You are on page 1of 19

‫ماستر‪ :‬قانون األعمال‬

‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫تحت إشراف‪:‬‬
‫أمال التجاني‬ ‫‪‬‬
‫د‪.‬فتوح محمد‬ ‫امام سباعنة‬ ‫‪‬‬
‫ناصر الطل‬ ‫‪‬‬
‫سندس كوباشي‬ ‫‪‬‬
‫غزالن لغليمي‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‪2019/2018 :‬‬


‫مقدمة‬

‫يتأسس‬
‫مما جعلها تمثّل نواة ّ‬
‫تستقطب الشركات رؤوس أموال ضخمة قد تعجز إمكانية الفرد الواحد عن توفيرها ّ‬
‫يهم المساهمين فقط إلى عنصر من‬
‫مجرد هيكل اقتصادي ّ‬‫حولها من ّ‬ ‫عليها ما يعرف بنظام اقتصاد السوق‪ ،‬األمر الذي ّ‬
‫لنمو تولي‬
‫ألي دولة تطمح ل ّ‬
‫التشريعية ّ‬
‫ّ‬ ‫قوة االقتصاد التي يجب المحافظة عليها ودعمها وهو ما جعل السياسة‬
‫عناصر ّ‬
‫يهدد‬
‫ألي فعل من شأنه أن ّ‬
‫المجرمة ّ‬
‫ّ‬ ‫أهمية قصوى لهذا الهيكل وتسعى لتنظيمه وحمايته بواسطة الّنصوص القانونية‬
‫ّ‬
‫أو يضع في خطر استمرارية الشركة ووجودها‪.‬‬

‫المشرع المغربي للشركة استقاللية عن المساهمين فيها بإكسابها للشخصية القانونية إذ‬
‫ّ‬ ‫ولهذا الغرض ضمن‬
‫ذمة مالية منفصلة عن ذمم المساهمين فيها تتمثل فيما للشركة من حقوق وما عليها من التزامات‪ّ .‬‬
‫لكن‬ ‫أصبح لها ّ‬
‫هذه الشخصية تظل اعتبارية نظ ار لعدم قدرتها على التسيير والدفاع عن مصالحها لذلك كان من الضروري أن تلجأ إلى‬
‫التصرف باسمها وتسييرها مع الحفاظ على مصلحتين ‪ :‬من جهة‪ ،‬مصلحة الشركة والمتمثلة‬
‫ّ‬ ‫أشخاص طبيعيين يتولون‬
‫في ضرورة المحافظة على إمكانياتها المالية ووجودها‪.‬‬

‫كل مساهم‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬مصلحة الشركاء والمتمثلة في تحقيق األرباح المأمولة من وراء تأسيسها إذ ّ‬
‫أن هدف ّ‬
‫كل سنة مالية أو في فترات متباعدة‪.‬‬
‫دورية أي في نهاية ّ‬
‫الربح سواء بصفة ّ‬ ‫شريك هو الحصول على ّ‬

‫وهنا يستغل البعض من مسيري الشركات ما يتمتعون به من قدرات وآليات في مغالطة المساهمين والدائنين والغير‬
‫وبذمتها المالية‬
‫عامة ّ‬
‫طيعة لممارسة النشاطات االحتيالية وهو ما يضر بها بصورة ّ‬
‫األمر الذي يجعل الشركة “أداة ّ‬
‫خاصة‪.‬‬
‫بصفة ّ‬

‫العام لدائنيها‬
‫تمول بها نشاطها والضمان ّ‬‫الذمة المالية للشركة من أهمية باعتبارها األداة التي ّ‬
‫مما تكتسيه ّ‬
‫وانطالقا ّ‬
‫ولما كان رأس المال يم ّثل جزءا من‬
‫يؤدي إلى المساس بها‪ّ .‬‬‫كل فعل ّ‬‫المشرع إلى حمايتها جزائيا من خالل زجر ّ‬
‫ّ‬ ‫سعى‬
‫كل توزيع ألرباح وهمية‪.‬‬
‫خاصة من خالل تجريمه ّ‬
‫المشرع بحماية ّ‬
‫ّ‬ ‫خصه‬
‫الذمة المالية للشركة ّ‬
‫ّ‬

‫ويطرح هذا الموضوع اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫إلى أي حد توفق المشرع المغربي من خالل قانون الشركات والقانون الجنائي من وضع قواعد قانونية تجرم توزيع‬
‫األرباح الوهمية في الشركات ؟‬

‫‪Page 1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أحكام العامة لجريمة توزيع أرباح وهمية‬

‫سنتطرق من خالل هذا المبحث للحديث عن ماهية جريمة توزيع االرباح الوهمية(المطلب األول) ومن ثم سنتناول‬

‫منع توزيع االرباح الوهمية واسباب تجريمها(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية جريمة توزيع أرباح وهمية‬

‫في هذا المطلب سوف يتم الحديث عن تعريف جريمة توزيع أرباح وهمية ( الفقرة األولى) ثم تمييزها عن بعض‬

‫الجرائم المشابهة ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف جريمة توزيع أرباح وهمية‬

‫إن تحقيق األرباح يبقى هو الهدف األساسي لكل شركة تجارية‪ ،‬وتزداد أهمية هذا الهدف في إطار شركة المساهمة‬

‫حيث يتم توزيع األرباح على المساهمين‪ .‬و في غياب هذه األرباح فإنه ال يكون بإمكان أي مساهم الحصول على‬

‫حصة من األرباح‪ ،‬و يبقى غياب هذه األخيرة يشكل خط ار من جانبين فهوخطر على الشركة وفي نفس الوقت خطر‬

‫على الغير‪ .‬فرأس المال يبقى أساسيا تغيير يمس في حياة الشركة‪ ،‬و يجب أن يبني على حسابات حقيقة بعيدة عن‬

‫الخداع‪ ،‬فكل حقيقة رأسمال الشركة يجعل وضعها غير حقيقي‪ ،‬وفي هذا اإلطار يأتي توزيع أرباح وهمية كتصرف‬

‫يعبر عن نجاح غير حقيقي للشركة‪ ،‬و من أجل‬

‫حماية هذه األخيرة من مثل هذه التصرفات تدخلت أغلب التشريعات لتجريم القيام بتوزيع أرباح وهمية وعاقبت‬

‫عليه‪.‬وبالرجوع إلى هذه التشريعات نجدها لم تعرف هذه الجريمة‪ ،‬واكتفت فقط بذكر عناصرها‪.‬‬

‫ويمكن القول من وجهة نظرنا بأن جريمة توزيع أرباح وهمية هي كل فعل يقوم به أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير‬

‫أو التسيير لشركة المساهمة لتوزيع أرباح غير حقيقية دون أي جرد أو بواسطة جرود تدليسية‪.‬‬

‫وقد جرم المشرع المغربي هذه الجريمة في المادة ‪ 384‬من قانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬والمشرع‬

‫الجزائري في الفصل ‪ 811‬من الكتاب الخامس الخاص بالشركات من قانون ‪ 26‬شتنبر ‪ 1975‬المعدل القانون رقم‬

‫‪ 08 -93‬المتعلق القانون التجاري الجزائري‪ ،‬كما تناولها المشرع التونسي في الفصل ‪ 273‬من قانون رقم ‪93‬‬

‫‪Page 2‬‬
‫الصادر ‪ 03‬نوفمبر ‪ 2000‬المتعلق بقانون الشركات التجارية‪ ،‬وتطرق إليها المشرع البلجيكي في الفصل ‪ 648‬و‬

‫ذلك في البندين األول والثاني من قانون فاتح يناير ‪ 2005‬المنظم للشركات التجارية وأخي ار تناولها المشرع الفرنسي‬

‫في الفصل ‪ 242 / 6‬من قانون التجاري ‪ 14‬يوليوز ‪ 1966‬كما ثم تعديله وتتميمه‪ .1‬كما وتعد جريمة توزيع أرباح‬

‫وهمية من الجرائم التي ترتكب أثناء إدارة وتسيير شركات المساهمة‪ ،‬وهذه الجريمة تتشابه مع بعض الجرائم في‬

‫مجموعة من النقاط‪ ،‬وتختلف عنها في أخرى‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التمييز عن بعض الجرائم المشابهة‬

‫أوال‪ :‬تمييزها عن جريمة نشر أو تقديم حسابات سنوية غيرصادقة‬

‫ترتكب جريمة توزيع أرباح وهمية عندما يتم توزيع أرباح غير حقيقية‪ ،‬وتتحقق هذه األخيرة حينما يتم توزيعها‬

‫بالمخالفة للمقتضيات المنصوص عليها في القانون والتي تتعلق بكيفيات توزيع األرباح کما هي محددة في المواد من‬

‫‪ 326‬إلى ‪ 336‬من القانون ‪ ،17 .95‬ومن ثم فهي تشترك مع جريمة تقديم حسابات سنوية ال تعطى صورة‬

‫صادقة عن نتائج رأسمال الشركة في مجموعة من العناصر‪ .‬كما تختلف عنها في عناصر أخرى‪.‬‬

‫فبالنسبة لنقاط التشابه بين الجريمتين فإنهما ترتکبان معا أثناء إدارة الشركة ومن طرف نفس األشخاص‪ ،‬وهم‬

‫أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير ويعاقب عنهما بنفس العقوبة‪ ،‬كما أنه ال يمكن تصورهما بدون قصد‬

‫جنائي‪ ،‬ويمسان معا رأسمال الشركة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لنقاط االختالف بين الجريمتين فإنهما يختلفان من حيث الفعل المادي المكون لهما‪ .‬والذي يتحدد في‬

‫فعل التوزيع لهذه األرباح‪.‬‬

‫بينما يتحدد في جريمة نشر أو تقديم حسابات سنوية غير صادقة في فعل النشر أو التقديم لهذه القوائم‪ ،‬واذا كانت‬

‫الجريمتان يلزم لقيامها عنصر القصد فإنه في جريمة نشر أو تقديم الحسابات السنوية غير الصادقة تتطلب عنصر‬

‫القصد الجنائي الخاص‬

‫‪Le site web : www.legifrance.fr1‬‬


‫‪Page 3‬‬
‫المتمثل في إخفاء وضع الشركة الحقيقي‪ ،‬باإلضافة إلى كون جريمة توزيع أرباح وهمية تتحقق بمجرد فعل التوزيع‪،‬‬

‫عکس جريمة نشر أو تقديم حسابات سنوية غير صادقة التي تتحقق بفعل القيام ولو في غياب فعل التوزيع‪ ،‬وأخي ار‬

‫فإنه إذا كان موضوع هذه األخيرة ينصب على الحسابات السنوية ‪ -‬القوائم التركيبية السنوية فإنه موضوع األولى‬

‫يعتمد علىجرود تدليسية أو في غياب الجرد‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تميزها عن جريمة إصدار أسهم بمناسبة الزيادة في رأس المال‬

‫تشترك جريمة توزيع أرباح وهمية مع جريمة إصدارأسهم بمناسبة الزيادة في رأس مال في كونها ترتكبان من طرف‬

‫نفس األشخاص أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركات المساهمة كما يشتركان في كونهما يمسان معا رأس مال‬

‫هذه الشركة‪.‬‬

‫غير أن الجريمتين تختلفان عن بعضهما البعض كثيرا‪ ،‬فإن كانت جريمة توزيع أرباح وهمية ترتكب بمناسبة إدارة‬

‫وتسيير الشركة فإن جريمة إصدار األسهم بمناسبة الزيادة في رأس المال ترتكب بمناسبة تغير رأسمال الشركة‬

‫وخاصة أثناء الزيادة فيه‪ ،‬يترتب عن ذلك اختالف في موضوع الجريمة إذ أن الجريمة األولى تنصب على األرباح‬

‫بينما الجريمة الثانية تنصب على األسهم ‪،‬كما أنه إذا كانت جريمة توزيع أرباح وهمية ترتكب إما في غياب جرد أو‬

‫بناء على جرود تدليسية فإن جريمة إصدار أسهم بمناسبة الزيادة في رأس المالترتكب إما قبل إعداد شهادة المودع‬

‫لديه أو دون القيام باإلجراءات السابقة للزيادة في رأس المال بصورة قانونية‪.‬‬

‫وأخي ار فإنه إذا كان المشرع قد عاقب على الجريمة األولى بعقوبة الحبس من شهر إلى ‪ 6‬أشهر وبغرامة من ‪100‬‬

‫ألف درهم إلى مليون درهم ( ‪ )1000000‬أو بإحدى هاتين العقوبتين فإنه قد عاقب على الثانية بالغرامة فقط من‬

‫‪ 4‬أالف درهم إلى ‪ 20‬ألف درهم ‪ .‬و تضاعفت هذه الغرامة عندما يتم إصدار األسهم دون أن يتم تحرير رأس‬

‫مال‪.‬‬

‫‪Page 4‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬منع توزيع أرباح وهمية وأسباب تجريمها‬

‫يقصد باألرباح الوهمية أو الصورية هي تلك األرباح التي توزعها الشركة على أساس ميزانية غير صحيحة‪ ،‬فتوزع‬

‫ربحا أعلى من الربح المقدور التصرف فيه طبقا لميزانية موضوعة بحسب النصوص القانونية واالتفاقية‪ ،‬وقد منع‬

‫المشرع هذا التصرف وهو ما سنتطرق له بالتفصيل في الفقرة األولى‪ ،‬ولهذا المنع بطبيعة الحال أسباب دفعت إلى‬

‫تجريمه (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬منع توزيع أرباح وهمية‬

‫يرجع تحديد الربح كما يرى األستاذ اإلدريسي العلمي إلى طريقة حسابه بشكل دقيق للبرهنة على وجوده‪ ،‬وبالتالي‬

‫على نشوء حق الشركاء فيه‪.‬‬

‫في هذا اإلطار يجب تصفية أرباح وخسائر الشركة بعد تحرير الموازنة التي يجب أن تحضر في ذات الوقت مع جرد‬

‫أصول وخصوم الشركة‪ ،‬وذلك في آخر كل سنة مالية‪.2‬‬

‫تضبط الشركة حساب نفقاتها العامة خال السنة المنصرمة‪ ،‬وتضيف عليه الديون المترتبة عليها‪ ،‬ثم تحسب مداخيلها‬

‫و ما لها من ديون قابلة لالستيفاء‪ ،‬فتطرح األولى من الثانية حسب مقاييس المحاسبة ومعطيات النظام الجبائي‪،‬‬

‫ويستخلص بذلك المبلغ الخام لألرباح الذي تخصم منه ما يترتب عليه من ضرائب واقتطاعات‪ ،‬لتكوين االحتياطي‬

‫القانوني‪.3‬‬

‫وكل توزيع قبل هذه العمليات‪ ،‬يعتبر توزيعا ألرباح وهمية‪ ،‬ومن البداهة القول أن تزوير الحسابات بتضخيم المبالغ‬

‫وتقليص النفقات هو من قبيل الربح الوهمي‪ ،‬بل ويخلف جريمة تزوير المحررات التجارية باإلضافة إلى جريمة توزيع‬

‫أرباح وهمية‪.4‬‬

‫بصرف النظر عن األهداف من هذا التوزيع‪ :‬إيجاد ائتمان وهمي للشركة‪ ،‬تيسير االكتتاب في الزيادة في رأس المال‪،‬‬

‫إخفاء نتائج اإلدارة السيئة‪ ،...‬يبقى المهم لدينا أن هذه األرباح تقتطع في الواقع من رأس المال‪ ،‬ضمان الدائنين‬

‫‪2‬عبد االاله الحكيم بناني "تقديم الحصة في الشركة –محاولة تعريف‪ "-‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص سنة ‪ 1992‬ص‪231‬‬
‫‪3‬أحمد شكري السباعي " الوسيط في القانون التجاري المغربي والمقارن الجزء الثاني –الشركات‪" -‬‬
‫‪4‬عبد االاله الحكيم بناني –مرجع سابق‪ -‬ص‪231‬‬
‫‪Page 5‬‬
‫الذي ال يجوز المساس به‪ ،‬وهذا ما يؤدي حتما إلى تخفيض رأس المال الذي ال يصح إال باتخاذ إجراءات معينة‬

‫تشكل نقطة أساسية في التزام الشركاء بتصحيح رأس المال‪،‬واعتبر المشرع المغربي توزيع أرباح وهمية جريمة‪،‬‬

‫ونظمها في إطار المواد ‪ 384‬و ‪ 44‬من القانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬وذلك لكون أن توزيع األرباح‬

‫يكون مشروعا‪ ،‬ينبغي أن يكون نتيجة لعمليات منجزة‪ ،‬وعلى هذا فإن توزيع أرباح مستقبلية غير محققة بعد يعتبر‬

‫جريمة توزيع أرباح وهمية‪ ،‬وبالتالي فإنه يثار التساؤل في هذا الصدد حول غاية المشرع من تجريم هذا الفعل وهو‬

‫ما سنجيب عنه في الفقرة الثانية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أسباب تجريم توزيع أرباح وهمية‬

‫لقد منع المشرع المغربي توزيع أرباح صورية وذلك لعدة أسباب‪ ،‬أولها أنه يعد استقطاعا من رأس مال الشركة وهذا‬

‫خرق صارخ لمبدأ ثبات رأس المال الذي يعد الضمان األدنى للدائنين‪ ،‬لهذا أوجبت القوانين بقائه ثابتا واالحتفاظ‬

‫بموجودات ال تقل عن رأس مال الشركة باعتبارها الضمان الحقيقي للدائنين‪ ،‬كما أن التوزيع الصوري يعد استرجاعا‬

‫لرأس مال الشركة من قبل المساهمين في حال حياة الشركة‪ ،‬في حين أنه يسترد من قبل المساهمين في حال تصفية‬

‫الشركة فقط‪.‬‬

‫فالتوزيع هو استخدام يخالف الغرض الذي كونت من أجله‪ ،‬هذا من ناحية‪ ،‬من ناحية أخرى يعد مساسا بحقوق‬

‫الدائنين ألن االستقطاع منه يقلل من ضمانتهم‪ ،‬كما أنه يعطي انطباع وهمي عن حقيقة المركز المالي للشركة‪،‬‬

‫إضافة إلى أن االقتطاع من رأس المال وتوزيعه يعتبر تخفيضا له وهذا ال يجوز إال باتباع إجراءات معينة نص عليها‬

‫القانون‪.‬‬

‫وعموما فإن توزيع أرباح صورية أو وهمية يعد اعتداء مباش ار على رأس مال الشركة إضافة إلى أنه يؤدي إلى‬

‫إنقاص الضمان العام للدائنين‪ ،‬لهذا ذهب المشرع إلى تجريم هذا الفعل ألن توزيع أرباح دون أن تكون محققة‬

‫بالفعل‪ ،‬يعني االقتطاع من رأس مال الشركة أو إنقاص أصل من أصولها‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى تبديد أموال الشركة‬

‫وبالتالي إلى انهيارها‪ ،‬كما أن من أسباب التجريم الحفاظ على حقوق الدائنين وعدم اإلضرار بهم كما سبق القول‪،‬‬

‫‪Page 6‬‬
‫إضافة إلى إعطاء فكرة خادعة للغير عن المركز المالي للشركة مما يدفع البنوك والشركات إلى التعامل معها‪ ،‬فضال‬

‫عن اندفاع األثرياء قروضا على أمل الكسب منها مستقبال‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أركان جريمة توزيع أرباح وهمية وعقوبتها‬


‫جرم المشرع المغربي توزيع أرباح وهمية عندما تتحقق مجموعة من العناصر (المطلب األول ) وأمام خطورة هذه‬

‫الجريمة على حياة الشركة ومصلحة الشركاء‪ ،‬وكذلك الغير فقد أوجد لها المشرع عقوبة بهدف ردع كل من يحاول‬

‫ارتكابها (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أركان جريمة توزيع أرباح وهمية‬

‫لتحقق جريمة توزيع االرباح الوهمية فأنه يجب أن تتوافر على ركنان اساسيان وهما ما سنتناولهما من خالل الفقرة‬

‫األولى(الركن المادي) والفقرة الثانية(الركن المعنوي)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الركن المادي‬

‫يلزم لتوفير الركن المادي في جريمة توزيع أرباح وهمية أن يكون هذا التوزيع في غياب أي جرد أو باالعتماد على‬

‫جرود تدليسية وان يتم توزيع أرباح وهمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬غياب جرد أو االعتماد على جرود تدليسية‬

‫يتوقف قيام جريمة توزيع أرباح وهمية بالضرورة على كون التوزيع تم في غياب أي جرد أو بناء على جرود‬

‫تدليسية‪ ،‬ومن ثم فان هذه الجريمة ال تتحقق إذا تم توزيع األرباح بناء على جرد مضبوط ولو كانت هذه األرباح‬

‫وهمية‪.‬‬

‫‪Page 7‬‬
‫‪1‬ــ تعريف الجرد‬

‫يعرف الجرد في مفهومه الواسع بكونه كل حساب يعبر عن الوضعية المالية للشركة‪ ،‬وفي مفهومه الضيق بأنه عبارة‬

‫عن جدول لتبيان وتقدير مختلف عناصر الدخول والخصوم في رأسمال الشركة‪ .‬عن طريق بيان عناصر الذمة المالية‬

‫للشركة وذلك ليتمكن الشركاء من معرفة ومراقبة وضعية الشركة‪.‬‬

‫‪2‬ــ الجرود التدليسية‪)Ies inventaires frauduleux( ،‬‬

‫إذا كان ارتكاب جريمة توزيع أرباح وهمية في غياب أي جرد أقل تصو ار من الناحية العملية‪ ،‬فان ارتكاب هذه‬

‫الجريمة باالعتماد على جرود تدليسية يعد أكثر تصورا‪ ،‬ويمكن تصور التدليس في الجرد عن طريق صورتان تهدفان‬

‫إلي تغير حقيقة هذه الجرود‪:‬‬

‫_ الزيادة في األصول وهي طريقة تتم من خالل المبالغة في تقدير األصول الحقيقة مثل المبالغة في تقدير المدخرات‬

‫أو المبالغة في تقدير قيمة مصاريف وأعمال الشركة في الوثائق‪ ،‬وتبقى هذه التقنية محل صعوبة من حيث تقرير‬

‫وجودها من طرف القضاء‪ ،‬وهو ما يقتضي من القاضي ضرورة التميز بين األفعال المتسامح فيها وتلك التي ال يمكن‬

‫تجاوزها‪ .‬وهناك تقنية أخرى للزيادة فاألصول وتتمثل في إيجاد عنصر من عناصر األصول غير موجود حقيقة مثل‬

‫إدخال ديون غير قابلة لالسترجاع من الناحية الواقعية أو إدراج قطاع غيار غير قابلة لالستعمال‪.‬‬

‫_ إنقاص الخصوم‪ :‬هذه الصورة يتم القيام بها بشكل معاكس للصورة األولى‪ ،‬وذلك عبر تخفيض قيمة الخصوم‪ ،‬مثل‬

‫إنقاص قيمة الديون أو إدراج نفقات للشركة في حسابات السنة المالية الموالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توزيع أرباح وهمية‬

‫توزيع األرباح‬

‫يقصد باألرباح التي يتم توزيعها مبلغ من المال يتأتى من مجموع األرباح التي تحققها الشركة‪ ،‬والذي يعطى للمساهم‬

‫بشكل يعادل نصيبه من األسهم ويعطى في التاريخ الذي تحدده الجمعية العامة على أال يتجاوز في أقصى األحوال‬

‫‪Page 8‬‬
‫تسعة أشهر تبتدئ من اختتام السنة المالية إال إذا تم تمديدها بأمر استعجالي من رئيس المحكمة بناء على طلب من‬

‫مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية ( المادة ‪ 232‬قانون ‪ 17.95‬الفصل ‪ 18/232‬قانون الفرنسي) واذا كان‬

‫المشرع المغربي لم يحدد الشكل الذي تؤدى به األرباح فأن المشرع الفرنسي نص على أن تؤدى في شكل نقود من‬

‫حيث المبدأ ويمكن أن تؤدى في شكل أسهم‪ ،‬ويمكن التمييز بين طريقتين لتوزيع األرباح‪:‬‬

‫_ توزيع األرباح من الحساب‪ :‬ويتم ذلك بعد الموافقة على القوائم التركيبية للسنة المالية والتحقق من وجود مبالغ‬

‫قابلة للتوزيع‪ ،‬وتحدد الجمعية العامة العادية الحصة المخصصة للمساهمين في شكل أرباح ومن ثم فان كل ربح‬

‫يوزع دون احترام الحاالت التي ينص فيها القانون على هذا التوزيع يعد توزيعا لربح صوري‪.‬‬

‫_ توزيع األرباح من الفوائد‪ :‬يمنع كل تنصيص في النظام األساسي للشركة وفي غيره من الوثائق على ربح محدد‬

‫لفائدة المساه مين‪ ،‬ومن ثم فكل شرط مخالف يعتبر كأن لم يكن ما عدا في الحالة التي تمنح فيها الدولة لألسهم‬

‫ضمان ربح أدنى‪.‬‬

‫وهكذا فان القيام بتوزيع ربح مخالف لما سبق يعد توزيعا ألرباح وهمية‪.‬‬

‫األرباح الوهمية‬

‫إن الربح الحقيقي هو وحده الذي يمكن توزيعه بشكل قانوني وهو ذلك الربح الذي حققته الشركة بشكل فعلي ونص‬

‫القانون على كيفية توزيعه وما عدا ذلك يبقى ربحا وهميا‪.‬‬

‫_ تحديد األرباح القابلة للتوزيع‬

‫حدد المشرع المغربي األرباح القابلة للتوزيع في المادة (‪ 1/330‬قانون ‪ ،17.95‬الفصل ‪ 11/232‬فرنسي ‪618‬‬

‫بلجيكي) بأنها األرباح الصافية للسنة المالية مخصوما منها خسارات السنوات السابقة والمبالغ المخصصة لالحتياطي‬

‫القانوني والنظامي واالختياري على أن تضاف إليها األرباح المنقولة عن السنوات السابقة‪ ،‬وفي هذا اإلطار فان‬

‫الجمعية العامة العادية للمساهمين بعد موافقتها على القوائم التركيبية للسنة المالية والتحقق من وجود مبالغ قابلة‬

‫للتوزيع‪ ،‬تحدد هذه الجمعية الحصة المخصصة للمساهمين في شكل أرباح ومن ثم فان كل توزيع يتم بمخالفة للمادة‬

‫‪Page 9‬‬
‫‪ .33‬السابقة اإلشارة إليها يعد أرباحا وهمية‪ ،‬ونشير إلى أنه باستثناء حالة تخفيض رأس المال ال يمكن إجراء أي‬

‫توزيع لألرباح على المساهمين إذا كانت الوضعية الصافية للشركة أو يمكن أن تصبح بفعل هذا التوزيع أقل من مبلغ‬

‫رأس المال المرفوع باالحتياطي الذي ال يسمح القانون أو النظام األساسي بتوزيعه‪.‬‬

‫_ االقتطاعات من األرباح المشكلة لتوزيع أرباح وهمية‬

‫إذا كانت األرباح القابلة للتوزيع تتكون من حيث المبدأ من األرباح الصافية للسنة المالية فانه يلزم أن يخصم من‬

‫هذه األرباح – باإلضافة إلي خسارات السنوات السابقة – المبالغ المخصصة لتكوين االحتياطي القانوني والنظامي‬

‫واالختياري‪.‬‬

‫_ االقتطاعات من األرباح لتكوين رأسمال الشركة أو االحتياطي القانوني‪.‬‬

‫_االقتطاعات من األرباح لتكوين االحتياطي النظامي أو االحتياطي االختياري‪.‬‬

‫_الفوارق الناتجة عن إعادة التقييم‬

‫منعت المادة ‪ 228‬في فقرتها األخيرة من قانون ‪ 77.95‬توزيع الفوارق الناتجة عن عملية أعادة التقييم المترتبة‬

‫عن إعادة تقييم عناصر األصول‪ ،‬ومن تم فإن كل توزيع لألرباح يتم بالمخالفة لهذا المقتضى القانوني يعد توزيعا‬

‫ألرباح وهمية تطبق عليه أحكام المادة ‪ 384‬من قانون ‪ 17.95‬التي تجرم على مثل هذا التوزيع‪ ،‬فالفوارق الناتجة‬

‫عن عملية تقييم األصول تندمج في رأسمال الشركة‪.‬‬

‫األرباح الحقيقية‬

‫إذا كان نطاق األرباح القابلة للتوزيع يتحدد في األرباح الصافية للسنة المالية مضافا إليها األرباح المنقولة عن‬

‫السنوات المالية السابقة على أن يخصم منها خسارات السنوات السابقة‪ ،‬وكذا المبالغ المخصصة لالحتياطي – كما‬

‫سبقت اإلشارة إلي ذلك – فان التساؤل الذي يطرح‪ :‬متى يمكن القول بوجود أرباح حقيقية ؟ في هذا اإلطار استلزم‬

‫الفقه شرطان‪:‬‬

‫‪Page 10‬‬
‫شرط أساسي‪ :‬مقتضى هذا الشرط أن يكون الربح الحقيقي حاال حيث يلتزم أال يكون مستقبال ومرتبطا بعملية مازالت‬

‫لم تكتمل بعد أو على األقل يكون استخالصها غير مؤكد‪ ،‬فاألرباح الحقيقة يجب أن تكون مرتبطة بعملية تم تنفيذها‬

‫أو قبولها من المتعاقد إذا كان تحقيقها مؤكدا وممكننا‪ ،‬بواسطة وثائق محاسبية وأن يكون ربحها مضمونا بشكل‬

‫كافي هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن الربح الحقيقي باإلضافة إلي ضرورة وجوب كونه حاال فإنه يلزم كذلك أن‬

‫يكون غير ممكن التصرف فيه بسبب تخصيصه لفرض معين‪.‬‬

‫شرط إضافي‪ :‬إن الربح الحقيقي يستلزم أن يكون في شكل سيولة تمكن من إيداعه في صندوق الشركة وان كان هذا‬

‫الشرط يبقى غير ضروري للقول بوجود أرباح حقيقية‪.‬‬

‫‪ _4‬أحكام المساهمة والمشاركة في الجريمة‬

‫تعتبر جريمة توزيع أرباح وهمية من الجرائم التي ترتكب من قبل جهاز جماعي وفي هذا اإلطار فإن أعضاء أجهزة‬

‫اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركة المساهمة الذين يتخذون قرار بتوزيع أرباح وهمية يتابعون كمساهمين في هذه‬

‫الجريمة طبقا للفصل ‪ 128‬من القانون الجنائي سواء تعلق األمر بأعضاء مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية‬

‫مع مجلس الرقابة‪ ،‬وذلك في الحلة التي يتخذ فيها قرار التوزيع باإلجماع‪ ،‬أما في الحالة التي يتخذ فيها هذا القرار‬

‫باألغلبية فإنه ال يمكن متابعة األعضاء الممتنعين عن التصويت ما لم يثبت أن سبب االمتناع يرجع إلي علمهم‬

‫المسبق بأن القرار يشكل جريمة كما ال يمكن متابعة األعضاء المتغيبين عن االجتماع ما لم يكن سبب هذا التغيب‬

‫يرجع إلي علمهم بأن القرار الذي سيتخذ يشكل جريمة‪5.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الركن المعنوي‬

‫يتكون الركن المعنوي من القصد الجنائي العمد أو القصد الجنائي الغير العمد‪ ،‬والقصد الجنائي ألعمدي قد يقوم‬

‫بمجرد توافر القصد العام وقد يستلزم إضافة إلي ذلك قصدا خاصا‪.‬‬

‫‪ 5‬سعيد الروبيو ‪:‬المسؤولية الجنائية لمسيري شركات المساهمة – الجرائم المالية من خالل اجتهادات المجلس األعلى‪ -‬الندوة الجهود السابقة للمجلس األعلى‪ -‬دار الطالبة‬
‫وجدة ‪ 31‬مايو فاتح يونيو ‪ -2007‬ص‪.418‬‬
‫‪Page 11‬‬
‫وبالرجوع إلي النصوص الزجرية في قانون شركات المساهمة نجد أن أغلب الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‬

‫هي جرائم إهمال إذ أن المشرع لم يستلزم في اغلبها توافر عنصر القصد وتعتبر قائمة بمجرد ارتكاب الفعل المادي‬

‫الذي يعد وحده دليال على خطأ مرتكبه‪ ،‬وبالنسبة لجريمة توزيع أرباح وهمية فإن المشرع استلزم بشكل صريح أن‬

‫يكون توزيع األرباح الوهمية قد تم عن قصد ومن ثم فإن المادة ‪ 384‬في بندها األول قد اشترطت صراحة الركن‬

‫المعنوي في هذه الجريمة‪ ،‬وذلك على عكس الفصلين ‪ 6/242‬من قانون التجارة الفرنسي ‪ 648‬في البند الثاني من‬

‫قانون الشركات البلجيكي اللذان لم يستلزما بشكل صريح كما فعل المشرع المغربي‪.‬‬

‫ويقوم عنصر القصد في جريمة توزيع أرباح وهمية على العلم بكون توزيع هذه األرباح يشكل توزيعا ألرباح وهمية‬

‫وكذلك توجيه إرادة الفاعلين إلي القيام بهذا السلوك‪.‬‬

‫وأخي ار فإن جريمة توزيع أرباح وهمية يتوقف قيامها على مجرد توفر القصد الجنائي العام حيث ال يلزم فيها القصد‬

‫الجنائي الخاص‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات المقررة لجريمة توزيع أرباح وهمية‬


‫إذا توافرت االركان المكونة لجريمة توزيع أرباح وهمية فإننا نكون أمام فعل مجرم قد عاقب عليه المشرع المغربي‬

‫بمجموعة من العقوبات يمكن تصنيفها إلى عقوبات أصلية وأخرى إضافية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫نظ ار لخطورة هذه الجريمة باعتبارها تمس بالذمة المالية للشركة وبالحقوق المالية للشركاء أي تمس بجهتين‬

‫مختلفتين األولى شخص معنوي ‪،‬والثانية هم الشركاء وما يترتب عنها من من مساس بمبدأ المساواة وتهديد نشاط‬

‫الشركة فقد تنبه المشرع لهذا الوضع وأقر لها عقوبة مشددة وذلك بالمقارنة مع عقوبة باقي الجرائم األخرى في‬

‫قانون ‪ 17.95‬ورغم أن التعديل الذي جاء به قانون ‪ 621.05‬المغير والمتمم لقانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات‬

‫القانون رقم ‪ 21.05‬القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.08.18‬بتاريخ ‪ 17‬جمادى األولى‬
‫‪6‬‬
‫‪ 23( 1429‬ماي ‪ )2008‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5639‬بتاريخ ‪ 12‬جمادى االخرة ‪ 16( 1429‬يونيو‪ )2008‬ص ‪.1359‬‬
‫‪Page 12‬‬
‫المساهمة قد عمل على تخفيض مجموعة من العقوبات للجرائم المنصوص عليها في هذا القانون فإنه لم يشتمل‬

‫على تخفيض عقوبة توزيع أرباح وهمية‪.‬‬

‫حيت جاء في المادة ‪ 7384‬من قانون ‪ 17.95‬ما يلي‪:‬‬

‫يعاقب بعقوبة الحبس من شهر الى ستة أشهر وبغرامة من ‪ 100.000‬الى ‪ 1000.000‬درهم أو بإحدى هاتين‬

‫العقوبتين فقط أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركة المساهمة‪.‬‬

‫‪- )1‬الذين وزعوا عن قصد على المساهمين أرباحا وهمية في غياب أي جرد أو باعتماد على جرود تدلسية‪.‬‬

‫‪- )2‬الذين قاموا‪ ،‬عن قصد ولو في حالة عدم توزيع أرباح وبغية إخفاء وضع الشركة الحقيقي بنشر أو تقديم قوائم‬

‫تركيبية سنوية للمساهمين ال تعطي صورة صادقة للنتائج المحققة برسم كل سنة مالية والوضعية المالية للشركة‬

‫وذمتها المالية عند انتهاء تلك الفترة‪8.‬‬

‫‪- )3‬الذين استعملوا بسوء نية أموال الشركة أو اعتماداتها استعماال يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه‬

‫األخيرة وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى لهم بها مصالح مباشرة أو غير‬

‫مباشرة‪.‬‬

‫‪- )4‬الذين استعملوا بسوء نية السلط المخولة لهم أو األصوات التي يملكونها في الشركة أو هما معا بحكم منصبهم‬

‫استعماال يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه األخيرة وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة‬

‫أو مقاولة أخرى لهم بها مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫يالحظ من خالل هذه المادة أن المشرع حدد لنا مقدار العقوبة وأفعال التي تشكل جريمة وعليه فإنه يمكن للقضاء‬

‫الحكم اما بعقوبة الحبس والغرامة معا أو الحكم اما بالحبس لوحده دون غرامة أو الحكم بهذه األخيرة دون الحبس‬

‫‪،‬وفي حالة الحكم بالغرامة سواء لوحدها أو مجتمعة مع الحبس فإنها تكون غرامة تضامنية اذ تؤدى بالتضامن من‬

‫المادة ‪ 384‬من قانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.96.124‬صادر في ‪ 14‬من ربيع االخر‪ 30( 1417 7‬أغسطس‬
‫‪)1996‬‬
‫المادة ‪ 386‬من ش م "يعاقب بغرامة من ‪ 20000‬الى ‪ 200000‬درهم أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركة المساهمة الذين لم‪ 8‬يعدوا برسم كل سنة مالية‬
‫الجرد والقوائم التركيبية وتقرير التسيير‪ ".‬أيضا المادة ‪ 19‬من مدونة التجارة التي أحالت على قانون ‪ 9.88‬المتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب على التجار العمل بها‬
‫تنص على الز امية مسك محاسبة منتظمة باعتبار أن عدم مسك القوائم التركيبية له مساس بالذمة المالية للشركة وسياسهم في تفاقم جريمة توزيع أرباح وهمية‪.‬‬
‫‪Page 13‬‬
‫قبل أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركة المساهمة وتبقى عقوبة جريمة توزيع أرباح وهمية في‬

‫القانون المغربي عقوبة منخفضة اذا ما قورنت مع العقوبات في التشريع المقارن مثال المشرع الفرنسي نص في‬

‫المادة ‪ 6/242‬على الحبس ب ‪ 5‬سنوات وغرامة ‪ 375000‬أورو اذ يلزم وفق هذه المادة وجوبا الحكم بالحبس‬

‫والغرامة معا دون إمكانية الحكم بأحدهما‪.‬‬

‫أما المشرع البلجيكي فقد عاقب في الفصل ‪ 648‬من قانون شركات المساهمة على جريمة توزيع أرباح وهمية بغرامة‬

‫من ‪ 50‬أورو الى ‪ 10.000‬أورو مع إمكانية الحكم أيضا بالحبس من شهر الى سنة‪9.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬العقوبة اإلضافية‬

‫الى جانب تقرير المشرع المغربي لعقوبة أصلية بالنسبة لجريمة توزيع أرباح وهمية فإنه أضاف عقوبات إضافية‬

‫تتمثل هذه العقوبة في إمكانية أمر المحكمة بنشر حكمها أو بنشر مستخرج منه وذلك مع تحميل المحكوم عليه‬

‫نفقات هذا النشر ويمكن أن يتم هذا النشر أما في الصحف أو إعال نه في أماكن تحددها المحكمة هو ما نصت عليه‬

‫المادة ‪10 442‬فضال عن ذلك يمكن للمحكمة أن تحكم بسقوط االهلية التجارية وفق ما هو منصوص عليه في‬

‫مادتين ‪ 71711‬و‪ 12718‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫يونس تلمساني الطالب الباحث بسلك الدكتوراه في العلوم الجنائية كلية الحقوق مراكش‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪268‬و‪ .269‬راجع أيضا أبرغ محمد طالب‪ 9‬باحت بماستر المقاولة‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكادير ‪ ،‬الحماية الجنائية للشركة التجارية في القانون المغربي ‪،‬ص‪. 26‬‬
‫المادة ‪ 442‬من قانون شركة المساهمة تنص‪ ":‬اذا تم النطق بإحدى العقوبات المنصوص عليها في هذا القانون يمكن للمحكمة أن تأمر إما بنشر‪ 10‬قرارها كامال أو بنشر‬
‫قرارها كامال أو بنشر مستخرج منه على نفقة المحكوم عليه في الصحف التي تحددها أو بإعالنه في األماكن التي تعينها‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫فضال عن ذلك يمكن للمحكمة أن تقضي بسقوط االهلية التجارية وفق أحكام المادتين ‪ 717 718‬من مدونة التجارة‪".‬‬
‫المادة ‪ 717‬من مدونة التجارة "يمارس حق تصويت المسيرين المحرومين من االهلية التجارية داخل جمعيات الشركات التجارية الخاضعة لمسطرة المعالجة من‬
‫‪11‬‬

‫طرف وكيل تعينه المحكمة لهذا الغرض بناء على طلب السنديك‬
‫يمكن للمحكمة أن تلزم هؤالء المسيرين أو بعضا منهم بتفويت أسهمهم أو حصصهم داخل الشركة أو أن تأمر بتفويتها جبرا بواسطة وكيل قضائي بعد القيام بخبرة عند‬
‫االقتضاء ويخصص مبلغ البيع ألداء قيمة الحصة الناقصة من األصول التي على عاتق المسيرين‪".‬‬
‫يترتب عن الحكم القاضي بسقوط االهلية التجارية الحرمان من ممارسة وظيفة عمومية انتخابية‪ .‬ويشمل عدم االهلية كل شخص طبيعي تم الحكم‪ 12‬عليه بالتصفية‬
‫القضائية ويسري مفعول عدم االهلية بقوة القانون ابتداء من االشعار الذي توجهه السلطة المختصة الى المعني باألمر‪.‬‬
‫‪Page 14‬‬
‫الخــاتـمة‬

‫التجارية باعتبارها نواة‬


‫ّ‬ ‫المشرع المغربي بالشركات‬
‫ّ‬ ‫الصورية مظه ار من مظاهر اعتناء‬
‫ّ‬ ‫واجماال تعد جريمة توزيع األرباح‬
‫المشرع إلى المحافظة على وجود هذه الشركات وتدعيمها‬‫ّ‬ ‫رئيسية في االقتصاد الوطني المنفتح والتي يرمي من خاللها‬
‫ّ‬
‫قصد مواجهة التحديات الم ّتصلة بالمنافسة ويهدف من وراءها كذلك إلى حماية مساهمات أفرادها وبالتالي التشجيع‬
‫على االستثمار‪.‬‬

‫‪Page 15‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫‪ ‬عبد االاله الحكيم بناني "تقديم الحصة في الشركة –محاولة تعريف‪ "-‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في القانون الخاص سنة ‪. 1992‬‬
‫‪ ‬أحمد شكري السباعي " الوسيط في القانون التجاري المغربي والمقارن الجزء الثاني –‬
‫الشركات‪" -‬‬
‫‪ ‬سعيد الروبيو ‪:‬المسؤولية الجنائية لمسيري شركات المساهمة – الجرائم المالية من خالل‬
‫اجتهادات المجلس األعلى‪ -‬الندوة الجهود السابقة للمجلس األعلى‪ -‬دار الطالبة وجدة ‪ 31‬مايو‬
‫فاتح يونيو ‪ -2007‬ص‪.418‬‬
‫‪ ‬يونس تلمساني الطالب الباحث بسلك الدكتوراه في العلوم الجنائية كلية الحقوق مراكش‪ ،‬م س‪،‬‬
‫ص ‪268‬و‪ .269‬راجع أيضا أبرغ محمد طالب‪ 1‬باحت بماستر المقاولة كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية أكادير ‪ ،‬الحماية الجنائية للشركة التجارية في القانون المغربي ‪.‬‬

‫‪Page 16‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪1.............................................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪:‬األحكام العامة لجريمة توزيع األرباح الوهمية‪2................................................................‬‬

‫المطلب األول‪:‬ماهية جريمة توزيع األرباح الوهمية‪2..........................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف جريمة توزيع األرباح الوهمية‪2........................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التمييز عن بعض الجرائم المشابهة‪3.................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬منع توزيع أرباح وهمية وأسباب تجريمها‪5.........................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬منع توزيع أرباح وهمية‪5........................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األسباب التي تجرم توزيع األرباح الوهمية‪6...................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أركان جريمة توزيع أرباح وهمية وعقوبتها‪7................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أركان جريمة توزيع أرباح وهمية‪7.............................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الركن المادي ‪7...................................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الركن المعنوي ‪11................................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات المقررة لجريمة توزيع أرباح وهمية‪12............................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العقوبات األصلية‪12..............................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬العقوبة اإلضافية‪14...............................................................................................‬‬

‫الخــاتـمة‪15.......................................................................................................................:‬‬

‫‪Page 17‬‬

You might also like