You are on page 1of 31

‫ماستر منازعات األعمال‬

‫(الفوج الثالث)‬
‫الفصل األول‬
‫عرض ال‬
‫حول موضوع‬

‫العقود النجارية الجار ية الننقنذ في مساطر‬


‫صعويات المقاولة‬

‫من إنجاز الطالبات الباحثات‪:‬‬


‫اعف‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫أميمة ألصفر‬ ‫❖‬
‫يسين امساعف‬ ‫مريم العمري‬ ‫❖‬
‫يسنن امساعف‬ ‫أميمة لحمورات‬ ‫❖‬
‫إكرام مجدوبي‬ ‫❖‬

‫السنة الجامعنة‪:‬‬
‫‪2024/2023‬‬
‫مقدمة‬

‫لقد عمد المشرع المغربي بموجب مقتضيات مدونة التجارة‪ ،‬إلى االهتمام بالمقاولة‬

‫باعتبارها النواة األولى لكل تنمية اقتصادية‪ ،‬واحساسا منه بالدور الذي تلعبه المقاولة في‬

‫التنمية االقتصادية تدخل هذا األخير عن طريق هجر نظام االفالس الذي كان يؤدي بالمقاولة‬

‫إلى التصفية القضائية وعوضه بنظام صعوبات المقاولة الذي يرتكز على مساطر وقائية‬

‫وعالجية أكثر من ارتكازه على تصفية أموال المدين‪.‬‬

‫ومن الثابت أن استم اررية المقاولة تحقق مصالح متعددة في آن واحد‪ ،‬مصلحة المقاولة‬

‫في البقاء في ملكية صاحبها‪ ،‬ومصلحة العمال في الحفاظ على مناصب عملهم‪ ،‬ثم مصلحة‬

‫الدائنين في استيفاء ديونهم والحفاظ على مواردهم المالية‪.‬‬

‫ومن تم فنظام صعوبات المقاولة الجديد أفرز العديد من الخصوصيات باألخص في‬

‫مسطرة التسوية القضائية ومن أبرزها ديمومة بعض العقود جارية التنفيذ‪ ،‬التي تساعد المقاولة‬

‫على استم اررية نشاطها والحفاظ عليها من نظام االفالس الذي كان معتمدا سنة ‪ 1913‬والذي‬

‫أصبح نظاما متجاوزا‪ ،‬وهكذا في سنة ‪ 1996‬عرف المغرب ميالد تشريع تجاري جديد تم‬

‫التخلي بموجبه عن نظام االفالس الذي كان معموال به في القانون القديم إلى نظام جديد‬

‫مسمى "نظام صعوبات المقاولة" والذي تم تنظيم أحكامه في الكتاب الخامس من مدونة التجارة‬

‫والذي دخل حيز التنفيذ سنة ‪ ،1997‬حيث هذا األخير يهدف إلى الحفاظ على استم اررية‬

‫‪1‬‬
‫العقود جارية التنفيذ المبرمة بين المقاولة والدائنين‪ ،‬لما لذلك من أهمية اقتصادية تتمثل في‬

‫محاولة الدفع بالمقاوالت المغربية إلى األمام مما يحقق النمو االقتصادي كما له أهمية اجتماعية‬

‫تتجلى في الحفاظ على مناصب العمال واستم اررية عقود الدائنين مع المقاولة‪.‬‬

‫وفي إطار دراستنا لهذا الموضوع اعتمدنا على المنهج المقارن حيث من خالله قارنا‬

‫بين فسخ العقود جارية التنفيذ في القانون المدني وفسخها في القانون التجاري‪ ،‬كما اعتمدنا‬

‫في إطار تحليلنا لثنايا هذا الموضوع على المنهج االستنباطي الذي يتم من خالله االنطالق‬

‫من الكل إل ى الجزء حيث بدأنا بدراسة نظام صعوبات المقاولة إلى أن توصلنا للحديث هي‬

‫مسطرة التسوية القضائية التي تستلزم معها استم اررية العقود التجارية جارية التنفيذ‪ ،‬ومن خالل‬

‫ما تم ذكره سالفا‪ ،‬تبين أن هذا الموضوع يطرح لنا إشكاال رئيسيا وشامال يتمثل في ماهية‬

‫العقود التجارية جارية التنفيذ وسلطة تدخل السنديك في مآلها؟‬

‫ولإلجابة عن التساؤل المطروح أعاله نقترح التقسيم التالي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار النظري للعقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سلطة السنديك في مآل العقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫‪2‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلطار النظري للعقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫تعتبر العقود التجارية جارية التنفيذ من العقود الضرورية التي تساعد على استم اررية‬

‫نشاط المقاولة‪ ،‬لما تلعبه هذه االخيرة من دور مهم في تحقيق النمو االقتصادي للبالد‪ ،‬وذلك‬

‫ما يفرض علينا وضع تعريف شامل لها وأهم الخصائص التي تميزها (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم‬

‫سنتطرق إلى شروطها وتحديد بعض أنواعها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ماهية العقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫عند الحديث عن العقود التجارية جارية التنفيذ البد من وضع تعريف لها (أوال)‪ ،‬وإبراز‬

‫السمات التي تميزها (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬تعريف العقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫لقد أثارت العقود التجارية جارية التنفيذ جداال حول موضوع تعريفها بحيث لم تتوحد‬

‫الرؤى التشريعية وال حتى القضائية حول المفهوم المقدم للعقود الجارية التنفيذ وهذا إن دل على‬

‫شيء فإنه يدل على وجود صعوبة واضحة في تقديم تعريف دقيق لمعنى هذه العقود‪ ،‬هذا ألن‬

‫مفهومه يتباين بحسب مجال بحثه مما ينعكس بالضرورة على المعنى السليم لها‪.‬‬

‫ولئن كان عدم تحديد المشرع المغربي لمفهوم العقود الجارية أو في طور التنفيذ له ما‬

‫يبرره‪ ،‬فإن الفقهاء والشراح لقانون صعوبات المقاولة وضع على عاتقهم تقديم مفاهيم دقيقة‬

‫لهذا المفهوم حتى تطبق على مسارها الصحيح‪ ،‬وعلى هذا األساس إرتئ البعض تعريفها أنها‬
‫‪3‬‬
‫تلك العقود التي أبرمها رئيس المقاولة مع األغيار المتعاقدين‪ ،‬والتي لم تنقضي آثارها الرئيسية‬

‫بعد صدور حكم فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬وبمعنى آخر هي تلك العقود التي تجري آثارها‬

‫حتى بعد صدور ذلك الحكم‪.1‬‬

‫وفي هذا الصدد تجدر اإلشارة إلى أن العقود التي انقضت آثارها القانونية قبل فتح‬

‫مسطرة التسوية القضائية ال تعتبر من العقود الجارية‪ ،‬إذ في هذه الحالة فالعقد الذي وقع‬

‫فسخه ال يعد جاريا إذا كان تاريخ فسخه تقرر قبل الحكم بفتح المسطرة‪.2‬‬

‫وبهدف مواصلة المقاولة لنشاطها منح المشرع المغربي للسنديك وحده صالحية‬

‫المطالبة بتنفيذ العقود جارية التنفيذ المبرمة مع المقاولة أو التخلص منها دون إذن من القاضي‬

‫المنتدب أو رئيس المقاولة‪ ،‬على اعتبار أن السنديك هو الذي يعرف وضعية المقاولة من‬

‫خالل الغوص في مشاكلها والصعوبات التي تعترضها وتقيد نشاطها‪ ،‬وهو الذي يقترح الحلول‬

‫المناسبة لذلك بهدف الحفاظ على استم اررية نشاط المقاولة‪ ،‬وذلك بغض النظر عن طبيعة‬

‫المهمة الموكولة له في إطار هذه المسطرة‪.‬‬

‫محمد بديدة‪ ،‬إجراءات التسوية والتصفية القضائية في مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه بكلية‬ ‫‪1‬‬

‫الحقوق بالمحمدية‬
‫عالل فالي‪ ،‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬دون ذ كر د ن ‪ ،‬ط ‪ ،2015‬ص ‪124‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص العقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫من المعلوم أن المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة جعلت للعقود الجارية التنفيذ سمات تنفرد‬

‫بها في تاريخ فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬وذلك بكون المشرع حدد مصيرها إما بعدم قابليتها‬

‫للتجزئة (أ)‪ ،‬أو عدم قابليتها للفسخ(ب)‪.‬‬

‫أ‪:‬عدم قابلية العقد الجاري للتجزئة‬

‫تستمر العقود الجارية التنفيذ بقوة القانون في الفترة الممتدة من صدور الحكم بالتسوية‬

‫القضائية إلى غاية إعالن السنديك لخياره‪ ،‬فخالل هذه المدة ال يمكن المطالبة بتجزئة العقد‪.3‬‬

‫وبالرجوع إلى قانون االلتزامات والعقود في الفصل ‪ 181‬الذي ينص على أنه‪ ":‬يكون‬

‫االلتزام غير قابل لالنقسام‪:‬‬

‫‪ - 1‬بمقتضى طبيعة محله‪ ،‬إذا كان هذا المحل شيئا أو عمال ال يقبل القسمة سواء‬

‫كانت مادية أو معنوية؛‬

‫‪ - 2‬بمقتضى السند المنشئ لاللتزام أو بمقتضى القانون‪ ،‬إذا ظهر من هذا السند أو‬

‫من القانون أن تنفيذ االلتزام ال يمكن أن يكون جزئيا"‪ ،‬وعليه فوفقا لهذا الفصل ال يمكن تنفيذ‬

‫االلتزام إال بصفة كلية‪ .‬لكن لهذا المبدأ له استثناء في القانون الخاص والمتعلق بمدونة التجارة‬

‫أسماء أمولود‪ ،‬مصير العقود جارية التنفيذ في صعوبات المقاولة‪-‬عند فتح مسطرة التسوية القضائية‪ -‬بحث نهاية‬ ‫‪3‬‬

‫التدريب‪ ،2011-2009،‬ص ‪15‬‬

‫‪5‬‬
‫خاصة المادة‪ 588‬منها والتي تجبر المتعاقد أن يفي بالتزاماته رغم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها‬

‫السابقة على فتح المسطرة‪.4‬‬

‫ففي الحقيقة أن عدم تجزئة العقد الجاري التنفيذ تتنافى مع قاعدة العقد شريعة المتعاقدين‬

‫تطبيقا لمقتضيات الفصل ‪ 230‬من ق ل ع‪ ، 5‬والذي يمكن لألطراف من خالله االتفاق على‬

‫تجزئة العقد‪ ،‬ذلك أن األساس القانوني لتجزئة االلتزام هو مبدأ القوة الملزمة للعقد الذي يعطي‬

‫األولوية لالتفاق كأساس للتعاقد‪ ،‬غير أن وضعية المقاولة التي فتحت في مواجهتها المسطرة‬

‫وتطبيقا ألحكام المادة ‪ 588‬من م ت فإن هذه االمكانية تتعطل وتتوقف بدليل الصيغة االلزامية‬

‫للمادة السالفة الذكر‪.‬‬

‫وبهذا يتبين أن قاعدة عدم قابلية العقود الجارية التنفيذ للتجزئة في تاريخ فتح مسطرة‬

‫التسوية القضائية هي قاعدة انفرد بها القانون التجاري عن القانون المدني وللخصوصية التي‬

‫تميز نظام صعوبات المقاولة بصفة عامة والعقود الجارية التنفيذ بصفة خاصة‪ ،‬واألمر ال‬

‫يقف عند هذا الحد بل امتد إلى عدم إمكانية الفسخ أيضا‪.‬‬

‫أسماء أمولود‪ ،‬المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪16‬‬ ‫‪4‬‬

‫ينص الفصل ‪ 230‬من ق ل ع على‪" :‬االلتزامات التعاقدية المنشأة على وجه صحيح تقوم مقام القانون بالنسبة إلى‬ ‫‪5‬‬

‫منشئيها‪ ،‬وال يجوز إلغاؤها إال برضاهما معا أو في الحاالت المنصوص عليها في القانون"‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ب‪ :‬عدم قابلية العقد الجاري التنفيذ للفسخ‬

‫إذا كانت القواعد العامة للتعاقد تجيز فسخ العقد بسبب إخالل أحد المتعاقدين بالتزامه‬

‫إما بقوة القانون أو بناءا على شرط مضمن في العقد‪،‬‬

‫فإن هذه المقتضيات تتعطل بفعل نظام صعوبات المقاولة إذ بمجرد فتح مسطرة التسوية‬

‫القضائية يسقط حق المتعاقد في المطالبة بفسخ العقد‪.‬‬

‫حيث من المتفق عليه في القانون أن الفسخ هو نتيجة لعدم تنفيذ أحد األطراف لاللتزامه‬

‫وبأنه يسري بأثر رجعي أي يعيد األطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل التعاقد إن كان‬

‫ممكنا أو الحكم بالتعويض‪.‬‬

‫وللمقارنة بين أسباب الفسخ المدني والتجاري نجد أن المشرع المدني وضع تنظيما‬

‫ألسباب فسخ العقود المدنية‪ 6‬في الفصلين ‪ 259‬و‪ 260‬من ق ل ع‪، 7‬إلى أن جاء المشرع‬

‫التيس إمان‪ ،‬مجلة األبحاث في القانون واالقتصاد والتدبير‪ ،‬عدد ‪ ،2016 ،2‬ص ‪145‬‬ ‫‪6‬‬

‫طـل كان للدائن الحق في إجباره على تنفيذ االلتزام‪ ،‬مادام‬


‫‪ 7‬ينص الفصل ‪ 259‬من ق ل ع على‪":‬إذا كان المدين في حالة َم ْ‬
‫تنفيذه ممكنا‪ .‬فإن لم يكن ممكنا جاز للدائن أن يطلب فسخ العقد‪ ،‬وله الحق في التعويض في الحالتين‪.‬‬
‫إذا أصبح تنفيذ االلتزام غير ممكن إال في جزء منه‪ ،‬جاز للدائن أن يطلب إما تنفيذ العقد بالنسبة إلى الجزء الذي مازال‬
‫ممكنا‪ ،‬وإما فسخه وذلك مع التعويض في الحالتين‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك تطبق القواعد المقررة في األبواب المتعلقة بالعقود الخاصة‪.‬‬
‫ال يقع فسخ العقد بقوة القانون‪ ،‬وإنما يجب أن تحكم به المحكمة"‬
‫وينص الفصل ‪ 260‬على‪" :‬إذا اتفق المتعاقدان على أن العقد يفسخ عند عدم وفاء أحدهما بالتزاماته وقع الفسخ بقوة القانون‪،‬‬
‫بمجرد عدم الوفاء"‬

‫‪7‬‬
‫التجاري وعطل مفعولها وذلك في الباب الخامس من مدونة التجارة المتعلق بإجراءات الوقاية‬

‫والمعالجة من صعوبات المقاولة وتحديدا في المادة ‪ 588‬المنظمة للعقود الجارية‪،8‬‬

‫حيث أن إنقاذ المقاولة وإبعادها عن شبح التصفية ال يمكن تصوره دون استمرار العقود‬

‫المبرمة قبل فتح المسطرة القضائية‪ ،‬ألن اإلبقاء على نشاطها يحتاج إلى التزويد بالسلع‬

‫والخدمات والتمويل الالزم لمواجهة النفقات‪ .9‬وهذه العقود هي التي يصطلح عليها باسم العقود‬

‫الجارية‪ ،‬هكذا وبالرجوع إلى البند األول من الفقرة الثانية من المادة ‪ 588‬نجد أن المشرع ينص‬

‫على أنه‪" :‬يجب على المتعاقد أن يفي بالتزاماته رغم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها السابقة لفتح‬

‫المسطرة"؛ إن هذا المقتضى يشكل قطيعة مع القواعد العامة التي تعتبر أن إخالل المدين‬

‫بالتزاماته يعد سببا لطلب فسخ الرابطة التعاقدية‪ ،‬إال أنه وبالرغم من قسوة و حدة ما جاءت‬

‫به المادة ‪ 588‬فإنها تعتبر منطقية بشكل جلي إذ كيف يمكن تسوية المقاولة إذا ما تخلى‬

‫تنص المادة ‪ 588‬من م ت على‪":‬بإمكان السنديك وحده أن يطالب بتنفيذ العقود الجارية بتقديم الخدمة المتعاقد بشأنها‬ ‫‪8‬‬

‫للطرف المتعاقد مع المقاولة‪ .‬ويفسخ العقد بقوة القانون بعد توجيه إنذار إلى السنديك يظل دون جواب لمدة تفوق شهرا‪.‬‬
‫يجب على المتعاقد أن يفي بالتزاماته رغم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها السابقة لفتح المسطرة‪ .‬وال يترتب عن عدم تنفيذ هذه‬
‫االلتزامات سوى منح الدائنين حق التصريح بها في قائمة الخصوم‪.‬‬
‫عندما ال يختار السنديك متابعة تنفيذ العقد‪ ،‬يمكن أن يؤدي ذلك إلى دعوى للتعويض عن األضرار يدرج مبلغه في قائمة‬
‫الخصوم‪ .‬غير أنه يمكن للطرف اآلخر تأجيل إرجاع المبالغ الزائدة التي دفعتها المقاولة تنفيذا للعقد حتى يتم البت في دعوى‬
‫التعويض عن األضرار‪.‬‬
‫ال يمكن أن يترتب عن مجرد فتح التسوية القضائية تجزئة أو إلغاء أو فسخ العقد‪ ،‬على الرغم من أي مقتضى قانوني أو‬
‫شرط تعاقدي"‬
‫يوسف ملحاوي‪ ،‬مصير العقود الجارية إثر فتح مسطرة التسوية القضائية دراسة مقارنة‪ ،‬مقال منشور بمجلة القصر‪ ،‬عدد‬ ‫‪9‬‬

‫‪ ،15‬شتنبر ‪ ،2006‬ص ‪92‬‬

‫‪8‬‬
‫هكذا فقد جاء في قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية‬ ‫‪10‬‬
‫المتعاقدين عن العمل معها؟‬

‫بفاس أنه‪ ":‬طبقا ألحكام المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة فإنه ال يحق للمتعاقد مع المقاولة‬

‫الخاضعة لمسطرة التسوية القضائية فسخ العقد الذي يربط بها في حالة عدم الوفاء بالتزاماتها‬

‫‪11‬‬
‫إال بعد توجيه إنذار إلى السنديك يظل بدون جواب لمدة تفوق شهرا‪.‬‬

‫ومن بين التفسيرات التي اعتمدت في المادة ‪ 588‬من م ت لتجميد أسباب الفسخ العامة‬

‫المنصوص عليها في ق ل ع في كون أنها تتعارض مع مبدأ استم اررية المقاولة‪ ،‬وبالتالي‬

‫كبح النمو االقتصادي‪.‬‬

‫ومن حيث ذلك يترتب على الفسخ المدني ارجاع الحالة إلى ما كانت عليه من قبل‪،‬‬

‫باإلضافة إلى التعويض الذي يشترك مع الفسخ التجاري الذي يدخل في إطار خصوم المقاولة‬

‫إال أن هذا األخير في المادة التجارية ال يستحقه المتعاقد مع المقاولة بمجرد الحكم به‪ ،‬بل‬

‫يكون محط تصريح ضمن قائمة خصوم المقاولة‪ ،‬على عكس التعويض المدني الذي يستحقه‬

‫بمجرد الحكم به‪.12‬‬

‫التيس إمان‪ ،‬مجلة األبحاث في القانون واالقتصاد‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪146‬‬ ‫‪10‬‬

‫قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ‪ 1025‬الصادر بتاريخ ‪ ،2004/09/23‬ملف عدد ‪،560/2004‬‬ ‫‪11‬‬

‫قرار منشور بقرص مدمج أصدرته و ازرة العدل تحت عنوان اجتهادات محاكم االستئناف التجارية‪( ،‬أوردته التيس إمان)‬
‫التيس إمان‪ ،‬م س ‪147‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪9‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط العقود جارية التنفيذ وأنواعها‬

‫سنعالج من خالل هذه الفقرة شروط العقود جارية التنفيذ (أوال)‪ ،‬ثم الحديث عن أنواع‬

‫هذه العقود (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط العقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫أال يكون العقد قد تم إنهاؤه‬ ‫•‬

‫قد ينشأ العقد وينتج آثاره بين طرفي العقد‪ ،‬بحيث يعمل كل متعاقد على تنفيذ الواجبات‬

‫المتقابلة معا عمال بالقوة الملزمة للعقد‪ ،‬غير أنه قد يحدث إنهاء العقد بأي سبب من أسباب‬

‫االنهاء‪ ،‬سواء بالفسخ أو اإللغاء‪...‬قبل فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬وفي هذه الحالة ال نكون‬

‫أمام عقد جاري التنفيذ‪ ،‬لذلك فإن تحديد مصير العقود من تاريخ فتح المسطرة يفرض عدم‬

‫إنهاء العقد ويظهر ذلك مثال من خالل عقد الكراء التجاري الجاري الذي ال يقع فسخه بمجرد‬

‫فتح مسطرة التسوية القضائية‪.13‬‬

‫أن يكون العقد قد نشأ قبل فتح المسطرة‬ ‫•‬

‫يفترض في العقد الجاري التنفيذ أن يكون قد نشأ قبل تاريخ اصدار الحكم بفتح مسطرة‬

‫التسوية القضائية‪ ،‬حيث أن تحديده مرتبط بالمرحلة السابقة لهذا الحكم‪ ،‬كون أن العقود التي‬

‫محمد العروصي‪ ،‬رسالة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬مصير العقود جارية التنفيذ في تاريخ فنح مسطرة التسوية‬ ‫‪13‬‬

‫القضائية‪ ،2005_2004 ،‬ص ‪115‬‬

‫‪10‬‬
‫تنشأ بعد الحكم بفتح هذه المسطرة ال تعتبر من العقود التجارية الجارية التنفيذ‪ ،‬وتترتب عليها‬

‫آثار مخالفة لهذه األخيرة‪ ،‬حيث أن الديون التي تتضمنها تكون واجبة األداء عند تاريخ‬

‫االستحقاق‪.14‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع العقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫غالل أو خاص‪،‬‬
‫تتعد أنواع العقود الجارية التنفيذ بحسب طبيعتها سواء كان ذو طابع است ي‬
‫وف هذا الصدد سنقترص عىل ذكر نوعي من هاته العقود ويتعلق األمر بعقد الكراء‬‫ي‬
‫بنك‪.‬‬
‫التجاري وعقد الحساب ال ي‬
‫أ‪-‬عقد الكراء التجاري‬

‫يعتبر عقد الكراء التجاري من العقود ذات طابع استغاللي وخاص حيث يشكل أحد‬

‫أهم الرهانات إلنجاز إجراءات المعالجة‪ ،‬مقارنة مع باقي العقود األخرى‪ ،‬على اعتبار أن كل‬

‫مقاولة من أجل استم اررية ممارسة نشاطها تكون في حاجة ماسة إلى محالت للقيام بهذا‬

‫الشيء‪ ،‬الذي يجعلها تبرم عقد الكراء التجاري‪.‬‬

‫غير أن اإلشكالية المطروحة في هذا الصدد والمتمثلة أساسا في وضعية عقد الكراء‬

‫التجاري ضمن العقود جارية التنفيذ‪ ،‬وذلك اعتمادا على تفسير وضعه في المادة ‪ 588‬من‬

‫‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫مدونة التجارة التي تساوي بينه وبين العقود الجارية األخرى‬

‫محمد العروصي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪107‬‬ ‫‪14‬‬

‫أسماء أمولود‪ ،‬مصير العقود جارية التنفيذ في صعوبات المقاولة‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪48‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪11‬‬
‫فإذا كان المشرع الفرنسي اخرج عقود الكراء التجاري من نطاق تطبيق المادة ‪ 37‬من‬

‫القانون ‪ 1/25/1985‬وخص له المادة ‪ 38‬من ذلك القانون‪ ،‬فإن المشرع المغربي لم يقم‬

‫بتفريد مادة خاصة به بل تركه يدخل ضمن نطاق المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫أن غياب أي مقتضى قانوني منظم لعقد الكراء التجاري‬ ‫‪16‬‬


‫وقد ذهب البعض من الفقه‬

‫ينم عن غياب تصور عام لإلطار القانوني للمقاولة وهو موقف لم يساهم في إنجاح مخطط‬

‫االستم اررية الذي من أجله أفرض لنا المشرع إمكانية مواصلة تنفيذ العقود الجارية إثر فتح‬

‫مسطرة التسوية القضائية‪.‬‬

‫وهذا ما أكده القرار الصادر عن المجلس األعلى بقوله‪ ." 17‬كما أن الحكم بفتح مسطرة‬

‫التسوية القضائية في حق شركة الوفاق للمقاولة والتجارة ال يعطي للمطلوبة في النقض حق‬

‫طلب فسخ عقد الكراء وذلك حسب الفقرة الرابعة من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة والسنديك‬

‫وحده الذي له أمر بتحديد مآل عقد الكراء بالفسخ أو يقره كما أن الغاية من فسخ عقد الكراء‬

‫هي ا نقاد المقاولة ومعالجة الصعوبات التي تعيشها قصد إعادة تأهيلها لممارسة نشاطها من‬

‫جديد‪.‬‬

‫أسماء أمولود‪ ،‬المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪49‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪17‬قرار عدد ‪ 1049‬بتاريخ ‪ ،2009/06/24‬في الملف التجاري عدد ‪ ،1616/3/2/2007‬منشور بمجلة المحاكم المغربية‬
‫عدد ‪ ،127-126‬يونيو ‪ ،2010‬الصفحة ‪ 271‬وما يليها‪( ،‬أوردته أسماء أمولود)‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وبناء على ما سبق فالسلطة التقديرية تبقى للسنديك في أمر اإلبقاء على عقد الكراء‬

‫التجاري او التخلص منه أو العدول عن تنفيذه‪ ،‬وعليه فإن كيفية التخلص من العقود الكراء‬

‫التجاري لن تخلوا من طريقتين إما بعدم متابعة عقد الكراء التجاري بشكل صريح أو بشكل‬

‫ضمني عند توجيه إنذار إلى السنديك وتجاهل هذا األخير له داخل األجل المحدد له في‬

‫شهر‪.‬‬

‫واستنادا على ما سبق يمكن القول أن عقد الكراء يعتبر من العقود الجارية التنفيذ التي‬

‫تخضع الختيارات السنديك وحده للقول باستم ارريته أو العدول عن تنفيذه‪ ،‬غير أنه كان يتعين‬

‫على المشرع المغربي أن يخصص لعقد الكراء التجاري نصوص خاصة‪ ،‬على اعتبار أن‬

‫المقاولة ال يمكنها في الغالب أن تمارس نشاطها التجاري دون توفرها على محل تجاري‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن عقد الكراء باعتباره من العقود التجارية جارية التنفيذ سواء كان‬

‫منقوال او عقا ار فإنه يخضع للتفويت وهذا ما أقرته المادة ‪ 606‬من مدونة التجارية من أجل‬

‫ضمان استم اررية المقاولة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ب‪ :‬عقد حساب البنكي‬

‫عند صدور الحكم بفتح مسطرة التسوية القضائية ال يؤدي إلى تخلي المدين عند إدارة‬

‫أمواله والتصرف فيها كما هو الحال بالنسبة لما هو مقرر في التصفية القضائية إن هذا الحكم‬

‫ال يحول دون متابعة المقاولة لنشاطها طبقا ألحكام المادة ‪ 571‬من مدونة التجارة ‪.18‬‬

‫وبالتالي فبمجرد إقفال الحساب باالطالع مباشرة بعد صدور الحكم القاضي بوضع‬

‫المقاولة المتوقفة عن الدفع في حالة التسوية القضائية‪ ،‬كما تنص على ذلك الفقرة الثانية من‬

‫المادة‪ 503‬من مدونة التجارة من شأنه أن يشكل تعارضا مع المبدأ المقرر في الفقرة األخيرة‬

‫من المادة ‪ 588‬من نفس القانون والتي ورد فيها "ال يمكن أن يترتب عن مجرد فتح التسوية‬

‫القضائية تجزئة أو إلغاء أو فسخ العقد‪ ،‬على الرغم من أي مقتضى قانوني أو شرط تعاقدي"‪.‬‬

‫وهذا المقتضى جعل رأي الفقه يتجه إلى ضرورة استم اررية الحساب البنكي على اعتبار‬

‫أن هذا األخير يشكل نظام المعالجة الذي يضمن استم اررية نشاط المقاولة‪ ،‬وهذا ما جاء في‬

‫حين قضت ب"وحيث أن مسطرة التسوية مسطرة‬ ‫‪19‬‬


‫قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس‬

‫أحدثها المشرع من أجل إنقاد المقاولة على بوادر توحي بإمكانية تجاوز األزمة المالية الضرفية‬

‫تنص المادة ‪" 571‬من م ت على‪" :‬يتابع نشاط المقاولة بعد إصدار حكم التسوية القضائية‪.‬ال يترتب عن إصدار الحكم‬ ‫‪18‬‬

‫سقوط األجل"‪.‬‬

‫قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ‪ ،9‬في ملف عدد ‪ 03/02‬الصادر بتاريخ ‪( ،08/5/2002‬أوردته أسماء‬ ‫‪19‬‬

‫أمولود)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫دون إغفال حماية حقوق الدائنين وخاصة المتمتعين برهون أو حقوق امتيازية أخرى الشيء‬

‫الذي يمكن للسنديك من المطالبة بتنفيذ العقود الجارية‪ ،‬حيث على كل متعاقد مع المقاولة‬

‫الوفاء بإلتزاماته وال يحق له التمسك بالدفع بضرورة تنفيذ المقاولة لإللتزام المقابل أو ممارسة‬

‫حق الحبس حسب ما يفهم من مقتضيات المادة ‪ 588‬من م ت‪.‬‬

‫وحيث أن من شأن تجميد حساب المقاولة‪ ،‬والذي فتح بواسطة السنديك‪ ،‬عرقلة السير‬

‫العادي لهذه المقاولة وهو ما يناقش األهداف التي جاء بها المشرع النقاد المقاوالت والتي تبدو‬

‫وضعيتها المالية ليست مختلة بشكل ال رجعة فيه"‪.‬‬

‫كما سبق الذكر أن الحكم بالتسوية القضائية ال يؤدي إلى تخلي المدين عن أمواله كما‬

‫هو الحال بالنسبة للحكم بالتصفية القضائية وعليه فهنا تكون المقاولة ال تزال قابلة إلصالح‬

‫األمر الذي يفرض اإلبقاء على حساباتها البنكية المفتوحة باسمها إلى غاية وضع السنديك‬

‫‪20‬‬
‫التقرير الملزم بإعداده‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي استثنى عقود الشغل من الفسخ وذلك تطبيقات‬

‫للمادة ‪ 588‬من م ت نظ ار العتبار هذه العقود ذات طبيعة اجتماعية تميزها عن باقي العقود‬

‫محمد الفروجي‪ ،‬صعوبات المقاولة و المساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬فبراير ‪ ،2000‬مطبعة النجاح‬ ‫‪20‬‬

‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‬

‫‪15‬‬
‫األخرى والتي تعد من بين أهداف المسطرة هو الحفاظ على مناصب الشغل إلى جانب‬

‫استم اررية نشاط المقاولة بما يحققون من تنمية اقتصادية واجتماعية‪.‬‬

‫وهذا االستثناء الوارد في المادة ‪ 588‬فيه نوع من التقييد لسلطة السنديك بالنسبة للعقود‬

‫المرتبطة بالشغل على أن المشرع سمح للمقاولة الحصول على تمويل جديد قصد مواصلة‬

‫‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫نشاطها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مآل العقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫خول المشرع المغربي للسنديك وحده الصالحية في مواصلة تنفيذ العقود الجارية دون‬

‫غيره (الفقرة األولى)‪ ،‬كما له أيضا الصالحية في العدول والتخلي عنها(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬صالحية السنديك إزاء العقود الجارية‬

‫بناءا على المادة ‪ 588‬من م ت‪ ،‬فقد وضع المشرع المغربي سلطة اختيار مواصلة أو عدم مواصلة‬

‫العقود التجارية الجارية التنفيذ في يد السنديك وحده وذلك بناءا على معايير يعود تحديدها إليه‪ ،‬وبذلك‬

‫سوف نتطرق لحالة اختيار مواصلة تنفيذ العقد الجاري (أوال)‪ ،‬ثم الحديث عن عدم مواصلة‬

‫تنفيذها(ثانيا)‪.‬‬

‫‪21‬تنص المادة ‪ 588‬من م ت على‪" :‬تستثنى عقود الشغل من تطبيق مقتضيات الفقرة السابقة"‬

‫‪16‬‬
‫أوال‪ :‬حالة اختيار السنديك مواصلة العقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫من أجل ضمان أحسن الستم اررية الحياة االقتصادية للمقاولة وضمان فعاليتها حفاظا على‬

‫المزايا التي توفرها‪ ،‬فإن الفصل ‪ 588‬من مدونة التجارة يخول للسنديك وحده أن يطالب بتنفيذ‬

‫العقود دون سواه‪ .‬وهنا ينبغي التساؤل عن ماهي الفائدة االقتصادية من اختيار حل االستم اررية‬

‫للعقد؟ وما المصلحة الواجبة الحماية؟‬

‫ح يث ركز المهدي شبر على أن المقاولة باعتبارها وحده اقتصادية‪ ،‬إذ بتفويتها‬

‫والمحافظة عليها هو تقوية للنسيج االقتصادي الوطني بأجمعه‪ .‬ويفهم من ذلك بأن اختيار‬

‫السنديك مواصلة العقد الجاري التنفيذ بعد فتح مسطرة التسوية القضائية يجب أن يركز على‬

‫مدى تحقيقه فائدة او مصلحة للمقاولة‪ .‬وبناءا على ذلك المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة ظل‬

‫صامتا حول العناصر الواجب االعتداد بها عند ممارسة االختيار‪ ،‬فقط حدد بأن على السنديك‬

‫خالل النظر في الوثائق التي توضع عليه أن يتأكد عند لحظة طلب التنفيذ من وجود األصول‬

‫الضرورية لهذا العقد‪.22‬‬

‫وال شك أن اإلبقاء على العقود في طور التنفيذ جارية يعد سيف ذو حدين‪ ،‬فتنفيذ هذه‬

‫العقود قد ينفع المقاولة ويساهم في تنمية أصولها وإنقاذها‪ ،‬أو قد يضر المقاولة أو يرهقها‬

‫‪22‬محمد العروصي‪ ،‬مصير العقود جارية التنفيذ في تاريخ فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪157‬‬

‫‪17‬‬
‫ويزيد من خصومها‪ ،‬األمر الذي جعل التشريع يملك السنديك وحده سلطة واسعة للمطالبة‬

‫بتنفيذ العقود الجارية أو التخلص منها حسب ما إذا كان هذا التنفيذ نافعا او ضا ار للمقاولة‪.23‬‬

‫ثانيا‪ :‬حالة اختيار السنديك عدم مواصلة العقود التجارية جارية التنفيذ‬

‫قد يختار السنديك مواصلة تنفيذ العقد الجاري كما سلف الذكر وقد يتخلى عنه او يعبر‬

‫عن عدم رغبته في استم ارره بعد توجيه المتعاقد مع المقاولة إنذار إليه يظل بدون جواب لمدة‬

‫تفوق شهر حسب الفقرة األولى من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة ويصبح العقد مفسوخا بقوة‬

‫القانون‪ ،‬ما يبقى للطرف المتعاقد مع المقاولة الحق في المطالبة بالتعويض الذي يدرج مبلغه‬

‫في خصوم هذه األخيرة مثل باقي الدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح المسطرة القضائية‪،24‬ما‬

‫جعل جانب من الفقه يتساءل عن الحماية المقررة لصالح المتعاقد مع المقاولة الخاضعة‬

‫لمسطرة القضائية‪ ،‬ولماذا لم تتمتع هذه الديون الناتجة عن الفسخ بحق األولوية المنصوص‬

‫من مدونة التجارة رغم أن واقعة هذا الفسخ التي تبرر التعويض‬ ‫‪25‬‬
‫عليه في المادة ‪575‬‬

‫جاءت الحقة لصدور الحكم القاضي بفتح المسطرة القضائية‪ ،26‬وكون السنديك هو من له‬

‫الموقع االلكتروني"‪ ،"droitetentreprise.com‬العقود الجارية‪ ،‬بحث قانوني لجامعة الحسن األول‪ ،‬مجلة القانون و‬ ‫‪23‬‬

‫األعمال الدولية‬
‫‪24‬محمد الفروجي‪ ،‬صعوبات المقاولة و المساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪371‬‬
‫تنص المادة ‪ 575‬على‪":‬يتم سداد الديون بصفة قانونية بعد صدور حكم فتح التسوية‪ ،‬باألسبقية على كل ديون أخرى‪،‬‬ ‫‪25‬‬

‫سواء اكانت مقرونة ام ال بامتيازات أو بضمانات"‪.‬‬


‫محمد المحساني‪ ،‬مصير العقود جارية التنفيذ في تاريخ فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬مداخلة ألقيت في اطار الذكرى‬ ‫‪26‬‬

‫الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى تحت عنوان" صعوبات المقاولة و ميدان التسوية القضائية من خالل اجتهادات المجلس‬
‫األعلى"‪ ،‬الندوة الجهوية الثامنة‪ ،‬طنجة‪ 22-21 ،‬يونيو ‪ ،2007‬نشرت أعمالها جمعية التكافل اإلجتماعي لقضاة و موظفي‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬مطبعة األمنية‪234 ،2007 ،‬‬

‫‪18‬‬
‫حق اختيار العقود التجارية جارية التنفيذ من عدمها فهو في ذلك يعتمد على إحدى الطريقتين‬

‫إما عدم تنفيذ العقد الجاري أو العقود الجارية بشكل ال لبس فيه‪ ،‬وإما أن يظل االنذار الموجه‬

‫إليه من طرف المتعاقد دون جواب لمدة تفوق شهر حيث يفسخ العقد الجاري في طور التنفيذ‬

‫بقوة القانون بناءا على الفقرة األولى من المادة ‪ ،588‬وبمعنى آخر أن السكوت أو عدم الرد‬

‫على االنذار خالل هذه األجل القانوني المحدد في شهر يحمل على العدول عن العقود الجارية‬

‫او في طور التنفيذ‪ ،‬الن عدم مطالبة السنديك للمتعاقد بمتابعة تنفيذ العقود الجارية قبل اإلنذار‬

‫أو قبل فوات مدته التي تزيد عن الشهر يؤدي الى فسخ العقد بقوة القانون‪.‬‬

‫كما هو بمعنى آخر أن السنديك إما أن يتحرك إيجابيا وأن يطالب بتنفيذ العقود الجارية‬

‫بتقديم المتعاقد مع المقاولة الخدمة المتعاقد بشأنها‪ ،‬وإما أن يتخذ موقفا سلبيا من هذه العقود‬

‫عن طريق الركون إلى عدم تنفيذها‪ ،‬األمر الذي قد يدفع المتعاقد مع المقاولة إلى توجيه‬

‫اإلنذار إليه ليعبر عن اختياره خالل مدة الشهر‪ ،‬وذلك إما بمتابعة تنفيذ العقد الجاري أو‬

‫التقاعس عن الجواب لمده تفوق هذا الشهر فينفسخ العقد بقوة القانون‪.‬‬

‫ويمكن أن يؤدي تقاعس السنديك عن متابعة العقد لوحده الى دعوه تعويض عن‬

‫االضرار التي لحقت بالمتعاقد من جراء عدم التنفيذ‪ ،‬وقد يرتب الفسخ مع التعويض إن ضل‬

‫اإلنذار دون جواب لمدة تفوق هذا الشهر‪ ،‬حتى ولو كانت ظروف تسوية أو تصحيح وضعية‬

‫المقاولة تفرض عدم تنفيذ العقد الجاري‪ ،‬كان يكون تنفيذ اإللتزامات المتولدة عن هذه العقود‬

‫الجارية مرهقة للمقاولة أو تزيد بشكل او بآخر في خصومها‪ ،‬إال أن المحكوم في دعوى‬

‫‪19‬‬
‫التعويض ال يدفع إلى المتعاقد المتضرر وإنما يدرج مبلغه في قائمة خصوم المقاولة‪ ،‬حفاظا‬

‫على المساواة بين الدائنين‪ ،‬ما دام العقد الجاري لم يقع تنفيذه‪.27‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مسؤولية السنديك عن حق االختيار‬

‫تأكد بأن السنديك يعتبر حجر زاوية في نظام معالجة الصعوبات وخصوصا مرحلة‬

‫التسوية القضائية ‪ ،28‬وقد تمتد مهمته إلى ما بعد ذلك‪ .29‬إال أن المهام المنوطة به قد تشوبها‬

‫مما قد يعرض‬ ‫‪30‬‬


‫بعض األخطاء أو تتخللها بعض الهفوات سيما في تقرير حق االختيار‬

‫مصالح أصحاب العقود الجارية للضرر‪ .‬ويختلف الخطأ المسبب للضرر حسب ما إذا كان‬

‫خطأ يكتسي صبغة مدنية يترتب عنه التعويض في إطار المسؤولية المدنية(أوال)‪ ،‬أم أنه خطأ‬

‫يتصف بوصف الجريمة‪ ،‬وهو مايثير مسؤولية السنديك الجنائية(ثانيا)‪.‬‬

‫الموقع االلكتروني"‪ ،"droitetentreprise.com‬العقود الجارية‪ ،‬بحث قانوني لجامعة الحسن األول‪ ،‬مجلة القانون و‬ ‫‪27‬‬

‫األعمال الدولية‬
‫محمد العروصي‪ ،‬مصير العقود جارية التنفيذ في تاريخ فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪166‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪29‬عمال بالمادة ‪ 576‬من م ت فإن المحكمة هي التي تحدد صالحيات السنديك ومهامه‪ ،‬كما يمكن للسنديك حسب المادة‬
‫‪ 577‬من نفس القانون أن يستعمل حسابات المقاولة البنكية او البريدية لما فيه مصلحة للمقاولة‬
‫خاصة وأن مدونة التجارة ال تسمح بتعيين أكثر من سنديك واحد‬ ‫‪30‬‬

‫‪20‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية المدنية للسنديك‬

‫تختلف طبيعة مسؤولية السنديك بحسب ما إذا كان معينا من بين كتاب الضبط‬

‫بالمحكمة التجارية التي أصدرت الحكم القاضي بفتح المسطرة‪ ،‬أم وقع اختياره من بين‬

‫استنادا إلى نص المادة ‪ 568‬من مدونة التجارة‪.32‬‬ ‫‪31‬‬


‫األغيار‬

‫لقد أناط المشرع بالسنديك مهمة مصيرية في المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة التي تساهم‬

‫في إسعاف المقاولة التي تعاني من صعوبات‪ ،‬باإلبقاء على المرغوب فيها‪ ،‬أو استبعاد‬

‫المرغوب عنها‪ ،‬واعتبا ار للمصالح التي يحافظ عليها والممثلة في أموال المقاولة بصفة عامة‪،‬‬

‫والتي يجب عليه استثمارها لما فيه خير للمقاولة والمقاولين‪ ،‬ومراعاة وضعية الدائنين بإلزامهم‬

‫بمواصلة تنفيذ التزاماتهم المتعهد بها‪ ،33‬في مقابل االمتياز المقرر لهؤالء في نص المادة ‪575‬‬

‫من مدونة التجارة‪ .‬وإذا تجاوز السنديك الصالحيات المخولة له اتجاه أصحاب العقود الجارية‬

‫أمكن متابعته أمام المحكمة‪ ،‬وإثارة مسؤوليته المدنية طبقا للفصول ‪ 79‬و‪ 80‬من قانون‬

‫االلتزامات والعقود‪ ،‬إال أن هذه المواد تهم السنديك المعين من كتابة الضبط بوصفة موظفا‬

‫عموميا‪.‬‬

‫فضل أبابري‪ ،‬نظام العقود الجارية أثناء فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في‬ ‫‪31‬‬

‫القانون الخاص‪ ،2007-2006 ،‬ص ‪62‬‬


‫تنص المادة ‪ 568‬في فقرتها األخيرة على أنه‪" :‬تزاول مهام السنديك من طرف كاتب الضبط ويمكن للمحكمة‪ ،‬عند‬ ‫‪32‬‬

‫االقتضاء‪ ،‬أن تسندها للغير"‬


‫‪33‬محمد العروصي‪ ،‬مصير العقود جارية التنفيذ في تاريخ فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪166‬‬

‫‪21‬‬
‫فمن خالل هاتين المادتين (‪ 79‬و ‪ ،)80‬يمكن أن نميز بين نوعين من األخطاء‪،‬‬

‫أخطاء ناتجة عن سير اإلدارة والتي ال يسأل عنها الموظف‪ ،‬وإنما الدولة وحدها هي التي‬

‫تتحمل التعويض عن الضرر الذي لحق بالمتضرر من جراء هذا الخطأ‪ ،‬وأخطاء شخصية‬

‫يسأل عنها السنديك شخصيا ما عدا إذا ثبت إعساره‪ ،‬حيث في هذه الحالة يحق للمتضرر أن‬

‫يرجع للدولة ومطالبتها بالتعويض المحكوم به لصالحه‪ ،‬وبالتالي فإن الدائن المتضرر من‬

‫مواصلة عقده الجاري بعد تاريخ فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬ال يمكن له أن يطالب الدولة‬

‫بالتعويض عن الضرر الذي لحقه من جراء أفعال السنديك‪ ،‬إال بعد مالحقة هذا األخير‬

‫شخصيا‪ ،‬والتحقق من عدم وجود أية فائدة من ذلك بسبب إعساره‪.34‬‬

‫أما بالنسبة للحالة التي يكون فيها السنديك معينا من بين األغيار‪ ،‬فيسأل مسؤولية‬

‫تقصيرية كما هي محددة في المادتين (‪ 77‬و‪ )78‬من قانون االلتزامات والعقود‪ 35‬اتجاه الغير‪.‬‬

‫وأخي ار نخلص إلى القول‪ ،‬أن مسؤولية السنديك ال تتحقق إال بعد ارتكابه ألخطاء قد يكون من‬

‫بينها سوء أو بعض التعسف في ممارسة حق االختيار الممنوح له قانونا بشأن العقود الجارية‬

‫فضل أبابري‪ ،‬نظام العقود الجارية أثناء التسوية القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪63‬‬ ‫‪34‬‬

‫ينص الفصل ‪ 77‬على ما يلي‪" :‬كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار‪ ،‬ومن غير أن يسمح له به القانون‪ ،‬فأحدث‬ ‫‪35‬‬

‫ضر ار ماديا أو معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر‪ ،‬إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول‬
‫الضرر"‬
‫أما الفصل ‪ 78‬فقد نص على أن‪ " :‬كل شخص مسؤول عن الضرر المعنوي أو المادي الذي أحدثه‪ ،‬ال بفعله فقط ولكن‬
‫بخطئه أيضا‪ ،‬وذلك عندما يثبت أن هذا الخطأ هو السبب المباشر في ذلك الضرر‪.‬‬
‫وكل شرط مخالف لذلك يكون عديم األثر"‬

‫‪22‬‬
‫أثناء فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬مع ضرورة أن تكون ذلك األخطاء قد ألحقت أض ار ار‬

‫بالمتعاقدين مع المقاولة‪.‬‬

‫هذا ما يتعلق بالمسؤولية المدنية للسنديك‪ ،‬فماذا عن المسؤولية الجنائية؟‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجنائية للسنديك‬

‫زيادة على مسؤولية السنديك المدنية المترتبة عن األخطاء أو الهفوات‪ ،‬التي قد تصدر‬

‫منه أثناء محاولته لمهامه المخولة له في إطار مساطر المعالجة من الصعوبات التي تعترض‬

‫المقاوالت‪ ،‬فإنه يمكن أيضا أن يسأل جنائيا عن األفعال المرتكبة من طرفه أثناء قيامه‬

‫بالوظائف المسندة إليه باعتباره أحد األجهزة المكلفة بالمسطرة‪.‬‬

‫تثار مسؤولية السنديك إذا ارتكب أحد األفعال أثناء قيامه بوظيفته والتي تشكل إحدى‬

‫الجرائم المعاقب عليها في إطار مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬أو بإحدى الجرائم الخاصة‬

‫المنصوص عليها في مدونة التجارة‪ .36‬فقد يقوم السنديك خالل فترة التسوية القضائية بإخفاء‬

‫أو التستر على كل أو جزء من األموال المنقولة‪ ،‬أو العقارية لفائدة مسيري المقاولة‪.‬‬

‫‪36‬محمد الفروجي‪ ،‬صعوبات المقاولة والمساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪239‬‬

‫‪23‬‬
‫وبتطبيق مقتضيات القانون الجنائي فقد يتابع بجريمة خيانة األمانة والسرقة واالختالس‬

‫والرشوة والتنوير ‪ ...‬سواء كان معينا من بين كتاب الضبط أو من الغير‪ .‬ويعتبر في كافة‬

‫األحوال موظفا حسب المادة ‪ 224‬من القانون الجنائي‪.37‬‬

‫ومما ال شك فيه أن المشرع‪ ،‬كان هدفه وهاجسه الوحيد من وراء تدخله بفرض عقوبات‬

‫على مسيري المقاوالت‪ ،‬حماية االستثمار واالئتمان وحقوق الدائنين‪ ،‬والمحافظة على أصول‬

‫المقاولة باعتبارها تشكل الضمان العام‪.38‬‬

‫خاتمة‬

‫وختاما يتضح أن المشرع المغربي حاول من خالل وضعه لمجموعة من المقتضيات‬

‫القانونية إنقاد المقاولة من أجل استم اررية نشاطها‪ ،‬وهذا يظهر جليا من خالل التعديالت التي‬

‫طرأت على مدونة التجارة التي كان آخرها تعديل قانون ‪ 73.17‬الذي يعتبر حدثا قانونيا مهما‬

‫على مستوى التشريع المغربي‪ ،‬وهذا التعديل الذي انصب اهتمامه على محاولة إحداث نصوص‬

‫قانونية تفرض استم اررية اتفاقات التي تربطها بالمقاولة والمتمثلة أساسا في منح السنديك‬

‫سلطات واسعة على مستوى تقرير مصير العقود التجارية جارية التنفيذ باستثناء عقود الشغل‬

‫تنص المادة ‪ 224‬من القانون الجنائي على‪" :‬يعد موظفا عموميا‪ ،‬في تطبيق أحكام التشريع الجنائي‪ ،‬كل شخص كيفما‬ ‫‪37‬‬

‫كانت صفته‪ ،‬يعهد إليه‪ ،‬في حدود معينة بمباشرة وظيفة أو مهمة ولو مؤقتة بأجر أو بدون أجر ويساهم بذلك في خدمة‬
‫الدولة‪ ،‬أو المصالح العمومية أو الهيئات البلدية‪ ،‬أو المؤسسات العمومية أو مصلحة ذات نفع عام‪.‬‬
‫وتراعى صفة الموظف في وقت ارتكاب الجريمة ومع ذلك فإن هذه الصفة تعتبر باقية له بعد انتهاء خدمته‪ ،‬إذا كانت هي‬
‫التي سهلت له ارتكاب الجريمة أو مكنته من تنفيذها"‬
‫فضل أبابري‪ ،‬نظام العقود الجارية أثناء التسوية القضائية‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪65‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪24‬‬
‫التي ال تدخل في نطاق تطبيق هذه القاعدة السالفة الذكر ألنها تستمد قوتها من الفصل ‪588‬‬

‫من م ت وال رغبة للسنديك في مواصلتها‪.‬‬

‫وعموما يمكن القول أن المبتغى التشريعي من متابعة نشاط المقاولة بمواصلة العقود‬

‫جارية التنفيذ‪ ،‬ترك عدة ثغرات‪ ،‬حتى أن القضاء المغربي يجهل موقفه في عدة نقط قانونية‬

‫دقيقة تحسم بشكل قاطع في العقود الجارية‪ ،‬مع أنها تعد القلب النابض للمقاولة‪ ،‬مما يتوجب‬

‫معه تدخل تشريعي للنهوض بالمقاوالت ونقترح بعض التوصيات التي نرجوا من السيد المشرع‬

‫القيام بها وهي كالتالي‪:‬‬

‫❖ أن يضيف نصوصا تحمي المتعاقد الطرف الضعيف الذي تم فسخ عقده‪.‬‬

‫❖ إعادة النظر في المادة ‪ 588‬من م ت التي تم من خاللها استثناء عقد الشغل من‬

‫العقود الجارية التنفيذ‪ ،‬حيث أنه إذا تم فسخ عقود الشغل قد يؤثر سلبا على المتعاقدين‬

‫األطراف الضعيفة فيها‪ ،‬ويتمثل ذلك في فقدان عملهم ما ينتج عليه من ذلك تشرد‬

‫وضياع وتشتيت أسرهم عن طريق الطالق أو التطليق أو االنتحار‪ ...‬ومشاكل أخرى‬

‫متعددة ال حصر لها‪.‬‬

‫❖ تحديد المعايير التي يجب على السنديك االعتماد عليها عند اختياره لمواصلة أو عدم‬

‫مواصلة العقود الجارية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫❖ وضع قيود للسلطة التي خولها للسنديك في االختيار‪ ،‬وذلك بتعريضه للمساءلة المدنية‬

‫والجنائية في حالة تعسفه في استعمال هذه السلطة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫الكتب‪:‬‬

‫✓ عالل فالي‪ ،‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬دون ذ كر دار النشر‪ ،‬طبعة‬
‫‪.2015‬‬

‫✓ محمد الفروجي‪ ،‬صعوبات المقاولة والمساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها‪ ،‬الطبعة‬


‫األولى‪ ،‬فبراير ‪ ،2000‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬

‫أطاريح‪:‬‬

‫✓ محمد بديدة‪ ،‬إجراءات التسوية والتصفية القضائية في مساطر صعوبات المقاولة‪،‬‬


‫أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه بكلية الحقوق بالمحمدية‪.‬‬

‫✓ محمد العروصي‪ ،‬رسالة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬مصير العقود جارية‬
‫التنفيذ في تاريخ فنح مسطرة التسوية القضائية‪.2005_2004 ،‬‬

‫رسائل وبحوث‪:‬‬

‫✓ أسماء أمولود‪ ،‬مصير العقود جارية التنفيذ في صعوبات المقاولة‪-‬عند فتح مسطرة‬
‫التسوية القضائية‪ -‬بحث نهاية التدريب‪.2011-2009،‬‬

‫✓ فضل أبابري‪ ،‬نظام العقود الجارية أثناء فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪،2007-2006 ،‬‬

‫مجالت ومقاالت‪:‬‬

‫✓ يوسف ملحاوي‪ ،‬مصير العقود الجارية إثر فتح مسطرة التسوية القضائية دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬مقال منشور بمجلة القصر‪ ،‬عدد ‪ ،15‬شتنبر ‪.2006‬‬

‫‪27‬‬
‫✓ التيس إمان‪ ،‬مجلة األبحاث في القانون واالقتصاد‬

‫ق اررات قضائية‪:‬‬

‫✓ قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ‪ 1025‬الصادر بتاريخ‬


‫‪ ،2004/09/23‬ملف عدد ‪ ،560/2004‬قرار منشور بقرص مدمج أصدرته‬
‫و ازرة العدل تحت عنوان اجتهادات محاكم االستئناف التجارية‪( ،‬أوردته التيس‬
‫إمان)‪.‬‬

‫✓ قرار عدد ‪ 1049‬بتاريخ ‪ ،2009/06/24‬في الملف التجاري عدد‬


‫‪ ،1616/3/2/2007‬منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪ ،127-126‬يونيو‬
‫‪ ،2010‬الصفحة ‪ 271‬وما يليها‪( ،‬أوردته أسماء أمولود)‪.‬‬

‫✓ قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ‪ ،9‬في ملف عدد ‪ 03/02‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪( ،08/5/2002‬أوردته أسماء أمولود)‪.‬‬

‫مواقع الكترونية‪:‬‬

‫✓ الموقع االلكتروني"‪ ،"droitetentreprise.com‬العقود الجارية‪ ،‬بحث قانوني‬


‫لجامعة الحسن األول‪ ،‬مجلة القانون واألعمال الدولية‪.‬‬

‫ندوات‪:‬‬

‫✓ محمد المحساني‪ ،‬مصير العقود جارية التنفيذ في تاريخ فتح مسطرة التسوية‬
‫القضائية‪ ،‬مداخلة ألقيت في إطار الذكرى الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى‬
‫تحت عنوان" صعوبات المقاولة وميدان التسوية القضائية من خالل اجتهادات‬
‫المجلس األعلى"‪ ،‬الندوة الجهوية الثامنة‪ ،‬طنجة‪ 22-21 ،‬يونيو ‪ ،2007‬نشرت‬
‫أعمالها جمعية التكافل االجتماعي لقضاة وموظفي المجلس األعلى‪ ،‬مطبعة‬
‫األمنية‪.2007 ،‬‬

‫‪28‬‬
29
‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪1 ................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلطار النظري للعقود التجارية جارية التنفيذ‪3 ............................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬ماهية العقود التجارية جارية التنفيذ ‪3 .....................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف العقود التجارية جارية التنفيذ ‪3 .............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص العقود التجارية جارية التنفيذ‪5 ..........................................‬‬
‫أ‪:‬عدم قابلية العقد الجاري للتجزئة ‪5 .....................................................‬‬
‫ب‪ :‬عدم قابلية العقد الجاري التنفيذ للفسخ ‪7 ............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط العقود جارية التنفيذ وأنواعها ‪10 ...................................‬‬
‫أوال‪ :‬شروط العقود التجارية جارية التنفيذ‪10 .............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع العقود التجارية جارية التنفيذ ‪11 .............................................‬‬
‫أ‪-‬عقد الكراء التجاري ‪11 ................................................................‬‬
‫ب‪ :‬عقد حساب البنكي ‪14 ...............................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مآل العقود التجارية جارية التنفيذ ‪16 ....................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬صالحية السنديك إزاء العقود الجارية‪16 .................................. .‬‬
‫أوال‪ :‬حالة اختيار السنديك مواصلة العقود التجارية جارية التنفيذ‪17 ......................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حالة اختيار السنديك عدم مواصلة العقود التجارية جارية التنفيذ ‪18 ................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مسؤولية السنديك عن حق االختيار‪20 ....................................‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية المدنية للسنديك ‪21 .....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجنائية للسنديك ‪23 ...................................................‬‬
‫خاتمة ‪24 ...............................................................................‬‬
‫الئحة المراجع‪27 ........................................................................‬‬
‫‪30‬‬

You might also like