السبب فعلى‬
‫من يدعي أن لاللتزام أخر سببا مشروعا أن يثبت ما يدعيه"‪.‬‬
‫لكن مبدأ حسن النية يف االصطالح التش‪66‬ريعي نص عليه بحديد يف املادة ‪ 1 6/107‬منه أنه‬
‫" يجب تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عليه وبحسن نية"‪ ،‬ألن القاضي عندما يلزم املتعاق‪66‬دين بتنفيذ‪6‬‬
‫العقد يل‪66‬زم كل منهما تنفي‪66‬ذه بش‪66‬كل يتفق مع ما يوجبه حسن الني‪66‬ة‪ 6،‬فضال عن ع‪66‬دم الغش يف تنفيذ‬
‫العقد‪.2‬‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫البند الثاني‪ :‬د ور السبب و مبدأ حسن النية في مكافحة ال ّ‬
‫‪ _ 1‬سي الطيب حممد‪ 6‬أمني ‪،‬امرجع سابق ‪ ،‬ص‪56‬‬
‫‪_ 2‬عبد الرزاق السنهوري‪،‬مصادر االلتزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪700‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫تب ‪66‬اينت‪ 6‬التش ‪66‬ريعات من حيث امليل لإح ‪66‬دي النظري ‪66‬ات اليت تن ‪66‬ازعت ح ‪66‬ول نظرية الس ‪66‬بب‪6‬‬
‫سواء كانت نظرية التقليدية أو نظرية حديثة وهو ما يسهل من إمكان‪ 6‬أو عدم إمك‪66‬ان إعم‪66‬ال فك‪66‬رة‬
‫غي ‪66‬اب الس ‪66‬بب إللغ ‪66‬اء بعض ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪ 6‬وذلك حسب النظرية ال ‪66‬يت أخذ هبا املش ‪66‬رع ‪،‬ووفق ‪6‬اً‬
‫لنص املادة ‪ 97‬من الق ‪66‬انون‪ 6‬املدين اجلزائ ‪66‬ري الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر ‪ ،‬فإنه ال يش ‪66‬رتط يف الس ‪66‬بب إال ش ‪66‬رط‬
‫واحد وهو أن يك‪66 6‬ون‪ 6‬مش‪66 6‬روعا ولكن الفقه‪66 6‬اء ق‪66 6‬الوا بازدواجية الس‪66 6‬بب‪ 6،‬أي س‪66 6‬بب العقد وس‪66 6‬بب‬
‫االلتزام ونفس القول أيضا عند بعض الفقه خبصوص القانون‪ 6‬املدين اجلزائري‪.1‬‬
‫ك‪66‬ذلك إمكاني‪6‬ة‪ 6‬االس‪66‬تناد للقاضي لغي‪66‬اب الس‪66‬بب‪ 6،‬إلبط‪66‬ال بعض ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪،‬و‪ 6‬حيت‪66‬اج‬
‫ذل‪66‬ك إىل اجته‪66‬اد أي بالتس‪66‬لم من ط‪66‬رف القض‪66‬اء بفك‪66‬رة انع‪66‬دام الس‪66‬بب‪ 6،‬و من أجل إبط‪66‬ال ال ّش‪6‬روط‬
‫‪2‬‬
‫بالشروط املعفية أو احملددة للمسؤولية‪.‬‬‫التعسفية‪ ،‬أو على األقل الصنف اخلاص ّ‬ ‫ّ‬
‫وكما س ‪66‬بق الق ‪66‬ول‪ ،‬ف ‪66‬إن األمر حيت ‪66‬اج إىل اجته ‪66‬اد قض ‪66‬ائي يفتح ب ‪66‬اب احلماية من ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪6‬‬
‫باالس ‪66‬تناد على غي ‪66‬اب الس ‪66‬بب‪ 6‬املقاب ‪66‬ل لالل ‪66‬تزام‪ ،‬وذلك بغ ‪66‬رض إبط ‪66‬ال ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪ 6‬اليت ال تقع‬
‫حتت طائالهتا‪.3‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أسباب تطبيق البطالن لغياب السبب‬
‫عند اللّجوء لتطبيق البطالن يف حالة غياب الس‪6‬بب‪ ،6‬يف بعض ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪ 6‬املفرط‪6‬ة ال‪6‬يت‬
‫ج‪66 6‬اءت لمحاربة ع ‪66 6‬دم الت ‪66 6‬وازن‪ 6‬العق ‪66 6‬دي‪،‬وذلك بإبط ‪66 6‬ال ال ّش‪6 6 6‬روط اليت حتمل ط ‪66 6‬ابع التع ّس ‪6 6‬ف ض ‪ّ 6 6‬د‬
‫املس ‪66‬تهلك ألن غي ‪66‬اب الس ‪66‬بب فيه ‪66‬ا م ّكن القض ‪66‬اء من إبط ‪66‬ال بعض ال ّش‪6 6‬روط األك ‪66‬ثر فداحة ‪ ،‬واليت‬
‫ميكن أن يستفيد منها أي ط‪6‬رف متعاقد يك‪6‬ون‪ 6‬قد تض ّ‪6‬رر من ال ّش‪6‬رط التع ّس‪6‬في‪ ،‬س‪6‬واء ك‪6‬ان مت‪6‬دخل‬
‫االقتص ‪66‬ادي أو مس ‪66‬تهلك‪ ،‬وما دام أن املس ‪66‬تهلك هو أحد ه ‪66‬ؤالء فانه ميكن الق ‪66‬ول أن نظرية الس ‪66‬بب‪6‬‬
‫تص‪66 6 6 6‬لح كآلية عامة للحماية من بعض ال ّش ‪6 6 6 6‬روط التع ّس ‪6 6 6 6‬فية يف العق‪66 6 6 6‬ود بش‪66 6 6 6‬كل ع‪66 6 6 6‬ام‪ ،‬ويف عق‪66 6 6‬ود‬
‫االستهالك بشكل خاص‪. 4‬‬

‫‪ _ 1‬علي فياليل‪ ،‬االلتزامات‪ _ ،‬النظرية العامة للعقد_‪،‬موفم للنشر‪ ،‬بدون رقم الطبعة‪،2001 ،‬ص ‪202‬‬
‫‪_ 2‬سي الطيب حممد أمني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪50‬‬
‫‪ _ 3‬نفس مرجع ‪ ،‬ص‪52‬‬
‫‪ _ 4‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪51‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫الشروط اليت ال تتض‪66‬من مق‪66‬ابال‬ ‫والبطالن‪ 6‬لغياب السبب‪ 6‬مل يكن مطبق من حيث املبدأ‪ ،‬على ّ‬
‫خاص‪66 6‬ا‪ ،‬ولكن األمر حيت‪66 6‬اج إيل اجته‪66 6‬اد قض‪66 6‬ائي‪ ،‬لكي يص‪66 6‬لح غي‪66 6‬اب الس‪66 6‬بب‪ 6‬كس‪66 6‬ند ع ‪66‬ام إلبط ‪66‬ال‬
‫الشروط املفرطة‪،‬أو‪ 6‬على األقل البعض منها‪ ،‬عن طريق قبول االجتهاد لوج‪66‬وب وج‪6‬ود مقابل خ‪6‬اص‬ ‫ّ‬
‫ل ّكل ال‪66‬تزام‪ ،‬يف عقد مل‪66‬زم للط‪66‬رفني وه‪66‬ذه الطريقة يف التعليل أي "وج‪66‬وب وج‪66‬ود مقابل خ‪66‬اص لكل‬
‫التزام"‪ ،‬تتيح يف الواقع‪ ،‬إلغ‪6‬اء ال ّش‪6‬روط التحديدية للمس‪6‬ؤولية غ‪6‬ري املع‪6‬وض عنها بتخفيض مناسب يف‬
‫الثمن‪.1‬‬

‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫الفقرة الثانية ‪:‬مدى إمكان االعتماد على مبدأ حسن النية للحماية من ال ّ‬
‫إن املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري مل ي‪66‬أيت ب‪66‬أي ج‪6‬زاء حم ّدد لع‪66‬دم مراع‪66‬اة حسن النية عند تنفيذ العق‪66‬د‪ ،‬ف‪66‬إن‬
‫ذلك يفسر انع‪66 6‬دام‪ 6‬االجته‪66 6‬اد القض‪66 6‬ائي‪ 6‬ال‪66 6‬ذي يعتمد على مب‪66 6‬دأ حسن النية من أجل إع‪66 6‬ادة الت‪66 6‬وازن‪6‬‬
‫االس‪66‬تغالل العملية العقدية لص‪66‬احل الط‪66‬رف الض‪66‬عيف‪ 6،‬إذ أن إدراج ش‪66‬رط تع ّس ‪6‬في من ط‪66‬رف مت‪66‬دخل‬
‫االقتصادي يف عقد االستهالك‪ 6‬الذي يربطه باملس‪6‬تهلك ما هو إال تص‪66‬رف ن‪6‬اجم عن س‪6‬وء نيت‪6‬ه‪ ،‬وهو‬
‫ما ي ‪66‬ؤدي االس ‪66‬تغالل‪ 6‬الق ‪66‬ول بع ‪66‬دم ج ‪66‬دوى ه ‪66‬ذا املب ‪66‬دأ يف حتقيق الت ‪66‬وازن العق ‪66‬دي يف الق ‪66‬انون‪ 6‬املدين‬
‫اجلزائري‪. 2‬‬
‫التعسفية في عقود اإلذعان‬
‫شروط ّ‬‫المطلب الثالث ‪ :‬حماية المستهلك من ال ّ‬
‫الحظ املش‪66‬رع م‪66‬دى االختالل اخلطري يف حرية التعاق‪66‬د‪ ،‬ف‪6‬ارادي أن يتالقى تلك العي‪66‬وب اليت‬
‫فعال‪6‬ة‪ ،‬ب‪6‬أن‪ 6‬ص‪6‬اغ‬‫كشفت عنها التطورات االقتصادية احلديث‪6‬ة‪ ،‬وعمد إىل محاية الط‪6‬رف املذعن محاية ّ‬
‫نظرية عق ‪66‬ود اإلذع ‪66‬ان و ح‪ّ 6 6‬دد فيها أبع ‪66‬اد س ‪66‬لطة القاضي فبعد أن حسم ج ‪66‬دال فقهيا بش ‪66‬أن‪ 6‬طبيعتها‪6‬‬
‫ووضع معيار لتع‪6‬رف عليه‪66‬ا‪ ،‬مث أجته إىل ص‪66‬ياغة حكم ع‪66‬ام يس‪66‬ري على كل عق‪66‬ود اإلذع‪66‬ان يف املادة‬
‫‪ 110‬من الق ‪66‬انون‪ 6‬املدين اجلزائ ‪66‬ري الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر بأنه" إذا تم العقد بطري ق اإلذع ان‪ ،‬وك ان قد‬
‫شروط أو أن يعفي الطرف المذعن منها‪،‬‬
‫تعسفية‪ ،‬جاز للقاضي أن يع ّدل هذه ال ّ‬
‫تضمن شروطا ّ‬
‫ّ‬
‫كل اتفاق على خالف ذلك" وهبذا خ‪66‬ول املش‪6ّ 6‬رع‬
‫وذلك وفقا لما تقضي به العدالة‪ ،‬ويقع باطال ّ‬
‫‪ _ 1‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪51‬‬
‫‪_ 2‬بودايل حممد‪ ، 6‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزئري‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪66،67‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫الرقابة على ال ّش ‪6 6‬روط التع ّس ‪6 6‬فية‪،‬بتع‪66 6‬ديل أو إعف‪66 6‬اء الط‪66 6‬رف املذعن منها عند‬ ‫اجلزائ‪66 6‬ري للقاضي حق ّ‬
‫اللّ‪66‬زوم‪ ،‬من أجل إعط‪66‬اء فك‪66‬رة واض‪66‬حة عن احلماية املق‪66‬ررة للمس‪66‬تهلك املذعن من ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‬
‫يف القواعد العامة‪. 1‬‬
‫وفيم ‪66 6‬ا يلي يتم توض ‪66 6‬يح ش ‪66 6‬روط اس ‪66 6‬تفادة ه ‪66 6‬ذا األخري من احلماية الف ‪66 6‬رع األول‪ ،‬مع تب ‪66 6‬يني‬
‫اإلمكانية املمنوحة للقاضي ب‪66‬أن‪ 6‬يع‪ّ 6‬دل ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪ 6‬أو يس‪66‬تبعدها‪ 6‬إذا وجد أهنا مدرجة يف عق‪66‬د‬
‫إذعان‪ ،‬مع تبيني املعي‪6‬ار ال‪6‬ذي يس‪6‬تند عليه للكشف عن الط‪6‬ابع التع ّس‪6‬في لل ّش‪6‬رط‪ ،‬باإلض‪6‬افة إىل تب‪6‬يني‬
‫التعسفي‪ 6‬الفرع الثاين‪.‬‬
‫الشرط ّ‬ ‫الطبيعة‪ 6‬القانونية‪ 6‬لسلطته يف تعديل أو إلغاء ّ‬

‫الفرع األول ‪ :‬شروط استفادة الطرف المذعن من الحماية‬


‫الشروط التعسفية‪ 6،‬جيب توافر ثالثة شروط و يتم التطرق‬ ‫لتطبيق احلماية للطرف املذعن من ّ‬
‫يف البند األول إىل تعاجل حالة وجود عقد صحيح‪ ،‬و أما يف البن‪66‬د الث‪66‬اين يتم احلدث عن حالة تض‪6ّ 6‬من‬
‫هذا األخري شرطا أو ع ّدة شروط تعس‪6‬فية‪ 6‬وأم‪6‬ا يف البن‪66‬د الث‪66‬اين يتم احلديث عن وج‪6‬وب وقف املذعن‬
‫موقف الضعف‪.‬‬
‫البند األول ‪ :‬وجود عقد صحيح‬
‫التعسفية‪ 6‬املدرجة يف عقد اإلذعان أن يكون هناك عق‪66‬د‬
‫الشروط ّ‬ ‫يفرتض لسريان الرقابة على ّ‬
‫صحيح‪ ،‬توافر له عنصر الرتاضي من إجياب وقبول‪ ،‬وكان هذا الرتاضي صحيحا‪ ،‬خايل من العي‪66‬وب‬
‫اليت ميكن أن تش‪66‬وبه‪ ،‬إذ أن رقابة التع‪66‬ديل أو اإللغ‪66‬اء‪ ،‬ت‪66‬أيت كحص‪66‬يلة لتفسري ش‪66‬روط العق‪66‬د للوق‪66‬وف‬
‫تعسف‪ ،‬وهذا التفسري تسبقه أوليات معينة وهي قيام العقد صحيحا بني طرفيه‪. 2‬‬ ‫على ما هبا من ّ‬
‫تعسفية‬
‫تضمن العقد شرطا أو ع ّدة شروط ّ‬
‫البند الثاني ‪ّ :‬‬
‫إذا ت ‪66‬وافر ال ّش‪6 6‬رط األول س ‪66‬الف ال ‪66‬ذكر‪ ،‬أي وج ‪66‬ود عقد ص ‪66‬حيح‪ ،‬ج ‪66‬اء دور ال ّش‪6 6‬رط الث ‪66‬اين‬
‫تربر رقابة القض‪66‬اء إذ أن اهلدف ال‪66‬ذي‬ ‫تعسفية‪ّ 6،‬‬
‫واملتمثل يف اشتمال العقد على شرط أو ع ّدة شروط ّ‬
‫أراده امل ّش ‪6‬رع من املادة‪ 110‬من الق‪66‬انون املدين اجلزائ‪66‬ري الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر ‪ ،‬هو محاية الط‪66‬رف املذعن‬

‫‪-1‬سي الطيب حممد‪ 6‬األمني‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪38‬‬


‫‪ - 2‬عبد احلكم فودة ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪434‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫إلع ‪66 6‬ادة الت ‪66 6‬وازن االقتص ‪66 6‬ادي للعق ‪66 6‬د‪ ،‬أو على األقل إزالة التف ‪66 6‬اوت الكبري في ‪66 6‬ه‪ ،‬وإذا مل يكن العقد‬
‫تدخله حتريفا للعقد‪. 1‬‬
‫حمل ملراجعة القاضي وإال ع ّد ّ‬ ‫الشروط فال ّ‬ ‫متضمنا ألي من هذه ّ‬
‫إن جمرد إنفراد املوجب بإنتاج سلعة أو االجتار فيها ال يعد بذاته احتكار يرتتب عليه اعتب‪66‬ار‬
‫العقد املربم بشأهنا من عقود اإلذعان ما مل تكن السلعة من الضروريات األولية‪. 2‬‬
‫البند الثالث ‪ :‬الضعف اإلرادي‬
‫جيب أيضا لس ‪66‬ريان الرقابة على ال ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية يف عق ‪66‬ود اإلذع ‪66‬ان‪ ،‬أن يك ‪66‬ون‪ 6‬املس ‪66‬تهلك‬
‫املذعن ض‪66‬عيفا أم‪66‬ام الش‪66‬روط اليت يفرض‪66‬ها املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي‪ ،‬أي مبفه‪66‬وم املخالف‪66‬ة إذا كنا بص‪66‬دد‬
‫قب‪66‬ول ص‪66‬ادر بعد مناقشة لش‪66‬روط العق‪66‬د‪ ،‬حبيث ك‪66‬انت ه‪66‬ذه ال ّش ‪6‬روط حص‪66‬يلة مفاوض‪66‬ات الط‪66‬رفني‪،‬‬
‫فإننا الجيب أن نطبق بشأهنا نص املادة ‪106‬من الق‪66 6‬انون املدين الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر باعتب‪66 6‬ار ه ‪66‬ذا التعاقد‬
‫ش ‪66‬ريعة الط ‪66‬رفني‪ ،‬فال جيوز نقضه وال تعديله إال باتفاقهم ‪66‬ا‪ ،‬أو لألس ‪66‬باب اليت يقررها الق ‪66‬انون‪ 6،‬حىت‬
‫ولو ك‪66‬انت ش‪66‬روطا تع ّس‪6‬فية‪ 6،‬طاملا ك‪66‬انت مقبولة مبحض االختي‪66‬ار الكامل للط‪66‬رف املل‪66‬زم ل‪66‬ه‪ ،‬والق‪66‬ول‬
‫خبالف ذلك يعين حتريف العقد ونقض ج‪66 6‬وهره‪ ،‬وه‪66 6‬ذا أمر حمظ‪66 6‬ور قانون‪66 6‬ا‪،‬فيجب أن ينظر القاضي‬
‫إىل الط ‪66‬رف الض ‪66‬عيف وموقفه من ال ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية‪ ،‬ف ‪66‬إذا ك ‪66‬انت إرادته ض ‪66‬عيفة وك ‪66‬ان دورها يف‬
‫مربر تدخل‪66‬ه‪ ،‬حىت ولو ك‪66‬ان منتبها هلا و عاملا مبا شاهبا من تع ّس‪6‬ف‪ ،‬إذ‬ ‫جمرد التسليم‪ ،‬فقد قام ّ‬
‫العقد ّ‬
‫لن يستطيع رغم هذا العلم أن يفعل شيئا سوى قبوهلا‪. 3‬‬
‫التعسفية أو استبعادها‬
‫شروط ّ‬‫الفرع الثاني‪ :‬إمكانية تعديل ال ّ‬
‫يستهدف القانون املدين جزائري محاية الطرف املذعن بنصه على أحكام مثل اليت جاء ت‬
‫خص املش ّ‪6‬رع بيه عق‪6‬ود اإلذع‪6‬ان‬
‫يف املادة ‪ 110‬من القانون‪ 6‬املدين السابق ال‪6‬ذكر وه‪6‬ذا حكم خط‪6‬ري ّ‬
‫وخول مبقتضاه للقاضي سلطة إجراء التعديل يف ش‪66‬روطها التع ّس‪6‬فية‪ 6‬بل إه‪66‬دارها إذا اقتضت مص‪66‬لحة‬
‫ّ‬
‫الطرف املذعن هذا األمر‪ ،‬وذلك يف حني أنه ووفقا للقاعدة العام‪66‬ة يقتصر دور القاضي بالنس‪66‬بة إىل‬
‫جمرد تفسريها بغية إعمال حكم القانون‪ 6‬فيها‪.4‬‬
‫العقود على ّ‬

‫‪ _31‬نفس مرجع ‪ ،‬ص‪434 .‬‬


‫‪ -2‬أمين سعد سامل ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪200‬‬
‫‪- 3‬عبد احلكم فودة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪436‬‬
‫‪ -4‬عبد الفتاح عبد الباقي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪100‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫ولكن س ‪66 6‬لطة القاضي إزاء ال ّش‪6 6 6‬روط التع ّس‪6 6 6‬فية يف عق ‪66 6‬ود اإلذع ‪66 6‬ان يف ظل القواعد التقليدي‪66 6‬ة‬
‫تش ‪66‬مل إما التع ‪66‬ديل أو اإللغ ‪66‬اء‪ ،‬مبعىن تعطيل ال ّش ‪6‬رط أو إعف ‪66‬اء الط ‪66‬رف املذعن منه والن ‪66‬وع‪ 6‬األول من‬
‫الشرط ‪ ،‬إذ أن هذه الصفة ليست بيت القصيد يف ه‪6‬ذه‬ ‫الرقابة ال يقف حائال دونه وضوح عبارات ّ‬ ‫ّ‬
‫الشرط ودقته ال مينعان من تعديل‪66‬ه‪ ،‬فلم‬ ‫تعسف‪ ،‬إذ أن وضوح ّ‬ ‫الشروط بل األمر يتعلق مبا شاهبا من ّ‬ ‫ّ‬
‫يكن يف وسع الط ‪66 6‬رف املذعن أن يفعل ش ‪66 6‬يئا رغم ه ‪66 6‬ذا الوض ‪66 6‬وح وه ‪66 6‬ذه الدق ‪66 6‬ة‪ ،‬إذ الغم‪66 6‬وض ليس‬
‫بشرط حىت يتدخل القاضي‪.1‬‬
‫‪6‬ربر تط‪66 6 6‬بيق حكم ه ‪66 6‬ذه املادة يف‬
‫ويعتقد البعض‪ 6‬من الفقه‪66 6 6‬اء‪ ،‬أن حالة الوض‪66 6 6‬وح هي اليت ت‪ّ 6 6 6‬‬
‫الواقع إذأن ال ّش‪6‬رط الغ‪66‬امض يف ّس‪6‬ره القاضي عند الشك لص‪66‬احل الط‪66‬رف املذعن‪ ،‬وه‪66‬ذا ما عنته املادة‬
‫‪ 112/2‬من الق‪66‬انون‪ 6‬املدين الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر أم‪66‬ا الش‪66‬رط الواض‪66‬ح املعىن ف‪66‬إن ه‪66‬ذه املادة األخ‪66‬رية تقف‬
‫ع ‪66‬اجزة دونه ومن مث جيب أخذ الط‪66 6‬رفني حبكم‪66 6‬ه‪ ،‬وبالت‪66 6‬ايل فق‪66 6‬د جتنّب املش‪6ّ 6 6‬رع ذلك بف ‪66‬رض الرقابة‬
‫القضائية على هذه ال ّش‪6‬روط‪ ،‬حىت ولو ك‪66‬انت واض‪66‬حة‪ ،‬طاملا ق‪ّ 6‬در القاضي أهنا ش‪66‬روط تع ّس‪6‬فية‪ ،‬ف‪66‬إذا‬
‫انتفت عنها هذه الصفة كانت مراجعتها من قبيل التحريف‪.2‬‬
‫وتعترب رقابة اإللغ‪6‬اء أش‪ّ 6‬د من رقابة التع‪6‬ديل‪ ،‬وس‪6‬الح ب‪6‬الغ اخلط‪6‬ورة يف ي‪6‬د القض‪6‬اء‪ ،‬إذ مبوجبه‬
‫تعسفي أن يعطله‪ ،‬فيعفي‪ 6‬الطرف املذعن منه‪.3‬‬ ‫الشرط بأنه ّ‬ ‫يستطيع القاضي إذا ما وصف ّ‬
‫وبذلك خالف املش‪6‬رع القاع‪6‬دة الش‪6‬هرية‪ 6‬يف ق‪6‬انون العق‪6‬ود واليت نصت عليها املادة ‪ 106‬من‬
‫القانون‪ 6‬املدين السابق الذكر ‪ ،‬واليت نصت على أن العقد شريعة املتعاقدين‪.4‬‬
‫ويرى جانب من الفقه‪ ،‬بأن إعطاء سلطة إعادة النظر يف شروط العقد على أساس نظام‬
‫خاص بعقود اإلذعان طريقة هلا أخطارها املخفية وتنطوي على عدم حكمة‪ ،‬ألن ذلك يه‪66‬دم ت‪66‬وازن‬
‫العقد وحيدث االضطراب يف العالقات االقتصادية بسلطة حتكمية‪.5‬‬
‫وينتق‪66 6 6 6 6‬ده‪ 6‬ج‪66 6 6 6 6‬انب آخر من الفقه ه‪66 6 6 6 6‬ذا ال‪66 6 6 6 6‬رأي ب‪66 6 6 6 6‬أن‪ 6‬ت‪66 6 6 6 6‬وازن العقد قد أختل قبل ت‪66 6 6 6‬دخل‬
‫القاض ‪66‬ي‪،‬ال ‪66‬ذي يظهر دوره يف إع ‪66‬ادة ه ‪66‬ذا الت ‪66‬وازن إىل وض ‪66‬عه الط ‪66‬بيعي برفع التع ّس‪6 6‬ف عنه وأما عن‬
‫‪_1‬عبد احلكم فودة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪437‬‬
‫‪ _2‬عبد احلكم فودة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪437‬‬
‫‪ 3‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪438‬‬
‫‪ -4‬سي الطيب حممد األمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪41‬‬
‫‪_5‬عبد احلكم فودة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪438‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫س ‪66‬المة العالق ‪66‬ات االقتص ‪66‬ادية فال جيب أن ننسى أن ه ‪66‬ذه العالق ‪66‬ات تق ‪66‬وم أيضا على مب ‪66‬ادئ أخالقية‬
‫من حسن النية والعدالة‪ ،‬وأنه جيب رد املتعاقدين عنه‪66‬ا‪ ،‬أما عن التحكم ف‪66‬إن يف رقاب‪66‬ة حمكمة النقض‬
‫عن طريق كفاية األس ‪66‬باب من شأهنا أن تضع ح ‪66‬دا ألي تط ‪66‬رف حيدث‪،‬لكن لقي ‪66‬ام القاضي مبمارسة‬
‫س‪66‬لطة تع‪66‬ديل أو إلغ‪66‬اء ش‪66‬رط تع ّس ‪6‬في‪ 6‬وارد يف عقد إذع‪66‬ان والب‪66‬د من معي‪66‬ار يس‪66‬تند عليه ه‪66‬ذا األخري‬
‫ليع ‪66‬رف ما إن ك ‪66‬ان ال ّش‪6 6‬رط تع ّس‪6 6‬فياً أم ال ‪،‬والبد أيضا أن تك ‪66‬ون الطبيعة‪ 6‬القانونية‪ 6‬هلذه الس ‪66‬لطة من‬
‫النظام العام ‪.1‬‬
‫ه ‪66‬ذا م ‪66‬ا س ‪66‬وف يتم تفص ‪66‬يله ض ‪66‬من البن ‪66‬د األول املعي ‪66‬ار التقلي ‪66‬دي لتق ‪66‬دير الط ‪66‬ابع التع ّس‪6 6‬في‬
‫التعسفي‪.‬‬
‫الشرط ّ‬ ‫للشرط‪،‬أما يف البند الثاين الطبيعة القانونية لسلطة القاضي يف تعديل أو استبعاد ّ‬

‫التعسفي للشرط‬
‫البند األول‪ :‬المعيار التقليدي لتقدير الطابع ّ‬
‫نص املش ‪6ّ 6‬رع يف املادة ‪ 110‬من الق ‪66‬انون‪ 6‬املدين الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر على معي ‪66‬ار العدالة ‪ 2‬؛ ال ‪66‬ذي‬ ‫ّ‬
‫يتم على أساسه تع‪66 6‬ديل ال ّش ‪6 6‬روط التع ّس ‪6 6‬فية‪ 6‬أو إعف‪66 6‬اء الط‪66 6‬رف املذعن منه‪66 6‬ا‪ ،‬وما يالحظ على ه‪66 6‬ذا‬
‫املعي ‪66 6 6‬ار أنه مش ‪66 6 6‬وب ب ‪66 6 6‬الغموض‪ ،‬وغري حم ّدد وواضح املع ‪66 6 6‬امل‪ ،‬وذل ‪66 6 6‬ك الختالف اإلحس ‪66 6‬اس بيه من‬
‫ش ‪66‬خص آلخر وبالت ‪66‬ايل من قاضي ألخ ‪66‬ر‪ ،‬وقد يتغري ب ‪66‬اختالف األزمن ‪66‬ة واألمكن ‪66‬ة‪ ،‬وهو ما س ‪66‬يؤدي‬
‫حتما إىل تض ‪66‬ارب أحك ‪66‬ام القض ‪66‬اة‪ 6‬خبص ‪66‬وص نفس ال ّش‪6 6‬رط فقد ينظ ‪66‬ر قاض ‪66‬ي عكس ذلك متاما وال‬
‫يعتمد على تط ‪66 6 6‬بيق نص املادة ‪110‬من الق ‪66 6 6‬انون املدين الس ‪66 6 6‬ابق ال ‪66 6 6‬ذكر على نفس ال ّش‪6 6 6‬رط‪ ،‬بل أ ّن‬
‫اختالف األحكام بصدد نفس الشرط قد حيدث بني قاضيني ميارسان مهاما يف نفس احملكم‪66‬ة‪ ،‬وه‪66‬ذا‬
‫ما من شأنه أن يهدم استقرار املعامالت‪.3‬‬

‫‪ _ 1‬عبد املنعم فرج الص ّدة‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪407،408‬‬


‫‪ _2‬عبد احلكم فودة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪438‬‬
‫‪ _3‬سي الطيب حممد‪ 6‬األمني ‪ ،‬مرجع السابق ‪،‬ص‪42‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫إال أن ج ‪66‬انب من الفقه ي ‪66‬رى أنه رغم غم ‪66‬وض ه ‪66‬ذا املب ‪66‬دأ إال أ ّن ه ‪66‬ذا ال مينع من الق ‪66‬ول بأنه‬
‫مب‪66‬دأ أخالقي يه‪66‬دف إىل حتقيق املس‪66‬اواة بني األف‪66‬راد على حنو يقيم الت‪66‬وازن فيما بينهم‪ ،‬ويبع‪66‬دهم عن‬
‫‪1‬‬
‫للشرط أو إعفاء املذعن منه‪.‬‬ ‫حيرك القاضي يف تعديله ّ‬ ‫التعسف‪ ،‬وهذا اإلحساس الطبيعي هو الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫ويض‪66‬يف ه‪66‬ذا اجلانب من الفق‪66‬ه الق‪66‬ول ب‪66‬أن" العدالة هي قاع‪66‬دة من قواع‪66‬د الق‪66‬انون الط‪66‬بيعي و‬
‫إن مل تكن جوهر ذاته‪ ،‬وأساس القيم األخالقية الصحيحة‪ ،‬إذ أن العدالة تهد ف إىل حتقيق املساواة‪6‬‬
‫بني األف ‪66 6 6‬راد‪ ،‬على حنو يقيم الت ‪66 6 6‬وازن بينهم‪ ،‬فال حيصل اإلنس ‪66 6 6‬ان‪ 6‬إال على م ‪66 6 6‬ا يس ‪66 6 6‬تحقه‪ ،‬إذ ال جمال‬
‫لإلضرار ب‪66‬الغري‪ ،‬وال إث‪66‬راء على حس‪66‬ابه‪ ،‬كما أهنا جيب أن تس‪66‬يطر على العق‪66‬د يف كل مراحل‪66‬ه‪ ،‬س‪66‬واء‬
‫يف احملادثات السابقة على استغالله‪ ،‬أو عند إبرامه أو تنفيذه‪ ،‬فتخفف بذلك من مجود القانون‪ 6‬أو ما‬
‫يش‪66 6‬وبه من ثغ‪66 6‬رات"‪،‬فالقاضي إذن ميلك كامل احلق لتقرير ما إذا ك‪66 6‬ان ال ّش‪6 6‬رط تع ّس ‪6 6‬فياً وال معقب‬
‫حملكمة النقض على تق‪66 6‬ديره‪ ،‬ألن ذلك من مس‪66 6‬ائل الواق‪66 6‬ع‪ ،‬ف‪66 6‬إذا عىن له ش‪66 6‬رطا أنه تع ّس ‪6 6‬فياً يف عقد‬
‫إذع ‪66‬ان‪ ،‬ك ‪66‬ان له أن يعدله إذا ك ‪66‬ان من ش ‪66‬أن ذلك أن يزيل أثر التع ّس‪6 6‬ف‪ ،‬وإال فيك ‪66‬ون له أن يلغي ‪66‬ه‪،‬‬
‫وهو يف ذلك غري مقيد حب ّد معني سوى ما تقتضيه العدالة‪.2‬‬
‫التعسفي‬
‫شرط ّ‬ ‫البند الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لسلطة القاضي في تعديل أو استبعاد ال ّ‬
‫يق‪66‬ول البعض من الفقه‪66‬اء أنه لكي يض‪66‬من املش‪66‬رع فعالية احلماية للط‪6‬رف املذعن ج‪6‬اء باملادة‬
‫‪ 110‬من القانون‪ 6‬املدين السابق الذكر عبارة " يقع باطال كل اتفاق على خالف ذلك" فال جيوز‬
‫إذن االتفاق على سلب القاضي سلطة تعديل أو إلغاء بعض ال ّش‪6‬روط ال‪66‬يت يراها تع ّس‪6‬فية‪ ، 6‬ذلك أنه‬
‫‪6‬أخر الط‪66 6‬رف الق‪66 6‬وي عن أن جيعل‪66 6‬ه من ش‪66 6‬روط العقد‬
‫لو ك‪66 6‬ان من اجلائز مثل ه‪66 6‬ذا االتف‪66 6‬اق‪ ، 6‬ملا ت‪ّ 6 6‬‬
‫والنعدمت‪ 6‬يف الواقع احلماية القانونية‪ 6‬اليت وضعها للطرف املذعن ‪،‬فل‪66‬وال إض‪66‬افة ه‪66‬ذه العب‪66‬ارة لك‪66‬انت‬
‫احلماية ص‪66‬ورية‪ ،‬إذ من الس‪66‬هل على الش‪66‬ركات احملتك‪66‬رة‪ 6‬أن تض‪66‬من العقد ش‪66‬رطا حيجب القاضي عن‬
‫التعسفية‪ 6‬فيه‪ ،‬مث تفرضه على الطرف املذعن الذي ال يستطيع إال التسليم به‪.3‬‬ ‫الشروط ّ‬ ‫مراقبة ّ‬

‫‪ _1‬نفس املرجع ‪،‬ص‪43‬‬


‫‪_ 2‬عبد الرزاق السنهوري‪،‬مصادر الاللتزام‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪250‬‬
‫‪_ 3‬عبد املنعم البداوي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬دراسة مقارنة يف قانون املوجبات والعقود اللبناين والقانون املدين املصري‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪ ،‬بدون رقم الطبعة‪ ، 1968 ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫من النص املذكور آنف‪66 6 6 6 6 6‬ا‪،‬يتضح‪ 6‬أن رخصة التع‪66 6 6 6 6 6‬ديل أو اإلعف‪66 6 6 6 6 6‬اء جوازية للقاضي وليست‬
‫وجوبي ‪66‬ة‪ ،‬إذ رغم وج ‪66‬ود ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية ف ‪66‬إن للقاضي االمتن ‪66‬اع عن اس ‪66‬تخدام ه ‪66‬ذه الرخص ‪66‬ة‪ ،‬إذ‬
‫ترجع املسألة‪ 6‬لتقديره ومدى اقتناعه‪ 6‬باستخدام هذه الرخصة من عدمه ‪.1‬‬
‫ويف األخري ميكن الق‪66‬ول أ ّن تع‪66‬ديل ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪ 6‬اليت يتض‪66‬منها عقد اإلذع‪66‬ان أو اإلعف‪66‬اء‬
‫منه‪66 6‬ا‪ ،‬ال جيوز أن يتص‪66 6‬دى هلا القاضي من تلق‪66 6‬اء نفس‪66 6‬ه‪ ،‬وإمنا ال يت‪66 6‬أتى‪ 6‬له ذلك إال بن‪66 6‬اء على طلب‬
‫الطرف املذعن أو املستهلك عمال مببدأ حياد القاضي املدين‪.2‬‬
‫الشروط‬‫بعض الفقه ‪ ،‬ضرورة االعرتاف‪ 6‬للقاضي بسلطة إثارة التعديل أو اإلعفاء من ّ‬
‫التعسفية من تلقاء نفسه‪ ،‬مبناسبة نظره يف دعوى التنفيذ أو فسخ العقد األصلي‪ ،‬ألن من ش‪66‬أن ذلك‬ ‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫التعسفية‪. 6‬‬
‫الشروط ّ‬ ‫أن يسهم يف بناء نظام قضائي متكامل للحماية من ّ‬

‫المطلب الثاني‪:‬حماية المستهلك من الشروط التعسفية في ظل القواعد القانونية الحديثة‬


‫على عكس احلماية العامة اليت مت التطرق هلا يف املطلبني( األول والث‪66‬اين)‪ ،‬اليت وردت يف ظ‪66‬ل‬
‫القواع ‪66‬د التقليدي ‪66‬ة ويف عق ‪66‬ود اإلذع ‪66‬ان ملواجهة أك ‪66‬ثر من ن ‪66‬وع من ال ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية اليت ميكن أن‬
‫ت‪66 6‬درج يف عق ‪66 6‬د االس ‪66 6‬تهالك‪ 6،‬ف ‪66 6‬إن احلماية اخلاصة ج ‪66 6‬اءت لتواجه ش ‪66 6‬روطا تع ّس‪6 6 6‬فية‪ 6‬معين‪66 6‬ة‪ ،‬وذلك‬
‫مبوجب قواعد متفرقة يف ثناي ‪66‬ا القواعد العام ‪66‬ة ل ‪66‬ذالك تتم معاجلة ط ‪66‬ائفتني من ال ّش ‪6‬روط ال ‪66‬يت ت ‪66‬رد يف‬
‫عق ‪66‬ود االس ‪66‬تهالك‪ 6‬وال ‪66‬يت تش ‪66‬كل إض ‪66‬رار باملس ‪66‬تهلك يف الغ ‪66‬الب األعم املس ‪66‬تهلك‪ ،‬مع اإلش ‪66‬ارة إىل أن‬
‫احلماية من ه ‪66‬ذه ال ّش‪6 6‬روط متتد إىل أي ط ‪66‬رف ض ‪66‬عيف اقتص ‪66‬اديا ولو ك ‪66‬ان مهني ‪66‬ا‪ ،‬وليس املس ‪66‬تهلك‬
‫فق‪66‬ط‪ ،‬إال أ ّن ه‪66‬ذا األخ‪66‬ري ميثل أك‪66‬ثر ض‪66‬حايا ه‪66‬ذه ال ّش‪6‬روط من الناحية العملي‪66‬ة‪،‬على أن اس‪66‬تفادة مجيع‬

‫‪ _1‬سي الطيب حممد‪ 6‬األمني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪43‬‬


‫‪ _2‬عبد احلكم فودة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪439‬‬
‫‪ _3‬بودايل حممد‪ ،‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزئري ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫املتعاق‪66 6 6 6‬دين الض‪66 6 6‬عفاء من ه‪66 6 6 6‬ذه احلماية مبا فيهم احملرتفني‪ ،‬م‪66 6 6‬رده إىل ورود ه‪66 6 6 6‬ذه القواعد‪ 6‬احلنائية يف‬
‫القواعد العامة‪. 1‬‬
‫ويتم فيم ‪66‬ا يلي التط ‪66‬رق يف الف ‪66‬رع األول إىل دور ت ‪66‬دخل س ‪66‬لطة القاض ‪66‬ي للح ‪66‬د من الش ‪66‬رط‬
‫اجلزائي والش‪66‬رط اإلرادي ‪،‬أم‪66‬ا الف‪66‬رع الث‪66‬اين محاي‪66‬ة للمس‪66‬تهلك من ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية بإط‪66‬ل ش‪66‬روط‬
‫اخلاصة وهي ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪ 6‬ب‪66‬ذاهتا‪ ،‬ممثلة يف ع‪66‬دة أن‪66‬واع وردت يف قواع‪66‬د قانوني ‪6‬ة‪ 6‬متفرق‪66‬ة مدني‪66‬ة‬
‫وجتارية وغريمها ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حماية المستهلك بتدخل سلطة القاضي للحد من المغاالة في الشرط الجزائي‬
‫و اإلرادي‬
‫ال ّش‪6 6‬روط اجلزائي ‪66‬ة أو ال ّش‪6 6‬روط اإلرادية هي ش ‪66‬روط عادية ال تظهر فيها ص ‪66‬فة التع ّس‪6 6‬ف عند‬
‫إدراجها يف العق ‪66‬د‪ ،‬ولكن تظهر فيها ه ‪66‬ذه الص ‪66‬فة عند التط ‪66‬بيق ‪ ،‬ل ‪66‬ذا نتن ‪66‬اول يف ه ‪66‬ذا العنصر احلماية‬
‫املق ‪6ّ 6‬ررة للمس ‪66‬تهلكني من ال ّش‪6 6‬روط اجلزائية املب ‪66‬الغ فيها أو املفرط ‪66‬ة ض ‪66‬من البن ‪66‬د األول مث احلماية من‬
‫الشروط اإلرادية البند الثاين‪.‬‬‫ّ‬
‫شروط الجزائية المبالغ فيها‬
‫البند األول ‪ :‬حماية المستهلك من ال ّ‬
‫غالبا ما يس‪66 6 6‬تخدم املت‪66 6 6‬دخل االقتص‪66 6 6‬ادي ال ّش‪6 6 6 6‬رط اجلزائي‪ ،‬نظ‪66 6 6‬را ملا يتمتع‪66 6 6‬ون‪ 6‬به من نف ‪66 6‬وذ‬
‫اقتص ‪66‬ادي وذلك بغية احلص ‪66‬ول على مزايا فاحشة بف ‪66‬رض تع ‪66‬ويض‪ 6‬اتف ‪66‬اقي ف ‪66‬احش على املس ‪66‬تهلكني‬
‫ب‪66‬النظر لع‪66‬دم املس‪66‬اواة‪ 6‬االقتص‪66‬ادية بني ه‪66‬ذين الف‪66‬ريقني‪،‬وعليه أق‪6ّ 6‬رت التش‪66‬ريعات للقاضي س‪66‬لطة النظر‬
‫فيما إذا كان التقدير اتفاقي‪ 6‬لتعويض فاحشا أم ال‪. 2‬‬
‫وبتعبري آخر ت‪ّ 6‬دخل املش‪6ّ 6‬رع من أجل إلغ‪66‬اء مب‪66‬دأ ع‪66‬دم املس‪66‬اس بال ّش‪6‬رط اجلزائي عن‪66‬دما ي‪66‬ؤدي‬
‫إىل نت‪66‬ائج ظاملة بش‪66‬كل واضح لواقع ع‪66‬دم املس‪66‬اواة االقتص‪66‬ادية بني املت‪66‬دخلون االقتص‪66‬اديون من جهة‬
‫حمل‬
‫واملس‪66‬تهلكني أو غ‪66‬ري املت‪66‬دخلين االقتص‪66‬اديين من جهة أخ‪66‬رى‪ ،‬وه‪66‬ذا كله بس‪66‬بب تع ّس‪6‬ف ليست ّ‬
‫حمرر العقد ب‪66 6 6‬إرادة ش‪66 6 6‬به منف‪66 6 6‬ردة‪ ،‬ألن إرادة‬
‫ش‪66 6 6‬ك‪ ،‬يف حالة إدراج ش‪66 6 6‬روط جزائية مطابقة إلرادة ّ‬
‫املس ‪66‬تهلك يف الواقع غالبا ما تك ‪66‬ون ومهي ‪66‬ة‪ ،‬حيث يق ‪66‬ول البعض‪ 6‬أن ه ‪66‬ذه ال ّش‪6 6‬روط اجلزائي ‪66‬ة مؤك ‪66‬دة‬

‫‪- 1‬سي الطيب حممد‪ 6‬أمني ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪63‬‬


‫‪ _12‬أمحد حممد الرفاعي‪ ،‬مرجع السابق‪،‬ص ‪275‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫للتحديد ال‪66 6 6 6‬رهيب والتحكمى‪ ،‬وذلك بص‪66 6 6 6‬فة أساس‪66 6 6 6‬ية يف عق‪66 6 6 6‬ود ال‪66 6 6 6‬بيع وال جياري عق‪66 6 6‬ود ال‪66 6 6‬بيع‬
‫باالئتمان‪.1‬‬
‫و يتم فيم ‪66‬ا يلي توض ‪66‬يح مفه ‪66‬وم ال ّش‪6 6‬رط اجلزائي ومتي ‪66‬يزه عن ش ‪66‬رط حتديد املس ‪66‬ؤولية‪ 6‬مث دور‬
‫الشرط اجلزائي ‪.‬‬
‫سلطة القاضي يف مراجعة ّ‬
‫شرط الجزائي‬
‫الفقرة األولى ‪:‬مفهوم ال ّ‬
‫س ‪66‬وف يتم التط ‪66‬رق إىل تعري ‪66‬ف ال ّش‪6 6‬رط اجلزائي يف االص ‪66‬طالح التش ‪66‬ريعي والفقهي مث متي ‪66‬يز‬
‫الشرط اجلزائي‬‫نفصل سلطة القاضي يف مراجعة ّ‬ ‫الشرط اجلزائي عن شرط حتديد املسؤولية وأخريا ّ‬ ‫ّ‬
‫شرط الجزائي‬
‫أوال‪:‬تعريف ال ّ‬
‫يف االص‪66‬طالح التش‪66‬ريعي ميكن الق‪66‬ول أن املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري مل يع‪6ّ 6‬رف ال ّش‪6‬رط اجلزائي‪ ،‬تاركا‬
‫ذلك للفقه والقض‪66 6‬اء‪،‬ولكنه أكتفا بتأكيد‪ 6‬ش‪66 6‬رعيته يف املواد من ‪183‬إىل ‪ 185‬من الق‪66 6‬انون املدين‬
‫السابق الذكر‪.‬‬
‫وأم‪66 6‬ا يف االص‪66 6‬طالح الفقهي‪ 6‬ي‪66 6‬ري أغلب الفقه‪66 6‬اء أن‪66 6‬ه يلجأ املتعاق‪66 6‬دون‪ 6‬إىل تق‪66 6‬دير التع ‪66‬ويض‪6‬‬
‫املس ‪66‬تحق على أح ‪66‬دهم يف حالة ع ‪66‬دم التنفيذ الكلي للعقد أو ع ‪66‬دم التنفيذ اجلزئي ل ‪66‬ه‪ ،‬وذل ‪66‬ك هبدف‬
‫جتنب ص‪66‬عوبات التق‪66‬دير القض‪66‬ائي‪ 6‬للتع‪66‬ويض و احلد من س‪66‬لطة التق‪66‬دير املمنوحة للقاض‪66‬ي و يتم ذلك‬
‫باالتف‪66 6‬اق مق ‪ّ 6 6‬دما بينهم على حتديد مبلغ م‪66 6‬ايل يدفعه املدين يف حالة ع‪66 6‬دم الوف‪66 6‬اء بالتزام‪66 6‬ه‪ ،‬وهو ما‬
‫‪2‬‬
‫بالشرط اجلزائي‪.‬‬ ‫يعرف ّ‬
‫وبغ ‪66 6‬رض الت ‪66 6‬دقيق نتع ‪66 6‬رض إيل بعض التع ‪66 6‬ارف الفقهي ‪66 6‬ة‪ 6،‬للش ‪66 6‬رط اجلزائي فلقد ع‪6ّ 6 6‬رف الفقه‬
‫ال ّش‪6‬رط اجلزائي بتع‪66‬ارف خمتلفة ن‪66‬ذكر منها ما يلي‪ :‬الش‪66‬رط اجلزائي ه‪66‬و "اتف‪66‬اق يق‪66‬در فيه املتعاق‪66‬دان‬
‫‪3‬‬
‫سلفا التعويض الذي يستحقه الدائن إذا مل ينفذ املدين التزامه أو تأخر يف تنفيذه‪. "6‬‬
‫وبصياغة‪ 6‬أخري "تقدير اتفاقي‪ 6‬للتعويض‪ 6،‬وعلى وجه التفصيل مبلغ جزائي يق ّدر به الطرف‪66‬ان‬
‫مقدما التعويض‪ 6‬املستحق عن الضرر الذي يلحق أحدمها نتيجة خطأ يقرتفه اآلخر"‪.4‬‬

‫‪- 1‬سي الطيب حممد‪ 6‬أمني ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.65‬‬


‫‪-2‬أمحد حممد الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪275 .‬‬
‫‪_ 3‬أنور سلطان‪ ،‬أحكام االلتزام‪ ،‬دار النهضة للطباعة‪ ،‬بريوت‪ ،‬بدون رقم الطبعة ‪ 1980 ،‬ص‪71 .‬‬
‫‪_ 4‬حممود مجال الدين زكي‪ ،‬مشكالت املسؤولية املدنية‪ 6،‬اجلزء الثاين‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة‪ ، 1990 ،‬ص‪188 .‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫لكن م ‪66‬ا يؤخذ على ه ‪66‬ذا التعري ‪66‬ف‪ ،‬أن ال ّش ‪6‬رط اجلزائي ليس من الض ‪66‬روري أن يك ‪66‬ون‪ 6‬حمله‬
‫‪1‬‬
‫مايل كما أورده التعريف" وإمنا ميكن أن يكون‪ 6‬حمله أداء أو امتناعا‪ 6‬عن عمل" ‪.‬‬
‫ويس‪66 6 6 6 6‬تخلص من ه‪66 6 6 6 6‬ذه التعريف املختلفة للش‪66 6 6 6 6‬رط اجلزائي أن الفقه جممع على أن ال ّش‪6 6 6 6‬رط‬
‫اجلزائي ما هو إال تع ‪66 6‬ويض‪ ،‬وه ‪66 6‬ذا ما دفع املش ‪66 6‬رع اجلزائ ‪66 6‬ري إىل تنظيم أحك ‪66 6‬ام ال ّش‪6 6 6‬رط اجلزائي يف‬
‫الب‪66‬اب اخلاص بالتنفيذ بطريق التع‪66‬ويض‪ 6،‬كما يس‪66‬تنتج أيضا من ه‪66‬ذه التعريف أن ال ّش ‪6‬رط اجلزائي قد‬
‫يكون‪ 6‬مقررا لعدم التنفيذ أو للتأخري يف التنفيذ ‪.2‬‬
‫ونس‪66‬تنتج أيضا أن ال ّش ‪6‬رط اجلزائي يتض‪66‬من خاص‪66‬يتني األوىل عمل ش‪66‬يء‪،‬أم‪66‬ا الثانية أنه يك‪66‬ون‪6‬‬
‫ض‪66‬مانا لتنفيذ االتف‪66‬اق‪ ، 6‬وأن ج‪66‬وهره كونه هتدي‪66‬دي‪ ،‬وليس من الض‪66‬روري أن يك‪66‬ون حمله ماليا كما‬
‫سبق القول آنفا‪ ،‬فقد يكون حمله أداء أو امتناعا عن عمل ‪.3‬‬
‫إذن فال ّش ‪6‬رط اجلزائي حيمل ص ‪66‬فة تعويض ‪66‬ية‪ ،‬وهو ك ‪66‬ذلك إما وس ‪66‬يلة ردع باعتب ‪66‬ار أ ّن املبلغ‬
‫املايل ميكن أن يك‪66‬ون‪ 6‬أعلى من قيمة الض‪66‬رر احلاص‪66‬ل‪ ،‬وأما ش‪66‬رط إعف‪66‬اء من املس‪66‬ؤولية‪ 6‬حينما يك‪66‬ون‬
‫املبلغ املايل املشرتط أقل من الضرر ‪. 4‬‬
‫شرط الجزائي عن شرط تحديد المسؤولية‬
‫ثانيا‪:‬تمييز ال ّ‬
‫إن املسؤولية‪ 6‬العقدية هتدف إىل معاجلة الوضع املرتتب على عدم تنفيذ املدين الاللتزام‬
‫العقدي والثاين ت‪66‬أخره يف ه‪6‬ذا التنفي‪66‬ذ وقد ق ّ‪6‬رر الق‪66‬انون ج‪6‬زاء ه‪66‬ذه املس‪66‬ؤولية وهو احلكم على املدين‬
‫ب‪66 6‬التعويض‪ 6،‬غري أن ه ‪66 6‬ذا التنظيم الق ‪66 6‬انوين للمس ‪66 6‬ؤولية العقدية ليس مفروضا على األط ‪66 6‬راف‪ ،‬حيث‬
‫أج‪66‬از الق‪66‬انون لألط‪66‬راف االتف‪66‬اق على تع‪66‬ديل أحك‪66‬ام ه‪66‬ذه املس‪66‬ؤولية‪ 6،‬كما أج‪66‬از هلم االتف‪66‬اق‪ 6‬على‬
‫الشرط اجلزائي مع هذه االتفاقات املع ّدلة للمسؤولية‪.5‬‬ ‫قيمة التعويض وقد يشتبه ّ‬
‫خيتلف ال ّش ‪6‬رط اجلزائي عن ال ّش ‪6‬رط احمل ّدد للمس ‪66‬ؤولية من أن التع ‪66‬ويض يف ال ّش ‪6‬رط اجلزائي ال‬
‫ي ‪66‬نزل عن املبلغ املق‪ّ 6 6‬در‪ ،‬حىت ولو ك ‪66‬ان الض ‪66‬رر الفعلي أقل قيمة من ال ّش‪6 6‬رط اجلزائي‪ ،‬إال يف ح ‪66‬االت‬
‫اس‪66 6 6‬تثنائية‪ 6‬أما يف ال ّش ‪6 6 6‬رط احمل ّدد للمس‪66 6 6‬ؤولية‪ ،‬فهن‪66 6 6‬اك حتدي‪66 6 6‬د للحد األعلى‪ ،‬وفيما ع‪66 6 6‬دا ذلك خيفض‬
‫‪_ 1‬أمحد حممد الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪274 .‬‬
‫‪_ 2‬جناري عبد اهلل‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪10 .‬‬
‫‪_3‬أمحد حممد‪ 6‬الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪274 .‬‬
‫‪_4‬سي الطيب حممد‪ 6‬أمني ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪_5‬جناري عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪64‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫التع ‪66‬ويض‪ 6‬إذا ك‪66‬ان الض‪66‬رر الفعلي أقل من احلد األعلى احمل ّدد‪،‬لكن ال ّش ‪6‬رط احمل ّدد للمس ‪66‬ؤولية يش ‪66‬رتط‬
‫دائما لصاحل املدين فقط‪ ،‬وهو املتدخل االقصادي يف عقود االس‪66‬تهالك‪ 6،‬أما ال ّش‪6‬رط اجلزائي‪ ،‬فيمكن‬
‫تبعا لقيمة اجلزاء أن يفيد منه أحد الف‪66‬ريقني املتعاق‪66‬دين‪،‬وجند حتت غط‪66‬اء ال ّش‪6‬رط اجلزائي ميكن إخف‪66‬اء‬
‫ش ‪66 6‬رط حم ّدد للمس‪66 6 6‬ؤولية‪ ،‬أو حماولة جتنب أوض‪66 6 6‬اع ش‪66 6 6‬رعية متنعها ش‪66 6 6‬روط اإلعف‪66 6 6‬اء الت ‪66 6‬ام يف بعض‬
‫احلاالت وعليه يكفي‪ 6‬أن حي ّدد ال ّش‪6 6 6 6 6 6 6 6‬رط اجلزائي مببلغ طفيف حبيث ي‪66 6 6 6 6 6 6‬ؤدي إىل إلغ‪66 6 6 6 6 6 6‬اء ض‪66 6 6 6 6‬مين‬
‫للمسؤولية‪ ،‬فشرط كهذا يعترب باطال‪.1‬‬
‫شرط الجزائي‬
‫الفقرة الثانية‪:‬سلطة القاضي في مراجعة ال ّ‬
‫املشرع اجلزائ‪66‬ري هو اآلخر للقاضي س‪66‬لطة ختفيض ال ّش‪6‬رط اجلزائي‪ ،‬على أن يك‪66‬ون‬ ‫لقد منح ّ‬
‫له ذلك يف ح‪66 6‬التني مها إذا ن ّفذ املدين االل‪66 6‬تزام األص‪66 6‬لي يف ج‪66 6‬زء من‪66 6‬ه‪ ،‬أو إذا أثبت‪ 6‬املدين أن تق‪66 6‬دير‬
‫التع ‪66 6‬ويض‪ 6‬يف ال ّش‪6 6 6‬رط اجلزائي ك‪66 6‬ان مبالغا فيه إىل درجة كب ‪66 6‬رية مث‪66 6‬ل م ‪66 6‬ا ج‪66 6‬اء يف املادة ‪184/2‬من‬
‫الق‪66‬انون‪ 6‬املدين الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر ‪ ،‬كم‪66‬ا أج‪66‬از له مبقتضى املادة ‪ 185‬من الق‪66‬انون املدين الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر‬
‫أن تزيد قيمة ال ّش ‪6 6‬رط اجلزائي إذا ج‪66 6‬اوز الض‪66 6‬رر قيمة التع‪66 6‬ويض‪ 6‬املق ‪ّ 6 6‬در‪ ،‬وأثبت ال‪66 6‬دائن أن املدين قد‬
‫ارتكب‪ 6‬غشا أو خطأ جسيما ‪. 2‬‬
‫غري أن بعض الفقه ي ‪66 6‬رى ب‪66 6 6‬أن املش‪66 6 6‬رع املدين اجلزائ‪66 6 6‬ري بتوقفه عند حد االع‪66 6 6‬رتاف للقاضي‬
‫الشرط اجلزائي يف حالة املغاالت فيه ومل يزد إىل ذلك ضرورة ممارسة القاضي هلذه املراجعة‬ ‫مبراجعة ّ‬
‫من تلق ‪66‬اء نفس‪66‬ه‪ ،‬قد جعل ه‪66‬ذه احلماية ناقص ‪66‬ة‪ ،‬وي ‪66‬رى أيضا أن إعم‪66‬ال نص املادة ‪184‬من الق ‪66‬انون‬
‫املدين الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر يتطلب رفع دع ‪66‬وى مع ما س ‪66‬يتكبده املس ‪66‬تهلك من مص ‪66‬اريف من أجل ذل ‪66‬ك‪،‬‬
‫وهو ما يدفعه إىل تناسي املطالب‪66 6‬ة مبراجعة ال ّش ‪6 6‬رط اجلزائي أم‪66 6‬ام القض‪66 6‬اء‪،‬واجلدير بال‪66 6‬ذكر أن نط‪66 6‬اق‬
‫س‪66 6 6‬لطة القاضي جتاه ال ّش‪6 6 6‬رط اجلزائي تش‪66 6 6‬مل مجيع العق ‪66 6‬ود من حيث املب‪66 6 6‬دأ‪ ،‬وخاصة عق ‪66 6‬ود ال ‪66 6‬بيع‬
‫‪3‬‬
‫باالئتمان وعقود البيع الإلجاري‪.‬‬
‫أوال‪:‬حالة التنفيذ الجزئي للعقد‬

‫‪_ 1‬سي الطيب حممد أمني ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.67‬‬


‫‪ _ 2‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪-43‬أمحد حممد الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪278 .‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫قد ينفذ املس‪66‬تهلك ج‪66‬زء من التزامه األص‪66‬لي جتاه املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي‪ ،‬ورغم ذلك جيرب على‬
‫الشرط‬ ‫الشرط اجلزائي كاملة‪ ،‬وهذا ما يتنايف والعدالة‪ ،‬ألن العدالة تكمن يف ختفيض قيمة ّ‬ ‫دفع قيمة ّ‬
‫بق‪66‬در ما ين ّفذ من ال‪66‬تزام املس‪66‬تهلك وه‪66‬ذا ما دفع املش‪66‬رعني إىل حماولة توفري بعض احلماية هلذا املتعاقد‬
‫الض ‪66‬عيف‪،‬ففي حالة ع ‪66‬دم التنفيذ اجلزئي لالل ‪66‬تزام‪ ،‬ف ‪66‬إن القاضي ميلك طبقا للق ‪66‬انون أن يق ‪66‬وم ب ‪66‬إجراء‬
‫ختفيض للمبلغ يف ح‪66 6‬دود ما مت تنفي ‪66 6‬ذه‪ 6‬وميكن الق ‪66 6‬ول أن احلماية املق ‪6ّ 6 6‬ررة للمس ‪66 6‬تهلك يف حالة ع‪66 6‬دم‬
‫التنفيذ اجلزئي لاللتزام‪ ،‬تبدو ذات أمهية كبرية ألهنا تعد مبثابة ردع ض‪ّ 6‬د تع ّس‪6‬ف املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي‬
‫ال ‪66‬ذي قد جيرب املدين على التنفيذ الكامل للش ‪66‬رط‪ ،‬كما أن املس ‪66‬تهلك يعترب ج ‪66‬ديرا باحلماية يف حالة‬
‫التنفيذ اجلزئي‪ ،‬إذ أن هذا التنفيذ اجلزئي يعد مبثابة دليل على حسن نيته يف تنفيذ العقد‪.1‬‬
‫ثانيا‪:‬حدود سلطة القاضي بالنسبة للشرط الجزائي‬
‫إن إعطاء القاضي سلطة مراجعة ال ّش‪6‬رط اجلزائي على النحو الس‪66‬ابق بيان‪66‬ه‪ ،‬ميثل س‪66‬بيال ناجع‪66‬ا‬
‫حملاولة إع ‪66‬ادة الت ‪66‬وازن‪ 6‬للعملية العقدي ‪66‬ة‪ ،‬خاصة إذا ك ‪66‬ان أحد أط ‪66‬راف ه ‪66‬ذه العملية مس ‪66‬تهلكا ض ‪66‬عيفا‬
‫مض ‪66‬طرا للحص ‪66‬ول على الس ‪66‬لعة أو اخلدم ‪66‬ة‪ ،‬وج ‪66‬اهال مبخ ‪66‬اطر ال ّش‪6 6‬رط اجلزائي وه ‪66‬ذا ب ‪66‬الرغم من أن‬
‫هن ‪66‬اك وإىل حد م ‪66‬ا‪ ،‬مساسا مبب ‪66‬دأ احلرية العقدي ‪66‬ة‪ ،‬لكن ما يض ‪66‬عف ه ‪66‬ذه الفك ‪66‬رة أي املس ‪66‬اس باحلري ‪66‬ة‬
‫العقدية‪ ،‬هي فكرة أخرى وهي تتلخص يف أنه ما دام أن أطراف العقد ليسوا على قدم املس‪6‬اواة‪ 6،‬مما‬
‫ال ميكن اجلزم معه بوج‪66 6 6 6‬ود حرية عقدية ب‪66 6 6 6‬املعىن ال‪66 6 6 6‬دقيق للكلم‪66 6 6 6‬ة‪،‬ب‪66 6 6 6‬الرغم من أن األصل هو حرية‬
‫القاضي يف املراجعة للشرط اجلزائي‪ ،‬إالّ أ ّن تلك احلرية مقيّدة مع ذلك‪.2‬‬
‫الفقرة الثالثة‪:‬معايير تقدير القيمة الفاحشة للشرط الجزائي‬
‫ميكن حتديد املع‪66 6 6 6‬ايري ال‪66 6 6 6‬يت يهت‪66 6 6 6‬دي هبا القاضي ليق‪66 6 6 6‬رر ك‪66 6 6 6‬ون العقوبة‪ 6‬املس‪6 6 6 6‬لّطة على املتعاقد‬
‫الض ‪66‬عيف‪ 6‬وخصوصا املس ‪66‬تهلك‪ ،‬كوهنا فاحشة ج ‪66‬دا أم أهنا معقولة‪،‬فس ‪66‬تخلص ذلك من املادة ‪184‬‬
‫من الق ‪66‬انون املدين الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر ‪ ،‬أنه ال ميكن للقاضي أن يت ‪66‬دخل بكل حرية لتع ‪66‬ديل اجلزاء املتفق‬
‫عليه بل أن تدخله ه ‪66‬ذا يتوقف على ت ‪66‬وافر ش ‪66‬رط أساسي يتمثل يف أن يك ‪66‬ون ال ّش ‪6‬رط اجلزائي مبالغا‬

‫‪ - 1‬سي الطيب حممد أمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪76‬‬


‫‪ -2‬نفس مرجع ‪ ،‬ص‪77‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫فيه إىل درجة كب‪66‬رية أو تافه‪66‬ا ولكن املش‪66‬رع مل حيدد مفه‪66‬وم املبالغة أو التافهة بعب‪66‬ارة أخ‪66‬رى مل يضع‬
‫ضابطا لتحديد املبالغة والتفاهة‪.16‬‬
‫فعن ‪66 6‬دما تك ‪66 6‬ون العقوبة‪ 6‬فاحشة ف ‪66 6‬إن ذلك يعين أهنا مفروضة باس ‪66 6‬تخدام تع ّس‪6 6 6‬ف من ج‪66 6‬انب‬
‫الط ‪66‬رف الق ‪66‬وي‪ ،‬مبعىن أنه تب ‪66‬دوا أمهية الص ‪66‬فة الفاحشة للعقوبة يف أهنا تكشف عن وج ‪66‬ود التع ّس‪6 6‬ف‬
‫ومن مث يل ‪66 6‬زم ت ‪66 6‬دخل القاضي للحد من التع ّس‪6 6 6‬ف إلع‪66 6‬ادة الت‪66 6‬وازن للعملية العقدية بتخفيض العقوبة‬
‫الفاحشة جدا‪ ،‬إذا كانت ال تتناسب مع الضرر ونتيجة ملا سبق ذك‪6‬ره اجته الفقه والقض‪6‬اء إىل حماولة‬
‫وضع مع‪66 6‬ايري لتق‪66 6‬دير العقوبة‪ 6‬الفاحشة ج‪66 6‬دا‪ ،‬فخلص‪66 6‬وا إىل معي‪66 6‬ارين ب‪66 6‬ارزين مها املعي‪66 6‬ار املوض‪66 6‬وعي‪6‬‬
‫واملعيار‪ 6‬الشخصي‪.2‬‬
‫أوال‪:‬المعيار الموضوعي‬
‫أس ‪66‬اس ه ‪66‬ذا املعي ‪66‬ار هو أخ ‪66‬ذه بفك ‪66‬رة الض ‪66‬رر احلقيقي يف تق ‪66‬دير ك ‪66‬ون قيمة ال ّش‪6 6‬رط اجلزائي‬
‫فاحشة أم ال أي‪ ،‬أن القاضي يلجأ من أجل التق ‪66‬دير إىل مع ‪66‬ايري موض ‪66‬وعية‪ 6‬تس ‪66‬تند إىل املقارنة ما بني‬
‫الض ‪66‬رر احلاصل فعال واجلزاء املنص ‪66‬وص عليه يف العقد يف تق ‪66‬دير الص ‪66‬فة الفاحشة و ال ‪66‬يت ال ميكن أن‬
‫تق‪ّ 6 6 6 6‬در إال من خالل املقارنة بني الض‪66 6 6 6‬رر الفعلي الالحق بال‪66 6 6 6‬دائن ومبلغ التع‪66 6 6 6‬ويض‪ 6‬املنص‪66 6 6‬وص عليه‬
‫فالضرر احلقيقي هو مبثابة املؤشر الذي جيب أخذه يف االعتبار‪.3‬‬
‫وإن الص ‪66 6‬فة الفاحشة ج‪66 6‬دا لقيمة ال ّش‪6 6 6‬رط اجلزائي‪ ،‬هي الزي ‪66 6‬ادة اليت تتن ‪66 6‬ايف وقواعد العدال‪66 6‬ة‪،‬‬
‫خاصة وإن علمنا أن املعين هو املس ‪66‬تهلك بالدرجة األوىل‪ ،‬وال ‪66‬ذي يك ‪66‬ون‪ 6‬غالبا يف موقف الض ‪66‬عيف‬
‫جمرد موقف فقهي‪ ،‬وه‪66‬ذا ما ي‪66‬ؤدي إىل التس‪66‬اؤل عن موقف القض‪66‬اء من‬ ‫املض‪66‬طر‪ ،‬لكن ما س‪66‬بق يعترب ّ‬
‫ه‪66‬ذا املعي‪66‬ار؟‪ ،‬واإلجابة هي أن القض‪66‬اء طبّق املعي‪66‬ار املوض‪66‬وعي‪ 6،‬فقد اعت ‪ّ 6‬د بقيمة الض‪66‬رر ومق‪66‬داره يف‬
‫تق‪66‬دير الص‪66‬فة الفاحشة للج‪66‬زاء‪ ،‬ويعين ذلك أن التع‪66‬ديل القض‪66‬ائي ملبلغ التع‪66‬ويض‪ 6‬قد يك‪66‬ون زائ‪66‬دا عن‬
‫‪4‬‬
‫ذلك املبلغ املنصوص عليه‪.‬‬

‫‪ _1‬سي الطيب حممد أمني ‪،‬املرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 70‬‬


‫‪_ 2‬أمحد حممد الرفاعي‪،‬املرجع سابق ‪ ،‬ص‪278 .‬‬
‫‪_3‬سي الطيب حممد‪ 6‬أمني ‪،‬املرجع سابق ‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ _4‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪. 71‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬

‫ثانيا‪:‬المعيار الشخصي‬
‫من أجل تق‪66‬دير الص‪66‬فة الفاحشة ج‪66‬دا لل ّش‪6‬رط اجلزائي‪ ،‬يلجأ القاض‪66‬ي‪ ،‬وفقا هلذا املعي‪66‬ار‪ ،‬إىل‬
‫الظ ‪66‬روف الشخص ‪66‬ية والص ‪66‬عوبات اليت يتحملها املدين يف التنفيذ لالل ‪66‬تزام الرئيس ‪66‬ي‪ ،‬كما له أن يلج ‪66‬أ‬
‫إىل س‪66 6‬وء نية األط‪66 6‬را ف و يب‪66 6‬دو ذلك من خالل املادة ‪ 184‬من الق‪66 6‬انون‪ 6‬املدين الس‪66 6‬ابق ال ‪66‬ذكر ‪،‬‬
‫واليت أق ‪66‬رت ب ‪66‬دورها للقاضي أن خيفض قيمة الش ‪66‬رط اجلزئي إذا أثبت املدين أن تق ‪66‬دير التع ‪66‬ويض يف‬
‫الشرط اجلزئي كان مبالغا فيه أو أن الدائن مل يصبه أي ضرر‪. 1‬‬
‫شروط اإلرادية‪.‬‬
‫البند الثاني‪ :‬حماية المستهلك من ال ّ‬
‫إن العق‪66‬ود امللزمة للج‪66‬انبني واليت يك‪66‬ون فيها كل ط‪66‬رف دائن وم‪66‬دين يف ال‪66‬وقت ذاته للط‪66‬رف‬
‫اآلخر‪ ،‬حيث يكون املتدخلون االقتصاديون‪ 6‬مدينون‪ 6‬دائما بتقدمي س‪6‬لعة أو أداء خدمة للمس‪6‬تهلكني‪،‬‬
‫العامة تض ‪6ّ 6‬منت‬
‫جند أن ال ّش‪6 6‬روط اإلرادية جتد هلا جماال خص ‪66‬با يف ه ‪66‬ذه العق ‪66‬ود وبالت ‪66‬ايل ف ‪66‬إن القواعد ّ‬
‫حترميا قائما ض‪ّ 6 6 6‬د املت ‪66 6‬دخلون االقتص ‪66 6‬اديون ال ‪66 6‬ذين قد يض ‪66 6‬منون عق ‪66 6‬ود االس ‪66 6‬تهالك‪ 6‬وهي اليت جيعلها‬
‫برمته ‪،‬فمن‬
‫املت‪66 6 6‬دخل االقتص‪66 6 6‬ادي معلّقة على حمض إرادته فه‪66 6 6‬ذه ال ّش ‪6 6 6‬روط ت‪66 6 6‬ؤدي إىل بطالن العقد ّ‬
‫اخلط ‪66‬ورة على املس ‪66‬تهلك أن تتض ‪66‬من العق ‪66‬ود اليت يربمها ش ‪66‬روطا قد ميثل التع ّس ‪6‬ف فيه ‪66‬ا بأسا ش ‪66‬ديدا‬
‫الشرط اإلرادي‪ ،‬هو أن يكون‪ 6‬تنفيذ‬ ‫عليه‪ ،‬وهو ما ميكن تسميته باإلرهاب العقدي ‪،‬إذ أ ّن مضمون ّ‬
‫املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي اللتزاماته مره‪66‬ون بش‪66‬كل مطلق على إرادته املس‪66‬تقبلية‪ ،‬ألن ال ّش‪6‬رط يف ح‪ّ 6‬د ذاته‬
‫يتميز بالغموض والتعقيد‪ ،‬وهاتني الصفتني األخ‪6‬ريتني لل ّش‪6‬رط يس‪6‬تغلها املت‪6‬دخلون االقتص‪6‬اديون ذوي‬
‫النوايا الس ‪66‬يئة ليتع ّس ‪6‬فوا ويتملص ‪66‬وا من التزاماهتم حنو املس ‪66‬تهلك حيث أن ص ‪66‬ياغة ال ّش ‪6‬رط على النحو‬
‫الذي جيعله معلّقا على حمض إرادة املتدخل االقتصادي ‪ ،‬ال ختلو من اخلداع والتضليل ‪.2‬‬
‫الشرط اإلرادي وم‪66‬دى خطورته على املس‪66‬تهلك‪ ،‬جيب علينا توض‪66‬يح مفه‪66‬وم‬ ‫ولتوضيح فكرة ّ‬
‫ض‪6 6‬ح ص ‪66‬ورة الب ‪66‬ارزة لل ّش‪6 6‬رط اإلرادي‪ ،‬وهي خض ‪66‬وع‬ ‫ال ّش‪6 6‬رط اإلداري وتبي ‪66‬ان‪ 6‬نوعي ‪66‬ه كم ‪66‬ا جيب تو ّ‬
‫حتديد الثمن حملض إرادة املتدخل االقتصادي ‪.‬‬

‫‪ _1‬أمحد حممد الرفاعي‪،‬املرجع سابق‪ ،‬ص‪280 .‬‬


‫‪_ 2‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪78‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬

‫شرط اإلرادي‬
‫الفقرة األولى‪:‬مفهوم ال ّ‬
‫شرط اإلرادي‬
‫أوال‪:‬التعريف ال ّ‬
‫ج ‪66‬اءت ص‪66 6‬ياغته يف املادة‪205‬من الق‪66 6‬انون املدين الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر و ال‪66 6‬يت نص ‪66‬ت على أن "ال‬
‫يكون االلتزام قائما إذا علق على شرط واقف يجعل وجود االلتزام متوقف اً على محض إرادة‬
‫المل تزم" إذن فال ّش‪6 6‬رط اإلرادي يعترب ب ‪66‬اطال لكن البطالن يك ‪66‬ون‪ 6‬قاص ‪66‬را على االلتزام ‪66‬ات اخلاض ‪66‬عة‬
‫حملض إرادة املدين‪ ،‬بينما االلتزام‪66 6‬ات اخلاض‪66 6‬عة إلرادة ال‪66 6‬دائن‪ ،‬رغم وص‪66 6‬فها بأهنا إرادي‪66 6‬ة‪ ،‬إال أهنا ال‬
‫تعترب باطلة‪.1‬‬
‫شرط اإلرادي‬
‫ثانيا‪:‬أنواع ال ّ‬
‫الشرط اإلرادي البسيط وال ّش‪6‬رط اإلرادي احملض حيث األول ص‪66‬حيح بينما‬
‫جيب التمييز بني ّ‬
‫يعترب الثاين باطال‪.‬‬
‫شرط اإلرادي البسيط‬
‫‪_1‬ال ّ‬
‫ع‪6ّ 6‬رف ج‪66‬انب من الفقه ال ّش ‪6‬رط اإلرادي البس‪66‬يط بأنه ذلك ال ّش ‪6‬رط ال‪66‬ذي "يتعلّق ب‪66‬إرادة أحد‬
‫ط ‪66‬ريف االل ‪66‬تزام‪ ،‬دون أن تك ‪66‬ون‪ 6‬ه ‪66‬ذه اإلرادة مطلقة بل تتقيد ب ‪66‬إرادة أخ ‪66‬رى غري معين ‪66‬ة‪ 6،‬أو بظ ‪66‬روف‬
‫اقتصادية أو اجتماعية‪ ،‬أو مالبسات أخرى‪."2‬‬
‫إذن يتضح ممّا س‪66‬بق أ ّن القض‪66‬اء مس‪66‬تقر على مش‪66‬روعية ال ّش‪6‬روط اإلرادية البس‪66‬يطة وذلك على‬
‫‪3‬‬
‫الشروط اإلرادية احملضة واليت تعترب باطلة وتقع حتت طائلة النص السابق‪.‬‬ ‫العكس‪ 6‬متاما من ّ‬
‫شرط اإلرادي المحض‬
‫‪_2‬ال ّ‬
‫الشرط اإلرادي احملض الذي يع ّد ب‪6‬اطال‪ ،‬هو ال ّش‪6‬رط ال‪6‬ذي يتوقف مبوجبه حت ّقق االل‪6‬تزام على‬‫ّ‬
‫حمض إرادة املدين أو امللتزم‪ ،‬وهو يف الغالب امللتزم بتقدمي سلعة أو خدمة لص‪66‬احل املس‪66‬تهلك فال ّش‪6‬رط‬
‫اإلرادي احملض من جانب املدين يؤدي إىل إهناء فكرة االلتزام ذاته‪.4‬‬

‫‪-1‬أمحد حممد الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪28 .‬‬


‫‪-2‬حممود مجال الدين زكي‪ ،‬دروس النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬مطبعة جامعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون رقم الطبعة ‪ ، 1991 ،‬ص‪437 .‬‬
‫‪-3‬سي الطيب حممد أمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪4‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫وبالتايل فإن االلتزام اآلخر جيب أن يبطل أيضا‪ ،‬لعدم وجود السبب‪ ،‬حىت ال يك‪66‬ون‪ 6‬الط‪66‬رف‬
‫ملتزم‪6 6‬اً بعقد تاف ‪66‬ه‪ ،‬فما ي ‪66‬ربر البطالن هو أن االل ‪66‬تزام اخلاضع إلعالن إرادة من قبل املدين‪ ،‬أي حالة‬
‫ال ّش ‪6 6‬رط اإلرادي احملض‪ ،‬يعترب منع‪66 6‬دما قانون‪66 6‬ا؛ أي غري موج‪66 6‬ود‪ ،‬فمعي‪66 6‬ار وصف ال ّش ‪6 6‬رط بأنه إرادي‬
‫الشرط‪.1‬‬
‫حمض هو أن نكون بصدد تسلط من جانب إرادة واضع ّ‬
‫إذن ف‪66 6 6‬إن ما ي‪66 6 6‬ؤدي لبطالن ال ّش ‪6 6 6‬رط هو كونه ناجتا عن تق‪66 6 6‬دير حتكمي وهو ما يق ‪66 6‬رتب من‬
‫التعسف وإن مل يكن هو نفس املفه‪66‬وم‪ 6‬من ج‪66‬انب املدين‪ ،‬وذلك كما يف ص‪66‬دد ش‪66‬رط إرادي‬ ‫مفهوم ّ‬
‫حمض يلتزم مبقتض‪66‬اه املؤجر بالتحديد لإلجيار إذا ما ق‪66‬ام املس‪6‬تأجر بإمتام األعم‪66‬ال‪ ،‬وبش‪66‬رط أن ختضع‬
‫هذه األعمال ملوافقة‪ 6‬املؤجر حسب تقديره‪.2‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬خضوع تحديد الثمن لمحض إرادة المتدخل االقتصادي‬
‫مع‪66 6 6‬روف أن الثمن ميثل ش‪66 6 6‬رط أساسي من ش‪66 6 6‬روط ص‪66 6 6‬حة عقد ال‪66 6 6‬بيع‪ ،‬وهو احملل الرئيس‪66 6‬ي‬
‫الل ‪66 6‬تزام املش ‪66 6‬رتي على أنه جيب على أط ‪66 6‬راف العقد أن حيددا قيمت ‪66 6‬ه‪ ،‬وذلك من حيث املب ‪66 6‬دأ‪ ،‬وإال‬
‫فيج‪66‬وز لألط‪66‬راف أن يض‪6ّ 6‬منا العقد العناصر األساس‪66‬ية‪ 6‬لتحديد الثمن‪ ،‬أو يتفقا على ت‪66‬رك التحديد يف‬
‫‪3‬‬
‫اتفاق الحق على أن يتم ذلك فعال واستقر القضاء منذ مدة طويلة‪.‬‬
‫وق ‪66‬د اس‪66 6‬تقر القض‪66 6‬اء من‪66 6‬ذ م‪66 6‬دة على أنه ليس من الض‪66 6‬روري أن يك‪66 6‬ون الثمن حم ّددا يف ذاته بطريقة‬
‫مطلق ‪66‬ة‪ ،‬وأنه يكفي إلب ‪66‬رام عقد ال ‪66‬بيع‪ ،‬أن يك ‪66‬ون الثمن ق ‪66‬ابال للتحدي ‪66‬د‪ ،‬مبقتضى ش ‪66‬روط العق ‪66‬د‪ ،‬من‬
‫خالل عالقة مع عناصر ال تعتمد على إرادة أحد األط‪66 6 6 6 6‬راف أي ب‪66 6 6 6 6‬دون أن يتم ذلك بطريقة إرادية‬
‫حمض‪66‬ة وأمهية ه‪66‬ذه املس‪66‬ألة تب‪66‬دو إذا ما أخ‪66‬ذنا يف االعتب‪66‬ار أن للثمن ت‪66‬أثريا‪ 6‬كب‪66‬ريا على إرادة األط‪66‬راف‪،‬‬
‫فالقواعد العامة تقضي‪ 6‬بض‪66‬رورة علم املتعاقد بش‪66‬روط العق‪66‬د‪ ،‬وأن ما يعين املتقاعد هو العلم ب‪66‬الثمن‪،‬‬
‫حيث يتوقف على مق‪66 6 6 6 6 6 6‬داره قبوله التعاقد من عدمه وفقا ملقدرت‪66 6 6 6 6 6 6‬ه‪ ،‬ففي ال‪66 6 6 6 6 6 6‬بيع ما بني املت‪66 6 6 6 6‬دخل‬
‫االقتص‪66‬ادي واملس‪66‬تهلك جند ع‪66‬دم الت‪66‬وازن‪ 6‬واض‪66‬حا وظ‪66‬اهرا يف عملية التف‪66‬اوض ح‪66‬ول الثمن‪ ،‬بل أنه‬
‫منعدم النعدام املفاوضة‪.4‬‬

‫‪ -1‬سي الطيب حممد‪ 6‬أمني ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.76‬‬


‫‪-2‬أمحد حممد الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪289 .‬‬
‫‪-3‬سي الطيب حممد أمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪2 76‬‬
‫‪-4‬أمحد جممد الرفاعي‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪296 .‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫وتكمن مص‪66‬لحة املس‪66‬تهلك يف بطالن ال ّش ‪6‬رط اإلرادي فقط وبق‪66‬اء العق‪66‬د‪ ،‬وذلك كما يق‪66‬ول‬
‫البعض‪ 6‬إن البطالن للعقد ال يعترب مبثابة ج ‪66 6 6‬زاء بالنس‪66 6 6‬بة للمس‪66 6 6‬تهلك‪ ،‬حيث إنه مع ‪66 6 6‬رض ألن ينقلب‬
‫البطالن‪ 6‬ض ‪66 6‬ده‪ ،‬حبيث أن البطالن‪ 6‬مينع املس ‪66 6‬تهلك من احلص ‪66 6‬ول على س ‪66 6‬لعة أو خدمة هو يف حاجة‬
‫الشرط‪. 1‬‬
‫إليها‪ ،‬إ ّن ما يرغب فيه املستهلك عموما هو اإلبقاء على العقد وإخفاء ّ‬
‫يف األخري نستنتج أن املشرع اجلزائ‪6‬ري‪ ،‬بإعطائ‪66‬ه للقاض‪66‬ي س‪6‬لطة مراجعة ال ّش‪6‬رط اجلزائي‪ ،‬قد‬
‫وفرا نوع من احلماية للمستهلك وهو الطرف الضعيف باملقارنة مع املتدخل االقتصادي‪.‬‬
‫التعسفية ببطال ن شروط الخاصة‬
‫شروط ّ‬‫الفرع الثالث‪ :‬حماية المستهلك من ال ّ‬
‫إن القواعد العامة للق‪66‬انون املدين أو التج‪66‬اري نصا على ع‪66‬دة ش‪66‬روط تع ّس ‪6‬فية خاص‪66‬ة وردت‬
‫يف نص‪66‬وص قانوني‪66‬ة متفرقة من بينها ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية احملظ‪66‬ور إدراجها يف وثيقة الت‪66‬أمني وذل‪66‬ك من‬
‫خالل البند األول‪ ،‬وال ّش‪6 6‬روط احملددة للمس ‪66‬ؤولية اليت تس ‪66‬بب كث ‪66‬ريا من املعان ‪66‬ات للمس ‪66‬تهلكني البند‬
‫الث‪66‬اين مث ش‪66‬رط إس‪66‬قاط أو إنق‪66‬اص الض‪66‬مان الق‪66‬انوين للعيب اخلفي يف عقد ال‪66‬بيع البند الث‪66‬الث‪ 6‬وك‪66‬ذلك‬
‫نتحدث عن شرط اإلعفاء من املسؤولية يف عقد النقل التجاري البند الرابع‪.‬‬
‫التعسفية في وثيقة التأمين‬
‫شروط ّ‬‫البند األول‪ :‬ال ّ‬
‫العتب‪66‬ار عق‪6‬د ما عقد اس‪66‬تهالك‪ 6،‬جيب أن يك‪66‬ون أحد طرفي‪6‬ه م‪6‬دينا بتق‪66‬دمي س‪6‬لعة أو خدمة إىل‬
‫املستهلك الذي يعترب الطرف الثاين يف عقد االستهالك وملا كان عقد الت‪66‬أمني عق‪66‬دا ي‪66‬ربم يف كثري من‬
‫األحيان بني شركة التأمني املدينة‪ 6‬بتقدمي خدمة الت‪6‬أمني‪ ،‬وبني ش‪6‬خص حيمل وصف املس‪6‬تهلك ‪ ،‬ف‪6‬إن‬
‫ه ‪66‬ذا العقد ميكن اعتب ‪66‬اره من أهم عق ‪66‬ود االس ‪66‬تهالك‪ ،‬ألن ه ‪66‬دف املس ‪66‬تهلك من إبرامه هو احلص ‪66‬ول‬
‫‪2‬‬
‫على خدمة التأمني‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬عقد التأمين من أبرز عقود اإلذعان‬
‫تضع الشركة التأمني شروطه بطريقة منفردة‪ ،‬دون الدخول يف مفاوضات مع الزبون‪ ،‬وه‪66‬ذا‬
‫ما جيعل منه جماال خص ‪66 6‬با لل ّش‪6 6 6‬روط التع ّس‪6 6 6‬فية‪ 6،‬تتلخص يف ختويل القاضي س ‪66 6‬لطة تع ‪66 6‬ديل أو إلغ ‪66 6‬اء‬
‫ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪ ،‬وتفسري الشك يف مص‪66‬لحة املذعن دائنا ك‪66‬ان أو م‪66‬دينا وقد س‪66‬بق تفص‪66‬يل احلماية‬
‫العامة للط ‪66‬رف‬
‫العامة اليت خص‪66 6‬ها املش‪66 6‬رع عق‪66 6‬ود اإلذع‪66 6‬ان لكن جند أن‪66 6‬ه باإلض‪66 6‬افة إىل ه‪66 6‬ذه احلماية ّ‬
‫‪-1‬سي الطيب حممد أمني ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪2 76‬‬
‫‪-2‬سي الطيب حممد‪ 6‬األمني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫املذعن أو املؤمن ل‪66 6 6 6‬ه هلذا األخري محاية خاصة من بعض ال ّش‪6 6 6 6 6‬روط التع ّس‪6 6 6 6 6‬فية اليت قد ت‪66 6 6 6‬رد يف وثيقة‬
‫التأمني كما نصت املادة ‪ 622‬القانون املدين السابق الذكر ‪.1‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬الشروط التي وردت في وثيقة التأمين‬
‫ج ‪66‬اء يف املادة ‪ 622‬الق ‪66‬انون املدين الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر بعض ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية اليت قد ت ‪66‬رد يف‬
‫الشروط اآلتية‪: 6‬‬
‫وثيقة التأمني على أنه‪ :‬يقع باطال ما يرد يف وثيقة التأمني من ّ‬
‫أولا‪ :‬ال ّش‪6‬رط ال‪66‬ذي يقضي بس‪66‬قوط احلق يف الت‪66‬أمني بس‪66‬بب خمالفة الق‪66‬وانني والل‪66‬وائح‪ ،‬إال إذا انط‪66‬وت‬
‫‪6‬ربر ه ‪66 6 6‬ذا البطالن‪ 6‬على أس ‪66 6 6‬اس أن غالبية ح ‪66 6‬وادث‬
‫ه ‪66 6‬ذه املخالفة على جنابة أو جنحة عم ‪66 6 6‬دا و ي ‪ّ 6 6 6‬‬
‫السيارات مثال تنجم عن خمالفة القوانني والنظم أي الل‪66‬وائح كما أنه من املس‪66‬لم به هو ج‪66‬واز مس‪66‬ائلة‬
‫املؤمن عن اخلطر إذا وقع خبطأ املؤمن له غري عم ‪66‬دا أو نتيجة ق ‪66‬وة ق ‪66‬اهرة أو ح ‪66‬ادث مف ‪66‬اجئ‪ ،‬وع ‪66‬دم‬ ‫ّ‬
‫غشا‪ ،‬ولو اتفق على غري ذلك‪.2‬‬ ‫عما يقع من املؤمن له عمدا أو ّ‬ ‫جواز مساءلته ّ‬
‫ثاني ا‪ :‬ال ّش‪6 6‬رط ال ‪66‬ذي يقضي‪ 6‬بس ‪66‬قوط حق املؤمن له بس ‪66‬بب ت ‪66‬أخره يف إعالن‪ 6‬احلادث املؤمن من ‪66‬ه إىل‬
‫الس‪66‬لطات أو يف تق‪66‬دمي املس‪66‬تندات إذا ت‪66‬بني من الظ‪66‬روف أن الت‪66‬أخر ك‪66‬ان لع‪66‬ذر مقب‪66‬ول فه‪66‬ذا ال ّش ‪6‬رط‬
‫الشرط أيا كانت الصورة اليت ي‪66‬رد عليها‬ ‫أبطله املشرع يف حالة وروده يف وثيقة التأمني‪ ،‬ويبطل هذا ّ‬
‫‪.3‬‬
‫ويعد ه‪66‬ذا ال ّش ‪6‬رط ب‪66‬اطال يف مجيع احلاالت ألنه ينط‪66‬وي على التع ّس ‪6‬ف ف‪66‬إذا اش‪66‬رتط املؤمن يف‬
‫الت ‪66‬أمني من الس‪66‬رقة مثال أن املال املؤمن له جيب أن يبلغ ال ّش ‪6‬رطة أو النيابة ف ‪66‬ور وق‪66‬وع احلادث‪ ،‬وإال‬
‫تع‪6ّ 6‬رض حقه يف مبلغ الت‪66‬أمني إذا مل يفعل ذلك للس‪66‬قوط فه‪66‬ذا ال ّش‪6‬رط يع‪ّ 6‬د ش‪66‬رطا تع ّس‪6‬فياً‪ ،‬وقد أبطله‬
‫مربر‪.4‬‬
‫املؤمن له دون ّ‬‫التعسف ويؤدي إىل إهدار حقوق ّ‬ ‫املشرع ألنه ينطوي على ّ‬ ‫ّ‬
‫وقد اش ‪66 6‬رتط املش ‪6ّ 6 6‬رع لبطالن ه ‪66 6‬ذا ال ّش‪6 6 6‬رط أن يك ‪66 6‬ون الت ‪66 6‬أخر يف اإلبالغ‪ 6‬عن واقعة الس‪66 6‬رقة‬
‫للس ‪66‬لطات املختصة لع ‪66‬ذر مقب ‪66‬ول‪ ،‬ويف ه ‪66‬ذه احلالة جيب تط ‪66‬بيق القواعد العامة يف املس ‪66‬ؤولية املدني‪6 6‬ة‪6‬‬
‫املؤمن له ب ‪66‬التعويض‪ 6‬عن الض ‪66‬رر ال ‪66‬ذي أص ‪66‬ابه بس ‪66‬بب ه ‪66‬ذا الت ‪66‬أخر يف‬ ‫املؤمن مطالبة ّ‬ ‫فيك ‪66‬ون‪ 6‬من ح ‪6ّ 6‬ق ّ‬
‫‪ _1‬نفس املرجع ص‪102‬‬
‫‪_2‬بودايل حممد‪ ، 6‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزئري املرجع سابق‪ ،‬ص ‪101‬‬
‫التعسفية يف وثائق التأمني‪ ،‬دراسة يف نطاق التأمني الربي اخلاص‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون‬
‫الشروط ّ‬
‫_فايز أمحد عبد الرمحان‪ّ ،‬‬
‫‪3‬‬

‫رقم الطبعة ‪، 2006،‬ص‪72‬‬


‫‪ ، _ 4‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪72 .‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫االبالغ‪ 6،‬واملؤمن هو ال‪66‬ذي يتحمل ع‪66‬بئ إثب‪66‬ات ما وقع عليه من ض‪66‬رر‪ ،‬وم‪66‬دى ه‪66‬ذا الض‪66‬رر‪ ،‬ويك‪66‬ون‬
‫املؤمن مل يصب ب‪66 6 6 6‬أي ض‪66 6 6‬رر من ج‪66 6 6‬راء الت‪66 6 6 6‬أخري يف إبالغ‬
‫من حق املؤمن له نفي ذلك بإثب‪66 6 6 6‬ات أن ّ‬
‫املؤمن له املطالبة مببل‪66 6‬غ‬
‫الس ‪66 6‬لطات‪ .‬ويف ه ‪66 6‬ذه احلالة اليت يبطل فيها ش ‪66 6‬رط الس ‪66 6‬قوط يك ‪66 6‬ون من حق ّ‬
‫التأمني‪. 1‬‬
‫أما عن س‪66‬قوط حق املؤمن له بس‪66‬بب ت‪66‬أخره يف تق‪66‬دمي املس‪66‬تندات‪ 6‬للم‪66‬ؤمن‪ ،‬ف‪66‬إن ه‪66‬ذا ال ّش ‪6‬رط‬
‫يبطل أيضا إذا ك‪66‬ان الت‪66‬أخر لع‪66‬ذر مقب‪66‬ول وقد أبطل املش‪6ّ 6‬رع ه‪66‬ذا ال ّش‪6‬رط ألنه يع‪ّ 6‬د من قبيل ال ّش‪6‬روط‬
‫واملؤمن ل‪66‬ه‪ ،‬أو مكتوبا أو‬‫املؤمن ّ‬ ‫التع ّس‪6‬فية‪ 6‬وذلك حىت لو ك‪66‬ان ه‪66‬ذا ال ّش‪6‬رط ض‪66‬من اتف‪66‬اق خ‪66‬اص بني ّ‬
‫مطبوعا بشكل بارز وظاهر ‪.2‬‬
‫املؤمن ب ‪66 6‬إدارة دع ‪66 6‬وى‬
‫املؤمن له يف الت ‪66 6‬أمني من املس ‪66 6‬ؤولية أن يق ‪66 6‬وم ّ‬
‫املؤمن على ّ‬ ‫إذا اش ‪66 6‬رتط ّ‬
‫املؤمن ل‪66‬ه‪ ،‬ويف ه‪66‬ذه احلالة يل‪66‬زم املؤمن له بتق‪66‬دمي مجيع املس‪66‬تندات‬ ‫التع‪66‬ويض‪ 6‬اليت يرفعها املض‪66‬رور على ّ‬
‫املؤمن يف إدارة ه‪6‬ذه ال‪6‬دعوى وإال تع ّ‪6‬رض حقه يف مبلغ الت‪6‬أمني للس‪6‬قوط‬ ‫اليت حتت ي‪6‬ده واليت تس‪6‬اعد ّ‬
‫‪6‬ؤمن‪،‬فه‪66 6‬ذا ال ّش ‪6 6‬رط كما س‪66 6‬بق الق‪66 6‬ول آنف‪66 6‬ا‪ ،‬يعد من قبيل‬ ‫إذا ت‪66 6‬أخر يف تق‪66 6‬دمي ه‪66 6‬ذه املس‪66 6‬تندات‪ 6‬للم‪ّ 6 6‬‬
‫املؤمن من املطالبة بتع‪66‬ويض‬ ‫ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية الباطلة اليت أبطلها املش‪6ّ 6‬رع‪،‬ولكن ه‪66‬ذا البطالن ال مينع ّ‬
‫املؤمن‬
‫املؤمن عبئ إثبات الضرر ومداه ويكون‪ 6‬من حق ّ‬ ‫العامة ويقع على ّ‬ ‫املؤمن له وفقا للقواعد ّ‬ ‫من ّ‬
‫له نفي ذلك ‪.3‬‬
‫ثالث ا‪ :‬كل ش‪66 6‬رط مطب‪66 6‬وع مل ي‪66 6‬ربز بش‪66 6‬كل ظ‪66 6‬اهر وك‪66 6‬ان متعلقا حبالة من األح‪66 6‬وال اليت ت‪66 6‬ؤدي إىل‬
‫البطالن‪ 6‬أو الس‪66 6 6 6 6 6 6‬قوط‪ ،‬على أن يقتضي ذلك أن يطبع مثال حبروف مغ‪66 6 6 6 6 6 6‬ايرة وكب‪66 6 6 6 6 6 6‬رية إذا ورد يف‬
‫الشروط املطبوعة‪ 6،‬أو بوضع خط حتته أو أن تكون مطبوعة باألمحر‪.4‬‬ ‫ّ‬
‫رابع ا‪ :‬ش ‪66‬رط التحكيم إذا ورد يف الوثيقة‪ 6‬بني ش‪66 6‬روطها ّ‬
‫العامة املطبوعة‪ 6‬ال يف ص‪66 6‬ورة اتف ‪66‬اق خ ‪66‬اص‬
‫‪5‬‬
‫الشروط العامة‪.‬‬
‫منفصل عن ّ‬

‫‪ _ 1‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪73‬‬


‫‪_2‬سي الطيب حممد األمني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪101‬‬
‫‪_ 3‬فايز أمحد عبد الرمحن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪74_73‬‬
‫‪_ 4‬بودايل حممد ‪ ،‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزئري مرجع سابق ص ‪102‬‬
‫‪ _25‬نفس املرجع ‪،‬ص ‪102‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬

‫خامس ا‪ :‬كل ش‪66‬رط تع ّس‪6‬في‪ 6‬آخر يت‪66‬بني أنه مل يكن ملخالفته أثر يف وق‪66‬وع احلادث ّ‬
‫املؤمن من‪66‬ه‪ ،‬وه‪66‬ذه‬
‫املشرع قد فتح الباب أمام القاضي ليتمكن من إبطال أي ش‪66‬رط تع ّس‪6‬في‪ 6‬آخر‬
‫الفقرة األخرية يكون‪ّ 6‬‬
‫املؤمن منه‪.1‬‬
‫غري عادي ذي أثر على وقوع احلادث ّ‬
‫شروط المعفية أو المح ّددة للمسؤولية‬
‫البند الثاني ‪ :‬ال ّ‬
‫الش رط ال ذي يقصد به قي ام أح د‬
‫ميكن تعريف ال ّش‪6 6‬رط املعفي‪ 6‬أو احملدد للمس ‪66‬ؤولية بأنه " ّ‬
‫األطراف باستبعاد أو تحديد التزاماته في إطار مسؤوليته التعاقدية أو التقصرية "وتع‪ّ 6‬د ش‪66‬روط‬
‫اإلعف‪66 6‬اء أو التحديد للمس‪66 6‬ؤولية من الظ‪66 6‬واهر املس‪66 6‬تخدمة بش‪66 6‬كل واسع النط‪66 6‬اق‪ ،‬وخاصة يف إط‪66 6‬ار‬
‫العقود النموذجية‪.2‬‬
‫يس ‪66‬تعمل املت ‪66‬دخل االقتص ‪66‬ادي ه ‪66‬ذه ال ّش‪6 6‬روط للتملص من التزاماهتم أو التخلص من دع ‪66‬اوى‬
‫التعويض اليت قد ترفع ضدهم وتستخدم شروط اإلعفاء عادة يف مثل هذه العالقات التعاقدية عندما‬
‫تك ‪66‬ون‪ 6‬خماطر العقد متفاوتة‪ 6‬بالنس ‪66‬بة ألحد الط ‪66‬رفني يف مواجهة الط ‪66‬رف اآلخر وميكن أن تظهر ه ‪66‬ذه‬
‫املخ ‪66‬اطر على س ‪66‬بيل املث ‪66‬ال من طبيعة‪ 6‬الص ‪66‬فقة‪ 6‬أو حجم رأس املال املدفوع للخدم ‪66‬ة املقدم ‪66‬ة‪ ،‬أو من‬
‫القيمة املرتفعة‪ 6‬حملل العق‪66‬د‪ ،‬ف‪66‬إذا ن ّفذ العقد يف مثل ه ‪66‬ذه احلاالت بش‪66‬كل غري مناس ‪66‬ب فيمكن املطالبة‬
‫بتع‪66‬ويض‪ 6‬األض‪66‬رار اليت ال ميكن للمض‪66‬رور أن يتحمله‪66‬ا‪ ،‬ويف ه‪66‬ذه العالق‪66‬ات جند أن القواعد القانونية‬
‫للمس‪66 6 6‬ؤولية ال ت‪66 6 6‬ؤدي إىل نتيجة عادل‪66 6 6‬ة إذ أهنا جتيزها من حيث املب‪66 6 6‬دأ إال يف حال‪66 6 6‬ة الغش أو اخلطأ‬
‫‪3‬‬
‫اجلسيم‪.‬‬
‫حبيث نصت املادة ‪2_1/ 178‬من القانون املدين السابق الذكر وذلك بقوهلا‪ ":‬يجوز‬
‫االتف اق على أن يتحمل الم دين تبعة الح ادث المف اجئ أو الق وة الق اهرة‪ ،‬وك ذلك يج وز‬
‫االتف اق على إعف اء الم دين من أية مس ؤولية ت ترتب على ع دم تنفيذ التزامه التعاق دي‪ ،‬إال ما‬
‫ينشأ عن الغش‪ ،‬أو الخطأ الجسيم الذي يقع من أشخاص يستخدمهم في تنفيذ التزامه"‪ .‬إذ أن‬
‫‪6‬حة االتفاق ‪66‬ات املع ّدلة ألحك ‪66‬ام املس ‪66‬ؤولية يف النط ‪66‬اق العق ‪66‬دي‪ ،‬وال ميكن أن جند من‬ ‫القاع ‪66‬دة هي ص ‪ّ 6‬‬
‫ت‪66‬ربير لص‪66‬حة تلك االتفاق‪66‬ات يف املس‪66‬ؤولية‪ 6‬العقدي‪66‬ة‪ ،‬إال ب‪66‬القول بع‪66‬دم ارتب‪66‬اط أحك‪66‬ام ه‪66‬ذه املس‪66‬ؤولية‪،‬‬

‫‪_ 1‬عبد احلكم فودة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪457‬‬


‫‪_ 2‬نادية حممد معوض‪ ،‬شرط اإلعفاء يف العقود التجارية وعقود املستهلكني‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة‪ ،‬بدون رقم الطبعة‪، 2001،‬ص‪6‬‬
‫‪ _ 3‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪08 .‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫كأصل ع‪66 6‬ام بفك‪66 6‬رة النظ‪66 6‬ام الع‪66 6‬ام‪ ،‬واعتبارها ص‪66 6‬نيعة العقد وتتوجيا ملب‪66 6‬دأ س‪66 6‬لطان اإلرادة لكن ه‪66 6‬ذه‬
‫القاع‪66‬دة س‪66‬رعان ما ب‪66‬دأت تض‪66‬يق‪ ،‬وتس‪66‬تغرقها االس‪66‬تثناءات‪ 6،‬حينما تب‪66‬دى للعي‪66‬ان األثر الس‪66‬ليب ال‪66‬ذي‬
‫ينتج عن تطبيقها على محاية املس‪66‬تهلك مما أدى إىل االنتق‪66‬ال من مب‪66‬دأ حري‪66‬ة تع‪66‬ديل أحك‪66‬ام املس‪66‬ؤولية‬
‫إىل ع ‪66‬دم مش ‪66‬روعيتها يف ع‪ّ 6 6‬دة ح ‪66‬االت‪،‬رغم ص ‪66‬حة االتفاق ‪66‬ات املع ّدلة للمس ‪66‬ؤولية يف الق ‪66‬انون‪ 6‬املدين‬
‫اجلزائري بتحديد املادة‪ 178‬املذكورة سابقا‪ ،‬إال أن هذا ال يسري على األض‪6‬رار اجلس‪66‬مانية ملخالفة‬
‫‪1‬‬
‫ذلك للنظام العام‪.‬‬
‫كما ج‪66‬اء املش‪6ّ 6‬رع اجلزائ‪66‬ري يف املادة ‪ 140‬مك‪66‬رر من الق‪66‬انون‪ 6‬رقم‪ 10_05‬املؤرخ يف ‪20‬‬
‫واملتمم للق‪66‬انون‪ 6‬املدين مبفه‪66‬وم املخالفة هلذه املادة نس‪66‬تنتج أن املش‪6ّ 6‬رع‬
‫يونيو‪ ، 20056‬الق‪66‬انون‪ 6‬املع‪ّ 6‬دل ّ‬
‫قصد ض ‪66‬منا بطالن أي ش ‪66‬رط حم ّدد ملس ‪66‬ؤولية‪ 6‬املت ‪66‬دخل االقتص ‪66‬ادي عن الض ‪6ّ 6‬رر ال ‪66‬ذي يس ‪66‬ببه منتج ‪66‬وه‬
‫املعيب اإلض‪66‬افة إىل ذلك ف‪66‬إن ش‪66‬رط حتديد املس‪66‬ؤولية‪ 6،‬يقع حتت طائلة نص املادة ‪ 110‬من الق‪66‬انون‪6‬‬
‫املدين الس ‪66 6‬ابق ال ‪66 6‬ذكر إذا ورد يف عقد إذع ‪66 6‬ان‪ ،‬ل ‪66 6‬ذا جيوز للقاضي مبوجب ه ‪66 6‬ذه املادة أن يع ّدله أو‬
‫‪2‬‬
‫يلغيه‪.‬‬
‫البند الثالث ‪ :‬شرط إسقاط أو إنقاص الضمان‬
‫إن املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري‪ ،‬هو اآلخر جييز ه‪66‬ذه ال ّش ‪6‬روط كمب‪66‬دأ ع‪66‬ام مبوجب املادة ‪ 384/1‬من‬
‫الق‪66 6‬انون‪ 6‬املدين الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر ‪،‬غري أنه يعترب ه‪66 6‬ذه ال ّش ‪6 6‬روط باطلة إذا تعمد الب‪66 6‬ائع إخف‪66 6‬اء العيب‪ 6‬يف‬
‫الشيء املبيع ‪ 384/2‬من القانون‪ 6‬املدين اجلزائري السابق الذكر‪.3‬‬
‫البند الربع‪ :‬شرط اإلعفاء من المسؤولية في عقد النقل التجاري‬
‫مما ال شك فيه أن عقد النق ‪66‬ل‪ ،‬يعترب من أب ‪66‬رز عق ‪66‬ود االس ‪66‬تهالك ألن حمله تق ‪66‬دمي خدمة النقل‬
‫حترر ش ‪66‬روطها‬
‫إىل املس ‪66‬تهلك‪ ،‬باإلض ‪66‬افة إىل ذلك يعترب عقد النقل من عق ‪66‬ود اإلذع ‪66‬ان‪ ،‬اليت غالبا ما ّ‬
‫‪4‬‬
‫بصفة منفردة من طرف املتدخل االقتصادي أو الناقل‪.‬‬
‫أما بالنس‪66 6 6‬بة للتش‪66 6 6‬ريع اجلزائ‪66 6 6‬ري‪ ،‬فقد نصت املادة ‪47‬الق‪66 6 6‬انون‪ 6‬التج‪66 6 6‬اري اجلزائ ‪66 6‬ري‪ 5‬الناقل‬
‫املس‪66‬ؤولية‪ 6‬عن األش‪66‬ياء املراد نقله‪66‬ا‪ ،‬عن فق‪66‬دها الكلي أو اجلزئي أو تلفها أو الت‪66‬أخر يف تس‪66‬ليمها ومن‬
‫‪_ 1‬سي الطيب حممد‪ 6‬األمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪87‬‬
‫‪ _ 2‬سي الطيب حممد األمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪_ 3‬بودايل حممد‪ ،‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزائري ‪،‬املرجع سابق ‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪_ 4‬سي الطيب حممد‪ 6‬األمني ‪،‬املرجع سابق ‪ ،‬ص‪88‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫جهة أخ‪66 6‬رى نصت املادة ‪ 52/3‬من نفس الق‪66 6‬انون‪ 6‬على بطالن كل ش‪66 6‬رط ي‪66 6‬رمي إىل إعف ‪66‬اء الناقل‬
‫إعف ‪66‬اء كليا من مس ‪66‬ؤوليته‪ 6‬عن الفق ‪66‬دان الكلي أو اجلزئي لألش ‪66‬ياء املنقولة أو تلفه ‪66‬ا غري أن ال ّش‪6 6‬روط‬
‫احملددة للمس‪66 6 6‬ؤولية تبقى ج‪66 6 6‬ائزة من حيث املب‪66 6 6‬دأ يف التش‪66 6 6‬ريع اجلزائ‪66 6 6‬ري ‪،‬كما نصت املادة ‪ 77‬من‬
‫الق ‪66‬انون‪ 6‬التج ‪66‬اري الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر على أنه تك ‪66‬ون باطلة وعدمية األثر مجيع الش ‪66‬روط املخالفة بص ‪66‬فة‬
‫مس ‪66‬بقة ألحك ‪66‬ام املادة‪ 47‬من الق ‪66‬انون املدين الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر‪،‬أما يف املادة ‪ 66‬من الق ‪66‬انون التج ‪66‬اري‬
‫السابق الذكر ‪،‬ضيف إىل ذلك أنه يعترب صحيحا ش‪66‬رط اإلعف‪66‬اء من املس‪66‬ؤولية عن اإلخالل ب‪66‬االلتزام‬
‫بتوصيل املسافر إىل املكان املتفق‪ 6‬عليه يف الوقت احملدد‪.1‬‬
‫التعس فية في‬
‫الش روط ّ‬
‫المبحث الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة الخاص ة لحماي ة المس تهلك من ّ‬
‫التشريع الجزائري‬
‫ب‪66‬دت النص‪66‬وص‪ 6‬القانوني‪66‬ة العام‪66‬ة قاص‪66‬رة على توف‪66‬ري احلماي‪66‬ة للمس‪66‬تهلك لذاك عم‪66‬ل املش‪66‬رع‬
‫على تعزيزه ‪66‬ا بن ‪66‬وع آخ ‪66‬ر من احلماي ‪66‬ة وال ‪66‬ذي أورده يف نص ‪66‬وص خاص ‪66‬ة تتعل ‪66‬ق حبماية املس ‪66‬تهلك من‬
‫ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية ‪،‬مث س ‪66‬اير القض ‪66‬اء من أج ‪66‬ل اس ‪66‬تكمال مهم ‪66‬ة املش ‪66‬رع ل ‪6‬درء الف ‪66‬راغ احملتم ‪66‬ل ومنح‬
‫ب ‪66‬ذلك للمس ‪66‬تهلك فرص ‪66‬ة لالحتك ‪66‬ام أم ‪66‬ام القض ‪66‬اء يف حال ‪66‬ة تعرض ‪66‬ه ل ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪ ،6‬وتتمث ‪66‬ل ه ‪66‬ذه‬
‫اآللي ‪66‬ات القانوني ‪66‬ة اخلاصة يف تل ‪66‬ك ال ‪66‬يت ج ‪66‬اء هبا املش ‪66‬رع مبوجب الق ‪66‬انون‪ 6‬رقم ‪ 02_04‬ال ‪66‬ذي حيدد‬
‫القواعي ‪6 6‬د املطبق ‪6 6‬ة‪ 6‬على املمارس ‪66 6‬ات التجاري ‪66 6‬ة الس ‪66 6‬ابق ال ‪66 6‬ذكر وذلك عن طريق إي ‪66 6‬راد ق ‪66 6‬وائم حم ّددة‬
‫الشروط‪ ،‬وردت يف ظل املرسوم التنفيذي‬ ‫التعسفية ملحقة بهذه القوانني للحماية من تلك ّ‬ ‫للشروط ّ‬ ‫ّ‬
‫رقم‪ ،306_06‬ال‪66‬ذي حي ّدد العناصر األساس‪66‬ية‪ 6‬للعق‪66‬ود املربمة بني االقتص‪66‬اديني واملس‪66‬تهلكني والبن‪66‬ود‬
‫‪2‬‬
‫تعسفية‪ 6‬السابق الذكر‪.‬‬ ‫اليت تعترب ّ‬
‫التعسفية تتمثل يف الرقابة القانوني‪6‬ة‪ 6‬وهي الرقابة ال‪66‬يت‬ ‫الشروط ّ‬ ‫وإن اآلليات القانونية اخلاصة ب ّ‬
‫متارس ‪66 6 6‬ها جلنة ال ّش‪6 6 6 6‬روط التع ّس‪6 6 6 6‬فية فتق ‪66 6 6‬وم ب ‪66 6 6‬االطالع‪ 6‬على مناذج العق ‪66 6 6‬ود اليت يعرض ‪66 6 6‬ها املت ‪66 6‬دخلين‬
‫االقتص‪66 6‬اديين على املس‪66 6‬تهلكني وذلك من أجل إب‪66 6‬داء رأيها ح‪66 6‬ول طبيعة‪ 6‬ال ّش ‪6 6‬روط املدرجة يف ه‪66 6‬ذه‬
‫العق‪66 6‬ود‪ ،‬هل هي تع ّس ‪6 6‬فية أم ال؟‪ ،‬وك‪66 6‬ذلك هن‪66 6‬اك ن‪66 6‬وع آخر من الرقابة وهي رقابة إدارية تباش ‪6 6‬رها‬
‫‪_ 5‬األمررقم‪ 59_75‬املؤرخ ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬املوافق ل ‪ 29‬سبتمرب‪ 1975‬املتضمن القانون التجاري املعدل بالقانون ‪ 02-05‬املؤرخ يف‬
‫‪ 06‬فرباير ‪ .2005‬املعدل واملتمم‪6.‬‬
‫‪ _ 1‬سي الطيب حممد األمني ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪88‬‬
‫‪ _ 2‬الصادق عبد القادر ‪،‬عبد الوايف عز الدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪10‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫احلكومة‪ 6‬على ال ّش ‪6‬رط التع ّس‪6‬في وذلك من خالل إص‪66‬دارها مراس‪66‬يم متنع أو حتديد أو تنظيم ال ّش‪6‬روط‬
‫التع ّس‪6‬فية ‪،‬وأم‪6‬ا الرقابة القض‪6‬ائية متمثل‪6‬ة يف رقابة القض‪6‬اء اإلداري من جه‪6‬ة‪ ،‬ورقابة القض‪6‬اء املدين من‬
‫جهة ثانية‪ ،‬حيث يتصل هذا األخ‪66‬ري بال‪66‬دعوى بن‪66‬اءً على ال‪66‬دعوى اليت يرفعها املس‪66‬تهلك‪ ،‬أو ال‪66‬دعوى‬
‫اليت ترفعها مجعي ‪66 6 6‬ات محاية املس ‪66 6 6‬تهلكني‪ ،1‬و علي ‪66 6 6‬ه فإبط ‪66 6 6‬ال ال ّش‪6 6 6 6‬روط اليت تك ‪66 6 6‬ون‪ 6‬تع ّس‪6 6 6‬فية‪ 6‬يف حق‬
‫التعسفي فضال عن إبطال ه‪66‬ذه ال ّش‪6‬روط‪،‬فإنه جيوز للقض‪66‬اء‬ ‫املستهلكني يكون‪ 6‬بعد التأكد من طابعها ّ‬
‫اجلنائي‪ 6‬توقيع اجلزاء اجلنائي‪ 6‬على املتدخل االقتصادي الذي أدرجها يف العقد‪.2‬‬
‫وه‪6‬ذا م‪6‬ا س‪6‬يتم تفص‪6‬يله يف مطل‪6‬بني ج‪6‬اء يف املط‪6‬الب األول الرقابة القانوني‪6‬ة‪ 6‬و الرقابة اإلدارية‬
‫حلماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك من ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪ 6‬أم‪66‬ا يف املطلب الث‪66‬اين الرقابة القض‪66‬ائية‪ 6‬حلماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك من‬
‫التعسفية‪.‬‬ ‫الشروط ّ‬ ‫ّ‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة القانونية و الرقابة اإلدارية لحماية المستهلك من ال ّ‬
‫ج‪66‬اء املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري بالرقاب‪66‬ة القانوني‪66‬ة على ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪ 6‬مبوجب الق‪66‬انون‪ 6‬رقم ‪_04‬‬
‫‪ 02‬ال ‪66‬ذي حيدد القواع ‪66‬د املطبق ‪6‬ة‪ 6‬على املمارس ‪66‬ات التجاري ‪66‬ة الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر‪ ،‬وذلك عن طريق إي ‪66‬راد‬
‫ق‪66 6‬وائم حم ّددة لل ّش‪6 6 6‬روط التع ّس‪6 6 6‬فية ملحقة ب ‪66 6‬القوانني أخ ‪66 6‬ري للحماية ‪،‬ومن تلك ال ّش‪6 6 6‬روط ‪،‬املرس‪66 6‬وم‬
‫التنفي ‪66‬ذي رقم ‪ 306_06‬وال ‪66‬ذي ج ‪66‬اء ليح‪ّ 6 6‬دد العناصر األساس ‪66‬ية للعق ‪66‬ود املربمة بني االقتص ‪66‬اديني‬
‫واملستهلكني والبن‪6‬ود اليت تعترب تع ّس‪6‬فية‪ 6‬الس‪6‬ابق ال‪6‬ذكر‪ ،‬وعلي‪6‬ه س‪6‬يتم التط‪6‬رق إىل الرقابة القانوني‪6‬ة‪ 6‬على‬
‫ال ّش ‪6 6‬روط التع ّس‪6 6 6‬فية يف الف‪66 6‬رع األول مث الرقابة اإلدارية مبوجب املراس ‪66 6‬يم احلكومية‪ 6‬احمل ّددة لل ّش ‪6 6‬روط‬
‫التعسفية يف الفرع الثاين‪.‬‬ ‫ّ‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫الفرع األول‪ :‬الرقابة القانونية لحماية المستهلك من ال ّ‬
‫التعسفية فتقوم ب‪6‬االطالع على مناذج العق‪6‬ود اليت‬ ‫الشروط ّ‬ ‫الرقابة القانونية رقابة متارسها جلنة ّ‬
‫يعرض‪66‬ها املت‪66‬دخلون االقتص‪66‬اديون‪ 6‬على املس‪66‬تهلكني يف البن‪66‬د األول‪ ،‬مث الرقابة على املراس‪66‬يم احلكومية‬
‫احمل ّددة لل ّش ‪6 6 6 6 6‬روط التع ّس ‪6 6 6 6 6‬فية‪ 6‬حبيث تبش‪66 6 6 6 6‬رها احلكومة على ال ّش ‪6 6 6 6 6‬روط التع ّس ‪6 6 6 6 6‬فية‪ 6،‬وذلك من خالل‬
‫التعسفية يف البند الثاين‪.‬‬‫الشروط ّ‬ ‫إصدارها ملراسيم حتدد و تنظم فيها ّ‬
‫‪_1‬عرفتها املادة‪ " 21‬مجعيات محاية املستهلكني هي كل مجعية منشأة طبقا للقانون ‪،‬هتدف إيل ضمان محاية املستهلك من خالل إعالمه وحتسسيه‬
‫وتوجيهه ومتثيله‪" 6.‬الوردة يف القانون ‪03_09‬ايتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪_ 2‬حلاق عيسى ‪،‬زغودي عمر‪،‬مداخلة بعنوان‪ :‬حقيقة التوازن العقدي بني أطراف العالقة االستهالكية‪(، 6‬تكمن يف مكافحة الشروط‬
‫التعسفية)‪،‬جامعة األغواط ‪،2011،‬ص‪ 4‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫التعسفية بموجب القانون‪.‬‬
‫شروط ّ‬‫البند األول‪ :‬إيراد قوائم مح ّددة لل ّ‬
‫التعسفية مبوجب املادة‪ 29‬الق‪66‬انون رقم‪ 02_04‬ال‪6‬ذي‬ ‫الشروط ّ‬ ‫املشرع بإيراد قائمة من ّ‬‫قام ّ‬
‫حيدد القواعد املطبقة على املمارسات التجارية السابق الذكر‪ ،‬حبيث تضمن مثانية أص‪66‬ناف منها لكن‬
‫املادة‪ 29‬وقص‪66‬رت احلماية على ال ّش ‪6‬روط اليت تتض‪66‬منها ه‪66‬ذه القائمة على املش‪66‬رتي املس‪66‬تهلك دون‬
‫تعس فية في‬
‫املش ‪66‬رتي إذا ك ‪66‬ان مت ‪66‬دخل اقتص ‪66‬ادي‪ ،‬ويتضح ذلك من عب ‪66‬ارة "تعت بر بن وداً وش روطاً ّ‬
‫والش روط ال تي تمنح ه ذا األخ ير‪ ".‬لكن ه ‪66‬ذه‬
‫العق ود بين المس تهلك والب ائع ال س يما البن ود ّ‬
‫جمرد قائمة بيانية غري حص ‪66‬رية‪ ،‬وهو توجه س ‪66‬ليم من ط ‪66‬رف املش ‪6ّ 6‬رع اجلزائ ‪66‬ري‪ ،‬إذ أ ّن ع ‪66‬دم‬ ‫القائم ‪66‬ة ّ‬
‫حصر قائم ‪66 6‬ة ال ّش ‪6 6‬روط التع ّس‪6 6 6‬فية ي‪66 6‬وفر محاية أفضل للمس‪66 6‬تهلك‪ ،‬وذلك بفسح اجملال أم‪66 6‬ام القض‪66 6‬اء‬
‫للحكم على ش‪66 6‬روط مل ت‪66 6‬رد يف القائمة بأهنا تع ّس ‪6 6‬فية‪ 6،‬اس‪66 6‬تناداً إىل نص املادة ‪ 3‬احلالة ‪ 5‬من نفس‬
‫القانون‪.16‬‬
‫ويتمثل تع‪66 6‬داد ه‪66 6‬ذه ال ّش ‪6 6‬روط التع ّس ‪6 6‬فية‪ 6‬ال‪66 6‬واردة يف املادة ‪ 29‬من الق‪66 6‬انون رقم‪02_04‬‬
‫املتعلق بالقواعد املطبقة على املمارسات التجارية السابق الذكر ونستخلصها من املادة‪ 29‬اليت تعترب‬
‫تعسفية‪ 6‬العقود بني املستهلك و متدخل اقتصادي ما يلي‪:‬‬ ‫بنودا وشروطاً ّ‬
‫ك‪66 6 6‬ل أخذ للحق‪66 6 6‬وق واالمتي‪66 6 6‬ازات ال‪66 6 6‬يت ال تقابلها حق‪66 6 6‬وق و امتي‪66 6 6‬ازات مماثلة مع‪66 6 6‬رتف هبا‬
‫للمس ‪66‬تهلك و ك ‪66‬ذالك حال ‪66‬ة ف ‪66‬رض التزام ‪66‬ات فورية وهنائية على املس ‪66‬تهلك يف العق ‪66‬ود‪ ،‬يف حني أنه‬
‫يتعاقد هو بش ‪66 6‬روط حيققها مىت أراد وعن ‪66 6‬د امتالكه‪ 6‬حلق تع ‪66 6‬ديل عناصر العقد األساس ‪66 6‬ية‪ 6‬أو مميزات‬
‫املنت‪66‬وج املس‪6‬لم أو اخلدمة املقدم‪66‬ة دون موافقة املس‪6‬تهلك‪،‬وله ك‪66‬ذلك ح‪6‬ق التف‪6‬رد حبق تفسري ش‪6‬رط أو‬
‫ع ‪66‬دة ش ‪66‬روط من العقد أو التف ‪66‬رد يف اختاذ ق ‪66‬رار البت‪ 6‬يف مطابق ‪66‬ة العملية التجارية لل ّش ‪6‬روط التعاقدي ‪66‬ة‬
‫وإن إل‪66‬زام املس‪66‬تهلك بتنفيذ التزاماته‪ 6‬دون أن يل‪6‬زم نفس‪66‬ه هبا ورفض حق املس‪66‬تهلك يف فسخ العقد إذا‬
‫أخل هو ب ‪66‬االلتزام أو ع ‪66‬دة التزام ‪66‬ات يف ذمته وإذ تف ‪66‬رد بتغيري آج ‪66‬ال تس ‪66‬ليم منت ‪66‬وج أو آج ‪66‬ال تنفيذ‬
‫خدم ‪66 6‬ة‪،‬وك ‪66 6‬ذلك هتديد املس ‪66 6‬تهلك بقطع العالقة التعاقدية جملرد رفض املس ‪66 6‬تهلك اخلض ‪66 6‬وع لش‪66 6‬روط‬
‫جتارية جديدة غري متكافئة‪.2‬‬

‫‪ _ 1‬سي الطيب حممد األمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪130‬‬


‫‪ _2‬ورد ضمن نص املادة ‪29‬من القانون رقم‪ 02_04‬املتعلق بالقواعيد املطبقة على املمارسات التجارية ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫ك ‪66‬ل م ‪66‬ا تق ‪66‬دم ذك ‪66‬ره ه ‪66‬و من ض ‪66‬من الق ‪66‬وائم ال ‪66‬واردة يف ق ‪66‬وانني احلماية من ال ّش ‪6‬روط‬
‫التع ّس‪6‬فية وه‪6‬ذه الق‪6‬وائم تع‪6‬زز بق‪6‬وائم أخ‪6‬رى واردة مبوجب مراس‪6‬يم حكومي‪6‬ة‪ ،‬تص‪6‬درها ه‪6‬ذه األخ‪6‬رية‬
‫بعد استش ‪66‬ارة جلنة ال ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية ومبوجبه ‪66‬ا أض ‪66‬اف املش ‪66‬رع اجلزائ ‪66‬ري قائم ‪66‬ة أخ ‪66‬ري منوذجي ‪66‬ة‬
‫للش‪66‬روط التعس‪66‬فية تكم‪66‬ل القائم‪66‬ة ال‪66‬واردة باملادة‪ 29‬من الق‪66‬انون‪ 6‬رقم‪ 02_04‬ال‪66‬ذي حيدد القواع‪66‬د‬
‫املطبق ‪6‬ة‪ 6‬على املمارس ‪66‬ات التجاري ‪66‬ة الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر‪ ،‬ومبوجب املادة ‪ 05‬املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي رقم‪_06‬‬
‫‪ 306‬احملدد للعناص ‪6‬ر‪ 6‬األساس‪66‬ية‪ 6‬للعق‪66‬ود املربم‪66‬ة بني األع‪66‬وان االقتص‪66‬اديني واملس‪66‬تهلكني والبن‪66‬ود ال‪66‬يت تعت‪66‬رب‬
‫تعس‪66 6‬فية الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر ف‪66 6‬إن من بني ه‪66 6‬ذه الش‪66 6‬روط هن‪66 6‬اك ش ‪66 6‬رط كث‪66 6‬ريا م‪66 6‬ا يلج‪66 6‬أ إلي‪66 6‬ه األع‪66 6‬وان‪6‬‬
‫االقتص‪66‬اديون‪،‬وه‪6‬و‪ 6‬ذل‪66‬ك الش‪66‬رط املعفي‪ 6‬أو احملدد للمس‪66‬ؤولية ال‪66‬ذي ينتج عن‪66‬ه منح أفض‪66‬لية غ‪66‬ري م‪66‬ربرة‬
‫‪1‬‬
‫للعون االقتصادي يف حالة إخالله بااللتزامات الناشئة‪ 6‬عن العقد الذي جيمعه باملستهلك‪.‬‬
‫أي دور استش‪66‬اري للجنة البن‪66‬ود التعس‪66‬فية‪ 6‬ل‪66‬دى القض‪66‬اء‬ ‫لكن املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري مل ينص على ّ‬
‫ولكن تطبيق ‪6 6‬اً لنص املادة ‪ 30‬من ق‪66 6‬انون ‪ 02_04‬ال‪66 6‬ذي حيدد القواع‪66 6‬د املطبق ‪6 6‬ة‪ 6‬على املمارس‪66 6‬ات‬
‫التجاري ‪66‬ة الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر ‪ ،‬ص ‪66‬در املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي رقم‪ 06-306‬احملدد للعناص ‪6‬ر‪ 6‬األساس ‪66‬ية للعق ‪66‬ود‬
‫املربم ‪66‬ة بني األع ‪66‬وان االقتص ‪66‬اديني واملس ‪66‬تهلكني والبن ‪66‬ود ال ‪66‬يت تعت ‪66‬رب تعس ‪66‬فية الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر ونص ‪66‬ت املادة‬
‫األوىل‪ 2‬من املرسوم التنفيذي نفسه على ذالك‪.3‬‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫الفقرة األولي‪ :‬تشكيل لجنة ال ّ‬
‫التعسفية‪ 6‬مبوجب املرسوم التنفيذي رقم‪306_06‬‬
‫املشرع اجلزائري جلنة البنود ّ‬
‫ولقد أنشأ ّ‬
‫احملدد للعناص‪66‬ر األساس‪66‬ية للعق‪66‬ود املربم‪66‬ة بني األع‪66‬وان االقتص‪66‬اديني واملس‪66‬تهلكني والبن‪66‬ود‪ 6‬ال‪66‬يت تعت‪66‬رب تعس‪66‬فية‬
‫السابق الذكر وتش‪6‬كيلة ه‪6‬ذه اللجنة ج‪6‬اءت لتعكس الغاية من إنش‪6‬ائها ولتحقي‪6‬ق ذل‪6‬ك جع‪6‬ل هلا ع‪6‬دة‬
‫اختصاص ‪66‬ات‪،‬ألن املش ‪66‬رع اجلزائ ‪66‬ري اقت ‪66‬دى بنظ ‪66‬ريه الفرنسي وأنشأ جلنة وردت بتحدي ‪66‬د يف الفصل‬
‫الث ‪66‬الث من املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي رقم ‪ 306_06‬ال ‪66‬ذي يه ‪66‬دف إىل حتديد العناصر األساس ‪66‬ية للعق ‪66‬ود‬
‫املربمة‪ 6‬بني األع ‪66 6‬وان‪ 6‬االقتص ‪66 6‬اديني واملس ‪66 6‬تهلكني والبن ‪66 6‬ود اليت تعترب تع ّس‪6 6 6‬فية‪ 6‬الس ‪66 6‬ابق ال ‪66 6‬ذكر حبيث مت‬

‫‪-1‬حلاق عيسى ‪،‬زغودي عمر‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪18‬‬


‫‪_2‬نص املادة األوىل "وتطبيقاً لنص املادة ‪ 30‬من قانون ‪ 02_04‬املؤرخ يف ‪ 23‬يونيو سنة‪ 2004‬والذكور أعاله‪،‬كل اتفاق أو اتفاقية هتدف إىل‬
‫بيع سلعة أو تأدية خدمة‪،‬حرر مسبقا من طرف االتفاق مع إذعان الطرف األخر حبيث ال ميكن هذا األخري إحداث تغيري حقيقي فيه" من املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 306_06‬احملدد للعناصر األساسية‪ 6‬للعقود املربمة بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت تعترب تعسفية ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ _3‬سي الطيب حممد‪ 6‬األمني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪130‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫تنص ‪66‬يب‪ 6‬جلنة البن ‪66‬ود التع ّس ‪6‬فية ل ‪66‬دى ال ‪66‬وزير املكلف بالتج ‪66‬ارة‪ ،‬وهي ذات ط ‪66‬ابع استش ‪66‬اري‪ ،‬و ال ‪66‬يت‬
‫تدعى يف صلب النص "اللّجنة" ‪1‬كما وجاء يف نص املادة‪06‬من املرسوم التنفيذي ‪2‬أعاله‪6.‬‬
‫أم‪66 6‬ا عن تشكيل اللجنة فج‪66 6‬اء حس‪66 6‬ب املادة ‪ 08‬املرس‪66 6‬وم التنفي‪66 6‬ذي رقم ‪ 306_06‬احملدد‬
‫للعناصر األساسية‪ 6‬للعق‪66‬ود املربم‪66‬ة بني األع‪6‬وان االقتص‪6‬اديني واملس‪66‬تهلكني والبن‪66‬ود ال‪6‬يت تعت‪66‬رب تعس‪66‬فية‪ 6‬الس‪66‬ابق‬
‫الذكر وتشكيلة اللجنة اليت جاءت تتكون من األعضاء األيت ذكرهم‪:3‬‬
‫‪ -‬ممثل عن الوزير املكلف بالتجارة‪ ،‬خمتص يف جمال املمارسات التجارية‪ ،‬رئيساً‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل عن وزير العدل‪ ،‬خمتص يف قانون العقود‪.‬‬
‫‪ -‬عضو من جملس املنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬متع‪66‬املني اقتص‪66‬اديني عض‪66‬وين يف الغرفة اجلزائرية للتج‪66‬ارة والص‪66‬ناعة‪ 6‬وم‪66‬ؤهلني يف ق‪66‬انون االعم‪66‬ال‬
‫والعقود‪.‬‬
‫‪ -‬ممثلني من مجعيات محاية املستهلكني ذات طابع وطين‪ ،‬مؤهلني يف جمال قانون االعمال والعقود‪.‬‬
‫وأضافت املادة ‪ 08‬منه‪ ،‬أنه ميكن اللّجنة االستعانة بأي شخص آخر بوسعه أن يفيدها يف أعماهلا‪.‬‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫الفقرة الثانية‪ :‬اختصاصات لجنة ال ّ‬
‫التعسفية عن املشرع اجلزائري‪ ،‬فإهنا جاءت مبوجب املواد‬ ‫بالنسبة الختصاصات جلنة البنود ّ‬
‫‪ 07‬و‪ 11‬و‪ 12‬من املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي رقم ‪ 306_06‬احملدد للعناص ‪66‬ر األساس ‪66‬ية‪ 6‬للعق ‪66‬ود املربم ‪66‬ة بني‬
‫األع‪66 6‬وان االقتص‪66 6‬اديني واملس‪66 6‬تهلكني والبن‪66 6‬ود ال‪66 6‬يت تعت‪66 6‬رب تعس‪66 6‬فية الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر‪ ، 4‬من املواد أعاله‪ 6‬يتم‬
‫التعسفية وذلك يف األيت‪:‬‬ ‫الشروط ّ‬ ‫استخالص اختصاصات جلنة ّ‬

‫‪_1‬حلاق عيسى ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪. 133‬‬


‫التعسفية ذات طابع استشاري‪،‬وتدعى يف صلب النص "اللّجنة‪."6‬‬ ‫_نص املادة ‪"6‬تنشأ لدي الوزير املكلف بالتجارة جلنة البنود ّ‬
‫‪2‬‬

‫يرأس اجلنة ممثل الوزير املكلف بالتجارة‪،‬تعد اللجنة نظامها الداخلي الذي يصادق عليه بقرار من الوزير املكلف بالتجارة‪.‬‬
‫تسري أمانة اللجنة من طرف املصاحل املعينة للوزير‪ .‬املكلف بالتجارة‪ " .‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 306_06‬احملدد للعناصر األساسية‪ 6‬للعقود املربمة‬
‫بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت تعترب تعسفية ‪،‬مرجع سابق‬
‫‪ _ 3‬ورد يف املادة‪ 8‬من املرسرم التنفيذي رقم‪ 306_06‬احملدد للعناصر األساسية للعقود املربمة بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت‬
‫تعترب تعسفية ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ _ 4‬انظر املواد‪07‬و‪11‬و‪12‬من املرسوم التنفيذي ‪ 306_06‬احملدد للعناصر األساسية‪ 6‬للعقود املربمة بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود‬
‫اليت تعترب تعسفية ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫االختص‪66 6 6 6 6 6‬اص‪ 6‬األول يتمث‪66 6 6 6 6 6‬ل يف أهنا تبحث يف كل العق‪66 6 6 6 6 6‬ود املطبقة من ط‪66 6 6 6 6 6‬رف األع ‪66 6 6 6‬وان‬
‫االقتص‪66‬اديني على املس‪66‬تهلكني والبن‪66‬ود ذات الط‪66‬ابع التع ّس‪6‬في‪،‬كما أهنا تض‪66‬ع توص‪66‬يات تبلغ إىل ال‪66‬وزير‬
‫املكلف بالتج ‪66 6‬ارة واملؤسس ‪66 6‬ات‪ 6‬املعني ‪66 6‬ة‪ ،‬كما ميكنها أن تق ‪66 6‬وم بكل دراسة أو خ ‪66 6‬ربة متعلقة بكيفي ‪6 6‬ة‪6‬‬
‫تطبيق العقود جتاه املستهلكني‪.1‬‬
‫أم‪66‬ا االختص‪66‬اص الث‪66‬اين أنه يف س‪66‬بيل قي‪66‬ام اللّجنة مبهامه‪66‬ا‪ ،‬ختطر إما من تلق‪66‬اء نفس‪66‬ها‪ ،‬أو ختطر‬
‫من ط ‪66 6 6 6 6 6‬رف ال‪66 6 6 6 6 6‬وزير املكلف بالتج ‪66 6 6 6 6 6‬ارة‪ ،‬ومن ط ‪66 6 6 6 6 6‬رف كل إدارة ومجعية مهنية ومجعي ‪66 6 6 6‬ات محاية‬
‫املستهلكني‪ ،‬وكل مؤسسة أخرى هلا مصلحة يف ذلك ‪.2‬‬
‫وأم ‪66‬ا االختص ‪66‬اص الث ‪66‬الث‪ 6‬أنه تنشر اللّجنة آراءها وتوص ‪66‬ياهتا بكل الوس ‪66‬ائل املالئم ‪66‬ة‪ ،‬وزي ‪66‬ادة‬
‫على ذلك ميكنها أن تعد أو تنشر كل املعلوم ‪66 6‬ات املفي ‪66 6‬دة املتعلقة‪ 6‬مبوض ‪66 6‬وعها عن طريق كل وس‪66 6‬يلة‬
‫مالئمة‪ ،‬على أن تقوم كل سنة بإعداد تقرير عن نش‪66‬اطها‪ ،‬يبلغ إىل ال‪66‬وزير املكلف بالتج‪66‬ارة‪ ،‬وينشر‬
‫أي دور‬ ‫كلي ‪6‬اً أو مس‪66‬تخرجات منه بكل وس‪66‬يلة مالئم‪66‬ة وأخ‪66‬ريا ف‪66‬إن املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري مل تنص على ّ‬
‫‪3‬‬
‫استشاري للجنة البنود التعسفية لدي القضاء‪.‬‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫الفرع الثاني ‪ :‬الرقابة اإلدارية بموجب المراسيم الحكومية المح ّددة لل ّ‬
‫هذا النوع من الرقابة يتم مبوجب مراسيم حكومية س‪66‬وف يتم التط‪66‬رق هلا يف البن‪66‬د األول‪،‬مث‬
‫يتم حتديد العناصر األساسية‪ 6‬للعقود يف البند الثاين‪.‬‬
‫البند األول‪ :‬الرقابة اإلدارية للحكومية بموجب المراسيم‬
‫لق ‪66‬د أخذ املش ‪6ّ 6‬رع اجلزائ ‪66‬ري بنظ ‪66‬ام حضر ال ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية‪ 6‬مبوجب املراس ‪66‬يم اليت تص ‪66‬درها‬
‫احلكوم ‪6‬ة‪ 6‬و يف ه‪66‬ذا الص‪66‬دد نصت املادة ‪ 30‬من ق‪66‬انون ‪ 02_04‬ال‪66‬ذي حيدد القواع‪66‬د املطبق ‪6‬ة‪ 6‬على‬
‫املمارس ‪66‬ات التجاري ‪66‬ة الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر على أهنا"ته دف حماية مص الح المس تهلك وحقوق ه‪ ،‬يمكن‬
‫تحديد العناصر األساس ية للعق ود عن طريق التنظيم‪ ،‬وك ذا منع العمل في مختلف أن واع‬
‫تعس فية"‪.‬ويتضح ذلك من عب‪66 6‬ارة " منع العمل في مختلف‬
‫الش روط ال تي تعت بر ّ‬
‫العق ود ببعض ّ‬
‫أنواع العقود" الواردة يف املادة ‪ 30‬السابقة الذكر وذلك بشرط أن تكون عقود إذعان حبيث جنده‬

‫‪ _ 1‬سي الطيب حممد األمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪135‬‬


‫‪ _ 2‬سي الطيب حممد األمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪136‬‬
‫‪ ، _ 3‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.136‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫منح الس ‪66 6‬لطة التنظيمية مهم ‪66 6‬ة الت ‪66 6‬دخل هبد ف محاي ‪66 6‬ة مص ‪66 6‬احل املس ‪66 6‬تهلك وحقوقه وذلك عن طريق‬
‫حمورين احملور األول وهو التحديد املس‪6‬بق للعناص‪6‬ر األساس‪6‬ية‪ 6‬للعق‪6‬ود املربمة مع املس‪6‬تهلكني أما احملور‬
‫الث‪66‬اين فهو ت‪66‬دخل الس‪66‬لطة التنظيمية‪ 6‬ملنع بعض ال ّش‪6‬روط اليت تعترب تع ّس‪6‬فية‪ 6،‬لكن ه‪66‬ذا احملور الث‪66‬اين‪ ،‬مل‬
‫يقصره املشرع على العقود املربمة مع املستهلكني أو عقود االستهالك‪ ،‬وإمنا خ‪66‬ول الس‪66‬لطة التنظيمية‬
‫منع ال ّش ‪6 6‬روط التع ّس ‪6 6‬فية‪ 6‬يف مجي‪66 6‬ع العق‪66 6‬ود س‪66 6‬واءً ك‪66 6‬انت مربمة بني املت‪66 6‬دخلون االقتص‪66 6‬اديون أي فيما‬
‫بينهم‪ ،‬أو بني املتدخلون االقتصاديون‪ 6‬واملستهلكني ‪.1‬‬
‫وذلك على خالف القائمة ال‪66‬واردة باملادة ‪ 29‬من نفس الق‪66‬انون‪ ،‬واليت حص‪66‬ر نط‪66‬اق احلماية‬
‫‪2‬‬
‫الشروط اليت تتضمنها يف عقود البيع املربمة‪ 6‬بني البائع واملستهلك‪.‬‬ ‫من ّ‬
‫البند الثاني‪:‬تحديد العناصر األساسية للعقود‬
‫تطبيق ‪6 6‬اً لنص املادة ‪ 30‬من ق‪66 6‬انون ‪ 02_04‬ال‪66 6‬ذي حيدد القواعد املطبق‪66 6‬ة على املمارس ‪66‬ات‬
‫التجاري‪66‬ة الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر ص‪66‬در املرس‪66‬وم التنفي‪66‬ذي رقم‪ 06-306‬احملدد للعناص‪66‬ر األساس‪66‬ية للعق‪66‬ود‬
‫املربمة‪ 6‬بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت تعترب تعس‪66‬فية الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر وج‪6‬اء يف املادة‬
‫‪05‬من ه ‪66‬ذا املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي أعاله العناصر األساس ‪66‬ية‪ 6‬للعق ‪66‬ود املذكورة يف املادة ‪ 02‬و ‪ 03‬من‬
‫نفس املرس ‪66 6 6‬وم و ال ‪66 6 6‬وردت يف املادة ‪ 05‬من املرس ‪66 6 6‬وم التنفي ‪66 6 6‬ذي‪ 6‬رقم‪ 06-306‬احملدد للعناص ‪66 6‬ر‬
‫األساس ‪66‬ية للعق ‪66‬ود املربم ‪6‬ة‪ 6‬بني األع ‪66‬وان‪ 6‬االقتص ‪66‬اديني واملس ‪66‬تهلكني والبن ‪66‬ود ال ‪66‬يت تعت ‪66‬رب تعس ‪66‬فية الس ‪66‬ابق‬
‫الذكر واليت جاء فيها ما يلي‪:‬‬
‫تعترب عناصر أساسية جيب إدراجها يف العقود املربمة بني العون‪ 6‬االقتصادي واملستهلك‪،‬‬
‫العناصر املرتبطة ب‪66 6 6‬احلقوق اجلوهرية للمس‪66 6 6‬تهلك واليت تتعل‪66 6 6‬ق ب‪66 6 6‬األعالم‪ 6‬املس‪66 6 6‬بق للمس‪66 6 6‬تهلك ونزاهة‬
‫وش ‪66‬فافية العملي ‪66‬ات التجارية وأمن ومطابقة الس ‪66‬لع و اخلدمات وك ‪66‬ذا الض ‪66‬مان واخلدمة ما بعد ال ‪66‬بيع‬
‫وأم‪66‬ا عن‪66‬د االحتف‪66‬اظ حبق تع‪66‬ديل العقد أو فسخ بص‪66‬فة منف‪66‬ردة و ب‪66‬دون تع‪66‬ويض‪ 6‬املس‪66‬تهلك ألن ع‪66‬دم‬
‫السماح للمستهلك يف حالة القوة القاهرة بفسخ العقد‪ ،‬إال مبقابل دفع تعويض‪.3‬‬

‫‪ _ 1‬بودايل حممد‪ 6،‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ _2‬سي الطبيب حممد‪ 6‬األمني‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪. 138‬‬
‫‪ _3‬ورد يف املادة‪ 5‬من املرسرم التنفيذي رقم‪ 306_06‬احملدد للعناصر األساسية‪ 6‬للعقود املربمة بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت‬
‫تعترب تعسفية ‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫يف حال‪66‬ة التخلي عن مس‪66‬ؤوليته بص‪66‬فة منف‪66‬ردة ب‪66‬دون تع‪66‬ويض‪ 6‬املس‪66‬تهلك يف حالة ع‪66‬دم التنفيذ‬
‫الكلي أو اجلزئي أو التنفيذ غري الص ‪66 6‬حيح لواجبات ‪66 6‬ه‪،‬كم ‪66 6‬ا أن النص يف حالة اخلالف مع املس ‪66 6‬تهلك‬
‫على ختلي ه‪66 6‬ذا األخري عن اللّج‪66 6‬وء إىل أي وس‪66 6‬يلة طعن ض‪66 6‬ده‪،‬ولكن يف حال‪66 6‬ة ف‪66 6‬رض بن‪66 6‬ود مل يكن‬
‫املس‪66‬تهلك على علم هبا قبل إب‪66‬رام العق‪66‬د أو االحتف‪66‬اظ باملب‪66‬الغ املدفوعة من ط‪66‬رف املس‪66‬تهلك يف حالة‬
‫ما إذا امتنع هذا األخري عن تنفيذ العقد أو قام بفسخه دون إعطائه احلق يف التعويض يف حالة ما إذا‬
‫ختلى الع‪66‬ون‪ 6‬االقتص‪66‬ادي هو بنفسه عن تنفيذ العقد أو ق‪66‬ام بفس‪66‬خه أو حتديد مبلغ التع‪66‬ويض‪ 6‬ال‪66‬واجب‬
‫دفعه من ط ‪66‬رف املس ‪66‬تهلك ال ‪66‬ذي ال يق ‪66‬وم بتنفيذ‪ 6‬واجبات ‪66‬ه‪ ،‬دون أن حيدد مقابل ذلك تعويض ‪6‬اً‪ 6‬يدفعه‬
‫‪6‬ربرة على‬‫الع ‪66‬ون‪ 6‬االقتص ‪66‬ادي ال ‪66‬ذي ال يق ‪66‬وم بتنفيذ‪ 6‬واجبات ‪66‬ه أو حال ‪66‬ة ف ‪66‬رض واجب ‪66‬ات إض ‪66‬افية غري م ‪ّ 6‬‬
‫املس‪66‬تهلك أو االحتف‪66‬اظ حبق إجب‪66‬ار املس‪66‬تهلك على تع‪66‬ويض‪ 6‬املص‪66‬اريف و األتع‪66‬اب املس‪66‬تحقة بف‪66‬رض‬
‫التنفيذ اإلجب‪66 6 6 6 6 6‬اري للعقد دون أن مينحه نفس احلق‪،‬ويعفي‪ 6‬نفسه من الواجب‪66 6 6 6 6 6‬ات املرتتبة‪ 6‬عن ممارسة‬
‫نشاطاته‪ ،‬كما حيمل املستهلك عبئ الواجبات اليت تعترب من مسؤوليته‪.16‬‬
‫ومن خالل الفق‪66 6‬رة األوىل من املادة ‪ 05‬من نفس املرس‪66 6‬وم التنفي‪66 6‬ذي أعاله‪ ،‬يب‪66 6‬دو أن ه ‪66‬ذه‬
‫تعس فية‬
‫القائمة ج ‪66 6‬اءت على س ‪66 6‬بيل احلصر ال على س ‪66 6‬بيل املث ‪66 6‬ال‪ ،‬ويظهر ذلك من عب ‪66 6‬ارة‪" :‬تعت بر ّ‬
‫البنود التي يقوم من خاللها العون االقتصادي بما يأتي " إذن ه‪66‬ذه الفق‪66‬رة مل تتض‪66‬من ما يفيد أن‬
‫القائمة جاءت على س‪6‬بيل املث‪6‬ال أي أنه ب‪6‬العودة إىل نص املادة ‪ 30‬من ق‪6‬انون ‪ 02_04‬ال‪6‬ذي حيدد‬
‫القواع ‪66‬د املطبق ‪66‬ة على املمارس ‪66‬ات التجاري ‪66‬ة الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر ميكن الق ‪66‬ول أنه حىت وإن ك ‪66‬انت القائمة‬
‫احمل ّددة للش ‪66‬روط املعت ‪66‬ربة‪ 6‬تع ّس ‪6‬فية ال ‪66‬واردة مبوجب املادة ‪ 05‬من املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي‪ 6‬رقم ‪306_06‬‬
‫احملدد للعناص ‪66‬ر األساس ‪66‬ية للعق ‪66‬ود املربم‪6 6‬ة‪ 6‬بني األع ‪66‬وان‪ 6‬االقتص ‪66‬اديني واملس ‪66‬تهلكني والبن ‪66‬ود ال ‪66‬يت تعت ‪66‬رب‬
‫تعس ‪66 6‬فية‪ 6‬الس ‪66 6‬ابق ال ‪66 6‬ذكر تب ‪66 6‬دو وكأهنا حص ‪66 6‬ريية إال أن املادة ‪ 30‬من ق ‪66 6‬انون‪ 02_04‬ال‪66 6‬ذي حيدد‬
‫القواع‪66‬د املطبق‪66‬ة على املمارس‪66‬ات التجاري‪66‬ة الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر تعطي احلكومة حق إص‪66‬دار املراس‪66‬يم ت‪66‬ورد‬
‫التعسفية ‪.2‬‬
‫للشروط ّ‬ ‫قوائم أخرى جديدة حم ّددة ّ‬

‫‪ _1‬ورد يف املادة‪ 5‬من املرسرم التنفيذي رقم‪ 306_06‬احملدد للعناصر األساسية‪ 6‬للعقود املربمة بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت‬
‫تعترب تعسفية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ _ 2‬سي الطبيب حممد األمني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.140‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫وبالت‪66 6‬ايل فإن القائمة املذكورة يف املادة ‪ 05‬من املرس‪66 6‬وم التنفي‪66 6‬ذي رقم ‪ 306_06‬احملدد‬
‫للعناص‪66‬ر األساس‪66‬ية للعق‪66‬ود املربم ‪6‬ة‪ 6‬بني األع‪66‬وان االقتص‪66‬اديني واملس‪66‬تهلكني والبن‪66‬ود ال‪66‬يت تعت‪66‬رب تعس‪66‬فية‬
‫الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر ليست على س‪66 6‬بيل احلصر إذا افرتض‪66 6‬نا أن احلكومة مل تص‪66 6‬در يف املس‪66 6‬تقبل أي قائمة‬
‫أخ‪66‬رى ألن ه‪66‬ذا األمر مل يط‪66‬رح أي إش‪66‬كال ما دام أنه جيوز للقاضي اجلزائ‪66‬ري االس‪66‬تناد على تعريف‬
‫التعسفي الوارد يف املادة‪ 03‬احلالة ‪ 05‬من قانون ‪ 02_04‬الذي حيدد القواعد املطبقة على‬ ‫الشرط ّ‬ ‫ّ‬
‫املمارس‪66‬ات التجاري‪66‬ة الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر‪ ،‬ليعت‪66‬ربه‪ 6‬ش‪66‬رطاً ألنه تع ّس‪6‬فياً رغم ع‪66‬دم ذك‪66‬ره يف القائم‪66‬ة ال‪66‬واردة‬
‫‪1‬‬
‫يف قانون ‪ 02_04‬الذي حيدد القواعد املطبقة على املمارسات التجارية السابق الذكر‪.‬‬
‫ورغم ع ‪66 6 6‬دم ذك ‪66 6 6‬ره أيض‪6 6 6 6‬اً من ط ‪66 6 6‬رف احلكومة يف القائمة ال ‪66 6 6‬واردة باملادة‪ 05‬من املرس ‪66 6‬وم‬
‫التنفي‪66 6 6‬ذي رقم ‪ 306_06‬احملدد للعناص‪66 6 6 6‬ر األساس‪66 6 6‬ية‪ 6‬للعق‪66 6 6‬ود املربم ‪6 6 6‬ة‪ 6‬بني األع‪66 6 6 6‬وان‪ 6‬االقتص‪66 6 6‬اديني‬
‫واملس‪66‬تهلكني والبن‪66‬ود ال‪66‬يت تعت‪66‬رب تعس‪66‬فية الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر وذلك حتت رقابة احملكمة العليا على التط‪66‬بيق‬
‫ال‪66‬ذي يق‪66‬وم به قض‪66‬اة املوض‪66‬وع‪ 6‬فنصت بأنه تعترب عناصر أساس‪66‬ية جيب إدراجها يف العق‪66‬ود املربمة بني‬
‫الع‪66‬ون االقتص‪66‬ادي واملس‪66‬تهلك‪ ،‬العناصر املرتبطة ب‪66‬احلقوق اجلوهرية للمس‪66‬تهلك واليت تتعل‪66‬ق ب‪66‬اإلعالم‬
‫املس ‪66‬بق للمس ‪66‬تهلك ونزاهة وش ‪66‬فافية العملي ‪66‬ات التجارية وأمن ومطابقة الس ‪66‬لع و‪/‬أو اخلدمات وك ‪66‬ذا‬
‫‪2‬‬
‫الضمان واخلدمة ما بعد البيع‪.‬‬
‫ج ‪66‬اءت املادة ‪ 03‬من املرس ‪66‬وم التنفي ‪66‬ذي رقم ‪ 306_06‬احملدد للعناص ‪66‬ر األساس ‪66‬ية للعق ‪66‬ود‬
‫املربمة‪ 6‬بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت تعترب تعسفية السابق ال‪66‬ذكر لتع‪66‬دد ما يتعلق‬
‫بالعناصر األساسية للعق‪66‬ود املذكورة يف املادة ‪ 02‬من نفس من املرس‪66‬وم التنفي‪66‬ذي واليت ج‪66‬اءت على‬
‫س‪66‬بيل املث‪66‬ال ال احلصر ويظه‪66‬ر ذلك من عب‪66‬ارة "تتعلق العناصر األساسية المذكورة في المادة ‪02‬‬
‫أعاله أساساً بما يأتي" وتعداد هذه العناصر جاء يف املادة ‪ 03‬املذكورة أعاله كما يأتي‪:‬‬
‫تتعلق العناصر األساس ‪66 6 6 6‬ية‪ 6‬املذكورة يف املادة ‪ 02‬أعاله‪ 6‬أساس‪6 6 6 6 6‬اً يف خصوص ‪66 6 6 6‬يات الس ‪66 6 6‬لع‬
‫واخلدمات وطبيعتها‪ 6‬وك ‪66 6‬ذالك األس ‪66 6‬عار والتعريف ‪66 6‬ات‪ 6‬و كيفي ‪66 6‬ان ال ‪66 6‬دفع و ش ‪66 6‬روط التس ‪66 6‬ليم وآجاله‬

‫‪ _ 1‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪.141‬‬


‫‪ - 2‬سي الطبيب حممد‪ 6‬األمني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪149‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫وإضافة إىل ذلك عقوبات التأخري عن الدفع و التسليم كيفيات الض‪6‬مان ومطابقة الس‪6‬لع و اخلدمات‬
‫‪1‬‬
‫وشروط تعديل البنود التعاقدية و شروط تسوية النزاعات وأخريا إجراءات فسخ العقد‪.‬‬
‫إض‪66‬افة إىل ذل‪66‬ك ميكن االحتف‪66‬اظ حبق تع‪66‬ديل العقد أو فس‪66‬خه بص‪66‬فة منف‪66‬ردة‪ ،‬ب‪66‬دون تع‪66‬ويض‬
‫املس ‪66‬تهلك و ع ‪66‬دم الس ‪66‬ماح للمس ‪66‬تهلك يف حالة الق ‪66‬وة الق ‪66‬اهرة بفسخ العق ‪66‬د‪ ،‬ال مبقابل دفع تع ‪66‬ويض‬
‫ويع‪66 6‬د التخلي عن مس‪66 6‬ؤوليته‪ 6‬بص‪66 6‬فة منف‪66 6‬ردة ب‪66 6‬دون تع‪66 6‬ويض املس‪66 6‬تهلك يف حالة ع‪66 6‬دم التنفيذ الكلي‬
‫اجلزئي أو التنفيذ غري الص ‪66 6‬حيح لواجباته‪،‬ألن النص يف حالة اخلالف مع املس‪66 6 6‬تهلك على ختلي ه ‪66 6‬ذا‬
‫األخري عن اللّج‪66‬وء إىل أي وس‪66‬يلة طعن ض‪66‬ده وف‪66‬رض بن‪66‬ود مل يكن املس‪66‬تهلك على علم هبا قبل إب‪66‬رام‬
‫العقد‪،‬وتل ‪66‬ك هي الرقاب ‪66‬ة اإلداري ‪66‬ة على الش ‪66‬روط التعس ‪66‬فية وهن ‪66‬اك رقاب ‪66‬ة أخ ‪66‬رى أك ‪66‬ثر ج ‪66‬رأة وأك ‪66‬ثر‬
‫‪2‬‬
‫فعالية‪ ،‬وهي رقابة القضاء‪.‬‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫المطلب الثاني ‪:‬الرقابة القضائية لحماية المستهلك من ال ّ‬
‫تنقسم الرقابة القض ‪66‬ائية‪ 6‬يف ه ‪66‬ذا الص‪ّ 6 6‬دد إىل رقابة القض ‪66‬اء اإلداري وإىل رقاب ‪66‬ة القض ‪66‬اء املدين‬
‫وه‪66 6 6‬و ماس‪66 6 6‬وف يتم توض‪66 6 6‬يحه يف الف‪66 6 6‬رع األول ومث اجلزاء على ال ّش ‪6 6 6‬رط التع ّس ‪6 6 6‬في وه‪66 6 6‬و ال ‪66 6‬ذي يتم‬
‫توضيحه يف الفرع الثاين‪.‬‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫الفرع األول‪:‬أنواع الرقابة القضائية على ال ّ‬
‫تنقسم الرقابة القض‪6‬ائية‪ 6‬إىل ن‪6‬وعني مها رقابة القض‪6‬اء اإلداري البن‪6‬د األول مث رقاب‪6‬ة القض‪6‬اء املدين البن‪6‬د‬
‫الثاين‪.‬‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫البند األول ‪ :‬رقابة القضاء اإلداري على ال ّ‬
‫ميلك القض‪66 6 6‬اء اإلداري س‪66 6 6‬لطة رقابية على م‪66 6 6‬دى مطابقة املراس‪66 6 6‬يم اليت ت‪66 6 6‬ورد ق ‪66 6‬وائم حم ّددة‬
‫لل ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية واليت تص ‪66‬درها احلكومة طبق‪6 6‬اً للق ‪66‬انون‪ 6‬ال ‪66‬ذي خ ‪6ّ 6‬ول هلا ه ‪66‬ذه الس ‪66‬لطة‪ ،‬يف ه ‪66‬ذا‬
‫الص‪66‬دد نصت املادة ‪ 30‬من ق‪66‬انون ‪ 02_04‬ال‪66‬ذي حيدد القواع‪66‬د املطبق‪66‬ة على املمارس‪66‬ات التجاري‪66‬ة‬
‫الس ‪66 6‬ابق ال ‪66 6‬ذكر على أهنا "ته دف حماية مص الح المس تهلك وحقوق ه‪ ،‬يمكن تحديد العناصر‬
‫األساس ية للعق ود عن طريق التنظيم‪ ،‬وك ذا منع العمل في مختلف أن واع العق ود ببعض‬

‫‪ _1‬ورد يف املادة‪ 3‬من املرسرم التنفيذي رقم‪ 306_06‬احملدد للعناصر األساسية‪ 6‬للعقود املربمة بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت‬
‫تعترب تعسفية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ _2‬سي الطبيب حممد‪ 6‬األمني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪150‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫تعس فية"‪.‬ه‪66‬ذا من جهة ومن جهة أخ‪66‬رى ميلك القض‪66‬اء اإلداري أيض‪6‬اً أن يق‪6ّ 6‬رر‬
‫شروط التي تعتبر ّ‬
‫ال ّ‬
‫الط ‪66 6‬ابع التع ّس‪6 6 6‬في لل ّش‪6 6 6‬روط ال ‪66 6‬واردة يف العق ‪66 6‬ود املربمة‪ 6‬بني املرافق العامة الص ‪66 6‬ناعية والتجارية وبني‬
‫‪1‬‬
‫املستهلكني املرفقني لذلك اعتماد ه القضاء اإلداري اجلزائري‪.‬‬
‫هبذا أعطي الق‪66‬انون ‪ 02_04‬ال‪66‬ذي حيدد القواع‪66‬د املطبق‪66‬ة على املمارس‪66‬ات التجاري‪66‬ة الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر‬
‫لسلطة التنظيمية أو الالئحية إمكانية التدخل عن طريق حمورين‪.2 :‬‬
‫األول‪:‬عن طريق إصدار قرارات وزارية وإدارية تتضمن حتديد العناصر األساسية للعقود‪.‬‬
‫الثاين‪:‬التدخل ملنع العمل يف خمتلف أنوع العقود ‪،‬ببعض الشروط اليت تعترب تعسفية‪6.‬‬
‫التعسفية‬
‫شروط ّ‬‫البند الثاني‪ :‬رقابة القضاء المدني على ال ّ‬
‫أما بالنس‪66‬بة للقاضي اجلزائ‪66‬ري‪ ،‬فإض‪66‬افة إىل نص املادة ‪ 110‬من الق‪66‬انون املدين ال‪66‬ذي يعطي‪66‬ه‬
‫س‪66‬لطة تع‪66‬ديل ال ّش ‪6‬رط التع ّس ‪6‬في‪ ،‬أو إعف‪66‬اء الط‪66‬رف املذعن من‪66‬ه‪ ،‬ف‪66‬إن تعريف ال ّش ‪6‬رط التع ّس ‪6‬في ال‪66‬وارد‬
‫بالق‪66‬انون ‪ 02_04‬ال‪66‬ذي حيدد القواع‪66‬د املطبق ‪6‬ة‪ 6‬على املمارس‪66‬ات التجاري‪66‬ة الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر ليع‪66‬زز من‬
‫ه‪66 6‬ذه الس‪66 6‬لطة املمنوحة ل‪66 6‬ه‪ ،‬وحتت رقابة احملكمة العليا على التط‪66 6‬بيق ال‪66 6‬ذي يق‪66 6‬وم القض‪66 6‬اة‪ 6‬املوض ‪66‬وع‪6‬‬
‫وذلك فضال عن رجوعه إىل القائمة ال‪6‬واردة بالق‪6‬انون ‪ 02_04‬الس‪6‬ابق ال‪6‬ذكر و مبوجب املادة ‪29‬‬
‫من ‪66‬ه‪ ،‬والقائمة الص ‪66‬ادرة مبوجب املرس ‪66‬وم ‪ 306 6 _06‬احملدد للعناص ‪66‬ر األساس ‪66‬ية‪ 6‬للعق ‪66‬ود املربم ‪66‬ة بني‬
‫األع‪66 6‬وان االقتص‪66 6‬اديني واملس‪66 6‬تهلكني والبن‪66 6‬ود ال‪66 6‬يت تعت‪66 6‬رب تعس‪66 6‬فية الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر يف املادة ‪ 05‬من‪66 6‬ه‬
‫ليستهدي هبا‪.3‬‬
‫التعسفي‬
‫شرط ّ‬ ‫الفقرة األولي ‪:‬دور االعتراف للقاضي بسلطة إبطال ال ّ‬
‫إن االع‪66 6‬رتاف للقاضي بس‪66 6‬لطة إبط ‪66 6‬ال ال ّش ‪6 6‬رط التع ّس‪6 6 6‬في ميثل تق ‪66 6‬دم ه ‪66 6‬ام يف جمال احلماية‬
‫للمس‪66‬تهلك‪ ،‬إذ من ش‪66‬أنه أن ي‪66‬ؤدي إىل إع‪66‬ادة الت‪66‬وازن‪ 6‬للعملية العقدية وتق‪66‬ريب الش‪66‬قة البعي‪66‬دة‪ 6‬النامجة‬
‫عن عدم املساواة‪ 6‬االقتصادية بني أطراف العملية العقدية‪ ،‬فهذا أدعى إىل الثبات واالستقرار الق‪66‬انوين‬
‫واالجتماعي الذي هو مه ّدد ما بقي عدم توازن عقدي بني األطراف ‪.4‬‬

‫‪ - 1‬سي الطبيب حممد‪ 6‬األمني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪150‬‬


‫‪ -2‬حممد بودايل‪ ،‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزائري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪101‬‬
‫‪ _3‬الصادق عبد القادر ‪،‬عبد الوايف عز الدين‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪12‬‬
‫‪- 4‬أمحد حممد‪ 6‬الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪257 .‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫ورغم االع‪66 6‬رتاف‪ 6‬للقاضي بس‪66 6‬لطة رقابة ال ّش ‪6 6‬رط التع ّس ‪6 6‬في‪ 6‬يف ه‪66 6‬ذا الص‪66 6‬دد وخاص‪66 6‬ة ال‪66 6‬نزاع‬
‫املع‪66‬روض علي‪66‬ه بواس‪66‬طة األط‪66‬راف‪ ،‬لكن الواقع أثبت‪ 6‬أن املس‪66‬تهلكني قد يتقاعس‪66‬ون عن رفع ال‪66‬دعوى‬
‫بطلب بطالن ملا قد يتكب‪66 6‬ده‪ 6‬املس‪66 6‬تهلكني من نفق‪66 6‬ات بس‪66 6‬بب مص‪66 6‬روفات ال‪66 6‬دعوى املرتفعة‪ 6‬ال ّش ‪6 6‬رط‬
‫التع ّس‪6 6‬في‪ 6‬ونظ ‪66‬راً لك ‪66‬ون الس ‪66‬لعة أو اخلدمة حمل ال ‪66‬دعوى زهي ‪66‬دة القيم ‪66‬ة‪ ،‬إض ‪66‬افة إىل ط ‪66‬ول إج ‪66‬راءات‬
‫التقاضي‪ 6‬لذلك اع‪6‬رتف املش ّ‪6‬رع اجلزائ‪6‬ري للجمعي‪6‬ات املمثلة لل‪6‬دفاع عن املس‪6‬تهلك حبق رفع ال‪6‬دعوى‬
‫‪1‬‬
‫نيابة عن املستهلكني‪ ،‬ولكن حبدود وشروط معينة‪.6‬‬
‫الفقرة ثانية‪:‬دور دعاوى جمعيات المستهلكين في تفعيل الرقابة القضائية‬
‫التعسفية‪ 6،‬بسبب نفقاهتا الباهظة‬ ‫الشروط ّ‬ ‫تفادياً لتقاعس املستهلكني عن رفع دعاوى إبطال ّ‬
‫يف كثري من األحي ‪66 6‬ان بالنس ‪66 6‬بة للس ‪66 6‬لعة أو اخلدمة اليت حيص ‪66 6‬لون عليه ‪66 6‬ا‪ ،‬أو بس ‪66 6‬بب ط ‪66 6‬ول إج‪66 6‬راءات‬
‫التقاضي‪ 6،‬فإ ّن التشريعات ذهبت إىل حل املشكلة عن طريق منح مجعيات املستهلكني حق رفع هذه‬
‫الدعاوى نيابة عن املستهلكني‪.2‬‬
‫أما بالنس ‪66‬بة للمش ‪6ّ 6‬رع اجلزائ ‪66‬ري فإنه هو األخر أعطى مبوجب املادة‪ 65/1‬من ق ‪66‬انون ‪_04‬‬
‫‪ 02‬ال ‪66‬ذي حيدد القواع ‪66‬د املطبق ‪66‬ة على املمارس ‪66‬ات التجاري ‪66‬ة الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر‪ ،‬احلق للجمعي ‪66‬ات محاية‬
‫املس‪66‬تهلكني‪ ،‬واجلمعي‪66‬ات املهني‪66‬ة‪ ،‬وك‪66‬ذا كل ش‪66‬خص ط‪66‬بيعي معن‪66‬وي ذي مص‪66‬لحة‪ ،‬حق رفع دع‪66‬وى‬
‫أم‪66‬ام العدالة ض ‪ّ 6‬د كل ع‪66‬ون اقتص‪66‬ادي ق‪66‬ام مبخالفة أحك‪66‬ام الق‪66‬انون‪ 04 6 – 02 6‬ال‪66‬ذي حيدد القواع‪66‬د‬
‫املطبق ‪66 6 6‬ة على املمارس ‪66 6 6‬ات التجاري ‪66 6 6‬ة الس ‪66 6 6‬ابق ال ‪66 6 6‬ذكر‪ 3.‬حبيث نص ‪66 6 6‬ت املادة‪65/1‬من ‪66 6 6‬ه على‪" :‬دون‬
‫المس اس بأحك ام الم ادة(‪)02‬من ق انون اإلج راءات الجزائي ة ‪،4‬يمكن جمعي ات حماي ة‬
‫المس تهلك‪،‬والجمعي ات المهني ة ال تي أنش ئت طبق ا للق انون‪ ،‬وك ذلك ك ل ش خص ط بيعي أو‬
‫معن وي ذي مص لحة‪،‬القي ام برف ع دع وى أم ام العدال ة ض د ك ل ع ون اقتص ادي ق ام بمخالف ة‬
‫أحكام هذا القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬سي الطبيب حممد األمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪149‬‬


‫‪ -2‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪. 149‬‬
‫‪-3‬حممد‪ 6‬بودايل‪ ،‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزئري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 102‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ 155-66‬املؤرخ يف ‪ 18‬صفر ‪ 1386‬املوافق ل ‪ 08‬جوان ‪ 1966‬املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية العدل واملتمم‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫كما يمكنهم التأسيس كطرف مدني في الدعاوى للحصول على تعويض الضرر الذي لحقهم‪.‬‬
‫"‬
‫كما أعطاها احلق يف التأس ‪66‬يس كط ‪66‬رف م ‪66‬دين يف ال ‪66‬دعاوى للحص ‪66‬ول على تع ‪66‬ويض‪ 6‬الض ‪66‬رر‬
‫ال ‪66 6‬ذي حلق املس ‪66 6‬تهلكني املادة‪65/2‬من الق ‪66 6‬انون‪ 04 6 6 6– 02 6‬ال ‪66 6‬ذي حيدد القواع ‪66 6‬د املطبق ‪66 6‬ة على‬
‫املمارس‪66 6‬ات التجاري‪66 6‬ة الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر ألن القض‪66 6‬اء بص ‪66‬دد نظ ‪66‬ره ال ‪66‬دعاوى املرفوعة من أجل إبط ‪66‬ال‬
‫التعسف‪.1‬‬ ‫يقرر عليها اجلزاء املناسب‪ 6‬إذا رأى أهنا حتمل وصف ّ‬ ‫التعسفية له أن ّ‬ ‫الشروط ّ‬ ‫ّ‬
‫التعسفية في العالقة االستهالكية‬
‫شرط ّ‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الجزاء المترتب على إدراج ال ّ‬
‫رغم من أمهي‪66‬ة عقوب‪66‬ة بطالن الش‪66‬روط التعس‪66‬فية كج‪66‬زاء إلدراجه‪66‬ا يف العق‪66‬ود ‪،‬إال أهنا غ‪66‬ري‬
‫كافية يف حد ذاهتا ملكافحة هذه الشروط فاإللغ‪66‬اء الق‪66‬انوين لش‪66‬روط املعت‪66‬ربة تعس‪66‬فية‪ 6‬ليس ردع‪66‬ا مادي‪66‬ا‬
‫وبالنسبة‪ 6‬للمشرع اجلزائري فإنه مل ينص صراحة على جزاء مدين للش‪66‬رط التع ّس‪6‬في يف الق‪66‬انون‪-026‬‬
‫‪ 04‬الذي حيدد القواعد املطبقة‪ 6‬على املمارسات التجارية السابق الذكر ‪.2‬‬
‫حبيث ي ‪66‬رى البعض أ ّن ه ‪66‬ذا النقص ‪66‬ان‪ 6‬يرجع إىل س ‪66‬هو املش ‪6ّ 6‬رع‪ ،‬وهو نقص ينبغي اس ‪66‬تكماله وذلك‬
‫ب‪66‬النص ص‪6‬راحة على بطالن ال ّش‪6‬رط التع ّس‪6‬في‪ ،‬وبق‪66‬اء العقد ص‪6‬حيحاً إذا أمكن أن يس‪6‬تمر قائم‪6‬اً دون‬
‫تلك ال ّش ‪6‬روط الباطل ‪66‬ة واكتفي‪ 6‬املش ‪6ّ 6‬رع اجلزائ ‪66‬ري ب ‪66‬رتتيب‪ 6‬ج ‪66‬زاء جن ‪66‬ائي‪ ،‬وهو الغرامة‪ 3‬يف نص املادة‬
‫‪ 38‬من الق‪66‬انون ‪ 04 6– 02‬ال‪66‬ذي حيدد القواع‪6‬ي‪6‬د املطبق‪66‬ة على املمارس‪66‬ات التجاري‪66‬ة الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر‬
‫تعس فية مخالف ة‬
‫اليت نصت بأنه "تعت بر ممارس ات تجارية غ ير نزيه ة‪ ،‬وممارس ات تعاقدية ّ‬
‫لألحك ام الم واد من ‪ 26‬إلى ‪ 29‬من ه ذا الق انون ويع اقب عليها بغرامة من ‪ 50.000‬دج‬
‫إلى ‪ 5000.000‬دج"‪.‬‬
‫ووفقا لسياق نصوص القانون فان القضاء املقصود هنا هو القض‪6‬اء اجلن‪6‬ائي ال‪6‬ذي ينف‪6‬رد طبع‪6‬ا‬
‫بتط ‪66‬بيق ج ‪66‬زاء الغرام ‪66‬ة ‪،‬أم ‪66‬ا القض ‪66‬اء املدين فال دور ل ‪66‬ه يف ظ ‪66‬ل غي ‪66‬اب أي نص يش ‪66‬ري إىل اجلزاء املدين‬
‫وطبيعته‪.4‬‬

‫‪ -1‬سي الطبيب حممد األمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.151‬‬


‫‪ -2‬حلاق عيسى ‪ ،‬زغودي عمر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 16‬‬
‫‪ -3‬حممد بودايل‪ ،‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزئري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪142 .‬‬
‫‪-4‬حممد‪ 6‬بودايل‪ ،‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية يف القانون اجلزئري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.102‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫إن حتديد عقوبة جنائية على املهين عند خمالفته ألحكام لقانون‪ 04-02‬الذي حيدد القواع‪6‬د‬
‫املطبق ‪6‬ة‪ 6‬على املمارس‪66‬ات التجاري‪66‬ة الس‪66‬ابق ال‪66‬ذكر ‪،‬ال‪66‬ذي يس‪66‬اهم يف ردع املمارس‪66‬ات التعس‪66‬فية ال‪66‬يت‬
‫يفرضها على املستهلك ‪،‬كما يضع هذا األخر يف مأمن من االنعكاسات السلبية لعقود اإلذع‪66‬ان اليت‬
‫يستغل فيها املهين وضعيته التميزية لفرض شرطه عليه‪.1‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫ختاما ومن أجل عرض خمتلف اآلليات القانونية‪ 6‬حلماية املستهلك من الش‪66‬روط التعس‪66‬فية‪ 6‬ال‪66‬يت‬
‫جاء هبا التشريع اجلزائ‪66‬ري يف ه‪66‬ذا الفص‪66‬ل مت التط‪6‬رق أوال إىل اآللي‪66‬ات القانوني‪6‬ة‪ 6‬العام‪6‬ة س‪6‬واء يف ظ‪66‬ل‬
‫القواع‪6‬د التقليدية وذل‪6‬ك ب‪6‬إبراز ودور القواعد العامة واملتمث‪6‬ل يف الغنب واالس‪6‬تغالل والس‪6‬بب ومب‪6‬دأ‬
‫حس ‪66‬ن الني ‪66‬ة يف مكافحة ال ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية ‪،‬إض ‪66‬افة إىل دور عق ‪66‬ود اإلذع ‪66‬ان وذلك من خالل منح‬
‫القاضي س ‪66‬لطة إبط ‪66‬ال أو تع ‪66‬ديل ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية يف عق ‪66‬ود اإلذع ‪66‬ان‪،‬إال أهنا مل تكن كافية ل ‪66‬ذالك‬
‫ألهنا متيزت ب ‪66‬النقص‪ 6‬وألهنا تش ‪66‬رتط عنصر االحتك ‪66‬ار يف ه ‪66‬ذه العق ‪66‬ود‪ ،‬ممّا جيعل احلماية من ال ّش ‪6‬روط‬
‫التع ّس ‪6‬فية حمص‪66‬ورة يف أض‪66‬يق احلدود‪ ،‬وتض‪6ّ 6‬من القواع‪66‬د القانوني ‪6‬ة‪ 6‬احلديث‪66‬ة لنص‪66‬وص‪ 6‬متفرقة مثل محاي‪66‬ة‬
‫املس‪66 6‬تهلك بت‪66 6‬دخل س‪66 6‬لطة القاض‪66 6‬ي للح‪66 6‬د من املغ‪66 6‬االة‪ 6‬يف الش‪66 6‬رط اجلزائي‪ 6‬و اإلرادي أو اليت حتمي‬

‫‪ -1‬حلاق عيسى ‪،‬زغودي عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪20‬‬

‫‪9‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬اآللي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك من الش روط التعس فية في التش ريع‬
‫الجزائري‬
‫املس ‪66‬تهلك من بعض أن ‪66‬واع‪ 6‬ال ّش‪6 6‬روط التع ّس‪6 6‬فية‪ 6‬مثل الش ‪66‬روط ال ‪66‬يت وردت يف وثيق ‪66‬ة الت ‪66‬أمني و ش ‪66‬رط‬
‫اإلعف ‪66‬اء من املس ‪66‬ؤولية‪ 6‬يف عقد النق ‪66‬ل التج ‪66‬اري و ش ‪66‬رط إس ‪66‬قاط أو إنق ‪66‬اص الض ‪66‬مان ولكن ذل ‪66‬ك مل‬
‫برمته يف ال‪66‬وقت ال‪6‬ذي يك‪66‬ون من‬ ‫ٍ‬
‫يكن كافياً إىل حد ما‪ ،‬خاصة وأ ّن بعض‪6‬ها ي‪66‬ؤدي إىل بطالن العقد ّ‬
‫الشرط وبقاء العقد‪.‬‬ ‫مصلحة املستهلك بطالن ّ‬
‫ونتيجة لعج ‪66‬ز اآللي ‪66‬ات القانوني ‪66‬ة العامة ‪ ،‬ف ‪66‬إ ّن كثري من ال ‪66‬دول س ‪66‬عت من أج ‪66‬ل اس ‪66‬تحداث اآللي ‪66‬ات‬
‫القانوني ‪6‬ة‪ 6‬اخلاص‪66‬ة حلماية املس‪66‬تهلك من ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪ 6،‬وذلك بتح‪66‬ديث احلماية مبوجب اآللي‪66‬ات‬
‫القانوني‪6‬ة اخلاص‪6‬ة حلماي‪6‬ة املس‪6‬تهلك من ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية وال‪6‬يت هلا فعالية أك‪6‬ثر من اآللي‪6‬ات القانوني‪6‬ة‪6‬‬
‫العام‪66‬ة‪،‬وال‪66‬يت ج‪66‬اءت بط‪66‬رق رقابي ‪6‬ة قانوني‪66‬ة حلماي‪66‬ة املس‪66‬تهلك من ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪ 6‬وإدارية مبوجب‬
‫املراس ‪66‬يم احلكومية احمل ّددة لل ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪ 6‬وقض ‪66‬ائية بنوعيه ‪66‬ا اإلداري ‪66‬ة واملدني ‪66‬ة إض ‪66‬افة إىل إقراره ‪66‬ا‬
‫التعسفية يف العالقة االستهالكية‪.6‬‬
‫الشرط ّ‬
‫بالجزاء املرتتب على إدراج ّ‬
‫دعم املش‪66‬رع اجلزائ‪66‬ري احلماية العام‪66‬ة حبماي‪66‬ة خاصة من ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪ 6،‬عن طريق‬ ‫وعليه ّ‬
‫إص‪66 6‬دار الق‪66 6‬انون‪ 6‬رقم‪ 04_02‬املتعل‪66 6‬ق بالقواع ‪6 6‬د املطبق ‪6 6‬ة‪ 6‬على املمارس‪66 6‬ات التجارية الس ‪66‬ابق ال ‪66‬ذكر‬
‫واملرس‪66‬وم التنفي‪6‬ذي‪ 6‬رقم ‪ 306 6_06‬املتعلق بتحدي‪6‬د العناص‪6‬ر األساس‪6‬ية‪ 6‬للعق‪66‬ود املربم‪6‬ة‪ 6‬بني األع‪66‬وان‬
‫االقتص‪66 6‬ادية واملس‪66 6‬تهلكني و البن‪66 6‬ود ال‪66 6‬يت تعت‪66 6‬رب تعس‪66 6‬فية الس‪66 6‬ابق ال‪66 6‬ذكر املطبق ل‪66 6‬ه و يف إط‪66 6‬ار محاية‬
‫املس‪66‬تهلك وبتحديد يف املادة ‪ 05‬منه فص‪66‬ل املش‪6ّ 6‬رع اجلزائ‪66‬ري يف اخلالف واجلدل الفقهي والقض‪66‬ائي‪6‬‬
‫الذي ث‪66‬ار بش‪6‬أن‪ 6‬ج‪6‬واز أو ع‪6‬دم ج‪6‬واز ال ّش‪6‬روط املعفية‪ 6‬أو املخففة من املس‪66‬ؤولية‪ ،‬واس‪66‬تغىن عن التفرقة‬
‫بني األخط‪66 6‬اء اليس‪66 6‬رية‪ 6‬واألخط‪66 6‬اء املعدية أو اجلس‪66 6‬يمة‪ ،‬وذلك ب‪66 6‬النص على أهنا ش‪66 6‬روطا تع ّس ‪6 6‬فية إذا‬
‫وردت يف عقد استهالك‪ 6‬نتيجة ملا سبق‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫وختاما مت التوصل لنتائج و املقرتحات يف موضوع محاية املستهلك من الشروط التعس‪66‬فية‪ 6‬يف‬
‫التشريع اجلزائري وعلية مت التواصل ألهم النتائج التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن عق ‪66‬ود االس ‪66‬تهالك هي ال ‪66‬يت حتدد نط ‪66‬اق أط ‪66‬راف العالقة االس ‪66‬تهالك‪6‬ية املربمة‪ 6‬بني املت ‪66‬دخلني‬
‫االقتص‪66‬اديني و املس‪66‬تهلكني وذلك بغ‪66‬رض قي‪66‬ام الط‪66‬رف األول بتق‪66‬دمي س‪66‬لعة أو خدمة لص‪66‬احل الط‪66‬رف‬
‫الث ‪66‬اين ‪،‬وجتدر اإلش ‪66‬ارة أن ه ‪66‬ذه العق ‪66‬ود تتم ‪66‬يز عن غريها من أص ‪66‬ناف العقود األخ ‪66‬رى‪ ،‬ألهنا تتسع‬
‫فيها خاص ‪66 6‬ية ع ‪66 6‬دم الت ‪66 6‬وازن‪ 6‬االقتص ‪66 6‬ادي و اخلربايت بني طرفيه ‪66 6‬ا‪ ،‬حيث أهنا ت ‪66 6‬ربم بني ط ‪66 6‬رف ق ‪66 6‬وي‬
‫اقتص ‪66‬اديا وفني ‪66‬ا‪ ،‬وهو املدخل االقتص ‪66‬ادي‪ ،‬وط ‪66‬رف آخر ض ‪66‬عيف ج ‪66‬دا‪ ،‬وهو املس ‪66‬تهلك مما يس ‪66‬مح‬
‫للط‪66 6‬رف األول‪ ،‬أي املدخل االقتص‪66 6‬ادي ‪ ،‬أن يف‪66 6‬رض ش‪66 6‬روطا تع ّس ‪6 6‬فية‪ 6‬قاس‪66 6‬ية على الط‪66 6‬رف الث‪66 6‬اين‬
‫الضعيف‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬ارتف ‪66‬اع ظ ‪66‬اهرة ع ‪66‬دم الت ‪66‬وازن يف عق ‪66‬ود االس ‪66‬تهالك و هو ما دعا إىل ض ‪66‬رورة محاية املس ‪66‬تهلك‬
‫الشروط اليت يفرضها املدخل االقتصادي ومت ذلك باس‪66‬تعمال آلي‪66‬ات‬ ‫وهو الطرف الضعيف من تلك ّ‬
‫قانوني‪66‬ة لحماية املس‪66‬تهلك من ال ّش ‪6‬روط التع ّس ‪6‬فية‪ 6‬ال‪66‬يت م‪66‬رت بمرحل‪66‬تني هم‪66‬ا يف المرحلة األوىل محاية‬
‫التعسفية باستعمال اآللي‪6‬ات القانوني‪6‬ة‪ 6‬العامة‪ ،‬ففيما يتعلق باملرحلة األوىل‪ ،‬أي‬ ‫الشروط ّ‬ ‫املستهلك من ّ‬
‫مرحلة محاية الطرف الضعيف‪ 6‬يف العالقة العقدية‪،‬اليت متيزت بالقصور والنقص بحيث ك‪66‬ثر اس‪66‬تعمال‬
‫التعسفية من قبل املدخل االقتصادي‪.‬‬ ‫الشروط ّ‬ ‫ّ‬
‫ثالثا‪:‬ومن ض‪66‬من اآللي‪66‬ات القانوني‪66‬ة العامة م‪66‬ا ج‪66‬اء يف ظ‪66‬ل القواع‪66‬د التقليدية اليت وفّ‪66‬رت بعض احلماية‬
‫للمس‪66‬تهلك من ال ّش ‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪ ،‬واملتمثل‪66‬ة يف االس‪66‬تناد على قاع‪66‬دة الس‪66‬بب إلبط‪66‬ال مفع‪66‬ول بعض‬
‫أن‪66 6‬واع ال ّش‪6 6 6‬روط التع ّس‪6 6 6‬فية‪ ،‬وخاصة تلك ال ّش‪6 6 6‬روط احملددة ملس ‪66 6‬ؤولية املدخلني االقتص ‪66 6‬اديني و أيضا‬
‫قاع ‪66‬دة مب ‪66‬دأ حسن النية لأن العق ‪66‬ود جيب أن تنفذ حبسن ني ‪66‬ة‪ ،‬ف‪6 6‬إذا ق ‪66‬ام املدخل االقتص ‪66‬ادي ب ‪66‬إدراج‬
‫ش‪66‬رط تع ّس ‪6‬في يف عقد االس‪66‬تهالك‪ ،‬ف‪66‬إن ذلك يعد قرينة قاطعة على أنه ين‪66‬وي تنفيذ العقد بس‪66‬وء نية‬
‫أما دور قاعديت الغنب واالستغالل يف مكافحة الشروط التعس‪66‬فية فلهم‪6‬ا ح‪6‬دود ض‪6‬يقة لإزالة ال ّش‪6‬روط‬
‫التع ّس ‪6‬فية ذات الط‪66‬ابع املايل ه‪66‬ذا إض‪66‬افة إيل م‪66‬ا ج‪66‬اء يف قواعد الق‪66‬انون املدين اجلزائ‪66‬ري ال‪66‬يت تض‪66‬منت‬
‫التعسفية تتمثل يف سلطة القاضي يف تعديل أو إلغ‪66‬اء‬ ‫الشروط ّ‬ ‫بعض القواعد اليت حتمي املستهلك من ّ‬
‫التعسفية املدرجة يف عقود اإلذعان إال أن هلا نطاق ضيق وحمدود من ما أدي إىل قصور يف‬ ‫الشروط ّ‬ ‫ّ‬

‫‪9‬‬
‫خاتمة‬
‫تلك احلماية‪،‬وك‪6‬ذالك القواعد القانوني‪6‬ة‪ 6‬املتفرق‪6‬ة ت‪6‬وفر للمس‪6‬تهلك ج‪6‬زء من احلماي‪6‬ة وخاص‪66‬ة مث‪6‬ل اليت‬
‫توفرها ال ّش ‪6‬روط اجلزائية واإلرادي‪66‬ة وتل‪66‬ك ال‪66‬يت توجد يف وثيقة الت‪66‬أمني إض‪66‬افة إىل ال ّش ‪6‬روط املعفية‪ 6‬أو‬
‫احمل ّددة للمس ‪66‬ؤولية‪ ،‬وش ‪66‬روط إنق ‪66‬اص الض ‪66‬مان‪،‬وأم ‪66‬ا يف المرحلة الثانية‪ 6‬وهي مرحلة محاية املس ‪66‬تهلك‬
‫من ال ّش ‪6 6‬روط التع ّس ‪6 6‬فية باس ‪66 6‬تعمال اآللي ‪66 6‬ات القانوني ‪6 6‬ة‪ 6‬اخلاص ‪66 6‬ة واليت أقرهتا الق ‪66 6‬انوني‪6‬ن اخلاصة حبماية‬
‫التعسفي‪.6‬‬
‫للشرط ّ‬ ‫التعسفية‪ ،6‬بحيث أعطى املشرع اجلزائري مفهوم دقيق ّ‬ ‫الشروط ّ‬ ‫املستهلك‪ ،‬ض ّد ّ‬
‫رابع ا‪:‬ومن أجل الرقابة على ال ّش‪6 6‬رط التع ّس ‪6 6‬في‪6،‬أس ‪66‬تعمل ط ‪66‬رق رقابي‪66 6‬ة حديث‪66 6‬ة وهي الرقابة القانونية‬
‫واإلدارية و القضائية على ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪ 6،‬فالرقابة القانونية‪ 6‬متثلت يف إي‪6‬راد ق‪6‬وائم حم ّددة لل ّش‪6‬روط‬
‫التعسف‪ ،‬فتمثلت الرقابة اإلدارية يف إنشاء جلنة ال ّش‪6‬روط التع ّس‪6‬فية‪ 6‬و ال‪66‬يت تتوالها‬ ‫اليت حتمل وصف ّ‬
‫فعالة إالّ بال‪66‬دعوى اليت‬‫احلكومة‪ 6‬لتص‪66‬ادر ب‪66‬ذالك مجل‪66‬ة من المراس‪66‬يم وأما الرقابة القض‪66‬ائية‪ 6‬فلن تك‪66‬ون ّ‬
‫يرفعها املس‪66‬تهلك بس‪66‬بب تعس‪66‬ف يف حق‪66‬ه من ط‪66‬رق املت‪66‬دخل االقتص‪66‬ادي‪ ،‬ونتيجة لتق‪66‬اعس املس‪66‬تهلك‬
‫فإنه يأيت دور مجعيات الدفاع عن املستهلكني يف تفعيل هذه الرقابة‪.‬‬
‫ومن ضمن املقرتحات اليت مت التوصل إليها ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪:‬ولكن رغم م ‪66‬ا وف‪66‬ره املش ‪66‬رع اجلزائ ‪66‬ري من ق‪66‬وانني فال تتحق‪66‬ق ه ‪66‬ذه احلماي ‪66‬ة للمس ‪66‬تهلك على‬
‫أرض الواق‪66‬ع إال بتوعي‪66‬ة اجتماعي‪66‬ة ولتك‪66‬ون البداي‪66‬ة من اجله‪66‬ات اإلداري‪66‬ة املعني‪66‬ة وذل‪66‬ك يف إط‪66‬ار توعي‪66‬ة‬
‫املستهلك من أجل محايته واحلف‪6‬اظ على س‪6‬المته من خالل تس‪6‬طري ب‪6‬رامج فعال‪6‬ة ومواكب‪6‬ة‪ 6‬ملس‪6‬تجدات‬
‫العصر‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬العم‪66 6‬ل على إدراج حص‪66 6‬ص هتتم حبماي‪66 6‬ة املس‪66 6‬تهلك يف املنهج ال‪66 6‬رتبوي وذل‪66 6‬ك بتلقني دروس‬
‫وحص‪66‬ص خاص‪66‬ة بتوعي‪6‬ة‪ 6‬املس‪66‬تهلك حبقوق‪66‬ه وواجبات‪66‬ه وبث الثقاف‪66‬ة االس‪66‬تهالكي‪6‬ة يف األط‪66‬وار‪ 6‬التعليمي‪66‬ة‬
‫خاصة االبتدائية‪ 6‬واملتوسطية‪ 6‬والث‪6‬انوي‪ 6‬ك‪66‬ون ه‪6‬ذه الفئ‪6‬ة من اجملتم‪66‬ع حتت‪6‬اج أك‪66‬ثر للحماي‪6‬ة ألهنا عرض‪6‬ة‬
‫ملختلف التجاوزات االستهالكية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المصادر‬
‫‪_1‬القوانين‬
‫‪ .1‬القانون رقم ‪ ،03-09‬املؤرخ يف ‪ 25/02/2009‬املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش‬
‫‪،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 15‬الصادرة يف ‪.08/03/2009‬‬
‫‪ .2‬القانون‪ 6‬رقم ‪ 06-95‬الصادر يف ‪، 25/01/1995‬املتعلق باملنافسة‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد‬
‫‪ 09‬الصادرة يف ‪.22/02/1995‬‬
‫‪ .3‬القانون‪ 6‬رقم ‪ 266-90‬املؤرخ يف ‪ 1990/09/15‬املتعلق بضمان املنتوجات واخلدمات‬
‫‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 40‬الصادرة يف ‪.19/09/1990‬‬
‫‪ .4‬القانون‪ 6‬رقم‪ 02_04‬الذي حيدد القواعيد املطبقة‪ 6‬على املمارسات التجارية ‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية ‪،‬عدد ‪ 41‬لسنة ‪،2009‬ص ‪،03‬املعدل واملتمم بالقانون رقم‪06_10‬املؤرخ يف‬
‫‪15‬أوت‪2010‬الذي يعدل ويتمم القانون‪ 6‬رقم‪02_04‬املؤرخ ىف‪23‬يونيو‪، 20046‬‬
‫اجلريدة الرمسية ‪،‬عدد ‪ 46‬السنة ‪.2009‬‬
‫‪_2‬األوامر‬
‫‪ .1‬األمر رقم ‪ 58-75‬املؤرخ يف ‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬املوافق ‪ 26‬سبتمرب ‪1975‬‬
‫واملتضمن القانون‪ 6‬املدين املعدل واملتمم‪..‬‬
‫‪ .2‬األمر رقم ‪ 155-66‬املؤرخ يف ‪ 18‬صفر ‪ 1386‬املوافق ل ‪ 08‬جوان ‪ 1966‬املتضمن‬
‫قانون اإلجراءات اجلزائية‪ 6‬العدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ .3‬األمر رقم ‪156_66‬املوؤرخ يف ‪18‬صفر‪،1386‬املوافق لـ‪8‬جوان‪1966‬يتصمن قانون‬
‫العقوبات‪ 6‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪_3 .4‬األمر رقم‪ 59_75‬املؤرخ ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬املوافق ل ‪ 29‬سبتمرب‪ 1975‬املتضمن‬
‫القانون‪ 6‬التجاري املعدل بالقانون‪ 02-05 6‬املؤرخ يف ‪ 06‬فرباير ‪ 2005‬املعدل واملتمم‪.‬‬

‫‪2‬ـ_المراسيم التنفيذية‬

‫‪100‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫‪ .1‬املرسوم التنفيذي‪ 266-90 6‬املؤرخ يف ‪ 15‬سبتمرب ‪ 1990‬املتعلق بضمان املنتوجات و‬
‫اخلدمات اجلريدة الرمسية عدد ‪40‬الصادرة يف‪19/11/1990‬‬
‫‪ .2‬املرسوم التنفيذي‪ 6‬رقم ‪ 39-90‬املؤرخ يف ‪ 30/01/1990‬املتعلق برقابة اجلودة وقمع‬
‫الغش ‪،‬اجلريدة الرمسية عدد‪ 05‬الصادرة يف ‪ ، 31/01/1990‬املعدل ومتمم مبوجب‬
‫املرسوم التنفيذي‪ 6‬رقم ‪01‬ـ ـ‪ 315‬املؤرخ يف ‪ 16/10/2001‬اجلريدة الرمسية عدد‪61‬‬
‫الصادرة يف ‪.21/10/2001‬‬
‫‪ .3‬املرسوم التنفيذي‪ 6‬رقم ‪ 306-06‬املؤرخ يف ‪ 17‬شعبان ‪ 1427‬املوافق ‪ 10‬سبتمرب‬
‫‪, 2006‬احملدد للعناصر األساسية للعقود املربمة بني األعوان‪ 6‬االقتصاديني واملستهلكني‬
‫والبنود اليت تعترب تعسفية ‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 56‬الصادرة يف ‪ 18‬شعبان ‪1427‬‬
‫املوافق ‪ 11‬سبتمرب ‪. 2006‬‬
‫ثانيا‪:‬المراجع‬
‫‪_1‬الكتب العامة‬
‫‪ .1‬أنور سلطان‪ ،‬أحكام االلتزام‪ ،‬دار النهضة للطباعة‪ ،‬بريوت‪ ،‬بدون رقم الطبعة ‪. 1980 ،‬‬
‫‪ .2‬باحلاج العريب النظرية العامة لاللتزام يف القانون‪ 6‬املدين اجلزائري‪،‬اجلزء األول‪،‬التصرف‬
‫القانوين (العقد واإلرادة املنفردة)‪ ،‬دوان املطبوعات‪ 6‬اجلامعية اجلزائر‪،‬الطبعة السادسة ‪،‬‬
‫‪. 2008‬‬
‫‪ .3‬باحلاج العريب‪ ،‬اإلطار القانوين للمرحلة السابقة عن إبرام العقد يف إطار القانون‪ 6‬املدين‬
‫اجلزائري ‪،‬دراسة مقارنة ‪،‬دار وائل لنشر ‪،‬دون بلد الطبع‪،‬دون رقم الطبعة‪.2010 ،‬‬
‫‪ .4‬توفيق حسن فرج‪ ،‬نظرية االستغالل‪ 6‬يف القانون‪ 6‬املدين املصري‪ ،‬منشأة‪ 6‬املعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ 6،‬بدون رقم الطبعة ‪. 1966،‬‬
‫‪ .5‬ثابت عبد الرمحن إدريس ‪،‬مجال الدين حممد املرسي‪ ،‬التسويق املعاصر‪ ،‬الدار اجلامعية‬
‫‪،‬اإلسكندرية‪ 6،‬بدون رقم الطبعة‪.2005 ،‬‬
‫‪ .6‬حسن عبد الباسط مجيعي‪ ،‬أثر عدم التكافؤ بني املتعاقدين على شروط العقد‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة بدون رقم ‪.1991 ،‬‬

‫‪100‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫‪ .7‬سعيد سعد عبد السالم‪ ،‬التوازن‪ 6‬العقدي يف نطاق عقود اإلذعان‪ ،‬دار النهضة‪ 6‬العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دون رقم الطباعة ‪.1998 ،‬‬
‫‪ .8‬السنهوري عبد الرزاق ‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدين‪ ،‬اجلزء األول ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة ‪،‬بدون رقم الطبعة ‪.1976 ،‬‬
‫‪ .9‬السنهوري عبد الرزاق ‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬اجمللد األول‪ ،‬منشورات احلليب‬
‫احلقوقية‪ ،‬بريوت‪،‬بدون‪ 6‬رقم الطبعة ‪.1998 ،‬‬
‫‪.10‬السنهوري عبد الرزاق ‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية اجلزء الثاين ‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪. 1998 ، 6‬‬
‫‪.11‬السنهوري عبد الرزاق ‪،‬الوسيط يف شرح القانون املدين اجلديد ‪،‬مصادر االلتزام العقود‬
‫اليت تقع على امللكية ‪ ،‬عقد البيع واملقايضة‪ ، 6‬الطبعة الثالثة‪ ، 6‬منشورات احلليب احلقوقية ‪،‬‬
‫بريوت لبنان ‪.2000،‬‬
‫‪ .12‬عامر قاسم أمحد القيسي‪ ،‬احلماية القانونية للمستهلك دراسة يف القانون‪ 6‬املدين واملقارن ‪،‬‬
‫الدار العلمية ودار الثقافية لنشر والتوزيع ‪،‬عمان‪ ،‬بدون رقم الطبعة‪.2002،‬‬
‫‪.13‬عبد الفتاح بيومي‪ 6‬حجازي‪ ،‬النظام القانوين حلماية التجارة اإللكرتونية‪ 6،‬اجلزء األول ‪،‬دار‬
‫الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬بدون رقم الطبعة‪.2002 ،‬‬
‫‪.14‬عبد الفتاح عبد الباقي‪ ،‬دروس يف مصادر االلتزام‪ ،‬مكتبة النهضة‪ 6‬مصر‪ ،‬القاهرة‪،‬بدون رقم‬
‫الطبعة ‪،‬بدون سنة طبع‪.‬‬
‫‪.15‬عبد املنعم البداوي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬دراسة مقارنة يف قانون املوجبات والعقود‬
‫اللبناين والقانون املدين املصري‪ ،‬دار النهضة‪ 6‬العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪ ،‬بدون رقم‬
‫الطبعة‪. 1968 ،‬‬
‫‪.16‬عبد الودود حيي‪ ،‬دروس يف مبادئ القانون‪ 6،‬دار النهضة‪ 6‬العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون رقم‬
‫الطبعة ‪.1976 ،‬‬
‫‪.17‬علي فياليل‪ ،‬االلتزامات‪ ( ،‬النظرية العامة للعقد)‪،‬موفم للنشر‪ ،‬بدون رقم الطبعة‪،‬‬
‫‪.2001‬‬

‫‪100‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫‪.18‬حممود مجال الدين زكي‪ ،‬مشكالت املسؤولية‪ 6‬املدنية‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة‪،‬‬
‫‪1990‬‬
‫‪_2‬الكتب المتخصصة‬
‫‪ .1‬إبراهيم عبد العزيز داود ‪،‬محاية املستهلك يف مواجهة الشروط التعسفية‪( 6‬دراسة حتليلية‬
‫مقارنة يف ضوء نظرييت عقود اإلذعان وعقود االستهالك‪،)6‬الدار اجلامعية‬
‫اجلديدة‪،‬اإلسكندرية ‪،‬بدون رقم الطبعة‪،‬بدون سنة الطبع‪.‬‬
‫‪ .2‬أمحد حممد الرفاعي‪ ،‬احلماية املدنية‪ 6‬املستهلك إزاء املضمون‪ 6‬العقدي ‪،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بدون رقم الطبعة‪.1994 ،‬‬
‫‪ .3‬أمين سعد سليم‪،‬الشروط التعسفية يف العقود ‪،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‪ 6‬العربية‪،‬القاهرة‪،‬‬
‫بدون رقم الطبعة ‪.2011،‬‬
‫‪ .4‬بودايل حممد ‪،‬محاية املستهلك يف القانون‪ 6‬املقارن‪( ،‬دراسة مقارنة يف القانون اجلزائري)‬
‫دارالكتاب احلديث‪ ،‬اجلزائر ‪،‬بدون رقم الطبعة ‪،‬بدون سنة الطبع ‪.‬‬
‫‪ .5‬بودايل حممد‪ ،‬مسؤولية املنتج عن منتجاته املعيبة‪ ،‬دار الفجر للنشر و التوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬بدون‬
‫رقم طبعة‪ ،‬بدون سنة الطبع‪.‬‬
‫‪ .6‬على بوحلية بن بومخيس‪،‬القواعد‪ 6‬العامة حلماية املستهلك واملسؤولية‪ 6‬املرتتبة‪ 6‬عنها يف التشريع‬
‫اجلزائري‪ ،‬دار اهلدى عني مليلة اجلزائر‪،‬بدون رقم الطبعة‪.2000 ،‬‬
‫‪ .7‬عمر حممد عبد الباقي‪ ،‬احلماية العقدية للمستهلك‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون رقم‬
‫الطباعة‪.2004 ،‬‬
‫التعسفية يف وثائق التأمني‪ ،‬دراسة يف نطاق التأمني الربي‬
‫الشروط ّ‬
‫‪ .8‬فايز أمحد عبد الرمحان‪ّ ،‬‬
‫اخلاص‪ ،‬دار املطبوعات‪ 6‬اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون رقم الطبعة ‪.2006،‬‬
‫‪ .9‬قادة شهيدة‪" ،‬املسؤولية املدنية للمنتج"‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫بدون رقم الطبعة‪.2007 ،‬‬
‫‪.10‬حممد السيد عمران‪ ،‬محاية املستهلك أثناء تكوين العقد‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الدار اجلامعية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬دون رقم الطباعة ‪. 2003،‬‬

‫‪100‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫‪ _2‬المقالت‬
‫‪ )1‬الداوي الشيخ‪،‬حتليل آليات محاية املستهلك يف ظل اخلداع والغش التسويقي‪ 6،‬حالة اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ )2‬صادق عبد القادر ‪،‬عبد الوايف عز الدين ‪ ،‬يف محاية املستهلك من الشروط التعسفية‪ 6‬يف‬
‫عقود االستهالك‪ ، 6‬مداخلة يف ملتقى الوطين حول محاية املستهلك " الواقع والنصوص"‪6،‬‬
‫جامعة ادرار ‪.2014 ،‬‬
‫‪ )3‬حاق عيسى ‪،‬زغودي عمر‪،‬مداخلة بعنوان‪ 6:‬حقيقة التوازن‪ 6‬العقدي بني اطراف العالقة‬
‫االستهالكية ‪(،‬تكمن يف مكافحة الشروط التعسفية)‪،6‬جامعة األغواط ‪.2011،‬‬
‫‪ )4‬رباحي أمحد ‪،‬مقال بعنوان ‪:‬أثر التفوق‪ 6‬االقتصادي للمحرتف يف فرض الشروط التعسفية‬
‫يف القانون اجلزائري والقانون املقارن‪، 6‬جملة اقتصاديات مشال إفريقيا‪ ،‬عدد ‪.5‬‬
‫ثالثا‪:‬الموقع اإللكترونية‬
‫‪1. http://unctad.org/en/PublicationsLibrary/UNDESA_GCP19‬‬
‫‪99_ar.pdf‬‬
‫‪2. http://unctad.org/meetings/en/SessionalDocuments/ciclpd2a‬‬
‫‪r.pdf‬‬
‫‪3. com . startimes. //www: http‬‬
‫‪4. mail : daouicheikh@yahoo.fr _E‬‬
‫‪5. http://www.mafhoum.com/syr/articles/baroudi/5.htm‬‬
‫‪6. https://www.facebook.com/rappc.dz?fref=nf‬‬

‫‪100‬‬
‫قائمة المحتويات‬
‫قائمة المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫أ‬ ‫شكر وعرفان‬
‫ب‬ ‫الإهداء أ‬
‫ج‬ ‫الإهداء ب‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪:‬ماهية حماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬
‫المبحث األول ‪ :‬أطراف العالقة االستهالكية والحماية القانونية للمستهلك في‬
‫التشريع الجزائري‬
‫املطلب األول ‪ :‬أطراف العالقة االستهالكية‪6‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف املستهلك‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬تعريف املتدخل االقتصادي‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬مفهوم احلماية القانونية للمستهلك‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف محاية املستهلك‬
‫الفرع الثاين‪:‬الصور احلماية املقررة للمستهلك‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الشروط التعسفية في التشريع الجزائري‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف الشرط التعسفي‬
‫الفرع األول ‪ :‬التعريف الفقهي و التشريعي‪ 6‬للشرط التعسفي‪6‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬جمال ونطاق تطبيق الشرط التعسفي‪6‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اآلليات القانونية لحماية المستهلك من الشروط التعسفية في التشريع‬
‫الجزائري‬
‫المبحث األول‪ :‬اآلليات القانونية لحماية المستهلك من الشروط التعسفية في ظل‬
‫القواعد العامة‬
‫املطلب األول ‪ :‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية‪ 6‬يف ظل القواعد‪ 6‬التقليدية‬
‫التعسفية‬
‫الشروط ّ‬
‫الفرع األول‪ :‬قاعديت الغنب واالستغالل ودورمها يف مكافحة ّ‬

‫‪103‬‬
‫قائمة المحتويات‬
‫التعسفية‪6‬‬
‫الشروط ّ‬
‫الفرع الثاين‪:‬قاعديت السبب‪ 6‬و مبدأ حسن النية‪ 6‬ودورمها يف مكافحة ّ‬
‫التعسفية‪ 6‬يف عقود اإلذعان‬
‫الشروط ّ‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬محاية املستهلك من ّ‬
‫الفرع األول ‪ :‬شروط استفادة الطرف املذعن من احلماية‬
‫التعسفية‪ 6‬أو استبعادها‪6‬‬
‫الشروط ّ‬
‫الفرع الثاين‪ :‬إمكانية تعديل ّ‬
‫املطلب الثالث‪:‬محاية املستهلك من الشروط التعسفية‪ 6‬يف ظل القواعد القانونية‪ 6‬احلديثة‬
‫الفرع األول‪ :‬محاية املستهلك بتدخل سلطة القاضي للحد من املغاالة‪ 6‬يف الشرط اجلزائي و‬
‫اإلرادي‬
‫التعسفية ببطال ن شروط اخلاصة‬
‫الشروط ّ‬
‫الفرع الثاين‪ :‬محاية املستهلك من ّ‬
‫التعسفية في‬
‫شروط ّ‬‫المبحث الثاني‪ :‬اآلليات القانونية الخاصة لحماية المستهلك من ال ّ‬
‫التشريع الجزائري‬
‫التعسفية‬
‫الشروط ّ‬
‫املطلب األول ‪ :‬الرقابة القانونية‪ 6‬و الرقابة اإلدارية حلماية املستهلك من ّ‬
‫التعسفية‬
‫الشروط ّ‬
‫الفرع األول‪ :‬الرقابة القانونية‪ 6‬حلماية املستهلك من ّ‬
‫التعسفية‬
‫للشروط ّ‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬الرقابة اإلدارية مبوجب املراسيم احلكومية‪ 6‬احمل ّددة ّ‬
‫التعسفية‪6‬‬
‫الشروط ّ‬
‫املطلب الثاين ‪:‬الرقابة القضائية حلماية املستهلك من ّ‬
‫التعسفية‬
‫الشروط ّ‬
‫الفرع األول‪:‬أنواع‪ 6‬الرقابة القضائية‪ 6‬على ّ‬
‫التعسفية‪ 6‬يف العالقة االستهالكية‬
‫الشرط ّ‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬اجلزاء املرتتب‪ 6‬على إدراج ّ‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المحتويات‬

‫‪103‬‬

You might also like