Professional Documents
Culture Documents
البلدية
مقدمة:
المبحث األول :مفهوم البلدية وتطور نظامها.
المطلب األول :مفهوم البلدية.
المطلب الثاني :مراحل تطور نظام البلدية.
المبحث الثاني :المجلس الشعبي البلدي.
المطلب األول :تأليف المجلس.
المطلب الثاني :عمل المجلس.
المطلب الثالث :صالحيات المجلس.
المبحث الثالث :رئيس المجلس الشعبي البلدي.
لمطلب األول :كيفية اختياره.
المطلب الثاني :انتهاء مهامه.
المطلب الثالث :صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي.
المبحث الرابع :إدارة البلدية.
المطلب األول :األمانة العامة.
المطلب الثاني :المصالح اإلدارية للبلدية.
المطلب الثالث :المصالح التقنية للبلدية.
المطلب الرابع :بعض المصالح األخرى.
المبحث الخامس :الرقابة على البلدية.
المطلب األول :الرقابة على المعينين.
المطلب الثاني :الرقابة على المنتخبين.
المطلب الثالث :الرقابة على األشخاص.
المطلب الرابع :الرقابة على األعمال.
المطلب الخامس :الرقابة على الهيئة (المجلس).
الخاتمة:
قائمة المراجع والمصادر:
مقدمة:
تعتبر الالمركزية هي النظام الذي يقوم على أساس تفتيت وتوزيع سلطات الوظيفة اإلدارية في الدولة
بين اإلدارة المركزية من جهة وبين هيئات ووحدات إدارية أخرى مستقلة ومتخصصة على أساس
إقليمي جغرافي من ناحية أخرى,مع وجود رقابة وصائية إدارية على هذه الوحدات والهيئات
الالمركزية,ومن بين هذه الوحدات الالمركزية وأشدها تطبيقا والتي تعتبر من أبرز صورها هي:
البلدية .إذا ما هي البلدية ؟ وكيف كانت البلدية في الجزائر قديما ؟وما هي هيئاتها ؟وكيف تسير
إداريا ؟.
ومن خالل هذه التساؤالت هذا ما سوف نتطرق إليه في هذا العرض.
المبحث األول :مفهوم البلدية وتطور نظامها :
المطلب األول :مفهوم البلدية:
عرف المشرع البلدية بموجب المادة األولى من القانون رقم ( )08-90المؤرخ في 17:أفريل 1990
التعلق بقانون البلدية (( :البلدية هي الجماعية اإلقليمية األساسية تتمتع بالشخصية المعنوية
واالستقالل المالي)).
وعرفها قانون البلدية لسنة 1967بأنها (( :البلدية هي الجماعة اإلقليمية السياسية واإلدارية
واالقتصادية واالجتماعية والثقافية األساسية)))1( .
للبلدية مكانة مهمة في التنظيم اإلداري للدولة الحديثة حيث تتمتع بخصائص عديدة منها:
-البلدية مجموعة إقليمية يوجد بين مواطنيها مصالح مشتركة مبنية على حقائق تاريخية واقتصادية.
-البلدية مجموعة المركزية أنشئت وفقا للقانون وتتمتع بالشخصية المعنوية.
-البلدية مقاطعة إدارية للدولة مكلفة بضمان السير الحسن للمصالح العمومية البلدية.
ومن خالل ما سبق ذكره يتجلى لنا الدور األساسي للتنظيم البلدي في الجزائر وعليه يجب االطالع على
ماضي وواقع هذا التنظيم ومن أجل ذلك يجب دراسة المراحل التي مر بها )2(.
المطلب الثاني :مراحل تطور نظام البلدية:
-1البلدية في المرحلة االستعمارية (:)1962-1830
كانت البلدية أداة لفرض الهيمنة وخدمة العنصر األوروبي فالبلديات المختلطة كانت كما جاء في بيان
األسباب لقانون البلدية كان يديرها موظف من اإلدارة االستعمارية وهو متصرف المصالح
المدنية,يساعده موظفون جزائريون وهم الق ّواد’ وتساعده لجنة بلدية تتكون من أعضاء أوروبيين
منتخبين وبعض الجزائريين المعينين وذلك إبتداءا من 1919إلى جانب البلديات المختلطة وجدت بعض
البلديات ذات التصرف التام في المناطق التي يسكنها أغلبية أوروبية وهذه البلدية ما هي إال أداة لخدمة
اإلدارة الفرنسية.
-2البلدية في المرحلة االنتقالية (:)1967-1962
لقد فرض الفراغ الذي تركته اإلدارة الفرنسية على السلطة آنذاك على إنشاء لجان تتولى مهمة تسيير
شؤون البلدية يقودها رئيس عهدت إليه مهام رئيس البلدية’ وكذلك قامت السلطة بتخفيض عدد
البلديات ليصل إلى 676وهذه المرحلة أطلق عليها مرحلة التجميع,أصبح متوسط عدد السكان 180
ألف ساكن بعد أن كان
أثناء االستعمار 1535بلدية اصطنعتها السلطة الفرنسية لفرض هيمنتها .
وبهدف مساعدة البلديات على القيام بمهامها تم إنشاء لجان أخرى وهي لجنة التدخل االقتصادي
واالجتماعي ( ) CIES والمجلس البلدي لتنشيط القطاع االشتراكي ( ) CCAS وتضم اللجنة األولى (
)3
( :)1الدكتور :عمار بوضياف/الوجيز في القانون اإلداري/دار ريحانة/الجزائر/ص .128
( :)2الدكتور:ناصر لباد /التنظيم اإلداري/منشورات دحلب/حسين داي/الجزائر/ص ص.168..167
( :)3الدكتور :عمار بوضياف/الوجيز في القانون اإلداري/دار ريحانة/الجزائر/ص 129.
ممثلين عن السكان وتقنيين ويتمثل دورهم في تقديم آراء حول مشروع الميزانية ,وغير أن هذه اللجان
لم يتم تنصيبها في كثير من المناطق,أما المجلس الثاني فقد كان يضم ممثلين من اإلتحاد العام للعمال
الجزائريين وممثلين عن الحزب وعن الجيش مهمته األساسية هي:تنظيم ومتابعة المشاريع المسيرة
ذاتيا.
-3مرحلة التفكير في إنشاء قانون البلدية:
لقد كان لدستور 1963وميثاق الجزائر وميثاق طرابلس بالغ األثر في إبراز مكانة البلدية على
المستوى الرسمي واالعتراف بدورها الطالئعي وأهم األسباب التي دفعت السلطة آنذاك إلى ضرورة
اإلسراع في التفكير وإصدار قانون للبلدية:
- 1خضوع البلديات أثناء الفترة االستعمارية للنظام القانون الفرنسي مما أجبر السلطة إلى ضرورة
التعجيل بإصالح المؤسسات الموروثة ومنها البلدية.
- 2عدم مواكبة هذه النصوص لفلسفة الدولة المستقلة والتي تبنت االتجاه االشتراكي بحسب النصوص
الرسمية.
- 3رغبة السلطة في عدم إطالة الفترة االنتقالية خاصة وقد نجم عنها تباين محسوس على المستوى
التطبيقي أو العملي.
-4إن دور البلدية أعظم من دور الوالية ال شك بحكم اقترابها أكثر من الجمهور وبحكم مهامها المتنوعة
لذا وجب أن يبدأ اإلصالح منها أوال.وانطالقا من هذه النصوص المرجعية ومن تجربة الفترة االنتقالية
تحرك الهيكل السياسي المتمثل في المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني وأعد مشروع قانون البلدية
الذي طرح وبقوة خاصة بعد أحداث 1965وعرف امتدادا واسعا وشرحا مستفيضا وإثراء ال مثيل له
من جانب الحزب وتم تبنيه في مجلس الثورة في شهر جانفي .1967
-4مرحلة قانون البلدية (:)1990-1967
لقد تميز هذا القانون بالتأثر بنموذجين مختلفين هما النموذج الفرنسي والنموذج اليوغسالفي ويبدو
التأثر بالنظام الفرنسي خاصة بالنسبة إلطالق االختصاص للبلديات وكذا في بعض المسائل التنظيمية
األخرى بحكم العامل االستعماري,أما التأثر بالنموذج اليوغسالفي فيعود سره إلى وحدة المصدر
األيديولوجي (النظام االشتراكي) واعتماد نظام الحزب الواحد وإعطاء األولوية في مجال التسيير للعمال
والفالحين.
-5مرحلة قانون البلدية لسنة :1990
وهذه مرحلة تميزت بخضوعها لمبادئ وأحكام جديدة أرساها دستور 1989وعلى رأسها إلغاء نظام
الحزب الواحد واعتماد نظام التعددية الحزبية.
ولم يعد في ظل هذه المرحلة للعمال والفالحين أي أولوية في مجال الترشح كما كان من قبل بعد أن ثبت
هجر النظام االشتراكي وسنتولى دراسة نظام البلدية بالتفصيل طبقا لمقتضيات هذا القانون)1(.
( :)1الدكتور :عمار بوضياف/نفس المرجع السابق/ص .130
المبحث الثاني :المجلس الشعبي البلدي:
طبقا للمادة 13من قانون البلدية (( :يدير البلدية ويشرف على تسيير شؤونها مجلس شعبي بلدي و
رئيس المجلس الشعبي البلدي )).
يشرف على إدارة شؤون البلدية المختلفة مجلس منتخب وجهاز مداولة هو المجلس الشعبي
البلدي,وتقتضي دراسة هذا الهيكل المسير التطرق لتشكيلته وقواعد عمله وسيره ونظام مداوالته
وصالحياته.
المطلب األول :تشكيل المجلس:
يتشكل المجلس الشعبي من مجموعة منتخبين يتم اختيارهم من قبل سكان البلدية بموجب أسلوب
االقتراع العام السري المباشر وذلك لمدة خمس سنوات ويختلف عدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي
بحسب التعداد السكاني للبلدية وفق الجدول التالي:
7-أعضاء في البلديات التي يقل عدد سكانها عن 10.000نسمة.
9-أعضاء في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين 10000و 20000نسمة.
11-عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين 200001و 50000نسمة.
15-عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين 500001و 100000نسمة.
23-عضو في البلديات التي يساوي عدد سكانها بين 1000001و 200000نسمة.
33-عضو في البلديات التي يساوي عدد سكانها أو يفوق .200000
هذا ويجدر التنبيه أن قانون 1990لم يعط أولوية ألي فئة من فئات المجتمع عن غيرها وهذا خالفا
للمرحلة السابقة حيث كانت األولوية معترف بها رسميا لفئة العمال والفالحين والمثقفين الثوريين كما
سلف القول.
بالنسبة لالنتخابات البلدية أبعد المشرع طوائف معينة وحرمها من حق الترشح النتخابات المجلس
الشعبي البلدي وهذا بغر سد الطريق أمامها حتى ال تسيء استعمال نفوذها لربح المعركة االنتخابية وقد
تم حصر هذه الطوائف في المادة 98من قانون االنتخابات وهي (( :الوالة رؤساء الدوائر الكتاب
العامون للواليات أعضاء المجالس التنفيذية للواليات القضاة أعضاء الجيش الوطني الشعبي,موظفو
أسالك األمن,محاسبو األموال البلدية,مسؤولو المصالح البلدية)).
ومن هنا فإن مجال الترشح مكفول لكل من استوفى الشروط القانونية وهي:
-السن 25سنة كاملة.
-أداء الخدمة الوطنية أو اإلعفاء منها .
-أن ال يكون المترشح ضمن أحد حاالت التنافي.
-أن يكون المترشح تحت رعاية حزب أو أن يرفق ترشيحه بالعدد الالزم من التوقيعات ( 150ناخب إلى
.)1000
توزع المقاعد بعد العملية االنتخابية بالتناسب حسب عدد األصوات التي حصلت عليها كل قائمة مع
تطبيق مبدأ البقاء لألقوى حسب ذات الكيفية المشار إليها سابقا بالنسبة لتوزيع المقاعد على مستوى
المجلس الشعبي البلدي.)1(.
:)1( الدكتور :عمار بوضياف/نفس المرجع السابق/ص ص .132..130
المطلب الثاني :عمل المجلس:
يجتمع المجلس إلزاميا في دورة عادية كل ثالثة أشهر ويمكن أن يجتمع في دورة استثنائية في كل مرة
تتطلب فيها الشؤون البلدية ذلك,سواء بدعوة من الرئيس أو بطلب من الوالي أو من ثلث عدد األعضاء
ويبدأ المجلس المداوالت حين يحضر الجلسات أغلبية األعضاء وإذا لم يجتمع المجلس لعدم بلوغ
النصاب بعد استدعائين متتاليين بفارق ثالثة أيام على األقل بينهما تكون المداوالت التي تتخذ بعد
االستدعاء الثالث صحيحة مهما يكن عدد الحاضرين.
وتكون جلسات المجلس علنية وهذا يعني إمكانيات حضور المواطنين لجلسات المجلس وفي هذا الصدد
فإن رؤساء البلديات ملزمون بأخذ كل اإلجراءات من أجل تخصيص أماكن مالئمة داخل قاعة المداوالت
غير أن هذا الحضور ال يعطي الحق بالتدخل في النقاش والتداول.
ويمكن كذلك للمجلس أن يقرر المداولة في جلسة معلقة ويتولى الرئيس حسن سير المداوالت)1(.
ورجوعا للمواد من 41إلى 45من قانون البلدية نجد المشرع على غرار قانون الوالية وضع تقسيما
رباعيا للمداوالت’مداوالت تنفذ منا وأخرى تحتاج إلى مصادقة صريحة وثالثة باطلة بطالنا مطلق
ورابعة باطلة بطالنا نسبيا.
-1المصادقة الضمنية :األصل بالنسبة لمداوالت م.ش.ب هو التنفيذ بعد 15يوما من تاريخ إيداعها لدى
الوالية عدا المداوالت المستثناة قانونا والتي سنشير إليها وهذا ما قضت به المادة 41من قانون البلدية
وخالل هذه المدة أي 15يوم يدلي الوالي برأيه أو قراره فيما يخص شرعية المداولة
وصحتها.والمتمعن في هذا النص يتساءل الشك متى تكون بصدد رأي ومتى تكون بصدد قرار؟
الحقيقة أن النص لم يقدم إجابة صريحة واضحة عن هذا التساؤل غير أننا نتصور أن الرأي عبارة عن
وجهة نظر أولى يقدمها الوالي بصدد مداولة ما ويطلب قبل إصدار القرار من أعضاء المجلس بذلك
حسم األمر وإال حق للوالي أن يصدر القرار الذي بموجبه يعدم المداولة جزئيا أو كليا.
-2المصادقة الصريحة : نصت المادة 42من قانون البلدية على (( :ال تنفذ مداوالت المجلس الشعبي
البلدي التي تخص المسائل التالية إال بعد مصادقة الوالي عليها:
*الميزانيات والحسابات.
*إحداث مصالح ومؤسسات عمومية بلدية )).
واضح من ذلك أن جهة المصادقة هي الوالي وأن موضوع المداولة ينبغي أن يخص فقط الميزانيات
والحسابات وإحداث مصالح ومؤسسات عمومية بلدية’وهو في نفس الموضوع الذي سيمر بنا بالنسبة
لمداوالت المجلس الشعبي الوالئي ولقد حمل قانون البلدية حكما جديدا لم نجد له مثيال في قانون الوالية
تمثل في أن المصادقة الصريحة فرض قانون البلدية أن تتم خالل مدة ثالثون يوما من تاريخ إيداع
محضر المداولة لدى الوالية.
فإذا لم يصدر الوالي قراره خالل هذه المدة انقلبت المصادقة الصريحة إلى مصادقة ضمنية وهو ما يعني
أن المداولة تنفذ ولو خصت أحد الموضوعين المشار إليهما متى انتهت مدة شهر.
-3البطالن المطلق :نصت المادة 44من قانون البلدية (( :تعتبر باطلة بحكم القانون:
-مداوالت المجلس الشعبي البلدي التي تتناول موضوعا خارج اختصاصه.
-المداوالت التي تكون مخالفة لألحكام الدستورية وال سيما المواد 2و 3و 9وللقوانين والتنظيمات.
-المداوالت التي تجري خارج االجتماعات الشرعية للمجلس الشعبي البلدي)2( .))...
:)1( الدكتور:ناصر لباد /التنظيم اإلداري/منشورات دحلب/حسين داي/الجزائر/ص ص.188..187
( :)2الدكتور :عمار بوضياف/الوجيز في القانون اإلداري/دار ريحانة/الجزائر/ص ص.136..134.
-4البطالن النسبي :طبقا للمادة 45من قانون البلدية تكون مداوالت المجلس الشعبي البلدي قابلة
لإلبطال إذا كانت في موضوعها تمس مصلحة شخصية لبعض أو كل أعضاء المجلس أو ألشخاص
خارجين عن المجلس هم وكالء عنهم.
والحكمة من إبطال هذا النوع من المداوالت واضحة حتى يحافظ المشرع على مصداقية المجلس
ومكانته وسط المنتخبين وأن يبعد أعضاءه عن كل شبهة)1(.
وبالنسبة لتنظيمه الداخلي يؤلف م.ش.ب من بين أعضائه لجان دائمة أو مؤقتة لمعالجة المسائل التي
تهم البلدية وتشكل اللجان بمداوالت المجلس.
ويجب أن تتضمن تشكيلتها تمثيال نسبيا يعكس المكونات السياسية للمجلس,وهناك ثالث لجان دائمة
هي -:لجنة االقتصاد والمالية – .لجنة التهيئة العمرانية والتعمير -.لجنة الشؤون االجتماعية والثقافية.
وتعتبر هذه اللجان أجهزة للتحضير والدراسة من أجل مساعدة المجلس في مهمته.
وميزة هذه اللجان تكمن في أن أشخاصا من غير المنتخبين المحليين يمكنهم المشاركة في
أعمالها.ويكون لهم صوت استشاري وهذا ما يسمح للموظفين واألشخاص المختصين وسكان البلدية
بتقديم مساعدتهم وآرائهم)2(.
المطلب الثالث :صالحيات المجلس:
يتأثر مدى اتساع الصالحيات واالختصاصات الموكلة للهيئات المحلية وخاصة البلدية بالمعطيات
السياسية واالقتصادية واالجتماعية السائدة بالدولة.
يحدد القانون البلدي صالحيات البلدية وهي الصالحيات التي يمارسها المجلس الشعبي البلدي من خالل
مداوالت )3(.
وهذا األخير يمارس صالحيات كثيرة تمس جوانب مختلفة من شؤون اإلقليم لع ّل أهمها:
أ -في مجال التهيئة العمرانية والتخطيط والتجهيز :يكلف المجلس الشعبي البلدي بوضع مخطط تنموي
يخص البلدية ينفذ على المدى القصير أو المتوسط أو البعيد أخذا بعين االعتبار برنامج الحكومة
ومخطط الوالية وما يساعد المجلس للقيام بهذه المهمة أن هناك بنك للمعلومات على مستوى الوالية
يشمل كافة الدراسات والمعلومات واإلحصاءات االجتماعية والعلمية المتعلقة بالوالية.
ومن جهة أخرى يتولى المجلس الشعبي البلدي رسم النسيج العمراني للبلدية مع مراعاة مجموع
النصوص القانونية والتنظيمية السارية المفعول وخاصة النصوص المتعلقة بالتشريعات العقارية
وعلى هذا األساس اعترف المشرع للبلدية بممارسة الرقابة الدائمة للتأكد من مطابقة عمليات البناء
للتشريعات العقارية وخضوع هذه العمليات لترخيص مسبق من المصلحة التقنية بالبلدية مع تسديد
الرسوم التي حددها القانون )4(.
( :)1الدكتور:عمار بوضياف/نفس المرجع السابق/ص .136
( :)2الدكتور:ناصر لباد /التنظيم اإلداري/منشورات دحلب/حسين داي/الجزائر/ص ص.188..187
( :)3الدكتور :محمد الصغير بعلي/القانون اإلداري.التنظيم اإلداري/دار العلوم للنشر
التوزيع/الحجار/عنابة/الجزائر/ط/2002ص .158
( :)4الدكتور :عمار بوضياف/الوجيز في القانون اإلداري/دار ريحانة/الجزائر/ص ص .138..137
وعلى صعيد آخر ح ّم ل المشرع البلدية ممثلة في مجلسها حماية التراث العمراني والمواقع الطبيعية
واآلثار والمتاحف وكل شيء ينطوي على قيمة تاريخية أو جمالية.وكذلك تنظيم األسواق المغطاة
والغير المغطاة على اختالف أنواعها وفي مجال الضبط أناط المشرع بالبلدية صالحية إقامة إشارات
المرور التي ال تعود إلى هيئات أخرى (مصالح األمن).
ويعود للبلدية السهر على المحافظة على النظافة العمومية وطرق ومعالجة المياه القذرة وتوزيع المياه
الصالحة للشرب كما يعود لها حماية التربة والثروة المائية.
ب-في المجال االجتماعي :أعطى المشرع بموجب المادة 89من قانون البلدية للمجلس حق المبادرة
بإتباع كل إجراء من شأنه التكفل بالفئات االجتماعية المحرومة ومد يد المساعدة إليها في مجاالت
الصحة والتشغيل والسكن.وألزم البلدية مراكز صحية وقاعات العالج وصيانتها وذلك في حدود قدراتها
المالية.
كما ألزمها بإنجاز مؤسسات التعليم األساسي وفقا للبرنامج المسطر في الخريطة المدرسية وصيانة هذه
المؤسسات واتخاذ كل إجراء من شأنه تسهيل عملية النقل المدرسي.
بالنسبة للسكن تلف البلدية بتشجيع كل مبادرة تستهدف الترقية العقارية على مستوى البلدية ومن هنا
أجاز لها المشرع االشتراك في إنشاء المؤسسات العقارية وتشجيع التعاونيات في المجال العقاري.
ج-في المجال المالي :يتولى المجلس الشعبي البلدي سنويا المصادقة على ميزانية البلدية سواء
الميزانية األولية وذلك قبل 31أكتوبر من السنة السابقة للسنة المعنية.أو الميزانية اإلضافية قبل 15
جوان من السنة المعنية وتتم المصادقة على اإلعتمادات المالية.
د-في المجال االقتصادي :يوكل للبلدية القيام بكل مبادرة أو عمل من شأنه تطوير األنشطة االقتصادية
المسطرة في برنامجها التنموي وكذلك تشجيع المتعاملين االقتصاديين وترقية الجانب السياحي في
البلدية وتشجيع المتعاملين في هذا المجال وأجاز قانون البلدية للمجلس الشعبي البلدي إنشاء مؤسسات
عامة ذات طابع اقتصادي تتمتع بالشخصية المعنوية.
زمن جميع ما تقدم يتضح لنا أن البلدية كقاعدة لالمركزية مهامها كبيرة ومتنوعة وذات صلة وثيقة
بالجمهور وإمكاناتها المالية خاصة في المدة األخيرة عرفت انخفاضا كبيرا أثر بالسلب على دورها
ونطاق خدماتها.
المبحث الثالث :رئيس المجلس الشعبي البلدي:
المطلب األول :كيفية اختياره:
جاء في المادة 48من قانون البلدية (( :يعين أعضاء القائمة التي نالت أغلبية المقاعد عضوا من بينهم
رئيسا للمجلس الشعبي البلدي يتم التنصيب في مدة التتعدى ثمانية أيام بعد اإلعالن عن النتائج االقتراع
يعين الرئيس للمدة االنتخابية للمجلس الشعبي البلدي)).
إن قانون البلدية لم يشر إلى طريقة اختيار الرئيس مكتفيا بذكر من لهم حق االختيار وهذا خالفا لقانون
الوالية الذي أشار صراحة لطريقة اختيار رئيس المجلس الشعبي الوالئي (األغلبية المطلقة وإال يكتفي
بأغلبية نسبية في دورة ثانية).فإن تساوت األصوات تسند الرئاسة إلى األكبر في األعضاء سنا.
قد جاء قانون البلدية أكثر دقة حينما أوجب تنصيب الرئيس في مدة ال تتجاوز ثمانية أيام التالية إلعالن
االنتخابات المحلية وقد أصاب المشرع باعتقادنا إلى أبعد الحدود عند إقراره لهذا الحكم حرصا منه على
اإلسراع في عملية هيكلة البلديات بشريا لمزاولة أعمالها التي لها صلة مباشرة بالجمهور)1(.