8398 41012 1 PB

‫دراﺳﺎت‪ ،‬ﻋﻠوم اﻟﺷرﻳﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠّد ‪ ،43‬ﻣﻠﺣق ‪2016 ،1‬‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻷدارﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺿد اﻹدارة واﺷﻛﺎﻟﻳﺎت اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬
‫*‬
‫ﻓﻳﺻﻝ ﺷطﻧﺎوي‬
‫ﻣﻠﺧـص‬
‫ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣوﺿوﻋﺎً ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻣﻳﺔ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺈﺷﻛﺎﻟﻳﺎت ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺿد اﻹدارة‪ .‬وﺗﻬدف‬
‫اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺻدي ﻟظﺎﻫرة اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ واﻟﺣد ﻣن ﺣﺎﻻت ﺣدوﺛﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ظﻝ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﻳﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻟﺗدﺧﻝ ﻓﻲ ﻋﻣﻝ اﻹدارة‪.‬‬
‫وﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة واﻟﻣوظف اﻟﻣﺳؤوﻝ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻛذﻟك وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﺗراﺧﻲ أو‬
‫اﻟﺗﺑﺎطؤ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣوظف ﻳﻣﻛن ﺗﺣرﻳك دﻋوى ﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﺿدﻩ ﺑﻣوﺟب أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة )‪ (182‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷردﻧﻲ‪،‬‬
‫وﻳﻣﻛن إﺛﺎرة ﻣﺳؤوﻟﻳﺗﻪ اﻟﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻹدارة ذاﺗﻬﺎ وﺑﺎﻟﻧﺗﻳﺟﺔ ﻣﻣﻛن أن ﺗﻌﺎﻗﺑﻪ ﺗﺄدﻳﺑﻳﺎً ﻹﺧﻼﻟﻪ ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟوظﻳﻔﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن‬
‫اﻹدارة ﻳﻣﻛن إﺛﺎرة ﻣﺳؤوﻟﻳﺗﻬﺎ ﻋن اﻟﺗﺄﺧﻳر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ ورﻓﻊ دﻋوى ﺿدﻫﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻳﻣﻛن أن ﻳﺣﻛم ﻋﻠﻳﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺗﻌوﻳض ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎع‪.‬‬
‫اﻟﻛﻠﻣـﺎت اﻟداﻟـﺔ‪ :‬اﻣﺗﻧﺎع اﻻدارة‪ ،‬ﺣﻛم اﻻﻟﻐﺎء‪ ،‬اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻻدارﻳﺔ‪.‬‬
‫رﺋﻳﺳﺎً ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ أن ﻳﺄﻣر ﺑﺗﻧﻔﻳذ ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم‪ ،‬ﻓواﺟﺑﻪ‬ ‫اﻟﻣﻘدﻣـــــﺔ‬

‫رﻋﺎﻳﺔ اﻟﺣدود ﺑﻳن اﻟﺳﻠطﺎت‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﺣﺗرام اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬
‫وﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ وﺻون اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ﻫﻲ أوﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﻳﺎت اﻟﻣﻠك‬ ‫إذا ﻛﺎن ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻﻝ ﺑﻳن اﻟﺳﻠطﺎت ﻳﺣوﻝ دون ﺗدﺧﻝ‬
‫وأدق اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺗواﻛب ﻣﻊ اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑرﻋﺎﻳﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﻌب‬ ‫اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻝ اﻹدارة أو اﻟﺣﻠوﻝ ﻣﺣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺄن‬
‫واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻝ اﻟوطن وﺳﻼﻣﺔ أراﺿﻳﻪ وذﻟك ﻫو اﻟﻣﻌﻳﺎر‬ ‫ﻳﻌد ﻣن ﺻﻣﻳم اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈن اﺗﺧﺎذ اﻹدارة ﻟﻣوﻗف ﺳﻠﺑﻲ‬
‫اﻟرﺋﻳﺳﻲ اﻟذي ﻳﺟب أن ﻳﺗرﺳﺦ ﻛﺄﺛر ﻣن ﻣﻘﺗﺿﻳﺎت اﻟﺣﻛم‬ ‫ﺑﺷﺄن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺿدﻫﺎ ﻳﺛﻳر اﻟﺗﺳﺎؤﻝ ﺣوﻝ ﻣدى اﺣﺗرام‬
‫اﻟرﺷﻳد‪.‬ﻓﻘد ﻗﺎﻝ‪:‬وﻳﻧﺳﺗون ﺗﺷرﺷﻝ" ﻋﺑﺎرﺗﻪ اﻟﺣﻛﻳﻣﺔ اﻟﺧﺎﻟدة " ﻻ‬ ‫ﺣﺟﻳﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻛﺳﻠطﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺿطﻠﻌﺔ ﺑوظﻳﻔﺔ ﺣﺳم‬
‫ﺑد ﻣن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم‪ ،‬ﻓﺎﻧﻪ أﻫون أن ﻳﻛﺗب اﻟﺗﺎرﻳﺦ أن اﻧﺟﻠﺗ ار ﻗد‬ ‫اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﻳﻘﺗﺿﻳﻪ ذﻟك ﻣن اﻹدارة اﻟﻣﺣﻛوم‬
‫ﻫزﻣت ﻓﻲ اﻟﺣرب ﻣن ان ﻳﻛﺗب ﻓﻳﻪ أﻧﻬﺎ اﻣﺗﻧﻌت ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم‬ ‫ﺿدﻫﺎ ﻣن ﻋدم ﺗﺟﺎﻫﻝ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻳﺟب ﻋﻠﻰ ﻏﻳرﻫﺎ ﻋدم‬
‫ﻗﺿﺎﺋﻲ")أﺣﻣد‪ .(2002 ،‬ان اﻟﻣﺗﺎﻣﻝ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺳﻠك اﻟﻣﺷرف‬ ‫ﺗﺟﺎﻫﻝ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻗوة ﺳﻠطﺔ اﻹدارة واﻣﺗﻳﺎزاﺗﻬﺎ‬
‫ﻳﺟد ﻣدى ﺗﻘدم اﻟدوﻝ اﻟدﻳﻣﻘراطﻳﺔ ﻣن ﺣﻳث اﺣﺗراﻣﻬﺎ ﻻﺣﻛﺎم‬ ‫واﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﺗﺟﻠﻳﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬ ‫أﻣﺎ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻓﻬو ﻣﺑدأ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻳﺳﺗﻬدف‬
‫ﻛﻣﺎ ﻳﻌﺗﺑر ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻣﺳﺎً ﺑﺎﻹﺳم اﻟذي‬ ‫ﺑﺎﻷﺳﺎس ﺳﻳﺎدة اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﻝ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺣﻣﻠﻪ اﻟﺣﻛم‪ ،‬ﺣﻳث أن اﻷﺣﻛﺎم ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺑﺎﺳم اﻟﻣﻠك‪،‬‬ ‫ﻫو ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻳﻌﻠو ﻓﻲ اﻟﻘﻳﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻝ ﻣﺎ ﻫو ﺳﻳﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫ﺛم أﻻ ﻳﻌﺗﺑر اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻧوﻋﺎً ﻣن اﻟﻌﺻﻳﺎن ﺗﻣﺎرﺳﻪ اﻹدارة ﺿد‬ ‫وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻣن أي ﺟﻬﺔ أو‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﺑﺎﺳم ﺟﻼﻟﺗﻪ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﻳﺗﻌﻳن‬ ‫ﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻳﻣﺛﻝ إﺧﻼﻻً ﺟﺳﻳﻣﺎً ﺑﻣﺑدأ اﻟﻔﺻﻝ ﺑﻳن‬
‫ﻣﻌﻪ ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻣﺳؤوﻝ ﻋن ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺻدرت ﺑﺎﺳم‬ ‫اﻟﺳﻠطﺎت‪ ،‬وﻫﻲ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ وﻛﻣﺎ ﻧرى ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم‬
‫اﻟﻣﻠك‪.‬واذا ﻛﺎن ﻗد ﻗﻳﻝ ان ﻗوة اﻟدوﻟﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻗوة ﻗﺿﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎن‬ ‫اﻷوﻝ‪ ،‬إذ ﻳﺗوﺟب ﻋﻠﻳﻪ ﺑﻣﻘﺗض اﻟﻣﺎدة )‪ (30‬ﻣن اﻟدﺳﺗور‪،‬‬
‫ﻗوة اﻟﻘﺿﺎء ﻛﻣؤﺳﺳﺔ دﺳﺗورﻳﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳذ اﺣﻛﺎﻣﻪ وﻗ ارراﺗﻪ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺣﻛﻣﺎً ﺑﻳن اﻟﺳﻠطﺎت‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة )‪ (26‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ‬
‫اذ ﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋدة ﻣن اﻻﻋﺗراف ﻟﻼﻓراد ﺑﻣوﺟب ﻧص دﺳﺗوري )اﻟﻣﺎدة‬
‫‪ 101‬ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻻردﻧﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪ (1952‬ﻣن اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء‬ ‫* ﻛﻠﻳﺔ اﻟﺷﻳﺦ ﻧوح اﻟﻘﺿﺎة ﻟﻠﺷرﻳﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﻳﺔ‬
‫ورﻓﻊ دﻋﺎوى ﺿد اﻻدارة ﻣن اﺟﻝ اﻟﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ اﺣﻛﺎم ﻳﺑﻘﻰ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬اﻷردن‪ .‬ﺗﺎرﻳﺦ اﺳﺗﻼم اﻟﺑﺣث ‪ ،2015/2/8‬وﺗﺎرﻳﺦ‬
‫ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ رﻫﻧﺎ ﺑﺣﺳن او ﺳوء ﻧﻳﺔ اﻻدارة اﻟﻣﻧﻔذ ﺿدﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﻗﺑوﻟﻪ ‪.2015/4/7‬‬
‫© ‪ 2016‬ﻋﻤﺎدة اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‪ /‬اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﻴﺔ‪ .‬ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫‪- 505 -‬‬
‫ﻓﻳﺻﻝ ﺷطﻧﺎوي‬ ‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻷدارﻳﺔ‪...‬‬
‫اﻣﺗﺿﻣن ﻣﺷﺎﻛﻝ ﻋﻣﻠﻳﺔ‪ ،‬وذﻟك اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﻘراءة اﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻳﺔ‬ ‫ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼﻝ اﻟﻘﺿﺎء واﺣﺗرام اﺣﻛﺎﻣﻪ‬
‫ﻟﻣﺿﻣون اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬذا اﻟﻣوﺿوع‪.‬‬ ‫وﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ أﺻﺑﺢ رﻛﻧﺎً ﺟوﻫرﻳﺎً ﻓﻲ أي ﻧظﺎم دﻳﻣﻘراطﻲ‪ .‬ﻓﺈذا ﻛﺎن‬
‫ﺧطﺔ اﻟدراﺳﺔ‪ :‬ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ارﺗﺄﻳﻧﺎ ﺗﻘﺳﻳم دراﺳﺗﻧﺎ‬ ‫اﻟﻘﺿﺎء ﻳﺿﻊ ﺣداً ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻳﺻدر ﺣﻛﻣﺎً ﻳﺣوز ﻗوة اﻷﻣر‬
‫اﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎﺣث وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻣﺣﻛوم ﻓﻳﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺗﻌﻳن ﺗﻧﻔﻳذ ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ٕواﻻ ﻟﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷوﻝ‪ :‬ﺣﺎﻻت اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﺑﻼد ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺧدﻣﺎت اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻌدﻝ‪ ،‬وﻟﻳس أﺷد ﺧط اًر ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ وﻣﺑرراﺗﻪ وأﺳﺑﺎﺑﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﺑﻼد ﻣن إﻫدار أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء واﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻬو‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫اﻣﺗﻬﺎن ﻟﻠﻘﺿﺎء وﻻ ﺳﺑﻳﻝ ﻟﺳﻳﺎدة اﻟﻘﺎﻧون إﻻ أن ﻳطﺑﻘﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ‪.‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻻ ﻗﻳﻣﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺑدون ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ وﻻ ﻗﻳﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻧﻔﻳذ واﻟﺟزاءات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻟﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﻳﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟم ﻳﻘﺗرن ﺑﻣﺑدأ اﺣﺗرام أﺣﻛﺎم‬
‫ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻘﺿﺎء وﺿرورة ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻣﺎذا ﻳﺟدي أن ﻳﺟﺗﻬد اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻹداري ﻓﻲ إﻳﺟﺎد اﻟﺣﻠوﻝ اﻟﻧﺎﺟﻌﺔ ﺑﻣﺎ ﻳﺗﻼﺋم وﺣﻣﺎﻳﺔ اﻟﺣﻘوق‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷوﻝ‬ ‫واﻟﺣرﻳﺎت واﻟﻣﺷروﻋﻳﺔ إذا ﻛﺎﻧت أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻣﺻﻳرﻫﺎ اﻹﻋدام‪.‬‬
‫ﺣﺎﻻت اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ‬ ‫واﺳﺗﻛﻣﺎﻻً ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻳﺿرب ﻓﻲ اﻟﺻﻣﻳم ﺣرﻣﺔ‬
‫وﻣﺑرراﺗﻪ وأﺳﺑﺎﺑﻪ‬ ‫وﻫﻳﺑﺔ وﻗدﺳﻳﺔ اﻟﻘﺿﺎء وﺗزرع اﻟﺷك ﺣوﻝ ﻓﻌﺎﻟﻳﺔ وﺟدوى ﻗﺿﺎء‬
‫ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻻ ﻗﻳﻣﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣﺎ ﻟم ﻳﻘﺗرن‬ ‫إداري ﻳﻘﺗﺻر دورﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻳﻧﺔ ﻋدم ﻣﺷروﻋﻳﺔ اﻟﻘ اررات اﻹدارﻳﺔ‬
‫ﺑﻣﺑدأ اﺣﺗرام اﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء وﺿرورة ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﻗﻳﻣﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﻣطﻌون ﻓﻳﻬﺎ أو اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ذﻟك ﻳﺗﻌﺎرض‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﺑدون ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ .‬إن ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ﻣﻊ اﻵﻣﺎﻝ اﻟﻣﻌﻘودة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﺻرح دوﻟﺔ‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺑرر اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫اﻟﺣق واﻟﻘﺎﻧون ﻓﺑدون ﺗﻧﻔﻳذ ﺗﺻﺑﺢ اﻷﺣﻛﺎم ﻋدﻳﻣﺔ اﻟﺟدوى‬
‫ﺑوﺟود ﻋدة ﺣﺎﻻت وأﺳﺑﺎب ﻻ ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ .‬وﻟﺗوﺿﻳﺢ‬ ‫واﻟﻔﻌﺎﻟﻳﺔ وﻳﻔﻘد اﻟﻧﺎس ﺛﻘﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء وﻳدب اﻟﻳﺄس ﻓﻲ ﻧﻔوﺳﻬم‬
‫ذﻟك ﺳوف ﻧﻌرض ﻟﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت واﻷﺳﺑﺎب ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟﻣطﺎﻟب‬ ‫وﻳﻧﻌدم اﻻﻣن واﻻﺳﺗﻘرار‪.‬‬
‫اﻵﺗﻳﺔ‪:‬‬ ‫اﻫﻣﻳﺔ اﻟﻣوﺿوع‪ :‬ﻟدراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع اﻫﻣﻳﺔ ﻛﺑﻳرة ﻣن‬
‫ﺣﻳث اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي اﻟﻰ اﻟزام اﻻدارة‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷوﻝ‪ :‬ﺣﺎﻻت اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ﺑﺗﻧﻔﻳذ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻻدارﻳﺔ‪ ،‬وﺳﻌﻳﺎ ﻣﻧﺎ ﻟﻠوﺻوﻝ اﻟﻰ ﺣﻠوﻝ‬
‫إن ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﻛون راﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫ﻟﺣﻝ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻻدارة ﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺿدﻫﺎ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﺗﺧذ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ‪ :‬ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺗﻧﻔﻳذ‬
‫ﺳﺑﻳﻝ ذﻟك ﻋدداً ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﻬرب ﻣن‬ ‫اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺿد اﻻدارة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻬﺎﺟس اﻟوﺣﻳد‬
‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﺑﺎﻟﺗﺄﺧﻳر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬وﻣرو اًر‬ ‫ﻟدى اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﻻ ﻳﺟد ﺑدﻳﻼ ﺳوى اﻻﻧﺗظﺎر ﺣﺗﻰ ﺗرﺿﺦ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻧﺎﻗص ﻟﻠﺣﻛم‪ ،‬وﻛذﻟك اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻋن طرﻳق‬ ‫اﻻدارة وﺗﻧﻔذ ﻣﺎ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣن اﺣﻛﺎم ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬وﺗﺎﺳﻳﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ‬
‫إﺻدار ﻗرار إداري ﻓردي أو ﺗﻧظﻳﻣﻲ‪ ،‬واﻟرﻓض اﻟﺻرﻳﺢ أو‬ ‫اﻻﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻓﺎن ﺗﺳﺎؤﻻت ﻋدة ﺗﺛﺎر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎﻝ واﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫اﻟﺿﻣﻧﻲ ﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻫو أﺧطر ﻫذﻩ‬ ‫‪ -‬ﻣﻌرﻓﺔ اﻻطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﻳﺣﻛم ﺗﻧﻔﻳذ اﻻﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﺣﺎﻻت)ﻋﺑداﻟواﺣد‪.(1984 ،‬‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻻدارﻳﺔ واﻻﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ادت ﺑﺎﻻدارة اﻟﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن‬
‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ‪ :‬اﻟﺗﺄﺧﻳر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء‬ ‫اﻟﺗﻔﻳذ‪.‬‬
‫إن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺿد اﻹدارة‪ ،‬ﻏﻳر‬ ‫‪ -‬ﻫﻝ ﻳﺟوز ﺗوﻗﻳﻊ ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن‬
‫ﻣﺣددة ﺑﻣدة ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻟﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻳﻌود ذﻟك إﻟﻰ ﺗﻘدﻳر اﻹدارة‬ ‫اﻟﺗﻔﻳذ؟‬
‫ذاﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻣﻠك ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﻳرﻳﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن )اﻻﻋرج‪،‬‬ ‫‪ -‬ﻣﺎ ﻫﻲ اﺳﺑﺎب اﻣﺗﻧﺎع اﻻدارة ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ؟‬
‫‪ ،(2005‬وﺗﻘدﻳر اﻟﻣدة ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ ٕوان ﻛﺎﻧت ﻣﺗروﻛﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ‬ ‫‪ -‬ﻫﻝ ان ﻏﻳﺎب اﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ واﻟﻧﺎﺟﻌﺔ ﻻﺟﺑﺎر اﻻدارة‬
‫اﻟﺗﻘدﻳرﻳﺔ ﻟﻺدارة‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻳﺳت ﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬ﺑﻝ ﻳﺟب أن ﺗﻛون ﻣدة‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻻدارﻳﺔ اﻟﺣﺎﺋزة ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء‬
‫ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻟﺗﻘدﻳر ﻳﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري )اﺑو‬ ‫اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﻳﻪ ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﺗﻌﻧت اﻻدارة؟‬
‫ﻳوﻧس‪ ،(2001 ،‬ﻣﻣﺎ ﻳؤدي إﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة ﺳﺑب ﺗﺄﺧﻳرﻫﺎ‬ ‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ‪ :‬ﻟﻼﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ارﺗﺎﻳﻧﺎ اﺗﺑﺎع‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﺣﻳث ﻳﻌﺗﺑر اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗرار ﺳﻠﺑﻲ‬ ‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻻﻧﺳب ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذ اﻟﻣوﺿوع‬
‫‪- 506 -‬‬

‫وﻧﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑﺄن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻋﺗﺑرت ذﻟك اﻟﻣظﻬر‬ ‫ﻏﻳر ﻣﺷروع ﻳﺣق ﻣﻌﻪ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ رﻓﻊ دﻋوى‬
‫اﻣﺗﻧﺎﻋﺎً ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﺗﻧﻔﻳذ ﻧﺎﻗص ﻟﻬذا‬ ‫ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض إذا ﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻪ‬
‫اﻟﺣﻛم‪.‬‬ ‫ﺿرر ﻣن ﺟراء ﻫذا اﻟﺗﺄﺧﻳر)ﻋﺑداﻟواﺣد‪ .(1984 ،‬وﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻬﺎ‬
‫وﻓﻲ ﺣﻛم آﺧر ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬ ‫ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺄﻧﻪ "ﻳﺗﻌﻳن أن ﺗﻧﻔذ اﻹدارة اﻟﺣﻛم‬
‫اﻻدارﻳﺔ( ﺑﺄن "اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﻧﻔﻳذاً ﺣﻘﻳﻘﻳﺎً ﻻ ﺻورﻳﺎً‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﺑﻳن ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻹداري أن‬
‫ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻪ إﻋدام اﻟﻘرار اﻹداري ﻣن ﻳوم‬ ‫اﻹدارة ﻧﻔذت اﻟﺣﻛم ﺗﻧﻔﻳذاً ﺻورﻳ ًﺎ ﺗﺣﻛم ﺑﻌدم ﻣﺷروﻋﻳﺗﻪ")‪.(1‬‬
‫ﺻدورﻩ واﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛﺄن ﻟم ﻳﻛن‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻌﻳد اﻟﺣﺎﻝ إﻟﻰ‬ ‫وﻣن ﺧﻼﻝ ﻗراﺋﺗﻧﺎ ﻟﺣﻛم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ )اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻳﻪ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻟم ﻳﺻدر ﻫذا اﻟﻘرار إطﻼﻗﺎً ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت‬ ‫اﻻدارﻳﺔ( اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻩ – ﻻﺣظﻧﺎ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟم ﺗذﻛر ﺻراﺣﺔ‬
‫اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وﻟﻳس ﻟﻺدارة أن ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء)‪.(3‬‬ ‫ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺄﺧﻳر إﻻ أن ﻣﺿﻣون اﻟﺣﻛم ﻳﻔﻳد ﺑذﻟك‪ ،‬ﻓﻬﻲ اﻋﺗرﻓت‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺑﺈﺻدار ﻗرار إداري‬ ‫ﺑﺷﻛﻝ ﻏﻳر ﻣﺑﺎﺷر ﺑﺄن اﻟﺗﺄﺧﻳر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻳﺷﻛﻝ‬
‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺈﺻدار ﻗرار إداري ﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟﻠﻘرار‬ ‫ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﺳﺗوﺟب ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻹدارة‪ .‬وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺎﻧﻪ ﻟﻛﻲ‬
‫اﻟﻣﻠﻐﻲ)ﻓﻬﻣﻲ‪ ،(2001 ،‬وﻳﻛون اﻟﻘرار اﻟﺟدﻳد اﻟذي أﺻدرﺗﻪ‬ ‫ﻳﻛون اﻟﺗﺎﺧﻳر ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﻳذ ذا اﺛر ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض ﻳﺟب‬
‫اﻹدارة ﻣﺳﺗﺣﻘﺎً ﻟﻠطﻌن‪ ،‬ﺑﺣﻳث ﻳﺣق ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺣق اﻟﻠﺟوء‪ ،‬إﻟﻰ‬ ‫ان ﻳﺗواﻓر ﺷرطﺎن‪:‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ‪.‬‬ ‫‪ -1‬وﺟوب ان ﻳﻛون اﻟﺗﺎﺧﻳر ﻟﻔﺗرة ﻏﻳر ﻣﻌﻘوﻟﺔ‪ :‬ﺣﻳث ﻳﻣﺛﻝ‬
‫ﻳﻌد اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء اﻟﺻﺎدرة‬ ‫ﺷرط اﻟﻣدة اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻗﺎﻋدة اﺳﺎﺳﻳﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻟﻳﺣدد ﻋﻠﻰ‬
‫ﺑﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻣن ﻗﺑﻳﻝ اﻟﻘ اررات اﻟﺳﻠﺑﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻳﻬﺎ اﻹدارة‬ ‫ﺿوﺋﻬﺎ ﻣﺎ اذا ﻛﺎﻧت اﻻدارة ﻧﻔذت اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﻣوﻋدﻩ ام ﺟﺎء‬
‫ﻟﺗﺟﻧب آﺛﺎر ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء‪.‬‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ ﻣﺗﺎﺧ ار‪ ،‬ﻫذا وﻟﻳس ﻟﻼدارة اﻟﺣرﻳﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﻳﺎر‬
‫ﺑﺣﻳث ﺗﺳﻠك ﻣﺳﻠﻛﺎً ﺳﻠﺑﻳﺎً ﻳﺗﻣﺛﻝ ﺑﺎﻟﺻﻣت‪ ،‬أي دون إﺻدار‬ ‫وﻗت اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬اذ ان اﻟﻘﺿﺎء ﻳﻬﺗدي ﻫﻧﺎ ﺑﻣﻌﻳﺎر زﻣﻧﻲ‪ ،‬وﺑﻌد‬
‫ﻗرار ﻳﺗواءم وﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء اﻟﺻﺎدر واﻟﻣﻛﺗﺳب ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء‬ ‫ﻣرور اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ دون اﺟراﺋﻪ ﻳﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ رﻓض‬
‫اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ‪.‬‬ ‫ﺿﻣﻧﻲ ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ ﻳﻌطﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ﺣق اﺗﺧﺎذ اﻻﺟراءات‬
‫وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻫو واﺟب اﻟﺗﻧﻔﻳذ ٕواﻟﺗزام ﻣﺳﺗﻧداً ﻷﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺟﺑﺎر اﻻدارة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻳﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ‬ ‫‪ -2‬ﻋدم وﺟوب اﺳﺑﺎب ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟﻠﺗﺎﺧﻳر ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ :‬ﺗﺳﺗطﻳﻊ‬
‫وﺧطﺄ ﻳﺳﺗوﺟب اﻟﺗﻌوﻳض‪ ،‬وﻟﻳس أﻣﺎم ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻻدارة ان ﺗﺗﺟﺎوز ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻣدة اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﺟﺎوز‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻻ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬ﻣرة أﺧرى ﻹﻟﻐﺎء ﻗرار‬ ‫ﺷرطﻪ ان ﻳﻛون ﻫﻧﺎك ﺳﺑب ﻣﻘﺑوﻝ‪ ،‬ﻛﺎﻧت اﻻدارة ﺣﻳﺎﻝ ﻫذا‬
‫اﻻﻣﺗﻧﺎع اﻟﺳﻠﺑﻲ‪ ،‬وطﻠب اﻟﺗﻌوﻳض ﻋن اﻟﺿرر ﻋﻧد اﻟﻠزوم‪.‬‬ ‫اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺿرورة ﻟﺗﺎﺧﻳر اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻋن ﻣوﻋدﻩ‪ ،‬ﻓﺎن اﻧﺗﻔﻰ ﻫذا‬
‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‪ :‬اﻻﻣﺗﻧﺎع اﻟﺻرﻳﺢ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪:‬‬ ‫اﻟﺳﺑب ُﻋ ّد ذﻟك ﺗﻘﺎﻋﺳﺎ واﻣﺗﻧﺎﻋﺎ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬
‫ﻳﺻدر ﻫذا اﻟرﻓض ﻓﻲ ﺻورة ﻗرار إداري ﺻرﻳﺢ ﻳﻔﻬم ﻣﻧﻪ‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻧﺎﻗص‬
‫رﻓض اﻹدارة ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﺿد ﺟﻬﺔ اﻹدارة‪،‬‬ ‫ﻳﺗﻣﺛﻝ اﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻧﺎﻗص ﺑﻌدم اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺗﻧﻔﻳذ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم‬
‫ﺣﻳث ﺗﺗﺟﺎﻫﻝ اﻹدارة ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﻘﻳﺎم ﺑﻣﺎ‬ ‫ﺣﺳب ﻣﺿﻣوﻧﻪ )ﻋﺑداﻟواﺣد‪ٕ .(1984 ،‬واﻧﻣﺎ ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﻧﺎﻗﺻﺎً‬
‫ﻳﻔرﺿﻪ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﺗﻣﺛﻝ ﺑﺈزاﻟﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ واﻟﻣﺎدﻳﺔ‬ ‫وﻣﺑﺗو اًر‪ ،‬ﻓﺎﻟواﺟب ﻳﺗﻌﻳن ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻧﻔذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫ﻟﻠﻘرار اﻟﻣﻠﻐﻲ)اﻟﻠﻳﺛﻲ‪ .(2009 ،‬إن ﻓﻲ رﻓض اﻹدارة ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذاً ﻛﺎﻣﻼً‪ ،‬ﻣراﻋﻳﺔ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم‪ ،‬وﻣﺎ ارﺗﺑط ﺑﻬذا‬
‫ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺣﺎﺋز ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ وواﺟب اﻟﻧﻔﺎذ ﻫو‬ ‫اﻟﻣﻧطوق ﻣن أﺳﺑﺎب ﺟوﻫرﻳﺔ )ﻣﺻطﻔﻰ‪ .(1964 ،‬وﻓﻲ ﻫذا‬
‫ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ ﺻﺎرﺧﺔ)ﺣﺎﻓظ ن‪ .(1967‬وﻗد اﺳﺗﻘرت أﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﺷﺄن ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( ﺑﺄن "ﻣﺟرد‬
‫اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ أن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻫو‬ ‫ﺻدور اﻷﻣر ﻣن رﺋﻳس اﻟوزراء ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻣﺳﺗدﻋﻲ إﻟﻰ وظﻳﻔﺗﻪ‬
‫ﻗرار ﺳﻠﺑﻲ ﺧﺎطﺊ ‪ -‬ذﻟك أﻧﻪ ﻳﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻘرار اﻹداري‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذاً ﻟﻘرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ )اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( ﻻ ﻳﻌﺗﺑر‬
‫اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻋن إﺻدار ﻗرار ﻣن اﻟواﺟب ﻋﻠﻳﻬﺎ‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذاً ﻟﻠﻘرار‪ ،‬ﺑﻝ ﻳﺗوﺟب وﺿﻊ اﻟﻘرار ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻔﻌﻠﻲ‬
‫إﺻدارﻩ وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻗد ﻛﺎن ﻣن اﻟواﺟب إﺻدار ﻗرارﻫﺎ ﺑﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ٕواﻋﺎدة ﺑﻧﺎء ﻣرﻛز اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ وﻛﺄن اﻟﻘرار اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻟم‬
‫ﻼ ﺑﺄﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء اﻻداري‪ .‬وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن‬ ‫ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻋﻣ ً‬ ‫ﻳﺻدر ﻗط ﺑﺣﻳث ﺗﺗم إزاﻟﺔ آﺛﺎر اﻟﻘرار اﻟﻣﻠﻐﻲ إزاﻟﺔ ﻓﻌﻠﻳﺔ ﻣن‬
‫اﻟﺛﺎﺑت أﻧﻪ ﻻ ﻳﺟوز ﻟﻺدارة اﻟﺗﻧﺻﻝ ﻣن اﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﺑﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫وﻗت ﺻدورﻩ ٕواﻻ اﻋﺗﺑر ﻋدم اﻟﻘﻳﺎم ﺑذﻟك اﻣﺗﻧﺎﻋﺎً ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﻗرار‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﺿدﻫﺎ ﺑﺈدﻋﺎء ﺳﺑب ﻣزﻋوم ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻛﻝ‬ ‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ")‪.(2‬‬
‫‪- 507 -‬‬

‫ﻣﺑررﻩ ﺑﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬ ‫ﻳﺟب أن ﻳﺧﺿﻊ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫‪ .1‬وظﻳﻔﺔ اﻹدارة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ ﺗطﺑﻳق إﺟراءات‬ ‫وﻗد أﺟﺎزت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( اﻻﻣﺗﻧﺎع‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪،‬‬ ‫ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺣﺎﺋز ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ﻓﻲ‬
‫وأن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻳﻬدد اﻟﺳﻠم‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﻪ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎً ﻧوﻋﻳﺎً‪،‬‬
‫واﻷﻣن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ٕواﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔوﺿﻰ واﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌداﻟﺔ وﻫدم‬ ‫ﺣﻳث ﻗﺿت ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ "وﻧﺣن ﻧرى أن ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ‬
‫ﻛﺑﻳر ﻟرﻛن ﻣن أرﻛﺎن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻸﻓراد ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻹدارة‬ ‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘرة أن اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺎزت ﻗوة اﻟﺷﻲء‬
‫أﻻ وﻫﻲ ﺿﻣﺎن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺣﺎﻣﻲ ﺣﻘوق اﻷﻓراد‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻧواﻧﺎً ﻟﻠﺣﻘﻳﻘﺔ وﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻧﻔذ ﻫذﻩ‬
‫‪ .2‬ﻳﺷﻛﻝ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋﻧواﻧﺎً ﻟﻠﺣﻘﻳﻘﺔ‪ ،‬ﺑﺣﻳث ﻳﺄﺗﻲ أﺳﺎﺳﺎً‬ ‫اﻷﺣﻛﺎم إذا ﺻدرت ﻣن ﻣﺣﺎﻛم ﻣﺧﺗﺻﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎً ﻧوﻋﻳﺎً")‪.(4‬‬
‫ﺗﻧﻔﻳذاً ﻟﻘﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ واﺟﺑﺔ اﻻﺣﺗرام ﺗطﺑﻳﻘﺎً ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﻳﺔ‬ ‫وﻓﻲ ﺣﻛم آﺧر ﻟﻬﺎ ﻗﺿت ﺑﺄﻧﻪ )وﻟﻛن اﻟﻣﺳﺗدﻋﻰ ﺿدﻩ ﻟم ﻳﻧﻔذ‬
‫واﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر اﺳﺗﻧﺎداً ﻟﺗﻠك اﻟﻘﺎﻋدة ﻫو ﺿرورة ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ ﻟﻬﺎ‬ ‫ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﻪ ﻗطﻌﻲ وواﺟب اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺣﺳب أﺣﻛﺎم‬
‫ﻳﺄﺧذ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﻣن ﺣﻳث إﻟزاﻣﻳﺗﻬﺎ واﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن‬ ‫اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻣﺎ ﻳﻌﺗﺑر ﻣﻌﻪ ﻫذا اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻘرار اﻟﺿﻣﻧﻲ‬
‫اﻻﻟﺗزام ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء ﻫو ذاﺗﻪ اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬ ‫ﺑﺎﻟرﻓض وذﻟك ﺗﻣﺷﻳﺎً ﻣﻊ ﻣﺎ اﺳﺗﻧد ﻋﻠﻳﻪ اﺟﺗﻬﺎد ﻣﺣﻛﻣﺗﻧﺎ ﻣن أن‬
‫ﻣﺳﻠﻛﻬﺎ ﻫذا ﻫو ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر ﺧﺿوع اﻹدارة ﻟﻠﻘﺎﻧون‬ ‫ﻛﻝ ﺣﻛم ﻗطﻌﻲ ﻳﻌﺗﺑر واﺟب اﻟﺗﻧﻔﻳذ وﻻ ﺗﻣﻠك اﻹدارة أي ﺳﻠطﺔ‬
‫وﻟﻳس ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟذي أﺻدر اﻟﺣﻛم‪.‬‬ ‫إدارﻳﺔ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﺳواء ﻛﺎن ﻣطﺎﺑﻘﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون أم ﻟم ﻳﻛن‬
‫‪ -3‬اﺷﺗﻣﺎﻝ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﻧطوﻗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة اﻟﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ‬ ‫ﻣطﺎﺑﻘﺎً ﻟﻪ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﻪ ﻏﻳر ﻣﺧﺗﺻﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻧﺟد أﺳﺎس ﺗطﺑﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﻳﺔ واﻟذي ﻳﻘﺿﻲ‬ ‫اﺧﺗﺻﺎﺻﺎً ﻧوﻋﻳﺎً")‪.(5‬‬
‫ﺑﺧﺿوع ﻛﻝ ﻣن اﻟﺣﺎﻛم واﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن‬ ‫ﻛﻣﺎ ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( ﻓﻲ ﺣﻛم‬
‫اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻳﺷﻛﻝ اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ‬ ‫آﺧر ﻟﻬﺎ "ﺣﻳث أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻻ ﻳﺟﻳز ﻷي ﺳﻠطﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﻳﺔ وﺗﺑﻘﻰ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ آﻟﻳﺎت ﺣﻣﻝ اﻹدارة ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ أي ﻗرار ﺗﺻدرﻩ أﻳﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ وﺣﻳث أن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء وﻣدى إﻟزاﻣﻳﺔ ﺗﻠك اﻵﻟﻳﺎت‪.‬‬ ‫ﻗد اﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﻳﻪ‬
‫ﺑﺎﻹﺻرار ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟرﻓض اﻟﺳﺎﺑق وﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳﺑﺎب اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ﻳﻛون ﻣﺧﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون وﺣﻘﻳﻘﺎً ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻓﺗﻘرر إﻟﻐﺎؤﻩ")‪.(6‬‬
‫ﻫﻧﺎك ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ﻣﺎ ﻗد ﺗﺗذرع ﺑﻪ اﻹدارة ﻟﻛﻲ ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن‬ ‫وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻼﺣظ أن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﺿدﻫﺎ‪ ،‬وﻗد ﻻ ﻳﻛون ﻟﻬذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻣﺎ‬ ‫اﻻدارﻳﺔ( ﻗد ﻋﺑرت ﺻراﺣﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻋن ﺧطورة‬
‫ﻳﺑررﻫﺎ ﻣن اﻟواﻗﻊ أو اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬أو أن ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻏﻳر ﻛﺎﻓﻳﺔ‬ ‫ﻣوﻗف اﻹدارة ﺑرﻓض ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ اﻛﺗﺳب اﻟدرﺟﺔ‬
‫ﻹﻫدار ﻣﺑﺎدئ ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ‪ .‬وﻟﻌﻝ ﻣن أﻫم اﻷﺳﺑﺎب‬ ‫اﻟﻘطﻌﻳﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﻳﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن اﺳﺗﻬﺎﻧﺔ ﺑﺣرﻣﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺞ ﺑﻬﺎ اﻹدارة إﻣﺎ ﻳرﺟﻊ إﻟﻰ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ أو واﻗﻌﻳﺔ‪.‬‬ ‫وﻣن إﻫدار ﻟﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن ﺣﺟﻳﺔ وﻗوة‪ ،‬ﻷن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‬
‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ‪ :‬اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ‪:‬‬ ‫اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻳﻌد ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻗد أﻛدت‬
‫ﻗد ﺗﺧﺎﻟف اﻻدارة اﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ‬ ‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺄن رﻓض اﻹدارة ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻷﻟﻐﺎء ﺑﻣﺎ‬
‫ﺗﺳﺗﻧد ﻓﻳﻬﺎ اﻟﻰ اﺣد اﻻﺳﺑﺎب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ام ﺑﺎﻟﺗﺻﺣﻳﺢ اﻟﺗﺷرﻳﻌﻲ‪،‬‬ ‫ﻳﻔرﺿﻪ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت ﻳﺷﻛﻝ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬ﺣﻳث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة‬
‫او وﻗف ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻻداري او اﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم ﻣن‬ ‫)‪/26‬ب( ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( رﻗم‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟطﻌن‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻣﺑررات اﻟﺗﻲ ﻳﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺣﺎﻻت ﻋﻣﻠﻳﺔ‬ ‫‪ 12‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1992‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﻳﻛون ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ أي دﻋوى‬
‫ﻻﻣﺗﻧﺎع اﻻدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻻﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻻدارﻳﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﻳﺔ‬ ‫ﺗﻘﺎم ﻟدﻳﻬﺎ ﻗطﻌﻳﺎً ﻻ ﻳﻘﺑﻝ أي اﻋﺗراض أو ﻣراﺟﻌﺔ ﺑﺄي طرﻳﻘﺔ‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻻﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‬ ‫ﻣن اﻟطرق وﻳﺗوﺟب ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﺻدر ﻓﻳﻬﺎ"‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺳﻳﺎﺗﻲ ﺑﻳﺎﻧﻪ‪:‬‬ ‫ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم أن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺳس ﻋﻠﻳﻬﺎ‬
‫اﺳﺑﺎب اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ‪ :‬ﻫﻧﺎك ﺛﻼث ﻣﺑ اررات‬ ‫ﺧﺿوع اﻹدارة ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻧﺟدﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺷرﻳﻌﻲ أو اﻟﻧص‬
‫ﺗﺗﺣﻘق اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ﻓﻳﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﻳﻠزم اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ وﺑﻳﺎن إﺟراءات ذﻟك‪ .‬وﻫو‬
‫‪ -1‬اﻟﺗﺻﺣﻳﺢ اﻟﺗﺷرﻳﻌﻲ‪:‬‬ ‫واﺟب ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻳﺿﺎف إﻟﻳﻪ‪ ،‬أن اﻹدارة ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻫﻲ أداة‬
‫وﻳﻘﺻد ﺑﻪ اي ﺗﻌدﻳﻝ‪ ،‬او اﻟﻐﺎء ﻟﻼﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ وﻣﺛﺎﻟﻪ ان‬ ‫اﻟﻌون ﻟﻸﻓراد ﻋﻧد اﻟﻠزوم ﺑﻣﺎ ﻟدﻳﻬﺎ ﻣن اﻣﺗﻳﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬‬
‫ﻳﺻدر ﺣﻛم ﺑﺎﻟﻐﺎء ﻗرار اداري ﺗﺎدﻳﺑﻲ ﻓﻲ ﺣق ﻣوظف ﻋﺎم‪،‬‬ ‫ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ .‬وﻫذا اﻟﻣﺳﻠك ﻟﻺدارة ﻧﺟد‬
‫‪- 508 -‬‬

‫اﺧرى ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن ﻧطﺎق اﻻدارة‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻳﻛون اﻻﻟﺗزام‬ ‫واﺻﺑﺢ ﻟﻬذا اﻟﺣﻛم ﺣﺟﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺗﺻور طﻠب ﺗﻧﻔﻳذ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻣﻣﻛﻧﺎ‪ ،‬ﻟﻛن واﺟﻬﺗﻪ ظروف ﺣﺎﻟت دون ﺗﻧﻔﻳذﻩ‪ ،‬وﻫذﻩ‬ ‫اﻟﺣﻛم ﺑﺎﺛر رﺟﻌﻲ ﻟﻣﺳﺎس ذﻟك ﺑﻘوة اﻻﻣر اﻟﻣﻘﺿﻲ)ﻋﺑداﻟﻔﺗﺎح‪،‬‬
‫اﻟظروف ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ واﻟظرﻓﻳﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ‬ ‫‪ .(1999‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ان اﻟﻘرار اﻻداري اﻟﺗﺎدﻳﺑﻲ ﻻ‬
‫ﺳوف ﻳﺗم ﺗوﺿﻳﺣﻪ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﻳﺳري ﻋﻠﻰ ﻣﺎ وﻗﻊ اﻝ ﻣن وﻗت اﺻدارﻩ‪ ،‬اﻻ ان ﺛﻣﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎءات‬
‫اوﻻ‪ :‬اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‪:‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ اذا ﺻدر اﻟﻘرار اﻟﺗﺎدﻳﺑﻲ‬
‫اﺳﺗﻧﺎدًا إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻓﺈن اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذﻳﺎ ذا اﺛر رﺟﻌﻲ او ﺗﻧﻔﻳذ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات‬
‫ﻳرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ ﺑﺣﻳث ﺗط أر ظروف ﺗؤدي إﻟﻰ‬ ‫اﻻدارﻳﺔ )ﺣﺳن‪.(2005 ،‬‬
‫اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺷﺧص اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ‪ ،‬وﻟﻌﻝ اﻟﻣﺛﺎﻝ اﻵﺗﻲ أدﻝ‬ ‫‪ -2‬وﻗف ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري‪:‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻛرة وﻫﻲ أن ﻳﺻدر ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ إداري ﻳﻘﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء‬ ‫ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻘﻳﺎم اﻹدارة ﺑﺳﻠوك إﻳﺟﺎﺑﻲ ﺗﻣﺧض ﻋﻧﻪ‬
‫اﻟﻘرار اﻹداري اﻟذي ﻓﺻﻝ اﻟﻣوظف ﻋن وظﻳﻔﺗﻪ وﻋﻧد ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذ ﻗرار وﺣﻛم ﺑوﻗف ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﻣن ﻗﺑﻝ ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬وﻫذﻩ‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻳﻛون اﻟﻣوظف اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ ﻗد وﺻﻝ إﻟﻰ ﺳن‬ ‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﺟد ﻟﻬﺎ ﺗطﺑﻳق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻳن‪ :‬اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﻳﺗم وﻗف ﺗﻧﻔﻳذ‬
‫اﻟﺗﻘﺎﻋد‪ ،‬ﻓﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘرار ﻳﻌد ﻣن اﻟﻧﺎﺣﻳﺔ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻣﺳﺗﺣﻳﻼً‪.‬‬ ‫اﻟﺣﻛم ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﺗطﺑﻳﻘﺎً ﻟﻘﺎﻋدة اﻷﺛر اﻟﻣوﻗف ﻟﻠطﻌن‪ ،‬وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫وﻳﺿرب ﻟﻧﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﺛﻼً ﺿﻣن ﻗ اررﻩ اﻟﺻﺎدر‬ ‫ﻣﺣدودة اﻟﺗطﺑﻳق وﻧﺎدرة‪ ،‬ﻷن اﻷﺻﻝ ﻓﻳﻬﺎ أن اﻟطﻌن ﻟﻳس ﻟﻪ‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪ 1987/03/27‬ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻓﺻﻝ ﻣوظف ﺑﻌد ﺑﻠوﻏﻪ ﺳن‬ ‫أﺛر ﻣوﻗف ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ‪ ،‬اﻟطﻌن ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة‬
‫اﻟﺗﻘﺎﻋد ﻣﻣﺎ اﺳﺗوﺟب ﻣﻌﻪ اﻟﻘﺿﺎء ﺑرﻓض طﻠب اﻟﻐراﻣﺔ‬ ‫ﺑﺈﻳﻘﺎع ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ)اﺑو ﻳوﻧس‪.(2001 ،‬‬
‫اﻟﺗﻬدﻳدﻳﺔ ﻹﺟﺑﺎر اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذﻩ)اﺑو ﻳوﻧس‪.(2001 ،‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ‪ :‬وﻫﻲ وﻗف ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻣن‬
‫‪ -‬اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ‪ :‬اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟظرﻓﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟطﻌن‪ ،‬وﻫذا ﻳﺗطﻠب ﺗواﻓر ﺷرطﺎن‪ :‬اﻷوﻝ ﻳﺷﺗرط ﺗﻘدﻳم‬
‫ﻣرد ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻳﺔ ﻻ ﻳﻛون ﻓﻳﻬﺎ أﻣﺎم اﻹدارة‬ ‫طﻠب إﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم أو ﺗﻌدﻳﻠﻪ ﻣﻊ طﻠب وﻗف ﺗﻧﻔﻳذ ﻓﻲ ﻻﺋﺣﺔ‬
‫إﻻ أن ﺗؤﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬إذن ﻓﻌدم اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻫﻧﺎ‬ ‫دﻋوى واﺣدة‪ .‬واﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻳﺗطﻠب ﻣن ﺟﻬﺔ ﺿرورة أن‬
‫ﻳﻛون راﺟﻊ ﻟظروف ﺧﺎرﺟﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻳﺗﻌذر ﺗدارﻛﻬﺎ‪ ،‬إذا ﻣﺎ ﻗﺿت‬
‫وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك‪ ،‬اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري اﻟذي ﻳطﺎﻟب‬ ‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟطﻌن ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟطﻌن‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻳﺟب أن ﻳﺳﺗﻧد‬
‫اﻹدارة ﺑﺗﺳﻠﻳم وﺛﺎﺋق ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻟﻪ ﻟﻛن ﻋﻧد اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻳﺗﺿﺢ‬ ‫ذو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ طﻠب وﻗف ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم وﺟود أﺳﺑﺎب ﺟدﻳﺔ ﻣﻣﺎ‬
‫ان ﺗﻠك اﻟوﺛﺎﺋق ﻗد ﺗﻠﻔت ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺣرﻳق أو ﺳرﻗﺔ‪ ،‬وﻣن ذﻟك ﻧﺟد‬ ‫ﻳرﺟﺢ ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم اﻟﻣطﻌون ﻓﻳﻪ)اﻟﻠﻳﺛﻲ‪ (2009 ،‬وﺑﺗواﻓر‬
‫ﻗﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﻓرض اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﻳدﻳﺔ‬ ‫اﻟﺷرطﻳن اﻟﻣﺷﺎر إﻟﻳﻬﻣﺎ ﻳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ‬
‫ﻹﺟﺑﺎر اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﻳم اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺗﻧﻔﻳذاً ﻹﻟﻐﺎء ﻗرار‬ ‫اﻟﺣﻛم وﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋد ذﻟك اﻹﺟراء ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن ﻗﺑﻠﻬﺎ‬
‫اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﺳﻠﻳﻣﻬﺎ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﻔﻘداﻧﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﻳﺗرﺗب اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﻳذﻩ‬ ‫ﻟﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ اﻟذي ﻳﺳﺗوﺟب ﻣﺳؤوﻟﻳﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫)اﺑو ﻳوﻧس‪.(1997 ،‬‬ ‫‪ -3‬إﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟطﻌن‪:‬‬
‫وﻛذﻟك اﻟﻘرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري اﻟذي ﻳﻘﺿﻲ ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ‬ ‫ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺈﺻدار ﻗ ار اًر ﻗﺿﺎﺋﻳﺎً ﻣن ﻗﺑﻝ ﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻣت إﻗﺎﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ وﻋﻧد اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫اﻟطﻌن ﻳﻘﺗﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣﻝ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻓﻳﺻﺑﺢ‬
‫ﺗﻛون ﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻗد ﻫﻠﻛت ﻣن ﻗﺑﻝ‪.‬‬ ‫ﻋﻧدﻫﺎ ﻣﺣﻝ اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻣﻧﻌدﻣﺎً‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻳؤدي إﻟﻰ ﺗﺣرر اﻹدارة ﻣن‬
‫وﻗد ﻳﻛون اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻳرﺟﻊ إﻟﻰ أن اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺳوف‬ ‫اﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ .‬وﺗطﺑﻳﻘﺎً ﻟذﻟك ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ‬
‫ﻳﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻳﺗرﺗب ﻋﻧﻪ إﺧﻼﻝ ﺧطﻳر ﻳﺗﻌذر ﺗدارﻛﻪ‬ ‫اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻓﻲ أﺣد أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ "‪ ...‬وﻣن ﺣﻳث أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أﻧﻪ‬
‫ﻛﺣدوث ﻓﺗﻧﺔ أو ﺗﻌطﻳﻝ ﺳﻳر ﻣرﻓق ﻋﺎم‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎ ﺗرﺟﻳﺣﺎً ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ‬ ‫ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺻدور ﺣﻛم ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺣﻛم‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳوﻗف اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬ ‫ﺻﺎدر ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أن ﻳزوﻝ ﻟﻛﻝ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﺣﻛم‬
‫ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ راﺟﻌﺔ إﻟﻰ ﻋدم ﺗوﻓر اﻻﻋﺗﻣﺎدات‬ ‫اﻟﻣﻠﻐﻰ ﻣن آﺛﺎر ﺑﺣﻳث ﻳﻌود اﻟﺣﺎﻝ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻳﻪ ﻗﺑﻝ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ وﻧﺟد ﻫذا ﺷﺎﺋﻌﺎً ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﻌوﻳض ﻷن ﻋدم ﺗوﻓر‬ ‫ﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟﻣذﻛور)ﻋﻛﺎﺷﻪ‪.(1997 ،‬‬
‫اﻟﻣﺎﻝ ﻳﻌﺗﺑر اﻟﻌﻘﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣوﻝ دون اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟواﻗﻌﻳﺔ )اﻟﻣﺎدﻳﺔ( ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ‪:‬‬
‫إﻻ أن اﻟﻔﻘﻪ ﻳرى أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘﺑﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻷن اﻹدارة ﻣﻠزﻣﺔ‬ ‫ﻗد ﻳﺗﻌذر ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻻﻟﻐﺎء ﻟوﺟود‬
‫ﺑﺎﻟﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻼزم ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ‬ ‫ﻋﻘﺑﺎت ﺗﻧﻣﻊ ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﻳﺔ اﻟﻣﺎدﻳﺔ‪ ،‬اي اﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ‬
‫ذاﺗﻬﺎ أو ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣواﻟﻳﺔ ﻟﻬﺎ)ﻣراد‪ ،‬د‪.‬ت(‪.‬‬ ‫ﻻ ﻳﻛون ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺑﺳﺳﺑب ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ةاﻧﻣﺎ ﻳﻛون ﻧﺗﻳﺟﺔ واﻗﻌﺔ‬
‫‪- 509 -‬‬

‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺣﻳث إﻋﺎدة اﻟﺗوازن ﻟﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺎت‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻣﺑررات اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬
‫ﻛﺄﺛر ﻣن آﺛﺎر أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻋﻧد اﻟﻧظر ﻓﻲ أي ﺧﺻوﻣﺔ‪،‬‬ ‫ﺗﺗﺳﺗر اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﻌدﻳد ﻣن ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ ﺧﻠف ﻣﺑدأ‬
‫ﺑﺣﻳث ﻳﺷﻛﻝ ﻫدﻓﺎً ﺳﺎﻣﻳﺎً وﻏﺎﻳﺔ ﻣﺛﻠﻰ ﺗﺗﺣﻘق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻣﺷروﻋﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﺧﺗﻼق أﺳﺑﺎب ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ وأﺧرى واﻗﻌﻳﺔ ﺗﺑرر‬
‫ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎﻝ‪ ،‬ﻟذا ﻓﺈن‬ ‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﻣﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم ﻣن دور ّ‬ ‫ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺳﻠوك طرﻳق اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑت اﻟدرﺟﺔ اﻟﻘطﻌﻳﺔ‬ ‫اﻟﺻﺎدرة ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﺑﺣﻳث ﺗوﺻف ﺗﻠك اﻷﺳﺑﺎب ﺑﺎﻷﺳﺑﺎب‬
‫ﻳﻣﺛﻝ ﻣﺑدأ أﺻﻳﻼً ﻣن اﻷﺻوﻝ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟواﺟﺑﺔ اﻻﺣﺗرام‪.‬‬ ‫اﻟظﺎﻫرﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻔﻲ وراﺋﻬﺎ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺣﻘﻳﻘﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺗذرﻋﺔ ﺗﺎرة‬
‫وﺿرورة ﻣن ﺿرورات اﺳﺗﻘرار اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﺳﺗﻘ ار اًر ﺛﺎﺑﺗﺎً‪.‬‬ ‫ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وأﺧرى ﺑﺣﻣﺎﻳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻓﻲ‬
‫وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻳﻪ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗذرع اﻹدارة ﺑوﺟود أي ظرف ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن‬ ‫ﺟﺎﻧب آﺧر ﺗذﻫب أﺑﻌد ﻣن ذﻟك إﻟﻰ وﺟود ﺻﻌوﺑﺎت ﺗﻌﺗرض‬
‫ﺑﺳﻳطﺎً ﻟﺗﺗﺧذﻩ ﺣﺟﺔ ﻟﺗﻌطﻳﻝ ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم‪ ،‬ﻏﻳر ﻣﻘﺑوﻝ‪،‬‬ ‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬وﻣن اﻟﻣﻘرر أن اﻟﻔرد ﻳﺟد ﻓﻲ ﻧظﺎم إﺛﺑﺎت ﺗﻠك اﻷﺳﺑﺎب‬
‫وﻟﻛن ﻗد ﺗط أر ﻋﻠﻰ ﺣﻳﺎة اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻳﺔ ﻣﺎ‬ ‫ﺻﻌوﺑﺔ ﻛﺑﻳرة ﻋﻧد ﻣﺣﺎوﻟﺗﻪ إﺑراز اﻧﺣراف اﻹدارة أو إﺳﺎءة‬
‫ﻳوﺟب إﻋﻼء ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻝ اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻷﺧرى‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذﻟك‬ ‫اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﻳرﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻛون اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﻳق ﺗﻠك اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻣﺷروﻋﺔ‬ ‫وﻓﻲ ﻧطﺎق ذﻟك ﺳوف ﻧﺗﻌرض ﺑﺈﻳﺟﺎز ﻟﺗﻠك اﻟﻣﺑررات‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب‪ ،‬واﻷزﻣﺎت واﻻﺿطراﺑﺎت‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺈن ﻛﺎن ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫‪ -1‬دواﻋﻲ ﺗﺣﻘﻳق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪:‬‬
‫اﻟﺣﻛم ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻌرض اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﻼﺿطراب ﺑﺻورة‬ ‫ﺗﻌرف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺑﻣﺟﻣوع ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻓردﻳﺔ ﺣﺎﻟﺔ أو‬
‫ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ أن ﺗؤﺧر ﺗﻧﻔﻳذﻩ‪ ،‬ﺑﻝ وﻟﺟﻬﺔ اﻹدارة‬ ‫ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻳﺔ ﺗﺗﺻدى اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎﻳﺗﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻬم أﻏﻠﺑﻳﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم واﺟب اﻟﻧﻔﺎذ إذا ﻛﺎن‬ ‫اﻟﺷﻌب‪ ،‬أو ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗﻝ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﺳﺎﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻘﻳم اﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ‪،‬‬
‫ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذﻩ إﺧﻼﻝ ﺑﺎﻷﻣن واﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم )ﻋﺑداﻟﻠطﻳف‪،‬‬ ‫وﺗﺗوﻟﻰ ﻋبء ﺗﺣدﻳدﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ )اﺑو اﻟﺧﻳر‪،(2005 ،‬‬
‫‪ .(2002‬وﻳذﻫب ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻰ ان اﻣﺗﻧﺎع اﻻدارة‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻝ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﻋﻣﻠﻬﺎ وﻣﻧﺎط‬
‫ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻟﺗﺟﻧب ﺣدوث ﻗﻼﻗﻝ او اﺿطراﺑﺎت ﺗﻧس اﻻﻣن‪،‬‬ ‫ﺳﻼﻣﺗﻪ ﻣﻧوط ﺑﺗﺣﻘﻳق ﺗﻠك اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﻣﺻﻠﺣﺔ‬
‫واﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وان ﻛﺎن ﻻ ﻳدﻝ ﻋﻠﻰ ﺧطﺎ اﻻدارة‪ ،‬ﻓﺎن اﻟﻌداﻟﺔ‬ ‫ﻳﻧﺑﻐﻲ ﻟﻺدارة أن ﺗﺳﺗﻬدﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ ﻓﻳﺟب أن ﺗﺧﺿﻊ‬
‫اﻟﻣﺟردة ﺗﺄﺑﻰ ان ﻳﺿﺣﻲ ﻓرد ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺟﻣوع اذا ﻛﺎن ﻓﻲ‬ ‫ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون ٕواطﺎﻋﺔ أﺣﻛﺎم‬
‫اﻻﻣﻛﺎن ﺗوزﻳﻊ اﻻﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻳﻊ وﺗﻘﺿﻲ ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك‬ ‫اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬ﻓﻼ ﻳوﺟد ﻣﺻﻠﺣﺔ أﺧرى ﻳﻣﻛن ﺗﻔﺿﻳﻠﻬﺎ وﺗﻐﻠﻳﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺑﺄﺣﻘﻳﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﻓﻲ اﻟﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﻳض ﻣن ﺟﻬﺔ اﻻدارة‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻳﺑﺎﺷرﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ‬
‫)ﻋﺑداﻟﻔﺗﺎح‪ .(1990 ،‬ﻛﻣﺎ اﻛدت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻓﻲ‬ ‫أﻋﻣﺎﻝ اﻹدارة ﻗد ﺗﻘررت ﻟﺗﺻوﻳب ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ ﺑﻐرض ﺗﺣﻘﻳق‬
‫ﻣﺻر ﻫذا اﻟﻣﺑدا وذﻟك ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 10‬ﻳﻧﺎﻳر‬ ‫اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم)ﻋﺑداﻟواﺣد‪ .(1984 ،‬وﻻ ﻳد أر ﻋن اﻹدارة اﻟﺟزاء‪،‬‬
‫‪ 1959‬ﺣﻳث ﺗﻘوﻝ‪":‬ﻟﺋن ﻛﺎن اﻻﺻﻝ اﻧﻪ ﻻ ﻳﺟوز ﻟﻠﻘرار اﻻداري‬ ‫ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﻟﺗذرع ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗد اﺳﺗﻬدﻓت ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﻘﺻود ﺗﺣﻘﻳق‬
‫ان ﻳﻌطﻝ ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬واﻻ ﻛﺎن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻻ‬ ‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓذاك اﻟزﻋم ﻻ ﻳﻣﻛن أن ﻳﻛون ﻣﺳوﻏﺎً ﻟﻌدم‬
‫اﻧﻪ اذا ﻛﺎن ﻳﺗرﺗﺑﻌﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﻓو ار اﺧﻼﻻ ﺧطﻳ ار ﺑﺎﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم‪،‬‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم‪ ،‬وأﻧﻪ ﻳﻣﻛن دﻓﻌﻪ ﺑﺄن ﺗﺣﻘﻳق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ‬
‫ﻳﺗﻌذر ﺗدارﻛﻬﺎ ﻛﺣدوث ﻓﺗﻧﺔ او ﺗﻌطﻳﻝ ﺳﻳر ﻣرﻓق ﻋﺎم ﻓﻳرﺟﻊ‬ ‫ﻳﻣﻛن أن ﻳﻛون ﺳﺑﻳﻠﻪ اﻟﻧﻳﻝ ﻣن ﺣﺟﻳﺔ اﻷﺣﻛﺎم )زﻳد اﻟدﻳن‪،‬‬
‫ﻋﻧدﺋذ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔردي اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﻟﻛن‬ ‫‪.(2002‬‬
‫ﺑﻣراﻋﺎة ان ﺗﻘدر اﻟﺿرورة ﻗدرﻫﺎ وان ﻳﻌوض ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺎن ان‬ ‫وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘوﻝ‪ ،‬ﻻ ﻳﺣق ﻟﻺدارة أن ﺗﺗﻧﺻﻝ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﻛﺎن ﻟذﻟك ﺣﻝ")اﻟطﻣﺎوي(‪.‬‬ ‫ﺑداﻋﻲ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺗﻌﻠو اﺣﺗرام ٕواطﺎﻋﺔ‬
‫وﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻣواﻗف ﻟﻺدارة ﻓﻲ اﻷردن‪ ،‬ﻋﻣدت ﻣن‬ ‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ‪.‬‬
‫ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ إﺻدار ﺑﻌض اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ اﻣﺗﻧﻌت ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫‪ -2‬دواﻋﻲ ﺣﻣﺎﻳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺑﺣﺟﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا‬ ‫ﺗﻌد اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣن أﻫم رﻛﺎﺋز‬
‫اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﺳﺗﻣﻼك و ازرة‬ ‫ﻧﺷﺎط اﻹدارة وﻣﺑرر وﺟودﻫﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ﺗﺣﻘﻳق أﻫداﻓﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗرﺑﻳﺔ واﻟﺗﻌﻠﻳم اﻷردﻧﻳﺔ ﻟﻌﻘﺎر ﺑﺄن‪" :‬اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺑرم‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ذﻟك ﻗد ﺗﺳﻠك‬
‫ﻳﻛﺗﺳب ﻗوة ﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ ﻳﺻﺑﺢ ﺑﻬﺎ واﺟب اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺟﺑ اًر‪ ،‬وﺣﻳث أن‬ ‫طرﻳق اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣﺎ ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻬﺎ‬
‫رﺋﻳس اﻟوزراء ﻗد أﻣر ﺑﺗﻧﻔﻳذﻩ ﻋﻣﻼً ﺑﺎﻟﻣﺎدة )‪ (11‬ﻣن ﻗﺎﻧون‬ ‫ﻣن أﺧطﺎر ﺗﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو أﺣد ﻋﻧﺎﺻرﻩ‪.‬‬
‫دﻋﺎوى اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﺈن اﻹدارة ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﻧﻔﻳذﻩ‬ ‫وﻧظ اًر‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘﻪ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻣن اﺳﺗﻘرار ﻟﻠﺳﻠم‬
‫‪- 510 -‬‬

‫وﻧﺿﻳف اﻟﻘوﻝ‪ ،‬أن ﺣﻳﺎزة اﻟﺣﻛم ﻗوة اﻻﻣر اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻳﻠزم اﻹدارة‬ ‫ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ذوي اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‪ٕ ،‬وان اﻣﺗﻧﻌت ﻛﺎن ﺗﺻرﻓﻬﺎ ﻏﻳر‬
‫ﺗﻧﻔﻳذ ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن وﺟود اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ أو ﻋدم‬ ‫ﻣﺷروع وﺣﻘﻳﻘﺎً ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬وﻳﺷﺗرط ﻟﻼﺣﺗﺟﺎج ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺿرورة ﻣﺎ‬
‫وﺟودﻩ )ﻋﺑداﻟﻔﺗﺎح‪.(1990 ،‬‬ ‫ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫وﻓﻲ ﻣطﻠق اﻟﺣﺎﻻت‪ ،‬ﻻ ﻳﺟوز ﻟﻺدارة اﻟﺗذرع ﺑﺄي ﺳﺑب‬ ‫‪ -‬وﺟود ﺧطر ﺟﺳﻳم ﻳﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﻟﻳﺣﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫‪ -‬أن ﻳﺗﻌذر دﻓﻊ ذﻟك اﻟﺧطر ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﻣﺎدﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻘﺿﺎء وﺗﺣدﻳداً ﻗﺿﺎء ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)‪ (7‬ﻟﻬﺎ‬ ‫‪ -‬أن ﺗﺳﻌﻰ اﻹدارة إﻟﻰ ﺗﺣﻘﻳق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺣﺟﻳﺔ ﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻬﺎ إﻋدام اﻟﻘرار ﻣن ﻳوم ﺻدورﻩ‪ ،‬وﺗﻠﺗزم‬ ‫‪ -‬أن ﺗﻠﺗزم اﻹدارة أﺛﻧﺎء ﺗﻘدﻳم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹدارة ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺣﺎﻝ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻳﻪ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻟم ﻳﺻدر ﻫذا‬ ‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﻓراد ﺑﺣدود اﻟﺿرورة دون ﺗﻌﺳف"‪.‬‬
‫اﻟﻘرار إطﻼﻗﺎً‪ ،‬وﻟﻳس ﻟﻺدارة أن ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء‬ ‫ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم ﻳﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻗد اﻧﺻب‬
‫ﺑﺣﺟﺔ وﺟود ﺻﻌوﺑﺎت ﻣﺎدﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪ ،‬وﻋﻧد اﻟطﻌن ﺑﻘرار‬
‫أﻣﺎ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤدي إن وﺟدت إﻟﻰ ﺗذرع‬ ‫اﻹدارة ﻟدى ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬اﺷﺗرطت ﻹﻣﻛﺎﻧﻳﺔ‬
‫اﻹدارة ﺑﻬﺎ واﻟﺗﺧﻔﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻟﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﺗﻣﺛﻝ ﺑﺻﻌوﺑﺔ‬ ‫ﺗﺄﻳﻳد ﻣوﻗف اﻹدارة ﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﺑﺗﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة‪،‬‬
‫ﻓﻬم ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم وﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺗﻧﻔﻳذﻩ‪ ،‬أو أن ﺗﺣﺗﺞ ﺑﻌدم وﺟود‬ ‫أن ﻳﻛون ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن اﻟﺧطورة‪ ،‬وﻳﺗﻌذر دﻓﻌﻪ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋﻝ‬
‫إﺟراءات ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ‪ .‬أو أن ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻔﺳﻳر ﻗﺎدﻫﺎ إﻟﻰ ﻋﻣﻝ‬ ‫اﻟﻣﺎدﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‪ ،‬وأن ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﻳق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ دون‬
‫آﺧر‪ ،‬أو أﺑﻌدﻫﺎ ﻋن ﻣراﻣﻲ اﻟﺣﻛم ﻣن ﺣﻳث ﻣﻘﺎﺻدﻩ وﻣﺑﺎﻧﻳﻪ‪،‬‬ ‫ﺗﻌﺳف‪.‬‬
‫ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻋدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻓﺗﻣﺗﻧﻊ ﻧﺗﻳﺟﺔ ذﻟك‪،‬‬ ‫‪ -3‬ﺻﻌوﺑﺎت ﺗﻌﺗرض اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪:‬‬
‫ﺑﺣﻳث ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺧطﺄ آﺧر ﺗﺧﺎﻟف ﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬ ‫ﻳرﺟﻊ ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﻳذ أو ﺗﺄﺧﻳرﻩ‪ ،‬أو اﻟﺗﺑﺎطؤ ﻓﻲ ﻛﺛﻳر ﻣن‬
‫وﻣن اﻟﺟدﻳر ﺑﻳﺎﻧﻪ ﻫﻧﺎ‪ ،‬إن ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﺗدﻋﻳﻪ اﻹدارة ﻣن وﻗﺎﺋﻊ‬ ‫اﻷﺣﻳﺎن إﻟﻰ ﺻﻌوﺑﺎت ﺗﻌﺗرض اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺎدي‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ ﻳﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺑﻳﺎن ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣوﻗﻔﻬﺎ ﻟﻪ أﺳﺎس‬ ‫وﺗﻧظﻳﻣﻲ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ أن ﻛﺛﻳ اًر ﻣن ﻫذﻩ‬
‫ﻣن اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬أم ﻫو ﻣﺟرد ﻣوﻗف ﺗﻌﺳﻔﻲ إرادت ﻣﻧﻪ اﻹدارة‬ ‫اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﺗﻔﺗﻌﻠﻬﺎ أو ﺗﺻطﻧﻌﻬﺎ اﻹدارة )اﻟﺟﻳﻼﻧﻲ‪.(2002 ،‬‬
‫اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻓﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﻳﺔ‪ ،‬أن ﺗﻠﺟﺄ اﻹدارة إﻟﻰ إﺑﻌﺎد ﻣوظﻔﻳن‬
‫وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺳﻠك اﻹدارة‪ ،‬إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﻳﻌطﻳﻬﺎ‬ ‫ﻋن اﻟﻌﻣﻝ ﺑﺣﺟﺔ إﻋﺎدة ﺗﻧظﻳم اﻟدواﺋر‪ ،‬ﺛم ﺗﻌﻣد إﻟﻰ ﺗﻌﻳﻳن‬
‫اﻟﺣق ﻣطﻠﻘﺎً أن ﺗﻌﻘب ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺗﺣت إدﻋﺎء أن‬ ‫آﺧرﻳن ﻣﻛﺎﻧﻬم‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺳس ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء‬
‫اﻟﺣﻛم ﺷﺎﺑﻪ اﻟﻐﻣوض‪ ،‬ﻓﺗﻔﺳرﻩ وﻓﻘﺎً ﻷﻫواﺋﻬﺎ؛ ﻓﺗدﻋﻲ ﺑﺄن اﻟﺣﻛم‬ ‫اﻟﺻﺎدر ﺑﺣﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدﺗﻬم ﺑﺣﺟﺔ اﻧﺷﻐﺎﻝ‬
‫ﻗد ﻓﺻﻝ ﻓﻲ ﻋﻣﻝ ﻳﺧرج ﻋن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻛﺄﻋﻣﺎﻝ‬ ‫اﻟوظﻳﻔﺔ ﺑﻣوظﻔﻳن آﺧرﻳن ﺛم ﺗﻌﻳﻳﻧﻬم ﺑﻌد إﺻدارﻫﺎ ﻟﻘرار اﻹﺑﻌﺎد‪.‬‬
‫اﻟﺳﻳﺎدة ﻣﺛﻼً‪ ،‬أو أﻧﻪ ﺻدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻏﻳر ﻣﺧﺗﺻﺔ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻏﻳرﻫﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺑدو ﻟﻧﺎ ﻏﻳر‬
‫)ﻋﺑداﻟواﺣد‪.(1984 ،‬‬ ‫ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ وﻻ أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬﺎ‪ .‬ﻓﻣﺛﻝ ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﺗﺗﺣﻣﻝ‬
‫وﻓﻲ رأﻳﻧﺎ‪ ،‬ﻻ ﺗﻣﻠك أﻳﺔ ﺳﻠطﺔ إدارﻳﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫اﻹدارة ﺗﺑﻌﺔ آﺛﺎرﻫﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻳﻬﺎ إﻳﺟﺎد اﻟﺣﻝ اﻟﻣﻼﺋم ﻟﺗﻧﻔﻳذ‬
‫أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺑداﻋﻲ أﻧﻪ ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬إذ ﻟﻳﺳت ﻫذﻩ‬ ‫اﻟﺣﻛم‪.‬‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ ﻣرﺟﻌﺎً اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻳﺎً ﻟﻣﺛﻝ ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات ﺳواء أﻛﺎﻧت ﺧطﺄ أم‬ ‫وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻳﺿﺎً‪ ،‬أن ﻳﺻدر ﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗرار‬
‫ﺻواب‪ ،‬واﻟﻣرﺟﻊ اﻟذي ﻣن ﺣﻘﻪ أن ﻳﻘرر ذﻟك ﻫو اﻟﻣﺣﺎﻛم‬ ‫ﻓﺻﻝ ﻣوظف؛ وﻧظ اًر ﻷن ﺗﻧﻔﻳذ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻳﻘﺗﺿﻲ إﻋﺎدﺗﻪ إﻟﻰ‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ﻳﻘدم إﻟﻳﻬﺎ طﻌن ﺑذﻟك ﺣﺳب اﻷﺻوﻝ‪ .‬ﻷن اﻹدارة ﻻ‬ ‫وظﻳﻔﺗﻪ‪ ،‬واﻹدارة ﻻ ﺗرﻏب ﻓﻲ ذﻟك‪ ،‬ﻓﺗﻌﻣد إﻟﻰ إﻟﻐﺎء ﻫذﻩ‬
‫ﺗﻌﺗﺑر ﻣرﺟﻌﺎً ﻟﻠطﻌن‪ٕ .‬وان ﺣﺻﻝ ﻓﺈن اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻳﻌد‬ ‫اﻟوظﻳﻔﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺧﻠص ﻣﻧﻪ‪ .‬وﻳﻌﺗﺑر ﻗرار اﻹدارة ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟوظﻳﻔﺔ‬
‫ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻳﺳﺗوﺟب اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ واﻟﺟزاء‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻣﺗﻧﺎﻋﺎً ﺿﻣﻧﻳﺎً ﺑطرﻳق اﻟﻘرار اﻟﻣﺿﺎد ﻟﻠﺣﻛم‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ)اﺑو ﻳوﻧس‪.(2001 ،‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬ ‫وﻫﻧﺎك اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻳﻣﻛن إﺿﺎﻓﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﻠﺟﺄ اﻹدارة‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻋدم وﺟود‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ‬ ‫ﻣﺧﺻﺻﺎت ﻣﺎﻟﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ‪ ،‬وﻳﻣﻛن اﻟرد ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬أن‬
‫إن ﻣﺎ ﻳﺗوﺧﺎﻩ ﻛﻝ ﻣﺗﻘﺎض ﻣن دﻋواﻩ ﻟﻳس ﻓﻘط ﺻدور ﺣﻛم‬ ‫اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﺎدة ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن ﺑﻧد ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت‬
‫ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﺑﻝ أﻳﺿﺎً وﺑﺎﻷﺳﺎس ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﻧطوف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن أﺣﻛﺎم اﻟﺗﻌوﻳض اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻘﺿﺎء‪،‬‬
‫‪- 511 -‬‬

‫ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺑﻛﺎﻓﺔ أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ وﺻورﻫﺎ وذﻟك ﻋﻠﻰ‬ ‫أرض اﻟواﻗﻊ وذﻟك ﻋن طرﻳق ﺗﻧﻔﻳذﻩ‪.‬‬
‫اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬ ‫ﻓﻣﺎ ﻣن ﺣﻛم ﺑﺎﻟﺿرورة ﺣﺎﺋز ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ إﻻ‬
‫وﻟزم ﺗﻧﻔﻳذﻩ اﺣﺗراﻣﺎً ﻟﺗﻠك اﻟﻘوة‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻳﺟﻌﻝ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷوﻝ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ‬ ‫ﻣن أﻛﺑر اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺎت‪ .‬إن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ‬
‫ﺳﺑق اﻟﻘوﻝ أن ﻣﺎ ﻣن ﺣﻛم ﺑﺎﻟﺿرورة ﺣﺎﺋز ﻗوة اﻟﺷﻲء‬ ‫ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺣﺎﺋز ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ وواﺟب اﻟﻧﻔﺎذ‪ ،‬ﻫو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‬
‫اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ إﻻ وﻟزم ﺗﻧﻔﻳذﻩ وذﻟك اﺣﺗراﻣﺎً ﻟﺗﻠك اﻟﻘوة )ﺷﺣﺎﺗﻪ‪،‬‬ ‫ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ ﺻﺎرﺧﺔ ﺗﺳﺗوﺟب ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة‪ ،‬ذﻟك أن ﻫذا اﻻﻣﺗﻧﺎع‬
‫‪.(1960‬‬ ‫ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻪ إﺷﺎﻋﺔ ﻟﻠﻔوﺿﻰ وﻓﻘدان اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﻳﺎدة‬
‫وﺑﻣﺎ أن ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺎدﻳﺔ‪،‬‬ ‫اﻟﻘﺎﻧون‪ .‬ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺟوز إﻓراغ ﻣﺑدأ ﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء‬
‫واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﺣدﺛﻪ ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎﻝ ﻣن إﺿ ار ار ﺑﺎﻟﻐﻳر‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻣن أي ﻣﺣﺗوى‪ .‬ﺣﻳث ﺗﻛﻣن أﻫﻣﻳﺔ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ‬
‫ﻳﺣق ﻟﻠﺷﺧص أن ﻳطﺎﻟب اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض ﻋﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣن‬ ‫إﻟزام اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﻳﻪ ﺑﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﺿدﻩ )ﺷﺣﺎﺗﻪ‪،‬‬
‫أﺿرار‪ .‬وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬ ‫‪ .(1960‬وﻓﻲ ذﻟك ﻳﻘوﻝ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ﺳﻠﻳﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي )أن‬
‫اﻟﺻﺎدر ﺿدﻫﺎ ﺑﻣﺎ ﻳﺳﺑب ﺿر اًر ﻟﻠﺷﺧص‪ ،‬ﺗﻛون اﻹدارة ﻗد‬ ‫اﻟﻘﺎﻧون وﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻳﻠزم اﻹدارة ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻛﺎﻓﺔ‬
‫ارﺗﻛﺑت ﺧطﺄ وﻗﺎﻣت ﻣﺳؤوﻟﻳﺗﻬﺎ وﺗﻠﺗزم ﺑدﻓﻊ اﻟﺗﻌوﻳض‪ .‬وﻫذا ﻣﺎ‬ ‫اﻟﺧطوات اﻹﻳﺟﺎﺑﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻳﺳﺗﻠزﻣﻬﺎ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء( )اﻟطﻣﺎوي‪،‬‬
‫ﺳوف ﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻔروع اﻵﺗﻳﺔ‪:‬‬ ‫‪.(1086‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ‪ :‬اﻟﺧطﺄ اﻟﺷﺧﺻﻲ وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻌدم ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم‬ ‫وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن اﻹﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻳﻌد ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻣﺑدأ ﺣﺟﻳﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‬ ‫اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﺑوﺻﻔﻬﺎ أﺻﻝ ﻣن اﻷﺻوﻝ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‬
‫ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ﻗﻳﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋن‬ ‫وﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﺗوﺟب ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻹدارة ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻗد ارﺗﻛﺑت ﺧطﺄ ﻣن‬
‫اﻟﻔﻌﻝ اﻟﺿﺎر ﻳﺿﻔﻲ ﺣﺗﻣﺎً وﺟود إﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﺗزام ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت‪،‬‬ ‫ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ ﺳﺑب ﺿر اًر ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن ﻷﻧﻪ أﺿر ﺑﻣرﻛزﻩ‬
‫أو ﻣﺎ ﻳﻌﺑر ﻋﻧﻪ اﺻطﻼﺣﺎً ﺑﺎﻟﺧطﺄ‪ ،‬ﻫذا اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﻗد ﻳﻛون‬ ‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ)اﻟﻌﺑﺎدي‪ .(1995 ،‬ﻛﻣﺎ أﺿر ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻷﻧﻪ أﺧﻝ‬
‫ﺧطﺄ ﺷﺧﺻﻲ أو ﺧطﺄ ﻣرﻓﻘﻲ‪.‬‬ ‫ﺑﻘﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ وﺟدت ﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺣﻳﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ٕواﻗرار اﻟﻧظﺎم‬
‫وﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺧطﺄ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻬو اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﻳﻧﺳب إﻟﻰ‬ ‫وﺗﺛﺑﻳت اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﻓﺗﺻرف اﻹدارة ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻫﻧﺎ ﻳﺿر‬
‫اﻟﻣوظف ﻧﻔﺳﻪ وﻳرﺗب ﻣﺳؤوﻟﻳﺗﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻣﻝ أداء اﻟﺗﻌوﻳض‬ ‫ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛﻝ)اﻟﻌﺑﺎدي ن‪ .(1995‬وﻗﺎﻋدة اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﻣن‬
‫ﻋﻧﻪ ﻣن ﻣﺎﻟﻪ اﻟﺧﺎص)اﻟﻘﻳﺳﻲ‪ .(1999 ،‬وﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺧطﺎء‬ ‫اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻲ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓﻘد ﺟرت‬ ‫اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﻣدﻧﻳﺔ أم ﺟﻧﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﻳﻠزم ﺑﺗﻌوﻳض اﻟﻣﺿرور‬
‫أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣوظف اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ﻋﻣﺎ ﻟﺣﻘﻪ ﻣن ﺧﺳﺎرة وﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن ﻛﺳب‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻳﺣﻣﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬واﻟذي ﻧﺗﺞ ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ أﺿ ار ًار ﺟﺳﻳﻣﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺟزاء ﻋﻠﻰ ﻛﻝ ﻣن ﻳﺧرج أﻧظﻣﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ‬
‫ﻋﻠﻳﻪ أن ﻳﺗﺣﻣﻝ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻻﻣﺗﻧﺎع‪ ،‬وأﺳﺎس ذﻟك ﻫو اﻋﺗﺑﺎر‬ ‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‪ .‬وﻳرى اﻟﻔﻘﻪ أن ﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء‬
‫اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺧرﻗﺎً ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب اﺣﺗرام‬ ‫اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﺑﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻫو أﺳﺎس اﻟﺗزام‬
‫ﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﺑﻣﺎ ﻳﺳﺗوﺟب ﻣﺳﺎﺋﻠﺗﻪ‪.‬‬ ‫اﻹدارة ﺑﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء )اﻟﺑﻳﺎﺗﻲ‪.(1996 ،‬‬
‫ﺣﻳث ﻳرى ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﻣﻳد ‪Hauriou‬‬ ‫وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن ﻋدم اﺣﺗرام اﻹدارة ﻟﺣﺟﻳﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬
‫)ﻏﺑرﻳـﺎﻝ‪ (1988 ،‬اﻟرﺑط ﺑﻳن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم‬ ‫اﻹدارﻳﺔ ﻳﻌد إﺧﻼﻝ ﻣن طرﻓﻬﺎ وﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻻﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻔروض‬
‫ﻗﺿﺎﺋﻲ وﺑﻳن اﻟﺧطﺄ اﻟﺷﺧﺻﻲ وﺳﻳﻠﺔ ﻹﻟزام ﻣوظﻔﻲ اﻹدارة ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻳﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ ﺗﻌرض ﻋﻣﻠﻬﺎ ﻟﻌدم‬
‫اﺣﺗرام ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ‪ .‬وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﻔﺗرض أن ﻛﻝ‬ ‫اﻟﻣﺷروﻋﻳﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون أوﺟد ﻧظﺎم‬
‫ﺣﻛم ﻣطﺎﺑق ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻛﻝ ﻗﺎﻧون ﻳﺟد أﺳﺎﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف أﻧﻣﺎطﻬﺎ ﺑدرﺟﺔ ﻧوع اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﺗﻛب ﻣن‬
‫ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﻣوظف ﺑﺗﺟﺎﻫﻠﻪ ﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﺗﺟﺎﻫﻝ‬ ‫طرف اﻹدارة أو اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺳﻪ وﻳرﺗﻛب ﺑذﻟك ﺧطﺄ ﺷﺧﺻﻳﺎً‬ ‫وﺗﺄﺳﻳﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﺗﻘوم ﺑﺎﻣﺗﻧﺎع ﺟﻬﺔ‬
‫ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪،‬‬ ‫اﻹدارة‪ ،‬ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﺷﺧﺻﺎً ﻣﻌﻧوﻳﺎً ﻳﺣﻣﻝ ﻛﻳﺎﻧﺎً ﻣﺳﺗﻘﻼً‬
‫اﻋﺗﺑﺎ اًر ﻟﻛون ﺳﻠوﻛﻪ ﻣﻛوﻧﺎً ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﺷﺧﺻﻲ وﻗﻊ ﻣن اﻟﻣوظف‬ ‫ﻋن اﻟﻣوظﻔﻳن اﻟﺗﺎﺑﻌﻳن ﻟﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﺎﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋن‬
‫أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﻳﺗﻪ ﻟوظﻳﻔﺗﻪ أو ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻬﺎ ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻪ ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻹدارة‬ ‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬
‫اﻟﺗﺎﺑﻊ إﻟﻳﻬﺎ اﻟﻣوظف اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ أﻳﺿﺎً )دﻟﻘوﻟﻘﻳﻪ‪.(2001 ،‬‬ ‫وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺗﻧﺎوﻝ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ‬
‫‪- 512 -‬‬

‫ﺳﺑﻳﻝ ذﻟك اﻟﻘﺎﻧون وﺗﻔرض اﺣﺗراﻣﻪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﺻدرﻩ ﻣن‬ ‫وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺑﺎرزة ﻟﺗﻘرﻳر اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‬
‫أﺣﻛﺎم)اﻟﺟﺑوري‪.(1998 ،‬‬ ‫اﻟﺧطﺄ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﻪ ﻣﺟﻠس‬
‫ﻫذا وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘ اررات اﻹدارﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺎﻟف ﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء‬ ‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻗﺿﻳﺔ )‪ (Fabraques‬ﺑﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻌﻣدة‪ ،‬ﺑﻌد‬
‫اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﻳﻪ‪ ،‬أو اﻟﺗﻲ ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم –‬ ‫إﺻ اررﻩ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرار إﻳﻘﺎف اﻟﺷرطﻲ رﻏم ﺻدور ﻋدة أﺣﻛﺎم‬
‫ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺟﺳﻳﻣﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ‬ ‫ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗ اررﻩ)ﻋﺑداﷲ‪ .(1999 ،‬وﻗد ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ‬
‫اﻟﻣرﻓﻘﻲ‪ .‬وﻗد ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ(‬ ‫اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻷردﻧﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ )ﻳﺟوز ﻓﻲ ﺻﺣﺔ أي ﺷﺧص ﺑﺻﻔﺗﻪ‬
‫اﻷردﻧﻳﺔ ﻓﻲ أﺣد أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺄﻧﻪ "ﻟﻳس ﻟﻸﻓراد اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض‬ ‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وظﻳﻔﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض‬
‫ﻋن ﺧطﺄ اﻹدارة ﻓﻲ ﺗطﺑﻳق اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ إذا ﻟم ﻳﻛن اﻟﺧطﺄ‬ ‫ﻋن ﺿرر ﻣﺎدي أو أدﺑﻲ ﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﺧطﺄ ﻏﻳر وظﻳﻔﻲ ارﺗﻛﺑﻪ‬
‫ﺟﺳﻳﻣﺎً")‪.(9‬‬ ‫رﺟﻝ اﻹدارة‪ ،‬وﺑﻣﺎ أن اﻟﻣﺳﺗدﻋﻳﺔ ﻫﻧﺎ ﺗدﻋﻲ ﻓﻲ طﻌﻧﻬﺎ أن‬
‫ﻛﻣﺎ أﻗرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( أﻳﺿ ًﺎ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗدﻋﻲ ﺿدﻩ ﻗد اﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ‬
‫ﺑﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣوظف اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻋن ﺧطﺋﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻧﺗﻳﺟﺔ‬ ‫وأن اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﻗد أﻟﺣق ﺑﻬﺎ ﺿر اًر ﻣﺎدﻳﺎً وﻣﻌﻧوﻳﺎً وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون‬
‫اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة‬ ‫ﻣﺧﺎﺻﻣﺗﻪ ﺟﺎﺋزة ﺣﺗﻰ إذا ﻣﺎ أﺛﺑﺗت اﻟﻣﺳﺗدﻋﻳﺔ دﻋواﻫﺎ ﺟﺎز إﻟزام‬
‫ﻋن ﺧطﺋﻬﺎ اﻟﻣرﻓﻘﻲ)‪ .(10‬ﻫذا وﺗﺄﺧذ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻹدارة ﻟﺣﺟﻳﺔ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗدﻋﻲ ﺿدﻩ ﺑﺎﻟﺿرر إذا ﻛﺎن ﻗد اﻟﺣق ﺑﺎﻟﻣﺳﺗدﻋﻳﺔ ﺿر ًار‬
‫اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻣﺗﻧﻊ اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬ ‫ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺧطﺋﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ أي ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺧطﺄ ﻏﻳر اﻟوظﻳﻔﻲ‪،‬‬
‫أو أن ﺗﺻدر ﻗ ار اًر إدارﻳﺎً ﻳﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ إداري ﺣﺎﺋز‬ ‫وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗواﻓرة ﺑﻳن اﻟﻣﺳﺗدﻋﻳﺔ‬
‫ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﻳﻪ‪ ،‬ﻓﺑﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﺄﻝ اﻹدارة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ‬ ‫واﻟﻣﺳﺗدﻋﻰ ﺿدﻩ ﺑﺻﻔﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ)‪ .(8‬وﺗﺄﺳﻳﺳﺎً ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن‬
‫اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﻓﻘﻲ واﻟذي ﻳﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬ ‫ﺗﻘرﻳر اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻟﻠﻣوظف ﺗﻌد ﺧطوة ﺟرﻳﺋﺔ ﻧﺣو‬
‫أﺻﻼً‪ ،‬أو ﺟﺎء ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ ﺗﻧﻔﻳذاً ﻣﻌﻳﺑﺎً أو ﻣﺗﺄﺧ اًر)ﻣراد‪.(2006 ،‬‬ ‫ﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﻳﻛﺷف ﻋن ﻣدى ﻗدرﺗﻪ‬
‫وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈﻧﻪ وﻻرﺗﺑﺎط اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟوظﻳﻔﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﻳﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣواطﻧﻳن‪.‬‬
‫ﻳﺷﻛﻝ ﺧطﺄ ﻣرﻓﻘﻳﺎً ﺗﺳﺄﻝ ﻋﻧﻪ اﻹدارة‪ ،‬ذﻟك أن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن‬ ‫ﻳﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم أن اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣوظف ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ دون ﻣﺑرر ﻟذﻟك‪ ،‬ﻳﻌد ﻫذا ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗرار ﺳﻠﺑﻲ ﻳوﺟب‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻳﺳﺗوﺟب ﻗﻳﺎم ﻣﺳؤوﻟﻳﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻳﺷﺗرط‬
‫ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﻳض‪ .‬ﻓﻘد ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ‬ ‫ﻟﻘﻳﺎم ﻣﺳؤوﻟﻳﺗﻪ ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟﺷﺧﺻﻲ أن ﻳﺗم ﺑﺳوء ﻧﻳﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( ﻓﻲ أﺣد أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺑﺄن‪ ..." :‬ﻗرار إﺣﺎﻟﺔ‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﻓﻘﻲ وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻌدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم‬
‫اﻟﻌطﺎء ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺔ أﺧرى ﻗد ﺻدر ﻋن ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻌطﺎءات‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﻣرﻛزﻳﺔ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻳﺎﻩ ﻫﻲ إﺣدى ﻟﺟﺎن ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ‬ ‫ﻳﻌرف اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﻓﻘﻲ ﺑﺄﻧﻪ "اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﻳﻧﺳب إﻟﻰ اﻟﻣرﻓق‬
‫وأﻋﺿﺎؤﻫﺎ ﻣوظﻔون ﺗﺎﺑﻌون ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺔ ﻫﻲ‬ ‫ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻣﺎدﻳﺎً أﺣد اﻟﻣوظﻔﻳن")اﻟطﻣﺎوي‪،‬‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻟﺗﻌوﻳض وﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻳﺳﺑﺑﻬﺎ ﻣوظﻔون‬ ‫‪ .(1986‬إن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر‬
‫ﻟﻠﻐﻳر ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺧطﺄ ﻏﻳر اﻟوظﻳﻔﻲ اﻟذي ﻳﺳﺄﻝ ﻋﻧﻪ اﻟﻣوظف‬ ‫ﺿدﻫﺎ ﺑدون وﺟود ﻣﺑرر ﻳﻌﺗﺑر ﺧطﺄ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ‪ .‬وﺗﺣﻘق‬
‫ﺷﺧﺻﻳﺎً)‪.(11‬‬ ‫ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة‪ ،‬ﺑﺗﻼزم ﻣﻊ اﻟﺿرر اﻟﻣﺗﺣﻘق اﻟوﻗوع اﻟذي ﻳﻣس‬
‫ﺑﺣق ﺛﺎﺑت ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻣﺎدﻳﺎً أو ﻣﻌﻧوﻳﺎً‪ ،‬وﻳﻧﺑﻐﻲ أن ﻳﻛون اﻣﺗﻧﺎع‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ‬ ‫اﻹدارة ﻫذا‪ ،‬ﻫو اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺣدوث اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت‬
‫ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻫو ﻣﺑدأ‬ ‫ﺑﺎﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ‪.‬‬
‫ﺷرﻋﻳﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ‪ ،‬اي أﻧﻪ ﻻ ﻳﻣﻛن ﻣﺳﺎءﻟﺔ أي ﺷﺧص ﺟزاﺋﻳﺎً ﻋن‬ ‫وﺗﻘوم اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ واﻟﺣﺎﻝ ﻛذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن‬
‫ﻓﻌﻝ ﻗﺎم ﺑﻪ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻔﻌﻝ ﻳﻧدرج ﻓﻲ ﻋداد اﻟﺟراﺋم‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ أو اﻟﺗﺑﺎطؤ أو‬
‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت‪.‬‬ ‫اﻟرﻓض اﻟﺻرﻳﺢ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬وﻫﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﺔ‬
‫وذﻟك اﺳﺗﻧﺎداً إﻟﻰ ﻣﺑدأ ﻻ ﺟرﻳﻣﺔ وﻻ ﻋﻘوﺑﺔ إﻻ ﺑﻧص‪.‬‬ ‫ﻋﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻣن أﺿرار ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﻬذا اﻻﻣﺗﻧﺎع‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻣﻛن ﺗطﺑﻳق أﻳﺔ ﻋﻘوﺑﺔ ﺟزاﺋﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف‬ ‫إن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻛﻣﺎ ﻳﻘوﻝ‬
‫اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺎ ﻟم ﻳﻛن ﻫذا اﻻﻣﺗﻧﺎع ﺑﻧص‬ ‫اﻟﻔﻘﻪ‪ ،‬ﻟﻳس ﻣﺟرد اﻓﺗراض‪ ،‬ﺑﻝ ﻫو ﻣظﻬر ﺣﻲ وواﻗﻌﻲ ﻟﻠﺻراع‬
‫اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬ ‫ﺑﻳن ﺳﻠطﺔ إدارﻳﺔ ﺗرﻳد ﺑﺳط ﺳﻳطرﺗﻬﺎ إﻟﻰ أﺑﻌد اﻟﺣدود‪ ،‬وﺑﻳن‬
‫وﻗد اﺣﺳن اﻟﻣﺷرع ﺻﻧﻌﺎً إذ ﻗرر ﺗﺟرﻳم ﻋﻣﻝ اﻟﻣوظف‬ ‫ﺳﻠطﺔ ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﺗﻘوم ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﻳﺎت‪ ،‬وﺗطﺑق ﻓﻲ‬
‫‪- 513 -‬‬

‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬وﻻ ﺗﺗم اﻟﺟرﻳﻣﺔ إﻻ ﺑوﻗف ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﻬذا‬ ‫اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﻣﺳﺎس ﺑﻣﺑدأ‬
‫ﺻور ﻋدﻳدة‪ ،‬ﻓﻘد ﻳﻛون ﺗﻬدﻳداً أو‬‫ًا‬ ‫اﻟﺗدﺧﻝ‪ .‬وﻫذا اﻟﺗدﺧﻝ ﻗد ﻳﺄﺧذ‬ ‫ﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ اﻟذي ﻫو أﺻﻝ ﻣن اﻷﺻوﻝ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‬
‫أﻣ اًر‪ ،‬أو رﺟﺎء‪ ،‬وﻗد ﻳﺄﺧذ ﺻورة اﻷﻣر اﻟﻣﻛﺗوب أو اﻷﻣر‬ ‫اﻟواﺟب إﺣﺗراﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻫﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‬
‫اﻟﺷﻔﻬﻲ)ﺳﻼﻣﺔ‪ .(1982 ،‬وأﻣﺎ اﻟطرﻳق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻼ ﺑد ﻣﻊ ذﻟك‬ ‫ﻟﻠﻘﺎﻧون)اﻟطﻣﺎوي‪ .(1977 ،‬وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﺗﻌد‬
‫ﻣن ﻛوﻧﻪ ﻣوظﻔﺎً ﻣﺧﺗﺻﺎً ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ)ﻋﺑداﻟواﺣد‪.(1984 ،‬‬ ‫ﻣن أﻗوى اﻟوﺳﺎﺋﻝ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫ب‪ .‬اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي‪ :‬وﻳﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ ﻗﺻد وﻗف ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﺣﻳث ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻧﻌﻘﺎد‬
‫ﻋﻣداً دون وﺟﻪ ﺣق)ﻣراد‪ .( ،‬ﻓﻠﻳس ﻟﻠﻣوظف أن ﻳدﻋﻲ ﺑﺄﻧﻪ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﻓﻘداﻧﻪ ﺣرﻳﺗﻪ وﻋزﻟﻪ ﻣن وظﻳﻔﺗﻪ‪ ،‬وﻻ ﺷك أن ذﻟك‬
‫اﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻛون اﻟﺣﻛم ﺻﺎدر ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ‬ ‫ﻳﺣﻣﻝ اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗرام اﻟﻛﺎﻣﻝ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪،‬‬
‫ﻏﻳر ﻣﺧﺗﺻﺔ‪ ،‬ﺣﻳث ﻳﻛﻔﻲ أن ﻳﻛون اﻟﺣﻛم ﺻﺎد اًر ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ‪،‬‬ ‫واﻟﻣﺳﺎرﻋﺔ إﻟﻰ ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ)ﻋﺑداﷲ‪.(1981 ،‬‬
‫ﻓﻬﻲ ادرى ﺑﺣدود وﻻﻳﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻣوظف اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬ ‫ﻳﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم أن إﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺗﺣدﻳد اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﺟﻧﺎﺋﻳﺎً ﻋن‬
‫واﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﺟرﻳﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻗد ﺗﻣﺗﻧﻊ‬ ‫ﺟرﻳﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎً وﺛﻳﻘﺎً‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻣواﻧﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺗﻌﻠق‬ ‫ﺑﺗﺣدﻳد اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﺟﻧﺎﺋﻳﺎً أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬ﻓﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺟدﻩ‬
‫ﺑﺎﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ‪ ،‬وﻣﺎ ﻳﺗﺑﻊ ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟوظﻳﻔﺔ‬ ‫وﻛﻣﺎ أﺳﻠﻔﻧﺎ ﻳﻔرق ﺑﻳن اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻣﺔ اﻟﺷﺧص‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣوظف اﻟﻣﺧﺗص ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻧﺗﻳﺟﺔ‬ ‫اﻟﻣﻌﻧوي وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻳﻛون اﻟﺧطﺄ ﺷﺧﺻﻲ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺷﺧص‬
‫ﻟﺗﻧﻔﻳذ أﻣر ﻣﻛﺗوب ﺻدر إﻟﻳﻪ ﻣن رﺋﻳﺳﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﻧﺑﻳﻬﻪ ﻣن‬ ‫اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﺎﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻪ ﻣرﻓﻘﻳﺔ أو ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‬
‫رﺋﻳﺳﻪ ﻛﺗﺎﺑﺔ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺗﻔﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‬ ‫اﻟﻣﺧﺎطر‪ .‬وﻫﻧﺎ ﻳﺛﺎر اﻟﺗﺳﺎؤﻝ ﻣن ﻳﺗﺣﻣﻝ ﺟزاء وﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‬
‫اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﺧﺗص‪ ،‬وﺗﺑﻘﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬ ‫اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻫﻝ اﻟﻣوظف أم اﻹدارة ﻛﺷﺧص ﻣﻌﻧوي‬
‫ﻟﻠرﺋﻳس ﻣﺻدر اﻷﻣر وﺣدﻩ)ﻣراد(‪.‬‬ ‫ﻣﺳﺗﻘﻝ ﻋن ﻣوظﻔﻳﻬﺎ‪.‬‬
‫اﺧﻳ ار ﻧرى ان ﻗﻳﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻟﻠﻣوظف‬ ‫ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤﻝ‪ ،‬ﻧﺗﻧﺎوﻝ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب‪،‬‬
‫اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻎ اﻻﺛر ﻓﻲ اﻟزام اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠﻣوظف )اﻟﻔرع اﻷوﻝ(‪ ،‬ﺛم اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‬
‫اﻻﻣﺗﺛﺎﻝ ﻟﻼﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟداﻋﻳﺔ ﻟﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ ﺣﺗﻰ ﻳﺣﺳب اﻟف‬ ‫اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﻺدارة )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(‬
‫ﺣﺳﺎب ﻗﺑﻝ اﻗداﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع او ﻋرﻗﻠﺔ ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﻺدارة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫إن ﺗﺣدﻳد اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻋن ﺟرﻳﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬ ‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺗرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎً وﺛﻳﻘﺎً ﺑﺗﺣدﻳد اﻟﻣﺳؤوﻝ ﺟﻧﺎﺋﻳﺎً أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﻟﻘد اﻧﺗﻬﻰ اﻟﺗطور اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ إﻟﻰ اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‬ ‫وأن ﻓﻛرة اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻟﻠﻣوظف ﻋن ﺧطﺄ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ﻟﻣﺎ اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﻳﺗﻪ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي‪ ،‬وﻗد ﺛﺎر‬ ‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻗدﻳﻣﺔ ﻧﺳﺑﻳﺎً ﻓﻘد ﻧﺎدى ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺑداﻳﺔ اﻟﻘرن‬
‫اﻟﺟداﻝ اﻟﻔﻘﻬﻲ ﺣوﻝ إﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺟﻧﺎﺋﻳﺎً‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬ﺣﻳث اﻋﺗﺑر اﻟﻔﻘﻳﻪ )ﻫورﻳو( ان اﻟﻣوظف اﻟذي ﻳرﻓض‬
‫ﺣﻳث اﻧﻘﺳم اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻫﻳن‪ ،‬أﺣدﻫﻣﺎ ﻳﻌﺎرض ﻗﻳﺎم‬ ‫أو ﻳﻬﻣﻝ ﺗﻧﻔﻳذ ﻗرار ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻳﻛون ﻗد ﺧرج ﻋن ﺣدود وظﻳﻔﺗﻪ‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻳؤﻳدﻫﺎ)اﻟﻘﻬوﺟﻲ‪،‬‬ ‫وﻳﻛون ﺑذﻟك ﻗد ارﺗﻛب ﺧطﺄ ﺷﺧﺻﻳﺎً ﻳﺳﺄﻝ ﻋﻧﻪ ﻣدﻧﻳﺎً وﺟزاﺋﻳﺎً‪.‬‬
‫‪.(1998‬‬ ‫وﺗﻘوم ﺟرﻳﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﺗﻰ ﻣﺎ ﺗواﻓرت‬
‫أوﻻً‪ :‬ﻋدم إﻣﻛﺎن ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺟﻧﺎﺋﻳﺎً‬ ‫أرﻛﺎن اﻟﺟرﻳﻣﺔ‪ ،‬ﺣﻳث ﻳﺗﺻور ﺣﺻوﻝ ﺗﻌطﻳﻝ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫ﻳرﻓض أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟرأي ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺟﻧﺎﺋﻳﺎً‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻣن اﻟﻣوظف ﺑﺈﺣدى طرﻳﻘﺗﻳن)ﻓﻬﻣﻲ‪.(1971 ،‬‬
‫ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب ﺑﺎﺳﻣﻪ وﻟﺣﺳﺎﺑﻪ‪ ،‬ﻣن ﻗﺑﻝ ﻣﻣﺛﻠﻳﻪ أﺛﻧﺎء‬ ‫‪ -1‬اﺳﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﻣوظف ﺳﻠطﺗﻪ اﻟوظﻳﻔﻳﺔ ﻓﻲ وﻗف ﺗﻧﻔﻳذ‬
‫ﻗﻳﺎﻣﻬم ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﻪ‪ .‬وﻳﻘرون ﺑﻣﺳﺎءﻟﺔ وﻋﻘﺎب اﻟﻣﻣﺛﻝ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬ ‫اﻟﺣﻛم‪.‬‬
‫ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن اﻟﺟرﻳﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﻗﺗرﻓﻬﺎ‪ ،‬وﺳﻧدﻫم ﻓﻲ ذﻟك‬ ‫‪ -2‬اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣوظف اﻟﻣﺧﺗص ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻋﻣداً ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ‬
‫اﻟﺻﺑور‪،‬‬
‫أن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻫو ﻣﺟرد اﻓﺗراض ﻗﺎﻧوﻧﻲ)ﻋﺑد‬ ‫اﻟﺣﻛم‪ .‬وﺣﺗﻰ ﺗﻘوم ﺟرﻳﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫‪ ،(1973‬ﻻ ﻳﺗﺻور أن ﻳرﺗﻛب اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺟرﻳﻣﺔ‪ ،‬وﻻ ﻳﺗوﻓر‬ ‫ﻓﻼﺑد ﻣن ﺗواﻓر أرﻛﺎﻧﻬﺎ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠﺟرﻳﻣﺔ‪ ،‬وﻫﻲ إﺣدى اﻟرﻛﺎﺋز واﻟﻣﺑﺎدئ‬ ‫أ‪ .‬اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﻳﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع – ﻳﺗﻣﺛﻝ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻝ ﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟراﺳﺧﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺣدﻳث‪.‬‬ ‫اﻟوظﻳﻔﺔ ﻓﻲ وﻗف ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ٕ ،‬وان ﻟم ﻳﻛن اﻟﻣوظف‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺗوﻗﻳﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺳﻳﺟﻌﻠﻬﺎ‬ ‫ﻣﺧﺗﺻﺎً ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﺑﻝ ﻳﻛﻔﻲ ﻓﻲ ذﻟك ﺗدﺧﻠﻪ ﺑﺳﻠطﺔ وظﻳﻔﺗﻪ ﻟوﻗف‬
‫‪- 514 -‬‬

‫اﻟذﻛر‪ ،‬إﻻ اﻧﻪ ذﻫب إﻟﻰ إﻗرار اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟزاﺋﻳﺔ ﻟﺟﻣﻳﻊ‬ ‫ﺗﺻﻳب اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﻳﻌﻳﻳن اﻟﻣﻛوﻧﻳن ﻟﻪ دون ﺗﻔرﻗﺔ ﺑﻳن ﻣن‬
‫أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪.‬‬ ‫اﺗﺟﻬت إرادﺗﻪ إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﻳﻣﺔ‪ ،‬وﻣن ﻟم ﻳردﻫﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻳﺗﻧﺎﻓﻰ‬
‫وﺗطﺑﻳﻘﺎً ﻟذﻟك ﻓﻘد ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﻳﻳز اﻷردﻧﻳﺔ ﻓﻲ أﺣد‬ ‫ﻣﻊ ﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﻳﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ‪ ،‬اﻟذي ﻳﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺳﺄﻝ ﺟﻧﺎﺋﻳﺎً إﻻ‬
‫أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺑﺄن "اﻟﻣﺎدة )‪ (1/74‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻗد أرﺳت‬ ‫اﻟﺷﺧص اﻟذي ارﺗﻛب اﻟﺟرﻳﻣﺔ أو ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ)طﻌﻣﺔ‪،‬‬
‫ﻗﺎﻋدة ﺑﻳﻧت ﻓﻳﻬﺎ أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ وﻫو أن ﻣن ﻳﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻝ‬ ‫‪ .(2005‬وﻗد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﻳﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ‬
‫ﻋن وﻋﻲ ٕوارادة ﻳﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‪،‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 1/72‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷردن‪" :‬ﻻ ﻳﺣﻛم ﻋﻠﻰ‬
‫دت اﻟﻬﻳﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧوﻳﺔ ﻣﺳؤوﻟﺔ ﺟزاﺋﻳﺎً‬ ‫ٕوا ّن اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻗد ُﻋ ّ‬ ‫أﺣد ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﻣﺎ ﻟم ﻳﻛن ﻗد أﻗدم ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻝ ﻋن وﻋﻲ ٕوارادة"‪.‬‬
‫ﻋن أﻋﻣﺎﻝ ﻣدﻳرﻳﻬﺎ وأﻋﺿﺎء إدارﺗﻬﺎ وﻣﻣﺛﻠﻳﻬﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻳﺄﺗون ﻫذﻩ‬ ‫ﺛﺎﻧﻳﺎً‪ :‬إﻗرار اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي‬
‫اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﺟزاﺋﻳﺎً ﺑﺎﺳﻣﻬﺎ أو ﺑﺈﺣدى وﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ‬ ‫ﻳذﻫب اﻟرأي اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﺣدﻳث إﻟﻰ اﻟﻘوﻝ ﺑوﺟوب‬
‫ﺷﺧﺻﻳﺎً ﻣﻌﻧوﻳﺎً‪ ،‬وﻗد ﻗﺻد اﻟﺷﺎرع ﻣن ذﻟك وﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﺟدﻝ‬ ‫ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺟﻧﺎﺋﻳﺎً إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﻳﻌﻲ‪،‬‬
‫اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﻳدور ﺣوﻝ ﻫﻝ ﻛﺎﻧت ﻟﻠﺷﺧﺻﻳﺔ اﻟﻣﻌﻧوﻳﺔ إرادة‬ ‫اﻟذي ارﺗﻛب اﻟﺟرﻳﻣﺔ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻋﻣﻠﻪ ﻟدى اﻟﺷﺧص‬
‫ﻛﺎﻹﻧﺳﺎن أم ﻻ؟ وﻫﻝ ﻳﺳﺄﻝ ﺟزاﺋﻳﺎً ﻏﻳر اﻹﻧﺳﺎن؟ ﻓﺄورد ﻧﺻﺎً‬ ‫اﻟﻣﻌﻧوي‪ ،‬وﺳﻧد اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣدﻳث ﻓﻲ ذﻟك‪ ،‬أن ﺟوﻫر اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺧﺎﺻﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻬﺎ ﻋﻧد ﺗواﻓر ﻋﻧﺻر اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‬ ‫اﻟﺣﺎﻟﺗﻳن ﻫو اﻹرادة)ﻋﻠﻲ‪ ،(1978 ،‬وأن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي‬
‫أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑوﺟود ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﻔﺔ وﻋﻠﻳﻬﺎ‬ ‫ﻳﻣﻛﻧﻪ أن ﻳرﺗﻛب اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻛﺛﻳر ﻣن اﻟﺟراﺋم‪ ،‬ﻛﺎﻟﻧﺻب‪،‬‬
‫أن ﺗﺗﺣﻣﻝ ﺟﻣﻳﻊ اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻣﺎ‬ ‫ﺧﻳﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‪ ،‬اﻟﺗزوﻳر‪ ،‬اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﻳﺑﻲ‪ ،‬واﻟﺟراﺋم ﺿد اﻟﺑﻳﺋﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻲ ذﻟك اﻧزاﻝ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ وﻓق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻘررة ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﻓﺿﻼً‬ ‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﻘﻳﻘﺔ اﻹرادة اﻟﺟﻣﺎﻋﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺳد‬
‫ﻋن ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺷﺧص اﻟذي اﻗﺗرف اﻟﺟرم‪.(12)"...‬‬ ‫ﺑﺎﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت‪ ،‬اﻟﻣداوﻻت واﻟﺗﺻوﻳت ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻹدارة‪ ،‬اﻷﻣر‬
‫اﻟذي ﻳﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻳﺗﺻور أن ﻳﺗوﻓر اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠﺟرﻳﻣﺔ ﻟدﻳﻪ‪،‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ‬ ‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗطﺑﻳق ﻣﻌظم اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻳﻪ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻐراﻣﺔ‪،‬‬
‫ﻳﺷﻛﻝ اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‬ ‫اﻟﻣﺻﺎدرة‪ ،‬اﻟﺣﻝ‪ ،‬ﺣرﻣﺎﻧﻪ ﻣن ﻣزاوﻟﺔ ﻧﺷﺎط ﻣﻌﻳن‪ ،‬أو ﻧﺷر‬
‫اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻗﺎﺿﻲ اﻹﻟﻐﺎء ﺧطﺄ ﻳﺳوغ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻹداﻧﺔ وﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎس‬
‫اﻟﺗﻌوﻳض ﻋﻧﻪ‪ ،‬وﻻ ﻳﻌﺗﺑر اﻟﺗﺄﺧﻳر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺳوﻏﺎً‬ ‫ﺑﺳﻣﻌﺗﻪ)ﻛﺎﻣﻝ‪.(1997 ،‬‬
‫ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ ﻟﻺدارة‪ ،‬إذ اﻟﻘﺎﻋدة أن اﻹدارة ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫وﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ‪ ،‬ﻓﻘد أﻗر اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﺑﻣﺳﺎءﻟﺔ‬
‫ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء ﻣن ﺗﺎرﻳﺦ إﺻدارﻩ وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻳﻘطﻊ‬ ‫اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﻳﺔ ﺟزاﺋﻳﺎً‪ ،‬وذﻟك ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة )‪ (2/74‬ﻣن‬
‫ﺑﻘﻳﺎم ﻋﻧﺻر اﻟﺧطﺄ اﻟﻣوﺟب ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﻳﺔ وﻳﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺿرر‬ ‫ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷردﻧﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1960‬واﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن‬
‫اﻟﻣﺳوغ ﻟﻠﺗﻌوﻳض أن ﻳﻛون ﻣﺣﻘﻘﺔ اﻟوﻗﻊ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳدﺧﻝ ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﻪ‬ ‫"ﺗﻌد اﻟﻬﻳﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧوﻳﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟدواﺋر اﻟﺣﻛوﻣﻳﺔ واﻟﻬﻳﺋﺎت‬
‫اﻷﺿرار اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﻳﺔ)ﻋﺑداﻟﻠطﻳف‪.(2004 ،‬‬ ‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟرﺳﻣﻳﺔ ﻣﺳؤوﻟﺔ ﺟزاﺋﻳﺎً‪ ،‬ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ‬
‫وﻳﻌﺗﺑر اﻟﺗﻌوﻳض ﻧوﻋﺎً ﻣن أﻧواع اﻟﺿﻣﺎن ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻟﻪ‪ ،‬وﻫذا‬ ‫ﻳرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻣدﻳرﻳﻬﺎ وأﻋﺿﺎء إدارﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻣﺛﻠﻳﻬﺎ وﻋﻣﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( ﺑﻘوﻟﻬﺎ" ))‪...‬إن‬ ‫ﻳﺄﺗون ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎﻝ ﺑﺎﺳم اﻟﻬﻳﺋﺎت اﻟﻣذﻛورة‪ ،‬أو ﺑﺈﺣدى وﺳﺎﺋﻠﻬﺎ‬
‫ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﺑطﺑﻳﻌﺗﻬﺎ ﻫﻲ طﻠب اﻟﺗﻌوﻳض اﻟذي ﻫو ﻧوع ﻣن‬ ‫ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﺷﺧﺻﺎً ﻣﻌﻧوﻳﺎً"‪ ،‬وﺑﻬذا اﻟﻧص ﻳﻛون اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ‪،‬‬
‫أﻧواع اﻟﺿﻣﺎن – ﺣﻳث ﺗﻧﺳب إﻟﻰ اﻟﻣﺻدر اﻟﺧﺎﻣس ﻣن‬ ‫ﻗد اﺑﺗﻌد ﻋن ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧظرﻳﺔ اﻟﺗﻘﻠﻳدﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘوﻝ ﺑﻌدم‬
‫ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام وﻫو اﻟﻘﺎﻧون(()‪.(13‬‬ ‫ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﻳﺔ‪ ،‬وﺑﻬذا ﻳﻛون ﻗد أﻗر ﻫذﻩ‬
‫ﻳﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﺄن ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة ﻻ ﺗﻘوم إﻻ ﻋﻧد‬ ‫اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟزاﺋﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺛﺑﺗﺎً ﺑذﻟك ﻧظرﻳﺔ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗرى‬
‫اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم وﺑﺛﺑوت أن ذﻟك اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻳﺷﻛﻝ ﺧطﺄ‬ ‫اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻛﻳﺎﻧﺎً ﺣﻘﻳﻘﻳﺎً ﻻ ﻣﺟرد ﻣﺟﺎز )اﻟﺷروش‪،‬‬
‫أﻳﺎً ﻛﺎﻧت ﺻورﺗﻪ‪ ،‬وﻳﻣﻛن أن ﺗﻛون وﺳﻳﻠﺔ إﺟﺑﺎر ﻏﻳر ﻣﺑﺎﺷرة‬ ‫‪.(2006‬‬
‫ﻟﺣﻣﻝ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻳث ﺗﺑرز ﺗﻠك‬ ‫وﻗد ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة )‪ (74‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت‬
‫اﻷﻫﻣﻳﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ إﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﻟﺟوء اﻟﻣﺿرور إﻟﻰ رﻓﻊ دﻋوى‬ ‫ﻋﻠﻰ أن "ﻻ ﻳﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﻳﻳن إﻻ ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ‬
‫ﻣدﻧﻳﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض ﻋن اﻟﺿرر دون أن ﻳﻔﻘد ﺣﻘﻪ ﺑرﻓﻊ‬ ‫واﻟﻣﺻﺎدرة‪ .‬وﺗﺟب اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ذﻫب إﻟﻰ‬
‫دﻋوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري طﺎﻟﺑﺎً إﻟﻐﺎء ﻗرار اﻹدارة اﻟﺻﺎدر‬ ‫ﻋدم اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟزاﺋﻳﺔ ﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪،‬‬
‫ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع‪.‬‬ ‫وذﻟك وﻓﻘﺎً ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة )‪ (2/74‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ‬
‫‪- 515 -‬‬

‫ﻼ ﻋطﻠت ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم‬ ‫ٕواذا ﻣﺎ أﻗدﻣت اﻹدارة وأﺗت ﻓﻌ ً‬ ‫أﻣﺎ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﺧطﺋﻪ‬
‫اﻹﻟﻐﺎء ﻓﺈن ذﻟك ﻳﻬدد ﺣرﻣﺔ وﻫﻳﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬وﻳؤدي إﻟﻰ‬ ‫اﻟﺷﺧﺻﻲ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﺻﻌب ﺗﺣﻘﻳﻘﻪ‪ ،‬وﻳرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺳﻳﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﺗﺷﻛﻳك ﺑﻣدى ﻓﺎﻋﻠﻳﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ودور اﻟﻘﺎﺿﻲ‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻋدم اﺳﺗﻘراء اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺣوﻝ اﻋﺗﺑﺎر ﺧطﺄ‬
‫ﻓﻲ ﺻﻳﺎﻧﺔ وﺣﻣﺎﻳﺔ ﺣﻘوق اﻷﻓراد‪.‬ﻣن ﺧﻼﻝ ﺗﻘرﻳر ﻣﺑدأ‬ ‫اﻟﻣوظف ﺧطﺄ ﺷﺧﺻﻳﺎً أم ﻣرﻓﻘﻳﺎً‪ ،‬ﺑﺷﺄن ﻣﻔﻬوم اﻟﺧطﺄ‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﻳﺔ‪ ،‬وﻧﻘوﻝ ﻓﻲ ذﻟك أﻛﺛر‪ ،‬أن ﻫذا اﻟﻣﺳﻠك ﻗد ﻳﻬدد‬ ‫اﻟﺷﺧﺻﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻳرﺟﻊ إﻟﻰ أن اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣوظف ﻗد ﻳﻛون ﻏﺎﻟﺑﺎً‬
‫وﺟود اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‪.‬‬ ‫راﺟﻌﺎً إﻟﻰ ﺗدﺧﻝ اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻟﺟﻬﺎت اﻟرﺋﺎﺳﻳﺔ‪ ،‬وﻗد ﻳﺑرر اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ‬
‫وﻣن ﻫﻧﺎ ﻳﺛور اﻟﺗﺳﺎؤﻝ‪ ،‬ﻫﻝ ﻳوﺟد ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﺻﺎﺣب‬ ‫ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻋﺔ أواﻣر رؤﺳﺎﺋﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻝ ﻋﺎﺋﻘﺎً ﻳﺣوﻝ‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﺗﻛﻔﻝ اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻲ‬ ‫دون ﻣﺳؤوﻟﻳﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ)اﻟﺷﻳﺦ‪.(2005 ،‬‬
‫وﻣﺎ أﻫﻣﻳﺔ وﺟودﻫﺎ وﻓﺎﻋﻠﻳﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد ﻗرر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﺟﺗﻬﺎد ﻟﻪ‬
‫وﻣﺎ ﻫو دور اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ذﻟك؟‪ ،‬وﻫﻝ ﻳﺗرﺗب ﺟزاء ﻋﻠﻰ‬ ‫اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﺑﻧظر اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺧطﺄ اﻟﺷﺧﺻﻲ‪،‬‬
‫ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ؟ ﻫذا ﻣﺎ ﺳوف ﻧﺑﺣﺛﻪ ﻣن ﺧﻼﻝ‬ ‫ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ أﺣﻛﺎم ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ اﻣﺗﻧﻊ رﺟﻝ اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ ،‬ذﻟك أن‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﻳن اﻵﺗﻳﻳن‪:‬‬ ‫اﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري اﻹﻳﺟﺎﺑﻲ أو اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن‬
‫ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم ﻻ ﻳﻛﻔﻲ وﺣدﻩ ﻟﺿﻣﺎن ﻫذا اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻟذا ﻻ ﺑد ﻟﺑﻠوغ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷوﻝ‪ :‬ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬ ‫اﻟﻬدف اﻟﻣﻧﺷود ﺗﻘرﻳر ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ﺧطﺄ‬
‫ﻳﺣﺎط اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أﺛﻧﺎء وﺑﻌد إﺻدارﻩ ﺑﻌدد ﻣن‬ ‫اﻟﻣرﻓق‪ ،‬ﻓﺎﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫو أﺑﻌد ﻣن ذﻟك وﻗرر ﺑوﺟود ﺧطﺄ‬
‫اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت‪ ،‬ﻓﺎﻷﺻﻝ أن ﻛﻝ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻳﺻدرﻩ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻛون‬ ‫ﻛﺷف ﻛﻣﺎ ﻗرر اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻫو ﺑﻧظرﻩ ﺣﺗﻰ ﻳﺗﻣﻛن ﻋﻧد‬
‫واﺟب اﻟﻧﻔﺎذ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻧواﻧﺎً ﻟﻠﺣﻘﻳﻘﺔ‪ ،‬وأن اﻟﻘﻳﻣﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠﺣﻛم‬ ‫اﻻﻗﺗﺿﺎء ﻣن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف ﺷﺧﺻﻳﺎً ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض اﻟﻼزم‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﺗﺣدد ﺑﺗﻧﻔﻳذ ﻣﺿﻣوﻧﻪ‪ .‬ﻣن ﻫﻧﺎ ﺳوف ﻧﺑﺣث أﻫم‬ ‫ﻟﺟﺑر اﻟﺿرر اﻟذي ﻳﻧﺳﺟم ﻋن ﺗﺻرﻓﻪ اﻟﺧﺎطﺊ )ﺣﺳن‪،‬‬
‫اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟواﺟﺑﺔ ﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم ﻣن ﺧﻼﻝ اﻵﺗﻲ‪:‬‬ ‫‪.(1961‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ واﻹﺟراﺋﻳﺔ‪:‬‬ ‫وﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫ﻣن اﻟﻣﻘرر أن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻋﻣﻝ ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻳﺗم ﺑﻣﻌزﻝ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ‬ ‫اﻻدارﻳﺔ( اﻷردﻧﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ "ﻳﺟوز ﻣﺧﺎﺻﻣﺔ أي ﺷﺧص ﺑﺻﻔﺗﻪ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻫذا ﻫو اﻷﺻﻝ‪ ،‬وﻟﻛن ﻻ ﻳﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن دﻋم‬ ‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وظﻳﻔﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻛون‬ ‫ﻋن ﺿرر ﻣﺎدي أو أدﺑﻲ ﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﺧطﺄ )ﻏﻳر وظﻳﻔﻲ( ارﺗﻛﺑﻪ‬
‫اﻟﺣﻛم ﺻﺎدر ﺑﻣواﺟﻬﺔ اﻹدارة إذا ﻣﺎ اﻣﺗﻧﻌت أو ﻋﺎرﺿت‬ ‫رﺟﻝ اﻹدارة)‪.(14‬‬
‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﺈن اﻟواﻗﻊ ﻳﻛﺷف ﻟﻧﺎ ﻋدم ﻣطﺎﻟﺑﺔ‬
‫واﻷﺻﻝ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﻳذ أن ﻳﻘوم اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﻳﻪ ﺑﺗﻧﻔﻳذ ﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﻪ‬ ‫دﻋوى اﻟﺗﻌوﻳض‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻻ ﺗﺗﺣﻘق ﺗﻧﻔﻳذاً ﻟﻠﺣﻛم ٕواﻧﻣﺎ ﺗﺟﺑر‬
‫طوﻋﺎً وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻳﻧﻘﺿﻲ اﻻﻟﺗزام‪ ،‬واﻻﺳﺗﺛﻧﺎء أن ﻳﻘﻬر‬ ‫اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬وﻟذا ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر وﺳﻳﻠﺔ ﺟﺎﺑرة‬
‫اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﻳﻪ وﻳﺟﺑر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺗزاﻣﻪ‪ ،‬وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﺟﺎﺑرة ﻟﻠﺿرر اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻠﻔﻪ‪ .‬ﻋﻼوة‬
‫ﻫو اﻟذي ﻋﻧﻲ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع وﻧظم أﺣﻛﺎﻣﻪ ٕواﺟراءاﺗﻪ وأﺻوﻟﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻻ ﻳﺳﺗطﻳﻊ أن ﻳﻔرض ﻋﻠﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬ ‫اﻹدارة دﻓﻊ اﻟﺗﻌوﻳض اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﻳﻠﺣق ﺣﻛم‬
‫أﻣﺎ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻓﻘد أﺧذت اﻷردن‬ ‫اﻟﺗﻌوﻳض ﻣﺎ ﻳﺟري ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺔ‬
‫ﺑﻧظﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﻧﻔﻳذ أي أﻧﻬﺎ ﺟﻌﻠت اﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺟﺑري ﻋﻣﻼً ﻗﺿﺎﺋﻳﺎً‬ ‫إﻟﻰ وﺳﻳﻠﺔ أﺧرى ﻟﺿﻣﺎن اﺣﺗراﻣﻬﺎ‪.‬‬
‫وان داﺋرة اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻳرأﺳﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ‪ ،‬وأن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﻳﻘوم ﻫو ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ‬
‫ٕواﻧﻣﺎ ﻳﺗم ذﻟك ﺑواﺳطﺔ ﻣﺄﻣوري اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬اﻟذﻳن ﻳﻌﻣﻠون ﺗﺣت‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‬
‫إﺷراف رﺋﻳس اﻟﺗﻧﻔﻳذ وﻳﺗﺑﻌون ﻟداﺋرة اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم‬ ‫ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻧﻔﻳذ واﻟﺟزاءات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﻣدﻧﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻳث اﻧﻳط اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺑداﺋﻲ وﺗﺗﺑﻊ إﻗﺎﻣﺔ‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﺑﻘﺎﻧون اﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻷردﻧﻲ)‪ ،(15‬وﻳﻔﺻﻝ رﺋﻳس‬ ‫ﻣن اﻟﻣﺳﻠم ﺑﻪ أﻧﻪ ﻳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺑﺟﻣﻳﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﻳﺔ واﻟوﻗﺗﻳﺔ أﻳﺎً ﻛﺎﻧت‬ ‫اﻹﻟﻐﺎء وذﻟك ﻟﺿﻣﺎن ﻓﺎﻋﻠﻳﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﻳﺔ‪ ،‬وﻻ ﻳﺗﺻور‬
‫ﻗﻳﻣﺗﻬﺎ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة )‪ (3 ،2‬أوﻛﻝ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫واﻟﺣﺎﻝ ﻛذﻟك أن ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺑﺣﺟﺔ وﺟود ﺻﻌوﺑﺎت ﻣﺎدﻳﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺿﺎة اﻟﺑداﺋﻳﻳن‪ ،‬ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﻻ ﻳوﺟد ﻓﻳﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑداﻳﺔ‬ ‫أو ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺣﺳن ﺳﻳر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻷي ﺳﺑب آﺧر‪.‬‬
‫‪- 516 -‬‬

‫دور ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹﻟﻐﺎء ﺣوﻝ ﻣدى ﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗدﺧﻝ ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ‬ ‫ﻓﺈن ﻗﺿﺎة اﻟﺻﻠﺢ ﻫم اﻟذﻳن ﻳﻘوﻣون ﺑﻬذا اﻟدور‪.‬‬
‫وﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ اﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻣﺑدأ‬ ‫أﻣﺎ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺟزاﺋﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻘد أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﺣق‬
‫اﻟذي ﻳﻘﺿﻲ ﺑﺄن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري أن ﻳﺗوﻗف ﻋﻧد ﺣد‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ ﻟﻠﻧﻳﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺿواﺑط ٕواﺟراءات ﺗﻧﻔﻳذ‬
‫إﺻدار ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬وأن ﻳﺳﺗﻔﻳد اﻟﺣﻛم ﻟﻳس ﻣن وظﻳﻔﺗﻪ ﺑﻝ ﻣن‬ ‫أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛﻝ ﺿﻣﺎن ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ ﻓﻼﺑد ﻣن‬
‫وظﻳﻔﺔ اﻹدارة‪ ،‬وأن ﻟﻳس ﻟﻪ أن ﻳﺣﻝ ﻣﺣﻝ اﻹدارة وأﻻ ﻳﺻدر‬ ‫ﺗﺣدﻳد اﻟﺻﻳﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء وﻣن ﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ‬
‫إﻟﻳﻬﺎ اﻷواﻣر ﺑﺄداء ﻋﻣﻝ أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋﻧﻪ‪ ،‬وﻟﻛن ﻻ ﻳﻣﻧﻊ أن‬ ‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑذﻟك‪ ،‬وﻫﻝ ﻫﻧﺎك إﺟراءات ﻳﺟب أن ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ اﻹدارة‬
‫ﻳوﺟﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ إﺷﺎرات ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻋﻠﻰ وﺟوب اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗﻘﻳد‬ ‫ﻋﻧد إﺻدار أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬وﻣﺎ ﻫو دور ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ‬
‫ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪.‬‬ ‫إﺧراج ﺣﻛﻣﻪ إﻟﻰ ﺣﻳز اﻟﺗﻧﻔﻳذ؟‬
‫وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون دﻋﺎوى اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﺗﻌدﻳﻼﺗﻪ‬ ‫وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺷﻳر اﺑﺗداء إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة‬
‫ﻧﺳﺗﺧﻠص أﻧﻪ ﻗد ﻗرر ﺿﻣﺎﻧﺎت إﺟراﺋﻳﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﻫﻣﻳﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ‬ ‫)‪/26‬ب( ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( رﻗم‬
‫ﺟﺎءت ﻗﺎﺻرة وﻓﻲ ﺣدود ﺿﻳﻘﺔ‪ ،‬ﺣﻳث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة )‪ (11‬ﻣن‬ ‫‪ ،1992/12‬اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن‪" :‬ﻳﻛون ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ أي‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺷﺎر إﻟﻳﻪ)‪" :(17‬ﻋﻧد اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺿد‬ ‫دﻋوى ﺗﻘﺎم ﻟدﻳﻬﺎ ﻗطﻌﻳﺎً ﻻ ﻳﻘﺑﻝ أي اﻋﺗراض أو ﻣراﺟﻌﺔ‪ ،‬ﺑﺄي‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻟﻘطﻌﻳﺔ ﺗرﻓﻊ ﺻورة ﻣﺻدﻗﺔ ﻋن اﻟﺣﻛم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ‬ ‫طرﻳق ﻣن اﻟطرق‪ ،‬وﻳﺗوﺟب ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﺻدر ﻓﻳﻬﺎ‪ٕ ،‬واذا‬
‫إﻟﻰ رﺋﻳس اﻟوزراء اﻟذي ﻋﻠﻳﻪ أن ﻳﺄﻣر ﺑﺗﻧﻔﻳذﻩ‪ ،‬أﻣﺎ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ‬ ‫ﺗﺿﻣن اﻟﺣﻛم إﻻﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ﻓﺗﻌﺗﺑر‬
‫ﺗﺻدر ﺿد اﻟﻣﻠك ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗرﻓﻊ ﻟﺟﻼﻟﺗﻪ ﻟﻳﺄﻣر ﺑﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ وﻟﻳس‬ ‫ﺟﻣﻳﻊ اﻹﺟراءات واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ واﻹدارﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت‬
‫ﻟدواﺋر اﻹﺟراء أن ﺗﻘوم ﺑﺄﻳﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ إﺟراﺋﻳﺔ ﻣن أﺟﻝ ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﺗﻠك‬ ‫ﺑﻣوﺟب ذﻟك اﻟﻘرار ﻣﻠﻐﺎة ﻣن ﺗﺎرﻳﺦ ﺻدور ذﻟك اﻟﻘرار"‪.‬‬
‫اﻷﺣﻛﺎم"‪.‬‬ ‫وﻫذا ﻳﻌﻧﻲ أن آﻟﻳﺔ اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻳﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﺧﻠﺻﻬﺎ ﻣن ﻣﻧطوق‬
‫وﻗد ﺗﻌرض اﻟدﻳوان اﻟﺧﺎص ﺑﺗﻔﺳﻳر اﻟﻘواﻧﻳن ﻟﺑﻳﺎن ﻓﺣوى‬ ‫اﻟﺣﻛم وأﺳﺑﺎﺑﻪ‪ ،‬وﻫذا ﻳﻠزم اﻹدارة أن ﺗﺳﺗﺟﻳب ﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻟﻣﺎدة )‪ (11‬اﻟﻣذﻛورة ﺑﺣﻳث ﺗﺿﻣن اﻟﺗﻔﺳﻳر آﻟﻳﺔ ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم‬ ‫وﺗﺻدر ﻗرارﻫﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ وﺗﺿﻊ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻛم واﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑذﻟك)‪ ،(18‬ﺑﺣﻳث ﺗﺷﻣﻝ ﻛﺎﻓﺔ‬ ‫اﻟﻔﻌﻠﻲ‪ ،‬ﺑﺣﻳث ﺗزﻳﻝ اﻟﻘرار وﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻪ ﻣن آﺛﺎر‪ٕ ،‬واﻋﺎدة ﺑﻧﺎء‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺣﻘوﻗﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﻣواﺟﻬﺔ ﺟﻣﻳﻊ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ )دواﺋر‬ ‫ﻣرﻛز اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻳﻪ‪.‬‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﺔ(‪ ،‬اﻟﻣﺣدﺛﺔ اﺳﺗﻧﺎدًا ﻟﻧظﺎم ﺗﻧظﻳم اﻟو ازرات أو اﻟدواﺋر‬ ‫وأن إﺟراء اﻹدارة ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻝ ﺑوﺿﻊ ﺻﻳﻐﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗواﻧﻳن ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺣدث ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً‪.‬‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ ﻟﺣﻛم إﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻳﻘوم ﺷﺎﻫداً ﻋﻠﻰ أن ﻣن ﺑﻳدﻩ اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻫﻲ‬
‫وﺑﺎﻟﺗدﻗﻳق ﻓﻲ ﻣﺿﻣون ﻧص اﻟﻣﺎدة )‪ (11‬واﻟﺗﻔﺳﻳر اﻟﺧﺎص‬ ‫اﻹدارة‪ .‬وﻫذا ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣدﻧﻳﺔ واﻟﺣزاﺋﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻗرر‬
‫ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻧﺟد أن أﺣﻛﺎم إﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات اﻹدارﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ‬ ‫اﻟﻣﺷرع‪ ،‬وأﻧﺷﺄ ﻟﻬﺎ ﺟﻬﺎت ﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ ﻛﻣﺎ أوﺿﺣﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً‪ ،‬ﻓﻣن‬
‫اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻣﺳﺗﺛﻧﺎﻩ ﻣن ﺗﻛﻠﻳف رﺋﻳس اﻟوزراء اﻟذي ﻋﻠﻳﻪ أن‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﻐرب واﻟﺣﺎﻝ ﻛذﻟك أن ﺗرك اﻟﻣﺷرع أﻣر ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫ﻳﺄﻣر ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ ،‬ﺑﺣﻳث ﺗﻘﺗﺻر ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻹﺟراﺋﻳﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻹدارﻳﺔ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﻳﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟدﻋﺎوى اﻟﺣﻘوﻗﻳﺔ ﻓﻘط‪ ،‬وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة )‪ (12‬ﻣن‬ ‫وﻫذا ﻳﺗﻌﺎرض وﻣﺑدأ اﻟﻔﺻﻝ ﺑﻳن اﻟﺳﻠطﺎت إذ أن ﺗﻧﻔﻳذ‬
‫ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺟدﻫﺎ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻳﻪ‪ .‬ﺣﻳث ﻧﺻت‬ ‫اﻷﺣﻛﺎم ﻋﻣﻼً ﻗﺿﺎﺋﻳﺎً‪ ،‬ﻓﻛﻳف ﻳﺗرك أﻣرﻩ ﻟﻺدارة‪ ،‬وﻫﻲ اﻟطرف‬
‫ﻋﻠﻰ أن‪" :‬ﻻ ﺗﺳري أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎم‬ ‫ﻏﻳر اﻟﻣﺣﺎﻳد‪ .‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻘوم ﺑﺈرادﺗﻬﺎ ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﻟدى ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ‪."...‬‬ ‫اﻟﺻﺎدر ﺿدﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺑﻬذا اﻟﻧص ﻧﺟد أن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻗد ﻧﺻت ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ‬ ‫وﻣن ﺗطﺑﻳﻘﺎت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( ﻟﻬذا‬
‫ﻣﻘررة ﻋدم اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﺑﻧظر اﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺿد ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫اﻟﺿﺎﺑط‪ ،‬واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑوﺟوب ﻣراﻋﺎة اﻹدارة ﻟﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء ﻋﻧد‬
‫ﻗ اررات اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ وأن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﻣﻧﺎزﻋﺔ‬ ‫إﻋطﺎءﻩ ﺻﻳﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﻪ ﺑﻘوﻟﻬﺎ‪" :‬إن ﻗﻳﺎم اﻟﺣﺟﻳﺔ‬
‫ﺣﻘوﻗﻳﺔ ﺗدﺧﻝ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪ ،‬وأﺑﻌدت ﻣن‬ ‫ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء ﻳﺗﺛﺑت ﺑﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم وﺑﺎﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺑﻧﻲ‬
‫وظﻳﻔﺗﻬﺎ إﺻدار ﻗ اررات ﺗﻠزم ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ اﻹدارة ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘ اررات‬ ‫ﻋﻠﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻳﺟب أن ﻳؤﺧذ ﺑﻌﻳن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم ﺣﺳﺑﻣﺎ‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺗﺑﻳن ﻣن أﺳﺑﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻟت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻛﻠﻣﺗﻬﺎ ﻓﻳﻪ‪ ،‬إذ‬
‫وﺑﻬذا ﻗﺿت ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻬﺎ‪" :‬ﺑﻣﺎ أن اﻟﻣﺳﺗدﻋﻳن ﻳطﻌﻧون ﺑﻣﺎ‬ ‫أﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻫدي ذﻟك ﻳﻣﻛن ﺗﻔﻬم ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣﻛم وﺗﻘﺻﻲ‬
‫ﺳﻣوﻩ رﻓض اﻟﻣﺳﺗدﻋﻲ ﺿدﻫم ﺗﻧﻔﻳذ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ‬ ‫ﻣراﻣﻳﻪ‪.(16)"...‬‬
‫ﻓﺈن اﻟدﻋوى ﺗﺳﺗوﺟب اﻟرد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﻷن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ‬ ‫وﻣن ﻣراﺟﻌﺗﻧﺎ ﻟﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻟم ﻧﻠﺣظ أي‬
‫‪- 517 -‬‬

‫اﻹدارة اﻟﻣﻧﺣﺎز ﺑﺎﻟﺿرورة ﻟﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﺈﻧﻪ ﻣن ﺣق‬ ‫اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻻ ﺗﻣﻠك ﺻﻼﺣﻳﺔ إﻟ ازم اﻹدارة ﺑﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة‬
‫اﻹدارة ﺗﻘدﻳر ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ورﻓض ﻫذا اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻋﻧدﻣﺎ‬ ‫ﻋﻧﻬﺎ وأن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺣوﻝ اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻣن ﻋدﻣﻪ ﺗدﺧﻝ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص‬
‫ﺗﻌﺗﺑرﻩ ﻣﺧﻼً وﻣﻬدداً ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻧظﺎﻣﻳﺔ‪.(19) "...‬‬
‫ﺻﺣﻳﺢ أن اﻷﺻﻝ ﻻ ﻳﺟوز ﻟﻠﻘرار اﻹداري أن ﻳﻌطﻝ ﺣﻛﻣﺎً‬ ‫ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم‪ ،‬أن ﻣﺿﻣون اﻟﻣﺎدة )‪ ،(11‬ﻣن ﻗﺎﻧون‬
‫ﻗﺿﺎﺋﻳﺎً ٕواﻻ ﻛﺎن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ‬ ‫دﻋﺎوى اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻗﺗﺻر اﻹﺟراء اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻪ واﻟﻣﺗﻌﻠق‬
‫ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﻓو ًار إﺧﻼﻝ ﺧطﻳر ﺑﺎﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻳﺗﻌذر ﺗدارﻛﻪ ﻛﺣدوث‬ ‫ﺑﺂﻟﻳﺔ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﺑﻣواﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﻛﺗﺳﺎﺑﻬﺎ‬
‫ﻓﺗﻧﺔ أو ﺗﻌطﻳﻝ ﺳﻳر ﻣرﻓق ﻋﺎم ﻓﻳرﺟﺢ ﻋﻧدﺋذ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟدرﺟﺔ اﻟﻘطﻌﻳﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗرﻓﻊ ﻧﺳﺧﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺻدﻗﺔ ﻟرﺋﻳس اﻟوزراء‬
‫اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﻟﻛن ﻳﺑﻘﻰ ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﺣق ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارة‬ ‫ﻟﻳﺄﻣر ﺑﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ ،‬وﻫذا اﻹﺟراء ﻳﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟدﻋﺎوى‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض إن ﻛﺎن ﻟذﻟك وﺟﻪ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أن اﻟﺿرورة ﺗﻘدر‬ ‫اﻟﺣﻘوﻗﻳﺔ ﻓﻘط وﻳﺧرج ﻣن ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻗ اررات ﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫ﺑﻘدرﻫﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻟﺻﺎدرة ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪:‬‬ ‫وﻧﺿﻳف إﻟﻰ ذﻟك أن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ‪ ،‬ﻧﺂت ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ‬
‫ﻳﺷﻛﻝ اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗطﺑﻳق أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‬ ‫ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﺣﻳث ﻗررت أﻧﻪ‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﺗﻬدﻳدًا ﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد وأﻣﻧﻬم‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﺎن‬ ‫ﻟﻳس ﻣن وظﻳﻔﺗﻬﺎ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‪ ،‬إﻧﻣﺎ ذﻟك ﻳدﺧﻝ‬
‫ﻣن اﻟﻼزم أن ﺗﺣﺎط ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك‬ ‫ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻹدارة‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻣﻠك ﺗوﺟﻳﻪ أواﻣر ﺗﻠزم ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ‪ .‬وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت‪ ،‬وﺟود ﻧﺻوص ﺗﺟﻳز ﺳﻠوك‬ ‫اﻹدارة ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺳﻠك ﻟﻠﻣﺷروع واﻟﻘﺿﺎء‬
‫طرﻳق اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات اﻟﺳﻠﺑﻳﺔ أو اﻟﺻرﻳﺣﺔ‬ ‫اﻷردﻧﻳﻳن إﺷﺎﻋﺔ ﻟﻌدم اﻟطﻣﺄﻧﻳﻧﺔ وﻓﻘدان ﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗداﻋﻳن ﻓﻲ ﻣﺑدأ‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻟﺣﻣﻝ اﻹدارة ٕواﺟﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم‬ ‫ﺳﻳﺎدة اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺑﻌد ﻋن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻳﻬم اﻟطﺑﻳﻌﻲ‬
‫اﻟﻘﺿﺎء‪ .‬وﻛذﻟك إﻋطﺎﺋﻬم ﺣق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‬ ‫اﻟذي ﺗطﻣﺋن ﻟﻪ أﻧﻔﺳﻬم وﺗﺄﻧس ﺑﻪ وﻓﻲ ذﻟك ﻓوﺿﻰ واﺳﺗﻬﺗﺎر‬
‫واﻟﺟزاﺋﻲ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﻟذات اﻟﻬدف‪.‬‬ ‫ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬
‫وﻳﺟب أن ﻻ ﻳﺳﺗﻬﺎن ﺑﺄﻫﻣﻳﺔ رﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣﺟدداً ﻋﻧد‬ ‫وﻣﻊ ذﻟك‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻋدم اﻟﻧص ﻓﻲ ﻗﺎﻧون دﻋﺎوى‬
‫اﻧﺗﻬﺎك اﻹدارة ﻟﺣﺟﻳﺔ اﻷﻣر اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ‪ ،‬إذ ﻋدا ﻛوﻧﻪ ﺗطﺑﻳﻘﺎً‬ ‫اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو ﻗﺎﻧون ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺿﻊ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣوﻗف ﻻ ﺗﺣﺳد ﻋﻠﻳﻪ وﻻ ﺗﺟد‬ ‫ﻳﺗطﻠﺑﻬﺎ ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة )‪/26‬ب(‬
‫إزاءﻩ ﺳوى اﻟﺗراﺟﻊ ﻋﻧﻪ)اﻟدﻏﻳﺛر‪.(2001 ،‬‬ ‫ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ رﻗم )‪ (12‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1992‬أن ﺣﻛم‬
‫وﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ذﻟك‪ ،‬ﺑذﻝ ﻛﻝ ﻣن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‬ ‫اﻹﻟﻐﺎء ﻳﺟب أن ﻳﻧﻔذ )ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﺻدر ﻓﻳﻬﺎ(‪ ،‬وﻫذا ﻳﻌﻧﻲ أن‬
‫ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺿﻣﺎن‬‫ﻣﺣﺎوﻻت ﻛﺛﻳرة ﻟﺗزوﻳد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑوﺳﺎﺋﻝ ّ‬ ‫أﺳﺑﺎب ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺣﻘوﻗﻬﺎ ٕواﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ‬
‫وﺗﻣﺧﺿت ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻋن إﻳﺟﺎد‬ ‫ّ‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬وﻻ ﺳﻳﻣﺎ أن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء ﻳﺗﺿﻣن‬
‫ﺑﻌض اﻟوﺳﺎﺋﻝ ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ‪ :‬ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺳﻠطﺔ إدارة‬ ‫ذﻛر اﻷﺳﺑﺎب ﺑطرﻳﻘﺔ ﺗﻔﺻﻳﻠﻳﺔ ﺗﺑﻳن ﻟﻺدارة ﻣﺎ ﻳﺟب ﻋﻠﻳﻬﺎ اﺗﺧﺎذﻩ‬
‫ﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم‬ ‫ﻟﻛﻲ ﻻ ﺗﺧﺎﻟف اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻫذا ﻳﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺎ أﻓﺗﻰ ﺑﻪ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‬
‫اﻹﻟﻐﺎء وﺗﺣﻣﻳﻝ اﻹدارة وﻣوظﻔﻳﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﻣدﻧﻳﺔ وﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻋن‬ ‫اﻟﻣﺻري ﺑﺎﻟﻘوﻝ‪ :‬أن ﺣﺟﻳﺔ اﻷﺣﻛﺎم ﻻ ﺗﻛون ﻗﺎﺻرة ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻌطﻳﻝ ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء)ﻛﻧﻌﺎن‪.(2001 ،‬‬ ‫ﻣﻧطوﻗﻬﺎ ﻓﺣﺳب‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﺗﻣﺗد أﻳﺿًﺎ إﻟﻰ أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻳﻘوم ﻋﻠﻳﻬﺎ‬
‫وﻣن ﻣراﺟﻌﺗﻧﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻓﻲ ﻫذا‬ ‫ﻫذا اﻟﻣﻧطوق ﻣﻣﺎ ﺗﺟب ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻧد ﺗﻧﻔﻳذﻩ‪ .‬ﻓﻼ ﻳﻛون ﺗﻧﻔﻳذ‬
‫اﻟﺧﺻوص وﺟدﻧﺎ أن ﻣوﻗﻔﻬﺎ ﻣن ﻗﺑوﻝ اﻟطﻌن ﺑﻘ اررات اﻻﻣﺗﻧﺎع‬ ‫اﻟﺣﻛم ﻣﻔﺎﺟﺋﺎً أو ﺟﺎﺣداً ﻟﺗﻠك اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺣﺎزت ﺣﺟﻳﺗﻬﺎ ﺳواء‬
‫ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻹدارة‪ ،‬ﻗد ﺗردد ﺑﻳن ﻣوﻗﻔﻳن‬ ‫ﺑﺳواء ﻣﻊ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺗوﺟب ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم طﺑﻘﺎً ﻟﻣﺎ‬
‫أﺣدﻫﻣﺎ ﻗﺑوﻝ اﻟطﻌن واﻟﻧظر ﺑﻪ‪ ،‬واﻵﺧر اﻟﻣﻣﺗد إﻟﻰ اﻵن ﻋدم‬ ‫ورد ﺑﻣﻧطوﻗﻪ وأﺳﺑﺎﺑﻪ )ﻛﻧﻌﺎن‪.(2001 ،‬‬
‫ﻗﺑوﻝ اﻟﻧظر ﺑﺎﻟطﻌون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات ﻣﻣﺎ اﺳﺗدﻋﻰ إﻋﻼﻧﻬﺎ‬ ‫أﻳﺎً ﻛﺎن ﻣﻔﻬوم اﻟﻧص اﻟﻣﺗﻘدم ﻟﻠﻣﺎدة )‪/26‬ب( ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‬
‫ﻋدم اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﺑﻬذا اﻟﻣوﺿوع‪.‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻝ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم‬
‫أﻣﺎ ﻋن ﻣوﻗﻔﻬﺎ اﻷوﻝ واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺑوﻝ اﻟطﻌن‪ ،‬ﻓﻘد ﻗررت‬ ‫اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ واﻹﺟراءات اﻟواﺟﺑﺔ اﻻﺗﺑﺎع ﻟﺗﺣﻘﻳق‬
‫ﻗﺑوﻝ اﻟطﻌن ﺑﻘرار ﻣدﻳر ﻋﺎم داﺋرة اﻷراﺿﻲ واﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟراﻓض‬ ‫ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﻓراد ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر‪ ،‬وﻟﺣﻳن اﺳﺗﻛﻣﺎﻝ اﻟﻧﻘص‬
‫ﺗﻧﻔﻳذ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻟﻣﺑرم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺻﺎد اًر ﻋن ﺟﻬﺔ‬ ‫اﻟﺗﺷرﻳﻌﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﺳﻣﻌﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻫﻳﺑﺗﻬﺎ وﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻠﺧطر‪.‬‬
‫إدارﻳﺔ)‪.(20‬‬ ‫وﻓﻲ رأﻳﻧﺎ‪ ،‬وﻣن ﺑﺎب اﻟﻣوﺿوﻋﻳﺔ واﻟﻔﻬم اﻟﺟﻳد ﻟﻣوﻗف‬
‫‪- 518 -‬‬

‫اﻟطﻌون اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻘ اررات واﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ وﻣﺎ ﻳﺛور ﺣوﻟﻬﺎ‬ ‫وﻓﻲ ﺣﻛم آﺧر أوﺿﺣت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻣوﻗﻔﻬﺎ ﻣن‬
‫ﻣن ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬ ‫ذﻟك ﺣﻳث ﻗﺎﻟت ﻓﻳﻪ‪" :‬ﻳﻌد اﻣﺗﻧﺎع وزﻳر ﺷؤون اﻟﺑﻠدﻳﺔ واﻟﻘروﻳﺔ‬
‫وﻓﻲ ذﻟك ﻗﺎﻟت ﻓﻲ أﺣد أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪:‬‬ ‫ﻋن اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘرار اﻟﻘطﻌﻲ اﻟواﺟب اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺣﺳب أﺣﻛﺎم‬
‫"ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻬﻳﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻫذﻩ‬ ‫اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺑداﻳﺔ واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻋﻣﻠﻳﺔ‬
‫اﻷﻋﻣﺎﻝ ﻓﻲ طﺑﻳﻌﺗﻬﺎ أﻋﻣﺎﻻً ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ أو أواﻣر وﻻﺋﻳﺔ أو أﻋﻣﺎﻻً‬ ‫اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻟﺑﻌض ﺻﻧﺎدﻳق اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺑﻠدي ﻗ ار اًر ﺿﻣﻧﻳﺎً ﺑﺎﻟرﻓض‬
‫ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺳﻳر اﻟدﻋوى وﺗﺣرﻳﻛﻬﺎ أو إﺟراءات ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‪... ،‬‬ ‫ﻷن ﻛﻝ ﺣﻛم ﻗطﻌﻲ واﺟب اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬وﻻ ﺗﻣﻠك أي ﺳﻠطﺔ إدارﻳﺔ‬
‫وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﻳﻪ ﻳﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻋﻣﺎﻝ‬ ‫اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﺳواء أﻛﺎن ﻣطﺎﺑﻘﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون أم ﻟم ﻳﻛن ﻣطﺎﺑﻘﺎً‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠطﻌن ﺑدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء‪.(23) "...‬‬ ‫ﻟﻪ‪ .....‬وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن إﺟﺎزة اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻧﺎﺧب اﻟطﻌن ﻓﻲ ﺻﺣﺔ‬
‫وﺳﻧداً ﻟﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺈن أﺣد اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧدت إﻟﻳﻬﺎ‬ ‫اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺑداﻳﺔ ﻓﺈن ﻣن ﺣﻘﻪ اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرار‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ رد اﻟطﻌن ﻫو ﻛون اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﻘدم ﻳﻔﺗﻘر ﻷﻫم ﺷرط‬ ‫ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟذي أﺻدرﺗﻪ ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻫذا‬
‫ﻣن ﺷروط ﻗﺑوﻝ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء وﻫو وﺟود ﻗرار إداري ﻧﻬﺎﺋﻲ‬ ‫اﻟطﻌن")‪.(21‬‬
‫ﻳﻘﺑﻝ اﻟطﻌن ﺑدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬وﺑﻣﺎ أن اﻟﻌﻣﻝ اﻟﻣطﻌون ﻓﻳﻪ‬ ‫ﺑﻌد اﻟﺗدﻗﻳق ﻓﻲ اﻟﺣﻛﻣﻳن اﻟﺳﺎﺑﻘﻳن ﻧﺟد أن ﻣوﻗف ﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫ﺻﺎدر ﻋن ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻫو رﺋﻳس ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﻋﻣﺎن ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻗد أﺻﺎب اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﺑﺈﺟﺎزﺗﻬﺎ وﻗﺑوﻟﻬﺎ ﻟﻠطﻌن اﻟﻣﻘدم‬
‫ﻳﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺧﺿﻊ ﻟﻠطﻌن‬ ‫ﺑﻘرار اﻹدارة اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع‪ ،‬ﺣﻳث أﻋطت ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ﺣق‬
‫ﺑدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء‪ .‬ﻣﺳﺗﻧدة ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻳﺎر اﻟﺷﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﻳد‬ ‫ﻓﺣص ﻣﺷروﻋﻳﺔ ٕواﻟﻐﺎﺋﻪ ﺑﻌد اﻟﺛﺑوت‪ .‬ﻣﺳﺗﻧدة ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ‬
‫اﻟﻬﻳﺋﺔ أو اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻳﺻدر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻌﻣﻝ ﻫﻝ ﻫﻲ ﺳﻠطﺔ ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ‬ ‫أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻳﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻘرار اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻣن اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ‬
‫أم ﻻ‪.‬‬ ‫ﺗﻘﺑﻝ اﻟطﻌن أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ‪ ،‬ﺗطﺑﻳﻘﺎً ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة‬
‫وﻣن ﺗطﺑﻳﻘﺎت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص‪ ،‬أن‬ ‫)‪ (11‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟذي ﻳﻘوﻝ‪" :‬ﻳﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻘرار‬
‫أﺧرﺟت ﻣن ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻟطﻌن اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات‬ ‫اﻹداري رﻓض اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار أو اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن‬
‫اﻟﺳﻠﺑﻳﺔ)‪ ،(24‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺳﻠك ﺧروﺟﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﻳﺎت اﻟﻌداﻟﺔ‬ ‫اﺗﺧﺎذﻩ إذا ﻛﺎن ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻬﺎ اﺗﺧﺎذﻩ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺗﺷرﻳﻌﺎت‬
‫وﺣﺳن ﺗطﺑﻳق اﻟﻘﺎﻧون واﻟذي ﺟﺎء اﻟﻘرار ﻣﺧﺎﻟﻔﺎً ﻟﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‬ ‫اﻟﻣﻌﻣوﻝ ﺑﻬﺎ")‪.(22‬‬
‫ﺻرﻳﺣﺔ ﻟﻣﻧطوق ﻧص اﻟﻣﺎدة )‪ (11‬ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ‬ ‫وﺑﺎﻟﺗدﻗﻳق ﻓﻲ إﺟراءات ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗري‬
‫اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻدارﻳﺔ( اﻟﻣﺷﺎر إﻟﻳﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً‪.‬‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺟد ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣوﻝ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‬
‫وﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ إﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺗﻲ ﺗدور ﺣوﻝ أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء‬ ‫دواﺋر ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺧﺗﺻﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﻧﺎط‬
‫واﻟذي ﻣوﺿوﻋﻪ ﻗرار إداري ﺻﺎدر ﺗﻧﻔﻳذاً ﻟﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻓﺈن‬ ‫اﺧﺗﺻﺎص ﻧظر اﻹﺷﻛﺎﻻت ﺑﻘﺎﺿﻲ اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ أﻧﻛرت ﻋﻠﻳﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻘﺎﺑﻝ‬ ‫ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻣﺗﻔرﻋﺔ ﻣن أﺻﻝ‬
‫ﻟﻠطﻌن ﻣﻌﺗﺑرة إﻳﺎﻩ ﻣﺟرد إﺟراء ﺗﻧﻔﻳذﻳﺎً ﻟﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ)‪.(25‬‬ ‫اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ وﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻣن أﺻﻝ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺻﻠت ﻓﻳﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻧﺟد أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗد أﻟﻐت ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً ﺻﻼﺣﻳﺔ‬ ‫وﻗﺎﺿﻲ اﻷﺻﻝ ﻫو ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻔرع‪.‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎء ﻧظر اﻟطﻌن ﺑﻣﺛﻝ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت‪ .‬ﻣﺳﺑﺑﺔ ذﻟك أن ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫وﻓﻲ رأﻳﻧﺎ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻣﺳﻠك ﻣﻧﺗﻘد‪ ،‬ﺣﻳث ﻛﺎن ﻣن اﻷوﻟﻰ أن‬
‫اﻷﺣﻛﺎم وﻣﺎ ﻗد ﻳﺛور ﺣوﻟﻪ ﻣن ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻟﻳس ﻣن‬ ‫ﺗﺳﺗﺣدث دواﺋر ﻟﻠﺗﻧﻔﻳذ ﺗﺗﺑﻊ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹﻟﻐﺎء أو ﻳﻧص اﻟﻣﺷرع‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة )‪ (9‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ رﻗم‬ ‫ﻋﻠﻰ إﺣﺎﻟﺔ أﻣر ﺗﻧﻔﻳذ ﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم إﻟﻰ دواﺋر اﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‬
‫)‪ (12‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1992‬ﻣﻣﺎ ﻳﺟﻌﻝ اﻟﻧزاع ﺧﺎرﺟﺎً ﻋن اﺧﺗﺻﺎص‬ ‫واﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻋن ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ٕواﻋطﺎﺋﻬﺎ ذات‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ وﻳدﺧﻝ ﺿﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم‬ ‫اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﻧظر إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﻳذ ﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم وﻣﺎ ﻳﺗﻔرع‬
‫اﻟﻧظﺎﻣﻳﺔ)‪.(26‬‬ ‫ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﻣﻧﺎزﻋﺎت‪ .‬أﻣﺎ وﻗد أﻋطﻰ ﻗﺎﺿﻲ ﻹﻟﻐﺎء ﺻﻼﺣﻳﺔ‬
‫ﺑﻌد اﺳﺗﻌراض ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻣﻌﺑرة‬ ‫ﻧظر ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟداﺋرة ﺣوﻝ ﻗ اررﻩ ﻓﺈن ذﻟك ﺳوف ﻳﺟﻌﻝ‬
‫ﻋن ﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻷردﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟد أن ﺗﻠك اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‬ ‫ﻣﻧﻪ ﺣﻛﻣﺎً ﻣﺗﺣﻳ اًز ﻟﻘ اررﻩ اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪ .‬وﻫﺎ ﻓﻳﻪ إﺧﻼﻝ ﺑﻣﺑدأ‬
‫ﻓﻲ ﻏﻳر ﻣﺣﻠﻬﺎ وﻻ ﻣﺑرر ﻟﻬذا اﻟﺗوﺟﻪ اﻟذي ﻳﻠﻐﻲ ﺻﻼﺣﻳﺔ‬ ‫ﺣﻳﺎد اﻟﻘﺎﺿﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﻧظر اﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺿد اﻟﻘ اررات اﻹدارﻳﺔ‬ ‫وﺑﺧﺻوص ﻣوﻗﻔﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﻌﻣوﻝ ﺑﻪ إﻟﻰ ﺣد اﻵن‬
‫اﻟﺳﻠﺑﻳﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ذﻟك ﺗﻌطﻳﻝ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة )‪ (11‬ﻣن ﻗﺎﻧون‬ ‫واﻟﻣﺳﺗﻘر اﻟﻌﻣﻝ ﺑﻪ‪ .‬ﻓﺈﻧﻧﺎ وﺟدﻧﺎ ﻣوﻗﻔﺎً ﻣﻐﺎﻳ اًر ﻟﺳﺎﺑﻘﻪ ﺣﻳث‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧطﺎﻟب اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻣوﻗف اﻷوﻝ‬ ‫أﻋﻠﻧت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻋن ﻣوﻗﻔﻬﺎ ﺑﻌدم ﺻﻼﺣﻳﺗﻬﺎ ﺑﻧظر‬
‫‪- 519 -‬‬

‫ﻛوﻧﻬم ﻳﻌﻣﻠون ﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ وﻟﺗﺣﻘﻳق أﻫداﻓﻬﺎ وﻟم ﻳﻘوﻣوا ﺑﺎﻟﻌﻣﻝ‬ ‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺻﻼﺣﻳﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧظر اﻟطﻌون اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﺿد‬
‫ﺑﺻﻔﺎﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﺑﺻﻔﺗﻬم اﻟوظﻳﻔﻳﺔ ﻟذا ﺗﺗﻘرر ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‬ ‫اﻟﻘ اررات اﻟﺳﻠﺑﻳﺔ‪.‬‬
‫اﻹدارة ﻋن أﺧطﺎﺋﻬم ﺗﺑﻌﺎً ﻟﺗﺣﻣﻝ اﻟﻣﺗﺑوع أﺧطﺎء ﺗﺎﺑﻌﻳﻪ)ﻋﻠﻲ‪،‬‬
‫‪ ،(1998‬ﻟﻛن ﻫذا اﻟﻣوظف ﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﻳﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻳﻪ ﻗﺎﻧون‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ‬
‫اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷردﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 1/182‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﻳﻣﺛﻝ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺣﺎﺋزة ﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء‬
‫ﻛﻝ ﻣوظف ﻳﺳﺗﻌﻣﻝ ﺳﻠطﺔ وظﻳﻔﺗﻪ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﺑطرﻳق ﻏﻳر‬ ‫اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻗﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ وأﺻﻼً ﻣن أﺻوﻝ اﻟﻘﺎﻧون ﻳﺟب‬
‫ﻣﺑﺎﺷر ﻟﻳﻌوق أو ﻳؤﺧر ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘواﻧﻳن‪ ،‬أو اﻷﻧظﻣﺔ‬ ‫اﻻﻟﺗزام ﺑﻬﺎ‪ ،‬ذﻟك أن ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ﺗوﺟب ﺗوﻗﻳﻊ اﻟﺟزاء ﻋﻠﻰ ﻣن ﻗﺎم‬
‫اﻟﻣﻌﻣوﻝ ﺑﻬﺎ أو ﺟﺑﺎﻳﺔ اﻟرﺳوم واﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎً أو ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻗرار ﻗﺿﺎﺋﻲ أو أي اﻣر ﺻﺎدر ﻋن ﺳﻠطﺔ ذات ﺻﻼﺣﻳﺔ‬ ‫إن اﻣﺗﻧﺎع ﺟﻬﺔ اﻹدارة أو ﻣوظﻔﻳﻬﺎ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻪ‬
‫ﻳﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﻧﺗﻳن‪.‬‬ ‫ﻣﺳؤوﻟﻳﺎت ﻋدﻳدة وﻣن ﺛم ﺟزاءات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وذﻟك ﺣﺳب‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 1/183‬ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ أو‬ ‫اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺣﺑس إذا ﺗﻬﺎون ﺑﻼ ﺳﺑب ﻣﺷروع ﻓﻲ اﻟﻘﻳﺎم ﺑواﺟﺑﺎت وظﻳﻔﺗﻪ‬ ‫وﻋﻠﻰ ذﻟك ﺳوف ﻧﺗﻧﺎوﻝ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ‬
‫وﺗﻧﻔﻳذ أواﻣر أﻣرﻩ اﻟﻣﺳﺗﻧد ﻓﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‪ ،‬وﻣن ﻫذا‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ وﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻘﺑﻳﻝ ﻫﻧﺎك ﻗﺎﻧون اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ رﻗم ‪ 11‬ﻟﺳﻧﺔ ‪،(27)1993‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷوﻝ‪ :‬اﻟﺟزاءات اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ واﻟﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ‬
‫وﻗﺎﻧون ﻫﻳﺋﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد رﻗم ‪ 62‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،(28)2006‬ﺣﻳث‬ ‫إن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة واﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻋﺗﺑر أن اﻹﺧﻼﻝ ﺑواﺟﺑﺎت اﻟوظﻳﻔﺔ ٕواﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﺳﻠطﺔ‪،‬‬ ‫واﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻳﻣﺛﻝ ﻣﺳﺎﺳﺎً ﺑﺣق اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫ﺟرﻳﻣﺔ ﻳﻌﺎﻗب ﻋﻠﻳﻬﺎ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻳﺷﻣﻝ ﻫذا اﻹﺧﻼﻝ اﻣﺗﻧﺎع‬ ‫اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫ً‬ ‫ﻳﻣﺛﻝ إﻫدا ًار ﻟﻘوة اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬و‬
‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ إﺧﻼﻝ‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ واﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺣﻳث ﻳﻌﺗﺑر ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼﻝ اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫ﺧطﻳر ﺑواﺟﺑﺎت اﻟوظﻳﻔﺔ‪ ،‬وﺻورة ﻣن ﺻور ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪،‬‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﻘطب اﻟذي ﺗﺟوب ﺣوﻟﻪ رﺣﻰ اﻟدﻳﻣﻘراطﻳﺔ وﺗﻛرﻳس‬
‫ٕواﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﺳﻠطﺔ‪.‬‬ ‫دوﻟﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻳﺎدة اﻟﻘﺎﻧون‪ .‬ﻓﺎﻟﺣﻘﻳﻘﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﻳﺔ‬
‫وﻗد أﻗرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﻳﻳز ﻓﻲ اﻷردن ﺑﻘرارﻫﺎ رﻗم ‪73/304‬‬ ‫ﻟﻬذا اﻟﻣﺑدأ‪ ،‬ﻻ ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻘط ﻓﻲ ﺣق اﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬ﺑﺄن ﻳﻛون‬
‫– اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﻳﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﻳﺔ‪ :‬ﻣﺑدأ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣوظف ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‬ ‫ﻣﺳﺗﻘﻼً‪ ،‬واﻣﺎ ﻫو ﺣق ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﺗﺟﺎﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻣوﻣﺎً‪ ،‬واﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﺷﺧﺻﻳﺔ ﻋن ﺧطﺋﻪ اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬ ‫ﺧﺻوﺻﺎً )اﻟﺟﺑﺎري‪.(2012 ،‬‬
‫ﻓﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻟﻣﺷﺎر إﻟﻳﻪ )إن ﻛﺎن اﻟﺣﺎﻛم اﻟﻌﺳﻛري وﻗﺎﺋد‬ ‫إن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة واﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﺷرطﺔ ﻗد ارﺗﻛﺑﺎ ﺧطﺄ ﺟﺳﻳﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻓرض ﺻﺣﺔ ذﻟك ﻻ ﻳﺟﻌﻝ‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻳﻌد ﺟرﻳﻣﺔ ﻳﻌﺎﻗب ﻋﻠﻳﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﺣﻳث ﻳوﺟد ﻫﻧﺎ‬
‫اﻟﺗﻌوﻳض ﻋن اﻟﺿرر ﻣﻧﺣﺻ اًر ﻓﻳﻬﻣﺎ ﺑﻝ إن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ‬ ‫ﺟزاءات ﻳﻬدف ﻛﻝ ﻣﻧﻬﻣﺎ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻬﻳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء وزﺟر ﻛﻝ‬
‫ﻳﻌﻣﻼن ﻟﻬﺎ وﺑﺎﺳﻣﻬﺎ ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﺔ ﻣﻌﻬﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻣن ﻳﺗﺟ أر ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎﻣﻪ‪ ،‬وﻳﺗﻣﺛﻼن ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫إن اﻟدﻛﺗﺎﺗورﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻛﻳف ﻳﻔﺳر‬ ‫واﻟﺟزاء اﻟﺗﺄدﻳﺑﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻧﺻوص ﺧدﻣﺔ ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻗد ﻏرﺑت‬ ‫أوﻻً‪ :‬اﻟﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫ﺷﻣﺳﻬﺎ‪ٕ .‬وان ﻫذﻩ اﻟدﻳﻛﺗﺎﺗورﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺎدت اﻷردن إﻟﻰ‬ ‫ﺗﻌد اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟزاﺋﻳﺔ ﻟﻠﻣوظف ﻣن اﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻛوارث ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺧﻠف اﻟﻔﻛري واﻧﻌدام اﻟرؤﻳﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟدى‬ ‫ﻣﺟﺎﻝ ﺣث اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬وﻳزﻳد ﻣن‬
‫رﻣوزﻫﺎ‪.‬‬ ‫أﻫﻣﻳﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎﻝ ﻣﺎ ﻫو ﻣﻘرر ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ‪ ،‬ﻣن‬
‫ﻓﻘد ﻧﺷﺄت ﻫذﻩ اﻟدﻳﻛﺗﺎﺗورﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻌرﻓﻲ ﻓﻼ ﺗﺳﺗطﻳﻊ‬ ‫اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﺣرﻳك اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟزاﺋﻳﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﺳؤوﻝ ﻋن ﻋدم‬
‫ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ إﻻ ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﻳب اﻟﻌرﻓﻳﺔ )اﻹرﻫﺎب( و)اﻟﻘﻬر(‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم دون ﻗﻳد أو إذن)اﻟﺷﻳﺦ‪.(2005 ،‬‬
‫و)اﻟﻘﻣﻊ(‪ .‬وﻫﻲ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻘف ﺿد اﻟﺗﺣدﻳث اﻟﺳﻳﺎﺳﻲ‬ ‫اﻷﺻﻝ أن اﻹدارة ﻛﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﻻ ﺗﺳﺗطﻳﻊ اﻟﺗﻌﺑﻳر ﻋن‬
‫اﻟدﻳﻣﻘراطﻲ وﺿد اﺳﺗﻘﻼﻝ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﺈن اﺳﺗﻘﻼﻝ اﻟﻘﺿﺎء ﺳﻳﺑﻘﻰ‬ ‫إرادﺗﻬﺎ إﻻ ﻣن ﺧﻼﻝ ﻣﻣﺛﻠﻳن ﻋن ﺗﻠك اﻹرادة وﻫم اﻟﻣوظﻔﻳن‬
‫ﺧﺎﻟداً‪ .‬وﻟن ﻳﻛون ﻫذا اﻻﺳﺗﻘﻼﻝ أﺑداً ﻣطﻳﺔ ﻟﻠﺣﻛﺎم ﻳﺳﺗﻐﻠوﻧﻪ‬ ‫اﻟذﻳن ﻳﻌﻣﻠون ﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ وﺑﺎﺳﻣﻬﺎ وﻳﻌﺑرون ﻋن إرادﺗﻬﺎ وﻋﻧدﻣﺎ‬
‫ﻟﺗﺣﻘﻳق ﻣﺂرﺑﻬم اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‪ .‬اﻷﺻﻝ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺟوز ﻟﻠﻘرار اﻹداري‬ ‫ﻳﻣﺎرس اﻟﻣوظﻔون اﻟﻌﻣﻝ اﻹداري ﻳﺑدو أﻧﻬم ﻫم ﻣن ﻳﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻣﻝ‬
‫أن ﻳﻌطﻝ ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬ ‫ﻟﻛن اﻟﻘﺎﻧون ﻳﻌد اﻟذي ﻳﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻣﻝ ﻫﻲ اﻹدارة ﻻ ﻣوظﻔوﻫﺎ‬
‫‪- 520 -‬‬

‫ﺑﻪ أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬ ‫ﺛﺎﻧﻳﺎً‪ :‬اﻟﺟزاء اﻟﺗﺄدﻳﺑﻲ‪:‬‬
‫ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺟﺳﻳﻣﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ‬ ‫ﺗﻘوم اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﻳرﺗﻛﺑﻪ‬
‫اﻟﻣرﻓﻘﻲ )ﺷطﻧﺎوي‪ ،(2008 ،‬وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬ ‫اﻟﻣوظف واﻟذي ﻳﻣﺛﻝ إﺧﻼﻻً ﺑواﺟﺑﺎت اﻟوظﻳﻔﺔ وﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻧﻳن‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻘﺿﺎء أﻣر ﻳﺟب اﺣﺗراﻣﻪ ﺣﺗﻰ ﻻ ﻳﻔﻘد اﻟﻧﺎس‬ ‫واﻷﻧظﻣﺔ واﻟﺗﻌﻠﻳﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻳﺟب ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻛﻣوظف ﻋﺎم)ﺣﻠﻣﻲ‪،‬‬
‫ﺛﻘﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء وﻳﻧﻌدم اﻷﻣن واﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ .‬ﻓﻘد‬ ‫‪ .(1977‬وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن اﻟﺟزاء اﻟﺗﺄدﻳﺑﻲ ﻳﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺧطﺄ‬
‫ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻻردﻧﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ‪" :‬ﻟﻳس ﻟﻸﻓراد اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ‬ ‫اﻟﺗﺄدﻳﺑﻲ‪ ،‬وﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣوظف اﻟﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ ﻣﺗﻰ اﻗﺗرف ﻫذا اﻟﺧطﺄ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض ﻋن ﺧطﺄ اﻹدارة ﻓﻲ ﺗطﺑﻳق اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‪ ،‬إذا ﻟم‬ ‫ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﻳؤد ذﻟك إﻟﻰ ﺿرر‪ .‬إن ﻣن أﻫم واﺟﺑﺎت اﻟوظﻳﻔﺔ‬
‫ﻳﻛن اﻟﺧطﺄ ﺟﺳﻳﻣﺎً")‪.(30‬‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺣﺗرام اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻳث ﻳﻌد اﻣﺗﻧﺎع‬
‫وﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈن ﻗﻳﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻣوظف ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ أو ﺗدﺧﻠﻪ ﻟﻌرﻗﻠﺔ ﻫذا اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬
‫ﻣواﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻳﺑدو أﻣ ًار ﻋﺎدﻻً‪ ،‬وﻫذا ﻳﻧﺷﺊ ﺣﻘًﺎ ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻟﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺧطﺄ ﺗﺄدﻳﺑﻲ ﻳرﺗب ﻣﺳؤوﻟﻳﺗﻪ ﺣﻳث ﻳﻌد ذﻟك ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺧروج‬
‫اﻟﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﻳض ﺗﻠﺗزم اﻹدارة ﺑدﻓﻊ ﻗﻳﻣﺗﻪ )ﻋﻛﺎﺷﻪ‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟواﺟب ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻝ اﻟوظﻳﻔﺔ)‪ .(29‬وﻻ ﺷك ﺑﺄن ﻗﻳﺎم‬
‫‪.(1998‬‬ ‫اﻟﻣوظف اﻟﻣﺳؤوﻝ ﺑﻌدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻣﺎ ﻳﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن‬
‫ﻓﺎﻟﺟزاء اﻟﻣدﻧﻲ إذن ﻳﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﻳض اﻟذي ﻳﻛون ﻣن‬ ‫إﻫدار ﻟﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻳﻌد ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إدارﻳﺔ ﺗوﺟب‬
‫ﺣق ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻪ ﻋﻧد اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ﻣﺳﺎءﻟﺗﻪ ﺗﺄدﻳﺑﻳﺎً واﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ )ﻋﺑداﻟواﺣد‪.(1984 ،‬‬
‫ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ‪ .‬ذﻟك أن ﻫذا اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻳﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗرار‬ ‫وأن ﻗﻳﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﺣق ﻣوظف ﻋﺎم ﻻ ﺗﻣﻧﻊ‬
‫إداري ﺳﻠﺑﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﻬو ﻳﻌد ﻣن ﻗﺑﻳﻝ اﻻﺧطﺎء‬ ‫ﻣن ﻗﻳﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﻳﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 148‬ﻣن‬
‫اﻟﻣرﻓﻘﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣرك ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة‪.‬‬ ‫ﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ اﻷردﻧﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،2007‬إذ أن اﻟﻔﻌﻝ اﻟواﺣد‬
‫ﻫذا وﻳﺗﻔق اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻳﺎن ﺑﺄن اﻟﻘ اررات اﻹدارﻳﺔ‬ ‫ﻗد ﻳﺗﺿﻣن ﻋﻣﻼً ﻣﺧﻼً ﺑواﺟﺑﺎت اﻟوظﻳﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﻳﺳﺗوﺟب‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺎﻟف ﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻰ ﻓﻳﻪ أو اﻟﺗﻲ ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻬﺎ‬ ‫ﻗﻳﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك ﺿر اًر ﺟﻧﺎﺋﻳﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‪ ،‬ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺟﺳﻳﻣﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة‬ ‫ﻣﻣﺎ ﻳﺳﺗوﺟب ﻗﻳﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ)ﺑﺳﻳوﻧﻲ‪.(2008 ،‬‬
‫ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﻓﻘﻲ‪ .‬وﺗﺗﺣﻘق ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة ﻋن ﻋدم‬ ‫وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﻠوك اﻟﻣوظف ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻳﺷﻛﻝ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري ﺑﺈﺻدارﻫﺎ ﻗ ار اًر إدارﻳﺎً ﻳﺗﻌﺎرض ﻣﻊ‬ ‫اﻟوﻗت ذاﺗﻪ ﺟرﻳﻣﺔ ﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ وﺟزاﺋﻳﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟذي‬
‫ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺣﺎﺋز ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﻳﻪ‪ ،‬ﻓﺗﺳﺄﻝ اﻹدارة ﺑﻧﺎء‬ ‫اﺗﺑﻌﻪ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺈن إﻓﻼت اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻣن‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﻓﻘﻲ ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ)ﺳﻠﻳﻣﺎن‪.(1978 ،‬‬ ‫اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺳﺑب إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة‬
‫ﻫذا وﺳواء اﻧﻌﻘدت اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ أم دون‬ ‫إﻟﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻛﺄن ﻳﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺧﺎطﺊ‪ ،‬ﻻ ﻳﺷﻛﻝ إﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‬
‫ﺧطﺄ اﺳﺗﺣق اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ ﺗﻌوﻳﺿﺎً ﻟﺟﺑر اﻟﺿرر ﺟراء ﻋدم‬ ‫اﻟﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ)اﻟﺣﻠو‪ ،‬ﻋﺑداﻟوﻫﺎب‪ .(1994 ،‬وﻳﻌﺗﺑر اﻟﺗﻌوﻳض ﻧوﻋﺎً ﻣن‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺟزاءات اﻹدارﻳﺔ واﻟﻣدﻧﻳﺔ‬
‫أﻧواع اﻟﺿﻣﺎن ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻟﻪ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ‬ ‫ﺗﻘﻊ اﻟﺟزاءات اﻹدارﻳﺔ واﻟﻣدﻧﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻹدارة ذاﺗﻬﺎ‪،‬‬
‫اﻷردﻧﻳﺔ ﺑﻘوﻟﻬﺎ‪..." :‬أن ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﺑطﺑﻳﻌﺗﻬﺎ ﻫﻲ طﻠب‬ ‫ﺑﻘﻳﺎﻣﻬﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﺻﺎدر ﻋﻧﻬﺎ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء‬
‫اﻟﺗﻌوﻳض اﻟذي ﻫو ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺿﻣﺎن‪ ،‬ﺣﻳث ﺗﻧﺳب إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ‪ ،‬أوﺑﺗرﺗﻳب اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻟﺗﻘوم ﺑﺄداء‬
‫اﻟﻣﺻدر اﻟﺧﺎﻣس ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام وﻫو اﻟﻘﺎﻧون")‪.(31‬‬ ‫اﻟﺗﻌوﻳض اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻬﺎ ﻋن ﺗﺟﺎوزﻫﺎ ﻟﺳﻠطﺗﻬﺎ واﻧﺣراﻓﻬﺎ ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﻳﻳز اﻷردﻧﻳﺔ ﻗﺿت ﺑﺄن "رﻓض اﻹدارة‬ ‫أوﻻً‪ :‬اﻟﺟزاء اﻟﻣدﻧﻲ‪:‬‬
‫إﻋﺎدة اﻟﻣوظف اﻟذي ﻗررت ﻋزﻟﻪ ﻣن وظﻳﻔﺗﻪ ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون‬ ‫إن اﺣﺗرام اﻹدارة ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري واﻟﺗزاﻣﻬﺎ اﻟﺗﺎم‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء‬ ‫ﺑﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ ،‬ﻳﻌد ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‪ ،‬وﺗطﺑﻳﻘﺎً‬
‫ﻗرار اﻟﻌزﻝ وﺛﺑوت أن اﻟﻌزﻝ ﻛﺎن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻳﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﺔ‬ ‫ﻟﻣﺑدأ ﺳﻳﺎدة اﻟﻘﺎﻧون وﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ ﻟﻠﺣﻘوق واﻟﺣرﻳﺎت اﻟﻔردﻳﺔ‬
‫ﻋن ﻛﻝ ﻋطﻝ وﺿرر ﻳﻧﺷﺄ ﻛﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟرﻓض إﻋﺎدﺗﻪ")‪.(32‬‬ ‫اﻟﺗﻲ ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟدﺳﺗور‪.‬‬
‫وﺗﺄﺳﻳﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺈن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫ﻓﻼ ﻗﻳﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺑدون ﺗﻧﻔﻳذ وﻻ ﻗﻳﻣﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺑدون‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺧطﺄ ﺷﺧﺻﻲ أو ﺧطﺄ ﻣرﻓﻘﻲ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺟزاء‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ وﻻ ﻗﻳﻣﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣﺎ ﻟم ﻳﻘﺗرن ﺑﻣﺑدأ آﺧر‬
‫اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋن ذﻟك اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻳﻛون ﺑﺗﻌوﻳض اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ‪،‬‬ ‫ﻣﺿﻣوﻧﻪ اﺣﺗرام أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء وﺿرورة ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺗﻌوﻳض ﺣق ﻳؤﺳس ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻳﻣﻛن أن ﻳﻛون ﻓﻲ‬ ‫وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘ اررات اﻹدارﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺎﻟف ﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ‬
‫‪- 521 -‬‬

‫ﺣﺟﻳﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﺗزام اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﻳﻪ ﺑﺗﻧﻔﻳذ ﻗرار اﻟﺣﻛم")‪.(36‬‬ ‫اﻟﺧطﺄ أو ﺑدوﻧﻪ)ﻓرﻳﺣﺔ‪.(1994 ،‬‬
‫وﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺗزاﻣﺎن ﻋﻧد ﺗﻧﻔﻳذ ﻗرار ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء‬ ‫ﺛﺎﻧﻳﺎً‪ :‬اﻟﺟزاء اﻹداري‬
‫وﻫﻣﺎ اﻻﻟﺗزام اﻹﻳﺟﺎﺑﻲ واﻻﻟﺗزام اﻟﺳﻠﺑﻲ‪ .‬وﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻟﺗزام‬ ‫ﻳﻌد اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ‬
‫اﻹﻳﺟﺎﺑﻲ ﻟﻺدارة اﻟذي ﻳﻠزﻣﻬﺎ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺣﺎﻝ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻳﻪ‬ ‫ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻋﻣﻼً ﻏﻳر ﻣﺷروع‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻫﻧﺎ ﻻ ﻳﻣس‬
‫ﻗﺑﻝ ﺻدور اﻟﻘرار اﻟﻣﻠﻐﻲ‪ ،‬ﻳﺗﻣﺛﻝ أوﻻً ﺑﺎﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺈزاﻟﺔ آﺛﺎر‬ ‫ﻓﻘط ﺑﺣق اﻟﻔرد أو اﻟﻣوظف ﺑﻝ ﻳﺷﻛﻝ إﻫدا اًر ﻟﻘوة اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﻘرار اﻟﻣﻠﻐﻲ‪ ،‬واﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﻬدم اﻻﻋﻣﺎﻝ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ﺛﺎﻧﻳﺎً أﻣﺎ‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ٕواﻫدا ًار ﻟﻬﻳﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ .‬واﺳﺗﺧﻔﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﺑﺧﺻوص اﻻﻟﺗزام اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻹدارة ﻓﻳﺗﻣﺛﻝ‬ ‫وأﺣﻛﺎﻣﻪ وﺧﺻوﺻﺎً أﻧﻬﺎ‪ ،‬أي اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﺗﺻدر أﺣﻛﺎﻣﺎً‬
‫ﺑﺎﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﻌدم اﻧﺗﻬﺎك ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ وذﻟك ﻣن‬ ‫ﻧﺎطﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﻘﻳﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﺎﺑﻲ وﻻ ﺗﻧﺣﺎز ﻷي ﺟﻬﺔ أو طرف ﻣن‬
‫ﺧﻼﻝ اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘرار اﻟﻣﻠﻐﻲ)‪ ،(37‬واﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ‬ ‫اﻷطراف)ﺣﺎﻓظ‪ .(1974 ،‬ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﺟزاءات‬
‫أﻳﺿﺎً ﻋن إﻋﺎدة إﺻدار اﻟﻘرار اﻟﻣﻠﻐﻲ‪.‬‬ ‫ﺣﺎﺳﻣﺔ ﺗوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻹدارة‪ .‬إن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺳواء‬
‫وﻗد ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن‬ ‫ﻛﺎن ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﺷﻛﻝ ﻗرار إﻳﺟﺎﺑﻲ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع‪ ،‬أو اﺗﺧذت ﻗ ار اًر‬
‫ﺟﺎء ﻓﻳﻪ)ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب‪ ...) (1994 ،‬ﻻ ﺗﻣﻠك أﻳﺔ ﺟﻬﺔ ﺳواء‬ ‫ﺳﻠﺑﻳﺎً ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻓﺈن اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻳﺷﻛﻝ ﺗﺟﺎو اًز ﻟﻠﺳﻠطﺔ‬
‫أﻛﺎﻧت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻏﻳرﻫﺎ أن ﺗﻧﺎﻗش ﻓﻲ ﻗرار ﻗﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬أو‬ ‫)اﻻﻋرج‪ ،(2005 ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﻳﺗﻳﺢ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن اﻟطﻌن ﻓﻲ‬
‫ﺗﺷﻛك ﻓﻲ ﻗﻳﻣﺗﻪ‪ ،‬ﻣﺗﻰ ﺣﺎز ﺣﺟﻳﺔ اﻷﻣر اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ واﻛﺗﺳب‬ ‫ﻗ ارراﻫﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬وذﻟك ﺑﺗﺣرﻳك دﻋوى إﻟﻐﺎء ﺿد‬
‫اﻟدرﺟﺔ اﻟﻘطﻌﻳﺔ‪ ،‬وﻳﻌﺗﺑر أي ﺗﻌﻘﻳب ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺳواء ﺑﻣﺎ‬ ‫اﻹدارة اﻟﻣﻣﺗﻧﻌﺔ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء)ﻋﺑداﻟواﺣد‪ .(1984 ،‬إن‬
‫أﺛﺑﺗﺗﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن وﻗﺎﺋﻊ وﻣﺎ اﺳﺗﻧدت ﻋﻠﻳﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎً‪ ،‬إﺧﻼﻻً‬ ‫اﻟدﻋوى ﺑطﻠب إﻟﻐﺎء ﻗرار اﻹدارة ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻫذا‬
‫ﺑﺣرﻣﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﻧوان اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ وﻟﻸﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﺷﺄن ﻋن دﻋوى إﻟﻐﺎء أي ﻗرار إداري)اﺑو ﻳوﻧس‪.(2001 ،‬‬
‫وﺳﺎﺋﻝ ﻟﻠطﻌن ﺑﻬﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ ﻫو ﻣرﺳوم ﻟﻬﺎ وﻟﻳس ﻣﻧﻬﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎع‬ ‫ﻫذا وﻻ ﻳﺳﺗطﻳﻊ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺗوﺟﻳﻪ اﻷواﻣر ﻟﻺدارة‬
‫ﻋن ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ ﺑﻣﻘوﻟﺔ ﻋدم دﺳﺗورﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي اﺳﺗﻧدت إﻟﻳﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﻳذ أو اﻟﺣﻠوﻝ ﺑدﻻً ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻧﻔﻳذ)‪ .(33‬ﺣﻳث أﻛدت‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ)‪.(38‬‬ ‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻷردﻧﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺄن‪" :‬ﻻ ﺗﻣﻠك ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ‬
‫وﺗﺄﺳﻳﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم‪ ،‬ﻳﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ‪ ،‬رﻏم‬ ‫اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺻﻼﺣﻳﺔ إﻟزام اﻹدارة ﺑﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ‪"...‬‬
‫أﺧذﻩ ﺑﻣﺑدأ اﻟﻔﺻﻝ ﺑﻳن اﻟﺳﻠطﺎت‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳزاﻝ ﻳﺣﺻر ﺳﻠطﺔ‬ ‫)اﻟطﻣﺎوي‪ .(1976 ،‬إﻻ أن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ أﻛدت ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻬﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻓﻲ إﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري‬ ‫ﻓﻲ رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺿت‬
‫وﺑﻳﺎن ﻣدى ﻣﺷروﻋﻳﺗﻪ ووﻗف ﺗﻧﻔﻳذﻩ واﻟﺗﻌوﻳض ﻋن اﻟﻘرار‬ ‫ﻓﻲ أﺣد أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ‪..." :‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻻ‬
‫اﻟﻣﻌﻳب‪ ،‬دون أن ﻳﺗﻌداﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﺗدﺧﻝ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﺗوﺟﻳﻪ‬ ‫ﺗرﺗب ﻓﻲ ﻗرارﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارﻳﺔ ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻟﻐﺎء‬
‫اﻷواﻣر إﻟﻳﻬﺎ ﺑﺈﻟزاﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻳﺎم ﺑﻌﻣﻝ أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋﻧﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﻌﻳب وﻻ ﺗﻠزم اﻹدارة ﺑﺗﻧﻔﻳذﻩ‪ ...‬ﻓﺈن ﻣن ﺣق‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ أن ﺗﺑﺳط رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﻳﺔ ﻫذا اﻟﻘرار‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬ ‫أو ﻋدم ﻣﺷروﻋﻳﺗﻪ‪.(34)"...‬‬
‫إن ظﺎﻫرة ﻋدم اﻣﺗﺛﺎﻝ اﻹدارة ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺗﺟﻠﻳﺔ ﻓﻲ‬ ‫إﻻ أﻧﻪ وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋدم إﻋطﺎء ﺻﻼﺣﻳﺔ ﺗوﺟﻳﻪ اﻷواﻣر‬
‫اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ ،‬ﻳﻘﺗﺿﻲ ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ اﻟﺗدﺧﻝ ﻟﺳن‬ ‫ﻟﻺدارة ﻣن ﻗﺑﻝ اﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻳﺷﺗﻣﻝ ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب‬
‫ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﻳﺔ واﺿﺣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟم ﺗﺣوﻝ دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬﻳﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﺣﺳﺑﻣﺎ ﺣددﻩ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬إذا ﺟﺎء اﻟﺗﺄﻛﻳد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‬
‫وﻗدﺳﻳﺔ أﺣﻛﺎﻣﻪ‪.‬‬ ‫‪ 26‬ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ واﻟﺗﻲ ﺟﺎء‬
‫إن ﻋدم ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻳﻣﺛﻝ‬ ‫ﻓﻳﻬﺎ "‪...‬وﻳﺗوﺟب ﺗﻧﻔﻳذﻩ ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﺻدر ﻓﻳﻬﺎ ٕواذا ﺗﺿﻣن‬
‫إﺧﻼﻻً ﺟﺳﻳﻣ ًﺎ ﺑﻣﺑدأ اﻟﻔﺻﻝ ﻳن اﻟﺳﻠطﺎت‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼﻝ‬ ‫اﻟﺣﻛم إﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ﻓﺗﻌﺗﺑر ﺟﻣﻳﻊ‬
‫اﻟﻘﺿﺎء واﺣﺗرام أﺣﻛﺎﻣﻪ وﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ ﺑﺎت رﻛﻧﺎً ﺟوﻫرﻳﺎً ﻓﻲ أي ﻧظﺎم‬ ‫اﻹﺟراءات واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ‪ ،‬واﻹدارﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﺑﻣوﺟب‬
‫دﻳﻣوﻗراطﻲ‪ ،‬ﺣﻳث ﻳﻣﺛﻝ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﻣﻠﻲ‬ ‫اﻟﻘرار ﻣﻠﻐﺎة ﻣن ﺗﺎرﻳﺦ ﺻدور ذﻟك اﻟﻘرار"‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد‬
‫ﻻﺳﺗﻘﻼﻝ اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬ﻛوﻧﻪ ﻋﻧوان ﻟﻠﺣﻘﻳﻘﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬وﻛﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎ‬ ‫ﺻدر ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﺳﺗدﻋﻲ ﺿدﻩ‬
‫ﻗد ﻳﺗم اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻛﻠﻳﺎً أو ﺟزﺋﻳﺎً أو‬ ‫ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ ﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻘدم إﻟﻳﻪ‬
‫ﻋرﻗﻠﺔ ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ أو ﺗﺄﺧﻳر ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻫذا ﺑﺣد ذاﺗﻪ‬ ‫ﻣن اﻟﻣﺳﺗدﻋﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻛون ﻗد ﺧﺎﻟف أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 26‬ﻣن ﻗﺎﻧون‬
‫ﻳﻣﺛﻝ إﻫدا اًر ﻟﺣﺟﻳﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ‪ .‬وﻟﻣﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻣن‬ ‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ)‪ .(35‬وﻗﺿت ﻓﻲ ﻗرار آﺧر "‪ ...‬ﻷن ﻣن آﺛﺎر ﻣﺑدأ‬
‫‪- 522 -‬‬

‫ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء ﻳﻬدف أﺳﺎﺳﺎً إﻟﻰ ﺗﺻﺣﻳﺢ‬ ‫ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳﻠﺑﻳﺔ وﺧطﻳرة ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﻳﺎة اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ‬
‫ﻣرﻛزﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻻ اﻟﺗﻌوﻳض ﻋﻧﻪ‪.‬‬ ‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺗطﻠب اﻷﻣر وﺿﻊ ﻋﻘوﺑﺎت رادﻋﺔ‬
‫وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك‪ ،‬إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﺟزاءات‪ ،‬ﻛﺛﻳ اًر ﻣﺎ ﻛرﺳت‬ ‫ﻟﻣن ﻳﻘﺗرف ﻣﺛﻝ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻳﻣﺔ أﻛﺎﻧت اﻹدارة أم اﻟﻣوظف‬
‫ﻓﻛرة اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺻﺎدرة ﺿد اﻹدارة‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺧﺗص ﺑﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬
‫وﺑرأﻳﻧﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺧﺿوع اﻹدارة إﻟﻰ أﺣﻛﺎم‬ ‫إن اﻹدارة ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺿدﻫﺎ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎء وﺗﻌﺻب ﺑﻌض اﻟﻣﺳؤوﻟﻳن‪ ،‬ﻓﻲ رﻓﺿﻬم ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم‬ ‫وﺗﻌﺗﺑر اﻹدارة طرﻓﺎً ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬إذ‬
‫اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻧﺟﻣﻠﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺗﻧﻔﻳذ ﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ طرﻓﺎً ﻓﻲ‬
‫‪ .1‬اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺑررات اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﺑﺣﻳث‬ ‫اﻟﻧزاع‪ .‬ﻏﻳر أن ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺗﻧﻔﻳذ ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم‪ ،‬ﺗواﺟﻪ ﺻﻌوﺑﺎت ﺗﻌود‬
‫اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺣﺗﻣﻝ اﻟﺗﻔﺻﻳﻝ ﻛذﻟك اﻟﺳﻠطﺔ‬ ‫ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﻳﺔ إﻟﻰ أن اﻹدارة ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫اﻟﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ ﺑذﻟك دون رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء‬ ‫ﺗﻣﻠك ﺑﻳدﻫﺎ أﻣر اﻟﻘوة‪ ،‬وﻛذﻟك وﺟود ﻗﺻور واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋﻝ‬
‫‪ .2‬اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﻳم ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓ ارد ﺑذرﻳﻌﺔ ﺗﺣﻘﻳق‬ ‫واﻵﻟﻳﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﺣﻣﻝ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺑرر ﻟﻌدم اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة اﻟﺗﻲ ﻳﻣﻛن أن‬
‫‪ .3‬ﻋدم ﻛﻔﺎﻳﺔ وﻓﻌﺎﻟﻳﺔ اﻟﺟزاءات‪.‬‬ ‫ﺗﺗﻘرر ﻧﺗﻳﺟﺔ اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺳوف ﺗﺑﻘﻰ ﻋدﻳﻣﺔ‬
‫‪ .4‬اﺳﺗﻣرار اﻟﺧﻼف اﻟﻔﻘﻬﻲ واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺣوﻝ اﻋﺗﺑﺎر ﻋدم‬ ‫اﻟﺟدوى وذات ﻗﻳﻣﺔ ﻣﺣدودة ﻣﺎ داﻣت أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﻘرر إﻻ ﺑﻣوﺟب‬
‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺧطﺄ ﺷﺧﺻﻲ أم ﺧطﺄ ﻣرﻓﻘﻲ‪.‬‬ ‫ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻳﺑﺣث ﺑدورﻩ ﻋن وﺳﻳﻠﺔ ﺗﻛﻔﻝ ﺗﻧﻔﻳذﻩ‪ .‬أن ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‬
‫‪ .5‬اﺳﺗﺛﻧﻰ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻗرار اﻹﻟﻐﺎء ﻣن ﻧطﺎق‬ ‫اﻹدارة ﻋن ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﻳذ ٕوان ﺣﻘق ﺣﻣﺎﻳﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو‬
‫وﺻﻼﺣﻳﺔ رﺋﻳس اﻟوزراء ﻣن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ واﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﻧطﺎق‬ ‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ أي اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ ﻟم ﺗرق إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣﺳﺗوى‬
‫ﺻﻼﺣﻳﺔ ﻛﻣﺎ ورد ﺑﻘﺎﻧون دﻋﺎوى اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة‬
‫‪ .6‬أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع اﻹدارة اﻟﺻﺎدر ﺑﺣﻘﻬﺎ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء ﺑﺗﻧﻔﻳذ‬ ‫ﺿدﻫﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻗ اررات اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻷن اﻟﻣوﻗف اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻺدارة ﻫﻧﺎ‬
‫ﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم وﻫذا ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣدﻧﻳﺔ واﻟﺟزاﺋﻳﺔ اﻟﺗﻲ‬ ‫ﻣن ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء ﻳﺟﻌﻝ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أﻣﺎم ﺣﻝ‬
‫ﺗﺧﺗص ﺑﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ دون اﻟﺗﻧﻔﻳذ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬ ‫وﺣﻳد وﻫو ﺣﻘﻪ ﻓﻲ طﻠب ﺗﻌوﻳض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﻪ‪،‬‬
‫‪ .7‬ﻋدم وﺟود أي دور ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹﻟﻐﺎء ﺣوﻝ ﻣدى ﺳﻠطﺗﻪ‬ ‫وﻫذا اﻟﺣﻝ ﺑطﺑﻳﻌﺔ اﻟﺣﺎﻝ ﻏﻳر ﻣرﺿﻲ وﻏﻳر ﻋﺎدﻝ‪ ،‬ذﻟك أن‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗدﺧﻝ ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء‪.‬‬ ‫ﻫدف اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﺟراء رﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻫو وﺿﻊ ﺣد‬
‫‪ .8‬أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﺣق اﻟطﻌن ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻹدارة‬ ‫ﻟﻠﻘرار اﻹداري اﻟﻐﻳر ﻣﺷروع ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ‪.‬‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻣﻛرﺳﺎً ذﻟك ﺿﻣﺎﻧﺔ‬ ‫وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر إن اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء ﻟﻠﻘرار‬
‫ﻟﺣﻘوق اﻻﻓراد ﻣن ﺗﻌﺳف اﻹدارة‪.‬‬ ‫اﻹداري ﻳوﺟب ﻋﻠﻳﻬﺎ اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻣﻌﻳﻧﺔ ﺗﺿﻣن ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬أﻫﻣﻬﺎ إﺻدار ﻗرار إداري ﺟدﻳد‬
‫اﻟﺗوﺻﻳﺎت‬ ‫ﻣﺣﻝ اﻟﻘرار اﻟﻣﻠﻐﻰ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻠﺗزم اﻹدارة ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺣﺎﻝ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن‬
‫‪ .1‬إﻋطﺎء ﻗﺎﺿﻲ اﻹﻟﻐﺎء ﺳﻠطﺔ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﻳذ اﻻﺣﻛﺎم‬ ‫ﻋﻠﻳﻪ ﻗﺑﻝ ﺻدور اﻟﻘرار ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ‪.‬‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻪ‪.‬‬ ‫وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺟﻬود اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻹدارﻳﻳن ﻓﻲ إﻳﺟﺎد اﻟﺣﻠوﻝ‬
‫‪ .2‬إﻧﺷﺎء داﺋرة ﺗﻧﻔﻳذ ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ‬ ‫اﻟﻛﻔﻳﻠﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن إﺷﻛﺎﻟﻳﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻏرار دواﺋر اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣدﻧﻳﺔ واﻟﺟزاﺋﻳﺔ ﺗﺗوﻟﻰ‬ ‫اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﻠك اﻟﺟﻬود ﻛﺎﻧت ﺗواﺟﻪ ﻋﻘﺑﺎت وﺻﻌوﺑﺎت ﻛﺛﻳرة‬
‫ﻣﻬﻣﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء اﻟﺻﺎدرة ﺑﻣواﺟﻬﺔ اﻹدارة‪.‬‬ ‫وﺗﺣﺎﻳﻼً ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻣﺛﻼً‬
‫‪ .3‬ﻧوﺻﻲ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ اﻟﻧص ﺣﺻ ًار ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت‬ ‫ﻳﺗﺣﺎﻳﻝ اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﺗذرع ﺑﺻدور أﻣر إﻟﻳﻪ ﻣن‪ ،‬اﻟرﺋﻳس اﻷﻋﻠﻰ‪،‬‬
‫اﻣﺗﻧﺎع اﻻدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻹﻟﻐﺎء واﻟﺗطﺑﻳق ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ‪ ،‬ﻧﺟد أن اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺄدﻳﺑﻲ ﻗد‬
‫‪ .4‬ﻧوﺻﻲ اﻟﻣﺷرع ﺑوﺿﻊ آﻟﻳﺔ ﻟﺗﻔﻌﻳﻝ ﺗطﺑﻳق اﻟﻘ اررات ﺑﻛﺎﻓﺔ‬ ‫أظﻬر ﻓﻌﺎﻟﻳﺔ ﻣﺣدودة ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪.‬‬
‫ﺻورﻫﺎ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺟزاﺋﻳﺔ ﻣﻧﻬﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن اﻟﻘﺿﺎﻳﺎ اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ‪.‬‬ ‫أﻣﺎ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﻳض اﻟﻣﺣﻛوم‬
‫‪ .5‬ﺗﻘرﻳر ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺑﻌﻳﺔ ﻟﺟراﺋم اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﻳذ او‬ ‫ﺑﻪ ﻛﺄﺛر ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺟﺑ ًار ﻟﻠﺿرر اﻟﺣﺎﺻﻝ ﻋن‬
‫اﻟﺗراﺧﻲ او اﻻﻫﻣﺎﻝ وﻫﻲ ﻋﻘوﺑﺔ اﻻﺷﻬﺎر ﻋن اﻟﺟرﻳﻣﺔ وﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ‬ ‫ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﻳذ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋدم إﺧﺿﺎﻋﻪ ﻟﻣﻌﺎﻳﻳر ﻣﺣددة وواﺿﺣﺔ‪ ،‬ﺟﻌﻠﻪ‬
‫واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣف اﻟرﺳﻣﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﻛﺛﻳر ﻣن اﻷ ﺣﻳﺎن ﺗﻌوﻳﺿﺎً رﻣزﻳﺎً‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻣﺣﻛوم‬
‫‪- 523 -‬‬

‫اﻟﻣﺎدة )‪ (11‬ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ رﻗم ‪ 12‬ﻟﺳﻧﺔ‬ ‫)‪(22‬‬ ‫اﻟﻬواﻣـش‬
‫‪.1992‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،2008/619‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/3/17‬ﻣﺟﻠﺔ‬ ‫‪-‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،67/59‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‬ ‫)‪(1‬‬
‫ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﻌدد )‪ (12-10‬ص‪.1032 ،‬‬ ‫اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1967‬ص ‪.1072‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،2006/184‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‬ ‫)‪(23‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،73/76‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫)رﻗم ‪ (12-10‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1955‬ص ‪.1819‬‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1973‬ص ‪.1526‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،2010/36‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‬ ‫)‪(24‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،2009/35‬ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪.2009/7/28‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫رﻗم )‪ (6-3‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،59‬ص ‪.505‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،86/142‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪،‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،2011/39‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‬ ‫)‪(25‬‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1988‬ص‪.640‬‬
‫رﻗم )‪ (9-7‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1959‬ص ‪.1038‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،86/54‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪،‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،2012/1‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن رﻗم‬ ‫)‪(26‬‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1987‬ص‪.455‬‬
‫)‪ (6-4‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1960‬ص ‪.485‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،80/3‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﻌدد‬ ‫)‪(6‬‬
‫ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة )‪/3‬ج‪ (2/‬ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ :‬ﺗﻌﺗﺑر‬ ‫)‪(27‬‬ ‫‪ ،10‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،36‬ص ‪.1353‬‬
‫اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣﺑﻳﻧﺔ أدﻧﺎﻩ ﻣن ﻗﺎﻧون‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،77/122‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪،‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺟراﺋم اﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ إذا ﺗواﻓرت ﻓﻳﻬﺎ اﻟﺷروط‬ ‫اﻟﻌدد اﻷوﻝ‪ ،‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1978‬ص‪.1104‬‬
‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة )أ( ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة‪" :‬اﻟﺟراﺋم‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،93/276‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‬ ‫)‪(8‬‬
‫اﻟﻣﺧﻠﺔ ﺑواﺟﺑﺎت اﻟوظﻳﻔﺔ )اﻟرﺷوة واﻻﺧﺗﻼس واﺳﺗﺛﻣﺎر‬ ‫اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1995‬ص ‪.188‬‬
‫اﻟوظﻳﻔﺔ ٕواﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﺳﻠطﺔ( ﺧﻼﻓﺎً ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣواد ‪182‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،1997/123‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪.1997/10/8‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫و‪ 183‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت‪ ،‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ اﻟﺟرﻳدة اﻟرﺳﻣﻳﺔ –‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،93/276‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‪ ،1995 ،‬ص‬ ‫)‪(10‬‬
‫ﻋدد ‪ ،1993/3891‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪ ،1993/4/17‬رﻗم ‪1993/11‬‬ ‫‪.188‬‬
‫ص رﻗم ‪.722‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ – ﻗرار رﻗم ‪ ،1994/146‬ﻣﻠﺟﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‬ ‫)‪(11‬‬
‫ﻗﺎﻧون ﻫﻳﺋﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد‪ ،‬رﻗم ‪ 62‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،2006‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ‬ ‫)‪(28‬‬ ‫‪ ،1995‬ص ‪.160‬‬
‫اﻟﺟرﻳدة اﻟرﺳﻣﻳﺔ ﻋدد ‪ 4794‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪2006/11/30‬‬ ‫ﺗﻣﻳﻳز ﺟزاء رﻗم ‪ ،1985/178‬ﺳﻧﺔ ‪.1985‬‬ ‫)‪(12‬‬
‫ص‪.4534‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ أردﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪.2009/158‬‬ ‫)‪(13‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪/141‬أ ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ اﻷردﻧﻲ رﻗم‬ ‫)‪(29‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ ﻗرار رﻗم ‪.93/276‬‬ ‫)‪(14‬‬
‫)‪ (30‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2007‬اﻟﻣﻌدﻝ‪.‬‬ ‫ﻣﻧﺷور ﻓﻲ اﻟﺟرﻳدة اﻟرﺳﻣﻳﺔ‪ ،‬ﻋدد رﻗم ‪،20074/4821‬‬ ‫)‪(15‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،1997/123‬ﻫﻳﺋﺔ ﺧﻣﺎﺳﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫)‪(30‬‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/4/16‬ص ‪.2662‬‬
‫‪.1997/10/8‬‬ ‫ﻗرار ‪ 86/25‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن ‪،1986‬‬ ‫)‪(16‬‬
‫ﻋدﻟﻲ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪.2009/158‬‬ ‫)‪(31‬‬ ‫ص‪ ،759‬ﻣﻧﺷورات ﻋداﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻣﻳﻳز ﺣﻘوق رﻣق ‪ ،56/2‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‪،‬‬ ‫)‪(32‬‬ ‫اﻟﻣﺎدة )‪ (11‬ﻣن ﻗﺎﻧون دﻋﺎوى اﻟﺣﻛوﻣﺔ رﻗم )‪ (25‬ﻟﺳﻧﺔ‬ ‫)‪(17‬‬
‫ﺳﻧﺔ ‪ ،1965‬ص‪.161‬‬ ‫‪ ،1958‬اﻟﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﺟرﻳدة اﻟرﺳﻣﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﻳﺦ‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ أردﻧﻳﺔ رﻗم ‪ ،98/426‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن ﻟﺳﻧﺔ‬ ‫)‪(33‬‬ ‫‪ ،1958/6/1‬اﻟﻌدد ‪ ،1385‬ص ‪.546‬‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.703‬‬ ‫ﻗرار دﻳوان اﻟﺗﻔﺳﻳر اﻟﺧﺎص ﺑﺗﻔﺳﻳر اﻟﻘواﻧﻳن رﻗم )‪ (30‬ﻟﺳﻧﺔ‬ ‫)‪(18‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ أردﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،2008/107‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ‬ ‫)‪(34‬‬ ‫‪ ،1963‬واﻟﻘرار رﻗم )‪ (5‬ﻟﺳﻧﺔ ‪.1969‬‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪.2008/5/28‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،98/426‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪ ،1999/4/18‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ‬ ‫)‪(19‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ أردﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،1991/173‬ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫)‪(35‬‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﻌدد )‪ (6‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1998‬ص ‪.1789‬‬
‫‪.1991/10/15‬‬ ‫‪ -‬ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬رﻗم ‪ ،84/169‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‬ ‫)‪(20‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ أردﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،1993/303‬ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫)‪(36‬‬ ‫ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1985‬ص ‪.1424‬‬
‫‪.1994/1/31‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬رﻗم ‪ ،1993/297‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1994/1/31‬‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬رﻗم ‪ ،1996/72‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .1993/12/11‬ص ‪ 659‬ﻣن ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻟﻌدد‬ ‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،86/54‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‪،‬‬ ‫)‪(21‬‬
‫‪ ،4‬ﻟﺳﻧﺔ ‪.1994‬‬ ‫ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1987‬ص ‪.861‬‬
‫‪- 524 -‬‬

‫ﺳﻠطﺎن‪ ،‬س‪ (1978) .‬ﻧظرﻳﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ‬ ‫اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬
‫اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‬
‫اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص‪.270‬‬ ‫أﺑو اﻟﺧﻳر‪ ،‬ع‪ (2005) .‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ‪،‬‬
‫ﺷﺣﺎﺗﻪ‪ ،‬أ‪ (1960).‬اﻵﺛﺎر اﻹﻳﺟﺎﺑﻳﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗ اررات‬ ‫‪ .2005‬ص‪.313‬‬
‫اﻟﺗرﻗﻳﺔ ودور اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﺣﻘﻳﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻري‪،‬‬ ‫أﺑو ﻳوﻧس‪ ،‬م‪ (2001) .‬اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﻳدﻳﺔ ﻛوﺳﻳﻠﺔ ﻹﺟﺑﺎر اﻹدارة ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.‬ص‪.265‬‬ ‫ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣدﻳﺛﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺷروش‪ ،‬م‪ (2006) .‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟزاﺋﻳﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﻳﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ‬ ‫ص‪.14 ،157 ،142 ،147 ،145 ،168‬‬
‫ﻣﺎﺟﺳﺗﻳر‪ ،‬اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﻳﺔ‪ ،‬ص‪.54‬‬ ‫أﺣﻣد‪ ،‬م‪ (2002) .‬اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﻳدﻳﺔ ﻛﺟزاء ﻟﻌدم ﺗﻧﻔﻳذ اﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﺷطﻧﺎوي‪ ،‬ع‪ (2008) .‬ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﺿﺎرة‪،‬‬ ‫اﻻداري اﻟﺻﺎدرة ﺿد اﻻدارة‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﻳدة ﻟﻠﻧﺷر‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار واﺋﻝ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ص‪.190‬‬ ‫اﻻﺳﻛﻧدرﻳﺔ‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫اﻟﺷﻳﺦ‪ ،‬ع‪ (2005) .‬اﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻹدارﻳﺔ‪،‬‬ ‫اﻷﻋرج‪ ،‬م‪ (2005) .‬آﺛﺎر ﺣﻛم إﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ‬
‫دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ص‪.146‬‬ ‫ﻏﻳر ﻣﻧﺷورة‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻣﺎن اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬ص‪.260 ،245‬‬
‫طﻌﻣﺔ‪ ،‬ج‪ (2005) .‬ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺳﻳوﻧﻲ‪ ،‬ع‪ (2008) .‬اﻟﺟرﻳﻣﺔ اﻟﺗﺄدﻳﺑﻳﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟرﻳﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﻳﺛﺔ‪ ،‬طراﺑﻠس‪ ،‬ص‪.364‬‬ ‫ط‪ ،1‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻳن ص ‪ 49‬ﻋﺑداﷲ‪ ،‬ع‪ (1999) .‬اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬س‪ (1976) .‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪" ،‬ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء"‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب‬ ‫اﻹداري وﻣﺟﻠس ﺷورى اﻟدوﻟﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ‪،‬‬
‫اﻷوﻝ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص‪ .331‬اﻟﻘﻳﺳﻲ‪ ،‬أ‪.‬‬ ‫ص‪.677‬‬
‫)‪ (1999‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﻗﺿﺎء اﻟﻣظﺎﻟم‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬دار واﺋﻝ‬ ‫اﻟﺑﻳﺎﺗﻲ‪ ،‬م‪ (1996) .‬ﺣﺟﻳﺔ ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء وﻋدم اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺗﻧﻔﻳذﻩ‪،‬‬
‫ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﻳﻊ‪ ،‬ص‪.139‬‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﻳر‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬س‪ (1986) .‬ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،‬‬ ‫اﻟﺟﺑﺎري‪ ،‬ع‪ (2012) .‬ﻧﺎدي ﻗﺿﺎة اﻟﻣﻐرب وﺣق اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ‬
‫ص‪.139‬‬ ‫"اﺳﺗﻘﻼﻝ اﻟﻘﺿﺎء"‪ ،‬ﻣﺄﺧوذة ﻣن اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‬
‫اﻟﻌﺑﺎدي‪ ،‬م‪ ،(1995).‬ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر‬ ‫‪ ،http://hespress.com/writers/46709.html‬اﻷرﺑﻌﺎء ‪1‬‬
‫واﻟﺗوزﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،1995 ،‬ص ‪.285‬‬ ‫ﻓﺑراﻳر‪.‬‬
‫ﻋﺑداﻟﺻﺑور‪ ،‬ف‪ (1973).‬اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ اﻟﻣﻌﻧوﻳﺔ ﻟﻠﻣﺷروع اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻋﺎﻟم‬ ‫اﻟﺟﺑوري‪ ،‬م‪ (1998) .‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪،1998 ،‬‬
‫اﻟﻛﺗب‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ، ،‬ص‪.277‬‬ ‫ص‪.116‬‬
‫ﻋﺑداﻟﻔﺗﺎح‪ ،‬م‪ (1990) .‬ﺟراﺋم اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻻﺣﻛﺎم وﻏﻳرﻫﺎ ﻣن‬ ‫اﻟﺟﻳﻼﻧﻲ‪ ،‬م‪ (2002) .‬إﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺿد‬
‫اﻟﺟراﺋم‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺻرﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬ص ‪،124 ،72‬‬ ‫اﻹدارة‪ ،‬ﺑﺣث ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺳﻌودﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد‬
‫‪.131‬‬ ‫‪ ،4‬اﻟﻣﺟﻠد ‪ ،41‬ﻳﻧﺎﻳر ‪.709‬‬
‫ﻋﺑداﻟﻠطﻳف‪ ،‬م‪ (2002).‬ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﺣﺎﻓظ‪ ،‬م‪ (1967) .‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري – دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،-‬ط‪ ،4‬دار‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،2004 ،‬ص ‪ 423‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،1967 ،‬ص‪.605‬‬
‫ﻋﺑداﷲ‪ ،‬ع‪ (1981) .‬وﻻﻳﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎﻝ اﻹدارة‪،‬‬ ‫ﺣﺳن‪ ،‬ع‪ (1961) .‬ﺗﻌطﻳﻝ ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺗﻌﻠﻳق ﻋﻠﻰ ﺣﻛم‬
‫ﻗﺿﺎء اﻷﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﺻﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ‪ ،‬ص‪.346‬‬ ‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻟﻣﺻرﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪،1961/11/23‬‬
‫ﻋﺑداﻟواﺣد‪ ،‬ح‪ (1984) .‬ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷوﻝ‪ ،‬س‪ ،6‬ص‪.263‬‬
‫اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬ص‪،434 ،432 ،429 ،139 ،400 ،397 ،394‬‬ ‫ﺣﺳن‪ ،‬ع‪ ،(2005) .‬ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء اﻻداري‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﻳدة‪،‬‬
‫‪.215 ،616 ،62‬‬ ‫اﻻﺳﻛﻧدرﻳﺔ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫ﻋﻛﺎﺷﺔ‪ ،‬ح‪ (1997) .‬اﻷﺣﻛﺎم اﻹدارﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪،‬‬ ‫اﻟدﻏﻳﺛر‪ ،‬ف‪ (2001) .‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻹدارة – وﻻﻳﺔ‬
‫ﻣﺻر‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬ﺳﻧﺔ ص‪.404 ،970‬‬ ‫اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬أﻣﺎم دﻳوان اﻟﻣظﺎﻟم‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،‬‬
‫ﻋﻠﻲ‪ ،‬ب‪(1978) .‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟزاﺋﻳﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ‬ ‫ص‪.410‬‬
‫ﻣﺎﺟﺳﺗﻳر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫دﻟﻘوﻟﻘﻳﻪ‪ ،‬ج‪ (2001) .‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﻧﺻور‬
‫ﻋﻠﻲ‪ ،‬أ‪ (1998) .‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻳﺎﺑﺎن‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ‬ ‫ﻗﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﻳﻊ‪،‬‬
‫اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ص‪.111‬‬ ‫ص‪.286‬‬
‫ﻏﺑ﷼‪ ،‬و‪ (1988) .‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ط‪ ،1‬ﻣﻧﺷﺄة‬ ‫زﻳد اﻟدﻳن‪ ،‬م‪ (2002) .‬ﺑﺣث ﺑﻌﻧوان "إﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬
‫اﻟﻣﺻﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫اﻟﺻﺎدرة ﺿد اﻹدارة‪ ،‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد‬
‫ﻓرﻳﺣﺔ‪ ،‬ح‪ (1994).‬ﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋن أﻋﻣﺎﻝ ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪،‬‬ ‫‪ ،41‬اﻟﻌدد ‪.709 ،41‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋرﻳﺔ ﻟﻠﻣﺟﻼت‪ ،‬ص‪.243‬‬ ‫ﺳﻼﻣﺔ‪ ،‬م‪ (1982) .‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت – اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص‪ ،‬اﻟﺟراﺋم‬
‫ﻓﻬﻣﻲ‪ ،‬م‪ (1971).‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص‪،4650‬‬ ‫اﻟﻣﺿرة ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪- 525 -‬‬

‫ﺿدﻫﺎ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اﻟﻔﻛر واﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﻳﻊ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،110 ،‬‬ ‫ﻋﺑداﻟﻣﻧﻌم ﺟﻳرﻩ‪ ،‬آﺛﺎر ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،‬‬
‫‪.317‬‬ ‫‪ ،1971‬ص‪.581 ،595‬‬
‫ﻟﻳﻠﻪ‪ ،‬م‪ (1985) .‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎﻝ اﻹدارة‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬دار‬ ‫اﻟﻘﻬوﺟﻲ‪ ،‬ع‪ (1998) .‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت‪ ،‬اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪،‬‬
‫اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ص‪.653‬‬ ‫اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟزاﺋﻳﺔ واﻟﺟزاء اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‪ ،‬اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺎﺟد اﻟﺣﻠو‪ ،‬م وﻋﺑداﻟوﻫﺎب‪ ،‬م‪ (1994) .‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬دار‬ ‫اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ‪ ،‬ص‪.274‬‬ ‫اﻟﻘﻳﺳﻲ‪ ،‬أ‪ (1999) .‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﻗﺿﺎء اﻟﻣظﺎﻟم‪ .‬ط‪ ،1‬دار واﺋﻝ‬
‫ﻣﺣﻳو‪ ،‬أ‪ (1994) .‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬دﻳوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‪،‬‬ ‫ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ص‪.248‬‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬ص‪.201‬‬ ‫ﻛﺎﻣﻝ‪ ،‬ش‪ (1997) .‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﻳﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ‬
‫ﻣراد‪ ،‬ع‪ .‬ﺟراﺋم اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم وﻏﻳرﻫﺎ ﻣن ﺟراﺋم‬ ‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ص‪-22‬‬
‫اﻻﻣﺗﻧﺎع‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب واﻟوﺛﺎﺋق‪ ،‬دون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر‪.‬ص‪،131‬‬ ‫‪.26‬‬
‫‪.133 ،198 ،201‬‬ ‫ﻛﻧﻌﺎن‪ ،‬ن‪ (2001) .‬ﺑﺣث ﺑﻌﻧوان "اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺗﻧﻔﻳذ أﺣﻛﺎم‬
‫ﻣﺻطﻔﻰ‪ ،‬ك‪ (1964) .‬أﺻوﻝ إﺟراءات اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب‬ ‫اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻗﺿﺎء ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ اﻟﻌﻠﻳﺎ" ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﻣﻧﺷورات‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻷﺣﻛﺎم وﺗﻧﻔﻳذﻫﺎ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ أﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،‬‬ ‫ﻣﺟﻠس اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻛوﻳت‪ ،‬اﻟﻛوﻳت اﻟﻌدد )‪ (4‬اﻟ ـ‬
‫ص‪.258‬‬ ‫‪ ،25‬دﻳﺳﻣﺑر ص‪.286-284‬‬
‫اﻟﻠﻳﺛﻲ‪ ،‬م‪ (2009) .‬اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻹدارﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة‬
‫‪Administrative and Judicial Verdicts Issued Against the Administration‬‬

‫‪and Implementation Problems‬‬
‫*‪Faisal Shatanawi‬‬
‫‪ABSTRACT‬‬
‫‪This study addresses a very important subject related to a problematic implementation of‬‬
‫‪administrative judicial rulings issued against the administration.‬‬
‫‪The study aims to address the phenomenon of the administration's failure to implement judicial‬‬
‫‪rulings and reducing administrative cases occur in administrative judge to intervene in the work‬‬
‫‪administration.‬‬
‫‪The responsibility of the management and the employee that responsible for implementation in case‬‬
‫‪of refusal from implementation of the administrative judicial rulings and in case of inaction or‬‬
‫‪slowdown it is possible to move a criminal claim against him under the provision of article (182) of‬‬
‫‪the Jordan penal code, and its possible to raise his disciplinary responsibility from the department‬‬
‫‪side itself, as a result he mihgt be punished in disciplinarian way for the breach of his duties.‬‬
‫‪Also it is possible to raise the management responsibility for the delay in the implementation of the‬‬
‫‪administrative judicial rulings and moving claim against them in front of administrative judiciary for‬‬
‫‪asking a compensation also the administrative judiciary can be judged in addition to the‬‬
‫‪compensation by canceling the negative administrative decision that results from the refusal.‬‬
‫‪Keywords: The Non-Execution of Administration, Nullity Judgments, Administration Judicial‬‬
‫‪Ruling.‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،67/59‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1967‬ص ‪ .1072‬‬
‫)‪ (2‬ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،73/76‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1973‬ص ‪.1526‬‬
‫)‪ (3‬ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،2009/35‬ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪.2009/7/28‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،86/142‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1988‬ص‪.640‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،86/54‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1987‬ص‪.455‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،80/3‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،10‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،36‬ص ‪.1353‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،77/122‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷوﻝ‪ ،‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1978‬ص‪.1104‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،93/276‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1995‬ص ‪.188‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،1997/123‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪.1997/10/8‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،93/276‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‪ ،1995 ،‬ص ‪.188‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ – ﻗرار رﻗم ‪ ،1994/146‬ﻣﻠﺟﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن ‪ ،1995‬ص ‪.160‬‬
‫ﺗﻣﻳﻳز ﺟزاء رﻗم ‪ ،1985/178‬ﺳﻧﺔ ‪.1985‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ أردﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪.2009/158‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ ﻗرار رﻗم ‪.93/276‬‬
‫ﻣﻧﺷور ﻓﻲ اﻟﺟرﻳدة اﻟرﺳﻣﻳﺔ‪ ،‬ﻋدد رﻗم ‪ ،20074/4821‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/4/16‬ص ‪.2662‬‬
‫ﻗرار ‪ 86/25‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن ‪ ،1986‬ص ‪ ،759‬ﻣﻧﺷورات ﻋداﻟﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺎدة )‪ (11‬ﻣص ‪.546‬‬
‫ﻗرار دﻳوان اﻟﺗﻔﺳﻳر اﻟﺧﺎص ﺑﺗﻔﺳﻳر اﻟﻘواﻧﻳن رﻗم )‪ (30‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1963‬واﻟﻘرار رﻗم )‪ (5‬ﻟﺳﻧﺔ ‪.1969‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،98/426‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪ ،1999/4/18‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬اﻟﻌدد )‪ (6‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1998‬ص ‪.1789‬‬
‫‪ -‬ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬رﻗم ‪ ،84/169‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1997‬ص ‪.1428‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،86/54‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‪ ،‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1987‬ص ‪.861‬‬
‫اﻟﻣﺎدة )‪ (11‬ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدﻝ( ص‪.1032 ،‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،2006/184‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن )رﻗم ‪ (12- 10‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1955‬ص ‪.1819‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ رﻗم ‪ ،2010/36‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن رﻗم )‪ (6- 3‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،59‬ص ‪.505‬‬
‫ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة )‪/3‬ج‪ (2/‬ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ‪ ،1993/3891‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪ ،1993/4/17‬رﻗم ‪ 1993/11‬ص رﻗم ‪.722‬‬
‫ﻗﺎﻧون ‪.4‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪/141‬أ ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ اﻷردﻧﻲ رﻗم )‪ (30‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2007‬اﻟﻣﻌدﻝ‪.‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،1997/123‬ﻫﻳﺋﺔ ﺧﻣﺎﺳﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪.1997/10/8‬‬
‫ﻋدﻟﻲ ﻋﻠﻳﺎ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪.2009/158‬‬
‫ﺗﻣﻳﻳز ﺣﻘوق رﻣق ‪ ،56/2‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1965‬ص‪.161‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ أردﻧﻳﺔ رﻗم ‪ ،98/426‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1999‬ص ‪.703‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ أردﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،2008/107‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن اﻷردﻧﻳﻳن‪ ،‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪.2008/5/28‬‬
‫ﻋدﻝ ﻋﻠﻳﺎ أردﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ ،1991/173‬ﺗﺎرﻳﺦ ‪.1991/10/15‬‬
‫ﻋد‪.‬‬
‫________________________________________________‬
‫‪* Faculty of Shari’a, The World Islamic Sciences and Education University, Jordan. Received on 8/2/2015 and Accepted‬‬
‫‪for Publication on 7/4/2015.‬‬
‫‪- 526 -‬‬

8398 41012 1 PB

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

8398 41012 1 PB

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫دراﺳﺎت‪ ،‬ﻋﻠوم اﻟﺷرﻳﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠّد ‪ ،43‬ﻣﻠﺣق ‪2016 ،1‬‬

‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻷدارﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺿد اﻹدارة واﺷﻛﺎﻟﻳﺎت اﻟﺗﻧﻔﻳذ‬

‫رﺋﻳﺳﺎً ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﻳذﻳﺔ أن ﻳﺄﻣر ﺑﺗﻧﻔﻳذ ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم‪ ،‬ﻓواﺟﺑﻪ‬ ‫اﻟﻣﻘدﻣـــــﺔ‬

‫‪- 506 -‬‬

‫‪- 507 -‬‬

‫‪- 508 -‬‬

‫‪- 509 -‬‬

‫‪- 510 -‬‬

‫‪- 511 -‬‬

‫‪- 512 -‬‬

‫‪- 513 -‬‬

‫‪- 514 -‬‬

‫‪- 515 -‬‬

‫‪- 516 -‬‬

‫‪- 517 -‬‬

‫‪- 518 -‬‬

‫‪- 519 -‬‬

‫‪- 520 -‬‬

‫‪- 521 -‬‬

‫‪- 522 -‬‬

‫‪- 523 -‬‬

‫‪- 524 -‬‬

‫‪- 525 -‬‬

‫‪Administrative and Judicial Verdicts Issued Against the Administration‬‬

‫‪- 526 -‬‬

You might also like