You are on page 1of 47

‫التــــاجر‬

‫ذة‪ :‬حنان السكتاوي‬


‫تمهيد‬

‫إن التطور المتسارع واتساع نطاق األعمال التجارية جعل من القانون‬


‫التجـاري قانونـا محوريـا ومعيارا أساسيا لتقييم تطور الدولة قانونيا‪.‬‬
‫وبالتالي أصبحنا نتحدث عن القانون االقتصادي‪ ،‬حيث أصبح من شبه‬
‫المستحيل دراسة القانون التجاري دون االهتمام بالحقائق التي يثيرها‬
‫علم االقتصاد و أطراف العالقة االقتصادية و من ضمنهم التاجر‪ .‬فمن‬
‫هو التاجر؟ هل عرفه القانون التجاري المغربي؟ هل توجد معايير‬
‫معتمدة لتمتع الشخص بصفة التاجر؟ ما هو نطاق عمل التاجر؟ ما هي‬
‫التزامات التاجر؟‬
‫المحاور األساسية‬

‫✓ تعريف التاجر في التشريع المغربي‬

‫✓ أنواع التاجر‬

‫✓ شروط اكتساب صفة التاجر‬

‫✓ الحقوق المترتبة عن اكتساب صفة تاجر‬


‫تعريف التاجر في التشريع المغربي‬

‫لم يعرف القانون التجاري المغربي التاجر‪ ،‬عكس القانون التجاري الجزائري الذي عرفه وفقا‬ ‫❑‬
‫لنص المادة األولى من المجموعة التجارية الجزائرية التي تنص على أنه”يعتبر تاجرا كل‬
‫الا تجاريًا ا و يتخذه مهنة معتادة له ما لم ينص القانون على‬
‫شخص طبيعي أو معنوي يباشر عم ً‬
‫خالف ذلك“‪.‬‬
‫تعريف التاجر ال يرتبط بانتمائه إلى هيئة أو حرفة أو طائفة معينة‪ ،‬و إنما يرتبط بالعمل الذي‬ ‫❑‬
‫يباشر التاجر‪ ،‬ذلك أنً احتراف العمل التجاري هو أساس اكتساب هذه الصفة ‪ .‬إضافة إلى أن‬
‫هذه الصفة ال تقتصر بالضرورة على الشخص الطبيعي من التجار األفراد‪ ،‬بل يمكن أن يكون‬
‫أيضا شخصا معنويا كالشركات‪ ،‬و يخضع كالهما لاللتزامات التجارية من مسك الدفاتر التجارية‬
‫إلى القيد في السجل التجاري‪...‬‬
‫إذا فالتاجر هو الشخص الذي تكون مهنته القيام باألعمال التجارية‬ ‫❑‬
‫هناك فئتان من التجار حسب الفقه‪:‬‬ ‫❑‬
‫الفئة األولى‪ :‬تشمل األشخاص الطبيعيين الذين تكون مهنتهم ممارسة األعمال التجارية‬ ‫➢‬
‫الفئة الثانية‪ :‬تشمل الشركات التي يكون موضوعها تجاريا‬ ‫➢‬
‫أنواع التاجر‬

‫❑التاجر النظامي‬

‫❑التاجر الفعلي‬

‫❑التاجر الصغير‬
‫النوع األول‪ :‬التاجر النظامي‬

‫ويقصد به الشخص الذي يمارس أحد األنشطة التجارية المنصوص عليها في‬ ‫▪‬
‫المادة السادسة من مدونة التجارة بشكل اعتيادي أو احترافي ويتخذها حرفة‬
‫ومصدر رزق‪.‬‬
‫هذا النوع من التجار يخضع لمجموعة من االلتزامات التي يفرضها القانون‬ ‫▪‬
‫مثل‪:‬‬
‫مسك محاسبة‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫التسجيل بالسجل التجاري‬ ‫‪o‬‬
‫فتح حساب بنكي‪....‬‬ ‫‪o‬‬
‫في مقابل هذه االلتزامات يستفيد هذا النوع من التجار من مجموعة من‬ ‫▪‬
‫الحقوق مثل‪:‬‬
‫الحق في األصل التجاري‬ ‫‪o‬‬
‫الحماية من المنافسة غير المشروعة‪...‬‬ ‫‪o‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬التاجر الفعلي‬

‫• يقصد به كل شخص ذاتي يمارس نشاطا تجاريا بصفة اعتيادية أو‬


‫احترافية دون التسجيل في السجل التجاري أو رغم الوقوع في حالة‬
‫من حاالت المنع من ممارسة التجارة‪.‬‬
‫• وفي هذا اإلطار من خالل تأمل مقتضيات المادة ‪ 11‬من مدونة‬
‫التجارة نجد أن المشرع ينص على أنه يعد تاجرا من اعتاد على‬
‫ممارسة نشاط تجاري رغم وقوعه في حالة التنافي أو الحظر أو‬
‫سقوط أهليته التجارية‪.‬‬
‫• أما على مستوى التسمية فإن الفضل في ذلك يعود للفقه والقضاء‪.‬‬
‫وقد استند في ذلك على نظرية الظاهر‬
‫النوع الثالث‪ :‬التاجر الصغير‬

‫• يقصد به حسب بعض الفقه صاحب الحرفة الصغيرة الذي‬


‫يمارس العمل التجاري معتمدا على جهده البدني لكسب رزقه‪.‬‬
‫• يكتسب هذا النوع صفة التاجر لكنه ال يطلب منه تحمل‬
‫الواجبات المفروضة على التجار‪.‬‬
‫• المشرع ال يفرق بين التاجر الكبير والتاجر الصغير في‬
‫اكتساب الصفة التجارية وتحمل االلتزامات التي تترتب عنها‬
‫عكس بعض التشريعات المقارنة كالتشريع األردني الذي‬
‫أعفى التاجر الصغير من الخضوع اللتزامات التجار‪.‬‬
‫شروط اكتساب صفة التاجر في القانون المغربي‬

‫❖ تتحد شروط اكتساب صفة التاجر في التشريع المغربي حسب‬


‫التالي‪:‬‬
‫✓ ممارسة نشاط تجاري على وجه االعتياد أو االحتراف‬

‫✓ مزاولة الشخص التجارة لحسابه الخاص‬

‫✓ توفر الشخص على األهلية القانونية‬


‫الشرطًاألول‪:‬‬
‫ممارسةًنشاطًتجاريًبشكلًاعتياديًأوًاحترافي‬

‫يكتسب الشخص صفة تاجر عن طريق ”الممارسة االعتيادية أو االحترافية‬ ‫❖‬


‫لألنشطة التجارية“ حسب المادة ‪ 6‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫يجب الكتساب صفة التاجر أن يقوم الشخص بممارسة األعمال التجارية بصفة‬ ‫❖‬
‫اعتيادية أو احترافية‪ ،‬والمقصود باألعمال التجارية هي األعمال التجارية‬
‫األصلية (بطبيعتها)‪ ،‬فإذا قام شخص بأعمال تجارية منفردة بشكل عارض‪ ،‬فال‬
‫يعد تاجراً‪ ،‬و إن كان يطبق على هذه األعمال أحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫األعمال التجارية التبعية ال تكسب صفة التاجر‪ ،‬رغم أنها تستمد تكييفها‬ ‫❖‬
‫القانوني عندما يقوم بها التاجر‪ ،‬ألن هذه األعمال اعتبرها المشرع تجارية‬
‫بنص القانون وبغض النظر عن القائم بها‪.‬‬
‫يجب أن يتوافر في ممارسة األعمال التجارية عنصرا االعتياد أو االحتراف‬ ‫❖‬
‫‪ .1‬االحتراف‪ :‬يعتبر الشخص محترفا للعمل التجاري إذا كان يباشره بصفة‬
‫مستمرة ومتكررة ومنتظمة وعلى وجه الدوام‪ ،‬ومن أجل الربح‪.‬فالممارسة‬
‫االحترافية تنشأ عنها حالة خاصة هي الحرفة أو المقاولة‪ .‬كما يشترط بعض‬
‫االجتهاد الفقهي أن يتخذ الشخص هذا العمل مهنته الرئيسية التي يترزق منها‪،‬‬
‫أي أنه يعتمد على هذا العمل اعتمادا أساسيا في رزقه ومعيشته‪.‬‬
‫‪ .2‬االعتياد‪ :‬فاالعتياد ال يرقى إلى درجة االحتراف ألنه وإن كان يقوم على تكرار‬
‫العمل فإن الشخص ال يعتمد عليه في كسب رزقه ومثال ذلك أن يكون الشخص‬
‫فالحا فيعتاد في حاالت معينة ان يشتري ما ينتجه غيره من الفالحين قصد‬
‫بيعه‪ ،‬فهذا الفالح ليس محترفا للعمل التجاري ومع ذلك فإنه في ظل القانون‬
‫المغربي يعد تاجرا بناء على الممارسة الالعتيادية لشراء المنتوجات الفالحية‬
‫قصد بيعها‪.‬‬
‫الشرطًالثاني‪ :‬مزاولةًالشخصًالتجارةً‬
‫لحسابهًالخاص‬
‫حتى يكتسب الشخص صفة تاجر يشترط فيه أن يزاول التجارة لحسابه الخاص ال‬ ‫•‬
‫لحساب الغير‪ ،‬أي القيام بالنشاط التجاري باسمه ولحسابه الخاص إذ يعمل هذا الشرط‬
‫على تزكية الثقة واالئتمان اللذان يعتبران أساس النشاط التجاري‪.‬‬
‫والغرض من هذا الشرط الذي أضافه المشرع واالجتهاد الفقهي والقضائي واستقرا‬ ‫•‬
‫عليه هو أن يكون الشخص مستقال في مباشرة تصرفاته وبالتالي تحمله مسؤولية‬
‫نتائجها بشكل كامل‪ .‬أي أنه كما يستفيد من األرباح يتحمل الخسارة‪.‬‬
‫إن ممارسة النشاط التجاري تقتضي أن يتم على أساس االستقاللية في اتخاذ القرارات‬ ‫•‬
‫المرتبطة به‪ .‬وعليه ال يعتبر تاجرا كل من المسير المأجور لألصول التجارية ومدير‬
‫ومسير شركات المساهمة وشركات المسؤولية المحدودة وممثلو المحالت التجارية‬
‫والمستخدمون بها إذا كانوا ال يعملون بها لحسابهم الخاص‪.‬‬
‫شرط االستقاللية يدور وجودا وعدما في ارتباطه بصفة التاجر‪ ،‬ال محيد من تحققه‬ ‫•‬
‫وحمايته‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬توفر الشخص على األهلية القانونية‬

‫لكي يكتسب الشخص الطبيعي صفة التاجر يشترط فيه أن يكون متمتعا باألهلية التجارية‪ .‬وهذه‬ ‫•‬
‫األخيرة منظمة بقواعد األحوال الشخصية كقواعد عامة في األهلية إلى جانب قواعد مدونة‬
‫التجارة كقواعد خاصة‪.‬‬
‫أهلية المواطن المغربي‪ :‬طبقا للمادة ‪ 12‬من مدونة التجارة فإن األهلية تخضع لقواعد األحوال‬ ‫•‬
‫الشخصية‪ ،‬وهذه المادة ذكرت كلمة أهلية دون إقرانها بكلمة تجارية‪ .‬وهدف المشرع من ذلك‬
‫هو توحيد قواعد األهلية المدنية والتجارية‪ .‬وبالرجوع إلى مدونة األسرة نجد أنها حددت سن‬
‫األهلية في ‪ 18‬سنة شمسية كاملة‪.‬‬
‫يمكن للقاصر ممارسة النشاط التجاري شريطة حصوله على اإلذن باالتجار وكذا الترشيد‬ ‫•‬
‫المنصوص عليهما في مدونة األحوال الشخصية‪ ،‬ويقيد هذا اإلذن في السجل التجاري‪.‬‬
‫أهلية األجنبي‪ :‬ال يعتبر األجنبي أهال لممارسة التجارة بالمغرب إال ببلوغه ‪ 18‬سنة كاملة حتى‬ ‫•‬
‫ولو كان قانون جنسيته يفرض سنا أعلى أو أقل‪ ،‬وذلك وفقا للمادة ‪ 15‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫بالنسبة لألجنبي القاصر ينبغي عليه أن يحصل على اإلذن باالتجار من رئيس المحكمة الموجود‬ ‫•‬
‫بالدائرة التي ينوي ممارسة التجارة فيها‪ .‬وهذا اإلذن شرط ضروري حتى ولو كان األجنبي‬
‫شخصا راشدا في نظر قانونه الوطني‪ ،‬باإلضافة إلى شرط تسجيله في السجل التجاري حسب‬
‫منطوق المادة ‪ 16‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫موانع ممارسة األنشطة التجارية‬

‫ال يكفي الشخص التوفر على األهلية لممارسة األنشطة التجارية‪ ،‬بل ال بد أن تكون ممارسته‬ ‫•‬
‫لتلك األنشطة ممكنة‪ ،‬أي غياب موانع ممارسة األنشطة التجاري‪ .‬وهناك نوعان من الموانع‪:‬‬
‫موانع قانونية وموانع اتفاقية‪:‬‬ ‫•‬
‫أوال‪ :‬الموانع القانونية‬
‫• وهذه الموانع إما تتعلق بشخص القائم بالنشاط أو اشتراط الحصول على إذن أو حالة صدور‬
‫حكم يمنعه من ذلك‪.‬‬
‫‪ _1‬حاالت التنافي‪:‬‬
‫تتحق حاالت التنافي حينما يكون الشخص خاضعا لنظامين قانونيين مختلفين ومتعارضين بخصوص‬
‫ممارسته لنشاطين معا‪ ،‬حيث يمنع كل واحد منهما عليه ممارسة نشاط آخر حيث يتوجب على‬
‫الشخص اختيار نشاط واحد‪.‬‬
‫_ النظام األساسي للوظيفة العمومية يمنع على الموظفين مزاولة أنشطة تجارية‪ ،‬ونفس المنع نجده‬
‫في الكثير من األنظمة األساسية للعديد من المهن الحرة كالمحاماة والهندسة والطب‪...‬‬
‫_ مبررات هذا المنع تتمثل في اإلخالص لعمله األصلي الذي ال يتماشى مع النشاط التجاري القائم‬
‫على المضاربة‪ ،‬كما تتمثل في حماية األغيار المتعاملين مع صاحب هذه المهنة أو الوظيفة‪.‬‬
‫‪ _2‬حالة اشتراط اإلذن والتصريح ‪:‬‬
‫_ في حاالت تعمد الدولة العتبارات امنية واقتصادية وايضا اجتماعية الى منع‬
‫بعض االنشطة التجارية وتشترط لمزاولتها الحصول على درجة علمية واذن‬
‫كالصيدلة أو على تصريح بذلك‪.‬‬
‫_ ومن قبيل هذه االنشطة التجارية التي ال يسمح بممارستها اال بالحصول على‬
‫تصريح او على االذن بذلك المطاحن وتصاريح النقل والمواد الكحولية والغاز‬
‫وصناعة االسلحة والمطاعم‪...‬‬
‫_ وقد يكون المنع في بعض االحيان راجعا الى احتكار الدولة للكثير من االنشطة‬
‫التي يمنع على أشخاص القانون الخاص ممارستها (مثال النقل السككي)‬
‫‪ _3‬حالة المنع الناتجة عن حكم قضائي‪:‬‬
‫_ يمكن أن يتعرض الشخص لسحب األهلية التجارية منه بناء على حكم قضائي‪ ،‬ذلك أن مدونة‬
‫التجارة خصصت حيزا كبيرا لسقوط األهلية التجارية باعتبارها مقتضيات تهدف إلى حماية‬
‫االدخار والنظام العام االقتصادي وتعتبر كذلك عقوبة تسري ضد مسيري المقاولة الفردية أو ذات‬
‫شكل شركة والتي تكون محل مسطرة للتسوية آو التصفية القضائية‪.‬‬
‫_ المواد من ‪ 745‬الى ‪ 748‬من مدونة التجارة حددت الحاالت التي يمكن فيها للمحكمة الحكم بسقوط‬
‫األهلية التجارية‪:‬‬
‫‪ °‬مواصلة استغالل به عجز قد يؤدي الى التوقف عن الدفع‬
‫‪ °‬إغفال مسك المحاسبة وفقا للمقتضيات القانونية أو العمل على إخفاء كل وثائق المحاسبة أو البعض‬
‫منها‬
‫‪ °‬اختالس أو إخفاء كل األصول أو جزء منها أو الزيادة في الخصوم بكيفية تدليسية‬
‫‪ °‬تعسف المسير في الشركة التجارية ومخالفته ألحكام المادة ‪ 740‬مدونة التجارة‬
‫‪°‬تعسف كل مسؤول بمقاولة تجارية ارتكب أحد االفعال المنصوص عليها في المادة ‪ 747‬مدونة‬
‫التجارة‬
‫‪ °‬كل مسؤول في الشركة لم يسدد عجز أصولها الذي يتحمله‪.‬‬
‫_ عندما تقضي المحكمة بسقوط األهلية التجارية تحدد مدة هذا اإلجراء في خمس سنوات‪ .‬كما يمكن‬
‫أن تشمل حكمها بالنفاذ المعجل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الموانع االتفاقية‬
‫_ يقصد بالموانع االتفاقية الشروط التي تتضمن التزاما بعدم القيام بعمل وهو التزام سلبي مصدره‬
‫اتفاق األطراف وتعرف بشروط عدم المنافسة‪.‬‬
‫_ ويقصد بشرط عدم المنافسة االتفاق الذي بمقتضاه يلتزم أحد األشخاص بأال يؤسس مشروعا‬
‫منافسا للمتعاقد اآلخر وأال يعمل في مؤسسة منافسة وكذا التزام مؤجر العقار الذي يحتضن‬
‫األصل التجاري بعدم منافسة مالك األصل التجاري‪ ،‬ثم شرط التوزيع الحصري‪ ،‬والتزام الوكيل‬
‫التجاري بعدم منافسة موكله‪.‬‬
‫_ والهدف من هذه الشروط هو الحفاظ على الزبائن لفائدة لمن تقررت هذه الشروط لمصلحتهم‬
‫كأرباب العمل والمشترين أو المكترين األصول ‪...‬ومن شان هذه الشروط أن تمس بحرية العمل‬
‫وكذلك حرية المبادرة في المجال الصناعي والتجاري وهو مبدأ دستوري‪.‬‬
‫‪ _1‬التزام األجير بعدم منافسة رب العمل (التاجر) ‪:‬‬
‫• يقصد بعدم المنافسة في هذا اإلطار التزام األجير باال يؤسس مشروعا منافسا لرب العمل –‬
‫التاجر – وأال يعمل في مؤسسة منافسة ‪.‬وبالتالي فانه يصب في مصلحة التاجر ألنه من شانه‬
‫حماية مشروعه من أية منافسة محتملة قد تضر بمصالحه ‪.‬‬
‫• إن هذا الشرط من شأنه اإلضرار بحقوق األجير إذا لم يتم تحديد نطاق ممارسته بدقة‪ .‬لذا يجب‬
‫تقييده من حيث المكان والزمان ونوع النشاط ‪.‬‬
‫‪ _2‬التزام الوكيل التجاري بعدم منافسة التاجر(الموكل)‪:‬‬
‫إن مدونة التجارة نصت على التزام الوكيل التجاري بعدم منافسة موكله التاجر‬
‫بعد انتهاء عقد الوكالة التجارية طبقا للمادة ‪ 403‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫غير أن هذا الشرط ال يصح سوى لمدة أقصاها سنتان من تاريخ إنهاء العقد‪ ،‬رغم‬
‫وجود أي شرط مخالف‪.‬‬
‫‪ _3‬التزام مكري العقار الذي يحتضن األصل التجاري بعدم منافسة صاحب هذا‬
‫األصل‪:‬‬
‫إن شرط عدم المنافسة هو التزام سلبي مضمونه عدم القيام بعمل معين خالل وقت‬
‫محدد وفي نطاق مكاني محدد ‪ .‬وبالتالي فإن اإلخالل به يشكل إخالال بالتزام‬
‫تعاقدي ويرتب مسؤولية عقدية تتجلى في فسخ العقد والتعويض‪ .‬لذلك يلجأ‬
‫التاجر صاحب األصل التجاري إلى إدراج شرط عدم المنافسة من طرف المكري‬
‫مالك العقار من أجل تفادي تأسيس هذا األخير ألصل تجاري مشابه في نوعية‬
‫النشاط‪ ،‬خالل مدة زمنية معينة وفي مكان معين‪ .‬وكذلك يتمثل شرط عدم المنافسة‬
‫في التزام مالك العقار بأال يعمد إلى كراء محل آخر مجاور للمحل األول المكترى‬
‫للتاجر للغير من أجل مزاولة نشاط مشابه‪.‬‬
‫‪_4‬شرط التوزيع الحصري‪:‬‬
‫قد يتفق التاجر مع صانع على أن ال يبيع الصانع منتجاته لغير التاجر او ان ال يشتري التاجر نفس‬
‫نوع المنتجات من غير الصانع وكذلك بأن ينفرد التاجر بحق توزيعها‪ .‬ومثل هذه الشروط تعد‬
‫صحيحة شريطة تقيدها من حيث الزمان والمكان‪.‬‬
‫ومن تطبيقات هذا الشرط ما يعرف باتفاق المشروبات الكحولية أو غير الكحولية حيث يلتزم‬
‫صاحب األصل التجاري المخصص لتوزيع هذه المشروبات اتجاه المصنع أو المنتج على أال يبيع‬
‫في أصله التجاري مشروبات أخرى عائدة لمصنع آخر‪ ،‬بل المشروبات الصادرة فقط عن المصنع‬
‫المتعاقد معه‪ ،‬وذلك بطبيعة الحال مقابل مساعدات مالية‪.‬‬
‫‪ _5‬االتفاقات الصناعية والتجارية من أجل تنظيم اإلنتاج والتوزيع‪:‬‬
‫وهي اتفاقات تعتقد بين الصناع أو بين التجار من اجل تنظيم وضبط كمية اإلنتاج وتصريف‬
‫وتوزيع السلع والبضائع وكذلك تحديد الزمان والمكان‪ .‬ولهذه االتفاقات فائدتها في عالج مساوئ‬
‫الحرية االقتصادية بيد انه يخشى أن تؤدي إلى إنشاء احتكارات فعلية أو على األقل توجيه‬
‫االقتصاد لحماية مصالح خاصة‪ .‬لذلك فمثل هذه االتفاقات ال تكون صحيحة إذا كانت تلجا إلى‬
‫التفاهم وإبرام اتفاقات تتوافق على وضع آليات للحد من المنافسة أو إزالتها‪.‬‬
‫االلتزامات المترتبة عن اكتساب‬
‫صفة التاجر‬
‫• بمجرد ما يكتسب الشخص الطبيعي أو المعنوي صفة التاجر‪ ،‬يصبح‬
‫مخاطبا بأحكام القانون التجاري‪ ،‬و بالتالي خاضعا للعديد من االلتزامات‬
‫المهنية‪ ،‬مثل التعامل بالشيك و تحرير الفاتورات خصوصا في المعامالت‬
‫المهمة أو ذات رقم أعمال معين‪ .‬كما يصبح التاجر ملزما أيضا باحترام‬
‫قانون المنافسة المشروعة و ذلك بابتعاده عن األعمال و التصرفات التي‬
‫تشكل منافسة غير مشروعة اتجاه زمالئه من التجار اآلخرين‪ .‬كما يلتزم‬
‫التاجر أيضا بأداء الضرائب الواجبة على التجار كأشخاص طبيعية أو‬
‫معنوية عن األنشطة المزاولة من طرفهم باإلضافة إلى االنخراط في‬
‫صندوق الضمان االجتماعي والتصريح بالعمال والمستخدمين الذين‬
‫يشتغلون لديه مع أداء واجب االنخراطات باعتباره مؤجرا أو رب عمل‪.‬‬
‫كذلك يلتزم بالتأمين ضد حوادث الشغل و األمراض المهنية لصالح‬
‫العمال والمستخدمين خصوصا في األنشطة ذات التأمين اإلجباري‪.‬‬
‫• يرتب القانون على التجار سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أم اعتباريين‬
‫(شركات) جملة من االلتزامات بهدف تنظيم الحرفة التجارية وتدعيم‬
‫الثقة واالئتمان بين التجار‪.‬‬
‫• ومن أهم هذه االلتزامات‪:‬‬
‫_ التسجيل في السجل التجاري‬
‫_ مسك المحاسبة والمحافظة على المراسالت‬
‫_ االلتزام بفتح حساب بنكي‬
‫_االلتزام بأداء الضرائب‬
‫_االلتزام بتحرير الفاتورة‬
‫االلتزام بالقيد في السجل التجاري‬
‫‪Immatriculation au registre de commerce‬‬

‫• تعريف‪ :‬السجل التجاري هو دفتر يضم بيانات التجار تخصص فيه‬


‫صفحة لكل تاجر‪ ،‬تضمن فيه بيانات عنه وعن نشاطه‪.‬‬
‫• فهو أداة رسمية تمسكها كتابة الضبط بالمحكمة التجارية في المدن‬
‫المتواجدة فيها وفي حدود دائرتها‪ ،‬وبالمحكمة االبتدائية خارج دائرة‬
‫المحكمة التجارية‪ ،‬في المدن التي ال تتواجد فيها المحاكم التجارية ويقيد‬
‫فيه التجار والشركات التجارية مغاربة وأجانب لتمكين الغير من‬
‫معلوماتهم ونشاطهم المزاول‪.‬‬
‫• ويهدف إلى تحقيق الشهر والعالنية بخصوص التجار ونشاطهم التجاري‬
‫عن طريق توضيح وبيان أحوال التجار وأوضاعهم القانونية والمالية‪.‬‬
‫أنواع السجل التجاري‬

‫يتكون السجل التجاري من سجالت محلية وسجل مركزي حسب المادة ‪ 27‬من‬
‫مدونة التجارة‪.‬‬
‫❑ ‪ _1‬السجل التجاري المركزي‪ :‬يمسك هذا السجل من طرف اإلدارة المكلفة‬
‫بالتجارة‪.‬‬
‫❑ حسب المادة ‪ 33‬من مدونة التجارة يرمي السجل التجاري المركزي إلى مركزة‬
‫المعلومات الواردة في مختلف السجالت المحلية الموجودة لدى المحاكم في‬
‫مجموع التراب الوطني‪.‬‬
‫❑ وكذا تسليم الشهادات المتعلقة بتقييدات أسماء التجار والتسميات التجارية‬
‫والشعارات وكذا الشهادات والنسخ المتعلقة بالتقييدات األخرى المسجلة فيه‪.‬‬
‫❑ القيام بعملية النشر سنويا للمعلومات الخاصة بالتجار والتسميات والشعارات‬
‫التجارية التي توصلت بها مصلحة السجل المركزي‪.‬‬
‫❑ ويعتبر هذا السجل عموميا يتم االطالع عليه من خالل المنصة االلكترونية‬
‫إلحداث المقاوالت بطريقة إلكترونية ومواكبتها حسب المادة ‪ 32‬من مدونة‬
‫التجارة‪.‬‬

‫• وبالرجوع إلى المادة ‪ 31‬من مدونة التجارة نجد أنها تنص على ما يلي ‪:‬‬
‫”يمسك السجل التجاري المركزي المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية‪.‬‬

‫➢ المكتب المركزي للملكية الصناعية هو مؤسسة عمومية مقرها بالدار البيضاء ‪.‬‬
‫ومن مهامه تجميع بيانات السجالت المحلية بتلقيه النظائر والمستندات منها أخر‬
‫كل شهر‪.‬‬
‫❑ ‪ _2‬السجالت التجارية المحلية‪ :‬هي عبارة عن سجل ممسوك بكتابة ضبط‬
‫المحكمة المختصة تحت إشراف رئيس المحكمة أو قاض معين من طرفه كل سنة‬
‫لهذا الغرض وذلك وفقا لمقتضيات المادة ‪ 28‬من مدونة التجارة وهو نوعان‪:‬‬
‫أ_سجل ترتيبي‪ :‬أو السجل العام‪ ،‬وتدون فيه جميع التصريحات الواردة عليه سواء‬
‫من التجار أو الشركات التجارية ترتب حسب التلقي‪ ،‬ويعطى له رقم من قبل‬
‫كتابة الضبط إلى آخر السنة فيبدأ ترقيم جديد‪.‬‬
‫ب_ سجل تحليلي‪ :‬تسجل فيه المعلومات بشكل مفصل‪ ،‬حيث تخصص صفحتان لكل‬
‫تاجر أو شركة تجارية مع إعطائه رقما تحليليا مزدوجا للتجار وأحاديا‬
‫للشركات التجارية ‪ .‬وتبقى األرقام التحليلية متسلسلة إلى ما ال نهاية لعدم‬
‫تكرار األرقام‪.‬‬
‫وظائف السجل التجاري‬

‫‪ -1‬الوظيفة اإلخبارية واإلشهارية‪:‬‬


‫يضع رهن إشارة كل من له المصلحة أن يحصل على كل المعلومات‬
‫عن التاجر والنشاط والرهون والحجوزات واالئتمان ووضعية التسيير‬
‫بناء على تكريس المشرع بعالنية السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬الوظيفة االقتصادية‪:‬‬
‫االعتماد علي المعلومات التي تمد بها مكاتب السجالت التجارية‬
‫الجهات المسؤولة عن وضعيات التجار الطبيعيين والمعنويين ألخذ‬
‫تصور شامل للتوجه االقتصادي والتخطيط بكل نجاعة وبالتالي رسم‬
‫سياستها االقتصادية وفق معطيات دقيقة ورسمية‪.‬‬
‫‪ -3‬الوظيفة القانونية‪:‬‬
‫ان القيد في السجل التجاري يعد مجرد قرينة بسيطة إلثبات صفة التاجر‪ .‬بمعنى أن‬
‫القيد له فقط أثر االشهار والعالنية‪.‬‬
‫أ_ حجية التسجيل اتجاه التاجر‪ :‬فالتسجيل في السجل التجاري هو قرينة بسيطة على‬
‫اكتساب الشخص المقيد صفة التاجر‪ ،‬أي ليس دليال قويا على أنه تاجر‪ .‬فالمادة‬
‫‪ 58‬من مدونة التجارة تفترض على كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في‬
‫السجل التجاري اكتساب صفة التاجر مع ما يترتب عنها من نتائج ما لم يثبت‬
‫خالف ذلك‪.‬‬
‫ب_ حجية التسجيل اتجاه الغير‪ :‬ال يجوز للملزم بالتقييد في السجل التجاري ولم‬
‫يفعل أن يحتج بصفته التجارية أمام الغير‪ .‬ويمكن االحتجاج بالبيانات المسجلة‬
‫من طرف التاجر في مواجهة الغير‪ .‬رغم ذلك يبقى ملزما بالتزاماته المترتبة عن‬
‫صفته تاجرا بحسب المادة ‪ 59‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫وللسجل التجاري وظائف قانونية مهمة تتمثل في ما يلي‪:‬‬
‫للسجل التجاري أثر منشئ فيما يتعلق بحماية الحق في استعمال االسم‬
‫أو العنوان التجاري‬
‫يفترض علم كافة الناس بالبيانات المدرجة في السجل التجاري‪.‬‬
‫للشخص المقيد أن يحتج أمام الغير بالبيانات المدرجة فيه‪ ،‬أما تلك التي‬
‫لم تسجل فال يمكنه االحتجاج بها أمام الغير الذي يمكنه إثباتها بكافة‬
‫الوسائل‪.‬‬

‫‪ -4‬الوظيفة االحصائية‪ :‬يخول السجل التجاري إمكانية التعرف على‬


‫عدد التجار‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬وكافة المحالت والفروع التي تشتغل‬
‫بالمغرب سواء منها المحلية أو الوطنية أو األجنبية‪.‬‬
‫االلتزام بمسك محاسبة منتظمة‬
‫والمحافظة على المراسالت‬

‫حسب المادة ‪19‬من القانون رقم ‪ 95-15‬يتعين على كل تاجر أن يمسك محاسبة‬ ‫❑‬
‫منتظمة طبقا ألحكام القانون رقم ‪ 88-9‬الصادر بتاريخ ‪.1992-12-25‬‬
‫إن االلتزام بمسك المحاسبة له أهميته من جانبين ‪:‬‬ ‫❑‬
‫المحاسبة تقدم للتاجر أو المسير نظرة مالية واقتصادية تمكنه من التسيير المحكم‬ ‫❑‬
‫لنشاطه‪.‬‬
‫للمحاسبة وظيفة إثبات اتجاه الزبون واإلدارة المختصة بالمراقبة الضريبية‪.‬‬ ‫❑‬
‫مسك المحاسبة المنتظمة عبارة عن دفاتر يقوم فيها التاجر بتدوين كل معلوماته‬ ‫❑‬
‫التجارية المتمثلة في ما له من حقوق وما عليه من ديون‪ .‬وتسمى هذه األخيرة بالدفاتر‬
‫التجارية ‪.‬‬
‫لها أهمية بالنسبة للتاجر‪ ،‬حيث هي الوسيلة التي يتمكن من خاللها التاجر من معرفة‬ ‫❑‬
‫نجاحه في أعماله ومركزه الحالي ‪ .‬فإذا كانت هذه الدفاتر منتظمة يمكنه أن يدفع عن‬
‫نفسه خطر الوقوع في اإلفالس بالتدليس أو التقصير وإثبات حسن النية و سالمة‬
‫تصرفاته‪ ،‬وتبيان في حالة افالسه أنه جاء لسوء الحظ والظروف الطارئة‪.‬‬
‫مدلول القواعد المحاسبية‬

‫❑ يقصد بالمحاسبة”تقنية تسمح بتسجيل عبر وحدات نقدية حركية‬


‫القيم المخصصة في الذمة المالية للمؤسسة(المقاولة) وكذلك النتائج‬
‫اإلجمالية لالستغالل خالل مدة معينة‪.‬‬
‫❑ وتولى ظهير ‪ 25‬دجنبر ‪ 1992‬تحديد تنظيم القواعد المحاسبية‪ .‬فقد‬
‫نصت الفقرة الثانية من الفصل األول على ما يلي‪” :‬وعليه لهذه‬
‫الغاية أن يسجل في محاسبته جميع الحركات المتعلقة بأصول‬
‫وخصوم منشأته مرتبة لتسلسلها الزمني‪ ،‬عملية عملية‪ ،‬ويوما‬
‫بيوم“‪.‬‬
‫❑ ويتم هذا التسجيل بطبيعة الحال عبر وسائل مساعدة‪ ،‬هي ما يصطلح‬
‫عليها بالوثائق المحاسبية‪.‬‬
‫الوثائقًالمحاسبية‬
‫‪Les documents comptables‬‬

‫• القوائم التركيبية‬ ‫• الدفاتر المحاسبية ‪Les‬‬


‫السنوية ‪documents Les‬‬ ‫‪livres comptables‬‬
‫‪de synthèse‬‬
‫❖ الدفتر اليومي ‪Le livre‬‬
‫❖ الموازنة ‪Le bilan‬‬ ‫‪journal‬‬
‫❖ حساب العائدات والناتج ‪Le‬‬ ‫❖ دفتر األستاذ ‪Le grand‬‬
‫‪compte de résultat‬‬ ‫‪livre‬‬
‫❖ المعلومات‬ ‫❖ دفتر الجرد أو االحصاء ‪Le‬‬
‫التكميلية ‪L’annexe‬‬ ‫‪livre inventaire‬‬
‫أنواع الدفاتر التجارية‬

‫الدفاتر المحاسبية‪ :‬وهي ثالثة أنواع ‪:‬‬


‫أ_ الدفتر اليومي‪ :‬هو أهم الوثائق المحاسبية واألكثر بيانا لحقيقة‬
‫المركز المالي للتاجر أو للمقاولة‪ ،‬تقيد فيه جميع المعامالت‬
‫التجارية اليومية ‪ .‬وهو وسيلة قوية لإلثبات‪.‬‬
‫ب_ الدفتر الكبير أو االستاذ‪ :‬حددته المادة ‪ 2‬من مدونة التجارة‪،‬‬
‫حيث تجمع فيه القيود التي تمت في الدفتر اليومي يتم فيه‬
‫التسجيل وفق قائمة حسابات التاجر على الشكل التالي ‪:‬‬
‫❖ أقسام لحسابات وضعية المنشأة التجارية ”حسابات التمويل‬
‫الدائم وحساب األصول والخصوم وحسابات الخزينة“‪.‬‬
‫❖ قسم لحسابات اإلدارة والتدبير ”حسابات التكاليف والعائدات‬
‫والناتج"‪.‬‬
‫ت_ دفتر الجرد أو اإلحصاء‪ :‬تقيد فيه موازنة كل دورة‬
‫محاسبية وحساب عائداتها وتكاليفها‪ .‬ألزم المشرع التاجر‬
‫به‪ ،‬ويتضمن قيمة عناصر أصول المنشأة وخصومها على‬
‫األقل مرة في السنة في آخر كل دورة محاسبية‪ .‬ويجب‬
‫إيداع هذا الدفتر بكتابة الضبط لتوقيعها وترقيمها قبل العمل‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ _2‬القوائم التركيبية السنوية‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 4‬من القانون ‪ 9-88‬المتعلق بالقواعد المحاسبية‬
‫الواجب على التجار العمل بها ال يلزم بها إال التجار الذين‬
‫يتعدى رقم أعمالهم سبعة ماليين ونصف مليون درهم‪.‬‬
‫أ_ مشتمالت القوائم التركيبية‪ :‬حسب الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 9‬من قانون المحاسبة‬
‫تتركب من‪:‬‬
‫➢ الموازنة‪ :‬تتضمن األصول والخصوم التي تحدد التطور المالي للتاجر خالل‬
‫الدورة المحاسبية‪ ،‬مع إبراز التمويل الذاتي ضمن الخصوم‪.‬‬
‫➢ حسابات وعائدات وتكاليف الدورة المحاسبية‬
‫➢ قائمة أرصدة اإلدارة‬
‫➢ جدول التمويل‬
‫➢ قائمة المعلومات التكميلية‪ :‬يراد بها تكملة وشرح المعلومات الواردة في‬
‫الموازنة وحسابات العائدات والتكاليف‪ ،‬مع وصف وتبرير التغييرات التي قد‬
‫تطرأ على القوائم التركيبية وطريقة التقويم المتبعة خالل دورة محاسبية‪.‬‬
‫ب‪ :‬إشهار القوائم التركيبية‪ :‬ويتم ذلك عن طريق ايداعها بكتابة ضبط المحكمة‬
‫التجارية داخل أجل أقصاه ثالثة أشهر من تاريخ انتهاء الدورة المحاسبية‪.‬‬
‫تنظيم الوثائق المحاسبية‬
‫• تخضع الوثائق المحاسبية لتنظيم شكلي‪ .‬كما يتم االحتفاظ بها لمدة‬
‫معينة‪ .‬ويتعرض التاجر لجزاءات في حالة االخالل بالتنظيم القانوني‬
‫للوثائق المحاسبية‪.‬‬

‫‪ -1‬التنظيم الشكلي للوثائق المحاسبية‪:‬‬


‫تخضع الوثائق المحاسبية ألحكام خاصة تنظمها وفق القانون المتعلق‬
‫بالقواعد المحاسبية الذي يلزم التجار بمسكها والتعامل بها ضمانا لحسن‬
‫تنظيم تلك الوثائق وتأمين صفة البيانات والمعلومات الواردة فيها‪ .‬لذلك‬
‫قررت المادة ‪ 8‬من قانون المحاسبة إخضاع تلك الوثائق لتنظيم شكلي‪،‬‬
‫يتعلق بترقيم صفحات الدفتر اليومي ودفتر األستاذ‪ .‬ويرجع ذلك ألهمية‬
‫تلك الوثائق في االثبات أمام المحاكم أو في تقدير الضرائب أو بيان‬
‫المركز المالي للتاجر‪.‬‬
‫• حسب المادة ‪ 8‬من نفس القانون‪ ،‬يتم ترقيم وتوقيع‬
‫الدفاتر المحاسبية من طرف كتابة ضبط المحكمة‬
‫لموقع نشاط التاجر‪ .‬ويتم هذا اإلجراء بدون مقابل‪،‬‬
‫حيث يعطى لكل دفتر رقم خاص يدون في سجل خاص‬
‫يبقى محتفظا به بمقر المحكمة‪.‬‬

‫• كما ألزم المشرع تقييد العمليات في الدفاتر المحاسبية‬


‫بحسب تاريخ وقوعها دون ترك أي بياض أو فراغ‪.‬‬
‫كما أجاز استعمال أي وسيلة في الكتابة دون التقيد‬
‫بأي شكل خاص‪.‬‬
‫طرق استعمال الوثائق المحاسبية في االثبات‬

‫❖ حددت المادة ‪ 22‬من مدونة التجارة أساليب استعمال‬


‫الوثائق المحاسبية في االثبات حيث أكدت على أنه‪”:‬يجوز‬
‫للمحكمة أثناء الدعوى أن تأمر تلقائيا أو بناء على طلب أحد‬
‫األطراف بتقديم الوثائق المحاسبية أو باإلطالع عليها“‪.‬‬
‫❖ هناك أسلوبان الستعمال الوثائق المحاسبية وهما التقديم‬
‫واإلطالع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التقديم‬

‫❖حسب مقتضيات المادة ‪ 22‬من مدونة التجارة يتم تقديم الوثائق المحاسبية‬
‫إلى المحكمة إما تلقائيا أو بناء على طلب أحد أطراف الدعوى‪.‬‬
‫❖حددت المادة ‪ 23‬مفهوم التقديم‪ ،‬حيث جاء فيها أن‪” :‬التقديم هو استخراج‬
‫من المحاسبة للمحررات فقط التي تهم النزاع المعروض على المحكمة“‪.‬‬
‫❖يقصد بالتقديم إطالع المحكمة على البيانات التي تهم النزاع فقط‪ ،‬ويكون‬
‫اإلطالع إما مباشرة من القاضي أو بواسطة خبير ينتدب لهذه الحكمة‪.‬‬
‫❖في حالة إذا رفض التاجر تقديم وثائقه المحاسبية إلى المحكمة فإنه يمكن‬
‫للمحكمة أن توجه اليمين المتممة إلى الخصم لتأكيد ادعاءاته طبقا لمقتضيات‬
‫المادة ‪ 25‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫❖وقد سعى المشرع من هذا المقتضى إلى التلطيف من عبء اإلثبات على‬
‫الخصم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االطالع‬
‫• يقتضي اإلثبات بواسطة الوثائق المحاسبية‪ ،‬التمحيص والتحقق من‬
‫البيانات المدرجة فيها‪ ،‬باالطالع عليها من طرف الخصم‪ .‬وهذا االطالع‬
‫يتم إما بحسب اتفاق األطراف أو بالطريقة التي تحددها المحكمة‪.‬‬
‫• االطالع هو تخلي التاجر عن وثائقه المحاسبية للخصم‪ ،‬من أجل‬
‫التحقق من البيانات والمعلومات المدرجة فيها‪ ،‬ونظرا للمساس بأسرار‬
‫التاجر تدخل المشرع لتحديد مسألة اللجوء إليه وذلك من خالل‬
‫المادة‪ 24‬من مدونة التجارة ‪ ":‬االطالع هو العرض الكامل للوثائق‬
‫المحاسبية‪ ،‬وال يجوز أن يؤمر به إال في قضايا التركة أو القسمة أو‬
‫التصفية القضائية‪ ،‬وفي غير ذلك من الحاالت التي تكون فيها الوثائق‬
‫مشتركة بين األطراف"‪.‬‬
‫• التعداد الذي أورده المشرع جاء على سبيل الحصر‪ ،‬وال يجوز التوسع‬
‫فيه‪.‬‬
‫حاالتًاالطالع‬

‫‪_1‬حالة التركة‪:‬‬
‫غالبا ما يجهل الورثة حقوق والتزامات التاجر المتوفي‪ ،‬لذلك تعد الوثائق‬
‫المحاسبية الوسيلة الناجحة لمعرفة حقوقهم في التركة‪ ،‬وكذلك معرفة التزامات‬
‫التركة‪.‬‬
‫‪_2‬حالة قسمة األموال المشتركة‪:‬‬
‫عندما يكون هناك نشاط تجاري مشترك بين تاجرين‪ ،‬مثل أصل تجاري أو شركة‪،‬‬
‫فإنه يجوز ألحد األطراف في حالة قسمة األصل التجاري أو تصفية الشركة‪ ،‬توجيه‬
‫طلب للقضاء من أجل السماح له باالطالع على الوثائق المحاسبية لمعرفة‬
‫الوضعية المالية للنشاط التجاري الذي تتم قسمته‪ ،‬من أجل معرفة حقوقه‬
‫وأرباحه‪.‬‬
‫• ‪_3‬حالة التسوية أو التصفية القضائية‪:‬‬
‫• في حالة توقف التاجر أو الشركة التجارية عن دفع الديون التجارية‪ ،‬فإنه‬
‫يتم اللجوء إلى مسطرة معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬وهي مسطرة تقتضي‬
‫فتح تسوية قضائية إذا كانت الوضعية المالية للتاجر أو للشركة قابلة‬
‫للتقويم والتصحيح‪ ،‬أو فتح تصفية قضائية‪ ،‬إذا كانت في وضعية ميؤوس‬
‫منها ومفككة بكيفية ال رجعة فيها‪.‬‬
‫• ففي كلتا الحالتين‪ ،‬يمكن للسنديك الذي تعينه المحكمة لهذا الغرض‪ ،‬االطالع‬
‫على الوثائق المحاسبية للتاجر أو للشركة‪ ،‬وذلك من أجل التحضير لقرار مخطط‬
‫االستمرارية أو قرار التفويت‪.‬‬
‫• ‪ _4‬حالة اشتراك الوثائق المحاسبية بين األطراف ‪:‬‬

‫هي الحالة التي تتعلق بقسمة األموال المشتركة الناتجة عن الزواج‪ ،‬الذي‬
‫يقوم على وحدة األموال‪ ،‬ذلك أنه في حالة انقضاء العالقة الزوجية تتم‬
‫قسمة األموال المشتركة‪ ،‬وبالتالي يكون لكال الزوجين حق االطالع على‬
‫الوثائق المحاسبية التي قد تكون بحوزة أحدهما‪.‬‬
‫جزاء اإلخالل بالتنظيم القانوني للوثائق المحاسبية‬

‫• يترتب على االخالل بالتنظيم القانوني للوثائق المحاسبية جزاءات مدنية‬


‫وأخرى جنائية‪.‬‬
‫‪ -1‬الجزاءات المدنية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا لم يمسك التاجر الوثائق المحاسبية أو أمسكها بطريقة غير‬
‫منتظمة‪ ،‬فإنه يتعرض لجزاءات مدنية مثل‪:‬‬
‫‪ o‬الجزاء المنصوص عليه في المادة ‪ 706‬من مدونة التجارة والمتعلق‬
‫بوجوب فتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية تجاه كل مسؤول‬
‫يمكن أن تثبت في حقه إحدى الوقائع التالية‪:‬‬
‫➢ مسك محاسبة وهمية أو العمل على إخفاء وثائق محاسبة الشركة أو‬
‫االمتناع عن مسك كل محاسبة موافقة للقواعد القانونية‪.‬‬
‫➢ المسك بكيفية واضحة‪ ،‬لمحاسبة غير كاملة أو غير صحيحة‪.‬‬
‫‪ o‬الجزاء المنصوص عليه في المادة ‪ 712‬من مدونة التجارة‬
‫والمتعلق بسقوط األهلية التجارية عن كل شخص طبيعي‬
‫تاجر أو عن كل حرفي تثبت في حقه أحد األفعال التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إغفال مسك محاسبة وفقا للمقتضيات القانونية‬

‫‪ -‬العمل على إغفال كل وثائق المحاسبة أو البعض منها ‪...‬‬

‫وذلك بمقتضى حكم قضائي‪.‬‬


‫‪ -2‬الجزاءات الجنائية‪:‬‬
‫• بالرغم من عدم وجود أي جزاء جنائي مقرر على مخالفة وجوب مسك‬
‫الوثائق المحاسبية في مدونة التجارة‪ ،‬إال أنه يمكن الحديث عن هذا النوع‬
‫من الجزاءات في قوانين أخرى‪.‬‬
‫• القانون الجنائي يعاقب على جريمة التزوير والتحريف في الوثائق‬
‫المحاسبية‪.‬‬
‫• القانون المتعلق بشركات المساهمة في المادة ‪ 386‬منه ‪ :‬يعاقب بغرامة من‬
‫‪ 20.000‬إلى ‪ 200.000‬درهم أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير‬
‫لشركة مساهمة لم يعدوا برسم كل سنة مالية الجرد والقوائم التركيبية‬
‫وتقرير التسيير‪.‬‬
‫• مدونة التجارة تنص في المادة ‪ 754‬منها على‪:‬‬
‫• يدان بالتفالس في حال افتتاح التسوية أو التصفية القضائية‬
‫األشخاص المشار إليهم في المادة ‪ 736‬أعاله الذين تبين أنهم‬
‫ارتكبوا أحد األفعال التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬قاموا إما بعمليات شراء قصد البيع بثمن أقل من السعر الجاري أو‬
‫لجأوا إلى وسائل مجحفة قصد الحصول على أموال بغية تجنب أو‬
‫تأخير فتح مسطرة المعالجة؛‬
‫‪ .2‬اختلسوا أو أخفوا كال أو جزءا من أصول المدين؛‬
‫‪ .3‬قاموا تدليسيا بالزيادة في خصوم المدين؛‬
‫‪ .4‬قاموا بمسك حسابات وهمية أو أخفوا وثائق حسابية للمقاولة أو‬
‫الشركة أو امتنعوا عن مسك أي حسابات رغم أن القانون يفرض‬
‫ذلك‪.‬‬
‫الحقوقًالمترتبةًعنًاكتسابًصفةً‬
‫التاجر‬
‫يمكن إجمال هذه الحقوق في ما يلي ‪:‬‬
‫حق اكتساب األصل التجاري‬
‫حق التقاضي أمام المحاكم التجارية من أجل التمتع بالمزايا التي يقدمها هذا‬
‫النوع من المحاكم‪.‬‬
‫حق االستفادة من التقادم القصير من أجل التملص من االلتزامات المفروضة‬
‫على التجار‬
‫حق العضوية داخل غرف التجارة والصناعة والخدمات‬
‫حق اإلدراج المسبق في العقد التجاري كتابة لشرط التحكيم قبل النزاع‬
‫التجاري‬
‫حق التخلي عن األصل التجاري في صورة إدارة حرة‬
‫حق التاجر في التمسك بالوثائق المحاسبية كدليل لصالحه حينما تكون‬
‫متطابقة مع نظير يوجد بين يدي خصمه‪.‬‬

You might also like