You are on page 1of 24

Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) - )‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج‬

)‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر‬
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
2015- 3039 :‫رقم اإليداع القانوني‬
89 - 66 :‫ص‬ ‫ ه‬1443 ‫ذو الحجة‬-‫ م‬2022 ‫ جوان‬:‫السنة‬ 02 :‫العدد‬ 08 :‫المجلد‬
ّ ‫أي مستقبل للخطأ ف ظل‬
‫تطور نظام المسؤولية المدنية؟‬ ّ
‫ي‬
Any Future for Wrong in Light of the
Development of the Civil Liability System?
*‫بعج‬
‫ي‬ ‫ أحمد‬.‫د‬
)‫ كلية الحقوق ( الجزائر‬،-1-‫جامعة الجزائر‬
a.baadji@univ-alger.dz

2022-06-30:‫ تاريخ نشر المقال‬2022-03-23 :‫ تاريخ قبول المقال‬2022-01-20 :‫تاريخ ارسال المقال‬

‫ فبشأن الوظيفة‬،‫مختلفي بشأن دوره يف نظام المسؤولية المدنية‬ ‫ر‬ ‫مصيين‬


‫ر‬ ‫ يواجه الخطأ‬:‫الملخص‬
‫التلقائ الذي‬
‫ي‬ ‫التعويض‬ ‫بنظام‬ ‫استبدل‬ ‫فأحيانا‬ ،‫واسعة‬ ‫بصورة‬ ‫أقص‬‫ي‬ ‫قد‬ ‫دوره‬ ‫فإن‬ ،‫التعويضية للمسؤولية‬
‫تغيي مفهوم‬
‫عي ر‬ ‫ ر‬،‫ضمن‬ ‫و‬ ‫غي ر‬
‫مباش‬ ‫ر‬ ‫إقصاء‬ ‫الخطأ‬ ‫يواجه‬ ،‫أخرى‬ ‫أحيانا‬ ‫و‬ ،‫التعويض‬ ‫أقصاه تماما من فكرة‬
‫ي‬
.‫التأمي من أجل ضمان التعويض‬ ‫ر‬ ‫ و تزايد تقنية‬،‫المدئ‬
‫ي‬ ‫الخطأ‬
ّ ّ
‫ فللخطأ دور بارز يف الحفاظ عىل‬،‫ و بشأن الوظيفة العقابية للمسؤولية المدنية‬،‫إال أنه من جهة أخرى‬
‫التلقائ الذي لم‬ ‫حن يف نظام التعويض‬ ‫ أو ى‬،‫ سواء ف إطار نظام المسؤولية المدنية‬،‫وظيفته العقابية‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫االعياف بفكرة‬ ‫عي‬
‫ر‬ ،‫الجديدة‬ ‫العقابية‬ ‫ و ما زاد يف ذلك تلك الوظيفة‬،‫يستبعد الخطأ بصورة نهائية‬
.‫الن أعادت االعتبار للخطأ بصورة واسعة‬ ‫ى‬
‫التعويضات العقابية ي‬
.‫ التعويضية‬،‫ العقابية‬، ‫ الوظيفة‬،‫ المسؤولية المدنية‬،‫ الخطأ‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract: The wrong faces two different fates regarding its role in the civil
liability system. Concerning the compensatory function of liability, its role has
been largely excluded, sometimes it was replaced by the automatic compensation
system, which completely excluded it from the idea of compensation, and at
other times, the wrong faces indirect and implicit exclusion, by changing the
concept of civil wrong and increasing the technique of insurance in order to
guarantee compensation.
However, on the other hand, concerning the punitive function of civil liability,
the wrong has a prominent role in maintaining its punitive function, whether
within the framework of the civil liability system, or even within the automatic
compensation system that did not completely exclude the wrong, and what is
more than that is the new punitive function, by recognizing the idea of punitive
compensation, which has broadly reconsidered the wrong.
Keywords: Wrong, Civil Liability, Function, Punitive, Compensatory.

________________________
‫*المؤلف المرسل‬

66
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ا ىقينت المسؤولية المدنية يف بداية انفصالها عن المسؤولية الجنائية‪ ،‬بمفهوم‬
‫يتصور أن تتم المسؤولية‬‫ّ‬ ‫الخطأ‪ ،‬الذي أعلن عنه أول مرة الفقيه ‪ ، Domat‬فكان ال‬
‫الشخص الصادر من الفاعل‪ ،‬و هذا ما يسىم بالمسؤولية‬ ‫ي‬ ‫المدنية‪ ،‬دون الخطأ‬
‫‪2‬‬ ‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫عي قراءة المواد‬ ‫الشخصية القائمة عىل الخطأ ‪ ،‬و هذا بفعل عدة عوامل ‪ ،‬خاصة ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫محرري ذلك القانون‪ ،‬ركزوا عىل‬ ‫نس‪ ،‬تظهر بأن‬ ‫المدئ الفر ي‬
‫ي‬ ‫‪ 1382‬و ‪ 1383‬للقانون‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التصور الوحيد للمسؤولية و للتعويض يف الوقت ذاته ‪ ،3‬وهذا ما تأثر به‬ ‫الخطأ باعتباره‬
‫التصور و نفس القواعد‪4 .‬‬‫ّ‬ ‫القانون الجزائري‪ ،‬الذي ورث نفس‬
‫ى‬
‫المبن عىل دور الخطأ‪ ،‬لم يبق عىل حاله‪،‬‬ ‫ّ‬
‫التصور للمسؤولية المدنية‬ ‫لكن هذا‬
‫ي‬ ‫ّ‬
‫سواء نظريا أو عمليا‪ ،‬فنظريا صار ال يعتد بالخطأ كأساس للمسؤولية‪ ،‬بعد أن صار إىل‬
‫ّ‬ ‫األكي من ذلك ظهرت ر‬ ‫جابه الضر‪ ،5‬و ر‬
‫تشيعات و أنظمة خاصة بالتعويض‪ ،‬تختلف كليا‬
‫األخية‪ ،‬بل صار‬ ‫الن أقصت بدورها قواعد هذه‬ ‫ى‬ ‫‪6‬‬
‫ر‬ ‫عن نظام المسؤولية المدنية ‪ ،‬و ي‬
‫اجتماع‪،‬‬
‫ي‬ ‫بعي االعتبار وجود الفرد ككائن‬ ‫التعويض ّ يستند إىل اعتبارات جديدة‪ ،‬تأخذ ر‬
‫يؤثر و يتأثر بمآل المجتمع‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تطورا و ازدها‪ ،‬أو تراجعا و تقهقرا‪ ،‬و هذا ما ساعد يف وجود‬
‫تجمعات ر‬‫تكتالت و ّ‬‫ّ‬
‫بشية تستهدف مصلحة الجماعة بدل مصلحة الفرد و فقط‪ ،‬و هذا‬

‫‪1‬‬
‫‪Voir : P.Joudain, les principes de la responsabilité civile, 9°édition 2014, Dalloz,‬‬
‫‪p09.‬‬
‫للنش‪،‬الجزائر‪،2015 ،‬‬ ‫االليامات‪ ،‬الفعل المستحق للتعويض‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬موفه ر‬ ‫‪ 2‬أنظر‪ :‬عىل فيالىل‪ ،‬ى‬
‫ى‬
‫المدئ الجزائري‪-‬االليامات‬ ‫الفرنس و المضي عىل القانون‬ ‫تأثي القانون‬ ‫‪ 29‬و ما ييليها‪ ،‬ي ى‬
‫ي‬ ‫ى ي‬ ‫بناس‪ ،‬ر‬‫ي‬ ‫شوف‬
‫ي‬
‫دوىل‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،-1-‬الجزائر‪ 24‬و ‪ 25‬أكتوبر‬ ‫ي‬ ‫بعي سنة‪ ،‬ملتق‬ ‫المدئ بعد أر ر‬ ‫ي‬ ‫نموذجا‪ ،-‬القانون‬
‫‪ ،2016‬ص‪.157‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Geneviève Viney, évolution de la signification et du rôle de la faute en droit de‬‬
‫‪la responsabilité civile,Acte du colloque, Quel avenir pour la responsabilité‬‬
‫‪civile?, Dalloz, 2015, p 23‬‬
‫ّ‬
‫الفرنس‪ ،‬سواء من‬‫ي‬ ‫المدئ‬
‫ي‬ ‫يخق تأثره بالقانون‬
‫ي‬ ‫‪ 4‬فقانون المسؤولية المدنية‪ ،‬يف إطار القانون الجزائري‪ ،‬ال‬
‫عي المادة ‪ 1382‬القاعدة العامة للمسؤولية عن‬ ‫الفرنس ر‬ ‫التنظي‪ ،‬فقد وضع القانون‬ ‫ر‬ ‫التصور أو من حيث‬‫ّ‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ر‬
‫القاض‬
‫ي‬ ‫عي المادة‪ 124‬ق‪.‬م‪ ،‬فتقريبا كل الحلول ي‬
‫الن توصل إليها االجتهاد‬ ‫الشخص‪ ،‬و تبعه المشع ر‬ ‫ي‬ ‫الفعل‬
‫المدئ الجزائري‪ .‬أنظر‪:‬‬ ‫القانون‬ ‫إطار‬ ‫ف‬ ‫قانونية‬ ‫مواد‬ ‫شكل‬ ‫ف‬ ‫ست‬ ‫الفرنس‪ّ ،‬‬
‫كر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪Ghenima Lahlou-Khiar, pour une refonte du droit de l’indemnisation, le code‬‬
‫‪civil, quarante ans après !,colloque international, université d’alger-1- , Alger 24‬‬
‫‪et 25 octobre 2016, p51.‬‬
‫‪ 5‬و هذا ما أطلق عليه بالمسؤولية الموضوعية‪ ،‬أنظر‪ ،‬مريم بلوصيف‪ ،‬المسؤولية الموضوعية كأساس‬
‫ماجستي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،-1-‬كلية الحقوق‪ ،2009 ،‬ص‪.07‬‬ ‫ر‬ ‫للتعويض‪ ،‬مذكرة‬
‫النظاميي‪ ،‬أو من‬
‫ر‬ ‫ّ‬
‫التصور الذي يقوم عليه‬ ‫‪ 6‬سواء من حيث العالقة ربي الدائن و المدين‪ ،‬أو من حيث‬
‫فيالىل‪ ،‬المرجع‬
‫ي‬ ‫عىل‬
‫حيث طبيعة األضار محل التعويض‪ ،‬أو طرق التعويض‪،‬أنظر عىل سبيل المثال‪ ،‬ي‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪ 43‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫ّ‬
‫ما أظهر نظم خاصة بالتعويض تتسم بالجماعية‪ ،7‬باإلضافة إىل ظهور الحق يف السالمة‬
‫تطور المجتمعات اقتصاديا و‬ ‫تغي و ّ‬ ‫تغي تماما‪ ،‬بفعل ّ‬ ‫الجسدية‪ ،‬أما عمليا‪ ،‬فاألمر ّ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫‪8‬‬
‫اجتماعيا‪ ،‬و ما صاحب ذلك من أضار و أخطار جديدة ‪ ،‬و هذا ما أثر عىل مفهوم الخطأ‬
‫يشيط يف الخطأ االنحراف يف سلوك الرجل العادي‬ ‫و دوره ف الوقت نفسه‪ ،‬فلم يعد ى‬
‫ي‬
‫معينة‪ّ ،9‬أما عن دوره فال يكاد يظهر يف حضور تقنية‬ ‫يشيط درجة ّ‬ ‫فقط‪ ،‬بل صار ى‬
‫لعل هذا ما يطرح مشكلة قدرة الخطأ عىل المواصلة يف مهمته و وظيفته‬ ‫التأمي‪ ،‬و ّ‬
‫ر‬
‫ى‬
‫المتغيات و التحديات الميايدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هذه‬ ‫ظل‬ ‫ف‬ ‫التعويضية‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫كثية تقف مع مواصلة دور الخطأ يف‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬يبدو أن هناك عوامل ر‬
‫العقائ‪ ،‬الذي ال‬
‫ري‬ ‫عي الصمود الذي يبديه ‪ ،‬بشأن دوره‬ ‫نظام المسؤولية المدنية‪ ،‬و هذا ر‬
‫بداع‬
‫ي‬ ‫ليس‬ ‫و‬ ‫قوبة‬ ‫الع‬ ‫بداع‬
‫ي‬ ‫هذا‬ ‫و‬ ‫المدنية‪،‬‬ ‫مسؤولية‬ ‫يقص فكرة التعويض من ال‬ ‫ي‬ ‫يزال‬
‫ّ‬
‫التلقائ‪ ،‬الذي سجل هو اآلخر‪،‬‬ ‫التعويض‪ ،‬األمر لم يختلف كذلك يف نظام التعويض‬
‫ي‬ ‫لعل ما ّ‬
‫ى‬
‫العقائ للخطأ‪ ،‬هو االعياف الجديد‬ ‫عزز صمود الدور‬ ‫استجابة لذلك الدور‪ ،‬و ّ‬
‫ري‬
‫بعي االعتبار سلوك الفاعل إىل جانب وضعية‬ ‫بالوظيفة العقابية‪ ،‬من خالل األخذ ر‬
‫الن أصبحت‬ ‫ى‬
‫الضحية يف عملية تقدير التعويض‪ ،‬و هو ما يسىم بالتعويضات العقابية‪ ،‬ي‬
‫‪10‬‬
‫فقه ثري يف الوقت الراهن‪ ،‬و هذا بالنظر إىل مصدرها و خصوصيتها ‪ ،‬و هذا‬ ‫ذو نقاش‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫ما يدعو إىل تقييم دور الخطأ بشأن وظيفته العقابية‪ ،‬هل يشكل صمودا أم اقصاءا لدوره‬
‫التعويص؟ و عليه‪ ،‬سنقوم بتفصيل هذه‬ ‫ي‬ ‫يف نظام المسؤولية المدنية‪ ،‬بالمقارنة مع دوره‬
‫األول نبحث يف إقصاء دور الخطأ يف التعويض ‪ ،‬أما‬ ‫الدراسة إىل جزئي‪ ،‬فق المبحث ّ‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫الثائ نبحث يف احتفاظ الخطأ بدوره يف العقاب‪.‬‬ ‫المبحث ي‬
‫المبحث األول‪ :‬استبعاد الخطأ من أجل الوظيفة التعويضية‬ ‫ّ‬
‫لم تعد ترتبط فكرة التعويض بفكرة إثبات الخطأ يف نظام المسؤولية المدنية‪،‬‬
‫فقد تم استبعاده يف بعض األحوال بصورة ضيحة‪ ،‬و ذلك بصدد التعويل عىل فكرة‬
‫األول) و من جهة أخرى تم استبعاد الخطأ بصورة‬ ‫الخطر بدل فكرة الخطأ (المطلب ّ‬

‫ماجستي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،-1-‬كلية الحقوق‪،2006/2005 ،‬ص‬‫ر‬ ‫‪ 7‬هند دفوس‪ ،‬األخطار االجتماعية‪ ،‬مذكرة‬
‫‪ 36‬و ‪.37‬‬
‫‪ 8‬من ذلك األضار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬و أيضا األضار الناتجة عن األعمال الطبية‪ ،‬و أيضا‬
‫األعمال المهنية‪ ،‬كنشاط ى‬
‫اليقية العقارية‪ ،‬و أيضا عمليات نقل الدم الملوث‪ ،‬و أيضا األضار الناتجة عن‬
‫ى‬
‫االلكيونية أو الرقمية‪.‬‬ ‫المعامالت‬
‫‪9‬‬
‫‪Voir : Geneviève Viney,op.cit, p25.‬‬
‫العقائ يف نظام المسؤولية المدنية‪ ،‬مجلة‬
‫ري‬ ‫اإلصالح و‬
‫ي‬ ‫معامي‪ ،‬التعويض‬
‫ر‬ ‫‪ 10‬أنظر يف هذا الشأن‪ :‬حسيبة‬
‫الفن عن الخطأ المرب ح يف‬
‫ي‬ ‫الحقيقة‪ ،‬جامعة أدرار‪،‬العدد‪ ،40‬ص‪ ،512‬ظافر حبيب جبارة‪ ،‬التعويض‬
‫المسؤولية المدنية‪ ،‬مجلة القانون للدراسات و البحوث القانونية‪ ،‬جامعة ذي فقار‪ ،‬العراق‪.04 ،2016 ،‬‬
‫‪De luca stéphanie, Quelle place en droit français pour les dommages et intérêts à‬‬
‫‪titre punitif, master 2 droit des affaires, université panthéon –Assas‬‬
‫‪Paris2,2011/2012 , p.05.‬‬

‫‪68‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫لتأمي (المطلب‬ ‫ى‬ ‫غي ر‬
‫مباشة‪ ،‬و ذلك بصدد االعياف بدوره يف ظل وجود ا ر‬ ‫ضمنية و ر‬
‫الثائ) ‪.‬‬
‫ي‬
‫المطلب األول‪ :‬إقصاء الخطأ بصورة ضيحة من أجل الخطر‬ ‫ّ‬
‫كبية مثلما كان عليه يف بداية ظهوره يف نظام المسؤولية‬ ‫لم يعد للخطأ أهمية ر‬
‫مهمته التعويضية‪ ،‬و هذا ما أظهر فشله يف اإلبقاء عىل دوره‬ ‫المدنية‪ ،‬و هذا بشأن ّ‬
‫األول) خاصة يف حضور قواعد منافسة جديدة ترتبط أساسا بنظام‬ ‫التعويص(الفرع ّ‬
‫ي‬
‫الثائ) ‪.‬‬
‫التلقائ(الفرع ي‬‫ّي‬ ‫التعويض‬
‫التعويص ضمن نظام المسؤولية‬ ‫ي‬ ‫الفرع األول‪ :‬فشل دور الخطأ يف اإلبقاء عىل دوره‬
‫المدنية‬
‫يير فشل دور الخطأ يف نظام المسؤولية المدنية يف مهمته التعويضية من عدة‬ ‫رّ‬
‫الن ال يمكن إرجاعها للخطأ (أ ّوال)‬ ‫ى‬
‫أوجه‪ ،‬من بينها حاض العالقات و واقع األحداث ي‬
‫المدئ يف‬
‫ي‬ ‫إيديولوح لمصلحة الضحية عىل مصلحة المسؤول‬ ‫ر ي‬ ‫يضاف إىل ذلك تغليب‬
‫تصور جديد لعالقة التعويض من‬ ‫عملية التعويض (ثانيا) و ما ساعد ف ذلك‪ ،‬ظهور ّ‬
‫ي‬
‫خالل انتقالها من الفردية إىل الجماعية(ثالثا)‪.‬‬
‫ّ‬
‫واقع لفكرة الخطأ‬‫ي‬ ‫أوال‪ :‬تجاوز ي‬
‫زمائ و‬
‫اع الذي‬ ‫الفالح و الزر ي‬
‫ي‬ ‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫لم تعد ترتبط المسؤولية المدنية بالوضع‬
‫ر‬ ‫ّ‬
‫كان يعيشه الفرد قبل القرن ‪ ،19‬و الذي كان يتطلب جهد بشي بسيط تماثله أضار‬
‫بسيطة‪ ،‬بل ظهرت الثورة الصناعية‪ ،‬زادت معها الحاجيات و الوسائل‪ ،‬فاستبدل جهد‬
‫اإلنسان بقوة اآللة و المعدات‪ ،‬و ازداد معها حجم األضار الواقعة عىل سالمة الفرد‪،11‬‬
‫الن تصيب الفرد ف سالمته الجسدية‪ ،12‬كما واكب الفكر القانوئ‪ّ ،‬‬
‫تطور‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫خاصة األضار ي‬
‫المؤسسات‪ ،‬فقد كان الفرد وحيدا يف إنشاء و تسي ري المؤسسات‪ ،‬فصار يحتاج إىل‬ ‫ّ‬ ‫أنشطة‬
‫‪13‬‬
‫تجمعات‪ ،‬من أجل زيادة الرب ح يف السوق ‪ ،‬و هذا ما يساعد يف تزايد األضار تقع‬ ‫إقامة ّ‬
‫اعيافه‬ ‫بمناسبة األنشطة المهنية‪ ،14‬و قد ىلق هذا األمر استجابة قانونية‪ ،‬بعد ى‬
‫ي‬

‫‪11‬‬
‫‪Geneviève Viney, op.cit,p24.‬‬
‫‪ 12‬هند دفوس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫ّ‬
‫‪ 13‬و هذا ما نص عليه األمر رقم ‪ 03/03‬المؤرخ ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬المتعلق بالمنافسة ج‪.‬ر عدد ‪،43‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الثائ ‪ :‬مبادئ المنافسة‪ ،‬تحته الفصل الثالث‪ :‬التجمعيات‬
‫ي‬ ‫المتمم من خالل إشارته يف الباب‬ ‫المعدل و‬
‫ى‬
‫الن يقصد بها يف إطار المادة ‪ (15‬يتم التجميع يف مفهوم هذا األمر إذا‪ :‬اندمجت مؤسستان‬
‫االقتصادية‪ ،‬و ي‬
‫أكي كانت مستقلة من قبل‪.)...‬‬‫أو ر‬
‫‪14‬‬
‫‪Clotilde Jourdain-Fortier, vers de nouvelles fonctions de la responsabilité‬‬
‫‪civile ? perspectives d’évolution de la responsabilité civile en droits français et‬‬
‫‪algérien, le code civil, quarante ans après !,colloque international, , université‬‬
‫‪d’alger-1- , Alger 24 et 25 octobre 2016, p93.‬‬

‫‪69‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫بالمسؤولية المدنية للشخص المعنوي أو االعتباري‪ ،15‬بعد أن كان يحضها يف الشخص‬
‫الطبيع و فقط‪16.‬‬
‫ي‬
‫تعائ من‬ ‫المدنية‬ ‫المسؤولية‬ ‫نظرية‬ ‫بقيت‬ ‫فقد‬ ‫النظري‪،‬‬ ‫ى‬‫المستو‬ ‫عىل‬ ‫ا‬ ‫ّ‬
‫أم‬
‫ي‬
‫المجتمع الحاض‪ ،‬ما جعلها بعيدة عن الواقع‪ ،‬خاصة بداية‬ ‫ي‬ ‫قانوئ‪ ،‬بفعل الواقع‬‫ي‬ ‫قصور‬
‫ّ‬
‫القرن ‪ ، 19‬فظهرت مجاالت جديدة فجرت قواعد المسؤولية المدنية ‪ ،‬من خالل‬ ‫‪17‬‬

‫التأمي من المسؤولية‪ ،‬و هذا ما ساعد يف نظر الفقه‪،‬‬ ‫ر‬ ‫التشيعات الخاصة‪ ،18‬و‬ ‫تزايد ر‬
‫‪19‬‬
‫المدئ ‪.‬‬ ‫التحرر من رشوط التقدير الموضوعة يف القانون‬ ‫ّ‬ ‫القضاة من‬
‫ي‬
‫ر ي‬
‫إيديولوح‬ ‫ثانيا‪ :‬تجاوز فكري و‬
‫ّ‬
‫تقليديا‪ ،‬فقانون المسؤولية المدنية موجه إلصالح كل األضار الواقعة عىل‬ ‫ّ‬
‫المتضر أن يثبت خطأ‬ ‫ّ‬ ‫الفرد‪ ،20‬و تقع هذه الوظيفة عىل عاتق مرتكب الضر‪ ،‬و عىل‬
‫الشخص‪.‬‬
‫ي‬ ‫المدئ‪ ،‬خاصة عن فعله‬ ‫المسؤول ّ ي‬
‫إال أن هذا األمر لم يكن بتاتا يف صالح الضحية‪ ،‬الذي وقع أمام صعوبة إثبات‬
‫كية بقاء الضحايا دون تعويض‪ ،‬و هنا فشل‬ ‫الخطأ‪ ،‬أو إمكانية نفيه‪ ،‬و هذا ما زاد من ر‬
‫الفرنس‪ ،‬للنظر‬
‫ي‬ ‫القضائ‬
‫ي‬ ‫سيك القائم عىل الخطأ‪ ،21‬و هذا ما دفع االجتهاد‬ ‫األساس الكال ي‬
‫يف أساس آخر تقوم عليه المسؤولية المدنية‪.‬‬
‫بأن هناك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تبعا لذلك‪ّ ،‬‬
‫ير‬
‫إيديولوح يف نظام‬ ‫تطور‬ ‫التحول‪،22‬‬ ‫أصل الفقه هذا‬
‫المتسبب يف الضر‪ ،‬و‬‫ّ‬ ‫المسؤولية المدنية ظهر بصورة تدريجية‪ّ ،‬أولها‪ ،‬حماية مصلحة‬
‫ّ‬
‫ه األوىل‪ ،‬لكن تلك القواعد القانونية‪ ،‬لم تكن كافية‪ ،‬فقد‬ ‫حاليا فإن مصلحة الضحية ي‬

‫‪15‬‬
‫‪Voir, André Tunc, l’avenir de la résponsabilté civile pour faute,Osaka univesity‬‬
‫‪law review, 1988.n°35, p03. Geneviève Viney, les difficultés de la redification du‬‬
‫‪droit de la responsabilité civile, « le code civil 1804-2004 livre du bicentenaire »,‬‬
‫‪ed.Dalloz Litec 2004, p35.‬‬
‫المدئ لسنة ‪ ،2005‬فقد كان قبل التعديل ينص يف‬ ‫‪ 16‬و هذا حال ر‬
‫المشع الجزائري لدى تعديله للقانون‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫المادة ‪ (124‬كل عمل أيا كان‪ ،‬يرتكبه المرء ‪ )...‬أما الصياغة الحالية‪ ،‬فقد صارت أكي توسعا يف شخصية‬
‫المشع كلمة المرء بالشخص(‪...‬كل فعل أيا كان يرتكبه‬ ‫المسؤول عن الفعل الشخص‪ ،‬عندما استبدل ر‬
‫ي‬
‫الشخص بخطئه‪.)...‬‬
‫‪17‬‬
‫‪Geneviève Viney, op.cit, p15.‬‬
‫مشوع قانون إصالح نظرية المسؤولية المدنية ف ر‬
‫التشي ع‬ ‫‪ 18‬أنظر‪ ،‬محمد عرفان الخطيب‪ ،‬إضاءة عىل ر‬
‫ي‬
‫نس الحديث‪ :‬ر‬
‫الميرات و النتائج‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و السياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬المجلد‬ ‫المدئ الفر ي‬
‫ي‬
‫‪ ،10‬العدد‪ ،01‬افريل ‪ ،2019‬ص ‪ 16‬و ‪.17‬‬
‫‪19‬‬
‫‪Geneviève Viney, ibid , p15.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪C. Jourdain-Fortier, op.cit, p 87 et 90.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪F. Terre, Ph. Simler et Y. Lequette, Les obligations. Dalloz, 11 éd, Tome 1, 2013,‬‬
‫‪p734.‬‬
‫فيالىل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬ ‫‪22‬‬
‫ي‬ ‫عىل‬
‫ي‬

‫‪70‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫كانت عبارة عن تجاوز لفكرة القرائن البسيطة القابلة إلثبات العكس لصالح قرائن‬
‫ّ‬
‫األجنن‪.‬‬
‫ري‬ ‫قانونية واقعة بقوة القانون ال تقبل إثبات العكس‪ ،23‬إال بالسبب‬
‫ّ‬
‫و عليه‪ ،‬يظهر بأن هناك أزمة هيكلية داخلية يف نظام المسؤولية المدنية‪ ،‬ال‬
‫تقتض عىل التعويل عىل عنض الضر كأساس للمسؤولية الموضوعية‪ ،‬بل يضاف إليها‬
‫المشع الجزائري‪ ،‬تكريس فكرة ضمان األضار الجسمانية من جانب الدولة‪24.‬‬ ‫محاولة ر‬
‫تصوري لنظام المسؤولية المدنية‬ ‫ثالثا‪ :‬تجاوز ّ‬
‫كان نظام المسؤولية المدنية‪ ،‬نظاما وحيدا يتوىل التعويض عن األضار الالحقة‬
‫ّ‬
‫بالفرد‪ ،‬كما لم يكن التعويض يشكل عبئا عىل الذمة المالية للفاعل‪ ،‬و هذا ما كان موافقا‬
‫تطور المجتمع‬ ‫تغيت جذريا‪ ،‬بعد أن ّ‬ ‫للتصور الليياىل للمسؤولية‪ ،‬لكن هذه النظرة ّ‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫ر ي‬
‫عي تزايد األنشطة ‪ ،‬و أيضا استحداث أنشطة تنطوي عىل مخاطر‬ ‫اجتماعيا و اقتصاديا‪ ،‬ر‬
‫التأمي‬
‫ر‬ ‫جديدة‪ ،‬تفوق الذمة المالية الفردية للمسؤول‪ ،‬و هذا ما فرض اللجوء إىل تقنية‬
‫من أجل تغطية األضار الحقة بالضحايا‪ ،‬و هذا ما كشف عن قصور المسؤولية‬
‫التقصيية عن تحقيق هدفها و هو إصالح الضر بالتعويض‪.‬‬ ‫ر‬
‫تصور التقليدي للمسؤولية‪ ،‬قد فقد اليوم‬ ‫و ف هذا الشأن‪ ،‬الحظ الفقه‪ ،‬بأ ّن ال ّ‬
‫ي‬ ‫ّ‬
‫الفرنس‪ ،‬بداية من القرن‬ ‫ي‬ ‫المجتمع‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫بعمق‬ ‫الخطأ‬ ‫مكانة‬ ‫اجعت‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫قسوته‬ ‫شدته و‬
‫توىل التعويض‬ ‫عي فكرة‬ ‫‪ ،19‬و صار هناك ّ‬
‫ي‬ ‫هيكىل ‪ ،‬رافق خطورة األضار‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫تغي‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫تشيعات خاصة متعددة‪26.‬‬ ‫الجماع‪ ،25‬و ظهرت ر‬
‫ي‬
‫التشيعات المقارنة‪ ،‬حديثا إىل ضورة مراجعة قانون‬ ‫و هذا ما حدا بالفقه و ر‬
‫المتنوعة يف فرنسا من أجل‬ ‫ّ‬ ‫اقياح المشاري ع‬ ‫المسؤولية المدنية و أحسن مثال عىل ذلك‪ ،‬ى‬
‫مشوع اإلصالح‬ ‫إصالح نظام المسؤولية المدنية كان آخرها ف سنة ‪ ،272017‬و قبله ر‬
‫ي‬
‫لسنة‪ ،282016‬من جهة أخرى‪ ،‬دعا بعض الفقه الجزائري هو أيضا إىل ضورة تعديل‬
‫حن تجديده‪ ،30‬من خالل تكاثر لقواعد قانونية جديدة خارج‬ ‫قانون المسؤولية‪ 29‬بل ى‬
‫ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الن‬
‫عي تعدد تقنيات التعويض ي‬ ‫القانوئ ككل‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫المدئ‪ ،‬و هذا ما أثر عىل المنطق‬ ‫ي‬ ‫القانون‬

‫‪ 23‬أنظر‪ ،‬بلوصيف مريم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 47‬و ‪.48‬‬


‫ر‬
‫المدئ سنة ‪ ،2005‬عندما أضاف المشع الجزائري نص جديد‬ ‫‪ 24‬و هذا ما ظهر بعد تعديل القانون‬
‫ي‬
‫يتناول فيه ضمان الدولة التعويض عن األضار الجسمانية‪ ،‬و هذا من خالل المادة ‪ 140‬مكرر‪ 1‬ق‪.‬م ( إذا‬
‫الجسمائ و لم تكن للمتضر يد فيه‪ ،‬تتكفل الدولة بالتعويض عن هذا‬
‫ي‬ ‫انعدم المسؤول عن الضر‬
‫الضر‪.).‬‬
‫‪25‬‬
‫‪De luca stéphanie,op.cit, p 06.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪Geneviève Viney, op.cit, p 14.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Projet de réforme de la responsabilité civile Mars 2017. [PLRRC Urvoas 2017].‬‬
‫‪28‬‬
‫‪Avant-projet de loi Réforme de la responsabilité civile 2016. [APLRRC Urvoas‬‬
‫‪2016].‬‬
‫‪29‬‬
‫‪G. Lahlou-Khiar,op.cit, p61.‬‬
‫بناس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 180‬و ‪.181‬‬ ‫شوف‬ ‫ى‬ ‫‪30‬‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪71‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫صارت من الفردية إىل الجماعية‪ ،‬بينما تساءل البعض اآلخر‪ ،‬عن كيفية البحث عن نظام‬
‫آخر يتوىل الوظيفة التعويضية بدل المسؤولية المدنية؟ أم يجب تفعيل هذا النظام ؟‪31‬‬

‫الثائ‪ :‬التعويل عىل فكرة األخطار االجتماعية لمنافسة المسؤولية المدنية‬ ‫الفرع ي‬
‫التشيعات‬ ‫يضاف إىل فشل دور الخطأ داخل نظام المسؤولية‪ ،‬إقصائه ف إطار ر‬
‫ي‬
‫الن استندت إىل اعتبارات عديدة ساعدت يف وجودها‪ ،‬بعيدا عن نظام و‬ ‫ى‬
‫الخاصة‪ ،‬ي‬
‫المدئ بالخطر‬ ‫تصور المسؤولية المدنية‪ ،‬و هذا من خالل استبدالها الخطأ‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫االجتماع للتعويض(ثانيا)‪،‬و مع ذلك ال‬ ‫ّ‬
‫االجتماع(أوال) و الذي بدوره يجسد الطابع‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تزال هناك استعانة بالخطأ من أجل تكملة التعويض (ثالثا)‪.‬‬
‫ّ‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫دئ بالخطر‬ ‫أوال‪ :‬استبدال الخطأ الم ي‬
‫الن أدت إىل قصور نظام المسؤولية المدنية ككل‪ ،‬فقد أدى ذلك‬ ‫ى‬
‫نظرا لألسباب ي‬
‫الن كانت نتيجة تكريس الحق يف السالمة‬ ‫ى‬
‫التلقائ‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫إىل ظهور أنظمة التعويض‬
‫بالتاىل كان البد من التصدي لهذه األخطار بعيدا عن نظام المسؤولية‬ ‫ي‬ ‫الجسدية‪ ،32‬و‬
‫ّ‬
‫المدنية‪ ،‬من أجل ضمان تعويض فعال للضحية‪.‬‬
‫ه كل ما يصيب‬ ‫المستوى الفكري‪ ،‬فاألخطار ّاالجتماعية‪ ،‬عموما ي‬ ‫فمبدئيا‪ ،‬عىل‬
‫بالتاىل فهذا‬ ‫اإلنسان من حوادث تسبب له أضار يف كل ما يتعلق بحياته و أشته‪ ،‬و‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخطر يؤثر عىل المجتمع و ال يقتض أثره عىل الفرد وحده‪ ،‬بل يتكفل المجتمع بآثاره‪ ،‬و‬
‫هذا من خالل إضفاء الصفة االجتماعية عىل الخطر‪ ،‬و هذا ما يدفع الدولة من أجل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتوجب عىل الجماعة‬ ‫المدئ‪ ،‬وعليه‬
‫ي‬ ‫تنظيم وسائل ضمانه‪ ،‬لكونه يهدد األمن و السلم‬
‫تحمل تلك األخطار‪ ،‬و لم يعد المسؤول هو‬ ‫أن تتضامن و تتعاون فيما بينها من أجل ّ‬
‫ّ‬
‫المدين بالتعويض بل المؤمن هو الذي يتوىل التعويض‪ ،‬و هذا شكل من جماعية‬
‫االجتماع‪ ،35‬أو‬
‫ي‬ ‫مي االقتصادي‪ ،34‬أو رشكات التضامن‬ ‫عي رشكات التأ ر‬ ‫التعويض‪ ،33‬ر‬
‫‪37‬‬ ‫ّ‬
‫صناديق التعويض الخاصة ‪ ،‬أو تكفل الدولة بالتعويض بصورة ر‬
‫‪36‬‬
‫مباشة ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪C. Jourdain-Fortier,op.cit, p 98.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪Voir : Yvonne Lambert-Faivre,Stéphanie Porchy-Simon, Droit du dommage‬‬
‫‪corporel, 8e édition, Dalloz, 2016.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪P.Joudain,op.cit, p 21.‬‬
‫الن يمكن أن تصيب الفرد يف صحته أو عائلته‬ ‫ى‬
‫التأمي عىل مختلف األخطار ي‬‫ر‬ ‫التأمي تتواله رشكات‬
‫ر‬ ‫‪ 34‬و هذا‬
‫أو عمله أو ممتلكاته‪ ،‬أنظر تفاصيل تلك التأمينات‪ ،‬من خالل األمر رقم ‪ 07/95‬المؤرخ يف ‪ 25‬يناير‬
‫ّ‬
‫المتمم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ ،1995‬يتعلق بالتأمينات‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،13‬المعدل و‬
‫‪35‬‬
‫اع الذي يستهدف فئة العمال بالدرجة األوىل‪ ،‬و هذا جاء يف‬ ‫أنظر‪ ،‬عىل سبيل المثال الضمان االجتم ي‬
‫ّ‬
‫القانون رقم ‪ 13/83‬يتعلق بحوادث العمل و األمراض المهنية‪ ،‬المعدل و المتمم‪ ،‬المؤرخ يف ‪ 02‬يوليو‬
‫‪ ،1983‬ج‪.‬ر العدد‪.28‬‬
‫‪ 36‬أنظر عىل سبيل المثال‪ :‬فرضية تدخل الصندوق الخاص بالتعويضات عن حوادث المرور‪ ،‬إذا لم يوجد‬
‫مسؤول عن التعويض أي كان مجهوال‪ ،‬أو انعدام رشوط الحصول عىل التعويض‪ ،‬أو سقوط الحق يف‬
‫التعويض‪ ،‬كما جاء يف المادة ‪ 27‬من األمر رقم ‪.15/74‬‬

‫‪72‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫الن‬ ‫ى‬
‫و يف هذا الشأن‪ ،‬أبدى معظم الفقه ارتياحه لفكرة األخطارّ االجتماعية ي‬
‫أقصت دور الخطأ يف التعويض‪ ،38‬بينما رأى البعض اآلخر‪ ،39‬بأن هذه التقنيات‬
‫المؤمن هو الذي يتوىل‬‫ّ‬ ‫للتعويض من شأنها أن تفرغ المسؤولية المدنية من معناها‪ ،‬لكون‬
‫التعويض‪.‬‬
‫االجتماع للتعويض‬
‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬تكريس الطابع‬
‫عي‬ ‫تبع إضفاء صفة االجتماعية عىل الخطر‪ ،‬تكريس اجتماعية التعويض‪ ،‬ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫بمهمة التعويض‪ ،‬و من جهة أخرى فقد أقص الطابع‬ ‫تكفل تقنيات متعددة‬
‫عي استبدال البحث عن سلوك المسؤول‬ ‫تصورات نظام المسؤولية المدنية‪ ،‬ر‬ ‫ّ‬ ‫للتعويض‬
‫اف(‪.)2‬‬ ‫ضائ للتعويض بالتعويض الجز ي‬ ‫المدئ بتلقائية التعويض(‪ )1‬و استبدل التقدير الق ي‬ ‫ي‬
‫‪ -1‬تلقائية التعويض‪:‬‬
‫التشيعات الخاصة‪ ،‬فبالنسبة‬ ‫تظهر تلقائية التعويض بصورة جلية ف إطار ر‬
‫ي‬
‫عي القانون رقم ‪ 13/83‬المتعلق‬ ‫جسد ر‬ ‫لنظام التعويض عن حوادث العمل‪ ،‬فقد ّ‬
‫األخي من خالل المادة ‪ ،06‬حوادث‬ ‫ر‬ ‫عرف هذا‬ ‫بحوادث العمل و األمراض المهنية‪ ،‬و قد ّ‬
‫ّ‬
‫خارح) سواء وقع هذا الحادث‬ ‫مفاح أو ر ي‬ ‫العمل بأنها ( كل إصابة بدنية ناتجة عن سبب ر‬
‫استثنائ أو دائم لتعليمات صاحب العمل‪ ،‬كما‬ ‫ي‬ ‫داخل المؤسسة‪ ،‬أو يف مهمة ذات طابع‬
‫الن يقطعها المؤمن له للذهاب و‬ ‫يعتي حادث العمل‪ ،‬الحادث الذي يطرأ أثناء المسافة ى‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫يكق أن يثبت العامل أنه أصيب ضر‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ل‬ ‫النق‬ ‫وسيلة‬ ‫كانت‬ ‫مهما‬ ‫العمل‬ ‫من‬ ‫ع‬‫جو‬ ‫الر‬
‫خالل إصابته بأضار جسمانية‪ ،‬كالعجز الدائم أو‬ ‫نتيجة حادث عمل‪ ،‬و هذا يظهر من ّ‬
‫المؤقت عن العمل‪ ،‬و من جهة أخرى‪ ،‬تتأ كد فكرة التلقائية يف التعويض‪ ،‬يف استبعاد دور‬
‫يشيط أن يكون هناك حادث‬ ‫خطأ الفاعل‪ ،40‬و هذا عىل خالف القانون الفرنس‪ ،‬الذي ى‬
‫ي‬
‫عمل‪ ،‬و ضورة وجود عالقة مع الحادث‪41.‬‬

‫فيياير ‪ ،1999‬و‬‫‪ 37‬كما جاء عىل سبيل المثال‪ ،‬يف إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 47/99‬المؤرخ يف ‪ 13‬ر‬
‫الن لحقت‬ ‫ى‬
‫الطبيعيي ضحايا األضار الجسمانية أو المادية ي‬
‫ر‬ ‫المتعلق بمنح تعويضات لصالح األشخاص‬
‫بهم نتيجة أعمال إرهابية أو حوادث وقعت يف إطار مكافحة اإلرهاب ‪ ،‬و لصالح ذوي حقوقهم‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫العدد‪.05‬‬
‫‪38‬‬
‫‪Ghenima Lahlou-Khiar, synthèse generale, l’émergence d’un nouveau droit de‬‬
‫‪l’indemnisation des dommages corporels, les annales de l’université d’alger1 ,‬‬
‫‪numéro spécial, étude commune réalisée par des enseignants des université‬‬
‫‪d’alger et pau, 2012 , p276 et 277.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪P.Joudain,op.cit, p 21 et 22.‬‬
‫ماجستي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،-1-‬كلية‬
‫ر‬ ‫‪ 40‬بورجو وسيلة‪ ،‬دور الخطأ يف التعويض عن حوادث العمل‪ ،‬مذكرة‬
‫الحقوق‪ ،2013/2012 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪41‬‬
‫‪Josette Lagarde, le risque professionnel dans le droit de sécurité sociale,‬‬
‫‪l’émergence d’un nouveau droit de l’indemnisation des dommages corporels,‬‬
‫‪l’émergence d’un nouveau droit de l’indemnisation des dommages corporels, les‬‬

‫‪73‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫التلقائ عن حوادث المرور‪ ،‬فقد جاء‬ ‫ّ‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬و فيما يخص التعويض‬
‫ي‬
‫قانوئ مستقل عن‬ ‫ّ‬
‫جانق‪ ،42 1974‬الذي جسد نظام‬ ‫األمر رقم ‪ 15/74‬المؤرخ يف ‪30‬‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫فيكق للضحية إثبات أنه ضحية حادث مرور نتج عنه أضار‬ ‫ي‬ ‫نظام المسؤولية المدنية‪،‬‬
‫جسمانية‪ ،‬كانت بسبب مركبة ذات محرك‪ ،‬كما جاء يف المادة ‪ 8‬من األمر رقم ‪،4315/74‬‬
‫و هذا األمر بعيدا عن رشوط المسؤولية‪ ،‬بل يستحق الضحية التعويض يف كل لحاالت ‪،‬‬
‫حن و إن كان له دخل يف حادث المرور‪-‬كمبدأ‪-‬‬ ‫ى‬
‫يضاف إىل تلك المجاالت‪ ،‬مجال التعويض عن األعمال اإلرهابية‪ ،‬فوفقا‬
‫اإلرهائ الحق يف التعويض‪ ،‬كما‬
‫ري‬ ‫للمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،4447/99‬يثبت لضحية العمل‬
‫إرهائ أو جماعة إرهابية يؤدي إىل الوفاة أو إىل‬ ‫ري‬ ‫جاء يف المادة ‪ (2‬تعرضها لعمل ارتكبه‬
‫عتي ضحية يف مفهوم هذا المرسوم كل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫المادة‪،‬‬ ‫أضار جسدية أو مادية) و وفقا لهذه‬
‫توف أو تعرض ألضار جسدية من ربي السكان أثناء األحداث المذكورة يف‬ ‫طبيع ي‬‫ي‬ ‫شخص‬
‫فق كل هذه األحوال‪ ،‬ال مجال للحديث عن العالقة‬ ‫بالتاىل ي‬‫ي‬ ‫المادة األوىل أعاله) و‬
‫السببية أو ركن الخطأ‪ ،‬بل يستند إىل الحق يف السالمة الجسدية‪.‬‬
‫‪ -2‬جزافية التعويض‪:‬‬
‫القضائ هو األصل‪ ،‬كما جاء يف‬ ‫ي‬ ‫طبقا للقواعد العامة يف التعويض‪ ،‬فالتعويض‬
‫المدئ‪ ،‬لكن هذا ال يمنع أن يكون التقدير قانونيا‪ ،‬و هذا حال‬ ‫ي‬ ‫المادة ‪ 182‬من القانون‬
‫التلقائ‪.‬‬
‫ي‬ ‫التعويض‬
‫ّ‬
‫و نرى ذلك مثال‪ ،‬يف إطار القانون رقم ‪ ،15/83‬الذي حدد مقدار التعويض‬
‫معدة لذلك‪ ،‬تت ر‬ ‫ّ‬
‫الجسمائ الواقع‪،‬‬
‫ي‬ ‫ماس حسب طبيعة الضر‬ ‫بصورة مسبقة وفق جداول‬
‫جزئ‪ ،‬أو أدى للوفاة و كم يستحق ذوي‬ ‫ي‬ ‫هل هو عجز دائم عن العمل‪ ،‬أم عجز‬
‫الحقوق‪ ،45‬األمر ال يختلف أيضا بالنسبة للتعويض عن حوادث المرور‪ ،‬الذي يقدر وفق‬
‫الجدول المرفق باألمر رقم ‪ 15/74‬و المرسوم التنفيذي رقم ‪ 36/80‬المؤرخ يف ‪16‬‬
‫ّ‬
‫فيفري‪ ،461980‬و يتم تقدير التعويض وفق المرتب يضاف إليها نسبة العجز‪ ،‬و عليه‬

‫‪annales de l’université d’alger1, numéro spécial, étude commune réalisée par‬‬


‫‪des enseignants des université d’alger et pau, 2012 ,p 27 et 28.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مي عىل السيارات و بنظام التعويض عن األضار‪ ،‬المعدل و‬ ‫‪ 42‬األمر رقم ‪ ،15/74‬يتعلق بإلزامية التأ ر‬
‫ّ‬
‫المتمم‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‪.15‬‬
‫ى‬
‫سي يسبب أضارا جسمانية‪ ،‬ييتب عليه التعويض لكل ضحية أو ذوي حقوقها و إن لم‬ ‫ّ‬ ‫‪ ( 43‬كل حادث ر‬
‫الغي اتجاه الشخص المسؤول مدنيا عن الحادث)‪.‬‬ ‫تكن للضحية صفة ر‬
‫الطبيعيي ضحايا األضار‬
‫ر‬ ‫‪ 44‬المؤرخ يف ‪ 13‬رفياير ‪ ،1999‬يتعلق بمنح تعويضات لصالح األشخاص‬
‫الن لحقت بهم نتيجة أعمال إرهابية أو حوادث وقعت يف إطار مكافحة اإلرهاب‪ ،‬و‬ ‫ى‬
‫الجسدية أو المادية ي‬
‫كذا لصالح ذوي حقوقهم‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪.09‬‬
‫‪ 45‬أنظر‪ ،‬بورجو وسيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 46‬و ما يليها‪.‬‬
‫المتضمن رشوط التطبيق الخاصة بطريقة تقدير نسبة العجز و مراجعتها‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪.80‬‬ ‫ّ‬ ‫‪46‬‬

‫‪74‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫ّ‬
‫المبن‬
‫ي‬ ‫الجزئ‬
‫ي‬ ‫فإن عملية التعويض تؤكد المساواة ربي الضحايا ‪ ،‬الذي يقر بالتعويض‬
‫عىل أسس معيشية( الدخل و المرتب) و عىل أسس جسمانية ( مقدار العجز) و ليس‬
‫القاض تحديده بثبوت رشوط المسؤولية‬ ‫ي‬ ‫بن عىل التعويض الكامل الذي يتوىل‬ ‫م ي‬
‫يعد فيها المدين مسؤوال‪ ،‬و ليس ضامنا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المدنية‪ ،‬الذي‬
‫ّ‬
‫المكمل‬ ‫ثالثا‪ :‬االستعانة االستثنائية بدور الخطأ من أجل التعويض‬
‫ّ‬
‫التلقائ هو عدم االعتداد بركن الخطأ‬ ‫ي‬ ‫كما أسلفنا‪ ،‬فإن األصل يف نظام التعويض‬
‫لنق المسؤولية‪ ،‬لكن استثناءا‪ ،‬يف إطار التعويض عن حوادث العمل‪،‬‬ ‫ّال للتعويض و ال ي‬
‫ّ‬
‫غي المعذور‪ ،‬الذي عرفه‬ ‫التكميىل‪ ،‬خالل فكرة الخطأ ر‬ ‫المشع الجزائري التعويض‬ ‫أقر ر‬
‫ي‬
‫القانون رقم ‪ 15/83‬قبل إلغائه‪ ،‬بموجب المادة ‪ ،4745‬و عليه يجب الستحقاق‬
‫غي المعذور‪ ،‬أو‬ ‫التكميىل‪ ،‬يف حوادث العمل‪ ،‬أن يتم إثبات خطا المستخدم ر‬ ‫ي‬ ‫التعويض‬
‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬
‫الغي‪ ،‬كما جاء به القانون رقم ‪ ، 08/08‬من خالل المادة ‪ 69‬الفقرة‪ ، 2‬تسمح‬ ‫خطأ ر‬
‫غي المعذور أو العمدي أو خطا‬ ‫ّ‬
‫المادة ‪ 71‬بالرجوع عىل المستخدم الذي تسبب بخطئه ر‬
‫التكميىل‪ ،‬أن‬ ‫التعويض‬ ‫عىل‬ ‫يشيط للحصول‬ ‫التابع ف مطالبته بالتعويض‪ ،‬و بالتاىل ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يصدر خطأ من أحد الدرجات المذكورة سابقا‪ ،‬يضاف إليها خطأ التابع‪ ،‬من أجل‬
‫التمسك بدعوى المسؤولية‪.50‬‬ ‫ّ‬
‫الثائ‪ :‬إقصاء دور الخطأ بصورة ضمنية‬ ‫المطلب ي‬
‫ر‬ ‫ّ‬
‫إن أمر إقصاء دور الخطأ‪ ،‬لم يقتض عىل استبعاده مباشة‪ ،‬بل هناك إقصاء‬
‫بصورة ضمنية‪ ،‬ألن بعض المجاالت أصبحت تميل الستبعاده‪ ،‬و ذلك من خالل‬
‫األول) و كذلك تزايد‬ ‫معينة للخطأ(الفرع ّ‬ ‫باشياط أوصاف ّ‬ ‫تحريف مفهوم الخطأ المدئ‪ ،‬ى‬
‫ي‬
‫الثائ)‪.‬‬ ‫ع‬‫الفر‬ ‫(‬ ‫التعويض‬ ‫ف‬ ‫الخطأ‬ ‫دور‬ ‫الن أخفت‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫التأمي‪ ّ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫تقنية‬
‫االجتماع‬ ‫ّ‬
‫المدئ كمقوم للسلوك‬ ‫الفرع األول‪ :‬تحريف مفهوم الخطأ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫العقالئ‪ ،‬و يف‬ ‫للتفكي‬ ‫مطابق‬ ‫غي‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ل‬‫س‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬‫يتشكل الخطأ ف نظر الفقه ‪51‬‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫مرجع‪ ،‬هو نموذج الرجل العادي‪ ،‬الذي ظهر يف‬ ‫ي‬ ‫يبن تقديره عىل نموذج‬ ‫هذا اإلطار ي‬

‫غي المعذور و الصادر عن صاحب العمل ف توفر إحدى ر‬ ‫ّ‬


‫الشوط التالية‪ :‬خطا ذو‬ ‫ي‬ ‫‪ ( 47‬يتمثل الخطأ ر‬
‫تغاض متعمد‪ ،‬خطا ينجر عن إدراك صاحب العمل بالخطر‬ ‫ي‬ ‫خطورة استثنائية‪ ،‬خطا ينجم عن إدراك أو‬
‫الذي يسببه‪ ،‬عدم استدالل صاحب العمل بأي فعل رمير)‪.‬‬
‫االجتماع‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‪ ،11‬الذي ألع القانون رقم‬‫ي‬ ‫‪ 48‬المؤرخ يف ‪ 23‬فيفري المتضمن منازعات الضمان‬
‫‪ 15/83‬المؤرخ يف ‪ 02‬يونيو ‪.1983‬‬
‫االجتماع المذكور يف المادة األوىل أعاله‬
‫ي‬ ‫الضمان‬ ‫مجال‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫المستخدمي‬
‫ر‬ ‫‪ ( 49‬يقصد بالطعن ضد ر‬
‫الغي و‬
‫بمفهوم هذا القانون‪-.‬رجوع المؤمن له اجتماعيا أو ذوي حقوقه ضد مرتكب الخطأ قصد الحصول عىل‬
‫تكميىل)‪.‬‬
‫ي‬ ‫تعويض‬
‫‪ 50‬انظر تفاصيل أخرى‪ ،‬بورجو وسيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 55‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫‪Geneviève Viney, évolution de la signification et du rôle de la faute en droit de‬‬
‫‪la responsabilité civile, op.cit, p 25.‬‬

‫‪75‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫الرومائ‪ ،52‬الذي يمثل أوسط ناس سلوكا و انتباها و حرصا و رعاية‪ ،53‬و هو‬ ‫ي‬ ‫القانون‬
‫ّ‬
‫موضوع‪ ،‬احتفظ به قانون نابليون سنة ‪ ،1804‬و تأثر به القانون المد يئ‬ ‫ي‬ ‫معيار‬
‫‪54‬‬
‫الجزائري‪ ،‬سواء يف إطار النظرية العامة للعقد ‪ ،‬أو يف إطار المسؤولية المدنية‪ ،‬لدى‬
‫مخصصة آلثار‬ ‫ّ‬ ‫تقدير معيار التعدي‪ ،‬كعنض مادي للخطأ‪ ،55‬أو يف إطار األحكام‬
‫ى‬
‫حي يسبب حادثا ال يقوم به شخص‬ ‫االليام‪ ،56‬و عليه يمكن اعتبار الشخص كمخطأ‪ ،‬ر‬
‫المدئ ‪،‬خاصة‬ ‫تبق هناك صعوبة لتعريف الخطأ‬ ‫عادي وضع ف نفس الظروف‪ ،57‬لكن ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف مرونة تقديره‪58.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ي‬
‫إال أنه حاليا‪ ،‬لم يعد يقاس الخطأ بمعيار الرجل العادي‪ ،‬بل يقاس بعناية الرجل‬
‫ّ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫المرف العقاري‪ ،59‬أو حال المتدخل يف مجال االستهالك‪ ،60‬و‬ ‫ي‬ ‫المهن‪ ،‬كحال‬
‫ي‬ ‫المحيف و‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مهن من األخطاء المهنية‪،‬‬ ‫ف عىل أنه خطأ ي‬ ‫بالتاىل فالخطأ أصبح يقاس بمعيار أشد‪ ،‬فيكي‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫و بمفهوم المخالفة لم يعد للخطأ العادي أي دور يف إطار المسؤولية المدنية‪ ،‬فقد‬
‫لك تقوم المساءلة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫تؤخذ درجة معينة ي‬ ‫صارت األخطاء البد و أن‬
‫‪61‬‬
‫اعيف األستاذ ‪ ، P.Jourdain‬بأن هناك مساس بمكانة‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ى‬
‫متوسعا موضوعا و مضمونا‪ ،‬فبعض المحاكم‬ ‫ّ‬ ‫عي تحريف مفهومه‪ ،‬الذي صار‬ ‫الخطأ‪ ،‬ر‬

‫‪52‬‬
‫‪P.Joudain,op.cit, p 49.‬‬
‫المدئ الجزائري‪،‬مجلة دراسات و‬ ‫الموضوع يف القانون‬ ‫الذائ و‬‫ى‬ ‫‪ 53‬بن عمارة محمد‪ ،‬المعيار‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫أبحاث‪،‬جامعة الجلفة‪،‬المجلد‪،5‬العدد‪ ،11‬جوان ‪ ،2013‬ص‪.57‬‬
‫غي أن البائع ال يكون ضامنا‬‫‪ 54‬كما جاء عىل سبيل المثال‪ ،‬يف إطار عقد البيع يف المادة ‪ 3/379‬ق‪.‬م( ر‬
‫المشيي عىل علم بها وقت البيع‪ ،‬أو كان يف استطاعته أن يطلع عليها لو انه فحص‬ ‫ى‬ ‫الن كان‬‫ى‬
‫للعيوب ي‬
‫المبيع بعناية الرجل العادي‪ )...‬الحال كذلك يف عقد اإليجار كما جاء يف المادة ‪ 495‬ق‪.‬م ( يجب عىل‬
‫بالعي المؤجرة‪ ،‬و أن يحافظ عليها مثلما يبذله الرجل العادي)‪.‬‬
‫يعتن ر‬ ‫ي‬ ‫المستأجر أن‬
‫فيالىل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫‪55‬‬
‫ي‬ ‫عىل‬
‫انظر‪ ،‬ي‬
‫ى‬
‫‪ 56‬كما نصت عىل ذلك المادة ‪ 172‬ق م( يف االليام بعمل‪ ،‬إذا كان المطلوب من المدين أن يحافظ عىل‬
‫‪.‬‬
‫ى‬
‫باالليام إذا بذل يف‬ ‫اليامه‪ ،‬فان المدين يكون قد وف‬‫السء وأن يقوم بإدارته و أن يتوح الحيطة ف تنفيذ ى‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تنفيذه من العناية كل ما يبذله الشخص العادي‪.)...‬‬
‫‪57‬‬
‫‪F. Terre, Ph. Simler et Y. Lequette,op.cit, p 735 et 736.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪Geneviève Viney, les difficultés de la redification du droit de la responsabilité‬‬
‫‪civile, op.cit, p25.‬‬
‫للمرف العقاري أمام تطور نظام المسؤولية المدنية‪،‬‬‫ى‬ ‫‪ 59‬حمادي عبد النور‪ ،‬هل تصمد المسؤولية المدنية‬
‫ي‬
‫الثائ‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪.28‬‬ ‫التعمي و البناء‪ ،‬جامعة ابن خلدون‪ -‬تيارت‪ ،-‬العدد ي‬ ‫ر‬ ‫مجلة ت رشيعات‬
‫‪ 60‬و هذا األمر ظاهر‪ ،‬من خالل وضع قرينة علم قاطعة عىل العلم يف جانب المتدخل‪ ،‬و قرينة جهل‬
‫قاطعة ف جانب المستهلك‪ ،‬بشأن ى‬
‫االليام باإلعالم‪ .‬أنظر يف هذا الشأن‪:‬‬ ‫ي‬
‫‪N. Rzepecki, Droit de la consommation et théorie générale du contrat, PUAM,‬‬
‫‪2002,p 72.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪P.Joudain,op.cit, p 18.‬‬

‫‪76‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫الفاعلي عىل األخطاء التافهة و البسيطة‪ ،62‬الناتجة عن حماقة أو ردة‬ ‫ر‬ ‫صارت تدين كل‬
‫‪63‬‬
‫فعل سيئة‪ ،‬و من جهة أخرى هناك اعتداد بجسامة الخطأ ‪ ،‬و قد صار مفهوم الخطأ‬
‫متعدد‪ ،‬و قد ّ‬ ‫ّ‬ ‫حاليا ّ‬
‫عيت عنه األستاذة ‪G. Viney‬باألخطاء الموصوفة‪ ،64‬بل‬ ‫ر‬ ‫متنوع و‬
‫‪65‬‬
‫التقصيية و المسؤولية العقدية ‪ ،‬أو ما‬ ‫وصل األمر‪ ،‬إىل تجاوز الفصل ربي المسؤولية‬
‫ر‬
‫‪66‬‬
‫التوسع يف مفهوم بعض االليامات لدى االخالل بها ‪ ،‬بحيث صار‬ ‫ى‬ ‫ّ‬ ‫نلمسه يف إطار‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫البحث عن العيب أوىل من البحث عن الخطأ‪ ،‬و من جهة أخرى‪ ،‬تم االعياف باالليام‬
‫ّ‬
‫متعددة و ى‬
‫ميايدة‪ ،67‬و من شأن‬ ‫بالسالمة يف إطار معظم العقود الحديثة بصورة‬
‫ّ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫الن ساهمت يف تشتت‬ ‫االعياف بهذه األخطاء الطفيفة‪ ،‬أن يفرغ كل الدالئل األخالقية ي‬
‫كبي من قيمته االجتماعية‪ ،‬باعتباره أداة لقياس و‬ ‫المدئ‪ ،‬الذي فقد جزء ر‬ ‫ي‬ ‫مفهوم الخطأ‬
‫‪.‬‬
‫الغي اجتماعية‬
‫ر‬ ‫السلوكات‬ ‫كذا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫فات‬ ‫تقييم التض‬
‫التأمي‬
‫ر‬ ‫الثائ‪ :‬تزايد تقنية‬ ‫الفرع ي‬
‫ّ‬
‫مي من أجل تغطية‬ ‫لقد أفرز تعدد ّاألنشطة داخل المجتمع‪ ،‬ظهور تقنية التأ ر‬
‫مي‬‫ر‬ ‫أ‬ ‫الت‬ ‫كات‬‫ش‬ ‫ر‬ ‫صارت‬ ‫األخطار الناتجة‪ ،‬و هو أثر عىل نظام المسؤولية المدنية‪ ،‬بحيث‬
‫التأمي يف التقليل من‬ ‫الن تضمن التعويض‪ ،‬و لكن األمر األهم من ذلك‪ ،‬هو دور‬ ‫ى‬
‫ر‬ ‫ه ي‬ ‫ي‬
‫التأمي من جهة تأثري ها‬ ‫ر‬ ‫المدئ‪ ،‬فقد انتقد العديد من الفقه الحديث تقنية‬ ‫ي‬ ‫اء‬‫ز‬ ‫الج‬ ‫حدة‬
‫ّ‬
‫التأمي‪ ،‬من شأنها أن تفرغ‬ ‫ر‬ ‫المدئ‪ ،‬فقد رأى البعض ‪ ،68‬بأن وظيفة‬ ‫ي‬ ‫عىل الجزاء‬

‫‪ 62‬بن زيطة عبد الهادي‪ ،‬قواعد المسؤولية يف األعمال الطبية الحديثة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-‬‬
‫‪-1‬كلية الحقوق‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪.149‬‬
‫المشع بدرجة‬‫لعل هذا ما يصدق أساسا عىل حق الرجوع المقرر للمتبوع عن أعمال تابعه‪ ،‬إذ قيده ر‬ ‫‪ 63‬و ّ‬
‫معينة من الخطأ ‪ ،‬نصت عىل ذلك المادة ‪ 137‬ق‪.‬م ( للمتبوع حق الرجوع عىل تابعه يف حالة ارتكابه خطا‬
‫جسيما)‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫‪Geneviève Viney,,op.cit, p 25.‬‬
‫‪65‬‬
‫حي أضاف مسؤولية المنتج‪ ،‬بنص المادة‪140‬‬ ‫مدئ بعد تعديله سنة ‪ ،2005‬ر‬ ‫هذا ما جاء به القانون ال ي‬
‫الن أشارت إىل فكرة تجاوز التقسيم التقليدي للمسؤولية‪ ،‬من خالل عبارة ( يكون المنتج مسؤوال‬ ‫ى‬ ‫ّ‬
‫مكرر‪ ،‬ي‬
‫حن و لو لم تربطه بالمتضر عالقة تعاقدية‪.)...‬‬ ‫عن الضر الناتج عن عيب ف المنتوج ى‬
‫ي‬
‫المدئ و ربي قانون حماية المستهلك و قمع‬‫ي‬ ‫‪ 66‬يصدق هذا الحال‪ ،‬بالنسبة الختالف العيب ما ربي القانون‬
‫ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حي يخل مثال البائع باالليام بضمان العيوب الخفية‪ ،‬و ربي ما يقع‬ ‫المتمم‪ ،‬ر‬ ‫الغش رقم ‪ 03/09‬المعدل و‬
‫عىل المتدخل بضمان عيوب المنتوج‪ ،‬فينضف األول حسب ما جاء يف المادة ‪ 379‬ق‪ .‬المد يئ‪ ،‬إىل العيب‬
‫الثائ‪ ،‬من خالل المادة ‪ 13‬من قانون حماية‬ ‫لسء أو االنتفاع به‪ ،‬بينما ينضف‬ ‫ر‬
‫ى‬ ‫ي‬ ‫الذي ينقص من قيمة ا ي‬
‫ر‬
‫بناس‪ ،‬أثر تشيعات‬ ‫شوف‬ ‫المستهلك و قمع الغش‪ ،‬إىل ضمان عدم صالحية المنتوج لالستعمال‪ ،‬أنظر‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫االستهالك عىل المبادئ الكالسيكية للعقد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ -1-‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫‪ ،2016/2015‬هامش ص ‪.279‬‬
‫تطور مستمر بأبعاد مختلفة‪ ،‬مجلة معارف‪ ،‬جامعة البويرة‪،‬‬ ‫االليام بالسالمة‪ّ :‬‬ ‫شوف بناس‪ ،‬ى‬ ‫ى‬ ‫‪ 67‬أنظر‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫العدد‪ ،24‬جوان ‪ ،2018‬ص ‪ 13‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫‪P.Joudain,op.cit , p 21 et 22.‬‬

‫‪77‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫ّ‬
‫المسؤولية المدنية من معناها‪ ،‬لكون المؤمن هو الذي يتوىل التعويض‪ ،‬بينما رأى البعض‬
‫بأن التأمي من اآلن فصاعدا قد ّ‬ ‫ّ‬
‫حل محل المسؤولية يف وظيفتها التعويضية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫اآلخر‪، 69‬‬
‫االعياف بدور الخطأ يف قيام المسؤولية ‪ ،‬مع‬ ‫لكن األمر الذي يدعو للنقاش‪ ،‬هو ى‬
‫مي‪ ،‬و هنا نتساءل أين هو دور الخطأ؟ فإذا نظرنا من جهة‬ ‫إجبار الشخص باكتتاب تأ ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الن تتوىل التعويض‪ ،‬و أما إذا نظرنا إىل جهة الطابع‬ ‫ى‬
‫ه ّي‬ ‫مي ي‬ ‫التعويض‪ ،‬نقول بأن رشكة التأ ر‬
‫ّ‬
‫الردع للخطأ‪.‬‬‫ي‬ ‫الردع للخطأ‪ ،‬نقول أنه ال وجود له‪ ،‬ألن تغطية الضر‪ ،‬تزيل الطابع‬ ‫ي‬
‫ظهر لنا هذا جليا‪ ،‬يف عدة مجاالت حديثة الظهور عىل األقل يف إطار القانون‬
‫ّ‬
‫الجزائري‪ ،‬فعىل سبيل المثال‪ ،‬الحظنا يف إطار القانون رقم ‪ 04/15‬الذي يحدد القواعد‬
‫بأنه ّ‬‫‪ّ 70‬‬ ‫ى‬ ‫ّ‬
‫أقر المسؤولية المدنية لمؤدي‬ ‫ونيي ‪،‬‬‫االلكي ر‬ ‫العامة المتعلقة بالتوقيع و التصديق‬
‫الشخص‪ ،‬نتيجة إهمال منه‪ ،‬و هذا ما جاء يف‬ ‫وئ عن خطئه‬ ‫ى‬
‫االلكي‬ ‫خدمات التصديق‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫أجيت المادة ‪ 60‬مؤدي خدمات‬ ‫إطار المادة ‪ 53‬من هذا القانون ‪ ،‬لكنه من جهة أخرى‪ ،‬ر‬
‫ى‬
‫مي‪ ،71‬كما ال يختلف األمر كذلك يف مجال اليقية‬ ‫ى‬
‫وئ باكتتاب عقود التأ ر‬ ‫التصديق االلكي ي‬
‫ّ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫المرف العقاري‪ ،‬العديد من االليامات‪ ،‬و كل خطأ منه يعد‬ ‫ي‬ ‫العقارية‪ ،‬أين يقع عىل عاتق‬
‫ّ‬ ‫إخالل بتلك ى‬
‫االليامات‪ ،72‬و عليه فهو يعد مسؤوال عن تلك األخطاء ‪ ،‬لكن من جهة‬
‫‪73‬‬
‫ى‬
‫ام عن‬ ‫مي اإللز ي‬ ‫المرف العقاري‪ ،74‬أو كما يف إطار التأ ر‬ ‫ي‬ ‫ام واجب عىل‬ ‫فالتأمي اإللز ي‬
‫ر‬ ‫أخرى‪،‬‬
‫مي من قبل‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫الت‬ ‫امية‬
‫ز‬ ‫إل‬ ‫نرى‬ ‫‪،‬‬‫الطن‬ ‫المجال‬ ‫ف‬ ‫أيضا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫العشية‪75‬‬ ‫ر‬ ‫المسؤولية‬
‫ري‬ ‫ي‬

‫‪69‬‬
‫‪Geneviève Viney, op.cit, p 33.‬‬
‫ّ‬
‫‪ 70‬القانون رقم ‪ 04/15‬المؤرخ يف ‪ 01‬فيفري ‪ 2015‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع و التصديق‬
‫ونيي‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‪.06‬‬ ‫االلكي ر‬‫ى‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫التامي المنصوص‬ ‫ر‬ ‫وئ أن يكتتب عقود‬ ‫يتعي عىل مؤدي خدمات التصديق االلكي ي‬ ‫‪ 71‬تنص المادة ‪ (60‬ر‬
‫وئ للسلطة االقتصادية) ‪.‬‬ ‫ى‬
‫ّ‬ ‫عليها يف سياسة التصديق االلكي ي‬
‫الن تنظم نشاط‬ ‫ى‬ ‫‪/‬‬ ‫‪72‬‬
‫كما نص عىل ذلك القانون رقم ‪04 11‬المؤرخ يف ‪ 17‬رفياير ‪ ،2011‬يحدد القواعد ي‬
‫ى‬
‫الثائ عىل اليامات‬ ‫اليقية العقارية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‪ ،4‬و هذا ما جاء يف الفصل الثالث‪ ،‬الذي أشار يف الفرع‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫الفعىل للعقار يف الوقت المحدد‪ ،‬كما نصت عليه المادة‬ ‫ى‬
‫المرف‪ ،‬و عىل سبيل المثال‪ ،‬نرى االليام بسليم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪.43‬‬
‫‪ 73‬حمادي عبد النور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫الشوط‬ ‫يتضمن ى‬
‫دفي ر‬ ‫ّ‬ ‫‪ 74‬كما جاء يف المرسوم التنفيذي رقم ‪ 85/12‬المؤرخ يف ‪ 20‬فيفري ‪،2012‬‬
‫ى‬ ‫النموذح الذي يحدد ى‬
‫حي نص يف‬ ‫للمرف العقاري‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‪ ،11‬ر‬ ‫ي‬ ‫االليامات و المسؤوليات المهنية‬ ‫ر ي‬
‫المرف العقاري االكتتاب يف جميع التأمينات أو الضمانات‬ ‫ى‬ ‫ىل‬ ‫ع‬ ‫ّ‬
‫يتعي‬ ‫(‬ ‫أنه‬ ‫عىل‬ ‫‪1‬‬‫الفقرة‬ ‫‪30‬‬ ‫المادة‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫القانونية المطلوبة) ‪.‬‬
‫ى‬ ‫‪75‬‬
‫ام‬‫الن ينص عىل الطابع اإللز ي‬ ‫مثال كما جاء يف األمر رقم ‪ 07/95‬المتعلق بالتأمينات يف المادة ‪ 178‬ي‬
‫التقنيي‬
‫ر‬ ‫اقبي‬
‫المقاولي و كذا المر ر‬‫ر‬ ‫ر‬
‫للتامي عىل المسؤولية العشية( يجب عىل المهندس ري المعمار ريي و‬ ‫ر‬
‫المدئ‪ ،‬عىل أن يبدأ‬ ‫القانون‬ ‫من‬ ‫‪554‬‬ ‫المادة‬ ‫ف‬ ‫عليها‬ ‫المنصوص‬ ‫ية‬ ‫العش‬ ‫مي مسؤوليتهم ر‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫لت‬ ‫عقد‬ ‫اكتتاب‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫للمشوع)‪.‬‬ ‫هذا العقد من االستالم النهائ ر‬
‫ي‬

‫‪78‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫البشي‪ ،76‬و أيضا يف مجال أمن المنتوجات‬ ‫تغيي للدم ر‬ ‫المؤسسات‪ ،‬عن كل عملية نزع أو ر‬ ‫ّ‬
‫الن تخضع ه األخرى إللزامية التامي‪77.‬‬ ‫ى‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫و عرضها لالستهالك‪ ،‬ي‬
‫المدئ‬
‫ي‬ ‫يف هذا اإلطار‪ ،‬رأى بعض الفقه الحديث‪ ،‬بأن هناك إهالك لدور الجزاء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المتسبب يف الضر‪ ،‬هو يف‬ ‫و ال وجود لفكرة الوقاية‪ ،78‬بينما رأى البعض اآلخر‪ ،79‬بأن‬
‫الكالسيك‬ ‫ّ‬
‫التصور‬ ‫المؤمن‪ ،‬و بالتا يىل يزيل فكرة الخطأ‪ ،‬و هذا ما نتجاوز به‬ ‫ّ‬ ‫الغالب‬
‫ي‬
‫للتعويض‪80.‬‬
‫فإن دور الخطأ‪ ،‬ى‬ ‫ّ‬
‫حن و إن كان يعتد به يف قيام بعض أنواع المسؤوليات‪،‬‬ ‫و عليه‪،‬‬
‫ّ‬
‫لكن فعاليته قاضة‪ ،‬ال بالنسبة للتعويض و ال بالنسبة للعقوبة‪ ،‬و لعل هذا ما حدا بالفقه‬
‫التفكي يف وظائف أخرى للمسؤولية‬ ‫ر‬ ‫الحديث‪ ،‬للبحث عن كيفية تفعيل نظام آخر؟ و‬
‫ّ‬
‫المدنية‪ ،81‬و هذا ما نؤكد عليه يف إحياء و إعادة االعتبار لدور الخطأ يف نظام المسؤولية‬
‫يف إطار وظيفته العقابية‪.‬‬
‫الثائ‪ :‬االحتفاظ بدور الخطأ من أجل الوظيفة العقابية‬ ‫المبحث ي‬
‫استعص اإلبقاء عىل دور الخطأ يف نظام المسؤولية المدنية‪ ،‬بشأن‬ ‫ُ ي‬ ‫بعد أن‬
‫التعويص‬
‫ي‬ ‫العقائ يف مواجهة دوره‬
‫ري‬ ‫وظيفته التعويضية‪ ،‬يسع حاليا‪ ،‬لتعزيز صمود دوره‬
‫األول) و من جهة أخرى‪ ،‬فقد أعيد للخطأ االعتبار بصورة واسعة يف اآلونة‬ ‫(المطلب ّ‬
‫عي وظيفته العقابية الجديدة‪ ،‬و غدت هذه الوظيفة مسع بعض الت رشيعات‬ ‫األخية‪ ،‬ر‬
‫ر‬
‫الثائ)‪.‬‬
‫ي‬ ‫المطلب‬ ‫(‬ ‫الحديثة‬
‫التعويص‬ ‫دوره‬ ‫إقصاء‬ ‫مواجهة‬ ‫ف‬ ‫للخطأ‬ ‫العقائ‬ ‫دور‬ ‫ال‬ ‫صمود‬ ‫المطلب ّ‬
‫األول‪:‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫العقائ للخطأ تماما من نظام المسؤولية المدنية‪ ،‬فال يزال له‬ ‫ري‬ ‫لم يقص الدور‬
‫التلقائ بصورة‬ ‫لعقائ من نظام التعويض‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫مجال مقبول(الفرع األول) بل لم يقص دوره ا ر ي‬
‫الثائ)‪.‬‬ ‫ى‬
‫بق له مجال يف ذلك (الفرع ي‬ ‫نهائية‪ ،‬فقد ي‬

‫الن تقوم بيع و‪ /‬أو‬ ‫ى‬ ‫‪76‬‬


‫كما نصت عىل ذلك المادة ‪ 169‬من األمر رقم ‪ (07/95‬يجب عىل المؤسسات ي‬
‫الن قد يتعرض لها‬‫ى‬ ‫ر‬
‫الطن أن تكتتب تأمينا ضد العواقب المضة ي‬
‫تغيي الدم البشي من أجل االستعمال ر ي‬ ‫ر‬
‫المتيعون بالدم و المتلقون له) ‪.‬‬
‫ر‬
‫طبيع أو معنوي‬
‫ي‬ ‫‪ 77‬كما جاء يف األمر رقم ‪ 07/95‬يف إطار المادة ‪ 168‬الفقرة‪ ( 1‬يجب عىل كل شخص‬
‫يقوم بصنع أو ابتكار أو تعديل أو تعبئة مواد معدة لالستهالك أو لالستعمال‪ ،‬أن يكتتب تأمينا لتغطية‬
‫الغي‪.)...‬‬
‫المستعملي و تجاه ر‬
‫ر‬ ‫المستهلكي و‬
‫ر‬ ‫مسؤوليته المدنية المهنية تجاه‬
‫‪78‬‬
‫‪P.Joudain,op.cit p 18.‬‬
‫‪79‬‬
‫‪F. Terre, Ph. Simler et Y. Lequette,op.cit, p 741.‬‬
‫‪80‬‬
‫‪André Tunc, l’avenir de la responsabilité civile pour faute, Osaka univesity law‬‬
‫‪review, 1988.n°35.1,p41‬‬
‫‪F. Terre, Ph. Simler et Y. Lequette,ibid, p 742.‬‬
‫‪81‬‬
‫‪C. Jourdain-Fortier,op.cit, p 98.‬‬

‫‪79‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫العقائ للخطأ يف نظام المسؤولية المدنية‬ ‫ّ‬
‫الفرع األول‪ :‬بقاء الدور‬
‫ري‬
‫المدئ‪ ،‬يف بعض المجاالت المختلفة‪ ،‬فقد‬‫ي‬ ‫يظهر دور الخطأ يف إدانة المسؤول‬
‫ّ‬
‫الفاعلي المسؤولون عن الفعل التقص ريي‪ ،‬فهم‬ ‫ر‬ ‫تتصل هذه اإلدانة يف حالة تعدد‬
‫ّ‬
‫يساهمون كلهم يف دين التعويض‪ ،‬ألن هناك العديد من األشخاص مسؤولون عن نفس‬
‫عي تقسيم‬ ‫متضامني‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫الضر‪ ،‬سواء عىل أساس الخطأ أو عدم الخطأ‪ ،‬فيصبحون‬
‫ّ‬
‫المسؤولية‪ ،‬كما جاء يف نص المادة ‪ 126‬ق‪.‬م ( إذا تعدد المسؤولون عن فعل ضار كانوا‬
‫متضامني يف ىاليامهم بتعويض الضر‪ ،‬و تكون المسؤولية فيما بينهم بالتساوي إال إذا‬
‫ر‬
‫العقائ‬ ‫الدور‬ ‫بقاء‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫إىل‬ ‫يضاف‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتعويض)‬ ‫ام‬ ‫عي القاض نصيب كل منهم ف ى‬
‫االلي‬ ‫ر‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫األجنن‪ ،82‬كما تأخذ فكرة الخطأ حكم‬
‫ري‬ ‫نق المسؤولية المدنية بالسبب‬ ‫للخطأ‪ ،‬من خالل ي‬
‫اإلدانة يف المجال التعاقدي‪ ،‬و ذلك من خالل مسائلة المدين الذي يرتكب غشا أو خطأ‬
‫ّ‬ ‫جسيما ف إطار المسؤولية العقدية‪ ،‬ى‬
‫غي المتوقع‪-‬استثناءا‪ -‬من األصل‪،83‬‬ ‫حن عن الضر ر‬ ‫ي‬
‫سن النية‪ ،‬أو من خالل بطالن رشوط اإلعفاء من‬ ‫المشع للمدين ر‬ ‫و هذا معاقبة من ر‬
‫المسؤولية العقدية ‪ ،‬يف حالة الغش أو الخطأ الجسيم من جانب المدين‪.84‬‬
‫ّ‬
‫و من جهة أخرى‪ ،‬و بصورة معاكسة‪ ،‬يمكن أن يؤثر انتفاء الخطأ عىل الحكم‬
‫المدئ بالحكم‬
‫ي‬ ‫القاض‬
‫ي‬ ‫بالتعويض‪ ،‬و هذا ما هو نصت عليه المادة ‪ 339‬ق‪.‬م ( ال يرتبط‬
‫ّ‬ ‫ى‬ ‫ّ‬
‫الن فصل فيها هذا الحكم و كان فصله فيها ضوريا) و يبدو أن‬ ‫الجنائ إال ى يف الوقائع ي‬
‫ي‬
‫الجنائ‪ ،85‬سواء بإسناد الجريمة للمتهم أو نفيها عنه‪ ،‬لكن‬
‫ي‬ ‫بالحكم‬ ‫ملزما‬ ‫يبق‬ ‫القاض‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫األهم من ذلك‪ ،‬هو أن الحكم ربياءة المتهم عىل أساس عدم وجود الخطأ‪ ،‬هو أيضا نفسه‬
‫ّ‬
‫تأثي لدور‬
‫بالتاىل عدم الحكم بالتعويض‪ ،‬و هنا يظهر أن هناك ر‬ ‫ي‬ ‫المدئ‪ ،‬و‬
‫ي‬ ‫انتفاء الخطأ‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫نق المسؤولية‪ ،‬و بمفهوم المخالفة‪ ،‬أنه من ارتبط‬ ‫بالتاىل ي‬
‫ي‬ ‫الخطأ يف استبعاد التعويض و‬
‫ّ‬
‫ائ‪ ،‬أي استبعاد قيام‬ ‫الفعل بخطأ المسؤول‪ ،‬تأثرت دعوى التعويض التبعية بالحكم الجز ي‬
‫المسؤولية الشخصية القائمة عىل ركن الخطأ‪.‬‬

‫‪ 82‬و هذا ما جاء يف المادة ‪ 127‬ق‪.‬م ( إذا أثبت الشخص أن الضر قد نشأ عن سبب ال يد له فيه كحادث‬
‫غي ملزم بتعويض هذا الضر‪ ،‬ما‬ ‫الغي‪ ،‬كان ر‬‫مفاح‪ ،‬أو قوة قاهرة‪ ،‬أو خطأ صدر من المضور أو خطأ من ر‬ ‫ر‬
‫قانوئ أو اتفاق يخالف ذلك)‪.‬‬
‫ي‬ ‫لم يوجد نص‬
‫االليام مصدره العقد‪ ،‬فال ى‬
‫يليم المدين‬ ‫غي أنه إذا كان ى‬ ‫‪ 83‬كما جاء يف المادة ‪ 182‬الفقرة ‪ 2‬من ق‪.‬م( ‪ ...‬ر‬
‫الذي لم ىييكب غشا أو خطا جسيما إال بتعويض الضر الذي يمكن توقعه عادة وقت التعاقد)‪.‬‬
‫‪ 84‬كما جاء يف إطار المادة ‪ 178‬الفقرة ‪ 2‬ق‪ .‬م (‪...‬و كذلك يجوز االتفاق عىل إعفاء المدين من أية‬
‫اليامه التعاقدي‪ ،‬إال ما ينشأ عن غشه‪ ،‬أو خطئه الجسيم ‪.)...‬‬ ‫مسؤولية ىتيتب عىل عدم تنفيذ ى‬
‫يىل‪:‬‬ ‫‪ 85‬ى‬
‫المدئ ما ي‬
‫ي‬ ‫ائ عىل الحكم‬ ‫يشيط لتطبيق هذه القاعدة‪ ،‬أي حجية الحكم الجز ي‬
‫المدئ‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪-‬تحريك الدعوى العمومية قبل الفصل يف دعوى التعويض المرفوعة أمام القضاء‬
‫المقص به‪ ،‬كما نصت عىل ذلك المادة ‪ 338‬ق‪.‬م(‬ ‫السء‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫نهائ‪ ،‬و قد حاز قوة ي‬ ‫الجنائ ي‬ ‫ي‬ ‫‪-‬أن يكون الحكم‬
‫ص به تكون حجة بما فصلت فيه من الحقوق‪.)...‬‬ ‫المق‬ ‫ء‬ ‫الس‬‫الن حازت قوة ر‬‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫األحكام ي‬
‫الياءة‪،‬‬
‫المدئ‪ ،‬كالحكم باإلدانة أو ر‬ ‫ى‬
‫الجنائ قد فصل يف مسألة مشيكة بينه و ربي الحكم‬ ‫‪-‬أن يكون الحكم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ائ‪.‬‬
‫ي‬ ‫ز‬‫الج‬ ‫الحكم‬ ‫عىل‬ ‫بناءا‬ ‫التعويض‪،‬‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ر‬‫المتض‬ ‫حق‬ ‫فيتوقف صدور‬

‫‪80‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫تلقائ‬
‫ي‬ ‫العقائ للخطأ يف نظام التعويض ال‬
‫ري‬ ‫الثائ‪ :‬بقاء الدور‬
‫الفر ّع ي‬
‫ائ كأصل عام‪ ،‬ال يستبعد دوره‬ ‫إن إقصاء دور الخطأ يف نظام التعويض التلق ي‬
‫ر‬
‫نهائيا‪ ،‬و هذا ما هو عليه الحال‪ ،‬يف إطار التعويض عن حوادث المرور‪ ،‬لكون المشع‬
‫بعي االعتبار سلوك الفاعل يف بعض األحوال من‬ ‫عي األمر رقم ‪ 15/74‬أخذ ر‬ ‫الجزائري ر‬
‫أجل الحرمان من التعويض أو التخفيض منه‪ ،‬و هذا بصورة استثنائية‪ ،‬كما جاء عىل‬
‫التواىل يف المادة‪ 13‬و ‪ ، 14‬فنص المادة ‪ 14‬ذكرت حاالت تؤدي إىل حرمان الضحية من‬ ‫ي‬
‫التعويض( إذا كانت المسؤولية الكاملة أو الجزئية عن الحادث مسببة يف القيادة يف حالة‬
‫تأثي الكحول أو المخدرات و المنومات المحظورة فال يحق للسائق‬ ‫السكر أو تحت ر‬
‫المحكوم عليه لهذا السبب المطالبة بأي تعويض‪ ،‬و ال تشي هذه األحكام عىل ذوي‬
‫الحقوق يف حالة الوفاة)‪ .‬أما نص المادة ‪ 13‬فنصت عىل حالة تخفيض التعويض ( إذا‬
‫حمل سائق المركبة جزء من المسؤولية عن جميع األخطاء ما عدا األخطاء المشار إليها‬
‫يف المادة التالية‪ ،‬فان التعويض الممنوح له يحفظ بنسبة الحصة المعادلة للمسؤولية و‬
‫الن وضعت عىل عاتقه‪ ،‬إال ف حالة العجز الدائم المعادل ل ‪ %30‬ر‬
‫فأكي و ال يشي هذا‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫التخفيض عىل ذوي الحقوق)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ى‬
‫كبية من جانب الفقه‪ ،‬فرى البعض‪ ،86‬بأن‬ ‫لق هذا االستثناء ردود أفعال ر‬‫و قد ي‬
‫بالتاىل هناك وظيفة‬
‫ي‬ ‫االستثنائ للخطأ‪ ،‬يهدف لمعاقبة و مجازاة الضحية‪ ،‬و‬
‫ي‬ ‫هذا الدور‬
‫ّ‬
‫عقابية ضيقة‪ ،‬بينما حاول البعض اآلخر‪ ،‬توسيع مجال المسؤولية المدنية بصورتها‬
‫الخطئية يف مجال التعويض عن حوادث المرور‪ ،‬من أجل معاقبة الفاعل إىل جانب حقه‬
‫اقيح المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات‪.87‬‬ ‫ف التعويض‪ ،‬و ى‬
‫ي‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬ظهر أيضا اقصاء دور الخطأ يف التعويض عن حوادث العمل يف‬
‫ّ‬
‫بالتاىل فخطأ الضحية كان يؤثر عىل نسبة و‬
‫ي‬ ‫إطار القانون الجزائري‪ -‬يف السابق ‪ ،88-‬و‬
‫ّ‬
‫مقدار التعويض‪ ،‬مع أن األصل هو استبعاد دور خطأ الفاعل‪ ،‬فضال عن استبعاد دور‬
‫عي القانون رقم ‪ ،08/08‬و‬ ‫‪89‬‬
‫خطأ الضحية ‪ ،‬و هذا يف القانون رقم ‪ 15/83‬الذي ي‬
‫ألع ر‬
‫‪86‬‬
‫‪P.Joudain,op.cit, p 20 et 21.‬‬
‫‪....( 87‬ثم أال يمكن التأسيس لها عىل أساس مزدوج واحد ؟ نضع فيه قائد السيارة أو مستعملها محل‬
‫بالتاىل يكون ملزما بالتعويض يف بعض‬
‫ي‬ ‫اعتب ار فيكون فيها مسؤوال عن الض رر الذي يح دثه بالمركب ة و‬
‫يتمي بالمالءة و الغن ى عن الم سؤول وهذا لمصلحة المضور‬ ‫الحاالت إىل جانب المؤمن باعتباره يتصف و ر‬
‫بعج‪ ،‬المسؤولية المدنية ى‬ ‫ّ‬
‫الميتبة عن حوادث السيارات‪،‬‬ ‫و حمايته‪ )....‬أنظر بصورة موسعة‪ ،‬محمد ر ي‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،-1-‬كلية الحقوق‪ ،2008/2007 ،‬ص‪.08‬‬
‫عي األمر رقم ‪ 183/66‬الذي كان ينص يف المادة ‪ ،110‬عىل الخطأ العمدي للمصاب ( ال ىييتب عن‬ ‫‪ 88‬ر‬
‫ر‬
‫الحادثة الناشئة عن خطأ عمدي للمصاب أي تعويض من التعويضات بعنوان التشي ع الخاص بحوادث‬
‫العمل‪ ،‬و يشمل الخطأ الذي تعدمه صاحبه عمال أو امتناعا و إرادة إلحاق الضر بنفسه‪ .‬ر‬
‫غي أنه يجوز‬
‫الشوط المطالبة بالتعويضات العينية للتأمينات االجتماعية باستثناء كل‬ ‫للمصاب عندما تتوفر فيه ر‬
‫تعويض نقدي)‪.‬‬
‫‪ 89‬أنظر‪ ،‬بورجو وسيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 21‬و ‪.22‬‬

‫‪81‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫نس المتعلق بالتعويض عن حوادث‬ ‫فق إطار التشي ع الفر ي‬ ‫عىل العكس من ذلك‪ ،‬ي‬
‫ّ‬
‫نس يعتد‬ ‫العمل‪ ،‬فاألمر يختلف تماما عن القانون الجزائري كما رأينا‪ ،‬ألن القانون الفر ي‬
‫بخطأ الضحية و تأثريه عىل حقه يف التعويض إنقاصا و حرمانا‪ ،‬و هذا بمناسبة ارتكاب‬
‫الخطأ غي المعذور‪ ،‬الذي يقصيه من التعويض‪90 .‬‬
‫ر‬
‫االعياف بدور الخطأ‪ ،‬فرى البعض‪،‬‬ ‫ى‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬انتقد بعض الفقه‪ ،‬هذا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التلقائ‪ ،‬ألن القطيعة مع الخطأ ليست نهائية و‬ ‫ي‬ ‫بأن هناك قصور يف قانون التعويض‬
‫ّ‬
‫كاملة‪ ،‬بل هناك تدخل يف ميادين مختلفة لفكرة الخطأ‪ ،91‬و نحن نعتقد ‪ ،‬بأن الدور‬
‫الن‬ ‫ى‬ ‫العقائ للخطأ‪ ،‬ال بد و أن ى‬
‫الخطية ي‬ ‫ر‬ ‫يبق عىل دوره من أجل ردع بعض السلوكات‬ ‫ري‬
‫تصدر من بعض األشخاص‪ ،‬و اإللقاء يف أنفسهم البعض من المسؤولية بعيدا عن فكرة‬
‫غي‬ ‫لعل ما يؤكد هذا الطرح‪ ،‬هو ى‬ ‫الضمان‪ ،‬و ّ‬
‫اليام المؤمن بالتعويض عن األخطاء ر‬ ‫ّ‬
‫العمدية‪ 92‬كما جاء يف األمر رقم ‪ 07/75‬المتعلق بالتأمينات ‪ ،‬دون األخطاء العمدية من‬
‫التأمي‪.‬‬
‫ر‬
‫الثائ‪ :‬إعادة االعتبار لدور الخطأ يف نظام التعويضات العقابية‬ ‫ي‬ ‫المطلب‬
‫عي‬‫مهمته العقابية‪ ،‬ر‬ ‫تتم إعادة االعتبار لدور الخطأ بصورة واسعة ف ّ‬ ‫حاليا‪ّ ،‬‬
‫ي‬ ‫ّ‬
‫ظهور وظيفة عقابية جديدة‪ ،‬تتوىل التعويضات‪ ،‬و تعد يف نفس الوقت نظام دخيل عن‬
‫ى‬ ‫ّ ّ‬ ‫القواني المدنية(الفرع ّ‬
‫االعياف بها ضمن نظام‬ ‫األول) إال أن ذلك لم يمنع من‬ ‫ر‬
‫الثائ)‪.‬‬ ‫ع‬‫الفر‬‫(‬ ‫يعات‬ ‫المسؤولية المدنية ف بعض ر‬
‫التش‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفرع ّ‬
‫القواني المدنية‬
‫ر‬ ‫األول‪ :‬الوظيفة العقابية للخطأ‪ :‬نظام دخيل عىل‬
‫القواني األنجلوسكسونية‪ ،‬عكس‬ ‫ر‬ ‫ظهرت فكرة الوظيفة العقابية للتعويض يف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫الن لم تأخذ بها بصورة ضيحة (أوال) ألنها تنضف إىل مفهوم مغاير‬ ‫القواني المدنية ي‬
‫ر‬
‫لنظام التعويض يف نظام المسؤولية المدنية القائم عىل إصالح الضر و فقط (ثانيا)‪.‬‬
‫ّأوال‪ :‬أصل فكرة التعويضات العقابية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ه الوظيفة‬ ‫لم يكن يتصور لنظام المسؤولية المدنية‪ ،‬إال وظيفة أساسية‪ ،‬و ي‬
‫القواني‬ ‫الن تأخذ بفكرة‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫التعويضية أو اإلصالحية للضر‪ ،‬و هذا طبقا للشيعة الالتينية ي‬
‫نس‪ ،93‬الذي لم يستقبل االستعانة باألضار العقابية‪،‬‬ ‫ر‬
‫المدنية‪ ،‬و عىل رأسها التشي ع الفر ي‬

‫‪90‬‬
‫‪Josette Lagarde, op.cit,p 43.et p 50.‬‬
‫‪91‬‬
‫‪Ghenima Lahlou-Khiar, synthèse generale,op.cit,p 285 et 286.‬‬
‫يليم المؤمن‪ -1 :‬تعويض الخسائر و األضار‪:‬‬‫‪ 92‬كما جاء ف إطار األمر رقم ‪ 07/95‬من خالل المادة ‪ (12‬ى‬
‫ي‬
‫غي متعمد من المؤمن له‪.)...‬‬
‫أ‪ -‬الناتجة عن الحاالت الطارئة‪ ،‬ب‪-‬الناتجة عن خطا ر‬
‫‪93‬‬
‫‪F. Terre, Ph. Simler et Y. Lequette,op.cit, p 743.‬‬

‫‪82‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تأثي‪ ،‬لكون التعويضات العقابية تعاكس مبدأ التوازن‬ ‫الذي تأثر به القانون الجزائري أشد ر‬
‫يف التعويض‪.94‬‬
‫فقد علل بعض الفقه‪ ،95‬هذا االستبعاد من ر‬ ‫ّ‬
‫الشيعة الالتينية‪ ،‬لكون قانون‬
‫موجه لوظيفة تعويض الضر الحاصل‪ ،‬و هذا بناءا عىل قاعدة ما لحق‬ ‫المسؤولية هو ّ‬
‫المدئ وفيا لهذه الوظيفة‪،‬‬ ‫بق القانون‬ ‫ى‬ ‫‪96‬‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫الدائن من ّ خسارة و ما فاته من كسب ‪ ،‬و قد ي‬
‫مشوع‪ ،‬و‬ ‫غي ر‬ ‫يؤسس إلثراء ر‬ ‫المير للضحية‪ ،‬ألنه ّ‬ ‫غي ر ّ‬ ‫خاصة و أن هذا المبدأ يمنع اإلثراء ر‬
‫عي‬‫ر‬ ‫اء‪،‬‬
‫ر‬ ‫اإلث‬ ‫هذا‬ ‫فكرة‬ ‫تجاوز‬ ‫ألجل‬ ‫آلية‬ ‫‪،‬‬ ‫‪F.Le‬‬ ‫‪Tourneau‬‬ ‫اقيح األستاذ‬ ‫من أجل ذلك ى‬
‫ى‬
‫االقياح‬ ‫دفع التعويضات العقابية للخزينة العمومية أو صناديق التعويض‪ ،97‬لكن هذا‬
‫تغي جذري يف طبيعة األضار العقابية‪ ،‬باعتبارها‬ ‫قد يؤدي ف نظر بعض الفقه‪ ،‬إىل ّ‬
‫ّ ر‬ ‫ي‬
‫تالف التعويضات العقابية مع قانون‬ ‫ى‬ ‫صعوبة‬ ‫يبق يشكل‬ ‫عقوبة خاصة‪ ،‬و عليه ى‬
‫ي‬
‫التعويص‪ ،‬و‬
‫ي‬ ‫ه بمثابة جزاء وسيط ربي األضار الخاضعة للمبدأ‬ ‫المسؤولية المدنية‪ ،‬بل ي‬
‫القواني‬
‫ر‬ ‫الجنائ ‪ ،98‬لكن لقيت هذه الوظيفة مجالها المالئم ضمن‬ ‫ي‬ ‫الجزاء‬
‫جسدتها أحسن تجسيد‪ ،‬و لم ت ىبق حبيسة وظيفة واحدة‬ ‫الن ّ‬
‫ي‬
‫االنجلوساكسونية‪ ،‬ى‬
‫تعوض‬ ‫الن ّ‬ ‫للمسؤولية المدنية‪ ،‬بل صارت لديها وظيفة أخرى‪ ،‬و ه الوظيفة العقابية ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫قواني ‪Common law‬‬ ‫ه مستوحاة بصورة أساسية من‬ ‫ى‬
‫ر‬ ‫الن ي‬‫عن األخطاء المربحة ‪ ،‬و ي‬
‫الن تمنح القاض المدئ إمكانية إدانة المسؤول‪99.‬‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ ،‬ي‬
‫‪100‬‬
‫اعتي الفقه الوظيفة العقابية ‪ ،‬بمثابة إضافة للوظيفة‬ ‫من جهة أخرى‪،‬‬
‫ر‬
‫التقليدية التعويضية للمسؤولية‪ ،‬و ال تعيق الوظيفة الثانوية العقابية للمسؤول‪ ،‬و هذا‬
‫ّ‬
‫بالرغم من أن هذه الوظيفة ال نجدها يف كل األنظمة القانونية‪ ،‬أو دول ‪Common law‬‬
‫األمريك‪.‬‬
‫ي‬ ‫االنجليي و‬ ‫ر‬ ‫‪ ،‬بل نجدها بصورة خاصة‪ ،‬ضمن القانون‬
‫ثانيا‪ :‬داللة التعويضات العقابية‬
‫ّ‬
‫يرى الفقه الحديث‪ ،‬بأن الفكرة التقليدية للمسؤولية كانت تنضف فقط كأداة‬
‫ه الوظيفة‬ ‫إلصالح الضر‪ ،‬لكن اليوم أعيد النظر يف القدرة المعيارية للمسؤولية‪ ،‬و ي‬
‫‪94‬‬
‫‪De luca stéphanie, Quelle place en droit français pour les dommages et‬‬
‫‪intérêts à titre punitif, master 2 droit des affaires, université panthéon –Assas‬‬
‫‪Paris2,2011/2012,p 08.‬‬
‫‪95‬‬
‫‪De luca stéphanie,ibid, p 34 et 35.‬‬
‫المدئ الجزائري يف المادة‪ 182‬ق‪.‬م (إذا لم يكن التعويض مقدرا يف العقد‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ 96‬و هذا ما نص عليه القانون‬
‫فالقاض هو الذي يقدره‪ ،‬و يشمل التعويض ما لحق الدائن من خسارة و ما فاته من كسب‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أو يف القانون‬
‫يعتي الضر نتيجة‬ ‫ى‬
‫باالليام أو للتأخر يف الوفاء به‪ .‬و ر‬ ‫بشط أن يكون هذا نتيجة طبيعية لعدم الوفاء‬ ‫ر‬
‫طبيعية إذا لم يكن يف استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول‪.)...‬‬
‫‪97‬‬
‫‪Voir : C. Jourdain-Fortier,op.cit, p 105.‬‬
‫‪98‬‬
‫‪De luca stéphanie,ibid, p 31.‬‬
‫‪99‬‬
‫‪F. Terre, Ph. Simler et Y. Lequette,op.cit, p 742.‬‬
‫‪100‬‬
‫‪C. Jourdain-Fortier, op.cit, p 102.‬‬

‫‪83‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫الن تفرض جزاءات مدنية عقابية عىل مرتكب الخطأ‪ ،‬تكلفة مالية إضافية‪،101‬‬ ‫ى‬
‫العقابية‪ ،‬ي‬
‫ه تعويضات تمنح نتيجة السلوك المسؤول و فعله‪ ،‬زيادة عن التعويض‬ ‫عليه ف ي‬ ‫و‬
‫‪102‬‬ ‫ى ّ‬
‫الميتب عنه ضر ‪ ،‬كما يهدف هذا التعويض إىل حرمان المسؤول من األرباح الذي‬
‫ّ‬ ‫كان ينوي تحقيقها وراء سلوكه‪ ،‬و ّ‬
‫سماه البعض اآلخر‪ ،103‬بالخطأ المرب ح الذي يحقق‬
‫فيه المسؤول ربحا يتجاوز به مقدار التعويض الواجب دفعه بعد تقديره بعنضي ( ما‬
‫فاته من كسب و ما لحقه من خسارة) و يضاف إىل ذلك ما لحق المسؤول من كسب و‬
‫رب ح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و عليه‪ ،‬فالتمعن يف الوظيفة العقابية للمسؤولية‪ ،‬يالحظ بأنها تهدف لمحاربة‬
‫األخطاء المكسبة‪ les fautes lucrative‬يف مواجهة بعض األضار يف مجال األعمال و‬
‫الن تكسب الفاعل مزايا كب رية‪ ،‬بينما ّبررها‬ ‫‪ 104‬ى‬
‫الفكرية بصورة عامة و المنافسة ‪ ،‬ي‬ ‫الملكية‬
‫ى‬ ‫‪ّ 105‬‬
‫غي المتوازنة ربي‬ ‫الن من بينها الوضعية ر‬ ‫الفقه ‪ ،‬بأنها تقوم عىل اعتبارات معينة‪ ،‬ي‬
‫فقدان الرب ح و وقوع الخسارة للضحية‪ ،‬و ربي الرب ح المتحصل عليه من جانب المتسبب‬
‫السء الذي أظهر اتصال المفاهيم المعروفة لقانون المسؤولية‪.‬‬ ‫ر‬
‫يف الضر‪ ،‬ي‬
‫الثائ‪ :‬الوظيفة العقابية للخطأ‪ :‬نظام جديد للمسؤولية المدنية‬ ‫الفرع ي‬
‫تتمي بها عن وظيفة المسؤولية المدنية و‬ ‫ّ‬ ‫مميات‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫للوظيفة العقابية عدة ر‬
‫يعوض عن كل األضار‬ ‫قواعدها‪ ،‬فلديها مجال خاص و محدود‪ ،‬و ليس بمجال عام ّ‬
‫الن تخالف قواعد المسؤولية المدنية‪ ،‬فاألوىل‬ ‫ى‬ ‫ّ‬
‫(أوال) يضاف إىل ذلك خصوصية أحكامها ي‬
‫المتضر يف عملية تقدير‬ ‫ّ‬ ‫بعي االعتبار سلوك الفاعل‪ ،‬مضاف إليه وضعية‬ ‫تأخذ ر‬
‫ّ‬
‫المتضر فقط(ثانيا) ‪.‬‬ ‫الن تأخذ بوضعية‬ ‫التعويض‪ ،‬عكس الثانية ى‬
‫ي‬
‫ّأوال‪ :‬مجال التعويضات العقابية‬
‫التشيعات‬ ‫ر‬ ‫الضيف بفكرة التعويضات العقابية من قبل‬ ‫ّ‬ ‫لالعياف‬‫ى‬ ‫طبقا‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫األخية أيضا محدود عىل بعض‬ ‫ر‬ ‫هذه‬ ‫مجال‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫المدنية‪،‬‬ ‫يعات‬ ‫التش‬ ‫باألخص‬ ‫المقارنة‪ ،‬و‬
‫الميادين‪.‬‬
‫الن جسدت التعويضات‬ ‫ّ‬ ‫ى‬ ‫‪106‬‬
‫فقد أشار الفقه الحديث ‪ ،‬إىل بعض المجاالت ي‬
‫العقابية‪ ،‬كالمساس بالحق يف الشخصية‪ ،‬و التعدي عىل الحق يف الخصوصية‪ ،‬من ذلك‬
‫التشهي بنجوم الفن أو السينما‪ ،‬يف الجرائد و الصحف بغية زيادة المبيعات و تحقيق‬ ‫ر‬
‫أدئ لمؤلف ال يرغب يف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬
‫علىم أو ر ي‬ ‫ي‬ ‫األرباح‪ ،‬بخطأ متعمد‪ ،‬أو قد يقوم ناش بنش منتوج‬

‫‪101‬‬
‫‪De luca stéphanie,op.cit, p05.‬‬
‫معامي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،522‬ظافر حبيب جبارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫ر‬ ‫‪ 102‬حسيبة‬
‫‪ 103‬ظافر حبيب جبارة ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪104‬‬
‫‪C. Jourdain-Fortier, op.cit, p 102.‬‬
‫‪105‬‬
‫‪F. Terre, Ph. Simler et Y. Lequette,op.cit, p743.‬‬
‫‪106‬‬
‫‪Geneviève Viney, les difficultés de la redification du droit de la responsabilité‬‬
‫‪civile, op.cit, p30. De luca stéphanie,op.cit, p09.‬‬

‫‪84‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫بنش ذلك‬ ‫الناش ربحا ر‬ ‫ر‬ ‫فيجن‬ ‫ناش آخر‪،‬‬ ‫نشه عند ر‬ ‫معي‪ ،‬أو يريد ر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫نشه يف وقت ر‬
‫ّ‬ ‫‪107‬‬ ‫ّ‬
‫المصنف‪ ،‬خاصة إذا علم بالتعويض التقليدي الذي سيحكم عليه ‪ ،‬و يتحقق أيضا‬
‫ى‬
‫االخياع‪،‬‬ ‫العقائ لدى المساس بحقوق الملكية الصناعية‪ ،‬كاالعتداء عىل براءة‬ ‫التعويض‬
‫ري‬
‫االليام بتعويض الضر الواقع‪ ،‬لكن هذا االعتداء‬ ‫فقد كان الجزاء الوحيد للتقليد‪ ،‬هو ى‬
‫ّ‬
‫يمكن أن يدان ّأيضا بالرب ح المحقق‪ ،‬و بالتا يىل الحكم بالتعويض عن األضار المربحة‪ ،‬أي‬
‫برره الفقه‪ ،‬عىل ّأنه تطبيق للمسؤولية بالخطأ مع نتائجها التقليدية‪108.‬‬ ‫العقابية‪ ،‬و قد ّ‬
‫ّ‬
‫يف هذا اإلطار‪ ،‬سجلنا من القانون الجزائري ‪ ،‬بعض االلتفاتات إىل تلك‬
‫الن أشار فيها إىل إمكانية تطبيق التعويضات العقابية‪ ،‬و‬ ‫ى‬
‫المجاالت المذكورة سابقا‪ ،‬و ي‬
‫هذا ما يظهر بصورة خاصة يف مجال الملكية الصناعية‪ ،‬و أفعال التقليد‪ ،‬إذ زيادة عىل‬
‫ّ‬
‫العقوبات الجزائية‪ ،‬فهناك عقوبات مدنية مشددة‪ ،‬فمثال بالنسبة للعالمات‪ ،109‬أو‬
‫ّ‬
‫بالنسبة للمساس بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬فإن الدعوى المدنية تتيح‬
‫للمؤلف و صاحب الحقوق المجاورة طلب التعويض نتيجة المساس بحقه‪ ،‬كما جاء‬
‫ضمن المادة ‪ 144‬من األمر رقم ‪ ( 11005/03‬يمكن مالك الحقوق المتضر أن يطلب‬
‫تدابي ‪....‬و يتم تقدير التعويضات حسب أحكام‬
‫ر‬ ‫من الجهة القضائية المختصة اتخاذ‬
‫المدئ مع مراعاة المكاسب الناجمة عن المساس بهذه الحقوق) و عليه نعتقد‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫ّ‬
‫العقائ يف جانب‬
‫ري‬ ‫بناءا عىل هذا النص أن هناك إشارة ضيحة و واضحة لفكرة التعويض‬
‫المسؤول‪ ،‬نتيجة خطأه المرب ح‪ ،‬كما هو ظاهر من خالل كلمة ( مراعاة المكاسب‬
‫المشع نصا آخر‪ ،‬عند المساس بحقوق المؤلف و الحقوق‬ ‫ر‬ ‫الناجمة)‪ ،‬كما أضاف‬
‫المجاورة‪ ،‬يج ّسد فكرة األخطاء المكسبة أو المربحة‪ ،‬يف نص المادة ‪ 157‬من األمر رقم‬
‫ى‬
‫‪...( 05/03‬مصادرة المبالغ ي‬
‫الن تساوي مبلغ اإليرادات أو أقساط اإليرادات الناتجة عن‬
‫أنس خصيصا‬‫الشع لمصنف أو أداء محىم‪ -.‬مصادرة أو إتالف كل عتاد ر‬‫غي ر‬
‫االستغالل ر‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫المشوع و كل النسخ المقلدة)‪ .‬و الظاهر بأن تحديد قيمة‬ ‫غي ر‬ ‫ر‬ ‫النشاط‬ ‫ر‬
‫لمباشة‬
‫الن لحقت المضور‪،‬‬ ‫ى‬
‫التقليد‪ ،‬البد أن يستند إىل الخسائر ي‬
‫ّ‬
‫التعويضات عىل ارتكاب فعل‬
‫القاض بتشديد العقوبة‪ ،‬لكون‬ ‫الن حققها المقلد‪ ،‬فيقوم‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫و إىل المكاسب و األرباح ي‬

‫‪108‬‬
‫‪André Tunc, l’avenir de la responsabilité civile pour faute, Osaka univesity law‬‬
‫‪review, 1988.n°35.p 03 .‬‬
‫ّ‬
‫‪ 109‬تنص المادة ‪ 29‬من األمر رقم ‪ 06/03‬المؤرخ يف ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬المتعلق بالعالمات‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‬
‫ّ‬
‫تقص‬
‫ي‬ ‫‪ ( 44‬إذا اثبت صاحب العالمة أن تقليدا قد ارتكب أو يرتكب‪ ،‬فإن الجهة القضائية المختصة‬
‫بالتعويضات المدنية‪ ،‬و تأمر بوقف أعمال التقليد و تربط إجراء المتابعة بوضع كفالة لضمان تعويض‬
‫مالك العالمة أو صاحب حق االستئثار باالستغالل)‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ 110‬األمر رقم ‪ 05/03‬المؤرخ يف ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫العدد ‪.44‬‬

‫‪85‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫ردع يف حق‬ ‫ي‬ ‫فعالية دعوى التقليد تستوجب أن تكون العقوبة صارمة و ذات طابع‬
‫تحيم حقوق الغي و صاحب الحق‪111 .‬‬
‫ر‬ ‫مرتكب فعل التقليد‪ ،‬ح ىن ى‬
‫ثانيا‪ :‬أحكام التعويضات العقابية‬
‫تقبلت فكرة التعويضات‬ ‫لم تكن المسؤولية المدنية جامدة كل الجمود‪ ،‬فقد ّ‬
‫ّ‬
‫العقابية‪ ،‬ألن المسؤولية المدنية يف نظر الفقه‪ ،112‬يمكنها أن تستعمل أوجها عديدة‪،‬‬
‫بتقنية قانونية واحدة من أجل الوصول لعدة أهداف‪ ،‬لتجسيد الوقاية و العقاب و‬
‫الن ارتكبها‬‫ى‬
‫التعويض‪ ،‬لكون مرتكب الخطأ المكسب ال يدان فقط بدفع تعويض األضار ي‬
‫ه أيضا‬ ‫أيضا بدفع غرامة مدنية‪ ،‬فالوظيفة العقابية للمسؤولية ي‬ ‫بخطئه‪ ،‬لكن‬
‫‪114‬‬ ‫ّ‬
‫نس ‪.‬‬ ‫األخية ليست معروفة يف القانون الفر ي‬ ‫ر‬ ‫موجودة‪ ،113‬مع أن هذه‬
‫تثي فكرة التعويضات العقابية‪ ،‬بعض المسائل القانونية المهمة‪،‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ر‬
‫ّ‬ ‫ى‬
‫الن تختلف مع أحكام المسؤولية المدنية و مبادئها‪ ،‬و المتمثلة يف مبدأ التعويض الكامل‪،‬‬ ‫ي‬
‫و من جهة أخرى فكرة تقدير سلوك المسؤول‪.‬‬
‫فبالنسبة‪ ،‬الختالف مبدأ التعويض الكامل مع التعويضات العقابية‪ ،‬يرى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المعوض عنها عقابيا لمعاقبة الفاعل‪ ،‬فقد‬ ‫الفقه‪ ،115‬بأن هذه اآللية تطرح حول األضار‬
‫فه صعبة‬ ‫بالتاىل ي‬
‫ي‬ ‫تؤدي التعويض عنها لإلثراء بال سبب عكس مبدأ التعويض الكامل‪ ،‬و‬
‫نس ضمن قانون محاربة التقليد‪ ،‬ضمن قانون‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫التقبل‪ ،‬و مع ذلك أدخلها القانون الفر ي‬
‫الملكية الصناعية‪ ،‬بينما ّبرر الفقه‪ ،116‬تلك التعويضات العقابية‪ ،‬بأنها عامل ألخلقة‬
‫ّ‬
‫أساس‪ ،‬و هو التعويض الكامل‪،‬‬ ‫ي‬ ‫تعويض األضار‪ ،‬لكون تعويض الضر يتحكم فيه مبدأ‬
‫القاض بالتعويضات العقابية ألجل الوقاية‪ ،‬و ليس العقاب فحسب ‪ ،‬و‬ ‫ي‬ ‫حي يحكم‬ ‫يف ر‬
‫بالتاىل أخلقة السلوكات ‪ ،‬بينما رأى البعض‬ ‫ى‬
‫بعي االعتبار احيام القانون‪ ،‬و‬
‫ي‬ ‫بالتاىل يؤخذ ر‬
‫ى‬ ‫ي ‪ّ 117‬‬
‫تثيها التعويضات العقابية‪ ،‬يمكن رتييرها بفكرة‬ ‫الن ر‬
‫ي‬ ‫سبب‬ ‫بال‬ ‫اء‬
‫ر‬ ‫اإلث‬ ‫فكرة‬ ‫ن‬ ‫اآلخر ‪ ،‬بأ‬

‫‪ 111‬أنظر تفاصيل أخرى‪ ،‬بلهواري نشين‪ ،‬تجريم و إثبات أفعال التقليد يف القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،-1-‬كلية الحقوق ‪،2013/2012 ،‬ص ‪123‬و ص‪.198‬‬
‫‪112‬‬
‫‪F. Terre, Ph. Simler et Y. Lequette,op.cit, p 734.‬‬
‫‪113‬‬
‫‪C. Jourdain-Fortier,op.cit, p 103.‬‬
‫مشوع‬ ‫‪ 114‬لكن حديثا أصبحت ف صلب اهتمام مشاري ع إصالح قانون المسؤولية المدنية‪ ،‬كما جاء ف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪،‬الن تنص عىل حالة ارتكاب خطا جسيم‪ ،‬يمنح‬ ‫ى‬
‫عي أحكام المادة ‪ 1266‬ي‬ ‫قانون إصالح المسؤولية المدنية‪ ،‬ر‬
‫للقاض أن يدينه بغرامة مالية‪.‬‬
‫ي‬ ‫أرابح اقتصادية للفاعل‪ ،‬يمكن‬
‫‪L’article 1266 alinéa 1 « Lorsque l’auteur du dommage a délibérément commis‬‬
‫‪une faute lourde, notamment lorsque celle-ci a généré un gain ou une économie‬‬
‫‪pour son auteur, le juge peut le condamner, par une décision spécialement‬‬
‫‪motivée, au paiement d’une amende civile ».‬‬
‫‪115‬‬
‫‪C. Jourdain-Fortier,op.cit , p 104.‬‬
‫‪116‬‬
‫‪De luca stéphanie,op.cit, p 15 et 16.‬‬
‫‪ 117‬ظافر حبيب جبارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪86‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫ى‬
‫االسيداد الكامل‪ ،‬أي إعادة اسيداد الرب ح الذي أخذه الفاعل‪ ،‬قياسا عىل الضر الذي‬ ‫ى‬
‫الن كان عليها قبل وقوع الضر‪.‬‬ ‫ى‬
‫ّ‬ ‫وقع‪ ،‬و إعادة الحال ي‬
‫ّأما بالنسبة لتقدير سلوك الفاعل يف إطار التعويضات العقابية‪ ،‬فمن المعلوم أن‬
‫التعويضات العقابية قد أعادت االعتبار للخطأ‪ ،‬قياسا عىل االعتداد بالسلوك الخاط‬
‫للمسؤول‪ ،‬و إدخاله يف تقدير األضار المكسبة و المربحة‪ ،‬يضاف إىل ذلك تقدير وضعية‬
‫الضحية بناءا عىل الضر الواقع‪ ،‬و يف هذا اإلطار‪ ،‬توجد قاعدة أساسية يف عملية تقدير‬
‫اع الظروف المالبسة‪ ،‬كما جاء يف‬ ‫القاض‪ ،‬الذي عليه أن ير ي‬ ‫ي‬ ‫التعويض من جانب‬
‫القاض مدى التعويض عن الضر الذي لحق المصاب طبقا‬ ‫ي‬ ‫المادة‪ 131‬ق‪.‬م ( يقدر‬
‫ّ‬
‫المادتي ‪ 182‬و ‪ 182‬مكرر مع مراعاة الظروف المالبسة‪ )...‬و لعل المقصود‬ ‫ّ‬ ‫ألحكام‬
‫ر‬
‫الن تالبس المضور كحالته االجتماعية و‬ ‫بهذه الظروف ف نظر الفقه‪ ،118‬ه الظروف ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫القاض يف عملية‬ ‫بها‬ ‫االعتبار‬ ‫بعي‬
‫ر‬ ‫يؤخذ‬ ‫االقتصادية و المهنية و العائلية‪ ،‬و ى‬
‫الن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ه ما لحق الدائن من خسارة و ما فاته‬ ‫ّ ي‬ ‫و‬ ‫ها‪،‬‬‫ب‬ ‫لصيقة‬ ‫التعويض ‪ ،‬بناءا عىل قاعدة أخرى‬
‫من كسب‪ ،‬و لكن رأى بعض الفقه اآلخر‪ ،119‬أنه يف إطار بالتعويضات العقابية‪ ،‬ال يوجد‬
‫يبن حكم التعويض عىل سلوك المسؤول أيضا‪ ،‬و هذا بناءا عىل‬ ‫القاض أن ي‬ ‫ي‬ ‫ما يمنع‬
‫الن يتمتع بها‪.‬‬ ‫ى‬
‫السلطة التقديرية ي‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫التعويص‪ ،‬ال‬
‫ي‬ ‫نخلص من خالل دراستنا هذه‪ ،‬إىل أن الخطأ يف مواجهة دوره‬
‫تصورات جديدة لفكرة التعويض‪ ،‬و عليه فإقصاء دوره‬ ‫يمكن له المواصلة أمام آليات و ّ‬
‫المشع‬‫التعويص ال رجعة فيه بالنسبة للمجاالت المستحدثة‪ ،‬و من أجل ذلك فعىل ر‬
‫ي‬
‫المدئ‪ ،‬أن يقوم بتجديد قانون المسؤولية المدنية‪ ،‬و يمنح‬ ‫ي‬ ‫القانون‬ ‫إطار‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ائري‬ ‫الجز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التلقائ ضمن أحكامه‪ ،‬ألنه نظام جد فعال‬ ‫ي‬ ‫مجاال واسعا لتكريس آليات التعويض‬
‫ّ‬
‫األخي‪ ،‬ألن نظام المسؤولية‬ ‫ر‬ ‫هذا‬ ‫نقائص‬ ‫معالجة‬ ‫لتعويض األضار‪ ،‬و هذا من خالل‬
‫الحاىل‪ ،‬ال يمكن االستمرار به لتعويض أضار حديثة بقواعد تقليدية‪ ،‬أو أخطاء‬ ‫ي‬ ‫المدنية‬
‫ميايدة بتصورات تقليدية‪.‬‬‫ّ‬ ‫ى‬
‫ّ‬
‫لكن من جهة أخرى‪ ،‬و بشأن الدور العقائ للخطأ‪ ،‬فإننا ندعو ر‬
‫المشع لتعزيز هذا‬ ‫ري‬
‫عي فكرة‬ ‫المسع و الوظيفة‪ ،‬خاصة من خالل ظهور الوظيفة العقابية للخطأ‪ ،‬ر‬
‫الن نرجو إدماجها بصورة واسعة ضمن أحكام القانون المد يئ‪ ،‬من‬ ‫ى‬
‫ّ‬ ‫التعويضات العقابية‪ ،‬ي‬
‫خالل مراعاة خصوصيتها‪ ،‬و معالجة نقائصها‪ ،‬و هذا انطالقا من مبدأ أن السلوك‬
‫البشي‪ ،‬ال بد أن يقابل دائما بفكرة الردع من أجل الوقاية من تكرار الفعل مستقبال‪.‬‬ ‫ر‬

‫االليام بوجه عام‪ ،‬مصادر ى‬


‫االليام‪،‬‬ ‫‪ 118‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط ف رشح القانون المدئ‪ ،‬ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫العرئ ربيوت‪ ،1968 ،‬ص ‪.981‬‬ ‫الجزء األول‪،‬دار إحياء ى‬
‫الياث‬
‫ري‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 119‬عىل فيالىل‪ّ ،‬‬
‫تطور الحق يف التعويض بتطور الضر و تنوعه‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،-1-‬العدد ‪،31‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الجزء األول‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪ 19‬و ‪.20‬‬

‫‪87‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪89 - 66 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان ‪ 2022‬م‪-‬ذو الحجة ‪ 1443‬ه‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجلد‪08 :‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أ‪-‬الكتب‪:‬‬
‫االليامات‪ ،‬الفعل المستحق للتعويض‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬موفه ر‬
‫للنش‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬ ‫‪ -‬عىل فيالىل‪ ،‬ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫المدئ‪ ،‬االليام بوجه عام‪ ،‬مصادر االليام‪،‬‬ ‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط يف رشح القانون‬
‫ي‬
‫العرئ ربيوت‪.1968،‬‬ ‫الجزء األول‪ ،‬دار إحياء ى‬
‫الياث‬
‫ري‬
‫ب‪-‬الرسائل و المذكرات الجامعية‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الهادي بن زيطة‪ ،‬قواعد المسؤولية يف األعمال الطبية الحديثة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪-‬‬
‫‪ -1‬كلية الحقوق‪.2015/2014 ،‬‬
‫ى‬
‫بعج‪ ،‬المسؤولية المدنية الميتبة عن حوادث السيارات‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪،-1-‬‬ ‫‪ -‬محمد ر ي‬
‫كلية الحقوق‪.2008/2007 ،‬‬
‫‪ -‬نشين بلهواري ‪ ،‬تجريم و إثبات أفعال التقليد يف القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪-‬‬
‫‪-1‬كلية الحقوق ‪.2013/2012‬‬
‫ماجستي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ -1-‬كلية‬
‫ر‬ ‫‪ -‬مريم بلوصيف‪ ،‬المسؤولية الموضوعية كأساس للتعويض‪ ،‬مذكرة‬
‫الحقوق‪.2009 ،‬‬
‫ماجستي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،-1-‬كلية‬
‫ر‬ ‫‪ -‬وسيلة بورجو‪ ،‬دور الخطأ يف التعويض عن حوادث العمل‪ ،‬مذكرة‬
‫الحقوق‪.2013/2012 ،‬‬
‫ماجستي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ -1-‬كلية الحقوق‪.2006/2005 ،‬‬ ‫ر‬ ‫‪ -‬هند دفوس‪ ،‬األخطار االجتماعية‪ ،‬مذكرة‬
‫د‪-‬المقاالت العلمية‪:‬‬
‫العقائ يف نظام المسؤولية المدنية‪ ،‬مجلة الحقيقة‪ ،‬جامعة‬ ‫ري‬ ‫و‬ ‫اإلصالح‬
‫ي‬ ‫التعويض‬ ‫‪،‬‬ ‫معامي‬
‫ر‬ ‫‪ -‬حسيبة‬
‫أدرار‪،‬العدد‪.40‬‬
‫االليامات نموذجا‪،-‬‬‫تأثي القانون الفرنس و المضي عىل القانون المدئ الجزائري‪ -‬ى‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫بناس‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫شوف‬
‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫دوىل‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،-1-‬الجزائر‪ 24‬و ‪ 25‬أكتوبر ‪.2016‬‬ ‫ى‬
‫ملتق‬ ‫سنة‪،‬‬ ‫بعي‬‫ر‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫بعد‬ ‫المدئ‬ ‫القانون‬
‫ي‬ ‫ى ي‬
‫تطور مستمر بأبعاد مختلفة‪ ،‬مجلة معارف‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬العدد‪،24‬‬ ‫االليام بالسالمة‪ّ :‬‬ ‫شوف بناس‪ ،‬ى‬ ‫‪-‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫جوان ‪.2018‬‬
‫للمرف العقاري أمام تطور نظام المسؤولية المدنية‪،‬‬ ‫ى‬ ‫‪ -‬عبد النور حمادي‪ ،‬هل تصمد المسؤولية المدنية‬
‫ي‬
‫الثائ‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬ ‫مجلة ر‬
‫التعمي و البناء‪ ،‬جامعة ابن خلدون‪ -‬تيارت‪ ،-‬العدد ي‬ ‫ر‬ ‫تشيعات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فيالىل‪ ،‬تطور الحق يف التعويض بتطور الضر و تنوعه‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،-1-‬العدد ‪،31‬‬ ‫ّ‬ ‫عىل‬
‫ي‬ ‫‪ -‬ي‬
‫الجزء األول‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬
‫الفن عن الخطأ المرب ح يف المسؤولية المدنية‪ ،‬مجلة القانون للدراسات‬ ‫‪ -‬ظافر حبيب جبارة‪ ،‬التعويض ي‬
‫و البحوث القانونية‪ ،‬جامعة ذي فقار‪ ،‬العراق‪.2016 ،‬‬
‫المدئ الجزائري‪ ،‬مجلة دراسات و أبحاث‪،‬‬ ‫موضوع يف القانون‬ ‫الذائ و ال‬ ‫ى‬ ‫‪ -‬محمد بن عمارة‪ ،‬المعيار‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫جامعة الجلفة‪،‬المجلد‪،5‬العدد‪ ،11‬جوان ‪.2013‬‬
‫التشي ع‬‫مشوع قانون إصالح نظرية المسؤولية المدنية ف ر‬ ‫‪ -‬محمد عرفان الخطيب‪ ،‬إضاءة عىل ر‬
‫ي‬
‫الميرات و النتائج‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و السياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬المجلد‬ ‫الفرنس الحديث‪ :‬ر‬ ‫ي‬ ‫المدئ‬
‫ي‬
‫‪ ،10‬العدد‪ ،01‬افريل ‪.2019‬‬
‫ّ‬
‫• باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪* Ouvrages :‬‬
‫‪- F. Terre, Ph. Simler et Y. Lequette, Les obligations. Dalloz, 11 éd, Tome 1, 2013.‬‬
‫‪- Yvonne Lambert-Faivre,Stéphanie Porchy-Simon, Droit du dommage corporel, 8e‬‬
‫‪édition, Dalloz, 2016.‬‬

‫‪88‬‬
Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) - )‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج‬
)‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر‬
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
2015- 3039 :‫رقم اإليداع القانوني‬
89 - 66 :‫ص‬ ‫ ه‬1443 ‫ذو الحجة‬-‫ م‬2022 ‫ جوان‬:‫السنة‬ 02 :‫العدد‬ 08 :‫المجلد‬
* Thèses et monographies :
-De luca stéphanie, Quelle place en droit français pour les dommages et intérêts à
titre punitif, master 2 droit des affaires, université panthéon –Assas
Paris2,2011/2012.
-Clotilde Jourdain-Fortier, vers de nouvelles fonctions de la responsabilité civile ?
perspectives d’évolution de la responsabilité civile en droits français et algérien, le
code civil, quarante ans après !,colloque international, , université d’alger-1- ,
Alger 24 et 25 octobre 2016.
-Geneviève Viney, évolution de la signification et du rôle de la faute en droit de la
responsabilité civile,Acte du colloque, Quel avenir pour la responsabilité civile?,
Dalloz, 2015 .
- Ghenima Lahlou-Khiar, synthèse generale, l’émergence d’un nouveau droit de
l’indemnisation des dommages corporels, les annales de l’université d’alger1 ,
numéro spécial, étude commune réalisée par des enseignants des université
d’alger et pau, 2012 .
-Ghenima Lahlou-Khiar, pour une refonte du droit de l’indemnisation, le code civil,
quarante ans après !,colloque international, université d’alger-1- , Alger 24 et 25
octobre 2016.
-Josette Lagarde, le risque professionnel dans le droit de sécurité sociale,
l’émergence d’un nouveau droit de l’indemnisation des dommages corporels,
l’émergence d’un nouveau droit de l’indemnisation des dommages corporels, les
annales de l’université d’alger1 , numéro spécial, étude commune réalisée par
des enseignants des université d’alger et pau, 2012 .
* Articles et chroniques :
-André Tunc, l’avenir de la responsabilité civile pour faute, Osaka univesity law
review, 1988.n°35.1
- Geneviève Viney, les difficultés de la redification du droit de la responsabilité
civile, « le code civil 1804-2004 livre du bicentenaire », ed.Dalloz Litec 2004.

89

You might also like