You are on page 1of 159

‫محاضرات عبر تقنية ‪PowerPoint‬‬

‫تمت كتابتها بصيغة ‪pdf‬من طرف‬


‫ر‬ ‫ر‬ ‫الطالب منصف‬
‫محاضات يف مادة معالجة صعوبات المقاولة‬
‫البخت‬
‫ي‬ ‫لألستاذ طارق‬

‫تقديم‬

‫المغرب عمل في اآلونة األخيرة على إدخال مجموعة من اإلصالحات البنيوية التي كانت من ضمن‬
‫أولوياتها تحديث المنظومة القانونية لألعمال‪ ،‬وجعلها مالئمة للتحوالت الدولية والوطنية وذلك بهدف حماية‬
‫المقاولة من المخاطر والصعوبات‪ ،‬التي قد تؤثر على استمراريتها وعلى مستوى استغاللها‪ ،‬ال سيما وأن‬
‫نظام اإلفالس السابق الذي كان معموال به قبل مدونة التجارة ل ‪ ،1996‬أي قبل التعديل الذي طال مدونة‬
‫التجارة لسنة ‪.1996‬‬

‫وهذا النظام أي نظام اإلفالس أبان العديد من مكامن ومظاهر الخلل والقصور نظرا لكونه كان يقوم على‬
‫أساس تغليب الجان ب الرقابي والزجري والتصفية‪ ،‬على أساس االعتبارات االقتصادية واالجتماعية لذلك‬
‫هجر المشرع المغربي هذا النظام بمقتضى التعديالت التي طالت مدونة التجارة لسنة ‪ 1996‬إذ تم تعوض‬
‫نظام اإلفالس بنظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬وحينما نقول المساطر فهذه التسمية لم تأتي من‬
‫فراغ‪ ،‬ألنها عبارة عن مساطر قضائية‪ ،‬وهنالك أمور تدخل في خانة ما هو غير قضائي وأمور تعتبر‬
‫مساطر قضائية‪.‬‬

‫ففلسفة المشرع يقيسها هذا التعديل بحيث أن المشرع كان قد تبنا من خالل هذا التعديل فلسفة الوقاية واإلنقاذ‬
‫رغبتا في الحفاظ على استمرارية المقاولة في أداء نشاطها‪ ،‬واستغالله وتصحيح أوضاعها وحماية مختلف‬
‫مصالح المرتبطة بها‪.‬‬

‫إذ تم تبني مجموعة من المساطر التي يتم اللجوء إليها بحسب طبيعة ودرجة صعوبات التي قد تواجهها‬
‫المقاولة بمناسبة أدائها لنشاطها‪ ،‬وحسب درجة االختالالت التي قد تعاني منها‪ ،‬لكن رغم إيجابيات هذا‬
‫القانون التعديلي ل ‪ 1996‬لكن من الناحية العملية أثبت محدوديته و خلال على الرغم من أن النظام قد ساد‬
‫ألكثر من ‪ 20‬سنة‪.‬‬

‫بحيث أنه طرحت إشكاليات كثيرة سواء على مستوى التطبيق أو على مستوى الممارسة‪ ،‬ولعل أبرز‬
‫الصور التي تعكس هذه اإلشكاليات العميقة التي كانت تواجهها المقاوالت نجد مساطر التسوية القضائية‪،‬‬
‫التي لطالما كانت تتحول إلى التصفية القضائية‪ ،‬الذليل على ذلك أن إحصائيات الموجود على مستوى‬
‫وزارة العدل والمحاكم التجارية بالمملكة توضح هذا األمر وتعكس األمر جليا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬

‫فبالنظر إلى هذه االحصائيات نجد أن غالبية المقاوالت التي كانت مفتوحة في مواجهتها مساطر معالجة‬
‫صعوبة المقاولة ينتهي بها األمر إلى التصفية القضائية‪ ،‬إما بكيفية مباشرة من خالل الحكم القاضي بإخضاع‬
‫هذه المقاولة التي تعترضها صعوبات ألخاضعها لتصفية القضائية‪ ،‬أو تحويل مسطرة التصفية القضائية‬
‫إلى مسطرة التصفية القضائية‪ ،‬لذلك المشرع المغربي تنبه وفطن إلى هذا األمر وعمل على محاولة إيجاد‬
‫تشريع جديد يقضي بتجاوز هذه السلبيات‪ ،‬وذلك رغبة منه في تطوير وتأهيل مناخ المال واألعمال قصد‬
‫الحفاظ على كينونة المقاولة وجعلها قادرة على مجابهة التحديات والمنافسة‪ ،‬والرفع من القدرة التنافسية‬
‫لل مقاولة المغربية‪ ،‬وأيضا رغبتا في كسب ثقة المستثمرين من خالل إيجاد نظام قانوني وإطار تشريعي‬
‫يكفل هذه األمور وأيضا بعت روح الحكامة على مستوى تسيير المقاوالت من خالل اعتماد تدابير ناجعة‬
‫قد تساعد المقاوالت على مواجهة هذه الصعاب‪.‬‬

‫وألجل ذلك المشرع المغربي عمد إلى إدخال تعديل على القانون المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬أي‬
‫الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪ ،‬وقد قام بإدخال العديد من التعديالت بمقتضى القانون رقم ‪17.73‬‬
‫القاضي بنسخ وتعويض الكتاب الخامس من مدونة التجارة فيما يتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫وباستقراء القانون رقم ‪ 17.73‬يتضح لنا أن هذا القانون قد تضمن العديد من التعديالت والمستجدات تهم‬
‫أساسا أليات الرصد المبكر للصعوبات التي تعترض المقاولة‪ ،‬وأيضا إعطاء وتقوية دور الدائنين في‬
‫مسطرة‪ ،‬وتمتيع اإلجراء بكافة حقوقهم‪.‬‬

‫باإلضافة إلى تأهيل أجهزة المسطرة واالنفتاح على البعد الدولي عند إقرار تنظيم قانوني خاص بالمساطر‬
‫الدولية لصعوبات المقاولة أو ما يسمى بالمساطر العابرة للحدود‪.‬‬

‫وإلى جانب كل هذا فهذا القانون الجديد أتى بعدة مستجدات أبرزها إعادة هيكلة الجوانب اإلجرائية لمسطرة‬
‫صعوبة المقاولة وتبن مقتضيات جديدة تهدف باألساس إلى حماية المقاولة ككيان اقتصادي واجتماعي‪،‬‬
‫وتعزيز مختلف المصالح المرتبطة بهذه المقابلة‪ ،‬وفقا لهذه المقاربة تقوم على أساس الحكامة والتوافق‬
‫والتوازن‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫دوافع التعديل التشريعي‬

‫كما يعلم الجميع فإن التحوالت االقتصادية التي أضحى العالم يعرفها اليوم في ظل تبني العديد من الدول‬
‫للنظام الليبرالي وتبنيها لخيار االنفتاح االقتصادي واالنخراط عدة دول في اتفاقيات التبادل الحر‪ ،‬كان له‬
‫بالغ األثر في الدفع بذلك المشرع المغربي في إعادة النظر في مساطر معالجة صعوبة المقاولة‪ ،‬رغبتا من‬
‫المشرع المغربي في توفير قانون يسمح باستقطاب اال ستثمارات األجنبية‪ ،‬وأيضا يسمح بأن يساهم في‬
‫تأهيل مناخ المال واألعمال بالمغرب‪ ،‬وجعل المقاولة قادرة على مجابهة التحديات االقتصادية والرفع من‬
‫قدرتها التنافسية‪.‬‬

‫كما أن االرتفاع المهول في عدد المقاوالت الخاضعة للتصفية القضائية كان أيضا عامال أساسيا دفع المشرع‬
‫المغربي إلى إدخال تعديل على الكتاب الخامس‪ ،‬فغالبية المقاوالت التي خضعت لمساطر المعالجة إما‬
‫تكون عرضة للتصفية القضائية مباشرة بمقتضى حكم قضائي‪ ،‬أي أن المحكمة تحكم بصفة مباشرة بإخضاع‬
‫هذه المقاولة إلى التصفية القضائية نتيجة الصعوبات التي تعترضها وتعتريها‪ ،‬والتي ال يمكن تذليل هذه‬
‫الصعوبات أو تقويمها أو اصالح وضعية المقاولة‪ ،‬بمعنى أن المقاولة اختلت بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬أو أن‬
‫هذه المقاوالت كانت خاضعة لمساطر التسوية القضائية وفشلت مسطرة التسوية القضائية وتم تحويلها إلى‬
‫التصفية القضائية‪.‬‬

‫كما أن رجال االعمال أو الفاعلي ن في منظومة األعمال والتجارة والمستثمرين األجانب كانا أثرهم واضحا‬
‫من خالل الضغوط التي مارسوها من أجل أن يتدخل المشرع المغربي ليقوم بإعادة النظر في الكتاب‬
‫الخامس المتعلق بمساطر معالجة صعوبة المقاولة‪ ،‬ومن ثم إدخال تعديالت جوهرية وعميقة على هذا‬
‫القانون بشكل ي تالءم ويستجيب لتطلعات ورغبات هؤالء المستثمرين ورجال االعمال‪ ،‬ولكن أيضا بالمقابل‬
‫شريطة أال يتعارض ذلك مع توابة األساسية لالقتصاد الوطني‪ ،‬وفي مقدمتها النظام العام االقتصادي‪.‬‬

‫بغض النظر عن كل ذلك فالمشرع المغربي تنبه إلى هذه األمور وكانت لديه الرغبة والنية في أن يقوم‬
‫بتوفير ووضع تشريع جديد يهدف إلى تقوية المنظومة القانونية وتأهيلها‪ ،‬مع الحرص على االهتمام بالدائنين‬
‫على اعتبارهم أهم العناصر في حلقة العالقة والتدبير وتسير المقاولة إلى جانب اإلجراء‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن القول أن المقاولة تعتبر النموذج األساسي و االمثل لإلستثمار لكونها تشكل عصب المنظومة‬
‫االقتصادية و رافدا من روافد التنمية الشاملة‪ ،‬بما تتميز به من خصوصيات تجعلها قادرة على لعب الدور‬
‫المنوط بها‪ ،‬في دعم االستثمار ودعم المبادرة الفردية وتزكية روح المنافسة واإلبداع‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫المستجدات‬

‫تتمثل مستجدات القانون رقم ‪ 17.73‬المتعلق بامساطر معالجة صعوبات المقاولة في عدة نقاط‪ ،‬أهم‬
‫المستجدات وأولها التي أتى بها هذا القانون وهي‪:‬‬

‫‪ ‬إعادة هيكلة وتأهيل مساطر معالجة صعوبات المقاولة سواء على مستوى الوقاية من الصعوبات‪،‬‬
‫وذلك من خالل العمل على تحديد مهام الوكيل الخاص واختصاصاته وأيضا من خالل أعمال بآلية‬
‫المصالحة‪ ،‬وهذه األخيرة من أهم المستجدات التي أتى بها المشرع بموجب هذا القانون التي تعوض‬
‫التسوية الودية التي اعتمدها المشرع كآلية للرصد المبكر للصعوبات التي قد تعترض المقاولة‪.‬‬

‫‪ ‬عمل المشرع المغربي أخيرا على إحداث مسطرة اإلنقاذ هذه المسطرة لم يكن معموال بها ضمن‬
‫الكتاب الخامس‪ ،‬لكن ضمن هذا القانون الجديد رقم ‪ 17.73‬المشرع المغربي أحدث مسطرة اإلنقاذ‪،‬‬
‫ومجرد التمعن في التسمية فإننا نستشف رغبة المشرع‪.‬‬

‫فالمشرع من خالل هذه المسطرة يسعى إلنقاذ المقاولة من الصعوبات التي تعترضها‪ ،‬ومسطرة اإلنقاذ‬
‫من خالل القانون الجديد نجد أن المشرع قد حدد أهداف هذه المسطرة في عدة نقاط سنتطرق لذلك في‬
‫حينه‪ ،‬بل األكثر من ذلك حدد شروط وأثار اللجوء أو استعمال مسطرة اإلنقاذ‪.‬‬

‫‪ ‬عمل المشرع المغربي على تقوية مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬فهذه األخيرة كان معموال بها ضمن‬
‫الكتاب ال خامس‪ ،‬لكن نظرا ألهمية هذه المسطرة ودورها الحيوي على مستوى مساطر المعالجة‪ ،‬نظمها‬
‫المشرع ليكون للقضاء دور فعال وحاسم و قوي وإيجابي في مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬بهدف تقوية‬
‫وضعية المقاولة ومساعدتها على االختيار األمثل‪ ،‬واسترجاع حيويتها‪ ،‬وأدائها‪ ،‬واالستمرار في أداء‬
‫نشاطها‪ ،‬والحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها‪.‬‬

‫لذلك فالمشرع عمل على تقوية مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬سواء من حيث استغالل المقاولة أو من حيث‬
‫العقود الجارية التنفيذ وتمويل المقاولة‪ ،‬واألكثر من ذلك أن المشرع عمل على إحداث جمعية الدائنين‪.‬‬

‫‪ ‬الرفع من نجاعة م سطرة التصفية القضائية وأيضا القواعد المشتركة لمساطر اإلنقاذ والتسوية‬
‫القضائية والتصفية القضائية‪ ،‬بحيث أن المشرع قد عمل على وضع األجهزة التي تشرف على هذه‬
‫المسطرة دون إغفال العمل الذي قام به المشرع وكان إيجابيا من حيث وقف المتابعات الفردية‪ ،‬كما‬
‫نظم القانون ا لجديد آلية ومسطرة التصريح بالديون‪ ،‬إلى جانب ذلك نجد أن المشرع عمل من خالل هذا‬

‫‪4‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫القانون الجديد على الحفاظ على المقتضيات المتعلقة باالقتراحات التي يقدمها السنديك‪ ،‬وأيضا تناول‬
‫مقررات القاضي المنتدب‪.‬‬

‫‪ ‬باإلضافة للمستجدات السابقة الذكر هنالك أيضا مستجدات أخرى اتى بها القانون ‪ 17.73‬المتعلق‬
‫بمساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬حينما تناول وأقر العقوبات التي تطبق في مواجهة مسيري المقاولة‪،‬‬
‫سواء كانت مقاولة فردية أو اتخذت شكل شركة خاضعة لمسطرة المعالجة‪ ،‬سواء كان هؤالء المسيرين‬
‫قانونين أو فعليين يتقاضون أجور أم ال يتقاضوها‪.‬‬

‫فالمشرع بموجب هذا القانون نجده قد حدد نوعين من العقوبات إحداها ذات طابع مدني وتتمثل في‬
‫الغرامات أو العقوبات المالية‪ ،‬أو أخرى تتعلق بسقوط االهلية التجارية‪ ،‬كما أن المشرع المغربي عمل‬
‫بمقتضى هذا القانون الجديد رقم ‪ 17.73‬على إقرار مجموعة من العقوبات ذات الطابع الزجري منها‬
‫التفالس والجرائم األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد األجهزة المتدخلة في المساطر إذ تم تحديد المقصود برئيس المحكمة‪.‬‬

‫‪ ‬تعزيز دور الدائنين وتعزيز حقهم في االعالم خالل كافة مراحل المسطرة وضمان تمثيليتهم في‬
‫مسطرة التسوية القضائية عن طريق إحداث جمعية الدائنين‪.‬‬

‫‪ ‬الرفع من نجاعة مسطرة التصفية القضائية‪ ،‬مع وقف المتابعات الفردية‪.‬‬

‫‪ ‬تقوية عملية التصريح بالديون من خالل إحاطتها بضمانات قانونية مخولة للدائنين قصد التصريح‬
‫بديونهم إذ بمقتضى المادة ‪ 719‬من مدونة التجارة أصبح السنديك ملزما بإشعار الدائنين المعرفين لديه‬
‫وكذا المدرجين بالقائمة المدلى بها من طرف المدين مع ضرورة إشعارهم للدائنين الحاملين لضمانات‬
‫أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما‪.‬‬

‫‪ ‬المشرع المغربي قد نظم وأقر طرق الطعن‪ ،‬فحدد األشخاص الذين يحق لهم الطعن باالستئناف مع‬
‫تخويل هذا الحق للنيابة العامة‪.‬‬

‫‪ ‬إقر ار المشرع وتبنيه للمساطر العابرة للحدود بصعوبة المقاولة‪ ،‬هذه االلية الجديدة لم يكن معموال‬
‫بها ضمن القانون القديم‪ ،‬لكن تعتبر من أهم المستجدات التي اتى بها المشرع المغربي من خالل القانون‬
‫‪ ،17.73‬والهدف من إقرار ذلك هو رغبة المشرع في إخضاع المقاوالت التي تعاني صعوبات عابرة‬
‫للحدود إلى المعالجة من أجل تقويم وضعيتها ووضع حد لتفاقمها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫معالجة أهم المستجدات التي أتى بها القانون رقم ‪ 17.73‬المتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة‬

‫‪ ‬إعادة هيكلة وتأهيل مساطر الوقاية من صعوبات‪ :‬مسألة الوقاية من الصعوبات تعتبر من األمور‬
‫ا لتي تتميز بها مساطر صعوبة المقاولة‪ ،‬بحيث أن المشرع المغربي سواء في ظل الكتاب الخامس من‬
‫مدونة التجارة بمقتضى القانون رقم ‪ ،15.95‬أو حتى من خالل القانون الجديد ‪ 17.73‬القاضي بنسخ‬
‫وتعويض هذا الكتاب نجده قد عمل على تفعيل الوقاية بالنسبة للمقاوالت التجارية‪ ،‬وذلك من أجل وضع‬
‫الحد لصعوبات والمشاكل التي تعترض هذه المقاوالت‪ ،‬إما بمناسبة أداء نشاطها المعهود من اجل تفادي‬
‫اختالل الوضعية المالية‪ ،‬أو حتى االقتصادية‪ ،‬وذلك حتى ال تكون عرضة الفتتاح مساطر المعالجة في‬
‫مواجهتها‪ ،‬فمسألة الوقاية أو الحماية أو الصعوبات‪ ،‬تكون على مستويين‪ ،‬إما داخلية‪ ،‬أي ان تكون وقاية‬
‫داخلية داخل المقاولة أي األجهزة الداخلية للمقاولة هي التي تشرف على هذه العملية‪ ،‬أو خارجية والتي‬
‫تعمل األجهزة خارجة المقاول‪ ،‬أي أجهزة أجنبية عن المقاولة هي التي تشرف وتعمل على إنجاح هذه‬
‫الوقاية من الصعوبات‪.‬‬

‫بالرجوع للمادة ‪ 547‬من القانون الجديد ‪ ،17.73‬والتي تقابلها المادة ‪ 546‬من القانون القديم ‪،15.95‬‬
‫نجدها أتت بالجديد فيما يتعلق بالحالة التي تتدخل فيها األجهزة الداخلية للمقاولة من أجل تصحيح وضعية‬
‫هذه األخيرة‪ ،‬بحيث أن في القانون الجديد نجدها قد نصت على احتفاظ رئيس المقاولة بإمكانية تدخله‬
‫بجانب مراقب الحسابات من أجل تصحيح وضعية المقاولة التي تعترضها الصعوبات‪ ،‬لكن تم السماح‬
‫ألي شريك في الشركة بأن يقوم بدوره في ابالغ رئيس المقاولة بالوقائع أو الصعوبات‪ ،‬خاصة‬
‫الصعوبات ذات الطبيعة القانونية‪ ،‬أو اقتصادية‪ ،‬أو اجتماعية‪ ،‬والتي من شأنها أن االخالل باستمرارية‬
‫استغالل المقاولة‪ ،‬وحدد المشرع أجل ‪ 8‬أيام الكتشاف الشريك لهذه الوقائع أو الصعوبات‪ ،‬بهدف‬
‫األعمال على تفاديها و تقويمها وإصالحها‪.‬‬

‫لكن باإلمعان في هذه المقتضيات يطرح تساؤل عميق حول استعمال المشرع المغربي عبارة الوقائع‬
‫أو الصعوبات‪ ،‬ولم يستعمل عبارة واقعة أو صعوبة بمعنى صيغة الجمع‪.‬‬

‫هل من الضروري والالزم أن تكون هناك صعوبات متعددة حتى يمكن اللجوء إلى إعمال آلية و مسطرة‬
‫الوقاية الداخلية أم يكفي فقط أن تكون صعوبة واحدة تهدد استمرارية المقاولة‪ ،‬حتى يتم إعمال هذه‬
‫اآللية‪.‬‬

‫من خالل القراءة المتأنية لهذا القانون‪ ،‬يمكنهم التدخل لتصحيح وضعية المقاولة إال في حالة وجود‬
‫وقائع أو صعوبات من شأنها أن تهدد باستمرارية المقاولة في أداء نشاطها‪ ،‬مع العلم أن األمر في الواقع‬

‫‪6‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫خالف ذلك‪ ،‬فالواقع العملي بمجرد أن تتعرض المقاولة صعوبة واحدة أو واقعو واحدة‪ ،‬مثال عدم قدرتها‬
‫على السداد أحد الديون‪ ،‬ومن تم لديها صعوبة مالية أو اقتصادية تفرض أن تخضع هذه المقاولة إلى‬
‫مسطرة المعالجة من تم الوقاية الداخلية‪.‬‬

‫من جهة أخرى المشرع المغربي من خالل مقتضيات المادة ‪ 548‬من كتاب الخامس الذي تم تعديله‬
‫بالقانون ‪ 17.73‬نجده منح الشريك الحق في إخبار رئيس المحكمة التجارية‪ ،‬التي يوجد بدائرة نفوذها‬
‫المقر االجتماعي للشركة‪ ،‬وذلك في حالة فشل الجمعية العامة في الحد من االختالالت التي تشهدها‬
‫المقاولة‪ ،‬أو في حالة عدم تداولها بالمرة في شأن تلك الوقائع‪ ،‬وهذه المرحلة هي مرحلة تمهيدية‪ ،‬أي‬
‫التمهيد لمسطرة الوقاية الخارجية‪.‬‬

‫فعلى مستوى الوقاية الخارجية‪ ،‬المشرع المغربي خالل هدا القانون الجديد حدد لنا الحالة التي يتم فيها‬
‫اللجوء إلى هذه المسطرة‪ ،‬بخالف ما كان عليه األمر في القانون السابق‪.‬‬

‫فبالرجوع للمادة ‪ 549‬من القانون الجديد نجدها تنص على أن مسطرة الوقاية الخارجية يتم افتتاحها‬
‫كلما تبين لرئيس المحكمة من أي عقد أو اجراء أن مقاولة معينة تعاني من صعوبات قانونيو أو‬
‫اقتصادية‪ ،‬أو اجتماعية‪ ،‬أو مالية‪ ،‬دون أن تكون في حالة التوقف عن الدفع أو لها حاجيات ال يمكنها‬
‫تغطيتها بواسطة تمويل يتناسب مع إمكانيتها‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى نجد أن المشر ع المغربي عمل على تحديد مهام الوكيل الخاص ويحدد اختصاصاته‬
‫بمقتضى المادة ‪ 549‬من مدونة التجارة ل ‪ 1996‬وأيضا بمقتضى التعديل الجديد ‪ ،17.73‬فبالرجوع‬
‫لهذه المادة نجد أنه أعطى صالحيات عديدة وواسعة لرئيس المحكمة التجارية في إطار آلية الوقاية‬
‫الخارجية‪ ،‬وخول له إمكانية تعيين وكيل خاص ليقوم تذليل الصعوبات التي تواجه المقاولة‪.‬‬

‫وفي المقابل‪ ،‬المادة ‪ 550‬من القانون الجديد المشرع المغربي حدد اإلطار الذي يتعين للوكيل الخاص‬
‫أن يمارس فيه المهام الموكلة إليه‪ ،‬والهدف هو المساعدة على تخفيف االعتراضات المحتملة أو العراقيل‬
‫أو الصعوبات التي قد تعترض المقاولة‪ ،‬فلرئيس المحكمة في هذا اإلطار أن يعين وكيل الخاص باقتراح‬
‫من رئيس المقاولة‪ ،‬وهذا األخير هو من يحدد أسعاره ويضعها في صندوق المحكمة تحت طائلة صرف‬
‫النظر عن اإلجراء‪.‬‬

‫من األمور التي عمل أيضا المشرع على ربطها بإعادة هيكلة وتأهيل مساطر الوقاية من الصعوبات‬
‫خاصة آلية المصالحة‪ ،‬وهذه األخيرة من أهم المستجدات التي جاء بها القانون ‪ 17.73‬في اإلمعان في‬
‫مقتضيات هذا القانون نجد المشرع حاول أن يكون أكثر دقة ووضوحا في تدقيق المصطلحات ال سيما‬
‫‪7‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫على مستوى صياغة مواد هذا القانون‪ ،‬بحيث أن في المادة ‪ 551‬من قانون ‪ 17.73‬نجده بصريح‬
‫العبارة قد تطرق إلى آلية المصالحة‪ ،‬ألن في الحقيقة واستقراء القانون السابق‪ ،‬نجد المشرع لم يقم فقط‬
‫إال باستبدال مصطلح التسوية الودية بعبارة المصالحة‪ ،‬فآلية المصالحة ماهي في حقيقة األمر إال آلية‬
‫التسوية الودية التي كان معموال بها في إطار الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪ ،‬لذلك المشرع لماذا‬
‫استبدل مصطلح التسوية الودية بعبارة المصالحة‪ ،‬ألنه كان يقع خلط بين المقاولين ورجال القانون(كانت‬
‫هناك التسوية القضائية والتصفية القضائية)‪ ،‬و تفاديا للخلط المشرع عمل على استبدال مصطلح التسوية‬
‫بمصطلح المصالحة‪.‬‬

‫وعليه حدد المشرع المغربي بعض المهام التي أوكلت إلى المصالح بحيث أنيطت به مهمة تذليل‬
‫الصعوبات المالية أو االقتصادية التي تعترض المقاولة الخاضعة للمصالحة‪ ،‬وذلك بالعمل على أبرام‬
‫اتفاق مع الدائنين‪ ،‬مع اإلشارة على أنه في حالة إبرام االتفاق أنه يتعين إشعارهم إلزامية إشعار الدائنين‬
‫الغير مشمولين بهذا االتفاق المصالحة الذي صادق عليه رئيس المحكمة‪ ،‬وكذلك باآلجال الجديدة مع‬
‫ذكر أثار هذا االتفاق سواء فيما يتعلق بوقف الدعوى القضائية‪ ،‬التي يقيمها الدائنين الناشئة بينهما قبل‬
‫صدور األمر لدى رئيس المحكمة والمحدد لمدة الو قف المؤقت لإلجراءات أو فيما يتعلق بمنح مساهمات‬
‫جديدة بخزينة المقاولة‪.‬‬

‫‪ ‬إحداث مساطر اإلنقاذ‪ :‬مسطرة اإلنقاذ من أهم المستجدات التي جاء بها القانون ‪ ،17.73‬والمشرع‬
‫المغربي على غرار المشرع الفرنسي عمل على إحداث هذه المسطرة لكونه أمن بآلية اإلنقاذ‪ ،‬وكان‬
‫هاجس المشرع دائما هو انقاذ المقاولة من االندثار‪ ،‬ومن ثم مساعدة المقاولة في مواجهة الصعوبات‬
‫التي تواجهها‪ ،‬وبالتالي العودة إلى استئناف نشاطها واستغالل مناصب الشغل المتواجدة بها والحفاظ‬
‫عليها‪.‬‬

‫لذلك فآلية اإلنقاذ تعتبر آلية كانت من الالزم أن يقرها المشرع المغربي‪ ،‬وبطبيعة الحال ال يختلف اثنان‬
‫في كون الغاية من وراء هذه اآللية هو مساعدة المقاولة على تجاوز الصعوبات التي تعترضها‪ ،‬والرغبة‬
‫في الحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها‪ ،‬وتسديد خصومها (الديون)‪.‬‬

‫فالمشرع المغربي اقتبس هذه اآللية من التشريع الفرنسي ال سيما المادة ‪ 620‬من مدونة التجارة الفرنسية‬
‫التي كانت تنص على إفتتاح هذه المسطرة بناء على طلب من كل مقاولة دمن أن تكون في حالة توقف‬
‫عن الدفع‪ ،‬ما يميز مسطرة اإلنقاذ هو كونها مسطرة إدارية‪ ،‬أي أنه تشرف عليها أجهزة ادارية داخل‬
‫المقاولة وليس القضاء فالهدف األساسي الذي تقوم عليه مسطرة اإلنقاذ هو الكشف المبكر لهذه‬

‫‪8‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫الصعوبات‪ ،‬وهنا لم يعد شرط التوقف عن الدفع أساسيا من أجل إعمال هذه المسطرة‪ ،‬لذلك فالمقاولة‬
‫حينما تصادفها إحدى الصعوبات يمكن إعمال مسطرة اإلنقاذ‪.‬‬

‫فرئيس المقاولة إن كانت مقاولته تعاني من صعوبات يحق له اللجوء إلى هذه المسطرة وذلك بمجرد‬
‫اكتشافه أن هنالك صعوبات تهدد استقرار المقاولة‪ ،‬ومن تم يحق له أن يقدم مشروعا كمخطط لإلنقاذ‬
‫ويوضح اآلليات التي يمكن اعتمادها لتنفيذ هذا المخطط‪.‬‬

‫مسطر االنقاذ حينما أحدثها المشرع المغربي اقترن بأهداف معينة‪ ،‬فبالرجوع للمادة ‪ 560‬نجد أن‬
‫المشرع سطر أه داف أساسية من وراء هذه المسطرة‪ ،‬وتهدف هذه المسطرة باألساس إلى تمكين المقاولة‬
‫من الصعوبات وضمان استمرارية نشاطها‪.‬‬

‫بتحليل المادة ‪ 560‬يمكن الوقوف على أن أهداف مسطرة اإلنقاذ هي ثالث‬

‫‪ / 1‬الكشف المبكر على الصعوبات كيف ما كان نوعها (قانونية‪ ،‬مالية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ )،‬يتم العمل‬
‫على تجاوزها ووضع حد لها‪.‬‬

‫‪ / 2‬ضمان استمرارية المقاولة والحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها‪ ،‬هذا بحد ذاته يشكل حماية‬
‫لألجراء الذين قد يجدون أنفسهم دون عمل في حالة تعرض المقاولة للتوقف عن الدفع‪.‬‬

‫‪ / 3‬حين توقف المقاولة عن الدفع‪ ،‬فإنها تكون غير قا درة سداد ديونها وعدم الوفاء بها وهو ما يجعل‬
‫المقاولة غير قادرة عن االستمرار في مزاولة نشاطها‪ ،‬لذلك فالمشرع كان هدفه األساسي هو تسديد‬
‫خصوم المقاولة ألن تراكم الديون يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفوائد‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أن مسطرة اإلنقاذ تضل وتبقى مسطرة اختيارية وليست اجبارية ألن اعمال هذه المسطرة‬
‫أو اللجوء إليها يبقى رهينا بمدى رغبة وقناعة رئيس المقاولة بدوره إعمال هذه المسطرة حينما يتبين‬
‫له‪ ،‬أنه فعال المقاولة تعترضها بعض الصعوبات‪ ،‬ومن شأن هذه الصعوبات أن تؤدي إلى التوقف عن‬
‫الدفع وإعمال مسطرة صعوبة المقاولة‪.‬‬

‫حدد المشرع لمسطرة اإلنقاذ شروط وآثار حتى يتم إعمالها‪:‬‬

‫الشروط‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ / 1‬ضرورة تقديم طلب الفتتاح مسطرة اإلنقاذ من طرف رئيس المقاولة مع العلم أن هذه المسطرة‬
‫اختيارية وليست اجبارية‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫‪ / 2‬أن يكون طلب افتتاح مسطرة اإلنقاذ مرفقا بالوثائق المنصوص عليها في المادة ‪ 577‬من مدونة‬
‫التجارة وإال في حالة تعذر ذلك يجب على رئيس المقاولة أن يحدد أسباب التي حالت دون تقديم هذه‬
‫الوثائق وذلك تحت طائلة الحكم بعدم القبول‪.‬‬

‫‪ / 3‬رئيس المقاولة مزم بأن يحدد نوع وطبيعة الصعوبات التي تعترض المقاولة‪ ،‬وهذا األمر يضل‬
‫تقديره موكول لرئيس المقاولة ومدى قدرته على تحديد هذه الصعوبات‪.‬‬

‫‪ / 4‬هو أال تكون المقاولة في حالة توقف عن الدفع‪ ،‬ألن التوقف عن الدفع يعتبر سببا من أسباب افتتاح‬
‫مسطرة معالجة صعوبات المقاولة بمقتضى المادة ‪.561‬‬

‫‪ / 5‬هو أن يرفق طلب افتتاح مسطرة اإلنقاذ يجب أن يرفق بمشروع ومخطط اإلنقاذ‪ ،‬بحيث أن رئيس‬
‫ا لمقاولة عند تقديمه لطلب إعمال مسطرة اإلنقاذ فهو ملزم بأن يرفقه بمشروع مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬مع إيداع‬
‫المصاريف الضرورية لذلك‪.‬‬

‫اآلثار القانونية التي تترتب على إعمال مسطرة اإلنقاذ يمكن إجمالها في عدة آثار‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ / 1‬المحكمة التي تقوم بفتح مسطرة اإلنقاذ تقوم أيضا ب تعيين السنديك والقاضي المنتدب ونائبه‪ ،‬من أجل‬
‫االشراف الجيد على حسن هذه المسطرة‪ ،‬فلذلك اثار الحكم بافتتاح المسطرة يسري من تاريخ صدوره ويتم‬
‫تسجيله أو تضمينه في السجل التجاري‪ ،‬على أن يعمل كاتب الضبط بنشر إشعار الحكم في الجريدة الرسمية‬
‫أو في سجل المحافظة العقا رية‪ ،‬أو تبليغه إلى رئيس المقاولة والسنديك‪ ،‬ألنه كما نعلم مخطط التنفيذ ال‬
‫يجب أن يتجاوز ‪ 5‬سنوات كحد أقصى‪.‬‬

‫‪ / 2‬المحكمة يمكنها أن ترفض الطلب الذي يقدمه رئيس المقاولة من أجل افتتاح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬لكن في‬
‫حاالت معينة‪ ،‬وهذه الحاالت هي التي تقدر فيها المحكمة أن من شأنها أن تؤدي إلى مرحلة التوقف عن‬
‫الدفع‪.‬‬

‫‪ / 3‬المحكمة يحق لها أن تقوم بتحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية القضائية والتصفية القضائية‪،‬‬
‫وهي في الحالة التي يتم فيها فسخ مخطط اإلنقاذ‪.‬‬

‫‪ ‬تقوية مسطرة التسوية القضائية‪ :‬هذه المسطرة تعتبر مرحلة فعلية ألنها تعكس التدخل القوي والواضح‬
‫للقضاء على مستوى المقاولة‪ ،‬أن كانت المساطر األخرى كالمصالحة‪ ،‬كمسطرة اإلنقاذ‪ ،‬كالوقاية الخارجية‪،‬‬
‫الوقاية الداخلية هي مساطر إدارية‪ ،‬لكن المساطر القضائية الفعلية هنا يتدخل القضاء على مساطر التسوية‬

‫‪10‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫القضائية‪ ،‬ألن التسوية القضائية يتم افتتاحها بناء على حكم قضائي‪ ،‬وأن ذلك يكون للقاضي المنتدب والسنديك‬
‫هم األجهزة القضائية التي تشرف على تدبير ومراقبة وتسيير المقاولة‪.‬‬

‫والهدف األساسي من وراء هذه المقاولة هو حماية المقاولة‪ ،‬ومحاولة تقويم وضعيتها إيجاد الحل األمثل‬
‫لضمان استمراريتها في أداء نشاطها وال محافظة على مناصب الشغل المتواجدة بها‪ ،‬وأيضا الرغبة في جعل‬
‫المقاولة قادرة على سداد ديونها‪.‬‬

‫اذا استقرأنا بتمعن للمواد المنظمة لمسطرة التسوية القضائية على مستوى القانون ‪ 17.73‬نجد أن المشرع‬
‫المغربي حاول تدارك بعض الثغرات التي كانت تعتمد على كتاب الخامس من مدونة التجارة المتعلق بمساطر‬
‫المعالجة‪ ،‬فعمل على تحديد المفاهيم ووضع تعاريف لها‪ ،‬بعد أن كان في السابق األمر يكتنفه الغموض وكان‬
‫األمر مفتوحا أمام التأويل والتفسير من طرف االجتهاد القضائي والفقه‪.‬‬

‫من األمور التي عالجها المشرع نجد مسألة التوقف عن الدفع‪ ،‬ففي التوقف عن الدفع لم يعالجه في الكتاب‬
‫الخامس‪ ،‬لكن في القانون الجديد نجد أن المشرع حدد مفهوم التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫باستقراء المادة ‪ 575‬نجد أن المشرع المغربي حدد المقصود بالتوقف عن الدفع وحلة ثبوته وأيضا اعتماد‬
‫المقارنة‪ ،‬ذلك من خالل المقارنة بين األصول والخصوم الخاصة بالمقاولة‪.‬‬

‫على مستوى استغالل المقاولة المشرع نجده قد قام بتمديد اآلجال القانونية التي كانت ممنوحة لرئيس المقاولة‬
‫قصد تمكينه من تقديم طلب فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬وذلك في ‪ 30‬يوم من تاريخ توقف المقاولة عن‬
‫سداد ديونها‪ ،‬عوض ‪ 15‬يوما التي كانت ممنوحة من قبل‪.‬‬

‫يالحظ أيضا المادة ‪ 575‬من القانون ‪ 17.73‬قد حددت المقصود بالديون الناشئة بعد حكم القاضي بفتح‬
‫مسطرة التسوية القضائية‪.‬‬

‫على مستوى العقود جارية التنفيذ وتنظيم المقاولة‪ ،‬نجد أن السنديك يعتبر هو الجهاز الوحيد القادر على‬
‫تحديد مأل العقود الجارية التنفيذ‪ ،‬سواء من خالل مسطرة التسوية القضائية أو حتى خالل الصالحيات المقرر‬
‫له بموجب المساطر الجماعية‪ ،‬وهذا سالح ذو حدين فقد أعطى المشرع االختيار والحرية في مواصلة تنفيذ‬
‫بعض العقود أو انهاؤها‪ ،‬نعرف أن المقاولة تبرم عدة عقود من أجل مواصلة نشاط معين‪ ،‬والسنديك قد يرى‬
‫أن بعض العقود قد ال يفيد ومن تم يتعين فسخ هذا العقد‪ ،‬مثال قد يقوم بفسخ عقد كراء أحد المستودعات التي‬
‫يتم وضع فيها السلع التي يتم إنتاجها‪ ،‬إذن إذا تم فسخ هذا العقد فالمقاولة حين تستأنف نشاطها لن تجد مكان‬
‫تخزين سلعها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫ومن جهة أخرى نجد أن جمعية الدائنين من أهم المستجدات التي جاء بها المشرع‪ ،‬والتي تتشكل بمجرد‬
‫افتتاح مسطرة التسوية القضائية ضد كل مقاولة خاضعة إللزامية تعيين مراقب للحسابات أو لتجاوز رقم‬
‫معامالتها ‪ 25‬مليون درهم وتشغل ما ال يقل عن ‪ 25‬أجير خالل السنة السابقة لفتح مسطرة التسوية القضائية‪،‬‬
‫والعلة وراء ذلك هو إقرار المزيد من الحماية للدائنين واألغيار المتعاملين مع المقاولة‪.‬‬

‫ثم هناك مقتضى جديد يتمثل في مخطط االستمرارية‪ ،‬وهذا المخطط يكون على مستوى مسطرة التسوية‬
‫القضائية فالقرارات التي تصدر عن رئيس المحكمة بافتتاح هذه المسطرة تكون مصاحبة للحكم باعتماد‬
‫مخطط االستمرارية‪ ،‬وهذا المخطط قد يؤدي أحيانا إلى فسخ عقود الشغل وهذا الفسخ يعتبر سببا اقتصاديا‬
‫على رغم من كل مقتضى وقانون مخالف‪ ،‬لكن على الرغم من ذلك المشرع المغربي استثنى عقود الشغل‬
‫من العقود الجارية التنفيذ‪ ،‬وأنه ال يتعين فسخها تحت أي ضرف كان‪ ،‬لكنه أتاح فسخ هذه العقود عند اعتماد‬
‫مخطط االستمرارية‪.‬‬

‫‪ ‬الرفع من نجاعة مسطرة التصفية القضائية‪ :‬بحيث جاء بمقتضيات جديدة تهم هذه المسطرة فأصبحت‬
‫تفتح بصفة تلقائية بناء على طلب من رئيس المقاولة الخاضعة للمعالجة أو من طرف الدائن أو النيابة العامة‬
‫كلما تبين أن وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬طبقا لما ورد في المادة ‪ 651‬من هذا القانون وذلك‬
‫عوض ما كان معموال به في القانون القديم‪ ،‬بحيث أنه لم يتم افتتاح مسطرة التصفية القضائية إال إذا كانت‬
‫وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى نجد أن المشرع المغربي ترك الباب مفتوحا في إعادة فتح مسطرة التصفية القضائية‪ ،‬وذلك‬
‫بطلب من كل ذي مصلحة وحكم قضائي معلل‪ ،‬شريطة أن يكون ذلك في الحالة التي يتضح فيها أن هنالك‬
‫أصوال لم يتم تحقيقها أو أن هنالك دعاوى لم تباشر لفائدة الدائنين أو من شأنها إعادة تأسيس أصول المقاولة‪.‬‬

‫‪ ‬القواعد المشتركة لمساطر اإلنقاذ والتسوية والتصفية القضائيتين‪ :‬نجد أن هنالك عدة قواعد مشتركة‪،‬‬
‫فبالرجوع للقانون ‪ 17.73‬نجد أن هنالك قواعد تشترط بين هذه المساطر سواء على مستوى أجهزة المسطرة‪،‬‬
‫أو على مستوى وقف المتابعات الفردية‪ ،‬أو على مستوى عملية التصريح بالديون‪ ،‬وكذا على مستوى‬
‫اقتراحات السنديك ومقررات القاضي المنتدب‪.‬‬

‫فعل مستوى أجهزة المسطرة‪ :‬نجد أن المحكمة أصبح بإمكانها أن تعين إلى جانب كل من القاضي‬ ‫‪-‬‬
‫المنتدب والسنديك نائبا للقاضي المنتدب من أجل تولي نفس المهام التي يزاولها القاضي المنتدب وذلك‬
‫في الحالة التي يحدث فيها عائق أو ما نع لهذا األخير‪ ،‬والذي يحول دون ممارسته لمهامه بهدف حماية‬
‫المصالح القائمة داخل المقاولة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫القاضي المنتدب أيضا يبت بمقتضى أوامر صادرة عنه في الطلبات والمنازعات والمطالب التي تدخل‬
‫ضمن اختصاصه‪ ،‬ال سيما تلك الطلبات االستعجالية والوقتية واإلجراءات التحفظية المرتبطة بالمسطرة‪.‬‬

‫ونجد أيضا أن السنديك إلى جانب القاضي المنتدب كأجهزة تشرف على هذه المساطر‪ ،‬حدد له المشرع‬
‫عدة مهام بموجب القانون الجديد فأصبح مكلفا إلى جانب تلقي تصريحات الدائنين أصبح مكلفا بمراقبة‬
‫تنفيذ مخطط اإلنقاذ وأيضا اشرافه على عملية التسوية والتصفية القضائية‪ ،‬وأيضا اشرافه على عملية‬
‫التسوية والتصفية القضائية‪ ،‬وأيضا تلق التصريحات بالديون‪ ،‬فهو يشرف على كل هذه األمور من تاريخ‬
‫صدور الحكم القاضي بافتتاح المسطرة إلى غاية قفلها‪.‬‬

‫فعلى مستوى وقف المتابعات الفردية‪ :‬نجد المشرع المغربي رغبة منه في ضمان استمرارية المقاولة‬ ‫‪-‬‬
‫وإنجاح مخطط اإلنقاذ ومخطط االستمرارية وعملية التسوية القضائية عمل على وقف المتابعات الفردية‬
‫التي يقيمها الدائنون الناشئة عن ديونهم قبل صدور الحكم القاضي بافتتاح المسطرة‪ ،‬وهنا عمل على‬
‫منعه من إقامة كل الدعاوى القضائية تهدف الى الحكم على المقاولة المدينة بأداء مبلغ من المال أو فسخ‬
‫عقد بأداء مبلغ من المال‪ ،‬فبالنظر إلى المقتضيات التي جاء بها القانون الجديد نجد أيضا المشرع المغربي‬
‫أورد استثناء يهم حالة التنفيذ‪ ،‬إذ أجاز للدائن الذي يتوفر على ضمانة منقولة ان يتقدم طلب بيع منقول‬
‫معين‪ ،‬موضوع ضمانة الى القاضي المنتدب في حالة التي يكون فيها المنقول على وشك الهالك أو‬
‫اإلتالف أو معرض للنقصان‪.‬‬

‫على مستوى التصريح بالديون‪ :‬فمسطرة التصريح بالديون تعتبر من أهم المراحل التي تميز مسطرة‬ ‫‪-‬‬
‫معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬فيمكن التمييز في هذا اإلطار بين الدائن الذين نشأت ديونهم قبل افتتاح‬
‫مسطرة المعالجة‪ ،‬وبين الدائنين الذين نشأت ديونهم بعد فتح مسطرة المعالجة‪ ،‬ألن الديون الناشئة بينهم‬
‫قيل فتتاح المسطرة يعفون من التصريح‪ ،‬في حين الدائنين الذين ديونهم نشأت بعد افتتاح المسطرة‬
‫ملزمون بالتصريح لدى السنديك‪ ،‬ويتم التصريح داخل أجل ‪ 60‬يوما من تاريخ اإلشعار المنصوص‬
‫عليه طبقا للمادة ‪ 719‬من قانون رقم ‪.17.73‬‬

‫وأيضا رفع السقوط كلها في ظل القانون القديم ال يتم ممارستها إال داخل أجل سنة من تاريخ صدور‬
‫مقرر فتح المسطرة‪ ،‬لكن في إطار القانون الجديد إنه ال يمكن ممارسة هذه الدعوى إال داخل أجل سنة‬
‫ابتداء من تاريخ إشعار الدائنين الحاملين لضمانات أو عقود االئتمان االيجاري تم إشعارهما وكذا الدائنين‬
‫المدرجين بالقائمة المشار إليها في المادة ‪ 577‬وذلك من تاريخ نشر المقرر في الجريدة الرسمية لباقي‬
‫الدائنين‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫على مستوى اقتراحات السنديك‪ :‬فالقانون الجديد حافظ على المقتضيات المتعلقة باالقتراحات التي‬ ‫‪-‬‬
‫يبديها السنديك فيما يتعلق بتحقيق الديون‪ ،‬وأضاف إليها اختصاصات أخرى‪ ،‬تتمثل أساسا في إسناد‬
‫المهمة للسنديك ومساعدة رئيس المقاولة بعض استطالع رأي مندوبي األجراء بالعمل على إعداد قائمة‬
‫تتضمن ديون األجراء خالل أجل ‪ 6‬أشهر ابتداء من تاريخ صدور الحكم القاضي بافتتاح مسطرة‬
‫المعالجة‪.‬‬

‫ولعل السبب الرئيسي وراء ذلك هو الرغبة في أفراد الحماية الالزمة لإلجراء على أن يتم إيداع هذه‬
‫القائمة بعد المصادقة عليها من طرف القاضي المنتدب بكتابة الضبط بالمحكمة التي أصدرت حكم افتتاح‬
‫المسطرة‪.‬‬

‫‪ ‬العقوبات‪ :‬يالحظ من القراءة المتأنية لنصوص هذا القانون نجده أقرر العديد من العقوبات ضد‬
‫مسيري المقاولة الفردية أو تلك التي تتخذ شكل شركة خاضعة لمساطر المعالجة‪ ،‬سواء كان المسيرون‬
‫قانونيين أو كانوا فعليين يتقاضون أجور أم ال فالمشرع المغربي بمقتضى هذا القانون حدد نوعين من‬
‫العقوبات أحدها ذات طابع مدني تتمثل في عقوبات مادية‪ ،‬وأخرى تتمثل في سقوط األهلية التجارية‪،‬‬
‫وهناك نوع ثاني من العقوبات هو عقوبات زجرية تتعلق بالتفالس والجرائم األخرى‪.‬‬

‫لكن المالحظ أن أهم التعديالت التي جاء بها القانون ‪ 17.73‬على مستوى العقوبات هي تلك التعديالت‬
‫المتعلقة بالتفالس والجرائم األخرى‪ ،‬حيث أنه من خالل تفحص المقتضيات المادة ‪ 757‬من هذا القانون‬
‫نجدها قد مددت العقاب بالتفالس إلى السنديك في الحالة التي يمتنع فيها هذا األخير لتسليم المهام للسنديك‬
‫الجديد في حالة استبداله‪ ،‬وهو الجزاء نفسه الذي يعاقب به الدائن الذي يقوم بعد اصدار القاضي إلفتتاح‬
‫المسطرة بالتسوية القضائية بإبرام عقد تخول له امتيازات على حساب دائنين آخرين أو قام باستعمال أي‬
‫من المعلومات المشار إليها في المواد ‪ 612‬و ‪ 0619‬من هذا القانون في أي مسطرة أو دعوى أو أمام‬
‫أي جهة كانت بدون الحصول على إذن مكتوب من طرف المدين‪.‬‬

‫‪ ‬طرق الطعن‪ :‬فطرق الطعن من األمور التي استأثرت باهتمام المشرع المغربي بالقانون رقم‬
‫‪ ، 17.73‬فنجد المشرع المغربي على مستوى طرق الطعن قد عمل على مراجعتها طرق الطعن وذلك‬
‫حينما عمل على تحديد األشخاص الذين يحق لهم ال طعن باالستئناف‪ ،‬مع العلم أن المشرع المغربي‬
‫بمقتضى هذا القانون الجديد قد منح النيابة العامة هذا الحق‪ ،‬من جهة أخرى المشرع المغربي عمل‬
‫التنصيص صراحة على إمكانية وقف التنفيذ المعجل لألحكام الصادرة بالتصفية القضائية أو بالتفويت‬
‫الكامل‪ ،‬وذلك بمقتضى مقال مستقل يرفع إلى محكمة االستئناف‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫كما أن المشرع من خالل هذا القانون أكد على عدم جواز الطعن بإعادة النظر في األحكام الصادرة في‬
‫إطار مسطرة التسوية القضائية أو التفويت الكامل‪ ،‬بحيث أنه يتعين على محكمة االستئناف أن تبت في‬
‫داخل أجل معين ال يتعدى أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ تقديم الطلب‪.‬‬

‫من جهة أخرى نجد أن المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 762‬من القانون ‪ 17.73‬قد حدد المقررات‬
‫القابلة للطعن باالستئناف وأيضا حدد الجهة التي يحق لها ممارسة هذا الطعن على اعتبار أن هذه‬
‫المقررات يتم استئنافها بتصريح يودع لدى كتابة الضبط المحكمة التجارية داخل أجل ‪ 10‬أيام ابتداء من‬
‫تاريخ تبليغ المقرر القضائي‪ ،‬دون أن يتم نشره في الجريدة الرسمية‪ ،‬لكن اآلجال في مواجهة السنديك‬
‫والنيابة العامة تسري ابتداء من تاريخ النطق بالقرار‪ ،‬وذلك في األحوال التي يحق له الطعن فيها‬
‫باالستئناف‪.‬‬

‫كما أنه ال يجوز الطعن ضد االحكام واألوامر والقرارات الصادرة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫‪ ‬المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة‪ :‬تعتبر من أهم المستجدات وأقوى المستجدات‪ ،‬والهدف‬
‫األساسي من وراء ذلك هو رغبة المشرع المغربي في إخضاع المقاوالت التي تعاني صعوبات عابرة‬
‫للحدود‪ ،‬بمعنى أن الم قاولة لها صعوبات داخل المغرب وأيضا هذه الصعوبات على مستوى الخارج‪،‬‬
‫ومن شأنها التأثير على المقاولة داخل المغرب‪ ،‬وذلك من أجل تقويم وضعيتها ووضع حد لها‪ ،‬وكذا‬
‫تسهيل التعاون بين المحاكم المغربية والمحاكم األجنبية خاصة المحاكم المعنية بمساطر معالجة صعوبة‬
‫المقاولة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى تعزيز وتقوية األمن القانوني في مجال التجارة واالستثمار العابرة للحدود والسهر على‬
‫إدارة هذه المساطر وذلك باعتماد غدارة مصنفة وناجعة وناجحة بالشكل الذي من شأنه أن يوفر الحماية‬
‫للدائنين واألطراف األخرى‪ ،‬بما فيهم االغيار‪ ،‬ثم الرغبة في الحفاظ على أصول المقاولة أو أصول‬
‫الدائنين من الضياع‪ ،‬وتسهيل عملية إنقاذ المقاولة المتعثرة اقتصاديا وماليا‪ ،‬وكذا الحفاظ على مناصب‬
‫الشغل المتواجدة في هذه المقاوالت‪.‬‬

‫المشرع المغربي نجده قد حدد أوجه وصور هذه المسطرة ومفهومها‪ ،‬فبالرجوع للمادة ‪ 769‬من القانون‬
‫‪ 17.73‬نجده قد تناول هذه األمور بتفصيل كما نجد من المشرع خالل هذا القانون عمل إلى تحديد كيفية‬
‫الولوج أو اعتماد هذه المساطر العابرة للحدود‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى‬
‫ومن جهة أخرى ينبغي القول أن المشرع المغربي فإنه قد اعترف بالمسطرة األجنبية في المساطر العابرة‬
‫للحدود في نظام صعوبات المقاولة‪ ،‬وذلك شريطة عدم تعارض هذه المسطرة مع النظام العام االقتصادي‬
‫للدولة‪.‬‬

‫لكن ما ينبغي الوقوف هو في حالة تزاحم المساطر المفتوحة في وجه المدين قد نجد أن مدين معين فتتحت‬
‫في وجهه مسطرة التسوية القضائية في المغرب وفي إسبانيا أيضا فتحت في وجهه مسطرة التسوية‬
‫القضائية وفي فر نسا‪ ،‬ففي هذه الحالة شدد المشرع على ضرورة التنسيق بين المسطرة الوطنية والمساطر‬
‫األجنبية في هذا الخصوص‪ ،‬لكن شريطة أن يتم الحكم بفتح مسطرة أخرى من صعوبات المقاولة طبقا‬
‫للتشريع المغربي وبأن يتوفر المدين على أمواله داخل التراب الوطني‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫إعادة هيكلة وتأهيل مساطر الوقاية من الصعوبات‬

‫نظرا للدور الذي تلعبه المقاوالت على مستتتتوى بناء وإرستتتاء التوازن االقتصتتتادي‪ ،‬وأيضتتتا تحقيق توازن‬
‫اجتماعي داخل المقاولة‪ ،‬األمر الذي جعل غالبية التشتتتتتتتريعات ومن بينها المشتتتتتتترع المغربي لالهتمام‬
‫بالمقاولة باعتبارها فضاء اجتماعيا واقتصاديا‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار ووعيا منه بأهمية الدور الذي تلعبه المقالة في تنمية االقتصتتتتتاد‪ ،‬عمل المشتتتتترع المغربي‬
‫منذ العقد األخير من القرن الماضتتتتتتي إلى تحديث ترستتتتتتانته القانونية بهدف تهيال الظروف المالئمة لخلق‬
‫وإنشتتتتتتتاء المقاوالت‪ ،‬بحيث قام بستتتتتتتن عدة قوانين تشتتتتتتتجع على خلق المقاوالت وضتتتتتتتمان االستتتتتتتتقرار‬
‫واالستتتتمرارية في مزاولة نشتتتاطها‪ ،‬وهو األمر الذي تم تضتتتمينه من خالل الكتاب الخامس على مستتتتوى‬
‫مدونة التجارة المتعلق بمساطر معالجة صعوبة المقاولة‪.‬‬

‫والذي عرف تعديال جوهريا بمقتضتتى القانون رقم ‪ 17.73‬القاضتتي بنستتخ وتعديل أحكام الكتاب الخامس‬
‫من مدونة التجارة المتعلق بمستتتاطر معالجة صتتتعوبات المقاولة‪ ،‬قام بإعادة هيكلة وتأهيل مستتتاطر الوقاية‬
‫من هذه الصعوبات‪ ،‬األمر الذي نلمسه على مستوى آليات الوقاية من الصعوبات‪.‬‬

‫بحيث نجد أن هناك مستتتتويين تتم من خاللهما معالجة صتتتعوبات المقاولة‪ ،‬فهناك مستتتطرة على المستتتتوى‬
‫الداخلي ومستتتتطرة على مستتتتتوى الخارجي‪ ،‬إلى جانب المستتتتاطر القضتتتتائية‪ ،‬أي أنه هناك مستتتتاطر غير‬
‫قضائية تتمثل في الوقاية الداخلية والوقاية الخارجية ومساطر أخرى يشرف عليها القضاء‪ ،‬وهي مسطرة‬
‫التسوية القضائية إلى جانب مسطرة اإلنقاذ ومسطرة التصفية القضائية‪.‬‬

‫من هنا ينبغي الوقوف عند كل هذه المستتتتاطر واآلليات حتى نستتتتتطيع التمييز بين كل واحدة منها‪ ،‬فإقرار‬
‫المشرع المغربي آللية الوقاية الداخلية وكذا آلية الوقاية الخارجية لم يأتي من فراغ وإنما لعدة اعتبارات‪.‬‬

‫فالوقاية الداخلية يتم أعمالها من طرف أجهزة المقاولة لذلك ستتمية وقاية داخلية‪ ،‬ألن األجهزة التي تشتتتغل‬
‫على مستتتتتتتتوى المقاولة بما فيها رئيس المقاولة مراقب الحستتتتتتتابات ومندوب العمال وغيرهم‪ ،‬باعتبارهم‬
‫أجهزة تشرف على تدبير المقاولة فهي التي تسهر على تفعيل هذه الوقاية‪.‬‬

‫في حين أن الوقاية الخارجية يتم االشراف عليها أو تمارسها أجهزة خارج عن المقاولة لذلك سمية أجهزة‬
‫خارجية‪ ،‬ألنها تتم من طرف أجهزة خارجة أو أجنبية عن المقاولة‪ ،‬لذلك ستتتتتتتميت بالوقاية الخارجية تبعا‬
‫لهذه األجهزة العتبار أن أطراف أجنبية على المقاولة هي التي تتم منحها إمكانيات إعمال هذه الوقاية‪،‬‬
‫ويتم تحريكها إما بطلب يقدمه رئيس المقاولة إلى رئيس المحكمة التجارية أو تلقائيا من طرف رئيس‬
‫‪17‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫المحكمة التجارية‪ ،‬والذي غالبا ما يكون له كامل الصتتالحية باألشتتراف الكلي على هذه الوقاية‪ ،‬وقد يعمل‬
‫على تعيين مصتتالح أو وكيل خاص من أجل المستتاهمة في تذليل الصتتعوبات التي قد تعاني منها المقاولة‪،‬‬
‫بهدف إنقاذها قصد ضمان استمراريتها والحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها‪.‬‬

‫فالوقاية الداخلية تختلف عن الوقاية الخارجية لذلك ستتتتنعمل على دراستتتتة كل آلية من آليات والوقوف عند‬
‫الخصوصيات والمميزات التي تميز كل آلية عن األخرى‪.‬‬

‫على مستوى الوقاية الداخلية‬


‫إن عملية الحماية من الصتتعوبات أو الوقاية من الصتتعوبات قد تكون داخلية أو خارجية بالنستتبة للمقاولة‪،‬‬
‫فعلى مستوى الوقاية الداخلية نجد أن المشرع قد خول للمقاولة وقاية نفسها بواسطة أجهزتها الداخلية دون‬
‫تدخل من أي جهة خارجية‪ ،‬بحيث أن هذه الوقاية تتستتتتتم بنوع من الخصتتتتتوصتتتتتية‪ ،‬ستتتتتواء على مستتتتتتوى‬
‫األشتتخاص المخاطبين بها أو حتى على مستتتوى األشتتخاص المخول لهم حق تفعيل هذه المستتطرة‪ ،‬وكيفية‬
‫مباشرتها‪ ،‬وممارستها‪.‬‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 547‬من القانون رقم ‪ 17.73‬والتي تقابلها المادة ‪ 546‬من القانون القديم ‪15.95‬‬
‫نجد أن المادة الجديدة قد أتت بمقتضتتتتتيات جديدة فيما يتعلق باألجهزة الداخلية للمقاولة من أجل تصتتتتتحيح‬
‫وضعية هذه األخيرة‪.‬‬

‫ذلك فإن بموجب المادة ‪ 547‬من قانون ‪ 17.73‬فقد تم االحتفاظ بإمكانية تدخل رئيس المقاولة وكذا‬
‫مراقب الحستتابات من أجل تصتتحيح وضتتعية المقاولة التي تعترضتتها صتتعوبات‪ ،‬كما أنه تم الستتماح ألي‬
‫شتتتتتتتريك في الشتتتتتتتركة بإبالغ رئيس المقاولة بالوقائع والصتتتتتتتعوبات خاصتتتتتتتتا ذات الطبيعة القانونية‪ ،‬أو‬
‫االقتصادية‪ ،‬أو االجتماعية‪ ،‬التي من شأنها اإلخالل باستمرارية استغالل المقاولة‪.‬‬

‫ذلك شتتريطة أن يكون هذا اإلبالغ داخل أجل ال يتعدى ‪ 8‬أيام الكتشتتاف الشتتريك لهذه الصتتعوبات‪ ،‬وذلك‬
‫من اجل العمل على إصالحها وتجاوزها‪ ،‬وهذه االمكانية لم تكن مخولة لشركاء‪ ،‬في ظل القانون القديم‪.‬‬

‫كما يعلم الجميع أنه من الثابت أن مستتتتتتتطرة الوقاية الداخلية هي مستتتتتتتطرة يعهد بها إلى األجهزة الداخلية‬
‫للمقاولة‪ ،‬ذلك أنه ال يمل بها ويباشتتتتتتترها إال األجهزة التي توجد بالمقاولة دون تدخل أي طرف أجنبي‪،‬‬
‫ستتتتتواء رئيس المحكمة أو الدائنون‪ ،‬ليس لديهم الحق في أن يتدخلوا في هذه المستتتتتطرة لذلك ستتتتتميت هذه‬
‫المستتتتطرة بمستتتتطرة الوقاية الداخلية على اعتبار أنها تتم داخل المقاولة‪ ،‬فكما ستتتتلف الذكر يتم تفعيل هذه‬
‫المستتتتتتتطرة بناء على قيام رئيس المقاولة أو األجهزة التي تتألف من المقاولة على إخبار رئيس المحكمة‬

‫‪18‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫بالصتتتتتتعوبات التي صتتتتتتادفوها والتي من شتتتتتتأنها أن تعرض المقاولة إلى التوقف عن الدفع وعدم إمكانية‬
‫ممارسة أنشطتها واالستمرار في استغاللية مشاريعها بصفة عامة‪.‬‬

‫األجهزة التي يمكن لها أن تقوم بدورها بإبالغ رئيس المقاولة بوجود صتتتعوبات نجد من قبيل ذلك مراقب‬
‫الحستتتتابات‪ ،‬أو الشتتتتركاء‪ ،‬أو مجلس اإلدارة‪ ،‬أو الرقابة‪ ،‬أو الجمعية العامة‪ ،‬لكن شتتتتريطة أن يتم األخبار‬
‫داخل أجل ‪ 8‬أيام من اكتشاف هذه االختالالت أو الوقائع‪.‬‬

‫والتي من شأنها أن تؤدي لإلخالل بالسير العادي للمقاولة‪ ،‬وهم بذلك يطالبون رئيس المقاولة بالتدخل من‬
‫أجل تصتتتحيح هذه االختالالت‪ ،‬والمالحظ من الصتتتياغة العامة للمادة ‪ 547‬من القانون ‪ 17.73‬نجدها قد‬
‫أشارت إلى عدة أمور‪:‬‬

‫حددت الصعوبات إما أن تكون اقتصادية أو اجتماعية أو قانونية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫خولت لرئيس المقاولة التدخل من أجل تصتتحيح هذه الصتتعوبات‪ ،‬ألن عدم تصتتحيحها قد يؤدي‬ ‫‪-2‬‬
‫إلى إعمال مستتتتتطرة الوقاية الخارجية ومن تم إعمال المستتتتتاطر القضتتتتتائية المتمثلة في مستتتتتطرة‬
‫التسوية القضائية أو التصفية القضائية‪.‬‬
‫ينحصتتتتتتر تطبيقها فقط على الشتتتتتتركات باعتبارها المخاطب األول بهذه المستتتتتتطرة‪ ،‬خاصتتتتتتة‬ ‫‪-3‬‬
‫الشتتركات التي تكون ذات طابع تجاري أو شتتركات التجارية‪ ،‬ويستتتوي األمر بالنستتبة للشتتركات‬
‫التي تضم مراقب حسابات أم ال تضم مراقب حسابات‪.‬‬
‫ال يخضع لهذه المساطر خاصتا الوقاية الداخلية المقاوالت الفردية‪ ،‬لكن ما يستشف من خالل‬ ‫‪-4‬‬
‫هذا أن نطاق تطبيق الوقاية الداخلية يضتتتل ديقا والمشتتترع قد قام بتحديد وحصتتتر المقاوالت التي‬
‫تستتتتتتفيد من نظام الوقاية الداخلية‪ ،‬األمر الذي يشتتتتتكل تناقضتتتتتا نوعا ما مع مقتضتتتتتيات مستتتتتاطر‬
‫المعالجة‪.‬‬

‫من جهة أخرى يطرح تساؤل أو إشكال استعمال المشرع في مقتضيات المادة ‪ 547‬من القانون ‪17.73‬‬
‫بعبارة الوقائع أو الصتتعوبات‪ ،‬ال كنه لم يستتتعمل صتتيغة الفرد وغنما قال مصتتطلح الوقائع أو الصتتعوبات‬
‫بصيغة الجمع‪ ،‬هذا األمر يوحي لنا بأن مراقب الحسابات أو الشركاء ال يمكن لهم التدخل لتصحيح واقعة‬
‫المقاولة‪ ،‬إال في حالة وجود وقائع أو صعوبات من شأنها أن تهدد استمرارية المقاولة‪.‬‬

‫مع العلم أن هذا األمر في واقع الحال هو خالف لذلك‪ ،‬ألن من شتتتتتتأن واقعة معينة أو صتتتتتتعوبة معينة أن‬
‫تهدد ب شكل فعلي و ضعية المقاولة وتجعلها أحيانا مختلة وغير قادرة على اال ستمرار في مزاولة ن شاطها‪،‬‬
‫لذلك كان حاليا على المشتتترع المغربي أال يذكر الوقائع والصتتتعوبات بصتتتيغة الجمع وإنما يكفي استتتتعمال‬

‫‪19‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫عبارة واقعة أو صتتتعوبة‪ ،‬ألن عبارة وقائع أو صتتتعوبات تدل على أن مراقب الحستتتابات أو الشتتتركاء أو‬
‫رئيس المقاولة ال يمكن لهم التدخل إال حينما تكون هنالك صتتتتتعوبات عديدة ووقائع عديدة‪ ،‬وأن من شتتتتتأن‬
‫وجود صعوبة معينة أو واقعة معينة تهدد استمرارية المقاولة فإن األمر قد ال يقتضي بالتدخل وهو األمر‬
‫الذي يكون بخالف ذلك‪ ،‬ألن واقعة أو صعوبة معينة قد تهدد كيان المقاولة بكيفية نهائية‪.‬‬

‫في نظرنا أن هنالك وقائ ع وصتتتتتتتعوبات كثيرة وفي هذه الحالة عند تدخل مراقب الحستتتتتتتتابات‪ ،‬أو أحد‬
‫الشركاء‪ ،‬أو رئيس المقاولة لتسوية الوضع‪ ،‬ومحاولة تذليل هذا والوضع وإصالح الصعوبات فأحيانا قد‬
‫يعجزون عن ذلك ألنهم يصطدمون بوقائع وصعوبات ال حصر لها وعسيرة ال يمكن تصليحها ألن األمر‬
‫قد يكون زاد عن حده وفات أوان الذي كان يتعين على هؤالء األشخاص التدخل لتقويم وضعية المقاولة‪.‬‬

‫فبالرجوع المادة ‪ 548‬من القانون ‪ 17.73‬نجد أنه منح للشتتريك الحق في إخبار رئيس المحكمة التجارية‬
‫التي يوجد بدائرة نفوذها المقر االجتماعي للشتتركة‪ ،‬أو مجموعة ذات النفع االقتصتتادي‪ ،‬والتي غالبا يجب‬
‫أن يكون لها غرض تجاري‪.‬‬

‫وهذه اإلمكانية التي منحت للشتتريك من أجل إخبار رئيس المحكمة التجارية بالصتتعوبات التي قد صتتادفها‬
‫بمناسبة االشراف على المقاولة‪ ،‬مقرونة بشرط معين فهذا الشريك ال يمارس هذا الحق إال في حالة فشل‬
‫الجمعية العامة في الحد من هذه االختالالت التي تشتتتتتتتهدها المقاولة‪ ،‬أو في حالة عدم تداولها بالمرة في‬
‫شأن تلك الوقائع‪ ،‬وهذه المرحلة تعتبر بمثابة تمهيد لمسطرة الوقاية الخارجية‪.‬‬

‫ومن خالل استتتتتتتتقراء المادة ‪ 547‬من قانون ‪ 17.73‬نجدها أنها تفيد أن نظام الوقاية الداخلية ينحصتتتتتتتر‬
‫العمل به في الشتتركات التجارية التي يكون تعيين مراقب حستتابات فيها أمرا ضتتروريا وإلزاميا‪ ،‬وبالتالي‬
‫الشتتتتتتتركات والمقاوالت الفردية التي ال يكون مراقب الحستتتتتتتابات إلزاميا أن يعين فيها‪ ،‬تخرج عن نطاق‬
‫تطبيق ذلك‪ ،‬بمعنى أن الشتتتتتتركات التي ال تتوفر على مراقب الحستتتتتتابات فهي تستتتتتتتثنى من نظام الوقاية‬
‫الداخلية‪.‬‬

‫األمر الذ ي يجعل المشرع المغربي يتسم بقصر النظر في تحديد المقاوالت المستفيدة من هذا النظام‪ ،‬وهذا‬
‫في حد ذاته يعتبر تناقضتتتتا واضتتتتحا وصتتتتارخا على عنوان الكتاب الخامس عكس القانون الفرنستتتتي الذي‬
‫أخضع هذه المسطرة لجميع الشركات التجارية سواء المجموعة ذات النفع االقتصادي والمقاوالت الفردية‬
‫التجارية أو الحرفية والزراعية وذلك بموجب المادة ‪ 611‬من مدونة التجارة الفرنسية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫على مستوى الوقاية الخارجية‬
‫في حالة فشل المسطرة الداخلية من وضع حد لصعوبات واالختالالت التي من شأنها أن تؤدي إلى تهديد‬
‫المقاولة وعدم جعلها قادرة على االستتتمرارية في مزاولة نشتتاطها‪ ،‬يتم اللجوء إلى إعمال مستتطرة الوقاية‬
‫الخارجية‪ ،‬هذه المستتتتتطرة يتم افتتاحها كلما تبين لرئيس المحكمة من أي عقد أو أي اجراء آخر أن مقاولة‬
‫معينة أو مقاولة ما تعاني من صعوبات قانونية أو اقتصادية أو مالية أو اجتماعية‪ ،‬دون أن تكون في حالة‬
‫توقف عن الدفع أو لها حاجيات ال يمكن تغطيتها بواستتتتتتتطة تمويل يناستتتتتتتب إمكانيات المقاولة وذلك طبقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 549‬من القانون ‪.17.73‬‬

‫فالمالحظ دائما من خالل هذه المادة أن المشتتتتتتترع قد حدد لنا مفهوم الصتتتتتتتعوبات أو نوعه أو طبيعة‬
‫الصتتعوبات‪ ،‬ألن من قبل كان يقول صتتعوبات من شتتأنها أن تؤدي إلى وضتتع المقابل في شتتكل غير قابلة‬
‫لدفع أو صتتتتعوبات تعترض المقاولة من شتتتتأن هذه الصتتتتعوبات أن تجعل المقاولة غير قادرة على ستتتتداد‬
‫ديونها‪ ،‬ومن تم قد تكون في وضعية مختلة بشكل ال رجعة فيه‪.‬‬

‫يالحظ أن المادة ‪ 549‬قد جاء فيها بأن الصتتتعوبات التي تنهض ستتتببا إلخضتتتاع المقاولة لمستتتطرة الوقاية‬
‫الخارجية تكون إما صتتتعوبات قانونية أو اقتصتتتادية أو مالية أو اجتماعية‪ ،‬لكن هناك شتتترط آخر حتى يتم‬
‫إعمال مستتتتتطرة الوقاية الخارجية في مواجهة المقاولة التي تعترض هذه الصتتتتتعوبات‪ ،‬البد أن تكون هذه‬
‫المقاولة ليست في حالة توقف عن الدفع‪.‬‬

‫التوقف عن الدفع هو أن المقاول ة تكون غير قادرة على سداد ديونها عند حلول أجل االستحقاق‪ ،‬بمعنى أن‬
‫المقاولة لها ديون تأذيها باستتتتتمرار‪ ،‬لكن أحيانا قد تكون وضتتتتعيتها المادية ال تستتتتمح لها بدفع هذه الديون‬
‫ألصتتتتتتتحابها فتتوقف عند أداء هذه الديون‪ ،‬وتكون عاجزة ماديا عن الوفاء بالتزاماتها المادية في مواجهة‬
‫الدائنين‪ ،‬ومن تم لم تعد لها القدرة على الوفاء بالتزاماتها وحتى مواصلة عملها واالستمرارية في اإلنتاج‪،‬‬
‫لذلك فالمقاولة التي تكون متوقفة عن الدفع تخضتتتع مستتتطرة المعالجة خاصتتتة القضتتتائية‪ ،‬إما التستتتوية أو‬
‫التصفية القضائية وذلك حسب الوضعية في المقاولة‪.‬‬

‫في حين أن الصتتتتع وبات القانونية أو االقتصتتتتادية والمالية أو االجتماعية‪ ،‬تكون بمثابة صتتتتعوبات بستتتتيطة‬
‫يمكن تجاوزها وحلها من خالل األعمال للوقاية الخارجية‪ ،‬لذلك حتى يكون هناك مجال إلعمال الوقاية‬
‫الخارجية‪ ،‬البد أال تكون المقاولة في حالة توقف عن الدفع‪.‬‬

‫يالحظ أن المشتتتتتتترع المغربي من خالل المادة ‪ 549‬من قانون ‪ 17.73‬وستتتتتتتع من دائرة تدخل رئيس‬
‫المحكمة التجارية التي يوجد بدائرة نفوذها المقر االجتماعي للمقاولة‪ ،‬بحيث وسع من تدخل اختصاصات‬
‫‪21‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫رئيس المحكمة على مستتتتتتوى افتتاح مستتتتتطرة الوقاية الخارجية‪ ،‬وهذا األمر نجده محمودا نوعا ما‪ ،‬على‬
‫اعتبار أن الوقاية الخا رجية تتميز بمحاولة تذليل الصتتتتعوبات التي تعترض المقاولة ووضتتتتع حد لها تفاديا‬
‫لفتح مسطرة المعالجة في مواجهتها‪.‬‬

‫هذا النظام الوقائي يطبق على التجار األشتتخاص الذاتيين التي يمكن أن تعترضتتهم صتتعوبات أو وقائع من‬
‫شتتتتأنها أن تحول دون استتتتتمرارية نشتتتتاطهم‪ ،‬بل أحيانا قد تصتتتتل بهم إلى التوقف عن الدفع وذلك بخالف‬
‫الشتتتركات التجارية التي تستتتتفيد من نظام الوقاية الداخلية‪ ،‬وهذا األمر تبناه المشتتترع الفرنستتتي الذي تبنى‬
‫المقاوالت الفردية كيف ما كانت طبيعتها‪ ،‬وذلك ستتتتتتتنة ‪ 1984‬وهو األمر الذي أدى إلى صتتتتتتتدور قانون‬
‫‪ 1988‬بفرنسا الذي مدد نظام الوقاية الخارجية إلى االستغالالت الفالحية ليخضعها لمسطرة المصالحة‪.‬‬

‫تنبغي اإلشتتتتتارة إلى أن الحاالت التي يمكن لرئيس المحكمة التجارية أن يمارس بعض االختصتتتتتاصتتتتتات‬
‫فالمادة ‪ 549‬تطرقت إلى كيفية افتتاح مسطرة الوقاية الخارجية‪ ،‬بحيث أن رئيس المحكمة التجارية حينما‬
‫يبلغ إلى علمه أن هنالك صتتتتتت عوبات تواجه المقاولة‪ ،‬وأن هذه الصتتتتتتعوبات ناتجة عن وقائع قد تأدي بهذه‬
‫المقاولة إلى التوقف عن الدفع‪ ،‬أو أن مستتتتتطرة الوقاية الداخلية قد فشتتتتتلت ولم تنجح فيقوم رئيس المحكمة‬
‫التجارية في هذه الحال باستتتتتدعاء رئيس المقاولة قصتتتتد النظر في اإلجراءات الكفيلة بتصتتتتحيح وضتتتتعية‬
‫المقاولة‪.‬‬

‫فهذه اإلجراءات المتعلقة بإعمال آلية الوقاية الخارجية تتميز بالبستتتتتتتتاطة والمرونة‪ ،‬لكونها غير تنازعية‬
‫والهدف منها هو تدليل الصعوبات التي قد تعترض المقاولة‪.‬‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 552‬من القانون ‪ 17.73‬نجدها منحت لرئيس المحكمة التجارية الحق في االطالع‬
‫على كل الو ثائق والمستتتتتندات ذات الصتتتتلة بنشتتتتاط المقاولة‪ ،‬وذلك في مواجهة جميع األجهزة واألطراف‬
‫التي تربطها عالقة بالمقاولة‪ ،‬ألن الهدف األساسي من وراء ذلك هو اطالع رئيس المحكمة على الصورة‬
‫الواضحة والحقيقية للمقاولة حتى يتسنى له اتخاذ القرار المناسب‪.‬‬

‫فعلى مستتتوى مستتاطر أو إجر اءات إعمال الوقاية الخارجية فرئيس المحكمة بصتتفته الجهاز الرئيستتي في‬
‫إعمال هذه المستتطرة باعتباره المشتترف األول على آلية مستتطرة الوقاية الخارجية‪ ،‬فيقوم فورا باستتتدعاء‬
‫رئيس المقاولة إلى مكتبه‪ ،‬إما بصفة تلقائية أو بناء على طلب من رئيس المقاولة‪.‬‬

‫فرئيس المقاولة في هذه الحالة يتعين عليه أن يعرض أمام رئيس المحكمة‪ ،‬نوعية الصتتتتتتتعوبات وطبيعتها‬
‫والتي من شأنها أن تخل باستمرارية استغالل المقاولة وأيضا يعرض الوسائل التي يراها مناسبة لمواجهة‬
‫هذه الصتتتعوبات‪ ،‬كما يعمل رئيس المقاولة على تقديم توضتتتيحاته في هذا الموضتتتوع‪ ،‬وأيضتتتا يعمل على‬
‫‪22‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫اقتر اح اإلجراءات الكفيلة بالمستتاهمة في تصتتحيح وضتتعية المقاولة‪ ،‬ورئيس المحكمة في هذه الحالة يتخذ‬
‫ما يتبين له الزما لألمر‪.‬‬

‫بحيتتث يمكن لرئيس المحكمتتة أن يعمتتل إمتتا على تعيين وكيتتل ختتاص يعهتتد لتته بمهمتتة التتتدختتل لتخفيف‬
‫الصتتتتتتعوبات التي قد تعاني منها المقاولة كما يحق له أن يقوم بتعيين مصتتتتتتالح ليعمل على تستتتتتتهيل إبرام‬
‫االتفاقات مع الدائنين‪ ،‬حسب كل دائن على حد‪ ،‬وحسب طبيعة الدين والعقد المبرم مع المقاولة‪.‬‬

‫يقترح رئيس المقاولة الوكيل الخاص أو المصالح‪ ،‬وإن وافق عليه رئيس المحكمة يعين هذا األخير ويحدد‬
‫أتعابه الالزمة لقيامه بمهامه‪ ،‬بحيث يمنح أجل معين لفائدة رئيس المقاولة من أجل وضتتتتتتتع هذه األتعاب‬
‫بصتتندوق المحكمة‪ ،‬وعدم القيام بإيداع المبلغ المالي الذي قدره رئيس المحكمة كأتعاب إما للوكيل الخاص‬
‫أو المصالح يؤدي إلى عدم سريان االجراء ومن تم يتم صرف النظر على هذا االجراء‪ ،‬مع العلم أن هذه‬
‫اآللية تتسم بطابع السرية مند بدايتها إلى نهايتها‪.‬‬

‫المشتترع المغربي حدد المقاوالت التي تخضتتع لمستتطرة الوقاية الخارجية‪ ،‬فباإلضتتافة للمقاوالت التجارية‬
‫التي تتخذ شتتتكل مقاوالت تجارية فردية أو حرفية‪ ،‬تطبق مستتتطرة الوقاية الخارجية على جميع الشتتتركات‬
‫التجارية‪ ،‬ستتواء شتتركات المستتاهمة‪ ،‬أو التضتتامن‪ ،‬أو شتتركة التوصتتية البستتيطة‪ ،‬أو التوصتتية باألستتهم‪ ،‬أو‬
‫الشتتركة ذات المستتؤولية المحدودة‪ ،‬وأيضتتا تطبق حتى على شتتركات المحاصتتة إذا كان غرضتتها تجاريا‪،‬‬
‫باإلضافة إلى المجموعة ذات النفع االقتصادي التي يكون غرضها تجاريا كذلك‪.‬‬

‫وتبعا لذلك نجد أن المشتترع قد عمد على استتتبعاد الشتتركات المدنية والمجموعات ذات النفع االقتصتتادي‪،‬‬
‫ذات الطابع المدني والتعاونيات المدنية والزراعية وأيضتتتتتتا شتتتتتتركات المحاصتتتتتتة المدنية من الخضتتتتتتوع‬
‫لمسطرة الوقاية الخارجية‪ ،‬ذلك خالفا على ما قام به المشرع الفرنسي‪.‬‬

‫وعليه فإن الشتتتتتتتركات التجارية األجنبية وكذا فروع والوكاالت التي توجد في المغرب وتمارس نشتتتتتتتاطا‬
‫تجاريا هي ملزمة بالتستتتجيل في الستتتجل التجاري‪ ،‬لذلك بمفهوم المخالفة تخضتتتع هذه المقاوالت لمستتتاطر‬
‫صعوبات المقاولة ومن تم تخضع لمسطرة الوقاية الخارجية على الرغم من كون الدول األجنبية التابع لها‬
‫مقر الرئيستتتي للمقاولة التجارية ال تأخذ بنظام صتتتعوبات المقاولة‪ ،‬فإن هذه الفروع المتواجدة في المغرب‬
‫تخضع لمساطر المعالجة‪ ،‬لكن ما ينبغي اإلشارة إليه هو أن التقسيم الذي اعتمده بعض الفقه‪ ،‬خاصة على‬
‫مستتتوى الصتتياغة حينما نذكر شتتركة تجارية‪ ،‬أو مقاولة فردية‪ ،‬أو حرفية‪ ،‬فهذا التقستتيم لم يعد مقبوال في‬
‫فرنستتتتتتا‪ ،‬بحيث نجد هناك فئة من التجار لهم نظام قانوني ينظمهم‪ ،‬فإن األمر ال يستتتتتتتقيم في المغرب ألن‬

‫‪23‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫نشتتاط الحرفي نشتتاط تجاري بمقتضتتى الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 6‬من مدونة التجارة‪ ،‬لذلك كان على المشتترع‬
‫المغربي تفادي استعمال عبارة مقاولة تجارية‪.‬‬

‫عند تحقق الشتتتتتتتروط الالزمة إلعمال الوقاية الخارجية فالمشتتتتتتترع المغربي من خالل القانون الجديد رقم‬
‫‪ 17.73‬حدد آليات الوقاية الخارجية بحيث أنه منح لرئيس المحكمة التجارية التي يوجد بدائرة نفوذها‬
‫المقر االجتماعي للمقاولة التي تعاني من صتتتتتتعوبات‪ ،‬قد تؤدي بها إلى التوقف عن الدفع‪ ،‬منح المشتتتتتترع‬
‫المغربي لهذا الرئيس ستتتلطات و استتتعة على مستتتتوى مستتتطرة الوقاية الخارجية‪ ،‬فإذا تبين لهذا الرئيس أن‬
‫الصتتتتتتعوبات التي تعاني منها المقاولة قابلة لتذليل وأنها قابلة للتقويم وقابلة لتصتتتتتتحيح بفضتتتتتتل تدخل أحد‬
‫األغيار الذي يكون بمقدوره تخفيف هذه الصتتتتتتعوبات ووضتتتتتتع حد لها‪ ،‬فإنه يقوم إما بتعيين وكيل خاص‬
‫يعهد له بهذه المهمة ويحدد له أجل إلنجازها‪.‬‬

‫كما يمكن له أيضتا أن يأمر بتعيين مصتالح يحدد له أجل ممارستة هذه المهام‪ ،‬مع العلم أن تعيين المصتالح‬
‫من طرف األغيار كان في إطار الكتاب الخامس من مدونة التجارة قبل تعديله ونستتتتخه بمقتضتتتتى القانون‬
‫رقم ‪ ،17.73‬كان تعيين المصتتتالح يتم على مستتتتوى مستتتطرة التصتتتفية الودية والتي كانت على مستتتتوى‬
‫الوقاية الخارجية‪ ،‬وتفاديا للبس مع مستتتتتطرة التستتتتتوية القضتتتتتائية تم الحد من المستتتتتطرة الودية‪ ،‬ويتم فتح‬
‫مسطرة التسوية القضائية بمقتضى حكم قضائي عكس مسطرة التسوية‪.‬‬

‫لتذلتك ينبغي الوقوف عنتد هتذه اآلليتات التي تمييز الوقتايتة الختارجيتة إال وهو الوكيتل الختاص وأيضتتتتتتتتا‬
‫المصالح‪.‬‬
‫الوكيل الخاص‬

‫المالحظ أن المشتترع تطرق إلى مستتألة تعيين الوكيل الخاص على مستتتوى الوقاية الخارجية‪ ،‬وكذلك حدد‬
‫مدة إلنجاز مهامه فالمشتتترع المغربي كان واعيا بجستتتامة هذه المهمة وترك بذلك المجال مفتوحا للستتتلطة‬
‫التقديرية لرئيس الم حكمة‪ ،‬فما دام أن رئيس المحكمة التجارية الحق في اختيار الشتتتتتخص المالئم حستتتتتب‬
‫نوعية الصتتتتتتتعوبات التي تعترض المقاولة‪ ،‬وغالبا ما يكون وكيل خاص من رجال األعمال أو محامي أو‬
‫خبير حيستتتتتتتوبي‪ ،‬ورئيس المحكمة هو الذي يحدد أجال إنجاز الوكيل الخاص لمهامه وال يوجد أي مانع‬
‫لتمديد هذه اآلجال بقرار من رئيس المحكمة‪ ،‬هو الذي يأمر بذلك إذا اقتنع بضرورة هذا التمديد‪.‬‬

‫بالرجوع إلى القانون ‪ 17.73‬نجد أن المشتتتتترع المغربي قد عالت باختصتتتتتار الوكيل الخاص وقد حدد له‬
‫مادة واحدة وفريدة‪ ،‬أال وهي المادة ‪ 550‬فالوكيل الخاص ال يتم تعيينه من طرف رئيس المحكمة التي‬
‫يوجد في دائرة نفوذها المقر االجتماعي للمقاولة التي تعاني من الصتتتعوبات‪ ،‬والتي تكون صتتتعوبات غير‬

‫‪24‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫مؤدية بالمقاولة إلى التوقف عن الدفع‪ ،‬فهذا التعيين الذي يقوم به رئيس المحكمة التجارية للوكيل الخاص‬
‫ال يتم إال إذا تبين أن الصعوبات التي تعترض المقاولة قابلة لإلصالح وقابلة للتذليل‪ ،‬وذلك شريطة أن يتم‬
‫ذلك بفعل تدخل أحد االغيار‪ ،‬أي أحد األشتتتخاص األجانب على المقاولة والذي يكون بمقدوره تخفيف هذه‬
‫الصتتتتعوبات أو االعتراضتتتتات المحتملة‪ ،‬ستتتتواء كانت اجتماعية أو كانت بين الشتتتتركاء أو كانت خاصتتتتة‬
‫بالمتعامل المعتادين مع المقاولة‪ ،‬وأيضتتا جميع الصتتعوبات التي من شتتأنها أن تخل باستتتمرارية استتتغالل‬
‫المقاولة وأدائها لمهامها‪ ،‬فرئيس المحكمة عندما يعين الوكيل الخاص يحدد له المهام بمعنى أنه يرستتتتتتم له‬
‫إطارا معينا يقوم فيه بمزاولة مهامه‪ ،‬وال يتعين عليه أن يتجاوز تلك الحدود المرستتتتتتتومة أو هذا اإلطار‪،‬‬
‫ويحدد له بذلك أجل ليزاول هذه المهام‪.‬‬

‫في حالة عدم نجاح الوكيل الخاص في المهام التي أوكلها له رئيس المحكمة التجارية فيقوم بإنجاز تقرير‬
‫ويرفعه إلى رئيس المحكمة ويبين األستتتتتتتباب التي حالت دون قيامه بتلك المهام فإذا تبين لرئيس المحكمة‬
‫من خالل ذلك التقرير الذي قدمه له الوكيل الخاص‪ ،‬أن نجاح المهمة التي كان قد كلف بها‪ ،‬هو رهين إما‬
‫بتمديد أجل إنجازها أو استتتتتتتبدال الوكيل فإن رئيس المحكمة يقوم بتمديد هذه اآلجال‪ ،‬كما يحق له أيضتتتتتتا‬
‫استبدال الوكيل الخاص حسب الحالة‪ ،‬وذلك بعد موافقة رئيس المقاولة‪.‬‬

‫بالقراءة المتمعنة للمادة ‪ 550‬من قانون ‪ 17.73‬نجد أن المشتترع المغربي قد حدد اإلطار الخاص للوكيل‬
‫الخاص‪ ،‬ودائما يكون من االغيار‪ ،‬وحدد نطاق تدخله بهدف مستتتاعدة المقاولة على تخفيف االعتراضتتتات‬
‫التي قد تعانيها‪.‬‬

‫فالمشتتترع وإن وستتتع من ستتتلطات رئيس المحكمة خالل مستتتطرة الوقاية الخارجية لكنه عمل على تقييدها‬
‫نوعا ما فيم ا يتعلق بتعيين الوكيل الخاص وفيما يتعلق باستتتتبدال هذا األخير‪ ،‬واألستتتاس من وراء ذلك هو‬
‫عدم منح صتتتتالحيات واستتتتعة لرئيس المحكمة التجارية‪ ،‬هنا يتضتتتتح لنا النظرة الثاقبة للمشتتتترع التي كان‬
‫يسعى من ورائها إلى ضمان استمرارية المقاولة بكيفية خاصة‪.‬‬
‫المصالحة‬

‫تعتبر المصتتتالحة من المستتتتجدات التي جاء بها القانون رقم ‪ 17.73‬المتعلق بمستتتاطر معالجة صتتتعوبات‬
‫المقاولة‪ ،‬ذلك أنه باإلمعان بمقتضتتتتتتتيات هذا القانون نجد أن المشتتتتتتترع المغربي حاول أن يكون أكثر دقة‬
‫ووضتتتوحا في التدقيق في المصتتتطلحات وأيضتتتا على مستتتتوى صتتتياغة مواد هذا القانون‪ ،‬حيث نجده من‬
‫خالل المادة ‪ 551‬من نفس القانون قد تطرق إلى عملية المصتتتالحة‪ ،‬لكن ذلك ال يعدو ستتتوى أن المشتتترع‬
‫المغربي قام باستتتتتتبدال مصتتتتتطلح لالتستتتتتوية الوديةل بعبارة لالمصتتتتتالحةل وذلك تفاديا للخلط بينهما وبين‬
‫مستتطرة التستتوية القضتتائية‪ ،‬بحيث أن األولى هي كانت في ظل القانون القديم تكون على مستتتوى الوقاية‬
‫‪25‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫الخارجية في حين أن م سطرة الت سوية الق ضائية فهي تكون على م ستوى الق ضاء أي على م ستوى افتتاح‬
‫مسطرة المعالجة ضد المقاولة المتوقفة عن الدفع‪ ،‬وذلك بناء على حكم قضائي‪.‬‬

‫وإعمال هذه االلية أو اللجوء إلى آلية المصالحة يتم شريطة أال تكون المقاولة متوقفة عن دفع ديونها‪ ،‬وأن‬
‫الصتتتتتعوبات التي تعترض هذه المقاولة يمكن تذليلها عن طريق المصتتتتتالحة‪ ،‬بمفهوم المخالفة أن المقاولة‬
‫التي تكون في حالة توقف عن الدفع أنها تعاني من اختالالت تؤدي بها إلى عدم قدرتها على ستتتداد ديونها‬
‫وأيضتتتتتتتتا عدم الوفاء بالتزاماتها ومن تم تكون مختلة بشتتتتتتتكل ال رجعة فيه‪ ،‬ألن هذه المقاولة ال يمكن‬
‫إخضتتاعها آللية المصتتالحة وإنما تكون بطبيعة الحال خاضتتعة إما لمستتطرة التستتوية القضتتائية أو مستتطرة‬
‫التصفية القضائية بناء على افتتاح مساطر المعالجة بمقتضى حكم قضائي‪.‬‬

‫فالقانون الجديد المتعلق بمستتتتتتتتاطر معالجة صتتتتتتتعوبة المقاولة عمل على تعويض آلية التستتتتتتتوية الودية‬
‫بالمصتتالحة وحدد لنا كيفية افتتاح هذه المستتطرة‪ ،‬وفي هذه الحالة أن رئيس المحكمة هو الذي يقوم بتعيين‬
‫المصالح ليشرف على مسطرة المصالحة خالل مدة ال تتجاوز ‪ 3‬أشهر قابلة لتمديد مرة واحدة‪ ،‬أي ثالثة‬
‫أشتتتهر أخرى‪ ،‬لكن بناء على طلب من المصتتتالح نفستتته‪ ،‬في حين أنه في القانون الستتتابق كان يستتتمح فقط‬
‫بالتمديد لمهمة المصالح لشهر واحد‪.‬‬

‫وفي ظل القانون الجديد صتتتتتتتعوبات المقاولة نجد أن المصتتتتتتتالح أوكلت له مجموعة من المهام‪ ،‬وأيضتتتتتتتا‬
‫المشرع رتب عدة أثار على إعمال آلية المصالحة‪ ،‬بل أنه تطلب أيضا شروطا من أجل إعمال هذه اآللية‪.‬‬
‫شروط إعمال آلية المصالحة‬

‫المشتترع المغربي من خالل القانون ‪ 17.73‬نجده قد حدد بمقتضتتى المادة ‪ 551‬من هذا القانون الشتتروط‬
‫التي يتعين توافرها افتتاح مسطرة المصالحة‪.‬‬

‫‪ ‬أال تكون المقاولة الخاضعة لمسطرة المصالحة متوقفة عن دفع ديونها لكن تعاني من صعوبات‬
‫اقتصتتادية أو مالية أو ل ها حاجيات ال يمكن تغطيتها بواستتطة تمويل مناستتب أو غير قادرة على‬
‫تغطية حاجياتها بواسطة تمويل يناسب إمكانياتها‪.‬‬
‫‪ ‬أن يقوم رئيس المقتتاولتتة بتقتتديم طلتتب وأن يتقتتدم بتته لرئيس المحكمتتة التجتتاريتتة وأن يوثق هتتذا‬
‫الطلب بعرض منفصتتتتتل حول الوضتتتتتعية المالية واالقتصتتتتتادية واالجتماعية‪ ،‬ويبرز خالل هذا‬
‫الطلب الحاجيات التمويلية التي تحتاجها المقاولة لتجاوز هذه الوضتتتتتتتعية وهذه المحنة‪ ،‬ويرفق‬
‫هذا الطلب ويبين فيه الوسائل أو االقتراحات التي يراها مناسبة لتجاوز هذه الوضعية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫‪ ‬اقتناع رئيس المحكمة بوضتتتعية المقاولة وجدية الصتتتعوبات التي تواجهها‪ ،‬وأيضتتتا بمدى جدية‬
‫الوسائل التي قدمها رئيس المقاولة قصد فتح مسطرة المصالحة‪.‬‬

‫فإنه أنداك يقوم بالموافقة على الطلب وتعيين المصتتتتالح ويحدد له أجال طبقا لمقتضتتتتيات المادة ‪ 551‬حتى‬
‫يتسنى له ممارسة مهامه‪.‬‬
‫تعيين المصالح‬

‫بالرجوع لمقتضتتتتتيات المادة ‪ 553‬من القانون ‪ 17.73‬المتعلق بمستتتتتاطر صتتتتتعوبات المقاولة‪ ،‬نجدها قد‬
‫خولت لرئيس المحكمة التجارية إمكانية وصالحية تعيين المصالح حتى يتسنى له اإلشراف على مسطرة‬
‫المصتتتتالحة‪ ،‬وحدد المشتتتترع بمقتضتتتتى هذه المادة اآلجال التي يمكن للمصتتتتالح أن يمارس فيها مهامه مع‬
‫إمكانية تمديدها لمرة واحدة‪.‬‬

‫بحيث أنه بالرجوع للمادة ‪ 553‬نجد أنها قد حددت األجل ثالثة أشتتهر قابل للتمديد مرة واحدة‪ ،‬فالمصتتالح‬
‫له ثالثة أشتتتهر من أجل إنجاح مستتتطرة المصتتتالحة والعمل على تذليل الصتتتعوبات التي تعترض المقاولة‪،‬‬
‫فإن فشتتتل في ذلك بناء على تقرير يرفعه إلى رئيس المحكمة وبعد استتتتشتتتارة رئيس المقاولة يمنحه رئيس‬
‫المحكمة أجال إضافيا شريطة أال يتجاوز ثالثة أشهر‪ ،‬عوض ما كان معموال به في القانون القديم‪.‬‬

‫فالعلة من وراء اعتماد ثالثة أشتتتتهر قابلة للتمديد مرة واحدة كمدة لقيام المصتتتتالح بمهامه هي الحفاظ على‬
‫حقوق الدائنين‪ ،‬إذ على المشتتتترع المغربي كان هاجس حماية الدائنين حاضتتتترا بقوة على مستتتتتوى تعديل‬
‫القانون المتعلق بمستتاطر صتتعوبة المقاولة‪ ،‬والحال أ‪ ،‬المستتطرة ليستتت تنازعية ال ستتيما وأن المصتتالح قد‬
‫يعمد إلى استتتتتصتتتتدار أمر من رئيس المحكمة التجارية بناء على المادة ‪ 555‬يرمي إلى وقف المتابعات‬
‫الفردية ضد المدين‪ ،‬باإلضافة إلى أن أمر تعيين المصالح ال يرتبط بمسطرة قضائية ومن تم فهو ال يقبل‬
‫الطعن‪.‬‬

‫لكن باستقراء مقتضيات المادة ‪ 555‬من مدونة التجارة نجدها أنها تتضمن مساسا خطيرا بحقوق الدائنين‪،‬‬
‫خاصتة على مستتوى وقف المتابعات الفردية‪ ،‬وذلك في إطار الصتالحيات التي منحها المشترع للمصتالح‪،‬‬
‫لذلك كان على المشتتترع أن يعمل على تقليل ستتتلطة المحكمة فيما يتعلق بصتتتفة وشتتتخص المصتتتالح األمر‬
‫الذي تنبه له من خالل المادة ‪ L611.13‬من مدونة التجارة الفرنستتتتية والتي منعت على كل شتتتتخص تلقى‬
‫خالل ‪ 24‬شهر السابق على تعيينه بأي سبب كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أجرا أو مكافأة من أحد‬
‫الدائنين أن يكون مصالحا‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫بم عنى أن المشتتتتترع الفرنستتتتتي منع أي شتتتتتخص تعامل مع أحد الدائنين وكانت هناك معامالت مادية فيما‬
‫بينهم‪ ،‬وكان هذا التعامل خالل ستتتنتين قبل تعيين المصتتتالح على أحد هذه األشتتتخاص أن يكون مصتتتالحا‪،‬‬
‫والعلة من ذلك هو التزام الحياد والرغبة في حماية حقوق الدائنين حتى ال تكون حقوقهم عرضة لضياع‪.‬‬
‫مهام المصالح‬

‫المشتترع حينما منح كامل الصتتالحية لرئيس المحكمة فيما يتعلق باختيار وتعيين المصتتالح فهذه الصتتالحية‬
‫تطرح لتا سؤال عريضا ما مدى أحقية رئيس المقاولة في تجريح المصالح‪ ،‬المشرع المغربي سكت على‬
‫هذه االمكانية‪ ،‬وهو األمر الذي عالجه الفقه الفرنستتتتتتي بحيث أن هناك غالبية الفقه الفرنستتتتتتي‪ ،‬ذهبت إلى‬
‫اعتبار أن رئيس المقاولة بإمكانه تجريح المصالح خصوصا إذا كانت بينه وبين رئيس المقاولة عداوة من‬
‫شتتتأنها أن تأزم وضتتتعية المقاولة‪ ،‬فهذا الرأي هو رأي ستتتليم فكيف يعقل أن يقوم رئيس المحكمة التجارية‬
‫بأن ينيط مهمة المصتتتتتتتتالح إلى شتتتتتتتخص ال تجمعه عالقة طيبة مع رئيس المقاولة‪ ،‬ومن تم فمن البديهي‬
‫والطبيعي أن هذا المصالح لن يعمل على تقويم وضعية المقاولة وإنها سيعمل على زيادة صعوباتها‪ ،‬لذلك‬
‫فالفقه الفرنسي كان صائب حينما منح لرئيس المقاولة إمكانية تجريح المصالح الذي يعينه رئيس المقاولة‪.‬‬

‫بالم قابل المصتتتتالح حينما يعينه رئيس المحكمة فإنه بذلك يكون قد حدد مهام قصتتتتد القيام بها‪ ،‬فالمهام التي‬
‫يعهد بها إلى المصتتتالح بمقتضتتتى القانون ‪ 17.73‬من أجل ممارستتتتها على مستتتتوى مستتتطرة المصتتتالحة‪،‬‬
‫تتجلى باألستتتتتتتاس في قيامه بالعمل على تذليل الصتتتتتتتعوبات المالية واالقتصتتتتتتتادية التي تعترض المقاولة‬
‫الخاضعة لمسطرة المصالحة‪.‬‬

‫ذلك من خالل العمل على إبرام االتفاق مع الدائنين‪ ،‬مع اإلشتتتارة في حالة إبرام هذا االتفاق إلى ضتتترورة‬
‫والزامية إشتتعار الدائنين غير المشتتمولين باتفاق المصتتالحة المعنيين وأيضتتا اآلجال الجديدة‪ ،‬مع ضتترورة‬
‫اإلشتتتتتتتارة في هذا االتفاق الودي إلى اآلثار المترتبة على هذا االتفاق‪ ،‬ستتتتتتتواء فيما يتعلق بوقف الدعاوى‬
‫القضتتائية التي يقيمها الدائنون النشتتأة بينهم قبل صتتدور األمر عن رئيس المحكمة التجارية‪ ،‬والمحددة لمدة‬
‫الوقف المؤقت إلجراءات أو فيما يتعلق بمنح مستتتتتتاهمات جديدة لخزينة المقاولة‪ ،‬ستتتتتتواء كانت ستتتتتتلفا أو‬
‫خدم ات ذلك ألجل متابعة نشاطها من أجل استيفاء قيمتها باألفضلية على كل الديون األخرى‪.‬‬

‫من جهة أخرى يستتتتتتفيد الكفالء بدورهم ستتتتتواء كانوا متضتتتتتامنين أم ال‪ ،‬والذين يكفلون الدين من طرفهم‬
‫فالبد أن يشتتتتتتتملهم هذا االتفاق والوقف المؤقت لدعاوى واإلجراءات‪ ،‬على أنه في حالة عدم تنفيذ هذه‬
‫االلتزامات الناجمة عن االتفاق يقوم رئيس المحكمة بمقتضتتتتتتتى أمر غير قابل للطعن كيفما كان نوعه‬
‫بمعاينة فستتتتتتتخ هذا االتفاق وستتتتتتتقوط كل آجال األداء الممنوحة‪ ،‬على أن يقوم بعد ذلك بإحالة الملف على‬

‫‪28‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫المحكمة التجارية المختصتتتتة ألجل الحكم إما بافتتاح مستتتتطرة التستتتتوية القضتتتتائية أو مستتتتطرة التصتتتتفية‬
‫القضائية‪.‬‬

‫من جهة أخرى فإن عدم تنفيذ االلتزامات الناجمة عن اتفاق الودي‪ ،‬الذي يبرمه المصالح مع الدائنين يقوم‬
‫رئيس المحكمة بمقتضى أمر غير قابل للطعن بمعاينة فسخ هذا االتفاق و سقوط كل أجال األداء الممنوحة‬
‫على أن يقوم بعد ذلك بإحالة الملف إلى المحكمة التجارية المختصتتتتتة من أجل فتح مستتتتتطرة التستتتتتوية أو‬
‫التصفية القضائية‪ ،‬فالمالحظ أن الصالحيات الممنوحة للمصالح تضل صالحيات خطيرة‪ ،‬بحيث قد يعمد‬
‫المصتتتتتتالح على التأثير على الدائنين الرئيستتتتتتين وقد يقصتتتتتتي الدائنين االخرين من عملية االتفاق الودي‪،‬‬
‫باإلضتتتتافة إلى أن المصتتتتالح رغم المهام التي كلفه بها المشتتتترع بمقتضتتتتى القانون ‪ 17.73‬فإنه يظل هذا‬
‫المعطى بين قو سين فال صالحيات التي تعطى للم صالح تظل خطيرة ألنه دائما يكون م شهرا ل سالح وقف‬
‫المتابعات الفردية‪ ،‬التي يقيمها الدائنون في مواجهة المقاولة‪ ،‬بحيث قد يتم وقف اآلجال تبعا لذلك تحت‬
‫طا ئلة ستتقوط الحقوق وفستتخها ما عدا الديون الناجمة عن عقود الشتتغل‪ ،‬وهذه األخير قد استتتثناها المشتترع‬
‫المغربي‪.‬‬

‫لذلك فالمصتتتالح يقوم بإبرام اتفاقية المصتتتالحة مع الدائنين دون بعضتتتهم وهذا األمر يمنح لرئيس المحكمة‬
‫الصتتتتالحية في المصتتتتادقة عليه من عدمه طبقا لمقتضتتتتيات المادة ‪ 656‬من القانون الجديد‪ ،‬بحيث أنه في‬
‫حالة الموافقة مع الدائنين الرئيستتتتتين يمنح األجل للمدين قصتتتتتد األداء في حين أن الديون التي لم يشتتتتتملها‬
‫االتفاق فرئيس الحكمة يعلن عن إخبار الدائنين الغير مشمولين بهذا االتفاق والمعنيين باآلجال الجديدة‪.‬‬

‫رغم ذلك فالمصتتتتتالح تنتهي مهمته بإبرام اتفاق المصتتتتتالحة‪ ،‬وهذا االتفاق يتم تحريره في محرر رستتتتتمي‬
‫ويوقعه المدين والدائنين الذين قبلوه‪ ،‬ويقوم أنداك بإيداعه لذل كتابة الضتتتتتتتبط لدى المحكمة التجارية التي‬
‫يوجد بدائرة نفوذها المقر االجتماعي للمقاولة‪.‬‬
‫آثار المصالحة‬

‫رتب المشتتتترع المغربي من خالل القانون ‪ 17.73‬عدة آثار على إعمال مستتتتطرة المصتتتتالحة‪ ،‬بحيث أن‬
‫المصتتتتتتتالح قد ينهي مهامه من خالل الوصتتتتتتتول إلى االتفاق مع الدائنين‪ ،‬بحيث يعمل في هذه الحالة على‬
‫إبرام اتفاق المصالحة‪ ،‬والذي يصادق عليه رئيس المحكمة‪ ،‬وهذا االتفاق يلزم المدين بتنفيذه‪.‬‬

‫وذلك طبقا للشتتتروط التي جاءت في هذا االتفاق‪ ،‬على ستتتبيل المثال تعيين مراقب التستتتيير ضتتتمانا للستتتير‬
‫الستتتتتليم والجدي للمقاولة‪ ،‬فالمقاولة يجب عليها االستتتتتتجابة لهذا الشتتتتترط‪ ،‬بمعنى أن كل ما جاء في اتفاق‬

‫‪29‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية‬
‫المصتتالحة وصتتادق عليه رئيس المحكمة بعد ما رفع إليه المصتتالح هذا االتفاق في محرر رستتمي يصتتبح‬
‫ملزما للمقاولة‪.‬‬

‫لكن ع دم تنفيذ المدين التفاق المصتتتتالحة فإنه يترتب عن ذلك تحميلها المستتتتؤولية العقدية‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يحق لرئيس المحكمة التجارية أن يطلب فستتتتتتتخ االتفاق مع إقرار ستتتتتتتقوط اآلجال لفائدة الدائنين الموقعين‬
‫على االتفاق وأيضا أولئك المحددين من طرف رئيس المحكمة التجارية طبقا لمقت ضيات المادتين ‪ 559‬و‬
‫‪ 556‬من القانون ‪.73.17‬‬

‫بحيث يبقى لرئيس المحكمة التجارية هو الجهة المختصتتتتتتتتة للبت في طلب الفستتتتتتتخ خالف ما كان عل يه‬
‫القانون القديم الذي كان يستتند هذا االختصتتاص للمحكمة التجارية‪ ،‬أي لمحكمة الموضتتوع وليس لرئيستتها‪،‬‬
‫مع العلم أن عدم تنفيذ اتفاق الصتتلح من طرف المدين يؤدي إلى المرور مباشتترة إلى مستتطرة التستتوية أو‬
‫التصفية القضائية وذلك عكس ما كان معموال به في القانون القديم‪.‬‬

‫على الرغم من الطابع االختياري التي تتميز به مسطرة المصالحة فالمشرع المغربي منح للمصالح نوعا‬
‫من االجبتتار في مواجهتتة التتدائنين‪ ،‬فينبغي التتذكر إلى أن التتدائنين التتذين يشتتتتتتتتاركون في االتفتتاق المتعلق‬
‫بالمصتتتتتالحة‪ ،‬المشتتتتترع المغربي عمل بمقتضتتتتتى القانون ‪ 73.17‬على تحفيزهم من خالل منحهم لامتياز‬
‫المصتتالحةل يستتتفيد منه الدائنون الذين أبرموا اتفاق المصتتالحة مع المقاولة‪ ،‬وذلك فيما يتعلق بالمستتاهمات‬
‫المالية التي يقدمونها من أجل تغدية خزينتها بما يضتتتتمن استتتتتمرار المقاولة في استتتتتغالل نشتتتتاطها وعدم‬
‫توقفها عن الدفع‪ ،‬إذ يستتتتتتوفون ديونهم باألفضتتتتتلية قبل األخرى‪ ،‬وذلك طبقا لمقتضتتتتتيات المادة ‪ 558‬من‬
‫مدونة التجارة‪ ،‬األمر الذي نهجه أيضا مع المشرع المغربي مع الدائنين الذين يقدمون سلعا للمقاولمن‬

‫‪30‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫من خالل هذه المحاضرة سنتطرق إلى دراسة مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬باعتبارها من أهم المستجدات التي جاء بها‬
‫المشرع المغربي على مستوى القانون ‪ 17.73‬المتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬والقاضي بنسخ‬
‫وتعديل الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪.‬‬

‫بحيث سنركز على مفهوم مسطرة اإلنقاذ واأله داف التشريعية التي دفعت بالمشرع المغربي إلى إقرار هذه‬
‫المسطرة‪ ،‬ثم إلى الشروط المتطلبة الفتتاح مسطرة اإلنقاذ في مواجهة المقاولة التي تعترضها صعوبات‪،‬‬
‫وأيضا اآلثار المترتبة عن اعمال مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬على اعتبار أن هذه األخيرة من أهم اآلليات التي يراهن‬
‫المشرع الم غربي على نجاحها‪ ،‬وعلى مساهمتها في تسوية وضعية المقاوالت وإنقاذها ومن تم عدم افتتاح‬
‫مساطر المعالجة في مواجهتها‪.‬‬

‫مسطرة اإلنقاذ‬
‫كما هو معلوم أن المشرع المغربي نتيجتا لوعيه الكبير والمتزايد بأهمية المقاوالت وما تلعبه من دور أساسي‬
‫في تحقيق النماء االقتصادي وترس يخ وتبات االستقرار االجتماعي‪ ،‬ولما له من أهمية قصوى في ضمان‬
‫استمرارية المقاولة في مزاولة المقاولة لنشاطها‪ ،‬والحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها‪ ،‬عمل المشرع‬
‫المغربي على تجاوز الثغرات القانونية التي أفرزتها الممارسة العملية لمقتضيات الكتاب الخامس من مدونة‬
‫التجارة المتعلق بنظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫لهذا األساس عمل المشرع المغربي على تعديل هذا الكتاب بمقتضى القانون ‪ 17.73‬والذي عمل من خالله‬
‫على إدخال مجموعة من التعديالت والمستجدات‪ ،‬وذلك بهدف الحفاظ على المقاولة وعلى الثوابت‬
‫االقتصادية والحفاظ أيضا على مناصب الشغل المتواجدة داخل المقاولة وحماية الدائنين‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار عمل المشرع المغربي على إقرار مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬كآلية قانونية حديثة وإجراء وقائي يهدف‬
‫باألساس إلى تفادي وقوع المقاولة في التوقف عن الدفع‪ ،‬وذلك من أجل مساعدتها على ضمان تسديد ديونها‪.‬‬

‫لعل ما يمي ز مسطرة اإلنقاذ مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬أنها مسطرة إرادية واختيارية‪ ،‬رئيس المقاولة يمكنه أن يلجئ‬
‫إلى هذه اآللية أم يتغاضى عن اللجوء إليها‪ ،‬ومسطرة اإلنقاذ تهدف باألساس إلى المعالجة االستباقية للمقاولة‬
‫وإلى التشخيص الذاتي للمقاولة‪ ،‬وإلى الرصد المبكر للصعوبات لمكامن الخلل وما من شأنه أن يؤدي بها‬
‫إلى التوقف عن دفع ديونها‪ ،‬بحيث تفتح مسطرة اإلنقاذ بطلب من المقاولة التي تعاني من صعوبات ليس‬
‫بمقدورها أن تتجاوزها‪ ،‬ومن شأن ذلك أن يؤدي بها في القريب العاجل إلى التوقف عن دفع ديونها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫بحيث تفتح مسطرة اإلنقاذ بطلب من المقاولة التي تعاني من صعوبات ليس بمقدورها أن تتجاوزها‪ ،‬ومن‬
‫شأن ذلك أن يؤدي بها في القريب العاجل إلى التوقف عن دفع ديونها‪ ،‬وذلك دون غل يد رئيس المقاولة في‬
‫تسيير وتدبير شؤون المقاولة‪ ،‬إذا كان المشرع الفرنسي قد تطور وتقدم بشكل كبير في مجال الوقاية من‬
‫الصعوبات‪ ،‬بحيث أنه انتقل من القانون الصادر سنة ‪ 1985‬المتعلق بمعالجة مساطر صعوبات المقاولة‬
‫والذي عدل بموجب القانون الصادر سنة ‪ ، 1994‬لكنه عمل على تعديل هذا القانون بمقتضى القانون ‪26‬‬
‫يوليوز ‪.2005‬‬

‫هذا األخير الذي صدر بشأنه مرسوم تطبيقي سنة ‪ 2005‬بتاريخ ‪ 29‬دجنبر‪ ،‬الذي جاء مسطرة جديدة في‬
‫القانون الفرنسي أال وهي مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬هذه المسطرة تتضمن تعيين الوكيل الخاص إلى جانب مسطرة‬
‫المصالحة‪ ،‬لكن هذا التعديل لم يدخل حيز التنفيذ إلى سنة ‪ ، 2006‬المساطر التي تم فتحها من تاريخ صدور‬
‫القانون إلى غاية خروجه حيز التنفيذ‪ ،‬تبقى خاضعة للقانون القديم‪ ،‬بمعنى أن المساطر التي فتحت في فرنسا‬
‫قبل ‪ 2006‬تظل خاضعة للقانون القديم‪ ،‬لكن ما بعد ‪ 2006‬تصبح المقاوالت خاضعة للقانون الجديد‪ ،‬وذلك‬
‫استحضارا للجانب الوقائي للمقاولة‪.‬‬

‫بعد ذلك أتى ما يسمى بقانون عترة االقتصاد وذلك من أجل تقوية أطراف المسطرة بهدف ضمان نجاعتها‬
‫ونجاحها‪ ،‬في هذا اإلطار سنة ‪ 2014‬جاءت توصية تنص على أن مسطرة اإلنقاذ أسس عليها المقاوالت‬
‫الكبرى‪ ،‬التي تكون منخرطة في اتفاق المصالحة‪ ،‬وذلك من أجل ضمان الحقوق لدائنيها من خطر الصعوبات‬
‫التي قد تطالها‪ ،‬بهدف تجاوزها مستقبال‪.‬‬

‫لكن بالرجوع إلى الوضعية المزرية الذي يعي شها المشرع المغربي نتيجة للعديد من الثغرات التي رصدت‬
‫على المستوى الممارسة العملية والواقعية والفعالية لمقتضيات الكتاب الخامس‪ ،‬وأيضا نظرا لقدم هذا القانون‬
‫الذي لم يطله التعديل مند ‪ 1996‬فقد عمل المشرع المغربي على إقرار مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬بهدف الكشف المبكر‬
‫على ال صعوبات ومحاولة مساعدة المقاولة على تجاوز محنتها والصعوبات التي تعترضها بهدف تسديد‬
‫ديونها وأيضا بهدف الحفاظ على مناصب الشغل التي توجد بها‪.‬‬

‫مسطرة اإلنقاذ تكتسي أهمية بالغة لما في ذلك من ضمان نجاح إنقاذ المقاولة وخاصة وأن هذه المسطرة‬
‫تتسم بطابع البساطة والمرونة‪.‬‬

‫وعليه مسطرة اإلنقاذ حدد لها المشرع شروط وحدد لها أهداف وحدد لها آثار مستقبلية‪ ،‬يمكن القول أن‬
‫مسطرة اإلنقاذ هي مسطرة مخففة لتسوية القضائية‪ ،‬خاصتا وأن المركز القانوني لرئيس المقاولة خالل هذه‬
‫المسطرة يكون أقوى وأقل تهديدا من ما هو عليه‪ ،‬في إطار مسطرة التسوية القضائية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫فإنقاذ المقاولة يعتبر الميكانيزم المتماسك للوقاية يتم استعماله إذا كانت تمر بوضعية صعبة‪ ،‬لكنها لم تصل‬
‫بعد مرحلة التوقف عن الدفع‪ ،‬كما أن مسطرة الوقاية لم تجد معها أية نتيجة‪ ،‬وبالتالي تجد هذه المساطر‬
‫مكانها بالجمع بين مساطر الوقاية و مساطر المعالجة‪.‬‬

‫تأسيسا على ما سبق يمكن القول بأن المشرع المغربي من خالل القانون ‪ 17.73‬نجده اقتبس التجربة الفرنسية‬
‫على مستوى مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬ذلك أن المشرع الفرنسي حينما أقر هذه المسطرة بموجب التعديل الذي قام به‬
‫سنة ‪ 2005‬المشرع المغربي بدوره خالل القانون الحديث ‪ 17.73‬نجده أيضا قد عمل على إقرار مسطرة‬
‫اإلنقاذ إلى جانب مسطرة المصالحة‪.‬‬

‫المشرع المغربي تنبه لهذا المعطى بهدف الكشف المبكر والرصد المبكر للصعوبات التي قد تعترض المقاولة‬
‫بمناسبة مزاولة نشاطها‪ ،‬وذلك قصد التدخل في الوقت المناسب من أجل إنجاح عملية اإلنقاذ‪ ،‬وتذليل‬
‫الص عوبات والعمل على تجاوزها‪ ،‬وذلك بعدما كان في إطار النظام السابق أنه يتم التضحية بالدائنين‬
‫واألجراء على حساب المقاولة‪.‬‬

‫بالرجوع إلى مقتضيات المادة ‪ 560‬من القانون ‪ 17.73‬نجد أن مسطرة اإلنقاذ هدفها األساسي هو مساعدة‬
‫المقاولة على تجاوز الصعوبات التي تعترضها وتم الرغبة في الحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها‬
‫وتسديد خصومها‪.‬‬

‫لكن هناك شرط أساسي وهو إعمال مسطرة اإلنقاذ رهين بأن ال تكون المقاولة في حالة توقف عن الدفع‪،‬‬
‫ألن التوقف عن الدفع يؤدي إلى افتتاح مساطر المعالجة بناء على حكم قضائي إما مسطرة التسوية القضائية‬
‫أو ال تصفية القضائية‪ ،‬ذلك أن رئيس المقاولة يقدم مشروعا بإخضاع المقاولة لمسطرة اإلنقاذ وأن يرفق هذا‬
‫الطلب بمشروع يبين فيه مخططا لإلنقاذ‪ ،‬وهو ما يسمى بمخطط اإلنقاذ‪ ،‬يحدد اآلليات والوسائل وطرق‬
‫التمويل المبادرات كل السبل الكفيلة بإنقاذ المقاولة‪.‬‬

‫يالحظ أن المشرع المغ ربي اهتم كثيرا بمسطرة اإلنقاذ وذلك لما لها من مميزات وفعالية في إنقاذ المقاولة‪،‬‬
‫بالرجوع إلى مقتضيات القانون ‪ 17.73‬نجد أن المشرع قد حدد لهذه المسطرة ‪ 15‬مادة ابتداء من المادة‬
‫‪ 560‬إلى غاية ‪ 574‬هذا ينم على أن المشرع المغربي يراهن كثيرا على مسطرة اإلنقاذ من أجل مساعدة‬
‫المقاولة على تجاوز الصعوبات‪ ،‬بحيث إن كانت األهداف األساسية من وراء إقرار هذه المسطرة تتمثل‬
‫باألساس في إنقاذ المقاولة ومساعدتها على تجاوز الصعوبات من خالل الرصد المبكر والكشف المبكر لهذه‬
‫الصعوبات وأيضا للعراقيل ومكامن الخطر التي قد تهدد المقاولة وتعصف بها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫نجده أيضا حدد الشروط الالزمة الفتتاح هذه المسطرة كما حدد إجراءات المسطرة وأيضا سلطات رئيس‬
‫المقاولة والسنديك على مستوى مسطرة اإلنقاذ انطالقا منذ افتتاح مسطرة اإلنقاذ إلى غاية إعداد الحل واختيار‬
‫الحل المناسب‪ ،‬على أن المشرع المغربي بدوره قد رتب مجموعة من اآلثار على مستوى اللجوء إلى مسطرة‬
‫اإلنقاذ‪.‬‬

‫هذه المسطرة ترتب آثار قانونية في مواجهة المقاولة والمتعاملين معها‪ ،‬لذا سوف نتطرق إلى الهدف من‬
‫وراء إقرار مسطرة اإلنقاذ ثم الشروط التي تطلبها المشرع من أجل مباشرة هذه المسطرة‪ ،‬وأيضا مسطرة‬
‫اإلنقاذ كيف تتم من الناحية العملية‪ ،‬باإلضافة إلى اآلثار المترتبة على إعمال هذه المسطرة‪.‬‬
‫أهداف مسطرة اإلنقاذ‬

‫باستقراء المادة ‪ 560‬من القانون الجديد ‪ 17.73‬نجدها قد اختزلت أهداف مسطرة اإلنقاذ في ثالثة أمور‬
‫أساسية‪ ،‬فهذه المادة تعكس لنا األهداف التي يتوخاها المشرع المغربي من وراء إقرار مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬فهذه‬
‫المسطرة حسب مضمون المادة سالفة الذكر تهدف إلى تمكين المقاولة من تجاوز صعوباتها‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫ضمان استمرارية نشاطها‪ ،‬والحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها وتسديد خصومها‪.‬‬

‫نالحظ أن المشرع المغربي له ثالثة أهداف من وراء سن وإقرار مسطرة اإلنقاذ‪.‬‬

‫تمكين المقاولة من تجاوز صعوباتها‪ :‬مسطرة اإلنقاذ تقوم باألساس‪ ،‬على الكشف المبكر لهذه‬ ‫‪‬‬
‫الصعوبات‪ ،‬الرصد المبكر لالختالالت سواء القانونية‪ ،‬أو االقتصادية‪ ،‬أو االجتماعية داخل المقاولة‪،‬‬
‫أنها تساهم في الكشف عن المشاكل التي قد تؤدي بالمقاولة إلى اإلصطدام بصعوبات تجعلها في نهاية‬
‫المطاف غير قادرة على تجاوزها ومن تم تكون عرضة الفتتاح مساطر المعالجة‪ ،‬إما التسوية القضائية‬
‫أو الخضوع للتصفية القضائية‪.‬‬

‫الرغبة في الحفاظ على استمرارية داخل النسيج االقتصادي الوطني‪ :‬بمعنى أن المقاولة تهدف إلى‬ ‫‪‬‬
‫ضمان بقائها مزا ولتها لنشاطها‪ ،‬ألن استمرار المقاولة داخل النسيج االقتصادي واستمرار المقاولة في‬
‫اإلنتاج وفي مزاولة األنشطة‪ ،‬من شأنه أن يؤدي بشكل مباشر إلى الحفاظ على مناصب الشغل‪ ،‬بالمقاولة‬
‫إن توقفت عن أداء نشاطها وتم اغالقها فال محالة ستكون النتيجة تسريح العمال‪ ،‬ومن تم غالبية العمال‬
‫سيفقدون مناصب الشغل التي كانوا يتوفرون عليها‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى البطالة وهذه األخيرة لها انعكاسات‬
‫اجتماعية على أنفسهم وعائالتهم بكيفية شخصية‪.‬‬

‫تسديد الخصوم‪ :‬أثبتت التجربة العملية والواقعية سواء من خالل الملفات التي كانت رائجة أمام‬ ‫‪‬‬
‫المحاكم وال تي الزالت رائجة على مستوى محاكم التجارية والمتعلقة بمساطر معالجة صعوبات المقاولة‪،‬‬
‫‪34‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫أن غالبية المقاوالت التي خضعت لمسطرة المعالجة‪ ،‬أو التي صدرت بشأنها أحكام من أجل اخضاعها‬
‫لمسطرة التسوية القضائية‪ ،‬كلها كانت عاجزة عن أداء ديونها‪ ،‬فغالبية المقاوالت التي كانت عرضة‬
‫لمساطر المعالجة كانت عاجزة عن تسديد خصومها‪ ،‬فالمقاوالت كانت تحصل على قروض بنكية‪ ،‬أو‬
‫مواد أولية وسلع من طرف الموردين لكنها رغم أنها تقوم بعملية اإلنتاج فكانت في نهاية المطاف تعجز‬
‫عن الوفاء بقيمة هذه الديون‪ ،‬أو بقيمة هذه السلع أو المواد األولية‪ ،‬ومن تم تزداد الديون والفوائد وأيضا‬
‫تزداد قيمة المبالغ المالية المثبتة لمديونية المقاولة‪ ،‬فعجز المقاولة عن أداء ديونها يجعلها متوقفة عن‬
‫الدفع‪ ،‬وهو ما يجعل المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه‪.‬‬
‫شروط مسطرة اإلنقاذ وإجراءاتها‬

‫عمل المشرع المغربي على وضع شروط أساسية في مواجهة كل مقاولة ترغب في االستفادة أو الخضوع‬
‫لمسطرة اإلنقاذ‪ ،‬مسطرة اإلنقاذ حددت بمقتضى المادة ‪ 561‬من القانون ‪ 17.73‬الشروط التي يتعين أن‬
‫تتوافر في كل مقاولة ترغب في افتتاح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬لذا فهي مسطرة تفتح بطلب من كل مقاولة شريطة‬
‫أال تكون في حالة توقف عن الدفع‪ ،‬بمعنى أنها تعاني من صعوبات يمكن تجاوزها في المستقبل القريب‪،‬‬
‫لكن إن كانت في حالة توقف عن الدفع وتعاني من صعوبات ليس بمقدورها أن تتجاوزها وتؤدي بها إلى‬
‫التوقف عن الدفع‪ ،‬و في هذه الحالة ال يمكن لهذه المقاولة أن تستفيد من مسطرة اإلنقاذ‪.‬‬

‫و يتعين في هذا اإلطار أ ن يقوم رئيس المقاولة بإيداع طلب لدى كتابة الضبط المتواجدة بالمحكمة التجارية‬
‫التي تنتمي المقاولة إلى دائرة نفوذها ويبين ويحدد فيه نوع الصعوبات التي من شأنها أن تؤدي بالمقاولة إلى‬
‫اإلخالل باستمرارية نشاطها‪ ،‬مع ضرورة إرفاق هذا الطلب بالوثائق المحدد في المادة ‪ 577‬من مدونة‬
‫التجارة‪.‬‬

‫وعدم اإلدالء بها يفرض على رئيس المقاولة أن يبين األسباب التي حالت دون ذلك‪ ،‬فرئيس المحكمة عند‬
‫تقديم طلب افتتاح مسطرة اإلنقاذ يحدد مبلغا ماليا لتغطية مصاريف اإلشهار والتسيير عمليات المسطرة‪،‬‬
‫ويتم إيداع هذا المبلغ بصندوق المحكمة من طرف رئيس المقاولة‪.‬‬

‫يصدر في شأن مسطرة اإلنقاذ حكم من طرف رئيس المحكمة‪ ،‬وفي هذا اإلطار المحكمة التجارية وهي‬
‫تنظر في فتح مسطرة اإلنقاذ المرفوع إليها من طرف المقاولة في شخص رئيس مقاولتها يتعين على المحكمة‬
‫التأكد من الصفة القانونية لصاحب الطلب وللمقاولة‪ ،‬وأنها ال تعاني من وضعية من شأنها أن تؤدي بها إلى‬
‫التوقف عن الدفع‪ ،‬وأنها وضعية ليست مختلة بالشكل الذي يؤدي إلى التوقف عن الدفع‪ ،‬وأن هناك صعوبات‬
‫قد تكون عارضة وطارئة يمكن تذليلها‪ ،‬ففي هذه الحالة يوافق على الطلب الرامي إلى خضوع لمسطرة‬
‫اإلنقاذ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 561‬من قانون ‪ 17.73‬يتعين أن يشار في الطلب إلى طبيعة الصعوبات التي تعترض‬
‫المقاولة وأن يرفق بالوثائق التي سبق ذكرها إلى غير ذلك‪.‬‬

‫فالمحكمة وهي تنطق بمضمون الحكم القاضي بقبول أو رفض فتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬فهي تقدر جدية مشروع‬
‫اإلنقاذ المقدم من طرف رئيس المقاولة‪ ،‬بحيث تح دد المحاور الكبرى للمخطط ومدى عالقتها بجميع‬
‫االلتزامات الالزمة والضرورية إلنقاذ المقاولة‪ ،‬ال سيما ما يهم العقود جارية التنفيذ‪ ،‬والتي تكتسي طابع‬
‫األهمية‪ ،‬ثم تحدد طريقة الحفاظ على نشاط المقاولة سواء من حيث التمويل‪ ،‬أو على مستوى اإلنتاج بل حتى‬
‫مدى إمكانية اللجوء إلى الحصول على قروض أو تفويت بعض األصول الغير مهمة‪.‬‬

‫وذلك بالعمل على إعادة جدولة الديون ومنح تخفيضات‪ ،‬ثم تتأكد المحكمة من مدى وجود ضمانات قادرة‬
‫على تنفيذ المشروع المذكور والمقدم في إطار مخطط اإلنقاذ من طرف رئيس المقاولة‪ ،‬بغض النظر على‬
‫التعديالت التي قد يعرفها هذا المشروع خاصة فيما يتعلق بإعادة هيكلة المقاولة‪.‬‬

‫يمكن إجمال شروط المسطرة واإلجراءات التي تمر منها هذه المسطرة في‪:‬‬

‫في أن رئيس المقاولة ملزم بأن يتقدم بطلب مكتوب إلى رئيس المحكمة التجارية من أجل الخضوع‬ ‫‪-1‬‬
‫لمسطرة اإلنقاذ‪ ،‬مع العلم أن هذه المسطرة ه ي مسطرة اختيارية وليست إجبارية‪ ،‬فإذا تخلف رئيس‬
‫المقاولة عن تقديم الطلب ال يمكن سماع دعواه وال يمكن إعمال مسطرة اإلنقاذ في مواجهة هذه المقاولة‪،‬‬
‫فالطلب يعتبر من األمور الشكلية الالزمة التي تطلبها المشرع بمقتضى المادة ‪ ،561‬كما يتعين على‬
‫رئيس المقاولة في هذا الطلب أن يحدد الصعوبات التي تعاني منها المقاولة‪.‬‬

‫وهذا الطلب يكون مرفقا بمشروع مخطط اإلنقاذ والوثائق المنصوص عليها في المادة ‪ 577‬من‬ ‫‪-2‬‬
‫مدونة التجارة‪ ،‬وإال عند إذن يحدد رئيس المقاولة أسباب تعثرها وذلك تحت طائلة الحكم بعدم قبول طلبه‬
‫دون الحاجة إلى انظاره من طرف المحكمة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى يتعين أيضا على رئيس المقاولة أن يحدد نوع وطبيعة الصعوبات التي تعترض‬ ‫‪-3‬‬
‫المقاولة‪ ،‬وهذا األمر يضل تقديره متروكا لرئيس المقاولة ومدى قدرته على تحديد هذه الصعوبات من‬
‫عدمها‪.‬‬

‫عدم وجود المقاولة في حالة التوقف عن الدفع ألن ثبوت واقعة التوقف عن الدفع يحول دون افتتاح‬ ‫‪-4‬‬
‫مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬وإنما يؤدي إلى افتتاح مسطرة المعالجة في مواجهة المقاولة في هذه الحالة طبقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 561‬من مدونة التجارة‪ ،‬وهو ما يتعارض مع الغاية من إحداث مسطرة اإلنقاذ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫ضرورة إرفاق افتتاح مسطرة اإلنقاذ بمشروع مخطط اإلنقاذ‪ ،‬حيث أن رئيس المقاولة عند تقديمه‬ ‫‪-5‬‬
‫لطلب مسطرة اإلنقاذ فهو ملزم بأن يرفقه بمشروع مخطط اإلنقاذ وذلك تحت طائلة عدم القبول مع إيداعه‬
‫مصاريف هذه المسطرة بصندوق المحكمة بأن يحددها مسبقا رئيس المحكمة المختصة‪ ،‬على أن تبت‬
‫هذه األخيرة خالل أجل ال يتعدى ‪ 15‬يوما من تقديمه لها وذلك بعد االستماع لرئيس المقاولة في غرفة‬
‫المشورة‪ ،‬وقد يتوصل رئيس المقاولة باالستدعاء دون التمكن من الحضور أمام غرفة المشورة‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة تقوم المحكمة بدراسة الطلب ومرفقاته فإذا تبين أن القضية أصبحت جاهزة للبت تقوم بالبت‬
‫في الطلب إما بعدم القبول أو بالحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ بناء على الوثائق والمعلومات المتاحة والمقدمة‬
‫من طرف رئيس المقاولة‪ ،‬وتعين بذلك القاضي المنتدب ونائبه وأيضا السنديك لإلشراف على هذه‬
‫المسطرة‪.‬‬

‫لكن يشار إلى أن الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ يجب أن يشار إليه في السجل التجاري المحلي‬
‫والمركزي حتى يطلع األغيار على وضعية المقاولة‪.‬‬
‫مشروع مخطط اإلنقاذ‬

‫حينما يتقدم رئيس المقاولة أمام المحكمة التجارية المختصة بطلب اخضاع المقاولة لمسطرة اإلنقاذ‪ ،‬فإنه‬
‫يرفق طلبه بمشروع مخطط اإلنقاذ‪ ،‬قصد الموافقة عليه من طرف رئيس المحكمة التجارية‪.‬‬

‫هذا المشروع البد أن يكون جديا ومتضمنا حلول وآليات ومكنز مات من شأنها أن تساهم في تذليل الصعوبات‬
‫التي قد تعترض المقاولة‪ ،‬وحين اقتناعه بها رئيس المحكمة يوافق عليها في الحال‪.‬‬

‫بالرجوع إلى القانون الفرنسي فالمالحظ أن مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬تمكن و تخول لرئيس المقاولة من الدخول في‬
‫مفاوضات مع باقي الدائنين من أجل وضع مخطط لتنظيم الديون أو ما يسمى بمخطط اإلنقاذ‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫انقاذ المقاولة‪ ،‬وهذا المخطط يجب أن تصادق عليه المحكمة التجارية‪.‬‬

‫من هنا نالحظ أن المشرع الفرنسي إمكانية مساعدته من طرف الدائنين وذلك من أجل تحقيق الديمقراطية‬
‫والحكامة الجيدة‪ ،‬في حين أن المشرع المغربي لم يمنح هذه االمكانية للدائنين‪ ،‬وأيضا لرئيس المقاولة بل‬
‫بالرجوع لمقتضيات المادة ‪ 562‬نجده جعله الوحيد المختص بإعداد مشروع مخطط اإلنقاذ والذي يحدد من‬
‫خالله جميع االلتزامات الضرورية إلنقاذ المقاولة وطريقة الحفاظ على نشاطها وعلى تمويله مع اإلشارة‬
‫إلى الكيفية التي سيتم بها تصفية الخصوم والضمانات الممنوحة الكفيلة بتنفيذ مشروع المخطط‪ ،‬وهذا االخير‬
‫يجب أن يكون متضمن لجميع العناصر التي من شأنها مساعدة القاضي التجاري في أن يطلع بشكل دقيق‬
‫على الوضعية الصحيحة للمقاولة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫باالطالع على القانون الجديد ‪ 17.73‬نجده قد منح رئيس المقاولة العديد من الصالحيات التي تحفزه على‬
‫إنقاذ مقاولته‪ ،‬وذلك من خالل إلقائه مشرفا على تسيير مقولته خالل هذه المرحلة‪ ،‬لكن إشراف السنديك بناء‬
‫على المادة ‪ 566‬من مدونة التجارة‪ ،‬حيث يعمل على إعداد جرد األموال المقاولة والضمانات المثقلة بها‪،‬‬
‫ويضع ذلك رهن إشارة القاضي المنتدب والسنديك بعد تأشير عليه‪.‬‬

‫المالحظ أن اعمال التسيير وإن كانت تتسم بالخطورة في هذه المرحلة فالمشرع منح هذه الصالحية لرئيس‬
‫المقاولة‪ ،‬وترك له مهام التسيير والتدبير على الرغم من خطورتها وذلك رغبتا في تشجيع رئيس المقاولة‬
‫على إنقاذ مقاولته‪ ،‬شريطة أن يظل خاضعا لرقابة السنديك الذي يراقب عمله وتصرفاته ويسهر على تنفيذ‬
‫مخطط اإلنقاذ‪.‬‬

‫وهذ األمور كلها تشير إلى ازدواجية الرقابة على المقاولة خالل مرحلة مخطط اإلنقاذ‪ ،‬فإن كان رئيس‬
‫المقاولة هو الذي توكل إليه مهمة تدبير وتسيير المقاولة‪ ،‬فإنه بالمقابل السنديك هو الذي يشرف على رقابة‬
‫المقاولة ورقابة أعمال رئيس المقاولة‪ ،‬بل أكثر من ذلك فالسنديك له صالحيات أساسية وواسعة ال سيما‬
‫على مستوى مساهمته ومساعدته لرئيس المقاولة فيما يتعلق بإعداد الحل والموازنة المالية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 569‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫حينما يختار السنديك إلى جانب رئيس المقاولة الحل بناء على مقتضيات المادة ‪ 569‬تبقى مسألة اختيار‬
‫الحل مرحلة أساسية وجوهرية بناء على المادة ‪ 570‬من القانون ‪ ،17.73‬ذلك أنه إما تقرر المحكمة اعتماد‬
‫مخطط اإلنقاذ إذا تبين لها توفر إمكانيات جدية إلنقاذ المقاولة بناء على تقرير السنديك وبعد االستماع إلى‬
‫رئيس المقاولة والمراقبين‪ ،‬أو تحدد المحكمة مدة لتنفيذ مخطط االنقاذ شريطة أال يتجاوز ‪ 5‬سنوات مع أنه‬
‫للكفالء باعتبارهم أشخاص ذاتيين متضامنين أم ال يستفيدون من مقتضيات مخطط االنقاذ وأيضا من وقف‬
‫سريان الفوائد المنصوص عليها في المادة ‪ 692‬من قانون ‪.17.73‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن هناك مرحلة جديدة وهي مرحلة التشخيص‪ ،‬هذه المرحلة وإن المشرع المغربي لم‬
‫يتناولها بالكيفية الالزمة ولم يحدد مرحلتها عكس المشرع الفرنسي الذي وصفها وصفا قانونيا دقيقا وحدد‬
‫مدتها في ‪ 6‬أشهر كحد أقصى‪ ،‬والتي يمكن أن تمدد مرة واحدة حتى تصل إلى ‪ 12‬شهرا بطلب من السنديك‬
‫أو رئيس المقاولة أو النيابة العامة‪.‬‬

‫فالتشخيص مفاده أن المحكمة حين توافق على مخطط اإلنقاذ فهي تقوم بتشخيص وضعية المقاولة من خالل‬
‫هذه الفترة وحددت أجل ‪ 6‬أشمر‪ ،‬فهي تفحص وتمحص وتشخص وضعية المقاولة من أجل تشخيص‬
‫وضعية الصعوبات ونوعية الصعوبات حتى تختار الوضع األمثل‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫بالمقابل المشرع المغربي لم يحدد مسطرة اإلنقاذ مما يصعب معه تشخيص المقاولة بالكيفية الالزمة وإنما‬
‫نص عليها في مسطرة المعالجة الخاصة‪ ،‬وذلك استحضارا لعنصر السرعة في إنقاذ المقاولة التي تعاني من‬
‫صعوبات قد تؤدي بها إلى التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫اآلثار المترتبة عن مسطرة اإلنقاذ‬

‫إن أعمال أي مسطرة من المساطر القضائية والقانونية البد وأن تكون لها آثار معينة‪ ،‬فحفاظ على كيان‬
‫وجوهر المقاولة رتب المشرع المغربي بمقتضى القانون ‪ 17.73‬جملة من اآلثار القانونية المتعلقة بمسطرة‬
‫اإلنقاذ‪ ،‬وذلك منذ صدور الحكم القاضي بفتح هذه المسطرة إلى غاية قفلها‪ ،‬كما خول إمكانية الطعن في هذا‬
‫الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ ضمان لحقوق األطراف‪.‬‬

‫والمالحظ أن الحكم له عدة آثار بحيث تتمثل أبرز هذه اآلثار في‪:‬‬

‫توسيع صالحيات المدين حيث يختص رئيس المقاولة بعملية التسيير مادام أن المقاولة لم تتوقف عن الدفع‬
‫وأن رئيس المقاولة تدخل في الوقت المناسب لمعالجة الصعوبات‪ ،‬لكن يبقى األمر خاضعا بالخصوص‬
‫لرقابة السنديك الذي يعد تقريرا ويرفعه للقاضي المنتدب‪.‬‬

‫أما بالنسبة لتقدي م رهن رسمي أو رهن أو التوصل إلى صلح أو تراض فال بد من الحصول على ترخيص‬
‫القاضي المنتدب أو رئيس المقاولة أو السنديك‪ ،‬فبمجرد فتح مسطرة اإلنقاذ يتعين على رئيس المقاولة إعداد‬
‫جرد أموال المقاولة وأيضا الضمانات المثقلة بها حتى تكون الصورة واضحة بشكل جلي عن أموال المدين‬
‫يدعه هذا الجرد رهن إشارة القاضي المنتدب والسنديك‪ ،‬ويمكنه انداك االستعانة بخبير محاسبي في هذا‬
‫الجرد‪.‬‬

‫وباعتبار مسطرة اإلنقاذ ال تدخل ضمن مساطر المعالجة بحكم عدم قيام حالة التوقف عن الدفع‪ ،‬أي بمعنى‬
‫عدم وجود حالة التوقف عن الدفع فهذه المسطرة ال تتضمن فترة الربيبة‪ ،‬كما هو معلوم ففترة الريبة التي‬
‫تكون بين فترة التوقف عن الدفع والحكم‪ ،‬وجميع التصرفات التي تتم فيها تكون باطلة ومن تم استبعاد للشك‬
‫والريبة سمية فترة الريبة ألن التصرفات تكون مشكوك في أمرها‪ ،‬وال تكون التصرفات فيها باطلة أو قابلة‬
‫لإلبطال كما هو الحال بالنسبة لمساطر المعالجة‪.‬‬

‫لكن بالمقابل يجب على السنديك خالل فترة إعداد الحل أن يضع الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫للمقاولة في تقرير مفصل بمشاركة رئيس المقاولة ويختاران الحل األنسب‪ ،‬إما باقتراح مشروع مخطط‬
‫اإلنقاذ المنجز من طرف رئيس المقاولة أو ت عديله أو اقتراح تسوية أو تصفية المقاولة قضائيا‪ ،‬وأن يتم‬

‫‪39‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫عرض ذلك على القاضي المنتدب داخل أجل ‪ 4‬أشهر الموالية لصدور الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ‪،‬‬
‫مع العلم أنه يمكن تجديد هذه اآلجال مرة واحدة من طرف المحكمة بناء على طلب السنديك‪.‬‬

‫من أجل تجنب الدفع يتم القي ام باتخاذ جميع التدابير الالزمة لمحاولة ضبط خصوم‪ ،‬أي ديون المقاولة‬
‫وتحسين أصولها وذلك كاالستمرار في مواصلة العقود الجارية التنفيذ ومنع األداءات الفردية وأيضا منع‬
‫تقييد الرهون واالمتيازات بعد فتح مسطرة اإلنقاذ والحصول على إذن القاضي المنتدب فيما يتعلق بإبرام‬
‫هذه العقود‪ ،‬خالل هذه الفترة‪.‬‬

‫كما أن السنديك يملك الصفة والصالحية الالزمة للقيام باسم لمقاولة والتصرف باسمها بتقييد جميع الرهون‬
‫الرسمية والحيازية واالمتيازات‪ ،‬التي يكون رئيس المقاولة قد أهمل اتخادها أو تجديدها‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالديون الناشئة قانونيا بعد ص دور الحكم القاضي بافتتاح مسطرة اإلنقاذ فإنه يتم سدادها عند‬
‫حلول أجل استحقاقها‪ ،‬على أنه في حالة تعذر أدائها في التواريخ المحددة لها‪ ،‬فإنها تؤدى باألسبقية على‬
‫باقي الديون األخرى سواء أكانت مقرونة بامتيازات أو بضمانات ام ال‪.‬‬

‫لكن بالنسبة للديون السابقة لمسطرة اإلنقاذ فإنه يتم منع أدائها كيف ما كان نوعها باستثناء أداء الديون الناتجة‬
‫عن إذن القاضي المنتدب للسنديك في حالة فك رهن او استرجاع شيء محبوس قانونيا إذا كان يستلزمه‬
‫إعادة نشاط المقاولة‪.‬‬

‫قد تجد المحكمة نفسها ملزمة باعتماد تغييرات أو إدخال تغييرات في النظام األساسي من اجل بقاء المقاولة‬
‫واستمراريتها‪ ،‬ويجب اإلشارة إلى أن هذه التغييرات في مخطط اإلنقاذ من طرف السنديك وأن يقوم باستدعاء‬
‫الجمعية العامة الغير العادية أو جمعية الشركاء لتنفيذ هذه التغيرات التي نص عليها المخطط‪.‬‬

‫لكن ينبغي الذكر أن أهم ما يميز التفويت في مسطرة اإلنقاذ هو أنه يكون جزئيا فقط لضمان استمرارية‬
‫القدرة اإلنتاجية لباقي قطاعات المقاولة التي يتم تفتيتها‪ ،‬وأن يتم تخليص المقاولة فقط من القطاعات التي‬
‫تحسن سيرها والتي قد تأذي بها الى تراكم الخسائر وتراكم الديون‪ ،‬والمحكمة حتى تضمن نجاح مخطط‬
‫اإلنقاذ فيحق ل ها أن تقرر في الحكم الذي يقدي بحصر مخطط اإلنقاذ أو تغييره‪ ،‬ويمكن تقييد هذا الحكم في‬
‫سجل المحافظة العقارية أو السجل التجاري للمقاولة بحسب األحوال‪.‬‬

‫يمكن للمحكمة أن تأمر بوقف آثار منع إصدار الشيكات الصادره ضد المقاولة وذلك بناء على وقائع سابقة‬
‫لحكم فتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬ويسري هذا الوقف خالل مدة تنفيذ مخطط اإلنقاذ وسداد ديون المقاولة‪ ،‬وتتم‬
‫تصفية ديون المقاولة طبقا لمقتضيات المادة ‪ 630‬و ‪ 633‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫ومنعا الستنزاف وضياع األموال التي تحتاجها المقاولة وأيضا بهدف حماية حقوق الدائنين الناشئة ديونهم‬
‫قبل فتح حكم مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬فإنهم يمنعون من القيام بأي مبادرة الستيفاء ديونهم أو تقوية مركزهم القانوني‬
‫كالقيام بمباشرة الدعاوى الفردية ضد المقاولة‪ ،‬كما يلزم الدائنون بالتصريح خالل اجل محدد قانونا تحت‬
‫طائلة سقوط الدين باستثناء ديون األجراء المرتبطة باألجور والتعويضات‪.‬‬

‫وتفاديا لتضاعف ديون المقاولة بتزايد الفوائد يوقف فتح مسطرة اإلنقاذ سريان الفوائد القانونية واالتفاقية‬
‫وكذا فوائد التخفيض والزيادة بالنسبة ألداء الضرائب وشركات الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫قد تقوم المحكمة في حالة الحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ بتعيين السنديك والقاضي المنتدب ونائبه قصد اإلشراف‬
‫على حسن سير المسطرة‪ ،‬وبناء على ذلك فإن أثر الحكم بافتتاح المسطرة يسري من تاريخ صدوره ويتم‬
‫تضمينه بالسجل التجاري‪ ،‬على أن يعمل كاتب الضبط بنشر إشعار الحكم ونشره في الجريدة الرسمية وفي‬
‫سجل المحافظة العقارية أو بالسجالت الخاصة بتسجيل السفن والطائرات أو غيرها من السجالت المعدة‬
‫لذلك طبقا لما جاء في المادتين ‪ 563‬و ‪ 584‬من القانون رقم ‪.73-17‬‬

‫يعمل على تبليغ الحكم إلى رئيس المقاولة والسنديك‪ ،‬ذلك أن مخطط التنفيذ يجب أال يتجاوز ‪ 5‬سنوات كحد‬
‫أقصى (في فرنسا ‪ 10‬سنوات)‪ ،‬كما يستفيد الكفالء من وقف المتابعات الفردية على أن الديون الناشئة قبل‬
‫صدور الحكم والمرتبطة بحاجيات سير المسطرة أو نشاط المقاولة يتم سدادها عند حلول أجل استحقاقها‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 559‬من القانون الجديد‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬يمكن للمحكمة أن ترفض الطلب المقدم من طرف رئيس المقاولة والرامي إلى افتتاح مسطرة اإلنقاذ‪،‬‬
‫وذلك كلما تبين لها من خالل تقدير الصعوبات التي تعترض المقاولة المعنية بأن هذه األخيرة قد بلغت مرحلة‬
‫التوقف عن الدفع ومن تم تقضي بافتتاح مسطرة تسوية القضائية في مواجهتها أو إخضاعها لمسطرة التسوية‬
‫القضائية إذا تبين لها أن وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه‪.‬‬

‫من جهة أخرى تقرر المحكمة بتحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية‪،‬‬
‫وذلك في الحالة فسخ مخطط اإلنقاذ بناء على تقرير يرفعه السنديك إلى القاضي المنتدب‪ ،‬والذي يعمل على‬
‫التأكد من ذلك ومن تم يحيل هذا التقرير على غرفة المشورة قبل البث في األمر‪ ،‬حيث أن المحكمة تقرر‬
‫بناء على مقتضيات المادة ‪ 573‬من القانون ‪ 17.73‬إما بتحويل مخطط اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية القضائية‬
‫أو إلى التصفية القضائية‪.‬‬

‫و يتعين في هذه الحالة أن يقوم الدائنون الخاضعون للمخطط التصريح بديونهم وضماناتهم طبقا لما هو‬
‫مشار إليه في المخطط‪ ،‬وذلك بعد أن يتم خصم المبالغ التي تم استيفاؤها خالل مدة سريان مسطرة اإلنقاذ‪،‬‬
‫‪41‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫لكن في حالة تحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية القضائية يجب على الدائنين الخاضعين للمخطط أن‬
‫يقوموا بالتصريح الكامل ديونهم وضماناتهم بعض خصم ما تم استيفائه أثناء سريان مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬وقد‬
‫تقضي المحكمة بقفل عمليات مسطرة اإلنقاذ في حالة قامت المقاولة الخاضعة لمسطرة اإلنقاذ بتنفيذ مخطط‬
‫اإلنقاذ طبقا لمقتضيات المادة ‪ 574‬من قانون ‪.17.73‬‬
‫الطعن في الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ‬

‫من المتعارف عليه أن االحكام واالوامر الصادرة عن مختلف محاكم المملكة تكون قابلة للطعن وأيضا‬
‫المشرع المغربي حدد لها طرق وآجال لذلك‪ ،‬وعليه فإن االحكام واالوامر الصادرة في مسطرة اإلنقاذ‬
‫بدورها مشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون‪ ،‬أي بمجرد صور الحكم يصبح قابال للتنفيذ بشكل استعجالي‬
‫وبقوة القانون إذا اقتضى األمر ذلك‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار المشرع المغربي من خالل قانون ‪ 17.73‬أتاح لألطراف إمكانية الطعن في الحكم القاضي‬
‫بإخضاع المقاولة لمسطرة اإلنقاذ‪.‬‬

‫يمكن الطعن في الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ باالستئناف وذلك بعدما تبت غرفة المشورة لدى المحكمة‬
‫التجارية المختصة التي يقع في دائرة نفوذها مقر االجتماعي للمقاولة‪ ،‬داخل أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ تقديم‬
‫الطلب من طرف المدين أو الدائن أو النيابة العامة‪.‬‬

‫وعليه فمن يحق له ممارسة هذا الطعن باالستئناف إما النيابة العامة أو الدائن أو المدين باعتباره رئيس‬
‫المقاولة‪.‬‬

‫القرارات الصادرة بخصوص تحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية أو التصفية القضائية يتم الطعن‬
‫فيها من طرف السنديك والنيابة العامة وكذا رئيس المقاولة‪ ،‬كما يتم يمكن الطعن باالستئناف ضد القرارات‬
‫المتعلقة بحصر مخطط اإلنقاذ وتغيير أهداف ووسائل المخطط من طرف رئيس المقاولة والسنديك وأيضا‬
‫جمعية الدائنين والنيابة العامة‪.‬‬

‫إضافتا إلى هؤالء يحق للدائن الطعن أيضا في المقررات الصادرة بشأن فسخ مخطط اإلنقاذ إن كان هو من‬
‫تقدم بطلب الفسخ طبقا لما ورد في المادة ‪ 726‬من قانون ‪.17.73‬‬

‫ويتم تقديم الطعن باالستئناف من خالل التصريح لدى كتابة الضبط بالمحكمة التجارية وذلك داخل أجل ‪10‬‬
‫أيام من تاريخ تبليغ المقرر القضائي ما لم يوجد مقتضى قانوني يخالف ذلك‪ ،‬ونفس االجل تجري في مواجهة‬
‫السنديك في األحوال التي يحق له الطعن فيها باالستئناف وأيضا النيابة العامة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية‬
‫كما يتم الطعن بالنقض ضد المقررات السالفة الذكر داخل أجل ‪ 10‬أيام ابتداء من تاريخ تبليغها‪ ،‬في حين ال‬
‫يجوز إعادة الطعن فيها بإعادة النظر في هذه المقررات‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)‬

‫فشللللللل مسللللللطرة اإلنقاذ وعدم قدرة هذا اآللية مواجهة الصللللللعوبات التي تعترض المقاولة بمناسللللللبة أدائها‬
‫ألنشطتها‪ ،‬فإن ذلك ينهض سببا في افتتاح مساطر القضائية للمعالجة‪ ،‬ألن المقاولة تكون في هذه الحالة قد‬
‫بلغت درجة التوقف عن الدفع‪ ،‬فالمساطر الوقائية يمكن إعمالها حينما تكون وضعية المقاولة قابلة للتقويم و‬
‫قابلة للعالج‪ ،‬وذلك لكون الصلللللللعوبات التي تعترض المقاولة ليسلللللللت بالصلللللللعوبات الخطيرة‪ ،‬وليسلللللللت‬
‫بالصعوبات التي تأدي بها إلى التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫لكن فشلللل هذه المسلللاطر يعد دليال على أن المقاولة أصلللبحت في حالة التوقف عن الدفع وأصلللبحت عاجزة‬
‫عن أداء ديونها‪ ،‬ومن ثم أصلللبحت في وضلللعية مختلة بشلللكل ال رجعة فيه‪ ،‬لهذا فإن المشلللرع المغربي من‬
‫خالل هذا القانون الجديد سمح بافتتاح المساطر القضائية في مواجهة المقاوالت المتوقفة عن أداء ديونها‪.‬‬

‫إذن كل مقاولة تبث في حقها التوقف عن الدفع فإنها تخضلللللع لمسلللللاطر قضلللللائية‪ ،‬إما مسلللللطرة التسلللللوية‬
‫القضائية‪ ،‬أو مسطرة التصفية القضائية إذا كانت وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬وال ينفع معها‬
‫إعمال مسللللللطرة التسللللللوية القضللللللائية‪ ،‬وذلك بناء على حكم صللللللادر عن المحكمة التجارية‪ ،‬التي تبقى لها‬
‫ال صالحية في ت شخيص و ضعية المقاولة وتحديد هذه الو ضعية بكيفية كبيرة ووا ضحة ومن ثم تتخذ القرار‬
‫المناسلب‪ ،‬إما بإخضلاع هذه المقاولة لمسلطرة التسلوية القضلائية‪ ،‬ومن تم محاولة إعادة تقويمها وإصلالحها‬
‫وتصحيح وضعيتها‪ ،‬أو إخضاعها بشكل مباشر لمسطرة التسوية القضائية‪.‬‬

‫من هنا فالتوقف عن الدفع يؤدي بالمقاولة إلى الخضللللوع إلى المسللللاطر القضللللائية للمعالجة‪ ،‬لكن ما ينبغي‬
‫اإلشللللارة إليه هو أن المشللللرع المغربي قد أعتمد آلية التدرج للخضللللوع إلى المسللللاطر‪ ،‬الدليل على ذلك أن‬
‫المشللرع المغربي لم يخضللع المقاولة إلى المس لاطر القضللائية بشللكل مباشللر‪ ،‬وإنما منح آليات بديلة ووقائية‬
‫ومساطر وقائية لدليل الصعوبات التي تعترض المقاولة‪.‬‬

‫إلى جانب المشرع الفرنسي نجد المشرع المغربي اعتمد منهجية تصاعدية في التعامل مع المقاولة المتعثرة‬
‫و المهددة بتوقف نشللللللاطها‪ ،‬وبالتالي اندثارها‪ ،‬فالقانون الج ديد بخالف القانون القديم أصللللللبح يوجز التدخل‬
‫القضلللللللائي في األزمات التي تمر منها المقاولة‪ ،‬وحتى الصلللللللعوبات وإن كانت لم تكن تؤدي بالتوقف عن‬
‫الدفع‪.‬‬

‫القانون سلللمح لرئيس المقاولة أيضلللا باالحتماء مظلة قضلللائية أال وهي مسلللطرة اإلنقاذ‪ ،‬والتي تمنحه نفس‬
‫مزايا مسلللللللطرة التسلللللللوية القضلللللللا ئية‪ ،‬فكلما عجز رئيس المقاولة عن إيجاد حلول ناجحة لمقاولته المهددة‬
‫بالتوقف عن الدفع أمكنه اللجوء إلى رئيس المحكمة من أجل اعمال مساطر بديلة بهدف إنقاذ المقاولة‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)‬
‫لكن فشل مسطرة اإلنقاذ يؤدي بالمقاولة إلى المسطرة القضائية للمعالجة‪ ،‬ذلك أن هذه المسطرة سميت بهذه‬
‫التسللللمية ألن القضللللاء هو الذي يشللللرف عليها‪ ،‬وأن هذه المسللللطرة ال يمكن افتتاحها إال بحكم صللللادر عن‬
‫المحكمة التجارية المختصة‪ ،‬من هنا يرفع رئيس المقاولة يده على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بكيان المقاولة‬
‫وينعقد االختصلللاص للمحكمة حين يعين القاضلللي بمقتضلللى الحكم القاضلللي بافتتاح مسلللطرة المعالجة يعين‬
‫القاضي المنتدب إلى جانبه السنديك‪ ،‬باعتبارهما جهازين يشرفان على تدبير مسطرة التسوية القضائية أو‬
‫التصفية القضائية حسب األحوال‪.‬‬

‫إذن هنا يناط بالمحكمة مهمة االشللللراف على المسللللطرة القضللللائية‪ ،‬وأيضللللا البحث عن الوسللللائل واآلليات‬
‫الكفيلة بحماية المصالح ا لمتعارضة داخل المقاولة‪ ،‬سواء مصالح اإلجراء أو مصالح المقاولة في حد ذاتها‪،‬‬
‫وأيضا مصالح الدائنين‪.‬‬

‫إذن من خالل هذه المحاضللرة سللنعالج مسللطرة التسللوية القضللائية‪ ،‬مفهومها‪ ،‬وكيفية مباشللرتها أو افتتاحها‪،‬‬
‫ومميزاتها‪ ،‬وخصوصياتها‪ ،‬واألجهزة التي تشرف عليها‪ ،‬واآلثار المترتبة عنها‪.‬‬

‫مسطرة التسوية القضائية‬


‫تعتبر مسطرة التسوية القضائية مرحلة فعلية تعكس التدخل الجلي للقضاء على مستوى المقاولة الخاضعة‬
‫لهذه المسلللطرة وذلك بهدف محاولة تقويم وضلللعيتها وإيجاد الحل األمثل لضلللمان اسلللتمراريتها في مزاولة‬
‫نشاطها‪.‬‬

‫بغية إنجاح التدخل القضلللائي على مسلللتوى مسلللطرة التسلللوية القضلللائية عمل المشلللرع المغربي من خالل‬
‫القانون رقم ‪ 73.17‬على تقوية هذه المسلللللطرة بهدف إعادة التوازن بين سللللللطات رئيس المقاولة والدائنين‬
‫عن طريق إحداث جمعية للدائنين وفق تركيبة معينة واختصللللاصللللات محددة‪ ،‬وذلك بفرض إشللللراك هؤالء‬
‫بصورة فعلية ومسؤولة في اختيار الحل المناسب لتصحيح وضعية المقاولة‪.‬‬

‫باسلللتقراء المواد المنظمة لمسلللطرة التسلللوية القضلللائية الواردة في القانون رقم ‪ 73.17‬انطالقا المواد ‪575‬‬
‫نجد أن المشللرع المغربي حاول تدارك بعض الثغرات التي كانت تعتري الكتاب الخامس المتعلق بمسللاطر‬
‫معالجة صللللللعوبات المقاولةع حيث عمل على تحديد المفاهيم ووضللللللع تعاريف لها بعدما كان في السللللللابق‬
‫يكتنفها الغموض مما ترك الباب مفتوحا أمام التأويل والتفسير من طرف الفقه واالجتهاد القضائي‪.‬‬

‫من األمور التي عالجها المشرع المغربي من خالل القانون الجديد على مستوى مسطرة التسوية القضائية‪،‬‬
‫هو مفهوم التوقف عن الدفع‪ ،‬لكن قبل الخوض في المقصود بمفهوم التوقف عن الدفع والذي شكل مادة خام‬
‫‪45‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)‬
‫للفقه والقضللاء فيما يتعلق بتحديد المفهوم‪ ،‬لكونه يعتبر نقطة انطالقة اعتماد مسللاطر التسللوية القضللائية من‬
‫عملها‪ ،‬فهو بمثابة جرس اإلنذار على مسللتوى المقاولة فيما يتعلق بإخضللاعها من طرف المحكمة لمسللطرة‬
‫التسللوية القضللائية‪ ،‬أو مسللطرة التصللفية القضللائية‪ ،‬بمعنى افتتاح المسللاطر القضللائية في مواجهة المقاولة‪،‬‬
‫لذلك تحديد المفهوم كان يسللللللتند إلى عدة معايير اختلف الفقه في اعتمادها‪ ،‬في حين أن القضللللللاء كانت له‬
‫الجرأة في تحديد المقصللللللود بمفهوم التوقف عن الدفع‪ ،‬ألن تحديد هذا المفهوم كان يسللللللاهم في تحديد فترة‬
‫تبوث التوقف عن الدفع ومن تم اختيار الحل األنسلللللللب من طرف المحكمة‪ ،‬ألن تاريخ التوقف عن الدفع‬
‫وتشلللللللخيص ما إذا كانت المقاولة فعال متوقفة عن دفع ديونها من تم ثبوت هذه الواقعة‪ ،‬كان ينهض سلللللللببا‬
‫إلخضاع هذه المقاولة لمساطر المعالجة‪.‬‬

‫لد ى فقبل الخوض في تعريف التوقف عن الدفع فال بأس من الوقوف عند األشلللخاص المخاطبين بمسلللاطر‬
‫معالجة صعوبات المقاولة‪،‬‬
‫األشخاص المخاطبين بمساطر معالجة صعوبات المقاولة‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 546‬من القانون ‪ 17.73‬نجده يعتبر المقاولة هي المخاطب الرسلللللللمي‪ ،‬فالمقاولة طبقا‬
‫له ذه المادة يقصللد بها الشللخص الذاتي التاجر‪ ،‬أو الشللركات التجارية‪ ،‬وهذا يعني أن المسللطرة القضللائية أو‬
‫مسلللللاطر المعالجة ال يسلللللتفيد منها وال يخضلللللع لها على خالف ظاهر في الكتاب الخامس السلللللابق لمدونة‬
‫التجارة‪ ،‬كل مقاولة بالمعنى االقتصادي‪ ،‬لكن قد تتلون هذه المقاولة بمقتضى المادة ‪ 546‬من مدونة التجارة‬
‫حينما اعتبرت على أن المقاولة التاجر الشخص الطبيعي‪.‬‬

‫إذن هناك اختالف على مسللللتوى المخاطبين بمسللللاطر معالجة صللللعوبة المقاولة ألن المادة ‪ 546‬قالت بأنه‬
‫يقصلللد بالمقاولة بالمدلول هذا الكتاب الشلللخص الذاتي التاجر أو الشلللركة التجارية‪ ،‬وأيضلللا يقصلللد برئيس‬
‫المقاولة الشخص الذاتي المدين‪ ،‬أو الممثل القانوني للشخص االعتباري للمدين‪.‬‬

‫فبالنسللبة للتاجر الشللخص الطبيعي باعتباره مخاطب أسللاسلليا بمسللاطر المعالجة‪ ،‬فكل شللخص تاجر طبيعي‬
‫يزاول نشلللللاط تجاري يمكن أن تفتح في مواجهته مسلللللاطر المعالجة‪ ،‬كما يمكن أن تفتح هذه المسلللللاطر في‬
‫مواج هة أشخاص آخرين بحكم صفتهم‪ ،‬طبقا للصفات التي يتوفر هنا عليها‪.‬‬

‫فالتاجر الشللخص الطبيعي الذي يزاول عمل تجاري يخضللع لنظام المسللاطر القضللائية لمعالجة صللعوبات‬
‫المقاولة‪ ،‬إذن هنا العنصللر األسللاسللي في تطبيق مسللاطر معالجة صللعوبات المقاولة على التاجر والشللخص‬
‫الطبيعي هو صللفة التاجر‪ ،‬بمعنى أن كل شللخص يزاول أحد األنشللطة المنصللوص عليها على سللبيل المثال‬

‫‪46‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)‬
‫وهي التي جاءت بمدونة التجارة في المادة ‪ 6‬و‪7‬و ‪ ، 8‬إذن مزاولة أحد هذه األنشلطة من طرف كل شلخص‬
‫يعتبر تاجر‪.‬‬

‫المشلللللللرع المغربي ظل ينظر إلى التجار دون غيرهم بأحكام القانون التجاري‪ ،‬دائما ظل يخاطبهم بقواعد‬
‫القانون التجاري تطبيقا للنظرية الشللللخصللللية المؤطرة لنطاق القانون التجاري المغربي‪ ،‬وذلك سلللليرا على‬
‫نهج نظيره الفرنسي‪.‬‬

‫فيالحظ من خالل قراءة القانون الجديد أن هناك عيب على مسلللللللتوى الصللللللليغة أو ارتباك على مسلللللللتوى‬
‫الصلللللللياغة‪ ،‬بحيث لو تمعنا في مقتضللللللليات المادة ‪ 546‬من مدونة التجارة نجدها تنص على أن مسلللللللاطر‬
‫المعالجة تفتح في وجه الشخص الذاتي الذي يكتسب صفة تاجر‪ ،‬وهذا عيب من حيث الصياغة اللغوية وما‬
‫يثير االسللتغراب ما هو معمول به في القانون الفرنسللي‪ ،‬حينما نقول الشللخص الذاتي الذي تخضللع لمسللاطر‬
‫المعالجة يبقى أمرا سللليما عوض أن نقول الشللخص الذاتي الذي يكتسللب صللفة تاجر‪ ،‬فالشللخص الذاتي أو‬
‫المقاول الذاتي يعتبر تاجر‪ ،‬فكان حليا بالمشللللرع المغربي أن يتغاضللللى عن اعتماد صللللفة الشللللخص الذاتي‬
‫الذي يكتسب صفة تاجر تفاديا لإلطالة‪ ،‬ما يعني أن هذه المساطر يخضع لها ويستفيد منها التاجر سواء كان‬
‫مسللللجال بالسللللجل التجاري أو غي ر مسللللجل بالسللللجل التجاري‪ ،‬ألن التجار ملزمون بالتسللللجيل في السللللجل‬
‫التجاري ولكن هذا ال يمنع من كون هؤالء التجار يمارسللون التجارة على سللبيل االعتياد واالحتراف وغير‬
‫مسجلين بالسجل التجاري وال يمكن اعتبارهم تجار‪ ،‬ألنهم يضلون مخاطبون بجميع االلتزامات الملقاة على‬
‫عاتق التجار‪.‬‬

‫من جهة أخرى فمسللللللاطر معالجة صللللللعوبات المقاولة يمكن أن تفتح في مواجهة اشللللللخاص آخرين وذلك‬
‫كنتيجة قانونية‪ ،‬فالمسللللاطر القضللللائية للمعالجة يمكن أن تفتح في وجه األشللللخاص الطبيعيين غير التجار‪،‬‬
‫وهنا األمر يسري عليهم كما يسري على التجار سواء من حيث األحكام كنتيجة قانونية لألوضاع القانونية‬
‫الخاصة التي يتخذها هؤالء‪.‬‬

‫فيمكن أن تفتح مسللللاطر المعالجة في مواجهة الشللللريك التاجر‪ ،‬كما تفتح أيضللللا في مواجهة المسللللير أو كل‬
‫مسير لشركة تجارية‪ ،‬وأيضا تفتح في مواجهة الوصي أو المقدم‪ ،‬كما يمكن تمديدها إلى مقاولة أخرى‪.‬‬

‫فالشريك التاجر تفتح في مواجه ته مساطر القضائية لمعالجة صعوبات المقاولة إذا كان هذا الشريك شريكا‬
‫متضامنا في احدى الشركات التجارية والتي تمنح للشخص الذي ينتمي إليها صفة تاجر‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫كونه مسيرا أم ال‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)‬
‫تجدر اإلشللارة إلى أن افتتاح مسللاطر المعالجة القضللائية هي واجبة طبقا لمقتضلليات المادة ‪ 580‬من مدونة‬
‫التجارة ولو تم عزل هذا الشريك أو انسحب من الشركة‪ ،‬لكن شريطة أن يتم ذلك داخل أجل سنة ان كانت‬
‫الشلللركة متوقفة عن أداء ديونها‪ ،‬أو اعتزل وتوفي ومرة سلللنة قبل أن تصلللبح الشلللركة في حالة توقف عن‬
‫الدفع‪،‬‬

‫ألنه هنا يعتبر هذا الشريك المتضامن غير متضامن ومعفي من الخضوع لمسطرة المعالجة‪ ،‬إذن الشريك‬
‫المتضامن في شركة تجارية يسأل عن ديون الشركة وتفتح في مواجهته مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬
‫إلى جانب الشركة التي ينتمي إليها على أساس اعتبار أنه شريك متضامن بها‪.‬‬

‫لكن هناك حالة وهي التي تنص على أن الشريك في شركة التضامن تفتح في مواجهته مسطرة صعوبات‬
‫المقاولة شللريطة أن يكون التوقف عن الدفع التي تعاني منها الشللركة سللابقا عن تاريخ اعتزاله أو انسللحابه‬
‫من الشركة‪ ،‬لكن لو انسحب هذا الشريك واعتزل الجارة قبل أن تتعرض الشركة للتوقف عن الدفع فإنه ال‬
‫يمكن إخضللللاعه لهذه المسللللطرة‪ ،‬لكن لو انسللللحب هذا الشللللريك واعتزل التجارة قبل أن تتعرض الشللللركة‬
‫للتوقف عن الدفع فإنه ال يمكن إخضاعه لهذه المسطرة‪.‬‬

‫نصلللت المادة ‪ 580‬تنص على أنه يمكن فتح المسلللطرة ضلللد شلللريك متضلللامن‪ ،‬وهذا مفاده أن المحكمة قد‬
‫تعتمد بمناسللللبة فتح هذه المسللللطرة شللللروط معينة دون أن تحدد السلللللطة التقديرية أو تحديد حدود السلللللطة‬
‫التقديرية للمحكمة في تمديد هذه المسطرة من عدمها‪ ،‬للشريك المتضامن‪.‬‬

‫فئة أخرى يمكن أن تفتح في مواجهتها مسلللللللاطر المعالجة طبقا لتمديد هذه المسلللللللطرة لها‪ ،‬وهم مسللللللليرو‬
‫الشللركات التجارية‪ ،‬فهم يمكن أن يتم اخضللاعهم لمسللاطر المعالجة بصللرف النظر عن كونهم شللركاء أم ال‬
‫داخل هذه المقاولة‪ ،‬وتبت في حقهم أحد الوقائع المنصلللللللوص عليها في المادة ‪ 740‬من قانون ‪،17.73‬‬
‫كاختالس األموال أو المسللللك بكيفية واضللللحة لمحاسللللبة غير كاملة‪ ،‬أو إبرام عقود تجارية ألجل مصلللللحة‬
‫خاصة إلى غير ذلك‪.‬‬

‫من جهة أخرى يمكن أيضللا تمديد مسللطرة التسللوية القضللائية أو المس لاطر القضللائية إلى الوصللي والمقدم‪،‬‬
‫فالوصي أو المقدم يمكن أن تفتح في مواجهتهم مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية بسبب سوء‬
‫تسيير الوصي أو المقدم‪ ،‬المعين من طرف المحكمة‪ ،‬وهنا يعاقب طبقا للقانون‪ ،‬فتمتد إليه مسطرة المعالجة‬
‫إذا فتحت ضد مقاولة القاصر بسبب سوء اإلدارة والتسيير‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)‬
‫أيضلللا يمكن تمديد هذه المسلللاطر إلى مقاولة أخرى‪ ،‬فبدراسلللة مقتضللليات المادة ‪ 585‬نجدها تنص على أنه‬
‫يمكن تمديد المسلللللطرة إلى مقاولة أو مقاوالت أخرى بسلللللبب تداخل ذممها المالية مع الذمة المالية للمقاولة‬
‫الخاضلعة للمسلطرة‪ ،‬أو بسلبب صلورية الشلخص االعتباري‪ ،‬فلو أن المحكمة الحظة أثناء نظرها في ملف‬
‫مقاولة متوقفة عن الدفع معروض على انظارها‪ ،‬فلو ثبت لهذه المحكمة أن الذمة المالية لهذه المقاولة‬
‫تتداخل مع ذمة مالية لمقاولة أخرى فالسلللللللنديك هنا يحق له أن يطلب من المحكمة تمديد فتح المسلللللللطرة‬
‫القضائية للمعالجة‪ ،‬وقد صدر في هذا اإلطار العديد من األحكام من بينها حكم صادر عن المحكمة التجارية‬
‫بالرباط‪ ،‬أن المحكمة ثبت لها بعد االطالع على وثائق الملف أن هناك تداخل في الذمم المالية للمقاولة مع‬
‫المقاولتين المفتوحتين في حقهم مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬وما أكد ذلك هو التصريح بالضريبة عن القيمة‬
‫المضللافة يتم دائما تحت نفس الرقم‪ ،‬وكذلك بالنسللبة للضللريبة المهنية لألرباح‪ ،‬وهو األمر الذي كان مبررا‬
‫لتمديد هذه المسطرة إلى مقاولة أخرى‪.‬‬

‫بالنسللبة للنوع الثاني من األشللخاص المخاطبين الذين يمكن اخضللاعهم للمسللطرة القضللائية‪ ،‬وهي الشللركة‬
‫التجارية‪ ،‬بالرجوع للمادة ‪ 546‬ن جد أنها نصت وحددت األشخاص الذين يتم إخضاعها للمسطرة القضائية‬
‫للمعالجة‪ ،‬بقراءة هذه المادة نسلللللتخلص أنه يخضلللللع لمسلللللاطر القضلللللائية للمعالجة إلى جانب األشلللللخاص‬
‫الطبيعيين‪ ،‬نجد الشركات التجارية بصرف النظر عن الشكل التي تتخذه هذه الشركة أكانت ضمان شركة‬
‫ذات توصية بسيطة‪ ،‬شركات مساهمة أو غير ذلك‪.‬‬

‫المالحظ أنه من بادئ األمر أن المشلللللرع لم يحدد الشلللللكل المتطلب في أن تتخذه شلللللركة معينة حتى يمكن‬
‫إخضللاعها للمسللاطر القضللائية للمعالجة‪ ،‬وذلك بخالف المشللرع الفرنسللي‪ ،‬وهو األمر الذي يسللمح بإدخال‬
‫أيضا شركة المحاصة ضمن هذا النظام‪ ،‬لكن ما يثير االستغراب هو أن الشركات التجارية كان يقتضي أن‬
‫ينضلللبط لرؤية اقتصلللادية وقانونية منسلللجمة‪ ،‬فلو كان الغرض من هذه اإلجراءات هو الحفاظ ما أمكن عن‬
‫الكيان االقتصادي فإن الهدف الذي تقوم به هذه الشركات يضل مجردا‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن القول أن المشللللللرع المغربي كان موفقا في إخضللللللاع جميع الشللللللركات التجارية لمسللللللاطر‬
‫المعالجة القضائية على الرغم من اختالف شكلها القانوني‪ ،‬دون اشتراك اكتساب الشخصية المعنوية‪ ،‬وهذا‬
‫يطرح نوعا من التفاقم ألن عدم اشتراط الصفة او الشخصية المعنوية للشركة التجارية يسمح بفتحها أيضا‬
‫ضد شركة المحاصة‪ ،‬والتي يكون غرضها تجاري‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)‬
‫تحديد مفهوم التوقف عن الدفع‬

‫يعتبر التوقف عن الدفع شللرطا أسللاسلليا الفتتاح مسللاطر معالجة صللعوبات المقاولة‪ ،‬فبالرجوع للمادة ‪575‬‬
‫من قانون ‪ 17.73‬نجدها قد نصت على شروط يتعين توافرها الفتتاح هذه المساطر‪ ،‬وأهمها هو ثبوت حالة‬
‫التوقف عن الدف‪ ،‬لذلك بالرجوع لهذه المادة نجدها تنص على أنه تطبق مسلللطرة التسلللوية القضلللائية على‬
‫كل مقاولة تبث أنها في حالة التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫وتثبت حالة التوقف عن الدفع متى تحقق عجز المقاولة عن تسللديد ديونها المسللتحقة المطالبة بأدائها بسللبب‬
‫عدم كفاية أصلللللللولها المتوفرة‪ ،‬بما في ذلك الديون الناشلللللللئة عن االلتزامات المبرمة في إطار االتفاق‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪.556‬‬

‫هنا يجب التمييز هناك مسطرتين على المستوى القضاء‪ ،‬مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية‪،‬‬
‫فالفتتاح مسلللطرة التسلللوية القضلللائية البد من ثبوت حالة التوقف عن الدفع‪ ،‬المادة ‪ 575‬كانت واضلللحة في‬
‫هذا اإلطار والمشلللللرع من خالل هذه المادة قال بأن كل مقاولة متوقفة تخضلللللع الفتتاح مسلللللطرة التسلللللوية‬
‫القضللللائية‪ ،‬لكن ما المقصللللود بالتوقف عن الدفعع هل هو عدم القدرة على سللللداد الديونع أم التأخر في أداء‬
‫الديونع أم أن مبلغ الديون يفوق بكثير مبلغ األصولع‬

‫مفهوم التوقف عن الدفع ظل يطرح العديد من الصلللللللعوبات‪ ،‬وأسلللللللال الكثير من المداد‪ ،‬واثار العديد من‬
‫الجداالت الفقهية والقانونية بل وحتى الق ضائية‪ ،‬ال سيما في ظل القانون القديم و سكوت الم شرع واحجامه‬
‫عن تحديد مفهوم التوقف عن الدفع‪ ،‬هنا كان األمر صلللللعبا واختلط الحابل بالنابل‪ ،‬لذلك المشلللللرع المغربي‬
‫من خالل القانون الجديد حاول تدارك األمر وحدد لنا المقصلللللود بالتوقف عن الدفع‪ ،‬بل حتى تقدير مسلللللألة‬
‫التوقف عن الدفع كانت تطرح إشكاال كبيرا ألنها كان يصعب على القاضي تقدير تاريخ التوقف عن الدفع‪،‬‬
‫ومن تم تحديد تاريخ افتتاح مسطرة المعالجة‪ ،‬ألن تاريخ التوقف عن الدفع كان مرتبطا بالمقصود من وراء‬
‫هذا المفهوم‪.‬‬

‫لذى فإن تحديد هذا المفهوم خالل القانون الجديد سللللاعد كثيرا القضللللاء في تحديد وتقدير تاريخ التوقف عن‬
‫الدفع‪ ،‬وبصلفة عامة عندما نقول التوقف عن الدفع نقول عدم القدرة على سلداد الديون‪ ،‬لكن هذا أمر خاطئ‬
‫قد تكون المقاولة لها أموال كثيرة وهذه الشللركة لها عدة معامالت مع موردين‪ ،‬ومنتجين‪ ،‬ومسللتهلكين‪ ،‬مع‬
‫مزودين بالسلع والخدمات‪ ،‬مع المؤسسات البنكية‪ ،‬مع أصحاب القروض‪ ،‬مع الدائنين وغير ذلك‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)‬
‫ومن البديهي أن المقاولة في هذه الحالة أن تحصلللللل على الثمن بالكامل‪ ،‬فهي دائما تسلللللوق منتوجاتها إلى‬
‫حين تاريخ معين تحصل عند حلول هذا التاريخ على األموال المقابلة لتلك البضاعة‪ ،‬فإذا كان دائنا في نفس‬
‫األن يكون مدينا‪ ،‬فقد يقع له طارئ نتيجة تأخر الدائنين عن الوفاء بقيمة الديون التي يتعين أن يحصللل على‬
‫قيمتها‪ ،‬لكن عدم حصلللوله على مبالغ السللللع التي تباع قد يؤدي به إلى التوقف عن الدفع نتيجة تأخر هؤالء‬
‫األشللخاص‪ ،‬وبالمقابل المؤسللسللة البنكية أو الدائنين ينتظرون من المقاولة أن تؤدي الديون المسللتحقة والتي‬
‫هي بذمتها‪.‬‬

‫المشلللللللرع المغربي من خالل هذا التعريف‪ ،‬كان يعتمد على المعيار القانوني في تحديد مفهوم التوقف عن‬
‫الدفع‪ ،‬والذي مفاده هو عدم القدرة على السداد‪ ،‬لكن المشرع المغربي في القانون الجديد تنبه إلى هذا األمر‬
‫و عامل بما عمل به القضاء الفرنسي‪ ،‬والذي غير مفهوم التوقف عن الدفع على مستوى التشريع الفرنسي‪،‬‬
‫بحيث أصبح القضاء الفرنسي وبجانبه المشرع المغربي يعتمد في تقدير الوقف عن الدفع على عدة معايير‪.‬‬

‫ظل هذا المفهوم يطرح العديد من اإلشللكاالت على المسللتوى العملي سللواء فيما يتعلق بمدلوله أو تاريخه أو‬
‫حتى الشلللللروط الواجب توافرها للقول بالتوقف عن الدفع السللللليما وأن هذه المرحلة تشلللللكل مرحلة ما بين‬
‫الحياة والموت بالنسلللللللبة للمقاولةع وهو ما دفع العديد من الفقهاء إلى محاولة تحديد مفهومه من خالل تبني‬
‫عدة معايير منها ما هو قانوني ومنها ما هو اقتصادي‪.‬‬

‫التوقف عن الدفع شرط موضوعي وجوهري لطلب افتتاح مساطر المعالجة و معيار حاسم فيها‪.‬‬

‫تحديده على مستوى التشريع المغربي كان يعتمد معيارا قانونيا في ذلك‪ ،‬والذي يقوم على أساس واقعة عدم‬
‫أداء الدين كيفما كان نوعه أو الظروف المؤدية إلى ذلك‪ ،‬في حين أن القضلللاء الفرنسلللي كان يعتمد المعيار‬
‫القانوني والمعيار االقتصللللادي لتحديد التوقف عن الدفع من خالل البحث أسللللبابه ودوافعه واالسللللتعالم عن‬
‫المركز الحقيقي المال للتاجر ومدى إمكانية تجاوز هذا االضطراب المالي (قرار صادر عن محكمة النقض‬
‫الفرنسية في مارس ‪.)1978‬‬

‫المشلللرع الفرنسلللي انطلق أيضلللا من هذا االجتهاد القضلللائي وعرف التوقف عن الدفع‪ ،‬بأنه الوضلللعية التي‬
‫يستحيل فيها على المدين أن يواجه أصوله المتوفرة بخصومه المستحقة‪.‬‬

‫إذن المشللرع الفرنسللي هنا كان حينما يريد تعريف التوقف عن الدفع كان يعمل على المقارنة بين األصللول‬
‫والخصلوم‪ ،‬فإن كانت الخصلوم تفوق الخصلوم فأنداك يمكن القول أن هناك توقف عن الدفع‪ ،‬القول باعتماد‬
‫تاريخ صلللللللدور الحكم بافتتاح مسلللللللاطر المعالجة هو تاريخ التوقف عن الدفع في نفس الوقت‪ ،‬بمعنى أن‬
‫‪51‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)‬
‫المحكمة حينما تصلللدر في حكمها حكما يقضلللي بإخضلللاع المقاولة إلى التوقف عن الدفع‪ ،‬وأن تعتبر تاريخ‬
‫توقفها عن الدفع هو تاريخ صلللللللدور هذا الحكم هذا أمر يفتقد إلى الواقعية‪ ،‬ألن تاريخ توقف عن الدفع البد‬
‫أن يكون سللللابقا عن تاريخ صللللدور الحكم بافتتاح المسللللطرة‪ ،‬ألنه من النادر جدا‪ ،‬أن يكون هذا التاريخ هو‬
‫تاريخ التوقف عن الدفع ال فعلي‪ ،‬بحيث ال يمكن أن يصلللللدر الحكم يوم توقف عن الدفع ال سللللليما وأن المادة‬
‫‪ 576‬من القانون الجديد تلزم على رئيس المقاولة أن يقدم طلبه الرامي إلى فتح المسلللللللطرة داخل أجل ال‬
‫يتعدى ثالثين يوما من تاريخ التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫المشلللللرع المغربي من خالل القانون الجديد لم يكتفي با شلللللتراط التأكد من واقعة التوقف عن الدفع كشلللللرط‬
‫افتتاح مسطرة المعالجة وإنما تحدد أيضا طبيعة وأسباب التوقف عن الدفع‪ ،‬وهو أمر يدل على أن المشرع‬
‫المغربي انتقل من األخذ بالمعيار القانوني إلى األخذ بالمعيار االقتصادي إلى جانب المعيار القانوني‪.‬‬

‫من جهة أخرى فمسألة الت وقف عن الدفع أصبحت تطرح العديد من اإلشكاالت‪ ،‬فبالرجوع إلى المادة ‪575‬‬
‫من قانون ‪ 17.73‬نالحظ أنها تتميز بالمرونة عند تحديدها المقصلللود بالتوقف عن الدفع وذلك بهدف تمكين‬
‫المحكمة من التأكد من هذه الواقعة وأن الخصلللوم البد وأن تكون ديون ثابتة ومسلللتحقة األداء‪ ،‬وأن المقاولة‬
‫تعجز عن أدائها‪ ،‬فالمحكمة هنا غير ملزمة بالتاريخ المصرح به من طرف الدائن أو الدائنين‪ ،‬وحتى النيابة‬
‫العامة في حالة تقدمها بطلب فتح مسلللللطرة‪ ،‬وذلك العتمادها كتاريخ التوقف عن الدفع السللللليما وأن رئيس‬
‫المقاولة قد يعمد إلى إخفاء التاريخ الحقيقي للتوقف عن الدفع‪ ،‬ومن شلأن ذلك أن يثير مسلؤوليته عن التأخر‬
‫بعد مرور ثالثين يوما من تحققه‪ ،‬وتتضلللللح رغبة المشلللللرع من وراء تحديد التوقف عن الدفع في ضلللللمان‬
‫استقرار المعامالت التي تمت في الماضي‪.‬‬

‫من جهة القضاء المغربي سارت المحاكم المغربية على توجه القضاء الفرنسي وجعل مسألة تقدير التوقف‬
‫ع ن الدفع من اختصاص قضاة الموضوع والذين لهم الحق في تقديره‪.‬‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 575‬من القانون الجديد رقم ‪ 73.17‬نجد أن المشلللللللرع المغربي حدد المقصلللللللود من‬
‫التوقف عن الدفع وحالة ثبوته‪ ،‬وذلك باعتماد المقارنة بين أصول وخصوم المقاولة وأن هذه األخيرة تفوق‬
‫األصلللول وتجعل ا لمقاولة عاجزة عن تسلللديد ديونها المسلللتحقة والمطالبة بأدائها بسلللبب عدم كافية أصلللول‬
‫المقاولة المتوفرة بما في ذلك الديون الناشللللئة عن االلتزامات المبرمة في إطار االتفاق الودي المنصللللوص‬
‫عليه في المادة ‪ 556‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)‬
‫القانون الجديد رقم ‪ 17.73‬حدد تاريخ التوقف عن الدفع في أال يتجاوز في جميع األحوال ‪ 18‬شهرا السابقة‬
‫لتاريخ الحكم بافتتاح مسلللطرة المعالجة وذلك بمقتضلللى الحكم القاضلللي بفتحها‪ ،‬مع أنه في حالة عدم تحديد‬
‫الحكم لهذا التاريخ فإن بداية التوقف عن الدفع تعتبر من تاريخ الحكم بافتتاح مسطرة المعالجة‪.‬‬

‫إمكانية تأخير تاريخ التوقف عن الدفع بناء على طلب من السلللللللنديك قبل أن ينتهي أجل ‪ 15‬يوما الموالية‬
‫ل تاريخ الحكم الم حدد لمخطط االسلللللللتمرارية أو التفويت أو التي تلي إيداع قائ مة ا لديون في حا لة الحكم‬
‫بالتصفية القضائية‪( .‬المادة ‪ 713‬من القانون الجديد)‪.‬‬

‫تجدر اإلشلللارة أن المشلللرع المغربي رغبة منه في الحفاظ على الخصلللوصللليات التي تتميز بها المعامالت‬
‫التجارية‪ ،‬فقد عمل على التنصلليص على تسللجيل الحكم القاضللي بفتح مسللطرة التسللوية القضللائية بسللجالت‬
‫المحافظة على األمالك العقارية‪ ،‬وأيضلللللا بالسلللللجالت الخاص بالسلللللفن والطائرات وذلك بهدف التصلللللدي‬
‫ووضلللللع حد للممارسلللللات الصلللللادرة على رؤسلللللاء المقاوالت سللللليئين النية وحماية أيضلللللا لحقوق الدائنين‬
‫واالغيار‪ ،‬كما يسلللجل في نفس السلللجالت السلللالفة الذكر الحكم القاضلللي بمنع التفويت الذي تقرره المحكمة‬
‫عند حصللللر مخطط االسللللتمرارية كلما دعت الضللللرورة إلى ذلك طبقا لمقتضلللليات المادة ‪ 584‬من القانون‬
‫‪.17.73‬‬

‫وما ينبغ ي اإلشلللللارة إليه أن التوقف عن الدفع يعتبر هو الفصلللللل بين المسلللللاطر اإلدارية للمعالجة ومرحلة‬
‫التدخل القضلللللائي في هذا اإلطار ‪ ،‬ذلك أنه ال مجال للحديث عن تدخل القضلللللائي‪ ،‬أي أما اعتماد التسلللللوية‬
‫القضائية من خالل الحكم بها‪ ،‬أو الحكم بمسطرة التصفية القضائية إال إذا تحقق شرط التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫فاألهداف التي كانت باألسلللللللاس في نظام اإلفالس تروم إلى معاقبة التاجر فقط‪ ،‬والنتيجة كانت في كون‬
‫غالبية التجار يعلنون إفالسلللهم ومن ثم فمن الصلللعب على كل تاجر أن يسلللتعيد عافيته ويزاول نشلللاطه من‬
‫جديد‪ ،‬لكن بالتحول من نظام اإلفالس إلى نظام مسلللاطر معالجة صلللعوبات المقاولة‪ ،‬سلللواء على مسلللتوى‬
‫األهداف أو على مستوى االليات‪ ،‬أو النظرة الشمولية للمشرع المغربي تم اعتماد شرط أساسي تنطلق من‬
‫خالله المحكمة من تقدير واختيار الحل األنسب وهو شرط التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)‬
‫األشخاص الذي يحق لهم طلب افتتاح مسطرة التسوية القضائية‬

‫خالفا لمسطرة اإلنقاذ التي حصر المشرع المغربي الجهة التي يمكنها تقديم طلب فتح هذه المسطرة‪ ،‬بحيث‬
‫جعل هذه اإلمكانية حكرا على رئيس المقاولة وبمبادرة منه‪ ،‬لكن على مستوى المسطرة القضائية للمعالجة‪،‬‬
‫سللواء مسللطرة التسللوية القضللائية أو التصللفية القضللائية‪ ،‬فالمشللرع المغربي منحها االمكانية لعدة أجهزة‪،‬‬
‫وبالتالي يالحظ أن المشللللللرع المغربي لم يجعل هذه االلية حكرا على رئيس المقاولة‪ ،‬وذلك تفاديا لتعارض‬
‫المصالح المحمية داخل المقاولة‪ ،‬وأيضا حتى المصالح المرتبطة بالمقاولة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالدائنين أو‪،‬‬
‫بالمقاولة‪ ،‬أو برئيس المقاولة‪ ،‬أو باألجراء‪ ،‬أو باألغيار‪.‬‬

‫األهداف والمسللللاعي وغايات المشللللرع المغربي من إقرار نظام مسللللاطر صللللعوبات المقاولة‪ ،‬كانت وراء‬
‫إقرار قاعدة مسلللللطرية ذهبية جديدة تتمثل في المعالجة‪ ،‬وذلك من خالل قراءة مقتضللللليات المواد من ‪576‬‬
‫إلى غاية‪ ، 578‬مسلللطرة التسلللوية القضلللائية هي آلية ليسلللت جديدة لكن آلية تروم إلى انقاذ المقاولة بالدرجة‬
‫األولى‪ ،‬فبمجرد تسلللميتها ينبغي تحليل هذه المسلللطرة التي يطلق عليها التسلللوية القضلللائية‪ ،‬وليس التصلللفية‬
‫القضائية‪.‬‬

‫نالحظ أن المشرع المغربي أعطى أهمية قصوى لهذه المسطرة‪ ،‬والدليل على ذلك هو العناية الخاص لهذه‬
‫المسطرة وإشراك جملة من األ جهزة بهدف إنجاح هذه المسطرة‪ ،‬عموما يمكن أن نلخص األشخاص الذين‬
‫منحهم المشرع المغربي الحق في طلب افتتاح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬هم أربع جهات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬رئيس المقاولة بناء على طلب‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 576‬من مدونة التجارة نجدها منحت هذه االمكانية من خالل التنصيص على أنه يجب‬
‫على رئيس المقاولة أن يطلب فتح مسطرة التسوية القضائية في أجل أقصاه ‪ 30‬يوما من تاريخ التوقف عن‬
‫الدفع‪.‬‬

‫إذن هنا كلمة يجب تلزم رئيس المقاولة بأن يطلب افتتاح مسللللطرة التسللللوية القضللللائية في مواجهة المقاولة‬
‫المتوقفة عن الدفع‪ ،‬فهو مجبر بقوة القانون أن يطلب فتح مسلللطرة التسلللوية القضلللائية لمقاولته التي تبث في‬
‫حقها التوقف عن الدفع‪ ،‬شريطة أن يتم هذا الطلب داخل أجل ‪ 30‬يوم من تاريخ التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫ويتقدم بتصلللللللريح لرئيس المحكمة التجارية المختصلللللللة‪ ،‬التي تقع المقاولة في دائرة نفوذها‪ ،‬ويالحظ من‬
‫الناحية المنطقية أن أجل ‪ 30‬يوم هو أجل معقول حتى ال يمكن تفويت الفرصلللللللة على إنقاذ مقولته المتوقفة‬
‫عن دفع ديونهللا‪ ،‬فللاألجللل إذا نظرنللا إليلله من زاويللة مفهوم التوقف عن الللدفع الللذي يعتمللد على المعيللار‬

‫‪54‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)‬
‫االقتصللللللادي‪ ،‬يفترض وفق النموذج القانوني المحدد طبقا للمادة ‪ 576‬أن المدين الذي يسللللللتحيل عليه تنفيذ‬
‫التزاماته تجاه دانيه وفق قاعدة عدم كفاية أصلللللللول المقاولة‪ ،‬فال مبرر له في التأخر عن تقديم هذا الطلب‪،‬‬
‫فرئيس المقاولة ملزم بتقديم داخل األجل المنصوص عليه في المادة ‪ 576‬أال وهو ‪ 30‬يوما من التوقف عن‬
‫الدفع‪.‬‬

‫والغاية من وراء إقرار هذه المدة هو قطع الطريق أمام رئيس المقاولة من اإلفالت من القيام بهذا الطلب‪،‬‬
‫وأيضا دفع رؤساء المقاوالت إلى اإلسراع بسلوك هذه المسطرة قبل أن تتفاقم الوضعية‪ ،‬ألنه لو كان هناك‬
‫أجل كبيرا لتهاون رئيس المقاولة عن تقديم الطلب بافتتاح مسلللطرة التسلللوية القضلللائية‪ ،‬وهو األمر الذي قد‬
‫يؤدي إلى تأزم وتفاقم وضللعية المقا ولة المتوقفة عن الدفع‪ ،‬و أن يبين األسللباب التي حالة دون دفع المقاولة‬
‫لديونها‪ ،‬وأن يتم إيداع هذا الطلب لدى كتابة الضبط بالمحكمة التجارية‪.‬‬

‫وإلى جانب هذا الطلب رئيس المقاولة ملزم بأن يرفق بطلبه هذا الوثائق األسللاسللية والقوائم التركيبية آلخر‬
‫رسالة مالية مؤشر عليه ا من طرف مراقب الحسابات إن وجد‪ ،‬وأيضا أن يرفعها بجرد وتحديد قيم المنقولة‬
‫والعقارية‪ ،‬مع إرفاقه أيضا بقائمة بالمدينين مع اإلشارة إلى عناوينهم ومبالغ المستحقة للمقاولة والضمانات‬
‫الممنوحة لها بتاريخ التوقف عن الدفع‪ ،‬مع جدول التحمالت وقائمة اإلجراء وممثليهم وإن وجدوا نسلللللللخة‬
‫من النموذج ‪ 7‬من السجل التجاري ووضعية الموازنة الخاصة بالمقاولة خالل االشهر الثالث االخيرة‪.‬‬

‫و لضللللللمان جدية الطلب لقد ألزم المشللللللرع المغربي من خالل المادة ‪ 577‬أن تكون الوثائق المدلى بها من‬
‫المدين مؤرخة و موقعة ومصلللللللادق عليها من قبله‪ ،‬وفي حالة تعذر تقديم هذه الوثائق أو كان االدالء بها‬
‫ناقص وجب أن يشمل التصريح بيان األسباب التي تمنع تقديمها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أحد الدائنين بواسطة مقال افتتاحي للدعوى‬

‫بلالرجوع إلى الملادة ‪ 578‬من القلانون ‪ 17.73‬منحلت هلذه الملادة االمكلانيلة ألحلد اللدائنين كيف ملا كلانلت‬
‫طبيعته‪ ،‬أن يتقدم بمقال افتت احي للدعوى من أجل افتتاح مسلللللطرة التسلللللوية القضلللللائية في مواجهة المقاولة‬
‫المتوقفة عن دفع ديونها‪ ،‬إذن هنا نالحظ االختالف الوسللللليلة التي منحها المشلللللرع المغربي الدائنين مقارنة‬
‫مع رئيس المقاولة‪ ،‬رئيس المقاولة يكفيه فقط تقديم طلب إلى رئيس المحكمة في حين أن الدائنين جميعهم‬
‫أو أحدهم فقط يمكنه أن يقوم بتقديم طلب‪ ،‬لكن ليس طلب كما هو الشللللللأن بالنسللللللبة لرئيس المقاولة لكن أن‬
‫يتقدم بمقال افتتاحي لدعوى‪ ،‬أي أن يقوم برفع دعوى للمحكمة التجارية‪ ،‬ويطالب من خاللها اخضلللللللاع‬
‫المقاولة المتوقفة عن أداء الديون‪ ،‬أن يخضعها إلى مسطرة المعالجة ال سيما التسوية القضائية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)‬
‫أي أنه أي دائن لم يحصلللللللل على قيمة الدين الذي يدين به للمقاولة أي كانت طبيعة الدين مدنيا أو تجاريا‪،‬‬
‫وأين كانت قيمته فإن المقاولة حينما ال توفي بهذا الدين فذلك الدائن يحق لهم أن يطلب من المحكمة بناء‬
‫على دعوى‪ ،‬أن تحكم المحكمة بإخضللللاع هذه المقاولة إلى مسللللطرة التسللللوية القضللللائية‪ ،‬والمحكمة أيضللللا‬
‫يمكنها أن تضعها تلقائيا على هذه المسطرة‪.‬‬

‫والعلة وراء ذلك هو أن مصالحهم مرتبطة بمصير المقاولة‪ ،‬بحيث أن التأخر المدين عن طلب فتح مسطرة‬
‫المعالجة قد يؤدي إلى تدهور وضللعيتها وتفاقم أزمتها ومن تم يصللعب األمر معه أن يحص لل الدائنون على‬
‫ديونهم‪.‬‬

‫لكن ال يمكن قبول ا لدعوى إال إذا قام ا لدائن بتقديم مقال افتتاحي ل لدعوى لدى المحك مة وأداء الرسلللللللوم‬
‫القضلللائية لدى صلللندوق المحكمة‪ ،‬وأن يبين ما يثبت الدين تفاديا لإلضلللرار بالمقاولة وتضلللييع الوقت أمام‬
‫المحاكم‪.‬‬

‫التسلللللاؤل الذي يطرح في هذا اإلطار هو مدى إمكانية الدائن في سللللللوك المسلللللاطر العادية للمطالبة بدينهع‬
‫والتقدم بالمقال االفتتاحي للدعوى لفتح مسطرة التسوية القضائيةع‬

‫الدائنين ال يوجد ما يمنعهم من سلوك المساطر العادية وليس هناك ما يمنعهم من سلوك مسطرة القضائية‪،‬‬
‫لذلك فلهم الخيار بين المسللللطرتين أو حتى ال جمع بينهما‪ ،‬لكن بالنسللللبة للدائنين الدين شللللاركوا في مسللللطرة‬
‫المصللللالحة أو وافقوا عليها‪ ،‬فإنهم ال يحق لهم التقدم بمقال افتتاحي للدعوى ألن شللللرط اسللللتحقاق الدين أو‬
‫الديون يكون قد انتفى بموجب اتفاق المصالحة‪ ،‬إال في حالة فسخ هذا االتفاق‪.‬‬

‫الدائنون حينما يتقدمون بمقال افتت احي من أجل فتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة المقاولة المتوقفة‬
‫عن الدفع‪ ،‬فالبد أن يكون الدين الذي يطالبون به قائما وأن يكون عبارة عن أموال وأن يكون حل أجل‬
‫اسللتحقاقه‪ ،‬وإال سللوف تكون النتيجة النهائية هي سللقوط الدين‪ ،‬إذن فالبد من شللروط أسللاسللية أن تتوفر في‬
‫هذا ا لدين‪ ،‬فالدين الذي يسللللقط بالتقادم ال يمكن المطالبة به ألنه قد سللللقط بالتقادم‪ ،‬وال يحق بتاتا المطالبة به‬
‫سواء بالطرق العادية أو حتى بفتح مسطرة التسوية القضائية‪.‬‬

‫وهناك حالة اخرى للتاجر الذي اعتزل أو الذي توفي داخل أجل سلللنة من االعتزال أو ‪ 6‬أشلللهر من الوفاة‪،‬‬
‫فال يمك ن الرجوع عليله إذا كلان قلد توقف عن اللدفع قبلل تحقق هلاتله الواقعتين‪ ،‬بمعنى أن اللدائنين حينملا‬
‫يقومون بتقديم مقال افتتاحي للدعوى للمحكمة التجارية من أجل المطالبة بإخضاع هذه المقاولة إلى مسطرة‬
‫التسللللللوية القضللللللائية‪ ،‬فلو كان التاجر صللللللاحب المقاولة أو التاجر الطبيعي قد توفي قبل واقعة التوقف عن‬
‫‪56‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)‬
‫الدفع‪ ،‬أو اعتزل التجارة قبل واقعة التوقف عن الدفع‪ ،‬شلللللللريطة أن يكون هذا االعتزال سلللللللنة قبل واقعة‬
‫التوقف عن الدفع‪ ،‬فهنا ال يمكن للدائنين تقديم المقال االفتتاحي للمطالبة بإخضلللللللاع المقاولة للتسلللللللوية‬
‫القضائية‪ ،‬ألن واقعة الوفاة أو االعتزال سابقة عن واقعة التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫كما أن العمال أو االجراء ال يحق لهم تقديم هذا المقال االفتتاحي على خالف ما هو معمول به في القانون‬
‫الفرنسيين وذلك ألن األجير ال يعتبر دائنا في التشريع المغربي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المحكمة التجارية بصفة تلقائية‬

‫المحكمة بمقتضى المادة ‪ 578‬من القانون ‪ 17.73‬يمكنها ب صفة تلقائية أن تقضي من تلقاء نف سها بمقت ضى‬
‫حكم صلللادر عنها بإخضلللاع هذه المقاولة إلى مسلللطرة التسلللوية القضلللائية‪ ،‬وذلك كلما تبين لها من ظروف‬
‫الحال ما يقتضي ذلك‪ ،‬مثال قد تكون المقاولة متوقفة عن الدفع ولها ملفات و ق ضايا معرو ضة على محكمة‬
‫التجارية‪ ،‬فالمحك مة من خالل االطالع على هذه الوثائق قد يتضح لها بأن هذه المقاولة هي في حالة التوقف‬
‫عن الدفع‪ ،‬فالمحكمة يمكنها أن تقضلللي من تلقاء نفسلللها بإخضلللاعها للتوقف عن الدفع‪ ،‬وذلك تجاوزا للقاعد‬
‫المعمول بها على مستوى القضاء‪ ،‬وهي أن القضاء ال يحكم إال بما طلب منه‪.‬‬

‫في نظام اإلفالس السلللللابق الذي كان معموال به سلللللنة ‪ 1913‬لم يمنح للمحكمة هذا الحق‪ ،‬لكن بالمقابل نجد‬
‫الشللللللرع المغربي خالل القانون الجديد بل حتى على مسللللللتوى الكتاب الخامس منح هذه االمكانية للمحكمة‬
‫وذلك بهدف انقاد المقاولة‪ ،‬ألن هاجس اإلنقاذ والحماية هو الذي يكتسلللللللي ويطغى على مسلللللللاطر معالجة‬
‫صعوبات المقاولة و يعتبر من أولويات هذا النظام الجديد‪.‬‬

‫لذلك كان جليا من المشللرع المغربي أن يعترف بالمحكمة في الحق في وضللع يدها ويمنحها هذا الحق كآلية‬
‫جديدة تسلللعى إلى مسلللاعدة المقاولة على تسلللوية وضلللعيتها‪ ،‬والعلة من وراء هذا االعتراف هو أن الدين قد‬
‫يتقاعس وي حجم على تقديم طلب إخضللاع المقاولة المتوقفة عن الدفع إلى مسللطرة التسللوية القضللائية‪ ،‬وأمام‬
‫هذا التوقف عن الدفع إلى جانب طغيان المصلللللحة االقتصللللادية العامة للبالد وأيضللللا خصللللوصلللليات نظام‬
‫االقتصللللادي كمحدد جديد لنظام المعالجة فرض أن يتدخل القضللللاء تلقائيا في مسللللاطر معالجة صللللعوبات‬
‫المقاولة‪.‬‬

‫المحكمة تضلللع يدها على المسلللطرة وذلك يبلغ من الصلللعوبة بما كان ال سللليما أمام كثرة الملفات وقلة عدد‬
‫القضللاة المشللرفين على هذه الملفات‪ ،‬فقد يبلغ إلى علم المحكمة من قبل جهات معينة كما هو الحال بالنسللبة‬
‫لمصللللحة الضلللرائب‪ ،‬وأيضلللا مؤسلللسلللة الضلللمان االجتماعي أو من طرف هيئات غير رسلللمية كالدائنين و‬
‫األبناك ومراقبي الحسابات‪ ،‬قد يبلغ إلى علمها ألن أحد الملفات تتعلق ببعض المقاوالت وأن هذه المقاوالت‬
‫‪57‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)‬
‫أو مقاولة معينة هي في حالة توقف عن الدفع‪ ،‬وفي هذه الحالة المحكمة تبادر إلى تحري األمر والبت في‬
‫تلك الوقائع‪ ،‬وإذا ثبت أن هناك تو قف عن الدفع تقضي بافتتاح مسطرة تسوية المقاولة في مواجهة المقاولة‬
‫المتوقفة عن أداء ديونها‪.‬‬

‫ومن المالحظ أيضا أنه يمكن تحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية القضائية والتصفية القضائية‪ ،‬إذا‬
‫ما تبت المحكمة في نظرها أن الطلب الرامي إلى فتح مسلللللللطرة اإلنقاذ غير فعال نظرا لكون المقاولة في‬
‫حالة توقف عن الدفع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬النيابة العامة‬

‫بمقتضللى المادة ‪ 578‬من القانون ‪ 17.73‬منح المشللرع هذه االمكانية االختصللاص للنيابة العامة‪ ،‬بحيث أن‬
‫النيابة العامة يمكنها أن تتقدم بطلب إلى رئيس المحكمة التجارية من أجل إخضللللللاع مقاولة تبث توقفها عن‬
‫أد اء ديونه وأن يتم اخضللللاعها إلى مسللللطرة التسللللوية القضللللائية‪ ،‬لذلك الدور الذي تلعبه النيابة العامة دور‬
‫حيوي على مسللللتوى مسللللاطر المعالجة بحيث بدورها تهدف إلى حماية النظام العام االقتصللللادي‪ ،‬وأيضللللا‬
‫المساهمة في إنقاذ المقاولة‪.‬‬

‫هذا االعتراف الذي منحه المشللللرع للنيابة العامة يأتي في سللللياق الدور الذي أراده القانون‪ ،‬أن تلعبه النيابة‬
‫العامة بوجه عام على مسلللللتوى القضلللللاء التجاري‪ ،‬وأيضلللللا على المسلللللاهمة في الحفاظ على النظام العام‬
‫االقتصللادي‪ ،‬وأن سلللوك النيابة العامة في هذه الحالة لهو إال مسلللكا احتياطيا يتم اللجوء إليه في الحالة التي‬
‫يتقاعس فيها المدين أو الدائنون عن سلوك هذه المسطرة‪.‬‬

‫نظرا لآلليات التي تتمتع بها النيابة العامة على مسللللتوى االسللللتعالم‪ ،‬أي تقصللللي الحقائق وجمع المعلومات‬
‫وأيضا على ما لها من مقومات تجعلها قادرة على تتبع وضعية المقاوالت فالمشرع المغربي منح االمكانية‬
‫للنيابة العامة‪ ،‬لكن على م ستوى العملي أثبت التجربة بأن عمل النيابة العامة على مستوى المحاكم التجارية‬
‫يتميز بالصلللللللعوبة أحيانا‪ ،‬والعلة وراء ذلك هو أن كثرة الملفات غالبا ما تشلللللللكل عائق دون اطالع النيابة‬
‫العامة على جميع الملفات الرائجة على مسلللللللتوى المحاكم‪ ،‬وعلى وضلللللللعية المقاوالت وهذا اكراه يطرح‬
‫اشكاال كبيرا من الناحية العملية‪.‬‬

‫النيابة العامة قد تتدخل بطلب فتح مسلللللطرة القضلللللائية في مواجهة المقاولة المتوقفة عن دفع ديونها‪ ،‬وذلك‬
‫بسلللللبب عدم تنفيذ التزامات المالية المبرمة في إطار المصلللللالحة‪ ،‬لكن العلة الرغم من سلللللكوت النص عن‬
‫تحديد النيابة العامة الموكول لها مه مة طلب فتح مسلللللطرة فإن ذلك يظل من اختصلللللاص النيابة العامة لدى‬
‫المحكمة التجارية‪ ،‬وأيضا حتى النيابة العامة على مستوى المحكمة الجنائية‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)‬
‫قرار اإلحالة الذي يمارسلله رئيس المحكمة التجارية‪ ،‬فيما يتعلق بمقتضلليات المادة ‪ 559‬ال سلليما فيما يتعلق‬
‫بحالة عدم تنفيذ المدين لاللتز امات الناشللئة بموجب االتفاق المصللالحة‪ ،‬والذي يكون قد صللادق عليه رئيس‬
‫المحكمة‪ ،‬فإن هذا األخير يعاين بمقتضى أمر غير قابل لإلبطال فسخ هذا االتفاق‪ ،‬مما يؤدي إلى سقوط كل‬
‫اآلجال الممنوحة له ومن تم يحيل الملف للمحكمة من أجل فتح مسللللطرة التسللللوية القضللللائية‪ ،‬أو التصللللفية‬
‫الق ضللائية‪ ،‬لكن ينبغي اإلشللارة إلى أنه رغم سللكوت النص وسللكوت المشللرع فإن سللقوط اآلجال يترتب عنه‬
‫بشللكل مباشللر تحقق شللرط التوقف عن الدفع‪ ،‬ومن تم إمكانية فتح مسللطرة التسللوية القضللائية أو التصللفية‬
‫القضائية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)‬
‫إجراءات الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية ومضمونه‬

‫إن الحكم القا ضي بفتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة المقاولة المتوقفة عن دفع ديونها‪ ،‬يتم بعد تقديم‬
‫الطلب إما من رئيس المقاولة المعنية باألمر أو من طرف النيابة العامة أو تلقائيا من طرف المحكمة‬
‫المختصة‪ ،‬أو بناء على مقال افتتاحي للدعوى من طرف أحد الدائنين‪.‬‬

‫إذن بمجرد ما تتوصل المحكمة بأحد هذه الطلبات أو المقاالت الرامية للمطالبة بافتتاح مسطرة التسوية‬
‫القضائية فإنها تبث في األمر فتقضي بحكم فتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة المقاولة المتوقفة عن‬
‫الدفع‪.‬‬

‫فرهان المزاوجة بين التوفيق بين مصالح جميع األطراف سواء الدائنين أو المدين أو االجراء أو االغيار‪،‬‬
‫يهدف إلى الحفاظ على مصلحة المقاولة بالدرجة األولى‪ ،‬لذلك يتدخل القضاء ويشرف على مسطرة التسوية‬
‫القضائية بهدف انجاحها‪ ،‬فالحكم القاضي بفتح مسطرة القضائية له إجراءات معينة‪ ،‬وأيضا له شكليات‪ ،‬ثم‬
‫له مضمون يقضي باتخاذ التدابير الالزمة‪.‬‬

‫فه ذه كلها أمور تحدد مآل المسطرة وأيضا ومآل المقاولة‪ ،‬فقانون مساطر معالجة صعوبات المقاولة وضع‬
‫خارطة الطريق التي يتعين على المحكمة احترامها واالقتضاء بها‪ ،‬سواء على مستوى اإلجراءات وأيضا‬
‫على مستوى تحديد مضمون الحكم القاضي بفتح هذه المسطرة‪ ،‬وأيضا ضرورة مراعاة اإلجراءات الشكلية‬
‫في هذا اإلطار‪.‬‬
‫إجراءات تتعلق بالحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة‪.‬‬

‫هنا نالحظ أن هناك جملة من اإلجراءات أولها استدعاء رئيس المقاولة لالستماع إليه إجباريا‪ ،‬واالستماع‬
‫إلى األشخاص آخرين غير مدينين ترى المحكمة أن االستماع إليهم مفيد‪ ،‬ثم تعمل المحكمة على تعيين خبير‬
‫في هذا اإلطار وتحدد أجل للبت في الدعوى‪.‬‬

‫استدعاء رئيس المقاولة لالستماع إليه إجباريا‪ :‬القضاء أصبح عنصرا أساسيا على مستوى مساطر‬ ‫‪‬‬
‫المعالجة‪ ،‬وإذا صح التعبير اعتبر شريكا فاعال في إنجاح مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬ذلك من حيث تدخله‬
‫واإلشراف ع لى هذه المساطر‪ ،‬فتعمل المحكمة على استدعاء رئيس المقاولة المتوقفة على سداد ديونها‪،‬‬
‫والقضاء يتدخل في هذه المرحلة ويكون محايدا‪ ،‬ويعمل على تقصي الحقائق واالستماع إلى كل من يراه‬
‫مفيدا في عملية تشخيص الواقع و وضعية المقاولة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)‬
‫اإلجراءات التي يعمل بها قبل الحكم باف تتاح مسطرة التسوية‪ ،‬يتم استدعاء رئيس المقاولة واالستماع إليه‬
‫بكيفية جبرية في غرفة المشورة طبقا لمقتضيات المادة ‪ 563‬من مدونة التجارة‪ ،‬ذلك فهي تبث في طلب‬
‫افتتاح مسطرة اإلنقاذ بعد استماعها إلى رئيس المقاولة‪.‬‬

‫إمكانية االستماع إلى أشخاص آخرين غير المدين‪ :‬كل شخص تبين للمحكمة أن أقواله مفيدة دون‬ ‫‪‬‬
‫التمسك بالسر المهني تستمع إليه حرصا على استكمال الصورة الحقيقية لوضعية المقاولة‪ ،‬هذا االستماع‬
‫يكون على مستوى غرفة المشورة‪ ،‬فالمحكمة يمكنها أن تستدعي أحد الدائنين أو البعض منهم أو جميعهم‪،‬‬
‫أو مراقب الحسابات‪ ،‬أو أي شخ ص آخر يمكن أن يفيد في تكوين صورة حقيقية لوضعية المقاولة‪.‬‬

‫إمكانية تعيين خبير‪ :‬أيضا المحكمة يحق لها تعيين خبير و لالستعانة به كلما تطلب األمر ذلك‪ ،‬ألن‬ ‫‪‬‬
‫الخبراء يعتبرون ذوي االختصاص في مجاالت معينة خاصة المجاالت المحا سبتية‪ ،‬فالمحكمة من خالل‬
‫تعين الخبير أو الخبراء‪ ،‬فهو يهدف إلى تكون القناعة وتكوين صورة حقيقية على المقاولة من خالل االستعانة‬
‫بالخبير قصد تنويره وقصد إعطائه صورة حقيقية عن المقاولة وذلك على المستوى غرفة المشورة‪.‬‬

‫تحديد أجل البت في الدعوى‪ :‬بعد كل ذلك تعمل المحكمة على تحديد أجل البت في الدعوى‪ ،‬وهنا‬ ‫‪‬‬
‫المحكمة ملزمة بعد استدعائها لرئيس المقاولة بغرفة المشورة‪ ،‬خالل أجل ‪ 15‬يوما من تقديمه الطلب‪ ،‬وأن‬
‫تبت داخل هذا االجل‪ ،‬وبالرجوع إلى المادة ‪ 582‬من قانون ‪ 17.73‬نجدها أنها يتعين عليها أن تبت داخل‬
‫أجل ‪ 15‬يوما من رفع الدعوى إليها‪ ،‬فكلما تبت التوقف عن الدفع قامت المحكمة بختيار المسطرة المناسبة‬
‫إما بناء على تشخيص واقع المقاولة طبقا لوضعيتها‪ ،‬ومن تم تقذي إما وإخضاعها لمسطرة التسوية القضائية‬
‫أو لمسطرة التصفية القضائية‪.‬‬
‫مضمون الحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة‬

‫أن مفهوم الحكم القاضي بفتح المساطر القضائية السيما مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬هذا المضمون يكتسي‬
‫أهمية بليغة‪ ،‬عندما تتوفر الشروط القانونية لدى المحكمة وذلك بالطلبات المقدمة لرؤساء المقاوالت‪ ،‬أو من‬
‫طرف النيابة العامة‪ ،‬أو بناء على مقال االفتتاحي الموجه من طرف الدائنين أو بعضهم‪ ،‬بهدف فتح مسطرة‬
‫التسوية القضائي ة فتوفر الشروط القانونية يعد أمرا أساسيا لقبول هذه الطلبات‪ ،‬فتقضي إما بالموافقة‪ ،‬أو‬
‫بالرفض‪.‬‬

‫التحديد األولي لتاريخ التوقف عن الدفع‪ :‬التوقف عن الدفع له أهمية بالغة باعتباره الفاصل بين المرحلة‬ ‫‪‬‬
‫القضائية والمرحلة اإلدارية‪ ،‬طبقا للمعيار االقتصادي‪ ،‬قانون ‪ 17.73‬المتعلق بمساطر معالجة صعوبات‬
‫المقاولة أفرد مادة فريدة في فصل مستقل وهو الفصل األول من الباب الحادي عشر من الكتاب الخامس‪،‬‬
‫‪61‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)‬
‫الذي نظم مسألة التوقف عن الدفع‪ ،‬والتوقف عن الدفع هي مسألة أساسية ألنها تحدد مصير المقاولة بشكل‬
‫أساسي‪ .‬المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 713‬من قانون‪ 17.73‬نجده قد تطرق إلى تحديد تاريخ التوقف‬
‫عن الدفع‪ ،‬في الفقرة األولى نجدها تنص على أنه يعين حكم فتح مسطرة التوقف عن الدفع الذي ال يجب أن‬
‫يتجاوز في جميع األحوال ‪ 18‬شهرا قبل فتح المسطرة‪.‬‬

‫إذن الحكم الذي يقضي بفتح مسطرة التسوية القضائية البد أن يعين تاريخ التوقف عن الدفع‪ ،‬بمعنى أن تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع البد أن يكون سابق على تاريخ الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬شريطة أال‬
‫يتجاوز ‪ 18‬شهرا التي تسبق تاريخ فتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬إذا لم يستطع القاضي من خالل هذا الحكم‬
‫من تحديد تاريخ التوقف عن الدفع فيعتبر تاريخ التوقف عن الدفع هو تاريخ الحكم بفتح مسطرة التسوية‬
‫القضائية‪.‬‬

‫إمكانية تأخير تاريخ التوقف عن الدفع‪ :‬نظرا للوعي الكبير للمشرع بصعوبة تحديد التاريخ الفعلي‬ ‫‪‬‬
‫والحقيقي للتوقف عن الدفع بكيفية دقيقة‪ ،‬أعطى إمكانية للمحكمة بتغيير تاريخ التوقف عن الدفع مرة أو عدة‬
‫مرات وفق ضوابط قانونية محددة‪ ،‬ذلك نتيجة لآلثار القانونية المترتبة عن تعديل وتغيير هذا التوقف‪،‬‬
‫فبالرجوع دائما للمادة ‪ 713‬نجدها قد منحت إمكانية تقديم طلب تغيير التاريخ المتعلق بالتوقف عن الدفع إلى‬
‫المحكمة شريطة أن يقدم هذا الطلب قبل انتهاء أجل ‪ 15‬يوما الموالية للحكم الذي يحدد مخطط االستمرارية‬
‫أو مخطط التفويت أو تلك الموالية إليداع قائمة الديون إذا تم الحكم بالتسوية القضائية‪.‬‬

‫يمكن للجهة التي تملك الحق طلب تأخير التوقف عن الدفع أن تقوم بذلك وهي االعتراف من السنديك دون‬
‫غيره في ممارسة هذا ا لحق‪ ،‬السنديك منحه المشرع المغربي الحق في تقديم طلب تغيير تاريخ التوقف عن‬
‫الدفع‪ ،‬فإذا أراد الدائن أو المدين أو المدينون تغييره يتعين عليهم أن يتقدموا بالتماس وطلب إلى السنديك من‬
‫أجل رفعه إلى المحكمة قصد البت فيه‪.‬‬

‫التعيين اإلجباري لألجهزة المسطرة‪ :‬وهناك بعض االثار المتعلقة بمضمون افتتاح مسطرة التسوية‬ ‫‪‬‬
‫القضائية‪ ،‬فعلى مستوى المضمون نجد أن الحكم حينما تحكم به المحكمة التجارية‪ ،‬يتم تعيين األجهزة التي‬
‫تشرف وتسهر على اإلشراف على مسطرة التسوية القضائية‪.‬‬

‫فالحكم القاضي بافتتاح مسطرة التسوية القضائية ال بد أن يشير من خالله القاضي إلى األجهزة التي ستشرف‬
‫على هذه المسطرة‪ ،‬وهذه األجهزة هي القاضي المنتدب‪ ،‬ثم السنديك‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)‬
‫فالقاضي المنتدب يشرف على مسطرة التسوية القضائية ويعمل تحت إمرته ويساعده السنديك‪ ،‬هذا األخير‬
‫يعمل وفق توجيهات القاضي المنتدب‪ ،‬بالرجوع إلى القانون ‪ 17.73‬نجده قد حدد ما يسمى بالقواعد المشتركة‬
‫لمساطر اإلنقاذ والتسوية القضائية والتصفية القضائية‪ ،‬إذ تم تحديد الباب األول ألجهزة المساطر التي يجب‬
‫على القاضي أن يشير إليها في حكمه‪ ،‬لذلك سواء أ كنا أمام مسطرة اإلنقاذ أو التسوية القضائية أو التصفية‬
‫القضائية‪ ،‬فحينما تقضي المحكمة بفتح مسطرة قضائية في مواجهة مقاولة معينة‪ ،‬فهذه المقاولة ستنتقل من‬
‫وضعية كانت تعيش فيها‪ ،‬إلى وضعية جديدة‪.‬‬

‫في ظل الوضعية القديمة كانت تعيش تحت إشراف رئيس المقاولة‪ ،‬في حين أن الوضعية الجديدة سوف‬
‫تشكل قاطعة مع تلك المرحلة القديمة وسوف تعيش تحت إشراف القاضي المنتدب والسنديك‪ ،‬فالمحكمة هنا‬
‫تصبح هي الجهاز الوصي على المقاولة‪.‬‬

‫إذن الجهاز األول الذي يعين هو القاضي المنتدب حيث أن القضاء غالبا ما يتم االعتراف له بالدور المهم‬
‫على مستوى مساطر المعالجة‪ ،‬فالقاضي المنتدب يحظى بأهمية قصوى على مستوى مساطر معالجة‬
‫صعوب ات المقاولة‪ ،‬فهو الذي يسهر على السير السريع للمسطرة وعلى حماية مصالح القائمين بها طبقا‬
‫للمقتضيات المنصوص عليها في المادة ‪ 671‬من قانون ‪.17.73‬‬

‫فهو بمثابة العين الساهرة التي ال تنام والتي تشرف على المقاولة والتي يعمل على انقاذها وعلى مساعدتها‬
‫في تجاوز االزمة التي تعترضها‪ ،‬لذلك القانون ‪ 17.73‬منح للقاضي المنتدب منح العديد من اآلليات المهمة‬
‫التي يمكن االستعانة بها من أجل تحقيق األهداف المتوخاة‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 672‬على أن القاضي المنتدب يبت بمقتضى أوامر صادرة عنه في الطلبات والمنازعات‬
‫الداخلة في اختصاصه ال سيما الطلبات االستعجالية والوقتية واإلجراءات التحفظية المرتبطة بالمسطرة‬
‫وأيضا الشكاوى المقدمة ضد أعمال السنديك‪.‬‬

‫القاضي المنتدب هنا يعتبر جهازا رقابيا على السنديك ترفع عليه جميع الشكاوى المقدمة من الدائنين واالغيار‬
‫أو حتى من رئيس المقاولة‪ ،‬فهو بمثابة سلطة التظلم ضد أعمال السنديك‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك طبقا للمادة ‪678‬‬
‫يعمل القاضي المنتدب أو يحق له تعين واحد إلى ثالثة مراقبين من بين الدائنين الذين يتقدمون إليه بطلب‪،‬‬
‫على أن يتم عزلهم أو عزل السنديك‪.‬‬

‫فمن أجل تكريس وترسيخ الشفافية والنجاعة‪ ،‬يسهر القاضي المنتدب على أن يكون واحد من بين المراقبين‬
‫في حالة تعدد المراقبين من بين الدائنين أصحاب الضمانات وأن يكون آخرون أيضا من الدائنين العاديين‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)‬
‫على أنه حماية للمقاولة والمتعاملين مع المقاولة واالجراء واالغيار والدائنين‪ ،‬فإنه يمنع منعا كليا أن يعين‬
‫القاضي المنتدب من قبل أقارب رئيس المقاولة أو أصغره إلى درجة الرابعة بإدخال الغاية‪.‬‬

‫القاضي المندب له دور حيوي يعمل بمقتضى الصالحيات الممنوحة له بمقتضى القانون الجديد ال سيما‬
‫المادة ‪ 670‬على إنقاذ المقاولة‪ ،‬المشرع المغربي سار على النهج الذي سار عليه القانون الفرنسي ال سيما‬
‫فيما يتعلق بتسيير وتيسير مهام القاضي المنتدب‪ ،‬ذلك بأن القانون الجديد من خالل المادة ‪ 670‬سمح وألول‬
‫مرة بأن يقوم القاضي المنتدب بتعيين نائب عنه‪.‬‬

‫إذن فالقاضي المنتدب في ظل القانون الجديد أصبح يحق له أن يعين نائب عنه يساعده في مهامه في حالة‬
‫ما إذا عاقه عائق دون القيام بذلك وهذا أمر إيجابي لم يكن معموال به في ظل القانون القديم‪ ،‬فباستثناء هذا‬
‫التحديد لم يتطرق القانون الجديد إلى شروط أخرى تتعلق بتعيين القاضي المنتدب أو نائبه‪ ،‬فالقاضي الذي‬
‫يشرف على القضية هو من يبقى له االختصاص في اختيار القاضي المنتدب المناسب من المحكمة التجارية‬
‫التي تشرف على البت في الدعوى المرفوعة إليها في هذا اإلطار‪.‬‬

‫القاضي المنتدب أيضا له الحق وجميع الصالحيات في اتخاذ جميع القرارات التي تعلق بتسيير المقاولة‬
‫سواء في مرحلة إعداد الحل لتسوية المقاولة‪ ،‬من قبيل الترخيص للسنديك أو رئيس المقاولة من أجل تقديم‬
‫بعض الرهون سواء ال رسمية أو الحيازية أو التوصل إلى صلح بالتراضي‪ ،‬كما له أن يأمر أيضا بأداء‬
‫المسبق لدعم الديون لفائدة الدائنين‪.‬‬

‫وإلى جانب القاضي المنتدب هناك جهاز ثاني وهو السنديك‪ ،‬والسنديك يعتبر هو العنصر الحيوي والذي‬
‫تكلف إليه مهمة مباشرة جميع إجراءات المرتبطة بإنجاح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬سواء في عالقته مع‬
‫رئيس المقاولة أو بالدائنين على مستوى التصريح بالديون او التفاوض معهم‪ ،‬أو حتى مع األغيار بطبيعة‬
‫الحال‪.‬‬

‫فهو بمثابة الحارس القانوني للمقاولة وإن كانت المهام التي تعتبر مهام ضخمة وجسيمة‪ ،‬فالسنديك له من‬
‫التجربة واالمكانيات ال تي تخول له إنجاح هذه المهام‪ ،‬غالبا ما يعين من قبل الموظفين بالمحكمة وإن كانت‬
‫هناك إمكانية تعيين السنديك من قبل االغيار‪ ،‬فالسنديك هو حجر الزاوية والمحرك األساسي لمساطر معالجة‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬سواء مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية‪.‬‬

‫وأيضا هو مراقب ل سير تنفيذ مخطط اإلنقاذ طبقا للقانون الجديد‪ ،‬لذا فالسنديك وإن كانت المحاكم المغربية‬
‫عملت على تعيينه من خارج كتابة الضبط فأحيانا يتم تعيينهم من قبل الخبراء المحاسبيين‪ ،‬لكن نظرا لخلق‬
‫‪64‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)‬
‫نوع من التوازن ومراعاة للتكلفة المادية التي قد ترهق المقاولة غالبا ما يتم اللجوء إلى اختيار السنديك من‬
‫قبل موظفي المحكمة التجارية وغالبا موظفي كتابة الضبط‪.‬‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 673‬نجدها قد أبانت عن محدودية المهام التي توكل إلى السنديك‪ ،‬بقراءة هذه المادة‬
‫نجدها صريحة العبارة فيما يتعلق بالتوجهات المشرع وغاية المشرع‪ ،‬فقد نص من خالل القانون الجديد‬
‫على أن المؤهالت المطلوبة من مزاولة مهام السنديك واألتعاب تحدد بنص تنظيمي الحق‪ ،‬وعدم دخول‬
‫النص التنظيمي حيز التنفيذ هنا يمكن للمحكمة عدم االقتضاء باالستعانة بالغير‪ ،‬ويبقى الباب مفتوحا أمام‬
‫المحكمة في اعتماد السنديك إما من بين كتاب الضبط لدى المحكمة التجارية‪ ،‬أو من األغيار‪.‬‬

‫من جهة أخرى تجدر اإلشارة إلى أن هناك مالحظتين في مؤسسة السنديك في ظل القانون الجديد ‪17.73‬‬
‫فمهام السنديك طبقا للمادة ‪ 673‬تتحدد وفق طبيعة ونوع المخطط القضائي في حين يتم اعتماد مخطط اإلنقاذ‪،‬‬
‫فإن مهام السنديك تتمثل في مراقبة تنفيذ هذا المخطط لكن إذا تعلق األمر بمخطط التسوية القضائية فدور‬
‫السنديك يتعلق فقط بتسيير عملية التسوية أو التصفية القضائية ابتداء من تاريخ صدور الحكم الرامي إلى‬
‫فتح المسطرة وقفلها‪.‬‬

‫فالسنديك يكلف على مستوى مسطرة اإلنقاذ بمخطط اإلنقاذ ويقوم بأعمال التصرف وتنفيذ المخطط طبقا لما‬
‫هو محدد له من الناحية القانونية‪ ،‬على أن يرفع تقريرا إلى القاضي المنتدب ويقوم باإلشراف على تسيير‬
‫عملية التسوية القضائية‪ ،‬كما يسهر على تنفيذ مخطط االستمرارية أو التفويت تم يتلقى التصريحات بالديون‬
‫من طرف الدائنين ويقوم بمراقبتها وتحقيقها تحت إشراف القاضي المنتدب‪.‬‬

‫ويمكن أن يتم عزل أو استبدال السنديك من طرف المحكمة المصدرة للحكم القاضي بافتتاح مسطرة التسوية‬
‫القضائية وذلك إما بصفة تلقائية أو بناء على طلب يقدمه القاضي المنتدب أو بناء على طلب مقدم من االغيار‬
‫إما رئيس المقاولة أو أحد الدائنين‪ ،‬كما أن السنديك تظهر أهميته في كونه الوحيد الذي له الصفة في التصرف‬
‫باسم الدائنين ولفائدتهم مع مراعاة الحقوق المعترف بها للمراقبين وللجمعيات الدائنين في هذا اإلطار‪،‬‬
‫فالمحكمة أيضا تقوم باستبدال السنديك بطلب من النيابة العامة أو جمعية الدائنين مالم يبت القاضي المنتدب‬
‫في هذه الشكاية داخل أجل ‪ 15‬يوم‪.‬‬
‫إشهار الحكم القضائي بافتتاح مسطرة المعالجة‬

‫بالرجوع للمادة ‪ 564‬من القانون ‪ 17.73‬التي تحيل على المادة ‪ 588‬فيما يتعلق بآثار فتح المسطرة‬
‫وإجراءات الشهر والنشر والتبليغ‪ ،‬وأيضا طبقا للمادة ‪ 584‬من مدونة التجارة فإن آثار الحكم القاضي بفتح‬

‫‪65‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)‬
‫مسطرة التسوية القضائية تسري من تاريخ صدوره ومن تم يجب أن يشار إليه في السجل التجاري المحلي‪،‬‬
‫وأيضا السجل التجاري المركزي فور النطق به‪.‬‬

‫لكن نظرا للطابع االستعجالي الذي يميز افتتاح مسطرة التسوية القضائية من أجل اإلسراع في إنقاذ المقاولة‬
‫فالمشرع المغربي وضع قواعد تخرج عما هو مألوف من حيث الشكل‪.‬‬

‫بحيث أنه جعل آثر فتح مسطرة التسوية القضائية أو المساطر القضائية بصفة عامة يسري على كل الدائنين‬
‫باختالف أنواعهم و طوائفهم وطبقاتهم وكذلك على األغيار وحتى على المدين انطالقا من تاريخ الحكم‬
‫بالتسوية أو التصفية القضائية‪ ،‬بصرف النظر عن تاريخ النشر‪ ،‬هذا األمر مخالف للقواعد الشكلية المعمول‬
‫بها في اإلشهار‪.‬‬

‫يالحظ أن اآلثار تسري في مواجهة مجموع الدائنين انطالقا من تاريخ الحكم وليس من تاريخ الشهر‪ ،‬أو‬
‫تاريخ النشر فالمادة ‪ 584‬نصت على أنه يجب على كاتب الضبط بنشر اشعار الحكم يتضمن اسم المقاولة‬
‫كما هو مقيد بالسجل التجاري وأيضا رقم تسجيلها في صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية والقضائية‬
‫واإلدارية‪ ،‬وفي الجريدة الرسمية داخل أجل ‪ 8‬أيام من تاريخ صدوره‪ ،‬ويدعو بذلك الدائنين بالتصريح‬
‫بديونهم‪.‬‬

‫فمبدأ السريان الفوري يحظى بصبغة اإلنقاذ ألنه يهدف إلى إنقاذ المقاولة وأيضا الحيلولة دون قيم المدين‬
‫بتفويت هذه األموال‪ ،‬فقد حدد المشرع أجل قصير من أجل تضييق الخناق على رئيس المقاولة حتى ال تكون‬
‫لديه الفرصة لتبديد أمواله ومن تم تفادي اإلضرار بمصالح الدائنين‪ ،‬رغم ذلك فعنصر اإلشهار ال يؤدي إلى‬
‫عدم سريان الحكم‪ ،‬فاألمر هنا أن األجل يتم وقفها احتسابا من تاريخ الحكم بناء على مقتضيات المادة ‪584‬‬
‫حيث أن أجل ‪ 8‬أيام الممنوحة لرئيس المقاولة من أجل تقديم بتصريح ديونه ال تسري في مواجهته إلى من‬
‫تاريخ نشر الحكم وليس من تاريخ النطق‪.‬‬

‫الحكم القاضي بافتتاح مسطرة التسو ية القضائية يجب أن يسجل في السجل التجاري بصرف النظر عما إذا‬
‫كان التاجر مقيدا بهذا السجل أم ال‪ ،‬وذلك حماية لألغيار حتى يطلعوا على كل ما هو مسجل بالسجل التجاري‬
‫ويكونوا على بينة من وضعية هذا التاجر‪.‬‬

‫وإن كان السنديك يقوم بإشعار الدائنين بأجل معين بتصريح بديونهم فإن النشر في الصحيفة المخول لها نشر‬
‫اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية هو مثابة دعوى موجهة إلى الدائنين من أجل التصريح بديونهم‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)‬
‫المشرع المغربي عمل على تنظيم كل ما يتعلق بإشهار الحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة‪ ،‬بحيث أن‬
‫المادة ‪ 548‬من قانون الجديد أ شارت إلى ضرورة إبالغ الحكم إلى المدين أو إلى رئيس المقاولة داخل أجل‬
‫‪ 8‬أيام من صدوره‪ ،‬وتكمن أهمية تبليغ رئيس المقاولة بهذا الحكم بإمكانية ممارسة الطعن ضد هذا الحكم‪،‬‬
‫أي أنها فتحت له المجال واالمكانية للممارسة الطعن في الحكم القاضي بافتتاح مسطرة التسوية القضائية أو‬
‫األحكام المتعلقة بالمساطر القضائية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن الحكم القاضي بافتتاح مسطرة التسوية القضائية يندرج ضمن المساطر المتعلقة بالمادة‬
‫‪ 761‬فلو تمعنا في المادة ‪ 761‬من القانون ‪ 17.73‬في أن االحكام أو األوامر الصادر في مساطر التسوية‬
‫القضائية أو التصفية الق ضائية فهي مشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون ما عدا األحكام المشار إليها في‬
‫الفصل الثاني من الباب األول من القسم الرابع‪ ،‬والفصلين األول والثاني من الباب الثاني من القسم السابع‬
‫من هذا الكتاب‪.‬‬

‫ويمكن تقديم طلبات وقف النفاذ المعجل المشمولة به المقتضيات القاضية بالتسوية أو التفويت الكلي بمقال‬
‫مستقل عن الدعوى أمام المحكمة المختصة التي تنظر في االستئناف‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الرابع)‬
‫على مستوى استغالل المقاولة‬

‫من المستجدات المتعلقة بمسطرة التسوية القضائية أيضا‪ ،‬نجد قيام المشرع المغربي بتمديد اآلجال القانونية‬
‫التي كانت ممنوحة لرئيس المقاولة قصد تقديمه لطلب فتح مسطرة التسوية القضائية من خالل المادة ‪576‬‬
‫من القانون رقم ‪ ،73-17‬حيث أصبح األجل الممنوح له لتقديم الطلب هو ‪ 30‬يوما من تاريخ توقف المقاولة‬
‫عن الدفع‪ ،‬وذلك عوض ‪ 15‬يوما التي كانت من قبل وذلك تحت طائلة سقوط األهلية التجارية المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 747‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫يظل رئيس المقاولة والحالة هاته ملزما طبقا لمقتضيات المادة ‪ 577‬من الجديد بأن يودع طلب افتتاح‬
‫المسطرة ويشير فيه إلى أسباب التوقف عن الدفع مرفوقا بالقوائم التركيبية وباقي الوثائق المنصوص عليها‬
‫في هذه المادة‪ ،‬مع التزامه بأن يود ع المصاريف المتعلقة باإلشهار وتسيير المسطرة بعد أن يحددها رئيس‬
‫المحكمة‪ ،‬على أن إيداعه لطلب فتح المسطرة يتم لدى كتابة الضبط لدى المحكمة التجارية المختصة ‪ ،‬كما‬
‫يمكن أداء هذه المصاريف حتى من طرف أحد الدائنين في حالة عجز المقاولة عن األداء‪ ،‬وتعتبر عندئذ هذه‬
‫المصاريف دينا على المقاولة‪.‬‬

‫الدائنون الذين شاركوا في مسطرة المصالحة ووافقوا عليها ال يحق لهم التقدم بطلب فتح مسطرة المعالجة‪،‬‬
‫ألن شرط استحقاق الديون انتفى بموجب اتفاق المصالحة‪ ،‬في حين أن الدائنين غير المشاركين في االتفاق‬
‫يحق لهم ذلك شريطة أال يسقط دينهم‪ .‬الم حكمة التجارية لها الحق في الفتح التلقائي للمسطرة تجسيدا لمسطرة‬
‫اإلنقاذ الممكن للمقاولة حفاظا على النظام االقتصادي العام وهو ليس باألمر الهين‪ ،‬إذ تستعين في ذلك‬
‫بالعديد من المؤسسات كإدارة الضرائب ‪ ،‬مؤسسة الضمان االجتماعي‪ ،‬األبناك‪ ،‬الدائنين‪ ،‬مراقبي الحسابات‪،‬‬
‫عكس المشرع الفرنسي الذي ألغى إمكانية الفتح التلقائي للمسطرة بموجب األمر الرئاسي رقم ‪2014-1088‬‬
‫تطبيقا لقرار المجلس الدستوري الفرنسي الصادر في ‪ 7‬دجنبر ‪ 2012‬القاضي بعدم دستورية الفتح التلقائي‬
‫للمسطرة من طرف المحكمة ألن ذلك يتعارض مع مبدأ حياد القضاء‪.‬‬

‫المادة ‪ 590‬من القانون رقم ‪ 73.17‬نجدها قد حددت المقصود بالديون الناشئة بعد صدور الحكم بفتح مسطرة‬
‫التسوية القضائية‪ ،‬حيث أن المشرع المغربي يقصد بها تلك الديون الناشئة بصفة قانونية بعد صدور الحكم‬
‫القاضي بافتتاح مسطرة التسوية القضائية ضد المقاولة المتوقفة عن سداد ديونها والمتعلقة بحاجيات سير‬
‫هذه المسطرة أو تلك المتعلقة بنشاط المقاولة وذلك خالل فترة إعداد الحل في تواريخ استحقاها‪ ،‬مع أنه في‬
‫حالة تعذر أداء هذه الديون عند حلول آجال االستحقاق فإنها تؤدى باألسبقية على كل الديون األخرى سواء‬

‫‪68‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الرابع)‬
‫أكانت مقرونة أم ال بامتيازات أو بضمانات ما عدا األفضلية المنصوص عليها في المادتين ‪ 558‬و ‪565‬‬
‫من القانون رقم ‪.73.17‬‬

‫وعليه فإن الديون الناشئة بصفة قانونية بعد صدور الحكم بافتتاح مسطرة التسوية القضائية تؤدى عند‬
‫تزاحمها وفقا للقواعد المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود وأيضا وفقا للقواعد المنصوص عليها‬
‫ضمن مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫مصير العقود الجارية التنفيذ وتمويل المقاولة‬

‫يعتبر السنديك الجهاز الوحيد القادر على تحديد مآل العقود الجارية التنفيذ خالل سريان مسطرة التسوية‬
‫القضائية وذلك من خالل الصالحيات المقررة له بموجب نظام المساطر الجماعية طبقا للمادة ‪588‬من‬
‫القانون رقم ‪ 73-17‬والتي كانت تقابلها المادة ‪ 573‬من القانون القديم‪ ،‬فهو الوحيد المخول له سلطة اإلبقاء‬
‫على العقود الجارية التنفيذ أو إنهاؤها‪ ،‬فهذه الصالحيات الخطيرة الممنوحة للسنديك قد تشكل سيفا ذو حدين‬
‫ضد المقاولة التي يشرف على تسييرها وإدارتها في إطار التسوية القضائية‪.‬‬

‫ذلك أن عدم تقدير السنديك للعقود الجارية التنفيذ وأهميتها ولمدى ضرورة استمرارها من عدمها لما فيه من‬
‫فائدة للمقاولة‪ ،‬قد يكون سببا مباشرا في الذهاب بها نحو التصفية القضائية‪ ،‬ال سيما وأن المشرع المغربي‬
‫في إطار القانون القديم لم يستثني عقود الشغل من الفسخ‪ ،‬لذلك فهو تنبه إلى خطورة هذا األمر ونهج نفس‬
‫النهج الذي سلكه المشرع الفرنسي الذي لم يسمح بإنهاء عقود الشغل في مرحلة التسوية القضائية إلى إذا لم‬
‫يكن باإلمكان اإلبقاء على نشاط المقاولة دون اتخاذ هذا اإلجراء‪.‬‬

‫تماشيا مع ذلك فالقانون رقم ‪ 17.73‬يكس فلسفة المشرع المغربي الذي استحضر البعد االجتماعي في تحديد‬
‫مصير العقود الجارية التنفيذ ال سيما عقود الشغل التي تم استثنائها من الفسخ طبقا لمقتضيات المادة ‪588‬‬
‫من القانون ‪.17.73‬‬

‫العقود الجارية لم يعرفها المشرع من خالل القانون الجديد ويمكن تعريفها بأنها‪ ” :‬تلك العقود المبرمة قبل‬
‫النطق بافتتاح المسطرة القضائية ولم تستنفذ آثارها الرئيسية يوم النطق بفتح المسطرة القضائية‪ ،‬وهي كذلك‬
‫العقود التي قضي بفسخها بمقتضى حكم لم يحز بعد على قوة الشيء المقضي به‪ ،‬فهي ذات التنفيذ المستمر‬
‫قبل وبعد الحكم القاضي بفت ح المسطرة القضائية للمقاولة والمبرمة من طرف رئيس المقاولة أو ممثلها‬
‫القانوني“‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الرابع)‬
‫يالحظ من خالل هذا التعريف أن العقود الجارية التنفيذ هي العقود التي أبرمتها المقاولة قبل المعالجة‪ ،‬فهنا‬
‫الصالحية تبقى للسنديك هل يضع حدا لها أم يستمر في مواصلة تنفيذها‪.‬‬

‫استمرار ا لمقاولة في أداء نشاطها بعد الحكم بفتح مسطرة المعالجة القضائية يستدعي االستمرار في تنفيذ‬
‫العقود الجارية التنفيذ قبل صدوره‪ ،‬وهنا نتساءل عن مدى تأثير قانون مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬
‫في ق‪.‬ل‪.‬ع قصد توفير الحماية للمتعاملين مع المقاولة‪.‬‬

‫المالحظ أن القانون الفرنسي من خالل المادة ‪ 622L 13‬منح للمتصرف القضائي الحق في مواصلة العقود‬
‫الجاري التنفيذ باعتبارها محرك لنشاط المقاولة‪ ،‬ووسيلة أساسية للحفاظ على استمراريتها‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫زكته محكمة النقض الفرنسية من خالل تعريفها للعقود الجارية بأنها كل اتفاق جرى تنفيذ التزاماته الرئيسية‬
‫يوم الحكم بفتح المسطرة‪.‬‬

‫أي أن العقد يكون جاريا ومستمرا في الزمان إذا ما كان مستمرا ومتواصال تنفيذه أو تنفيذ بعض أجزائه في‬
‫تاريخ الحكم بفتح مسطرة‪ ،‬بصرف النظر عن نوعية العقد‪.‬‬

‫المشرع الفرنسي أقر بمسؤولية المتصرف القضائي في حالة ما إذا عمد إلى اختيار مواصلة عقد وهو على‬
‫علم بأنه ال يستطيع تنفيذه‪ ،‬أو تخلى على مواصلة عقد كان مهما الستمرارية المقاولة‪.‬‬

‫القانون الجديد رقم ‪ 73-17‬لم يحدد أي معيار يمكن للسنديك أن يستند عليه من أجل اتخاذ قراره في مدى‬
‫مواصلة العقود الجارية التنفيذ من عدمها‪ ،‬مع أنه رتب المسؤولية المدنية للسنديك في حالة امتناعه عن‬
‫مواصلة العقود الجارية التنفيذ الضرورية للمقاولة‪ ،‬السيما وأنه ال يتوفر إال على مدة شهر واحد لتقرير‬
‫مصير هذه العقود‪ ،‬بخالف المشرع الفرنسي الذي سمح للقاضي المنتدب بتأجيل هذه المدة شريطة أال تتجاوز‬
‫شهرين مع إمكانية تقليصها كلما استدعت مصلحة المقاولة ذلك‪.‬‬

‫المادة ‪ 588‬من القانون الجديد مؤشر على السلبيات التي تؤخذ على المشرع المغربي في هذا القانون‪ ،‬إذ لم‬
‫يحدد شكليات اإلنذار الذي يمكن للمتعاقدين مع المقاولة توجيهه للسنديك عند تقاعسه في تقرير مصير العقود‬
‫الجارية التنفيذ‪ ،‬وال حتى نقطة بداية أجل الشهر الممنوح للسنديك من أجل الجواب‪ ،‬وفي أنه حالة عدم‬
‫الجواب يترتب الفسخ‪ ،‬وهنا يظل الفصل ‪ 255‬من ق‪.‬ل‪.‬ع هو الحري بالتطبيق والذي استوجب الكتابة‬
‫بخصوص اإلنذار كيفما كانت الوسيلة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الرابع)‬
‫و نرى في نظرنا الشخصي أنها جاءت متناقضة مع باقي المواد ال سيما المادة ‪ 503‬و‪ 525‬من نفس القانون‪،‬‬
‫ذلك أن المادة ‪ 503‬تنص على أنه يقفل الحساب البنكي بالوفاة أو انعدام االهلية أو التسوية القضائية أو‬
‫التصفية القضائية للزبون‪ ،‬وهو حل في نظرنا ال يتناغم واهداف مساطر معالجة صعوبات المقاولة ألن‬
‫العالج يقدم للمقاولة التي تعاني من الداء وليس أن يقف حجر عثرة أمامها‪ ،‬فكيف يعقل أن نمنح االختصاص‬
‫والصالحيات بهذا الشكل لفائدة السنديك‪ ،‬وقد يعمل هذا األخير إلى قفل الحساب البنكي بداعي أن المقاولة‬
‫لم يعد لها أي حساب بنكي ويجب قفله ألنه يكلفها بعض المصاريف‪.‬‬

‫فالمادة ‪ 503‬من هذا القانون تقول أن الحك م بتصفية القضائية يؤدي إلى قفل الحساب البنكي‪ ،‬وأيضا الحكم‬
‫بالتسوية القضائية يؤدي إلى قفل الحساب البنكي‪ ،‬فالمقاولة قد تستعيد عافيتها في إطار التسوية القضائية‬
‫ومن تم تواصل إنتاجها وأيضا استغالل المرافق المتواجدة بها‪.‬‬

‫من جهة أخرى فإنه باإلمعان في مقتضيات المادة ‪ 525‬من القانون ‪ 17.73‬نجدها تنص على أنه سواء أكان‬
‫االعتماد مفتوحا مدة معينة أو غير معينة فإنه يمكن للمؤسسة البنكية قفل االعتماد بدون أجل‪ ،‬في حالة توقف‬
‫واضح من مستفيد عن الدفع‪ ،‬وفي حالة ارتكابه لخطأ جسيم في حق المؤسسة المذكورة أو عند استعماله‬
‫لالعتماد‪ ،‬عل ى أنه يترتب عنه في هذه الحالة وضع حد لالعتماد وأن المسؤول البنكي أو الموظف البنكي‬
‫في حالة مساعدته للمقاولة تثار مسؤوليته بذلك‪.‬‬

‫فهذا في حقيقة األمر يتناقض وأهداف مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬لكن نطاق صالحية السنديك في‬
‫مواصلة العقود الجارية التنفيذ من عدمها‪ ،‬يجب حصرها في عدم مواصلة العقود المنتهية والحكم بفتح‬
‫المسطرة أو قبلها‪ ،‬مع العلم أن العقود التي تتم مواصلتها يجب على السنديك احترام جميع الشروط المتعلقة‬
‫بها وااللتزامات المنبثقة عنها‪.‬‬

‫القانون الجديد رقم ‪ 73.17‬يعكس فلسفة المشرع المغربي الذي استحضر البعد االجتماعي في تحديد مصير‬
‫العقود الجارية التنفيذ‪ ،‬السيما عقود الشغل التي تم استثناؤها من الفسخ وذلك طبقا لمقتضيات المادة ‪588‬‬
‫من نفس القانون‪ ،‬فهذا االستثناء الوارد في المادة ‪ 588‬فيه نوع من التقييد لسلطات السنديك بالنسبة للعقود‬
‫المرتبطة بالشغل‪ ،‬على أن المشرع سمح للمقاولة بالحصول على تمويل جديد قصد مواصلة نشاطها مع‬
‫مراعاة الحصول على إذن من القاضي المنتدب إذا كان ذلك سيرتب رهنا أو رهنا رسميا‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬

‫جمعية الدائنين‬
‫المشرع المغربي أوجد إلى جانب السنديك آليات تواصلية وتشاركية ال سيما فيما يتعلق بمصير المقاولة‪،‬‬
‫وتهم باألساس مشروع مخطط االنقاذ كما جاء في المادة ‪ 569‬وأيضا مشروع مخطط التسوية‪ ،‬فالمشرع‬
‫المغربي أوجد آلية جديدة تساهم في بلورة مشروع مخطط التسوية وهذه االلية هي تمثل الدائنين‪ ،‬وهو ما‬
‫يتعلق بالمستجد الذي جاء به القانون ‪ 17.73‬أال وهو جمعية الدائنين‪.‬‬

‫ينبغي التذكير في هذا اإلطار إلى أن هذه الجمعية يتم اللجوء إليها فقط عندما يتعلق األمر ببلورة مشروع‬
‫مخطط التسوية وال تطبق بخالف القانون الفرنسي على مشروع اإلنقاذ‪.‬‬

‫تعتبر جمعية الدائنين من أهم المستجدات التي أتى بها القانون رقم ‪ 73.17‬والتي تتشكل عند افتتاح مسطرة‬
‫التسوية القضائية ف ي حق كل مقاولة خاضعة إللزامية تعيين مراقب للحسابات أو يتجاوز رقم معامالتها‬
‫التسوية ‪ 25‬مليون درهم وتشغل ما ل يقل على ‪ 25‬أجيرا خالل السنة السابقة لفتح مسطرة التسوية القضائية‪.‬‬

‫لكن يمكن تشكيل هذه الجمعية دون توافر الشروط السالفة الذكر شريطة أن يتقدم السنديك إلى المحكمة بطلب‬
‫تشكيل جمعية الدائنين وذلك متى توافرت األسباب الوجيهة لذلك‪ ،‬على أن الحكم الصادر عن المحكمة‬
‫التجارية في هذا الصدد هو حكم غير قابل للطعن‪.‬‬

‫إحداث جمعية الدائنين يعكس رغبة المشرع المغربي في ضمان الحماية الالزمة للدائنين واألغيار المتعاملين‬
‫مع المق اولة واإلجراء أيضا‪ ،‬حيث أن إشراك الدائنين في إعداد مشروع مخطط التسوية الستمرارية المقاولة‬
‫وكذا مخطط التفويت يدل على النظرة الثاقبة للمشرع المغربي‪.‬‬

‫بحيث أن هؤالء الدائنين نظرا لكونهم يتعاملون مع المقاولة لمدة تكون أحيانا كبيرة فهم يكونون على دراية‬
‫بوضعيتها وواقعها ومن تم فإن استشارتهم وإشراكهم في اتخاذ القرارات من شأنه أن يساهم في تقييم وضعية‬
‫المقاولة بشكل جيد وأيضا أخذ صورة حقيقية وملموسة عن وضعيتها المادية والقانونية واالقتصادية بشكل‬
‫أوضح‪.‬‬

‫حدد المشرع المغربي من خالل القانون رقم ‪ 73.17‬الحاالت التي تنعقد فيها جمعية الدائنين ومكوناتها وذلك‬
‫بمقتضى المواد ‪ 607‬و ‪ 608‬و ‪ 609‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫يتضح البعد التشريعي للمشرع المغربي من خالل القانون ‪ 17.73‬في عدم إقرار تشكيل لجنة الدائنين خالل‬
‫مرحلة اإلنقاذ وذلك رغبة منه في تسريع وثيرة إنقاذ المقاولة ألن تشكيل الجمعية من شأنه أن يعرقل السير‬
‫العادي لهذه المسطرة‪.‬‬

‫من خالل إحداث هذه المؤسسة سالفة الذكر كتجربة ألمانية التطبيق‪ ،‬والتي أصبح لها دور هام و صالحيات‬
‫تقريرية كبيرة من خالل إعادة االعتبار لمركزها وتصورها في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫ويمكن تعريف جمعية الدائنين بأ نها عبارة عن هيئة تضم في عضويتها كافة الدائنين في مسطرة التسوية‬
‫القضائية التي تتداول بشأن مجموعة من النقاط التي لها عالقة بوضعية المقاولة وسير المسطرة وفق شروط‬
‫خاصة تأخذ بعين االعتبار مبدأ المساواة بين الدائنين‪.‬‬

‫كما هو معلوم أن جمعية الدائنين من أهم المستجدات التي جاء بها المشرع المغربي بمقتضى القانون الجديد‪،‬‬
‫وذلك بهدف تعزيز حماية للدائنين الذين كانوا في ظل الكتاب الخامس عرضة لضياع حقوقهم فهذه االلية‬
‫الجديدة تعتبر آلية تساعد وتساهم في الوقوف على التنظيم القانوني واألبعاد التشريعية الجديدة لهذه اآللية‬
‫باعتبا رها عنصرا رئيسيا يساهم في تقرير مصير المقاولة من مدى استمرارية نشاطها أو عدمه‪ ،‬وذلك في‬
‫حدود ما يقضي به مخطط التسوية القضائية‪.‬‬

‫يتضح لنا من خالل االطالع على مضمون جمعية الدائنين سواء من حيث االختصاصات والمهم أو حتى‬
‫من حيث التكوين واالنعقاد‪ ،‬يمكننا الوقوف على النهج الذي سلكه المشرع المغربي بإقرار هذه الجمعية في‬
‫إعادة توازن بين دور الدائنين وتقويته داخل هذه الجمعية وأيضا داخل مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬
‫وباقي األجهزة األخرى المشرفة على هذه المسطرة‪.‬‬

‫ذلك وأن هذا التوازن من شأنه إقرار توازن عقدي جديد‪ ،‬وأن يخلق نوعا من األمن واألمان على مستوى‬
‫التعاقد بين الدائنين وبين المقاولة‪ ،‬وهو األمر الذي سوف ينعكس لنا بشكل إيجابي على المعامالت االقتصادية‬
‫والمالية‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون ‪ 17.73‬الجديد فقد حدد المشرع بموجب هذا القانون المقاوالت التي يتعين عليها أن‬
‫تتوافر على جمعية الدائنين‪ ،‬والتساؤل الذي يطرح في هذا اإلطار هل كل مقاولة ملزمة بمقتضى هذا القانون‬
‫بأن تعيين وتشكل جمعية الدائنينع‬

‫‪73‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫وقبل الخوض في تأليف جمعية الدائنين وطرق انعقادها البد من تحديد المقاوالت المشمولة بتأسيس جمعية‬
‫الدائنين‪ ،‬بمعنى المقاوالت التي استلزم المشرع المغربي بمقتضى القانون ‪ 17.73‬أن تتوافر فيها جمعية‬
‫الدائنين‪.‬‬
‫المقاوالت المشمولة بتأسيس جمعية الدائنين‬

‫و بقراءة المادة ‪ 606‬من قانون ‪ 17.73‬يتبين أن المشرع المغربي استعرض مجموعة من الشروط لتأسيس‬
‫جمعية الدائنين‪ ،‬بحيث أن هذه الجمعية تتشكل بقوة القانون عند فتح مسطرة التسوية القضائية في حق كل‬
‫مقاولة خاضعة إللزامية تعيين مراقب للحسابات وفق النصوص التشريعية الجاري بها العمل‪ ،‬أو تلك التي‬
‫يتجاوز رقم معامالتها السنوية ‪ 56‬مليون درهم وتشغل ماال يقل عن ‪ 25‬أجيرا خالل السنة السابقة لفتح‬
‫المسطرة‪.‬‬

‫إذن يالحظ من مقتضيات المادة ‪ 606‬سالفة الذكر أمن المقاوالت باألساس المعنية بتكون جمعية الدائنين هي‬
‫كل مقاولة ملزمة بتعيين مراقب للحسابات‪ ،‬أي المقاوالت التي ألزمها القانون بتعيين مراقب الحسابات وفق‬
‫الشروط القانونية فهي ملزمة بتعيين أو بتأسيس أو بتشكيل جمعية الدائنين‪ ،‬أيضا المقاوالت التي يتجاوز‬
‫رقم معامالتها السنوي ‪ 25‬مليون درهم وتشغل ماال يقل عن ‪ 25‬أجير خالل السنة التي تسبق فتح مسطرة‬
‫المعالجة‪.‬‬

‫ال شك أن أول شرط نص عليه المشرع المغربي بمقتضى القانون الجديد لتأسيس جمعية الدائنين هو أن‬
‫يتعلق األمر بفترة فتح مسطرة التسوية‪ ،‬أي بعد تبوث توقف المقاولة عن الدفع‪ ،‬على عكس ما قام به المشرع‬
‫الفرنسي حينما عالج جمعية الدائنين وتحدث عنها خالل مسطرة اإلنقاذ وأيضا التسوية القضائية‪.‬‬

‫وهذا األمر يدفعنا للتساؤل حول مغزى والغاية من استبعاد المشرع المغربي لهذا الجهاز في مرحلة مخطط‬
‫اإلنقاذ‪ ،‬أي لماذا المشرع المغربي ل م يشرك جمعية الدائنين خالل مرحلة مخطط اإلنقاذع‬

‫باالطالع على مقتضيات القانون الجديد يتضح أن المشرع المغربي قد أصاب نوعا ما في هذا االستبعاد‪،‬‬
‫ألن المقاولة في هذه الفترة تتطلب السرعة في تسوية وضعيتها قبل الوصول إلى مرحلة التوقف عن الدفع‬
‫هو أمر صائب ألن مسألة تأسيس وتشكيل الجمعية تتطلب وقتا معينا ومن شأن ذلك أن يؤدي لعراقيل‬
‫وإكراهات على مستوى التأسيس‪ ،‬وقد يطعن شخص معين من أحد الدائنين في تشكيل تلك الجمعية‪ ،‬وتأخذ‬
‫وقتا طويال حتى تتألف‪ ،‬لذلك فمخطط األنقاض هو من تسميته يتبين أنه مخطط سريع إلنقاذ المقاولة‪ ،‬إذن‬
‫فخاصية مسطرة اإلنقاذ تتطلب السرعة والفعالية والنجاعة في معالجة وإنقاذ المقاولة بشكل سريع‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫فضال عن أن شرط فتح مسطرة التسوية القضائية يعتبر شرطا أساسيا لتشكيل جمعية الدائنين فالمشرع‬
‫المغربي تطلب إلى جانب هذا الشرط وجود مراقب الحسابات بالشركات لفتح جمعية الدائنين‪ ،‬وهناك بعض‬
‫الشركات التي تطلب المشرع المغربي أن تعين بشكل إلزامي مراقب الحسابات‪ ،‬فبالرجوع إلى القوانين‬
‫المنظمة للشركات التجارية بالمغرب وأيضا القانون المنظم لمجموعات ذات النفع االقتصادي يتضح أن‬
‫المشرع المغربي استلزم تعيين مراقب الحسابات في شركات المساهمة وفي شركات التوصية باألسهم و‬
‫في مجموعات ذات النفع االقتصادي أي شركات األموال‪ ،‬لكن متى نص العقد المنشأ لها أو متى أصدرت‬
‫هذه الشركات القرض‪.‬‬

‫لكن في باقي الشركات األخرى فتعيين مراقب الحسابات يظل أمرا اختياريا‪ ،‬اللهم إذا تجاوز رقم معامالتها‬
‫السنوي ‪ 50‬مليون درهم دون احتساب الضرائب‪ ،‬بحيث في هذه الحالة يصبح تعيين مراقب الحسابات أمرا‬
‫إجباريا فالمشرع المغربي إلى جانب الشرطين السالف ذكرهما اشترط شرطا آخر حتى يمكن تأسيس جمعية‬
‫الدائنين وتشكيلها هو أن تتجاوز المقاولة في رقم معامالتها السنوي ‪ 25‬مليون درهم وتشغل ماال يقل عن‬
‫‪ 25‬أجير خالل السنة السابقة لفتح المسطرة‪.‬‬

‫ما يالحظ في هذا اإلطار أن المشرع المغرب سمح بإمكانية فتح هذه الجمعية في مواجهة المقاوالت التي‬
‫تعد نوعا من مقاوالت كبرى‪ ،‬إذن هناك تحديد وتفضيل من طرف المشرع لبعض المقاوالت‪.‬‬

‫المالحظ أن غالبية الشركات التي هي ملزمة بالنص القانوني بتعيين مراقب الحسابات هي شركات كبرى‬
‫شركات أموال كما هو الحال بالنسبة لشركات المساهمة وشركة التوصية البسيطة باألسهم ومجموعات ذات‬
‫النفع االقتصادي‪.‬‬

‫وهذا يعكس التوجه الذي تبناه المشرع المغربي خالل القانون ‪ 17.73‬أال وهو أن هذه المساطر تهم المقاوالت‬
‫التي لها بصمة وأثر كبير على واقع االقتصاد الوطني‪ ،‬على اعتبار أن طبيعة الديون التي تكون لهذا النوع‬
‫من المقاوالت هي ديون كبيرة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فالمشرع المغربي عمل على إعادة االعتبار للدائنين ألنه في ظل القانون القديم الدائنون‬
‫كانوا عرضة لضياع حقوقهم‪ ،‬بالرجوع إلى مقتضى الفقرة الثانية من المادة ‪ 606‬من قانون ‪ 17.73‬نجد أن‬
‫المشرع منح للمحكمة بناء على طلب من السنديك و بموجب حكم معلل أن تقضي بتشكيل جمعية الدائنين‪،‬‬
‫وذلك في غياب الشروط المذكورة في الفقرة األولى من المادة ‪ 606‬ومتى توافرت أسباب وجبهة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫وفي هذا اإلطار يطرح تساؤل عميق‪ ،‬وإشكال كبير حول ما إذا كانت المحكمة التجارية ملزمة بتشكيل‬
‫جمعية الدائنين كلما تغيبت وكلما تعذر توافر الشروط التي حددها المشرع بمقتضى المادة ‪ ،606‬أم أنها فقط‬
‫تبقى مخيرة في القيام بذلكع‬

‫للجواب على ه ذا التساؤل فإنه بالرجوع إلى مقتضيات الفقرة الثانية من المادة ‪ 606‬من القانون ‪ 17.73‬نجد‬
‫أنها جاءت على سبيل االختيار‪ ،‬والدليل على ذلك هو عبارة "يمكن" ألن هذه العبارة دائما ما تفيد االختيار‪،‬‬
‫بحيث أن المحكمة تظل في حالة اختيار وغير مجبرة في مدى الحكم بتشكيل جمعية الدائنين من عدمهم‪.‬‬

‫لكن ما المقصود بأسباب وجيهةع‬

‫المشرع المغربي لم يحدد هذه األسباب الوجيهة والتي تستلزم لتشكيل جمعية الدائنين في غياب الشروط‬
‫المذكورة‪ ،‬متيحا بذلك المجال للمحكمة التجارية من إعمال سلطتها التقديرية في تكييف هذه األسباب بناء‬
‫على وضعية المقاولة‪ ،‬و باالستناد على خصوصية تهم طبيعة نوع الدائنين‪.‬‬

‫في الحالة التي تقرر فيها الجمعية أو المحكمة تشكيل جمعية الدائنين يجب أن يتم ذلك وفق حكم معلل تبرز‬
‫من خالله األسباب التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار‪.‬‬

‫و المشرع المغربي من خالل ذلك اقتنع بمدى أهمية جمعية الدائنين كآلية مهمة في ضمان إنقاذ المقاولة وأن‬
‫المشرع المغربي أولى لها أهمية كبرى سواء من حيث التشكيل أو من حيث االختصاصات التي أوكلها لهذه‬
‫الجمعية‪ ،‬لكن ما يعاب على المشرع المغربي في هذا اإلطار أنه بالرغم من تعدد حاالت وشروط تأسيس‬
‫جمعية الدائنين إلى أنه أغفل تن ظيم حاالت وأسباب حل هذه الجمعية‪ ،‬ولذلك فكل جمعية باعتبارها كيان‬
‫قانوني وتنظيم قانوني لها شروط التأسيس وشروط التكوين واالنعقاد‪ ،‬وعلى غرار باقي المؤسسات األخرى‬
‫واآلليات األخرى فالمشرع المغربي كان عليه أن يضع أسباب لحل هذه الجمعية إذ ال يمكن وال يعقل أن‬
‫تظل ج معيتا قائمة دون أسباب حلها‪ ،‬مع العلم أن جمعية الدائنين تحل مقتضى التصفية القضائية‪،‬‬
‫تأليف جمعية الدائنين وطرق انعقادها‬

‫السنديك رئيسا‪ :‬تتكون جمعية الدائنين من السنديك رئيسا باستثناء الحالة التي تنعقد فيها قصد اقتراح استبدال‬
‫السنديك‪ ،‬إذ يترأسها في هذه الحالة القاضي المنتدب‪ ،‬المالحظ أن المشرع المغربي قد ارتقى بالسنديك إلى‬
‫مرتبة أعلى وذلك حينما جعله على رأس جمعية الدائنين‪ ،‬وال شك أن هذه المهام الجديدة للسنديك بصفته‬
‫رئيس جمعية الدائنين بدال من اقتراحهم العضو من األعضاء األمر الذي يطرح إشكاال جديدا‪ ،‬لماذا يعين‬
‫بمقتضى نص القانون وال ينتخب من قبل أعضاء الدائنين‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫المشرع المغربي كان صائبا في هذا االختيار حينما جعل السنديك رئيسا بقوة القانون لجمعية الدائنين طالما‬
‫أنه هو الجهاز المكلف والمحايد والهادف إلى تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬فهو محايد ألنه ال ينتمي إلى المقاولة‬
‫وإلى ال دائنين وأيضا هو الجهاز المكلف من طرف المحكمة باإلشراف على مسطرة التسوية القضائية أو‬
‫التصفية القضائية‪ ،‬ومن تم يكون هدفه هو تحقيق المصلحة العامة دون ترجيح مصلحة طرف على مصلحة‬
‫طرف آخر‪ ،‬بغض النظر عن الكفاءة والمهنية التي يتميز بها‪.‬‬

‫فبخالف األمر بالنسبة للدائني ن فقد ال يتوفرون على رسم معرفي أو قانوني يؤهلهم للقيام بهذه المهام‪ ،‬ونظرا‬
‫لتجربة المهنية وأيضا للتكوين والكفاءة القانونية الحرفية والمهنية والعملية التي يتميز بها ويتوفر عليها‬
‫السنديك‪ ،‬المشرع المغربي وضع نصب عينيه هذه األمور حينما عهد إلى السنديك مهام ترأس جمعية‬
‫الدائنين‪.‬‬

‫بالمقابل جعل المشرع السنديك رئيسا للدائنين وخول ظمآنة هامة لحماية حقوق الدائنين تتمثل في تقرير‬
‫مصير السنديك‪ ،‬وإن كان قد منح للسنديك هذه اإلمكانية (ترأس جمعية الدائنين) فبالمقابل أعطى للدائنين‬
‫ضمانات قانونية وهي الحق في استبدال السنديك كلما تبين لهم أنه يتخذ قرارات فردية تضر بمصالحهم‬
‫وبمصالح المقاولة‪ ،‬أو ال يصغي إلى اقتراحاتهم وال يستمع إليهم في هذه الحالة يحق للدائنين التقدم بطلب‬
‫إلى المحكمة من أجل استبدال السنديك‪.‬‬

‫رئيس المقاولة‪ :‬من خالل اإلصالحات التي عرفها القانون المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة خاصة‬
‫الكتاب الخامس‪ ،‬أن المشرع المغربي قد خول لرئيس المقاولة عدة صالحيات مهمة‪ ،‬وذلك من خالل إعادة‬
‫الثقة إلى رئيس المقاولة بخالف ما كان عليه األمر في ظل الكتاب الخامس‪ ،‬حيث أنه كان دائما يتم استبعاده‬
‫استناد على أساس سوء النية‪.‬‬

‫والتساؤل الذي يطرح نفسه ح ول الحالة التي يمتنع فيها رئيس المقاولة من االنضمام في تشكيل جمعية‬
‫الدائنين‪ ،‬هل هذا الرفض يؤثر عن تشكيل هذه الجمعيةع‬

‫المشرع المغربي لم يحدد الجزاء في حالة امتناع أو تخلف رئيس المقاولة عن االنضمام على تكوين أو‬
‫تشكيل جمعية الدائنين‪ ،‬لكن عدم انضمام رئيس المقاولة إلى جمعية الدائنين قد ال يؤثر على قرارات وتأسيس‬
‫هذه الجمعية‪ ،‬ألن من تسميتها فهي جمعية الدائنين فهي تهم الدائنين وال تهم رئيس المقاولة‪ ،‬ألن هذا األخير‬
‫يظل دائما مدينا من تم فمن يهمه مصلحة المقاولة ومصلحة الدائنين هم الدائنين أنفسهم ألن أموالهم هي في‬
‫ذمة وعهدة المقاولة‪ ،‬فهم يترجون استيفاء ديونهم من المقاولة ذلك أن رئيس المقاولة قد يكون تواجده فقط‬

‫‪77‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫شكليا أو تكميليا بهدف إشراكه في القرارات التي تتخذها جمعية الدائنين‪ ،‬وأيضا بهدف إعادة نوع من الثقة‬
‫لرئيس المقاولة وعدم استبعاده على مستوى المساطر‪.‬‬

‫الدائنين المسج لين في قائمة الديون المصرح بها لدى السنديك‪ :‬ويسلمها السنديك إلى القاضي المنتدب وفقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 727‬من قانون ‪ ، 17.73‬والذي لم يبدي السنديك بشأن ديونهم أي اقتراح برفضها أو‬
‫بإحالتها على المحكمة وذلك عندما تتم دعوة الجمعية لالنعقاد قبل تاريخ إيداع القائمة المنصوص عليها في‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 732‬بكتابة الضبط‪ ،‬ما لم يأذن لهم القاضي المنتدب بالمشاركة في اشغالها‪.‬‬

‫المالحظ من هذه الفقرة أنها تتطلب نوعا من التحليل والتبسيط‪ ،‬فالسنديك عندما يتلقى التسريحات من قبل‬
‫الدائنين فهو يقوم بتحقيق األولى‪ ،‬وهو ما يسمى بعملية التحقق من الديون‪ ،‬أي تحقيق الديون‪.‬‬

‫هناك عملية تصريح بالديون من قبل الدائنين‪ ،‬وهنا نميز بين إثنين من الدائنين‪ ،‬الدائنين الذي نشأت ديونهم‬
‫قبل فتح مسطرة التسوية ثم الدائنين الذين نشأت ديونهم بعد الحكم بمسطرة التسوية أو التصفية القضائية‪.‬‬

‫ومن االقتراحات الت ي يقترحها السنديك إما بقبولها كلها أو بعضها أو يقترح رفضها أو يحيلها مباشرة إلى‬
‫المحكمة دون اقتراحات‪.‬‬

‫الدائنون التي أدرجت مقررات قبل ديونهم في القائمة المنصوص عليها في المادة ‪ :732‬عندما تتم دعوة‬
‫جمعية الدائنين لالنعقاد بعد تاريخ إيداع هذه القائمة بكتابة الضبط‪ ،‬بمعنى أنه في الحالة التي يصدر فيها‬
‫القاضي المنتدب قراره بقبول التصريح دين معين أو تصريح دائن‪ ،‬صرح بديونه وبعدما يستنفد جميع‬
‫إجراءات الطعن يحق له االنضمام إلى جمعية الدائنين‪ ،‬لكن يطرح تساؤل حول مدى تأثير غياب تعدد‬
‫الدائنين على تأسيس الجمعية‪ ،‬بمفهوم آخر هل يمكن تصور تأسيس الجمعية ولو بدائن وحيدع‬

‫المالحظ أن المشرع المغربي التزم الصمت بهذا الخصوص ولم ينتمي إلى هذا االشكال‪ ،‬وقد يعزف غالبية‬
‫الدائنين عن الخوض في جمعية الدائنين ويتمسك وحيدا فقط ويرغب في تشكيل هذه الجمعية‪.‬‬

‫لذلك يمكن القول من الناحية النظرية أن ه يصعب تصور إرساء الجمعية بدائن واحد ال سيما وأن من تسميتها‬
‫جمعية الدائنين‪ ،‬أي يلزم على األقل دائنين فما فوق على اعتبار المشرع المغربي لم يخول إمكانية انشاء‬
‫جمعية الدائنين إلى لبعض المقاوالت الكبرى والتي تتوفر على شروط محددة في المادة ‪ 606‬من قانون‬
‫‪ 17.73‬وال شك أن هذا النوع من المقاوالت تقوم على مجموعة من المعامالت ومع مختلف الشرائح والفئات‬
‫األمر الذي يفترض نظريا تعدد الدائنين وال يمكن التسليم بوجود دائن واحد يرغب في إنشاء هذه الجمعية‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫انعقاد جمعية الدائنين‬

‫هذه الجمعية تنعقد بدعوة من السنديك‪ ،‬فالسنديك هو الذي يعمل على توجيه دعوى إلى الدائنين من أجل‬
‫انعقاد الجمعية الدائنين والنظر في األمور المتعلقة بديونهم وبوضعية المقاولة و السماع لالقتراحات المقدمة‬
‫من طرفهم‪ ،‬لكن في حالة عدم قيام السنديك بتوجيه الدعوى للدائنين قصد االنعقاد‪ ،‬فالقاضي المنتدب بصفة‬
‫تلقائية‪ ،‬أو بن اء على طلب من رئيس المقاولة‪ ،‬أو بناء على طلب من أحد الدائنين‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬يعمل على‬
‫الدعوى لالنعقاد جمعية الدائنين‪ ،‬وفي هذه الحالة يعمل على استبعاد واستبدال السنديك وتنعقد جمعية الدائنين‬
‫تحت اشراف القاضي المنتدب بصفة مؤقتة إلى حين تعيين سنديك جديد‪.‬‬

‫وتتم الدعوى بواسطة إشعار ينشر في صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية‪،‬‬
‫ويعلق في لوحة معدة لذلك في المحكمة‪.‬‬

‫من جهة أخرى يمكن للقاضي المنتدب أن يقوم بدعوة الدائنين إلى انعقاد جمعية الدائنين بواسطة االستدعاء‪،‬‬
‫حيث كل دائن يتم استدعائه في موطنه المخت ار أو بطريقة الكترونية مع تضمين يوم وساعة انعقاد الجمعية‬
‫وموعد تداولها‪ ،‬ويشار أيضا فيه أيضا إلى حق الدائنين في االطالع على الوثائق المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 612‬من قانون‪ 17.73‬بمقر المقاولة‪ ،‬وهذه االمكانية مخولة للقاضي المنتدب وأيضا حتى للسنديك‪.‬‬

‫دعوة جمعية ال دائنين لالنعقاد تتم حسب مقتضيات الفقرة الثالثة من المادة ‪ 609‬من القانون ‪ ،17.73‬بغض‬
‫النظر عن الجهة التي دعت إليها بواسطة استدعاء ينشر مخول لها نشر اإلعالنات القانونية‪ ،‬ويعلق في لوحة‬
‫معدة لهذا الغرض في المحكمة التجارية‪.‬‬

‫كما يمكن الدعوى النعقاد هذه الجمعية بو اسطة استدعاء يوجه إلى الدائنين في موطنهم المختار أو بطريقة‬
‫الكترونية‪ ،‬يتعين أن يتضمن اإلشعار على حق الدائنين في االطالع على الوثائق المتعلقة باالجتماع وذلك‬
‫بمقر المقاولة أو في أي مكان آخر يحدد في االشعار‪.‬‬

‫وتوجه الدعوى لالنعقاد حسب المادة ‪ 610‬من قانون ‪ 17.73‬داخل أجل ‪ 5‬أيام من تاريخ عرض السنديك‬
‫على القاضي المنتدب مشروع المخطط الذي أعده طبقا للمادة ‪ 595‬من القانون ‪ 17.73‬أو من تاريخ تقديم‬
‫ملتمس استبدال القاضي المنتدب أو من تاريخ تقديم طلب تفويت أحد أموال المقاولة المهمة لتنفيذ المخطط‪.‬‬

‫من جهة أخرى يشترط حسب المادة ‪ 611‬من القانون ‪ ، 17.73‬حتى تعتد مداولة الجمعية بصحتها أو حتى‬
‫يمكن القول بصحة مدونة جمعية الدائنين‪ ،‬أن يحضر الدائنين إما بصفة شخصية أو بواسطة وكيل ينوب‬
‫عنهم لمداولة هذه الجمعية والذين يملكون على األقل ثلثي مبلغ الديون المصرح بها‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫وعند عدم حضور هذا النصاب القانوني يقوم رئيس الجمعية بتحرير محضر في هذا اإلطار ويحدد تاريخ‬
‫جديد النعقاد الجمعية شريطة أال يتجاوز ‪ 10‬أيام من تاريخ انعقاد الجمعية األولى‪ ،‬وتعتبر مداولة الجمعة‬
‫صحيحتا في الدعوة الثانية التي يجب أن يكون قد تم االشعار بها في صحيفة مخولة لنشر اإلعالنات القانون‬
‫والقضائية واإلدارية مهما كان مبلغ الدين يملكه الدائن والحاضرون‪.‬‬

‫وتتخذ القرارات التي يتم التداول بشأنها في جمعية الدائنين بموجب محضر اجتماع يحرره رئيس الجمعية‬
‫عندما يوافق عليها الدائنون الحاضرون والمالكون للمبلغ اإلجمالي للديون ويمثل نصف مبلغ ديون الدائنين‬
‫الدين شاركوا في التصويت‪ ،‬مع العلم أن قرارات الجمعية تكون ملزمة للدائنين الدين تخلفوا عن حضور‬
‫أشغال جمعية الدائنين‪.‬‬

‫تنتهي مداولة جمعية الدائنين إلى الموافقة على مشروع مخطط التسوية المقترح من قبل السنديك عند إذن‬
‫حسب المادة ‪ 615‬من القانون ‪ ،17.73‬ويقوم هذ ا األخير في اليوم الموالي لتاريخ الجمعية برفع المخطط‬
‫المصادق عليه إلى المحكمة للمصادقة عليه داخل أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ احالته عليها‪.‬‬

‫كما يمكن أن ترفض الجمعية مخطط التسوية بحيث توجب على الدائنين الدين لم يصوتوا على مشروع‬
‫المخطط أن يتقدموا بمخطط بديل إلى السنديك‪ ،‬وذلك داخل أجل ‪ 15‬يوم من تاريخ انعقادها‪ ،‬في هذه الحالة‬
‫يوجه السنديك الدعوى بعقد الجمعية لتداول بشأن المخطط البديل وذلك في اليوم العمل البديل الموالي لتاريخ‬
‫توصله به‪.‬‬

‫وإذا لم يتم التقدم داخل االجل القانوني لمخطط البديل أو لو لم تصوت عليه الجمعية‪ ،‬حيث تصادق المحكمة‬
‫على هذا المخطط داخل أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ احالته عليها‪.‬‬
‫آليات تعزيز عمل جمعية الدائنين‬

‫عدم قبول جمعية الدائنين أ و بعض أفرادها لمخطط التسوية المقدم من طرف السنديك ‪ ،‬فإنه يحق للدائنين‬
‫اللذين لم يصوتوا مهما كان عددهم أن يتقدموا بمخطط بديل إلى السنديك خالل أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ‬
‫انعقاد جمعية الدائنين‪.‬‬

‫جمعية الدائنين لها الحق في تغيير وسائل وأهداف مخطط االستمرارية في الحالة التي يتبين لها أن هذه‬
‫األهداف والوسائل المحددة سلفا غير فعالة وال يمكنها أن تساهم في ضمان استمرارية نشاط المقاولة طبقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 607‬من القانون رقم ‪ ،73 .17‬وهذا التغيير ل يتم إ ل بناء على حكم قضائي وذلك بطلب‬

‫‪80‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫من رئيس المقاولة وبناء على تقرير جال التي وافق عليها الدائنون‪ ،‬السنديك إذا كان من شان هذا التغيير‬
‫التأثير سلبا على التخفيضات واالجل التي وافق عليها الدائنون‪.‬‬

‫يحق لجمعية الدائنين بناء على مقتضيات المادة ‪ 677‬من القانون رقم ‪ 73 .17‬أن تقوم بطلب استبدال السنديك‬
‫وذلك في حالة تشكلها طبقا لمقتضيات المادة ‪ 606‬من القانون ‪.73 .17‬‬

‫الصالحيات واالدوار المنوطة بجمعية الدائنين‪ :‬يالحظ أن المشرع المغربي عمل من خالل القانون ‪17.73‬‬
‫ال سيما على مستوى المادة ‪ 607‬منه على تحديد صالحيات وادوار مهمة لفائدة جمعية الدائنين‪ ،‬سواء تعلق‬
‫األمر بانعقاد الجمعية أو بالتداول من طرف أعضاء هذه الجمعية‪ ،‬ولعل ذلك يتعلق باألساس في التداول في‬
‫مشروع مخطط التسوية الستمرارية نشاط المقاولة والمشار إليه في المادة ‪ 575‬من هذا القانون‪.‬‬

‫فكما هو معلوم أن هذه المادة أناطت بالسنديك مهمة إعداد تقرير الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫للمقاولة‪ ،‬وهذه الموازنة لها أهمية قصوى في تقرير مصير المقاولة من خالل المخطط الذي يقدمه السنديك‪،‬‬
‫وعلى ضوء هذا األخير يقترح السنديك إما مخطط لتس وية يضمن استمرارية المقاولة أو تفويتها إلى أحد‬
‫االغيار‪ ،‬او الحكم بالتصفية القضائية في مواجهة هذه المقاولة‪.‬‬

‫المالحظ في هذا اإلطار أن المشرع المغربي قصر مداولة جمعية الدائنين فقط فيما إذا كان تقرير السنديك‬
‫يروم ويهدف إلى اختيار مخطط التسوية سواء تعلق األمر بمخطط االستمرارية أو مخطط التفويت واستبعدا‬
‫بذلك إمكانية التداول إذا كان التقرير يهدف إلى األخذ بالتصفية القضائية‪.‬‬

‫المالحظ أن المشرع قد منح لجمعية الدائنين في ظل القانون الجديد إمكانية اقتراح مخطط التسوية الستمرارية‬
‫نشاك المقاولة‪ ،‬وهذا في حد ذاته أمر يقوي صالحيات وقوة وتواجد جمعية الدائنين‪ ،‬وهو األمر الذي لم يكن‬
‫في ظل القانون القديم‪.‬‬

‫وهذا يعكس فلسفة المشرع في إرساء البعد االقتصادي واالجتماعي واالرقاء بمؤسسة الدائنين‪ ،‬وما يعكس‬
‫أيضا رغبة المشرع في اشراك جميع الفاعلين من اجل إنجاح مسألة إنقاذ المقاولة‪ ،‬على اعتبار أن الدائنين‬
‫دائما ما يشكلون حجر الزاوية في مساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫من جهة أخرى منح المشرع المغربي لجمعية الدائنين إمكانية تغيير أهداف ووسائل مخطط التسوية‬
‫الستمرارية نشاط المقاولة بناء على مقتضيات المادة ‪ 629‬من القانون ‪ ،17.73‬حيت أنه يحق لجميع الدائنين‬
‫طلب تغيير وسائل وأهداف مخطط االستمرارية في الحالة التي يتبين فيها للجمعين أن األهداف والوسائل‬

‫‪81‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫المحددة سابقا غير فعالة وال تهدف على استمرارية نشاط المقاولة‪ ،‬أو في الحالة التي تبرز فيها بعض‬
‫الطوارئ على المخطط‪ ،‬غير أنه يشترط أن يكون هذا الطارئ قد ظهر بعد الحكم بمخطط االستمرارية‪،‬‬
‫ألن الطوارئ والمستجدات التي قد تكون وقعت قبل الحكم بهذا المخطط من طرف المحكمة ال يمكن أن‬
‫تنهض سببا يخول لجمعية الدائنين طلب تغيير وسائل واهداف مخطط االستمرارية‪.‬‬

‫غير أنه ال يمكن تغيير وسائل وأهداف مخطط االستمرارية إال بحكم من المحكمة وذلك بطلب من رئيس‬
‫المقاولة وبناء على تقرير السنديك‪ ،‬إذا كان من شأن هذه األهداف والوسائل التأثير سلبا على اآلجال التي‬
‫وافق عليها الدائنون تجنبا لإلضرار بحقوقهم‪ ،‬بحيث تبت المحكمة بعض استدعاء األطراف أو أي شخص‬
‫يعنيه األمر أو بعد استدعائه بشكل قانوني أن تقضي بفسخ مخطط االستمرارية وفقا للشكليات واالثار‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 634‬من القانون ‪.17.73‬‬

‫من جملة الصالحيات واالدوار التي منحت لجمعية الدائنين في ظل القانون الجديد‪ ،‬أن المشرع المغربي‬
‫منح لجمعية الدائنين طلب استبدال السنديك بناء على مقتضيات المادة ‪.677‬‬

‫هذه االمكا نية منحها المشرع المغربي لجمعية الدائنين وحتى النيابة العامة يمكن لها تقديم ذلك في الحاالت‬
‫التي تشكل فيها هذه الجمعية طبقا للمادة ‪ ، 606‬أو من طرف القاضي المنتدب الذي يحق له بصفة تلقائية أن‬
‫يقوم باستبدال السنديك‪ ،‬أو بناء على شكاية قدمت لديه من طرف رئيس المقاولة أو من طرف أحد الدائنين‪،‬‬
‫أو مالم يبت داخل أجل ‪ 15‬عشرة يوما من تلقي هذا الطلب‪.‬‬

‫وفي حالة اعفاء السنديك يجب أن تقديم للسنديك الجديد جميع الوثائق المتعلقة بالمسطرة والحسابات المرتبطة‬
‫بها داخل أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ اعفائه من مهامه‪.‬‬

‫ومن االمور كذلك الذي منحتها مقتضيات القانون الجديد لجمعية الدائنين‪ ،‬نجد صالحيتهم وامكانيتهم في‬
‫المطالبة بتفويت واحد أو أكثر من األصول المشار إليها في المادة ‪ 618‬من قانون ‪ ،17.73‬وهنا يتضح لنا‬
‫بشكل جلي الدور التقريري والفعلي ألعضاء جمعية الدائنين من خالل االقدام على تفويت واحد أو أكثر من‬
‫األصول المهمة للمقاولة المعنية وذلك بناء على طلب مبرر يقدمه أحد الدائنين للقاضي المنتدب الذي يبت‬
‫فيه داخل أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ إيداعه‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫تجليات الحكامة على مستوى تنظيم جمعية الدائنين‪ :‬المالحظ أن المشرع المغربي قد راعا من خالل‬
‫تنظيمه لمقتضيات جمعية الدائن ين مجموعة من اآلليات التي تصب في مصلحة هذه الجمعية سواء تعلق‬
‫األمر بتعزيز آلية االخبار والتبرير أو بتبني آجال مضبوطة ودقيقة‪.‬‬

‫فعلى مستوى االخبار والتبليغ‪ :‬في ظل تعزيز حكامة جمعية الدائنين نجد أن المشرع المغربي عمل بمقتضى‬
‫القانون ‪ ،17.73‬على وضع وتبني آليات ج ديدة مهمة تهدف باألساس إلى تحقيق األدوار الجديدة والمتوخاة‬
‫من جمعية الدائنين والرفع أيضا من مكانة هذه المؤسسة ومنحه جميع الوسائل الكفيلة بجعلها قادرة على‬
‫ممارسة مهامها‪ ،‬وذلك من خالل اعتماد آلية التبليغ واالخبار‪.‬‬

‫بحيث أنه أصبح كل عمل يقوم به السنديك في إطار السير العادي لمساطر التسوية القضائية‪ ،‬إال ويجب أن‬
‫تكون لجمعية الدائنين الدراية واالطالع بشأنهما ضمانا لحماية حقوقهم‪ ،‬بمعنى أنه يتعين على السنديك أن‬
‫يخبر ويعلم جمعية الدائنين بكل االعمال التي يقوم بها والمتعلقة بالسير العادي لمساطر التسوية القضائية‪.‬‬

‫وعليه فالسنديك يتعين أن يضع رهن إشارة جمعية الدائنين جميع المعلومات والقرارات المتخذة بشأنهم‬
‫وإشعارهم بكل األمور التي تصب في مصلحة الجمعية‪.‬‬

‫من خالل القانون ‪ 17.73‬إذا أمعنا النظر فيه نجد أن المشرع المغربي قد أكد على هذا التوجه‪ ،‬أي التوجه‬
‫الحمائي لفائدة جمعية الدائنين من خالل إلزام السنديك بإخبار هؤالء وإبالغهم بجميع االعمال والقرارات‬
‫التي تتخذها بمناسبة مهامه كمشرف على مسطرة التسوية القضائية‪.‬‬

‫لكن في الحالة التي تتم فيها دعوة جمعية الدائنين إلى االنعقاد من أجل التداول بشأن تفويت األصول‪ ،‬فهنا‬
‫يتعين أن يضع السنديك ره ن إشارة هذه الجمعية جزءا من طلب التويت والئحة األصول المحينو والمشار‬
‫لها في المادة ‪ ، 618‬هذا ويتعين أن يضع السنديك رهن إشارة جمعية الدائنين كل هذه المعلومات خالل فترة‬
‫انعقاد الجمعية‪ ،‬وهذا ما يعكس الدور الحمائي الذي توخاه المشرع وتوخى تحقيقه وتوفيره لجمعية الدائنين‪.‬‬

‫على أنه في الحالة التي يمتنع فيها السنديك عن تزويد الدائنين عن وضع هذه المعلومات رهن اشارتهم‪،‬‬
‫فالمشرع من خالل المادة ‪ 612‬قد رتب جزاء على ذلك‪ ،‬بحيث أنه إذا لم يتمكن أي دائن من االطالع على‬
‫الوثائق المذكورة أو رفض السنديك اطالعه عليها يمكنه رفع األمر إلى القاضي المنتدب قصد االذن له‬
‫باالطالع عليها داخل اجل المشار إليه في الفقرة األولى من المادة ‪.612‬‬

‫‪83‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫إذن المشرع هنا يؤكد على الطابع العالني االخباري حول نوعية المقاولة طيلة فترة تنفيد مخطط االستمرارية‬
‫وذلك لكل دائن بناء على طلب يقدمه هذا األخير إلى السنديك قصد االطالع على ما يهمه من الوثائق‬
‫والمعلومات وأن يتم هذا االطالع بمقر المقاولة‪.‬‬

‫من جهة أخرى المالحظ أن المشرع قد تبنى طريقة جديدة للتبليغ والدعوى إلى التعاقد‪ ،‬واألمر يتعلق باعتماد‬
‫طريقة الكترونية في الدعوى إلى التعاقد‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 609‬حينما قالت أنه يمكن الدعوى إلى‬
‫انعقاد جمعية الدائنين بواسطة استدعاء موجه إلى الدائنين في موطنهم المختار أو بطريقة الكترونية‪.‬‬

‫وال محال أن الهدف من وراء ذلك هو اشراك جميع الدائنين في انعقاد الجمعية وعدم االحتجاج بشكل غير‬
‫مبرر فيما يتعلق بتخلفهم عن الحضور بكونهم غير متواجدين داخل البلد‪.‬‬

‫على مستوى اآلجال والطابع السري‪ :‬بتصفح للمواد المتعلقة بتنظيم جمعية الدائنين يتضح لنا وبشكل جلي‬
‫وملموس هيمنة طابع اآلجال على جميع مقتضيات هذا القانون‪ ،‬فهذا القانون هو إجرائي وموضوعي‪ ،‬ولكنه‬
‫يتسم بطابع اآلجال‪ ،‬بحيث أن المشرع المغربي ميز بين العديد من اآلجال على اختالف أنواعها منها ما‬
‫يتعلق بآجال دعوة انعقاد جمعية الدائنين والتي تتحدد في يوم واحد أو ‪ 5‬أيام أو ‪ 10‬أيام وذلك باختالف‬
‫األحوال‪ ،‬ومنها ما يتعلق بآجال مصادقة المحكمة على المخطط والتي حددت مجملها في ‪ 10‬أيام‪ ،‬بصرف‬
‫النظر عن اآلجال األخرى‪.‬‬

‫في حقيقة األمر يالحظ أن الغاية التي يهدف إليها المشرع المغربي من خالل اقراره لهذه اآلجال‪ ،‬وأنها اجال‬
‫تتسم بقصر مدتها فهو دليل على إرادة المشرع المغربي في إنجاح مسطرة المعالجة وتسريع وسيلة المسطرة‬
‫خدمة للصالح العام وخدمة لمصلحة المقاولة ولمصالح الدائنين فن أجل استيفاء حقوقهم‪.‬‬

‫على اعتبار أن منح اجال طويلة قد يؤدي بالدائنين إلى التقاعس وهذا أمر يتناقض مع وتيرة اإلنقاذ‬
‫وخصوصية اإلنقاذ‪.‬‬

‫وعلى مستوى آخر نجد أن المشرع المغربي يهدف إلى تحقيق غاية مهمة أال وهي الحرص على تحقيق مبدأ‬
‫السرية‪ ،‬والدليل على ذلك ما جاب في المادة ‪ 613‬من القانون ‪ 17.73‬حينما نص على أنه ال يمكن استعمال‬
‫أي من المعلومات المشار إليها في المادة السابقة والمادة ‪ 619‬من هذا القانون في أي مسطرة أو دعوى ما‬
‫وأمام أي جهة كانت‪ ،‬إلى بموافقة الصريحة مالم يتعلق األمر بدين عمومي‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة‬
‫والغاية من وراء هذا التنصيص ه ي حماية المقاولة بالدرجة األولى ثم حماية الدائنين‪ ،‬الن من شأن شيوع‬
‫خبر تعرض المقاولة للتوقف عن الدفع ومن شأن أن غالبية المتعاملين مع المقاولة وباقي األشخاص أن‬
‫يكونوا على علم بوضعية المقاولة‪ ،‬وأنها متوقفة عن الدفع وأنها خاضعة لمسطرة المعالجة من شأن ذلك أن‬
‫ي ؤثرا بشكل سلبي على سمعتها التجارية وأن يلحق بها أضرار تتمثل أساسا في فقدان اسمها التجاري‬
‫وسمعتها وزبائنها‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫بعدما تم التطرق لألجهزة المتدخلة في مسللللاطر معالجة صللللعوبات المقاولة‪ ،‬وأيضللللا الطريقة التي يتم بها‬
‫افتتاح مسلللللللاطر معالجة صلللللللعوبات المقاولة‪ ،‬ومن يحق له تقديم طلب افتتاح هذه المسلللللللاطر في مواجهة‬
‫المقاولة المتوقفة عن دفع ديونها‪ ،‬ففي هذه المحاضلللللرة سلللللوف نتطرق إلى المآل الذي تؤول إليه مسلللللاطر‬
‫معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬أي الحل الذي سيتم اختياره بهذه انقاذ المقاولة‪.‬‬

‫مآل مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬


‫ذلك أن المحكمة لها أمران على مسللللللتوى اختيار الحل فإما تقدي باعتماد التسللللللوية القضللللللائية كآلية إلنقاذ‬
‫المقاولة المتوقفة عن دفع ديونها أو الحكم مباشللللرة بالتصللللفية القضللللائية في مواجهة هذه المقاولة وذلك إذا‬
‫كانت وضعيتها مختلة بشكل ال رجعة فيه‪.‬‬
‫المحكمة لها سلطة واسعة في البت في مصير المقاولة المتوقفة عن دفع ديونها‪ ،‬والتي تعترضها صعوبات‬
‫قد تجعلها في وضلللعية مختلة ويتعثر آنذاك انقاذها‪ ،‬بالرجوع إلى مقتضللليات المادة ‪ 622‬من مدونة التجارة‬
‫نجدها تملك صالحيات واسعة في بناء قناعاتها حتى يتسنى لها اختيار الحل األمثل‪ ،‬وذلك بناء على تقارير‬
‫التي تعرض عليها من طرف السللن ديك وأيضللا بعد االسللتماع إلى الجهات واألجهزة التي فرض عليها القيام‬
‫بذلك‪ ،‬فهي بذلك تسلللللللعى إلى إيجاد الحل األمثل إلنقاذ المقاولة إما عن طريق اعتماد أو الحكم بالتسلللللللوية‬
‫القضائية أو عن طريق الحكم بالتصفية القضائية‪.‬‬
‫ومن خالل الحل االول تختار المحكمة الحكم بالتسلللللللوية القضلللللللائية في مواجهة المقاولة المتوقفة عن دفع‬
‫ديونها‪ ،‬فهنا لها أمران‪ ،‬إما أن تعتمد خالل مرحة الت سوية الق ضائية مخطط اال ستمرارية‪ ،‬وهو الذي يهدف‬
‫إلى ضلللللمان اسلللللتمرارية المقاولة أو تفويتها إلى الغير إما بصلللللفة كلية أو بصلللللفة جزئية من خالل اعتماد‬
‫مخطط التفويت‪ ،‬وهذا ما يندرج في إطار ما يسمى بالتسوية القضائية‪.‬‬
‫أو اختيار الحل الثاني عندما يستحيل على المحكمة انقاذ المقاولة ويتضح لها أن وضعيتها مختلة بشكل ال‬
‫رجعة فيه أون مسللتوى الخصللوم يفوق مسللتوى األصللول المتواجدة داخل المقاولة‪ ،‬وأنه من المسللتحيل بما‬
‫كان انقاذ هذه المقاولة‪ ،‬حيث أند اك تعمل المحكمة على الحكم بالتصلفية القضلائية في مواجهة هذه المقاولة‪،‬‬
‫وذلك باالستماع إلى تقرير السنديك ورئيس المقاولة ومندوب االجراء‪.‬‬
‫وال يمكن أن تفرض على األشلللللللخاص الذين ينفذون المخطط ولو بصلللللللفة شلللللللريط تكاليف أخرى غير‬
‫االلتزامات التي تعاقد بشأنها عند اعداد هذا المخطط‪.‬‬
‫اختيار الحل األنسب للمقاولة‬

‫مرحلة اختيار الحل هي من أصعب المراحل والمواقف التي تكون فيها المحكمة في حيرة من أمرها‪ ،‬حيث‬
‫أنها باختيارها الحل تحدد مصير هذه المقاولة إما اإلنقاذ وإما التصفية‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫لذلك فاختيار الحل البد أن يكون مناسللبا ويشللكل عمليتا وعبئ يؤرق المحكمة أو جهاز القضللاء في اختيار‬
‫األنسب للمقاولة الخاضعة لمساطر المعالجة من الصعوبات‪ ،‬واختيار الحل يكون إما بالتسوية القضائية أو‬
‫التصفية القضائية‪.‬‬
‫التسوية القضائية‬

‫الجديد الذي تضلللللمنه القانون ‪ 17.73‬المتعلق بنسلللللخ الكتاب الخامس من مدونة التجارة فيما يتعلق بمخطط‬
‫االسللللتمرارية يتمثل فيما إذا كانت القرارات الصللللادرة عن المحكمة القاضللللية باالفتتاح مسللللطرة التسللللوية‬
‫القضللائية مصللاحبة لالسللتمرارية وفقا لمخطط االسللتمرارية سللتؤدي إلى فسللخ عقود الشللغل فإن هذا الفسللخ‬
‫يعتبر واقعا ألسباب اقتصادية وذلك على الرغم من كل مقتضى قانوني مخالف‪.‬‬
‫حيث أنه على الرغم من كون المشلللللرع المغربي اسلللللتثنى عقود الشلللللغل من العقود الجارية التنفيذ وأنه ال‬
‫يتعين فسخها تحت أي ضرف كان إال أنه بالمقابل أتاح إمكانية فسخها عند اعتماد مخطط االستمرارية من‬
‫طرف المحكمة شلللريطة أن تكون األسلللباب المؤدية إلى ذلك ذات طبيعة اقتصلللادية‪ ،‬إال أنه على الرغم من‬
‫ذلك فال يصبح هذا الفسخ ساري المفعول إال بعد أن يقوم السنديك بإشعار كل من المندوب اإلقليمي للشغل‬
‫وعامل العمالة أو اإلقليم المعني‪ ،‬ويحتفظ االجراء في هذه الحالة التي تم تسريحهم بجميع حقوقهم‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن الحكم القاضلللللي بعدم إمكانية تفويت األموال يتم تسلللللجيله أو تقييده بالسلللللجل التجاري‬
‫للمقاولة وعند االقتضاء يسجل أيضا بسجالت المحافظة على األمالك العقارية‪ ،‬وكذلك بالسجالت الخاصة‬
‫بتسلللجيل السلللفن والطائرات وباقي السلللجالت األخرى المعدة لهذا الغرض‪ ،‬كما أنه إذا كان من شلللأن تغيير‬
‫أهداف وسللللائل مخطط االسللللتمرارية التأثير بشللللكل سلللللبي على التخفيضللللات أو اآلجال والتي وافق عليها‬
‫الدائنون فإنه يتعين على السللللنديك اسللللتدعاء جمعية الدائنين وفقا للمادتين ‪ 609‬و‪ 610‬من القانون ‪،17.73‬‬
‫على أنه يمكن للمحكمة أن تقضلللللللي بفسلللللللخ مخطط االسلللللللتمرارية في حالة عدم تنفيد المقاولة اللتزاماتها‬
‫المحددة في مخطط االسللتمرارية‪ ،‬أو إن لم تحترم أجل تنفيذها وذلك بعد االسللتماع لألطراف وألي شللخص‬
‫يهمه األمر أو بعد استدعائهم بكيفية قانونية‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن عملية التصلللللللريح بالديون باعتبارها من األمور من األمور الواجبة على الدائنين‪ ،‬في‬
‫حالة فسللللخ مخطط االسللللتمرارية فإن المشللللرع المغربي عمل على حماية الدائنين الخاضللللعين إلى مخطط‬
‫التفويت حتى يتسلللللللنى لهم اسلللللللتيفاء هذه الديون بحيث ألزمهم بمقتضلللللللى المادة ‪ 634‬من القانون ‪17.73‬‬
‫بضرورة التصريح بكامل ديونهم وأيضا بضماناتهم‪ ،‬وذلك بعد خصم المبالغ التي تم استيفاؤها بما في ذلك‬
‫الديون الناشئة خالل فترة ا عداد الحل‪ ،‬والتي لم يتم اداؤها‪ ،‬والعبرة وراء ذلك رغبة المشرع في حماية هذه‬
‫الفئللة من الللدائنين لكونهم اظهروا حسلللللللن نيتهم ورغبتهم في االسلللللللتمرار في التعللامللل مع المقللاولللة رغم‬

‫‪87‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫خضلللوعها لمسلللطرة اإلنقاذ‪ ،‬كما أن الدائنين الناشلللئة ديونهم بعد الحكم بفتح مخطط االسلللتمرارية اصلللبحوا‬
‫ملزمين بأن يصرحوا بديونهم إلى السنديك‪.‬‬
‫المالحظ أن الحكم القاضي بالت سوية الق ضائية يهدف باأل ساس إلى ضمان ا ستمرارية ن شاط المقاولة وذلك‬
‫إما بإسللللعافها وإنقاذها‪ ،‬وهي تكون بين يدي مالكها أو صللللاحبها وهو رئيس المقاولة سللللواء لسللللبب النظر‬
‫والبت في مشلللروع مخطط اإلنقاذ أو م خطط االسلللتمرارية‪ ،‬أو عن طريق إخراجها من بين يديه ومن تحث‬
‫سلطته والقيام بتفويتها للغير إما بصفة كلية أو صفة جزئية‪.‬‬
‫الهدف األسلللللاسلللللي الذي يسلللللعى من خالله الحكم القاضلللللي بالتسلللللوية القضلللللائية من خالل اعتماد مخطط‬
‫االسللللتمرارية هو ضللللمان االسللللتمرارية‪ ،‬أي ضللللمان اسللللتمرارية المقاولة في مزاولة نشللللاطها‪ ،‬بحيث أن‬
‫المشلللللللرع المغربي أجاز للمحكمة من خالل المادتين ‪ 570‬و‪ 624‬من مدونة التجارة الحكم باعتماد مخطط‬
‫اإلنقاذ أو مخطط االسلللللللتمرارية‪ ،‬وذلك عندما يكون بمقدور رئيس المقاولة وباعتباره المدين انقاذ مقاولته‬
‫ويضمن استمرارية نشاطها‪.‬‬
‫فإذا كان هذا هو ال حل المناسلللللللب فإنه يجب على رئيس المقاولة باعتباره المدين‪ ،‬أو المسللللللليرين أو أحد‬
‫المسلللليرين أن يكون مؤهال إلنقاذ المقاولة وألن يسللللتطيع الوفاء وأداء خصللللومها في ظروف مواتية وعند‬
‫اجل استحقاقها‪.‬‬
‫اذن نالحظ أن المشرع المغربي اسوة بنظيره الفرنسي‪ ،‬ينتصر بداية لمبدأ ضمان استمرارية نشاط المقاولة‬
‫بصاحبها‪ ،‬أي أن المشرع المغربي من خالل اقراره لمخطط االستمرارية وذلك من اجل ضمان استمرارية‬
‫المقاولة في أداء نشلللاطها فسلللح المجال لرئيس المقاولة من أجل االشلللراف على ضلللمان اسلللتمرارية نشلللاط‬
‫المقللاولللة‪ ،‬سلللللللواء تعلق األمر بمللآل المقللاولللة بعللد اعتمللاد مخطط اإلنقللاذ أو من خالل اعتمللاد مخطط‬
‫االستمرارية‪.‬‬
‫لكن بالرجوع إلى مقتضللللللليات المادة ‪ 570‬من مدونة التجارة نجدها تحيل فيما يتعلق بالنتائج القانونية‬
‫المترتبة عن اعتماد مخطط اإلنقاذ على كل احكام مخطط االسلللللللتمرارية‪ ،‬سلللللللواء فيما يتعلق بمدة تنفيذ‬
‫المخططين‪ ،‬بحيث تم حصللره بالنسللبة لمخطط اإلنقاذ في ‪ 5‬سللنوات كحد أقصللى و‪ 10‬سللنوات كحد أقصللى‬
‫بالنسبة لمخطط االستمرارية‪.‬‬
‫من جهة أخرى فيتعين علينا الوقوف عند مضلللللمون مخطط االسلللللتمرارية‪ ،‬فإذا كان مخطط االسلللللتمرارية‬
‫يروب في األسلللللاس إلى انقاذ المقاولة فالبد من الوقوف عند أهداف ومضلللللمون هذا المخطط على أن نقف‬
‫ونسلط الضوء فيما بعد على المآل الذي ستؤول إليه المقاولة بعد اعتماد مخطط االستمرارية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫مخطط االستمرارية‬

‫قبل التطرق إلى مضلللمون مخطط االسلللتمرارية ال بأس بأن نشلللير إلى أن مخطط االسلللتمرارية يعتبر من‬
‫الحلول التي تعتمده المحكمة لمسللاعدة المقاولة المفتوحة ضللدها مسللطرة المعالجة‪ ،‬ذلك بعد حصللر مخطط‬
‫التسوية القضائية‪.‬‬
‫وهذا األخير يكت سي بعد اقت صاديا واجتماعيا وقانونيا هدفه الحفاظ ما أمكن على الم صالح المتواجدة داخل‬
‫المقاولة بهدف ضلللمان اسلللتمرارية المقاولة في أداء نشلللاطها‪ ،‬فمخطط االسلللتمرارية يحتمل إمكانية ادخال‬
‫تعديالت وتغييرات على تسليير المقاولة حسللب ما جاء في مقتضلليات المادة ‪ 624‬من القانون ‪ 17.73‬وذلك‬
‫إن اقتضى الحال‪.‬‬
‫كما أنه يمكن أن يرفق الحكم القاضللي باعتماد مخطط االسللتمرارية عند االقتضللاء بتوقيف أو إضللافة بعض‬
‫فروع النشللللاط الذي كانت تزاوله هذه المقاولة‪ ،‬كما أنه في حالة تعديل نظام األسللللاسللللي للمقاولة وفق ما تم‬
‫تبنيه في مخطط االستمرارية يجب على السنديك أن يقوم في هذه الحالة بدعوة الجمعية العمومية المختصة‬
‫للقيام بهذا التعديل‪ ،‬وذلك بحسب نوع الشركة أو المقاولة بهدف ضمان االنسجام مع مقتضيات المادة ‪627‬‬
‫من القانون ‪.17.73‬‬
‫كما أنه ال يمكن تغيير أهداف ووسللللائل مخطط االسللللتمرارية إال بمقتضللللى حكم صللللادر عن المحكمة التي‬
‫قضلللللت بافتتاح مسلللللاطر المعالجة في مواجهة المقاولة المتوقفة عن الدفع‪ ،‬وذلك بناء على طلب من رئيس‬
‫المقاولة أو من السلللللللنديك طبقا لمقتضللللللليات المادة ‪ 629‬من القانون ‪ ،17.73‬شلللللللريطة أال يتجاوز مخطط‬
‫االستمرارية هنا ‪ 10‬سنوات كحد أقصى‪.‬‬
‫وطبقا لما جاء في المادة ‪ 629‬من نفس القانون يمكن للمحكمة أن تقضللي بفسللخ مخطط االسللتمرارية إذا لم‬
‫تفي المقاولة بالتزاماتها المحددة في هذا المخطط‪ ،‬وذلك إما بكيفية تلقائية أو بناء على طلب من أحد الدائنين‬
‫وبعد االستماع إلى السنديك‪ ،‬وعند ادن تقضي المحكمة بالتصفية القضائية للمقاولة‪.‬‬
‫من جهة أخرى فمخطط االسلتمرارية يروم إلى تحقيق ثالثة أمور‪ ،‬األول هو تصلفية الخصلوم‪ ،‬بمعنى أداء‬
‫الديون المترتبة في ذمة المقاولة‪ ،‬والثاني إعادة هيكلة المقاولة‪ ،‬ثم الثالث إمكانية تسلللللللريح العمال وذلك‬
‫ألسباب اقتصادية‪.‬‬
‫األثار أو النتائج المترتبة عن مخطط االستمرارية‬

‫اعتماد مخطط االسلللللللتمرارية أو مخطط اإلنقاذ تترتب عنه جملة من النتائج واآلثار الهامة‪ ،‬أولها تصلللللللفية‬
‫الخصللللوم‪ ،‬ذلك أن المحكمة التجارية التي قضللللت باعتماد مخطط االسللللتمرارية أو مخطط اإلنقاذ‪ ،‬فهي ال‬
‫تنطق بهذا المخطط أو مخطط االسلللللللتمرارية إال إذا ابان فعال المدين عن إمكانيات جدية وحقيقية إلنقاذ‬

‫‪89‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫المقاولة أو لتسللللديد خصللللومها طبقا لما ورد في المادة ‪ 624‬من القانون ‪ ،17.73‬ويتعلق األمر هنا بالديون‬
‫الناشئة قبل الحكم بفتح مسطرة القضائية‪.‬‬
‫في حين أن الديون الناشللئة بعد حصللر مخطط االسللتمرارية فهي تخضللع للقواعد العامة‪ ،‬وبالرجوع للمادة‬
‫‪ 630‬من مدونة التجارة فالمحكمة تشلللللللهد على اآلجال والتخفيضلللللللات الممنوحة من قبل الدائنين خالل‬
‫االستشارات الفردية أو الجماعية التي كان السنديك قد قام بها أثناء فترة تشخيص واعداد اعداد الحل‪.‬‬
‫والمحكمة لها من السللللللللطة التقديرية ما يخول لها القيام بخفض التخفيض في اآلجال أو التخفيض في منح‬
‫آجال جديدة‪ ،‬أو في الديون متى اقتضت مصلحة المقاولة ذلك مراعاة لمبدأ المساوات بين الدائنين‪ ،‬مع العلم‬
‫أن الدائنين الدين قبلوا منح اآلجال أو التخفيضلات من ديونهم‪ ،‬فبالنسلبة للذين رفضلوا منح آجال جديدة لهذه‬
‫المقاولة أو تخف يضلللللللات فالمحكمة لها سللللللللطة حق فرض آجال موحد على جميع الديون أو جميع الدائنين‬
‫شريطة أال تتجاوز مدة التسديد األطول لهذه الديون التي منحها الدائنون للمدين قبل فتح المسطرة القضائية‬
‫فيما يخص الديون المؤجلة‪.‬‬
‫لكن يمكن أن تتجاوز اآلجال المفروضللة من قبل المحكمة مدة تنفيذ المخطط متى كانت مدة هذا األخير تقل‬
‫عن ‪ 10‬سنوات بحيث أن أقصى مدة لتنفيذ مخطط االستمرارية هي ‪ 10‬سنوات‪ ،‬وتخضع اآلجال الموحدة‬
‫المفروضلللللللة من قبل المحكمة طبقا للمادة ‪ 630‬من القانون ‪ ، 17.73‬كل الديون سلللللللواء كانت عادية أو‬
‫مضللمونة‪ ،‬ويتعين في هذه الحالة أن يتم سللداد أول األقسللاط بالنسللبة لتلك التي فرضللت المحكمة عليها أجل‬
‫موحدة داخل سنة‪.‬‬
‫هذا وقد عمل المشللللرع المغربي على تقييد سلللللطة المحكمة فيما يخص ديون المقاولة بحيث لم يمنح لها أن‬
‫تفرض على الدائنين تخفيضللللللات على ديونهم مالم يرتدو ويوافقوا على ذلك‪ ،‬وذلك عند اسللللللتشللللللارتهم من‬
‫طرف السنديك‪.‬‬
‫فالمحكمة إن كانت لها السللللللللطة طبقا لما جاء في المادة ‪ 630‬من مدونة التجارة‪ ،‬بأن تفرض آجال موحدة‬
‫على الدائنين الذين رفضللوا منحها بشللكل اختياري فإن سلللطتها تضللل مقيدة في مدى الزامهم بالتخفيض من‬
‫ديونهم‪.‬‬
‫المالحظ أن المشلللرع المغربي خالل التخفيضلللات التي فرضلللها على الدائنين إلنجاح مخطط االسلللتمرارية‬
‫نجد هذه األخيرة مقرونة بإنقاذ المقاولة المتعثرة‪ ،‬لكن إذا عمد المدين إلى تفويت أموال المقاولة المتقفلة‬
‫بالديون فإنه لم يعد تمت من مصلحة في المقاولة المتعثرة‪ ،‬وبالتالي ال يجب أن يطلب من الدائنين أصحاب‬
‫هذه االمتيازات لالسلللللللتمرار في التضلللللللحية فيما يخص ديونهم على تلك األموال المفوتة‪ ،‬في حين فرض‬
‫القانون على هؤالء تقديم تضحيات من أجل انقاذ المقاولة المتعثرة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫النتيجة الثانية أو اآلثار الثاني الذي يتضمنه مخطط االستمرارية وإعادة هيكلة المقاولة‪ ،‬المشرع عمل على‬
‫إ عادة هيك لة المقاو لة من خالل اعت م اد مخطط االسلللللللتمرارية‪ ،‬ذ لك أن هذا المخطط يمكن أن ينجح عبر‬
‫الحفاظ على الوضللللع القانوني للمقاولة والذي كان قائما قبل اعتماد المخطط‪ ،‬لكن المشللللرع المغربي ارتأى‬
‫أن يعطي للمحكمة سلللللطات واسللللعة بهدف إعادة هيكلة هذه المقاولة ان اتضللللح للمحكمة أن إنجاح مخطط‬
‫االسلللللللتمرارية يتطلب ذلك‪ ،‬فالمحكمة بناء على ما جاء في المادة ‪ 624‬من مدونة التجارة لها أن تقضلللللللى‬
‫بفرض التغييرات وهذه التغييرات ترى المحكمة أن من االزم إدخالها على تسللللليير المقاولة في اطار إعادة‬
‫هيكلتها‪ ،‬ومن تم فلهى أن تقرر التعديالت الواجب إدخالها على النظام األسلللاسلللي للمقاولة‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يسللتلزم األمر من السللنديك أن يعمل على اسللتدعاء الجمعية العامة لالنعقاد ويتحدد نوع هذه الجمعية حسللب‬
‫درجة التعديل المطلوب‪ ،‬حيث اذا كان سلللللليمس النظام األسللللللاسللللللي فإنه يتعين دعوة الجمعية العامة الغير‬
‫العادية‪.‬‬
‫كما أن المحكمة يحق لها فرض تغيير مسير أو بعض المسيرين‪ ،‬إما لقلة تجريبهم أو سوء تصرفاتهم وألي‬
‫سبب آخر يتعارض مع مصلحة المقالة ومع اهداف مخطط االستمرارية‪ ،‬وال تقف سلطة المحكمة عند هذا‬
‫األمر ‪ ،‬بل لها سللللطات واسلللعة تتعلق في ادخال التعديالت المتعلقة بضلللمان نجاح تسللليير المقاولة أو تغيير‬
‫نظامها األساسي بالنسبة للشركات‪.‬‬
‫وأيضللا تمتد حتى إلى الدمة المالية للمقاولة بحيث تسللتطيع أن تمارس نوعا ما من التغييرات أو القيود على‬
‫أموال المقاولة‪ ،‬فالحكم القاضي باعتماد مخطط االستمرارية قد يقيد من سلطات رئيس المقاولة بحيث يقوم‬
‫بمنعه من تفويت األموال التي تعتبرها المحكمة أموال ضللرورية السللتمرارية المقاولة دون ترخيص منها‪،‬‬
‫وذلك طيلة مدة تحددها المحكمة لهذا األساس‪.‬‬
‫هكذا يتضللح لنا أن المنع من تفويت المقرر بمقتضللى المادة ‪ 626‬من مدونة التجارة ليس تفويتا عاما‪ ،‬وإنما‬
‫هو محدد فيما يتعلق ببعض األموال ولمدة معينة‪ ،‬كما أنه ال يتم بشلللللللكل تلقائي بل البد أن يكون بناء على‬
‫حكم صلللللادر عن المحكمة‪ ،‬وهذه األخيرة يحق لها وقت ما شلللللاءت أن تتراجع عن هذا القرار‪ ،‬أي قرارها‬
‫المتعلق بمنع من التفويت إذا رأت من خالل التقارير المرفوعة عليه من السلللللللنديك أنه لم يعد الحاجة بتات‬
‫في االستمرار في هذا المنع‪.‬‬
‫المشللرع المغربي هاجسلله األسللاسللي هو حماية المتعاملين مع المقاولة الخاضللعة لمخطط االسللتمرارية‪ ،‬وال‬
‫سليما أنه ما دامت بعض أموال المقاولة غير قابلة للتفويت بناء على قرار المحكمة‪ ،‬لذلك المشلرع المغربي‬
‫عمل على ضللللرورة فرض تقييد عدم إمكانية تفويت هذه األموال بالسللللجل التجاري ورتب على عدم القيام‬
‫بذلك جز اء البطالن‪ ،‬ويتمثل في بطالن كل عقد يعتبر في نظره خرقا لقاعدة عدم قابلية التفويت‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫االثار الثالث أو النتيجة الثالثة التي يتضلللللمنها أو تترتب عن مضلللللمون مخطط االسلللللتمرارية وهي إمكانية‬
‫تسلللريح العمال‪ ،‬مخطط االسلللتمرارية يعكس بجالء كاختيار لتسلللوية وضلللعية المقاولة المتوقفة عن الدفع‪،‬‬
‫يعكس بجالء التوجه الجديد الذي تبناه المشرع المغربي من خالل التعديل الجديد للكتاب الخامس من مدونة‬
‫التجارة‪ ،‬بحيث أن المشلللرع تبنى من هذا النظام موقفا يهدف باألسلللاس إلى بث الروح في المقاولة وإمكانية‬
‫تسريح العمال بناء على شروط وأسباب جدية تستدعي ذلك‪.‬‬
‫بحي ث أن المحكمة أصبح لها الحق إن اتضح لها انه هناك أسباب حقيقية وجدية تمنح لها الخيار بأن تسرح‬
‫نوعا من العمال وأن تسللريح العمال من شللأنه أن يؤدي إلى تحقيق وضللعية سللليمة للمقاولة وإنقاذ المقاولة‪،‬‬
‫فهنا المشرع عمل على التضحية بمناصب الشغل بهدف اإلبقاء على المقاولة وأيضا محاولة تسوية وضعية‬
‫الدائنين‪.‬‬
‫من جهة أخرى نجد أن المشللللرع المغربي بعدما كانت المادة ‪ 590‬من مدونة التجارة تؤدي أو تقضللللي بأن‬
‫عقود العمل إذا مانت سللتؤدي على مسللتوى فسللخها‪ ،‬فإنه يجب تطبيق القواعد المنصللوص عليها في مدونة‬
‫الشغل‪.‬‬
‫في حين أن هذا العيب الشلللللكلي والمسلللللطري تم تفاديه من خالل القانون الجديد رقم ‪ ،17.73‬ال سللللليما في‬
‫المقتضللللليات المتعلقة بتسلللللريح العمال‪ ،‬حيث المادة ‪ 624‬نصلللللت على أنه إذا كانت القرارات المصلللللاحبة‬
‫لال ستمرارية المذكورة سيؤدي إلى ف سخ عقود ال شغل فإن هذا الف سخ سوف يعتبر واقعا أل سباب اقت صادية‬
‫على الرغم من كل مقتضلللى مخالف أو شلللرط تعاقدي‪ ،‬لكن هذا الفسلللخ ال يصلللبح سلللاريا إلى إذا تم توجيه‬
‫اشلللللللعار بذلك إلى كل من المندوب اإلقليمي للشلللللللغل وعامل العمالة أو اإلقليم المعني ويحتفظ االجراء‬
‫المفصولون بكل الحقوق المخولة لهم‪.‬‬
‫ومخطط االستمرارية هو المحدد لمآل المقاولة إما يتم تنفيذ المخطط بعدما يتم حصره أو يتم فسخه‪ ،‬أي أن‬
‫مخطط االستمرارية ينتهي إما بالقفل عند التنفيذ أو بالفسخ عند عدم تنفيذه‪.‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬وهي القفل عند التنفيذ‪ ،‬فإنه يترتب على تنفيذ مخطط االسلللللللتمرارية قفل المسلللللللطرة وذلك‬
‫بواسلللللطة حكم قضلللللائي طبقا لما جاء في المادة ‪ 573‬من مدونة التجارة‪ ،‬بالنسلللللبة لمخطط اإلنقاذ وأيضلللللا‬
‫لمخطط االسلللتمرارية‪ ،‬في هذه الحالة يسلللترجع المدين أو رئيس المقاولة كل سللللطاته التي كانت قد مسلللتها‬
‫وفرضت عليها قيود لسبب تنفيذ هذا المخطط‪ ،‬وذلك قبل مرحلة التشخيص‪.‬‬
‫المحكمة لها أيضلللا االمكانية خالل سلللريان سلللواء مخطط اإلنقاذ أو مخطط االسلللتمرارية طبقا لما جاء في‬
‫المادة ‪ 629‬من القانون ‪ ، 17.73‬أن تدخل على هذا المخطط تعديالت سللواء من حيث األهداف أو الوسللائل‬
‫إما بطل من ال سنديك أو بناء على طلب من رئيس المقاولة‪ ،‬وهذا ما يدل على المرونة التي سلكها الم شرع‬
‫المغربي في تنفيذ مخطط االستمرارية‪ ،‬ال سيما وأ ن تنفيذ هذا المخطط قد يستغرق وقت طويال من الزمان‪،‬‬
‫‪92‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫فهذه المرونة تتعلق بالخصلللللللوص ببعض الحاالت الخفيفة والتي ال يمكن أن تأثر على األمور الجوهرية‬
‫المتضمنة ضمن مخطط االستمرارية‪.‬‬
‫فإذا كان من شللأن تغيير أهداف ووسللائل هذا المخطط التأثير بشللكل سلللبي على التخفيضللات أو اآلجال التي‬
‫وافق عليها الدائنون‪ ،‬وجب على السنديك استدعاء جمعية الدائنين‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬وهي الفسلللللللخ عند عدم تنفيذه‪ ،‬فعدم قيام المدين أي رئيس المقاولة بتنفيذ التزاماته الناجمة‬
‫والمترتبة عن مخطط اإلنقاذ ومخطط االسللللللتمرارية‪ ،‬يؤدي إلى فسللللللخ هذين المخططين‪ ،‬بحيث أن فسللللللخ‬
‫م خطط اإلنقاذ أو مخطط االسللللتمرارية هو بمثابة جزاء عقدي فرضلللله المشللللرع على رئيس المقاولة وذلك‬
‫بشروط ورتب على ذلك جملة من النتائج‪.‬‬
‫الشروط التي فرضها المشرع المغربي واستلزمها لفسخ مخطط اإلنقاذ وكذا مخطط االستمرارية‪ ،‬هي تلك‬
‫التي جاءت في المادتين ‪ 573‬و‪ 634‬من مدونة التجارة‪ ،‬حيث أن المشلللللللرع منح االمكانية للمحكمة أن‬
‫تقضي بفسخ هذين المخططين شريطة توفر شروط معينة‪.‬‬
‫‪ .1‬في ال حا لة التي يقوم في ها ال مدين أي رئيس المقاو لة ب عدم تنفيذ االلتزا مات الناج مة عن مخطط‬
‫اإلنقاذ أو مخطط اال ستمرارية‪ ،‬ال سيما االلتزامات المادية منها‪ ،‬كعدم ت سديد الديون المتفق عليها‪،‬‬
‫أو االلتزامات الغير المالية كإحداث تغييرات في بنية وهيكلة المقاولة‪ ،‬يتم أيضلللللللا فصلللللللخ هذين‬
‫المخططين إذا توفر شرط آخر‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يتم تقديم ط لب ي هدف إلى فسلللللللخ هدين المخططين إ ما من طرف أ حد ا لدائنين أو من طرف‬
‫المحكمة تلقائيا‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يتم االستماع إلى السنديك من طرف المحكمة‪.‬‬
‫‪ .4‬ضرورة استدعاء رئيس المقاولة‪.‬‬
‫وما ينبغي اإلشارة إليه في هذا اإلطار أن المحكمة يجوز لها ويحق لها أن تقضي بالفسخ بصفة تلقائية‪ ،‬كما‬
‫يمكن لها أن ترفض طلب الفسلللللخ المقدم لها من طرف أحد الدائنين‪ ،‬وهذا ما يؤكد الطابع التعاقدي لمخطط‬
‫اإلنقاذ أو مخطط االستمرارية‪ ،‬وهو ما نستشفه من خالل المادتين ‪ 573‬و‪ 634‬من القانون ‪.17.73‬‬
‫إذا كان المشللللللرع قد رتب الفسللللللخ كجزاء على عدم تنفيذ مخطط اإلنقاذ أو مخطط االسللللللتمرارية وفرض‬
‫شروطا لترتيب هذا الفسخ فإنه بالمقابل رتب جملة من النتائج واآلثار عن فسخ هذين المخططين‪.‬‬
‫فبالنسلللبة لمخطط اإلنقاذ‪ ،‬من اآلثار التي تترتب في هذا الصلللدد هو ما نلمسللله من خالل المادة ‪ ،573‬والتي‬
‫بقراءة ما جاء فيها نسلللللتشلللللف ونخلص إلى أن المحكمة وهي تنطق بفسلللللخ مخطط اإلنقاذ بعدما تأكد لديها‬
‫وتحقق لديها شللروط الفسللخ‪ ،‬فهنا يحق لها أن تقرر إما تحويل هذا المخطط إلى مخطط التسللوية أو مخطط‬
‫التصفية‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫وعدم تنفيد المقاولة اللتزامات المحددة في مخطط اإلنقاذ أو عدم احترام السلللللقف الزمني المحدد من طرف‬
‫المحكمة لتنفيذ هذا المخطط يجعل المقاولة بصللللللفة تلقائية أوتوماتيكية في حالة توقف عن الدفع‪ ،‬وتصللللللبح‬
‫وضعيتها من قبيل وضعية المقاوالت المختلة بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬ومن تم تخضع ألحكام التسوية القضائية‬
‫أو التصفية القضائية بحسب درجة االختالل والصعوبات التي تعرفها وضعية هذه المقاولة‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق باآلثار المترتبة عن فسللللخ مخطط االسللللتمرارية‪ ،‬فيترتب عن مخطط االسللللتمرارية نتيجتين‬
‫هامتين‪:‬‬
‫‪ .1‬التصريح الجبري بالتصفية القضائية‬
‫‪ .2‬أن يخضللع الدائنون لنظام التصللريح بالديون ويشللمل التصللريح هنا الدائنون الخاضللعون للمخطط‬
‫بالدرجة األولى‪ ،‬بحيث يصلللرحون بكامل ديونهم وضلللماناتهم‪ ،‬كما يشلللمل تصلللريح الدائنين الدين‬
‫نشأت ديونهم بعد الحكم بفتح مخطط االستمرارية‪ ،‬وذلك بعض خصم المبالغ التي تم استيفاؤها إما‬
‫في إطار التوزيعات التي تمت وفق حكم حصلللللر مخطط االسلللللتمرارية أو تلك التي تم اداؤها أتناء‬
‫تنفيذ المخطط‪ ،‬وبالمناسللبة يخضللع دائنو المقاولة لنفس إجراءات التصللريح عندما يتم فسللخ مخطط‬
‫االستمرارية‪.‬‬
‫مخطط تفويت المقاولة‬

‫يعتبر مخطط تفويت المقاولة من الحلول التي تختارها المحكمة بمناسلللللبة اعتماد التسلللللوية القضلللللائية‪ ،‬هذه‬
‫األخيرة التي تقوم إما على اعتماد مخطط االسلللللللتمرارية الذي سلللللللبق دراسلللللللته أعاله‪ ،‬أو باعتماد مخطط‬
‫التفويت‪.‬‬

‫يعتبر مخطط التفويت أحد الحلول الممكنة لمعالجة مسللللاطر معالجة صللللعوبات المقاولة‪ ،‬بحيث أنه إذا كان‬
‫مخطط االسلللللللتمرارية ي هدف إلى ن فس ال هدف ا لذي تسلللللللعى إلى تحقيقه المحك مة من وراء تبني مخطط‬
‫التفويت‪ ،‬وذ لك عبر احتفاظ ال مدين بم لك المقاو لة‪ ،‬فإن مخطط التفويت يكون أيضلللللللا يرمي إلى ح ماية‬
‫المقاولة وإنقاذها لكن على أسلللللاس تغيير مالك المقاولة‪ ،‬بحيث ال يتم االحتفاظ بالمالك‪ ،‬ألن المقاولة سللللليتم‬
‫تفويتها إلى االغيار إما تفويتا كليا أو تفويتا جزئيا ذلك بهدف استمرارية نشاطها واخراجها من ذمة المالك‪.‬‬

‫المحكمة عندما يتضح لها أن فرصة ضمان استمرارية المقاولة هو تبني مخطط التفويت‪ ،‬وذلك نتيجة لعدم‬
‫قدرة المدين على ضللمان سللير حسللن تدبيرها وتسلليرها وأيضللا تمويلها‪ ،‬أو أن هناك بعض الدائنين رفضللوا‬
‫تقديم تنازالت أو تضحيات بهدف انقاذ المقاولة‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫في هذه الحالة ال يسلللع المحكمة إال أن تقضلللي باعتماد مخطط التفويت حينما تكون وضلللعية المقاولة مختلة‬
‫بشلللكل ال رجعة فيه‪ ،‬وفي هذا اإلطار يتضلللح لنا أن المشلللرع المغربي من خالل تبني مخطط التفويت نجده‬
‫قد حدد ن وعين من التفويت‪ ،‬هناك التفويت الكلي والتفويت الجزئي‪ ،‬ول كل من ها هدف معين مع العلم أن‬
‫هناك شللللروط موضللللوعية وشللللكلية يجب مراعاتها بإعمال مخطط التفويت‪ ،‬وهذا ما يترتب عنه في نهاية‬
‫المطاف جملة من اآلثار‪ ،‬سواء بالنسبة للمفوت إليه أو بالنسبة لألغيار‪.‬‬

‫فيما يتعلق بأهداف وأنواع التفويت‪ ،‬على مسلللللللتوى اهداف مخطط التفويت نجد أن القانون ‪ 17.73‬حدد‬
‫اهداف وغايات أشللللار إليها في مضللللمون المادة ‪ 653‬من القانون ‪ ،17.73‬بحيث أن هذا القانون يهدف من‬
‫وراء اعتماد مخطط التفويت إلى اإلبقاء على النشللللاط الذي من شللللأنه أن يسللللتغل بشللللكل مسللللتقل من أجل‬
‫المحافظة على كل أو بعض مناصب الشغل الخاصة بذلك النشاط‪ ،‬وأيضا ابراء ذمة المقاولة من الخصوم‪.‬‬

‫وتندرج أيضا أهداف مخطط التفويت في إطار األهداف العامة لمساطر معالجة صعوبات المقاولة باستثناء‬
‫مسللطرة التصللفية القضللائية‪ ،‬فالمحكمة من خالل المادة ‪ 635‬من القانون ‪ 17.73‬تقضللي إما بالتفويت الكلي‬
‫لوحدة اإلنتاج أو األصول‪ ،‬أو التفويت الجزئي لنشاط أو قطاع مهين من أنشطة المقاولة‪.‬‬

‫بالنسللللبة للتفويت الكلي فنكون أمام تفويت كلي يتضللللمن كل عناصللللر اإلنتاج أو األصللللول التي تتكون منها‬
‫المقاولة‪ ،‬ويتضمن كل أصول المقاولة التي تصلح لإلبقاء على نشاط هذه األخيرة أو يؤدي إلى حل الشركة‬
‫كما جاء في المادة ‪ 641‬من القانون ‪ 17.73‬وما تبقى من هذه األصول أي العناصر الغير الصالحة لإلبقاء‬
‫على النشللللاط المقاولة فيتم بيعها بشللللكل منفرد ومسللللتقل وال تخضللللع ألحكام التفويت وانما احكام التصللللفية‬
‫القضائية‪.‬‬

‫أما التفويت الجزئي فيهم فقط تفويت مجرد قطاع أو نشلللللاط من أنشلللللطة المقاولة ويتعلق األمر هنا بتفويت‬
‫عناصللللر اإلنتاج أو األصللللول التي تكون قطاع أو عدة قطاعات ألوجه كاملة ومسللللتقلة‪ ،‬عن هذا النوع من‬
‫التفويت في إطار مخطط االستمرارية أن يشمل في شق منه تفويت بعض القطاعات التي تشكل وحدة انتاج‬
‫مستقلة وال يترتب في هذه الحالة على ذلك حل المقاولة‪.‬‬

‫وفي حالة اعتماد التفويت الكلي لوحدات انتاج المقاولة أو التفويت الجزئي لها‪ ،‬وذلك دون حصلللللللر مخطط‬
‫يضللمن اسللتمرار المقاولة وبقاء بعض األموال خارج هذه المسللطرة فإن السللنديك حسللب الفقرة األخير من‬
‫المادة ‪ 635‬من القانون ‪ ،17.73‬يبقى ه و المخول له قانونا ممارسلللللللة دعاوى المتعلقة بها وبيعها وفق‬
‫مسطرة التصفية القضائية‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫وإذا كان المشرع قد حدد اهداف من وراء اعتماد مخطط التفويت وحدد أنواع التفويت الذي يمكن تبنيه من‬
‫طرف المحكمة بهدف انقاذ المقاولة فإنه بالمقابل حدد شللروط من اجل إعمال هذا المخطط‪ ،‬وهناك شللروط‬
‫موضوعية وأخرى شكلية‪.‬‬

‫فإذا كان من شأن تقديم عروض تفويت من قبل االغيار بمجرد صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية‬
‫القضلللائية‪ ،‬فكيفية تقديم هذه العروض تخضلللع لضلللوابط وقواعد البد أن تراعي مبدأ الشلللفافية‪ ،‬وأن تراعي‬
‫مبدأ المصداقية والتنافسية بشكل أفضل‪.‬‬
‫الشروط الموضوعية‬

‫بالنسبة لهذه الشروط يمكن اجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫ال يمكن اعتماد مخطط التفويت إلى حينما ال اختيار مخطط االسلللللللتمرارية‪ ،‬فحينما ال يكون بمقدور المدين‬
‫أو ال يريد االستمرار في استغالل المقاولة عبر مخطط االستمرارية‪ ،‬يمكن اعتماد مخطط التفويت‪ ،‬كما أنه‬
‫ال يمكن ا عت ماد هذا المخطط إال حين ما تكون المقاو لة قاب لة للم عال جة عن طريق هذا التفويت‪ ،‬فهو ليس‬
‫وسيلة للكسب إنما هو إمكانية جديدة إلنقاذ المقاولة‪.‬‬

‫يجب أن يكون التفويت دو طابع شمولي وال ينصب على عنصر أو عناصر أو أصول مستقلة أو منعزلة‪،‬‬
‫فالتفويت الذي يعتد به كحل لضلللمان اسلللتمرارية المقاولة هو الذي يشلللمل العناصلللر التي تشلللكل قطاع أو‬
‫قطاعات‪ ،‬كما أنه من جهة أخرى ال يمكن الحكم لمخطط التفويت إال إذا كان من شلللأن ذلك أن يحافظ على‬
‫ن شاط المقاولة وأي ضا المحافظة على منا صب ال شغل المتواجدة بها وت صفية خصوم مقاولة في حدود ثمن‬
‫التفويت وليس أداء كل الديون‪.‬‬
‫الشروط الشكلية‬

‫ال يمكن اعتماد مخطط التفويت إلى إذا احترمت هذه الشلللروط وتمت مراعاتها‪ ،‬والشلللروط الشلللكلية تتعلق‬
‫بقديم العروض‪ ،‬فبالرجوع إلى المادة ‪ 636‬نجدها حددت الشلللكليات التي يعينها بخصلللوص اعتماد مخطط‬
‫التفويت‪ ،‬بحيث أنه يتم ابالغ السنديك بطلبات العروض داخل أجل يحدده ويخبر به المراقبين‪.‬‬

‫وأن يتضلللمن طلب العرض البيانات المنصلللوص عليها في المادة ‪ 636‬من القانون ‪ 17.73‬كتلك المتعلقة‬
‫بالتوقعات المرتبطة بالنشلللللللاط والتمويل‪ ،‬ثمن التفويت طرق سلللللللداد هذا التمن تاريخ إنهاء هذا التفويت‪،‬‬
‫مستوى تشغيل االفاق الضمانات المقدمة‪ ،‬توقعات بيع األصول وغيرها‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫يتم ارفاق هذه الوثائق بطلب العرض وخاصلللة ارفاقها بالسلللنوات المالية الثالث األخيرة للمقاولة‪ ،‬إذا كان‬
‫في هذه الحالة صللللللاحب العرض ملزما بإعدادها‪ ،‬على أنه يحق للقاضللللللي المنتدب أن يطلب شللللللروحات‬
‫إضللافية كلما اقتضللت الضللرورة لذلك‪ ،‬ويقوم السللنديك في هذه الحالة بإخبار جميع المراقبين‪ ،‬بما في ذلك‬
‫التأثير على حقوق الدائنين وممثلي العمال بمضللمون هذه العروض خاصللة وأن العروض المقدمة سللتمس‬
‫مناصللب الشللغل إما بالزيادة فيها أو بتقليصللها‪ ،‬على أنه ليس هناك ما يمنع من أن يعمل القاضللي المنتدب‬
‫على طلب شروحات إضافية إلزالة الغموض وأيضا الستجالء جدية هذه العروض‪.‬‬

‫هذه العروض يجب تقديمها داخل أجل يحدده السنديك‪ ،‬وأن يفصل بين تاريخ التقدير وتاريخ نظر المحكمة‬
‫في هذه العروض أجل ال يقل عن ‪ 15‬يوم مالم يتفق السنديك ورئيس المقاولة والمراقبين على خالف ذلك‪.‬‬
‫الحكم الفاصل في العروض‬

‫المحكمة تم لك سلللللطة واسللللعة في اختيار العرض األنسللللب والذي يتبين لها من خالله هو العرض الجدي‬
‫واألكثر ايجابيتا واألكثر نفعا واالحق بأن يتم اعتماده من أجل انقاذ المقاولة‪ ،‬فالمحكمة منح لها القانون‬
‫‪ 17.73‬الحرية والصالحيات الواسعة في اختيار هذا العرض بشكل يتماشى وأهداف المخطط الرامي إلى‬
‫انقاذ المقاولة واإلبقاء على نشلللاطها وضلللمان أصلللولها لمدة كبيرة وأيضلللا ضلللمان مناصلللب الشلللغل وأداء‬
‫الديون لفائدة الدائنين‪.‬‬

‫وذلك بناء على ما جاء في المادة ‪ 637‬من القانون ‪ 17.73‬هذه المادة قد عالجت كيفية اعتماد المحكمة أو‬
‫عرض األنسب من أجل اعتماده‪ ،‬فالحكم القاضي باعتماد العرض المناسب يحدد أيضا العقود الضرورية‬
‫التي تنتقل مع المقاولة للحفاظ على نشللللللاطها‪ ،‬وكمثال لهذه العقود‪ ،‬عقد االئتمان‪ ،‬عقود االئتمان االيجاري‬
‫عقود الكراء‪ ،‬عقود تزويد بالسللللللع والخدمات‪ ،‬العقد البنكي‪ ،‬هذه العقود ضلللللرورية السلللللتمرارية نشلللللاط‬
‫المقاولة‪ ،‬ويكون الحكم على ابقائها بمثابة تفويت لها‪.‬‬

‫المحكمة هنا تحدد هذه العقود بناء على مالحظات األطراف المتعاقدة مع المقاولة والتي يقوم السلللللللنديك‬
‫بإبالغها‪.‬‬

‫ومن هنا نالحظ أن المشرع المغربي قد أقر في هذا اإلطار وتحت اكراه توفير شروط ضمان استمرارية‬
‫نشاط المقاولة عبر مخطط التفويت‪ ،‬قد أقر التفويت الجبري لبعض العقود‪ ،‬وهو بذلك يكون قد مس بحرية‬
‫التعاقد‪ ،‬أي مس بمبدأ سلطان اإلرادة واالعتبار الشخصي‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫ومن هنا ينبغي التذكير أنه ال يتك الحكم بالتفويت الجبري لبعض العقود إال إذا توفرت جملة من الشللللروط‬
‫من قبيل أن تكون هذه العقود ضللرورية واجبارية تسللتدعي مصلللحة المقاولة أي اإلبقاء عليها وأن تسللتمع‬
‫المحكمة مالحظات جميع األطراف بعض استدعائهم‪.‬‬

‫ويتعين تنفيذ العقود التي تم تفويتها وفق الشروط المعمول بها عند فتح المسطرة وذلك بعدما تكون المحكمة‬
‫قد اسللللتدعت هؤالء المتعاقدين مع المقاولة أو حاملي الضللللمانات إلى جلسللللة قصللللد االسللللتماع إليهم وذلك‬
‫بواسطة رسالة مضمونة مع االشعار بالتوصل‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يقوم السلللللللنديك بإبرام جميع العقود الضلللللللرورية إلنجاز هذا التفويت تنفيذا لمخطط الذي‬
‫حصرته المحكمة ومن تم يحق للسنديك ويجوز له أن يعهد إلى المفوة إليه تسيير المقاولة التي تم تفويتها‪.‬‬

‫بعد توافر الشلللللللروط الضلللللللرورية إلنجاح واعتماد مخطط التفويت يقوم السلللللللنديك بتفويت المقاولة لفائدة‬
‫الشلللللخص المفوة إليه من أجل الصلللللهر على إنجاح هذا المخطط‪ ،‬ومن تم تترتب جملة من االثار‪ ،‬فاآلثار‬
‫الناجمة عن اعتماد مخطط التفويت هي آثار هامة سواء في مواجهة المفوة إليه أو بالنسبة لألغيار‪.‬‬

‫فبالنسلللللللبة لآلثار المترتبة عن اعتماد مخطط التفويت ال سللللللليما بالنسلللللللبة للمفوة إليه فهذا األخير يتحمل‬
‫مجموعة من االلتزامات‪ ،‬فالتزامات المفوة إليه رتبها الم شرع المغربي بهدف الم ساهمة في تحقيق اهداف‬
‫اعماد مخطط التفويت‪ ،‬وتتراوح هذه االلتزامات ما بي ن اداء الثمن وبين الحصول على ترخيص التصرف‬
‫في أموال المقاولة إلى غاية أداء ثمن التفويت وما بين واجب االخبار السنوي‪.‬‬

‫فالمفوة إليه ملزم بأن يادي ثمن التفويت وفق الشلللللللكل الذي حدده المحكمة‪ ،‬فبالرجوع للمادة ‪ 646‬من‬
‫القانون ‪ ، 17.73‬يحق للمحكمة في حالة عدم أداء المفوة إليه ثمن التفويت أن تعين تلقائيا أو بطلب من‬
‫السنديك أو كل دي مصلحة متصرفا خاصا يقوم بتحديد مهمته ومدته على أال تتجاوز ‪ 3‬أشهر‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يقوم كاتب الضللبط باسللتدعاء المفوة إليه لالسللتماع إليه في غرفة المشللورة‪ ،‬وبذلك يصللبح‬
‫المتصرف الخاص هو المشرف على عملية تفويت‪ ،‬ويتم تعيينه لمدة واحدة وهي عدم أداء المفوة إليه ثمن‬
‫التفويت‪ ،‬أما بخصلللللللوص باقي االختالالت فال دخل له بها‪ ،‬كما أن المفوة إليه ملزم بأن يحصلللللللل على‬
‫ترخيص من المحكمة وإلى غاية دفع ثمن التفويت‪.‬‬

‫أي أن المفوة إليه ال يمكن له أن يفوت األموال المادية والمعنوية التي تملكها أو يمنحها كضلللللللمان أو أن‬
‫يكريها ألجل الت سيير‪ ،‬با ستثناء المخزونات‪ ،‬فالمحكمة يجب أن ترخص بتفويت األموال للمقاولة إما ب شكل‬

‫‪98‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫كلي أو جزئي أو تقديمها كضللللمانات أو كراءها من أجل التسلللليير وذلك بناء على تقرير السللللنديك مراعاتا‬
‫الضمانات التي يقدمها المفوة‪.‬‬
‫لذلك المشلل رع هنا مراعات ألموال المقاولة منع هذه التصللرفات‪ ،‬لكن ذلك ترد عليه جملة من االسللتثناءات‬
‫فيما يتعلق بالمخزونات‪ ،‬هذه األخيرة قابلة للتلف قابلة للفساد أو تقلبات السوق ومن تم قد ينزل ثمنها فيكون‬
‫تفويتها حل أفضل وفيه ضمان الستمرار نشاط المقاولة‪ ،‬لكن قاعدة منع هذه التصرفات في أموال المقاولة‬
‫المفوثة أو اكرائها أو تقديمها كضلللللللمانات قد يتم تجاوزه وفقا لما جاء في المادة ‪ 642‬والتي يمكن للمحكمة‬
‫أن ترخص للمفوة إليه القيام بذلك بناء على تقرير السنديك‪.‬‬
‫على أنه يحق للمحكمة أ‪ ،‬تقرن مخطط التفويت بشللللللرط يجعل كل األموال المفوثة أو بعض منها غير قابلة‬
‫للتفويت لمدة تحددها‪ ،‬والغاية من ذلك هو ضمان استمرارية المقاولة عبر تفاذي المضاربة أو بيع بالفوائد‪.‬‬
‫مع العلم أنه يتم ابطال كل عقد ابرم خرقا للقيود الواردة على تفويت أموال المقاولة المفوثة‪ ،‬إذ يجوز لكل‬
‫دي مصللللللحة تقديم طلب بذلك داخل أجل بذلك داخل أجل قدرة ‪ 3‬سلللللنوات من ابرام العقد أو نشلللللره حينما‬
‫يستلزم القانون ذلك‪.‬‬
‫االلتزام المفوة باألخبار السنوي‪ ،‬وهذا األخير ملزم بأن يخبر السنديك بتنفيذ المقتضيات المنصوص عليها‬
‫بمخطط التفويت عند نهاية كل سللنة مالية موالية للتفويت فالمشللرع من هنا يرمي من وراء هذا االلتزام إلى‬
‫إقرار الضلللغط على المفوت إليه حتى يقوم بتنفيذ المخطط بشلللكل يتماشلللى وحسلللن النية‪ ،‬وهذا ما تم االتفاق‬
‫بشللأنه‪ ،‬ومن جهة ثانية حتى ال تنقطع صلللة المقاولة المفوثة مع المحكمة من تم هذا االلتزام يضللمن حسللن‬
‫تنفيذ المخطط‪ ،‬بحيث أن السلللنديك يكون ملزما بمجرد اكتشلللاف حصلللول وقوع اختالل أو اخالل بأحد بنود‬
‫مخطط التفويت‪ ،‬أن يعمل على تبليغ المحكمة بهذا االخالل وهذه األخيرة تقضي بفسخ ذلك المخطط‪.‬‬
‫فإذا كانت اآلثار المترتبة عن اعتماد مخطط التفويت تسللللللري في مواجهة المفوت إليه‪ ،‬فإن أيضللللللا اعتماد‬
‫مخطط التفويت يرتب جملة من اآلثار في مواجهة ا الغيار‪ ،‬فمخطط التفويت ينتج ويرتب جملة من اآلثار‬
‫بالنسلللبة لدائنين المقاولة‪ ،‬فإذا رجعنا إلى المادة ‪ 647‬من القانون ‪ 17.73‬نجد هذه المادة قد اشلللارت إلى أن‬
‫السنديك يعمل على توزيع ثمن التفويت بين الدائنين حسب مرتبتهم‪ ،‬وهنا نميز بين عدة أنواع من الدائنين‪،‬‬
‫فهناك دائن ون عاديون ودائنون أصلللللحاب الضلللللمانات‪ ،‬لذلك عدم احترام التراتبية المنطقية أمر يترتب عنه‬
‫قاعدة سقوط االجل‪.‬‬
‫الحكم القاضلي بمخطط التفويت يجعل الديون الغير الحالة‪ ،‬أي التي لم يحل اجل اسلتحقاقها يجعلها مسلتحقة‬
‫بمجرد اعتماد مخطط التفويت‪ ،‬وذلك بصللللرف النظر عن مبلغها أو طبيعتها أو درجتها‪ ،‬والعلة من ذلك أن‬
‫تفوبت الكلي ينهي ن شاط المقاولة الخا ضعة للم سطرة والذي ينتقل إلى مقاولة أخرى دات دمة مالية م ستقلة‬
‫عن ذمة المقاولة المفوتة‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫األمر الذي يختلف عن التفويت الجزئي‪ ،‬بحيث هنا تكون المقاولة خاضلللعة لمخطط االسلللتمرارية وتسلللتغل‬
‫باقي األصللول في نشللاطها الذي لم يتوقف‪ ،‬وفي هذا اإلطار يمكن التمييز بين نوعين من الدائنين‪ ،‬الدائنون‬
‫العاديون والدائنون أصحاب الضمانات‪.‬‬
‫على مسللللللتوى الدائنون العاديون‪ :‬يقوم السللللللنديك حسللللللب ما جاء في المادة ‪ 647‬بتوزيع ثمن التفويت بين‬
‫الدائنين حسلللللللب مراتبهم‪ ،‬فالدائنون العاديون هم الفئة األكثر تضلللللللررا في هذا اإلطار عند اعتماد مخطط‬
‫التفويت‪ ،‬ألن الحصول على ديونهم يخضع للترتيب بين الدائنين‪.‬‬
‫ومن جهة ثانية أن حصللول هؤالء الدائنون العاديون على ديونهم يحكمه ثمن التفويت الذي قد ال يرتقي وال‬
‫يصللل إلى حجم الديون المترتبة في ذمة المقاولة‪ ،‬ومن تم حظوظ حصللولهم على ديونهم يتم حسللمها بالنظر‬
‫إلى ما زاد عن الديون المضمونة والممتازة في إطار المحاصة‪.‬‬
‫على مسلللتوى الدائنون أصلللحاب الضلللمانات‪ :‬فإن شلللبح عدم األداء الكامل لهذه الديون يهدد هؤالء الدائنين‪،‬‬
‫فالمشللللرع حرص على المحافظة على أفضلللللية الديون المضللللمونة وهكذا فالمحكمة تعمل على تخصلللليص‬
‫حصللللة من ثمن البيع عندما يشللللمل التفويت أموال مثقلة بامتياز خاص أو برهن رسللللمي‪ ،‬والغاية من وراء‬
‫ذلك هو تحديد قيمة كل مال مثقل وتسهيل عملية توزيع الثمن على الدائنين أصحاب االمتياز أو الضمانات‪،‬‬
‫والذين ال يمارسللون حق األولوية المقررة لهم قانونا إلى في حدود المال المضللمون‪ ،‬ويتحاصللون في الباقي‬
‫مع باقي الدائنين‪.‬‬
‫وتنبغي اإلشللارة أنه إلى أن الدائنون أصللحاب الضللمانات المشللرع منح لهم امتيازا خاصللا وهو ممارسللتهم‬
‫حق تتبع المال المثقل بالضلللللمانات إذا فوته المفوة إليه قبل أن يسلللللدد كامل التفويت طبقا لما جاء في المادة‬
‫‪ 649‬من القانون ‪ ، 17.73‬لكن إذا ما تم تفويته بعد أدائه لثمن التفويت كامال فإنه يتم تطهير هذا المال من‬
‫كل متابعة ولو لم يحصل الدائن صاحب الضمان على دينه كله‪ ،‬ذلك أن هذا القيد الذي يمس المفوة إليه هو‬
‫اداؤه الكامل لثمن التفويت‪ ،‬وليس أداء كامل خصوم المقاولة‪.‬‬
‫ومن هنا نجد أن المشللرع المغربي قد منح للدائنين أصللحاب الضللمانات‪ ،‬الذين مولوا أو عملوا على تمويل‬
‫المقاولة‪ ،‬منحهم ضللمانة مهمة تتمثل في انتقال الضللمانات إلى المفوة إليه وهذا االسللتثناء المتمثل في انتقال‬
‫هاته الضلللللمانات إلى المفوة إليه يقتصلللللر فقط على الديون التي همت تمويل مال ضلللللروري للمقاولة‪ ،‬قبل‬
‫اعتماد مخطط التفويت‪ ،‬بناء على ما جاء في المقتضيات المادة ‪.649‬‬
‫فيملا يتعلق بلاآلثلار المترتبلة عن تبني واعتملاد مخطط التفويلت وال سللللللليملا اآلثلار المترتبلة على مواجهلة‬
‫المتعاقدين مع المقاولة‪ ،‬المالحظ أن الحكم القاضللي بحصللر مخطط التفويت يحدد العقود القابلة للتفويت مع‬
‫المقاولة بناء على ما جاء في المادة ‪ 638‬من القانون ‪ ، 17.73‬ذلك أنه إذا كان هذا الحصلللر يشلللكل اسلللتثناء‬
‫من القاعدة القائلة بعدم تفويت العقود فإن أهميتها تكمن باألسلللللللاس في أن األصلللللللول المفوتة قد ذات فعالية‬
‫‪100‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة‬
‫بدون تلك العقود‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بعقود االيجار االئتماني وعقود الكراء والتزويد بالسلع والخدمات‪ ،‬لكن‬
‫ال يتم تفويت هذه العقود مع المقاولة إال إذا كانت العقود ال زالت سارية التنفيذ وضرورية إلبقاء على نشاط‬
‫المقاولة‪ ،‬وهنا يتوجب على المحكمة بناء على ما جاء في المادة ‪ 639‬من القانون ‪ 17.73‬يتوجب عليها‬
‫عند الحكم ب تفويت العقود مع المقاولة أن تعمل على استدعاء األطراف المتعاقدة إلى الجلسة‪ ،‬وذلك بواسطة‬
‫رسللالة مضللمونة مع االشللعار بالتوصللل‪ ،‬على أن يقوم كاتب الضللبط بهذا االسللتدعاء ويتم تنفيذ هذه العقود‬
‫طبقا للشروط المعمول بها عند افتتاح المسطرة‪.‬‬
‫والمحكمة ال يحق لها وال تملك سللللللللط ة تعديل هذه العقود إلى فيما يخص آجال األداء بها‪ ،‬بحيث يمكنها أن‬
‫تفرض آجال جديدة من أجل ضللمان التنفيذ السللليم لمخطط التفويت وذلك بعد االسللتماع إلى المتعاقد أو عند‬
‫استدعائه بشكل قانوني‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن التفويت إذا نصب على شركة تجارية أو مجموعة ذات النفع االقتصادي‪ ،‬وكان هذا‬
‫التفويت تفويتا كليا فإن ذلك يؤدي إلى انحالل وانقضلللللاء الشلللللخص المعنوي للمقاولة المفوتة‪ ،‬أما إذا تعلق‬
‫األمر بمقاولة فرضللللية فإن التفويت بالرغم من كونه كليا فإنه ال ينصللللب سللللوى على األصللللول التي كانت‬
‫مرصلللللودتا للنشلللللاط المقاولة ومعنى ذلك أن األصلللللول واألموال األخرى تبقى خارج تفويت وال يشلللللملها‬
‫التفويت ويتم بيعها‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬

‫القواعد المشتركة لمساطر اإلنقاذ والتسوية والتصفية القضائية‬


‫المشرع المغربي م خالل القانون ‪ 17.73‬الجديد والذي عدل ونسخ الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪ ،‬نجده‬
‫قد أوجد ووضع وحدد قواعد مشتركة لجميع مساطر معا لجة صعوبات المقاولة‪ ،‬أي أن هناك قواعد مشتركة‬
‫لمساطر اإلنقاذ والتسوية القضائية والتصفية القضائية‪.‬‬

‫هذه المساطر على اختالف أنواعها وأهدافها فإن لها قواعد مشتركة في بعض األمور‪ ،‬من القواعد المشتركة‬
‫التي تجمع ما بين هذه المساطر نجد األجهزة التي تشرف على هذه المساطر‪ ،‬منها القاضي المنتدب ونائبه‬
‫وأيضا السنديك‪ ،‬فهذه األجهزة تشرف على مسطرة اإلنقاذ وأيضا نجدها على مستوى مسطرة التسوية‬
‫القضائية‪ ،‬وكذلك نفس األمر نجد هذه األجهزة على مستوى التصفية القضائية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك المشرع المغربي أقر جملة من القواعد التي تعتبر مشتركة بين هذه المساطر‪ ،‬ومنها وقف‬
‫المتابعات الفردية وأيضا التصريح بالديون سواء بالنسبة للدائنين الناشئة ديونهم بمناسبة مخطط‬
‫االستمرارية‪ ،‬أو أولئك الذين نشأت ديونهم قبل الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أن السنديك أصبح يحظى بأهمية قصوى على مستوى القانون ‪ 17.73‬من خالل تقوية مكانته‬
‫ومنحه الصالحية في التقدم بالعديد من االقتراحات والتقارير لفائدة القاضي المنتدب‪ ،‬وهذا األخير بدور‬
‫اضحى يحظى بأهمية كبيرة على مستوى االقتراحات‪.‬‬
‫أجهزة المسطرة‬

‫المالحظ أن القانون الجديد رقم ‪ 17.73‬قد خصص القسم السادس من الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪،‬‬
‫لما سمي بقواعد المشتركة لمساطر االنقاذ والتسوية والتصفية القضائيتين‪ ،‬إذ تم تحديد الباب األول ألجهزة‬
‫المساطر التي يتعين على القاضي الحكم بفتحها وتعيينها‪ ،‬ذلك أن المحكمة التجارية ملزمة بتعيينها عند الحكم‬
‫بافتتاح احدى هذه المساطر طبقا لمقتضيات المادة ‪ 670‬من القانون ‪.17.73‬‬

‫المحكمة هي الجهاز الوصي على المقاولة والمكلفة بنشاطها وتدبير مآلها واإلشراف على هذه المساطر‬
‫المفتوحة في مواجهة المقاوالت المتوقفة عن الدفع‪ ،‬وذلك من خالل أجهزة تشرف عليها المحكمة وتعمل‬
‫تحت نظرها واشرافها وأوامر وتوجيهات منها‪ ،‬فالمالحظ أنه بمقتضى القانون الجديد رقم ‪ 17.73‬أصبح‬
‫على المحكمة المصدرة للحكم القاضي بفتح المسطرة بغض النظر عن أي مسطرة سواء مسطرة اإلنقاذ أو‬
‫التسوية القضائية أو حتى التصفية القضائية‪ ،‬أن تعين إلى جانب كل من القاضي المنتدب والسنديك نائبا‬
‫للقاضي المنتدب‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫ذلك ليتولى نفس المهام التي يزاولها القاضي المنتدب في الحالة التي يحدث فيها عائق أو مانع ما لهذا األخير‪،‬‬
‫وهذا األخير يظل ملزما بالسهر على السير الصحيح للمسطرة وحماية المصالح القائمة داخل المقاولة‪ ،‬كما‬
‫يبث أيضا القاضي المنتدب بمقتضى أوامر صادرة عنه في الطلبات والمنازعات والمطالب الداخلة في‬
‫اختصاصه‪ ،‬ال سيما الطلبات االستعجالية والوقتية واإلجراءات التحفظية المرتبطة بالمسطرة والشكاوى‬
‫المقدمة ضد أعمال السنديك‪.‬‬

‫على أن يتم إيداع هذه األوامر بكتابة الضبط في المحكمة التجارية المصدرة للحكم بافتتاح احدى المساطر‬
‫السالفة الذكر‪ ،‬وذلك فور صدورها‪ ،‬مع العلم على أن أوامر القاضي المنتدب يجوز الطعن فيها باالستثناء‬
‫خالل ‪ 10‬أيام من تاريخ صدورها بالنسبة للسنديك‪ ،‬و‪ 10‬أيام من تاريخ تبليغها بالنسبة لباقي األطراف‬
‫باستثناء األوامر الوالئية الصادرة عن القاضي المنتدب وذلك مع مراعاة المقتضيات المتعلقة بالطعن ضد‬
‫القرارات الصادرة عنه في إطار تحقيق الديون‪.‬‬

‫من جهة أخرى نجد أن السنديك أسندت له مهام جديدة بموجب القانون الجديد‪ ،‬بحيث أصبح مكلف بمراقبة‬
‫تنفيذ مخطط اإلنقاذ إلى جانب إشرافه على عمليات التسوية القضائية والتصفية القضائية‪ ،‬وذلك ابتداء من‬
‫تاريخ صدور الحكم القاضي بفتح المسطرة وإلى غاية قفلها‪ ،‬كما أنه تم التنصيص على أن يتم بموجب نص‬
‫تنظيمي يصدر الحقا تحديد المؤهالت المطلوبة لمزاولة مهام السنديك و األتعاب المستحقة عن هذه المهام‪،‬‬
‫على أن هذا األخير يضل وحده الذي له حق التصرف باسم الدائنين ولفائدتهم مع مراعاة الحقوق المعترف‬
‫بها للمراقبين ولجمعية الدائنين‪.‬‬

‫ينبغي اإلشارة إلى أن المشرع المغربي قد وسع من دائرات الحاالت التي يتم فيها استبدال السنديك وذلك‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 677‬من القانون ‪ 676‬إذ يمكن للمحكمة استبدال السنديك إما بناء على طلب من‬
‫النيابة العامة أو بناء على طلب من جمعيات الدائنين‪ ،‬وهذا األمر لم يكن في ظل القانون القديم‪ ،‬أو بناء على‬
‫طلب يتقدم به القاضي المنتدب تلقائيا أو بناء على شكوى مقدمة أمامه من طرف رئيس المقاولة أو أحد‬
‫الدائنين‪.‬‬

‫كما يحق لرئيس المقاولة أو الدائن الذي لم يبت القاضي المنتدب في شكايته داخل أجل ‪ 15‬يوما أن يتقدم‬
‫بطلب إلى رئيس المحكمة المفتوحة أمامها المسطرة وذلك من أجل استبدال السنديك‪ ،‬بحيث يظل هذا األخير‬
‫في حالة اعفائه من مهامه ملزما بالحفاظ على السر المهني‪ ،‬كما يتعين عليه أيضا أن يسدد إلى السنديك‬
‫الجديد المعين بدل عنه جميع الوثائق المتعلقة بالمسطرة وأيضا تقارير حسابات المرتبطة بها‪ ،‬وذلك داخل‬
‫أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ اعفائه من مهامه‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫القاضي المنتدب‬

‫بالرجوع على المادة ‪ 671‬من القانون ‪17.73‬نجد أن هذه المادة قد منحت للقاضي المنتدب الدور األهم في‬
‫مساطر المعالجة‪ ،‬والدليل على ذ لك هو أن هذه المادة قد تضمنت عبارة يسير القاضي المنتدب على السير‬
‫السريع للمسطرة وعلى حماية المصالح القائمة‪.‬‬

‫إذن المالحظ من خلل التمعن في مقتضيات هذه المادة أن القاضي المنتدب يعتبر بمثابة العين الحارسة والعين‬
‫الساهرة للمحكمة على المقاولة موضوع البحث عن الحل األمثل إلنقاذها‪ ،‬ويبت القاضي المنتدب بمقتضى‬
‫األوامر الصادرة عنه في الطلبات والمنازعات الداخلة في اختصاصه بمقتضى المادة ‪ 672‬من هذا القانون‪.‬‬

‫ال سيما الطلبات االستعجالية والوقتية وأيضا اإلجراءات التحفظية المرتبطة بالمسطرة وكذا الشكاوى المقدمة‬
‫ضد السنديك‪ ،‬على أن يتم إيداع هذه األوامر بكتابة ضبط المحكمة فور صدورها‪ ،‬لكن بالرجوع إلى المادة‬
‫‪ 670‬من القانون الجديد والتي تقابلها المادة ‪ 637‬من القانون القديم‪ ،‬أصبح على المحكمة المصدرة للحكم‬
‫القاضي بفتح المسطرة أ‪ ،‬تعين إلى جانب كل من القاضي المنتدب والسنديك نائبا للقاضي المنتدب‪ ،‬وهذه‬
‫من أهم المستجدات التي جاء بها القانون الجديد رقم ‪.17.73‬‬

‫بحيث أن نائب القاضي المنتدب أسندت له مهام تتمثل في توليه نفس مهام القاضي المنتدب‪ ،‬وذلك في الحالة‬
‫التي يحدث فيها عائق أو مانع للقاضي المنتدب يحول دون ممارسة هذه المهام ويضل هنا هذا النائب ملزما‬
‫بالسهر على السير السريع للمسطرة وحماية المصالح القائمة على مستوى المقاولة‪.‬‬

‫المالحظ أن المشرع المغربي قد عزز من تواجد هذه األجهزة وأيضا قد منحها االختصاصات جديدة بهدف‬
‫تفعيل عملية اإلنقاذ‪ ،‬والجدير بالذكر أن هذه األوامر الصادرة عن القاضي المنتدب يجوز الطعن فيها‬
‫باالستئناف خالل ‪ 10‬أيام من تاريخ صدورها بالنسبة للسنديك‪ ،‬و‪ 10‬أيام من تاريخ التبليغ بالنسبة لباقي‬
‫األطراف‪ ،‬باستثناء األوامر الوالئية الصادرة عن القاضي المنتدب وذلك مع مراعاة المقتضيات المتعلقة‬
‫بالطعن ضد القرارات الصادرة عنه في إطار تحقيق الديون‬

‫م ا ينبغي اإلشارة إليه في هذا اإلطار هو أن القاضي المنتدب بمجرد أن تتخذ المحكمة قرارها بفتح مسطرة‬
‫المعالجة وذلك بعد توفر الشروط الموجبة لذلك يجب على هذه المحكمة أن تنص في هذا الحكم القاضي‬
‫بافتتاح المسطرة أن تنص على انتداب أو تعيين أحد قضاتها لتولي مهمة االشراف على المسطرة ومراقبة‬
‫سيرها‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫مع العلم أن هناك بعض التشريعات المقارنة تجيز وترخص الجمع بين مهام القاضي المنتدب وقاضي الحكم‪،‬‬
‫بالرجوع إلى الكتاب الخامس من قانون صعوبات المقاولة اتضح أن القاضي المنتدب هو فاعل رئيسي ال‬
‫يمكن االستغناء عنه وعن خدماته في إطار مسا طر المعالجة وتعيينه هو أمر إلزامي يستلزم أن يتم تضمينه‬
‫واإلشارة إليه في الحكم الصادر عن المحكمة و القاضي بفتح مسطرة المعالجة‪ ،‬ذلك أن اغفال تعيين القاضي‬
‫المنتدب في هذا الحكم يجعل من هذا األخير باطال ويجعله معرضا للنقض‪.‬‬

‫فمسألة تعيين القاضي المنتدب نالحظ فيها نوعا من الغموض على مستوى التشريع بحيث أن المشرع‬
‫المغربي لم يشر إلى ما إذا كان من الضروري أن يعين القاضي المنتدب من بين قضاة المحكمة التجارية‬
‫الذين ينتمون إلى الهيئة التي أصدرت الحكم القاضي بفتح المسطرة أم يجوز تعيينه من بين القضاة الذين‬
‫ينتمون إلى هيئة ا لحكم التي أصدرت الحكم القاضي بفتح المسطرة‪ ،‬أم العكس‪.‬‬

‫رأي من الفقه يذهب ويرجح إلى أنه يجب أن يعين القاضي المنتدب من بين القضاة الدين يشكلون الهيئة‬
‫التي حكمت بفتح المسطرة‪ ،‬وهذا أمر يحتمل الصواب ألن عدة اعتبارات يمكن أن تثار هنا‪.‬‬

‫أولها أ‪ ،‬هذا القاضي نظرا لكون ه كان ينتمي إلى الهيئة التي حكمت وقضت بفتح المسطرة فهو يكون على‬
‫األقل على دراية من األمر بوضعية تلك المقولة من خالل البت في الطلبات ومن خالل دراسة الملف‪.‬‬

‫بحيث لو أسند األمر إلى قاضي منتدب جديد فذلك سوف يكلف نوعا من المجهود والوقت في الوقوف‬
‫واالطالع على وضعية المقاولة وعلى الوثائق واألوراق والملف وغيرها‪.‬‬

‫أيضا تفاديا لبعثرة وتضييع الجهود وأيضا تفادي طول اإلجراءات‪ ،‬باإلضافة إلى أن ذلك سيشكل حلقة تعاون‬
‫وصل وتواصل بين أعضاء المحكمة وبين القاضي المنتدب وهو ما سيسهل نوعا ما مسطرة اإلشراف على‬
‫تسيير مراقبة هذه المسطرة‪.‬‬

‫في حين ان جانب آخر من الفقه يرى أنه ال بد من أن يعين القاضي المنتدب من القضاة المحكمة التجارية‬
‫المفتوحة لديها مسطرة المعالجة‪ ،‬لكن ال يجب أن يكون ينتمي إلى الهيئة التي أصدرت الحكم بل البد أن‬
‫يكون غير منتم إلى هذه الهيئة‪ ،‬األمر الذي في نظرهم يجعله محايدا بالنسبة للقرار المتخذ بشأن المقاولة‬
‫خالل الحكم القاضي بإخضاعها لمسطرة التصفية القضائية‪.‬‬

‫بالنظر إلى االجتهاد القضائي المغربي في هذا الباب نلمس ونالحظ أن هناك تباين على مستوى القرارة‬
‫واألحكام القضائية الصادرة عن مختلف المحاكم بالمملكة‪ ،‬ال سيما المحاكم االبتدائية فيما يتعلق بالقاضي‬

‫‪105‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫المنتدب‪ ،‬بعض المحاكم تقوم بتعيين القاضي المنتدب من الهيئة التي بتت في الدعاوى الرامية إلى فتح‬
‫المسطرة‪ ،‬في حين أن محاكم أخرى ذهبت على تعيين القضاة المنتدبين ال ينتمون إلى الهيئة التي أصدرت‬
‫الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة لكنهم ينتمون على نفس المحكمة‪.‬‬

‫بما أن المشرع المغربي من خالل القانون القديم وأيضا القانون الجديد ‪ 17.73‬لم يورد مانع من تعيين‬
‫القاضي المنتدب من خارج هيئة الحكم‪ ،‬كما أنه لم يشترط ضرورة تعيينه من بين هذه الهيئة‪ ،‬كما كان عليه‬
‫األمر في ظل القانون التجارة لسنة ‪ 1913‬الذي يت علق بنظام اإلفالس‪ ،‬فإن المجال يظل مفتوحا للحالتين معا‬
‫أمام المحكمة‪.‬‬

‫لكن بالمقابل يطرح اشكال حول مدى سلطة محكمة االستئناف التجارية في تعيين القاضي المنتدب‪ ،‬وال‬
‫سيما عندما تقرر التصدي للحكم االبتدائي القاضي بفتح مسطرة المعالجة وابطالها‪ ،‬ما معنى التصديع‬

‫التص دي هو أ‪ ،‬شخص ما يطعن باالستئناف في حكم ابتدائي والمحكمة تتصدى له في تلك اللحظة وتبت فيه‪،‬‬
‫أي أنها تصدت للحكم االبتدائي بفتح مسطرة وأبطلته‪ ،‬ألن المحكمة االبتدائية المشرع لم يلزمها أن تعين‬
‫القاضي المنتدب من خارج الهيئة أو من ضمن الهيئة‪.‬‬

‫لكن قد تقرر محكمة االس تئناف التجارية التصدي للحكم االبتدائي القاضي بفتح المسطرة وإبطاله‪ ،‬فهل تعلم‬
‫محكمة االستئناف هنا مباشرة على تعيين القاضي المنتدب أم البد أن تحيل الملف على محكمة الدرجة األولى‬
‫من أجل تعيين القاضي المنتدبع‬

‫بالنسبة لهذه الحالة المشرع المغربي كان واضحا في هذا الصدد بحيث خول االختصاص فيما يتعلق بتعيين‬
‫القاضي المنتدب بمحكمة الدرجة األولى فهذه الصالحية هي موكلة للمحكمة االبتدائية التجارية من أجل‬
‫تعيين القاضي المنتدب‪ ،‬وذلك على غرار ما شرعه المشرع الفرنسي الذي صار في نفس التوجه‪.‬‬

‫لكن على مستوى العمل القضائي يالحظ ال س يما من جانب محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في‬
‫قرار صادر عنها سنة ‪ 2009‬تحت عدد ‪ ، 3068‬وحسب التوجه المتواتر في أعمالها أنها تقوم بتعيين القاضي‬
‫المنتدب بعدما تقوم بالتصدي وإبطال الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة‪ ،‬والتصدي لها وإصدار حكم‬
‫جديد‪ ،‬وغالبا ما يكون القاضي المنتدب المعين من طرفها هو نفس القاضي الذي عينته محكمة الدرجة‬
‫األولى‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫والقاضي المنتدب تتجلى مهامه واختصاصاته في اإلدارة واإلشراف على المسطرة‪ ،‬وهي أحد األدوار‬
‫الكالسيكية والتقليدية التي يلعبها القاضي المنتدب أو يمارسها القاضي المنتدب‪ ،‬والمتمثلة أساسا في جانبين‪،‬‬
‫جانب يتعلق بكونه جانب تحقيق اخباري واآلخر رقابي‪.‬‬

‫ذلك أن نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة أضفى صبغة جديدة وغير مسبوقة على دور القضاء‪ ،‬بحيث‬
‫أن هذا األخير صار منغمسا في حياة المقاوالت وهناك أصبحنا نرى قضاء متخصصا‪ ،‬فهناك قضاء تجاري‬
‫يهتم باألمور المتعلقة بالكراء التجاري‪ ،‬قضاء تجاري يهتم بصعوبات المقاولة وغيرها‪.‬‬

‫األمر الذي نتج عنه توسع في صالحيات وسلطات القاضي فلم يعد قراره يصدر بناء عن معطيات قانونية‬
‫فقط‪ ،‬بل أصبح دوره إيجابيا يتعدى حدود السيادة القانونية الصرفة إلى البعد االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬و‬
‫لمزاولة صالحياته المتعددة البد من القاضي المنتدب أن يستند في جل مبادراته على نظام استعالمي فعال‬
‫يمكنه من الوصول السلس والسهل إلى مصادر اإلعالم دون التمسك بمبدأ الحفاظ على السر المهني‪ ،‬إذ ال‬
‫يمكن مواجهته في هذا األطراف بخرق مبدأ الحفاظ على السر المهني‪ ،‬وذلك في ادارته لتداول االعالم في‬
‫المسطرة بحيث تختلف األوضاع والمراكز القانونية التي يتواجد فيها هذا القاضي إزاء األخبار‪.‬‬

‫أحيان يعلم بالخبر وأحيانا يقوم باالستعالم عن الخبر وهو ما يفرض عليه لضمان الفعالية الالزمة إلنجاح‬
‫مهامه‪ ،‬وهذه المهام هي متباينة في األصل‪ ،‬وأن يربط وينسج عالقات مع مختلف الفاعلين والجهات التي قد‬
‫تشكل مصدرا لمعلوماته سواء تلك المرتبطة بالمسطرة أو األجنبية عنها‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن القاضي المنتدب يقوم بإصدار مجموعة من المقررات‪ ،‬فالمقررات الصادرة عن القاضي‬
‫المنتدب ترمي إما إلى قبول الدين أو رفضه أو وجود دعوى أو منازعة جارية ال تخل في اختصاصاته‪،‬‬
‫وذلك بناء على اقتراحات السنديك المقدمة إليه‪.‬‬

‫إال أنه من أهم المستجدات التي أتى بها القانون في هذا اإلطار خاصة فيما يتعلق بمقررات القاضي المنتدب‪،‬‬
‫نجد إمكانية التي خول لها القانون ‪ 17.73‬في قبول كل دين بصفة احتياطية‪ ،‬وذلك إلى حين االدالء بسند في‬
‫الحالة التي لم يصدر بشأنها أي سند تنفيذي‪ ،‬على أنه في حالة ما إذا كان الدين المذكور في نزاع أمام جهة‬
‫إدارية أو جهة قضائية فإن القاضي المنتدب إذا ما عرضت عليه إحداها فإنه يصدر قراره بعدم االختصاص‬
‫ويبلغ إلى األطراف المعنية داخل أجل ‪ 8‬أيام وفي هذا اإلطار يحق لكل متضرر من القرارات الصادرة عن‬
‫القاضي المنتدب‪ ،‬أن يطعن فيها أمام محكمة االستئناف التجارية‪ ،‬إذ يحق ممارسة الطعن من طرف الدائن‬
‫وأيضا من طرف رئيس المقاولة‪ ،‬وذلك من تاريخ صدور المقرر بالنسبة للسنديك‪ ،‬إال أن الدائن الذي كان‬

‫‪107‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫د ينه محل منازعة سواء كله أو بعض منه والذي لم يرد على السنديك داخل االجل القانوني فإنه ال يجوز له‬
‫أن يطعن في أمر القاضي المنتدب المؤيد القتراح السنديك‪.‬‬
‫السنديك‬

‫السنديك يعتبر بحكم الصالحيات السلطات التي يطلع بها في مساطر معالجة صعوبات المقاولة على اختالف‬
‫أنوا عها أهم أحد األجهزة القضائية الفعالة والتي تلعب دورا أساسيا وحيويا في تحريك وتفعيل اآلليات‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرامية إلى انقاذ المقاولة‪.‬‬

‫هذا الدور يتضح لنا من خالل المهام الجديدة التي أوكلها المشرع بمقتضى المادة ‪ 673‬من القانون ‪17.73‬‬
‫فقد أصب ح مكلفا بمراقبة تنفيذ مخطط اإلنقاذ إلى جانب إشرافه على عمليات التسوية والتصفية القضائية‬
‫ابتداء من تاريخ صدور الحكم القاضي بفتح المسطرة إلى غاية قفلها‪.‬‬

‫بجانب المهام التي كان يقوم بها في ظل القانون القديم والمتعلقة بالسهر على تنفيذ مخطط االستمرارية أو‬
‫التفويت وتلقي التصريح بالديون والعمل على تحقيقها تحت إشراف القاضي المنتدب‪.‬‬

‫ما يبدو جليا من خالل المستجدات في القانون المغربي أن المشرع المغربي حاول من خالل هذه المستجدات‬
‫تأهيل أجهزة المسطرة من خالل تعزيز دور القاضي المنتدب وتوسيع صالحيته‪ ،‬وأيضا تأهيل دور السنديك‬
‫وذلك عن طريق إعادة النظر في كيفية تعيينه واستبداله وتحديد المهام المنوطة به وتوسيع صالحياته لتشمل‬
‫إلى جانب مساطر المعالجة مسطرة اإلنقاذ والمساطر العابرة للحدود‪.‬‬

‫وقد تم التنصيص في هذا اإلطار على أنه يتم بموجب نص تنظيمي تحديد المؤهالت المطلوبة لمزاولة مهام‬
‫السنديك و األتعاب المستحقة عن هذه المهام على أن هذا األخير يظل وحده له الحق في التصرف باسم‬
‫الدائنين وفائدتهم مع مراعاة الحقوق المعترف بها للمراقبين ولجمعية الدائنين‪.‬‬

‫المشرع المغربي من جهته اتخذ مجموعة من المبادرات اإلجراءات والخطوات على مستوى تعيين السنديك‪،‬‬
‫بحيث أنه اعتمد طريقة مرنة في تعيينه‪ ،‬ذلك أن السنديك يكون إما من بين كتاب الضبط المنتمين للمحكمة‬
‫التي قضت بفتح المسطرة بمواجهة المقاولة المتوقفة عن الدفع أو يكون من االغيار‪ ،‬لكن نادرا وقل ما يكون‬
‫من األغيار لكون السنديك له من التجربة والحنكة المهنية والممارسة العملية والتكوين القضائي واإلداري‬
‫ما يخول له إنجاح هذه المهمة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫باإلضافة إلى أنه لن يكلف المقاولة مقارنة مع أحد االغيار الذي غالبا ما يكون خبير محاسباتي في هذا‬
‫اإلطار المشرع المغربي خول له صالحيات واسعة في اطار وضع الهندسة الجديدة‪ ،‬أو خارطة اإلنقاذ إن‬
‫صح التعبير وذلك من خالل مخطط التسوية أو مخطط اإلنقاذ‪.‬‬

‫والهدف من ذلك هو فتح مجال أوسع لتدبير الوضع المالي واالقتصادي واالجتماعي للمقاولة في إطار مناخ‬
‫يقوم على أساس التفاوض والتوافق بين مختلف المصالح المتداخلة والتي لها عالقة مع المقاولة الخاضعة‬
‫لمسطرة المعالجة‪.‬‬

‫تختلف مهام السنديك باختالف المستويات والمراحل التي تمر منها مسطرة اإلنقاذ أو المعالجة‪ ،‬فبعضها‬
‫يكتسي طابعا اقتصاديا وماليا وبعضها االخر يكتسي طابعا اجتماعيا وبعض االخر يكتسي طابعا قانونيا‬
‫وإداريا‪.‬‬

‫ولعل من أهم األدوار التي يلعبها السنديك في تحقيق االستقرار المالي واالقتصادي واالجتماعي للمقاولة‪،‬‬
‫بحيث يقوم على اعداد الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة‪ ،‬ويقترح الحل األنسب لمشروع‬
‫التسوية القضائية‪ ،‬باإلضافة إلى سهرة على تنفيذ العقود الجارية بما فيها عقود الشغل‪ ،‬زيادة على تلقيه‬
‫التصريح بالديون و العمل على تحقيقها تحت إشراف ورقابة القاضي المنتدب‪ ،‬وهذه الصالحيات هي‬
‫صالحيات جد مهمة تم تعزيزها بمقتضى القانون الجديد‪ ،‬وذلك من أجل ضمان النجاعة وتحقيق فلسفة‬
‫المشرع والرامية إلى إنقاذ المقاولة و تصحيح وضعيتها‪.‬‬

‫السنديك يكلف بناء على مدلول المادة ‪ 566‬من القانون ‪ 17.73‬بمراقبة أعمال التصرف وتنفيذ مخطط‬
‫اإلنقاذ‪ ،‬على أنه يقوم برفع تقرير في هذا األمر إلى القاضي المنتدب ويلتزم باحترام االلتزامات التعاقدية‬
‫والقانونية المفروضة على رئيس المقاولة خالل أدائه لهذه المهام‪.‬‬

‫ويطرح إشكال حول الطريقة التي يعمل بها السنديك‪ ،‬وما موقعه ضمن مساطر معالجة صعوبة المقاولةع‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 676‬من القانون ‪ 17.73‬نجد أن السنديك البد أن يشار إلى تعيينه ضمن الحكم القاضي‬
‫بفتح مسطرة المعالجة في مواجهة المقاولة المتوقفة عن الدفع‪ ،‬وهذا التعيين يعد إجباريا من الناحية القانونية‪،‬‬
‫يعد ضمانة إلنجاح المسطرة على مستوى الشكلي‪.‬‬

‫األصل أنه يختار من كتابة الضبط واالستثناء أنه يعين من قبل االغيار‪ ،‬بخالف القانون القديم القانون الجديد‬
‫عمل على تنظيم مهمة السنديك بحيث أن في القانون القديم لم تتم اإلشارة إلى هذه المهنة وترك األمر فارغا‪،‬‬

‫‪109‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫لكن في القانون الجديد على مستوى المادة ‪ 673‬قد حدد مهمة السنديك وأن هذه المهنة يتعين تحديدها بموجب‬
‫نص تنظيمي فيما يتعلق بالمؤهالت المطلوبة لمزاولة مهام السنديك وأيضا االتعاب المستحقة عن مزاولته‬
‫هذه المهام‪.‬‬

‫األمر الذي يعكس رغبة المشرع وتوجهه في تفعيل والرقي بمؤسسة السنديك بشكل يستجيب ويتماشى مع‬
‫الدور الكبير والمرهق الذي يلعبه السنديك بخصوص مساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫المالحظ أن هناك جملة من المالحظات فيما يتعلق بتعيين السنديك على مستوى مساطر معالجة صعوبات‬
‫المقاولة‪.‬‬

‫المالحظة األولى‪ :‬أنه إذا كان المادة ‪ 670‬من القانون ‪ 17.73‬تلزم المحكمة بتعيين السنديك ضمن الحكم‬
‫القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة فإن التساؤل الذي يطرح في هذه المسألة حول ما هو الحكم في حالة ما‬
‫أغفلت المحكمة هذا االجراءع‬

‫بعض الفقه ذهب إلى القول بأن إغفال تنصيص المحكمة ضمن الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة أن‬
‫اغفال التنصيص على تعيين ا لسنديك ضمن هذا الحكم يترتب عليه بطالن الحكم‪ ،‬في حين أن هذا األمر في‬
‫رأي البعض اآلخر أنه ليس هناك ما يمنع المحكمة من تدارك هذا األمر‪.‬‬

‫وحقيقة األمر أنه تعيين السنديك ما دام إجباريا بنص القانون ومشار إليه فمن الناحية المنطقية فإن عدم‬
‫تنصيص على تعيين السنديك ضمن الحكم يؤدي إلى بطالنه ألن هناك اختالال على مستوى الشكل‪.‬‬

‫المالحظة الثانية‪ :‬بالرجوع إلى الفقرة الثالثة من المادة ‪ 670‬نجدها تتحدث عن السنديك وذلك بصيغة‬
‫الفرض‪ ،‬األمر الذي ينم على أنه عدم تعيين أكثر من سنديك واحد في نفس المسطرة يعتبر من الصعب بما‬
‫كان‪ ،‬وذلك بخالف ما كان معموال به في القانون المتعلق بسنة ‪ 1913‬الذي تم إلغاؤه وهو قانون اإلفالس‪،‬‬
‫حيث كان باإلمكان تعيين عدد من السنادكة وعدم االقتصار على سنديك واحد‪ ،‬بل كان يمكن أن يصير العدد‬
‫إلى ثالثة‪ ،‬وهو تراجع ربما في غير محله من طرف المشرع المغربي بحيث أن األمر قد يستلزم نوعا من‬
‫التعامل والتعاون بين هؤالء السنادكة خاصة بالنسبة للمقاوالت الكبرى‪ ،‬والتي قد تتطلب تضافر عدة جهود‬
‫و أشخاص ذوي خبرة وليس شخص واحد‪ ،‬لكن يمكن تقبل هذا األمر رغبة في عدم وجود تعارض وتضارب‬
‫في اآلراء بين هذه السنادكة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫المالحظة الثالثة‪ :‬المشرع المغربي في ظل الكتاب الخامس من مدونة التجارة جعل األصل أن يكون السنديك‬
‫من بين كتاب الضبط‪ ،‬وقد كان هذا األمر محل نقاش وانتقاد من طرف الفاعلين القانونيين ال سيما المهتمين‬
‫بالشأن مجال صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫بحيث أن السنديك ال يصلح لتسيير عمليات المسطرة من وجهتين فمن الناحية القانونية ثم من الناحية‬
‫االقتصادية‪ ،‬بعلة أنه ال يكتسب وال يتوفر على أية داللة قانونية تؤهله للقيام بمهامه‪.‬‬

‫في هذا اإلطار ولتجاوز هذا النقص بعض الفقه اقترح بأن يتم تأسيس وتكوين وتنظيم مهنة السنادكة و إخراج‬
‫نظام أساسي على غرار ماهو معمول به المفوضين القضائيين و المحلفين القضائيين والخبراء القضائيين‪.‬‬

‫وأن يتم تكوين كتاب الضبط وإعداد مؤسسة ونظام أساسي لهم وتنظيم هذه المهنة‪ ،‬حتى يكونوا مؤهلين‬
‫مستقبال في اإلشراف على مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬كاتب الضبط من بين المهام التي تسند إليه كموظف‬
‫بالمحكمة فهي مهام تكتسي نوع أو تتصل بنوع من العناء وأنها مهام ليست سهلة وكثيرة وكبيرة‪ ،‬ومن تم‬
‫يصعب عليه التفرغ للقيام بمهامه اإلدارية داخل المحكمة فما بالك بأن يتفرغ بالمهام المتعلقة بمسطرة‬
‫المعالجة‪ ،‬وخاصتا تلك المتعلقة بإعداد الموازنة المالية واالقتصادية والمالية والتي تتطلب باألساس تفرغا‬
‫وتعرف تعقيدات وصعوبات لكونها تتضمن أمورا تقنية واقتصادية إلى جانب أمور أخرى قانونية‪.‬‬

‫مالحظة الرابعة‪ :‬المشرع المغربي جعل السنديك في مساطر معالجة صعوبات المقاولة ممثال لنقيضين‬
‫للدائن والمدين‪ ،‬لذا يمكن أن يكون ممثال للطرفين في معادلة متناقضة وهو األمر الذي قد يصعب من إنجاح‬
‫مهامه األمر الذي كان من األحرى أن يتم إسناد هذه المهمة لجهة واحدة وذلك لصعوبة خلق التوازن بين‬
‫مصلحتين متعارضتين باألساس‪.‬‬

‫األمر الذي تنبه له سابقا المشرع الفرنسي حينما عمل على االستغناء على السنديك ووزع المهام على كل‬
‫من المتصرف القضائي‪ ،‬الذي يمثل المدين في إدارة المقاولة ثم ممثل الدائنين‪.‬‬

‫المالحظة الخامسة‪ :‬إذا كان األصل أن المحكمة التجارية المفتوحة أمامها مسطرة اإلنقاذ أو مسطرة التسوية‬
‫القضائية أن مسطرة التصفية القضائية‪ ،‬هي صاحبة االختصاص في تعيين السنديك‪ ،‬طبقا لمقتضيات المادة‬
‫‪ 670‬من القانون ‪ ،17.73‬فإن هذا األصل يرد عليه استثناء‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫هذا االستثناء فرضته الظرفية التي تعيشها المقاولة بحيث أنه يخول لوزير االقتصاد والمالية أن يقترح على‬
‫المحكمة السنديك الذي يراه مؤهال لتسيير مؤسسة االئتمان المفتوحة ضدها مسطرة المعالجة‪ ،‬واألمر الذي‬
‫ينطبق على شركات البورصة‪.‬‬

‫وفي نظرنا أن تدخل وزير االقتصاد والمالية في هذا اإلطار ال يكون إال بالنسبة للمقاوالت الكبرى والتي‬
‫يكون لها وزن كبيرا على مستوى االقتصاد الوطني والتي غالبا ما يكون لها حجم معامالت كبير‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالدور الذي يلعبه السنديك على مستوى معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬فالسنديك يلعب دورا مهم في‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬هو الذي يقوم بمحاولة إنقاذ المقاولة من خالل اإلشراف على مساطر المعالجة وتفعيلها وأعمال‬
‫الرقابة‪ ،‬هذا كله هدف إلى إعادة انقاذ المقاولة وإعادة التوازن إليها ومحاولة التوفيق بين جميع المصالح‬
‫المتواجدة بالمقا ولة والمتعاملين مع األغيار والدائنين‪ ،‬وأيضا اقتراح الحلول الكفيلة بتحقيق ذلك بهدف‬
‫الوصول إلى الحل األمثل ومن تم الوصول بالمقاولة إلى بر األمان‪.‬‬

‫وعهدة للسنديك العديد من الصالحيات هناك صالحيات قانونية وأخرى إدارية‪ ،‬وأيضا صالحيات اقتصادية‬
‫واجتماعية‪.‬‬

‫فيما يتعل ق بالصالحيات القانونية واإلدارية التي عهدة للسنديك على مستوى مساطر صعوبات المقاولة‪،‬‬
‫فالمشرع حاول تأطير المقتضيات القانونية المنظمة لمهام وصالحيات السنديك بما يضمن نجاعة المساطر‬
‫الجماعية في تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫بحيث خول لهم مجموعة من المهام والصالحيات وزودهم بمجموعة من السلطات واآلليات التي تمكنه من‬
‫تحقيق هذه المهام والنجاح فيها بشكل يضمن تناسق تاما مع األجهزة القضائية من جهة وأجهزة المقاولة من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬وباقي المصالح الحيوية‪ ،‬سواء تلك المتواجدة بالمقاولة أو المرتبطة بها‪.‬‬

‫ذلك من خالل حماية أ صول المسطرة وأيضا من خالل تفعيل مساطر المعالجة وأيضا مسطرة اإلنقاذ واتخاذ‬
‫جميع اإلجراءات التحفظية الالزمة في هذا اإلطار سواء من تلقاء نفسه‪ ،‬أو بطلب من رئيس المقاولة وقد‬
‫يطال آثاره أيضا المسيرين إذا ما تعلق االمر بفتح هذه المسطرة ضد أي شخص معنوي‪ ،‬باإلضافة إلى أ‪،‬‬
‫السنديك أضحى بإمكانه اتخاذ اإلجراءات التحفظية لتفادي ضياع أموال المقاولة خصوصا الحفاظ عليها في‬
‫مواجهة المدينين وضمان القدرة اإلنتاجية للمقاولة‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫إلى جانب هذه األمور السنديك يعمل على اتخاذ اإلجراءات الضرورية والالزمة لتفادي تبديد أموال المقاولة‬
‫من طرف المدين‪ ،‬خاصة المدين سيء النية وذلك بعد صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة ومنها‬
‫وضع األختام على المقاولة للمحافظة على أصولها وصيانة حقوق المدينين‪.‬‬

‫من جهة أخرى يمارس السنديك أيضا دورا أساسيا في تشخيص وضعية المقاولة وتسييرها‪ ،‬وذلك بالتنسيق‬
‫مع المحكمة ومع القاضي المنتدب من خالل تزويدهم بكافة التقارير والمعطيات واألخبار التي من شأنها أن‬
‫تعطي الوضعية الحقيقة عن المقاولة سواء الوضعية االقتصادية أ‪ ,‬المالية أو االجتماعية‪ ،‬وهذه هي من أهم‬
‫الوظائف و أخطرها التي عوهدت إلى السنديك‪.‬‬

‫ذلك أن المعلومات والتقارير واألخبار التي يزود بها السنديك المحكمة إن كانت صحيحة وسليمة‪ ،‬فبناء‬
‫عليها تتخذ المحكمة القرار األنسب والحل األنسب والذي غالبا ما يصب في مصلحة المقاولة‪ ،‬في حين لو‬
‫كانت المعلومات واألخبار التي يزود بها السنديك المحكمة خاطئة وبنت عليها المحكمة قرارها فغالبا ما‬
‫يكون ال قرار خاطئ ومن تم قد يضر بمصلحة المقاولة‪ ،‬ويعصف بها وبمناصب الشغل المتواجدة بها‪.‬‬

‫على مستوى الصالحيات االقتصادية واالجتماعية للسنديك سواء فيما يتعلق بجمع المعلومات‪ ،‬أو اعداد‬
‫الموازنة االقتصادية والمالية واالجتماعية‪ ،‬أو حتى سواء فيما يتعلق برفع التقارير وإعطاء المعلومات‬
‫للمحكمة قصد تنويرها أو مساعدتها على اختيار الحل األمثل‪.‬‬

‫المشرع حاول تنظيم آلية الوقاية واإلنقاذ من هذه الصعوبات وفق منظومة تجمع بين ما هو قانوني وإداري‬
‫بل وأيضا تجمع ما بين ما هو اقتصادي واجتماعي‪ ،‬وبناء على ذلك اعتبر في هذا اإلطار السنديك من أهم‬
‫األجهزة المكلفة والمشرفة على تسيير عملية التسوية‪ ،‬انطالقا من وضعه لتقرير الموازنة المالية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والذي بناء عليه يقترح الحل األنسب لمخطط التسوية مرورا بتنفيذ العقود الجارية بما فيها‬
‫عقود الشغل ووصوال إلى تحقيق الديون‪ ،‬تحت إشراف القاضي المنتدب بعد ما يصرحون الدائنون لديه‬
‫بديونهم‪.‬‬

‫السنديك يشرف على إعداد الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة‪ ،‬ثم بناء على ذلك يقترح الحل‬
‫األنسب لمخطط التسوية‪ ،‬وهذه من اهم اإلجراءات وادقها والتي يحدد مصير ومستقبل المقاولة ومعها مصير‬
‫ومستقبل العديد من اإلجراء‪.‬‬

‫فطبيعة الحلول التي تتخذ بناء على الموازنة وهذه التقارير فهي حلول جسيمة وحلول مصيرية‪ ،‬لذا فالمشرع‬
‫وإن خول للسنديك العديد من الصالحيات في هذا اإلطار فإن هذه الصالحيات سالح ذو حدين‪ ،‬فالتقارير‬
‫‪113‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫التي يقوم بإنجازها هي موازنة مالية واقتصادية واجتماعية للمقاولة‪ ،‬والتي تعتبر بمثابة مستند تركيبي يكون‬
‫بمثابة تشخيص لوضعية المقاولة منذ بدء فترة المالحظة‪ ،‬ويحلل مجموعة من الوسائل المادية والبشرية‬
‫المشكلة للمقاولة في مرحلة التسوية القضائية بهدف معرفة مصدر وأهمية وسبب الصعوبات التي تعترض‬
‫المقاولة وتشخيصها ومن تم وضع الحل األمثل بهدف إنقاذها‪.‬‬

‫مضمون المتعلق بالموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية المشرع المغربي لم يتطرق إليه ولم يحدد‬
‫المقصود به على خالف المشرع الفرنسي الذي حدد مضمون الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫للمقاولة على ثالثة مستويات‪.‬‬

‫المجال ا لمالي‪ :‬ويشمل التحليل المحاسباتي والمالي لوضعية المقاولة من رأسمال وسيولة‬ ‫‪‬‬
‫نقدية وبيان قدر المبالغ التي يمكن الحصول عليها وغيرها من العناصر المؤثرة في الخصوم‪.‬‬

‫الجانب االقتصادي‪ :‬الجرد الكامل للمعطيات المتعلقة بتقنية التسويق والمنافسة ومختلف أنواع‬ ‫‪‬‬
‫النشاط الذي يلزم تفويتها‪.‬‬

‫الجانب االجتماعي‪ :‬يهم باألساس عالقات الشغل داخل المقاولة وتبيان كيفية تشغيل اإلجراء‬ ‫‪‬‬
‫وأيضا تبيان ما إذا كانت هناك رغبة في فصل اإلجراء ألسباب اقتصادية مع تحديد مقدار‬
‫التعويضات التي يمكن أن يحصل عليها االجراء‪ ،‬ومستوى األجور ومدى أيضا تطبيق اتفاقية الشغل‬
‫الجماعية‪.‬‬

‫لدى فالسنديك مطالب بوضع دراسة تحليلية وتفصيلية لكل هذه األمور حتى يستطيع إعداد الموازنة المالية‬
‫تنسجم وأهداف المقاولة‪ ،‬ثم ال ننسى تسديد الخصوم‪.‬‬

‫فمن أجل إنجاح مهام السنديك المشرع وفر له ومنحه العديد من السلطات ووسع نطاق هذه السلطات وذلك‬
‫بمقتضى المادة ‪ 595‬من القانون ‪ 17.73‬بحيث أنه يمكنه أن يستعين بأي شخص سواء كان خبير أو عدة‬
‫خبراء أو رئيس المقاولة في جمع المعلومات واخذ فكرة واضحة وصريحة وحقيقية عن وضعية المقاولة‪،‬‬
‫كما يمكن االطالع على جميع الوثائق التي يمكنها أن تساعده على اختيار الحل األنسب‪.‬‬

‫لكن يطرح تساؤل حول مسؤولية السنديك في الحالة التي لم يقم بها إعداد التقرير المتعلق بالموازنة المالية‬
‫واالقتصادية االجتماعية للمقاولة‪ ،‬أو إذا كان هذا التقرير غير منسجم مع أهداف المشرع وكان تقريرا سطحيا‬
‫ال غيرع‬

‫‪114‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫المشرع في هذا اإلطار لم يرتب أية مسؤولية تذكر على السنديك في هذه الحالة‪ ،‬وذلك ما يعد أمرا في غاية‬
‫الخطورة ألن تقاعس السنديك على القيام بهذا العمل قد يلحق ضررا بالمقاولة ال سيما إن لم يبادر باتخاذ‬
‫اإلجراءات الالزمة في هذا اإلطار‪.‬‬

‫من جهة أخرى السنديك أيضا تعهد إليه مهام اقتراح مشروع مخطط التسوية القضائية‪ ،‬فإذا كانت الغاية من‬
‫إعداد تقرير موازنة المالية االقتصادية واالجتماعية هي تحديد الصعوبات التي تعاني منها المقاولة اعتماد‬
‫على المعطيات والظروف السابقة عن تاريخ فتح المسطرة واالقتراح الذي يعده السنديك على الموازنة‪،‬‬
‫وذلك في شكل مشروع مخطط التسو ية يستشرف المستقبل عن طريق تحديده لطرق تحديد الخصوم‬
‫والضمانات المحتملة التي يشترطها كل شخص لضمان تنفيذه‪.‬‬

‫لذا السنديك يجب أن يبين المجاالت الثالث السابقة على مستوى مخطط التسوية أي الوضع المالي للمقاولة‬
‫ثم الوضع االقتصادي وأيضا الوضع االجتماعي‪ ،‬وبالرغم من ذلك فالمحكمة تظل لها كامل الصالحية في‬
‫اعتماد الحل الذي يمكن أن يتقدم به السنديك‪ ،‬إما أن تأخذ به بصفة كلية أو جزئية أو ال تأخذ به وتطلب منه‬
‫إعداد موازنة أخرى‪.‬‬

‫فمن أجل ضمان قيام السنديك بمهامه في أحسن الظروف فإنه يتلقى العروض من االغيار ويعمل على‬
‫تحليلها ودراس تها وانتقاء واختيار العرض األفضل الذي يناسب ويضمن استمرارية نشاط المقاولة وأيضا‬
‫يضمن الحفاظ على استمرارية عقود الشغل المتواجدة بها‪.‬‬

‫كما يمكن أيضا أن يقترح على المحكمة التجارية تغيير رأس المال وفي هذه الحالة الدعوة إلى انعقاد الجمعية‬
‫العمومية‪ ،‬من أجل إعادة تأسيس رأسمال في حدود المبلغ الذي يقترحه السنديك شريطة أال يقل عن ربع‬
‫رأسمال الشركة بفل الخسارات المثبتة في وثائق المحاسبية‪.‬‬

‫السنديك يحق له استشارة الدائنين‪ ،‬بحيث أنه ملزم في هذا اإلطار بأن يقوم باستشارة في حالة ما إذا عمل‬
‫على تبني مخطط االستمرارية وذلك تحت طائلة بطالن الحكم القاضي باستمرار المقاولة‪.‬‬

‫لكن ما ينبغي الوقوف عنده هو صالحيات والتي نرى في نظرنا أنها صالحيات خطيرة منحها المشرع لفائدة‬
‫السنديك‪ ،‬أال وهي صالحيات السنديك في العقود الجارية التنفيذ وخاصتا عقود الشغل كما سبق بيانها أعاله‪،‬‬
‫وهناك أيضا العقد البنكي فبمقتضى المادة ‪ ، 503‬بمجرد افتتاح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ضد أي‬
‫شخص طبيعي أو معنوي فإن ذلك يؤدي إلى قفل حسابه البنكي‪ ،‬كما أنه في نفس المادة هناك تناقض فالمشرع‬
‫يقول يظل الحساب البنكي مفتوحا إلى غاية قفل عملية التصفية القضائية‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫ما هو المقصود بالعقود الجارية التنفيذع‬

‫المشرع المغربي لم يحدد المقصود بذلك عكس القضاء الفرنسي الذي قال بأن العقود الجارية التنفيذ هي‬
‫تلك العقود التي أبرمت على اعتبار شخصي وكانت مبرمة قبل خضوع المقاولة لمساطر المعالجة‪ ،‬لذا يعد‬
‫عقدا جاريا كل اتفاق في االلتزامات الرئيسية لم يقع تنفيذه يوم الحكم بفتح المسطرة‪.‬‬

‫إلى جانب هذه الصالحيات يعمل السنديك أيضا على تحقيق الديون تحت رقابة القاضي المنتدب‪ ،‬فبالرغم‬
‫من تصريح دائني المقاولة بديونهم إلى السنديك‪ ،‬فإن هذا األخير يجب عليه أن يقوم بتحقيق هذه الديون‬
‫بمساعدة المراقبين وبحضور رئيس المقاولة أو بعد استدعائه بصفة قانونية‪.‬‬

‫السنديك من أجل قيامه بالمهمة المتعلقة بتلقي الديون يتعين داخل أجل أقصاه ‪ 6‬أشهر بناء على ما جاء‬
‫بالمادة على ‪ 727‬من قانون ‪ ،17.73‬وفي سبيل اطالعه بهذه الصالحيات‪ ،‬عليه أن يتمتع بخبرة وكفاءة‬
‫ودراية عالية باألمور المالية واالقتصادية االجتماعية والقانونية‪.‬‬
‫وقف المتابعات الفردية‬

‫رغبتا من المشرع في استمرار المقاولة وانجاح مخطط اإلنقاذ بل وحتى أيضا مخطط االستمرارية وعملية‬
‫التسوية‪ ،‬عمل المشرع المغربي على وقف المتابعات الفردية التي يقيمها الدائنون الناشئة ديونهم قبل صدور‬
‫الحكم القاضي بفت ح مسطرة المعالجة‪ ،‬إذ يمنع عليهم إقامة كل دعوى قضائية تهدف إلى الحكم على المقاولة‬
‫المدينة بأداء مبلغ من المال أو فسخ عقد لعدم أداء مبلغ من المال‪.‬‬

‫كما أن الحكم المذكور يمنع كل إجراء تنفيذي يقيمه هؤالء الدائنون سواء على المنقوالت أو على العقارات‪،‬‬
‫إال أنه وباإلمعان في القانون الجديد ‪ 17.73‬ال سيما على المادة ‪ 686‬نجد أن المشرع المغربي أورد استثناء‬
‫هام يتعلق بحالة التنفيذ‪ ،‬بحيث أجاز للدائن الذي يتوفر على ضمانة منقولة أن يتقدم بطلب بيع المنقول‬
‫موضوع هذه الضمانة إلى القاضي المنتدب‪ ،‬وذلك في الحالة التي يكون فيها المنقول على وشك الهالك أو‬
‫معرضا في وقت قريب لنقص محسوس في قيمته‪ ،‬أو إذا كان المنقول من األشياء التي يقتضي حفظها‬
‫مصاريف باهظة‬

‫وتسري قاعدة وقف المتابعات الفردية في مواجهة كل دائن له دين سابق على الحكم القاضي بفتح المسطرة‬
‫القضائية‪ ،‬ومؤدى ذلك أن هذه القاعدة ال تطب ق في حق الدائنين الذين نشأت ديونهم بعد هذا الحكم‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن كونه دينا عاديا أم ممتازا‪ ،‬وذلك عمال بمبدأ المساواة بين الدائنين‬

‫‪116‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫وفي هذا اإلطار يمنع على الدائن أن يسلك أي اجراء تنفيذي يهدف إلى التنفيذ على األموال المنقولة أو‬
‫العقارية للمقاولة المدينة‪ ،‬والخا ضعة لمسطرة المعالجة أو التصفية القضائية‪ ،‬بل وحتى على األموال التي‬
‫قد يكتسبها المدين ما دامت المسطرة لم تقفل بعد‬

‫والعلة من ذلك هو أن المقاولة تحتاج إلى وقف نزيف األداءات واسعافها بشكل مستعجل‪ ،‬وهو ما جعل‬
‫المشرع المغربي أن يقضي بوقف المتابعات الفردية‬

‫ومضمون ه ذه القاعدة هو بخالف القواعد العامة التي تخول للدائن حق اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بحقه واللجوء‬
‫للقضاء من أجل المطالبة بها وحمايتها‪ ،‬مع االعتراف له أيضا باألسبقية على غيره من الدائنين بممارسة‬
‫حقه في التنفيذ على أموال المدين‪ ،‬ونظام معالجة صعوبات المقاولة قد عطل وأوقف استعمال هذه االلية‬

‫وعليه بالرجوع إلى المادة ‪ 686‬من القانون ‪ 17.73‬نجدها قد أقرت قاعدة وقف المتابعات الفردية التي يقيمها‬
‫الدائنون في مواجهة المدين الخاضع لمسطرة المعالجة ضدا على احكام القواعد العامة‪ ،‬وذلك حينما قضت‬
‫بأنه‪ ،‬يوقف الحكم ويمنع كل دعوى قضائي ة يقيمها الدائنون أصحاب ديون نشأت قبل الحكم المذكور‪.‬‬

‫هذه القاعدة تسري في مواجهة كل الدائنين الذين لهم ديون سابق على حكم فتح المسطرة القضائية‪ ،‬وهذه‬
‫قاعدة فريدة من نوعها‪ ،‬وتأثر على العالقة الدائنية بين الدائنين والمدينين‪ ،‬وهذه القاعدة ال تطبق في حق‬
‫الدائنين الناشئة ديونهم بعد حكم القاضي بفتح المسطر‪ ،‬وإنما تسري فقط في مواجهة الدائنين الناشئة ديونهم‬
‫قبل الحكم بفتح المسطرة‪.‬‬

‫العلة وراء ذلك هو أن المشرع المغربي يعمل نوع من التشجيع والتحفيز وكجزاء بالنسبة للدائنين الناشئة‬
‫ديونهم بعد فتح المسطرة لكونهم قد غامرو بتزو يد المقاولة باألموال والعقود ال سيما وهم يعلمون أنها في‬
‫وضعية حرجة وتعاني من الصعوبات‪.‬‬

‫والمالحظ أنه إذا كان من شأن إعمال قاعدة وقف المتابعات الفردية احترام مبدأ المساواة بين الدائنين وتفادي‬
‫التسابق والمزاحمة فيما بينهم‪ ،‬بما يفتح الباب للمحاباة والتفضيل‪ ،‬والغاية هنا ترتيب إمكانيات المقاولة من‬
‫أجل تسخيرها بهدف إنقاذها‪.‬‬

‫نظام المتابعات الفردية المنصوص عليه في المادة ‪ 686‬من القانون ‪17.73‬نجد أن المشرع المغربي لم يقم‬
‫لديون اإلجراء أي اعتبار وسواها بغيرها م الديون األخرى‪ ،‬فنظام المتابعات الفردية يشمل عدة دعاوى‪،‬‬
‫هنا ك الدعاوى الرامية للحكم على المدين ألداء مبلغ من المال وكذلك االستمرار فيها‪ ،‬بحيث يمنع الدائن‬

‫‪117‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫بإقامة أي دعوى على المدين من أجل مطالبته بأداء مبلغ من المال‪ ،‬ولو كانت ناتجة عن دعاوى تابعة أو‬
‫متعلقة بالتصفية غرامة تهديدية‪.‬‬

‫كذلك يمنع على الدائنين إقامة الدعاوى الرامية الى فسخ عقد معين وذلك بعدم أداء المقاولة المبلغ من المال‪،‬‬
‫والهاجس هنا عند المشرع المغربي هو ضمان استمرارية واستقرار المقاولة والبحث عن إنجاح عملية‬
‫انقاذها وتسوية وضعيتها وليس الدفع بها إلى الهاوية‪.‬‬

‫كذلك يمنع على كل دائن نشأ دينه قبل صدور الحكم الق اضي بافتتاح مسطرة المعالجة أن يقوم ابتداء من‬
‫تاريخ صدور هذا الحكم‪ ،‬بسلوك في إجراءات التنفيذ‪ ،‬على أن األموال المنقولة أو العقارية الخاضعة لمسطرة‬
‫المعالجة‪ ،‬وتسري نفس القاعدة على األموال التي تعود للمدين الموجودة لدى شخص ثالث في إطار اتباع‬
‫مسطرة حجز ما لدى المدين للغير‪.‬‬

‫ويعتبر الحجز التحفظي من اإلجراءات التنفيذية التي شملها المنع بمقتضى المادة ‪ 686‬من القانون ‪،17.73‬‬
‫إذ بمجرد فتح هذه المسطرة يصبر أمرا مستحيال عه تحقيق الرهن ويصبح عديم الجدوى‪.‬‬

‫وتسري آثار وقف المتابعة الفردية من يوم صدور الحكم بفتح مسطرة المعالجة‪ ،‬وال يتوقف ذلك على احترام‬
‫آجال معينة وإجراءات الشهر والنشر بل يعتبر من اآلثار المنشئة والمترتبة بشكل فوري مباشرة بعد صدور‬
‫الحكم‪.‬‬

‫لكن ما ينبغي اإلشارة إليه هو أن ‪ 686‬من القانون الجديد أوجد استثناء جديدا على قاعدة وقف المتابعات‬
‫الفردية‪ ،‬وذلك حينما أجازت في فقرتها األخيرة للدائن الذي يتوفر على ضمانة منقولة أن يتقدم بطلب من‬
‫أجل بيع المنقول موضوع هذه الضمانة‪ ،‬وأن يقدم هذا الطلب إلى القاضي المنتدب باعتباره الجهة المختصة‬
‫في البت في هذا الطلب‪ ،‬ال سيما وإذا كان هذا المنقول على وشك الهالك أو تعلق األمر ببضائع قد تعرضت‬
‫للتلف أو نقص في القيمة‪ ،‬أو إذا كان المنقول من األشياء التي يقتضي حفظها تحمل مصاريف باهظة‪.‬‬

‫المالحظ أن المادة ‪ 661‬من القانون ‪ 17.73‬قد سمحت للدائنين أصحاب االمتياز سواء كان االمتياز العام‪،‬‬
‫أو االمتياز الخاص‪ ،‬أو الدائنين الحاملين لرهن حيازي‪ ،‬أو أصحاب الرهن الرسمي‪ ،‬وكذا الخزينة العامة‬
‫للمملكة بالنسبة لديونها الممتازة بأن تمارس حق إجراء المتابعات الفردية وهذا استثناء على ما جاء في‬
‫المادة ‪ ، 686‬وذلك بشرط إن لم يقم السنديك بتصفية األموال المثقلة داخل أجل ‪ 3‬أشهر من تاريخ صدور‬
‫الحكم القاضي بفتح مسطرة التصفية القضائي ة‪ ،‬وشريطة أن يكونوا قد صرحوا بديونهم حتى وإن لم تقبل‬
‫بعد‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫وما ينبغي اإلشارة إليه في إطار المتابعات الفردية أنه حتى الكفالء يستفيدون بدورهم بمزايا مساطر معالجة‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬بخالف ما كان عليه الوضع في المادة ‪ 662‬من القانون ‪ 17.73‬فالقانون الجديد جاء‬
‫بمقتض يات فريدة من نوعها وجديدة تصب في مصلحة الكفالء‪ ،‬بحيث أن الكفالء أصبحوا يستفيدون من‬
‫بعض المزايا التي توفرها المساطر الجماعية‪.‬‬

‫بمقتضى المادة ‪ 695‬من القانون ‪ 17.73‬يحق ويمكن للكفالء سواء كانوا متضامنين أم ال‪ ،‬أن يتمسكوا‬
‫بمقتضيات مخطط االستمرارية وكذا مخطط وقف سريان الفوائد المنصوص عليه في المادة ‪ ،692‬وال يمكن‬
‫الرجوع على الكفالء إلى بالنسبة للديون المصرح بها من طرف الدائنين لدى السنديك‪.‬‬

‫عمل المشرع بمقتضى المادة ‪ 692‬من قانون ‪ 17.73‬على إقرار قاعدة وقف سريان الفوائد‪ ،‬وهي قاعدة‬
‫إلى جانب وقف المتابعات الفردية‪ ،‬باعتبارها حال لوقف النزيف المالي للمقاولة‪ ،‬ذلك أن هذه المادة نصت‬
‫على أن الحكم القاضي بفتح كمسطرة المعالجة يوقف سريان الفوائد القانونية واالتفاقية‪ ،‬وكذلك كل الفوائد‬
‫التخيير وكل زيادة‪.‬‬

‫ويهم هذا والوقف مجرد الديون السابقة على الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة دون غيرها‪ ،‬وال يتم‬
‫استئناف سريان احتساب الفوائد الى بعد صدور الحكم المحدد لمخطط اإلنقاذ أو الحكم المحدد لمخطط‬
‫االستمرارية‪ ،‬وذلك طبقا لما جاء في المادة ‪ 693‬من القانون ‪ ،17.73‬بحيث يظل مفعول وقف سريان الفوائد‬
‫قائما عند الحكم بمخطط التفويت أو التصفية القضائية‪.‬‬
‫التصريح بالديون‬

‫مسطرة التصريح بالديون تعتبر من أهم المراحل التي تتميز مها مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬لكونها‬
‫ذات أهمية كبرى بالنسبة للسنديك وأيضا بالنسبة للدائنين‪ ،‬إذ أنها تساعد السنديك على معرفة الديون المترتبة‬
‫في ذمة المقاولة‪ ،‬ونظرا ألهمية هذه المسطرة لما تكفله من حماية للدائنين‪.‬‬

‫فقد عمل المشرع المغربي على تعزيز هذه المسطرة بعدة مقتضيات قانونية جديدة‪ ،‬بحيث أنه بموجب المادة‬
‫‪ 719‬من القانون ‪ ، 17.73‬أن السنديك أصبح ملزما بأن يشعر الدائنين المعروفين لديه وكذا المدرجين بالقائمة‬
‫المدلى بها من طرف المدين‪ ،‬والناشئة ديونهم قبل صدور الحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة‪.‬‬

‫على اعتبار أن الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة هم معفيون من التصريح‬
‫بديونهم‪ ،‬لذا فالسنديك ملزم بمسك سجل خاص بشأن كل مسطرة‪ ،‬وأن يكون هذا السجل مرقما وموقعا على‬

‫‪119‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫صفحاته من طرف ا لقاضي المنتدب‪ ،‬بحيث يجب أن يضمن في هذا السجل التصريحات بالديون حسب‬
‫التاريخ التسلسلي لتلقيها‪.‬‬

‫شملت مسطرة التصريح بالديون خالل القانون الجديد تعديالت جوهرية‪ ،‬ولعل الغاية من ذلك هو الهدف‬
‫من تحقيق فلسفة المشرع الرامية إلى حماية الدائنين‪ ،‬فإذا كانت سياسته تروم إلى حماية المقاولة والحفاظ‬
‫على مناصب الشغل المتواجدة بها‪ ،‬فظل هاجس حماية الدائنين هاجسا يؤرق المشرع المغربي‪ ،‬وهو ما‬
‫عمل على تفعيله من خالل إدخال تعديالت على مسطرة التصريح بالديون‪ ،‬بهدف خلق توازن بين مصلحة‬
‫المقاولة وبين الدائنين‪.‬‬

‫يالحظ من خالل المادة ‪ 686‬من الكتاب الخامس من مدونة التجارة الملغاة بمقتضى القانون الجديد رقم‬
‫‪ ، 17.73‬أن السنديك ملزم بأن يشعر الدائنين الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما‪ ،‬بخالف‬
‫الدائنين العاديين الذين ال يستفيدون من اشعار السنديك مع بقائهم ملزمين بالتصريح بديونهم المترتبة في ذمة‬
‫المدين وذلك داخل أجل شهرين من تاريخ اإلشعار المنصوص عليه في المادة ‪ ،720‬وعلى أن يتم تمديد‬
‫أجل شهرين بالنسبة للدائنين القاطنين خارج المغرب‪.‬‬

‫فيما يتعلق بدعوى رفع السقوط فإنه إن كانت في ظل القانون القديم ال يمكن ممارستها إال داخل أجل سنة‬
‫ابتداء من تا ريخ صدور مقرر فتح المسطرة‪ ،‬فإنه وفقا للقانون الجديد ال يمكن ممارسة هذه الدعوى إال داخل‬
‫أجل سنة ابتداء من تاريخ إشعار الدائنين الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما‪ ،‬وكذا الدائنين‬
‫المدرجين بالقائمة المشار إليها في المادة ‪ 577‬من القانون ‪ 17.73‬ومن تاريخ نشر مقرر فتح المسطرة‬
‫وبالجريدة الرسمية لباقي الدائنين‪.‬‬

‫القاضي المنتدب حينما يقرر رفع السقوط بالنسبة لهؤالء الدائنين فهو يفتح بذلك أجل جديدا للتصريح بالدين‪،‬‬
‫ال يتعدى ‪ 30‬يوم من تاريخ تبليغ المقرر بالموطن الحقيقي أو المختار للدائن‪ ،‬إذ ال يواجه بالسقوط الدائنون‬
‫الذين لم يتم اشعارهم بصفة قانونية بسقوط حقهم في التصريح بديونهم‪.‬‬

‫لدى فالتعديل الجديد الذي هم مسطرة التصريح بالديون جاء ليوفر الحماية االزمة للدائنين الناشئة ديونهم‬
‫قبل فتح المسطرة‪ ،‬والذين غالبا ما كانوا ال يستفيدون من اشعار السنديك لهم بضرورة التصريح بديونهم‪،‬‬
‫كما هو الشأن بالنسبة للديون الضريبية‪ ،‬والتي كانت المديرية العامة للضرائب يتعذر عليها في الكثير من‬
‫األحيان التصريح بديونهم الناجمة عن المراقبة الجبائية‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫وهو ما حدا بالمشرع المغربي على مستوى المدونة العامة للضرائب من خالل المادة ‪ 150‬أن يضع استثناء‬
‫جاء فيه‪ ،‬استثناء من جميع األحكام المخالفة يجب على كل مقاولة تطلب فتح مسطرة التصفية القضائية أن‬
‫تقدم إقرارا بذلك لدى مصلحة الوعاء الضريبي التابع لها مكان فرض الضريبة‪ ،‬ويترتب عن عدم تقديم‬
‫اإلقرار المذكور لدى مصلحة الوعاء الضريبي على مراجعة إدارة الضرائب بسقوط الواجبات المرتبطة‬
‫بالفترة السابقة لفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية‪.‬‬

‫المشرع المغربي على مستوى المادة ‪ 150‬من المدونة العامة للضرائب نص أن طلب افتتاح مسطرة‬
‫المعالجة‪ ،‬ال يقتصر فقط على المدين بل أيضا هناك أطراف أخرى لم يلزمها بذلك كما هو الحال بالنسبة‬
‫للدائنين‪.‬‬

‫أما بخصوص حق الكفيل المدين في تصريح بديونه في إطار مسطرة معالجة مساطر معالجة صعوبات‬
‫المقاولة‪ ،‬وذلك في مواجهة المقاولة المفتوحة ضد المدين‪ ،‬فبعض الفقه المغربي يرى بأن الرجوع الشخصي‬
‫في هذه الحالة يكون مستحيال والسبب في ذلك هو أن الكفيل ال يمكنه التصريح بدينه ما دام الدائن الرئيسي‬
‫قد سرح بدينه تفاديا ألن يكون موضوع تصريح مزدوج‪.‬‬

‫في حين أنه على مستوى التشريع الفرنسي نجد القانون التجاري ال سيما على مستوى المادة ‪ 2032.2‬نصت‬
‫بصراحة عن حق الكفيل في الرجوع المسبق في حالة فتح مسطرة المعالجة ضد المدين‪ ،‬األمر الذي يزكيه‬
‫الفصل ‪ 1141‬من قانون االلتزامات والعقود حينما منح الكفيل هذا الحق‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار قضت محكمة النقض الفرنسية في قضية تتعلق بوفاء الكفيل بالدين األصلي‪ ،‬حينما قام‬
‫الكفيل بأداء الدين خالل تصريح بدين ما وبالوفاء الحاصل من الغير بعد الحكم الحاصل بفتح المسطرة‪ ،‬غير‬
‫أنه كان قائم يوم حكم افتتاح ويجب التصريح به طبقا للمادة ‪ 50‬من القانون ‪ 25‬يناير ‪ ،1985‬المطابق للمادة‬
‫‪ 719‬من القانون ‪.17.73‬‬

‫ما يمكن اإلشارة إليه هو أن الدائنون الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة معالجة المقاولة‪ ،‬يتمتعون‬
‫باستفاء ديونهم عن باق ي الدائنين باألسبقية‪ ،‬وذلك عندما يحل اجال االستحقاق‪ ،‬لكن حسب بعض الفقه‬
‫المغربي يتوقف هذا االمتياز على ضرورة توفر شروط أساسية وهي‪:‬‬

‫أن ينشأ الدين بعد صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة‪ ،‬أي مسطرة التسوية‬ ‫‪-‬‬
‫القضائية‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫أن ينشأ الدين بمناسبة مواصلة نشاط المقاولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن ينشأ الدين بصفة قانونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المالحظ أن المشرع المغربي لم يقم بتحديد شكل التصريح الذي يتعين اتباعه واحترامه من طرف الدائنين‬
‫الناشئة ديونهم قبل الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬ذلك على خالف المشرع الفرنسي الذي‬
‫اشترط ذلك في المادة ‪ 50‬من القانون التجاري الفرنسي‪ ،‬وعليه يمكن القول بأن التصريح بالدين يمكنه أن‬
‫يتم وفق أي شكل دون تحديد معين‪.‬‬

‫التصريح بالدين في إطار القانون المغربي يتم بواسطة مقال مكتوب يتضمن الشكليات المنصوص عليها في‬
‫المادتين ‪ 51‬و ‪ 67‬من مرسوم ‪ 27‬دجنبر ‪ 1985‬المتعلق بالتسوية والتصفية القضائية للمقاوالت في حين‬
‫أن المادة ‪ 13‬من قانون المحاكم التجارية بالمغرب تعتبر التصريح بالديون طلبا قضائيا يجب أ‪ ،‬يتم وفق‬
‫طلب كتابي مرفوع وموقع من طرف محامي‪ ،‬لكن محكمة النقض سبق لها وأن قالت أن التصريح بالدين ال‬
‫يتطلب شكلية معينة‪.‬‬

‫لك ن المالحظ أن المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 721‬من القانون ‪ 17.73‬أوجب ضرورة تضمين‬
‫التصريح بالديون بمجموعة من البيانات وتتمثل في العناصر التي من شأنها أن تثبت وجود الدين ومبلغه‬
‫وإذا لم يكن ناجما عن سنده وإن تعذر ذلك تقيما للدين إذا لم يحدد مبلغه بعد‪.‬‬

‫ثم كيفي ة احتساب الفوائد في حالة استئناف سريانها مع تنفيذ مخطط االستمرارية وأيضا اإلشارة إلى المحكمة‬
‫التي رفعت إليها الدعوى أن كان الدائن موضوع نزاع‪.‬‬

‫ومن هنا ينبغي اإلشارة إلى أن الدائنين المتعاقدين مع المقاولة في إطار العقود الجارية التنفيذ طبقا لمقتضيات‬
‫المادة ‪ 588‬من القانون ‪ 17.73‬فإنه طبقا للمادة ‪ 720‬من نفس القانون ينتهي أجل التصريح بديونهم بمرور‬
‫‪ 15‬يوما من تاريخ التخلي عن مواصلة العقود التي تجمع الدائن بالمقاولة‪ ،‬شريطة أن يكون هذا التخلي جاء‬
‫الحقا لتاريخ الشهرين أو ‪ 4‬أشهر المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادة ‪ ،720‬بحيث ال يقبل التصريح‬
‫إذا كان التخلي قد تم قبل هذا األجل‪.‬‬

‫لكن ينبغي التذكير إلى أن ديون الخزينة العامة للمملكة و ديون المديرية العامة للضرائب ال تعفى من‬
‫التصريح‪ ،‬سواء باإلشعار‪ ،‬إال حينما يتعلق األمر بديون شركة أو مقاوالت‪ ،‬وأن يكون فتح مسطرة بناء‬

‫‪122‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫على تصريح من المدين‪ ،‬و مقال افتتاحي للدعوى مقدم من طرف أحد الدائنين أو نتيجة افتتاح المسطرة‬
‫تلقائيا من طرف المحكمة‪ ،‬أو بناء على طلب من النيابة العامة‪.‬‬

‫لذلك يتعين إعادة صياغة المادة ‪ 150‬من مدونة العامة للضرائب حتى يتعين أن تكون أكثر انسجاما مع‬
‫أهداف مساطر معالج ة صعوبات المقاولة وأيضا تراعي توجهات المشرع فيما يتعلق بعملية استيفاء الديون‬
‫الضريبية‪.‬‬

‫من جهة أخرى فمسألة التصريح بالديون المشرع المغربي حدد لها آجال معينة طبقا لما جاء في المادة ‪720‬‬
‫من القانون ‪ ،17.73‬فهنا نميز بين أجل شهرين ثم أجل ‪ 4‬أشهر وأخيرا أجل ‪ 15‬يوما‪.‬‬

‫التصريح داخل أجل شهرين‪ :‬يجب أن يتم تقديم هذا التصريح داخل أجل شهرين‪ ،‬ابتداء من تاريخ نشر‬
‫الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ أو التسوية القضائية أو التصفية القضائية‪ ،‬بالجريدة الرسمية والفئة التي‬
‫يعنيها هذا االجل‪ ،‬هم الدائنون المدرجة أسماؤهم بالقائمة التي يتقدم بها المدين وكذا الدائنين المعروفين لدى‬
‫السنديك وأولئك الحاملين لضمانات أو عقود ائتمان إيجاري تم شهرهما وكل من له صفة دائن‪.‬‬

‫التصريح داخل أجل ‪ 4‬أشهر‪ :‬أجل التصريح هنا يمدد في الحالة السابقة في شهرين إضافيتين بالنسبة للدائنين‬
‫القاطنين خارج التراب الوطني‪ ،‬ليصبح أجل التصريح هنا ‪ 4‬أشهر من تاريخ نشر الحكم بالجريدة الرسمية‪.‬‬

‫التصريح داخل أجل ‪ 15‬يوما‪ :‬وهم الدائنون المتعاقدون مع المقاولة في إطار العقود الجارية التنفيذ‪ ،‬بحيث‬
‫ينتهي أجل التصريح بالنسبة إليهم بمرور ‪ 15‬يوما بعد تاريخ الحصول على التخلي عن مواصلة العقد الذي‬
‫يجمع الدائن بالمقاولة المدينة‪ ،‬شريطة أن يكون هذا التخلي جاء الحقا لتاريخ الشهرين أنا ألربعة أشهر‪،‬‬
‫بحيث ال يقبل التصريح إذا كان التخلي قد تم قبل هذا األجل‪.‬‬

‫ويتم احتساب اجل التصريح بناء لما جاء في المادة ‪ 720‬من القانون ‪ 17.73‬انطالقا من احتساب مشروع‬
‫الحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ أو التسوية القضائية أو التصفية القضائية‪ ،‬بالجريدة الرسمية‪ ،‬فإن هذه القاعدة ال‬
‫تهم كل الديون المشمولة بالتصريح‪.‬‬

‫فيما يتعلق باحتساب اجل شهرين أو ‪ 4‬أشهر فإنه فقط يهم الديون العادية أو الديون المضمونة غير الخاضعة‬
‫لإلشهار أن اإلشعار من طرف ال سنديك‪ ،‬حيث يكون أصحابها ملزمون بالقيام بالتصريح لدى السنديك و‬
‫بإيعاز منهم بمجرد نشر الحكم بالجريدة الرسمية على اعتبار أن النشر يعتبر قرينة قانونية قاطعة على تحقق‬
‫العلم اليقيني بها‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫في حين أن الديون المضمونة التي يعتبر مصدرها عقد ائتمان إيجاري تم شهره وكذا الدائنين الذين فرضت‬
‫عليهم المادة ‪ 720‬من القانون ‪ 17.73‬أن يتم إشعارهم بكيفية شخصية فإن أجل تصريح بديونهم للسنديك ال‬
‫يبدأ احتسابه إلى من تاريخ اشعار هذا األخير لهم‪ ،‬وأن يدعوهم من خالل هذا اإلشعار إلى التصريح بديونهم‬
‫داخل أجل شهرين أو األربعة أشهر من تاريخ اشعارهم شخصيا‪.‬‬

‫رتب المشرع المغربي جملة من اآلثار في حالة عدم قيام الدائنين الملزمين بالتصريح بديونهم في التخلف‬
‫عن القيام بعملية التصريح‪ ،‬وتتمثل في سقوط الدين ثم سقوط حقهم في المطالبة بالدين‪ ،‬والمشرع بالمقابل‬
‫منح إمكانية رفع دعوى السقوط من طرف الدائنين في حاالت معينة‪.‬‬

‫بالنسبة لسقوط الدين‪ ،‬المشرع المغربي رتب جزاءات جد قاسية في حق الدائنين عند اإلخالل بالتصريح‬
‫بديونهم داخل اآلجال المنصوص عليها في المادة ‪ 719‬من القانون ‪ 17.73‬بحيث هذه المادة نصت على أنه‬
‫في حالة عدم تصريح بالديون داخل اآلجال المحددة والمشار إليها في المادة ‪ 720‬ال يقبل الدائنون في‬
‫التوزيعات والمبالغ التي لم توزع إال إذا رفع القاضي المنتدب عنهم هذا السقوط‪.‬‬

‫ويخضع أيضا للسقوط كل صاحب دين سابق لفتح المسطرة القضائية سواء ممن أدرج اسمه في الالئحة‬
‫التي نص عليها القانون ‪ 17.73‬أو في الئحة المنصوص عليها بمقتضى المادة ‪ 577‬أو في الالئحة المشار‬
‫إليها في المادة ‪ 722‬أو غيرهم من الدائنين الذين لم تدرج أسماؤهم في أية الئحة‪.‬‬

‫الدائنون أصحاب الضمانات أو اإليجار االئتماني الذي تم شهرهما ال يسري في مواجهتهم أجل التصريح‬
‫بالديون إلى من تاريخ اشعارهم شخصيا من طرف السنديك ودعوتهم إلى القيام بهذا التصريح‪ ،‬بمعنى أنه‬
‫رغم انصرام أجل شهرين أو ‪ 4‬أشهر والدائنين أصحاب الضمانات لم يقوموا بالتصريح فهم يضلون‬
‫متمسكين بحقهم في التصريح لكونهم لم يتم اشعارهم من طرف السنديك‪ ،‬فالسنديك هنا هو من يتحمل وزر‬
‫خطأه‪.‬‬

‫المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 723‬من القانون ‪ 17.73‬أنه ال يوجه بالسقوط الدائنون الذين لم يتم‬
‫اشعارهم طبقا لمقتضيات المادة ‪ ،719‬وهو األمر الذي نصت عليه المادة ‪ 686‬من القانون السابق‪ ،‬لكن‬
‫المادة الجديدة ‪ 723‬اضافت فئة أخرى هم الدائنون الذين لم يتم اشعارهم‪ ،‬وهم المدرجون بالالئحة المدلى‬
‫بها من ل دن المدين و المعروفين والذين لم يقم السنديك بإشعارهم شخصيا بفتح المسطرة‪.‬‬

‫لكن اإلشكال الذي يطرح حول الصيغة التي يتعين بها اشعار السنديك للدائنينع‬

‫‪124‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫المشرع المغربي لم يحددها بخالف المشرع الفرنسي الذي قال بضرورة اعتماد اشعار عن طريق رسالة‬
‫مضمونة مع اإلشعار بالت وصل‪ ،‬فسقوط الدين في مواجهة المدين يترتب عليه أيضا سقوطه لقائدة المدينين‬
‫الكفالء الذين يكفلون دينهم عكس االخرين‪ ،‬وذلك إعماال بقاعدة انقضاء االلتزام األصلي يؤدي إلى انقضاء‬
‫االلتزام التبعي‪.‬‬

‫المشرع منح إمكانية للدائنين الذين تعذر عليهم تقديم تصريح للسنديك من أجل تدارك حقهم في ضياع ديونهم‬
‫من تم المشرع منح آلية جديدة لفائدة هؤالء الدائنين أال وهي دعوى السقوط‪ ،‬دعوى السقوط ال يمكن‬
‫ممارستها إال داخل أجل سنة ابتداء من تاريخ إشعار الدائنين الحاملين للضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم‬
‫شهرهما والدائنين المدرجين بالقائمة المشار إليها في المادة ‪ 577‬من القانون ‪ 17.73‬ومن تاريخ نشر مقرر‬
‫فتح المسطرة في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫لكن المادة ‪ 723‬وإن مكنت الدائنين السابقين من استرجاع حقوقهم وفق ضوابط محددة وهي‪ ،‬أن يكون عدم‬
‫التصريح للدائن‪ ،‬بمعنى أن يكون هناك عائق حال دونه كالقوة القاهرة أو الحادث الفجائي أو شيء آخر ال‬
‫دخل للدائن في حدوثه‪.‬‬

‫فأعلن هذه الصياغة العامة القضاء بلور موقفا من هذه األسباب‪ ،‬وهو يتسم بنوع من التجدد في قبول هذا‬
‫السبب‪ ،‬إن جهل هذا الشخص اللغة العربية وكان يتواجد خارج المغرب وقت نشر ذلك في الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫فال يمكن اعتباره من قبيل األسباب التي ال تعود إلى الدائن‪.‬‬

‫كما أنه يعتبر مرض الشخص الممثل لشركة معينة ال يعتبر سببا لرفع دعوى السقوط‪ ،‬كما أن اصابته‬
‫بمرض أثناء الفترة المشار إليها بالمادة ‪ 720‬ال يعتبر سببا يبرر رفع السقوط‪ ،‬طالما أن المشرع قد فتح‬
‫الباب للدائن لتقديم تصريح بالدين بواسطة عون أو وكيل من اختياره‪.‬‬
‫مسطرة تحقيق الديون‬

‫تمر ديون الدائنين السابقين لفتح المسطرة القضائية للمعالجة بعض التصريح بها بمسطرة التحقيق لتحديد ما‬
‫ادا كانت فعال مقبولتا أم ال في إطار المسطرة القضائية المفتوحة ضد المقاولة المتوقفة عن الدفع‪.‬‬

‫بحيث أن مجرد التصريح بالديون ال يعني بأي حال من األحوال أنها أصبحت مقبولة‪ ،‬ويقوم السنديك‬
‫بالتحقيق في ديون المصرح بها‪ ،‬أي التحقق من صحتها تحت إشراف ورقابة القاضي المنتدب باستثناء‬
‫الديون المستثناة من مسطرة التحقيق‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫مسطرة التحقيق تعتبر من أهم المساطر على مستوى نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬بحيث أن‬
‫المحكمة يمكن أن تحصر مخطط اإلنقاذ أو التسوية حتى ولو لم تنتهي عملية تحقيق الديون بناء على‬
‫مقتضيات المادة ‪ 624‬من القانون ‪ ، 17.73‬لكن قد يقع اعفاء من تحقيق الديون‪ ،‬بحيث أنه بالرجوع إلى‬
‫القانون ‪ 17.73‬المتعلق بمساطر المعالجة نجد المشرع قد قام باإلعفاء من سلك واتباع مسطرة تحقيق الديون‬
‫لعدم أهمية اللجوء إليها واألمر يتعلق هنا حسب المادة ‪ 724‬بالديون العادية وذلك في حالة الحكم بتفويت‬
‫المقاولة أو تصفيتها إذا تبين أن منتوج بيع األموال ستستهلكه بالكامل المصاريف القضائية بالديون المثقلة‬
‫بامتياز‪.‬‬

‫لكن أذا كان الشخص المدين شخصا معنويا وقررت المحكمة أن تختار حال يحمل مسيري هذه المقاولة كال‬
‫أو بعضا من الخصوم‪ ،‬وما بعدها في إطار العقوبات المالية المتخذة ضدهم‪ ،‬فإنه يتم اللجوء إلى مسطرة‬
‫تحقيق هذه الديون المقبولة منها وقيمتها وتقيمها‪ ،‬وبالتالي إلزام المسيرين بها‪ ،‬كما أنه ال يتم اللجوء إلى هذه‬
‫المسطرة في حالة التفويت الكلي أو التصفية القضائية‪.‬‬

‫ويحق لكل أجير لم تتم اإلشارة لكل أو بعض دينه في تلك القائمة أن يرفع دعوى إلى المحكمة المختصة‬
‫داخل أجل شهرين من تاريخ نشر اإلعالن بالجريدة الرسمية‪ ،‬يفيد بأن القائمة المذكورة مودوعة بكتابة‬
‫الضبط قصد االطالع عليها وذلك تحت طائلة سقوط حقه في المنازعة بما يتعلق بالقائمة المودعة والتي‬
‫يكون القاضي المنتدب قد أشر عليها‪.‬‬
‫اقتراحات السنديك‬

‫المالحظ ان القانون ‪ 17.73‬حافظ على المقتضيات المتعلقة باالقتراحات التي يبديها السنديك فيما يتعلق‬
‫بتحقيق الديون وأضاف إليها اختصاصات أخرى تتمثل باألساس في إسناد المهمة للسنديك وبمساعدة رئيس‬
‫المقاولة وبعد استطالع رأي مندوب األجراء بالعمل على إعداد قائمة تتضمن الديون داخل أجل ‪ 6‬أشهر‬
‫ابتداء من صدور الحكم القاضي بافتتاح المسطرة‪.‬‬

‫والسبب الرئيسي و راء هذه الصالحيات الممنوحة للسنديك‪ ،‬وتتمثل باألساس في رغبة المشرع في االفراد‬
‫الحماية الالزمة الجراء على أن يتم إيداع هذه القائمة بعد المصادقة عليها من طرف القاضي المنتدب بكتابة‬
‫ضبط المحكمة المصدرة للحكم القاضي بفتح المسطرة و بالمقر الرئيسي للمقاولة أيضا على أن يتم نشرها‬
‫بالجريدة الرسمية وذلك حتى يتسنى لألجراء الذين لم تتم اإلشارة إلى كل أو بعض من ديونهم في هذه القائمة‬
‫وأن يرفعوا دعواهم إلى المحكمة المختصة داخل أجل شهرين من تاريخ نشر القائمة بالجريدة الرسمية وذلك‬
‫تحت طائلة سقوط الحق في المنازعة‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫مقررات القاضي المنتدب‬

‫القاضي المنتدب طبقا للمادة ‪ 729‬من القانون ‪ 17.73‬يقرر بناء على اقتراحات السنديك قبول الدين أو‬
‫رفضه أو وجود دعوى أو منازعة شارية ال تدخل في اختصاصاته‪ ،‬وذلك بناء على اقتراحات السنديك‬
‫المقدمة لديه‪ ،‬إال أنه من المستجدات التي أتى بها القانون الجديد بخصوص مقررات القاضي المنتدب نجد‬
‫اإلمكانية المخولة له في قبول كل دين عمومي بصفة احتياطية إلى حين اإلدالء بسند وذلك في الحالة التي‬
‫لم يصدر بشأن هذا الدين أي سند تنفيذي‪ ،‬وأنه في حالة ما إذا كان الدين المذكور موضوع نزاع أمام جهة‬
‫إدارية أو قضائية فإن القاضي المنتدب يرجئ البت في التصريح إلى حين الفصل في المنازعة‪.‬‬

‫باستقراء المادة ‪ 730‬من القانون السالف الذكر نجدها جاءت بالجديد فيما يتعلق بالوسائل التي يتم بواسطتها‬
‫استدعاء جميع األطراف المعنية وحتى بكيفية تبليغها بالقرارات الصادرة عن القاضي المنتدب المتعلقة‬
‫بالبت في المنازعة في الدين‪ ،‬أن هذه المشرع هنا استعمل عبارة ” بجميع الوسائل المتاحة“‪ ،‬وهو ما يفيد‬
‫إمكانية تبليغ هذه المقررات حتى عن طريق المفوض القضائي أو أعوان التبليغ‪ ،‬بل وحتى اعتماد مسطرة‬
‫التبليغ اإلداري‪ ،‬وذلك مقارنة مع ما كانت تنص عليه المادة ‪ 696‬من القانون القديم‪ ،‬والتي كانت تحدد أن‬
‫تبليغ مقررات القاضي المنتدب السالفة الذكر تتم بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪.‬‬

‫إن الديون المنازع فيها فإن القاضي المنتدب إذا ما عرضت عليه إحداها فإنه يصد ر قراره بعدم االختصاص‬
‫ويبلغ إلى األطراف المعنية داخل أجل ‪ 8‬أيام ويحق لكل متضرر من القرارات الصادرة عن القاضي المنتدب‬
‫أن يطعن فيها أمام محكمة االستئناف‪ ،‬إذ يحق ممارسة الطعن من طرف الدائن وكذا رئيس المقاولة باإلضافة‬
‫إلى السنديك وذلك داخل أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ اإلشعار بالنسبة للدائن ورئيس المقاولة‪ ،‬ومن تاريخ صدور‬
‫المقرر بالنسبة للسن ديك‪ ،‬إ ال أن الدائن الذي كان دينه محل منازعة سواء كله أو بعضا منه‪ ،‬والذي لم يرد‬
‫على السنديك داخل االجل القانوني‪ ،‬فإنه ال يجوز له أن يطعن في أمر القاضي المنتدب المؤيد القتراح‬
‫السنديك‪.‬‬

‫سمحت المادة ‪ 734‬من القانون ‪ 17.73‬لكل شخص معني بمقررات القاضي المنتدب فيما يخص تحقيق‬
‫الديون أن يقدم إما تعرض الخارج عن الخصومة عن المقررات الصادرة عن المحاكم المشار إليها‬
‫والمصاحبة لها في المادة ‪ 731‬من القانون ‪ 17.73‬وإما تعرضا ضد القرارات النهائية الصادرة عن القاضي‬
‫المنتدب‪ ،‬يتعين أن يتم تقديم إما التعرض أو تعرض الغير خارج الخصومة داخل أجل ال يتعدى ‪ 15‬من‬
‫تاريخ النشر بالجريدة الرسمية‪ ،‬ويفيد فيه أن قائمة بقبول الديون أو رفضها أو بمعاينة عدم االختصاص‬
‫بشأنها تم إيداعها بكتابة ضبط المحكمة التجارية المفتوحة أمامها المسطرة‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة‬
‫القاضي المنتدب يبت هنا بناء على المادة ‪ 737‬من مدونة التجارة في التعرض وذلك بعد االستماع إلى‬
‫السنديك واألطراف ذات المصلحة أو بعد استدعائهم بصفة قانونية‪ ،‬بحيث يقوم أيضا كاتب الضبط بتبليغ‬
‫هذا المقرر بواسطة رسالة مع االشعار بالتوصل إلى الطرف الذي يهمه االمر‪ ،‬ويكون بذلك مقرر القاضي‬
‫المنتدب قابال للطعن من طرف جميع األطراف امام محكمة االستئناف التجارية داخل أجل ال يتعدى ‪15‬‬
‫يوما الموالية للتبليغ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬

‫وضعية الدائنين في مساطر صعوبات المقاولة‬


‫يعتبر الدائنين مجموعة من الفاعلين االقتصاديين والتجاريين‪ ،‬فهم جزء ال يتجزأ من منظومة االقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬بحيث يعتبرون ركيزة أساسية‪ ،‬كون المقاولة مهما كان حجمها وأهميتها ال يمكن االكتفاء بتمويلها‬
‫الذاتي لمواجهة العمليات التجارية التي تتميز بالكثرة والتنوع‪ ،‬اآلمر الذي فرض على المقاولة التفكير في‬
‫حلول بديلة لمواجهة هذه العراقيل وذلك عبر تقنيات االئتمان التي تشكل دعامة أساسية لتطور االقتصاد‪.‬‬

‫فاالئتمان ي ظل ضرورة ملحة لدى المقاوالت إلنجاز العمليات التجارية وكذا لمواصلة نشاطها ألنه يساهم‬
‫في تمويلها‪ ،‬وتأسيسا على ذلك فإن ازدهار العالقات التجارية يستدعى الحفاظ على االئتمان التجارية وحمايته‬
‫من كل ما من شأنه أن يهدد وجوده‪.‬‬

‫يمكن التمييز بين نوعين من الدائنين في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬فهناك الدائنين الناشئة قبل الحكم‬
‫القاضي بفتح مسطرة المعالجة من الصعوبات‪ ،‬وهناك الدائنون الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح‬
‫مسطرة المعالجة من الصعوبات‪.‬‬
‫الدائنون الناشئة ديونهم قبل الحكم بفتح مسطرة المعالجة‬

‫التأطير القانوني لوض عية الدائنين الذين نشأت ديونهم قبل صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة‪،‬‬
‫خاصة مسطرة التصفية القضائية فقد استحضر أهداف هذا النظام بحيث القى هاجس انقاذ المقاولة بضالله‬
‫على وضعية هؤالء الدائنين‪ ،‬االمر الذي جعل المشرع المغربي يعيد النظر في منظومته القانونية بغية تحقيق‬
‫الحماية أكبر لهؤالء الدائنين ألجل ضمان استيفاء حقوقهم‪.‬‬

‫ولهذا سنعالج أوال مسطرة التصريح بالديون باعتبار أن هؤالء الدائنين الناشئة ديونهم قبل افتتاح مسطرة‬
‫المعالجة ملزمين بالتصريح بديونهم بمجرد الحكم بإخضاع هذه المقاولة لمسطرة معالجة صعوبات المقاولة‪،‬‬
‫ثم نتطرق إلى تحقيق هذه الديون من طرف السنديك‪ ،‬على أن مسطرة التصريح بالديون لها شكليات ولها‬
‫شروط وأن عدم ممارستها داخل األجل القانوني يؤدي إلى سقوط الحق في المطالبة بالدين‪.‬‬
‫مسطرة التصريح بالديون‬

‫نظم المشرع المغربي هذا المسطرة بالمواد ‪ 719‬إلى ‪ 723‬من القانون ‪ 17.73‬الذي نسخ وعوض الكتاب‬
‫الخامس من مدونة التجارة‪ ،‬بالرجوع إلى المادة ‪ 719‬من القانون ‪ 17.73‬نجدها مضمونها يشير إلى أنه‬
‫يوجه كل الدائنين الذين يعود دينهم إلى ما قبل صدور الحكم بفتح المسطرة‪ ،‬باستثناء اإلجراء تصاريحهم‬
‫بديونهم إلى السنديك‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫يالحظ أن االجراء معفون من التصريح بالديون إلى السنديك كما أن السنديك يشعر الدائنين المعروفين لديه‬
‫والمدرجين بالقائمة المدلى بها من طرف المدين‪ ،‬والناشئة ديونهم قبل صدور الحكم بفتح المسطرة‪ ،‬على أن‬
‫السنديك أيضا يقوم بإشعار الدائنين الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما وإن اقتضى الحال‬
‫في موطنهم المختار فإذا كان الدائن يقطن خارج تراب المملكة يجب مراعاة مقتضيات المادة ‪ 780‬من هذا‬
‫القانون‪ ،‬والتصريح بالديون يجب التصريح به حتى ولو كان الدين مثبت في سند أو لم يكن كتبت في سند‪.‬‬

‫السنديك في هذه الحالة يمسك بشأن كل مسطرة سجال خ اص مرقما وموقعا على صفحاته من طرف القاضي‬
‫المنتدب‪ ،‬تضمن فيه التصريحات بالديون حسب التاريخ التسلسلي لتلقيها‪ ،‬كما أن الدائنين يمكن لهم أن يقوموا‬
‫بالتصريح بديونهم إما بأنفسهم أو بواسطة وكيل من اختيارهم‪ ،‬وال يعفى الدائن طالب فتح المسطرة من‬
‫التصريح بدينه‪.‬‬

‫تعتبر هذه المسطرة من أهم اإلجراءات الحمائية في مساطر المعالجة وأيضا العنصر األساسي والجوهري‬
‫الضامن الذي يضمن توزيع األصول توزيعا عادال بين مختلف الدائنين حسب مراتبهم‪.‬‬

‫السنديك طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية للمادة ‪ 719‬من مدونة التجارة ملزم بأن يقوم بإشعار الدائنين شخصيا‬
‫والمعروفين لديه‪ ،‬وأيضا أولئك المدرجين بالقائمة المدلى بها من طرف رئيس المقاولة وأيضا الناشئة ديونهم‬
‫قبل صدور الحكم بفتح مسطرة المعالجة‪.‬‬

‫كما يشعر السنديك أيضا الدائنين الحاملين للضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما‪ ،‬وإن اقتضى الحال‬
‫في موطنهم المختار وإذا كان الدائن يقطن خارج التراب الوطني فطبقا للمادة ‪ 780‬يتعين عليه أن يوجه إليه‬
‫نفس االشعار‪.‬‬

‫المالحظ من خالل المادة ‪ 719‬ونظرا لما حملته هذه المادة من تعديالت هامة وعميقة فيما يتعلق بحماية‬
‫الدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح مسطرة المعالجة‪ ،‬فإنه تم تقليص حاالت عدم علمهم أو صعوبات معرفتهم‬
‫بالوضعية القانونية للمقاولة‪ ،‬خاصة المقاولة الخاضعة لمسطرة المعالجة‪ ،‬وبعدما كانت خطوة االشعار‬
‫الشخصي الذي يقوم به السنديك لفائدة الدائنين المقيدين فقط أو ألصحاب االيجار االئتماني‪ ،‬فإنه أصبح‬
‫بإمكان كافة الدائنين‪.‬‬

‫ويتم تصريح الدائنون بديونهم طبقا للشروط المعينة في المادة ‪ 721‬من مدونة التجارة‪ ،‬بحيث يضم التصريح‬
‫بالديون مبلغ الدين المستحق بتاريخ صدور فتح مسطرة مع تحديد تاريخ الدين وقيمة أو قسط الدين المؤجل‬
‫في حالة التصفية القضائية‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد نوع االمتياز أو الضمان الذي يكون مقرونا بالدين وإن كان‬
‫‪130‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫األمر متعلقا بدون محددة بعملة أجنبية‪ ،‬في هذه الحالة يتم تحويلها إلى العملة الوطنية حسب سعر الصرف‬
‫الجاري به العمل بتاريخ صدور الحكم القاضي بفتح المسطرة‪ ،‬ويشمل التصريح أيضا بعض العناصر‬
‫األخرى‪.‬‬

‫بالنظر إلى المادة ‪ 720‬نجدها قد حددت آجال للتصريح بالديون لدى السنديك بحيث أن الدائنون الناشئة‬
‫ديونهم قبل فتح المسطرة ملزمون باحترام هذه اآلجال على أنهم إن لم يقوموا بالتصريح داخل هذه اآلجال‬
‫القانونية فيتعرضون لسقوط الحق‪ ،‬ومن تم عدم التصريح داخل اآلجال القانوني فإن هؤالء الدائنون ال يصبح‬
‫لهم الحق في استيفاء ديونهم رغم حلول اآلجل‪ ،‬بعلة أنهم لم يصرحوا بدينهم داخل األجل القانوني‪.‬‬

‫المالحظ هو أنه اختالف اآلجال فالمشرع منح للدائنين المتواجدين داخل التراب الوطني أجل شهرين‪،‬‬
‫والدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح المسطرة والمتواجدين خارج الوطن لهم أجل ‪ 4‬أشهر‪ ،‬لدى فينبغي التدقيق‬
‫في مسألة اآلجل ألنه يختلف من فئة ألخرى‪.‬‬

‫المشرع المغربي من خالل مساطر معالجة صعوبات المقاولة نجده قد منح استثناء وإمكانية للدائنين الذين‬
‫لم يصرحوا بديونهم لسبب من األسباب منحهم إمكانية ممارسة دعوى رفع السقوط عن الدين‪ ،‬أي يمارسون‬
‫دعوى أمام المح كمة التجارية من أجل رفع السقوط الذي شملهم وكانوا عرضة له‪ ،‬شريطة أن يبرروا بأن‬
‫عدم قيامهم بالتصريح داخل األجل القانوني كان يرجع إلى سبب أجنبي ال يد لهم فيه‪ ،‬ومن تم إما يقتنع‬
‫القاضي التجاري وتمنح لهم هذا اآلجل‪ ،‬وإن لم يكن طلبهم هذا مبررا فالمحكمة تقتنع وترفض طلبهم هذا‪.‬‬

‫لهذا فالمادة ‪ 723‬من القانون ‪ 17.73‬قد منحت الدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح مسطرة المعالجة‪ ،‬والذين لم‬
‫يصرحوا بديونهم داخل األجل القانوني أو خارج األجل القانوني‪ ،‬مكنتهم من ممارسة دعوى رفع السقوط‬
‫قصد استرجاع حقوقهم وفقا لضوابط محددة وشروط معينة‪.‬‬

‫فإ ال جانب الشروط الشكلية المتمثلة في اآلجال القانونية وأيضا فيمن توجه إليه هذه الدعوى (القاضي‬
‫المنتدب)‪ ،‬هناك شروط موضوعية تتعلق بالدين‪.‬‬

‫حتى يتم ممارسة دعوى رفع السقوط من طرف الدائنين الدين لم يصرحوا بديونهم أن يكون سقوط الدين ال‬
‫يعود إلى الدائن‪ ،‬بمعنى أن الد ائن ليس هو السبب الرئيسي في عدم قيامه بالتصريح وإنما تمت سبب أجنبي‬
‫كالقوة القاهرة والحادث الفجائي وسبب آخر أجنبي ال يعود إلى الدائن‪ ،‬ويلتزم الدائن في هذه الحالة أن يثبت‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫كما هو الحال للشخص الذي يقيم في مناطق جبلية نائية وله أجل شهرين ولكن كانت هناك كوارث طبيعية‬
‫أو عوامل مناخية كالثلوج أو فيضانات تسببت في هدم بعد القناطر التي تعتبر هي الرابط األساسي ما بين‬
‫المنطقة التي يقيم فيها وبين المدن التي تتواجد بها المحكمة التجارية قصد التصريح لدى السنديك‪ ،‬ومن تم‬
‫اعتبر في عزلة ولن يستطيع الحضور قبل التصريح بالديون‪.‬‬

‫بالرجوع للمادة ‪ 728‬من مدونة التجارة نجدها قد سمحت للدائن برفع دعوى السقوط ولكنها لم تحدد األسباب‬
‫التي يمكن بناء عليها استرجاع الحق في التصريح بالدين‪ ،‬فأمام هذه الصياغة الغامضة والعامة القضاء‬
‫المغربي اتخذ موقفا أساسيا من هذه األسباب‪.‬‬
‫مسطرة تحقيق الديون‬

‫مسطرة تحقيق الديون هي مسطرة مهمة وعملية أساسية يقوم بها السنديك بعدما يتلقى جميع التصريحات‬
‫من طرف جميع الدائنين داخل اآلجال القانونية‪.‬‬

‫هذه العملية تكتسي أهمية بالغة على مستوى حماية الدائنين والحفاظ على ديونهم وعلى حقوقهم‪ ،‬المشرع‬
‫المغربي من خالل القانون الج ديد سن العديد من اإلجراءات بهدف تنظيم هذه العملية وانجاحها‪ ،‬االمر الذي‬
‫يستدعي احترامها‪.‬‬

‫كما أن المشرع المغربي من خالل المقتضى ‪ 17.73‬أضاف مجموعة من االمتيازات للدائنين كما هو الحال‬
‫في استشارة السنديك وأيضا استشارتهم لجمعية الدائنين‪.‬‬
‫إجراءات المسطرة‬

‫على مستو ى كيفية عمل مسطرة تحقيق‪ ،‬نجد أن الديون التي تعود ألصحابها تمر بعد التصريح بها إلى‬
‫السنديك بمرحلة التحقيق من طرف هذا األخير وذلك لتحديد ما إذا كانت هذه الديون مقبولة أم ليست مقبولة‬
‫في المسطرة القضائية المفتوحة ضد المقاولة المتوقفة عن الدفع‪.‬‬

‫باستقراء المادة ‪ 727‬من القانون ‪ 17.73‬نجد أن السنديك يقوم داخل أجل أقصاه ‪ 6‬أشهر من صدور الحكم‬
‫بفتح مسطرة المعالجة‪ ،‬وبعد مطالبة رئيس المقاولة بإبداء مالحظاته على التوالي مع استالم التصريحات‬
‫بالديون‪ ،‬يقوم بإعداد قائمة التصريح بالديون مع أيضا اقتراحاته المتعلقة إما بقبولها كلها أو رفضها كلها‪،‬‬
‫أو قبول بعضها ورفض بعدها‪ ،‬أو احالتها على المحكمة‪ ،‬ويسلم السنديك هذه القائمة إلى القاضي المنتدب‪.‬‬

‫ما ينبغي الوقوف عنده هو أنه بقراءة المادة ‪ 728‬نجد أن السنديك يقع على عاتقه التزام قانوني يتمثل بالتحقيق‬
‫من أجل حصر ديون االجراء‪ ،‬فالبد عليه أن يحصر ديون األجراء الذين يشتغلون بالمقاولة والغير‬
‫‪132‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫الخاضعين لقاعدة التصريح بالديون‪ ،‬كما أن كل أجير لم تتم اإلشارة إليه في كل أو بعض ديونه في القائمة‬
‫اليت قام بحصرها السندين‪ ،‬يحق له أن يرفع دعواه إلى المحكمة المختصة من أجل إضافة اسمه ضمن هذه‬
‫القائمة‪.‬‬

‫فبعدما يقوم الدائن بالتصريح بدينه إلى السنديك‪ ،‬وبعدما يقوم الدائنون الذين لم يصرحوا بديونهم داخل األجل‬
‫القانوني لممارسة دعوى السقوط‪ ،‬السنديك يقوم بحصر وتحقيق هذه الديون ورفع قائمة إلى القاضي المنتدب‪،‬‬
‫وبعدها تأتي مرحلة جديدة وهي المنازعة في الدين‪.‬‬
‫المنازعة في الدين والطعن في مقررات القاضي المنتدب‬

‫المشرع حاول من خالل القانون الجديد توفير حماية للدائنين نتيجة إقصائهم من الحضور في عملية تحقيق‬
‫الديون‪ ،‬حيث ألزم السنديك بضرورة القيام بإخبار الدائن بوجود منازعة في دينه طبقا لما ورد في المادة‬
‫‪ 726‬من القانون الجديد‪ ،‬حيث إذا كان الدين موضوع نزاع فالسنديك يخبر الدائن بذلك بواسطة رسالة‬
‫مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪ ،‬والبد أن يبين فيها سبب النزاع وأيضا مبلغ الدين الذي تم اقتراح تقييده‬
‫ويدعو الدائن إلى تقديم شروحاته وذلك داخل ‪ 30‬يوم من تاريخ التوصل برسالة السنديك‪ ،‬بحيث إن لم يقم‬
‫بتقد يم هذه الشروحات فلن تقبل أي منازعة الحقة القتراح السنديك‪.‬‬

‫المشرع المغربي منح أيضا آلية جديدة لحماية الدائنين وهي الطعن في مقررات القاضي المنتدب‪ ،‬فالمشرع‬
‫المغربي من خالل القانون ‪ 17.73‬كان عادال حينما فتح باب الطعن في مقررات وأوامر القاضي المنتدب‪،‬‬
‫فجميع األط راف بما فيهم الدائنين أو المدين أو السنديك أو االغيار‪ ،‬يحق لهم الطعن في مقررات القاضي‬
‫المنتدب وال يستثنى من ذلك سوى الدائن الذي وقع نزاع في دينه كل أو بعضا‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بقبول الدين فهنا نميز بين عنصرين أساسيين‪ ،‬وهما قبول الدين والثاني الدفع بعدم االختصاص‪.‬‬

‫فيما يتعلق بقبول الدين‪ ،‬القاضي المنتدب يملك من السلطة التقديرية ما يسنح له إما بقبول الدين أو رفضه‪،‬‬
‫فالقاضي المنتدب غير ملزم بالتقيد باقتراحات السنديك‪ ،‬فتطبيقا للفقرة األخير من المادة ‪ 730‬من القانون‬
‫‪ 17.73‬نجد أن المقررات الصادرة عن القاضي المنتدب وخاصة المتعلقة بقبول الديون الغير منازع فيها‬
‫تبلغ إلى الدائنين بواسطة رسالة عادية‪.‬‬

‫على أنه يحدد التبليغ المبلغ الذي قبل الذين من أجله من جهة‪ ،‬والضمانات واالمتيازات التي قورن بها من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فحينما يبت القاضي المنتدب في دين االختصاص أو في دين منازع فيه‪ ،‬فإنه يتم في هذه الحالة‬
‫استدعاء رئيس المقاولة والدائن من طرف كتابة الضبط بجميع الوسائل المتاحة قانونا‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫أما بخصوص الديون العمومية فبالرجوع إلى المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 15.97‬المتعلق بتحصيل الديون العمومية‪،‬‬
‫فإنه في هذه الحالة التي يتعثر البت في تصريح بالدين لعدم اإلدالء بسند تنفيذي بسبب طول إجراءات‬
‫إصداره‪ ،‬هذه المادة أجازت للقاضي المنتدب قبول الدين بصفة احتياطية إلى حين االدالء بسند المثبت لذلك‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالدفع بعدم االختصاص‪ ،‬فإذا كان موضوع النزاع من اختصاص المحكمة التجارية التي‬
‫قضت بفتح مسطرة المعالجة في مواجهة المقاول ة المتوقفة عن الدفع فيكون النزاع من اختصاص هذه‬
‫المحكمة وذلك متى بت القاضي المنتدب في جوهر النزاع بقبول الدين أو رفضه‪.‬‬

‫ويعرض الطعن في هذه الحالة أمام المحكمة االستئنافية التجارية ويكون الحق مخوال للدائن أو للمدين أو‬
‫للسنديك‪ ،‬االختصاص هنا يكون دائما لصالح المحكمة التي قضت بفتح مسطرة المعالجة‪ ،‬وإذا كان موضوع‬
‫النزاع من اختصاص محكمة أخرى فإن تبليغ المقرر إلى القاضي المنتدب بعدم االختصاص يفتح باب‬
‫الطعن عليه طبقا لما جاء في المادة ‪ 731‬من مدونة التجارة أمام المحكمة المختصة‪ ،‬داخل أجل شهرين‬
‫يبتدئ من تاريخ التبليغ تحت طائلة السقوط‪ ،‬ويستثنى من هذه القاعدة عندما يكون الدين عموميا‪.‬‬
‫استشارة الدائنين وجمعية الدائنين‬

‫المشرع من خالل القانون الجديد منح للدائنين امتيازات أخرى‪ ،‬وال سيما استشارة الدائنين من طرف السنديك‬
‫وأيضا خلق وتكوين جمعية الدائنين‪.‬‬

‫السنديك من أجل معرفة موقف الدائنين من اآلجال والتخفيضات التي سيقترحها في المخطط يقوم باستشارتهم‬
‫سواء بشكل فردي أو بشكل جماعي وسواء تعلق االمر باستشارة فردية أو جماعية للدائنين‪ ،‬فالسنديك ملزم‬
‫بإلحاق الرسالة االستدعاء الموجه لهؤالء الدائنين‪ ،‬أن يلحقها بعدة بيانات نصت عليها المادة ‪ 602‬من القانون‬
‫‪ ، 17.73‬والتي تبين أو تشير إلى بيان وضعية المقاولة وأصول وخصومها‪ ،‬مع بيان تفصيلي بالخصوم ذات‬
‫االمتياز والخصوم العادية‪ ،‬كما تتضمن أيضا اقتراحات السنديك ورئيس المقاولة‪ ،‬مع اإلشارة إلى الضمانات‬
‫الممنوحة وكذا رأي المراقبين‪.‬‬

‫من جهة أخرى المشرع المغربي جاء بمستجد مهم خالل القانون ‪ 17.73‬أال وهو جمعية الدائنين‪ ،‬التي تعتبر‬
‫من اآلليات الحمائية الجديدة التي جاء بها هذا القانون الجديد بهدف تعزيز حماية الدائنين وأيضا تقوية موقفهم‬
‫ومكانتهم على مستوى مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫في ظل نظام اإلفالس القديم الدائني ن كانوا يشكلون كتلة تسمى بكتلة الدائنين‪ ،‬وهذا الجهاز كان يتألف من‬
‫السنديك باستثناء الحالة التي تنعقد بها الجمعية قصد اقتراح تغيير السنديك‪ ،‬فإنه في ظل القانون الجديد‬

‫‪134‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫‪ 17.73‬فعلى مستوى جمعية الدائنين السنديك لم يعد يرأس هذه الجمعية وإنما يترأسها القاضي المنتدب‬
‫ورئيس المقاولة والدائنين المسجلين في قائمة الديون المصرح والتي لم يبدي السنديك رأيه بخصوص اقتراح‬
‫قبولها أو رفضها‪.‬‬

‫وتتألف هذه الجمعية من الدائنين الذين أدرجت مقررات قبول ديونهم في القوائم الخاصة بها‪ ،‬والمودعة لدى‬
‫كتابة الضبط‪ ،‬أما بخصوص أشغالها فهي تنعقد بدعوة من السنديك عن طريق نشر إعالن في صحيفة مخول‬
‫لها نشر إعالنات قانونية وقضائية على أن تعلق في لوحة داخل المحكمة التجارية التي قضت بإصدار الحكم‬
‫القاضي بفتح مسطرة المعالجة ضد المقاولة المتوقفة عن الدفع‪.‬‬

‫كما يتم توجيه نسخة من هذا اإلعالن إلى الدائنين في موطنهم المختار‪ ،‬مع تضمين هذا االشعار شكليات‬
‫نص عليها المشرع‪ ،‬كتحديد مكان ويوم وساعة انعقاد هذه الجمعية وأيضا موضوع جدول أعمالها‪ ،‬وتنعقد‬
‫هذه الجمعي في تداول مجموعة من النقاط المتعلق بمصالح الدائنين وأيضا مصلحة المقاولة‪ ،‬والنقاط المتعلقة‬
‫بمشروع مخطط التسوية القض ائية الستمرارية نشاط المقاولة الذي يقترحه السنديك‪ ،‬وكذلك تغيير األهداف‬
‫ووسائل مخطط التسوية الستمرار نشاط المقاولة‪ ،‬أيضا يمكنهم طلب استبدال السنديك وتفويت واحد أو أكثر‬
‫من األصول المهمة للمقاولة‪.‬‬

‫وحتى تكون مداوالت جمعية الدائنين صحيحة من الناحية القانونية‪ ،‬وجب أن يتم حضور هذه المداوالت‬
‫نسبة من الدائنين تفوق ثلثي الديون المصرح بها‪ ،‬وإال فإن رئيس الجمعية يحرر محضرا بذلك ويحدد فيه‬
‫تاريخا جديدا النعقاد الجمعية على أال يتجاوز أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ انعقادها‪.‬‬

‫والقرارات الصادرة عن جمعية الدائنين تعتبر صحيحة عندما يوافق عليها الدائنون الحاضرون أو من يمثلهم‬
‫والذي يشكل المبلغ اإلجمالي لديونهم نصف مبلغ ديون الحاضرين أو الممثلين الذين شاركوا في التصويت‬
‫حسب الفقرة الرابعة من المادة ‪ 611‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم بفتح مسطرة المعالجة‬

‫بالنظر إلى الوضعية الحرجة التي تمر منها المقاولة بما قد يجعلها في حالة التوقف عن الدفع أو بعد توقفها‬
‫عن الدفع ووضع المحكمة يدها عليها‪ ،‬وأمام المصير المجهول حول إمكانية استمرارية نشاطها وإنقاذها‪،‬‬
‫وفي إطار البحث عن ممولين أو مقرضين لمساعدة المقاولة وهي على هاته الحالة‪ ،‬خاصة وأن استعادتها‬
‫لعافيتها أمر مشكوك فيه فقد عمل المشرع المغربي على وضع آلية قانونية تحفيزية تدفع الدائنين للمغامرة‬
‫ومنح ثقتهم لها بما يجعلهم فوقا المنافسة مع الدائنين اآلخرين‪ ،‬وذلك من خالل إقراره لنظام امتيازي يمنح‬

‫‪135‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫لهؤالء الدائنين حق األسبقية في استيفاء ديونهم بالسقية عن باقي الدائنين وفقا لشروط معينة‪ ،‬فما مدلول‬
‫امتياز الديون الالحقة أو حق االسبقية ومضمون االستفادة وضوابط االستفادةع‬
‫مضمون حق االمتياز‬

‫تعرف االمتياز مقتضيات المادة ‪ 1243‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬بأنه حق أولوية يمنحه القانون على‬
‫المدين نظرا لسبب الدين‪ ،‬وذلك بالرجوع إلى مدونة التجارة نجد أن حق االسبقية هو مقرر للدائنين الناشئة‬
‫ديونهم بصفة قانونية بعض صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬وذلك بمقتضى المادة‬
‫‪ 590‬من القانون ‪ ، 17.73‬حيث أنها تنص على أنه يتم سداد الديون الناشئة بصفة قانونية بعد صدور الحكم‬
‫القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬والمتعلقة بحاجيات سير هذه المسطرة أو تلك المتعلقة بنشاط المقاولة‬
‫وذلك فترة إعداد الحل في تواريخ االستحقاق‪.‬‬

‫على أنه في حالة تعذر أدائها في تواريخ استحقاقها فإنها تؤدى باألسبقية على كل الديون األخرى سواء كانت‬
‫م قرونة أم ال بامتيازات أو بضمانات‪ ،‬باستثناء األفضلية المنصوص عليها في المادتين ‪ 558‬و‪.565‬‬

‫كما أن هذه الديون المشار إليها في المادة ‪ 590‬تؤدى عند تزاحمها وفقا للنصوص الجاري بها العمل‪.‬‬

‫إذن بضمان تمويل المقاولة وحصول المقاولة عن موارد مالية جديدة في هذه المرحلة يعتبر من األمور التي‬
‫جعلت المشرع المغربي يحرص على تفعيلها وتوفيرها‪ ،‬من خالل التمويالت الجديدة التي يقدمها لمنح‬
‫امتيازات لهؤالء الدائنين وشجعهم على المضي قدما في تمويل المقاولة مقابل إعفائهم من التصريح بديونهم‪،‬‬
‫وأيضا مقابل استيفائهم لديونهم باألسبقية عن باقي الدائنين‪.‬‬
‫شروط االستفادة من حق االمتياز‬

‫فإذا كان هذا الحق مقررا حدد المشرع المغربي شروط وضوابط لالستفادة من حق االمتياز أو حق األفضلية‪،‬‬
‫وتطلب شروط أساسية حتى يحق لهم استيفاء ديونهم باألسبقية عن باقي الدائنين‪.‬‬

‫والشروط هي ثالث‪:‬‬

‫‪ -1‬أن ينشأ الدين بصفة قانونية‪ :‬أي أن الدين البد أن يكون غير مخالف للمقتضيات القانونية‪ ،‬بحيث‬
‫بالرجوع للمادة ‪ 595‬من مدونة التجارة نجد أن االستفادة من حق االسبقية يبقى رهينا بشرط أن‬
‫يكون الدين قد نشأ بصفة قانونية‪ ،‬بمعنى أن تنشأ هذه الديون وتدخل في السلطات واالختصاصات‬
‫التي يمارسها السنديك أو المدين حسب أنماط اإلدارة التي يتضمنها مقتضيات المادة ‪ ،590‬بحيث‬
‫يصبح معيار غل اليد أو تقييد يد المدين هو المعيار لقياس هذه الديون‪ ،‬وذلك بصرف النظر عن‬
‫‪136‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫نوع وطبيعة الدين‪ ،‬وأن تتم داخل فترة زمنية محددة طبقا لمقتضيات المادتين ‪ 565‬و‪ 590‬من‬
‫القانون ‪ ،17.73‬كما أن ذلك يهم الديون الناجمة عن تصرفات المقاولة عند صدور الحكم بالتصفية‬
‫القضائية‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 652‬أنه إذا اقتضت المصلحة العامة أو مصلحة الدائنين استمرار‬
‫نشاط المقاولة الخاضعة للتصفية القضائية‪ ،‬جاز للمحكمة أن تأذن بذلك لمدة تحددها إما تلقائيا أو‬
‫بطلب من السنديك أو وكيل الملك‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون هذا الدين نشأ بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‪ :‬حتى يتسنى للدائنين‬
‫الناشئة ديونهم بعد الحكم بافتتاح مسطرة التسوية القضائية استيفاء ديونهم باألسبقية البد أن ينشأ‬
‫الدين بعد الحكم بفتح المسطرة‪ ،‬المادة ‪ 590‬كانت واضحة في هذا االمر‪ ،‬حيث أنه ال يستفيد من‬
‫حق االسبقية إال الدائنين الذين نشأت ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية أو‬
‫مسطرة المعالجة‪ ،‬وترتبت في ذمة المقاولة المتوقفة عن الدفع أو تلك الخاضعة لمسطرة اإلنقاذ بعد‬
‫صدور حكم القاضي بفتح مسطرة القضائية‪ ،‬حيت أنه يكفي إلثبات ذلك مقارنة تاريخ نشأ الدين مع‬
‫تاريخ الحكم‪ ،‬فلو كان تاريخ نشأ الدين في دمة المقاولة الحق لتاريخ الحكم‪ ،‬فهذا فعال يثبت أن هذه‬
‫الديون نشأت بعد الحكم بفتح مسطرة المعالجة‪ ،‬أما إذا كانت تاريخ نشأت الدين قبل فتح مسطرة‬
‫المعالجة فال يمكن لهؤالء الدائنين االستفادة من حق االسبقية‪ ،‬فاألمر سهل هنا بالنسبة لألعمال‬
‫والعقود التي ينشأ الدين عنها بعد تنفيذها دفعة واحدة‪ ،‬حيث يكون ابرام العقد أو اجراء التصرف‬
‫هو ذاته نشأت الدين فيعتد هنا مبدئيا بتاريخ العقد الذي يقارن تاريخ العقد مع تاريخ الحكم لمعرفة‬
‫هل هو ساب ق أم الحق له‪ ،‬لكن االشكال يطرح فيما يتعلق بالعقود جارية التنفيذ التي يقرر السنديك‬
‫مواصلتها طبقا لمقتضيات المادة ‪ 588‬من قانون ‪ 17.73‬والتي يختلف فيها تاريخ نشأت الدين عن‬
‫تاريخ العقد الذي نتج عنه هذا الدين‪ ،‬ال سيما وأن العقد يكون مستمرا في الزمان فجزء منها ينفد‬
‫قبل صدور الحكم والجزء االخر ينفد بعده‪ ،‬فالعبرة هنا في مدى استفادة الدائنين أصحاب العقود‬
‫الجارية بحق االسبقية يرجع بدوره إلى تاريخ نشأت الدين وليس تاريخ ابرام العقد الناشئ لهذا‬
‫الدين‪ ،‬وهذا ما استقر عليه االجتهاد القضائي المغربي بحيث أن المحكمة االستئنافية التجارية بالدار‬
‫البيضاء اعتبرت في أحد الملفات أن الديون التي تنشأ بعد فتح مسطرة التسوية القضائية يمكن‬
‫المطالبة بها مباشرة دون تصريح‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون هذا الدين نشأ بمناسبة مواصلة المقاولة لنشاطها‪ :‬هذا الشرط غير منصوص عليه صراحة‬
‫في المادة ‪ 590‬من قانون ‪ 17.73‬إلى أن منطق األمور يقتضي ويفرض ضرورة أن ينشأ الدين‬
‫بمناسبة مواصلة المقاولة لنشاطها حتى يتمكن الدائن من االستفادة من حق األولوية‪ ،‬أما الديون التي‬

‫‪137‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫نشأت بعد هذا التاريخ فيكون الحكم بفتح مسطرة المعالجة والمتعلقة بالحياة الشخصية للمدين فال‬
‫يشملها حق االمتياز إذ ال يوجد أي سبب اقتصادي يبرر تطبيق هذا الحق‪.‬‬

‫فإن كان حق االسبقية يمنح للدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية الحق‬
‫في استيفاء ديونهم باألسبقية عن باقي الدائنين ويعطيهم امتياز ويخلق لهم وضعية قانونية مريحة تجعلهم‬
‫على قمة هرم االمتيازا ت بما يخول لهم عدم المنافسة مع باقي الدائنين في استيفاء الديون‪ ،‬ويحق لهم انداك‬
‫الحصول على ديونهم باألسبقية عن باقي الدائنين إال أن المشرع المغربي حد مفعول هذا االمتياز ووضع له‬
‫استثناءات‪.‬‬

‫ذلك أن حق االسبقية يخلق جملة من اآلثار قانونية بالنسبة للدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح‬
‫مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬فاآلثار المترتبة يمكن إدراجها في ثالثة نقاط أساسية‬

‫‪ -1‬الديون يجب أن تكون في تاريخ االستحقاق‪ :‬الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة‬
‫التسوية القضائية‪ ،‬يحصلون على ديونهم بمجرد حلول أجلها‪ ،‬بحيث أن هذه الديون ال تخضع‬
‫للتقيدات التي يخضع لها الدائنين السابقين لفتح مسطرة المعالجة‪ ،‬ومن ضمنها التصريح‪ ،‬بحيث‬
‫يعفون أيضا من التصريح بالديون سواء كانوا دائنين عاديين أم دائنون يحملون ضمانات أو امتيازات‬
‫أو غيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وقف المتابعات الفردية‪ :‬إذا كان الحكم القاضي بفتح المسطرة يؤدي إلى وقف المتابعات الفردية‬
‫فإن هذه القاعدة لها استثناء خاصة بالنسبة للدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة‬
‫التسوية القضائية‪ ،‬خاصة الدائنون الذين يستفيدون من حق األسبقية فهم ال يخضعون لوقف‬
‫المتابعات الفردية المنصوص عليها في المادة ‪ 686‬من القانون ‪ ،17.73‬بحيث أنهم إن لم يقم المدين‬
‫أو المقاولة الخاضعة لمسطرة التسوية القضائية بسداد ديون في األجل المحدد‪ ،‬فيحق للدائنين أن‬
‫يقومون بمباشرة المتابعات الفردية إما إجراء من اإلجراءات الرامية لألداء الدين أو إجراء من‬
‫إجراءات الرامية إلى إقامة الدعاوى الفردية‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم توقف سريان الفوائد القانونية‪ :‬إذا كان المبدأ بالنسبة للدائنين السابقين الناشئة ديونهم قبل الحكم‬
‫القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬هو أنه يتم وقف سريان الفوائد القانونية واالتفاقية وكذا كل‬
‫فوائد التأخير والزيادة‪ ،‬بمجرد الحكم بالتسوية القضائية فاألمر يختلف بالنسبة للدائنين الناشئة ديونهم‬
‫بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬بحيث أن هؤالء الدائنين يتمتعون بحق في‬
‫استحقاق الفوائد القانونية‪ ،‬وذلك راجع باألساس لمساهمتهم في تمويل المقاولة‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫وما ينبغي اإلشارة إليه أن الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‬
‫يعاملون طبقا ألحكام القواعد العامة فيما يخص ترتيبهم‪ ،‬بحيث يعتد دائما بأسبقية نشأت الدين‬
‫ودرجته والضمانات التي تحميه‪ ،‬فمن نشأ دينهم مباشرة بعد الحكم بفتح المسطرة يستفيد من دينه‬
‫باألسبقية عن الذي نشأ دينه بعد مرور سنة أو نصف سنة من نشوء الدين بعد الحكم بفتح المسطرة‪،‬‬
‫تم يتم ترتيبهم حسب الضمانات التي يحملها كل واحد منهم في إطار التعامل الفردي معهم عكس‬
‫التعامل الجماعي مع الدائنين السابقين وهو ما أشارت إليه المادة ‪ 590‬من مدونة التجارة والتي‬
‫تضمنت إشارة إلى ا لديون‪ ،‬يتم أداء الديون المشار إليها في الفقرة األولى عند تزاحمها وفقا‬
‫للنصوص التشريعية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫حدود حق األسبقية‬

‫المشرع رسم حدودا حق االسبقية‪ ،‬بمعنى أنه حدد المجال الذي يمكن أن يباشر فيه هؤالء الدائنين الناشئة‬
‫ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح المسطرة القضائية‪ ،‬أن يباشروا حق االسبقية‪ ،‬أي منهم الدائنون الذي يحق‬
‫لهم ممارسة حق االسبقية‪.‬‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 590‬من مدونة التجارة فهي من حيث الصياغة نجدها تفيد االطالق‪ ،‬ذلك أن المشرع‬
‫المغربي لم يستثني ديون األجراء من امتياز االمتياز‪ ،‬وهذا على غرار نظيره الفرنسي الذي سبق وأن اعفى‬
‫ديون األجراء من التصريح بالديون وجعلهم يتمتعون بما يسمى بامتياز االمتياز‪ ،‬وهو ما جعل بعض الفقه‬
‫يعتقد على أنه ضربا في الطابع المعيشي لألجير و إجحافا في حق اإلجراءات‪ ،‬إال أنه رغم ذلك المشرع‬
‫المغربي قد عمل على األخذ بعين االعتبار وضعية بعض الديون التي تحتاج تعامال خاص‪ ،‬األمر الذي حدا‬
‫به إلى أن يجعل أصحابها يستحقون ديونهم قبل الدائنين الالحقين‪.‬‬

‫حدود حق االسبقية نجده يخاطب ثالثة فئات‪:‬‬

‫‪ -1‬أصحاب الرهن الحيازي‪ :‬إن استثناء الرهن الحيازي وما في حكمه من حق األسبقية المعترف بها‬
‫للدائن‪ ،‬ال يعدو أن يكون سوى آلية تهدف إلى خدمة األهداف والغايات من وراء إقرار نظام مساطر‬
‫معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬على رأسها ضمان استمرارية نشاط المقاولة المتوقفة عن اداء ديونها و‬
‫الخاضعة لمسطرة التسوية القضائية‪ ،‬فالرهن الحيازي هنا يحظى بغلبة في مواجهة حق االسبقية‬
‫والتي ال تقرر إال إ ذا كان المال موضوع الرهن الحيازي تستلزمه متابعة نشاط المقاولة‪ ،‬بمعنى أن‬
‫صاحب الرهن الحيازي ال يمكنه الحصول على دينه إال إذا كان المال ليس ضروريا لضمان‬

‫‪139‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫استمرارية نشاط المقاولة‪ ،‬لذلك فصاحب الرهن الحيازي يبقى في وضعية مريحة بعيدا عن تزاحم‬
‫ومنافسة بقية الدائنين‪.‬‬
‫‪ -2‬صاحب الدين المضمون بحق الحبس‪ :‬صاحب هذا الدين يتمتع بنفس الحماية المقررة لصاحي الدين‬
‫المضمون برهن حيازي‪ ،‬فهو بذلك يمتلك حق األفضلية من استيفاء دينه باألسبقية عن الدين االحق‬
‫وعلى باقي الدائنين اآلخرين مهما كانت درجة دينهم‪ ،‬فعلى الرغم من الحفاظ على قوة هذا النوع‬
‫من الضمان‪ ،‬وذلك حماية لفئة معينة من الدائنين فهذه القوة في مواجهة باقي الديون األخرى ال يتم‬
‫االعتراف بها إال إذا كان المال المحبوس بين يدي الدائن ضروريا من أجل متابعة نشاط المقاولة‪،‬‬
‫بحيث يأذن القاضي المنتدب في هذه الحالة للسنديك ألداء مبلغ الدين‪.‬‬
‫‪ -3‬أص حاب حق االسترداد‪ :‬هذه الفئة القانون يمنح لهم حق استرداد لمالك المال من يد المدين‪ ،‬بمعنى‬
‫أن صاحب االسترداد يحق له أن يسترد ماله من يد المدين الخاضعة لمساطر المعالجة‪ ،‬وهذا ما‬
‫أشار إليه المشرع من خالل الباب التاسع من القسم الخامس من القانون ‪ ،17.73‬بحيث خصص له‬
‫باب كامال ألحكام االسترداد ذلك بموجب تنظيم احكام ممارسة حق استرداد البضائع من قبل مالكها‬
‫ولو في مواجهة الدائن االحق‪ ،‬ويهدف المشرع من خالل هذا الحق باألساس إلى حماية المنقوالت‬
‫والبضائع وتقوية مراكزهم القانونية حتى ال تتم عرقلة تداول البضائع والسلع إلى أجل ممارسة‬
‫دعوى االسترداد‪ ،‬ذلك طبقا لمقتضيات المادة ‪ 700‬من مدونة التجارة أال وهو أجل ‪ 3‬أشهر الموالية‬
‫للحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫إن قانونا معالجة صعوبات المقاولة قد جاء بمجموعة من القواعد التي لم تكن معروفة في ظل نظام‬
‫اإلفالس الملغى‪ ،‬بحيث أن المشرع أراد تحقيق ثالثة اهداف رئيسة والمتمثلة في المحافظة على المقاولة‬
‫ومناصب الشغل ثم تصفية الخصوم‪ ،‬فرغم ان المشرع قد راعى مصلحة الدائنين بجعل تصفية الخصوم‬
‫من بين األهداف التي يرغب في تحقيقها إال أنه أحيانا يتعامل مع هذه الفئة بحذر شديد‪ ،‬خوفا من عرقلتها‬
‫للمسطرة ومن ثم اإلضرار بالمقاولة واالقتصاد عموما وذلك عندما يتعلق االمر بالدائنين الناشئة ديونهم‬
‫قبل فتح المسطرة‪ ،‬إذ أخضعهم لمجموعة من االجراءات والمقتضيات المعقدة متناسيا أن هؤالء الدائنين‬
‫أغلبهم أصحاب مقاوالت‪ ،‬ينتظرون حل ول أجل ا االستيفاء الستعمال أموالهم‪ ،‬للقيام بمشاريع معينة أو‬
‫الوفاء بها لمدينهم‪ ،‬والمالحظ في هذا اإلطار أن الحماية القانونية لهذه الفئة ال ترقى إلى مستوى‬
‫التطلعات‪ ،‬في حين أن هناك فئة من الدائنين أولى لها المشرع اهتماما خاصة وهي الفئة التي تنشا‬
‫ديونها بعد الحكم بفتح المسطرة وذلك بمنحها حق األسبقية في استيفاء دينها في تاريخ االستحقاق على‬
‫باقي الدائنين السابقين‪ ،‬نظرا لمجازفتهم في تمويل المقاولة رغم علمهم بالصعوبات التي تمر منها‬

‫‪140‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية‬
‫المقاولة إال انه بالرغم من تمكينهم من هذا الحق‪ ،‬فإننا نسجل أن موضوع حماية الدائنين جاء فيه نوع‬
‫من القصور بحيث أن نظام صعوبات المقاولة جاء لحماية المقاولة وإنقاذها ودعم استمراريتها ولو على‬
‫حساب الدائنين‬

‫‪141‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬

‫العقوبات‬
‫المالحظ من خالل قراءة نصوص القانون الجديد ‪ ، 17.73‬أنه جاء بالعديد من العقوبات في مواجهة‬
‫مسيري المقاولة الفردية أو ذات الشكل الشركات الخاضعة لمسطرة المعالجة‪ ،‬سواء كان هؤالء المسيرين‬
‫قانونيين أو فعلين يتقاضون أجر أم ال‪ ،‬فالمشرع المغربي بموجب هذا القانون نجده قد حدد نوعين من‬
‫العقوبات إحداها ذات طابع مدني وتنقسم إلى عقوبات مالية وأخرى تتعلق بسقوط األهلية التجارية‪ ،‬وفي‬
‫حين نجد العقوبات األخرى ذات طابع زجر ي تتعلق بالتفالس والجرائم األخرى‪.‬‬

‫ولعل أهم التعديالت التي جاء بها القانون الجديد رقم ‪ 17.73‬تلك المتعلقة بالتفالس والجرائم األخرى‪ ،‬ذلك‬
‫أنه من خالل تفحص مقتضيات المادة ‪ 757‬من نفس القانون نجدها قد مددت العقاب بالتفالس إلى السنديك‬
‫في حالة التي يمتنع فيها هذا ا ألخير إذا تم استبداله ويمتنع عن تسليم المهام إلى السنديك الجديد وفق ما‬
‫تنص عليه الفقرة الثانية من المادة ‪ 677‬من نفس القانون‪.‬‬

‫جزاء التفالس رتبه المشرع أيضا على الدائن الذي يقوم بعد صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية‬
‫القضائية أو التصفية القضائية بإبرام عق د أو عدة عقود تخوله امتيازات خاصة على حساب الدائنين اآلخرين‬
‫أو قام باستعمال أي من المعلومات المشار إليها في المادتين ‪ 612‬و‪ 619‬من القانون رقم ‪ 17.73‬في أي‬
‫مسطرة أو دعوى أو أمام أي جهة كانت دون إدن مكتوب من المدين تم تمديد المسطرة إلى المسيرين في‬
‫حالة عدم أدا ئهم للمبالغ الناجمة عن نقص في باب األصول‪ ،‬حيث عمل المشرع بموجب المادة ‪ 739‬من‬
‫القانون ‪ 17.73‬بتحديد المساطر القضائية التي تستوجب التمديد‪ ،‬أال وهي مسطرة التصفية القضائية وذلك‬
‫بهدف تمكين دائني المقاولة من األموال التي قد يكونوا هؤالء المسيرين قد فوتوها على المقاولة‪.‬‬

‫كما يتم تمديد المسطرة لتشمل المسيرين الذين يرتكبون أحد األفعال المنصوص عليها في المادة ‪ 740‬من‬
‫القانون ‪ ، 17.73‬وذلك عن طريق تصرف في أموال المقاولة كما لو أنها كانت أموالهم الخاصة‪ ،‬أو في‬
‫حالة قيامه بإبرام العقود التجارية ألجل مصلحة خاصة‪ ،‬وذلك حث دريعة أو ستار الشركة قصد إخفاء‬
‫تصرفاته‪.‬‬

‫وفي الحالة التي يتم فيها استعمال أموال الشركة أو ائتمانها بشكل يتنافى مع مصالحها ألغراض شخصية‪،‬‬
‫وهو ما تضمنه قانون الشركات أو أيضا القانون الجنائي على مستوى جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫وكذلك في حالة تفضيل شركة على أخر ى لها مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وأيضا في حالة مواصلة‬
‫استغالل به عجز بصفة تعسفية لمصلحة خاصة من شأنه أن يؤدي إلى التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫التصفية القضائية‬
‫كما هو معلوم أن المقاولة التي تعاني من صعوبات وتكون وضعيتها مختلة بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬يتم في‬
‫مواجهتها فتح مس اطر المعالجة من الصعوبات إما مسطرة التسوية القضائية إن كانت وضعيتها قابلة للتقويم‬
‫واإلصالح ومن تم تستعيد عافيتها وتواصل اإلنتاج وعملها بشكل طبيعي‪.‬‬

‫أن مسطرة التسوية القضائية تفشل ومن تم يتم تحويلها إلى مسطرة التصفية القضائية‪ ،‬أو أنه منذ البداية‬
‫تكون وضعية ا لمقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه وأنه من الصعب بما كان أن يتم إخضاعها لمسطرة‬
‫التسوية القضائية‪ ،‬ألنها تكون في غير صالح وال جدوى منها‪ ،‬ومن تم يحكم بشكل مباشر بافتتاح مسطرة‬
‫التصفية القضائية في مواجهة المقاولة‪.‬‬

‫الحكم القاضي بالتصفية القضائية يعتبر بمثابة إعالن واضح عن عدم قدرة المقاولة على االستمرار‪ ،‬فهو‬
‫ينبال عن اندثار هذه المقاولة‪ ،‬وعن عدم قدرتها على استرجاع عافيتها‪ ،‬ومن تم تكون المحكمة ملزمة‬
‫بالنطق بالتصفية القضائية كلما تأكد لها أن وضعية هذه المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬وأنه يستحيل‬
‫بما كان أن تسترجع وضعيتها الطبيعية التي كانت عليها من قبل‪.‬‬

‫سواء أتم ذلك من خالل وضع المحكمة يدها على الملف المتعلق بهذه المقاولة وتبوث حالة التوقف عن‬
‫الدفع طبقا للمادة‪ 651‬من القانون ‪ 17.73‬دون المرور لمرحلة التشخيص أو التسوية القضائية‪ ،‬أو خالل‬
‫مرحلة إعداد الحل أو كذلك بعد اعتمادها لمخطط التسوية القضائية وفشل تنفيذ التزامات المحددة بها‪ ،‬أو‬
‫حتى في الحالة التي يتم إعداد المخطط اإلنقاذ ويستحيل اعتماده‪ ،‬أو في الحالة التي تفشل مسطرة التسوية‬
‫القضائية‪.‬‬

‫المحكمة تقضي بفتح مسطرة التصفية القضائية إما تلقائيا أو بطلب من رئيس المقاولة‪ ،‬أو الدائن أو النيابة‬
‫العامة‪ ،‬إذا تبين لها أن وضعية هذه المقاولة مخل بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬كما أنها يحق للمحكمة أن تقضي‬
‫بافتتاح هذه المسطرة دون المرور بمرحلة المالحظة كما تقضي بذلك لسبب فسخ مخطط االستمرارية أو‬
‫اإلنقاذ‪ ،‬إذا كانت وضعيتها مختلة بشكل ال رجعة فيه‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫فعلى العكس من إجراءات الوقاية ومساطر المعالجة التي تهدف إلى اإلنقاذ أو تسوية المقاولة‪ ،‬فإن مسطرة‬
‫التصفية القضائية ال تبحث عن تسوية المقاولة وال تبحث عن ضمان استمرارية نشاطها‪ ،‬إنما تهدف فقط‬
‫إلى الحفاظ على أموال المقاولة وتصفيتها وتوزيعها على الدائن‪.‬‬

‫اآلثار المترتبة عن التصفية القضائية‬

‫األمر الذي جعل المشرع المغربي يرتب العديد من اآلثار القانونية الناتجة عن الحكم القاضي بافتتاح‬
‫مسطرة التصفية القضائية‪ ،‬وهذه االثار تتراوح بين ما هو ذو طابع مادي‪ ،‬وما هو ذو طابع عقابي على‬
‫أن يتم قفل هذه المسطرة‪.‬‬

‫على مستوى الجزاءات‬


‫اآلثار ذات الصبغة القانونية‬

‫الحكم القاضي بإخضاع المقاولة المتوقفة عن الدفع إلى مسطرة التصفية القضائية‪ ،‬يترتب عن ذلك أن‬
‫المدين يتخلى بقوة القانون عن إدارة أمواله والتصرف فيها‪ ،‬هنا يحل محله السنديك الذي يكلف بتدبير أمور‬
‫المقاولة‪ ،‬وهو ما أكدته المادة ‪ 651‬من القانون ‪ 17.73‬والتي جاء فيها بأن الحكم القاضي بالتصفية‬
‫القضائية يؤدي إلى تخلي المدين بقوة القانون عن تسيير أمواله والتصرف فيها بما فيها تلك التي امتلكها‪،‬‬
‫ويتولى السنديك ممارسة حقوق المدين‪.‬‬

‫هذه القاعدة الهدف منها إلى كبح جماح المدين عن التصرف في أمواله وأن المدين باعتباره هو السبب‬
‫الرئيسي الذي أدى بالمقاولة إلى الوضعية التي هي عليها نتيجة سوء تسييره وتدبيره لهذه المقاولة‪ ،‬ومن‬
‫تم يتعين أال يستمر في هذه اإلدارة وهذا التسيير ألن من شأن ذلك أن يؤدي إلى اإلضرار بالمقاولة‬
‫وبالدائنين ومصالحهم‪.‬‬

‫اآلثار ذات الطابع المالي‬

‫ال حكم القاضي بالتصفية القضائية قد ينتت عنه تطبيق جزاءات مهمة وخطيرة في حق المدين باعتباره‬
‫رئيس المقاولة سواء كانت فردية أو جماعية‪ ،‬شركة تجارية أو قد تسري هذه الجزاءات كذلك عن المسير‬
‫أو على المسيرين للمقاولة الخاضعة لمسطرة التصفية القضائية‪ ،‬وتتراوح الجزاءات بين تحميل المسير‬
‫النقص الحاصل في األصول‪ ،‬وتمديد المسطرة للمسيرين‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫تحميل المسير النقص الحاصل في األصول‬

‫خالل نظر المحكمة في الدعوى المعروضة أمامها بخصوص التصفية القضائية للمقاولة‪ ،‬إذا تبين لها أن‬
‫المسير أو المسيرين في الشركة قد أسهموا في تحقيق ننقص في باب أصولها‪ ،‬أو تقرر تحميله كليا أو‬
‫جزئيا تضامن أم ال‪ ،‬لكل المسيرين أو بعضهم ذلك النقص‪.‬‬

‫ارتكاب المسير لألخطاء في التسيير يؤدي إلى تحقيق نقص في األصول ومن تم يتعين تحميلهم كليا أو‬
‫جزئيا هذا النقص‪ ،‬فع دم القيام بالتصريح بالتوقف عن الدفع رغم تكاثر الخسائر والنقص في األصول‪ ،‬من‬
‫طرف رئيس المقاولة يؤدي إلى تأزيم وضعية المقاولة‪ ،‬وأن االستمرار في التسيير بهذه الطريقة بكيفية‬
‫تعسفية يؤدي إلى ثبوت عجز ساهم في خلق وتضخيم خصوم المقاولة‪.‬‬

‫ونكون أمام نقص في أصول المقا ولة حينما يسجل فرق بين خصومها والتي تم تحقيقها وقبولها وبين‬
‫أصولها التي هي قيمة ممتلكاتها في حالة اعتماد مخطط التسوية أو حصيلة بيع األصول في حالة التصفية‬
‫القضائية‪ ،‬ويمكن أن نشير إلى أن المبالغ التي تقضي بها المحكمة ويلزم المسيرين بها تدفع لفائدة الذمة‬
‫المالية للمقاولة وتوزع بالتناسب فيما بين الدائنين‪.‬‬

‫تمديد المسطرة إلى المسيرين‬

‫يتم تمديد مسطرة التصفية القضائية إلى المسيرين في حاالت معينة‪ ،‬بحيث أن فتح مسطرة التصفية القضائية‬
‫في مواجهة المقاولة المتوقفة عن الدفع تؤدي إلى ترتيب قاعدة مهمة وهي تمديد المسطرة إلى المسيرين‪،‬‬
‫وذلك في حاالت معينة‪:‬‬

‫‪ .1‬عدم أداء المبالغ الناتجة عن نقص األصول‬


‫‪ .2‬ارتكاب أحد األفعال المنصوص عليها في المادة ‪ 740‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬التصرف في أموال المقاولة كما لو كانت أمواله الخاصة‪.‬‬
‫إبرام عقود تجارية من أجل مصلحة خاصة تحت ستار الشركة قصد إخفاء تصرفات المسير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استعمال أموال الشركة أو ائتمانها بشكل يتنافى مع مصالحها ألغراض شخصية أو لتفضيل‬ ‫‪-‬‬
‫مقاولة أخرى له بها مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة استغالل به عجز بصفة تعسفية لمصلحة خاصة من شأنه أن يؤدي إلى التوقف عن‬
‫الدفع‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫مسط محاسبة وهمية أو العمل على إخفاء وثائق محاسبية للشركة أو االمتناع عن مسك‬ ‫‪-‬‬
‫محاسبة موافقة للقواعد القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬المسط بكيفية واضحة لمحاسبة غير كاملة أو غير صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬اختالس أو إخفاء كل األصول أو جزء منها أو الزيادة في الخصوم الشركة بكيفية تدليسية‪.‬‬

‫الحكم بسقوط األهلية التجارية‬

‫الحكم بسقوط األهلية التجارية للتاجر المتوقف عن الدفع‪ ،‬إثر الحكم عليه بالتصفية القضائية يعتبر شكال‬
‫راقيا بالمقارنة مع ما كان عليه الوضع في السنوات السابقة‪ ،‬حيث أن التاجر المحكوم بالتفالس‪ ،‬يتعرض‬
‫لعقوبات بمثابة الموت‪ ،‬يتم تطبيقه هنا فقط على الذمة المالية وبعض الحقوق الخاصة به‪.‬‬

‫المشرع المغربي حافظ على هذا اإلجراء الذي كان منصوصا عليه في الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪،‬‬
‫فالمادتان ‪ 745‬و‪ 747‬ألزمت المحكمة التجارية خالل نظرها في البت في وضعية مقاولة متوقفة عن‬
‫الدفع‪ ،‬وفي جميع مراحل المسطرة من أجل النطق بالحكم أن تقضي بسقوط االهلية التجارية عن كل‬
‫شخص طبيعي تاجر أو حرفي‪ ،‬وكذا عن كل شركة تجارية ذات نشاط اقتصادي‪ ،‬كما يمكن أن نظيف إلى‬
‫ذلك كل مجموعة ذات نفع اقتصادي لها غرض تجاري‪.‬‬

‫كما أن للمحكمة أن تقضي بذات الحكم على كل مسير في شركة تجارية اقترف أحد األفعال المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 747‬من القانون ‪ ،17.73‬ومن بين هذه األفعال‪:‬‬

‫‪ .1‬ممارسة نشاط تجاري أو حرفي أو مهمة تسيير أو إدارة شركة تجارية خالفا لما نص عليه‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪ .2‬القيام بشراء قصد الب يع بثمن أقل من السعر الجاري‪ ،‬أو استخدام وسائل مجحفة ألجل‬
‫الحصول على أموال وذلك بغية اجتناب افتتاح المسطرة أو تأخيرها‪.‬‬
‫‪ .3‬القيام لحساب الغير‪ ،‬ودون مقابل‪ ،‬بالتزامات اكتست أهمية كبرى أثناء عقدها باعتبار‬
‫وضعية المقاولة‪.‬‬
‫‪ .4‬إغفال القيام بتقديم طلب فتح م سطرة التسوية أو التصفية القضائية داخل أجل ثالثين يوما‬
‫من تاريخ التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫‪ .5‬القيام عن سوء نية بأداء ديون دائن على حساب الدائنين اآلخرين خالل فترة الريبة‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫المالحظ أن قيام أحد المسيرين المشرفين على تسير مقاولة خاضعة لمسطرة التصفية القضائية أو التسوية‬
‫القضائية‪ ،‬بأحد هذه األفعال يؤدي إي الحكم عليه بسقوط أهليته التجارية‪ ،‬وهذا يعني حرمان هذا المسير‬
‫من مهام اإلدارة ومهام التدبير والتسيير‪ ،‬وحتى مهام المراقبة التي كان يقوم بها على مستوى هذه المقاولة‪،‬‬
‫سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة لكل مقاولة تجارية ولكل شركة ذات نشاط اقتصادي‪.‬‬

‫والمثير لالنتباه أن سقوط االهلية التجارية يؤدي أيضا إلى الحرمان من ممارسة وظيفة عمومية انتخابية‬
‫كيف ما كان نوعها أو حجمها‪ ،‬طبقا لما ورد في المادة ‪ 751‬من القانون ‪.17.73‬‬

‫وحددت المادة ‪ 751‬مدة سقوط األهلية في ‪ 5‬سنوات‪ ،‬ويمكن للمحكمة أن تأمر بالنفاذ المعجل لهذه العقوبة‪،‬‬
‫كما أن المسير المحكوم بسقوط االهلية التجارية‪ ،‬يمكن أن يتقدم بطلب إلى المحكمة من أجل أن ترفع عنه‬
‫هذا السقوط‪ ،‬سواء كان مليا أو جزئيا أو عدم أهلية ممارسة وظيفة عمومية إذا ما قدم مساهمة كافية ألداء‬
‫النقص الحاصل في األصول‪ ،‬ويترتب عن ذلك صدور مقرر بالرفع الكامل لسقوط االهلية التجارية أو‬
‫عدم االهلية االنتخابية كرد اعتبار‪.‬‬

‫جرائم التفالس‬

‫جرائم التفالس في ظل الكتاب الخامس من مدونة التجارة وغن كان يحدد الجرائم المعتبرة في حكم هذا‬
‫التفالس‪ ،‬فإن تنظيمه لهذه الجرائم لم يكن أمرا سلسا من الناحية التشريعية‪ ،‬فهناك ارتباك على مستوى‬
‫التفالس بحيث بالرجوع إلى المواد المنظمة لجرائم التفالس البد أن نبدي بعض المالحظات‪ ،‬فمدونة التجارة‬
‫سواء في الصيغة القديمة أو الصيغة الجديدة‪ ،‬لم تقم بإلغاء الفصول المتابعة لنفس الجرائم التفالس مما شكل‬
‫ارتباكا طرح أمام العمل القضائي‪.‬‬

‫كما أن المادة ‪ 759‬من القانون ‪ ، 17.73‬أسندت االختصاص فيما يخص جرائم التفالس إلى القضاء‬
‫الزجري بالمحكمة االبتدائية‪ ،‬وإن كان ذلك ال يتناقض مع مقتضيات المادة ‪ 5‬من القانون المحدث للمحاكم‬
‫التجارية‪ ،‬فإنه ال يعقل أن تنظر المحكمة التجارية في كل ما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالمقاولة المتوقفة‬
‫عن الدفع‪.‬‬

‫جرائم التفالس هي لها عدة أنواع‪ ،‬وحددت المادة ‪ 754‬األفعال التي يتابع من أجلها مرتكب جنحة التفالس‪،‬‬
‫وهم األشخاص المشار إليهم في المادة ‪ ،736‬واألفعال التي يدان بها هؤالء منها‪:‬‬

‫‪147‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫القيام بعملية شراء قصد البيع بثمن أقل من السعر الجاري‪ ،‬أو اللجوء إلى وسائل مجحفة قصد‬ ‫‪-‬‬
‫الحصول على األموال بغية تجنب أو تأخير فتح مسطرة المعالجة‪.‬‬
‫‪ -‬اختالس أو إخفاء كل أو جزء من أصول الدين‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بشكل تدليسي بالزيادة في خصوم المدين‪.‬‬
‫القيام بمسك حسابات وهمية أو إخفاء وثائق محاسبية للمقاولة أو شركة‪ ،‬أو االمتناع عن مسك‬ ‫‪-‬‬
‫حسابات رفض أن القانون يفرض ذلك‪.‬‬

‫أيضا يعاقب المتفالس إلى جانب هذه األفعال بالحبس من سنة إلى ‪ 5‬سنوات وغرامة من ‪ 10‬أالف إلى‬
‫‪ 100‬ألف درهم‪ ،‬أو احدى هاتين العقوبتين‪.‬‬

‫بالنسبة لبقية أطراف المقاولة‬

‫فإذا كانت التصفية القضائية ترتب آثار على مستوى العقوبات فهي لها آثار على بقية أطراف المقاولة‪،‬‬
‫سواء الدائنون أو مكري العقار‪.‬‬

‫الدائنون‬

‫يجب التمييز هنا بين الدائنين السابقة ديونهم لتاريخ الحكم بالتصفية القضائية وأولئك الدائنين الناشئة ديونهم‬
‫بعد الحكم بالتصفية‪.‬‬

‫الدائنين الذين نشأت ديونهم قبل الحكم بمسطرة التصفية القضائية‪ :‬فإن ديونهم المؤجلة تصبح حالة ومستحقة‬
‫بمجرد الحكم بالتصفية القضائية‪ ،‬لكن في نفس الوقت يمنع على هؤالء الدائنون التصرف بشكل منفرد‪،‬‬
‫القانون ‪ 17.73‬منح للسنديك الحق وحده في التصرف باسم الدائنين وفائدتهم مع مراعاة الحقوق المعترف‬
‫بها للمراقبين ولجمعية الدائنين‪.‬‬

‫ويسري على الدائنين نفس المنع المقرر في مرحلة إعداد مشروع مخطط االستمرارية‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫الدائنين يمنع عليهم الم طالبة الفردية بديونهم ويترتب على ذلك أيضا منع التقييدات الجديدة ووقف سريان‬
‫الفوائد‪.‬‬

‫وضعية الدائنين في مرحلة إعداد إن كانت تتميز بسقوط األجل فإنه بعد الحكم بالتصفية القضائية تصبح‬
‫ديونه حالة ألن غاية التصفية هي تحقيق األصول وتصفية الخصوم‪ ،‬خالل هذه المرحلة يحصل الدائنون‬
‫المتوفرون على امتياز‪ ،‬أو على رهن رسمي أو حيازي وايضا الخزينة العامة على حق ممارسة إجراءات‬
‫‪148‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫المتابعة الفردية إذا لم يقم السنديك بتصفية األموال المثقلة داخل أجل ‪ 3‬أشهر من تاريخ صدور الحكم‬
‫القاضي بمسطرة التصفية القضائية‪ ،‬شريطة أن يكون قد صرحوا بديونهم حتى ولو لم تقبل بعد‪ ،‬ويعتبر‬
‫هذا االستثناء حماية لهم ومن تقاعس السنديك واهماله‪.‬‬

‫الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التصفية القضائية‪ :‬المشرع نظرا العتبار المتعلق‬
‫بضمان استمرارية نشاط المقاولة‪ ،‬خالل مرحلة فتح مسطرة التصفية القضائية جعل هذه الديون تستفيد من‬
‫امتياز الديون الالحقة طبقا للمادة ‪ ، 590‬بشأن الديون الالحقة لفتح مسطرة التصفية القضائية في إطار ما‬
‫يسمى باالستمرار المؤقت لنشاط المقاولة‪.‬‬

‫وهذا االمتياز ال يعتبر محابة أو تفضيال لهؤالء الدائنين و اضرارا بالدائنين االخرين‪ ،‬وإنما هو فيه ضمان‬
‫لالستمرارية نشاط المقاولة في مرحلة التصفية القضائية‪ ،‬ويتمتع هؤالء الدائنون بحق استحقاق ديونها‬
‫واستيفائها عند حلول أجلها كما يستفيدون من حق األولوية واألفضلية في استيفائها‪.‬‬

‫لذلك يتعين للمحكمة األذن باستمرار المؤقت لنشاط المقاولة الخاضعة للتصفية أن تستحضر باألساس‬
‫مصلحة الدائنين السابقين‪ ،‬حتى ولو أن ذلك في صالح هؤالء‪.‬‬

‫مكري العقار المخصص لنشاط المقاولة‬

‫مكري العقار الذي تمارس فيه المقاولة الخاضعة للتصفية القضائية نشاطها بأحكام خاصة‪ ،‬بالرجوع إلى‬
‫المادة ‪ 656‬من القانون ‪ 17.73‬أسس تنظيم وضعية مكري العقار بالنظر إلى مصلحة المقاولة بشكل‬
‫أساسي‪ ،‬وفي هذه الوضعية الحرجة فالحكم القاضي بالتصفية القضائية ال يؤدي بقوة القانون إلى فسخ عقد‬
‫كراء هذه العقارات المخصصة لنشاط المقاولة‪.‬‬

‫وهذا االستثناء من القاعدة هو استثناء يخدم مصلحة المقاولة‪ ،‬المشرع هنا استحضر خصوصيات الكراء‬
‫التجاري للعقار المخصص لنشاط المقاولة الخاضعة للتصفية القضائية‪ ،‬بحيث أن هذه األخيرة يكون قد‬
‫توالى لديها الحق في اإليجار وهو مال منقول معنوي قابل للتداول‪.‬وبالتالي يشكل احدى أصول المقاولة‬
‫والتي قد يكون أهمها إن اقتضى الحال‪.‬‬

‫لذلك فالسنديك وحده هو الذي له الحق أن يختار االستمرار في عقد الكراء طيلة المدة الكافية للتصفية أو‬
‫أن يعتمد التفويت حق هذا الكراء دون أن يكون للمكري حق االعتراض على هذا التفويت‪ ،‬حيت أن المكري‬

‫‪149‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫ال يملك إال الحق باإلخبار بإجرائه‪ ،‬والسنديك هو الجهة المخول لها القانون ممارسة حقوق المدين‪ ،‬أيضا‬
‫له حق إنهاء العالقة الكرائية إذا تبين له أن ذلك فيه مصلحة للمقاولة وهي في طور التصفية القضائية‪.‬‬

‫من جهة أخرى يتم قفل عملية التصفية القضائية إذا لم يكن هناك مبرر لالستمرار فيها‪ ،‬وذلك إما في حالة‬
‫عدم كفاية األصول لتغطية خصوم المقاولة‪ ،‬أو في حالة عدم وجود الخصوم أو في حالة عدم كفاية األصول‬
‫لتغطية األصول‪ ،‬أو في حالة عدم القدرة على السداد‪.‬‬

‫كما أنه يمكن إعادة فتح مسطرة التصفية القضائية وذلك بناء على طلب من كل ذي مصلحة وبموجب حكم‬
‫قضائي معلل‪ ،‬كلما تبين أن هناك أصول لم يتم تحقيقها أو دعاوى لم تباشر لفائدة الدائنين من شأنها إعادة‬
‫تأسيس أصول المقاولة مثل دعوى استحقاق أو دعوى الفسخ البيع واسترجاع المبيع لعدم تنفيذ العقد‪.‬‬

‫طرق الطعن‬
‫من األمور التي عكف المشرع المغربي على تنظيمها ضمن القانون ‪ 17.73‬المتعلق بنظام معالجة‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬نجد مراجعة طرق الطعن من جهة‪ ،‬وذلك بتحديد األشخاص الذين يحق لهم الطعن‬
‫باالستئناف مع تخويل النيابة العامة لهذا الحق تمارسه داخل ‪ 10‬أيام من تاريخ النطق بالحكم‪ ،‬كما أنه تم‬
‫التنصيص صراحة على إمكانية وقف التنفيذ المعجل لألحكام الصادرة بالتصفية القضائية أو بالتفويت‬
‫الكامل وذلك بمقال مستقل يرفع إلى محكمة االستئناف‪ ،‬كما تم التأكيد على عدم جواز الطعن بإعادة النظر‬
‫في األحكام الصادرة في إطار هذه المسطرة‪ ،‬على أنه يتعين على محكمة االستئناف أن تبت فيه داخل‬
‫غرفة المشورة في أجل ال يتعدى ‪ 15‬يوما من تاريخ تقديم الطلب‪.‬‬

‫ومن المستجدات المتعلقة بطرق الطعن أيضا نجد المادة ‪ 762‬من القانون رقم ‪ 73.17‬قد حدد المقررات‬
‫القابلة للطعن باالستئناف وكذا الجهة المخول لها الطعن فيها‪ ،‬على أن هذه المقررات إلى جانب المقررات‬
‫الصادرة في الطعن بتعرض الغير الخارج عن الخصومة‪ ،‬فإنه يتم استئناف بتصريح لدى كتابة ضبط‬
‫المحكمة داخل أجل ‪ 10‬أيام ابتداء من تاريخ تبليغ المقرر القضائي دون ضرورة نشره في الجريدة الرسمية‬
‫كما كان في القانون السابق ما لم يوجد مقتضى قانوني مخالفا لذلك‪.‬‬

‫ومن تم فإن اآلجل في مواجهة السنديك والنيابة العامة تسري ابتداء من تاريخ النطق بالقرار وذلك في‬
‫األحوال التي يحق له الطعن فيها باالستئنا ف كما ال يجوز الطعن بإعادة النظر ضد األحكام واألوامر‬
‫والمقررات الصادرة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة‬
‫إن المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة من المستجدات التي أتى بها القانون رقم ‪ 73.17‬وذلك في‬
‫إطار رغبة المشرع في إخضاع المقاوالت التي تعاني صعوبات عابرة للحدود إلى المعالجة بهدف تقويم‬
‫وضعيتها ووضع حد لتفاقمها‪ ،‬فهذه المساطر تهدف باألساس إلى توفير آليات لمعالجة الحاالت العابرة‬
‫للحدود لصعوبات المقاولة وذلك من خالل تسهيل تعاون المحاكم المغربية مع المحاكم األجنبية المعنية‬
‫بمساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬وتعزيز األمن القانوني والقضائي في مجاالت التجارة واالستثمار العابرة‬
‫للحدود‪ ،‬وأيضا السهر على إدارة المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة‪ ،‬وذلك باعتماد إدارة منصفة‬
‫وناجعة بالشكل الذي يحمي الدائنين واألطراف األخرى بما فيهم الدائنين وحماية وتثمين أصول الدين‪،‬‬
‫وأيضا العمل على تسهيل إنقاذ المقاوالت المتعثرة ماليا بما يوفر الحماية لالستثمار ويحافظ على فرص‬
‫الشغل‪.‬‬

‫المشرع المغربي حدد أوجه أو صور هذه المسطرة وذلك حسب طبيعة كل واحدة منها‪ ،‬بحيث عمل على‬
‫تحديد مفهوم كل واحدة من هذه الصورة وذلك بموجب المادة ‪ 769‬من القانون ‪ ،73.17‬باإلضافة إلى‬
‫تحديد كيفية الولوج إلى المساطر الوطنية مع اإلشارة إلى أن المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة‬
‫ال تطبق مقتضياتها على المقاوالت التي تخضع لنظام خاص بمعالجة صعوبات المقاولة وفق مقتضيات‬
‫التشريع المغربي وذلك عمال بمبدأ سيادة القانون الوطني‪.‬‬

‫من جهة أخرى نجد أن المشرع المغربي قد اعترف بالمسطرة األجنبية في المساطر العابرة للحدود‬
‫لصعوبات المقاولة‪ ،‬وهو ما يمكن اعتباره إقرارا على وجود المقاولة الخاضعة لهذه المسطرة في حالة‬
‫توقف عن الدفع إلى أن يثبت العكس‪ ،‬مما يؤدي إلى وقف المتابعات الفردية واإلجراءات الفردية التي‬
‫يقيمها الدائنون مع غل يد المدين من التصرف في أمواله بأي وجه من أوجه التصرفات طبقا للمادة ‪785‬‬
‫من القانون رقم ‪.73.17‬‬

‫األصل أن كل دولة تطبق قوانينها وأن محاكم الدولة تستمد اختصاصاتها من سيادة الدولة التي تحكم‬
‫باس مها‪ ،‬إال أنه يوجد تعاون قضائي بين المحاكم يقتضي أن تمد محاكم كل دولة يد المساعدة لمحاكم دولة‬
‫أخرى لكي تقوم بتنفيذ مهمتها القضائية‪.‬‬

‫المساطر العابرة للحدود مظهر من مظاهر التعاون القضائي بين محاكم المملكة والمحاكم األجنبية‪ ،‬وتعني‪،‬‬
‫كل اإلجراءات القضائية الواردة في قانون أجنبي والمطلوب تنفيذها في بلد آخر‪ ،‬لها عالقة بمادة صعوبات‬

‫‪151‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫المقاولة‪ ،‬وتتمحور حول عالقة الدائن بالمدين في المادة التجارية والتي تختص بالنظر فيها حصرا المحاكم‬
‫التجارية دون غيرها من الهيئات األخرى كالتحكيم والوساطة االتفاقية مثال‪.‬‬

‫فطبقا لهذا التعريف يعتبر تمديد آثار الحكم القاضي بفتح المسطرة لتشمل كافة أصول وأموال المدين أينما‬
‫وجدت‪ ،‬وتسري على جميع الدائنين سواء أكانوا بالداخل أو الخارج‪ ،‬أي أنها إجراءات تمتد إلى كل دولة‬
‫تملك فيها المقاولة المدينة أمواال ويتواجد دائنون‪.‬‬

‫المحاكم التجارية الوطنية تظل مخت صة بالنظر إلى المسطرة األجنبية المعروضة عليها والمفتوحة ببلد‬
‫أجنبي سواء كانت المسطرة قضائية أو إدارية بما فيها المساطر المؤقتة‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار ظهرت نظريتين على مستوى الفقه الفرنسي‪ ،‬النظرية األولى‪ :‬تقول بأن آثار أحكام‬
‫المساطر وتصفية األموال الجماعية‪ ،‬تشمل سائر أموال المدين أينما وجدت في الداخل أو الخارج وسائر‬
‫الدائنين أينما وجدوا في الداخل أو الخارج‪.‬‬

‫في حين أن النظرية الثانية‪ :‬تهدف إلى تركيز إقليمية تصفية األموال تماشيا مع قواعد القانون الدولي‪،‬‬
‫بمعنى أن آثار الحكم ال يشمل سوى األموال التي توجد داخل الدولة التي صدر فيها الحكم وباسمها‪.‬‬

‫وما يمكن التوقف عنده هو أن مساطر العابرة للحدود تطرح العديد من إشكاالت العملية في مقدمتها نوعية‬
‫العالقة بين قواعد القانون الدولي وقواعد القانون الداخلي في المادة التجارية المتعلقة بمساطر معالجة‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬وهنا ما يطرح إشكال تنازع القوانين‪.‬‬
‫مميزات المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة‬

‫هناك العديد من المميزات التي تتميز بها وتختص بها المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة‪ ،‬هذه‬
‫المساطر تتميز بقواعد موضوعية‪ ،‬وأخرى شكلية‪ ،‬يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫الخطورة من حيث االثار القانوني‪ :‬بحيث تظهر هذه الخطورة على مستوى اآلثار التي ترتبها المساطر‬
‫العابرة للحدود‪ ،‬المتمثلة في االعتراف بالمسطرة األجنبية الرئيسية أمام محاكم الوطنية‪ ،‬أو ما يتعلق‬
‫بالتنسيق بين قواعد المسطرة الوطنية واألجنبية في الدعوى الواحدة‪ ،‬والتنسيق يخص فقط المساطر‬
‫األجنبية‪ ،‬وال تنحصر هذه اآلثار فقط على المقاول المدين‪ ،‬وإنما على باقي المؤسسات األخرى المرتبط‬
‫معها بموجب التزامات وعقود واتفاقات وذلك بحسب نوع المقاولة المدينة وبحجمها وطبيعة عالقاتها وتعدد‬
‫المتعاملين معها‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫تنازع القوانين المسطرية المطلوبة في الدعوى‪ :‬بحيث تظهر هذه الخاصية على مستوى التطبيق العملي‬
‫لقواعد المساطر العابرة للحدود على مستويين‪ ،‬المستوى األول وهو مصلحة المدين األجنبي‪ ،‬وهنا نكون‬
‫أمام تداخل بين مصالح المقاولة ومصلحة الدائنين واالجراء و المغاربة واألجانب والمؤسسات العمومية‬
‫ثم المصلحة االقتصادية العامة وآثارها االجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫ذلك أن مصلحة المدين األجنبي تتأسس المساطر العابرة للحدود مراعاة لمسألة تداخل المصالح المرتبطة‬
‫بالمقاولة بحيث هناك مصلحة رئيس المقاولة‪ ،‬مصلحة الذي ينوب عن الممثل األجنبي‪ ،‬مصلحة المقاولة‬
‫في حد ذاتها‪ ،‬مصلحة الدائنين واالجراء المغاربة واأل جانب أيضا‪ ،‬ومصلحة السلطات العمومية‪ ،‬مصلحة‬
‫الزبناء‪ ...‬وهنا التداخل يقاس بمدى حجم االرتباط الحاصل بين مختلف المصالح المشار إليها في هذا‬
‫اإلطار‪.‬‬

‫كما أن هناك مصلحة اقتصادية عامة والتي تتعلق بالنظام العام االقتصادي للدولة والذي البد أن يتم احترام‬
‫أهدافه العامة ‪ ،‬وبالتالي فهنا يفترض تعاون قضائي بين المحاكم الوطنية واألجنبية لتفادي تأزيم المقاوالت‬
‫المدنية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك يمكن أن نلمس من أهم المميزات الحماية الشمولية‪ ،‬تهدف المساطر العابرة للحدود إلى‬
‫تجاوز الحماية التقليدية التي توفرها القوانين الداخلية‪ ،‬في هذا الصدد وتركز على الحماية الموجهة على‬
‫الدائن‪ ،‬ويتجاوزها أيضا إلى تحقيق غايات كبرى تتمثل في توفير ضمانات قانونية لحماية مصالح التجارة‬
‫الدولية وتسهيل إنقاذ المقاوالت المتعثرة ماليا والمحافظة على فرص الشغل وتحقيق التعاون القضائي بين‬
‫المحاكم المغربية والمحاكم األجنبية المعنية بمساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬
‫شروط الولوج إلى مساطر العابرة للحدود‬

‫فإذا كانت هذه المميزات التي تتميز بها المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة‪ ،‬فالمشرع بالمقابل حدد‬
‫شروط أساسية يتعين اتباعها لتطبيق المساطر العابرة للحدود‪:‬‬

‫يتم تقديم طلب مباشر من طرف الممثل األجنبي إلى محكمة المختصة داخل التراب المملكة‪ ،‬ويعتبر ممثال‬
‫أجنبيا بموجب المادة ‪ 769‬من قانون ‪ 17.73‬كل شخص‬

‫خول المشرع المغربي بموجب المادة ‪ 776‬من القانون رقم ‪ 73. 17‬للممثل األجنبي بتقديم طلب مباشر‬
‫إلى المحكمة المختصة داخل تراب المملكة‪ ،‬ويعتبر ممثال أجنبيا طبقا للمادة ‪ 769‬كل شخص أو هيئة‬
‫مأذون لهما في مسطرة أجنبية بإدارة أموال المدين وشؤونه عن طريق المعالجة أو التصفية أ والتصرف‬

‫‪153‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫كممثل لمسطرة أجنبية أن يتقدم بطلبه مباشرة إلى المحكمة المختصة داخل التراب الوطني من أجل افتتاح‬
‫إحدى مساطر معالجة صعوبات المقاولة طبقا ألحكام المادة ‪ 575‬وما يليها من مدونة التجارة المادة ‪778‬‬
‫من القانون السالف الذكر‪ .‬وهذا دليل أن المشرع وسع من دائرة األشخاص الذين يحق لهم طلب افتتاح‬
‫مساطر المعالجة‪.‬‬

‫تقديم ممثل األجنبي لطلب افتتاح المسطرة ال يجعله و ال أصول المدين أ و أعماله التجارية األجنبية خاضعة‬
‫الختصاص محاكم المملكة إال في حدود الملتمسات الواردة في طلبه طبقا للمادة ‪ 77‬من القانون رقم ‪17‬‬
‫‪.73.‬‬

‫ممثل األجنبي له الحق في االستعانة بمحام خالل مسطرة المعالجة لكون هذه األخيرة كتابية وتتسم بالصعوبة‬
‫والتعقيد‪.‬‬

‫االختص اص النوعي والمحلي ينعقد لمحاكم المملكة فيما يخص أصول المدين أو أعماله التجارية األجنبية‬
‫وكذا وضعية الممثل األجنبي في حدود الطلبات التي تقدم بها مثل األجنبي‪.‬‬

‫المساواة بين الدائنين القاطنين في بلد أجنبي أو القاطنين داخل تراب المملكة في جميع حقوق التقاضي فيما‬
‫يتعلق بممارسة اإلجراءات المسطرية لسير الدعوى أمام المحاكم التجارية بالمملكة‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالتبليغ‪ ،‬فإنه تم اعتماد نفس الوسائل المعمول بها‪ ،‬ما لم يتبين للمحكمة ضرورة اعتماد وسيلة‬
‫أخرى لإلشعار‪.‬‬

‫الدائنون القاطنون في بلد أجنبي منحهم المشرع المغربي نفس حقوق الدائنين القاطنين بالمغرب بما في‬
‫ذلك حق األولوية في استيفاء الديون ويخضعون لنفس مسطرة التصريح بالديون‪.‬‬

‫في إطار تسهيل تعاون المحاكم المغربية مع نظيرتها األجنبية أقر المشرع المغربي بموجب المادة ‪781‬‬
‫و‪ 782‬من القانون رقم ‪ 73 – 17‬للمثل األجنبي بإمكانية تقديمه إلى المحكمة التجارية طلب االعتراف‬
‫بمسطرة أجنبية لصعوبات المقاولة‪.‬‬
‫االعتراف بالمسطرة األجنبية‬

‫في إطار تسهيل تعاون المحاكم المغربية مع نظيرتها األجنبية‪ ،‬أقر المشرع المغربي بموجب المادة ‪781‬‬
‫و‪ 782‬من القانون رقم ‪ 17.73‬للممثل األجنبي بإمكانية تقديمه إلى المحكمة التجارية طلب االعتراف‬
‫بمسطرة أجنبية لصعوبات المقاولة‪ ،‬إما بوصفها مسطرة أجنبية أو غير رئيسية‪ ،‬فالمحكمة التجارية لها‬

‫‪154‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫الصالحية في تقدير مسألة االعتراف بالمسطرة األجنبية من عدمها‪ ،‬كما يحق لها اتخاذ تدابير معينة لحماية‬
‫أصول المقاولة وحماية الدائنين كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬وذلك منذ تاريخ تقديم الطلب على غاية‬
‫البت فيه‪.‬‬

‫المادة ‪ 781‬من القانون السالف الذكر ألزمت المحكمة أن تبت في طلب االعتراف بالمسطرة األجنبية في‬
‫أقرب اآلجال‪.‬‬

‫الممثل األجنبي يتعين عليه أن يبلغ المحكمة على الفور بأي تغيير جوهري في المسطرة األجنبية أو تعيينه‬
‫كممثل لها طبقا للمادة ‪ 783‬من مدونة التجارة‪ ،‬كما يمكنه أن يتقدم إلى رئيس المحكمة المختصة بطلب‬
‫يرمي إلى اتخاذ تدابير معينة لحماية أصول المقاولة أو مصالح الدائنين طبقا لما جاء في المادة ‪ 784‬من‬
‫مدونة التجارة‪.‬‬

‫الممثل األجنبي يعتبر بمثابة مصدر للمعلومات من خالل األبحاث والتحريات الضرورية‪.‬‬

‫نظرا لكون مساطر معالجة صعوبات المقاولة ترتبط بالنظام العام االقتصادي والسياسي واالجتماعي وما‬
‫يفرض الحفاظ عليه‪ ،‬فإنه قد يتم اآلخذ المطلق أحيانا بالقانون الداخلي السيما في حالة وجود تنازع القوانين‪،‬‬
‫خصوصا في الحالة التي يكون في ها تطبيق مسطرتين متعلقتين بنفس المدين مفتوحتين ضده في آن واحد‬
‫داخل المغرب وخارجه‪ ،‬إذ اكتفى المشرع في هذا الصدد بإعمال مبدأ حسن النية في اختيار القانون الواجب‬
‫التطبيق وذلك بموجب المادة ‪ 774‬من القانون ‪ 17.73‬متى ثبت أنه مخالف للنظام العام المادة ‪.773‬‬
‫التعاون مع المحاكم األجنبية والممثلين األجانب‬

‫لتحقيق األهداف المسطرة بمقتضى المادة ‪ 768‬من مدونة التجارة يتعين على المحكمة التعاون مع المحاكم‬
‫األجنبية والممثلين األجانب إما مباشرة أو بواسطة السنديك‪ ،‬ويمكن لها على الخصوص االتصال مباشرة‬
‫أو بواسطة السنديك بالمحاكم المذكورة لطلب المعلومات أو المساعدة‪.‬‬

‫وضع المشرع رهن إشارة المحاكم التجارية آلية وتقنية قصد المساعدة على البت في طلبات االعتراف‬
‫بالمسطرة األجنبية‪ ،‬وهذه التقنية هي تقنية التنسيق بين المسطرة الوطنية واألجنبية والتي تفيد أنه بعد‬
‫االعتراف بمسطرة أجنبية رئيسية ال ي جوز تطبيق مساطر المعالجة وفق التشريع المغربي إال في حالة‬
‫توفر المدين على أموال داخل تراب المملكة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫تزاحم المساطر‬

‫أقرا القانون الجديد رقم ‪ 17.73‬فيما يتعلق بتزاحم المساطر مجموعة من الحلول القانونية سواء فيما يخص‬
‫فتح مساطر جديدة وذلك بعد االعتراف بمسطرة أجنبي ة رئيسية في حالة ما إذا توفر المدين على أموال‬
‫داخل التراب الوطني‪ ،‬وتقتصر هذه المسطرة على أصول المدين الكائنة داخل التراب الوطني مع إمكانية‬
‫تمديد آثار هذه المسطرة لكي تشمل حتى أصول المدين األخرى في إطار التعاون والتنسيق بين المحاكم‬
‫مع إدارة هذه األصول في نطاق هذه المسطرة بموجب المادة ‪ 791‬من القانون رقم ‪ ،17.73‬أو في حالة‬
‫تزاحم المساطر بخصوص نفس المدين‪.‬‬

‫في حالة تزاحم المسطرة األجنبية والمسطرة الوطنية تعتمد المحكمة على المبادئ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إصدار المحكمة أمرا بصفة مؤقتة يقض ي بوقف أو منع المطالبات القضائية واإلجراءات‬
‫التنفيذية على أصول المدين‪ ،‬وإسناد مهمة إدارة وتحقيق كل أو بعض أصول المدين إلى‬
‫الممثل األجنبي أو سنديك معين من طرف المحكمة المكلفة باتخاذ التدابير المفيدة‪ ،‬كما‬
‫يحق لها منع المدين من القيام بأي تصرف ناقل للملكية على أمواله‪.‬‬
‫عند االعتراف بالمسطرة األجنبية الرئيسية يتعين على المحكمة تعديل أو إنهاء الوقف‬ ‫‪-‬‬
‫أو المنع الوارد في المادة أعاله بالشكل الذي يتفق مع المسطرة التي سيتم فتحها مستقبال‪.‬‬
‫مراعاة المحكمة لمقتضيات التنسيق حتى في حالة االعتراف بمسطرتين أجنبيتين غير‬ ‫‪-‬‬
‫رئيسيتين‪ ،‬وذلك عند اتخاذ أو تعديل أو إنهاء التدابير المشار إليها أعاله‪.‬‬

‫وإلى هنا نكون قد أنهينا المحاضرات المتعلقة بمادة مساطر معالجة صعوبات المقاولة أتمنى لكم‬
‫التوفيق والنجاح إنشاء الرحمان‬

‫‪156‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫تقديم ‪1 ................................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫دوافع التعديل التشريعي ‪3 ........................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫المستجدات ‪4 .......................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫معالجة أهم المستجدات التي أتى بها القانون رقم ‪ 17.73‬المتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪6 ...................................‬‬
‫إعادة هيكلة وتأهيل مساطر الوقاية من الصعوبات ‪17 ......................... ................................ ................................‬‬
‫على مستوى الوقاية الداخلية ‪18 ...................................................................................‬‬
‫على مستوى الوقاية الخارجية ‪21 .................................................................................‬‬
‫الوكيل الخاص ‪24 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫المصالحة ‪25 ......................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫شروط إعمال آلية المصالحة ‪26 ................................................... ................................ ................................‬‬
‫تعيين المصالح ‪27 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫مهام المصالح ‪28 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫آثار المصالحة ‪29 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫مسطرة اإلنقاذ ‪31 ....................................................................................................‬‬
‫أهداف مسطرة اإلنقاذ ‪34 ........................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫شروط مسطرة اإلنقاذ وإجراءاتها ‪35 ............................................. ................................ ................................‬‬
‫مشروع مخطط اإلنقاذ ‪37 ........................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫اآلثار المترتبة عن مسطرة اإلنقاذ ‪39 ............................................. ................................ ................................‬‬
‫الطعن في الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ ‪42 ................................ ................................ ................................‬‬
‫مسطرة التسوية القضائية ‪45 .......................................................................................‬‬
‫األشخاص المخاطبين بمساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪46 .................................................. ................................‬‬
‫تحديد مفهوم التوقف عن الدفع ‪50 ................................................ ................................ ................................‬‬
‫األشخاص الذي يحق لهم طلب افتتاح مسطرة التسوية القضائية ‪54 ......................................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬رئيس المقاولة بناء على طلب ‪54 ...................................... ................................ ................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أحد الدائنين بواسطة مقال افتتاحي للدعوى ‪55 ...................... ................................ ................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬المحكمة التجارية بصفة تلقائية ‪57 ..................................... ................................ ................................‬‬
‫رابعا‪ :‬النيابة العامة ‪58 .......................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫إجراءات الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية ومضمونه ‪60 ...................................... ................................‬‬
‫إجراءات تتعلق بالحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة‪60 ............................................. ................................ .‬‬
‫مضمون الحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة ‪61 ........................ ................................ ................................‬‬
‫إشهار الحكم القضائي بافتتاح مسطرة المعالجة ‪65 ............................. ................................ ................................‬‬
‫على مستوى استغالل المقاولة ‪68 ................................................. ................................ ................................‬‬
‫مصير العقود الجارية التنفيذ وتمويل المقاولة ‪69 ............................... ................................ ................................‬‬
‫جمعية الدائنين ‪72 ....................................................................................................‬‬

‫‪157‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫المقاوالت المشمولة بتأسيس جمعية الدائنين ‪74 ................................ ................................ ................................‬‬
‫تأليف جمعية الدائنين وطرق انعقادها ‪76 ......................................... ................................ ................................‬‬
‫السنديك رئيسا‪76 .............................. ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫رئيس المقاولة‪77 .............................. ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫الدائنين المسجلين في قائمة الديون المصرح بها لدى السنديك‪78 ...................................... ................................ :‬‬
‫الدائنون التي أدرجت مقررات قبل ديونهم في القائمة المنصوص عليها في المادة ‪78 ......................................... :732‬‬
‫انعقاد جمعية الدائنين ‪79 ............................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫آليات تعزيز عمل جمعية الدائنين ‪80 .............................................. ................................ ................................‬‬
‫الصالحيات واالدوار المنوطة بجمعية الدائنين‪81 ......................... ................................ ................................ :‬‬
‫تجليات الحكامة على مستوى تنظيم جمعية الدائنين‪83 ................................................... ................................ :‬‬
‫مآل مساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪86 ........................................................................‬‬
‫اختيار الحل األنسب للمقاولة ‪86 ................................................... ................................ ................................‬‬
‫التسوية القضائية ‪87 ............................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫مخطط االستمرارية ‪89 .......................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫األثار أو النتائج المترتبة عن مخطط االستمرارية ‪89 ....................... ................................ ................................‬‬
‫مخطط تفويت المقاولة ‪94 .......................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫الشروط الموضوعية ‪96 ........................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫الشروط الشكلية ‪96 .............................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫الحكم الفاصل في العروض ‪97 ................................................. ................................ ................................‬‬
‫القواعد المشتركة لمساطر اإلنقاذ والتسوية والتصفية القضائية ‪102 ........................................‬‬
‫أجهزة المسطرة ‪102 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫القاضي المنتدب ‪104 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫السنديك ‪108 ......................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫وقف المتابعات الفردية ‪116 ........................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫التصريح بالديون ‪119 .............................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫مسطرة تحقيق الديون ‪125 ......................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫اقتراحات السنديك ‪126 ............................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫مقررات القاضي المنتدب ‪127 ..................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫وضعية الدائنين في مساطر صعوبات المقاولة ‪129 .............................................................‬‬
‫الدائنون الناشئة ديونهم قبل الحكم بفتح مسطرة المعالجة ‪129 ............................................... ................................‬‬
‫مسطرة التصريح بالديون ‪129 ................................................. ................................ ................................‬‬
‫مسطرة تحقيق الديون ‪132 ..................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫إجراءات المسطرة ‪132 ......................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫المنازعة في الدين والطعن في مقررات القاضي المنتدب ‪133 ............................................ ................................‬‬

‫‪158‬‬
‫ل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة‬
‫استشارة الدائنين وجمعية الدائنين ‪134 ...................................... ................................ ................................‬‬
‫الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم بفتح مسطرة المعالجة ‪135 ................................................ ................................‬‬
‫مضمون حق االمتياز ‪136 ...................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫شروط االستفادة من حق االمتياز ‪136 ............................................ ................................ ................................‬‬
‫حدود حق األسبقية ‪139 ........................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫العقوبات ‪142 .........................................................................................................‬‬
‫التصفية القضائية ‪143 ..............................................................................................‬‬
‫اآلثار المترتبة عن التصفية القضائية ‪144 ....................................... ................................ ................................‬‬
‫على مستوى الجزاءات ‪144 ....................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫اآلثار ذات الصبغة القانونية ‪144 .............................................. ................................ ................................‬‬
‫اآلثار ذات الطابع المالي ‪144 .................................................. ................................ ................................‬‬
‫تحميل المسير النقص الحاصل في األصول ‪145 ............................. ................................ ................................‬‬
‫تمديد المسطرة إلى المسيرين ‪145 ............................................ ................................ ................................‬‬
‫الحكم بسقوط األهلية التجارية ‪146 ........................................... ................................ ................................‬‬
‫جرائم التفالس ‪147 .............................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫بالنسبة لبقية أطراف المقاولة ‪148 ............................................... ................................ ................................‬‬
‫الدائنون ‪148 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫مكري العقار المخصص لنشاط المقاولة ‪149 ................................ ................................ ................................‬‬
‫طرق الطعن ‪150 .....................................................................................................‬‬
‫المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة ‪151 ................................................................‬‬
‫مميزات المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة ‪152 ...................... ................................ ................................‬‬
‫شروط الولوج إلى مساطر العابرة للحدود ‪153 .................................. ................................ ................................‬‬
‫االعتراف بالمسطرة األجنبية ‪154 ................................................. ................................ ................................‬‬
‫التعاون مع المحاكم األجنبية والممثلين األجانب ‪155 ........................... ................................ ................................‬‬
‫تزاحم المساطر ‪156 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪159‬‬

You might also like