Professional Documents
Culture Documents
إعداد الطلبة:
تحت إشراف:
أمال التجاني
د.فتوح محمد امام سباعنة
ناصر الطل
سندس كوباشي
غزالن لغليمي
يتأسس
مما جعلها تمثّل نواة ّ
تستقطب الشركات رؤوس أموال ضخمة قد تعجز إمكانية الفرد الواحد عن توفيرها ّ
يهم المساهمين فقط إلى عنصر من
مجرد هيكل اقتصادي ّحولها من ّ عليها ما يعرف بنظام اقتصاد السوق ،األمر الذي ّ
لنمو تولي
ألي دولة تطمح ل ّ
التشريعية ّ
ّ قوة االقتصاد التي يجب المحافظة عليها ودعمها وهو ما جعل السياسة
عناصر ّ
يهدد
ألي فعل من شأنه أن ّ
المجرمة ّ
ّ أهمية قصوى لهذا الهيكل وتسعى لتنظيمه وحمايته بواسطة الّنصوص القانونية
ّ
أو يضع في خطر استمرارية الشركة ووجودها.
المشرع المغربي للشركة استقاللية عن المساهمين فيها بإكسابها للشخصية القانونية إذ
ّ ولهذا الغرض ضمن
ذمة مالية منفصلة عن ذمم المساهمين فيها تتمثل فيما للشركة من حقوق وما عليها من التزاماتّ .
لكن أصبح لها ّ
هذه الشخصية تظل اعتبارية نظ ار لعدم قدرتها على التسيير والدفاع عن مصالحها لذلك كان من الضروري أن تلجأ إلى
التصرف باسمها وتسييرها مع الحفاظ على مصلحتين :من جهة ،مصلحة الشركة والمتمثلة
ّ أشخاص طبيعيين يتولون
في ضرورة المحافظة على إمكانياتها المالية ووجودها.
كل مساهم ومن جهة أخرى ،مصلحة الشركاء والمتمثلة في تحقيق األرباح المأمولة من وراء تأسيسها إذ ّ
أن هدف ّ
كل سنة مالية أو في فترات متباعدة.
دورية أي في نهاية ّ
الربح سواء بصفة ّ شريك هو الحصول على ّ
وهنا يستغل البعض من مسيري الشركات ما يتمتعون به من قدرات وآليات في مغالطة المساهمين والدائنين والغير
وبذمتها المالية
عامة ّ
طيعة لممارسة النشاطات االحتيالية وهو ما يضر بها بصورة ّ
األمر الذي يجعل الشركة “أداة ّ
خاصة.
بصفة ّ
العام لدائنيها
تمول بها نشاطها والضمان ّالذمة المالية للشركة من أهمية باعتبارها األداة التي ّ
مما تكتسيه ّ
وانطالقا ّ
ولما كان رأس المال يم ّثل جزءا من
يؤدي إلى المساس بهاّ .كل فعل ّالمشرع إلى حمايتها جزائيا من خالل زجر ّ
ّ سعى
كل توزيع ألرباح وهمية.
خاصة من خالل تجريمه ّ
المشرع بحماية ّ
ّ خصه
الذمة المالية للشركة ّ
ّ
إلى أي حد توفق المشرع المغربي من خالل قانون الشركات والقانون الجنائي من وضع قواعد قانونية تجرم توزيع
األرباح الوهمية في الشركات ؟
Page 1
المبحث األول :أحكام العامة لجريمة توزيع أرباح وهمية
سنتطرق من خالل هذا المبحث للحديث عن ماهية جريمة توزيع االرباح الوهمية(المطلب األول) ومن ثم سنتناول
في هذا المطلب سوف يتم الحديث عن تعريف جريمة توزيع أرباح وهمية ( الفقرة األولى) ثم تمييزها عن بعض
إن تحقيق األرباح يبقى هو الهدف األساسي لكل شركة تجارية ،وتزداد أهمية هذا الهدف في إطار شركة المساهمة
حيث يتم توزيع األرباح على المساهمين .و في غياب هذه األرباح فإنه ال يكون بإمكان أي مساهم الحصول على
حصة من األرباح ،و يبقى غياب هذه األخيرة يشكل خط ار من جانبين فهوخطر على الشركة وفي نفس الوقت خطر
على الغير .فرأس المال يبقى أساسيا تغيير يمس في حياة الشركة ،و يجب أن يبني على حسابات حقيقة بعيدة عن
الخداع ،فكل حقيقة رأسمال الشركة يجعل وضعها غير حقيقي ،وفي هذا اإلطار يأتي توزيع أرباح وهمية كتصرف
حماية هذه األخيرة من مثل هذه التصرفات تدخلت أغلب التشريعات لتجريم القيام بتوزيع أرباح وهمية وعاقبت
عليه.وبالرجوع إلى هذه التشريعات نجدها لم تعرف هذه الجريمة ،واكتفت فقط بذكر عناصرها.
ويمكن القول من وجهة نظرنا بأن جريمة توزيع أرباح وهمية هي كل فعل يقوم به أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير
أو التسيير لشركة المساهمة لتوزيع أرباح غير حقيقية دون أي جرد أو بواسطة جرود تدليسية.
وقد جرم المشرع المغربي هذه الجريمة في المادة 384من قانون 17.95المتعلق بشركات المساهمة ،والمشرع
الجزائري في الفصل 811من الكتاب الخامس الخاص بالشركات من قانون 26شتنبر 1975المعدل القانون رقم
08 -93المتعلق القانون التجاري الجزائري ،كما تناولها المشرع التونسي في الفصل 273من قانون رقم 93
Page 2
الصادر 03نوفمبر 2000المتعلق بقانون الشركات التجارية ،وتطرق إليها المشرع البلجيكي في الفصل 648و
ذلك في البندين األول والثاني من قانون فاتح يناير 2005المنظم للشركات التجارية وأخي ار تناولها المشرع الفرنسي
في الفصل 242 / 6من قانون التجاري 14يوليوز 1966كما ثم تعديله وتتميمه .1كما وتعد جريمة توزيع أرباح
وهمية من الجرائم التي ترتكب أثناء إدارة وتسيير شركات المساهمة ،وهذه الجريمة تتشابه مع بعض الجرائم في
ترتكب جريمة توزيع أرباح وهمية عندما يتم توزيع أرباح غير حقيقية ،وتتحقق هذه األخيرة حينما يتم توزيعها
بالمخالفة للمقتضيات المنصوص عليها في القانون والتي تتعلق بكيفيات توزيع األرباح کما هي محددة في المواد من
326إلى 336من القانون ،17 .95ومن ثم فهي تشترك مع جريمة تقديم حسابات سنوية ال تعطى صورة
صادقة عن نتائج رأسمال الشركة في مجموعة من العناصر .كما تختلف عنها في عناصر أخرى.
فبالنسبة لنقاط التشابه بين الجريمتين فإنهما ترتکبان معا أثناء إدارة الشركة ومن طرف نفس األشخاص ،وهم
أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير ويعاقب عنهما بنفس العقوبة ،كما أنه ال يمكن تصورهما بدون قصد
أما بالنسبة لنقاط االختالف بين الجريمتين فإنهما يختلفان من حيث الفعل المادي المكون لهما .والذي يتحدد في
بينما يتحدد في جريمة نشر أو تقديم حسابات سنوية غير صادقة في فعل النشر أو التقديم لهذه القوائم ،واذا كانت
الجريمتان يلزم لقيامها عنصر القصد فإنه في جريمة نشر أو تقديم الحسابات السنوية غير الصادقة تتطلب عنصر
عکس جريمة نشر أو تقديم حسابات سنوية غير صادقة التي تتحقق بفعل القيام ولو في غياب فعل التوزيع ،وأخي ار
فإنه إذا كان موضوع هذه األخيرة ينصب على الحسابات السنوية -القوائم التركيبية السنوية فإنه موضوع األولى
تشترك جريمة توزيع أرباح وهمية مع جريمة إصدارأسهم بمناسبة الزيادة في رأس مال في كونها ترتكبان من طرف
نفس األشخاص أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركات المساهمة كما يشتركان في كونهما يمسان معا رأس مال
هذه الشركة.
غير أن الجريمتين تختلفان عن بعضهما البعض كثيرا ،فإن كانت جريمة توزيع أرباح وهمية ترتكب بمناسبة إدارة
وتسيير الشركة فإن جريمة إصدار األسهم بمناسبة الزيادة في رأس المال ترتكب بمناسبة تغير رأسمال الشركة
وخاصة أثناء الزيادة فيه ،يترتب عن ذلك اختالف في موضوع الجريمة إذ أن الجريمة األولى تنصب على األرباح
بينما الجريمة الثانية تنصب على األسهم ،كما أنه إذا كانت جريمة توزيع أرباح وهمية ترتكب إما في غياب جرد أو
بناء على جرود تدليسية فإن جريمة إصدار أسهم بمناسبة الزيادة في رأس المالترتكب إما قبل إعداد شهادة المودع
لديه أو دون القيام باإلجراءات السابقة للزيادة في رأس المال بصورة قانونية.
وأخي ار فإنه إذا كان المشرع قد عاقب على الجريمة األولى بعقوبة الحبس من شهر إلى 6أشهر وبغرامة من 100
ألف درهم إلى مليون درهم ( )1000000أو بإحدى هاتين العقوبتين فإنه قد عاقب على الثانية بالغرامة فقط من
4أالف درهم إلى 20ألف درهم .و تضاعفت هذه الغرامة عندما يتم إصدار األسهم دون أن يتم تحرير رأس
مال.
Page 4
المطلب الثاني :منع توزيع أرباح وهمية وأسباب تجريمها
يقصد باألرباح الوهمية أو الصورية هي تلك األرباح التي توزعها الشركة على أساس ميزانية غير صحيحة ،فتوزع
ربحا أعلى من الربح المقدور التصرف فيه طبقا لميزانية موضوعة بحسب النصوص القانونية واالتفاقية ،وقد منع
المشرع هذا التصرف وهو ما سنتطرق له بالتفصيل في الفقرة األولى ،ولهذا المنع بطبيعة الحال أسباب دفعت إلى
يرجع تحديد الربح كما يرى األستاذ اإلدريسي العلمي إلى طريقة حسابه بشكل دقيق للبرهنة على وجوده ،وبالتالي
في هذا اإلطار يجب تصفية أرباح وخسائر الشركة بعد تحرير الموازنة التي يجب أن تحضر في ذات الوقت مع جرد
تضبط الشركة حساب نفقاتها العامة خال السنة المنصرمة ،وتضيف عليه الديون المترتبة عليها ،ثم تحسب مداخيلها
و ما لها من ديون قابلة لالستيفاء ،فتطرح األولى من الثانية حسب مقاييس المحاسبة ومعطيات النظام الجبائي،
ويستخلص بذلك المبلغ الخام لألرباح الذي تخصم منه ما يترتب عليه من ضرائب واقتطاعات ،لتكوين االحتياطي
القانوني.3
وكل توزيع قبل هذه العمليات ،يعتبر توزيعا ألرباح وهمية ،ومن البداهة القول أن تزوير الحسابات بتضخيم المبالغ
وتقليص النفقات هو من قبيل الربح الوهمي ،بل ويخلف جريمة تزوير المحررات التجارية باإلضافة إلى جريمة توزيع
أرباح وهمية.4
بصرف النظر عن األهداف من هذا التوزيع :إيجاد ائتمان وهمي للشركة ،تيسير االكتتاب في الزيادة في رأس المال،
إخفاء نتائج اإلدارة السيئة ،...يبقى المهم لدينا أن هذه األرباح تقتطع في الواقع من رأس المال ،ضمان الدائنين
2عبد االاله الحكيم بناني "تقديم الحصة في الشركة –محاولة تعريف "-رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص سنة 1992ص231
3أحمد شكري السباعي " الوسيط في القانون التجاري المغربي والمقارن الجزء الثاني –الشركات" -
4عبد االاله الحكيم بناني –مرجع سابق -ص231
Page 5
الذي ال يجوز المساس به ،وهذا ما يؤدي حتما إلى تخفيض رأس المال الذي ال يصح إال باتخاذ إجراءات معينة
تشكل نقطة أساسية في التزام الشركاء بتصحيح رأس المال،واعتبر المشرع المغربي توزيع أرباح وهمية جريمة،
ونظمها في إطار المواد 384و 44من القانون 17.95المتعلق بشركات المساهمة ،وذلك لكون أن توزيع األرباح
يكون مشروعا ،ينبغي أن يكون نتيجة لعمليات منجزة ،وعلى هذا فإن توزيع أرباح مستقبلية غير محققة بعد يعتبر
جريمة توزيع أرباح وهمية ،وبالتالي فإنه يثار التساؤل في هذا الصدد حول غاية المشرع من تجريم هذا الفعل وهو
لقد منع المشرع المغربي توزيع أرباح صورية وذلك لعدة أسباب ،أولها أنه يعد استقطاعا من رأس مال الشركة وهذا
خرق صارخ لمبدأ ثبات رأس المال الذي يعد الضمان األدنى للدائنين ،لهذا أوجبت القوانين بقائه ثابتا واالحتفاظ
بموجودات ال تقل عن رأس مال الشركة باعتبارها الضمان الحقيقي للدائنين ،كما أن التوزيع الصوري يعد استرجاعا
لرأس مال الشركة من قبل المساهمين في حال حياة الشركة ،في حين أنه يسترد من قبل المساهمين في حال تصفية
الشركة فقط.
فالتوزيع هو استخدام يخالف الغرض الذي كونت من أجله ،هذا من ناحية ،من ناحية أخرى يعد مساسا بحقوق
الدائنين ألن االستقطاع منه يقلل من ضمانتهم ،كما أنه يعطي انطباع وهمي عن حقيقة المركز المالي للشركة،
إضافة إلى أن االقتطاع من رأس المال وتوزيعه يعتبر تخفيضا له وهذا ال يجوز إال باتباع إجراءات معينة نص عليها
القانون.
وعموما فإن توزيع أرباح صورية أو وهمية يعد اعتداء مباش ار على رأس مال الشركة إضافة إلى أنه يؤدي إلى
إنقاص الضمان العام للدائنين ،لهذا ذهب المشرع إلى تجريم هذا الفعل ألن توزيع أرباح دون أن تكون محققة
بالفعل ،يعني االقتطاع من رأس مال الشركة أو إنقاص أصل من أصولها ،وهذا بدوره يؤدي إلى تبديد أموال الشركة
وبالتالي إلى انهيارها ،كما أن من أسباب التجريم الحفاظ على حقوق الدائنين وعدم اإلضرار بهم كما سبق القول،
Page 6
إضافة إلى إعطاء فكرة خادعة للغير عن المركز المالي للشركة مما يدفع البنوك والشركات إلى التعامل معها ،فضال
الجريمة على حياة الشركة ومصلحة الشركاء ،وكذلك الغير فقد أوجد لها المشرع عقوبة بهدف ردع كل من يحاول
لتحقق جريمة توزيع االرباح الوهمية فأنه يجب أن تتوافر على ركنان اساسيان وهما ما سنتناولهما من خالل الفقرة
يلزم لتوفير الركن المادي في جريمة توزيع أرباح وهمية أن يكون هذا التوزيع في غياب أي جرد أو باالعتماد على
يتوقف قيام جريمة توزيع أرباح وهمية بالضرورة على كون التوزيع تم في غياب أي جرد أو بناء على جرود
تدليسية ،ومن ثم فان هذه الجريمة ال تتحقق إذا تم توزيع األرباح بناء على جرد مضبوط ولو كانت هذه األرباح
وهمية.
Page 7
1ــ تعريف الجرد
يعرف الجرد في مفهومه الواسع بكونه كل حساب يعبر عن الوضعية المالية للشركة ،وفي مفهومه الضيق بأنه عبارة
عن جدول لتبيان وتقدير مختلف عناصر الدخول والخصوم في رأسمال الشركة .عن طريق بيان عناصر الذمة المالية
إذا كان ارتكاب جريمة توزيع أرباح وهمية في غياب أي جرد أقل تصو ار من الناحية العملية ،فان ارتكاب هذه
الجريمة باالعتماد على جرود تدليسية يعد أكثر تصورا ،ويمكن تصور التدليس في الجرد عن طريق صورتان تهدفان
_ الزيادة في األصول وهي طريقة تتم من خالل المبالغة في تقدير األصول الحقيقة مثل المبالغة في تقدير المدخرات
أو المبالغة في تقدير قيمة مصاريف وأعمال الشركة في الوثائق ،وتبقى هذه التقنية محل صعوبة من حيث تقرير
وجودها من طرف القضاء ،وهو ما يقتضي من القاضي ضرورة التميز بين األفعال المتسامح فيها وتلك التي ال يمكن
تجاوزها .وهناك تقنية أخرى للزيادة فاألصول وتتمثل في إيجاد عنصر من عناصر األصول غير موجود حقيقة مثل
إدخال ديون غير قابلة لالسترجاع من الناحية الواقعية أو إدراج قطاع غيار غير قابلة لالستعمال.
_ إنقاص الخصوم :هذه الصورة يتم القيام بها بشكل معاكس للصورة األولى ،وذلك عبر تخفيض قيمة الخصوم ،مثل
إنقاص قيمة الديون أو إدراج نفقات للشركة في حسابات السنة المالية الموالية.
توزيع األرباح
يقصد باألرباح التي يتم توزيعها مبلغ من المال يتأتى من مجموع األرباح التي تحققها الشركة ،والذي يعطى للمساهم
بشكل يعادل نصيبه من األسهم ويعطى في التاريخ الذي تحدده الجمعية العامة على أال يتجاوز في أقصى األحوال
Page 8
تسعة أشهر تبتدئ من اختتام السنة المالية إال إذا تم تمديدها بأمر استعجالي من رئيس المحكمة بناء على طلب من
مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية ( المادة 232قانون 17.95الفصل 18/232قانون الفرنسي) واذا كان
المشرع المغربي لم يحدد الشكل الذي تؤدى به األرباح فأن المشرع الفرنسي نص على أن تؤدى في شكل نقود من
حيث المبدأ ويمكن أن تؤدى في شكل أسهم ،ويمكن التمييز بين طريقتين لتوزيع األرباح:
_ توزيع األرباح من الحساب :ويتم ذلك بعد الموافقة على القوائم التركيبية للسنة المالية والتحقق من وجود مبالغ
قابلة للتوزيع ،وتحدد الجمعية العامة العادية الحصة المخصصة للمساهمين في شكل أرباح ومن ثم فان كل ربح
يوزع دون احترام الحاالت التي ينص فيها القانون على هذا التوزيع يعد توزيعا لربح صوري.
_ توزيع األرباح من الفوائد :يمنع كل تنصيص في النظام األساسي للشركة وفي غيره من الوثائق على ربح محدد
لفائدة المساه مين ،ومن ثم فكل شرط مخالف يعتبر كأن لم يكن ما عدا في الحالة التي تمنح فيها الدولة لألسهم
وهكذا فان القيام بتوزيع ربح مخالف لما سبق يعد توزيعا ألرباح وهمية.
األرباح الوهمية
إن الربح الحقيقي هو وحده الذي يمكن توزيعه بشكل قانوني وهو ذلك الربح الذي حققته الشركة بشكل فعلي ونص
القانون على كيفية توزيعه وما عدا ذلك يبقى ربحا وهميا.
حدد المشرع المغربي األرباح القابلة للتوزيع في المادة ( 1/330قانون ،17.95الفصل 11/232فرنسي 618
بلجيكي) بأنها األرباح الصافية للسنة المالية مخصوما منها خسارات السنوات السابقة والمبالغ المخصصة لالحتياطي
القانوني والنظامي واالختياري على أن تضاف إليها األرباح المنقولة عن السنوات السابقة ،وفي هذا اإلطار فان
الجمعية العامة العادية للمساهمين بعد موافقتها على القوائم التركيبية للسنة المالية والتحقق من وجود مبالغ قابلة
للتوزيع ،تحدد هذه الجمعية الحصة المخصصة للمساهمين في شكل أرباح ومن ثم فان كل توزيع يتم بمخالفة للمادة
Page 9
.33السابقة اإلشارة إليها يعد أرباحا وهمية ،ونشير إلى أنه باستثناء حالة تخفيض رأس المال ال يمكن إجراء أي
توزيع لألرباح على المساهمين إذا كانت الوضعية الصافية للشركة أو يمكن أن تصبح بفعل هذا التوزيع أقل من مبلغ
رأس المال المرفوع باالحتياطي الذي ال يسمح القانون أو النظام األساسي بتوزيعه.
إذا كانت األرباح القابلة للتوزيع تتكون من حيث المبدأ من األرباح الصافية للسنة المالية فانه يلزم أن يخصم من
هذه األرباح – باإلضافة إلي خسارات السنوات السابقة – المبالغ المخصصة لتكوين االحتياطي القانوني والنظامي
واالختياري.
منعت المادة 228في فقرتها األخيرة من قانون 77.95توزيع الفوارق الناتجة عن عملية أعادة التقييم المترتبة
عن إعادة تقييم عناصر األصول ،ومن تم فإن كل توزيع لألرباح يتم بالمخالفة لهذا المقتضى القانوني يعد توزيعا
ألرباح وهمية تطبق عليه أحكام المادة 384من قانون 17.95التي تجرم على مثل هذا التوزيع ،فالفوارق الناتجة
األرباح الحقيقية
إذا كان نطاق األرباح القابلة للتوزيع يتحدد في األرباح الصافية للسنة المالية مضافا إليها األرباح المنقولة عن
السنوات المالية السابقة على أن يخصم منها خسارات السنوات السابقة ،وكذا المبالغ المخصصة لالحتياطي – كما
سبقت اإلشارة إلي ذلك – فان التساؤل الذي يطرح :متى يمكن القول بوجود أرباح حقيقية ؟ في هذا اإلطار استلزم
الفقه شرطان:
Page 10
شرط أساسي :مقتضى هذا الشرط أن يكون الربح الحقيقي حاال حيث يلتزم أال يكون مستقبال ومرتبطا بعملية مازالت
لم تكتمل بعد أو على األقل يكون استخالصها غير مؤكد ،فاألرباح الحقيقة يجب أن تكون مرتبطة بعملية تم تنفيذها
أو قبولها من المتعاقد إذا كان تحقيقها مؤكدا وممكننا ،بواسطة وثائق محاسبية وأن يكون ربحها مضمونا بشكل
كافي هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن الربح الحقيقي باإلضافة إلي ضرورة وجوب كونه حاال فإنه يلزم كذلك أن
شرط إضافي :إن الربح الحقيقي يستلزم أن يكون في شكل سيولة تمكن من إيداعه في صندوق الشركة وان كان هذا
تعتبر جريمة توزيع أرباح وهمية من الجرائم التي ترتكب من قبل جهاز جماعي وفي هذا اإلطار فإن أعضاء أجهزة
اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركة المساهمة الذين يتخذون قرار بتوزيع أرباح وهمية يتابعون كمساهمين في هذه
الجريمة طبقا للفصل 128من القانون الجنائي سواء تعلق األمر بأعضاء مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية
مع مجلس الرقابة ،وذلك في الحلة التي يتخذ فيها قرار التوزيع باإلجماع ،أما في الحالة التي يتخذ فيها هذا القرار
باألغلبية فإنه ال يمكن متابعة األعضاء الممتنعين عن التصويت ما لم يثبت أن سبب االمتناع يرجع إلي علمهم
المسبق بأن القرار يشكل جريمة كما ال يمكن متابعة األعضاء المتغيبين عن االجتماع ما لم يكن سبب هذا التغيب
يتكون الركن المعنوي من القصد الجنائي العمد أو القصد الجنائي الغير العمد ،والقصد الجنائي ألعمدي قد يقوم
بمجرد توافر القصد العام وقد يستلزم إضافة إلي ذلك قصدا خاصا.
5سعيد الروبيو :المسؤولية الجنائية لمسيري شركات المساهمة – الجرائم المالية من خالل اجتهادات المجلس األعلى -الندوة الجهود السابقة للمجلس األعلى -دار الطالبة
وجدة 31مايو فاتح يونيو -2007ص.418
Page 11
وبالرجوع إلي النصوص الزجرية في قانون شركات المساهمة نجد أن أغلب الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون
هي جرائم إهمال إذ أن المشرع لم يستلزم في اغلبها توافر عنصر القصد وتعتبر قائمة بمجرد ارتكاب الفعل المادي
الذي يعد وحده دليال على خطأ مرتكبه ،وبالنسبة لجريمة توزيع أرباح وهمية فإن المشرع استلزم بشكل صريح أن
يكون توزيع األرباح الوهمية قد تم عن قصد ومن ثم فإن المادة 384في بندها األول قد اشترطت صراحة الركن
المعنوي في هذه الجريمة ،وذلك على عكس الفصلين 6/242من قانون التجارة الفرنسي 648في البند الثاني من
قانون الشركات البلجيكي اللذان لم يستلزما بشكل صريح كما فعل المشرع المغربي.
ويقوم عنصر القصد في جريمة توزيع أرباح وهمية على العلم بكون توزيع هذه األرباح يشكل توزيعا ألرباح وهمية
وأخي ار فإن جريمة توزيع أرباح وهمية يتوقف قيامها على مجرد توفر القصد الجنائي العام حيث ال يلزم فيها القصد
الجنائي الخاص.
نظ ار لخطورة هذه الجريمة باعتبارها تمس بالذمة المالية للشركة وبالحقوق المالية للشركاء أي تمس بجهتين
مختلفتين األولى شخص معنوي ،والثانية هم الشركاء وما يترتب عنها من من مساس بمبدأ المساواة وتهديد نشاط
الشركة فقد تنبه المشرع لهذا الوضع وأقر لها عقوبة مشددة وذلك بالمقارنة مع عقوبة باقي الجرائم األخرى في
قانون 17.95ورغم أن التعديل الذي جاء به قانون 621.05المغير والمتمم لقانون 17.95المتعلق بشركات
القانون رقم 21.05القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم 17.95المتعلق بشركات المساهمة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.08.18بتاريخ 17جمادى األولى
6
23( 1429ماي )2008الجريدة الرسمية عدد 5639بتاريخ 12جمادى االخرة 16( 1429يونيو )2008ص .1359
Page 12
المساهمة قد عمل على تخفيض مجموعة من العقوبات للجرائم المنصوص عليها في هذا القانون فإنه لم يشتمل
يعاقب بعقوبة الحبس من شهر الى ستة أشهر وبغرامة من 100.000الى 1000.000درهم أو بإحدى هاتين
- )1الذين وزعوا عن قصد على المساهمين أرباحا وهمية في غياب أي جرد أو باعتماد على جرود تدلسية.
- )2الذين قاموا ،عن قصد ولو في حالة عدم توزيع أرباح وبغية إخفاء وضع الشركة الحقيقي بنشر أو تقديم قوائم
تركيبية سنوية للمساهمين ال تعطي صورة صادقة للنتائج المحققة برسم كل سنة مالية والوضعية المالية للشركة
- )3الذين استعملوا بسوء نية أموال الشركة أو اعتماداتها استعماال يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه
األخيرة وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى لهم بها مصالح مباشرة أو غير
مباشرة.
- )4الذين استعملوا بسوء نية السلط المخولة لهم أو األصوات التي يملكونها في الشركة أو هما معا بحكم منصبهم
استعماال يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه األخيرة وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة
يالحظ من خالل هذه المادة أن المشرع حدد لنا مقدار العقوبة وأفعال التي تشكل جريمة وعليه فإنه يمكن للقضاء
الحكم اما بعقوبة الحبس والغرامة معا أو الحكم اما بالحبس لوحده دون غرامة أو الحكم بهذه األخيرة دون الحبس
،وفي حالة الحكم بالغرامة سواء لوحدها أو مجتمعة مع الحبس فإنها تكون غرامة تضامنية اذ تؤدى بالتضامن من
المادة 384من قانون رقم 17.95المتعلق بشركات المساهمة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.96.124صادر في 14من ربيع االخر 30( 1417 7أغسطس
)1996
المادة 386من ش م "يعاقب بغرامة من 20000الى 200000درهم أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركة المساهمة الذين لم 8يعدوا برسم كل سنة مالية
الجرد والقوائم التركيبية وتقرير التسيير ".أيضا المادة 19من مدونة التجارة التي أحالت على قانون 9.88المتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب على التجار العمل بها
تنص على الز امية مسك محاسبة منتظمة باعتبار أن عدم مسك القوائم التركيبية له مساس بالذمة المالية للشركة وسياسهم في تفاقم جريمة توزيع أرباح وهمية.
Page 13
قبل أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركة المساهمة وتبقى عقوبة جريمة توزيع أرباح وهمية في
القانون المغربي عقوبة منخفضة اذا ما قورنت مع العقوبات في التشريع المقارن مثال المشرع الفرنسي نص في
المادة 6/242على الحبس ب 5سنوات وغرامة 375000أورو اذ يلزم وفق هذه المادة وجوبا الحكم بالحبس
أما المشرع البلجيكي فقد عاقب في الفصل 648من قانون شركات المساهمة على جريمة توزيع أرباح وهمية بغرامة
من 50أورو الى 10.000أورو مع إمكانية الحكم أيضا بالحبس من شهر الى سنة9.
الى جانب تقرير المشرع المغربي لعقوبة أصلية بالنسبة لجريمة توزيع أرباح وهمية فإنه أضاف عقوبات إضافية
تتمثل هذه العقوبة في إمكانية أمر المحكمة بنشر حكمها أو بنشر مستخرج منه وذلك مع تحميل المحكوم عليه
نفقات هذا النشر ويمكن أن يتم هذا النشر أما في الصحف أو إعال نه في أماكن تحددها المحكمة هو ما نصت عليه
المادة 10 442فضال عن ذلك يمكن للمحكمة أن تحكم بسقوط االهلية التجارية وفق ما هو منصوص عليه في
يونس تلمساني الطالب الباحث بسلك الدكتوراه في العلوم الجنائية كلية الحقوق مراكش ،م س ،ص 268و .269راجع أيضا أبرغ محمد طالب 9باحت بماستر المقاولة
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكادير ،الحماية الجنائية للشركة التجارية في القانون المغربي ،ص. 26
المادة 442من قانون شركة المساهمة تنص ":اذا تم النطق بإحدى العقوبات المنصوص عليها في هذا القانون يمكن للمحكمة أن تأمر إما بنشر 10قرارها كامال أو بنشر
قرارها كامال أو بنشر مستخرج منه على نفقة المحكوم عليه في الصحف التي تحددها أو بإعالنه في األماكن التي تعينها.
10
فضال عن ذلك يمكن للمحكمة أن تقضي بسقوط االهلية التجارية وفق أحكام المادتين 717 718من مدونة التجارة".
المادة 717من مدونة التجارة "يمارس حق تصويت المسيرين المحرومين من االهلية التجارية داخل جمعيات الشركات التجارية الخاضعة لمسطرة المعالجة من
11
طرف وكيل تعينه المحكمة لهذا الغرض بناء على طلب السنديك
يمكن للمحكمة أن تلزم هؤالء المسيرين أو بعضا منهم بتفويت أسهمهم أو حصصهم داخل الشركة أو أن تأمر بتفويتها جبرا بواسطة وكيل قضائي بعد القيام بخبرة عند
االقتضاء ويخصص مبلغ البيع ألداء قيمة الحصة الناقصة من األصول التي على عاتق المسيرين".
يترتب عن الحكم القاضي بسقوط االهلية التجارية الحرمان من ممارسة وظيفة عمومية انتخابية .ويشمل عدم االهلية كل شخص طبيعي تم الحكم 12عليه بالتصفية
القضائية ويسري مفعول عدم االهلية بقوة القانون ابتداء من االشعار الذي توجهه السلطة المختصة الى المعني باألمر.
Page 14
الخــاتـمة
Page 15
الئحة المراجع
عبد االاله الحكيم بناني "تقديم الحصة في الشركة –محاولة تعريف "-رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا في القانون الخاص سنة . 1992
أحمد شكري السباعي " الوسيط في القانون التجاري المغربي والمقارن الجزء الثاني –
الشركات" -
سعيد الروبيو :المسؤولية الجنائية لمسيري شركات المساهمة – الجرائم المالية من خالل
اجتهادات المجلس األعلى -الندوة الجهود السابقة للمجلس األعلى -دار الطالبة وجدة 31مايو
فاتح يونيو -2007ص.418
يونس تلمساني الطالب الباحث بسلك الدكتوراه في العلوم الجنائية كلية الحقوق مراكش ،م س،
ص 268و .269راجع أيضا أبرغ محمد طالب 1باحت بماستر المقاولة كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية أكادير ،الحماية الجنائية للشركة التجارية في القانون المغربي .
Page 16
الفهرس
مقدمة1.............................................................................................................................
الخــاتـمة15.......................................................................................................................:
Page 17