Professional Documents
Culture Documents
صعوبات المقاولة ذ.البختي
صعوبات المقاولة ذ.البختي
تقديم
المغرب عمل في اآلونة األخيرة على إدخال مجموعة من اإلصالحات البنيوية التي كانت من ضمن
أولوياتها تحديث المنظومة القانونية لألعمال ،وجعلها مالئمة للتحوالت الدولية والوطنية وذلك بهدف حماية
المقاولة من المخاطر والصعوبات ،التي قد تؤثر على استمراريتها وعلى مستوى استغاللها ،ال سيما وأن
نظام اإلفالس السابق الذي كان معموال به قبل مدونة التجارة ل ،1996أي قبل التعديل الذي طال مدونة
التجارة لسنة .1996
وهذا النظام أي نظام اإلفالس أبان العديد من مكامن ومظاهر الخلل والقصور نظرا لكونه كان يقوم على
أساس تغليب الجان ب الرقابي والزجري والتصفية ،على أساس االعتبارات االقتصادية واالجتماعية لذلك
هجر المشرع المغربي هذا النظام بمقتضى التعديالت التي طالت مدونة التجارة لسنة 1996إذ تم تعوض
نظام اإلفالس بنظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،وحينما نقول المساطر فهذه التسمية لم تأتي من
فراغ ،ألنها عبارة عن مساطر قضائية ،وهنالك أمور تدخل في خانة ما هو غير قضائي وأمور تعتبر
مساطر قضائية.
ففلسفة المشرع يقيسها هذا التعديل بحيث أن المشرع كان قد تبنا من خالل هذا التعديل فلسفة الوقاية واإلنقاذ
رغبتا في الحفاظ على استمرارية المقاولة في أداء نشاطها ،واستغالله وتصحيح أوضاعها وحماية مختلف
مصالح المرتبطة بها.
إذ تم تبني مجموعة من المساطر التي يتم اللجوء إليها بحسب طبيعة ودرجة صعوبات التي قد تواجهها
المقاولة بمناسبة أدائها لنشاطها ،وحسب درجة االختالالت التي قد تعاني منها ،لكن رغم إيجابيات هذا
القانون التعديلي ل 1996لكن من الناحية العملية أثبت محدوديته و خلال على الرغم من أن النظام قد ساد
ألكثر من 20سنة.
بحيث أنه طرحت إشكاليات كثيرة سواء على مستوى التطبيق أو على مستوى الممارسة ،ولعل أبرز
الصور التي تعكس هذه اإلشكاليات العميقة التي كانت تواجهها المقاوالت نجد مساطر التسوية القضائية،
التي لطالما كانت تتحول إلى التصفية القضائية ،الذليل على ذلك أن إحصائيات الموجود على مستوى
وزارة العدل والمحاكم التجارية بالمملكة توضح هذا األمر وتعكس األمر جليا.
1
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
فبالنظر إلى هذه االحصائيات نجد أن غالبية المقاوالت التي كانت مفتوحة في مواجهتها مساطر معالجة
صعوبة المقاولة ينتهي بها األمر إلى التصفية القضائية ،إما بكيفية مباشرة من خالل الحكم القاضي بإخضاع
هذه المقاولة التي تعترضها صعوبات ألخاضعها لتصفية القضائية ،أو تحويل مسطرة التصفية القضائية
إلى مسطرة التصفية القضائية ،لذلك المشرع المغربي تنبه وفطن إلى هذا األمر وعمل على محاولة إيجاد
تشريع جديد يقضي بتجاوز هذه السلبيات ،وذلك رغبة منه في تطوير وتأهيل مناخ المال واألعمال قصد
الحفاظ على كينونة المقاولة وجعلها قادرة على مجابهة التحديات والمنافسة ،والرفع من القدرة التنافسية
لل مقاولة المغربية ،وأيضا رغبتا في كسب ثقة المستثمرين من خالل إيجاد نظام قانوني وإطار تشريعي
يكفل هذه األمور وأيضا بعت روح الحكامة على مستوى تسيير المقاوالت من خالل اعتماد تدابير ناجعة
قد تساعد المقاوالت على مواجهة هذه الصعاب.
وألجل ذلك المشرع المغربي عمد إلى إدخال تعديل على القانون المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة ،أي
الكتاب الخامس من مدونة التجارة ،وقد قام بإدخال العديد من التعديالت بمقتضى القانون رقم 17.73
القاضي بنسخ وتعويض الكتاب الخامس من مدونة التجارة فيما يتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة.
وباستقراء القانون رقم 17.73يتضح لنا أن هذا القانون قد تضمن العديد من التعديالت والمستجدات تهم
أساسا أليات الرصد المبكر للصعوبات التي تعترض المقاولة ،وأيضا إعطاء وتقوية دور الدائنين في
مسطرة ،وتمتيع اإلجراء بكافة حقوقهم.
باإلضافة إلى تأهيل أجهزة المسطرة واالنفتاح على البعد الدولي عند إقرار تنظيم قانوني خاص بالمساطر
الدولية لصعوبات المقاولة أو ما يسمى بالمساطر العابرة للحدود.
وإلى جانب كل هذا فهذا القانون الجديد أتى بعدة مستجدات أبرزها إعادة هيكلة الجوانب اإلجرائية لمسطرة
صعوبة المقاولة وتبن مقتضيات جديدة تهدف باألساس إلى حماية المقاولة ككيان اقتصادي واجتماعي،
وتعزيز مختلف المصالح المرتبطة بهذه المقابلة ،وفقا لهذه المقاربة تقوم على أساس الحكامة والتوافق
والتوازن.
2
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
دوافع التعديل التشريعي
كما يعلم الجميع فإن التحوالت االقتصادية التي أضحى العالم يعرفها اليوم في ظل تبني العديد من الدول
للنظام الليبرالي وتبنيها لخيار االنفتاح االقتصادي واالنخراط عدة دول في اتفاقيات التبادل الحر ،كان له
بالغ األثر في الدفع بذلك المشرع المغربي في إعادة النظر في مساطر معالجة صعوبة المقاولة ،رغبتا من
المشرع المغربي في توفير قانون يسمح باستقطاب اال ستثمارات األجنبية ،وأيضا يسمح بأن يساهم في
تأهيل مناخ المال واألعمال بالمغرب ،وجعل المقاولة قادرة على مجابهة التحديات االقتصادية والرفع من
قدرتها التنافسية.
كما أن االرتفاع المهول في عدد المقاوالت الخاضعة للتصفية القضائية كان أيضا عامال أساسيا دفع المشرع
المغربي إلى إدخال تعديل على الكتاب الخامس ،فغالبية المقاوالت التي خضعت لمساطر المعالجة إما
تكون عرضة للتصفية القضائية مباشرة بمقتضى حكم قضائي ،أي أن المحكمة تحكم بصفة مباشرة بإخضاع
هذه المقاولة إلى التصفية القضائية نتيجة الصعوبات التي تعترضها وتعتريها ،والتي ال يمكن تذليل هذه
الصعوبات أو تقويمها أو اصالح وضعية المقاولة ،بمعنى أن المقاولة اختلت بشكل ال رجعة فيه ،أو أن
هذه المقاوالت كانت خاضعة لمساطر التسوية القضائية وفشلت مسطرة التسوية القضائية وتم تحويلها إلى
التصفية القضائية.
كما أن رجال االعمال أو الفاعلي ن في منظومة األعمال والتجارة والمستثمرين األجانب كانا أثرهم واضحا
من خالل الضغوط التي مارسوها من أجل أن يتدخل المشرع المغربي ليقوم بإعادة النظر في الكتاب
الخامس المتعلق بمساطر معالجة صعوبة المقاولة ،ومن ثم إدخال تعديالت جوهرية وعميقة على هذا
القانون بشكل ي تالءم ويستجيب لتطلعات ورغبات هؤالء المستثمرين ورجال االعمال ،ولكن أيضا بالمقابل
شريطة أال يتعارض ذلك مع توابة األساسية لالقتصاد الوطني ،وفي مقدمتها النظام العام االقتصادي.
بغض النظر عن كل ذلك فالمشرع المغربي تنبه إلى هذه األمور وكانت لديه الرغبة والنية في أن يقوم
بتوفير ووضع تشريع جديد يهدف إلى تقوية المنظومة القانونية وتأهيلها ،مع الحرص على االهتمام بالدائنين
على اعتبارهم أهم العناصر في حلقة العالقة والتدبير وتسير المقاولة إلى جانب اإلجراء.
ومن هنا يمكن القول أن المقاولة تعتبر النموذج األساسي و االمثل لإلستثمار لكونها تشكل عصب المنظومة
االقتصادية و رافدا من روافد التنمية الشاملة ،بما تتميز به من خصوصيات تجعلها قادرة على لعب الدور
المنوط بها ،في دعم االستثمار ودعم المبادرة الفردية وتزكية روح المنافسة واإلبداع.
3
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
المستجدات
تتمثل مستجدات القانون رقم 17.73المتعلق بامساطر معالجة صعوبات المقاولة في عدة نقاط ،أهم
المستجدات وأولها التي أتى بها هذا القانون وهي:
إعادة هيكلة وتأهيل مساطر معالجة صعوبات المقاولة سواء على مستوى الوقاية من الصعوبات،
وذلك من خالل العمل على تحديد مهام الوكيل الخاص واختصاصاته وأيضا من خالل أعمال بآلية
المصالحة ،وهذه األخيرة من أهم المستجدات التي أتى بها المشرع بموجب هذا القانون التي تعوض
التسوية الودية التي اعتمدها المشرع كآلية للرصد المبكر للصعوبات التي قد تعترض المقاولة.
عمل المشرع المغربي أخيرا على إحداث مسطرة اإلنقاذ هذه المسطرة لم يكن معموال بها ضمن
الكتاب الخامس ،لكن ضمن هذا القانون الجديد رقم 17.73المشرع المغربي أحدث مسطرة اإلنقاذ،
ومجرد التمعن في التسمية فإننا نستشف رغبة المشرع.
فالمشرع من خالل هذه المسطرة يسعى إلنقاذ المقاولة من الصعوبات التي تعترضها ،ومسطرة اإلنقاذ
من خالل القانون الجديد نجد أن المشرع قد حدد أهداف هذه المسطرة في عدة نقاط سنتطرق لذلك في
حينه ،بل األكثر من ذلك حدد شروط وأثار اللجوء أو استعمال مسطرة اإلنقاذ.
عمل المشرع المغربي على تقوية مسطرة التسوية القضائية ،فهذه األخيرة كان معموال بها ضمن
الكتاب ال خامس ،لكن نظرا ألهمية هذه المسطرة ودورها الحيوي على مستوى مساطر المعالجة ،نظمها
المشرع ليكون للقضاء دور فعال وحاسم و قوي وإيجابي في مسطرة التسوية القضائية ،بهدف تقوية
وضعية المقاولة ومساعدتها على االختيار األمثل ،واسترجاع حيويتها ،وأدائها ،واالستمرار في أداء
نشاطها ،والحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها.
لذلك فالمشرع عمل على تقوية مسطرة التسوية القضائية ،سواء من حيث استغالل المقاولة أو من حيث
العقود الجارية التنفيذ وتمويل المقاولة ،واألكثر من ذلك أن المشرع عمل على إحداث جمعية الدائنين.
الرفع من نجاعة م سطرة التصفية القضائية وأيضا القواعد المشتركة لمساطر اإلنقاذ والتسوية
القضائية والتصفية القضائية ،بحيث أن المشرع قد عمل على وضع األجهزة التي تشرف على هذه
المسطرة دون إغفال العمل الذي قام به المشرع وكان إيجابيا من حيث وقف المتابعات الفردية ،كما
نظم القانون ا لجديد آلية ومسطرة التصريح بالديون ،إلى جانب ذلك نجد أن المشرع عمل من خالل هذا
4
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
القانون الجديد على الحفاظ على المقتضيات المتعلقة باالقتراحات التي يقدمها السنديك ،وأيضا تناول
مقررات القاضي المنتدب.
باإلضافة للمستجدات السابقة الذكر هنالك أيضا مستجدات أخرى اتى بها القانون 17.73المتعلق
بمساطر معالجة صعوبات المقاولة ،حينما تناول وأقر العقوبات التي تطبق في مواجهة مسيري المقاولة،
سواء كانت مقاولة فردية أو اتخذت شكل شركة خاضعة لمسطرة المعالجة ،سواء كان هؤالء المسيرين
قانونين أو فعليين يتقاضون أجور أم ال يتقاضوها.
فالمشرع بموجب هذا القانون نجده قد حدد نوعين من العقوبات إحداها ذات طابع مدني وتتمثل في
الغرامات أو العقوبات المالية ،أو أخرى تتعلق بسقوط االهلية التجارية ،كما أن المشرع المغربي عمل
بمقتضى هذا القانون الجديد رقم 17.73على إقرار مجموعة من العقوبات ذات الطابع الزجري منها
التفالس والجرائم األخرى.
تعزيز دور الدائنين وتعزيز حقهم في االعالم خالل كافة مراحل المسطرة وضمان تمثيليتهم في
مسطرة التسوية القضائية عن طريق إحداث جمعية الدائنين.
تقوية عملية التصريح بالديون من خالل إحاطتها بضمانات قانونية مخولة للدائنين قصد التصريح
بديونهم إذ بمقتضى المادة 719من مدونة التجارة أصبح السنديك ملزما بإشعار الدائنين المعرفين لديه
وكذا المدرجين بالقائمة المدلى بها من طرف المدين مع ضرورة إشعارهم للدائنين الحاملين لضمانات
أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما.
المشرع المغربي قد نظم وأقر طرق الطعن ،فحدد األشخاص الذين يحق لهم الطعن باالستئناف مع
تخويل هذا الحق للنيابة العامة.
إقر ار المشرع وتبنيه للمساطر العابرة للحدود بصعوبة المقاولة ،هذه االلية الجديدة لم يكن معموال
بها ضمن القانون القديم ،لكن تعتبر من أهم المستجدات التي اتى بها المشرع المغربي من خالل القانون
،17.73والهدف من إقرار ذلك هو رغبة المشرع في إخضاع المقاوالت التي تعاني صعوبات عابرة
للحدود إلى المعالجة من أجل تقويم وضعيتها ووضع حد لتفاقمها.
5
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
معالجة أهم المستجدات التي أتى بها القانون رقم 17.73المتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة
إعادة هيكلة وتأهيل مساطر الوقاية من صعوبات :مسألة الوقاية من الصعوبات تعتبر من األمور
ا لتي تتميز بها مساطر صعوبة المقاولة ،بحيث أن المشرع المغربي سواء في ظل الكتاب الخامس من
مدونة التجارة بمقتضى القانون رقم ،15.95أو حتى من خالل القانون الجديد 17.73القاضي بنسخ
وتعويض هذا الكتاب نجده قد عمل على تفعيل الوقاية بالنسبة للمقاوالت التجارية ،وذلك من أجل وضع
الحد لصعوبات والمشاكل التي تعترض هذه المقاوالت ،إما بمناسبة أداء نشاطها المعهود من اجل تفادي
اختالل الوضعية المالية ،أو حتى االقتصادية ،وذلك حتى ال تكون عرضة الفتتاح مساطر المعالجة في
مواجهتها ،فمسألة الوقاية أو الحماية أو الصعوبات ،تكون على مستويين ،إما داخلية ،أي ان تكون وقاية
داخلية داخل المقاولة أي األجهزة الداخلية للمقاولة هي التي تشرف على هذه العملية ،أو خارجية والتي
تعمل األجهزة خارجة المقاول ،أي أجهزة أجنبية عن المقاولة هي التي تشرف وتعمل على إنجاح هذه
الوقاية من الصعوبات.
بالرجوع للمادة 547من القانون الجديد ،17.73والتي تقابلها المادة 546من القانون القديم ،15.95
نجدها أتت بالجديد فيما يتعلق بالحالة التي تتدخل فيها األجهزة الداخلية للمقاولة من أجل تصحيح وضعية
هذه األخيرة ،بحيث أن في القانون الجديد نجدها قد نصت على احتفاظ رئيس المقاولة بإمكانية تدخله
بجانب مراقب الحسابات من أجل تصحيح وضعية المقاولة التي تعترضها الصعوبات ،لكن تم السماح
ألي شريك في الشركة بأن يقوم بدوره في ابالغ رئيس المقاولة بالوقائع أو الصعوبات ،خاصة
الصعوبات ذات الطبيعة القانونية ،أو اقتصادية ،أو اجتماعية ،والتي من شأنها أن االخالل باستمرارية
استغالل المقاولة ،وحدد المشرع أجل 8أيام الكتشاف الشريك لهذه الوقائع أو الصعوبات ،بهدف
األعمال على تفاديها و تقويمها وإصالحها.
لكن باإلمعان في هذه المقتضيات يطرح تساؤل عميق حول استعمال المشرع المغربي عبارة الوقائع
أو الصعوبات ،ولم يستعمل عبارة واقعة أو صعوبة بمعنى صيغة الجمع.
هل من الضروري والالزم أن تكون هناك صعوبات متعددة حتى يمكن اللجوء إلى إعمال آلية و مسطرة
الوقاية الداخلية أم يكفي فقط أن تكون صعوبة واحدة تهدد استمرارية المقاولة ،حتى يتم إعمال هذه
اآللية.
من خالل القراءة المتأنية لهذا القانون ،يمكنهم التدخل لتصحيح وضعية المقاولة إال في حالة وجود
وقائع أو صعوبات من شأنها أن تهدد باستمرارية المقاولة في أداء نشاطها ،مع العلم أن األمر في الواقع
6
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
خالف ذلك ،فالواقع العملي بمجرد أن تتعرض المقاولة صعوبة واحدة أو واقعو واحدة ،مثال عدم قدرتها
على السداد أحد الديون ،ومن تم لديها صعوبة مالية أو اقتصادية تفرض أن تخضع هذه المقاولة إلى
مسطرة المعالجة من تم الوقاية الداخلية.
من جهة أخرى المشرع المغربي من خالل مقتضيات المادة 548من كتاب الخامس الذي تم تعديله
بالقانون 17.73نجده منح الشريك الحق في إخبار رئيس المحكمة التجارية ،التي يوجد بدائرة نفوذها
المقر االجتماعي للشركة ،وذلك في حالة فشل الجمعية العامة في الحد من االختالالت التي تشهدها
المقاولة ،أو في حالة عدم تداولها بالمرة في شأن تلك الوقائع ،وهذه المرحلة هي مرحلة تمهيدية ،أي
التمهيد لمسطرة الوقاية الخارجية.
فعلى مستوى الوقاية الخارجية ،المشرع المغربي خالل هدا القانون الجديد حدد لنا الحالة التي يتم فيها
اللجوء إلى هذه المسطرة ،بخالف ما كان عليه األمر في القانون السابق.
فبالرجوع للمادة 549من القانون الجديد نجدها تنص على أن مسطرة الوقاية الخارجية يتم افتتاحها
كلما تبين لرئيس المحكمة من أي عقد أو اجراء أن مقاولة معينة تعاني من صعوبات قانونيو أو
اقتصادية ،أو اجتماعية ،أو مالية ،دون أن تكون في حالة التوقف عن الدفع أو لها حاجيات ال يمكنها
تغطيتها بواسطة تمويل يتناسب مع إمكانيتها.
ومن جهة أخرى نجد أن المشر ع المغربي عمل على تحديد مهام الوكيل الخاص ويحدد اختصاصاته
بمقتضى المادة 549من مدونة التجارة ل 1996وأيضا بمقتضى التعديل الجديد ،17.73فبالرجوع
لهذه المادة نجد أنه أعطى صالحيات عديدة وواسعة لرئيس المحكمة التجارية في إطار آلية الوقاية
الخارجية ،وخول له إمكانية تعيين وكيل خاص ليقوم تذليل الصعوبات التي تواجه المقاولة.
وفي المقابل ،المادة 550من القانون الجديد المشرع المغربي حدد اإلطار الذي يتعين للوكيل الخاص
أن يمارس فيه المهام الموكلة إليه ،والهدف هو المساعدة على تخفيف االعتراضات المحتملة أو العراقيل
أو الصعوبات التي قد تعترض المقاولة ،فلرئيس المحكمة في هذا اإلطار أن يعين وكيل الخاص باقتراح
من رئيس المقاولة ،وهذا األخير هو من يحدد أسعاره ويضعها في صندوق المحكمة تحت طائلة صرف
النظر عن اإلجراء.
من األمور التي عمل أيضا المشرع على ربطها بإعادة هيكلة وتأهيل مساطر الوقاية من الصعوبات
خاصة آلية المصالحة ،وهذه األخيرة من أهم المستجدات التي جاء بها القانون 17.73في اإلمعان في
مقتضيات هذا القانون نجد المشرع حاول أن يكون أكثر دقة ووضوحا في تدقيق المصطلحات ال سيما
7
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
على مستوى صياغة مواد هذا القانون ،بحيث أن في المادة 551من قانون 17.73نجده بصريح
العبارة قد تطرق إلى آلية المصالحة ،ألن في الحقيقة واستقراء القانون السابق ،نجد المشرع لم يقم فقط
إال باستبدال مصطلح التسوية الودية بعبارة المصالحة ،فآلية المصالحة ماهي في حقيقة األمر إال آلية
التسوية الودية التي كان معموال بها في إطار الكتاب الخامس من مدونة التجارة ،لذلك المشرع لماذا
استبدل مصطلح التسوية الودية بعبارة المصالحة ،ألنه كان يقع خلط بين المقاولين ورجال القانون(كانت
هناك التسوية القضائية والتصفية القضائية) ،و تفاديا للخلط المشرع عمل على استبدال مصطلح التسوية
بمصطلح المصالحة.
وعليه حدد المشرع المغربي بعض المهام التي أوكلت إلى المصالح بحيث أنيطت به مهمة تذليل
الصعوبات المالية أو االقتصادية التي تعترض المقاولة الخاضعة للمصالحة ،وذلك بالعمل على أبرام
اتفاق مع الدائنين ،مع اإلشارة على أنه في حالة إبرام االتفاق أنه يتعين إشعارهم إلزامية إشعار الدائنين
الغير مشمولين بهذا االتفاق المصالحة الذي صادق عليه رئيس المحكمة ،وكذلك باآلجال الجديدة مع
ذكر أثار هذا االتفاق سواء فيما يتعلق بوقف الدعوى القضائية ،التي يقيمها الدائنين الناشئة بينهما قبل
صدور األمر لدى رئيس المحكمة والمحدد لمدة الو قف المؤقت لإلجراءات أو فيما يتعلق بمنح مساهمات
جديدة بخزينة المقاولة.
إحداث مساطر اإلنقاذ :مسطرة اإلنقاذ من أهم المستجدات التي جاء بها القانون ،17.73والمشرع
المغربي على غرار المشرع الفرنسي عمل على إحداث هذه المسطرة لكونه أمن بآلية اإلنقاذ ،وكان
هاجس المشرع دائما هو انقاذ المقاولة من االندثار ،ومن ثم مساعدة المقاولة في مواجهة الصعوبات
التي تواجهها ،وبالتالي العودة إلى استئناف نشاطها واستغالل مناصب الشغل المتواجدة بها والحفاظ
عليها.
لذلك فآلية اإلنقاذ تعتبر آلية كانت من الالزم أن يقرها المشرع المغربي ،وبطبيعة الحال ال يختلف اثنان
في كون الغاية من وراء هذه اآللية هو مساعدة المقاولة على تجاوز الصعوبات التي تعترضها ،والرغبة
في الحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها ،وتسديد خصومها (الديون).
فالمشرع المغربي اقتبس هذه اآللية من التشريع الفرنسي ال سيما المادة 620من مدونة التجارة الفرنسية
التي كانت تنص على إفتتاح هذه المسطرة بناء على طلب من كل مقاولة دمن أن تكون في حالة توقف
عن الدفع ،ما يميز مسطرة اإلنقاذ هو كونها مسطرة إدارية ،أي أنه تشرف عليها أجهزة ادارية داخل
المقاولة وليس القضاء فالهدف األساسي الذي تقوم عليه مسطرة اإلنقاذ هو الكشف المبكر لهذه
8
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
الصعوبات ،وهنا لم يعد شرط التوقف عن الدفع أساسيا من أجل إعمال هذه المسطرة ،لذلك فالمقاولة
حينما تصادفها إحدى الصعوبات يمكن إعمال مسطرة اإلنقاذ.
فرئيس المقاولة إن كانت مقاولته تعاني من صعوبات يحق له اللجوء إلى هذه المسطرة وذلك بمجرد
اكتشافه أن هنالك صعوبات تهدد استقرار المقاولة ،ومن تم يحق له أن يقدم مشروعا كمخطط لإلنقاذ
ويوضح اآلليات التي يمكن اعتمادها لتنفيذ هذا المخطط.
مسطر االنقاذ حينما أحدثها المشرع المغربي اقترن بأهداف معينة ،فبالرجوع للمادة 560نجد أن
المشرع سطر أه داف أساسية من وراء هذه المسطرة ،وتهدف هذه المسطرة باألساس إلى تمكين المقاولة
من الصعوبات وضمان استمرارية نشاطها.
/ 1الكشف المبكر على الصعوبات كيف ما كان نوعها (قانونية ،مالية ،اقتصادية ،اجتماعية )،يتم العمل
على تجاوزها ووضع حد لها.
/ 2ضمان استمرارية المقاولة والحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها ،هذا بحد ذاته يشكل حماية
لألجراء الذين قد يجدون أنفسهم دون عمل في حالة تعرض المقاولة للتوقف عن الدفع.
/ 3حين توقف المقاولة عن الدفع ،فإنها تكون غير قا درة سداد ديونها وعدم الوفاء بها وهو ما يجعل
المقاولة غير قادرة عن االستمرار في مزاولة نشاطها ،لذلك فالمشرع كان هدفه األساسي هو تسديد
خصوم المقاولة ألن تراكم الديون يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفوائد.
تجدر اإلشارة أن مسطرة اإلنقاذ تضل وتبقى مسطرة اختيارية وليست اجبارية ألن اعمال هذه المسطرة
أو اللجوء إليها يبقى رهينا بمدى رغبة وقناعة رئيس المقاولة بدوره إعمال هذه المسطرة حينما يتبين
له ،أنه فعال المقاولة تعترضها بعض الصعوبات ،ومن شأن هذه الصعوبات أن تؤدي إلى التوقف عن
الدفع وإعمال مسطرة صعوبة المقاولة.
الشروط:
/ 1ضرورة تقديم طلب الفتتاح مسطرة اإلنقاذ من طرف رئيس المقاولة مع العلم أن هذه المسطرة
اختيارية وليست اجبارية.
9
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
/ 2أن يكون طلب افتتاح مسطرة اإلنقاذ مرفقا بالوثائق المنصوص عليها في المادة 577من مدونة
التجارة وإال في حالة تعذر ذلك يجب على رئيس المقاولة أن يحدد أسباب التي حالت دون تقديم هذه
الوثائق وذلك تحت طائلة الحكم بعدم القبول.
/ 3رئيس المقاولة مزم بأن يحدد نوع وطبيعة الصعوبات التي تعترض المقاولة ،وهذا األمر يضل
تقديره موكول لرئيس المقاولة ومدى قدرته على تحديد هذه الصعوبات.
/ 4هو أال تكون المقاولة في حالة توقف عن الدفع ،ألن التوقف عن الدفع يعتبر سببا من أسباب افتتاح
مسطرة معالجة صعوبات المقاولة بمقتضى المادة .561
/ 5هو أن يرفق طلب افتتاح مسطرة اإلنقاذ يجب أن يرفق بمشروع ومخطط اإلنقاذ ،بحيث أن رئيس
ا لمقاولة عند تقديمه لطلب إعمال مسطرة اإلنقاذ فهو ملزم بأن يرفقه بمشروع مسطرة اإلنقاذ ،مع إيداع
المصاريف الضرورية لذلك.
اآلثار القانونية التي تترتب على إعمال مسطرة اإلنقاذ يمكن إجمالها في عدة آثار:
/ 1المحكمة التي تقوم بفتح مسطرة اإلنقاذ تقوم أيضا ب تعيين السنديك والقاضي المنتدب ونائبه ،من أجل
االشراف الجيد على حسن هذه المسطرة ،فلذلك اثار الحكم بافتتاح المسطرة يسري من تاريخ صدوره ويتم
تسجيله أو تضمينه في السجل التجاري ،على أن يعمل كاتب الضبط بنشر إشعار الحكم في الجريدة الرسمية
أو في سجل المحافظة العقا رية ،أو تبليغه إلى رئيس المقاولة والسنديك ،ألنه كما نعلم مخطط التنفيذ ال
يجب أن يتجاوز 5سنوات كحد أقصى.
/ 2المحكمة يمكنها أن ترفض الطلب الذي يقدمه رئيس المقاولة من أجل افتتاح مسطرة اإلنقاذ ،لكن في
حاالت معينة ،وهذه الحاالت هي التي تقدر فيها المحكمة أن من شأنها أن تؤدي إلى مرحلة التوقف عن
الدفع.
/ 3المحكمة يحق لها أن تقوم بتحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية القضائية والتصفية القضائية،
وهي في الحالة التي يتم فيها فسخ مخطط اإلنقاذ.
تقوية مسطرة التسوية القضائية :هذه المسطرة تعتبر مرحلة فعلية ألنها تعكس التدخل القوي والواضح
للقضاء على مستوى المقاولة ،أن كانت المساطر األخرى كالمصالحة ،كمسطرة اإلنقاذ ،كالوقاية الخارجية،
الوقاية الداخلية هي مساطر إدارية ،لكن المساطر القضائية الفعلية هنا يتدخل القضاء على مساطر التسوية
10
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
القضائية ،ألن التسوية القضائية يتم افتتاحها بناء على حكم قضائي ،وأن ذلك يكون للقاضي المنتدب والسنديك
هم األجهزة القضائية التي تشرف على تدبير ومراقبة وتسيير المقاولة.
والهدف األساسي من وراء هذه المقاولة هو حماية المقاولة ،ومحاولة تقويم وضعيتها إيجاد الحل األمثل
لضمان استمراريتها في أداء نشاطها وال محافظة على مناصب الشغل المتواجدة بها ،وأيضا الرغبة في جعل
المقاولة قادرة على سداد ديونها.
اذا استقرأنا بتمعن للمواد المنظمة لمسطرة التسوية القضائية على مستوى القانون 17.73نجد أن المشرع
المغربي حاول تدارك بعض الثغرات التي كانت تعتمد على كتاب الخامس من مدونة التجارة المتعلق بمساطر
المعالجة ،فعمل على تحديد المفاهيم ووضع تعاريف لها ،بعد أن كان في السابق األمر يكتنفه الغموض وكان
األمر مفتوحا أمام التأويل والتفسير من طرف االجتهاد القضائي والفقه.
من األمور التي عالجها المشرع نجد مسألة التوقف عن الدفع ،ففي التوقف عن الدفع لم يعالجه في الكتاب
الخامس ،لكن في القانون الجديد نجد أن المشرع حدد مفهوم التوقف عن الدفع.
باستقراء المادة 575نجد أن المشرع المغربي حدد المقصود بالتوقف عن الدفع وحلة ثبوته وأيضا اعتماد
المقارنة ،ذلك من خالل المقارنة بين األصول والخصوم الخاصة بالمقاولة.
على مستوى استغالل المقاولة المشرع نجده قد قام بتمديد اآلجال القانونية التي كانت ممنوحة لرئيس المقاولة
قصد تمكينه من تقديم طلب فتح مسطرة التسوية القضائية ،وذلك في 30يوم من تاريخ توقف المقاولة عن
سداد ديونها ،عوض 15يوما التي كانت ممنوحة من قبل.
يالحظ أيضا المادة 575من القانون 17.73قد حددت المقصود بالديون الناشئة بعد حكم القاضي بفتح
مسطرة التسوية القضائية.
على مستوى العقود جارية التنفيذ وتنظيم المقاولة ،نجد أن السنديك يعتبر هو الجهاز الوحيد القادر على
تحديد مأل العقود الجارية التنفيذ ،سواء من خالل مسطرة التسوية القضائية أو حتى خالل الصالحيات المقرر
له بموجب المساطر الجماعية ،وهذا سالح ذو حدين فقد أعطى المشرع االختيار والحرية في مواصلة تنفيذ
بعض العقود أو انهاؤها ،نعرف أن المقاولة تبرم عدة عقود من أجل مواصلة نشاط معين ،والسنديك قد يرى
أن بعض العقود قد ال يفيد ومن تم يتعين فسخ هذا العقد ،مثال قد يقوم بفسخ عقد كراء أحد المستودعات التي
يتم وضع فيها السلع التي يتم إنتاجها ،إذن إذا تم فسخ هذا العقد فالمقاولة حين تستأنف نشاطها لن تجد مكان
تخزين سلعها.
11
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
ومن جهة أخرى نجد أن جمعية الدائنين من أهم المستجدات التي جاء بها المشرع ،والتي تتشكل بمجرد
افتتاح مسطرة التسوية القضائية ضد كل مقاولة خاضعة إللزامية تعيين مراقب للحسابات أو لتجاوز رقم
معامالتها 25مليون درهم وتشغل ما ال يقل عن 25أجير خالل السنة السابقة لفتح مسطرة التسوية القضائية،
والعلة وراء ذلك هو إقرار المزيد من الحماية للدائنين واألغيار المتعاملين مع المقاولة.
ثم هناك مقتضى جديد يتمثل في مخطط االستمرارية ،وهذا المخطط يكون على مستوى مسطرة التسوية
القضائية فالقرارات التي تصدر عن رئيس المحكمة بافتتاح هذه المسطرة تكون مصاحبة للحكم باعتماد
مخطط االستمرارية ،وهذا المخطط قد يؤدي أحيانا إلى فسخ عقود الشغل وهذا الفسخ يعتبر سببا اقتصاديا
على رغم من كل مقتضى وقانون مخالف ،لكن على الرغم من ذلك المشرع المغربي استثنى عقود الشغل
من العقود الجارية التنفيذ ،وأنه ال يتعين فسخها تحت أي ضرف كان ،لكنه أتاح فسخ هذه العقود عند اعتماد
مخطط االستمرارية.
الرفع من نجاعة مسطرة التصفية القضائية :بحيث جاء بمقتضيات جديدة تهم هذه المسطرة فأصبحت
تفتح بصفة تلقائية بناء على طلب من رئيس المقاولة الخاضعة للمعالجة أو من طرف الدائن أو النيابة العامة
كلما تبين أن وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه ،طبقا لما ورد في المادة 651من هذا القانون وذلك
عوض ما كان معموال به في القانون القديم ،بحيث أنه لم يتم افتتاح مسطرة التصفية القضائية إال إذا كانت
وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه.
ومن جهة أخرى نجد أن المشرع المغربي ترك الباب مفتوحا في إعادة فتح مسطرة التصفية القضائية ،وذلك
بطلب من كل ذي مصلحة وحكم قضائي معلل ،شريطة أن يكون ذلك في الحالة التي يتضح فيها أن هنالك
أصوال لم يتم تحقيقها أو أن هنالك دعاوى لم تباشر لفائدة الدائنين أو من شأنها إعادة تأسيس أصول المقاولة.
القواعد المشتركة لمساطر اإلنقاذ والتسوية والتصفية القضائيتين :نجد أن هنالك عدة قواعد مشتركة،
فبالرجوع للقانون 17.73نجد أن هنالك قواعد تشترط بين هذه المساطر سواء على مستوى أجهزة المسطرة،
أو على مستوى وقف المتابعات الفردية ،أو على مستوى عملية التصريح بالديون ،وكذا على مستوى
اقتراحات السنديك ومقررات القاضي المنتدب.
فعل مستوى أجهزة المسطرة :نجد أن المحكمة أصبح بإمكانها أن تعين إلى جانب كل من القاضي -
المنتدب والسنديك نائبا للقاضي المنتدب من أجل تولي نفس المهام التي يزاولها القاضي المنتدب وذلك
في الحالة التي يحدث فيها عائق أو ما نع لهذا األخير ،والذي يحول دون ممارسته لمهامه بهدف حماية
المصالح القائمة داخل المقاولة.
12
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
القاضي المنتدب أيضا يبت بمقتضى أوامر صادرة عنه في الطلبات والمنازعات والمطالب التي تدخل
ضمن اختصاصه ،ال سيما تلك الطلبات االستعجالية والوقتية واإلجراءات التحفظية المرتبطة بالمسطرة.
ونجد أيضا أن السنديك إلى جانب القاضي المنتدب كأجهزة تشرف على هذه المساطر ،حدد له المشرع
عدة مهام بموجب القانون الجديد فأصبح مكلفا إلى جانب تلقي تصريحات الدائنين أصبح مكلفا بمراقبة
تنفيذ مخطط اإلنقاذ وأيضا اشرافه على عملية التسوية والتصفية القضائية ،وأيضا اشرافه على عملية
التسوية والتصفية القضائية ،وأيضا تلق التصريحات بالديون ،فهو يشرف على كل هذه األمور من تاريخ
صدور الحكم القاضي بافتتاح المسطرة إلى غاية قفلها.
فعلى مستوى وقف المتابعات الفردية :نجد المشرع المغربي رغبة منه في ضمان استمرارية المقاولة -
وإنجاح مخطط اإلنقاذ ومخطط االستمرارية وعملية التسوية القضائية عمل على وقف المتابعات الفردية
التي يقيمها الدائنون الناشئة عن ديونهم قبل صدور الحكم القاضي بافتتاح المسطرة ،وهنا عمل على
منعه من إقامة كل الدعاوى القضائية تهدف الى الحكم على المقاولة المدينة بأداء مبلغ من المال أو فسخ
عقد بأداء مبلغ من المال ،فبالنظر إلى المقتضيات التي جاء بها القانون الجديد نجد أيضا المشرع المغربي
أورد استثناء يهم حالة التنفيذ ،إذ أجاز للدائن الذي يتوفر على ضمانة منقولة ان يتقدم طلب بيع منقول
معين ،موضوع ضمانة الى القاضي المنتدب في حالة التي يكون فيها المنقول على وشك الهالك أو
اإلتالف أو معرض للنقصان.
على مستوى التصريح بالديون :فمسطرة التصريح بالديون تعتبر من أهم المراحل التي تميز مسطرة -
معالجة صعوبات المقاولة ،فيمكن التمييز في هذا اإلطار بين الدائن الذين نشأت ديونهم قبل افتتاح
مسطرة المعالجة ،وبين الدائنين الذين نشأت ديونهم بعد فتح مسطرة المعالجة ،ألن الديون الناشئة بينهم
قيل فتتاح المسطرة يعفون من التصريح ،في حين الدائنين الذين ديونهم نشأت بعد افتتاح المسطرة
ملزمون بالتصريح لدى السنديك ،ويتم التصريح داخل أجل 60يوما من تاريخ اإلشعار المنصوص
عليه طبقا للمادة 719من قانون رقم .17.73
وأيضا رفع السقوط كلها في ظل القانون القديم ال يتم ممارستها إال داخل أجل سنة من تاريخ صدور
مقرر فتح المسطرة ،لكن في إطار القانون الجديد إنه ال يمكن ممارسة هذه الدعوى إال داخل أجل سنة
ابتداء من تاريخ إشعار الدائنين الحاملين لضمانات أو عقود االئتمان االيجاري تم إشعارهما وكذا الدائنين
المدرجين بالقائمة المشار إليها في المادة 577وذلك من تاريخ نشر المقرر في الجريدة الرسمية لباقي
الدائنين.
13
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
على مستوى اقتراحات السنديك :فالقانون الجديد حافظ على المقتضيات المتعلقة باالقتراحات التي -
يبديها السنديك فيما يتعلق بتحقيق الديون ،وأضاف إليها اختصاصات أخرى ،تتمثل أساسا في إسناد
المهمة للسنديك ومساعدة رئيس المقاولة بعض استطالع رأي مندوبي األجراء بالعمل على إعداد قائمة
تتضمن ديون األجراء خالل أجل 6أشهر ابتداء من تاريخ صدور الحكم القاضي بافتتاح مسطرة
المعالجة.
ولعل السبب الرئيسي وراء ذلك هو الرغبة في أفراد الحماية الالزمة لإلجراء على أن يتم إيداع هذه
القائمة بعد المصادقة عليها من طرف القاضي المنتدب بكتابة الضبط بالمحكمة التي أصدرت حكم افتتاح
المسطرة.
العقوبات :يالحظ من القراءة المتأنية لنصوص هذا القانون نجده أقرر العديد من العقوبات ضد
مسيري المقاولة الفردية أو تلك التي تتخذ شكل شركة خاضعة لمساطر المعالجة ،سواء كان المسيرون
قانونيين أو كانوا فعليين يتقاضون أجور أم ال فالمشرع المغربي بمقتضى هذا القانون حدد نوعين من
العقوبات أحدها ذات طابع مدني تتمثل في عقوبات مادية ،وأخرى تتمثل في سقوط األهلية التجارية،
وهناك نوع ثاني من العقوبات هو عقوبات زجرية تتعلق بالتفالس والجرائم األخرى.
لكن المالحظ أن أهم التعديالت التي جاء بها القانون 17.73على مستوى العقوبات هي تلك التعديالت
المتعلقة بالتفالس والجرائم األخرى ،حيث أنه من خالل تفحص المقتضيات المادة 757من هذا القانون
نجدها قد مددت العقاب بالتفالس إلى السنديك في الحالة التي يمتنع فيها هذا األخير لتسليم المهام للسنديك
الجديد في حالة استبداله ،وهو الجزاء نفسه الذي يعاقب به الدائن الذي يقوم بعد اصدار القاضي إلفتتاح
المسطرة بالتسوية القضائية بإبرام عقد تخول له امتيازات على حساب دائنين آخرين أو قام باستعمال أي
من المعلومات المشار إليها في المواد 612و 0619من هذا القانون في أي مسطرة أو دعوى أو أمام
أي جهة كانت بدون الحصول على إذن مكتوب من طرف المدين.
طرق الطعن :فطرق الطعن من األمور التي استأثرت باهتمام المشرع المغربي بالقانون رقم
، 17.73فنجد المشرع المغربي على مستوى طرق الطعن قد عمل على مراجعتها طرق الطعن وذلك
حينما عمل على تحديد األشخاص الذين يحق لهم ال طعن باالستئناف ،مع العلم أن المشرع المغربي
بمقتضى هذا القانون الجديد قد منح النيابة العامة هذا الحق ،من جهة أخرى المشرع المغربي عمل
التنصيص صراحة على إمكانية وقف التنفيذ المعجل لألحكام الصادرة بالتصفية القضائية أو بالتفويت
الكامل ،وذلك بمقتضى مقال مستقل يرفع إلى محكمة االستئناف.
14
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
كما أن المشرع من خالل هذا القانون أكد على عدم جواز الطعن بإعادة النظر في األحكام الصادرة في
إطار مسطرة التسوية القضائية أو التفويت الكامل ،بحيث أنه يتعين على محكمة االستئناف أن تبت في
داخل أجل معين ال يتعدى أجل 15يوما من تاريخ تقديم الطلب.
من جهة أخرى نجد أن المشرع المغربي من خالل المادة 762من القانون 17.73قد حدد المقررات
القابلة للطعن باالستئناف وأيضا حدد الجهة التي يحق لها ممارسة هذا الطعن على اعتبار أن هذه
المقررات يتم استئنافها بتصريح يودع لدى كتابة الضبط المحكمة التجارية داخل أجل 10أيام ابتداء من
تاريخ تبليغ المقرر القضائي ،دون أن يتم نشره في الجريدة الرسمية ،لكن اآلجال في مواجهة السنديك
والنيابة العامة تسري ابتداء من تاريخ النطق بالقرار ،وذلك في األحوال التي يحق له الطعن فيها
باالستئناف.
كما أنه ال يجوز الطعن ضد االحكام واألوامر والقرارات الصادرة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة.
المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة :تعتبر من أهم المستجدات وأقوى المستجدات ،والهدف
األساسي من وراء ذلك هو رغبة المشرع المغربي في إخضاع المقاوالت التي تعاني صعوبات عابرة
للحدود ،بمعنى أن الم قاولة لها صعوبات داخل المغرب وأيضا هذه الصعوبات على مستوى الخارج،
ومن شأنها التأثير على المقاولة داخل المغرب ،وذلك من أجل تقويم وضعيتها ووضع حد لها ،وكذا
تسهيل التعاون بين المحاكم المغربية والمحاكم األجنبية خاصة المحاكم المعنية بمساطر معالجة صعوبة
المقاولة.
باإلضافة إلى تعزيز وتقوية األمن القانوني في مجال التجارة واالستثمار العابرة للحدود والسهر على
إدارة هذه المساطر وذلك باعتماد غدارة مصنفة وناجعة وناجحة بالشكل الذي من شأنه أن يوفر الحماية
للدائنين واألطراف األخرى ،بما فيهم االغيار ،ثم الرغبة في الحفاظ على أصول المقاولة أو أصول
الدائنين من الضياع ،وتسهيل عملية إنقاذ المقاولة المتعثرة اقتصاديا وماليا ،وكذا الحفاظ على مناصب
الشغل المتواجدة في هذه المقاوالت.
المشرع المغربي نجده قد حدد أوجه وصور هذه المسطرة ومفهومها ،فبالرجوع للمادة 769من القانون
17.73نجده قد تناول هذه األمور بتفصيل كما نجد من المشرع خالل هذا القانون عمل إلى تحديد كيفية
الولوج أو اعتماد هذه المساطر العابرة للحدود.
15
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الأولى
ومن جهة أخرى ينبغي القول أن المشرع المغربي فإنه قد اعترف بالمسطرة األجنبية في المساطر العابرة
للحدود في نظام صعوبات المقاولة ،وذلك شريطة عدم تعارض هذه المسطرة مع النظام العام االقتصادي
للدولة.
لكن ما ينبغي الوقوف هو في حالة تزاحم المساطر المفتوحة في وجه المدين قد نجد أن مدين معين فتتحت
في وجهه مسطرة التسوية القضائية في المغرب وفي إسبانيا أيضا فتحت في وجهه مسطرة التسوية
القضائية وفي فر نسا ،ففي هذه الحالة شدد المشرع على ضرورة التنسيق بين المسطرة الوطنية والمساطر
األجنبية في هذا الخصوص ،لكن شريطة أن يتم الحكم بفتح مسطرة أخرى من صعوبات المقاولة طبقا
للتشريع المغربي وبأن يتوفر المدين على أمواله داخل التراب الوطني.
16
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
إعادة هيكلة وتأهيل مساطر الوقاية من الصعوبات
نظرا للدور الذي تلعبه المقاوالت على مستتتتوى بناء وإرستتتاء التوازن االقتصتتتادي ،وأيضتتتا تحقيق توازن
اجتماعي داخل المقاولة ،األمر الذي جعل غالبية التشتتتتتتتريعات ومن بينها المشتتتتتتترع المغربي لالهتمام
بالمقاولة باعتبارها فضاء اجتماعيا واقتصاديا.
وفي هذا اإلطار ووعيا منه بأهمية الدور الذي تلعبه المقالة في تنمية االقتصتتتتتاد ،عمل المشتتتتترع المغربي
منذ العقد األخير من القرن الماضتتتتتتي إلى تحديث ترستتتتتتانته القانونية بهدف تهيال الظروف المالئمة لخلق
وإنشتتتتتتتاء المقاوالت ،بحيث قام بستتتتتتتن عدة قوانين تشتتتتتتتجع على خلق المقاوالت وضتتتتتتتمان االستتتتتتتتقرار
واالستتتتمرارية في مزاولة نشتتتاطها ،وهو األمر الذي تم تضتتتمينه من خالل الكتاب الخامس على مستتتتوى
مدونة التجارة المتعلق بمساطر معالجة صعوبة المقاولة.
والذي عرف تعديال جوهريا بمقتضتتى القانون رقم 17.73القاضتتي بنستتخ وتعديل أحكام الكتاب الخامس
من مدونة التجارة المتعلق بمستتتاطر معالجة صتتتعوبات المقاولة ،قام بإعادة هيكلة وتأهيل مستتتاطر الوقاية
من هذه الصعوبات ،األمر الذي نلمسه على مستوى آليات الوقاية من الصعوبات.
بحيث نجد أن هناك مستتتتويين تتم من خاللهما معالجة صتتتعوبات المقاولة ،فهناك مستتتطرة على المستتتتوى
الداخلي ومستتتتطرة على مستتتتتوى الخارجي ،إلى جانب المستتتتاطر القضتتتتائية ،أي أنه هناك مستتتتاطر غير
قضائية تتمثل في الوقاية الداخلية والوقاية الخارجية ومساطر أخرى يشرف عليها القضاء ،وهي مسطرة
التسوية القضائية إلى جانب مسطرة اإلنقاذ ومسطرة التصفية القضائية.
من هنا ينبغي الوقوف عند كل هذه المستتتتاطر واآلليات حتى نستتتتتطيع التمييز بين كل واحدة منها ،فإقرار
المشرع المغربي آللية الوقاية الداخلية وكذا آلية الوقاية الخارجية لم يأتي من فراغ وإنما لعدة اعتبارات.
فالوقاية الداخلية يتم أعمالها من طرف أجهزة المقاولة لذلك ستتمية وقاية داخلية ،ألن األجهزة التي تشتتتغل
على مستتتتتتتتوى المقاولة بما فيها رئيس المقاولة مراقب الحستتتتتتتابات ومندوب العمال وغيرهم ،باعتبارهم
أجهزة تشرف على تدبير المقاولة فهي التي تسهر على تفعيل هذه الوقاية.
في حين أن الوقاية الخارجية يتم االشراف عليها أو تمارسها أجهزة خارج عن المقاولة لذلك سمية أجهزة
خارجية ،ألنها تتم من طرف أجهزة خارجة أو أجنبية عن المقاولة ،لذلك ستتتتتتتميت بالوقاية الخارجية تبعا
لهذه األجهزة العتبار أن أطراف أجنبية على المقاولة هي التي تتم منحها إمكانيات إعمال هذه الوقاية،
ويتم تحريكها إما بطلب يقدمه رئيس المقاولة إلى رئيس المحكمة التجارية أو تلقائيا من طرف رئيس
17
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
المحكمة التجارية ،والذي غالبا ما يكون له كامل الصتتالحية باألشتتراف الكلي على هذه الوقاية ،وقد يعمل
على تعيين مصتتالح أو وكيل خاص من أجل المستتاهمة في تذليل الصتتعوبات التي قد تعاني منها المقاولة،
بهدف إنقاذها قصد ضمان استمراريتها والحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها.
فالوقاية الداخلية تختلف عن الوقاية الخارجية لذلك ستتتتنعمل على دراستتتتة كل آلية من آليات والوقوف عند
الخصوصيات والمميزات التي تميز كل آلية عن األخرى.
بالرجوع إلى المادة 547من القانون رقم 17.73والتي تقابلها المادة 546من القانون القديم 15.95
نجد أن المادة الجديدة قد أتت بمقتضتتتتتيات جديدة فيما يتعلق باألجهزة الداخلية للمقاولة من أجل تصتتتتتحيح
وضعية هذه األخيرة.
ذلك فإن بموجب المادة 547من قانون 17.73فقد تم االحتفاظ بإمكانية تدخل رئيس المقاولة وكذا
مراقب الحستتابات من أجل تصتتحيح وضتتعية المقاولة التي تعترضتتها صتتعوبات ،كما أنه تم الستتماح ألي
شتتتتتتتريك في الشتتتتتتتركة بإبالغ رئيس المقاولة بالوقائع والصتتتتتتتعوبات خاصتتتتتتتتا ذات الطبيعة القانونية ،أو
االقتصادية ،أو االجتماعية ،التي من شأنها اإلخالل باستمرارية استغالل المقاولة.
ذلك شتتريطة أن يكون هذا اإلبالغ داخل أجل ال يتعدى 8أيام الكتشتتاف الشتتريك لهذه الصتتعوبات ،وذلك
من اجل العمل على إصالحها وتجاوزها ،وهذه االمكانية لم تكن مخولة لشركاء ،في ظل القانون القديم.
كما يعلم الجميع أنه من الثابت أن مستتتتتتتطرة الوقاية الداخلية هي مستتتتتتتطرة يعهد بها إلى األجهزة الداخلية
للمقاولة ،ذلك أنه ال يمل بها ويباشتتتتتتترها إال األجهزة التي توجد بالمقاولة دون تدخل أي طرف أجنبي،
ستتتتتواء رئيس المحكمة أو الدائنون ،ليس لديهم الحق في أن يتدخلوا في هذه المستتتتتطرة لذلك ستتتتتميت هذه
المستتتتطرة بمستتتتطرة الوقاية الداخلية على اعتبار أنها تتم داخل المقاولة ،فكما ستتتتلف الذكر يتم تفعيل هذه
المستتتتتتتطرة بناء على قيام رئيس المقاولة أو األجهزة التي تتألف من المقاولة على إخبار رئيس المحكمة
18
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
بالصتتتتتتعوبات التي صتتتتتتادفوها والتي من شتتتتتتأنها أن تعرض المقاولة إلى التوقف عن الدفع وعدم إمكانية
ممارسة أنشطتها واالستمرار في استغاللية مشاريعها بصفة عامة.
األجهزة التي يمكن لها أن تقوم بدورها بإبالغ رئيس المقاولة بوجود صتتتعوبات نجد من قبيل ذلك مراقب
الحستتتتابات ،أو الشتتتتركاء ،أو مجلس اإلدارة ،أو الرقابة ،أو الجمعية العامة ،لكن شتتتتريطة أن يتم األخبار
داخل أجل 8أيام من اكتشاف هذه االختالالت أو الوقائع.
والتي من شأنها أن تؤدي لإلخالل بالسير العادي للمقاولة ،وهم بذلك يطالبون رئيس المقاولة بالتدخل من
أجل تصتتتحيح هذه االختالالت ،والمالحظ من الصتتتياغة العامة للمادة 547من القانون 17.73نجدها قد
أشارت إلى عدة أمور:
من جهة أخرى يطرح تساؤل أو إشكال استعمال المشرع في مقتضيات المادة 547من القانون 17.73
بعبارة الوقائع أو الصتتعوبات ،ال كنه لم يستتتعمل صتتيغة الفرد وغنما قال مصتتطلح الوقائع أو الصتتعوبات
بصيغة الجمع ،هذا األمر يوحي لنا بأن مراقب الحسابات أو الشركاء ال يمكن لهم التدخل لتصحيح واقعة
المقاولة ،إال في حالة وجود وقائع أو صعوبات من شأنها أن تهدد استمرارية المقاولة.
مع العلم أن هذا األمر في واقع الحال هو خالف لذلك ،ألن من شتتتتتتأن واقعة معينة أو صتتتتتتعوبة معينة أن
تهدد ب شكل فعلي و ضعية المقاولة وتجعلها أحيانا مختلة وغير قادرة على اال ستمرار في مزاولة ن شاطها،
لذلك كان حاليا على المشتتترع المغربي أال يذكر الوقائع والصتتتعوبات بصتتتيغة الجمع وإنما يكفي استتتتعمال
19
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
عبارة واقعة أو صتتتعوبة ،ألن عبارة وقائع أو صتتتعوبات تدل على أن مراقب الحستتتابات أو الشتتتركاء أو
رئيس المقاولة ال يمكن لهم التدخل إال حينما تكون هنالك صتتتتتعوبات عديدة ووقائع عديدة ،وأن من شتتتتتأن
وجود صعوبة معينة أو واقعة معينة تهدد استمرارية المقاولة فإن األمر قد ال يقتضي بالتدخل وهو األمر
الذي يكون بخالف ذلك ،ألن واقعة أو صعوبة معينة قد تهدد كيان المقاولة بكيفية نهائية.
في نظرنا أن هنالك وقائ ع وصتتتتتتتعوبات كثيرة وفي هذه الحالة عند تدخل مراقب الحستتتتتتتتابات ،أو أحد
الشركاء ،أو رئيس المقاولة لتسوية الوضع ،ومحاولة تذليل هذا والوضع وإصالح الصعوبات فأحيانا قد
يعجزون عن ذلك ألنهم يصطدمون بوقائع وصعوبات ال حصر لها وعسيرة ال يمكن تصليحها ألن األمر
قد يكون زاد عن حده وفات أوان الذي كان يتعين على هؤالء األشخاص التدخل لتقويم وضعية المقاولة.
فبالرجوع المادة 548من القانون 17.73نجد أنه منح للشتتريك الحق في إخبار رئيس المحكمة التجارية
التي يوجد بدائرة نفوذها المقر االجتماعي للشتتركة ،أو مجموعة ذات النفع االقتصتتادي ،والتي غالبا يجب
أن يكون لها غرض تجاري.
وهذه اإلمكانية التي منحت للشتتريك من أجل إخبار رئيس المحكمة التجارية بالصتتعوبات التي قد صتتادفها
بمناسبة االشراف على المقاولة ،مقرونة بشرط معين فهذا الشريك ال يمارس هذا الحق إال في حالة فشل
الجمعية العامة في الحد من هذه االختالالت التي تشتتتتتتتهدها المقاولة ،أو في حالة عدم تداولها بالمرة في
شأن تلك الوقائع ،وهذه المرحلة تعتبر بمثابة تمهيد لمسطرة الوقاية الخارجية.
ومن خالل استتتتتتتتقراء المادة 547من قانون 17.73نجدها أنها تفيد أن نظام الوقاية الداخلية ينحصتتتتتتتر
العمل به في الشتتركات التجارية التي يكون تعيين مراقب حستتابات فيها أمرا ضتتروريا وإلزاميا ،وبالتالي
الشتتتتتتتركات والمقاوالت الفردية التي ال يكون مراقب الحستتتتتتتابات إلزاميا أن يعين فيها ،تخرج عن نطاق
تطبيق ذلك ،بمعنى أن الشتتتتتتركات التي ال تتوفر على مراقب الحستتتتتتابات فهي تستتتتتتتثنى من نظام الوقاية
الداخلية.
األمر الذ ي يجعل المشرع المغربي يتسم بقصر النظر في تحديد المقاوالت المستفيدة من هذا النظام ،وهذا
في حد ذاته يعتبر تناقضتتتتا واضتتتتحا وصتتتتارخا على عنوان الكتاب الخامس عكس القانون الفرنستتتتي الذي
أخضع هذه المسطرة لجميع الشركات التجارية سواء المجموعة ذات النفع االقتصادي والمقاوالت الفردية
التجارية أو الحرفية والزراعية وذلك بموجب المادة 611من مدونة التجارة الفرنسية.
20
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
على مستوى الوقاية الخارجية
في حالة فشل المسطرة الداخلية من وضع حد لصعوبات واالختالالت التي من شأنها أن تؤدي إلى تهديد
المقاولة وعدم جعلها قادرة على االستتتمرارية في مزاولة نشتتاطها ،يتم اللجوء إلى إعمال مستتطرة الوقاية
الخارجية ،هذه المستتتتتطرة يتم افتتاحها كلما تبين لرئيس المحكمة من أي عقد أو أي اجراء آخر أن مقاولة
معينة أو مقاولة ما تعاني من صعوبات قانونية أو اقتصادية أو مالية أو اجتماعية ،دون أن تكون في حالة
توقف عن الدفع أو لها حاجيات ال يمكن تغطيتها بواستتتتتتتطة تمويل يناستتتتتتتب إمكانيات المقاولة وذلك طبقا
لمقتضيات المادة 549من القانون .17.73
فالمالحظ دائما من خالل هذه المادة أن المشتتتتتتترع قد حدد لنا مفهوم الصتتتتتتتعوبات أو نوعه أو طبيعة
الصتتعوبات ،ألن من قبل كان يقول صتتعوبات من شتتأنها أن تؤدي إلى وضتتع المقابل في شتتكل غير قابلة
لدفع أو صتتتتعوبات تعترض المقاولة من شتتتتأن هذه الصتتتتعوبات أن تجعل المقاولة غير قادرة على ستتتتداد
ديونها ،ومن تم قد تكون في وضعية مختلة بشكل ال رجعة فيه.
يالحظ أن المادة 549قد جاء فيها بأن الصتتتعوبات التي تنهض ستتتببا إلخضتتتاع المقاولة لمستتتطرة الوقاية
الخارجية تكون إما صتتتعوبات قانونية أو اقتصتتتادية أو مالية أو اجتماعية ،لكن هناك شتتترط آخر حتى يتم
إعمال مستتتتتطرة الوقاية الخارجية في مواجهة المقاولة التي تعترض هذه الصتتتتتعوبات ،البد أن تكون هذه
المقاولة ليست في حالة توقف عن الدفع.
التوقف عن الدفع هو أن المقاول ة تكون غير قادرة على سداد ديونها عند حلول أجل االستحقاق ،بمعنى أن
المقاولة لها ديون تأذيها باستتتتتمرار ،لكن أحيانا قد تكون وضتتتتعيتها المادية ال تستتتتمح لها بدفع هذه الديون
ألصتتتتتتتحابها فتتوقف عند أداء هذه الديون ،وتكون عاجزة ماديا عن الوفاء بالتزاماتها المادية في مواجهة
الدائنين ،ومن تم لم تعد لها القدرة على الوفاء بالتزاماتها وحتى مواصلة عملها واالستمرارية في اإلنتاج،
لذلك فالمقاولة التي تكون متوقفة عن الدفع تخضتتتع مستتتطرة المعالجة خاصتتتة القضتتتائية ،إما التستتتوية أو
التصفية القضائية وذلك حسب الوضعية في المقاولة.
في حين أن الصتتتتع وبات القانونية أو االقتصتتتتادية والمالية أو االجتماعية ،تكون بمثابة صتتتتعوبات بستتتتيطة
يمكن تجاوزها وحلها من خالل األعمال للوقاية الخارجية ،لذلك حتى يكون هناك مجال إلعمال الوقاية
الخارجية ،البد أال تكون المقاولة في حالة توقف عن الدفع.
يالحظ أن المشتتتتتتترع المغربي من خالل المادة 549من قانون 17.73وستتتتتتتع من دائرة تدخل رئيس
المحكمة التجارية التي يوجد بدائرة نفوذها المقر االجتماعي للمقاولة ،بحيث وسع من تدخل اختصاصات
21
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
رئيس المحكمة على مستتتتتتوى افتتاح مستتتتتطرة الوقاية الخارجية ،وهذا األمر نجده محمودا نوعا ما ،على
اعتبار أن الوقاية الخا رجية تتميز بمحاولة تذليل الصتتتتعوبات التي تعترض المقاولة ووضتتتتع حد لها تفاديا
لفتح مسطرة المعالجة في مواجهتها.
هذا النظام الوقائي يطبق على التجار األشتتخاص الذاتيين التي يمكن أن تعترضتتهم صتتعوبات أو وقائع من
شتتتتأنها أن تحول دون استتتتتمرارية نشتتتتاطهم ،بل أحيانا قد تصتتتتل بهم إلى التوقف عن الدفع وذلك بخالف
الشتتتركات التجارية التي تستتتتفيد من نظام الوقاية الداخلية ،وهذا األمر تبناه المشتتترع الفرنستتتي الذي تبنى
المقاوالت الفردية كيف ما كانت طبيعتها ،وذلك ستتتتتتتنة 1984وهو األمر الذي أدى إلى صتتتتتتتدور قانون
1988بفرنسا الذي مدد نظام الوقاية الخارجية إلى االستغالالت الفالحية ليخضعها لمسطرة المصالحة.
تنبغي اإلشتتتتتارة إلى أن الحاالت التي يمكن لرئيس المحكمة التجارية أن يمارس بعض االختصتتتتتاصتتتتتات
فالمادة 549تطرقت إلى كيفية افتتاح مسطرة الوقاية الخارجية ،بحيث أن رئيس المحكمة التجارية حينما
يبلغ إلى علمه أن هنالك صتتتتتت عوبات تواجه المقاولة ،وأن هذه الصتتتتتتعوبات ناتجة عن وقائع قد تأدي بهذه
المقاولة إلى التوقف عن الدفع ،أو أن مستتتتتطرة الوقاية الداخلية قد فشتتتتتلت ولم تنجح فيقوم رئيس المحكمة
التجارية في هذه الحال باستتتتتدعاء رئيس المقاولة قصتتتتد النظر في اإلجراءات الكفيلة بتصتتتتحيح وضتتتتعية
المقاولة.
فهذه اإلجراءات المتعلقة بإعمال آلية الوقاية الخارجية تتميز بالبستتتتتتتتاطة والمرونة ،لكونها غير تنازعية
والهدف منها هو تدليل الصعوبات التي قد تعترض المقاولة.
بالرجوع إلى المادة 552من القانون 17.73نجدها منحت لرئيس المحكمة التجارية الحق في االطالع
على كل الو ثائق والمستتتتتندات ذات الصتتتتلة بنشتتتتاط المقاولة ،وذلك في مواجهة جميع األجهزة واألطراف
التي تربطها عالقة بالمقاولة ،ألن الهدف األساسي من وراء ذلك هو اطالع رئيس المحكمة على الصورة
الواضحة والحقيقية للمقاولة حتى يتسنى له اتخاذ القرار المناسب.
فعلى مستتتوى مستتاطر أو إجر اءات إعمال الوقاية الخارجية فرئيس المحكمة بصتتفته الجهاز الرئيستتي في
إعمال هذه المستتطرة باعتباره المشتترف األول على آلية مستتطرة الوقاية الخارجية ،فيقوم فورا باستتتدعاء
رئيس المقاولة إلى مكتبه ،إما بصفة تلقائية أو بناء على طلب من رئيس المقاولة.
فرئيس المقاولة في هذه الحالة يتعين عليه أن يعرض أمام رئيس المحكمة ،نوعية الصتتتتتتتعوبات وطبيعتها
والتي من شأنها أن تخل باستمرارية استغالل المقاولة وأيضا يعرض الوسائل التي يراها مناسبة لمواجهة
هذه الصتتتعوبات ،كما يعمل رئيس المقاولة على تقديم توضتتتيحاته في هذا الموضتتتوع ،وأيضتتتا يعمل على
22
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
اقتر اح اإلجراءات الكفيلة بالمستتاهمة في تصتتحيح وضتتعية المقاولة ،ورئيس المحكمة في هذه الحالة يتخذ
ما يتبين له الزما لألمر.
بحيتتث يمكن لرئيس المحكمتتة أن يعمتتل إمتتا على تعيين وكيتتل ختتاص يعهتتد لتته بمهمتتة التتتدختتل لتخفيف
الصتتتتتتعوبات التي قد تعاني منها المقاولة كما يحق له أن يقوم بتعيين مصتتتتتتالح ليعمل على تستتتتتتهيل إبرام
االتفاقات مع الدائنين ،حسب كل دائن على حد ،وحسب طبيعة الدين والعقد المبرم مع المقاولة.
يقترح رئيس المقاولة الوكيل الخاص أو المصالح ،وإن وافق عليه رئيس المحكمة يعين هذا األخير ويحدد
أتعابه الالزمة لقيامه بمهامه ،بحيث يمنح أجل معين لفائدة رئيس المقاولة من أجل وضتتتتتتتع هذه األتعاب
بصتتندوق المحكمة ،وعدم القيام بإيداع المبلغ المالي الذي قدره رئيس المحكمة كأتعاب إما للوكيل الخاص
أو المصالح يؤدي إلى عدم سريان االجراء ومن تم يتم صرف النظر على هذا االجراء ،مع العلم أن هذه
اآللية تتسم بطابع السرية مند بدايتها إلى نهايتها.
المشتترع المغربي حدد المقاوالت التي تخضتتع لمستتطرة الوقاية الخارجية ،فباإلضتتافة للمقاوالت التجارية
التي تتخذ شتتتكل مقاوالت تجارية فردية أو حرفية ،تطبق مستتتطرة الوقاية الخارجية على جميع الشتتتركات
التجارية ،ستتواء شتتركات المستتاهمة ،أو التضتتامن ،أو شتتركة التوصتتية البستتيطة ،أو التوصتتية باألستتهم ،أو
الشتتركة ذات المستتؤولية المحدودة ،وأيضتتا تطبق حتى على شتتركات المحاصتتة إذا كان غرضتتها تجاريا،
باإلضافة إلى المجموعة ذات النفع االقتصادي التي يكون غرضها تجاريا كذلك.
وتبعا لذلك نجد أن المشتترع قد عمد على استتتبعاد الشتتركات المدنية والمجموعات ذات النفع االقتصتتادي،
ذات الطابع المدني والتعاونيات المدنية والزراعية وأيضتتتتتتا شتتتتتتركات المحاصتتتتتتة المدنية من الخضتتتتتتوع
لمسطرة الوقاية الخارجية ،ذلك خالفا على ما قام به المشرع الفرنسي.
وعليه فإن الشتتتتتتتركات التجارية األجنبية وكذا فروع والوكاالت التي توجد في المغرب وتمارس نشتتتتتتتاطا
تجاريا هي ملزمة بالتستتتجيل في الستتتجل التجاري ،لذلك بمفهوم المخالفة تخضتتتع هذه المقاوالت لمستتتاطر
صعوبات المقاولة ومن تم تخضع لمسطرة الوقاية الخارجية على الرغم من كون الدول األجنبية التابع لها
مقر الرئيستتتي للمقاولة التجارية ال تأخذ بنظام صتتتعوبات المقاولة ،فإن هذه الفروع المتواجدة في المغرب
تخضع لمساطر المعالجة ،لكن ما ينبغي اإلشارة إليه هو أن التقسيم الذي اعتمده بعض الفقه ،خاصة على
مستتتوى الصتتياغة حينما نذكر شتتركة تجارية ،أو مقاولة فردية ،أو حرفية ،فهذا التقستتيم لم يعد مقبوال في
فرنستتتتتتا ،بحيث نجد هناك فئة من التجار لهم نظام قانوني ينظمهم ،فإن األمر ال يستتتتتتتقيم في المغرب ألن
23
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
نشتتاط الحرفي نشتتاط تجاري بمقتضتتى الفقرة 5من المادة 6من مدونة التجارة ،لذلك كان على المشتترع
المغربي تفادي استعمال عبارة مقاولة تجارية.
عند تحقق الشتتتتتتتروط الالزمة إلعمال الوقاية الخارجية فالمشتتتتتتترع المغربي من خالل القانون الجديد رقم
17.73حدد آليات الوقاية الخارجية بحيث أنه منح لرئيس المحكمة التجارية التي يوجد بدائرة نفوذها
المقر االجتماعي للمقاولة التي تعاني من صتتتتتتعوبات ،قد تؤدي بها إلى التوقف عن الدفع ،منح المشتتتتتترع
المغربي لهذا الرئيس ستتتلطات و استتتعة على مستتتتوى مستتتطرة الوقاية الخارجية ،فإذا تبين لهذا الرئيس أن
الصتتتتتتعوبات التي تعاني منها المقاولة قابلة لتذليل وأنها قابلة للتقويم وقابلة لتصتتتتتتحيح بفضتتتتتتل تدخل أحد
األغيار الذي يكون بمقدوره تخفيف هذه الصتتتتتتعوبات ووضتتتتتتع حد لها ،فإنه يقوم إما بتعيين وكيل خاص
يعهد له بهذه المهمة ويحدد له أجل إلنجازها.
كما يمكن له أيضتا أن يأمر بتعيين مصتالح يحدد له أجل ممارستة هذه المهام ،مع العلم أن تعيين المصتالح
من طرف األغيار كان في إطار الكتاب الخامس من مدونة التجارة قبل تعديله ونستتتتخه بمقتضتتتتى القانون
رقم ،17.73كان تعيين المصتتتالح يتم على مستتتتوى مستتتطرة التصتتتفية الودية والتي كانت على مستتتتوى
الوقاية الخارجية ،وتفاديا للبس مع مستتتتتطرة التستتتتتوية القضتتتتتائية تم الحد من المستتتتتطرة الودية ،ويتم فتح
مسطرة التسوية القضائية بمقتضى حكم قضائي عكس مسطرة التسوية.
لتذلتك ينبغي الوقوف عنتد هتذه اآلليتات التي تمييز الوقتايتة الختارجيتة إال وهو الوكيتل الختاص وأيضتتتتتتتتا
المصالح.
الوكيل الخاص
المالحظ أن المشتترع تطرق إلى مستتألة تعيين الوكيل الخاص على مستتتوى الوقاية الخارجية ،وكذلك حدد
مدة إلنجاز مهامه فالمشتتترع المغربي كان واعيا بجستتتامة هذه المهمة وترك بذلك المجال مفتوحا للستتتلطة
التقديرية لرئيس الم حكمة ،فما دام أن رئيس المحكمة التجارية الحق في اختيار الشتتتتتخص المالئم حستتتتتب
نوعية الصتتتتتتتعوبات التي تعترض المقاولة ،وغالبا ما يكون وكيل خاص من رجال األعمال أو محامي أو
خبير حيستتتتتتتوبي ،ورئيس المحكمة هو الذي يحدد أجال إنجاز الوكيل الخاص لمهامه وال يوجد أي مانع
لتمديد هذه اآلجال بقرار من رئيس المحكمة ،هو الذي يأمر بذلك إذا اقتنع بضرورة هذا التمديد.
بالرجوع إلى القانون 17.73نجد أن المشتتتتترع المغربي قد عالت باختصتتتتتار الوكيل الخاص وقد حدد له
مادة واحدة وفريدة ،أال وهي المادة 550فالوكيل الخاص ال يتم تعيينه من طرف رئيس المحكمة التي
يوجد في دائرة نفوذها المقر االجتماعي للمقاولة التي تعاني من الصتتتعوبات ،والتي تكون صتتتعوبات غير
24
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
مؤدية بالمقاولة إلى التوقف عن الدفع ،فهذا التعيين الذي يقوم به رئيس المحكمة التجارية للوكيل الخاص
ال يتم إال إذا تبين أن الصعوبات التي تعترض المقاولة قابلة لإلصالح وقابلة للتذليل ،وذلك شريطة أن يتم
ذلك بفعل تدخل أحد االغيار ،أي أحد األشتتتخاص األجانب على المقاولة والذي يكون بمقدوره تخفيف هذه
الصتتتتعوبات أو االعتراضتتتتات المحتملة ،ستتتتواء كانت اجتماعية أو كانت بين الشتتتتركاء أو كانت خاصتتتتة
بالمتعامل المعتادين مع المقاولة ،وأيضتتا جميع الصتتعوبات التي من شتتأنها أن تخل باستتتمرارية استتتغالل
المقاولة وأدائها لمهامها ،فرئيس المحكمة عندما يعين الوكيل الخاص يحدد له المهام بمعنى أنه يرستتتتتتم له
إطارا معينا يقوم فيه بمزاولة مهامه ،وال يتعين عليه أن يتجاوز تلك الحدود المرستتتتتتتومة أو هذا اإلطار،
ويحدد له بذلك أجل ليزاول هذه المهام.
في حالة عدم نجاح الوكيل الخاص في المهام التي أوكلها له رئيس المحكمة التجارية فيقوم بإنجاز تقرير
ويرفعه إلى رئيس المحكمة ويبين األستتتتتتتباب التي حالت دون قيامه بتلك المهام فإذا تبين لرئيس المحكمة
من خالل ذلك التقرير الذي قدمه له الوكيل الخاص ،أن نجاح المهمة التي كان قد كلف بها ،هو رهين إما
بتمديد أجل إنجازها أو استتتتتتتبدال الوكيل فإن رئيس المحكمة يقوم بتمديد هذه اآلجال ،كما يحق له أيضتتتتتتا
استبدال الوكيل الخاص حسب الحالة ،وذلك بعد موافقة رئيس المقاولة.
بالقراءة المتمعنة للمادة 550من قانون 17.73نجد أن المشتترع المغربي قد حدد اإلطار الخاص للوكيل
الخاص ،ودائما يكون من االغيار ،وحدد نطاق تدخله بهدف مستتتاعدة المقاولة على تخفيف االعتراضتتتات
التي قد تعانيها.
فالمشتتترع وإن وستتتع من ستتتلطات رئيس المحكمة خالل مستتتطرة الوقاية الخارجية لكنه عمل على تقييدها
نوعا ما فيم ا يتعلق بتعيين الوكيل الخاص وفيما يتعلق باستتتتبدال هذا األخير ،واألستتتاس من وراء ذلك هو
عدم منح صتتتتالحيات واستتتتعة لرئيس المحكمة التجارية ،هنا يتضتتتتح لنا النظرة الثاقبة للمشتتتترع التي كان
يسعى من ورائها إلى ضمان استمرارية المقاولة بكيفية خاصة.
المصالحة
تعتبر المصتتتالحة من المستتتتجدات التي جاء بها القانون رقم 17.73المتعلق بمستتتاطر معالجة صتتتعوبات
المقاولة ،ذلك أنه باإلمعان بمقتضتتتتتتتيات هذا القانون نجد أن المشتتتتتتترع المغربي حاول أن يكون أكثر دقة
ووضتتتوحا في التدقيق في المصتتتطلحات وأيضتتتا على مستتتتوى صتتتياغة مواد هذا القانون ،حيث نجده من
خالل المادة 551من نفس القانون قد تطرق إلى عملية المصتتتالحة ،لكن ذلك ال يعدو ستتتوى أن المشتتترع
المغربي قام باستتتتتتبدال مصتتتتتطلح لالتستتتتتوية الوديةل بعبارة لالمصتتتتتالحةل وذلك تفاديا للخلط بينهما وبين
مستتطرة التستتوية القضتتائية ،بحيث أن األولى هي كانت في ظل القانون القديم تكون على مستتتوى الوقاية
25
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
الخارجية في حين أن م سطرة الت سوية الق ضائية فهي تكون على م ستوى الق ضاء أي على م ستوى افتتاح
مسطرة المعالجة ضد المقاولة المتوقفة عن الدفع ،وذلك بناء على حكم قضائي.
وإعمال هذه االلية أو اللجوء إلى آلية المصالحة يتم شريطة أال تكون المقاولة متوقفة عن دفع ديونها ،وأن
الصتتتتتعوبات التي تعترض هذه المقاولة يمكن تذليلها عن طريق المصتتتتتالحة ،بمفهوم المخالفة أن المقاولة
التي تكون في حالة توقف عن الدفع أنها تعاني من اختالالت تؤدي بها إلى عدم قدرتها على ستتتداد ديونها
وأيضتتتتتتتتا عدم الوفاء بالتزاماتها ومن تم تكون مختلة بشتتتتتتتكل ال رجعة فيه ،ألن هذه المقاولة ال يمكن
إخضتتاعها آللية المصتتالحة وإنما تكون بطبيعة الحال خاضتتعة إما لمستتطرة التستتوية القضتتائية أو مستتطرة
التصفية القضائية بناء على افتتاح مساطر المعالجة بمقتضى حكم قضائي.
فالقانون الجديد المتعلق بمستتتتتتتتاطر معالجة صتتتتتتتعوبة المقاولة عمل على تعويض آلية التستتتتتتتوية الودية
بالمصتتالحة وحدد لنا كيفية افتتاح هذه المستتطرة ،وفي هذه الحالة أن رئيس المحكمة هو الذي يقوم بتعيين
المصالح ليشرف على مسطرة المصالحة خالل مدة ال تتجاوز 3أشهر قابلة لتمديد مرة واحدة ،أي ثالثة
أشتتتهر أخرى ،لكن بناء على طلب من المصتتتالح نفستتته ،في حين أنه في القانون الستتتابق كان يستتتمح فقط
بالتمديد لمهمة المصالح لشهر واحد.
وفي ظل القانون الجديد صتتتتتتتعوبات المقاولة نجد أن المصتتتتتتتالح أوكلت له مجموعة من المهام ،وأيضتتتتتتتا
المشرع رتب عدة أثار على إعمال آلية المصالحة ،بل أنه تطلب أيضا شروطا من أجل إعمال هذه اآللية.
شروط إعمال آلية المصالحة
المشتترع المغربي من خالل القانون 17.73نجده قد حدد بمقتضتتى المادة 551من هذا القانون الشتتروط
التي يتعين توافرها افتتاح مسطرة المصالحة.
أال تكون المقاولة الخاضعة لمسطرة المصالحة متوقفة عن دفع ديونها لكن تعاني من صعوبات
اقتصتتادية أو مالية أو ل ها حاجيات ال يمكن تغطيتها بواستتطة تمويل مناستتب أو غير قادرة على
تغطية حاجياتها بواسطة تمويل يناسب إمكانياتها.
أن يقوم رئيس المقتتاولتتة بتقتتديم طلتتب وأن يتقتتدم بتته لرئيس المحكمتتة التجتتاريتتة وأن يوثق هتتذا
الطلب بعرض منفصتتتتتل حول الوضتتتتتعية المالية واالقتصتتتتتادية واالجتماعية ،ويبرز خالل هذا
الطلب الحاجيات التمويلية التي تحتاجها المقاولة لتجاوز هذه الوضتتتتتتتعية وهذه المحنة ،ويرفق
هذا الطلب ويبين فيه الوسائل أو االقتراحات التي يراها مناسبة لتجاوز هذه الوضعية.
26
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
اقتناع رئيس المحكمة بوضتتتعية المقاولة وجدية الصتتتعوبات التي تواجهها ،وأيضتتتا بمدى جدية
الوسائل التي قدمها رئيس المقاولة قصد فتح مسطرة المصالحة.
فإنه أنداك يقوم بالموافقة على الطلب وتعيين المصتتتتالح ويحدد له أجال طبقا لمقتضتتتتيات المادة 551حتى
يتسنى له ممارسة مهامه.
تعيين المصالح
بالرجوع لمقتضتتتتتيات المادة 553من القانون 17.73المتعلق بمستتتتتاطر صتتتتتعوبات المقاولة ،نجدها قد
خولت لرئيس المحكمة التجارية إمكانية وصالحية تعيين المصالح حتى يتسنى له اإلشراف على مسطرة
المصتتتتالحة ،وحدد المشتتتترع بمقتضتتتتى هذه المادة اآلجال التي يمكن للمصتتتتالح أن يمارس فيها مهامه مع
إمكانية تمديدها لمرة واحدة.
بحيث أنه بالرجوع للمادة 553نجد أنها قد حددت األجل ثالثة أشتتهر قابل للتمديد مرة واحدة ،فالمصتتالح
له ثالثة أشتتتهر من أجل إنجاح مستتتطرة المصتتتالحة والعمل على تذليل الصتتتعوبات التي تعترض المقاولة،
فإن فشتتتل في ذلك بناء على تقرير يرفعه إلى رئيس المحكمة وبعد استتتتشتتتارة رئيس المقاولة يمنحه رئيس
المحكمة أجال إضافيا شريطة أال يتجاوز ثالثة أشهر ،عوض ما كان معموال به في القانون القديم.
فالعلة من وراء اعتماد ثالثة أشتتتتهر قابلة للتمديد مرة واحدة كمدة لقيام المصتتتتالح بمهامه هي الحفاظ على
حقوق الدائنين ،إذ على المشتتتترع المغربي كان هاجس حماية الدائنين حاضتتتترا بقوة على مستتتتتوى تعديل
القانون المتعلق بمستتاطر صتتعوبة المقاولة ،والحال أ ،المستتطرة ليستتت تنازعية ال ستتيما وأن المصتتالح قد
يعمد إلى استتتتتصتتتتدار أمر من رئيس المحكمة التجارية بناء على المادة 555يرمي إلى وقف المتابعات
الفردية ضد المدين ،باإلضافة إلى أن أمر تعيين المصالح ال يرتبط بمسطرة قضائية ومن تم فهو ال يقبل
الطعن.
لكن باستقراء مقتضيات المادة 555من مدونة التجارة نجدها أنها تتضمن مساسا خطيرا بحقوق الدائنين،
خاصتة على مستتوى وقف المتابعات الفردية ،وذلك في إطار الصتالحيات التي منحها المشترع للمصتالح،
لذلك كان على المشتتترع أن يعمل على تقليل ستتتلطة المحكمة فيما يتعلق بصتتتفة وشتتتخص المصتتتالح األمر
الذي تنبه له من خالل المادة L611.13من مدونة التجارة الفرنستتتتية والتي منعت على كل شتتتتخص تلقى
خالل 24شهر السابق على تعيينه بأي سبب كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أجرا أو مكافأة من أحد
الدائنين أن يكون مصالحا.
27
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
بم عنى أن المشتتتتترع الفرنستتتتتي منع أي شتتتتتخص تعامل مع أحد الدائنين وكانت هناك معامالت مادية فيما
بينهم ،وكان هذا التعامل خالل ستتتنتين قبل تعيين المصتتتالح على أحد هذه األشتتتخاص أن يكون مصتتتالحا،
والعلة من ذلك هو التزام الحياد والرغبة في حماية حقوق الدائنين حتى ال تكون حقوقهم عرضة لضياع.
مهام المصالح
المشتترع حينما منح كامل الصتتالحية لرئيس المحكمة فيما يتعلق باختيار وتعيين المصتتالح فهذه الصتتالحية
تطرح لتا سؤال عريضا ما مدى أحقية رئيس المقاولة في تجريح المصالح ،المشرع المغربي سكت على
هذه االمكانية ،وهو األمر الذي عالجه الفقه الفرنستتتتتتي بحيث أن هناك غالبية الفقه الفرنستتتتتتي ،ذهبت إلى
اعتبار أن رئيس المقاولة بإمكانه تجريح المصالح خصوصا إذا كانت بينه وبين رئيس المقاولة عداوة من
شتتتأنها أن تأزم وضتتتعية المقاولة ،فهذا الرأي هو رأي ستتتليم فكيف يعقل أن يقوم رئيس المحكمة التجارية
بأن ينيط مهمة المصتتتتتتتتالح إلى شتتتتتتتخص ال تجمعه عالقة طيبة مع رئيس المقاولة ،ومن تم فمن البديهي
والطبيعي أن هذا المصالح لن يعمل على تقويم وضعية المقاولة وإنها سيعمل على زيادة صعوباتها ،لذلك
فالفقه الفرنسي كان صائب حينما منح لرئيس المقاولة إمكانية تجريح المصالح الذي يعينه رئيس المقاولة.
بالم قابل المصتتتتالح حينما يعينه رئيس المحكمة فإنه بذلك يكون قد حدد مهام قصتتتتد القيام بها ،فالمهام التي
يعهد بها إلى المصتتتالح بمقتضتتتى القانون 17.73من أجل ممارستتتتها على مستتتتوى مستتتطرة المصتتتالحة،
تتجلى باألستتتتتتتاس في قيامه بالعمل على تذليل الصتتتتتتتعوبات المالية واالقتصتتتتتتتادية التي تعترض المقاولة
الخاضعة لمسطرة المصالحة.
ذلك من خالل العمل على إبرام االتفاق مع الدائنين ،مع اإلشتتتارة في حالة إبرام هذا االتفاق إلى ضتتترورة
والزامية إشتتعار الدائنين غير المشتتمولين باتفاق المصتتالحة المعنيين وأيضتتا اآلجال الجديدة ،مع ضتترورة
اإلشتتتتتتتارة في هذا االتفاق الودي إلى اآلثار المترتبة على هذا االتفاق ،ستتتتتتتواء فيما يتعلق بوقف الدعاوى
القضتتائية التي يقيمها الدائنون النشتتأة بينهم قبل صتتدور األمر عن رئيس المحكمة التجارية ،والمحددة لمدة
الوقف المؤقت إلجراءات أو فيما يتعلق بمنح مستتتتتتاهمات جديدة لخزينة المقاولة ،ستتتتتتواء كانت ستتتتتتلفا أو
خدم ات ذلك ألجل متابعة نشاطها من أجل استيفاء قيمتها باألفضلية على كل الديون األخرى.
من جهة أخرى يستتتتتتفيد الكفالء بدورهم ستتتتتواء كانوا متضتتتتتامنين أم ال ،والذين يكفلون الدين من طرفهم
فالبد أن يشتتتتتتتملهم هذا االتفاق والوقف المؤقت لدعاوى واإلجراءات ،على أنه في حالة عدم تنفيذ هذه
االلتزامات الناجمة عن االتفاق يقوم رئيس المحكمة بمقتضتتتتتتتى أمر غير قابل للطعن كيفما كان نوعه
بمعاينة فستتتتتتتخ هذا االتفاق وستتتتتتتقوط كل آجال األداء الممنوحة ،على أن يقوم بعد ذلك بإحالة الملف على
28
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
المحكمة التجارية المختصتتتتة ألجل الحكم إما بافتتاح مستتتتطرة التستتتتوية القضتتتتائية أو مستتتتطرة التصتتتتفية
القضائية.
من جهة أخرى فإن عدم تنفيذ االلتزامات الناجمة عن اتفاق الودي ،الذي يبرمه المصالح مع الدائنين يقوم
رئيس المحكمة بمقتضى أمر غير قابل للطعن بمعاينة فسخ هذا االتفاق و سقوط كل أجال األداء الممنوحة
على أن يقوم بعد ذلك بإحالة الملف إلى المحكمة التجارية المختصتتتتتة من أجل فتح مستتتتتطرة التستتتتتوية أو
التصفية القضائية ،فالمالحظ أن الصالحيات الممنوحة للمصالح تضل صالحيات خطيرة ،بحيث قد يعمد
المصتتتتتتالح على التأثير على الدائنين الرئيستتتتتتين وقد يقصتتتتتتي الدائنين االخرين من عملية االتفاق الودي،
باإلضتتتتافة إلى أن المصتتتتالح رغم المهام التي كلفه بها المشتتتترع بمقتضتتتتى القانون 17.73فإنه يظل هذا
المعطى بين قو سين فال صالحيات التي تعطى للم صالح تظل خطيرة ألنه دائما يكون م شهرا ل سالح وقف
المتابعات الفردية ،التي يقيمها الدائنون في مواجهة المقاولة ،بحيث قد يتم وقف اآلجال تبعا لذلك تحت
طا ئلة ستتقوط الحقوق وفستتخها ما عدا الديون الناجمة عن عقود الشتتغل ،وهذه األخير قد استتتثناها المشتترع
المغربي.
لذلك فالمصتتتالح يقوم بإبرام اتفاقية المصتتتالحة مع الدائنين دون بعضتتتهم وهذا األمر يمنح لرئيس المحكمة
الصتتتتالحية في المصتتتتادقة عليه من عدمه طبقا لمقتضتتتتيات المادة 656من القانون الجديد ،بحيث أنه في
حالة الموافقة مع الدائنين الرئيستتتتتين يمنح األجل للمدين قصتتتتتد األداء في حين أن الديون التي لم يشتتتتتملها
االتفاق فرئيس الحكمة يعلن عن إخبار الدائنين الغير مشمولين بهذا االتفاق والمعنيين باآلجال الجديدة.
رغم ذلك فالمصتتتتتالح تنتهي مهمته بإبرام اتفاق المصتتتتتالحة ،وهذا االتفاق يتم تحريره في محرر رستتتتتمي
ويوقعه المدين والدائنين الذين قبلوه ،ويقوم أنداك بإيداعه لذل كتابة الضتتتتتتتبط لدى المحكمة التجارية التي
يوجد بدائرة نفوذها المقر االجتماعي للمقاولة.
آثار المصالحة
رتب المشتتتترع المغربي من خالل القانون 17.73عدة آثار على إعمال مستتتتطرة المصتتتتالحة ،بحيث أن
المصتتتتتتتالح قد ينهي مهامه من خالل الوصتتتتتتتول إلى االتفاق مع الدائنين ،بحيث يعمل في هذه الحالة على
إبرام اتفاق المصالحة ،والذي يصادق عليه رئيس المحكمة ،وهذا االتفاق يلزم المدين بتنفيذه.
وذلك طبقا للشتتتروط التي جاءت في هذا االتفاق ،على ستتتبيل المثال تعيين مراقب التستتتيير ضتتتمانا للستتتير
الستتتتتليم والجدي للمقاولة ،فالمقاولة يجب عليها االستتتتتتجابة لهذا الشتتتتترط ،بمعنى أن كل ما جاء في اتفاق
29
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثانية
المصتتالحة وصتتادق عليه رئيس المحكمة بعد ما رفع إليه المصتتالح هذا االتفاق في محرر رستتمي يصتتبح
ملزما للمقاولة.
لكن ع دم تنفيذ المدين التفاق المصتتتتالحة فإنه يترتب عن ذلك تحميلها المستتتتؤولية العقدية ،وفي هذه الحالة
يحق لرئيس المحكمة التجارية أن يطلب فستتتتتتتخ االتفاق مع إقرار ستتتتتتتقوط اآلجال لفائدة الدائنين الموقعين
على االتفاق وأيضا أولئك المحددين من طرف رئيس المحكمة التجارية طبقا لمقت ضيات المادتين 559و
556من القانون .73.17
بحيث يبقى لرئيس المحكمة التجارية هو الجهة المختصتتتتتتتتة للبت في طلب الفستتتتتتتخ خالف ما كان عل يه
القانون القديم الذي كان يستتند هذا االختصتتاص للمحكمة التجارية ،أي لمحكمة الموضتتوع وليس لرئيستتها،
مع العلم أن عدم تنفيذ اتفاق الصتتلح من طرف المدين يؤدي إلى المرور مباشتترة إلى مستتطرة التستتوية أو
التصفية القضائية وذلك عكس ما كان معموال به في القانون القديم.
على الرغم من الطابع االختياري التي تتميز به مسطرة المصالحة فالمشرع المغربي منح للمصالح نوعا
من االجبتتار في مواجهتتة التتدائنين ،فينبغي التتذكر إلى أن التتدائنين التتذين يشتتتتتتتتاركون في االتفتتاق المتعلق
بالمصتتتتتالحة ،المشتتتتترع المغربي عمل بمقتضتتتتتى القانون 73.17على تحفيزهم من خالل منحهم لامتياز
المصتتالحةل يستتتفيد منه الدائنون الذين أبرموا اتفاق المصتتالحة مع المقاولة ،وذلك فيما يتعلق بالمستتاهمات
المالية التي يقدمونها من أجل تغدية خزينتها بما يضتتتتمن استتتتتمرار المقاولة في استتتتتغالل نشتتتتاطها وعدم
توقفها عن الدفع ،إذ يستتتتتتوفون ديونهم باألفضتتتتتلية قبل األخرى ،وذلك طبقا لمقتضتتتتتيات المادة 558من
مدونة التجارة ،األمر الذي نهجه أيضا مع المشرع المغربي مع الدائنين الذين يقدمون سلعا للمقاولمن
30
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
من خالل هذه المحاضرة سنتطرق إلى دراسة مسطرة اإلنقاذ ،باعتبارها من أهم المستجدات التي جاء بها
المشرع المغربي على مستوى القانون 17.73المتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة ،والقاضي بنسخ
وتعديل الكتاب الخامس من مدونة التجارة.
بحيث سنركز على مفهوم مسطرة اإلنقاذ واأله داف التشريعية التي دفعت بالمشرع المغربي إلى إقرار هذه
المسطرة ،ثم إلى الشروط المتطلبة الفتتاح مسطرة اإلنقاذ في مواجهة المقاولة التي تعترضها صعوبات،
وأيضا اآلثار المترتبة عن اعمال مسطرة اإلنقاذ ،على اعتبار أن هذه األخيرة من أهم اآلليات التي يراهن
المشرع الم غربي على نجاحها ،وعلى مساهمتها في تسوية وضعية المقاوالت وإنقاذها ومن تم عدم افتتاح
مساطر المعالجة في مواجهتها.
مسطرة اإلنقاذ
كما هو معلوم أن المشرع المغربي نتيجتا لوعيه الكبير والمتزايد بأهمية المقاوالت وما تلعبه من دور أساسي
في تحقيق النماء االقتصادي وترس يخ وتبات االستقرار االجتماعي ،ولما له من أهمية قصوى في ضمان
استمرارية المقاولة في مزاولة المقاولة لنشاطها ،والحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها ،عمل المشرع
المغربي على تجاوز الثغرات القانونية التي أفرزتها الممارسة العملية لمقتضيات الكتاب الخامس من مدونة
التجارة المتعلق بنظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة.
لهذا األساس عمل المشرع المغربي على تعديل هذا الكتاب بمقتضى القانون 17.73والذي عمل من خالله
على إدخال مجموعة من التعديالت والمستجدات ،وذلك بهدف الحفاظ على المقاولة وعلى الثوابت
االقتصادية والحفاظ أيضا على مناصب الشغل المتواجدة داخل المقاولة وحماية الدائنين.
وفي هذا اإلطار عمل المشرع المغربي على إقرار مسطرة اإلنقاذ ،كآلية قانونية حديثة وإجراء وقائي يهدف
باألساس إلى تفادي وقوع المقاولة في التوقف عن الدفع ،وذلك من أجل مساعدتها على ضمان تسديد ديونها.
لعل ما يمي ز مسطرة اإلنقاذ مسطرة اإلنقاذ ،أنها مسطرة إرادية واختيارية ،رئيس المقاولة يمكنه أن يلجئ
إلى هذه اآللية أم يتغاضى عن اللجوء إليها ،ومسطرة اإلنقاذ تهدف باألساس إلى المعالجة االستباقية للمقاولة
وإلى التشخيص الذاتي للمقاولة ،وإلى الرصد المبكر للصعوبات لمكامن الخلل وما من شأنه أن يؤدي بها
إلى التوقف عن دفع ديونها ،بحيث تفتح مسطرة اإلنقاذ بطلب من المقاولة التي تعاني من صعوبات ليس
بمقدورها أن تتجاوزها ،ومن شأن ذلك أن يؤدي بها في القريب العاجل إلى التوقف عن دفع ديونها.
31
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
بحيث تفتح مسطرة اإلنقاذ بطلب من المقاولة التي تعاني من صعوبات ليس بمقدورها أن تتجاوزها ،ومن
شأن ذلك أن يؤدي بها في القريب العاجل إلى التوقف عن دفع ديونها ،وذلك دون غل يد رئيس المقاولة في
تسيير وتدبير شؤون المقاولة ،إذا كان المشرع الفرنسي قد تطور وتقدم بشكل كبير في مجال الوقاية من
الصعوبات ،بحيث أنه انتقل من القانون الصادر سنة 1985المتعلق بمعالجة مساطر صعوبات المقاولة
والذي عدل بموجب القانون الصادر سنة ، 1994لكنه عمل على تعديل هذا القانون بمقتضى القانون 26
يوليوز .2005
هذا األخير الذي صدر بشأنه مرسوم تطبيقي سنة 2005بتاريخ 29دجنبر ،الذي جاء مسطرة جديدة في
القانون الفرنسي أال وهي مسطرة اإلنقاذ ،هذه المسطرة تتضمن تعيين الوكيل الخاص إلى جانب مسطرة
المصالحة ،لكن هذا التعديل لم يدخل حيز التنفيذ إلى سنة ، 2006المساطر التي تم فتحها من تاريخ صدور
القانون إلى غاية خروجه حيز التنفيذ ،تبقى خاضعة للقانون القديم ،بمعنى أن المساطر التي فتحت في فرنسا
قبل 2006تظل خاضعة للقانون القديم ،لكن ما بعد 2006تصبح المقاوالت خاضعة للقانون الجديد ،وذلك
استحضارا للجانب الوقائي للمقاولة.
بعد ذلك أتى ما يسمى بقانون عترة االقتصاد وذلك من أجل تقوية أطراف المسطرة بهدف ضمان نجاعتها
ونجاحها ،في هذا اإلطار سنة 2014جاءت توصية تنص على أن مسطرة اإلنقاذ أسس عليها المقاوالت
الكبرى ،التي تكون منخرطة في اتفاق المصالحة ،وذلك من أجل ضمان الحقوق لدائنيها من خطر الصعوبات
التي قد تطالها ،بهدف تجاوزها مستقبال.
لكن بالرجوع إلى الوضعية المزرية الذي يعي شها المشرع المغربي نتيجة للعديد من الثغرات التي رصدت
على المستوى الممارسة العملية والواقعية والفعالية لمقتضيات الكتاب الخامس ،وأيضا نظرا لقدم هذا القانون
الذي لم يطله التعديل مند 1996فقد عمل المشرع المغربي على إقرار مسطرة اإلنقاذ ،بهدف الكشف المبكر
على ال صعوبات ومحاولة مساعدة المقاولة على تجاوز محنتها والصعوبات التي تعترضها بهدف تسديد
ديونها وأيضا بهدف الحفاظ على مناصب الشغل التي توجد بها.
مسطرة اإلنقاذ تكتسي أهمية بالغة لما في ذلك من ضمان نجاح إنقاذ المقاولة وخاصة وأن هذه المسطرة
تتسم بطابع البساطة والمرونة.
وعليه مسطرة اإلنقاذ حدد لها المشرع شروط وحدد لها أهداف وحدد لها آثار مستقبلية ،يمكن القول أن
مسطرة اإلنقاذ هي مسطرة مخففة لتسوية القضائية ،خاصتا وأن المركز القانوني لرئيس المقاولة خالل هذه
المسطرة يكون أقوى وأقل تهديدا من ما هو عليه ،في إطار مسطرة التسوية القضائية.
32
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
فإنقاذ المقاولة يعتبر الميكانيزم المتماسك للوقاية يتم استعماله إذا كانت تمر بوضعية صعبة ،لكنها لم تصل
بعد مرحلة التوقف عن الدفع ،كما أن مسطرة الوقاية لم تجد معها أية نتيجة ،وبالتالي تجد هذه المساطر
مكانها بالجمع بين مساطر الوقاية و مساطر المعالجة.
تأسيسا على ما سبق يمكن القول بأن المشرع المغربي من خالل القانون 17.73نجده اقتبس التجربة الفرنسية
على مستوى مسطرة اإلنقاذ ،ذلك أن المشرع الفرنسي حينما أقر هذه المسطرة بموجب التعديل الذي قام به
سنة 2005المشرع المغربي بدوره خالل القانون الحديث 17.73نجده أيضا قد عمل على إقرار مسطرة
اإلنقاذ إلى جانب مسطرة المصالحة.
المشرع المغربي تنبه لهذا المعطى بهدف الكشف المبكر والرصد المبكر للصعوبات التي قد تعترض المقاولة
بمناسبة مزاولة نشاطها ،وذلك قصد التدخل في الوقت المناسب من أجل إنجاح عملية اإلنقاذ ،وتذليل
الص عوبات والعمل على تجاوزها ،وذلك بعدما كان في إطار النظام السابق أنه يتم التضحية بالدائنين
واألجراء على حساب المقاولة.
بالرجوع إلى مقتضيات المادة 560من القانون 17.73نجد أن مسطرة اإلنقاذ هدفها األساسي هو مساعدة
المقاولة على تجاوز الصعوبات التي تعترضها وتم الرغبة في الحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها
وتسديد خصومها.
لكن هناك شرط أساسي وهو إعمال مسطرة اإلنقاذ رهين بأن ال تكون المقاولة في حالة توقف عن الدفع،
ألن التوقف عن الدفع يؤدي إلى افتتاح مساطر المعالجة بناء على حكم قضائي إما مسطرة التسوية القضائية
أو ال تصفية القضائية ،ذلك أن رئيس المقاولة يقدم مشروعا بإخضاع المقاولة لمسطرة اإلنقاذ وأن يرفق هذا
الطلب بمشروع يبين فيه مخططا لإلنقاذ ،وهو ما يسمى بمخطط اإلنقاذ ،يحدد اآلليات والوسائل وطرق
التمويل المبادرات كل السبل الكفيلة بإنقاذ المقاولة.
يالحظ أن المشرع المغ ربي اهتم كثيرا بمسطرة اإلنقاذ وذلك لما لها من مميزات وفعالية في إنقاذ المقاولة،
بالرجوع إلى مقتضيات القانون 17.73نجد أن المشرع قد حدد لهذه المسطرة 15مادة ابتداء من المادة
560إلى غاية 574هذا ينم على أن المشرع المغربي يراهن كثيرا على مسطرة اإلنقاذ من أجل مساعدة
المقاولة على تجاوز الصعوبات ،بحيث إن كانت األهداف األساسية من وراء إقرار هذه المسطرة تتمثل
باألساس في إنقاذ المقاولة ومساعدتها على تجاوز الصعوبات من خالل الرصد المبكر والكشف المبكر لهذه
الصعوبات وأيضا للعراقيل ومكامن الخطر التي قد تهدد المقاولة وتعصف بها.
33
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
نجده أيضا حدد الشروط الالزمة الفتتاح هذه المسطرة كما حدد إجراءات المسطرة وأيضا سلطات رئيس
المقاولة والسنديك على مستوى مسطرة اإلنقاذ انطالقا منذ افتتاح مسطرة اإلنقاذ إلى غاية إعداد الحل واختيار
الحل المناسب ،على أن المشرع المغربي بدوره قد رتب مجموعة من اآلثار على مستوى اللجوء إلى مسطرة
اإلنقاذ.
هذه المسطرة ترتب آثار قانونية في مواجهة المقاولة والمتعاملين معها ،لذا سوف نتطرق إلى الهدف من
وراء إقرار مسطرة اإلنقاذ ثم الشروط التي تطلبها المشرع من أجل مباشرة هذه المسطرة ،وأيضا مسطرة
اإلنقاذ كيف تتم من الناحية العملية ،باإلضافة إلى اآلثار المترتبة على إعمال هذه المسطرة.
أهداف مسطرة اإلنقاذ
باستقراء المادة 560من القانون الجديد 17.73نجدها قد اختزلت أهداف مسطرة اإلنقاذ في ثالثة أمور
أساسية ،فهذه المادة تعكس لنا األهداف التي يتوخاها المشرع المغربي من وراء إقرار مسطرة اإلنقاذ ،فهذه
المسطرة حسب مضمون المادة سالفة الذكر تهدف إلى تمكين المقاولة من تجاوز صعوباتها ،وذلك من أجل
ضمان استمرارية نشاطها ،والحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة بها وتسديد خصومها.
تمكين المقاولة من تجاوز صعوباتها :مسطرة اإلنقاذ تقوم باألساس ،على الكشف المبكر لهذه
الصعوبات ،الرصد المبكر لالختالالت سواء القانونية ،أو االقتصادية ،أو االجتماعية داخل المقاولة،
أنها تساهم في الكشف عن المشاكل التي قد تؤدي بالمقاولة إلى اإلصطدام بصعوبات تجعلها في نهاية
المطاف غير قادرة على تجاوزها ومن تم تكون عرضة الفتتاح مساطر المعالجة ،إما التسوية القضائية
أو الخضوع للتصفية القضائية.
الرغبة في الحفاظ على استمرارية داخل النسيج االقتصادي الوطني :بمعنى أن المقاولة تهدف إلى
ضمان بقائها مزا ولتها لنشاطها ،ألن استمرار المقاولة داخل النسيج االقتصادي واستمرار المقاولة في
اإلنتاج وفي مزاولة األنشطة ،من شأنه أن يؤدي بشكل مباشر إلى الحفاظ على مناصب الشغل ،بالمقاولة
إن توقفت عن أداء نشاطها وتم اغالقها فال محالة ستكون النتيجة تسريح العمال ،ومن تم غالبية العمال
سيفقدون مناصب الشغل التي كانوا يتوفرون عليها ،وهو ما يؤدي إلى البطالة وهذه األخيرة لها انعكاسات
اجتماعية على أنفسهم وعائالتهم بكيفية شخصية.
تسديد الخصوم :أثبتت التجربة العملية والواقعية سواء من خالل الملفات التي كانت رائجة أمام
المحاكم وال تي الزالت رائجة على مستوى محاكم التجارية والمتعلقة بمساطر معالجة صعوبات المقاولة،
34
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
أن غالبية المقاوالت التي خضعت لمسطرة المعالجة ،أو التي صدرت بشأنها أحكام من أجل اخضاعها
لمسطرة التسوية القضائية ،كلها كانت عاجزة عن أداء ديونها ،فغالبية المقاوالت التي كانت عرضة
لمساطر المعالجة كانت عاجزة عن تسديد خصومها ،فالمقاوالت كانت تحصل على قروض بنكية ،أو
مواد أولية وسلع من طرف الموردين لكنها رغم أنها تقوم بعملية اإلنتاج فكانت في نهاية المطاف تعجز
عن الوفاء بقيمة هذه الديون ،أو بقيمة هذه السلع أو المواد األولية ،ومن تم تزداد الديون والفوائد وأيضا
تزداد قيمة المبالغ المالية المثبتة لمديونية المقاولة ،فعجز المقاولة عن أداء ديونها يجعلها متوقفة عن
الدفع ،وهو ما يجعل المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه.
شروط مسطرة اإلنقاذ وإجراءاتها
عمل المشرع المغربي على وضع شروط أساسية في مواجهة كل مقاولة ترغب في االستفادة أو الخضوع
لمسطرة اإلنقاذ ،مسطرة اإلنقاذ حددت بمقتضى المادة 561من القانون 17.73الشروط التي يتعين أن
تتوافر في كل مقاولة ترغب في افتتاح مسطرة اإلنقاذ ،لذا فهي مسطرة تفتح بطلب من كل مقاولة شريطة
أال تكون في حالة توقف عن الدفع ،بمعنى أنها تعاني من صعوبات يمكن تجاوزها في المستقبل القريب،
لكن إن كانت في حالة توقف عن الدفع وتعاني من صعوبات ليس بمقدورها أن تتجاوزها وتؤدي بها إلى
التوقف عن الدفع ،و في هذه الحالة ال يمكن لهذه المقاولة أن تستفيد من مسطرة اإلنقاذ.
و يتعين في هذا اإلطار أ ن يقوم رئيس المقاولة بإيداع طلب لدى كتابة الضبط المتواجدة بالمحكمة التجارية
التي تنتمي المقاولة إلى دائرة نفوذها ويبين ويحدد فيه نوع الصعوبات التي من شأنها أن تؤدي بالمقاولة إلى
اإلخالل باستمرارية نشاطها ،مع ضرورة إرفاق هذا الطلب بالوثائق المحدد في المادة 577من مدونة
التجارة.
وعدم اإلدالء بها يفرض على رئيس المقاولة أن يبين األسباب التي حالت دون ذلك ،فرئيس المحكمة عند
تقديم طلب افتتاح مسطرة اإلنقاذ يحدد مبلغا ماليا لتغطية مصاريف اإلشهار والتسيير عمليات المسطرة،
ويتم إيداع هذا المبلغ بصندوق المحكمة من طرف رئيس المقاولة.
يصدر في شأن مسطرة اإلنقاذ حكم من طرف رئيس المحكمة ،وفي هذا اإلطار المحكمة التجارية وهي
تنظر في فتح مسطرة اإلنقاذ المرفوع إليها من طرف المقاولة في شخص رئيس مقاولتها يتعين على المحكمة
التأكد من الصفة القانونية لصاحب الطلب وللمقاولة ،وأنها ال تعاني من وضعية من شأنها أن تؤدي بها إلى
التوقف عن الدفع ،وأنها وضعية ليست مختلة بالشكل الذي يؤدي إلى التوقف عن الدفع ،وأن هناك صعوبات
قد تكون عارضة وطارئة يمكن تذليلها ،ففي هذه الحالة يوافق على الطلب الرامي إلى خضوع لمسطرة
اإلنقاذ.
35
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
طبقا لمقتضيات المادة 561من قانون 17.73يتعين أن يشار في الطلب إلى طبيعة الصعوبات التي تعترض
المقاولة وأن يرفق بالوثائق التي سبق ذكرها إلى غير ذلك.
فالمحكمة وهي تنطق بمضمون الحكم القاضي بقبول أو رفض فتح مسطرة اإلنقاذ ،فهي تقدر جدية مشروع
اإلنقاذ المقدم من طرف رئيس المقاولة ،بحيث تح دد المحاور الكبرى للمخطط ومدى عالقتها بجميع
االلتزامات الالزمة والضرورية إلنقاذ المقاولة ،ال سيما ما يهم العقود جارية التنفيذ ،والتي تكتسي طابع
األهمية ،ثم تحدد طريقة الحفاظ على نشاط المقاولة سواء من حيث التمويل ،أو على مستوى اإلنتاج بل حتى
مدى إمكانية اللجوء إلى الحصول على قروض أو تفويت بعض األصول الغير مهمة.
وذلك بالعمل على إعادة جدولة الديون ومنح تخفيضات ،ثم تتأكد المحكمة من مدى وجود ضمانات قادرة
على تنفيذ المشروع المذكور والمقدم في إطار مخطط اإلنقاذ من طرف رئيس المقاولة ،بغض النظر على
التعديالت التي قد يعرفها هذا المشروع خاصة فيما يتعلق بإعادة هيكلة المقاولة.
يمكن إجمال شروط المسطرة واإلجراءات التي تمر منها هذه المسطرة في:
في أن رئيس المقاولة ملزم بأن يتقدم بطلب مكتوب إلى رئيس المحكمة التجارية من أجل الخضوع -1
لمسطرة اإلنقاذ ،مع العلم أن هذه المسطرة ه ي مسطرة اختيارية وليست إجبارية ،فإذا تخلف رئيس
المقاولة عن تقديم الطلب ال يمكن سماع دعواه وال يمكن إعمال مسطرة اإلنقاذ في مواجهة هذه المقاولة،
فالطلب يعتبر من األمور الشكلية الالزمة التي تطلبها المشرع بمقتضى المادة ،561كما يتعين على
رئيس المقاولة في هذا الطلب أن يحدد الصعوبات التي تعاني منها المقاولة.
وهذا الطلب يكون مرفقا بمشروع مخطط اإلنقاذ والوثائق المنصوص عليها في المادة 577من -2
مدونة التجارة ،وإال عند إذن يحدد رئيس المقاولة أسباب تعثرها وذلك تحت طائلة الحكم بعدم قبول طلبه
دون الحاجة إلى انظاره من طرف المحكمة.
ومن جهة أخرى يتعين أيضا على رئيس المقاولة أن يحدد نوع وطبيعة الصعوبات التي تعترض -3
المقاولة ،وهذا األمر يضل تقديره متروكا لرئيس المقاولة ومدى قدرته على تحديد هذه الصعوبات من
عدمها.
عدم وجود المقاولة في حالة التوقف عن الدفع ألن ثبوت واقعة التوقف عن الدفع يحول دون افتتاح -4
مسطرة اإلنقاذ ،وإنما يؤدي إلى افتتاح مسطرة المعالجة في مواجهة المقاولة في هذه الحالة طبقا
لمقتضيات المادة 561من مدونة التجارة ،وهو ما يتعارض مع الغاية من إحداث مسطرة اإلنقاذ.
36
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
ضرورة إرفاق افتتاح مسطرة اإلنقاذ بمشروع مخطط اإلنقاذ ،حيث أن رئيس المقاولة عند تقديمه -5
لطلب مسطرة اإلنقاذ فهو ملزم بأن يرفقه بمشروع مخطط اإلنقاذ وذلك تحت طائلة عدم القبول مع إيداعه
مصاريف هذه المسطرة بصندوق المحكمة بأن يحددها مسبقا رئيس المحكمة المختصة ،على أن تبت
هذه األخيرة خالل أجل ال يتعدى 15يوما من تقديمه لها وذلك بعد االستماع لرئيس المقاولة في غرفة
المشورة ،وقد يتوصل رئيس المقاولة باالستدعاء دون التمكن من الحضور أمام غرفة المشورة ،وفي
هذه الحالة تقوم المحكمة بدراسة الطلب ومرفقاته فإذا تبين أن القضية أصبحت جاهزة للبت تقوم بالبت
في الطلب إما بعدم القبول أو بالحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ بناء على الوثائق والمعلومات المتاحة والمقدمة
من طرف رئيس المقاولة ،وتعين بذلك القاضي المنتدب ونائبه وأيضا السنديك لإلشراف على هذه
المسطرة.
لكن يشار إلى أن الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ يجب أن يشار إليه في السجل التجاري المحلي
والمركزي حتى يطلع األغيار على وضعية المقاولة.
مشروع مخطط اإلنقاذ
حينما يتقدم رئيس المقاولة أمام المحكمة التجارية المختصة بطلب اخضاع المقاولة لمسطرة اإلنقاذ ،فإنه
يرفق طلبه بمشروع مخطط اإلنقاذ ،قصد الموافقة عليه من طرف رئيس المحكمة التجارية.
هذا المشروع البد أن يكون جديا ومتضمنا حلول وآليات ومكنز مات من شأنها أن تساهم في تذليل الصعوبات
التي قد تعترض المقاولة ،وحين اقتناعه بها رئيس المحكمة يوافق عليها في الحال.
بالرجوع إلى القانون الفرنسي فالمالحظ أن مسطرة اإلنقاذ ،تمكن و تخول لرئيس المقاولة من الدخول في
مفاوضات مع باقي الدائنين من أجل وضع مخطط لتنظيم الديون أو ما يسمى بمخطط اإلنقاذ ،وذلك بهدف
انقاذ المقاولة ،وهذا المخطط يجب أن تصادق عليه المحكمة التجارية.
من هنا نالحظ أن المشرع الفرنسي إمكانية مساعدته من طرف الدائنين وذلك من أجل تحقيق الديمقراطية
والحكامة الجيدة ،في حين أن المشرع المغربي لم يمنح هذه االمكانية للدائنين ،وأيضا لرئيس المقاولة بل
بالرجوع لمقتضيات المادة 562نجده جعله الوحيد المختص بإعداد مشروع مخطط اإلنقاذ والذي يحدد من
خالله جميع االلتزامات الضرورية إلنقاذ المقاولة وطريقة الحفاظ على نشاطها وعلى تمويله مع اإلشارة
إلى الكيفية التي سيتم بها تصفية الخصوم والضمانات الممنوحة الكفيلة بتنفيذ مشروع المخطط ،وهذا االخير
يجب أن يكون متضمن لجميع العناصر التي من شأنها مساعدة القاضي التجاري في أن يطلع بشكل دقيق
على الوضعية الصحيحة للمقاولة.
37
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
باالطالع على القانون الجديد 17.73نجده قد منح رئيس المقاولة العديد من الصالحيات التي تحفزه على
إنقاذ مقاولته ،وذلك من خالل إلقائه مشرفا على تسيير مقولته خالل هذه المرحلة ،لكن إشراف السنديك بناء
على المادة 566من مدونة التجارة ،حيث يعمل على إعداد جرد األموال المقاولة والضمانات المثقلة بها،
ويضع ذلك رهن إشارة القاضي المنتدب والسنديك بعد تأشير عليه.
المالحظ أن اعمال التسيير وإن كانت تتسم بالخطورة في هذه المرحلة فالمشرع منح هذه الصالحية لرئيس
المقاولة ،وترك له مهام التسيير والتدبير على الرغم من خطورتها وذلك رغبتا في تشجيع رئيس المقاولة
على إنقاذ مقاولته ،شريطة أن يظل خاضعا لرقابة السنديك الذي يراقب عمله وتصرفاته ويسهر على تنفيذ
مخطط اإلنقاذ.
وهذ األمور كلها تشير إلى ازدواجية الرقابة على المقاولة خالل مرحلة مخطط اإلنقاذ ،فإن كان رئيس
المقاولة هو الذي توكل إليه مهمة تدبير وتسيير المقاولة ،فإنه بالمقابل السنديك هو الذي يشرف على رقابة
المقاولة ورقابة أعمال رئيس المقاولة ،بل أكثر من ذلك فالسنديك له صالحيات أساسية وواسعة ال سيما
على مستوى مساهمته ومساعدته لرئيس المقاولة فيما يتعلق بإعداد الحل والموازنة المالية واالقتصادية
واالجتماعية ،طبقا للمادة 569من مدونة التجارة.
حينما يختار السنديك إلى جانب رئيس المقاولة الحل بناء على مقتضيات المادة 569تبقى مسألة اختيار
الحل مرحلة أساسية وجوهرية بناء على المادة 570من القانون ،17.73ذلك أنه إما تقرر المحكمة اعتماد
مخطط اإلنقاذ إذا تبين لها توفر إمكانيات جدية إلنقاذ المقاولة بناء على تقرير السنديك وبعد االستماع إلى
رئيس المقاولة والمراقبين ،أو تحدد المحكمة مدة لتنفيذ مخطط االنقاذ شريطة أال يتجاوز 5سنوات مع أنه
للكفالء باعتبارهم أشخاص ذاتيين متضامنين أم ال يستفيدون من مقتضيات مخطط االنقاذ وأيضا من وقف
سريان الفوائد المنصوص عليها في المادة 692من قانون .17.73
تجدر اإلشارة إلى أن هناك مرحلة جديدة وهي مرحلة التشخيص ،هذه المرحلة وإن المشرع المغربي لم
يتناولها بالكيفية الالزمة ولم يحدد مرحلتها عكس المشرع الفرنسي الذي وصفها وصفا قانونيا دقيقا وحدد
مدتها في 6أشهر كحد أقصى ،والتي يمكن أن تمدد مرة واحدة حتى تصل إلى 12شهرا بطلب من السنديك
أو رئيس المقاولة أو النيابة العامة.
فالتشخيص مفاده أن المحكمة حين توافق على مخطط اإلنقاذ فهي تقوم بتشخيص وضعية المقاولة من خالل
هذه الفترة وحددت أجل 6أشمر ،فهي تفحص وتمحص وتشخص وضعية المقاولة من أجل تشخيص
وضعية الصعوبات ونوعية الصعوبات حتى تختار الوضع األمثل.
38
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
بالمقابل المشرع المغربي لم يحدد مسطرة اإلنقاذ مما يصعب معه تشخيص المقاولة بالكيفية الالزمة وإنما
نص عليها في مسطرة المعالجة الخاصة ،وذلك استحضارا لعنصر السرعة في إنقاذ المقاولة التي تعاني من
صعوبات قد تؤدي بها إلى التوقف عن الدفع.
اآلثار المترتبة عن مسطرة اإلنقاذ
إن أعمال أي مسطرة من المساطر القضائية والقانونية البد وأن تكون لها آثار معينة ،فحفاظ على كيان
وجوهر المقاولة رتب المشرع المغربي بمقتضى القانون 17.73جملة من اآلثار القانونية المتعلقة بمسطرة
اإلنقاذ ،وذلك منذ صدور الحكم القاضي بفتح هذه المسطرة إلى غاية قفلها ،كما خول إمكانية الطعن في هذا
الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ ضمان لحقوق األطراف.
والمالحظ أن الحكم له عدة آثار بحيث تتمثل أبرز هذه اآلثار في:
توسيع صالحيات المدين حيث يختص رئيس المقاولة بعملية التسيير مادام أن المقاولة لم تتوقف عن الدفع
وأن رئيس المقاولة تدخل في الوقت المناسب لمعالجة الصعوبات ،لكن يبقى األمر خاضعا بالخصوص
لرقابة السنديك الذي يعد تقريرا ويرفعه للقاضي المنتدب.
أما بالنسبة لتقدي م رهن رسمي أو رهن أو التوصل إلى صلح أو تراض فال بد من الحصول على ترخيص
القاضي المنتدب أو رئيس المقاولة أو السنديك ،فبمجرد فتح مسطرة اإلنقاذ يتعين على رئيس المقاولة إعداد
جرد أموال المقاولة وأيضا الضمانات المثقلة بها حتى تكون الصورة واضحة بشكل جلي عن أموال المدين
يدعه هذا الجرد رهن إشارة القاضي المنتدب والسنديك ،ويمكنه انداك االستعانة بخبير محاسبي في هذا
الجرد.
وباعتبار مسطرة اإلنقاذ ال تدخل ضمن مساطر المعالجة بحكم عدم قيام حالة التوقف عن الدفع ،أي بمعنى
عدم وجود حالة التوقف عن الدفع فهذه المسطرة ال تتضمن فترة الربيبة ،كما هو معلوم ففترة الريبة التي
تكون بين فترة التوقف عن الدفع والحكم ،وجميع التصرفات التي تتم فيها تكون باطلة ومن تم استبعاد للشك
والريبة سمية فترة الريبة ألن التصرفات تكون مشكوك في أمرها ،وال تكون التصرفات فيها باطلة أو قابلة
لإلبطال كما هو الحال بالنسبة لمساطر المعالجة.
لكن بالمقابل يجب على السنديك خالل فترة إعداد الحل أن يضع الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية
للمقاولة في تقرير مفصل بمشاركة رئيس المقاولة ويختاران الحل األنسب ،إما باقتراح مشروع مخطط
اإلنقاذ المنجز من طرف رئيس المقاولة أو ت عديله أو اقتراح تسوية أو تصفية المقاولة قضائيا ،وأن يتم
39
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
عرض ذلك على القاضي المنتدب داخل أجل 4أشهر الموالية لصدور الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ،
مع العلم أنه يمكن تجديد هذه اآلجال مرة واحدة من طرف المحكمة بناء على طلب السنديك.
من أجل تجنب الدفع يتم القي ام باتخاذ جميع التدابير الالزمة لمحاولة ضبط خصوم ،أي ديون المقاولة
وتحسين أصولها وذلك كاالستمرار في مواصلة العقود الجارية التنفيذ ومنع األداءات الفردية وأيضا منع
تقييد الرهون واالمتيازات بعد فتح مسطرة اإلنقاذ والحصول على إذن القاضي المنتدب فيما يتعلق بإبرام
هذه العقود ،خالل هذه الفترة.
كما أن السنديك يملك الصفة والصالحية الالزمة للقيام باسم لمقاولة والتصرف باسمها بتقييد جميع الرهون
الرسمية والحيازية واالمتيازات ،التي يكون رئيس المقاولة قد أهمل اتخادها أو تجديدها.
أما فيما يتعلق بالديون الناشئة قانونيا بعد ص دور الحكم القاضي بافتتاح مسطرة اإلنقاذ فإنه يتم سدادها عند
حلول أجل استحقاقها ،على أنه في حالة تعذر أدائها في التواريخ المحددة لها ،فإنها تؤدى باألسبقية على
باقي الديون األخرى سواء أكانت مقرونة بامتيازات أو بضمانات ام ال.
لكن بالنسبة للديون السابقة لمسطرة اإلنقاذ فإنه يتم منع أدائها كيف ما كان نوعها باستثناء أداء الديون الناتجة
عن إذن القاضي المنتدب للسنديك في حالة فك رهن او استرجاع شيء محبوس قانونيا إذا كان يستلزمه
إعادة نشاط المقاولة.
قد تجد المحكمة نفسها ملزمة باعتماد تغييرات أو إدخال تغييرات في النظام األساسي من اجل بقاء المقاولة
واستمراريتها ،ويجب اإلشارة إلى أن هذه التغييرات في مخطط اإلنقاذ من طرف السنديك وأن يقوم باستدعاء
الجمعية العامة الغير العادية أو جمعية الشركاء لتنفيذ هذه التغيرات التي نص عليها المخطط.
لكن ينبغي الذكر أن أهم ما يميز التفويت في مسطرة اإلنقاذ هو أنه يكون جزئيا فقط لضمان استمرارية
القدرة اإلنتاجية لباقي قطاعات المقاولة التي يتم تفتيتها ،وأن يتم تخليص المقاولة فقط من القطاعات التي
تحسن سيرها والتي قد تأذي بها الى تراكم الخسائر وتراكم الديون ،والمحكمة حتى تضمن نجاح مخطط
اإلنقاذ فيحق ل ها أن تقرر في الحكم الذي يقدي بحصر مخطط اإلنقاذ أو تغييره ،ويمكن تقييد هذا الحكم في
سجل المحافظة العقارية أو السجل التجاري للمقاولة بحسب األحوال.
يمكن للمحكمة أن تأمر بوقف آثار منع إصدار الشيكات الصادره ضد المقاولة وذلك بناء على وقائع سابقة
لحكم فتح مسطرة اإلنقاذ ،ويسري هذا الوقف خالل مدة تنفيذ مخطط اإلنقاذ وسداد ديون المقاولة ،وتتم
تصفية ديون المقاولة طبقا لمقتضيات المادة 630و 633من مدونة التجارة.
40
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
ومنعا الستنزاف وضياع األموال التي تحتاجها المقاولة وأيضا بهدف حماية حقوق الدائنين الناشئة ديونهم
قبل فتح حكم مسطرة اإلنقاذ ،فإنهم يمنعون من القيام بأي مبادرة الستيفاء ديونهم أو تقوية مركزهم القانوني
كالقيام بمباشرة الدعاوى الفردية ضد المقاولة ،كما يلزم الدائنون بالتصريح خالل اجل محدد قانونا تحت
طائلة سقوط الدين باستثناء ديون األجراء المرتبطة باألجور والتعويضات.
وتفاديا لتضاعف ديون المقاولة بتزايد الفوائد يوقف فتح مسطرة اإلنقاذ سريان الفوائد القانونية واالتفاقية
وكذا فوائد التخفيض والزيادة بالنسبة ألداء الضرائب وشركات الضمان االجتماعي.
قد تقوم المحكمة في حالة الحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ بتعيين السنديك والقاضي المنتدب ونائبه قصد اإلشراف
على حسن سير المسطرة ،وبناء على ذلك فإن أثر الحكم بافتتاح المسطرة يسري من تاريخ صدوره ويتم
تضمينه بالسجل التجاري ،على أن يعمل كاتب الضبط بنشر إشعار الحكم ونشره في الجريدة الرسمية وفي
سجل المحافظة العقارية أو بالسجالت الخاصة بتسجيل السفن والطائرات أو غيرها من السجالت المعدة
لذلك طبقا لما جاء في المادتين 563و 584من القانون رقم .73-17
يعمل على تبليغ الحكم إلى رئيس المقاولة والسنديك ،ذلك أن مخطط التنفيذ يجب أال يتجاوز 5سنوات كحد
أقصى (في فرنسا 10سنوات) ،كما يستفيد الكفالء من وقف المتابعات الفردية على أن الديون الناشئة قبل
صدور الحكم والمرتبطة بحاجيات سير المسطرة أو نشاط المقاولة يتم سدادها عند حلول أجل استحقاقها
طبقا لمقتضيات المادة 559من القانون الجديد.
ثالثا :يمكن للمحكمة أن ترفض الطلب المقدم من طرف رئيس المقاولة والرامي إلى افتتاح مسطرة اإلنقاذ،
وذلك كلما تبين لها من خالل تقدير الصعوبات التي تعترض المقاولة المعنية بأن هذه األخيرة قد بلغت مرحلة
التوقف عن الدفع ومن تم تقضي بافتتاح مسطرة تسوية القضائية في مواجهتها أو إخضاعها لمسطرة التسوية
القضائية إذا تبين لها أن وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه.
من جهة أخرى تقرر المحكمة بتحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية،
وذلك في الحالة فسخ مخطط اإلنقاذ بناء على تقرير يرفعه السنديك إلى القاضي المنتدب ،والذي يعمل على
التأكد من ذلك ومن تم يحيل هذا التقرير على غرفة المشورة قبل البث في األمر ،حيث أن المحكمة تقرر
بناء على مقتضيات المادة 573من القانون 17.73إما بتحويل مخطط اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية القضائية
أو إلى التصفية القضائية.
و يتعين في هذه الحالة أن يقوم الدائنون الخاضعون للمخطط التصريح بديونهم وضماناتهم طبقا لما هو
مشار إليه في المخطط ،وذلك بعد أن يتم خصم المبالغ التي تم استيفاؤها خالل مدة سريان مسطرة اإلنقاذ،
41
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
لكن في حالة تحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية القضائية يجب على الدائنين الخاضعين للمخطط أن
يقوموا بالتصريح الكامل ديونهم وضماناتهم بعض خصم ما تم استيفائه أثناء سريان مسطرة اإلنقاذ ،وقد
تقضي المحكمة بقفل عمليات مسطرة اإلنقاذ في حالة قامت المقاولة الخاضعة لمسطرة اإلنقاذ بتنفيذ مخطط
اإلنقاذ طبقا لمقتضيات المادة 574من قانون .17.73
الطعن في الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ
من المتعارف عليه أن االحكام واالوامر الصادرة عن مختلف محاكم المملكة تكون قابلة للطعن وأيضا
المشرع المغربي حدد لها طرق وآجال لذلك ،وعليه فإن االحكام واالوامر الصادرة في مسطرة اإلنقاذ
بدورها مشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون ،أي بمجرد صور الحكم يصبح قابال للتنفيذ بشكل استعجالي
وبقوة القانون إذا اقتضى األمر ذلك.
وفي هذا اإلطار المشرع المغربي من خالل قانون 17.73أتاح لألطراف إمكانية الطعن في الحكم القاضي
بإخضاع المقاولة لمسطرة اإلنقاذ.
يمكن الطعن في الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ باالستئناف وذلك بعدما تبت غرفة المشورة لدى المحكمة
التجارية المختصة التي يقع في دائرة نفوذها مقر االجتماعي للمقاولة ،داخل أجل 15يوما من تاريخ تقديم
الطلب من طرف المدين أو الدائن أو النيابة العامة.
وعليه فمن يحق له ممارسة هذا الطعن باالستئناف إما النيابة العامة أو الدائن أو المدين باعتباره رئيس
المقاولة.
القرارات الصادرة بخصوص تحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية أو التصفية القضائية يتم الطعن
فيها من طرف السنديك والنيابة العامة وكذا رئيس المقاولة ،كما يتم يمكن الطعن باالستئناف ضد القرارات
المتعلقة بحصر مخطط اإلنقاذ وتغيير أهداف ووسائل المخطط من طرف رئيس المقاولة والسنديك وأيضا
جمعية الدائنين والنيابة العامة.
إضافتا إلى هؤالء يحق للدائن الطعن أيضا في المقررات الصادرة بشأن فسخ مخطط اإلنقاذ إن كان هو من
تقدم بطلب الفسخ طبقا لما ورد في المادة 726من قانون .17.73
ويتم تقديم الطعن باالستئناف من خالل التصريح لدى كتابة الضبط بالمحكمة التجارية وذلك داخل أجل 10
أيام من تاريخ تبليغ المقرر القضائي ما لم يوجد مقتضى قانوني يخالف ذلك ،ونفس االجل تجري في مواجهة
السنديك في األحوال التي يحق له الطعن فيها باالستئناف وأيضا النيابة العامة.
42
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثالية
كما يتم الطعن بالنقض ضد المقررات السالفة الذكر داخل أجل 10أيام ابتداء من تاريخ تبليغها ،في حين ال
يجوز إعادة الطعن فيها بإعادة النظر في هذه المقررات.
43
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)
فشللللللل مسللللللطرة اإلنقاذ وعدم قدرة هذا اآللية مواجهة الصللللللعوبات التي تعترض المقاولة بمناسللللللبة أدائها
ألنشطتها ،فإن ذلك ينهض سببا في افتتاح مساطر القضائية للمعالجة ،ألن المقاولة تكون في هذه الحالة قد
بلغت درجة التوقف عن الدفع ،فالمساطر الوقائية يمكن إعمالها حينما تكون وضعية المقاولة قابلة للتقويم و
قابلة للعالج ،وذلك لكون الصلللللللعوبات التي تعترض المقاولة ليسلللللللت بالصلللللللعوبات الخطيرة ،وليسلللللللت
بالصعوبات التي تأدي بها إلى التوقف عن الدفع.
لكن فشلللل هذه المسلللاطر يعد دليال على أن المقاولة أصلللبحت في حالة التوقف عن الدفع وأصلللبحت عاجزة
عن أداء ديونها ،ومن ثم أصلللبحت في وضلللعية مختلة بشلللكل ال رجعة فيه ،لهذا فإن المشلللرع المغربي من
خالل هذا القانون الجديد سمح بافتتاح المساطر القضائية في مواجهة المقاوالت المتوقفة عن أداء ديونها.
إذن كل مقاولة تبث في حقها التوقف عن الدفع فإنها تخضلللللع لمسلللللاطر قضلللللائية ،إما مسلللللطرة التسلللللوية
القضائية ،أو مسطرة التصفية القضائية إذا كانت وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه ،وال ينفع معها
إعمال مسللللللطرة التسللللللوية القضللللللائية ،وذلك بناء على حكم صللللللادر عن المحكمة التجارية ،التي تبقى لها
ال صالحية في ت شخيص و ضعية المقاولة وتحديد هذه الو ضعية بكيفية كبيرة ووا ضحة ومن ثم تتخذ القرار
المناسلب ،إما بإخضلاع هذه المقاولة لمسلطرة التسلوية القضلائية ،ومن تم محاولة إعادة تقويمها وإصلالحها
وتصحيح وضعيتها ،أو إخضاعها بشكل مباشر لمسطرة التسوية القضائية.
من هنا فالتوقف عن الدفع يؤدي بالمقاولة إلى الخضللللوع إلى المسللللاطر القضللللائية للمعالجة ،لكن ما ينبغي
اإلشللللارة إليه هو أن المشللللرع المغربي قد أعتمد آلية التدرج للخضللللوع إلى المسللللاطر ،الدليل على ذلك أن
المشللرع المغربي لم يخضللع المقاولة إلى المس لاطر القضللائية بشللكل مباشللر ،وإنما منح آليات بديلة ووقائية
ومساطر وقائية لدليل الصعوبات التي تعترض المقاولة.
إلى جانب المشرع الفرنسي نجد المشرع المغربي اعتمد منهجية تصاعدية في التعامل مع المقاولة المتعثرة
و المهددة بتوقف نشللللللاطها ،وبالتالي اندثارها ،فالقانون الج ديد بخالف القانون القديم أصللللللبح يوجز التدخل
القضلللللللائي في األزمات التي تمر منها المقاولة ،وحتى الصلللللللعوبات وإن كانت لم تكن تؤدي بالتوقف عن
الدفع.
القانون سلللمح لرئيس المقاولة أيضلللا باالحتماء مظلة قضلللائية أال وهي مسلللطرة اإلنقاذ ،والتي تمنحه نفس
مزايا مسلللللللطرة التسلللللللوية القضلللللللا ئية ،فكلما عجز رئيس المقاولة عن إيجاد حلول ناجحة لمقاولته المهددة
بالتوقف عن الدفع أمكنه اللجوء إلى رئيس المحكمة من أجل اعمال مساطر بديلة بهدف إنقاذ المقاولة.
44
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)
لكن فشل مسطرة اإلنقاذ يؤدي بالمقاولة إلى المسطرة القضائية للمعالجة ،ذلك أن هذه المسطرة سميت بهذه
التسللللمية ألن القضللللاء هو الذي يشللللرف عليها ،وأن هذه المسللللطرة ال يمكن افتتاحها إال بحكم صللللادر عن
المحكمة التجارية المختصة ،من هنا يرفع رئيس المقاولة يده على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بكيان المقاولة
وينعقد االختصلللاص للمحكمة حين يعين القاضلللي بمقتضلللى الحكم القاضلللي بافتتاح مسلللطرة المعالجة يعين
القاضي المنتدب إلى جانبه السنديك ،باعتبارهما جهازين يشرفان على تدبير مسطرة التسوية القضائية أو
التصفية القضائية حسب األحوال.
إذن هنا يناط بالمحكمة مهمة االشللللراف على المسللللطرة القضللللائية ،وأيضللللا البحث عن الوسللللائل واآلليات
الكفيلة بحماية المصالح ا لمتعارضة داخل المقاولة ،سواء مصالح اإلجراء أو مصالح المقاولة في حد ذاتها،
وأيضا مصالح الدائنين.
إذن من خالل هذه المحاضللرة سللنعالج مسللطرة التسللوية القضللائية ،مفهومها ،وكيفية مباشللرتها أو افتتاحها،
ومميزاتها ،وخصوصياتها ،واألجهزة التي تشرف عليها ،واآلثار المترتبة عنها.
بغية إنجاح التدخل القضلللائي على مسلللتوى مسلللطرة التسلللوية القضلللائية عمل المشلللرع المغربي من خالل
القانون رقم 73.17على تقوية هذه المسلللللطرة بهدف إعادة التوازن بين سللللللطات رئيس المقاولة والدائنين
عن طريق إحداث جمعية للدائنين وفق تركيبة معينة واختصللللاصللللات محددة ،وذلك بفرض إشللللراك هؤالء
بصورة فعلية ومسؤولة في اختيار الحل المناسب لتصحيح وضعية المقاولة.
باسلللتقراء المواد المنظمة لمسلللطرة التسلللوية القضلللائية الواردة في القانون رقم 73.17انطالقا المواد 575
نجد أن المشللرع المغربي حاول تدارك بعض الثغرات التي كانت تعتري الكتاب الخامس المتعلق بمسللاطر
معالجة صللللللعوبات المقاولةع حيث عمل على تحديد المفاهيم ووضللللللع تعاريف لها بعدما كان في السللللللابق
يكتنفها الغموض مما ترك الباب مفتوحا أمام التأويل والتفسير من طرف الفقه واالجتهاد القضائي.
من األمور التي عالجها المشرع المغربي من خالل القانون الجديد على مستوى مسطرة التسوية القضائية،
هو مفهوم التوقف عن الدفع ،لكن قبل الخوض في المقصود بمفهوم التوقف عن الدفع والذي شكل مادة خام
45
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)
للفقه والقضللاء فيما يتعلق بتحديد المفهوم ،لكونه يعتبر نقطة انطالقة اعتماد مسللاطر التسللوية القضللائية من
عملها ،فهو بمثابة جرس اإلنذار على مسللتوى المقاولة فيما يتعلق بإخضللاعها من طرف المحكمة لمسللطرة
التسللوية القضللائية ،أو مسللطرة التصللفية القضللائية ،بمعنى افتتاح المسللاطر القضللائية في مواجهة المقاولة،
لذلك تحديد المفهوم كان يسللللللتند إلى عدة معايير اختلف الفقه في اعتمادها ،في حين أن القضللللللاء كانت له
الجرأة في تحديد المقصللللللود بمفهوم التوقف عن الدفع ،ألن تحديد هذا المفهوم كان يسللللللاهم في تحديد فترة
تبوث التوقف عن الدفع ومن تم اختيار الحل األنسلللللللب من طرف المحكمة ،ألن تاريخ التوقف عن الدفع
وتشلللللللخيص ما إذا كانت المقاولة فعال متوقفة عن دفع ديونها من تم ثبوت هذه الواقعة ،كان ينهض سلللللللببا
إلخضاع هذه المقاولة لمساطر المعالجة.
لد ى فقبل الخوض في تعريف التوقف عن الدفع فال بأس من الوقوف عند األشلللخاص المخاطبين بمسلللاطر
معالجة صعوبات المقاولة،
األشخاص المخاطبين بمساطر معالجة صعوبات المقاولة
بالرجوع إلى المادة 546من القانون 17.73نجده يعتبر المقاولة هي المخاطب الرسلللللللمي ،فالمقاولة طبقا
له ذه المادة يقصللد بها الشللخص الذاتي التاجر ،أو الشللركات التجارية ،وهذا يعني أن المسللطرة القضللائية أو
مسلللللاطر المعالجة ال يسلللللتفيد منها وال يخضلللللع لها على خالف ظاهر في الكتاب الخامس السلللللابق لمدونة
التجارة ،كل مقاولة بالمعنى االقتصادي ،لكن قد تتلون هذه المقاولة بمقتضى المادة 546من مدونة التجارة
حينما اعتبرت على أن المقاولة التاجر الشخص الطبيعي.
إذن هناك اختالف على مسللللتوى المخاطبين بمسللللاطر معالجة صللللعوبة المقاولة ألن المادة 546قالت بأنه
يقصلللد بالمقاولة بالمدلول هذا الكتاب الشلللخص الذاتي التاجر أو الشلللركة التجارية ،وأيضلللا يقصلللد برئيس
المقاولة الشخص الذاتي المدين ،أو الممثل القانوني للشخص االعتباري للمدين.
فبالنسللبة للتاجر الشللخص الطبيعي باعتباره مخاطب أسللاسلليا بمسللاطر المعالجة ،فكل شللخص تاجر طبيعي
يزاول نشلللللاط تجاري يمكن أن تفتح في مواجهته مسلللللاطر المعالجة ،كما يمكن أن تفتح هذه المسلللللاطر في
مواج هة أشخاص آخرين بحكم صفتهم ،طبقا للصفات التي يتوفر هنا عليها.
فالتاجر الشللخص الطبيعي الذي يزاول عمل تجاري يخضللع لنظام المسللاطر القضللائية لمعالجة صللعوبات
المقاولة ،إذن هنا العنصللر األسللاسللي في تطبيق مسللاطر معالجة صللعوبات المقاولة على التاجر والشللخص
الطبيعي هو صللفة التاجر ،بمعنى أن كل شللخص يزاول أحد األنشللطة المنصللوص عليها على سللبيل المثال
46
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)
وهي التي جاءت بمدونة التجارة في المادة 6و7و ، 8إذن مزاولة أحد هذه األنشلطة من طرف كل شلخص
يعتبر تاجر.
المشلللللللرع المغربي ظل ينظر إلى التجار دون غيرهم بأحكام القانون التجاري ،دائما ظل يخاطبهم بقواعد
القانون التجاري تطبيقا للنظرية الشللللخصللللية المؤطرة لنطاق القانون التجاري المغربي ،وذلك سلللليرا على
نهج نظيره الفرنسي.
فيالحظ من خالل قراءة القانون الجديد أن هناك عيب على مسلللللللتوى الصللللللليغة أو ارتباك على مسلللللللتوى
الصلللللللياغة ،بحيث لو تمعنا في مقتضللللللليات المادة 546من مدونة التجارة نجدها تنص على أن مسلللللللاطر
المعالجة تفتح في وجه الشخص الذاتي الذي يكتسب صفة تاجر ،وهذا عيب من حيث الصياغة اللغوية وما
يثير االسللتغراب ما هو معمول به في القانون الفرنسللي ،حينما نقول الشللخص الذاتي الذي تخضللع لمسللاطر
المعالجة يبقى أمرا سللليما عوض أن نقول الشللخص الذاتي الذي يكتسللب صللفة تاجر ،فالشللخص الذاتي أو
المقاول الذاتي يعتبر تاجر ،فكان حليا بالمشللللرع المغربي أن يتغاضللللى عن اعتماد صللللفة الشللللخص الذاتي
الذي يكتسب صفة تاجر تفاديا لإلطالة ،ما يعني أن هذه المساطر يخضع لها ويستفيد منها التاجر سواء كان
مسللللجال بالسللللجل التجاري أو غي ر مسللللجل بالسللللجل التجاري ،ألن التجار ملزمون بالتسللللجيل في السللللجل
التجاري ولكن هذا ال يمنع من كون هؤالء التجار يمارسللون التجارة على سللبيل االعتياد واالحتراف وغير
مسجلين بالسجل التجاري وال يمكن اعتبارهم تجار ،ألنهم يضلون مخاطبون بجميع االلتزامات الملقاة على
عاتق التجار.
من جهة أخرى فمسللللللاطر معالجة صللللللعوبات المقاولة يمكن أن تفتح في مواجهة اشللللللخاص آخرين وذلك
كنتيجة قانونية ،فالمسللللاطر القضللللائية للمعالجة يمكن أن تفتح في وجه األشللللخاص الطبيعيين غير التجار،
وهنا األمر يسري عليهم كما يسري على التجار سواء من حيث األحكام كنتيجة قانونية لألوضاع القانونية
الخاصة التي يتخذها هؤالء.
فيمكن أن تفتح مسللللاطر المعالجة في مواجهة الشللللريك التاجر ،كما تفتح أيضللللا في مواجهة المسللللير أو كل
مسير لشركة تجارية ،وأيضا تفتح في مواجهة الوصي أو المقدم ،كما يمكن تمديدها إلى مقاولة أخرى.
فالشريك التاجر تفتح في مواجه ته مساطر القضائية لمعالجة صعوبات المقاولة إذا كان هذا الشريك شريكا
متضامنا في احدى الشركات التجارية والتي تمنح للشخص الذي ينتمي إليها صفة تاجر ،بغض النظر عن
كونه مسيرا أم ال.
47
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)
تجدر اإلشللارة إلى أن افتتاح مسللاطر المعالجة القضللائية هي واجبة طبقا لمقتضلليات المادة 580من مدونة
التجارة ولو تم عزل هذا الشريك أو انسحب من الشركة ،لكن شريطة أن يتم ذلك داخل أجل سنة ان كانت
الشلللركة متوقفة عن أداء ديونها ،أو اعتزل وتوفي ومرة سلللنة قبل أن تصلللبح الشلللركة في حالة توقف عن
الدفع،
ألنه هنا يعتبر هذا الشريك المتضامن غير متضامن ومعفي من الخضوع لمسطرة المعالجة ،إذن الشريك
المتضامن في شركة تجارية يسأل عن ديون الشركة وتفتح في مواجهته مساطر معالجة صعوبات المقاولة
إلى جانب الشركة التي ينتمي إليها على أساس اعتبار أنه شريك متضامن بها.
لكن هناك حالة وهي التي تنص على أن الشريك في شركة التضامن تفتح في مواجهته مسطرة صعوبات
المقاولة شللريطة أن يكون التوقف عن الدفع التي تعاني منها الشللركة سللابقا عن تاريخ اعتزاله أو انسللحابه
من الشركة ،لكن لو انسحب هذا الشريك واعتزل الجارة قبل أن تتعرض الشركة للتوقف عن الدفع فإنه ال
يمكن إخضللللاعه لهذه المسللللطرة ،لكن لو انسللللحب هذا الشللللريك واعتزل التجارة قبل أن تتعرض الشللللركة
للتوقف عن الدفع فإنه ال يمكن إخضاعه لهذه المسطرة.
نصلللت المادة 580تنص على أنه يمكن فتح المسلللطرة ضلللد شلللريك متضلللامن ،وهذا مفاده أن المحكمة قد
تعتمد بمناسللللبة فتح هذه المسللللطرة شللللروط معينة دون أن تحدد السلللللطة التقديرية أو تحديد حدود السلللللطة
التقديرية للمحكمة في تمديد هذه المسطرة من عدمها ،للشريك المتضامن.
فئة أخرى يمكن أن تفتح في مواجهتها مسلللللللاطر المعالجة طبقا لتمديد هذه المسلللللللطرة لها ،وهم مسللللللليرو
الشللركات التجارية ،فهم يمكن أن يتم اخضللاعهم لمسللاطر المعالجة بصللرف النظر عن كونهم شللركاء أم ال
داخل هذه المقاولة ،وتبت في حقهم أحد الوقائع المنصلللللللوص عليها في المادة 740من قانون ،17.73
كاختالس األموال أو المسللللك بكيفية واضللللحة لمحاسللللبة غير كاملة ،أو إبرام عقود تجارية ألجل مصلللللحة
خاصة إلى غير ذلك.
من جهة أخرى يمكن أيضللا تمديد مسللطرة التسللوية القضللائية أو المس لاطر القضللائية إلى الوصللي والمقدم،
فالوصي أو المقدم يمكن أن تفتح في مواجهتهم مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية بسبب سوء
تسيير الوصي أو المقدم ،المعين من طرف المحكمة ،وهنا يعاقب طبقا للقانون ،فتمتد إليه مسطرة المعالجة
إذا فتحت ضد مقاولة القاصر بسبب سوء اإلدارة والتسيير.
48
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)
أيضلللا يمكن تمديد هذه المسلللاطر إلى مقاولة أخرى ،فبدراسلللة مقتضللليات المادة 585نجدها تنص على أنه
يمكن تمديد المسلللللطرة إلى مقاولة أو مقاوالت أخرى بسلللللبب تداخل ذممها المالية مع الذمة المالية للمقاولة
الخاضلعة للمسلطرة ،أو بسلبب صلورية الشلخص االعتباري ،فلو أن المحكمة الحظة أثناء نظرها في ملف
مقاولة متوقفة عن الدفع معروض على انظارها ،فلو ثبت لهذه المحكمة أن الذمة المالية لهذه المقاولة
تتداخل مع ذمة مالية لمقاولة أخرى فالسلللللللنديك هنا يحق له أن يطلب من المحكمة تمديد فتح المسلللللللطرة
القضائية للمعالجة ،وقد صدر في هذا اإلطار العديد من األحكام من بينها حكم صادر عن المحكمة التجارية
بالرباط ،أن المحكمة ثبت لها بعد االطالع على وثائق الملف أن هناك تداخل في الذمم المالية للمقاولة مع
المقاولتين المفتوحتين في حقهم مسطرة التسوية القضائية ،وما أكد ذلك هو التصريح بالضريبة عن القيمة
المضللافة يتم دائما تحت نفس الرقم ،وكذلك بالنسللبة للضللريبة المهنية لألرباح ،وهو األمر الذي كان مبررا
لتمديد هذه المسطرة إلى مقاولة أخرى.
بالنسللبة للنوع الثاني من األشللخاص المخاطبين الذين يمكن اخضللاعهم للمسللطرة القضللائية ،وهي الشللركة
التجارية ،بالرجوع للمادة 546ن جد أنها نصت وحددت األشخاص الذين يتم إخضاعها للمسطرة القضائية
للمعالجة ،بقراءة هذه المادة نسلللللتخلص أنه يخضلللللع لمسلللللاطر القضلللللائية للمعالجة إلى جانب األشلللللخاص
الطبيعيين ،نجد الشركات التجارية بصرف النظر عن الشكل التي تتخذه هذه الشركة أكانت ضمان شركة
ذات توصية بسيطة ،شركات مساهمة أو غير ذلك.
المالحظ أنه من بادئ األمر أن المشلللللرع لم يحدد الشلللللكل المتطلب في أن تتخذه شلللللركة معينة حتى يمكن
إخضللاعها للمسللاطر القضللائية للمعالجة ،وذلك بخالف المشللرع الفرنسللي ،وهو األمر الذي يسللمح بإدخال
أيضا شركة المحاصة ضمن هذا النظام ،لكن ما يثير االستغراب هو أن الشركات التجارية كان يقتضي أن
ينضلللبط لرؤية اقتصلللادية وقانونية منسلللجمة ،فلو كان الغرض من هذه اإلجراءات هو الحفاظ ما أمكن عن
الكيان االقتصادي فإن الهدف الذي تقوم به هذه الشركات يضل مجردا.
ومن هنا يمكن القول أن المشللللللرع المغربي كان موفقا في إخضللللللاع جميع الشللللللركات التجارية لمسللللللاطر
المعالجة القضائية على الرغم من اختالف شكلها القانوني ،دون اشتراك اكتساب الشخصية المعنوية ،وهذا
يطرح نوعا من التفاقم ألن عدم اشتراط الصفة او الشخصية المعنوية للشركة التجارية يسمح بفتحها أيضا
ضد شركة المحاصة ،والتي يكون غرضها تجاري.
49
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)
تحديد مفهوم التوقف عن الدفع
يعتبر التوقف عن الدفع شللرطا أسللاسلليا الفتتاح مسللاطر معالجة صللعوبات المقاولة ،فبالرجوع للمادة 575
من قانون 17.73نجدها قد نصت على شروط يتعين توافرها الفتتاح هذه المساطر ،وأهمها هو ثبوت حالة
التوقف عن الدف ،لذلك بالرجوع لهذه المادة نجدها تنص على أنه تطبق مسلللطرة التسلللوية القضلللائية على
كل مقاولة تبث أنها في حالة التوقف عن الدفع.
وتثبت حالة التوقف عن الدفع متى تحقق عجز المقاولة عن تسللديد ديونها المسللتحقة المطالبة بأدائها بسللبب
عدم كفاية أصلللللللولها المتوفرة ،بما في ذلك الديون الناشلللللللئة عن االلتزامات المبرمة في إطار االتفاق
المنصوص عليه في المادة .556
هنا يجب التمييز هناك مسطرتين على المستوى القضاء ،مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية،
فالفتتاح مسلللطرة التسلللوية القضلللائية البد من ثبوت حالة التوقف عن الدفع ،المادة 575كانت واضلللحة في
هذا اإلطار والمشلللللرع من خالل هذه المادة قال بأن كل مقاولة متوقفة تخضلللللع الفتتاح مسلللللطرة التسلللللوية
القضللللائية ،لكن ما المقصللللود بالتوقف عن الدفعع هل هو عدم القدرة على سللللداد الديونع أم التأخر في أداء
الديونع أم أن مبلغ الديون يفوق بكثير مبلغ األصولع
مفهوم التوقف عن الدفع ظل يطرح العديد من الصلللللللعوبات ،وأسلللللللال الكثير من المداد ،واثار العديد من
الجداالت الفقهية والقانونية بل وحتى الق ضائية ،ال سيما في ظل القانون القديم و سكوت الم شرع واحجامه
عن تحديد مفهوم التوقف عن الدفع ،هنا كان األمر صلللللعبا واختلط الحابل بالنابل ،لذلك المشلللللرع المغربي
من خالل القانون الجديد حاول تدارك األمر وحدد لنا المقصلللللود بالتوقف عن الدفع ،بل حتى تقدير مسلللللألة
التوقف عن الدفع كانت تطرح إشكاال كبيرا ألنها كان يصعب على القاضي تقدير تاريخ التوقف عن الدفع،
ومن تم تحديد تاريخ افتتاح مسطرة المعالجة ،ألن تاريخ التوقف عن الدفع كان مرتبطا بالمقصود من وراء
هذا المفهوم.
لذى فإن تحديد هذا المفهوم خالل القانون الجديد سللللاعد كثيرا القضللللاء في تحديد وتقدير تاريخ التوقف عن
الدفع ،وبصلفة عامة عندما نقول التوقف عن الدفع نقول عدم القدرة على سلداد الديون ،لكن هذا أمر خاطئ
قد تكون المقاولة لها أموال كثيرة وهذه الشللركة لها عدة معامالت مع موردين ،ومنتجين ،ومسللتهلكين ،مع
مزودين بالسلع والخدمات ،مع المؤسسات البنكية ،مع أصحاب القروض ،مع الدائنين وغير ذلك.
50
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)
ومن البديهي أن المقاولة في هذه الحالة أن تحصلللللل على الثمن بالكامل ،فهي دائما تسلللللوق منتوجاتها إلى
حين تاريخ معين تحصل عند حلول هذا التاريخ على األموال المقابلة لتلك البضاعة ،فإذا كان دائنا في نفس
األن يكون مدينا ،فقد يقع له طارئ نتيجة تأخر الدائنين عن الوفاء بقيمة الديون التي يتعين أن يحصللل على
قيمتها ،لكن عدم حصلللوله على مبالغ السللللع التي تباع قد يؤدي به إلى التوقف عن الدفع نتيجة تأخر هؤالء
األشللخاص ،وبالمقابل المؤسللسللة البنكية أو الدائنين ينتظرون من المقاولة أن تؤدي الديون المسللتحقة والتي
هي بذمتها.
المشلللللللرع المغربي من خالل هذا التعريف ،كان يعتمد على المعيار القانوني في تحديد مفهوم التوقف عن
الدفع ،والذي مفاده هو عدم القدرة على السداد ،لكن المشرع المغربي في القانون الجديد تنبه إلى هذا األمر
و عامل بما عمل به القضاء الفرنسي ،والذي غير مفهوم التوقف عن الدفع على مستوى التشريع الفرنسي،
بحيث أصبح القضاء الفرنسي وبجانبه المشرع المغربي يعتمد في تقدير الوقف عن الدفع على عدة معايير.
ظل هذا المفهوم يطرح العديد من اإلشللكاالت على المسللتوى العملي سللواء فيما يتعلق بمدلوله أو تاريخه أو
حتى الشلللللروط الواجب توافرها للقول بالتوقف عن الدفع السللللليما وأن هذه المرحلة تشلللللكل مرحلة ما بين
الحياة والموت بالنسلللللللبة للمقاولةع وهو ما دفع العديد من الفقهاء إلى محاولة تحديد مفهومه من خالل تبني
عدة معايير منها ما هو قانوني ومنها ما هو اقتصادي.
التوقف عن الدفع شرط موضوعي وجوهري لطلب افتتاح مساطر المعالجة و معيار حاسم فيها.
تحديده على مستوى التشريع المغربي كان يعتمد معيارا قانونيا في ذلك ،والذي يقوم على أساس واقعة عدم
أداء الدين كيفما كان نوعه أو الظروف المؤدية إلى ذلك ،في حين أن القضلللاء الفرنسلللي كان يعتمد المعيار
القانوني والمعيار االقتصللللادي لتحديد التوقف عن الدفع من خالل البحث أسللللبابه ودوافعه واالسللللتعالم عن
المركز الحقيقي المال للتاجر ومدى إمكانية تجاوز هذا االضطراب المالي (قرار صادر عن محكمة النقض
الفرنسية في مارس .)1978
المشلللرع الفرنسلللي انطلق أيضلللا من هذا االجتهاد القضلللائي وعرف التوقف عن الدفع ،بأنه الوضلللعية التي
يستحيل فيها على المدين أن يواجه أصوله المتوفرة بخصومه المستحقة.
إذن المشللرع الفرنسللي هنا كان حينما يريد تعريف التوقف عن الدفع كان يعمل على المقارنة بين األصللول
والخصلوم ،فإن كانت الخصلوم تفوق الخصلوم فأنداك يمكن القول أن هناك توقف عن الدفع ،القول باعتماد
تاريخ صلللللللدور الحكم بافتتاح مسلللللللاطر المعالجة هو تاريخ التوقف عن الدفع في نفس الوقت ،بمعنى أن
51
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)
المحكمة حينما تصلللدر في حكمها حكما يقضلللي بإخضلللاع المقاولة إلى التوقف عن الدفع ،وأن تعتبر تاريخ
توقفها عن الدفع هو تاريخ صلللللللدور هذا الحكم هذا أمر يفتقد إلى الواقعية ،ألن تاريخ توقف عن الدفع البد
أن يكون سللللابقا عن تاريخ صللللدور الحكم بافتتاح المسللللطرة ،ألنه من النادر جدا ،أن يكون هذا التاريخ هو
تاريخ التوقف عن الدفع ال فعلي ،بحيث ال يمكن أن يصلللللدر الحكم يوم توقف عن الدفع ال سللللليما وأن المادة
576من القانون الجديد تلزم على رئيس المقاولة أن يقدم طلبه الرامي إلى فتح المسلللللللطرة داخل أجل ال
يتعدى ثالثين يوما من تاريخ التوقف عن الدفع.
المشلللللرع المغربي من خالل القانون الجديد لم يكتفي با شلللللتراط التأكد من واقعة التوقف عن الدفع كشلللللرط
افتتاح مسطرة المعالجة وإنما تحدد أيضا طبيعة وأسباب التوقف عن الدفع ،وهو أمر يدل على أن المشرع
المغربي انتقل من األخذ بالمعيار القانوني إلى األخذ بالمعيار االقتصادي إلى جانب المعيار القانوني.
من جهة أخرى فمسألة الت وقف عن الدفع أصبحت تطرح العديد من اإلشكاالت ،فبالرجوع إلى المادة 575
من قانون 17.73نالحظ أنها تتميز بالمرونة عند تحديدها المقصلللود بالتوقف عن الدفع وذلك بهدف تمكين
المحكمة من التأكد من هذه الواقعة وأن الخصلللوم البد وأن تكون ديون ثابتة ومسلللتحقة األداء ،وأن المقاولة
تعجز عن أدائها ،فالمحكمة هنا غير ملزمة بالتاريخ المصرح به من طرف الدائن أو الدائنين ،وحتى النيابة
العامة في حالة تقدمها بطلب فتح مسلللللطرة ،وذلك العتمادها كتاريخ التوقف عن الدفع السللللليما وأن رئيس
المقاولة قد يعمد إلى إخفاء التاريخ الحقيقي للتوقف عن الدفع ،ومن شلأن ذلك أن يثير مسلؤوليته عن التأخر
بعد مرور ثالثين يوما من تحققه ،وتتضلللللح رغبة المشلللللرع من وراء تحديد التوقف عن الدفع في ضلللللمان
استقرار المعامالت التي تمت في الماضي.
من جهة القضاء المغربي سارت المحاكم المغربية على توجه القضاء الفرنسي وجعل مسألة تقدير التوقف
ع ن الدفع من اختصاص قضاة الموضوع والذين لهم الحق في تقديره.
بالرجوع إلى المادة 575من القانون الجديد رقم 73.17نجد أن المشلللللللرع المغربي حدد المقصلللللللود من
التوقف عن الدفع وحالة ثبوته ،وذلك باعتماد المقارنة بين أصول وخصوم المقاولة وأن هذه األخيرة تفوق
األصلللول وتجعل ا لمقاولة عاجزة عن تسلللديد ديونها المسلللتحقة والمطالبة بأدائها بسلللبب عدم كافية أصلللول
المقاولة المتوفرة بما في ذلك الديون الناشللللئة عن االلتزامات المبرمة في إطار االتفاق الودي المنصللللوص
عليه في المادة 556من القانون السالف الذكر.
52
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الأول)
القانون الجديد رقم 17.73حدد تاريخ التوقف عن الدفع في أال يتجاوز في جميع األحوال 18شهرا السابقة
لتاريخ الحكم بافتتاح مسلللطرة المعالجة وذلك بمقتضلللى الحكم القاضلللي بفتحها ،مع أنه في حالة عدم تحديد
الحكم لهذا التاريخ فإن بداية التوقف عن الدفع تعتبر من تاريخ الحكم بافتتاح مسطرة المعالجة.
إمكانية تأخير تاريخ التوقف عن الدفع بناء على طلب من السلللللللنديك قبل أن ينتهي أجل 15يوما الموالية
ل تاريخ الحكم الم حدد لمخطط االسلللللللتمرارية أو التفويت أو التي تلي إيداع قائ مة ا لديون في حا لة الحكم
بالتصفية القضائية( .المادة 713من القانون الجديد).
تجدر اإلشلللارة أن المشلللرع المغربي رغبة منه في الحفاظ على الخصلللوصللليات التي تتميز بها المعامالت
التجارية ،فقد عمل على التنصلليص على تسللجيل الحكم القاضللي بفتح مسللطرة التسللوية القضللائية بسللجالت
المحافظة على األمالك العقارية ،وأيضلللللا بالسلللللجالت الخاص بالسلللللفن والطائرات وذلك بهدف التصلللللدي
ووضلللللع حد للممارسلللللات الصلللللادرة على رؤسلللللاء المقاوالت سللللليئين النية وحماية أيضلللللا لحقوق الدائنين
واالغيار ،كما يسلللجل في نفس السلللجالت السلللالفة الذكر الحكم القاضلللي بمنع التفويت الذي تقرره المحكمة
عند حصللللر مخطط االسللللتمرارية كلما دعت الضللللرورة إلى ذلك طبقا لمقتضلللليات المادة 584من القانون
.17.73
وما ينبغ ي اإلشلللللارة إليه أن التوقف عن الدفع يعتبر هو الفصلللللل بين المسلللللاطر اإلدارية للمعالجة ومرحلة
التدخل القضلللللائي في هذا اإلطار ،ذلك أنه ال مجال للحديث عن تدخل القضلللللائي ،أي أما اعتماد التسلللللوية
القضائية من خالل الحكم بها ،أو الحكم بمسطرة التصفية القضائية إال إذا تحقق شرط التوقف عن الدفع.
فاألهداف التي كانت باألسلللللللاس في نظام اإلفالس تروم إلى معاقبة التاجر فقط ،والنتيجة كانت في كون
غالبية التجار يعلنون إفالسلللهم ومن ثم فمن الصلللعب على كل تاجر أن يسلللتعيد عافيته ويزاول نشلللاطه من
جديد ،لكن بالتحول من نظام اإلفالس إلى نظام مسلللاطر معالجة صلللعوبات المقاولة ،سلللواء على مسلللتوى
األهداف أو على مستوى االليات ،أو النظرة الشمولية للمشرع المغربي تم اعتماد شرط أساسي تنطلق من
خالله المحكمة من تقدير واختيار الحل األنسب وهو شرط التوقف عن الدفع.
53
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)
األشخاص الذي يحق لهم طلب افتتاح مسطرة التسوية القضائية
خالفا لمسطرة اإلنقاذ التي حصر المشرع المغربي الجهة التي يمكنها تقديم طلب فتح هذه المسطرة ،بحيث
جعل هذه اإلمكانية حكرا على رئيس المقاولة وبمبادرة منه ،لكن على مستوى المسطرة القضائية للمعالجة،
سللواء مسللطرة التسللوية القضللائية أو التصللفية القضللائية ،فالمشللرع المغربي منحها االمكانية لعدة أجهزة،
وبالتالي يالحظ أن المشللللللرع المغربي لم يجعل هذه االلية حكرا على رئيس المقاولة ،وذلك تفاديا لتعارض
المصالح المحمية داخل المقاولة ،وأيضا حتى المصالح المرتبطة بالمقاولة ،سواء تعلق األمر بالدائنين أو،
بالمقاولة ،أو برئيس المقاولة ،أو باألجراء ،أو باألغيار.
األهداف والمسللللاعي وغايات المشللللرع المغربي من إقرار نظام مسللللاطر صللللعوبات المقاولة ،كانت وراء
إقرار قاعدة مسلللللطرية ذهبية جديدة تتمثل في المعالجة ،وذلك من خالل قراءة مقتضللللليات المواد من 576
إلى غاية ، 578مسلللطرة التسلللوية القضلللائية هي آلية ليسلللت جديدة لكن آلية تروم إلى انقاذ المقاولة بالدرجة
األولى ،فبمجرد تسلللميتها ينبغي تحليل هذه المسلللطرة التي يطلق عليها التسلللوية القضلللائية ،وليس التصلللفية
القضائية.
نالحظ أن المشرع المغربي أعطى أهمية قصوى لهذه المسطرة ،والدليل على ذلك هو العناية الخاص لهذه
المسطرة وإشراك جملة من األ جهزة بهدف إنجاح هذه المسطرة ،عموما يمكن أن نلخص األشخاص الذين
منحهم المشرع المغربي الحق في طلب افتتاح مسطرة التسوية القضائية ،هم أربع جهات:
أوال :رئيس المقاولة بناء على طلب
بالرجوع إلى المادة 576من مدونة التجارة نجدها منحت هذه االمكانية من خالل التنصيص على أنه يجب
على رئيس المقاولة أن يطلب فتح مسطرة التسوية القضائية في أجل أقصاه 30يوما من تاريخ التوقف عن
الدفع.
إذن هنا كلمة يجب تلزم رئيس المقاولة بأن يطلب افتتاح مسللللطرة التسللللوية القضللللائية في مواجهة المقاولة
المتوقفة عن الدفع ،فهو مجبر بقوة القانون أن يطلب فتح مسلللطرة التسلللوية القضلللائية لمقاولته التي تبث في
حقها التوقف عن الدفع ،شريطة أن يتم هذا الطلب داخل أجل 30يوم من تاريخ التوقف عن الدفع.
ويتقدم بتصلللللللريح لرئيس المحكمة التجارية المختصلللللللة ،التي تقع المقاولة في دائرة نفوذها ،ويالحظ من
الناحية المنطقية أن أجل 30يوم هو أجل معقول حتى ال يمكن تفويت الفرصلللللللة على إنقاذ مقولته المتوقفة
عن دفع ديونهللا ،فللاألجللل إذا نظرنللا إليلله من زاويللة مفهوم التوقف عن الللدفع الللذي يعتمللد على المعيللار
54
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)
االقتصللللللادي ،يفترض وفق النموذج القانوني المحدد طبقا للمادة 576أن المدين الذي يسللللللتحيل عليه تنفيذ
التزاماته تجاه دانيه وفق قاعدة عدم كفاية أصلللللللول المقاولة ،فال مبرر له في التأخر عن تقديم هذا الطلب،
فرئيس المقاولة ملزم بتقديم داخل األجل المنصوص عليه في المادة 576أال وهو 30يوما من التوقف عن
الدفع.
والغاية من وراء إقرار هذه المدة هو قطع الطريق أمام رئيس المقاولة من اإلفالت من القيام بهذا الطلب،
وأيضا دفع رؤساء المقاوالت إلى اإلسراع بسلوك هذه المسطرة قبل أن تتفاقم الوضعية ،ألنه لو كان هناك
أجل كبيرا لتهاون رئيس المقاولة عن تقديم الطلب بافتتاح مسلللطرة التسلللوية القضلللائية ،وهو األمر الذي قد
يؤدي إلى تأزم وتفاقم وضللعية المقا ولة المتوقفة عن الدفع ،و أن يبين األسللباب التي حالة دون دفع المقاولة
لديونها ،وأن يتم إيداع هذا الطلب لدى كتابة الضبط بالمحكمة التجارية.
وإلى جانب هذا الطلب رئيس المقاولة ملزم بأن يرفق بطلبه هذا الوثائق األسللاسللية والقوائم التركيبية آلخر
رسالة مالية مؤشر عليه ا من طرف مراقب الحسابات إن وجد ،وأيضا أن يرفعها بجرد وتحديد قيم المنقولة
والعقارية ،مع إرفاقه أيضا بقائمة بالمدينين مع اإلشارة إلى عناوينهم ومبالغ المستحقة للمقاولة والضمانات
الممنوحة لها بتاريخ التوقف عن الدفع ،مع جدول التحمالت وقائمة اإلجراء وممثليهم وإن وجدوا نسلللللللخة
من النموذج 7من السجل التجاري ووضعية الموازنة الخاصة بالمقاولة خالل االشهر الثالث االخيرة.
و لضللللللمان جدية الطلب لقد ألزم المشللللللرع المغربي من خالل المادة 577أن تكون الوثائق المدلى بها من
المدين مؤرخة و موقعة ومصلللللللادق عليها من قبله ،وفي حالة تعذر تقديم هذه الوثائق أو كان االدالء بها
ناقص وجب أن يشمل التصريح بيان األسباب التي تمنع تقديمها.
ثانيا :أحد الدائنين بواسطة مقال افتتاحي للدعوى
بلالرجوع إلى الملادة 578من القلانون 17.73منحلت هلذه الملادة االمكلانيلة ألحلد اللدائنين كيف ملا كلانلت
طبيعته ،أن يتقدم بمقال افتت احي للدعوى من أجل افتتاح مسلللللطرة التسلللللوية القضلللللائية في مواجهة المقاولة
المتوقفة عن دفع ديونها ،إذن هنا نالحظ االختالف الوسللللليلة التي منحها المشلللللرع المغربي الدائنين مقارنة
مع رئيس المقاولة ،رئيس المقاولة يكفيه فقط تقديم طلب إلى رئيس المحكمة في حين أن الدائنين جميعهم
أو أحدهم فقط يمكنه أن يقوم بتقديم طلب ،لكن ليس طلب كما هو الشللللللأن بالنسللللللبة لرئيس المقاولة لكن أن
يتقدم بمقال افتتاحي لدعوى ،أي أن يقوم برفع دعوى للمحكمة التجارية ،ويطالب من خاللها اخضلللللللاع
المقاولة المتوقفة عن أداء الديون ،أن يخضعها إلى مسطرة المعالجة ال سيما التسوية القضائية.
55
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)
أي أنه أي دائن لم يحصلللللللل على قيمة الدين الذي يدين به للمقاولة أي كانت طبيعة الدين مدنيا أو تجاريا،
وأين كانت قيمته فإن المقاولة حينما ال توفي بهذا الدين فذلك الدائن يحق لهم أن يطلب من المحكمة بناء
على دعوى ،أن تحكم المحكمة بإخضللللاع هذه المقاولة إلى مسللللطرة التسللللوية القضللللائية ،والمحكمة أيضللللا
يمكنها أن تضعها تلقائيا على هذه المسطرة.
والعلة وراء ذلك هو أن مصالحهم مرتبطة بمصير المقاولة ،بحيث أن التأخر المدين عن طلب فتح مسطرة
المعالجة قد يؤدي إلى تدهور وضللعيتها وتفاقم أزمتها ومن تم يصللعب األمر معه أن يحص لل الدائنون على
ديونهم.
لكن ال يمكن قبول ا لدعوى إال إذا قام ا لدائن بتقديم مقال افتتاحي ل لدعوى لدى المحك مة وأداء الرسلللللللوم
القضلللائية لدى صلللندوق المحكمة ،وأن يبين ما يثبت الدين تفاديا لإلضلللرار بالمقاولة وتضلللييع الوقت أمام
المحاكم.
التسلللللاؤل الذي يطرح في هذا اإلطار هو مدى إمكانية الدائن في سللللللوك المسلللللاطر العادية للمطالبة بدينهع
والتقدم بالمقال االفتتاحي للدعوى لفتح مسطرة التسوية القضائيةع
الدائنين ال يوجد ما يمنعهم من سلوك المساطر العادية وليس هناك ما يمنعهم من سلوك مسطرة القضائية،
لذلك فلهم الخيار بين المسللللطرتين أو حتى ال جمع بينهما ،لكن بالنسللللبة للدائنين الدين شللللاركوا في مسللللطرة
المصللللالحة أو وافقوا عليها ،فإنهم ال يحق لهم التقدم بمقال افتتاحي للدعوى ألن شللللرط اسللللتحقاق الدين أو
الديون يكون قد انتفى بموجب اتفاق المصالحة ،إال في حالة فسخ هذا االتفاق.
الدائنون حينما يتقدمون بمقال افتت احي من أجل فتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة المقاولة المتوقفة
عن الدفع ،فالبد أن يكون الدين الذي يطالبون به قائما وأن يكون عبارة عن أموال وأن يكون حل أجل
اسللتحقاقه ،وإال سللوف تكون النتيجة النهائية هي سللقوط الدين ،إذن فالبد من شللروط أسللاسللية أن تتوفر في
هذا ا لدين ،فالدين الذي يسللللقط بالتقادم ال يمكن المطالبة به ألنه قد سللللقط بالتقادم ،وال يحق بتاتا المطالبة به
سواء بالطرق العادية أو حتى بفتح مسطرة التسوية القضائية.
وهناك حالة اخرى للتاجر الذي اعتزل أو الذي توفي داخل أجل سلللنة من االعتزال أو 6أشلللهر من الوفاة،
فال يمك ن الرجوع عليله إذا كلان قلد توقف عن اللدفع قبلل تحقق هلاتله الواقعتين ،بمعنى أن اللدائنين حينملا
يقومون بتقديم مقال افتتاحي للدعوى للمحكمة التجارية من أجل المطالبة بإخضاع هذه المقاولة إلى مسطرة
التسللللللوية القضللللللائية ،فلو كان التاجر صللللللاحب المقاولة أو التاجر الطبيعي قد توفي قبل واقعة التوقف عن
56
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)
الدفع ،أو اعتزل التجارة قبل واقعة التوقف عن الدفع ،شلللللللريطة أن يكون هذا االعتزال سلللللللنة قبل واقعة
التوقف عن الدفع ،فهنا ال يمكن للدائنين تقديم المقال االفتتاحي للمطالبة بإخضلللللللاع المقاولة للتسلللللللوية
القضائية ،ألن واقعة الوفاة أو االعتزال سابقة عن واقعة التوقف عن الدفع.
كما أن العمال أو االجراء ال يحق لهم تقديم هذا المقال االفتتاحي على خالف ما هو معمول به في القانون
الفرنسيين وذلك ألن األجير ال يعتبر دائنا في التشريع المغربي.
ثالثا :المحكمة التجارية بصفة تلقائية
المحكمة بمقتضى المادة 578من القانون 17.73يمكنها ب صفة تلقائية أن تقضي من تلقاء نف سها بمقت ضى
حكم صلللادر عنها بإخضلللاع هذه المقاولة إلى مسلللطرة التسلللوية القضلللائية ،وذلك كلما تبين لها من ظروف
الحال ما يقتضي ذلك ،مثال قد تكون المقاولة متوقفة عن الدفع ولها ملفات و ق ضايا معرو ضة على محكمة
التجارية ،فالمحك مة من خالل االطالع على هذه الوثائق قد يتضح لها بأن هذه المقاولة هي في حالة التوقف
عن الدفع ،فالمحكمة يمكنها أن تقضلللي من تلقاء نفسلللها بإخضلللاعها للتوقف عن الدفع ،وذلك تجاوزا للقاعد
المعمول بها على مستوى القضاء ،وهي أن القضاء ال يحكم إال بما طلب منه.
في نظام اإلفالس السلللللابق الذي كان معموال به سلللللنة 1913لم يمنح للمحكمة هذا الحق ،لكن بالمقابل نجد
الشللللللرع المغربي خالل القانون الجديد بل حتى على مسللللللتوى الكتاب الخامس منح هذه االمكانية للمحكمة
وذلك بهدف انقاد المقاولة ،ألن هاجس اإلنقاذ والحماية هو الذي يكتسلللللللي ويطغى على مسلللللللاطر معالجة
صعوبات المقاولة و يعتبر من أولويات هذا النظام الجديد.
لذلك كان جليا من المشللرع المغربي أن يعترف بالمحكمة في الحق في وضللع يدها ويمنحها هذا الحق كآلية
جديدة تسلللعى إلى مسلللاعدة المقاولة على تسلللوية وضلللعيتها ،والعلة من وراء هذا االعتراف هو أن الدين قد
يتقاعس وي حجم على تقديم طلب إخضللاع المقاولة المتوقفة عن الدفع إلى مسللطرة التسللوية القضللائية ،وأمام
هذا التوقف عن الدفع إلى جانب طغيان المصلللللحة االقتصللللادية العامة للبالد وأيضللللا خصللللوصلللليات نظام
االقتصللللادي كمحدد جديد لنظام المعالجة فرض أن يتدخل القضللللاء تلقائيا في مسللللاطر معالجة صللللعوبات
المقاولة.
المحكمة تضلللع يدها على المسلللطرة وذلك يبلغ من الصلللعوبة بما كان ال سللليما أمام كثرة الملفات وقلة عدد
القضللاة المشللرفين على هذه الملفات ،فقد يبلغ إلى علم المحكمة من قبل جهات معينة كما هو الحال بالنسللبة
لمصللللحة الضلللرائب ،وأيضلللا مؤسلللسلللة الضلللمان االجتماعي أو من طرف هيئات غير رسلللمية كالدائنين و
األبناك ومراقبي الحسابات ،قد يبلغ إلى علمها ألن أحد الملفات تتعلق ببعض المقاوالت وأن هذه المقاوالت
57
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)
أو مقاولة معينة هي في حالة توقف عن الدفع ،وفي هذه الحالة المحكمة تبادر إلى تحري األمر والبت في
تلك الوقائع ،وإذا ثبت أن هناك تو قف عن الدفع تقضي بافتتاح مسطرة تسوية المقاولة في مواجهة المقاولة
المتوقفة عن أداء ديونها.
ومن المالحظ أيضا أنه يمكن تحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة التسوية القضائية والتصفية القضائية ،إذا
ما تبت المحكمة في نظرها أن الطلب الرامي إلى فتح مسلللللللطرة اإلنقاذ غير فعال نظرا لكون المقاولة في
حالة توقف عن الدفع.
رابعا :النيابة العامة
بمقتضللى المادة 578من القانون 17.73منح المشللرع هذه االمكانية االختصللاص للنيابة العامة ،بحيث أن
النيابة العامة يمكنها أن تتقدم بطلب إلى رئيس المحكمة التجارية من أجل إخضللللللاع مقاولة تبث توقفها عن
أد اء ديونه وأن يتم اخضللللاعها إلى مسللللطرة التسللللوية القضللللائية ،لذلك الدور الذي تلعبه النيابة العامة دور
حيوي على مسللللتوى مسللللاطر المعالجة بحيث بدورها تهدف إلى حماية النظام العام االقتصللللادي ،وأيضللللا
المساهمة في إنقاذ المقاولة.
هذا االعتراف الذي منحه المشللللرع للنيابة العامة يأتي في سللللياق الدور الذي أراده القانون ،أن تلعبه النيابة
العامة بوجه عام على مسلللللتوى القضلللللاء التجاري ،وأيضلللللا على المسلللللاهمة في الحفاظ على النظام العام
االقتصللادي ،وأن سلللوك النيابة العامة في هذه الحالة لهو إال مسلللكا احتياطيا يتم اللجوء إليه في الحالة التي
يتقاعس فيها المدين أو الدائنون عن سلوك هذه المسطرة.
نظرا لآلليات التي تتمتع بها النيابة العامة على مسللللتوى االسللللتعالم ،أي تقصللللي الحقائق وجمع المعلومات
وأيضا على ما لها من مقومات تجعلها قادرة على تتبع وضعية المقاوالت فالمشرع المغربي منح االمكانية
للنيابة العامة ،لكن على م ستوى العملي أثبت التجربة بأن عمل النيابة العامة على مستوى المحاكم التجارية
يتميز بالصلللللللعوبة أحيانا ،والعلة وراء ذلك هو أن كثرة الملفات غالبا ما تشلللللللكل عائق دون اطالع النيابة
العامة على جميع الملفات الرائجة على مسلللللللتوى المحاكم ،وعلى وضلللللللعية المقاوالت وهذا اكراه يطرح
اشكاال كبيرا من الناحية العملية.
النيابة العامة قد تتدخل بطلب فتح مسلللللطرة القضلللللائية في مواجهة المقاولة المتوقفة عن دفع ديونها ،وذلك
بسلللللبب عدم تنفيذ التزامات المالية المبرمة في إطار المصلللللالحة ،لكن العلة الرغم من سلللللكوت النص عن
تحديد النيابة العامة الموكول لها مه مة طلب فتح مسلللللطرة فإن ذلك يظل من اختصلللللاص النيابة العامة لدى
المحكمة التجارية ،وأيضا حتى النيابة العامة على مستوى المحكمة الجنائية.
58
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثانى)
قرار اإلحالة الذي يمارسلله رئيس المحكمة التجارية ،فيما يتعلق بمقتضلليات المادة 559ال سلليما فيما يتعلق
بحالة عدم تنفيذ المدين لاللتز امات الناشللئة بموجب االتفاق المصللالحة ،والذي يكون قد صللادق عليه رئيس
المحكمة ،فإن هذا األخير يعاين بمقتضى أمر غير قابل لإلبطال فسخ هذا االتفاق ،مما يؤدي إلى سقوط كل
اآلجال الممنوحة له ومن تم يحيل الملف للمحكمة من أجل فتح مسللللطرة التسللللوية القضللللائية ،أو التصللللفية
الق ضللائية ،لكن ينبغي اإلشللارة إلى أنه رغم سللكوت النص وسللكوت المشللرع فإن سللقوط اآلجال يترتب عنه
بشللكل مباشللر تحقق شللرط التوقف عن الدفع ،ومن تم إمكانية فتح مسللطرة التسللوية القضللائية أو التصللفية
القضائية.
59
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)
إجراءات الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية ومضمونه
إن الحكم القا ضي بفتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة المقاولة المتوقفة عن دفع ديونها ،يتم بعد تقديم
الطلب إما من رئيس المقاولة المعنية باألمر أو من طرف النيابة العامة أو تلقائيا من طرف المحكمة
المختصة ،أو بناء على مقال افتتاحي للدعوى من طرف أحد الدائنين.
إذن بمجرد ما تتوصل المحكمة بأحد هذه الطلبات أو المقاالت الرامية للمطالبة بافتتاح مسطرة التسوية
القضائية فإنها تبث في األمر فتقضي بحكم فتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة المقاولة المتوقفة عن
الدفع.
فرهان المزاوجة بين التوفيق بين مصالح جميع األطراف سواء الدائنين أو المدين أو االجراء أو االغيار،
يهدف إلى الحفاظ على مصلحة المقاولة بالدرجة األولى ،لذلك يتدخل القضاء ويشرف على مسطرة التسوية
القضائية بهدف انجاحها ،فالحكم القاضي بفتح مسطرة القضائية له إجراءات معينة ،وأيضا له شكليات ،ثم
له مضمون يقضي باتخاذ التدابير الالزمة.
فه ذه كلها أمور تحدد مآل المسطرة وأيضا ومآل المقاولة ،فقانون مساطر معالجة صعوبات المقاولة وضع
خارطة الطريق التي يتعين على المحكمة احترامها واالقتضاء بها ،سواء على مستوى اإلجراءات وأيضا
على مستوى تحديد مضمون الحكم القاضي بفتح هذه المسطرة ،وأيضا ضرورة مراعاة اإلجراءات الشكلية
في هذا اإلطار.
إجراءات تتعلق بالحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة.
هنا نالحظ أن هناك جملة من اإلجراءات أولها استدعاء رئيس المقاولة لالستماع إليه إجباريا ،واالستماع
إلى األشخاص آخرين غير مدينين ترى المحكمة أن االستماع إليهم مفيد ،ثم تعمل المحكمة على تعيين خبير
في هذا اإلطار وتحدد أجل للبت في الدعوى.
استدعاء رئيس المقاولة لالستماع إليه إجباريا :القضاء أصبح عنصرا أساسيا على مستوى مساطر
المعالجة ،وإذا صح التعبير اعتبر شريكا فاعال في إنجاح مساطر صعوبات المقاولة ،ذلك من حيث تدخله
واإلشراف ع لى هذه المساطر ،فتعمل المحكمة على استدعاء رئيس المقاولة المتوقفة على سداد ديونها،
والقضاء يتدخل في هذه المرحلة ويكون محايدا ،ويعمل على تقصي الحقائق واالستماع إلى كل من يراه
مفيدا في عملية تشخيص الواقع و وضعية المقاولة.
60
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)
اإلجراءات التي يعمل بها قبل الحكم باف تتاح مسطرة التسوية ،يتم استدعاء رئيس المقاولة واالستماع إليه
بكيفية جبرية في غرفة المشورة طبقا لمقتضيات المادة 563من مدونة التجارة ،ذلك فهي تبث في طلب
افتتاح مسطرة اإلنقاذ بعد استماعها إلى رئيس المقاولة.
إمكانية االستماع إلى أشخاص آخرين غير المدين :كل شخص تبين للمحكمة أن أقواله مفيدة دون
التمسك بالسر المهني تستمع إليه حرصا على استكمال الصورة الحقيقية لوضعية المقاولة ،هذا االستماع
يكون على مستوى غرفة المشورة ،فالمحكمة يمكنها أن تستدعي أحد الدائنين أو البعض منهم أو جميعهم،
أو مراقب الحسابات ،أو أي شخ ص آخر يمكن أن يفيد في تكوين صورة حقيقية لوضعية المقاولة.
إمكانية تعيين خبير :أيضا المحكمة يحق لها تعيين خبير و لالستعانة به كلما تطلب األمر ذلك ،ألن
الخبراء يعتبرون ذوي االختصاص في مجاالت معينة خاصة المجاالت المحا سبتية ،فالمحكمة من خالل
تعين الخبير أو الخبراء ،فهو يهدف إلى تكون القناعة وتكوين صورة حقيقية على المقاولة من خالل االستعانة
بالخبير قصد تنويره وقصد إعطائه صورة حقيقية عن المقاولة وذلك على المستوى غرفة المشورة.
تحديد أجل البت في الدعوى :بعد كل ذلك تعمل المحكمة على تحديد أجل البت في الدعوى ،وهنا
المحكمة ملزمة بعد استدعائها لرئيس المقاولة بغرفة المشورة ،خالل أجل 15يوما من تقديمه الطلب ،وأن
تبت داخل هذا االجل ،وبالرجوع إلى المادة 582من قانون 17.73نجدها أنها يتعين عليها أن تبت داخل
أجل 15يوما من رفع الدعوى إليها ،فكلما تبت التوقف عن الدفع قامت المحكمة بختيار المسطرة المناسبة
إما بناء على تشخيص واقع المقاولة طبقا لوضعيتها ،ومن تم تقذي إما وإخضاعها لمسطرة التسوية القضائية
أو لمسطرة التصفية القضائية.
مضمون الحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة
أن مفهوم الحكم القاضي بفتح المساطر القضائية السيما مسطرة التسوية القضائية ،هذا المضمون يكتسي
أهمية بليغة ،عندما تتوفر الشروط القانونية لدى المحكمة وذلك بالطلبات المقدمة لرؤساء المقاوالت ،أو من
طرف النيابة العامة ،أو بناء على مقال االفتتاحي الموجه من طرف الدائنين أو بعضهم ،بهدف فتح مسطرة
التسوية القضائي ة فتوفر الشروط القانونية يعد أمرا أساسيا لقبول هذه الطلبات ،فتقضي إما بالموافقة ،أو
بالرفض.
التحديد األولي لتاريخ التوقف عن الدفع :التوقف عن الدفع له أهمية بالغة باعتباره الفاصل بين المرحلة
القضائية والمرحلة اإلدارية ،طبقا للمعيار االقتصادي ،قانون 17.73المتعلق بمساطر معالجة صعوبات
المقاولة أفرد مادة فريدة في فصل مستقل وهو الفصل األول من الباب الحادي عشر من الكتاب الخامس،
61
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)
الذي نظم مسألة التوقف عن الدفع ،والتوقف عن الدفع هي مسألة أساسية ألنها تحدد مصير المقاولة بشكل
أساسي .المشرع المغربي من خالل المادة 713من قانون 17.73نجده قد تطرق إلى تحديد تاريخ التوقف
عن الدفع ،في الفقرة األولى نجدها تنص على أنه يعين حكم فتح مسطرة التوقف عن الدفع الذي ال يجب أن
يتجاوز في جميع األحوال 18شهرا قبل فتح المسطرة.
إذن الحكم الذي يقضي بفتح مسطرة التسوية القضائية البد أن يعين تاريخ التوقف عن الدفع ،بمعنى أن تاريخ
التوقف عن الدفع البد أن يكون سابق على تاريخ الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية ،شريطة أال
يتجاوز 18شهرا التي تسبق تاريخ فتح مسطرة التسوية القضائية ،إذا لم يستطع القاضي من خالل هذا الحكم
من تحديد تاريخ التوقف عن الدفع فيعتبر تاريخ التوقف عن الدفع هو تاريخ الحكم بفتح مسطرة التسوية
القضائية.
إمكانية تأخير تاريخ التوقف عن الدفع :نظرا للوعي الكبير للمشرع بصعوبة تحديد التاريخ الفعلي
والحقيقي للتوقف عن الدفع بكيفية دقيقة ،أعطى إمكانية للمحكمة بتغيير تاريخ التوقف عن الدفع مرة أو عدة
مرات وفق ضوابط قانونية محددة ،ذلك نتيجة لآلثار القانونية المترتبة عن تعديل وتغيير هذا التوقف،
فبالرجوع دائما للمادة 713نجدها قد منحت إمكانية تقديم طلب تغيير التاريخ المتعلق بالتوقف عن الدفع إلى
المحكمة شريطة أن يقدم هذا الطلب قبل انتهاء أجل 15يوما الموالية للحكم الذي يحدد مخطط االستمرارية
أو مخطط التفويت أو تلك الموالية إليداع قائمة الديون إذا تم الحكم بالتسوية القضائية.
يمكن للجهة التي تملك الحق طلب تأخير التوقف عن الدفع أن تقوم بذلك وهي االعتراف من السنديك دون
غيره في ممارسة هذا ا لحق ،السنديك منحه المشرع المغربي الحق في تقديم طلب تغيير تاريخ التوقف عن
الدفع ،فإذا أراد الدائن أو المدين أو المدينون تغييره يتعين عليهم أن يتقدموا بالتماس وطلب إلى السنديك من
أجل رفعه إلى المحكمة قصد البت فيه.
التعيين اإلجباري لألجهزة المسطرة :وهناك بعض االثار المتعلقة بمضمون افتتاح مسطرة التسوية
القضائية ،فعلى مستوى المضمون نجد أن الحكم حينما تحكم به المحكمة التجارية ،يتم تعيين األجهزة التي
تشرف وتسهر على اإلشراف على مسطرة التسوية القضائية.
فالحكم القاضي بافتتاح مسطرة التسوية القضائية ال بد أن يشير من خالله القاضي إلى األجهزة التي ستشرف
على هذه المسطرة ،وهذه األجهزة هي القاضي المنتدب ،ثم السنديك.
62
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)
فالقاضي المنتدب يشرف على مسطرة التسوية القضائية ويعمل تحت إمرته ويساعده السنديك ،هذا األخير
يعمل وفق توجيهات القاضي المنتدب ،بالرجوع إلى القانون 17.73نجده قد حدد ما يسمى بالقواعد المشتركة
لمساطر اإلنقاذ والتسوية القضائية والتصفية القضائية ،إذ تم تحديد الباب األول ألجهزة المساطر التي يجب
على القاضي أن يشير إليها في حكمه ،لذلك سواء أ كنا أمام مسطرة اإلنقاذ أو التسوية القضائية أو التصفية
القضائية ،فحينما تقضي المحكمة بفتح مسطرة قضائية في مواجهة مقاولة معينة ،فهذه المقاولة ستنتقل من
وضعية كانت تعيش فيها ،إلى وضعية جديدة.
في ظل الوضعية القديمة كانت تعيش تحت إشراف رئيس المقاولة ،في حين أن الوضعية الجديدة سوف
تشكل قاطعة مع تلك المرحلة القديمة وسوف تعيش تحت إشراف القاضي المنتدب والسنديك ،فالمحكمة هنا
تصبح هي الجهاز الوصي على المقاولة.
إذن الجهاز األول الذي يعين هو القاضي المنتدب حيث أن القضاء غالبا ما يتم االعتراف له بالدور المهم
على مستوى مساطر المعالجة ،فالقاضي المنتدب يحظى بأهمية قصوى على مستوى مساطر معالجة
صعوب ات المقاولة ،فهو الذي يسهر على السير السريع للمسطرة وعلى حماية مصالح القائمين بها طبقا
للمقتضيات المنصوص عليها في المادة 671من قانون .17.73
فهو بمثابة العين الساهرة التي ال تنام والتي تشرف على المقاولة والتي يعمل على انقاذها وعلى مساعدتها
في تجاوز االزمة التي تعترضها ،لذلك القانون 17.73منح للقاضي المنتدب منح العديد من اآلليات المهمة
التي يمكن االستعانة بها من أجل تحقيق األهداف المتوخاة.
نصت المادة 672على أن القاضي المنتدب يبت بمقتضى أوامر صادرة عنه في الطلبات والمنازعات
الداخلة في اختصاصه ال سيما الطلبات االستعجالية والوقتية واإلجراءات التحفظية المرتبطة بالمسطرة
وأيضا الشكاوى المقدمة ضد أعمال السنديك.
القاضي المنتدب هنا يعتبر جهازا رقابيا على السنديك ترفع عليه جميع الشكاوى المقدمة من الدائنين واالغيار
أو حتى من رئيس المقاولة ،فهو بمثابة سلطة التظلم ضد أعمال السنديك ،باإلضافة إلى ذلك طبقا للمادة 678
يعمل القاضي المنتدب أو يحق له تعين واحد إلى ثالثة مراقبين من بين الدائنين الذين يتقدمون إليه بطلب،
على أن يتم عزلهم أو عزل السنديك.
فمن أجل تكريس وترسيخ الشفافية والنجاعة ،يسهر القاضي المنتدب على أن يكون واحد من بين المراقبين
في حالة تعدد المراقبين من بين الدائنين أصحاب الضمانات وأن يكون آخرون أيضا من الدائنين العاديين.
63
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)
على أنه حماية للمقاولة والمتعاملين مع المقاولة واالجراء واالغيار والدائنين ،فإنه يمنع منعا كليا أن يعين
القاضي المنتدب من قبل أقارب رئيس المقاولة أو أصغره إلى درجة الرابعة بإدخال الغاية.
القاضي المندب له دور حيوي يعمل بمقتضى الصالحيات الممنوحة له بمقتضى القانون الجديد ال سيما
المادة 670على إنقاذ المقاولة ،المشرع المغربي سار على النهج الذي سار عليه القانون الفرنسي ال سيما
فيما يتعلق بتسيير وتيسير مهام القاضي المنتدب ،ذلك بأن القانون الجديد من خالل المادة 670سمح وألول
مرة بأن يقوم القاضي المنتدب بتعيين نائب عنه.
إذن فالقاضي المنتدب في ظل القانون الجديد أصبح يحق له أن يعين نائب عنه يساعده في مهامه في حالة
ما إذا عاقه عائق دون القيام بذلك وهذا أمر إيجابي لم يكن معموال به في ظل القانون القديم ،فباستثناء هذا
التحديد لم يتطرق القانون الجديد إلى شروط أخرى تتعلق بتعيين القاضي المنتدب أو نائبه ،فالقاضي الذي
يشرف على القضية هو من يبقى له االختصاص في اختيار القاضي المنتدب المناسب من المحكمة التجارية
التي تشرف على البت في الدعوى المرفوعة إليها في هذا اإلطار.
القاضي المنتدب أيضا له الحق وجميع الصالحيات في اتخاذ جميع القرارات التي تعلق بتسيير المقاولة
سواء في مرحلة إعداد الحل لتسوية المقاولة ،من قبيل الترخيص للسنديك أو رئيس المقاولة من أجل تقديم
بعض الرهون سواء ال رسمية أو الحيازية أو التوصل إلى صلح بالتراضي ،كما له أن يأمر أيضا بأداء
المسبق لدعم الديون لفائدة الدائنين.
وإلى جانب القاضي المنتدب هناك جهاز ثاني وهو السنديك ،والسنديك يعتبر هو العنصر الحيوي والذي
تكلف إليه مهمة مباشرة جميع إجراءات المرتبطة بإنجاح مسطرة التسوية القضائية ،سواء في عالقته مع
رئيس المقاولة أو بالدائنين على مستوى التصريح بالديون او التفاوض معهم ،أو حتى مع األغيار بطبيعة
الحال.
فهو بمثابة الحارس القانوني للمقاولة وإن كانت المهام التي تعتبر مهام ضخمة وجسيمة ،فالسنديك له من
التجربة واالمكانيات ال تي تخول له إنجاح هذه المهام ،غالبا ما يعين من قبل الموظفين بالمحكمة وإن كانت
هناك إمكانية تعيين السنديك من قبل االغيار ،فالسنديك هو حجر الزاوية والمحرك األساسي لمساطر معالجة
صعوبات المقاولة ،سواء مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية.
وأيضا هو مراقب ل سير تنفيذ مخطط اإلنقاذ طبقا للقانون الجديد ،لذا فالسنديك وإن كانت المحاكم المغربية
عملت على تعيينه من خارج كتابة الضبط فأحيانا يتم تعيينهم من قبل الخبراء المحاسبيين ،لكن نظرا لخلق
64
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)
نوع من التوازن ومراعاة للتكلفة المادية التي قد ترهق المقاولة غالبا ما يتم اللجوء إلى اختيار السنديك من
قبل موظفي المحكمة التجارية وغالبا موظفي كتابة الضبط.
بالرجوع إلى المادة 673نجدها قد أبانت عن محدودية المهام التي توكل إلى السنديك ،بقراءة هذه المادة
نجدها صريحة العبارة فيما يتعلق بالتوجهات المشرع وغاية المشرع ،فقد نص من خالل القانون الجديد
على أن المؤهالت المطلوبة من مزاولة مهام السنديك واألتعاب تحدد بنص تنظيمي الحق ،وعدم دخول
النص التنظيمي حيز التنفيذ هنا يمكن للمحكمة عدم االقتضاء باالستعانة بالغير ،ويبقى الباب مفتوحا أمام
المحكمة في اعتماد السنديك إما من بين كتاب الضبط لدى المحكمة التجارية ،أو من األغيار.
من جهة أخرى تجدر اإلشارة إلى أن هناك مالحظتين في مؤسسة السنديك في ظل القانون الجديد 17.73
فمهام السنديك طبقا للمادة 673تتحدد وفق طبيعة ونوع المخطط القضائي في حين يتم اعتماد مخطط اإلنقاذ،
فإن مهام السنديك تتمثل في مراقبة تنفيذ هذا المخطط لكن إذا تعلق األمر بمخطط التسوية القضائية فدور
السنديك يتعلق فقط بتسيير عملية التسوية أو التصفية القضائية ابتداء من تاريخ صدور الحكم الرامي إلى
فتح المسطرة وقفلها.
فالسنديك يكلف على مستوى مسطرة اإلنقاذ بمخطط اإلنقاذ ويقوم بأعمال التصرف وتنفيذ المخطط طبقا لما
هو محدد له من الناحية القانونية ،على أن يرفع تقريرا إلى القاضي المنتدب ويقوم باإلشراف على تسيير
عملية التسوية القضائية ،كما يسهر على تنفيذ مخطط االستمرارية أو التفويت تم يتلقى التصريحات بالديون
من طرف الدائنين ويقوم بمراقبتها وتحقيقها تحت إشراف القاضي المنتدب.
ويمكن أن يتم عزل أو استبدال السنديك من طرف المحكمة المصدرة للحكم القاضي بافتتاح مسطرة التسوية
القضائية وذلك إما بصفة تلقائية أو بناء على طلب يقدمه القاضي المنتدب أو بناء على طلب مقدم من االغيار
إما رئيس المقاولة أو أحد الدائنين ،كما أن السنديك تظهر أهميته في كونه الوحيد الذي له الصفة في التصرف
باسم الدائنين ولفائدتهم مع مراعاة الحقوق المعترف بها للمراقبين وللجمعيات الدائنين في هذا اإلطار،
فالمحكمة أيضا تقوم باستبدال السنديك بطلب من النيابة العامة أو جمعية الدائنين مالم يبت القاضي المنتدب
في هذه الشكاية داخل أجل 15يوم.
إشهار الحكم القضائي بافتتاح مسطرة المعالجة
بالرجوع للمادة 564من القانون 17.73التي تحيل على المادة 588فيما يتعلق بآثار فتح المسطرة
وإجراءات الشهر والنشر والتبليغ ،وأيضا طبقا للمادة 584من مدونة التجارة فإن آثار الحكم القاضي بفتح
65
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)
مسطرة التسوية القضائية تسري من تاريخ صدوره ومن تم يجب أن يشار إليه في السجل التجاري المحلي،
وأيضا السجل التجاري المركزي فور النطق به.
لكن نظرا للطابع االستعجالي الذي يميز افتتاح مسطرة التسوية القضائية من أجل اإلسراع في إنقاذ المقاولة
فالمشرع المغربي وضع قواعد تخرج عما هو مألوف من حيث الشكل.
بحيث أنه جعل آثر فتح مسطرة التسوية القضائية أو المساطر القضائية بصفة عامة يسري على كل الدائنين
باختالف أنواعهم و طوائفهم وطبقاتهم وكذلك على األغيار وحتى على المدين انطالقا من تاريخ الحكم
بالتسوية أو التصفية القضائية ،بصرف النظر عن تاريخ النشر ،هذا األمر مخالف للقواعد الشكلية المعمول
بها في اإلشهار.
يالحظ أن اآلثار تسري في مواجهة مجموع الدائنين انطالقا من تاريخ الحكم وليس من تاريخ الشهر ،أو
تاريخ النشر فالمادة 584نصت على أنه يجب على كاتب الضبط بنشر اشعار الحكم يتضمن اسم المقاولة
كما هو مقيد بالسجل التجاري وأيضا رقم تسجيلها في صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية والقضائية
واإلدارية ،وفي الجريدة الرسمية داخل أجل 8أيام من تاريخ صدوره ،ويدعو بذلك الدائنين بالتصريح
بديونهم.
فمبدأ السريان الفوري يحظى بصبغة اإلنقاذ ألنه يهدف إلى إنقاذ المقاولة وأيضا الحيلولة دون قيم المدين
بتفويت هذه األموال ،فقد حدد المشرع أجل قصير من أجل تضييق الخناق على رئيس المقاولة حتى ال تكون
لديه الفرصة لتبديد أمواله ومن تم تفادي اإلضرار بمصالح الدائنين ،رغم ذلك فعنصر اإلشهار ال يؤدي إلى
عدم سريان الحكم ،فاألمر هنا أن األجل يتم وقفها احتسابا من تاريخ الحكم بناء على مقتضيات المادة 584
حيث أن أجل 8أيام الممنوحة لرئيس المقاولة من أجل تقديم بتصريح ديونه ال تسري في مواجهته إلى من
تاريخ نشر الحكم وليس من تاريخ النطق.
الحكم القاضي بافتتاح مسطرة التسو ية القضائية يجب أن يسجل في السجل التجاري بصرف النظر عما إذا
كان التاجر مقيدا بهذا السجل أم ال ،وذلك حماية لألغيار حتى يطلعوا على كل ما هو مسجل بالسجل التجاري
ويكونوا على بينة من وضعية هذا التاجر.
وإن كان السنديك يقوم بإشعار الدائنين بأجل معين بتصريح بديونهم فإن النشر في الصحيفة المخول لها نشر
اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية هو مثابة دعوى موجهة إلى الدائنين من أجل التصريح بديونهم.
66
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الثالث)
المشرع المغربي عمل على تنظيم كل ما يتعلق بإشهار الحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة ،بحيث أن
المادة 548من قانون الجديد أ شارت إلى ضرورة إبالغ الحكم إلى المدين أو إلى رئيس المقاولة داخل أجل
8أيام من صدوره ،وتكمن أهمية تبليغ رئيس المقاولة بهذا الحكم بإمكانية ممارسة الطعن ضد هذا الحكم،
أي أنها فتحت له المجال واالمكانية للممارسة الطعن في الحكم القاضي بافتتاح مسطرة التسوية القضائية أو
األحكام المتعلقة بالمساطر القضائية.
وتجدر اإلشارة أن الحكم القاضي بافتتاح مسطرة التسوية القضائية يندرج ضمن المساطر المتعلقة بالمادة
761فلو تمعنا في المادة 761من القانون 17.73في أن االحكام أو األوامر الصادر في مساطر التسوية
القضائية أو التصفية الق ضائية فهي مشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون ما عدا األحكام المشار إليها في
الفصل الثاني من الباب األول من القسم الرابع ،والفصلين األول والثاني من الباب الثاني من القسم السابع
من هذا الكتاب.
ويمكن تقديم طلبات وقف النفاذ المعجل المشمولة به المقتضيات القاضية بالتسوية أو التفويت الكلي بمقال
مستقل عن الدعوى أمام المحكمة المختصة التي تنظر في االستئناف.
67
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الرابع)
على مستوى استغالل المقاولة
من المستجدات المتعلقة بمسطرة التسوية القضائية أيضا ،نجد قيام المشرع المغربي بتمديد اآلجال القانونية
التي كانت ممنوحة لرئيس المقاولة قصد تقديمه لطلب فتح مسطرة التسوية القضائية من خالل المادة 576
من القانون رقم ،73-17حيث أصبح األجل الممنوح له لتقديم الطلب هو 30يوما من تاريخ توقف المقاولة
عن الدفع ،وذلك عوض 15يوما التي كانت من قبل وذلك تحت طائلة سقوط األهلية التجارية المنصوص
عليها في المادة 747من القانون السالف الذكر.
يظل رئيس المقاولة والحالة هاته ملزما طبقا لمقتضيات المادة 577من الجديد بأن يودع طلب افتتاح
المسطرة ويشير فيه إلى أسباب التوقف عن الدفع مرفوقا بالقوائم التركيبية وباقي الوثائق المنصوص عليها
في هذه المادة ،مع التزامه بأن يود ع المصاريف المتعلقة باإلشهار وتسيير المسطرة بعد أن يحددها رئيس
المحكمة ،على أن إيداعه لطلب فتح المسطرة يتم لدى كتابة الضبط لدى المحكمة التجارية المختصة ،كما
يمكن أداء هذه المصاريف حتى من طرف أحد الدائنين في حالة عجز المقاولة عن األداء ،وتعتبر عندئذ هذه
المصاريف دينا على المقاولة.
الدائنون الذين شاركوا في مسطرة المصالحة ووافقوا عليها ال يحق لهم التقدم بطلب فتح مسطرة المعالجة،
ألن شرط استحقاق الديون انتفى بموجب اتفاق المصالحة ،في حين أن الدائنين غير المشاركين في االتفاق
يحق لهم ذلك شريطة أال يسقط دينهم .الم حكمة التجارية لها الحق في الفتح التلقائي للمسطرة تجسيدا لمسطرة
اإلنقاذ الممكن للمقاولة حفاظا على النظام االقتصادي العام وهو ليس باألمر الهين ،إذ تستعين في ذلك
بالعديد من المؤسسات كإدارة الضرائب ،مؤسسة الضمان االجتماعي ،األبناك ،الدائنين ،مراقبي الحسابات،
عكس المشرع الفرنسي الذي ألغى إمكانية الفتح التلقائي للمسطرة بموجب األمر الرئاسي رقم 2014-1088
تطبيقا لقرار المجلس الدستوري الفرنسي الصادر في 7دجنبر 2012القاضي بعدم دستورية الفتح التلقائي
للمسطرة من طرف المحكمة ألن ذلك يتعارض مع مبدأ حياد القضاء.
المادة 590من القانون رقم 73.17نجدها قد حددت المقصود بالديون الناشئة بعد صدور الحكم بفتح مسطرة
التسوية القضائية ،حيث أن المشرع المغربي يقصد بها تلك الديون الناشئة بصفة قانونية بعد صدور الحكم
القاضي بافتتاح مسطرة التسوية القضائية ضد المقاولة المتوقفة عن سداد ديونها والمتعلقة بحاجيات سير
هذه المسطرة أو تلك المتعلقة بنشاط المقاولة وذلك خالل فترة إعداد الحل في تواريخ استحقاها ،مع أنه في
حالة تعذر أداء هذه الديون عند حلول آجال االستحقاق فإنها تؤدى باألسبقية على كل الديون األخرى سواء
68
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الرابع)
أكانت مقرونة أم ال بامتيازات أو بضمانات ما عدا األفضلية المنصوص عليها في المادتين 558و 565
من القانون رقم .73.17
وعليه فإن الديون الناشئة بصفة قانونية بعد صدور الحكم بافتتاح مسطرة التسوية القضائية تؤدى عند
تزاحمها وفقا للقواعد المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود وأيضا وفقا للقواعد المنصوص عليها
ضمن مدونة تحصيل الديون العمومية.
مصير العقود الجارية التنفيذ وتمويل المقاولة
يعتبر السنديك الجهاز الوحيد القادر على تحديد مآل العقود الجارية التنفيذ خالل سريان مسطرة التسوية
القضائية وذلك من خالل الصالحيات المقررة له بموجب نظام المساطر الجماعية طبقا للمادة 588من
القانون رقم 73-17والتي كانت تقابلها المادة 573من القانون القديم ،فهو الوحيد المخول له سلطة اإلبقاء
على العقود الجارية التنفيذ أو إنهاؤها ،فهذه الصالحيات الخطيرة الممنوحة للسنديك قد تشكل سيفا ذو حدين
ضد المقاولة التي يشرف على تسييرها وإدارتها في إطار التسوية القضائية.
ذلك أن عدم تقدير السنديك للعقود الجارية التنفيذ وأهميتها ولمدى ضرورة استمرارها من عدمها لما فيه من
فائدة للمقاولة ،قد يكون سببا مباشرا في الذهاب بها نحو التصفية القضائية ،ال سيما وأن المشرع المغربي
في إطار القانون القديم لم يستثني عقود الشغل من الفسخ ،لذلك فهو تنبه إلى خطورة هذا األمر ونهج نفس
النهج الذي سلكه المشرع الفرنسي الذي لم يسمح بإنهاء عقود الشغل في مرحلة التسوية القضائية إلى إذا لم
يكن باإلمكان اإلبقاء على نشاط المقاولة دون اتخاذ هذا اإلجراء.
تماشيا مع ذلك فالقانون رقم 17.73يكس فلسفة المشرع المغربي الذي استحضر البعد االجتماعي في تحديد
مصير العقود الجارية التنفيذ ال سيما عقود الشغل التي تم استثنائها من الفسخ طبقا لمقتضيات المادة 588
من القانون .17.73
العقود الجارية لم يعرفها المشرع من خالل القانون الجديد ويمكن تعريفها بأنها ” :تلك العقود المبرمة قبل
النطق بافتتاح المسطرة القضائية ولم تستنفذ آثارها الرئيسية يوم النطق بفتح المسطرة القضائية ،وهي كذلك
العقود التي قضي بفسخها بمقتضى حكم لم يحز بعد على قوة الشيء المقضي به ،فهي ذات التنفيذ المستمر
قبل وبعد الحكم القاضي بفت ح المسطرة القضائية للمقاولة والمبرمة من طرف رئيس المقاولة أو ممثلها
القانوني“.
69
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الرابع)
يالحظ من خالل هذا التعريف أن العقود الجارية التنفيذ هي العقود التي أبرمتها المقاولة قبل المعالجة ،فهنا
الصالحية تبقى للسنديك هل يضع حدا لها أم يستمر في مواصلة تنفيذها.
استمرار ا لمقاولة في أداء نشاطها بعد الحكم بفتح مسطرة المعالجة القضائية يستدعي االستمرار في تنفيذ
العقود الجارية التنفيذ قبل صدوره ،وهنا نتساءل عن مدى تأثير قانون مساطر معالجة صعوبات المقاولة
في ق.ل.ع قصد توفير الحماية للمتعاملين مع المقاولة.
المالحظ أن القانون الفرنسي من خالل المادة 622L 13منح للمتصرف القضائي الحق في مواصلة العقود
الجاري التنفيذ باعتبارها محرك لنشاط المقاولة ،ووسيلة أساسية للحفاظ على استمراريتها ،وهو األمر الذي
زكته محكمة النقض الفرنسية من خالل تعريفها للعقود الجارية بأنها كل اتفاق جرى تنفيذ التزاماته الرئيسية
يوم الحكم بفتح المسطرة.
أي أن العقد يكون جاريا ومستمرا في الزمان إذا ما كان مستمرا ومتواصال تنفيذه أو تنفيذ بعض أجزائه في
تاريخ الحكم بفتح مسطرة ،بصرف النظر عن نوعية العقد.
المشرع الفرنسي أقر بمسؤولية المتصرف القضائي في حالة ما إذا عمد إلى اختيار مواصلة عقد وهو على
علم بأنه ال يستطيع تنفيذه ،أو تخلى على مواصلة عقد كان مهما الستمرارية المقاولة.
القانون الجديد رقم 73-17لم يحدد أي معيار يمكن للسنديك أن يستند عليه من أجل اتخاذ قراره في مدى
مواصلة العقود الجارية التنفيذ من عدمها ،مع أنه رتب المسؤولية المدنية للسنديك في حالة امتناعه عن
مواصلة العقود الجارية التنفيذ الضرورية للمقاولة ،السيما وأنه ال يتوفر إال على مدة شهر واحد لتقرير
مصير هذه العقود ،بخالف المشرع الفرنسي الذي سمح للقاضي المنتدب بتأجيل هذه المدة شريطة أال تتجاوز
شهرين مع إمكانية تقليصها كلما استدعت مصلحة المقاولة ذلك.
المادة 588من القانون الجديد مؤشر على السلبيات التي تؤخذ على المشرع المغربي في هذا القانون ،إذ لم
يحدد شكليات اإلنذار الذي يمكن للمتعاقدين مع المقاولة توجيهه للسنديك عند تقاعسه في تقرير مصير العقود
الجارية التنفيذ ،وال حتى نقطة بداية أجل الشهر الممنوح للسنديك من أجل الجواب ،وفي أنه حالة عدم
الجواب يترتب الفسخ ،وهنا يظل الفصل 255من ق.ل.ع هو الحري بالتطبيق والذي استوجب الكتابة
بخصوص اإلنذار كيفما كانت الوسيلة.
70
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الرابعة (الجرء الرابع)
و نرى في نظرنا الشخصي أنها جاءت متناقضة مع باقي المواد ال سيما المادة 503و 525من نفس القانون،
ذلك أن المادة 503تنص على أنه يقفل الحساب البنكي بالوفاة أو انعدام االهلية أو التسوية القضائية أو
التصفية القضائية للزبون ،وهو حل في نظرنا ال يتناغم واهداف مساطر معالجة صعوبات المقاولة ألن
العالج يقدم للمقاولة التي تعاني من الداء وليس أن يقف حجر عثرة أمامها ،فكيف يعقل أن نمنح االختصاص
والصالحيات بهذا الشكل لفائدة السنديك ،وقد يعمل هذا األخير إلى قفل الحساب البنكي بداعي أن المقاولة
لم يعد لها أي حساب بنكي ويجب قفله ألنه يكلفها بعض المصاريف.
فالمادة 503من هذا القانون تقول أن الحك م بتصفية القضائية يؤدي إلى قفل الحساب البنكي ،وأيضا الحكم
بالتسوية القضائية يؤدي إلى قفل الحساب البنكي ،فالمقاولة قد تستعيد عافيتها في إطار التسوية القضائية
ومن تم تواصل إنتاجها وأيضا استغالل المرافق المتواجدة بها.
من جهة أخرى فإنه باإلمعان في مقتضيات المادة 525من القانون 17.73نجدها تنص على أنه سواء أكان
االعتماد مفتوحا مدة معينة أو غير معينة فإنه يمكن للمؤسسة البنكية قفل االعتماد بدون أجل ،في حالة توقف
واضح من مستفيد عن الدفع ،وفي حالة ارتكابه لخطأ جسيم في حق المؤسسة المذكورة أو عند استعماله
لالعتماد ،عل ى أنه يترتب عنه في هذه الحالة وضع حد لالعتماد وأن المسؤول البنكي أو الموظف البنكي
في حالة مساعدته للمقاولة تثار مسؤوليته بذلك.
فهذا في حقيقة األمر يتناقض وأهداف مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،لكن نطاق صالحية السنديك في
مواصلة العقود الجارية التنفيذ من عدمها ،يجب حصرها في عدم مواصلة العقود المنتهية والحكم بفتح
المسطرة أو قبلها ،مع العلم أن العقود التي تتم مواصلتها يجب على السنديك احترام جميع الشروط المتعلقة
بها وااللتزامات المنبثقة عنها.
القانون الجديد رقم 73.17يعكس فلسفة المشرع المغربي الذي استحضر البعد االجتماعي في تحديد مصير
العقود الجارية التنفيذ ،السيما عقود الشغل التي تم استثناؤها من الفسخ وذلك طبقا لمقتضيات المادة 588
من نفس القانون ،فهذا االستثناء الوارد في المادة 588فيه نوع من التقييد لسلطات السنديك بالنسبة للعقود
المرتبطة بالشغل ،على أن المشرع سمح للمقاولة بالحصول على تمويل جديد قصد مواصلة نشاطها مع
مراعاة الحصول على إذن من القاضي المنتدب إذا كان ذلك سيرتب رهنا أو رهنا رسميا.
71
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
جمعية الدائنين
المشرع المغربي أوجد إلى جانب السنديك آليات تواصلية وتشاركية ال سيما فيما يتعلق بمصير المقاولة،
وتهم باألساس مشروع مخطط االنقاذ كما جاء في المادة 569وأيضا مشروع مخطط التسوية ،فالمشرع
المغربي أوجد آلية جديدة تساهم في بلورة مشروع مخطط التسوية وهذه االلية هي تمثل الدائنين ،وهو ما
يتعلق بالمستجد الذي جاء به القانون 17.73أال وهو جمعية الدائنين.
ينبغي التذكير في هذا اإلطار إلى أن هذه الجمعية يتم اللجوء إليها فقط عندما يتعلق األمر ببلورة مشروع
مخطط التسوية وال تطبق بخالف القانون الفرنسي على مشروع اإلنقاذ.
تعتبر جمعية الدائنين من أهم المستجدات التي أتى بها القانون رقم 73.17والتي تتشكل عند افتتاح مسطرة
التسوية القضائية ف ي حق كل مقاولة خاضعة إللزامية تعيين مراقب للحسابات أو يتجاوز رقم معامالتها
التسوية 25مليون درهم وتشغل ما ل يقل على 25أجيرا خالل السنة السابقة لفتح مسطرة التسوية القضائية.
لكن يمكن تشكيل هذه الجمعية دون توافر الشروط السالفة الذكر شريطة أن يتقدم السنديك إلى المحكمة بطلب
تشكيل جمعية الدائنين وذلك متى توافرت األسباب الوجيهة لذلك ،على أن الحكم الصادر عن المحكمة
التجارية في هذا الصدد هو حكم غير قابل للطعن.
إحداث جمعية الدائنين يعكس رغبة المشرع المغربي في ضمان الحماية الالزمة للدائنين واألغيار المتعاملين
مع المق اولة واإلجراء أيضا ،حيث أن إشراك الدائنين في إعداد مشروع مخطط التسوية الستمرارية المقاولة
وكذا مخطط التفويت يدل على النظرة الثاقبة للمشرع المغربي.
بحيث أن هؤالء الدائنين نظرا لكونهم يتعاملون مع المقاولة لمدة تكون أحيانا كبيرة فهم يكونون على دراية
بوضعيتها وواقعها ومن تم فإن استشارتهم وإشراكهم في اتخاذ القرارات من شأنه أن يساهم في تقييم وضعية
المقاولة بشكل جيد وأيضا أخذ صورة حقيقية وملموسة عن وضعيتها المادية والقانونية واالقتصادية بشكل
أوضح.
حدد المشرع المغربي من خالل القانون رقم 73.17الحاالت التي تنعقد فيها جمعية الدائنين ومكوناتها وذلك
بمقتضى المواد 607و 608و 609من القانون السالف الذكر.
72
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
يتضح البعد التشريعي للمشرع المغربي من خالل القانون 17.73في عدم إقرار تشكيل لجنة الدائنين خالل
مرحلة اإلنقاذ وذلك رغبة منه في تسريع وثيرة إنقاذ المقاولة ألن تشكيل الجمعية من شأنه أن يعرقل السير
العادي لهذه المسطرة.
من خالل إحداث هذه المؤسسة سالفة الذكر كتجربة ألمانية التطبيق ،والتي أصبح لها دور هام و صالحيات
تقريرية كبيرة من خالل إعادة االعتبار لمركزها وتصورها في مساطر معالجة صعوبات المقاولة.
ويمكن تعريف جمعية الدائنين بأ نها عبارة عن هيئة تضم في عضويتها كافة الدائنين في مسطرة التسوية
القضائية التي تتداول بشأن مجموعة من النقاط التي لها عالقة بوضعية المقاولة وسير المسطرة وفق شروط
خاصة تأخذ بعين االعتبار مبدأ المساواة بين الدائنين.
كما هو معلوم أن جمعية الدائنين من أهم المستجدات التي جاء بها المشرع المغربي بمقتضى القانون الجديد،
وذلك بهدف تعزيز حماية للدائنين الذين كانوا في ظل الكتاب الخامس عرضة لضياع حقوقهم فهذه االلية
الجديدة تعتبر آلية تساعد وتساهم في الوقوف على التنظيم القانوني واألبعاد التشريعية الجديدة لهذه اآللية
باعتبا رها عنصرا رئيسيا يساهم في تقرير مصير المقاولة من مدى استمرارية نشاطها أو عدمه ،وذلك في
حدود ما يقضي به مخطط التسوية القضائية.
يتضح لنا من خالل االطالع على مضمون جمعية الدائنين سواء من حيث االختصاصات والمهم أو حتى
من حيث التكوين واالنعقاد ،يمكننا الوقوف على النهج الذي سلكه المشرع المغربي بإقرار هذه الجمعية في
إعادة توازن بين دور الدائنين وتقويته داخل هذه الجمعية وأيضا داخل مساطر معالجة صعوبات المقاولة
وباقي األجهزة األخرى المشرفة على هذه المسطرة.
ذلك وأن هذا التوازن من شأنه إقرار توازن عقدي جديد ،وأن يخلق نوعا من األمن واألمان على مستوى
التعاقد بين الدائنين وبين المقاولة ،وهو األمر الذي سوف ينعكس لنا بشكل إيجابي على المعامالت االقتصادية
والمالية.
وبالرجوع إلى القانون 17.73الجديد فقد حدد المشرع بموجب هذا القانون المقاوالت التي يتعين عليها أن
تتوافر على جمعية الدائنين ،والتساؤل الذي يطرح في هذا اإلطار هل كل مقاولة ملزمة بمقتضى هذا القانون
بأن تعيين وتشكل جمعية الدائنينع
73
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
وقبل الخوض في تأليف جمعية الدائنين وطرق انعقادها البد من تحديد المقاوالت المشمولة بتأسيس جمعية
الدائنين ،بمعنى المقاوالت التي استلزم المشرع المغربي بمقتضى القانون 17.73أن تتوافر فيها جمعية
الدائنين.
المقاوالت المشمولة بتأسيس جمعية الدائنين
و بقراءة المادة 606من قانون 17.73يتبين أن المشرع المغربي استعرض مجموعة من الشروط لتأسيس
جمعية الدائنين ،بحيث أن هذه الجمعية تتشكل بقوة القانون عند فتح مسطرة التسوية القضائية في حق كل
مقاولة خاضعة إللزامية تعيين مراقب للحسابات وفق النصوص التشريعية الجاري بها العمل ،أو تلك التي
يتجاوز رقم معامالتها السنوية 56مليون درهم وتشغل ماال يقل عن 25أجيرا خالل السنة السابقة لفتح
المسطرة.
إذن يالحظ من مقتضيات المادة 606سالفة الذكر أمن المقاوالت باألساس المعنية بتكون جمعية الدائنين هي
كل مقاولة ملزمة بتعيين مراقب للحسابات ،أي المقاوالت التي ألزمها القانون بتعيين مراقب الحسابات وفق
الشروط القانونية فهي ملزمة بتعيين أو بتأسيس أو بتشكيل جمعية الدائنين ،أيضا المقاوالت التي يتجاوز
رقم معامالتها السنوي 25مليون درهم وتشغل ماال يقل عن 25أجير خالل السنة التي تسبق فتح مسطرة
المعالجة.
ال شك أن أول شرط نص عليه المشرع المغربي بمقتضى القانون الجديد لتأسيس جمعية الدائنين هو أن
يتعلق األمر بفترة فتح مسطرة التسوية ،أي بعد تبوث توقف المقاولة عن الدفع ،على عكس ما قام به المشرع
الفرنسي حينما عالج جمعية الدائنين وتحدث عنها خالل مسطرة اإلنقاذ وأيضا التسوية القضائية.
وهذا األمر يدفعنا للتساؤل حول مغزى والغاية من استبعاد المشرع المغربي لهذا الجهاز في مرحلة مخطط
اإلنقاذ ،أي لماذا المشرع المغربي ل م يشرك جمعية الدائنين خالل مرحلة مخطط اإلنقاذع
باالطالع على مقتضيات القانون الجديد يتضح أن المشرع المغربي قد أصاب نوعا ما في هذا االستبعاد،
ألن المقاولة في هذه الفترة تتطلب السرعة في تسوية وضعيتها قبل الوصول إلى مرحلة التوقف عن الدفع
هو أمر صائب ألن مسألة تأسيس وتشكيل الجمعية تتطلب وقتا معينا ومن شأن ذلك أن يؤدي لعراقيل
وإكراهات على مستوى التأسيس ،وقد يطعن شخص معين من أحد الدائنين في تشكيل تلك الجمعية ،وتأخذ
وقتا طويال حتى تتألف ،لذلك فمخطط األنقاض هو من تسميته يتبين أنه مخطط سريع إلنقاذ المقاولة ،إذن
فخاصية مسطرة اإلنقاذ تتطلب السرعة والفعالية والنجاعة في معالجة وإنقاذ المقاولة بشكل سريع.
74
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
فضال عن أن شرط فتح مسطرة التسوية القضائية يعتبر شرطا أساسيا لتشكيل جمعية الدائنين فالمشرع
المغربي تطلب إلى جانب هذا الشرط وجود مراقب الحسابات بالشركات لفتح جمعية الدائنين ،وهناك بعض
الشركات التي تطلب المشرع المغربي أن تعين بشكل إلزامي مراقب الحسابات ،فبالرجوع إلى القوانين
المنظمة للشركات التجارية بالمغرب وأيضا القانون المنظم لمجموعات ذات النفع االقتصادي يتضح أن
المشرع المغربي استلزم تعيين مراقب الحسابات في شركات المساهمة وفي شركات التوصية باألسهم و
في مجموعات ذات النفع االقتصادي أي شركات األموال ،لكن متى نص العقد المنشأ لها أو متى أصدرت
هذه الشركات القرض.
لكن في باقي الشركات األخرى فتعيين مراقب الحسابات يظل أمرا اختياريا ،اللهم إذا تجاوز رقم معامالتها
السنوي 50مليون درهم دون احتساب الضرائب ،بحيث في هذه الحالة يصبح تعيين مراقب الحسابات أمرا
إجباريا فالمشرع المغربي إلى جانب الشرطين السالف ذكرهما اشترط شرطا آخر حتى يمكن تأسيس جمعية
الدائنين وتشكيلها هو أن تتجاوز المقاولة في رقم معامالتها السنوي 25مليون درهم وتشغل ماال يقل عن
25أجير خالل السنة السابقة لفتح المسطرة.
ما يالحظ في هذا اإلطار أن المشرع المغرب سمح بإمكانية فتح هذه الجمعية في مواجهة المقاوالت التي
تعد نوعا من مقاوالت كبرى ،إذن هناك تحديد وتفضيل من طرف المشرع لبعض المقاوالت.
المالحظ أن غالبية الشركات التي هي ملزمة بالنص القانوني بتعيين مراقب الحسابات هي شركات كبرى
شركات أموال كما هو الحال بالنسبة لشركات المساهمة وشركة التوصية البسيطة باألسهم ومجموعات ذات
النفع االقتصادي.
وهذا يعكس التوجه الذي تبناه المشرع المغربي خالل القانون 17.73أال وهو أن هذه المساطر تهم المقاوالت
التي لها بصمة وأثر كبير على واقع االقتصاد الوطني ،على اعتبار أن طبيعة الديون التي تكون لهذا النوع
من المقاوالت هي ديون كبيرة.
ومن جهة أخرى فالمشرع المغربي عمل على إعادة االعتبار للدائنين ألنه في ظل القانون القديم الدائنون
كانوا عرضة لضياع حقوقهم ،بالرجوع إلى مقتضى الفقرة الثانية من المادة 606من قانون 17.73نجد أن
المشرع منح للمحكمة بناء على طلب من السنديك و بموجب حكم معلل أن تقضي بتشكيل جمعية الدائنين،
وذلك في غياب الشروط المذكورة في الفقرة األولى من المادة 606ومتى توافرت أسباب وجبهة.
75
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
وفي هذا اإلطار يطرح تساؤل عميق ،وإشكال كبير حول ما إذا كانت المحكمة التجارية ملزمة بتشكيل
جمعية الدائنين كلما تغيبت وكلما تعذر توافر الشروط التي حددها المشرع بمقتضى المادة ،606أم أنها فقط
تبقى مخيرة في القيام بذلكع
للجواب على ه ذا التساؤل فإنه بالرجوع إلى مقتضيات الفقرة الثانية من المادة 606من القانون 17.73نجد
أنها جاءت على سبيل االختيار ،والدليل على ذلك هو عبارة "يمكن" ألن هذه العبارة دائما ما تفيد االختيار،
بحيث أن المحكمة تظل في حالة اختيار وغير مجبرة في مدى الحكم بتشكيل جمعية الدائنين من عدمهم.
المشرع المغربي لم يحدد هذه األسباب الوجيهة والتي تستلزم لتشكيل جمعية الدائنين في غياب الشروط
المذكورة ،متيحا بذلك المجال للمحكمة التجارية من إعمال سلطتها التقديرية في تكييف هذه األسباب بناء
على وضعية المقاولة ،و باالستناد على خصوصية تهم طبيعة نوع الدائنين.
في الحالة التي تقرر فيها الجمعية أو المحكمة تشكيل جمعية الدائنين يجب أن يتم ذلك وفق حكم معلل تبرز
من خالله األسباب التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار.
و المشرع المغربي من خالل ذلك اقتنع بمدى أهمية جمعية الدائنين كآلية مهمة في ضمان إنقاذ المقاولة وأن
المشرع المغربي أولى لها أهمية كبرى سواء من حيث التشكيل أو من حيث االختصاصات التي أوكلها لهذه
الجمعية ،لكن ما يعاب على المشرع المغربي في هذا اإلطار أنه بالرغم من تعدد حاالت وشروط تأسيس
جمعية الدائنين إلى أنه أغفل تن ظيم حاالت وأسباب حل هذه الجمعية ،ولذلك فكل جمعية باعتبارها كيان
قانوني وتنظيم قانوني لها شروط التأسيس وشروط التكوين واالنعقاد ،وعلى غرار باقي المؤسسات األخرى
واآلليات األخرى فالمشرع المغربي كان عليه أن يضع أسباب لحل هذه الجمعية إذ ال يمكن وال يعقل أن
تظل ج معيتا قائمة دون أسباب حلها ،مع العلم أن جمعية الدائنين تحل مقتضى التصفية القضائية،
تأليف جمعية الدائنين وطرق انعقادها
السنديك رئيسا :تتكون جمعية الدائنين من السنديك رئيسا باستثناء الحالة التي تنعقد فيها قصد اقتراح استبدال
السنديك ،إذ يترأسها في هذه الحالة القاضي المنتدب ،المالحظ أن المشرع المغربي قد ارتقى بالسنديك إلى
مرتبة أعلى وذلك حينما جعله على رأس جمعية الدائنين ،وال شك أن هذه المهام الجديدة للسنديك بصفته
رئيس جمعية الدائنين بدال من اقتراحهم العضو من األعضاء األمر الذي يطرح إشكاال جديدا ،لماذا يعين
بمقتضى نص القانون وال ينتخب من قبل أعضاء الدائنين.
76
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
المشرع المغربي كان صائبا في هذا االختيار حينما جعل السنديك رئيسا بقوة القانون لجمعية الدائنين طالما
أنه هو الجهاز المكلف والمحايد والهادف إلى تحقيق المصلحة العامة ،فهو محايد ألنه ال ينتمي إلى المقاولة
وإلى ال دائنين وأيضا هو الجهاز المكلف من طرف المحكمة باإلشراف على مسطرة التسوية القضائية أو
التصفية القضائية ،ومن تم يكون هدفه هو تحقيق المصلحة العامة دون ترجيح مصلحة طرف على مصلحة
طرف آخر ،بغض النظر عن الكفاءة والمهنية التي يتميز بها.
فبخالف األمر بالنسبة للدائني ن فقد ال يتوفرون على رسم معرفي أو قانوني يؤهلهم للقيام بهذه المهام ،ونظرا
لتجربة المهنية وأيضا للتكوين والكفاءة القانونية الحرفية والمهنية والعملية التي يتميز بها ويتوفر عليها
السنديك ،المشرع المغربي وضع نصب عينيه هذه األمور حينما عهد إلى السنديك مهام ترأس جمعية
الدائنين.
بالمقابل جعل المشرع السنديك رئيسا للدائنين وخول ظمآنة هامة لحماية حقوق الدائنين تتمثل في تقرير
مصير السنديك ،وإن كان قد منح للسنديك هذه اإلمكانية (ترأس جمعية الدائنين) فبالمقابل أعطى للدائنين
ضمانات قانونية وهي الحق في استبدال السنديك كلما تبين لهم أنه يتخذ قرارات فردية تضر بمصالحهم
وبمصالح المقاولة ،أو ال يصغي إلى اقتراحاتهم وال يستمع إليهم في هذه الحالة يحق للدائنين التقدم بطلب
إلى المحكمة من أجل استبدال السنديك.
رئيس المقاولة :من خالل اإلصالحات التي عرفها القانون المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة خاصة
الكتاب الخامس ،أن المشرع المغربي قد خول لرئيس المقاولة عدة صالحيات مهمة ،وذلك من خالل إعادة
الثقة إلى رئيس المقاولة بخالف ما كان عليه األمر في ظل الكتاب الخامس ،حيث أنه كان دائما يتم استبعاده
استناد على أساس سوء النية.
والتساؤل الذي يطرح نفسه ح ول الحالة التي يمتنع فيها رئيس المقاولة من االنضمام في تشكيل جمعية
الدائنين ،هل هذا الرفض يؤثر عن تشكيل هذه الجمعيةع
المشرع المغربي لم يحدد الجزاء في حالة امتناع أو تخلف رئيس المقاولة عن االنضمام على تكوين أو
تشكيل جمعية الدائنين ،لكن عدم انضمام رئيس المقاولة إلى جمعية الدائنين قد ال يؤثر على قرارات وتأسيس
هذه الجمعية ،ألن من تسميتها فهي جمعية الدائنين فهي تهم الدائنين وال تهم رئيس المقاولة ،ألن هذا األخير
يظل دائما مدينا من تم فمن يهمه مصلحة المقاولة ومصلحة الدائنين هم الدائنين أنفسهم ألن أموالهم هي في
ذمة وعهدة المقاولة ،فهم يترجون استيفاء ديونهم من المقاولة ذلك أن رئيس المقاولة قد يكون تواجده فقط
77
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
شكليا أو تكميليا بهدف إشراكه في القرارات التي تتخذها جمعية الدائنين ،وأيضا بهدف إعادة نوع من الثقة
لرئيس المقاولة وعدم استبعاده على مستوى المساطر.
الدائنين المسج لين في قائمة الديون المصرح بها لدى السنديك :ويسلمها السنديك إلى القاضي المنتدب وفقا
لمقتضيات المادة 727من قانون ، 17.73والذي لم يبدي السنديك بشأن ديونهم أي اقتراح برفضها أو
بإحالتها على المحكمة وذلك عندما تتم دعوة الجمعية لالنعقاد قبل تاريخ إيداع القائمة المنصوص عليها في
الفقرة األولى من المادة 732بكتابة الضبط ،ما لم يأذن لهم القاضي المنتدب بالمشاركة في اشغالها.
المالحظ من هذه الفقرة أنها تتطلب نوعا من التحليل والتبسيط ،فالسنديك عندما يتلقى التسريحات من قبل
الدائنين فهو يقوم بتحقيق األولى ،وهو ما يسمى بعملية التحقق من الديون ،أي تحقيق الديون.
هناك عملية تصريح بالديون من قبل الدائنين ،وهنا نميز بين إثنين من الدائنين ،الدائنين الذي نشأت ديونهم
قبل فتح مسطرة التسوية ثم الدائنين الذين نشأت ديونهم بعد الحكم بمسطرة التسوية أو التصفية القضائية.
ومن االقتراحات الت ي يقترحها السنديك إما بقبولها كلها أو بعضها أو يقترح رفضها أو يحيلها مباشرة إلى
المحكمة دون اقتراحات.
الدائنون التي أدرجت مقررات قبل ديونهم في القائمة المنصوص عليها في المادة :732عندما تتم دعوة
جمعية الدائنين لالنعقاد بعد تاريخ إيداع هذه القائمة بكتابة الضبط ،بمعنى أنه في الحالة التي يصدر فيها
القاضي المنتدب قراره بقبول التصريح دين معين أو تصريح دائن ،صرح بديونه وبعدما يستنفد جميع
إجراءات الطعن يحق له االنضمام إلى جمعية الدائنين ،لكن يطرح تساؤل حول مدى تأثير غياب تعدد
الدائنين على تأسيس الجمعية ،بمفهوم آخر هل يمكن تصور تأسيس الجمعية ولو بدائن وحيدع
المالحظ أن المشرع المغربي التزم الصمت بهذا الخصوص ولم ينتمي إلى هذا االشكال ،وقد يعزف غالبية
الدائنين عن الخوض في جمعية الدائنين ويتمسك وحيدا فقط ويرغب في تشكيل هذه الجمعية.
لذلك يمكن القول من الناحية النظرية أن ه يصعب تصور إرساء الجمعية بدائن واحد ال سيما وأن من تسميتها
جمعية الدائنين ،أي يلزم على األقل دائنين فما فوق على اعتبار المشرع المغربي لم يخول إمكانية انشاء
جمعية الدائنين إلى لبعض المقاوالت الكبرى والتي تتوفر على شروط محددة في المادة 606من قانون
17.73وال شك أن هذا النوع من المقاوالت تقوم على مجموعة من المعامالت ومع مختلف الشرائح والفئات
األمر الذي يفترض نظريا تعدد الدائنين وال يمكن التسليم بوجود دائن واحد يرغب في إنشاء هذه الجمعية.
78
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
انعقاد جمعية الدائنين
هذه الجمعية تنعقد بدعوة من السنديك ،فالسنديك هو الذي يعمل على توجيه دعوى إلى الدائنين من أجل
انعقاد الجمعية الدائنين والنظر في األمور المتعلقة بديونهم وبوضعية المقاولة و السماع لالقتراحات المقدمة
من طرفهم ،لكن في حالة عدم قيام السنديك بتوجيه الدعوى للدائنين قصد االنعقاد ،فالقاضي المنتدب بصفة
تلقائية ،أو بن اء على طلب من رئيس المقاولة ،أو بناء على طلب من أحد الدائنين ،أو أكثر ،يعمل على
الدعوى لالنعقاد جمعية الدائنين ،وفي هذه الحالة يعمل على استبعاد واستبدال السنديك وتنعقد جمعية الدائنين
تحت اشراف القاضي المنتدب بصفة مؤقتة إلى حين تعيين سنديك جديد.
وتتم الدعوى بواسطة إشعار ينشر في صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية،
ويعلق في لوحة معدة لذلك في المحكمة.
من جهة أخرى يمكن للقاضي المنتدب أن يقوم بدعوة الدائنين إلى انعقاد جمعية الدائنين بواسطة االستدعاء،
حيث كل دائن يتم استدعائه في موطنه المخت ار أو بطريقة الكترونية مع تضمين يوم وساعة انعقاد الجمعية
وموعد تداولها ،ويشار أيضا فيه أيضا إلى حق الدائنين في االطالع على الوثائق المنصوص عليها في المادة
612من قانون 17.73بمقر المقاولة ،وهذه االمكانية مخولة للقاضي المنتدب وأيضا حتى للسنديك.
دعوة جمعية ال دائنين لالنعقاد تتم حسب مقتضيات الفقرة الثالثة من المادة 609من القانون ،17.73بغض
النظر عن الجهة التي دعت إليها بواسطة استدعاء ينشر مخول لها نشر اإلعالنات القانونية ،ويعلق في لوحة
معدة لهذا الغرض في المحكمة التجارية.
كما يمكن الدعوى النعقاد هذه الجمعية بو اسطة استدعاء يوجه إلى الدائنين في موطنهم المختار أو بطريقة
الكترونية ،يتعين أن يتضمن اإلشعار على حق الدائنين في االطالع على الوثائق المتعلقة باالجتماع وذلك
بمقر المقاولة أو في أي مكان آخر يحدد في االشعار.
وتوجه الدعوى لالنعقاد حسب المادة 610من قانون 17.73داخل أجل 5أيام من تاريخ عرض السنديك
على القاضي المنتدب مشروع المخطط الذي أعده طبقا للمادة 595من القانون 17.73أو من تاريخ تقديم
ملتمس استبدال القاضي المنتدب أو من تاريخ تقديم طلب تفويت أحد أموال المقاولة المهمة لتنفيذ المخطط.
من جهة أخرى يشترط حسب المادة 611من القانون ، 17.73حتى تعتد مداولة الجمعية بصحتها أو حتى
يمكن القول بصحة مدونة جمعية الدائنين ،أن يحضر الدائنين إما بصفة شخصية أو بواسطة وكيل ينوب
عنهم لمداولة هذه الجمعية والذين يملكون على األقل ثلثي مبلغ الديون المصرح بها.
79
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
وعند عدم حضور هذا النصاب القانوني يقوم رئيس الجمعية بتحرير محضر في هذا اإلطار ويحدد تاريخ
جديد النعقاد الجمعية شريطة أال يتجاوز 10أيام من تاريخ انعقاد الجمعية األولى ،وتعتبر مداولة الجمعة
صحيحتا في الدعوة الثانية التي يجب أن يكون قد تم االشعار بها في صحيفة مخولة لنشر اإلعالنات القانون
والقضائية واإلدارية مهما كان مبلغ الدين يملكه الدائن والحاضرون.
وتتخذ القرارات التي يتم التداول بشأنها في جمعية الدائنين بموجب محضر اجتماع يحرره رئيس الجمعية
عندما يوافق عليها الدائنون الحاضرون والمالكون للمبلغ اإلجمالي للديون ويمثل نصف مبلغ ديون الدائنين
الدين شاركوا في التصويت ،مع العلم أن قرارات الجمعية تكون ملزمة للدائنين الدين تخلفوا عن حضور
أشغال جمعية الدائنين.
تنتهي مداولة جمعية الدائنين إلى الموافقة على مشروع مخطط التسوية المقترح من قبل السنديك عند إذن
حسب المادة 615من القانون ،17.73ويقوم هذ ا األخير في اليوم الموالي لتاريخ الجمعية برفع المخطط
المصادق عليه إلى المحكمة للمصادقة عليه داخل أجل 10أيام من تاريخ احالته عليها.
كما يمكن أن ترفض الجمعية مخطط التسوية بحيث توجب على الدائنين الدين لم يصوتوا على مشروع
المخطط أن يتقدموا بمخطط بديل إلى السنديك ،وذلك داخل أجل 15يوم من تاريخ انعقادها ،في هذه الحالة
يوجه السنديك الدعوى بعقد الجمعية لتداول بشأن المخطط البديل وذلك في اليوم العمل البديل الموالي لتاريخ
توصله به.
وإذا لم يتم التقدم داخل االجل القانوني لمخطط البديل أو لو لم تصوت عليه الجمعية ،حيث تصادق المحكمة
على هذا المخطط داخل أجل 10أيام من تاريخ احالته عليها.
آليات تعزيز عمل جمعية الدائنين
عدم قبول جمعية الدائنين أ و بعض أفرادها لمخطط التسوية المقدم من طرف السنديك ،فإنه يحق للدائنين
اللذين لم يصوتوا مهما كان عددهم أن يتقدموا بمخطط بديل إلى السنديك خالل أجل 15يوما من تاريخ
انعقاد جمعية الدائنين.
جمعية الدائنين لها الحق في تغيير وسائل وأهداف مخطط االستمرارية في الحالة التي يتبين لها أن هذه
األهداف والوسائل المحددة سلفا غير فعالة وال يمكنها أن تساهم في ضمان استمرارية نشاط المقاولة طبقا
لمقتضيات المادة 607من القانون رقم ،73 .17وهذا التغيير ل يتم إ ل بناء على حكم قضائي وذلك بطلب
80
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
من رئيس المقاولة وبناء على تقرير جال التي وافق عليها الدائنون ،السنديك إذا كان من شان هذا التغيير
التأثير سلبا على التخفيضات واالجل التي وافق عليها الدائنون.
يحق لجمعية الدائنين بناء على مقتضيات المادة 677من القانون رقم 73 .17أن تقوم بطلب استبدال السنديك
وذلك في حالة تشكلها طبقا لمقتضيات المادة 606من القانون .73 .17
الصالحيات واالدوار المنوطة بجمعية الدائنين :يالحظ أن المشرع المغربي عمل من خالل القانون 17.73
ال سيما على مستوى المادة 607منه على تحديد صالحيات وادوار مهمة لفائدة جمعية الدائنين ،سواء تعلق
األمر بانعقاد الجمعية أو بالتداول من طرف أعضاء هذه الجمعية ،ولعل ذلك يتعلق باألساس في التداول في
مشروع مخطط التسوية الستمرارية نشاط المقاولة والمشار إليه في المادة 575من هذا القانون.
فكما هو معلوم أن هذه المادة أناطت بالسنديك مهمة إعداد تقرير الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية
للمقاولة ،وهذه الموازنة لها أهمية قصوى في تقرير مصير المقاولة من خالل المخطط الذي يقدمه السنديك،
وعلى ضوء هذا األخير يقترح السنديك إما مخطط لتس وية يضمن استمرارية المقاولة أو تفويتها إلى أحد
االغيار ،او الحكم بالتصفية القضائية في مواجهة هذه المقاولة.
المالحظ في هذا اإلطار أن المشرع المغربي قصر مداولة جمعية الدائنين فقط فيما إذا كان تقرير السنديك
يروم ويهدف إلى اختيار مخطط التسوية سواء تعلق األمر بمخطط االستمرارية أو مخطط التفويت واستبعدا
بذلك إمكانية التداول إذا كان التقرير يهدف إلى األخذ بالتصفية القضائية.
المالحظ أن المشرع قد منح لجمعية الدائنين في ظل القانون الجديد إمكانية اقتراح مخطط التسوية الستمرارية
نشاك المقاولة ،وهذا في حد ذاته أمر يقوي صالحيات وقوة وتواجد جمعية الدائنين ،وهو األمر الذي لم يكن
في ظل القانون القديم.
وهذا يعكس فلسفة المشرع في إرساء البعد االقتصادي واالجتماعي واالرقاء بمؤسسة الدائنين ،وما يعكس
أيضا رغبة المشرع في اشراك جميع الفاعلين من اجل إنجاح مسألة إنقاذ المقاولة ،على اعتبار أن الدائنين
دائما ما يشكلون حجر الزاوية في مساطر صعوبات المقاولة.
من جهة أخرى منح المشرع المغربي لجمعية الدائنين إمكانية تغيير أهداف ووسائل مخطط التسوية
الستمرارية نشاط المقاولة بناء على مقتضيات المادة 629من القانون ،17.73حيت أنه يحق لجميع الدائنين
طلب تغيير وسائل وأهداف مخطط االستمرارية في الحالة التي يتبين فيها للجمعين أن األهداف والوسائل
81
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
المحددة سابقا غير فعالة وال تهدف على استمرارية نشاط المقاولة ،أو في الحالة التي تبرز فيها بعض
الطوارئ على المخطط ،غير أنه يشترط أن يكون هذا الطارئ قد ظهر بعد الحكم بمخطط االستمرارية،
ألن الطوارئ والمستجدات التي قد تكون وقعت قبل الحكم بهذا المخطط من طرف المحكمة ال يمكن أن
تنهض سببا يخول لجمعية الدائنين طلب تغيير وسائل واهداف مخطط االستمرارية.
غير أنه ال يمكن تغيير وسائل وأهداف مخطط االستمرارية إال بحكم من المحكمة وذلك بطلب من رئيس
المقاولة وبناء على تقرير السنديك ،إذا كان من شأن هذه األهداف والوسائل التأثير سلبا على اآلجال التي
وافق عليها الدائنون تجنبا لإلضرار بحقوقهم ،بحيث تبت المحكمة بعض استدعاء األطراف أو أي شخص
يعنيه األمر أو بعد استدعائه بشكل قانوني أن تقضي بفسخ مخطط االستمرارية وفقا للشكليات واالثار
المنصوص عليها في المادة 634من القانون .17.73
من جملة الصالحيات واالدوار التي منحت لجمعية الدائنين في ظل القانون الجديد ،أن المشرع المغربي
منح لجمعية الدائنين طلب استبدال السنديك بناء على مقتضيات المادة .677
هذه االمكا نية منحها المشرع المغربي لجمعية الدائنين وحتى النيابة العامة يمكن لها تقديم ذلك في الحاالت
التي تشكل فيها هذه الجمعية طبقا للمادة ، 606أو من طرف القاضي المنتدب الذي يحق له بصفة تلقائية أن
يقوم باستبدال السنديك ،أو بناء على شكاية قدمت لديه من طرف رئيس المقاولة أو من طرف أحد الدائنين،
أو مالم يبت داخل أجل 15عشرة يوما من تلقي هذا الطلب.
وفي حالة اعفاء السنديك يجب أن تقديم للسنديك الجديد جميع الوثائق المتعلقة بالمسطرة والحسابات المرتبطة
بها داخل أجل 10أيام من تاريخ اعفائه من مهامه.
ومن االمور كذلك الذي منحتها مقتضيات القانون الجديد لجمعية الدائنين ،نجد صالحيتهم وامكانيتهم في
المطالبة بتفويت واحد أو أكثر من األصول المشار إليها في المادة 618من قانون ،17.73وهنا يتضح لنا
بشكل جلي الدور التقريري والفعلي ألعضاء جمعية الدائنين من خالل االقدام على تفويت واحد أو أكثر من
األصول المهمة للمقاولة المعنية وذلك بناء على طلب مبرر يقدمه أحد الدائنين للقاضي المنتدب الذي يبت
فيه داخل أجل 10أيام من تاريخ إيداعه.
82
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
تجليات الحكامة على مستوى تنظيم جمعية الدائنين :المالحظ أن المشرع المغربي قد راعا من خالل
تنظيمه لمقتضيات جمعية الدائن ين مجموعة من اآلليات التي تصب في مصلحة هذه الجمعية سواء تعلق
األمر بتعزيز آلية االخبار والتبرير أو بتبني آجال مضبوطة ودقيقة.
فعلى مستوى االخبار والتبليغ :في ظل تعزيز حكامة جمعية الدائنين نجد أن المشرع المغربي عمل بمقتضى
القانون ،17.73على وضع وتبني آليات ج ديدة مهمة تهدف باألساس إلى تحقيق األدوار الجديدة والمتوخاة
من جمعية الدائنين والرفع أيضا من مكانة هذه المؤسسة ومنحه جميع الوسائل الكفيلة بجعلها قادرة على
ممارسة مهامها ،وذلك من خالل اعتماد آلية التبليغ واالخبار.
بحيث أنه أصبح كل عمل يقوم به السنديك في إطار السير العادي لمساطر التسوية القضائية ،إال ويجب أن
تكون لجمعية الدائنين الدراية واالطالع بشأنهما ضمانا لحماية حقوقهم ،بمعنى أنه يتعين على السنديك أن
يخبر ويعلم جمعية الدائنين بكل االعمال التي يقوم بها والمتعلقة بالسير العادي لمساطر التسوية القضائية.
وعليه فالسنديك يتعين أن يضع رهن إشارة جمعية الدائنين جميع المعلومات والقرارات المتخذة بشأنهم
وإشعارهم بكل األمور التي تصب في مصلحة الجمعية.
من خالل القانون 17.73إذا أمعنا النظر فيه نجد أن المشرع المغربي قد أكد على هذا التوجه ،أي التوجه
الحمائي لفائدة جمعية الدائنين من خالل إلزام السنديك بإخبار هؤالء وإبالغهم بجميع االعمال والقرارات
التي تتخذها بمناسبة مهامه كمشرف على مسطرة التسوية القضائية.
لكن في الحالة التي تتم فيها دعوة جمعية الدائنين إلى االنعقاد من أجل التداول بشأن تفويت األصول ،فهنا
يتعين أن يضع السنديك ره ن إشارة هذه الجمعية جزءا من طلب التويت والئحة األصول المحينو والمشار
لها في المادة ، 618هذا ويتعين أن يضع السنديك رهن إشارة جمعية الدائنين كل هذه المعلومات خالل فترة
انعقاد الجمعية ،وهذا ما يعكس الدور الحمائي الذي توخاه المشرع وتوخى تحقيقه وتوفيره لجمعية الدائنين.
على أنه في الحالة التي يمتنع فيها السنديك عن تزويد الدائنين عن وضع هذه المعلومات رهن اشارتهم،
فالمشرع من خالل المادة 612قد رتب جزاء على ذلك ،بحيث أنه إذا لم يتمكن أي دائن من االطالع على
الوثائق المذكورة أو رفض السنديك اطالعه عليها يمكنه رفع األمر إلى القاضي المنتدب قصد االذن له
باالطالع عليها داخل اجل المشار إليه في الفقرة األولى من المادة .612
83
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
إذن المشرع هنا يؤكد على الطابع العالني االخباري حول نوعية المقاولة طيلة فترة تنفيد مخطط االستمرارية
وذلك لكل دائن بناء على طلب يقدمه هذا األخير إلى السنديك قصد االطالع على ما يهمه من الوثائق
والمعلومات وأن يتم هذا االطالع بمقر المقاولة.
من جهة أخرى المالحظ أن المشرع قد تبنى طريقة جديدة للتبليغ والدعوى إلى التعاقد ،واألمر يتعلق باعتماد
طريقة الكترونية في الدعوى إلى التعاقد ،وهو ما نصت عليه المادة 609حينما قالت أنه يمكن الدعوى إلى
انعقاد جمعية الدائنين بواسطة استدعاء موجه إلى الدائنين في موطنهم المختار أو بطريقة الكترونية.
وال محال أن الهدف من وراء ذلك هو اشراك جميع الدائنين في انعقاد الجمعية وعدم االحتجاج بشكل غير
مبرر فيما يتعلق بتخلفهم عن الحضور بكونهم غير متواجدين داخل البلد.
على مستوى اآلجال والطابع السري :بتصفح للمواد المتعلقة بتنظيم جمعية الدائنين يتضح لنا وبشكل جلي
وملموس هيمنة طابع اآلجال على جميع مقتضيات هذا القانون ،فهذا القانون هو إجرائي وموضوعي ،ولكنه
يتسم بطابع اآلجال ،بحيث أن المشرع المغربي ميز بين العديد من اآلجال على اختالف أنواعها منها ما
يتعلق بآجال دعوة انعقاد جمعية الدائنين والتي تتحدد في يوم واحد أو 5أيام أو 10أيام وذلك باختالف
األحوال ،ومنها ما يتعلق بآجال مصادقة المحكمة على المخطط والتي حددت مجملها في 10أيام ،بصرف
النظر عن اآلجال األخرى.
في حقيقة األمر يالحظ أن الغاية التي يهدف إليها المشرع المغربي من خالل اقراره لهذه اآلجال ،وأنها اجال
تتسم بقصر مدتها فهو دليل على إرادة المشرع المغربي في إنجاح مسطرة المعالجة وتسريع وسيلة المسطرة
خدمة للصالح العام وخدمة لمصلحة المقاولة ولمصالح الدائنين فن أجل استيفاء حقوقهم.
على اعتبار أن منح اجال طويلة قد يؤدي بالدائنين إلى التقاعس وهذا أمر يتناقض مع وتيرة اإلنقاذ
وخصوصية اإلنقاذ.
وعلى مستوى آخر نجد أن المشرع المغربي يهدف إلى تحقيق غاية مهمة أال وهي الحرص على تحقيق مبدأ
السرية ،والدليل على ذلك ما جاب في المادة 613من القانون 17.73حينما نص على أنه ال يمكن استعمال
أي من المعلومات المشار إليها في المادة السابقة والمادة 619من هذا القانون في أي مسطرة أو دعوى ما
وأمام أي جهة كانت ،إلى بموافقة الصريحة مالم يتعلق األمر بدين عمومي.
84
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الحامسة
والغاية من وراء هذا التنصيص ه ي حماية المقاولة بالدرجة األولى ثم حماية الدائنين ،الن من شأن شيوع
خبر تعرض المقاولة للتوقف عن الدفع ومن شأن أن غالبية المتعاملين مع المقاولة وباقي األشخاص أن
يكونوا على علم بوضعية المقاولة ،وأنها متوقفة عن الدفع وأنها خاضعة لمسطرة المعالجة من شأن ذلك أن
ي ؤثرا بشكل سلبي على سمعتها التجارية وأن يلحق بها أضرار تتمثل أساسا في فقدان اسمها التجاري
وسمعتها وزبائنها.
85
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
بعدما تم التطرق لألجهزة المتدخلة في مسللللاطر معالجة صللللعوبات المقاولة ،وأيضللللا الطريقة التي يتم بها
افتتاح مسلللللللاطر معالجة صلللللللعوبات المقاولة ،ومن يحق له تقديم طلب افتتاح هذه المسلللللللاطر في مواجهة
المقاولة المتوقفة عن دفع ديونها ،ففي هذه المحاضلللللرة سلللللوف نتطرق إلى المآل الذي تؤول إليه مسلللللاطر
معالجة صعوبات المقاولة ،أي الحل الذي سيتم اختياره بهذه انقاذ المقاولة.
مرحلة اختيار الحل هي من أصعب المراحل والمواقف التي تكون فيها المحكمة في حيرة من أمرها ،حيث
أنها باختيارها الحل تحدد مصير هذه المقاولة إما اإلنقاذ وإما التصفية.
86
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
لذلك فاختيار الحل البد أن يكون مناسللبا ويشللكل عمليتا وعبئ يؤرق المحكمة أو جهاز القضللاء في اختيار
األنسب للمقاولة الخاضعة لمساطر المعالجة من الصعوبات ،واختيار الحل يكون إما بالتسوية القضائية أو
التصفية القضائية.
التسوية القضائية
الجديد الذي تضلللللمنه القانون 17.73المتعلق بنسلللللخ الكتاب الخامس من مدونة التجارة فيما يتعلق بمخطط
االسللللتمرارية يتمثل فيما إذا كانت القرارات الصللللادرة عن المحكمة القاضللللية باالفتتاح مسللللطرة التسللللوية
القضللائية مصللاحبة لالسللتمرارية وفقا لمخطط االسللتمرارية سللتؤدي إلى فسللخ عقود الشللغل فإن هذا الفسللخ
يعتبر واقعا ألسباب اقتصادية وذلك على الرغم من كل مقتضى قانوني مخالف.
حيث أنه على الرغم من كون المشلللللرع المغربي اسلللللتثنى عقود الشلللللغل من العقود الجارية التنفيذ وأنه ال
يتعين فسخها تحت أي ضرف كان إال أنه بالمقابل أتاح إمكانية فسخها عند اعتماد مخطط االستمرارية من
طرف المحكمة شلللريطة أن تكون األسلللباب المؤدية إلى ذلك ذات طبيعة اقتصلللادية ،إال أنه على الرغم من
ذلك فال يصبح هذا الفسخ ساري المفعول إال بعد أن يقوم السنديك بإشعار كل من المندوب اإلقليمي للشغل
وعامل العمالة أو اإلقليم المعني ،ويحتفظ االجراء في هذه الحالة التي تم تسريحهم بجميع حقوقهم.
من جهة أخرى فإن الحكم القاضلللللي بعدم إمكانية تفويت األموال يتم تسلللللجيله أو تقييده بالسلللللجل التجاري
للمقاولة وعند االقتضاء يسجل أيضا بسجالت المحافظة على األمالك العقارية ،وكذلك بالسجالت الخاصة
بتسلللجيل السلللفن والطائرات وباقي السلللجالت األخرى المعدة لهذا الغرض ،كما أنه إذا كان من شلللأن تغيير
أهداف وسللللائل مخطط االسللللتمرارية التأثير بشللللكل سلللللبي على التخفيضللللات أو اآلجال والتي وافق عليها
الدائنون فإنه يتعين على السللللنديك اسللللتدعاء جمعية الدائنين وفقا للمادتين 609و 610من القانون ،17.73
على أنه يمكن للمحكمة أن تقضلللللللي بفسلللللللخ مخطط االسلللللللتمرارية في حالة عدم تنفيد المقاولة اللتزاماتها
المحددة في مخطط االسللتمرارية ،أو إن لم تحترم أجل تنفيذها وذلك بعد االسللتماع لألطراف وألي شللخص
يهمه األمر أو بعد استدعائهم بكيفية قانونية.
من جهة أخرى فإن عملية التصلللللللريح بالديون باعتبارها من األمور من األمور الواجبة على الدائنين ،في
حالة فسللللخ مخطط االسللللتمرارية فإن المشللللرع المغربي عمل على حماية الدائنين الخاضللللعين إلى مخطط
التفويت حتى يتسلللللللنى لهم اسلللللللتيفاء هذه الديون بحيث ألزمهم بمقتضلللللللى المادة 634من القانون 17.73
بضرورة التصريح بكامل ديونهم وأيضا بضماناتهم ،وذلك بعد خصم المبالغ التي تم استيفاؤها بما في ذلك
الديون الناشئة خالل فترة ا عداد الحل ،والتي لم يتم اداؤها ،والعبرة وراء ذلك رغبة المشرع في حماية هذه
الفئللة من الللدائنين لكونهم اظهروا حسلللللللن نيتهم ورغبتهم في االسلللللللتمرار في التعللامللل مع المقللاولللة رغم
87
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
خضلللوعها لمسلللطرة اإلنقاذ ،كما أن الدائنين الناشلللئة ديونهم بعد الحكم بفتح مخطط االسلللتمرارية اصلللبحوا
ملزمين بأن يصرحوا بديونهم إلى السنديك.
المالحظ أن الحكم القاضي بالت سوية الق ضائية يهدف باأل ساس إلى ضمان ا ستمرارية ن شاط المقاولة وذلك
إما بإسللللعافها وإنقاذها ،وهي تكون بين يدي مالكها أو صللللاحبها وهو رئيس المقاولة سللللواء لسللللبب النظر
والبت في مشلللروع مخطط اإلنقاذ أو م خطط االسلللتمرارية ،أو عن طريق إخراجها من بين يديه ومن تحث
سلطته والقيام بتفويتها للغير إما بصفة كلية أو صفة جزئية.
الهدف األسلللللاسلللللي الذي يسلللللعى من خالله الحكم القاضلللللي بالتسلللللوية القضلللللائية من خالل اعتماد مخطط
االسللللتمرارية هو ضللللمان االسللللتمرارية ،أي ضللللمان اسللللتمرارية المقاولة في مزاولة نشللللاطها ،بحيث أن
المشلللللللرع المغربي أجاز للمحكمة من خالل المادتين 570و 624من مدونة التجارة الحكم باعتماد مخطط
اإلنقاذ أو مخطط االسلللللللتمرارية ،وذلك عندما يكون بمقدور رئيس المقاولة وباعتباره المدين انقاذ مقاولته
ويضمن استمرارية نشاطها.
فإذا كان هذا هو ال حل المناسلللللللب فإنه يجب على رئيس المقاولة باعتباره المدين ،أو المسللللللليرين أو أحد
المسلللليرين أن يكون مؤهال إلنقاذ المقاولة وألن يسللللتطيع الوفاء وأداء خصللللومها في ظروف مواتية وعند
اجل استحقاقها.
اذن نالحظ أن المشرع المغربي اسوة بنظيره الفرنسي ،ينتصر بداية لمبدأ ضمان استمرارية نشاط المقاولة
بصاحبها ،أي أن المشرع المغربي من خالل اقراره لمخطط االستمرارية وذلك من اجل ضمان استمرارية
المقاولة في أداء نشلللاطها فسلللح المجال لرئيس المقاولة من أجل االشلللراف على ضلللمان اسلللتمرارية نشلللاط
المقللاولللة ،سلللللللواء تعلق األمر بمللآل المقللاولللة بعللد اعتمللاد مخطط اإلنقللاذ أو من خالل اعتمللاد مخطط
االستمرارية.
لكن بالرجوع إلى مقتضللللللليات المادة 570من مدونة التجارة نجدها تحيل فيما يتعلق بالنتائج القانونية
المترتبة عن اعتماد مخطط اإلنقاذ على كل احكام مخطط االسلللللللتمرارية ،سلللللللواء فيما يتعلق بمدة تنفيذ
المخططين ،بحيث تم حصللره بالنسللبة لمخطط اإلنقاذ في 5سللنوات كحد أقصللى و 10سللنوات كحد أقصللى
بالنسبة لمخطط االستمرارية.
من جهة أخرى فيتعين علينا الوقوف عند مضلللللمون مخطط االسلللللتمرارية ،فإذا كان مخطط االسلللللتمرارية
يروب في األسلللللاس إلى انقاذ المقاولة فالبد من الوقوف عند أهداف ومضلللللمون هذا المخطط على أن نقف
ونسلط الضوء فيما بعد على المآل الذي ستؤول إليه المقاولة بعد اعتماد مخطط االستمرارية.
88
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
مخطط االستمرارية
قبل التطرق إلى مضلللمون مخطط االسلللتمرارية ال بأس بأن نشلللير إلى أن مخطط االسلللتمرارية يعتبر من
الحلول التي تعتمده المحكمة لمسللاعدة المقاولة المفتوحة ضللدها مسللطرة المعالجة ،ذلك بعد حصللر مخطط
التسوية القضائية.
وهذا األخير يكت سي بعد اقت صاديا واجتماعيا وقانونيا هدفه الحفاظ ما أمكن على الم صالح المتواجدة داخل
المقاولة بهدف ضلللمان اسلللتمرارية المقاولة في أداء نشلللاطها ،فمخطط االسلللتمرارية يحتمل إمكانية ادخال
تعديالت وتغييرات على تسليير المقاولة حسللب ما جاء في مقتضلليات المادة 624من القانون 17.73وذلك
إن اقتضى الحال.
كما أنه يمكن أن يرفق الحكم القاضللي باعتماد مخطط االسللتمرارية عند االقتضللاء بتوقيف أو إضللافة بعض
فروع النشللللاط الذي كانت تزاوله هذه المقاولة ،كما أنه في حالة تعديل نظام األسللللاسللللي للمقاولة وفق ما تم
تبنيه في مخطط االستمرارية يجب على السنديك أن يقوم في هذه الحالة بدعوة الجمعية العمومية المختصة
للقيام بهذا التعديل ،وذلك بحسب نوع الشركة أو المقاولة بهدف ضمان االنسجام مع مقتضيات المادة 627
من القانون .17.73
كما أنه ال يمكن تغيير أهداف ووسللللائل مخطط االسللللتمرارية إال بمقتضللللى حكم صللللادر عن المحكمة التي
قضلللللت بافتتاح مسلللللاطر المعالجة في مواجهة المقاولة المتوقفة عن الدفع ،وذلك بناء على طلب من رئيس
المقاولة أو من السلللللللنديك طبقا لمقتضللللللليات المادة 629من القانون ،17.73شلللللللريطة أال يتجاوز مخطط
االستمرارية هنا 10سنوات كحد أقصى.
وطبقا لما جاء في المادة 629من نفس القانون يمكن للمحكمة أن تقضللي بفسللخ مخطط االسللتمرارية إذا لم
تفي المقاولة بالتزاماتها المحددة في هذا المخطط ،وذلك إما بكيفية تلقائية أو بناء على طلب من أحد الدائنين
وبعد االستماع إلى السنديك ،وعند ادن تقضي المحكمة بالتصفية القضائية للمقاولة.
من جهة أخرى فمخطط االسلتمرارية يروم إلى تحقيق ثالثة أمور ،األول هو تصلفية الخصلوم ،بمعنى أداء
الديون المترتبة في ذمة المقاولة ،والثاني إعادة هيكلة المقاولة ،ثم الثالث إمكانية تسلللللللريح العمال وذلك
ألسباب اقتصادية.
األثار أو النتائج المترتبة عن مخطط االستمرارية
اعتماد مخطط االسلللللللتمرارية أو مخطط اإلنقاذ تترتب عنه جملة من النتائج واآلثار الهامة ،أولها تصلللللللفية
الخصللللوم ،ذلك أن المحكمة التجارية التي قضللللت باعتماد مخطط االسللللتمرارية أو مخطط اإلنقاذ ،فهي ال
تنطق بهذا المخطط أو مخطط االسلللللللتمرارية إال إذا ابان فعال المدين عن إمكانيات جدية وحقيقية إلنقاذ
89
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
المقاولة أو لتسللللديد خصللللومها طبقا لما ورد في المادة 624من القانون ،17.73ويتعلق األمر هنا بالديون
الناشئة قبل الحكم بفتح مسطرة القضائية.
في حين أن الديون الناشللئة بعد حصللر مخطط االسللتمرارية فهي تخضللع للقواعد العامة ،وبالرجوع للمادة
630من مدونة التجارة فالمحكمة تشلللللللهد على اآلجال والتخفيضلللللللات الممنوحة من قبل الدائنين خالل
االستشارات الفردية أو الجماعية التي كان السنديك قد قام بها أثناء فترة تشخيص واعداد اعداد الحل.
والمحكمة لها من السللللللللطة التقديرية ما يخول لها القيام بخفض التخفيض في اآلجال أو التخفيض في منح
آجال جديدة ،أو في الديون متى اقتضت مصلحة المقاولة ذلك مراعاة لمبدأ المساوات بين الدائنين ،مع العلم
أن الدائنين الدين قبلوا منح اآلجال أو التخفيضلات من ديونهم ،فبالنسلبة للذين رفضلوا منح آجال جديدة لهذه
المقاولة أو تخف يضلللللللات فالمحكمة لها سللللللللطة حق فرض آجال موحد على جميع الديون أو جميع الدائنين
شريطة أال تتجاوز مدة التسديد األطول لهذه الديون التي منحها الدائنون للمدين قبل فتح المسطرة القضائية
فيما يخص الديون المؤجلة.
لكن يمكن أن تتجاوز اآلجال المفروضللة من قبل المحكمة مدة تنفيذ المخطط متى كانت مدة هذا األخير تقل
عن 10سنوات بحيث أن أقصى مدة لتنفيذ مخطط االستمرارية هي 10سنوات ،وتخضع اآلجال الموحدة
المفروضلللللللة من قبل المحكمة طبقا للمادة 630من القانون ، 17.73كل الديون سلللللللواء كانت عادية أو
مضللمونة ،ويتعين في هذه الحالة أن يتم سللداد أول األقسللاط بالنسللبة لتلك التي فرضللت المحكمة عليها أجل
موحدة داخل سنة.
هذا وقد عمل المشللللرع المغربي على تقييد سلللللطة المحكمة فيما يخص ديون المقاولة بحيث لم يمنح لها أن
تفرض على الدائنين تخفيضللللللات على ديونهم مالم يرتدو ويوافقوا على ذلك ،وذلك عند اسللللللتشللللللارتهم من
طرف السنديك.
فالمحكمة إن كانت لها السللللللللطة طبقا لما جاء في المادة 630من مدونة التجارة ،بأن تفرض آجال موحدة
على الدائنين الذين رفضللوا منحها بشللكل اختياري فإن سلللطتها تضللل مقيدة في مدى الزامهم بالتخفيض من
ديونهم.
المالحظ أن المشلللرع المغربي خالل التخفيضلللات التي فرضلللها على الدائنين إلنجاح مخطط االسلللتمرارية
نجد هذه األخيرة مقرونة بإنقاذ المقاولة المتعثرة ،لكن إذا عمد المدين إلى تفويت أموال المقاولة المتقفلة
بالديون فإنه لم يعد تمت من مصلحة في المقاولة المتعثرة ،وبالتالي ال يجب أن يطلب من الدائنين أصحاب
هذه االمتيازات لالسلللللللتمرار في التضلللللللحية فيما يخص ديونهم على تلك األموال المفوتة ،في حين فرض
القانون على هؤالء تقديم تضحيات من أجل انقاذ المقاولة المتعثرة.
90
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
النتيجة الثانية أو اآلثار الثاني الذي يتضمنه مخطط االستمرارية وإعادة هيكلة المقاولة ،المشرع عمل على
إ عادة هيك لة المقاو لة من خالل اعت م اد مخطط االسلللللللتمرارية ،ذ لك أن هذا المخطط يمكن أن ينجح عبر
الحفاظ على الوضللللع القانوني للمقاولة والذي كان قائما قبل اعتماد المخطط ،لكن المشللللرع المغربي ارتأى
أن يعطي للمحكمة سلللللطات واسللللعة بهدف إعادة هيكلة هذه المقاولة ان اتضللللح للمحكمة أن إنجاح مخطط
االسلللللللتمرارية يتطلب ذلك ،فالمحكمة بناء على ما جاء في المادة 624من مدونة التجارة لها أن تقضلللللللى
بفرض التغييرات وهذه التغييرات ترى المحكمة أن من االزم إدخالها على تسللللليير المقاولة في اطار إعادة
هيكلتها ،ومن تم فلهى أن تقرر التعديالت الواجب إدخالها على النظام األسلللاسلللي للمقاولة ،وفي هذه الحالة
يسللتلزم األمر من السللنديك أن يعمل على اسللتدعاء الجمعية العامة لالنعقاد ويتحدد نوع هذه الجمعية حسللب
درجة التعديل المطلوب ،حيث اذا كان سلللللليمس النظام األسللللللاسللللللي فإنه يتعين دعوة الجمعية العامة الغير
العادية.
كما أن المحكمة يحق لها فرض تغيير مسير أو بعض المسيرين ،إما لقلة تجريبهم أو سوء تصرفاتهم وألي
سبب آخر يتعارض مع مصلحة المقالة ومع اهداف مخطط االستمرارية ،وال تقف سلطة المحكمة عند هذا
األمر ،بل لها سللللطات واسلللعة تتعلق في ادخال التعديالت المتعلقة بضلللمان نجاح تسللليير المقاولة أو تغيير
نظامها األساسي بالنسبة للشركات.
وأيضللا تمتد حتى إلى الدمة المالية للمقاولة بحيث تسللتطيع أن تمارس نوعا ما من التغييرات أو القيود على
أموال المقاولة ،فالحكم القاضي باعتماد مخطط االستمرارية قد يقيد من سلطات رئيس المقاولة بحيث يقوم
بمنعه من تفويت األموال التي تعتبرها المحكمة أموال ضللرورية السللتمرارية المقاولة دون ترخيص منها،
وذلك طيلة مدة تحددها المحكمة لهذا األساس.
هكذا يتضللح لنا أن المنع من تفويت المقرر بمقتضللى المادة 626من مدونة التجارة ليس تفويتا عاما ،وإنما
هو محدد فيما يتعلق ببعض األموال ولمدة معينة ،كما أنه ال يتم بشلللللللكل تلقائي بل البد أن يكون بناء على
حكم صلللللادر عن المحكمة ،وهذه األخيرة يحق لها وقت ما شلللللاءت أن تتراجع عن هذا القرار ،أي قرارها
المتعلق بمنع من التفويت إذا رأت من خالل التقارير المرفوعة عليه من السلللللللنديك أنه لم يعد الحاجة بتات
في االستمرار في هذا المنع.
المشللرع المغربي هاجسلله األسللاسللي هو حماية المتعاملين مع المقاولة الخاضللعة لمخطط االسللتمرارية ،وال
سليما أنه ما دامت بعض أموال المقاولة غير قابلة للتفويت بناء على قرار المحكمة ،لذلك المشلرع المغربي
عمل على ضللللرورة فرض تقييد عدم إمكانية تفويت هذه األموال بالسللللجل التجاري ورتب على عدم القيام
بذلك جز اء البطالن ،ويتمثل في بطالن كل عقد يعتبر في نظره خرقا لقاعدة عدم قابلية التفويت.
91
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
االثار الثالث أو النتيجة الثالثة التي يتضلللللمنها أو تترتب عن مضلللللمون مخطط االسلللللتمرارية وهي إمكانية
تسلللريح العمال ،مخطط االسلللتمرارية يعكس بجالء كاختيار لتسلللوية وضلللعية المقاولة المتوقفة عن الدفع،
يعكس بجالء التوجه الجديد الذي تبناه المشرع المغربي من خالل التعديل الجديد للكتاب الخامس من مدونة
التجارة ،بحيث أن المشلللرع تبنى من هذا النظام موقفا يهدف باألسلللاس إلى بث الروح في المقاولة وإمكانية
تسريح العمال بناء على شروط وأسباب جدية تستدعي ذلك.
بحي ث أن المحكمة أصبح لها الحق إن اتضح لها انه هناك أسباب حقيقية وجدية تمنح لها الخيار بأن تسرح
نوعا من العمال وأن تسللريح العمال من شللأنه أن يؤدي إلى تحقيق وضللعية سللليمة للمقاولة وإنقاذ المقاولة،
فهنا المشرع عمل على التضحية بمناصب الشغل بهدف اإلبقاء على المقاولة وأيضا محاولة تسوية وضعية
الدائنين.
من جهة أخرى نجد أن المشللللرع المغربي بعدما كانت المادة 590من مدونة التجارة تؤدي أو تقضللللي بأن
عقود العمل إذا مانت سللتؤدي على مسللتوى فسللخها ،فإنه يجب تطبيق القواعد المنصللوص عليها في مدونة
الشغل.
في حين أن هذا العيب الشلللللكلي والمسلللللطري تم تفاديه من خالل القانون الجديد رقم ،17.73ال سللللليما في
المقتضللللليات المتعلقة بتسلللللريح العمال ،حيث المادة 624نصلللللت على أنه إذا كانت القرارات المصلللللاحبة
لال ستمرارية المذكورة سيؤدي إلى ف سخ عقود ال شغل فإن هذا الف سخ سوف يعتبر واقعا أل سباب اقت صادية
على الرغم من كل مقتضلللى مخالف أو شلللرط تعاقدي ،لكن هذا الفسلللخ ال يصلللبح سلللاريا إلى إذا تم توجيه
اشلللللللعار بذلك إلى كل من المندوب اإلقليمي للشلللللللغل وعامل العمالة أو اإلقليم المعني ويحتفظ االجراء
المفصولون بكل الحقوق المخولة لهم.
ومخطط االستمرارية هو المحدد لمآل المقاولة إما يتم تنفيذ المخطط بعدما يتم حصره أو يتم فسخه ،أي أن
مخطط االستمرارية ينتهي إما بالقفل عند التنفيذ أو بالفسخ عند عدم تنفيذه.
الحالة األولى :وهي القفل عند التنفيذ ،فإنه يترتب على تنفيذ مخطط االسلللللللتمرارية قفل المسلللللللطرة وذلك
بواسلللللطة حكم قضلللللائي طبقا لما جاء في المادة 573من مدونة التجارة ،بالنسلللللبة لمخطط اإلنقاذ وأيضلللللا
لمخطط االسلللتمرارية ،في هذه الحالة يسلللترجع المدين أو رئيس المقاولة كل سللللطاته التي كانت قد مسلللتها
وفرضت عليها قيود لسبب تنفيذ هذا المخطط ،وذلك قبل مرحلة التشخيص.
المحكمة لها أيضلللا االمكانية خالل سلللريان سلللواء مخطط اإلنقاذ أو مخطط االسلللتمرارية طبقا لما جاء في
المادة 629من القانون ، 17.73أن تدخل على هذا المخطط تعديالت سللواء من حيث األهداف أو الوسللائل
إما بطل من ال سنديك أو بناء على طلب من رئيس المقاولة ،وهذا ما يدل على المرونة التي سلكها الم شرع
المغربي في تنفيذ مخطط االستمرارية ،ال سيما وأ ن تنفيذ هذا المخطط قد يستغرق وقت طويال من الزمان،
92
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
فهذه المرونة تتعلق بالخصلللللللوص ببعض الحاالت الخفيفة والتي ال يمكن أن تأثر على األمور الجوهرية
المتضمنة ضمن مخطط االستمرارية.
فإذا كان من شللأن تغيير أهداف ووسللائل هذا المخطط التأثير بشللكل سلللبي على التخفيضللات أو اآلجال التي
وافق عليها الدائنون ،وجب على السنديك استدعاء جمعية الدائنين.
الحالة الثانية :وهي الفسلللللللخ عند عدم تنفيذه ،فعدم قيام المدين أي رئيس المقاولة بتنفيذ التزاماته الناجمة
والمترتبة عن مخطط اإلنقاذ ومخطط االسللللللتمرارية ،يؤدي إلى فسللللللخ هذين المخططين ،بحيث أن فسللللللخ
م خطط اإلنقاذ أو مخطط االسللللتمرارية هو بمثابة جزاء عقدي فرضلللله المشللللرع على رئيس المقاولة وذلك
بشروط ورتب على ذلك جملة من النتائج.
الشروط التي فرضها المشرع المغربي واستلزمها لفسخ مخطط اإلنقاذ وكذا مخطط االستمرارية ،هي تلك
التي جاءت في المادتين 573و 634من مدونة التجارة ،حيث أن المشلللللللرع منح االمكانية للمحكمة أن
تقضي بفسخ هذين المخططين شريطة توفر شروط معينة.
.1في ال حا لة التي يقوم في ها ال مدين أي رئيس المقاو لة ب عدم تنفيذ االلتزا مات الناج مة عن مخطط
اإلنقاذ أو مخطط اال ستمرارية ،ال سيما االلتزامات المادية منها ،كعدم ت سديد الديون المتفق عليها،
أو االلتزامات الغير المالية كإحداث تغييرات في بنية وهيكلة المقاولة ،يتم أيضلللللللا فصلللللللخ هذين
المخططين إذا توفر شرط آخر.
.2أن يتم تقديم ط لب ي هدف إلى فسلللللللخ هدين المخططين إ ما من طرف أ حد ا لدائنين أو من طرف
المحكمة تلقائيا.
.3أن يتم االستماع إلى السنديك من طرف المحكمة.
.4ضرورة استدعاء رئيس المقاولة.
وما ينبغي اإلشارة إليه في هذا اإلطار أن المحكمة يجوز لها ويحق لها أن تقضي بالفسخ بصفة تلقائية ،كما
يمكن لها أن ترفض طلب الفسلللللخ المقدم لها من طرف أحد الدائنين ،وهذا ما يؤكد الطابع التعاقدي لمخطط
اإلنقاذ أو مخطط االستمرارية ،وهو ما نستشفه من خالل المادتين 573و 634من القانون .17.73
إذا كان المشللللللرع قد رتب الفسللللللخ كجزاء على عدم تنفيذ مخطط اإلنقاذ أو مخطط االسللللللتمرارية وفرض
شروطا لترتيب هذا الفسخ فإنه بالمقابل رتب جملة من النتائج واآلثار عن فسخ هذين المخططين.
فبالنسلللبة لمخطط اإلنقاذ ،من اآلثار التي تترتب في هذا الصلللدد هو ما نلمسللله من خالل المادة ،573والتي
بقراءة ما جاء فيها نسلللللتشلللللف ونخلص إلى أن المحكمة وهي تنطق بفسلللللخ مخطط اإلنقاذ بعدما تأكد لديها
وتحقق لديها شللروط الفسللخ ،فهنا يحق لها أن تقرر إما تحويل هذا المخطط إلى مخطط التسللوية أو مخطط
التصفية.
93
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
وعدم تنفيد المقاولة اللتزامات المحددة في مخطط اإلنقاذ أو عدم احترام السلللللقف الزمني المحدد من طرف
المحكمة لتنفيذ هذا المخطط يجعل المقاولة بصللللللفة تلقائية أوتوماتيكية في حالة توقف عن الدفع ،وتصللللللبح
وضعيتها من قبيل وضعية المقاوالت المختلة بشكل ال رجعة فيه ،ومن تم تخضع ألحكام التسوية القضائية
أو التصفية القضائية بحسب درجة االختالل والصعوبات التي تعرفها وضعية هذه المقاولة.
أما فيما يتعلق باآلثار المترتبة عن فسللللخ مخطط االسللللتمرارية ،فيترتب عن مخطط االسللللتمرارية نتيجتين
هامتين:
.1التصريح الجبري بالتصفية القضائية
.2أن يخضللع الدائنون لنظام التصللريح بالديون ويشللمل التصللريح هنا الدائنون الخاضللعون للمخطط
بالدرجة األولى ،بحيث يصلللرحون بكامل ديونهم وضلللماناتهم ،كما يشلللمل تصلللريح الدائنين الدين
نشأت ديونهم بعد الحكم بفتح مخطط االستمرارية ،وذلك بعض خصم المبالغ التي تم استيفاؤها إما
في إطار التوزيعات التي تمت وفق حكم حصلللللر مخطط االسلللللتمرارية أو تلك التي تم اداؤها أتناء
تنفيذ المخطط ،وبالمناسللبة يخضللع دائنو المقاولة لنفس إجراءات التصللريح عندما يتم فسللخ مخطط
االستمرارية.
مخطط تفويت المقاولة
يعتبر مخطط تفويت المقاولة من الحلول التي تختارها المحكمة بمناسلللللبة اعتماد التسلللللوية القضلللللائية ،هذه
األخيرة التي تقوم إما على اعتماد مخطط االسلللللللتمرارية الذي سلللللللبق دراسلللللللته أعاله ،أو باعتماد مخطط
التفويت.
يعتبر مخطط التفويت أحد الحلول الممكنة لمعالجة مسللللاطر معالجة صللللعوبات المقاولة ،بحيث أنه إذا كان
مخطط االسلللللللتمرارية ي هدف إلى ن فس ال هدف ا لذي تسلللللللعى إلى تحقيقه المحك مة من وراء تبني مخطط
التفويت ،وذ لك عبر احتفاظ ال مدين بم لك المقاو لة ،فإن مخطط التفويت يكون أيضلللللللا يرمي إلى ح ماية
المقاولة وإنقاذها لكن على أسلللللاس تغيير مالك المقاولة ،بحيث ال يتم االحتفاظ بالمالك ،ألن المقاولة سللللليتم
تفويتها إلى االغيار إما تفويتا كليا أو تفويتا جزئيا ذلك بهدف استمرارية نشاطها واخراجها من ذمة المالك.
المحكمة عندما يتضح لها أن فرصة ضمان استمرارية المقاولة هو تبني مخطط التفويت ،وذلك نتيجة لعدم
قدرة المدين على ضللمان سللير حسللن تدبيرها وتسلليرها وأيضللا تمويلها ،أو أن هناك بعض الدائنين رفضللوا
تقديم تنازالت أو تضحيات بهدف انقاذ المقاولة.
94
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
في هذه الحالة ال يسلللع المحكمة إال أن تقضلللي باعتماد مخطط التفويت حينما تكون وضلللعية المقاولة مختلة
بشلللكل ال رجعة فيه ،وفي هذا اإلطار يتضلللح لنا أن المشلللرع المغربي من خالل تبني مخطط التفويت نجده
قد حدد ن وعين من التفويت ،هناك التفويت الكلي والتفويت الجزئي ،ول كل من ها هدف معين مع العلم أن
هناك شللللروط موضللللوعية وشللللكلية يجب مراعاتها بإعمال مخطط التفويت ،وهذا ما يترتب عنه في نهاية
المطاف جملة من اآلثار ،سواء بالنسبة للمفوت إليه أو بالنسبة لألغيار.
فيما يتعلق بأهداف وأنواع التفويت ،على مسلللللللتوى اهداف مخطط التفويت نجد أن القانون 17.73حدد
اهداف وغايات أشللللار إليها في مضللللمون المادة 653من القانون ،17.73بحيث أن هذا القانون يهدف من
وراء اعتماد مخطط التفويت إلى اإلبقاء على النشللللاط الذي من شللللأنه أن يسللللتغل بشللللكل مسللللتقل من أجل
المحافظة على كل أو بعض مناصب الشغل الخاصة بذلك النشاط ،وأيضا ابراء ذمة المقاولة من الخصوم.
وتندرج أيضا أهداف مخطط التفويت في إطار األهداف العامة لمساطر معالجة صعوبات المقاولة باستثناء
مسللطرة التصللفية القضللائية ،فالمحكمة من خالل المادة 635من القانون 17.73تقضللي إما بالتفويت الكلي
لوحدة اإلنتاج أو األصول ،أو التفويت الجزئي لنشاط أو قطاع مهين من أنشطة المقاولة.
بالنسللللبة للتفويت الكلي فنكون أمام تفويت كلي يتضللللمن كل عناصللللر اإلنتاج أو األصللللول التي تتكون منها
المقاولة ،ويتضمن كل أصول المقاولة التي تصلح لإلبقاء على نشاط هذه األخيرة أو يؤدي إلى حل الشركة
كما جاء في المادة 641من القانون 17.73وما تبقى من هذه األصول أي العناصر الغير الصالحة لإلبقاء
على النشللللاط المقاولة فيتم بيعها بشللللكل منفرد ومسللللتقل وال تخضللللع ألحكام التفويت وانما احكام التصللللفية
القضائية.
أما التفويت الجزئي فيهم فقط تفويت مجرد قطاع أو نشلللللاط من أنشلللللطة المقاولة ويتعلق األمر هنا بتفويت
عناصللللر اإلنتاج أو األصللللول التي تكون قطاع أو عدة قطاعات ألوجه كاملة ومسللللتقلة ،عن هذا النوع من
التفويت في إطار مخطط االستمرارية أن يشمل في شق منه تفويت بعض القطاعات التي تشكل وحدة انتاج
مستقلة وال يترتب في هذه الحالة على ذلك حل المقاولة.
وفي حالة اعتماد التفويت الكلي لوحدات انتاج المقاولة أو التفويت الجزئي لها ،وذلك دون حصلللللللر مخطط
يضللمن اسللتمرار المقاولة وبقاء بعض األموال خارج هذه المسللطرة فإن السللنديك حسللب الفقرة األخير من
المادة 635من القانون ،17.73يبقى ه و المخول له قانونا ممارسلللللللة دعاوى المتعلقة بها وبيعها وفق
مسطرة التصفية القضائية.
95
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
وإذا كان المشرع قد حدد اهداف من وراء اعتماد مخطط التفويت وحدد أنواع التفويت الذي يمكن تبنيه من
طرف المحكمة بهدف انقاذ المقاولة فإنه بالمقابل حدد شللروط من اجل إعمال هذا المخطط ،وهناك شللروط
موضوعية وأخرى شكلية.
فإذا كان من شأن تقديم عروض تفويت من قبل االغيار بمجرد صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية
القضلللائية ،فكيفية تقديم هذه العروض تخضلللع لضلللوابط وقواعد البد أن تراعي مبدأ الشلللفافية ،وأن تراعي
مبدأ المصداقية والتنافسية بشكل أفضل.
الشروط الموضوعية
ال يمكن اعتماد مخطط التفويت إلى حينما ال اختيار مخطط االسلللللللتمرارية ،فحينما ال يكون بمقدور المدين
أو ال يريد االستمرار في استغالل المقاولة عبر مخطط االستمرارية ،يمكن اعتماد مخطط التفويت ،كما أنه
ال يمكن ا عت ماد هذا المخطط إال حين ما تكون المقاو لة قاب لة للم عال جة عن طريق هذا التفويت ،فهو ليس
وسيلة للكسب إنما هو إمكانية جديدة إلنقاذ المقاولة.
يجب أن يكون التفويت دو طابع شمولي وال ينصب على عنصر أو عناصر أو أصول مستقلة أو منعزلة،
فالتفويت الذي يعتد به كحل لضلللمان اسلللتمرارية المقاولة هو الذي يشلللمل العناصلللر التي تشلللكل قطاع أو
قطاعات ،كما أنه من جهة أخرى ال يمكن الحكم لمخطط التفويت إال إذا كان من شلللأن ذلك أن يحافظ على
ن شاط المقاولة وأي ضا المحافظة على منا صب ال شغل المتواجدة بها وت صفية خصوم مقاولة في حدود ثمن
التفويت وليس أداء كل الديون.
الشروط الشكلية
ال يمكن اعتماد مخطط التفويت إلى إذا احترمت هذه الشلللروط وتمت مراعاتها ،والشلللروط الشلللكلية تتعلق
بقديم العروض ،فبالرجوع إلى المادة 636نجدها حددت الشلللكليات التي يعينها بخصلللوص اعتماد مخطط
التفويت ،بحيث أنه يتم ابالغ السنديك بطلبات العروض داخل أجل يحدده ويخبر به المراقبين.
وأن يتضلللمن طلب العرض البيانات المنصلللوص عليها في المادة 636من القانون 17.73كتلك المتعلقة
بالتوقعات المرتبطة بالنشلللللللاط والتمويل ،ثمن التفويت طرق سلللللللداد هذا التمن تاريخ إنهاء هذا التفويت،
مستوى تشغيل االفاق الضمانات المقدمة ،توقعات بيع األصول وغيرها.
96
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
يتم ارفاق هذه الوثائق بطلب العرض وخاصلللة ارفاقها بالسلللنوات المالية الثالث األخيرة للمقاولة ،إذا كان
في هذه الحالة صللللللاحب العرض ملزما بإعدادها ،على أنه يحق للقاضللللللي المنتدب أن يطلب شللللللروحات
إضللافية كلما اقتضللت الضللرورة لذلك ،ويقوم السللنديك في هذه الحالة بإخبار جميع المراقبين ،بما في ذلك
التأثير على حقوق الدائنين وممثلي العمال بمضللمون هذه العروض خاصللة وأن العروض المقدمة سللتمس
مناصللب الشللغل إما بالزيادة فيها أو بتقليصللها ،على أنه ليس هناك ما يمنع من أن يعمل القاضللي المنتدب
على طلب شروحات إضافية إلزالة الغموض وأيضا الستجالء جدية هذه العروض.
هذه العروض يجب تقديمها داخل أجل يحدده السنديك ،وأن يفصل بين تاريخ التقدير وتاريخ نظر المحكمة
في هذه العروض أجل ال يقل عن 15يوم مالم يتفق السنديك ورئيس المقاولة والمراقبين على خالف ذلك.
الحكم الفاصل في العروض
المحكمة تم لك سلللللطة واسللللعة في اختيار العرض األنسللللب والذي يتبين لها من خالله هو العرض الجدي
واألكثر ايجابيتا واألكثر نفعا واالحق بأن يتم اعتماده من أجل انقاذ المقاولة ،فالمحكمة منح لها القانون
17.73الحرية والصالحيات الواسعة في اختيار هذا العرض بشكل يتماشى وأهداف المخطط الرامي إلى
انقاذ المقاولة واإلبقاء على نشلللاطها وضلللمان أصلللولها لمدة كبيرة وأيضلللا ضلللمان مناصلللب الشلللغل وأداء
الديون لفائدة الدائنين.
وذلك بناء على ما جاء في المادة 637من القانون 17.73هذه المادة قد عالجت كيفية اعتماد المحكمة أو
عرض األنسب من أجل اعتماده ،فالحكم القاضي باعتماد العرض المناسب يحدد أيضا العقود الضرورية
التي تنتقل مع المقاولة للحفاظ على نشللللللاطها ،وكمثال لهذه العقود ،عقد االئتمان ،عقود االئتمان االيجاري
عقود الكراء ،عقود تزويد بالسللللللع والخدمات ،العقد البنكي ،هذه العقود ضلللللرورية السلللللتمرارية نشلللللاط
المقاولة ،ويكون الحكم على ابقائها بمثابة تفويت لها.
المحكمة هنا تحدد هذه العقود بناء على مالحظات األطراف المتعاقدة مع المقاولة والتي يقوم السلللللللنديك
بإبالغها.
ومن هنا نالحظ أن المشرع المغربي قد أقر في هذا اإلطار وتحت اكراه توفير شروط ضمان استمرارية
نشاط المقاولة عبر مخطط التفويت ،قد أقر التفويت الجبري لبعض العقود ،وهو بذلك يكون قد مس بحرية
التعاقد ،أي مس بمبدأ سلطان اإلرادة واالعتبار الشخصي.
97
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
ومن هنا ينبغي التذكير أنه ال يتك الحكم بالتفويت الجبري لبعض العقود إال إذا توفرت جملة من الشللللروط
من قبيل أن تكون هذه العقود ضللرورية واجبارية تسللتدعي مصلللحة المقاولة أي اإلبقاء عليها وأن تسللتمع
المحكمة مالحظات جميع األطراف بعض استدعائهم.
ويتعين تنفيذ العقود التي تم تفويتها وفق الشروط المعمول بها عند فتح المسطرة وذلك بعدما تكون المحكمة
قد اسللللتدعت هؤالء المتعاقدين مع المقاولة أو حاملي الضللللمانات إلى جلسللللة قصللللد االسللللتماع إليهم وذلك
بواسطة رسالة مضمونة مع االشعار بالتوصل.
وفي هذا اإلطار يقوم السلللللللنديك بإبرام جميع العقود الضلللللللرورية إلنجاز هذا التفويت تنفيذا لمخطط الذي
حصرته المحكمة ومن تم يحق للسنديك ويجوز له أن يعهد إلى المفوة إليه تسيير المقاولة التي تم تفويتها.
بعد توافر الشلللللللروط الضلللللللرورية إلنجاح واعتماد مخطط التفويت يقوم السلللللللنديك بتفويت المقاولة لفائدة
الشلللللخص المفوة إليه من أجل الصلللللهر على إنجاح هذا المخطط ،ومن تم تترتب جملة من االثار ،فاآلثار
الناجمة عن اعتماد مخطط التفويت هي آثار هامة سواء في مواجهة المفوة إليه أو بالنسبة لألغيار.
فبالنسلللللللبة لآلثار المترتبة عن اعتماد مخطط التفويت ال سللللللليما بالنسلللللللبة للمفوة إليه فهذا األخير يتحمل
مجموعة من االلتزامات ،فالتزامات المفوة إليه رتبها الم شرع المغربي بهدف الم ساهمة في تحقيق اهداف
اعماد مخطط التفويت ،وتتراوح هذه االلتزامات ما بي ن اداء الثمن وبين الحصول على ترخيص التصرف
في أموال المقاولة إلى غاية أداء ثمن التفويت وما بين واجب االخبار السنوي.
فالمفوة إليه ملزم بأن يادي ثمن التفويت وفق الشلللللللكل الذي حدده المحكمة ،فبالرجوع للمادة 646من
القانون ، 17.73يحق للمحكمة في حالة عدم أداء المفوة إليه ثمن التفويت أن تعين تلقائيا أو بطلب من
السنديك أو كل دي مصلحة متصرفا خاصا يقوم بتحديد مهمته ومدته على أال تتجاوز 3أشهر.
وفي هذا اإلطار يقوم كاتب الضللبط باسللتدعاء المفوة إليه لالسللتماع إليه في غرفة المشللورة ،وبذلك يصللبح
المتصرف الخاص هو المشرف على عملية تفويت ،ويتم تعيينه لمدة واحدة وهي عدم أداء المفوة إليه ثمن
التفويت ،أما بخصلللللللوص باقي االختالالت فال دخل له بها ،كما أن المفوة إليه ملزم بأن يحصلللللللل على
ترخيص من المحكمة وإلى غاية دفع ثمن التفويت.
أي أن المفوة إليه ال يمكن له أن يفوت األموال المادية والمعنوية التي تملكها أو يمنحها كضلللللللمان أو أن
يكريها ألجل الت سيير ،با ستثناء المخزونات ،فالمحكمة يجب أن ترخص بتفويت األموال للمقاولة إما ب شكل
98
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
كلي أو جزئي أو تقديمها كضللللمانات أو كراءها من أجل التسلللليير وذلك بناء على تقرير السللللنديك مراعاتا
الضمانات التي يقدمها المفوة.
لذلك المشلل رع هنا مراعات ألموال المقاولة منع هذه التصللرفات ،لكن ذلك ترد عليه جملة من االسللتثناءات
فيما يتعلق بالمخزونات ،هذه األخيرة قابلة للتلف قابلة للفساد أو تقلبات السوق ومن تم قد ينزل ثمنها فيكون
تفويتها حل أفضل وفيه ضمان الستمرار نشاط المقاولة ،لكن قاعدة منع هذه التصرفات في أموال المقاولة
المفوثة أو اكرائها أو تقديمها كضلللللللمانات قد يتم تجاوزه وفقا لما جاء في المادة 642والتي يمكن للمحكمة
أن ترخص للمفوة إليه القيام بذلك بناء على تقرير السنديك.
على أنه يحق للمحكمة أ ،تقرن مخطط التفويت بشللللللرط يجعل كل األموال المفوثة أو بعض منها غير قابلة
للتفويت لمدة تحددها ،والغاية من ذلك هو ضمان استمرارية المقاولة عبر تفاذي المضاربة أو بيع بالفوائد.
مع العلم أنه يتم ابطال كل عقد ابرم خرقا للقيود الواردة على تفويت أموال المقاولة المفوثة ،إذ يجوز لكل
دي مصللللللحة تقديم طلب بذلك داخل أجل بذلك داخل أجل قدرة 3سلللللنوات من ابرام العقد أو نشلللللره حينما
يستلزم القانون ذلك.
االلتزام المفوة باألخبار السنوي ،وهذا األخير ملزم بأن يخبر السنديك بتنفيذ المقتضيات المنصوص عليها
بمخطط التفويت عند نهاية كل سللنة مالية موالية للتفويت فالمشللرع من هنا يرمي من وراء هذا االلتزام إلى
إقرار الضلللغط على المفوت إليه حتى يقوم بتنفيذ المخطط بشلللكل يتماشلللى وحسلللن النية ،وهذا ما تم االتفاق
بشللأنه ،ومن جهة ثانية حتى ال تنقطع صلللة المقاولة المفوثة مع المحكمة من تم هذا االلتزام يضللمن حسللن
تنفيذ المخطط ،بحيث أن السلللنديك يكون ملزما بمجرد اكتشلللاف حصلللول وقوع اختالل أو اخالل بأحد بنود
مخطط التفويت ،أن يعمل على تبليغ المحكمة بهذا االخالل وهذه األخيرة تقضي بفسخ ذلك المخطط.
فإذا كانت اآلثار المترتبة عن اعتماد مخطط التفويت تسللللللري في مواجهة المفوت إليه ،فإن أيضللللللا اعتماد
مخطط التفويت يرتب جملة من اآلثار في مواجهة ا الغيار ،فمخطط التفويت ينتج ويرتب جملة من اآلثار
بالنسلللبة لدائنين المقاولة ،فإذا رجعنا إلى المادة 647من القانون 17.73نجد هذه المادة قد اشلللارت إلى أن
السنديك يعمل على توزيع ثمن التفويت بين الدائنين حسب مرتبتهم ،وهنا نميز بين عدة أنواع من الدائنين،
فهناك دائن ون عاديون ودائنون أصلللللحاب الضلللللمانات ،لذلك عدم احترام التراتبية المنطقية أمر يترتب عنه
قاعدة سقوط االجل.
الحكم القاضلي بمخطط التفويت يجعل الديون الغير الحالة ،أي التي لم يحل اجل اسلتحقاقها يجعلها مسلتحقة
بمجرد اعتماد مخطط التفويت ،وذلك بصللللرف النظر عن مبلغها أو طبيعتها أو درجتها ،والعلة من ذلك أن
تفوبت الكلي ينهي ن شاط المقاولة الخا ضعة للم سطرة والذي ينتقل إلى مقاولة أخرى دات دمة مالية م ستقلة
عن ذمة المقاولة المفوتة.
99
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
األمر الذي يختلف عن التفويت الجزئي ،بحيث هنا تكون المقاولة خاضلللعة لمخطط االسلللتمرارية وتسلللتغل
باقي األصللول في نشللاطها الذي لم يتوقف ،وفي هذا اإلطار يمكن التمييز بين نوعين من الدائنين ،الدائنون
العاديون والدائنون أصحاب الضمانات.
على مسللللللتوى الدائنون العاديون :يقوم السللللللنديك حسللللللب ما جاء في المادة 647بتوزيع ثمن التفويت بين
الدائنين حسلللللللب مراتبهم ،فالدائنون العاديون هم الفئة األكثر تضلللللللررا في هذا اإلطار عند اعتماد مخطط
التفويت ،ألن الحصول على ديونهم يخضع للترتيب بين الدائنين.
ومن جهة ثانية أن حصللول هؤالء الدائنون العاديون على ديونهم يحكمه ثمن التفويت الذي قد ال يرتقي وال
يصللل إلى حجم الديون المترتبة في ذمة المقاولة ،ومن تم حظوظ حصللولهم على ديونهم يتم حسللمها بالنظر
إلى ما زاد عن الديون المضمونة والممتازة في إطار المحاصة.
على مسلللتوى الدائنون أصلللحاب الضلللمانات :فإن شلللبح عدم األداء الكامل لهذه الديون يهدد هؤالء الدائنين،
فالمشللللرع حرص على المحافظة على أفضلللللية الديون المضللللمونة وهكذا فالمحكمة تعمل على تخصلللليص
حصللللة من ثمن البيع عندما يشللللمل التفويت أموال مثقلة بامتياز خاص أو برهن رسللللمي ،والغاية من وراء
ذلك هو تحديد قيمة كل مال مثقل وتسهيل عملية توزيع الثمن على الدائنين أصحاب االمتياز أو الضمانات،
والذين ال يمارسللون حق األولوية المقررة لهم قانونا إلى في حدود المال المضللمون ،ويتحاصللون في الباقي
مع باقي الدائنين.
وتنبغي اإلشللارة أنه إلى أن الدائنون أصللحاب الضللمانات المشللرع منح لهم امتيازا خاصللا وهو ممارسللتهم
حق تتبع المال المثقل بالضلللللمانات إذا فوته المفوة إليه قبل أن يسلللللدد كامل التفويت طبقا لما جاء في المادة
649من القانون ، 17.73لكن إذا ما تم تفويته بعد أدائه لثمن التفويت كامال فإنه يتم تطهير هذا المال من
كل متابعة ولو لم يحصل الدائن صاحب الضمان على دينه كله ،ذلك أن هذا القيد الذي يمس المفوة إليه هو
اداؤه الكامل لثمن التفويت ،وليس أداء كامل خصوم المقاولة.
ومن هنا نجد أن المشللرع المغربي قد منح للدائنين أصللحاب الضللمانات ،الذين مولوا أو عملوا على تمويل
المقاولة ،منحهم ضللمانة مهمة تتمثل في انتقال الضللمانات إلى المفوة إليه وهذا االسللتثناء المتمثل في انتقال
هاته الضلللللمانات إلى المفوة إليه يقتصلللللر فقط على الديون التي همت تمويل مال ضلللللروري للمقاولة ،قبل
اعتماد مخطط التفويت ،بناء على ما جاء في المقتضيات المادة .649
فيملا يتعلق بلاآلثلار المترتبلة عن تبني واعتملاد مخطط التفويلت وال سللللللليملا اآلثلار المترتبلة على مواجهلة
المتعاقدين مع المقاولة ،المالحظ أن الحكم القاضللي بحصللر مخطط التفويت يحدد العقود القابلة للتفويت مع
المقاولة بناء على ما جاء في المادة 638من القانون ، 17.73ذلك أنه إذا كان هذا الحصلللر يشلللكل اسلللتثناء
من القاعدة القائلة بعدم تفويت العقود فإن أهميتها تكمن باألسلللللللاس في أن األصلللللللول المفوتة قد ذات فعالية
100
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السادسة
بدون تلك العقود ،ويتعلق األمر هنا بعقود االيجار االئتماني وعقود الكراء والتزويد بالسلع والخدمات ،لكن
ال يتم تفويت هذه العقود مع المقاولة إال إذا كانت العقود ال زالت سارية التنفيذ وضرورية إلبقاء على نشاط
المقاولة ،وهنا يتوجب على المحكمة بناء على ما جاء في المادة 639من القانون 17.73يتوجب عليها
عند الحكم ب تفويت العقود مع المقاولة أن تعمل على استدعاء األطراف المتعاقدة إلى الجلسة ،وذلك بواسطة
رسللالة مضللمونة مع االشللعار بالتوصللل ،على أن يقوم كاتب الضللبط بهذا االسللتدعاء ويتم تنفيذ هذه العقود
طبقا للشروط المعمول بها عند افتتاح المسطرة.
والمحكمة ال يحق لها وال تملك سللللللللط ة تعديل هذه العقود إلى فيما يخص آجال األداء بها ،بحيث يمكنها أن
تفرض آجال جديدة من أجل ضللمان التنفيذ السللليم لمخطط التفويت وذلك بعد االسللتماع إلى المتعاقد أو عند
استدعائه بشكل قانوني.
تجدر اإلشارة إلى أن التفويت إذا نصب على شركة تجارية أو مجموعة ذات النفع االقتصادي ،وكان هذا
التفويت تفويتا كليا فإن ذلك يؤدي إلى انحالل وانقضلللللاء الشلللللخص المعنوي للمقاولة المفوتة ،أما إذا تعلق
األمر بمقاولة فرضللللية فإن التفويت بالرغم من كونه كليا فإنه ال ينصللللب سللللوى على األصللللول التي كانت
مرصلللللودتا للنشلللللاط المقاولة ومعنى ذلك أن األصلللللول واألموال األخرى تبقى خارج تفويت وال يشلللللملها
التفويت ويتم بيعها.
101
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
هذه المساطر على اختالف أنواعها وأهدافها فإن لها قواعد مشتركة في بعض األمور ،من القواعد المشتركة
التي تجمع ما بين هذه المساطر نجد األجهزة التي تشرف على هذه المساطر ،منها القاضي المنتدب ونائبه
وأيضا السنديك ،فهذه األجهزة تشرف على مسطرة اإلنقاذ وأيضا نجدها على مستوى مسطرة التسوية
القضائية ،وكذلك نفس األمر نجد هذه األجهزة على مستوى التصفية القضائية.
باإلضافة إلى ذلك المشرع المغربي أقر جملة من القواعد التي تعتبر مشتركة بين هذه المساطر ،ومنها وقف
المتابعات الفردية وأيضا التصريح بالديون سواء بالنسبة للدائنين الناشئة ديونهم بمناسبة مخطط
االستمرارية ،أو أولئك الذين نشأت ديونهم قبل الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية.
باإلضافة إلى أن السنديك أصبح يحظى بأهمية قصوى على مستوى القانون 17.73من خالل تقوية مكانته
ومنحه الصالحية في التقدم بالعديد من االقتراحات والتقارير لفائدة القاضي المنتدب ،وهذا األخير بدور
اضحى يحظى بأهمية كبيرة على مستوى االقتراحات.
أجهزة المسطرة
المالحظ أن القانون الجديد رقم 17.73قد خصص القسم السادس من الكتاب الخامس من مدونة التجارة،
لما سمي بقواعد المشتركة لمساطر االنقاذ والتسوية والتصفية القضائيتين ،إذ تم تحديد الباب األول ألجهزة
المساطر التي يتعين على القاضي الحكم بفتحها وتعيينها ،ذلك أن المحكمة التجارية ملزمة بتعيينها عند الحكم
بافتتاح احدى هذه المساطر طبقا لمقتضيات المادة 670من القانون .17.73
المحكمة هي الجهاز الوصي على المقاولة والمكلفة بنشاطها وتدبير مآلها واإلشراف على هذه المساطر
المفتوحة في مواجهة المقاوالت المتوقفة عن الدفع ،وذلك من خالل أجهزة تشرف عليها المحكمة وتعمل
تحت نظرها واشرافها وأوامر وتوجيهات منها ،فالمالحظ أنه بمقتضى القانون الجديد رقم 17.73أصبح
على المحكمة المصدرة للحكم القاضي بفتح المسطرة بغض النظر عن أي مسطرة سواء مسطرة اإلنقاذ أو
التسوية القضائية أو حتى التصفية القضائية ،أن تعين إلى جانب كل من القاضي المنتدب والسنديك نائبا
للقاضي المنتدب.
102
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
ذلك ليتولى نفس المهام التي يزاولها القاضي المنتدب في الحالة التي يحدث فيها عائق أو مانع ما لهذا األخير،
وهذا األخير يظل ملزما بالسهر على السير الصحيح للمسطرة وحماية المصالح القائمة داخل المقاولة ،كما
يبث أيضا القاضي المنتدب بمقتضى أوامر صادرة عنه في الطلبات والمنازعات والمطالب الداخلة في
اختصاصه ،ال سيما الطلبات االستعجالية والوقتية واإلجراءات التحفظية المرتبطة بالمسطرة والشكاوى
المقدمة ضد أعمال السنديك.
على أن يتم إيداع هذه األوامر بكتابة الضبط في المحكمة التجارية المصدرة للحكم بافتتاح احدى المساطر
السالفة الذكر ،وذلك فور صدورها ،مع العلم على أن أوامر القاضي المنتدب يجوز الطعن فيها باالستثناء
خالل 10أيام من تاريخ صدورها بالنسبة للسنديك ،و 10أيام من تاريخ تبليغها بالنسبة لباقي األطراف
باستثناء األوامر الوالئية الصادرة عن القاضي المنتدب وذلك مع مراعاة المقتضيات المتعلقة بالطعن ضد
القرارات الصادرة عنه في إطار تحقيق الديون.
من جهة أخرى نجد أن السنديك أسندت له مهام جديدة بموجب القانون الجديد ،بحيث أصبح مكلف بمراقبة
تنفيذ مخطط اإلنقاذ إلى جانب إشرافه على عمليات التسوية القضائية والتصفية القضائية ،وذلك ابتداء من
تاريخ صدور الحكم القاضي بفتح المسطرة وإلى غاية قفلها ،كما أنه تم التنصيص على أن يتم بموجب نص
تنظيمي يصدر الحقا تحديد المؤهالت المطلوبة لمزاولة مهام السنديك و األتعاب المستحقة عن هذه المهام،
على أن هذا األخير يضل وحده الذي له حق التصرف باسم الدائنين ولفائدتهم مع مراعاة الحقوق المعترف
بها للمراقبين ولجمعية الدائنين.
ينبغي اإلشارة إلى أن المشرع المغربي قد وسع من دائرات الحاالت التي يتم فيها استبدال السنديك وذلك
طبقا لمقتضيات المادة 677من القانون 676إذ يمكن للمحكمة استبدال السنديك إما بناء على طلب من
النيابة العامة أو بناء على طلب من جمعيات الدائنين ،وهذا األمر لم يكن في ظل القانون القديم ،أو بناء على
طلب يتقدم به القاضي المنتدب تلقائيا أو بناء على شكوى مقدمة أمامه من طرف رئيس المقاولة أو أحد
الدائنين.
كما يحق لرئيس المقاولة أو الدائن الذي لم يبت القاضي المنتدب في شكايته داخل أجل 15يوما أن يتقدم
بطلب إلى رئيس المحكمة المفتوحة أمامها المسطرة وذلك من أجل استبدال السنديك ،بحيث يظل هذا األخير
في حالة اعفائه من مهامه ملزما بالحفاظ على السر المهني ،كما يتعين عليه أيضا أن يسدد إلى السنديك
الجديد المعين بدل عنه جميع الوثائق المتعلقة بالمسطرة وأيضا تقارير حسابات المرتبطة بها ،وذلك داخل
أجل 10أيام من تاريخ اعفائه من مهامه.
103
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
القاضي المنتدب
بالرجوع على المادة 671من القانون 17.73نجد أن هذه المادة قد منحت للقاضي المنتدب الدور األهم في
مساطر المعالجة ،والدليل على ذ لك هو أن هذه المادة قد تضمنت عبارة يسير القاضي المنتدب على السير
السريع للمسطرة وعلى حماية المصالح القائمة.
إذن المالحظ من خلل التمعن في مقتضيات هذه المادة أن القاضي المنتدب يعتبر بمثابة العين الحارسة والعين
الساهرة للمحكمة على المقاولة موضوع البحث عن الحل األمثل إلنقاذها ،ويبت القاضي المنتدب بمقتضى
األوامر الصادرة عنه في الطلبات والمنازعات الداخلة في اختصاصه بمقتضى المادة 672من هذا القانون.
ال سيما الطلبات االستعجالية والوقتية وأيضا اإلجراءات التحفظية المرتبطة بالمسطرة وكذا الشكاوى المقدمة
ضد السنديك ،على أن يتم إيداع هذه األوامر بكتابة ضبط المحكمة فور صدورها ،لكن بالرجوع إلى المادة
670من القانون الجديد والتي تقابلها المادة 637من القانون القديم ،أصبح على المحكمة المصدرة للحكم
القاضي بفتح المسطرة أ ،تعين إلى جانب كل من القاضي المنتدب والسنديك نائبا للقاضي المنتدب ،وهذه
من أهم المستجدات التي جاء بها القانون الجديد رقم .17.73
بحيث أن نائب القاضي المنتدب أسندت له مهام تتمثل في توليه نفس مهام القاضي المنتدب ،وذلك في الحالة
التي يحدث فيها عائق أو مانع للقاضي المنتدب يحول دون ممارسة هذه المهام ويضل هنا هذا النائب ملزما
بالسهر على السير السريع للمسطرة وحماية المصالح القائمة على مستوى المقاولة.
المالحظ أن المشرع المغربي قد عزز من تواجد هذه األجهزة وأيضا قد منحها االختصاصات جديدة بهدف
تفعيل عملية اإلنقاذ ،والجدير بالذكر أن هذه األوامر الصادرة عن القاضي المنتدب يجوز الطعن فيها
باالستئناف خالل 10أيام من تاريخ صدورها بالنسبة للسنديك ،و 10أيام من تاريخ التبليغ بالنسبة لباقي
األطراف ،باستثناء األوامر الوالئية الصادرة عن القاضي المنتدب وذلك مع مراعاة المقتضيات المتعلقة
بالطعن ضد القرارات الصادرة عنه في إطار تحقيق الديون
م ا ينبغي اإلشارة إليه في هذا اإلطار هو أن القاضي المنتدب بمجرد أن تتخذ المحكمة قرارها بفتح مسطرة
المعالجة وذلك بعد توفر الشروط الموجبة لذلك يجب على هذه المحكمة أن تنص في هذا الحكم القاضي
بافتتاح المسطرة أن تنص على انتداب أو تعيين أحد قضاتها لتولي مهمة االشراف على المسطرة ومراقبة
سيرها.
104
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
مع العلم أن هناك بعض التشريعات المقارنة تجيز وترخص الجمع بين مهام القاضي المنتدب وقاضي الحكم،
بالرجوع إلى الكتاب الخامس من قانون صعوبات المقاولة اتضح أن القاضي المنتدب هو فاعل رئيسي ال
يمكن االستغناء عنه وعن خدماته في إطار مسا طر المعالجة وتعيينه هو أمر إلزامي يستلزم أن يتم تضمينه
واإلشارة إليه في الحكم الصادر عن المحكمة و القاضي بفتح مسطرة المعالجة ،ذلك أن اغفال تعيين القاضي
المنتدب في هذا الحكم يجعل من هذا األخير باطال ويجعله معرضا للنقض.
فمسألة تعيين القاضي المنتدب نالحظ فيها نوعا من الغموض على مستوى التشريع بحيث أن المشرع
المغربي لم يشر إلى ما إذا كان من الضروري أن يعين القاضي المنتدب من بين قضاة المحكمة التجارية
الذين ينتمون إلى الهيئة التي أصدرت الحكم القاضي بفتح المسطرة أم يجوز تعيينه من بين القضاة الذين
ينتمون إلى هيئة ا لحكم التي أصدرت الحكم القاضي بفتح المسطرة ،أم العكس.
رأي من الفقه يذهب ويرجح إلى أنه يجب أن يعين القاضي المنتدب من بين القضاة الدين يشكلون الهيئة
التي حكمت بفتح المسطرة ،وهذا أمر يحتمل الصواب ألن عدة اعتبارات يمكن أن تثار هنا.
أولها أ ،هذا القاضي نظرا لكون ه كان ينتمي إلى الهيئة التي حكمت وقضت بفتح المسطرة فهو يكون على
األقل على دراية من األمر بوضعية تلك المقولة من خالل البت في الطلبات ومن خالل دراسة الملف.
بحيث لو أسند األمر إلى قاضي منتدب جديد فذلك سوف يكلف نوعا من المجهود والوقت في الوقوف
واالطالع على وضعية المقاولة وعلى الوثائق واألوراق والملف وغيرها.
أيضا تفاديا لبعثرة وتضييع الجهود وأيضا تفادي طول اإلجراءات ،باإلضافة إلى أن ذلك سيشكل حلقة تعاون
وصل وتواصل بين أعضاء المحكمة وبين القاضي المنتدب وهو ما سيسهل نوعا ما مسطرة اإلشراف على
تسيير مراقبة هذه المسطرة.
في حين ان جانب آخر من الفقه يرى أنه ال بد من أن يعين القاضي المنتدب من القضاة المحكمة التجارية
المفتوحة لديها مسطرة المعالجة ،لكن ال يجب أن يكون ينتمي إلى الهيئة التي أصدرت الحكم بل البد أن
يكون غير منتم إلى هذه الهيئة ،األمر الذي في نظرهم يجعله محايدا بالنسبة للقرار المتخذ بشأن المقاولة
خالل الحكم القاضي بإخضاعها لمسطرة التصفية القضائية.
بالنظر إلى االجتهاد القضائي المغربي في هذا الباب نلمس ونالحظ أن هناك تباين على مستوى القرارة
واألحكام القضائية الصادرة عن مختلف المحاكم بالمملكة ،ال سيما المحاكم االبتدائية فيما يتعلق بالقاضي
105
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
المنتدب ،بعض المحاكم تقوم بتعيين القاضي المنتدب من الهيئة التي بتت في الدعاوى الرامية إلى فتح
المسطرة ،في حين أن محاكم أخرى ذهبت على تعيين القضاة المنتدبين ال ينتمون إلى الهيئة التي أصدرت
الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة لكنهم ينتمون على نفس المحكمة.
بما أن المشرع المغربي من خالل القانون القديم وأيضا القانون الجديد 17.73لم يورد مانع من تعيين
القاضي المنتدب من خارج هيئة الحكم ،كما أنه لم يشترط ضرورة تعيينه من بين هذه الهيئة ،كما كان عليه
األمر في ظل القانون التجارة لسنة 1913الذي يت علق بنظام اإلفالس ،فإن المجال يظل مفتوحا للحالتين معا
أمام المحكمة.
لكن بالمقابل يطرح اشكال حول مدى سلطة محكمة االستئناف التجارية في تعيين القاضي المنتدب ،وال
سيما عندما تقرر التصدي للحكم االبتدائي القاضي بفتح مسطرة المعالجة وابطالها ،ما معنى التصديع
التص دي هو أ ،شخص ما يطعن باالستئناف في حكم ابتدائي والمحكمة تتصدى له في تلك اللحظة وتبت فيه،
أي أنها تصدت للحكم االبتدائي بفتح مسطرة وأبطلته ،ألن المحكمة االبتدائية المشرع لم يلزمها أن تعين
القاضي المنتدب من خارج الهيئة أو من ضمن الهيئة.
لكن قد تقرر محكمة االس تئناف التجارية التصدي للحكم االبتدائي القاضي بفتح المسطرة وإبطاله ،فهل تعلم
محكمة االستئناف هنا مباشرة على تعيين القاضي المنتدب أم البد أن تحيل الملف على محكمة الدرجة األولى
من أجل تعيين القاضي المنتدبع
بالنسبة لهذه الحالة المشرع المغربي كان واضحا في هذا الصدد بحيث خول االختصاص فيما يتعلق بتعيين
القاضي المنتدب بمحكمة الدرجة األولى فهذه الصالحية هي موكلة للمحكمة االبتدائية التجارية من أجل
تعيين القاضي المنتدب ،وذلك على غرار ما شرعه المشرع الفرنسي الذي صار في نفس التوجه.
لكن على مستوى العمل القضائي يالحظ ال س يما من جانب محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في
قرار صادر عنها سنة 2009تحت عدد ، 3068وحسب التوجه المتواتر في أعمالها أنها تقوم بتعيين القاضي
المنتدب بعدما تقوم بالتصدي وإبطال الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة ،والتصدي لها وإصدار حكم
جديد ،وغالبا ما يكون القاضي المنتدب المعين من طرفها هو نفس القاضي الذي عينته محكمة الدرجة
األولى.
106
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
والقاضي المنتدب تتجلى مهامه واختصاصاته في اإلدارة واإلشراف على المسطرة ،وهي أحد األدوار
الكالسيكية والتقليدية التي يلعبها القاضي المنتدب أو يمارسها القاضي المنتدب ،والمتمثلة أساسا في جانبين،
جانب يتعلق بكونه جانب تحقيق اخباري واآلخر رقابي.
ذلك أن نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة أضفى صبغة جديدة وغير مسبوقة على دور القضاء ،بحيث
أن هذا األخير صار منغمسا في حياة المقاوالت وهناك أصبحنا نرى قضاء متخصصا ،فهناك قضاء تجاري
يهتم باألمور المتعلقة بالكراء التجاري ،قضاء تجاري يهتم بصعوبات المقاولة وغيرها.
األمر الذي نتج عنه توسع في صالحيات وسلطات القاضي فلم يعد قراره يصدر بناء عن معطيات قانونية
فقط ،بل أصبح دوره إيجابيا يتعدى حدود السيادة القانونية الصرفة إلى البعد االقتصادي واالجتماعي ،و
لمزاولة صالحياته المتعددة البد من القاضي المنتدب أن يستند في جل مبادراته على نظام استعالمي فعال
يمكنه من الوصول السلس والسهل إلى مصادر اإلعالم دون التمسك بمبدأ الحفاظ على السر المهني ،إذ ال
يمكن مواجهته في هذا األطراف بخرق مبدأ الحفاظ على السر المهني ،وذلك في ادارته لتداول االعالم في
المسطرة بحيث تختلف األوضاع والمراكز القانونية التي يتواجد فيها هذا القاضي إزاء األخبار.
أحيان يعلم بالخبر وأحيانا يقوم باالستعالم عن الخبر وهو ما يفرض عليه لضمان الفعالية الالزمة إلنجاح
مهامه ،وهذه المهام هي متباينة في األصل ،وأن يربط وينسج عالقات مع مختلف الفاعلين والجهات التي قد
تشكل مصدرا لمعلوماته سواء تلك المرتبطة بالمسطرة أو األجنبية عنها.
وتجدر اإلشارة أن القاضي المنتدب يقوم بإصدار مجموعة من المقررات ،فالمقررات الصادرة عن القاضي
المنتدب ترمي إما إلى قبول الدين أو رفضه أو وجود دعوى أو منازعة جارية ال تخل في اختصاصاته،
وذلك بناء على اقتراحات السنديك المقدمة إليه.
إال أنه من أهم المستجدات التي أتى بها القانون في هذا اإلطار خاصة فيما يتعلق بمقررات القاضي المنتدب،
نجد إمكانية التي خول لها القانون 17.73في قبول كل دين بصفة احتياطية ،وذلك إلى حين االدالء بسند في
الحالة التي لم يصدر بشأنها أي سند تنفيذي ،على أنه في حالة ما إذا كان الدين المذكور في نزاع أمام جهة
إدارية أو جهة قضائية فإن القاضي المنتدب إذا ما عرضت عليه إحداها فإنه يصدر قراره بعدم االختصاص
ويبلغ إلى األطراف المعنية داخل أجل 8أيام وفي هذا اإلطار يحق لكل متضرر من القرارات الصادرة عن
القاضي المنتدب ،أن يطعن فيها أمام محكمة االستئناف التجارية ،إذ يحق ممارسة الطعن من طرف الدائن
وأيضا من طرف رئيس المقاولة ،وذلك من تاريخ صدور المقرر بالنسبة للسنديك ،إال أن الدائن الذي كان
107
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
د ينه محل منازعة سواء كله أو بعض منه والذي لم يرد على السنديك داخل االجل القانوني فإنه ال يجوز له
أن يطعن في أمر القاضي المنتدب المؤيد القتراح السنديك.
السنديك
السنديك يعتبر بحكم الصالحيات السلطات التي يطلع بها في مساطر معالجة صعوبات المقاولة على اختالف
أنوا عها أهم أحد األجهزة القضائية الفعالة والتي تلعب دورا أساسيا وحيويا في تحريك وتفعيل اآلليات
القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرامية إلى انقاذ المقاولة.
هذا الدور يتضح لنا من خالل المهام الجديدة التي أوكلها المشرع بمقتضى المادة 673من القانون 17.73
فقد أصب ح مكلفا بمراقبة تنفيذ مخطط اإلنقاذ إلى جانب إشرافه على عمليات التسوية والتصفية القضائية
ابتداء من تاريخ صدور الحكم القاضي بفتح المسطرة إلى غاية قفلها.
بجانب المهام التي كان يقوم بها في ظل القانون القديم والمتعلقة بالسهر على تنفيذ مخطط االستمرارية أو
التفويت وتلقي التصريح بالديون والعمل على تحقيقها تحت إشراف القاضي المنتدب.
ما يبدو جليا من خالل المستجدات في القانون المغربي أن المشرع المغربي حاول من خالل هذه المستجدات
تأهيل أجهزة المسطرة من خالل تعزيز دور القاضي المنتدب وتوسيع صالحيته ،وأيضا تأهيل دور السنديك
وذلك عن طريق إعادة النظر في كيفية تعيينه واستبداله وتحديد المهام المنوطة به وتوسيع صالحياته لتشمل
إلى جانب مساطر المعالجة مسطرة اإلنقاذ والمساطر العابرة للحدود.
وقد تم التنصيص في هذا اإلطار على أنه يتم بموجب نص تنظيمي تحديد المؤهالت المطلوبة لمزاولة مهام
السنديك و األتعاب المستحقة عن هذه المهام على أن هذا األخير يظل وحده له الحق في التصرف باسم
الدائنين وفائدتهم مع مراعاة الحقوق المعترف بها للمراقبين ولجمعية الدائنين.
المشرع المغربي من جهته اتخذ مجموعة من المبادرات اإلجراءات والخطوات على مستوى تعيين السنديك،
بحيث أنه اعتمد طريقة مرنة في تعيينه ،ذلك أن السنديك يكون إما من بين كتاب الضبط المنتمين للمحكمة
التي قضت بفتح المسطرة بمواجهة المقاولة المتوقفة عن الدفع أو يكون من االغيار ،لكن نادرا وقل ما يكون
من األغيار لكون السنديك له من التجربة والحنكة المهنية والممارسة العملية والتكوين القضائي واإلداري
ما يخول له إنجاح هذه المهمة.
108
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
باإلضافة إلى أنه لن يكلف المقاولة مقارنة مع أحد االغيار الذي غالبا ما يكون خبير محاسباتي في هذا
اإلطار المشرع المغربي خول له صالحيات واسعة في اطار وضع الهندسة الجديدة ،أو خارطة اإلنقاذ إن
صح التعبير وذلك من خالل مخطط التسوية أو مخطط اإلنقاذ.
والهدف من ذلك هو فتح مجال أوسع لتدبير الوضع المالي واالقتصادي واالجتماعي للمقاولة في إطار مناخ
يقوم على أساس التفاوض والتوافق بين مختلف المصالح المتداخلة والتي لها عالقة مع المقاولة الخاضعة
لمسطرة المعالجة.
تختلف مهام السنديك باختالف المستويات والمراحل التي تمر منها مسطرة اإلنقاذ أو المعالجة ،فبعضها
يكتسي طابعا اقتصاديا وماليا وبعضها االخر يكتسي طابعا اجتماعيا وبعض االخر يكتسي طابعا قانونيا
وإداريا.
ولعل من أهم األدوار التي يلعبها السنديك في تحقيق االستقرار المالي واالقتصادي واالجتماعي للمقاولة،
بحيث يقوم على اعداد الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة ،ويقترح الحل األنسب لمشروع
التسوية القضائية ،باإلضافة إلى سهرة على تنفيذ العقود الجارية بما فيها عقود الشغل ،زيادة على تلقيه
التصريح بالديون و العمل على تحقيقها تحت إشراف ورقابة القاضي المنتدب ،وهذه الصالحيات هي
صالحيات جد مهمة تم تعزيزها بمقتضى القانون الجديد ،وذلك من أجل ضمان النجاعة وتحقيق فلسفة
المشرع والرامية إلى إنقاذ المقاولة و تصحيح وضعيتها.
السنديك يكلف بناء على مدلول المادة 566من القانون 17.73بمراقبة أعمال التصرف وتنفيذ مخطط
اإلنقاذ ،على أنه يقوم برفع تقرير في هذا األمر إلى القاضي المنتدب ويلتزم باحترام االلتزامات التعاقدية
والقانونية المفروضة على رئيس المقاولة خالل أدائه لهذه المهام.
ويطرح إشكال حول الطريقة التي يعمل بها السنديك ،وما موقعه ضمن مساطر معالجة صعوبة المقاولةع
بالرجوع إلى المادة 676من القانون 17.73نجد أن السنديك البد أن يشار إلى تعيينه ضمن الحكم القاضي
بفتح مسطرة المعالجة في مواجهة المقاولة المتوقفة عن الدفع ،وهذا التعيين يعد إجباريا من الناحية القانونية،
يعد ضمانة إلنجاح المسطرة على مستوى الشكلي.
األصل أنه يختار من كتابة الضبط واالستثناء أنه يعين من قبل االغيار ،بخالف القانون القديم القانون الجديد
عمل على تنظيم مهمة السنديك بحيث أن في القانون القديم لم تتم اإلشارة إلى هذه المهنة وترك األمر فارغا،
109
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
لكن في القانون الجديد على مستوى المادة 673قد حدد مهمة السنديك وأن هذه المهنة يتعين تحديدها بموجب
نص تنظيمي فيما يتعلق بالمؤهالت المطلوبة لمزاولة مهام السنديك وأيضا االتعاب المستحقة عن مزاولته
هذه المهام.
األمر الذي يعكس رغبة المشرع وتوجهه في تفعيل والرقي بمؤسسة السنديك بشكل يستجيب ويتماشى مع
الدور الكبير والمرهق الذي يلعبه السنديك بخصوص مساطر صعوبات المقاولة.
المالحظ أن هناك جملة من المالحظات فيما يتعلق بتعيين السنديك على مستوى مساطر معالجة صعوبات
المقاولة.
المالحظة األولى :أنه إذا كان المادة 670من القانون 17.73تلزم المحكمة بتعيين السنديك ضمن الحكم
القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة فإن التساؤل الذي يطرح في هذه المسألة حول ما هو الحكم في حالة ما
أغفلت المحكمة هذا االجراءع
بعض الفقه ذهب إلى القول بأن إغفال تنصيص المحكمة ضمن الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة أن
اغفال التنصيص على تعيين ا لسنديك ضمن هذا الحكم يترتب عليه بطالن الحكم ،في حين أن هذا األمر في
رأي البعض اآلخر أنه ليس هناك ما يمنع المحكمة من تدارك هذا األمر.
وحقيقة األمر أنه تعيين السنديك ما دام إجباريا بنص القانون ومشار إليه فمن الناحية المنطقية فإن عدم
تنصيص على تعيين السنديك ضمن الحكم يؤدي إلى بطالنه ألن هناك اختالال على مستوى الشكل.
المالحظة الثانية :بالرجوع إلى الفقرة الثالثة من المادة 670نجدها تتحدث عن السنديك وذلك بصيغة
الفرض ،األمر الذي ينم على أنه عدم تعيين أكثر من سنديك واحد في نفس المسطرة يعتبر من الصعب بما
كان ،وذلك بخالف ما كان معموال به في القانون المتعلق بسنة 1913الذي تم إلغاؤه وهو قانون اإلفالس،
حيث كان باإلمكان تعيين عدد من السنادكة وعدم االقتصار على سنديك واحد ،بل كان يمكن أن يصير العدد
إلى ثالثة ،وهو تراجع ربما في غير محله من طرف المشرع المغربي بحيث أن األمر قد يستلزم نوعا من
التعامل والتعاون بين هؤالء السنادكة خاصة بالنسبة للمقاوالت الكبرى ،والتي قد تتطلب تضافر عدة جهود
و أشخاص ذوي خبرة وليس شخص واحد ،لكن يمكن تقبل هذا األمر رغبة في عدم وجود تعارض وتضارب
في اآلراء بين هذه السنادكة.
110
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
المالحظة الثالثة :المشرع المغربي في ظل الكتاب الخامس من مدونة التجارة جعل األصل أن يكون السنديك
من بين كتاب الضبط ،وقد كان هذا األمر محل نقاش وانتقاد من طرف الفاعلين القانونيين ال سيما المهتمين
بالشأن مجال صعوبات المقاولة.
بحيث أن السنديك ال يصلح لتسيير عمليات المسطرة من وجهتين فمن الناحية القانونية ثم من الناحية
االقتصادية ،بعلة أنه ال يكتسب وال يتوفر على أية داللة قانونية تؤهله للقيام بمهامه.
في هذا اإلطار ولتجاوز هذا النقص بعض الفقه اقترح بأن يتم تأسيس وتكوين وتنظيم مهنة السنادكة و إخراج
نظام أساسي على غرار ماهو معمول به المفوضين القضائيين و المحلفين القضائيين والخبراء القضائيين.
وأن يتم تكوين كتاب الضبط وإعداد مؤسسة ونظام أساسي لهم وتنظيم هذه المهنة ،حتى يكونوا مؤهلين
مستقبال في اإلشراف على مساطر صعوبات المقاولة ،كاتب الضبط من بين المهام التي تسند إليه كموظف
بالمحكمة فهي مهام تكتسي نوع أو تتصل بنوع من العناء وأنها مهام ليست سهلة وكثيرة وكبيرة ،ومن تم
يصعب عليه التفرغ للقيام بمهامه اإلدارية داخل المحكمة فما بالك بأن يتفرغ بالمهام المتعلقة بمسطرة
المعالجة ،وخاصتا تلك المتعلقة بإعداد الموازنة المالية واالقتصادية والمالية والتي تتطلب باألساس تفرغا
وتعرف تعقيدات وصعوبات لكونها تتضمن أمورا تقنية واقتصادية إلى جانب أمور أخرى قانونية.
مالحظة الرابعة :المشرع المغربي جعل السنديك في مساطر معالجة صعوبات المقاولة ممثال لنقيضين
للدائن والمدين ،لذا يمكن أن يكون ممثال للطرفين في معادلة متناقضة وهو األمر الذي قد يصعب من إنجاح
مهامه األمر الذي كان من األحرى أن يتم إسناد هذه المهمة لجهة واحدة وذلك لصعوبة خلق التوازن بين
مصلحتين متعارضتين باألساس.
األمر الذي تنبه له سابقا المشرع الفرنسي حينما عمل على االستغناء على السنديك ووزع المهام على كل
من المتصرف القضائي ،الذي يمثل المدين في إدارة المقاولة ثم ممثل الدائنين.
المالحظة الخامسة :إذا كان األصل أن المحكمة التجارية المفتوحة أمامها مسطرة اإلنقاذ أو مسطرة التسوية
القضائية أن مسطرة التصفية القضائية ،هي صاحبة االختصاص في تعيين السنديك ،طبقا لمقتضيات المادة
670من القانون ،17.73فإن هذا األصل يرد عليه استثناء.
111
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
هذا االستثناء فرضته الظرفية التي تعيشها المقاولة بحيث أنه يخول لوزير االقتصاد والمالية أن يقترح على
المحكمة السنديك الذي يراه مؤهال لتسيير مؤسسة االئتمان المفتوحة ضدها مسطرة المعالجة ،واألمر الذي
ينطبق على شركات البورصة.
وفي نظرنا أن تدخل وزير االقتصاد والمالية في هذا اإلطار ال يكون إال بالنسبة للمقاوالت الكبرى والتي
يكون لها وزن كبيرا على مستوى االقتصاد الوطني والتي غالبا ما يكون لها حجم معامالت كبير.
فيما يتعلق بالدور الذي يلعبه السنديك على مستوى معالجة صعوبات المقاولة ،فالسنديك يلعب دورا مهم في
هذا اإلطار ،هو الذي يقوم بمحاولة إنقاذ المقاولة من خالل اإلشراف على مساطر المعالجة وتفعيلها وأعمال
الرقابة ،هذا كله هدف إلى إعادة انقاذ المقاولة وإعادة التوازن إليها ومحاولة التوفيق بين جميع المصالح
المتواجدة بالمقا ولة والمتعاملين مع األغيار والدائنين ،وأيضا اقتراح الحلول الكفيلة بتحقيق ذلك بهدف
الوصول إلى الحل األمثل ومن تم الوصول بالمقاولة إلى بر األمان.
وعهدة للسنديك العديد من الصالحيات هناك صالحيات قانونية وأخرى إدارية ،وأيضا صالحيات اقتصادية
واجتماعية.
فيما يتعل ق بالصالحيات القانونية واإلدارية التي عهدة للسنديك على مستوى مساطر صعوبات المقاولة،
فالمشرع حاول تأطير المقتضيات القانونية المنظمة لمهام وصالحيات السنديك بما يضمن نجاعة المساطر
الجماعية في تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية.
بحيث خول لهم مجموعة من المهام والصالحيات وزودهم بمجموعة من السلطات واآلليات التي تمكنه من
تحقيق هذه المهام والنجاح فيها بشكل يضمن تناسق تاما مع األجهزة القضائية من جهة وأجهزة المقاولة من
جهة أخرى ،وباقي المصالح الحيوية ،سواء تلك المتواجدة بالمقاولة أو المرتبطة بها.
ذلك من خالل حماية أ صول المسطرة وأيضا من خالل تفعيل مساطر المعالجة وأيضا مسطرة اإلنقاذ واتخاذ
جميع اإلجراءات التحفظية الالزمة في هذا اإلطار سواء من تلقاء نفسه ،أو بطلب من رئيس المقاولة وقد
يطال آثاره أيضا المسيرين إذا ما تعلق االمر بفتح هذه المسطرة ضد أي شخص معنوي ،باإلضافة إلى أ،
السنديك أضحى بإمكانه اتخاذ اإلجراءات التحفظية لتفادي ضياع أموال المقاولة خصوصا الحفاظ عليها في
مواجهة المدينين وضمان القدرة اإلنتاجية للمقاولة.
112
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
إلى جانب هذه األمور السنديك يعمل على اتخاذ اإلجراءات الضرورية والالزمة لتفادي تبديد أموال المقاولة
من طرف المدين ،خاصة المدين سيء النية وذلك بعد صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة ومنها
وضع األختام على المقاولة للمحافظة على أصولها وصيانة حقوق المدينين.
من جهة أخرى يمارس السنديك أيضا دورا أساسيا في تشخيص وضعية المقاولة وتسييرها ،وذلك بالتنسيق
مع المحكمة ومع القاضي المنتدب من خالل تزويدهم بكافة التقارير والمعطيات واألخبار التي من شأنها أن
تعطي الوضعية الحقيقة عن المقاولة سواء الوضعية االقتصادية أ ,المالية أو االجتماعية ،وهذه هي من أهم
الوظائف و أخطرها التي عوهدت إلى السنديك.
ذلك أن المعلومات والتقارير واألخبار التي يزود بها السنديك المحكمة إن كانت صحيحة وسليمة ،فبناء
عليها تتخذ المحكمة القرار األنسب والحل األنسب والذي غالبا ما يصب في مصلحة المقاولة ،في حين لو
كانت المعلومات واألخبار التي يزود بها السنديك المحكمة خاطئة وبنت عليها المحكمة قرارها فغالبا ما
يكون ال قرار خاطئ ومن تم قد يضر بمصلحة المقاولة ،ويعصف بها وبمناصب الشغل المتواجدة بها.
على مستوى الصالحيات االقتصادية واالجتماعية للسنديك سواء فيما يتعلق بجمع المعلومات ،أو اعداد
الموازنة االقتصادية والمالية واالجتماعية ،أو حتى سواء فيما يتعلق برفع التقارير وإعطاء المعلومات
للمحكمة قصد تنويرها أو مساعدتها على اختيار الحل األمثل.
المشرع حاول تنظيم آلية الوقاية واإلنقاذ من هذه الصعوبات وفق منظومة تجمع بين ما هو قانوني وإداري
بل وأيضا تجمع ما بين ما هو اقتصادي واجتماعي ،وبناء على ذلك اعتبر في هذا اإلطار السنديك من أهم
األجهزة المكلفة والمشرفة على تسيير عملية التسوية ،انطالقا من وضعه لتقرير الموازنة المالية واالقتصادية
واالجتماعية ،والذي بناء عليه يقترح الحل األنسب لمخطط التسوية مرورا بتنفيذ العقود الجارية بما فيها
عقود الشغل ووصوال إلى تحقيق الديون ،تحت إشراف القاضي المنتدب بعد ما يصرحون الدائنون لديه
بديونهم.
السنديك يشرف على إعداد الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة ،ثم بناء على ذلك يقترح الحل
األنسب لمخطط التسوية ،وهذه من اهم اإلجراءات وادقها والتي يحدد مصير ومستقبل المقاولة ومعها مصير
ومستقبل العديد من اإلجراء.
فطبيعة الحلول التي تتخذ بناء على الموازنة وهذه التقارير فهي حلول جسيمة وحلول مصيرية ،لذا فالمشرع
وإن خول للسنديك العديد من الصالحيات في هذا اإلطار فإن هذه الصالحيات سالح ذو حدين ،فالتقارير
113
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
التي يقوم بإنجازها هي موازنة مالية واقتصادية واجتماعية للمقاولة ،والتي تعتبر بمثابة مستند تركيبي يكون
بمثابة تشخيص لوضعية المقاولة منذ بدء فترة المالحظة ،ويحلل مجموعة من الوسائل المادية والبشرية
المشكلة للمقاولة في مرحلة التسوية القضائية بهدف معرفة مصدر وأهمية وسبب الصعوبات التي تعترض
المقاولة وتشخيصها ومن تم وضع الحل األمثل بهدف إنقاذها.
مضمون المتعلق بالموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية المشرع المغربي لم يتطرق إليه ولم يحدد
المقصود به على خالف المشرع الفرنسي الذي حدد مضمون الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية
للمقاولة على ثالثة مستويات.
المجال ا لمالي :ويشمل التحليل المحاسباتي والمالي لوضعية المقاولة من رأسمال وسيولة
نقدية وبيان قدر المبالغ التي يمكن الحصول عليها وغيرها من العناصر المؤثرة في الخصوم.
الجانب االقتصادي :الجرد الكامل للمعطيات المتعلقة بتقنية التسويق والمنافسة ومختلف أنواع
النشاط الذي يلزم تفويتها.
الجانب االجتماعي :يهم باألساس عالقات الشغل داخل المقاولة وتبيان كيفية تشغيل اإلجراء
وأيضا تبيان ما إذا كانت هناك رغبة في فصل اإلجراء ألسباب اقتصادية مع تحديد مقدار
التعويضات التي يمكن أن يحصل عليها االجراء ،ومستوى األجور ومدى أيضا تطبيق اتفاقية الشغل
الجماعية.
لدى فالسنديك مطالب بوضع دراسة تحليلية وتفصيلية لكل هذه األمور حتى يستطيع إعداد الموازنة المالية
تنسجم وأهداف المقاولة ،ثم ال ننسى تسديد الخصوم.
فمن أجل إنجاح مهام السنديك المشرع وفر له ومنحه العديد من السلطات ووسع نطاق هذه السلطات وذلك
بمقتضى المادة 595من القانون 17.73بحيث أنه يمكنه أن يستعين بأي شخص سواء كان خبير أو عدة
خبراء أو رئيس المقاولة في جمع المعلومات واخذ فكرة واضحة وصريحة وحقيقية عن وضعية المقاولة،
كما يمكن االطالع على جميع الوثائق التي يمكنها أن تساعده على اختيار الحل األنسب.
لكن يطرح تساؤل حول مسؤولية السنديك في الحالة التي لم يقم بها إعداد التقرير المتعلق بالموازنة المالية
واالقتصادية االجتماعية للمقاولة ،أو إذا كان هذا التقرير غير منسجم مع أهداف المشرع وكان تقريرا سطحيا
ال غيرع
114
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
المشرع في هذا اإلطار لم يرتب أية مسؤولية تذكر على السنديك في هذه الحالة ،وذلك ما يعد أمرا في غاية
الخطورة ألن تقاعس السنديك على القيام بهذا العمل قد يلحق ضررا بالمقاولة ال سيما إن لم يبادر باتخاذ
اإلجراءات الالزمة في هذا اإلطار.
من جهة أخرى السنديك أيضا تعهد إليه مهام اقتراح مشروع مخطط التسوية القضائية ،فإذا كانت الغاية من
إعداد تقرير موازنة المالية االقتصادية واالجتماعية هي تحديد الصعوبات التي تعاني منها المقاولة اعتماد
على المعطيات والظروف السابقة عن تاريخ فتح المسطرة واالقتراح الذي يعده السنديك على الموازنة،
وذلك في شكل مشروع مخطط التسو ية يستشرف المستقبل عن طريق تحديده لطرق تحديد الخصوم
والضمانات المحتملة التي يشترطها كل شخص لضمان تنفيذه.
لذا السنديك يجب أن يبين المجاالت الثالث السابقة على مستوى مخطط التسوية أي الوضع المالي للمقاولة
ثم الوضع االقتصادي وأيضا الوضع االجتماعي ،وبالرغم من ذلك فالمحكمة تظل لها كامل الصالحية في
اعتماد الحل الذي يمكن أن يتقدم به السنديك ،إما أن تأخذ به بصفة كلية أو جزئية أو ال تأخذ به وتطلب منه
إعداد موازنة أخرى.
فمن أجل ضمان قيام السنديك بمهامه في أحسن الظروف فإنه يتلقى العروض من االغيار ويعمل على
تحليلها ودراس تها وانتقاء واختيار العرض األفضل الذي يناسب ويضمن استمرارية نشاط المقاولة وأيضا
يضمن الحفاظ على استمرارية عقود الشغل المتواجدة بها.
كما يمكن أيضا أن يقترح على المحكمة التجارية تغيير رأس المال وفي هذه الحالة الدعوة إلى انعقاد الجمعية
العمومية ،من أجل إعادة تأسيس رأسمال في حدود المبلغ الذي يقترحه السنديك شريطة أال يقل عن ربع
رأسمال الشركة بفل الخسارات المثبتة في وثائق المحاسبية.
السنديك يحق له استشارة الدائنين ،بحيث أنه ملزم في هذا اإلطار بأن يقوم باستشارة في حالة ما إذا عمل
على تبني مخطط االستمرارية وذلك تحت طائلة بطالن الحكم القاضي باستمرار المقاولة.
لكن ما ينبغي الوقوف عنده هو صالحيات والتي نرى في نظرنا أنها صالحيات خطيرة منحها المشرع لفائدة
السنديك ،أال وهي صالحيات السنديك في العقود الجارية التنفيذ وخاصتا عقود الشغل كما سبق بيانها أعاله،
وهناك أيضا العقد البنكي فبمقتضى المادة ، 503بمجرد افتتاح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ضد أي
شخص طبيعي أو معنوي فإن ذلك يؤدي إلى قفل حسابه البنكي ،كما أنه في نفس المادة هناك تناقض فالمشرع
يقول يظل الحساب البنكي مفتوحا إلى غاية قفل عملية التصفية القضائية.
115
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
ما هو المقصود بالعقود الجارية التنفيذع
المشرع المغربي لم يحدد المقصود بذلك عكس القضاء الفرنسي الذي قال بأن العقود الجارية التنفيذ هي
تلك العقود التي أبرمت على اعتبار شخصي وكانت مبرمة قبل خضوع المقاولة لمساطر المعالجة ،لذا يعد
عقدا جاريا كل اتفاق في االلتزامات الرئيسية لم يقع تنفيذه يوم الحكم بفتح المسطرة.
إلى جانب هذه الصالحيات يعمل السنديك أيضا على تحقيق الديون تحت رقابة القاضي المنتدب ،فبالرغم
من تصريح دائني المقاولة بديونهم إلى السنديك ،فإن هذا األخير يجب عليه أن يقوم بتحقيق هذه الديون
بمساعدة المراقبين وبحضور رئيس المقاولة أو بعد استدعائه بصفة قانونية.
السنديك من أجل قيامه بالمهمة المتعلقة بتلقي الديون يتعين داخل أجل أقصاه 6أشهر بناء على ما جاء
بالمادة على 727من قانون ،17.73وفي سبيل اطالعه بهذه الصالحيات ،عليه أن يتمتع بخبرة وكفاءة
ودراية عالية باألمور المالية واالقتصادية االجتماعية والقانونية.
وقف المتابعات الفردية
رغبتا من المشرع في استمرار المقاولة وانجاح مخطط اإلنقاذ بل وحتى أيضا مخطط االستمرارية وعملية
التسوية ،عمل المشرع المغربي على وقف المتابعات الفردية التي يقيمها الدائنون الناشئة ديونهم قبل صدور
الحكم القاضي بفت ح مسطرة المعالجة ،إذ يمنع عليهم إقامة كل دعوى قضائية تهدف إلى الحكم على المقاولة
المدينة بأداء مبلغ من المال أو فسخ عقد لعدم أداء مبلغ من المال.
كما أن الحكم المذكور يمنع كل إجراء تنفيذي يقيمه هؤالء الدائنون سواء على المنقوالت أو على العقارات،
إال أنه وباإلمعان في القانون الجديد 17.73ال سيما على المادة 686نجد أن المشرع المغربي أورد استثناء
هام يتعلق بحالة التنفيذ ،بحيث أجاز للدائن الذي يتوفر على ضمانة منقولة أن يتقدم بطلب بيع المنقول
موضوع هذه الضمانة إلى القاضي المنتدب ،وذلك في الحالة التي يكون فيها المنقول على وشك الهالك أو
معرضا في وقت قريب لنقص محسوس في قيمته ،أو إذا كان المنقول من األشياء التي يقتضي حفظها
مصاريف باهظة
وتسري قاعدة وقف المتابعات الفردية في مواجهة كل دائن له دين سابق على الحكم القاضي بفتح المسطرة
القضائية ،ومؤدى ذلك أن هذه القاعدة ال تطب ق في حق الدائنين الذين نشأت ديونهم بعد هذا الحكم ،بغض
النظر عن كونه دينا عاديا أم ممتازا ،وذلك عمال بمبدأ المساواة بين الدائنين
116
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
وفي هذا اإلطار يمنع على الدائن أن يسلك أي اجراء تنفيذي يهدف إلى التنفيذ على األموال المنقولة أو
العقارية للمقاولة المدينة ،والخا ضعة لمسطرة المعالجة أو التصفية القضائية ،بل وحتى على األموال التي
قد يكتسبها المدين ما دامت المسطرة لم تقفل بعد
والعلة من ذلك هو أن المقاولة تحتاج إلى وقف نزيف األداءات واسعافها بشكل مستعجل ،وهو ما جعل
المشرع المغربي أن يقضي بوقف المتابعات الفردية
ومضمون ه ذه القاعدة هو بخالف القواعد العامة التي تخول للدائن حق اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بحقه واللجوء
للقضاء من أجل المطالبة بها وحمايتها ،مع االعتراف له أيضا باألسبقية على غيره من الدائنين بممارسة
حقه في التنفيذ على أموال المدين ،ونظام معالجة صعوبات المقاولة قد عطل وأوقف استعمال هذه االلية
وعليه بالرجوع إلى المادة 686من القانون 17.73نجدها قد أقرت قاعدة وقف المتابعات الفردية التي يقيمها
الدائنون في مواجهة المدين الخاضع لمسطرة المعالجة ضدا على احكام القواعد العامة ،وذلك حينما قضت
بأنه ،يوقف الحكم ويمنع كل دعوى قضائي ة يقيمها الدائنون أصحاب ديون نشأت قبل الحكم المذكور.
هذه القاعدة تسري في مواجهة كل الدائنين الذين لهم ديون سابق على حكم فتح المسطرة القضائية ،وهذه
قاعدة فريدة من نوعها ،وتأثر على العالقة الدائنية بين الدائنين والمدينين ،وهذه القاعدة ال تطبق في حق
الدائنين الناشئة ديونهم بعد حكم القاضي بفتح المسطر ،وإنما تسري فقط في مواجهة الدائنين الناشئة ديونهم
قبل الحكم بفتح المسطرة.
العلة وراء ذلك هو أن المشرع المغربي يعمل نوع من التشجيع والتحفيز وكجزاء بالنسبة للدائنين الناشئة
ديونهم بعد فتح المسطرة لكونهم قد غامرو بتزو يد المقاولة باألموال والعقود ال سيما وهم يعلمون أنها في
وضعية حرجة وتعاني من الصعوبات.
والمالحظ أنه إذا كان من شأن إعمال قاعدة وقف المتابعات الفردية احترام مبدأ المساواة بين الدائنين وتفادي
التسابق والمزاحمة فيما بينهم ،بما يفتح الباب للمحاباة والتفضيل ،والغاية هنا ترتيب إمكانيات المقاولة من
أجل تسخيرها بهدف إنقاذها.
نظام المتابعات الفردية المنصوص عليه في المادة 686من القانون 17.73نجد أن المشرع المغربي لم يقم
لديون اإلجراء أي اعتبار وسواها بغيرها م الديون األخرى ،فنظام المتابعات الفردية يشمل عدة دعاوى،
هنا ك الدعاوى الرامية للحكم على المدين ألداء مبلغ من المال وكذلك االستمرار فيها ،بحيث يمنع الدائن
117
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
بإقامة أي دعوى على المدين من أجل مطالبته بأداء مبلغ من المال ،ولو كانت ناتجة عن دعاوى تابعة أو
متعلقة بالتصفية غرامة تهديدية.
كذلك يمنع على الدائنين إقامة الدعاوى الرامية الى فسخ عقد معين وذلك بعدم أداء المقاولة المبلغ من المال،
والهاجس هنا عند المشرع المغربي هو ضمان استمرارية واستقرار المقاولة والبحث عن إنجاح عملية
انقاذها وتسوية وضعيتها وليس الدفع بها إلى الهاوية.
كذلك يمنع على كل دائن نشأ دينه قبل صدور الحكم الق اضي بافتتاح مسطرة المعالجة أن يقوم ابتداء من
تاريخ صدور هذا الحكم ،بسلوك في إجراءات التنفيذ ،على أن األموال المنقولة أو العقارية الخاضعة لمسطرة
المعالجة ،وتسري نفس القاعدة على األموال التي تعود للمدين الموجودة لدى شخص ثالث في إطار اتباع
مسطرة حجز ما لدى المدين للغير.
ويعتبر الحجز التحفظي من اإلجراءات التنفيذية التي شملها المنع بمقتضى المادة 686من القانون ،17.73
إذ بمجرد فتح هذه المسطرة يصبر أمرا مستحيال عه تحقيق الرهن ويصبح عديم الجدوى.
وتسري آثار وقف المتابعة الفردية من يوم صدور الحكم بفتح مسطرة المعالجة ،وال يتوقف ذلك على احترام
آجال معينة وإجراءات الشهر والنشر بل يعتبر من اآلثار المنشئة والمترتبة بشكل فوري مباشرة بعد صدور
الحكم.
لكن ما ينبغي اإلشارة إليه هو أن 686من القانون الجديد أوجد استثناء جديدا على قاعدة وقف المتابعات
الفردية ،وذلك حينما أجازت في فقرتها األخيرة للدائن الذي يتوفر على ضمانة منقولة أن يتقدم بطلب من
أجل بيع المنقول موضوع هذه الضمانة ،وأن يقدم هذا الطلب إلى القاضي المنتدب باعتباره الجهة المختصة
في البت في هذا الطلب ،ال سيما وإذا كان هذا المنقول على وشك الهالك أو تعلق األمر ببضائع قد تعرضت
للتلف أو نقص في القيمة ،أو إذا كان المنقول من األشياء التي يقتضي حفظها تحمل مصاريف باهظة.
المالحظ أن المادة 661من القانون 17.73قد سمحت للدائنين أصحاب االمتياز سواء كان االمتياز العام،
أو االمتياز الخاص ،أو الدائنين الحاملين لرهن حيازي ،أو أصحاب الرهن الرسمي ،وكذا الخزينة العامة
للمملكة بالنسبة لديونها الممتازة بأن تمارس حق إجراء المتابعات الفردية وهذا استثناء على ما جاء في
المادة ، 686وذلك بشرط إن لم يقم السنديك بتصفية األموال المثقلة داخل أجل 3أشهر من تاريخ صدور
الحكم القاضي بفتح مسطرة التصفية القضائي ة ،وشريطة أن يكونوا قد صرحوا بديونهم حتى وإن لم تقبل
بعد.
118
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
وما ينبغي اإلشارة إليه في إطار المتابعات الفردية أنه حتى الكفالء يستفيدون بدورهم بمزايا مساطر معالجة
صعوبات المقاولة ،بخالف ما كان عليه الوضع في المادة 662من القانون 17.73فالقانون الجديد جاء
بمقتض يات فريدة من نوعها وجديدة تصب في مصلحة الكفالء ،بحيث أن الكفالء أصبحوا يستفيدون من
بعض المزايا التي توفرها المساطر الجماعية.
بمقتضى المادة 695من القانون 17.73يحق ويمكن للكفالء سواء كانوا متضامنين أم ال ،أن يتمسكوا
بمقتضيات مخطط االستمرارية وكذا مخطط وقف سريان الفوائد المنصوص عليه في المادة ،692وال يمكن
الرجوع على الكفالء إلى بالنسبة للديون المصرح بها من طرف الدائنين لدى السنديك.
عمل المشرع بمقتضى المادة 692من قانون 17.73على إقرار قاعدة وقف سريان الفوائد ،وهي قاعدة
إلى جانب وقف المتابعات الفردية ،باعتبارها حال لوقف النزيف المالي للمقاولة ،ذلك أن هذه المادة نصت
على أن الحكم القاضي بفتح كمسطرة المعالجة يوقف سريان الفوائد القانونية واالتفاقية ،وكذلك كل الفوائد
التخيير وكل زيادة.
ويهم هذا والوقف مجرد الديون السابقة على الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة دون غيرها ،وال يتم
استئناف سريان احتساب الفوائد الى بعد صدور الحكم المحدد لمخطط اإلنقاذ أو الحكم المحدد لمخطط
االستمرارية ،وذلك طبقا لما جاء في المادة 693من القانون ،17.73بحيث يظل مفعول وقف سريان الفوائد
قائما عند الحكم بمخطط التفويت أو التصفية القضائية.
التصريح بالديون
مسطرة التصريح بالديون تعتبر من أهم المراحل التي تتميز مها مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،لكونها
ذات أهمية كبرى بالنسبة للسنديك وأيضا بالنسبة للدائنين ،إذ أنها تساعد السنديك على معرفة الديون المترتبة
في ذمة المقاولة ،ونظرا ألهمية هذه المسطرة لما تكفله من حماية للدائنين.
فقد عمل المشرع المغربي على تعزيز هذه المسطرة بعدة مقتضيات قانونية جديدة ،بحيث أنه بموجب المادة
719من القانون ، 17.73أن السنديك أصبح ملزما بأن يشعر الدائنين المعروفين لديه وكذا المدرجين بالقائمة
المدلى بها من طرف المدين ،والناشئة ديونهم قبل صدور الحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة.
على اعتبار أن الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة هم معفيون من التصريح
بديونهم ،لذا فالسنديك ملزم بمسك سجل خاص بشأن كل مسطرة ،وأن يكون هذا السجل مرقما وموقعا على
119
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
صفحاته من طرف ا لقاضي المنتدب ،بحيث يجب أن يضمن في هذا السجل التصريحات بالديون حسب
التاريخ التسلسلي لتلقيها.
شملت مسطرة التصريح بالديون خالل القانون الجديد تعديالت جوهرية ،ولعل الغاية من ذلك هو الهدف
من تحقيق فلسفة المشرع الرامية إلى حماية الدائنين ،فإذا كانت سياسته تروم إلى حماية المقاولة والحفاظ
على مناصب الشغل المتواجدة بها ،فظل هاجس حماية الدائنين هاجسا يؤرق المشرع المغربي ،وهو ما
عمل على تفعيله من خالل إدخال تعديالت على مسطرة التصريح بالديون ،بهدف خلق توازن بين مصلحة
المقاولة وبين الدائنين.
يالحظ من خالل المادة 686من الكتاب الخامس من مدونة التجارة الملغاة بمقتضى القانون الجديد رقم
، 17.73أن السنديك ملزم بأن يشعر الدائنين الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما ،بخالف
الدائنين العاديين الذين ال يستفيدون من اشعار السنديك مع بقائهم ملزمين بالتصريح بديونهم المترتبة في ذمة
المدين وذلك داخل أجل شهرين من تاريخ اإلشعار المنصوص عليه في المادة ،720وعلى أن يتم تمديد
أجل شهرين بالنسبة للدائنين القاطنين خارج المغرب.
فيما يتعلق بدعوى رفع السقوط فإنه إن كانت في ظل القانون القديم ال يمكن ممارستها إال داخل أجل سنة
ابتداء من تا ريخ صدور مقرر فتح المسطرة ،فإنه وفقا للقانون الجديد ال يمكن ممارسة هذه الدعوى إال داخل
أجل سنة ابتداء من تاريخ إشعار الدائنين الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما ،وكذا الدائنين
المدرجين بالقائمة المشار إليها في المادة 577من القانون 17.73ومن تاريخ نشر مقرر فتح المسطرة
وبالجريدة الرسمية لباقي الدائنين.
القاضي المنتدب حينما يقرر رفع السقوط بالنسبة لهؤالء الدائنين فهو يفتح بذلك أجل جديدا للتصريح بالدين،
ال يتعدى 30يوم من تاريخ تبليغ المقرر بالموطن الحقيقي أو المختار للدائن ،إذ ال يواجه بالسقوط الدائنون
الذين لم يتم اشعارهم بصفة قانونية بسقوط حقهم في التصريح بديونهم.
لدى فالتعديل الجديد الذي هم مسطرة التصريح بالديون جاء ليوفر الحماية االزمة للدائنين الناشئة ديونهم
قبل فتح المسطرة ،والذين غالبا ما كانوا ال يستفيدون من اشعار السنديك لهم بضرورة التصريح بديونهم،
كما هو الشأن بالنسبة للديون الضريبية ،والتي كانت المديرية العامة للضرائب يتعذر عليها في الكثير من
األحيان التصريح بديونهم الناجمة عن المراقبة الجبائية.
120
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
وهو ما حدا بالمشرع المغربي على مستوى المدونة العامة للضرائب من خالل المادة 150أن يضع استثناء
جاء فيه ،استثناء من جميع األحكام المخالفة يجب على كل مقاولة تطلب فتح مسطرة التصفية القضائية أن
تقدم إقرارا بذلك لدى مصلحة الوعاء الضريبي التابع لها مكان فرض الضريبة ،ويترتب عن عدم تقديم
اإلقرار المذكور لدى مصلحة الوعاء الضريبي على مراجعة إدارة الضرائب بسقوط الواجبات المرتبطة
بالفترة السابقة لفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية.
المشرع المغربي على مستوى المادة 150من المدونة العامة للضرائب نص أن طلب افتتاح مسطرة
المعالجة ،ال يقتصر فقط على المدين بل أيضا هناك أطراف أخرى لم يلزمها بذلك كما هو الحال بالنسبة
للدائنين.
أما بخصوص حق الكفيل المدين في تصريح بديونه في إطار مسطرة معالجة مساطر معالجة صعوبات
المقاولة ،وذلك في مواجهة المقاولة المفتوحة ضد المدين ،فبعض الفقه المغربي يرى بأن الرجوع الشخصي
في هذه الحالة يكون مستحيال والسبب في ذلك هو أن الكفيل ال يمكنه التصريح بدينه ما دام الدائن الرئيسي
قد سرح بدينه تفاديا ألن يكون موضوع تصريح مزدوج.
في حين أنه على مستوى التشريع الفرنسي نجد القانون التجاري ال سيما على مستوى المادة 2032.2نصت
بصراحة عن حق الكفيل في الرجوع المسبق في حالة فتح مسطرة المعالجة ضد المدين ،األمر الذي يزكيه
الفصل 1141من قانون االلتزامات والعقود حينما منح الكفيل هذا الحق.
وفي هذا اإلطار قضت محكمة النقض الفرنسية في قضية تتعلق بوفاء الكفيل بالدين األصلي ،حينما قام
الكفيل بأداء الدين خالل تصريح بدين ما وبالوفاء الحاصل من الغير بعد الحكم الحاصل بفتح المسطرة ،غير
أنه كان قائم يوم حكم افتتاح ويجب التصريح به طبقا للمادة 50من القانون 25يناير ،1985المطابق للمادة
719من القانون .17.73
ما يمكن اإلشارة إليه هو أن الدائنون الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة معالجة المقاولة ،يتمتعون
باستفاء ديونهم عن باق ي الدائنين باألسبقية ،وذلك عندما يحل اجال االستحقاق ،لكن حسب بعض الفقه
المغربي يتوقف هذا االمتياز على ضرورة توفر شروط أساسية وهي:
أن ينشأ الدين بعد صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة ،أي مسطرة التسوية -
القضائية.
121
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
أن ينشأ الدين بمناسبة مواصلة نشاط المقاولة. -
المالحظ أن المشرع المغربي لم يقم بتحديد شكل التصريح الذي يتعين اتباعه واحترامه من طرف الدائنين
الناشئة ديونهم قبل الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية ،ذلك على خالف المشرع الفرنسي الذي
اشترط ذلك في المادة 50من القانون التجاري الفرنسي ،وعليه يمكن القول بأن التصريح بالدين يمكنه أن
يتم وفق أي شكل دون تحديد معين.
التصريح بالدين في إطار القانون المغربي يتم بواسطة مقال مكتوب يتضمن الشكليات المنصوص عليها في
المادتين 51و 67من مرسوم 27دجنبر 1985المتعلق بالتسوية والتصفية القضائية للمقاوالت في حين
أن المادة 13من قانون المحاكم التجارية بالمغرب تعتبر التصريح بالديون طلبا قضائيا يجب أ ،يتم وفق
طلب كتابي مرفوع وموقع من طرف محامي ،لكن محكمة النقض سبق لها وأن قالت أن التصريح بالدين ال
يتطلب شكلية معينة.
لك ن المالحظ أن المشرع المغربي من خالل المادة 721من القانون 17.73أوجب ضرورة تضمين
التصريح بالديون بمجموعة من البيانات وتتمثل في العناصر التي من شأنها أن تثبت وجود الدين ومبلغه
وإذا لم يكن ناجما عن سنده وإن تعذر ذلك تقيما للدين إذا لم يحدد مبلغه بعد.
ثم كيفي ة احتساب الفوائد في حالة استئناف سريانها مع تنفيذ مخطط االستمرارية وأيضا اإلشارة إلى المحكمة
التي رفعت إليها الدعوى أن كان الدائن موضوع نزاع.
ومن هنا ينبغي اإلشارة إلى أن الدائنين المتعاقدين مع المقاولة في إطار العقود الجارية التنفيذ طبقا لمقتضيات
المادة 588من القانون 17.73فإنه طبقا للمادة 720من نفس القانون ينتهي أجل التصريح بديونهم بمرور
15يوما من تاريخ التخلي عن مواصلة العقود التي تجمع الدائن بالمقاولة ،شريطة أن يكون هذا التخلي جاء
الحقا لتاريخ الشهرين أو 4أشهر المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادة ،720بحيث ال يقبل التصريح
إذا كان التخلي قد تم قبل هذا األجل.
لكن ينبغي التذكير إلى أن ديون الخزينة العامة للمملكة و ديون المديرية العامة للضرائب ال تعفى من
التصريح ،سواء باإلشعار ،إال حينما يتعلق األمر بديون شركة أو مقاوالت ،وأن يكون فتح مسطرة بناء
122
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
على تصريح من المدين ،و مقال افتتاحي للدعوى مقدم من طرف أحد الدائنين أو نتيجة افتتاح المسطرة
تلقائيا من طرف المحكمة ،أو بناء على طلب من النيابة العامة.
لذلك يتعين إعادة صياغة المادة 150من مدونة العامة للضرائب حتى يتعين أن تكون أكثر انسجاما مع
أهداف مساطر معالج ة صعوبات المقاولة وأيضا تراعي توجهات المشرع فيما يتعلق بعملية استيفاء الديون
الضريبية.
من جهة أخرى فمسألة التصريح بالديون المشرع المغربي حدد لها آجال معينة طبقا لما جاء في المادة 720
من القانون ،17.73فهنا نميز بين أجل شهرين ثم أجل 4أشهر وأخيرا أجل 15يوما.
التصريح داخل أجل شهرين :يجب أن يتم تقديم هذا التصريح داخل أجل شهرين ،ابتداء من تاريخ نشر
الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ أو التسوية القضائية أو التصفية القضائية ،بالجريدة الرسمية والفئة التي
يعنيها هذا االجل ،هم الدائنون المدرجة أسماؤهم بالقائمة التي يتقدم بها المدين وكذا الدائنين المعروفين لدى
السنديك وأولئك الحاملين لضمانات أو عقود ائتمان إيجاري تم شهرهما وكل من له صفة دائن.
التصريح داخل أجل 4أشهر :أجل التصريح هنا يمدد في الحالة السابقة في شهرين إضافيتين بالنسبة للدائنين
القاطنين خارج التراب الوطني ،ليصبح أجل التصريح هنا 4أشهر من تاريخ نشر الحكم بالجريدة الرسمية.
التصريح داخل أجل 15يوما :وهم الدائنون المتعاقدون مع المقاولة في إطار العقود الجارية التنفيذ ،بحيث
ينتهي أجل التصريح بالنسبة إليهم بمرور 15يوما بعد تاريخ الحصول على التخلي عن مواصلة العقد الذي
يجمع الدائن بالمقاولة المدينة ،شريطة أن يكون هذا التخلي جاء الحقا لتاريخ الشهرين أنا ألربعة أشهر،
بحيث ال يقبل التصريح إذا كان التخلي قد تم قبل هذا األجل.
ويتم احتساب اجل التصريح بناء لما جاء في المادة 720من القانون 17.73انطالقا من احتساب مشروع
الحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ أو التسوية القضائية أو التصفية القضائية ،بالجريدة الرسمية ،فإن هذه القاعدة ال
تهم كل الديون المشمولة بالتصريح.
فيما يتعلق باحتساب اجل شهرين أو 4أشهر فإنه فقط يهم الديون العادية أو الديون المضمونة غير الخاضعة
لإلشهار أن اإلشعار من طرف ال سنديك ،حيث يكون أصحابها ملزمون بالقيام بالتصريح لدى السنديك و
بإيعاز منهم بمجرد نشر الحكم بالجريدة الرسمية على اعتبار أن النشر يعتبر قرينة قانونية قاطعة على تحقق
العلم اليقيني بها.
123
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
في حين أن الديون المضمونة التي يعتبر مصدرها عقد ائتمان إيجاري تم شهره وكذا الدائنين الذين فرضت
عليهم المادة 720من القانون 17.73أن يتم إشعارهم بكيفية شخصية فإن أجل تصريح بديونهم للسنديك ال
يبدأ احتسابه إلى من تاريخ اشعار هذا األخير لهم ،وأن يدعوهم من خالل هذا اإلشعار إلى التصريح بديونهم
داخل أجل شهرين أو األربعة أشهر من تاريخ اشعارهم شخصيا.
رتب المشرع المغربي جملة من اآلثار في حالة عدم قيام الدائنين الملزمين بالتصريح بديونهم في التخلف
عن القيام بعملية التصريح ،وتتمثل في سقوط الدين ثم سقوط حقهم في المطالبة بالدين ،والمشرع بالمقابل
منح إمكانية رفع دعوى السقوط من طرف الدائنين في حاالت معينة.
بالنسبة لسقوط الدين ،المشرع المغربي رتب جزاءات جد قاسية في حق الدائنين عند اإلخالل بالتصريح
بديونهم داخل اآلجال المنصوص عليها في المادة 719من القانون 17.73بحيث هذه المادة نصت على أنه
في حالة عدم تصريح بالديون داخل اآلجال المحددة والمشار إليها في المادة 720ال يقبل الدائنون في
التوزيعات والمبالغ التي لم توزع إال إذا رفع القاضي المنتدب عنهم هذا السقوط.
ويخضع أيضا للسقوط كل صاحب دين سابق لفتح المسطرة القضائية سواء ممن أدرج اسمه في الالئحة
التي نص عليها القانون 17.73أو في الئحة المنصوص عليها بمقتضى المادة 577أو في الالئحة المشار
إليها في المادة 722أو غيرهم من الدائنين الذين لم تدرج أسماؤهم في أية الئحة.
الدائنون أصحاب الضمانات أو اإليجار االئتماني الذي تم شهرهما ال يسري في مواجهتهم أجل التصريح
بالديون إلى من تاريخ اشعارهم شخصيا من طرف السنديك ودعوتهم إلى القيام بهذا التصريح ،بمعنى أنه
رغم انصرام أجل شهرين أو 4أشهر والدائنين أصحاب الضمانات لم يقوموا بالتصريح فهم يضلون
متمسكين بحقهم في التصريح لكونهم لم يتم اشعارهم من طرف السنديك ،فالسنديك هنا هو من يتحمل وزر
خطأه.
المشرع المغربي من خالل المادة 723من القانون 17.73أنه ال يوجه بالسقوط الدائنون الذين لم يتم
اشعارهم طبقا لمقتضيات المادة ،719وهو األمر الذي نصت عليه المادة 686من القانون السابق ،لكن
المادة الجديدة 723اضافت فئة أخرى هم الدائنون الذين لم يتم اشعارهم ،وهم المدرجون بالالئحة المدلى
بها من ل دن المدين و المعروفين والذين لم يقم السنديك بإشعارهم شخصيا بفتح المسطرة.
لكن اإلشكال الذي يطرح حول الصيغة التي يتعين بها اشعار السنديك للدائنينع
124
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
المشرع المغربي لم يحددها بخالف المشرع الفرنسي الذي قال بضرورة اعتماد اشعار عن طريق رسالة
مضمونة مع اإلشعار بالت وصل ،فسقوط الدين في مواجهة المدين يترتب عليه أيضا سقوطه لقائدة المدينين
الكفالء الذين يكفلون دينهم عكس االخرين ،وذلك إعماال بقاعدة انقضاء االلتزام األصلي يؤدي إلى انقضاء
االلتزام التبعي.
المشرع منح إمكانية للدائنين الذين تعذر عليهم تقديم تصريح للسنديك من أجل تدارك حقهم في ضياع ديونهم
من تم المشرع منح آلية جديدة لفائدة هؤالء الدائنين أال وهي دعوى السقوط ،دعوى السقوط ال يمكن
ممارستها إال داخل أجل سنة ابتداء من تاريخ إشعار الدائنين الحاملين للضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم
شهرهما والدائنين المدرجين بالقائمة المشار إليها في المادة 577من القانون 17.73ومن تاريخ نشر مقرر
فتح المسطرة في الجريدة الرسمية.
لكن المادة 723وإن مكنت الدائنين السابقين من استرجاع حقوقهم وفق ضوابط محددة وهي ،أن يكون عدم
التصريح للدائن ،بمعنى أن يكون هناك عائق حال دونه كالقوة القاهرة أو الحادث الفجائي أو شيء آخر ال
دخل للدائن في حدوثه.
فأعلن هذه الصياغة العامة القضاء بلور موقفا من هذه األسباب ،وهو يتسم بنوع من التجدد في قبول هذا
السبب ،إن جهل هذا الشخص اللغة العربية وكان يتواجد خارج المغرب وقت نشر ذلك في الجريدة الرسمية،
فال يمكن اعتباره من قبيل األسباب التي ال تعود إلى الدائن.
كما أنه يعتبر مرض الشخص الممثل لشركة معينة ال يعتبر سببا لرفع دعوى السقوط ،كما أن اصابته
بمرض أثناء الفترة المشار إليها بالمادة 720ال يعتبر سببا يبرر رفع السقوط ،طالما أن المشرع قد فتح
الباب للدائن لتقديم تصريح بالدين بواسطة عون أو وكيل من اختياره.
مسطرة تحقيق الديون
تمر ديون الدائنين السابقين لفتح المسطرة القضائية للمعالجة بعض التصريح بها بمسطرة التحقيق لتحديد ما
ادا كانت فعال مقبولتا أم ال في إطار المسطرة القضائية المفتوحة ضد المقاولة المتوقفة عن الدفع.
بحيث أن مجرد التصريح بالديون ال يعني بأي حال من األحوال أنها أصبحت مقبولة ،ويقوم السنديك
بالتحقيق في ديون المصرح بها ،أي التحقق من صحتها تحت إشراف ورقابة القاضي المنتدب باستثناء
الديون المستثناة من مسطرة التحقيق.
125
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
مسطرة التحقيق تعتبر من أهم المساطر على مستوى نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،بحيث أن
المحكمة يمكن أن تحصر مخطط اإلنقاذ أو التسوية حتى ولو لم تنتهي عملية تحقيق الديون بناء على
مقتضيات المادة 624من القانون ، 17.73لكن قد يقع اعفاء من تحقيق الديون ،بحيث أنه بالرجوع إلى
القانون 17.73المتعلق بمساطر المعالجة نجد المشرع قد قام باإلعفاء من سلك واتباع مسطرة تحقيق الديون
لعدم أهمية اللجوء إليها واألمر يتعلق هنا حسب المادة 724بالديون العادية وذلك في حالة الحكم بتفويت
المقاولة أو تصفيتها إذا تبين أن منتوج بيع األموال ستستهلكه بالكامل المصاريف القضائية بالديون المثقلة
بامتياز.
لكن أذا كان الشخص المدين شخصا معنويا وقررت المحكمة أن تختار حال يحمل مسيري هذه المقاولة كال
أو بعضا من الخصوم ،وما بعدها في إطار العقوبات المالية المتخذة ضدهم ،فإنه يتم اللجوء إلى مسطرة
تحقيق هذه الديون المقبولة منها وقيمتها وتقيمها ،وبالتالي إلزام المسيرين بها ،كما أنه ال يتم اللجوء إلى هذه
المسطرة في حالة التفويت الكلي أو التصفية القضائية.
ويحق لكل أجير لم تتم اإلشارة لكل أو بعض دينه في تلك القائمة أن يرفع دعوى إلى المحكمة المختصة
داخل أجل شهرين من تاريخ نشر اإلعالن بالجريدة الرسمية ،يفيد بأن القائمة المذكورة مودوعة بكتابة
الضبط قصد االطالع عليها وذلك تحت طائلة سقوط حقه في المنازعة بما يتعلق بالقائمة المودعة والتي
يكون القاضي المنتدب قد أشر عليها.
اقتراحات السنديك
المالحظ ان القانون 17.73حافظ على المقتضيات المتعلقة باالقتراحات التي يبديها السنديك فيما يتعلق
بتحقيق الديون وأضاف إليها اختصاصات أخرى تتمثل باألساس في إسناد المهمة للسنديك وبمساعدة رئيس
المقاولة وبعد استطالع رأي مندوب األجراء بالعمل على إعداد قائمة تتضمن الديون داخل أجل 6أشهر
ابتداء من صدور الحكم القاضي بافتتاح المسطرة.
والسبب الرئيسي و راء هذه الصالحيات الممنوحة للسنديك ،وتتمثل باألساس في رغبة المشرع في االفراد
الحماية الالزمة الجراء على أن يتم إيداع هذه القائمة بعد المصادقة عليها من طرف القاضي المنتدب بكتابة
ضبط المحكمة المصدرة للحكم القاضي بفتح المسطرة و بالمقر الرئيسي للمقاولة أيضا على أن يتم نشرها
بالجريدة الرسمية وذلك حتى يتسنى لألجراء الذين لم تتم اإلشارة إلى كل أو بعض من ديونهم في هذه القائمة
وأن يرفعوا دعواهم إلى المحكمة المختصة داخل أجل شهرين من تاريخ نشر القائمة بالجريدة الرسمية وذلك
تحت طائلة سقوط الحق في المنازعة.
126
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
مقررات القاضي المنتدب
القاضي المنتدب طبقا للمادة 729من القانون 17.73يقرر بناء على اقتراحات السنديك قبول الدين أو
رفضه أو وجود دعوى أو منازعة شارية ال تدخل في اختصاصاته ،وذلك بناء على اقتراحات السنديك
المقدمة لديه ،إال أنه من المستجدات التي أتى بها القانون الجديد بخصوص مقررات القاضي المنتدب نجد
اإلمكانية المخولة له في قبول كل دين عمومي بصفة احتياطية إلى حين اإلدالء بسند وذلك في الحالة التي
لم يصدر بشأن هذا الدين أي سند تنفيذي ،وأنه في حالة ما إذا كان الدين المذكور موضوع نزاع أمام جهة
إدارية أو قضائية فإن القاضي المنتدب يرجئ البت في التصريح إلى حين الفصل في المنازعة.
باستقراء المادة 730من القانون السالف الذكر نجدها جاءت بالجديد فيما يتعلق بالوسائل التي يتم بواسطتها
استدعاء جميع األطراف المعنية وحتى بكيفية تبليغها بالقرارات الصادرة عن القاضي المنتدب المتعلقة
بالبت في المنازعة في الدين ،أن هذه المشرع هنا استعمل عبارة ” بجميع الوسائل المتاحة“ ،وهو ما يفيد
إمكانية تبليغ هذه المقررات حتى عن طريق المفوض القضائي أو أعوان التبليغ ،بل وحتى اعتماد مسطرة
التبليغ اإلداري ،وذلك مقارنة مع ما كانت تنص عليه المادة 696من القانون القديم ،والتي كانت تحدد أن
تبليغ مقررات القاضي المنتدب السالفة الذكر تتم بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل.
إن الديون المنازع فيها فإن القاضي المنتدب إذا ما عرضت عليه إحداها فإنه يصد ر قراره بعدم االختصاص
ويبلغ إلى األطراف المعنية داخل أجل 8أيام ويحق لكل متضرر من القرارات الصادرة عن القاضي المنتدب
أن يطعن فيها أمام محكمة االستئناف ،إذ يحق ممارسة الطعن من طرف الدائن وكذا رئيس المقاولة باإلضافة
إلى السنديك وذلك داخل أجل 15يوما من تاريخ اإلشعار بالنسبة للدائن ورئيس المقاولة ،ومن تاريخ صدور
المقرر بالنسبة للسن ديك ،إ ال أن الدائن الذي كان دينه محل منازعة سواء كله أو بعضا منه ،والذي لم يرد
على السنديك داخل االجل القانوني ،فإنه ال يجوز له أن يطعن في أمر القاضي المنتدب المؤيد القتراح
السنديك.
سمحت المادة 734من القانون 17.73لكل شخص معني بمقررات القاضي المنتدب فيما يخص تحقيق
الديون أن يقدم إما تعرض الخارج عن الخصومة عن المقررات الصادرة عن المحاكم المشار إليها
والمصاحبة لها في المادة 731من القانون 17.73وإما تعرضا ضد القرارات النهائية الصادرة عن القاضي
المنتدب ،يتعين أن يتم تقديم إما التعرض أو تعرض الغير خارج الخصومة داخل أجل ال يتعدى 15من
تاريخ النشر بالجريدة الرسمية ،ويفيد فيه أن قائمة بقبول الديون أو رفضها أو بمعاينة عدم االختصاص
بشأنها تم إيداعها بكتابة ضبط المحكمة التجارية المفتوحة أمامها المسطرة.
127
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة السابعة
القاضي المنتدب يبت هنا بناء على المادة 737من مدونة التجارة في التعرض وذلك بعد االستماع إلى
السنديك واألطراف ذات المصلحة أو بعد استدعائهم بصفة قانونية ،بحيث يقوم أيضا كاتب الضبط بتبليغ
هذا المقرر بواسطة رسالة مع االشعار بالتوصل إلى الطرف الذي يهمه االمر ،ويكون بذلك مقرر القاضي
المنتدب قابال للطعن من طرف جميع األطراف امام محكمة االستئناف التجارية داخل أجل ال يتعدى 15
يوما الموالية للتبليغ.
128
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
فاالئتمان ي ظل ضرورة ملحة لدى المقاوالت إلنجاز العمليات التجارية وكذا لمواصلة نشاطها ألنه يساهم
في تمويلها ،وتأسيسا على ذلك فإن ازدهار العالقات التجارية يستدعى الحفاظ على االئتمان التجارية وحمايته
من كل ما من شأنه أن يهدد وجوده.
يمكن التمييز بين نوعين من الدائنين في مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،فهناك الدائنين الناشئة قبل الحكم
القاضي بفتح مسطرة المعالجة من الصعوبات ،وهناك الدائنون الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح
مسطرة المعالجة من الصعوبات.
الدائنون الناشئة ديونهم قبل الحكم بفتح مسطرة المعالجة
التأطير القانوني لوض عية الدائنين الذين نشأت ديونهم قبل صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة،
خاصة مسطرة التصفية القضائية فقد استحضر أهداف هذا النظام بحيث القى هاجس انقاذ المقاولة بضالله
على وضعية هؤالء الدائنين ،االمر الذي جعل المشرع المغربي يعيد النظر في منظومته القانونية بغية تحقيق
الحماية أكبر لهؤالء الدائنين ألجل ضمان استيفاء حقوقهم.
ولهذا سنعالج أوال مسطرة التصريح بالديون باعتبار أن هؤالء الدائنين الناشئة ديونهم قبل افتتاح مسطرة
المعالجة ملزمين بالتصريح بديونهم بمجرد الحكم بإخضاع هذه المقاولة لمسطرة معالجة صعوبات المقاولة،
ثم نتطرق إلى تحقيق هذه الديون من طرف السنديك ،على أن مسطرة التصريح بالديون لها شكليات ولها
شروط وأن عدم ممارستها داخل األجل القانوني يؤدي إلى سقوط الحق في المطالبة بالدين.
مسطرة التصريح بالديون
نظم المشرع المغربي هذا المسطرة بالمواد 719إلى 723من القانون 17.73الذي نسخ وعوض الكتاب
الخامس من مدونة التجارة ،بالرجوع إلى المادة 719من القانون 17.73نجدها مضمونها يشير إلى أنه
يوجه كل الدائنين الذين يعود دينهم إلى ما قبل صدور الحكم بفتح المسطرة ،باستثناء اإلجراء تصاريحهم
بديونهم إلى السنديك.
129
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
يالحظ أن االجراء معفون من التصريح بالديون إلى السنديك كما أن السنديك يشعر الدائنين المعروفين لديه
والمدرجين بالقائمة المدلى بها من طرف المدين ،والناشئة ديونهم قبل صدور الحكم بفتح المسطرة ،على أن
السنديك أيضا يقوم بإشعار الدائنين الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما وإن اقتضى الحال
في موطنهم المختار فإذا كان الدائن يقطن خارج تراب المملكة يجب مراعاة مقتضيات المادة 780من هذا
القانون ،والتصريح بالديون يجب التصريح به حتى ولو كان الدين مثبت في سند أو لم يكن كتبت في سند.
السنديك في هذه الحالة يمسك بشأن كل مسطرة سجال خ اص مرقما وموقعا على صفحاته من طرف القاضي
المنتدب ،تضمن فيه التصريحات بالديون حسب التاريخ التسلسلي لتلقيها ،كما أن الدائنين يمكن لهم أن يقوموا
بالتصريح بديونهم إما بأنفسهم أو بواسطة وكيل من اختيارهم ،وال يعفى الدائن طالب فتح المسطرة من
التصريح بدينه.
تعتبر هذه المسطرة من أهم اإلجراءات الحمائية في مساطر المعالجة وأيضا العنصر األساسي والجوهري
الضامن الذي يضمن توزيع األصول توزيعا عادال بين مختلف الدائنين حسب مراتبهم.
السنديك طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية للمادة 719من مدونة التجارة ملزم بأن يقوم بإشعار الدائنين شخصيا
والمعروفين لديه ،وأيضا أولئك المدرجين بالقائمة المدلى بها من طرف رئيس المقاولة وأيضا الناشئة ديونهم
قبل صدور الحكم بفتح مسطرة المعالجة.
كما يشعر السنديك أيضا الدائنين الحاملين للضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما ،وإن اقتضى الحال
في موطنهم المختار وإذا كان الدائن يقطن خارج التراب الوطني فطبقا للمادة 780يتعين عليه أن يوجه إليه
نفس االشعار.
المالحظ من خالل المادة 719ونظرا لما حملته هذه المادة من تعديالت هامة وعميقة فيما يتعلق بحماية
الدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح مسطرة المعالجة ،فإنه تم تقليص حاالت عدم علمهم أو صعوبات معرفتهم
بالوضعية القانونية للمقاولة ،خاصة المقاولة الخاضعة لمسطرة المعالجة ،وبعدما كانت خطوة االشعار
الشخصي الذي يقوم به السنديك لفائدة الدائنين المقيدين فقط أو ألصحاب االيجار االئتماني ،فإنه أصبح
بإمكان كافة الدائنين.
ويتم تصريح الدائنون بديونهم طبقا للشروط المعينة في المادة 721من مدونة التجارة ،بحيث يضم التصريح
بالديون مبلغ الدين المستحق بتاريخ صدور فتح مسطرة مع تحديد تاريخ الدين وقيمة أو قسط الدين المؤجل
في حالة التصفية القضائية ،باإلضافة إلى تحديد نوع االمتياز أو الضمان الذي يكون مقرونا بالدين وإن كان
130
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
األمر متعلقا بدون محددة بعملة أجنبية ،في هذه الحالة يتم تحويلها إلى العملة الوطنية حسب سعر الصرف
الجاري به العمل بتاريخ صدور الحكم القاضي بفتح المسطرة ،ويشمل التصريح أيضا بعض العناصر
األخرى.
بالنظر إلى المادة 720نجدها قد حددت آجال للتصريح بالديون لدى السنديك بحيث أن الدائنون الناشئة
ديونهم قبل فتح المسطرة ملزمون باحترام هذه اآلجال على أنهم إن لم يقوموا بالتصريح داخل هذه اآلجال
القانونية فيتعرضون لسقوط الحق ،ومن تم عدم التصريح داخل اآلجال القانوني فإن هؤالء الدائنون ال يصبح
لهم الحق في استيفاء ديونهم رغم حلول اآلجل ،بعلة أنهم لم يصرحوا بدينهم داخل األجل القانوني.
المالحظ هو أنه اختالف اآلجال فالمشرع منح للدائنين المتواجدين داخل التراب الوطني أجل شهرين،
والدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح المسطرة والمتواجدين خارج الوطن لهم أجل 4أشهر ،لدى فينبغي التدقيق
في مسألة اآلجل ألنه يختلف من فئة ألخرى.
المشرع المغربي من خالل مساطر معالجة صعوبات المقاولة نجده قد منح استثناء وإمكانية للدائنين الذين
لم يصرحوا بديونهم لسبب من األسباب منحهم إمكانية ممارسة دعوى رفع السقوط عن الدين ،أي يمارسون
دعوى أمام المح كمة التجارية من أجل رفع السقوط الذي شملهم وكانوا عرضة له ،شريطة أن يبرروا بأن
عدم قيامهم بالتصريح داخل األجل القانوني كان يرجع إلى سبب أجنبي ال يد لهم فيه ،ومن تم إما يقتنع
القاضي التجاري وتمنح لهم هذا اآلجل ،وإن لم يكن طلبهم هذا مبررا فالمحكمة تقتنع وترفض طلبهم هذا.
لهذا فالمادة 723من القانون 17.73قد منحت الدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح مسطرة المعالجة ،والذين لم
يصرحوا بديونهم داخل األجل القانوني أو خارج األجل القانوني ،مكنتهم من ممارسة دعوى رفع السقوط
قصد استرجاع حقوقهم وفقا لضوابط محددة وشروط معينة.
فإ ال جانب الشروط الشكلية المتمثلة في اآلجال القانونية وأيضا فيمن توجه إليه هذه الدعوى (القاضي
المنتدب) ،هناك شروط موضوعية تتعلق بالدين.
حتى يتم ممارسة دعوى رفع السقوط من طرف الدائنين الدين لم يصرحوا بديونهم أن يكون سقوط الدين ال
يعود إلى الدائن ،بمعنى أن الد ائن ليس هو السبب الرئيسي في عدم قيامه بالتصريح وإنما تمت سبب أجنبي
كالقوة القاهرة والحادث الفجائي وسبب آخر أجنبي ال يعود إلى الدائن ،ويلتزم الدائن في هذه الحالة أن يثبت
ذلك.
131
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
كما هو الحال للشخص الذي يقيم في مناطق جبلية نائية وله أجل شهرين ولكن كانت هناك كوارث طبيعية
أو عوامل مناخية كالثلوج أو فيضانات تسببت في هدم بعد القناطر التي تعتبر هي الرابط األساسي ما بين
المنطقة التي يقيم فيها وبين المدن التي تتواجد بها المحكمة التجارية قصد التصريح لدى السنديك ،ومن تم
اعتبر في عزلة ولن يستطيع الحضور قبل التصريح بالديون.
بالرجوع للمادة 728من مدونة التجارة نجدها قد سمحت للدائن برفع دعوى السقوط ولكنها لم تحدد األسباب
التي يمكن بناء عليها استرجاع الحق في التصريح بالدين ،فأمام هذه الصياغة الغامضة والعامة القضاء
المغربي اتخذ موقفا أساسيا من هذه األسباب.
مسطرة تحقيق الديون
مسطرة تحقيق الديون هي مسطرة مهمة وعملية أساسية يقوم بها السنديك بعدما يتلقى جميع التصريحات
من طرف جميع الدائنين داخل اآلجال القانونية.
هذه العملية تكتسي أهمية بالغة على مستوى حماية الدائنين والحفاظ على ديونهم وعلى حقوقهم ،المشرع
المغربي من خالل القانون الج ديد سن العديد من اإلجراءات بهدف تنظيم هذه العملية وانجاحها ،االمر الذي
يستدعي احترامها.
كما أن المشرع المغربي من خالل المقتضى 17.73أضاف مجموعة من االمتيازات للدائنين كما هو الحال
في استشارة السنديك وأيضا استشارتهم لجمعية الدائنين.
إجراءات المسطرة
على مستو ى كيفية عمل مسطرة تحقيق ،نجد أن الديون التي تعود ألصحابها تمر بعد التصريح بها إلى
السنديك بمرحلة التحقيق من طرف هذا األخير وذلك لتحديد ما إذا كانت هذه الديون مقبولة أم ليست مقبولة
في المسطرة القضائية المفتوحة ضد المقاولة المتوقفة عن الدفع.
باستقراء المادة 727من القانون 17.73نجد أن السنديك يقوم داخل أجل أقصاه 6أشهر من صدور الحكم
بفتح مسطرة المعالجة ،وبعد مطالبة رئيس المقاولة بإبداء مالحظاته على التوالي مع استالم التصريحات
بالديون ،يقوم بإعداد قائمة التصريح بالديون مع أيضا اقتراحاته المتعلقة إما بقبولها كلها أو رفضها كلها،
أو قبول بعضها ورفض بعدها ،أو احالتها على المحكمة ،ويسلم السنديك هذه القائمة إلى القاضي المنتدب.
ما ينبغي الوقوف عنده هو أنه بقراءة المادة 728نجد أن السنديك يقع على عاتقه التزام قانوني يتمثل بالتحقيق
من أجل حصر ديون االجراء ،فالبد عليه أن يحصر ديون األجراء الذين يشتغلون بالمقاولة والغير
132
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
الخاضعين لقاعدة التصريح بالديون ،كما أن كل أجير لم تتم اإلشارة إليه في كل أو بعض ديونه في القائمة
اليت قام بحصرها السندين ،يحق له أن يرفع دعواه إلى المحكمة المختصة من أجل إضافة اسمه ضمن هذه
القائمة.
فبعدما يقوم الدائن بالتصريح بدينه إلى السنديك ،وبعدما يقوم الدائنون الذين لم يصرحوا بديونهم داخل األجل
القانوني لممارسة دعوى السقوط ،السنديك يقوم بحصر وتحقيق هذه الديون ورفع قائمة إلى القاضي المنتدب،
وبعدها تأتي مرحلة جديدة وهي المنازعة في الدين.
المنازعة في الدين والطعن في مقررات القاضي المنتدب
المشرع حاول من خالل القانون الجديد توفير حماية للدائنين نتيجة إقصائهم من الحضور في عملية تحقيق
الديون ،حيث ألزم السنديك بضرورة القيام بإخبار الدائن بوجود منازعة في دينه طبقا لما ورد في المادة
726من القانون الجديد ،حيث إذا كان الدين موضوع نزاع فالسنديك يخبر الدائن بذلك بواسطة رسالة
مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ،والبد أن يبين فيها سبب النزاع وأيضا مبلغ الدين الذي تم اقتراح تقييده
ويدعو الدائن إلى تقديم شروحاته وذلك داخل 30يوم من تاريخ التوصل برسالة السنديك ،بحيث إن لم يقم
بتقد يم هذه الشروحات فلن تقبل أي منازعة الحقة القتراح السنديك.
المشرع المغربي منح أيضا آلية جديدة لحماية الدائنين وهي الطعن في مقررات القاضي المنتدب ،فالمشرع
المغربي من خالل القانون 17.73كان عادال حينما فتح باب الطعن في مقررات وأوامر القاضي المنتدب،
فجميع األط راف بما فيهم الدائنين أو المدين أو السنديك أو االغيار ،يحق لهم الطعن في مقررات القاضي
المنتدب وال يستثنى من ذلك سوى الدائن الذي وقع نزاع في دينه كل أو بعضا.
وفيما يتعلق بقبول الدين فهنا نميز بين عنصرين أساسيين ،وهما قبول الدين والثاني الدفع بعدم االختصاص.
فيما يتعلق بقبول الدين ،القاضي المنتدب يملك من السلطة التقديرية ما يسنح له إما بقبول الدين أو رفضه،
فالقاضي المنتدب غير ملزم بالتقيد باقتراحات السنديك ،فتطبيقا للفقرة األخير من المادة 730من القانون
17.73نجد أن المقررات الصادرة عن القاضي المنتدب وخاصة المتعلقة بقبول الديون الغير منازع فيها
تبلغ إلى الدائنين بواسطة رسالة عادية.
على أنه يحدد التبليغ المبلغ الذي قبل الذين من أجله من جهة ،والضمانات واالمتيازات التي قورن بها من
جهة أخرى ،فحينما يبت القاضي المنتدب في دين االختصاص أو في دين منازع فيه ،فإنه يتم في هذه الحالة
استدعاء رئيس المقاولة والدائن من طرف كتابة الضبط بجميع الوسائل المتاحة قانونا.
133
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
أما بخصوص الديون العمومية فبالرجوع إلى المادة 2من القانون 15.97المتعلق بتحصيل الديون العمومية،
فإنه في هذه الحالة التي يتعثر البت في تصريح بالدين لعدم اإلدالء بسند تنفيذي بسبب طول إجراءات
إصداره ،هذه المادة أجازت للقاضي المنتدب قبول الدين بصفة احتياطية إلى حين االدالء بسند المثبت لذلك.
أما فيما يتعلق بالدفع بعدم االختصاص ،فإذا كان موضوع النزاع من اختصاص المحكمة التجارية التي
قضت بفتح مسطرة المعالجة في مواجهة المقاول ة المتوقفة عن الدفع فيكون النزاع من اختصاص هذه
المحكمة وذلك متى بت القاضي المنتدب في جوهر النزاع بقبول الدين أو رفضه.
ويعرض الطعن في هذه الحالة أمام المحكمة االستئنافية التجارية ويكون الحق مخوال للدائن أو للمدين أو
للسنديك ،االختصاص هنا يكون دائما لصالح المحكمة التي قضت بفتح مسطرة المعالجة ،وإذا كان موضوع
النزاع من اختصاص محكمة أخرى فإن تبليغ المقرر إلى القاضي المنتدب بعدم االختصاص يفتح باب
الطعن عليه طبقا لما جاء في المادة 731من مدونة التجارة أمام المحكمة المختصة ،داخل أجل شهرين
يبتدئ من تاريخ التبليغ تحت طائلة السقوط ،ويستثنى من هذه القاعدة عندما يكون الدين عموميا.
استشارة الدائنين وجمعية الدائنين
المشرع من خالل القانون الجديد منح للدائنين امتيازات أخرى ،وال سيما استشارة الدائنين من طرف السنديك
وأيضا خلق وتكوين جمعية الدائنين.
السنديك من أجل معرفة موقف الدائنين من اآلجال والتخفيضات التي سيقترحها في المخطط يقوم باستشارتهم
سواء بشكل فردي أو بشكل جماعي وسواء تعلق االمر باستشارة فردية أو جماعية للدائنين ،فالسنديك ملزم
بإلحاق الرسالة االستدعاء الموجه لهؤالء الدائنين ،أن يلحقها بعدة بيانات نصت عليها المادة 602من القانون
، 17.73والتي تبين أو تشير إلى بيان وضعية المقاولة وأصول وخصومها ،مع بيان تفصيلي بالخصوم ذات
االمتياز والخصوم العادية ،كما تتضمن أيضا اقتراحات السنديك ورئيس المقاولة ،مع اإلشارة إلى الضمانات
الممنوحة وكذا رأي المراقبين.
من جهة أخرى المشرع المغربي جاء بمستجد مهم خالل القانون 17.73أال وهو جمعية الدائنين ،التي تعتبر
من اآلليات الحمائية الجديدة التي جاء بها هذا القانون الجديد بهدف تعزيز حماية الدائنين وأيضا تقوية موقفهم
ومكانتهم على مستوى مساطر معالجة صعوبات المقاولة.
في ظل نظام اإلفالس القديم الدائني ن كانوا يشكلون كتلة تسمى بكتلة الدائنين ،وهذا الجهاز كان يتألف من
السنديك باستثناء الحالة التي تنعقد بها الجمعية قصد اقتراح تغيير السنديك ،فإنه في ظل القانون الجديد
134
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
17.73فعلى مستوى جمعية الدائنين السنديك لم يعد يرأس هذه الجمعية وإنما يترأسها القاضي المنتدب
ورئيس المقاولة والدائنين المسجلين في قائمة الديون المصرح والتي لم يبدي السنديك رأيه بخصوص اقتراح
قبولها أو رفضها.
وتتألف هذه الجمعية من الدائنين الذين أدرجت مقررات قبول ديونهم في القوائم الخاصة بها ،والمودعة لدى
كتابة الضبط ،أما بخصوص أشغالها فهي تنعقد بدعوة من السنديك عن طريق نشر إعالن في صحيفة مخول
لها نشر إعالنات قانونية وقضائية على أن تعلق في لوحة داخل المحكمة التجارية التي قضت بإصدار الحكم
القاضي بفتح مسطرة المعالجة ضد المقاولة المتوقفة عن الدفع.
كما يتم توجيه نسخة من هذا اإلعالن إلى الدائنين في موطنهم المختار ،مع تضمين هذا االشعار شكليات
نص عليها المشرع ،كتحديد مكان ويوم وساعة انعقاد هذه الجمعية وأيضا موضوع جدول أعمالها ،وتنعقد
هذه الجمعي في تداول مجموعة من النقاط المتعلق بمصالح الدائنين وأيضا مصلحة المقاولة ،والنقاط المتعلقة
بمشروع مخطط التسوية القض ائية الستمرارية نشاط المقاولة الذي يقترحه السنديك ،وكذلك تغيير األهداف
ووسائل مخطط التسوية الستمرار نشاط المقاولة ،أيضا يمكنهم طلب استبدال السنديك وتفويت واحد أو أكثر
من األصول المهمة للمقاولة.
وحتى تكون مداوالت جمعية الدائنين صحيحة من الناحية القانونية ،وجب أن يتم حضور هذه المداوالت
نسبة من الدائنين تفوق ثلثي الديون المصرح بها ،وإال فإن رئيس الجمعية يحرر محضرا بذلك ويحدد فيه
تاريخا جديدا النعقاد الجمعية على أال يتجاوز أجل 10أيام من تاريخ انعقادها.
والقرارات الصادرة عن جمعية الدائنين تعتبر صحيحة عندما يوافق عليها الدائنون الحاضرون أو من يمثلهم
والذي يشكل المبلغ اإلجمالي لديونهم نصف مبلغ ديون الحاضرين أو الممثلين الذين شاركوا في التصويت
حسب الفقرة الرابعة من المادة 611من مدونة التجارة.
الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم بفتح مسطرة المعالجة
بالنظر إلى الوضعية الحرجة التي تمر منها المقاولة بما قد يجعلها في حالة التوقف عن الدفع أو بعد توقفها
عن الدفع ووضع المحكمة يدها عليها ،وأمام المصير المجهول حول إمكانية استمرارية نشاطها وإنقاذها،
وفي إطار البحث عن ممولين أو مقرضين لمساعدة المقاولة وهي على هاته الحالة ،خاصة وأن استعادتها
لعافيتها أمر مشكوك فيه فقد عمل المشرع المغربي على وضع آلية قانونية تحفيزية تدفع الدائنين للمغامرة
ومنح ثقتهم لها بما يجعلهم فوقا المنافسة مع الدائنين اآلخرين ،وذلك من خالل إقراره لنظام امتيازي يمنح
135
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
لهؤالء الدائنين حق األسبقية في استيفاء ديونهم بالسقية عن باقي الدائنين وفقا لشروط معينة ،فما مدلول
امتياز الديون الالحقة أو حق االسبقية ومضمون االستفادة وضوابط االستفادةع
مضمون حق االمتياز
تعرف االمتياز مقتضيات المادة 1243من قانون االلتزامات والعقود ،بأنه حق أولوية يمنحه القانون على
المدين نظرا لسبب الدين ،وذلك بالرجوع إلى مدونة التجارة نجد أن حق االسبقية هو مقرر للدائنين الناشئة
ديونهم بصفة قانونية بعض صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية ،وذلك بمقتضى المادة
590من القانون ، 17.73حيث أنها تنص على أنه يتم سداد الديون الناشئة بصفة قانونية بعد صدور الحكم
القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية ،والمتعلقة بحاجيات سير هذه المسطرة أو تلك المتعلقة بنشاط المقاولة
وذلك فترة إعداد الحل في تواريخ االستحقاق.
على أنه في حالة تعذر أدائها في تواريخ استحقاقها فإنها تؤدى باألسبقية على كل الديون األخرى سواء كانت
م قرونة أم ال بامتيازات أو بضمانات ،باستثناء األفضلية المنصوص عليها في المادتين 558و.565
كما أن هذه الديون المشار إليها في المادة 590تؤدى عند تزاحمها وفقا للنصوص الجاري بها العمل.
إذن بضمان تمويل المقاولة وحصول المقاولة عن موارد مالية جديدة في هذه المرحلة يعتبر من األمور التي
جعلت المشرع المغربي يحرص على تفعيلها وتوفيرها ،من خالل التمويالت الجديدة التي يقدمها لمنح
امتيازات لهؤالء الدائنين وشجعهم على المضي قدما في تمويل المقاولة مقابل إعفائهم من التصريح بديونهم،
وأيضا مقابل استيفائهم لديونهم باألسبقية عن باقي الدائنين.
شروط االستفادة من حق االمتياز
فإذا كان هذا الحق مقررا حدد المشرع المغربي شروط وضوابط لالستفادة من حق االمتياز أو حق األفضلية،
وتطلب شروط أساسية حتى يحق لهم استيفاء ديونهم باألسبقية عن باقي الدائنين.
والشروط هي ثالث:
-1أن ينشأ الدين بصفة قانونية :أي أن الدين البد أن يكون غير مخالف للمقتضيات القانونية ،بحيث
بالرجوع للمادة 595من مدونة التجارة نجد أن االستفادة من حق االسبقية يبقى رهينا بشرط أن
يكون الدين قد نشأ بصفة قانونية ،بمعنى أن تنشأ هذه الديون وتدخل في السلطات واالختصاصات
التي يمارسها السنديك أو المدين حسب أنماط اإلدارة التي يتضمنها مقتضيات المادة ،590بحيث
يصبح معيار غل اليد أو تقييد يد المدين هو المعيار لقياس هذه الديون ،وذلك بصرف النظر عن
136
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
نوع وطبيعة الدين ،وأن تتم داخل فترة زمنية محددة طبقا لمقتضيات المادتين 565و 590من
القانون ،17.73كما أن ذلك يهم الديون الناجمة عن تصرفات المقاولة عند صدور الحكم بالتصفية
القضائية ،حيث جاء في المادة 652أنه إذا اقتضت المصلحة العامة أو مصلحة الدائنين استمرار
نشاط المقاولة الخاضعة للتصفية القضائية ،جاز للمحكمة أن تأذن بذلك لمدة تحددها إما تلقائيا أو
بطلب من السنديك أو وكيل الملك.
-2أن يكون هذا الدين نشأ بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية :حتى يتسنى للدائنين
الناشئة ديونهم بعد الحكم بافتتاح مسطرة التسوية القضائية استيفاء ديونهم باألسبقية البد أن ينشأ
الدين بعد الحكم بفتح المسطرة ،المادة 590كانت واضحة في هذا االمر ،حيث أنه ال يستفيد من
حق االسبقية إال الدائنين الذين نشأت ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية أو
مسطرة المعالجة ،وترتبت في ذمة المقاولة المتوقفة عن الدفع أو تلك الخاضعة لمسطرة اإلنقاذ بعد
صدور حكم القاضي بفتح مسطرة القضائية ،حيت أنه يكفي إلثبات ذلك مقارنة تاريخ نشأ الدين مع
تاريخ الحكم ،فلو كان تاريخ نشأ الدين في دمة المقاولة الحق لتاريخ الحكم ،فهذا فعال يثبت أن هذه
الديون نشأت بعد الحكم بفتح مسطرة المعالجة ،أما إذا كانت تاريخ نشأت الدين قبل فتح مسطرة
المعالجة فال يمكن لهؤالء الدائنين االستفادة من حق االسبقية ،فاألمر سهل هنا بالنسبة لألعمال
والعقود التي ينشأ الدين عنها بعد تنفيذها دفعة واحدة ،حيث يكون ابرام العقد أو اجراء التصرف
هو ذاته نشأت الدين فيعتد هنا مبدئيا بتاريخ العقد الذي يقارن تاريخ العقد مع تاريخ الحكم لمعرفة
هل هو ساب ق أم الحق له ،لكن االشكال يطرح فيما يتعلق بالعقود جارية التنفيذ التي يقرر السنديك
مواصلتها طبقا لمقتضيات المادة 588من قانون 17.73والتي يختلف فيها تاريخ نشأت الدين عن
تاريخ العقد الذي نتج عنه هذا الدين ،ال سيما وأن العقد يكون مستمرا في الزمان فجزء منها ينفد
قبل صدور الحكم والجزء االخر ينفد بعده ،فالعبرة هنا في مدى استفادة الدائنين أصحاب العقود
الجارية بحق االسبقية يرجع بدوره إلى تاريخ نشأت الدين وليس تاريخ ابرام العقد الناشئ لهذا
الدين ،وهذا ما استقر عليه االجتهاد القضائي المغربي بحيث أن المحكمة االستئنافية التجارية بالدار
البيضاء اعتبرت في أحد الملفات أن الديون التي تنشأ بعد فتح مسطرة التسوية القضائية يمكن
المطالبة بها مباشرة دون تصريح.
-3أن يكون هذا الدين نشأ بمناسبة مواصلة المقاولة لنشاطها :هذا الشرط غير منصوص عليه صراحة
في المادة 590من قانون 17.73إلى أن منطق األمور يقتضي ويفرض ضرورة أن ينشأ الدين
بمناسبة مواصلة المقاولة لنشاطها حتى يتمكن الدائن من االستفادة من حق األولوية ،أما الديون التي
137
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
نشأت بعد هذا التاريخ فيكون الحكم بفتح مسطرة المعالجة والمتعلقة بالحياة الشخصية للمدين فال
يشملها حق االمتياز إذ ال يوجد أي سبب اقتصادي يبرر تطبيق هذا الحق.
فإن كان حق االسبقية يمنح للدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية الحق
في استيفاء ديونهم باألسبقية عن باقي الدائنين ويعطيهم امتياز ويخلق لهم وضعية قانونية مريحة تجعلهم
على قمة هرم االمتيازا ت بما يخول لهم عدم المنافسة مع باقي الدائنين في استيفاء الديون ،ويحق لهم انداك
الحصول على ديونهم باألسبقية عن باقي الدائنين إال أن المشرع المغربي حد مفعول هذا االمتياز ووضع له
استثناءات.
ذلك أن حق االسبقية يخلق جملة من اآلثار قانونية بالنسبة للدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح
مسطرة التسوية القضائية ،فاآلثار المترتبة يمكن إدراجها في ثالثة نقاط أساسية
-1الديون يجب أن تكون في تاريخ االستحقاق :الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة
التسوية القضائية ،يحصلون على ديونهم بمجرد حلول أجلها ،بحيث أن هذه الديون ال تخضع
للتقيدات التي يخضع لها الدائنين السابقين لفتح مسطرة المعالجة ،ومن ضمنها التصريح ،بحيث
يعفون أيضا من التصريح بالديون سواء كانوا دائنين عاديين أم دائنون يحملون ضمانات أو امتيازات
أو غيرها.
-2عدم وقف المتابعات الفردية :إذا كان الحكم القاضي بفتح المسطرة يؤدي إلى وقف المتابعات الفردية
فإن هذه القاعدة لها استثناء خاصة بالنسبة للدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة
التسوية القضائية ،خاصة الدائنون الذين يستفيدون من حق األسبقية فهم ال يخضعون لوقف
المتابعات الفردية المنصوص عليها في المادة 686من القانون ،17.73بحيث أنهم إن لم يقم المدين
أو المقاولة الخاضعة لمسطرة التسوية القضائية بسداد ديون في األجل المحدد ،فيحق للدائنين أن
يقومون بمباشرة المتابعات الفردية إما إجراء من اإلجراءات الرامية لألداء الدين أو إجراء من
إجراءات الرامية إلى إقامة الدعاوى الفردية.
-3عدم توقف سريان الفوائد القانونية :إذا كان المبدأ بالنسبة للدائنين السابقين الناشئة ديونهم قبل الحكم
القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية ،هو أنه يتم وقف سريان الفوائد القانونية واالتفاقية وكذا كل
فوائد التأخير والزيادة ،بمجرد الحكم بالتسوية القضائية فاألمر يختلف بالنسبة للدائنين الناشئة ديونهم
بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية ،بحيث أن هؤالء الدائنين يتمتعون بحق في
استحقاق الفوائد القانونية ،وذلك راجع باألساس لمساهمتهم في تمويل المقاولة.
138
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
وما ينبغي اإلشارة إليه أن الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية
يعاملون طبقا ألحكام القواعد العامة فيما يخص ترتيبهم ،بحيث يعتد دائما بأسبقية نشأت الدين
ودرجته والضمانات التي تحميه ،فمن نشأ دينهم مباشرة بعد الحكم بفتح المسطرة يستفيد من دينه
باألسبقية عن الذي نشأ دينه بعد مرور سنة أو نصف سنة من نشوء الدين بعد الحكم بفتح المسطرة،
تم يتم ترتيبهم حسب الضمانات التي يحملها كل واحد منهم في إطار التعامل الفردي معهم عكس
التعامل الجماعي مع الدائنين السابقين وهو ما أشارت إليه المادة 590من مدونة التجارة والتي
تضمنت إشارة إلى ا لديون ،يتم أداء الديون المشار إليها في الفقرة األولى عند تزاحمها وفقا
للنصوص التشريعية الجاري بها العمل.
حدود حق األسبقية
المشرع رسم حدودا حق االسبقية ،بمعنى أنه حدد المجال الذي يمكن أن يباشر فيه هؤالء الدائنين الناشئة
ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح المسطرة القضائية ،أن يباشروا حق االسبقية ،أي منهم الدائنون الذي يحق
لهم ممارسة حق االسبقية.
بالرجوع إلى المادة 590من مدونة التجارة فهي من حيث الصياغة نجدها تفيد االطالق ،ذلك أن المشرع
المغربي لم يستثني ديون األجراء من امتياز االمتياز ،وهذا على غرار نظيره الفرنسي الذي سبق وأن اعفى
ديون األجراء من التصريح بالديون وجعلهم يتمتعون بما يسمى بامتياز االمتياز ،وهو ما جعل بعض الفقه
يعتقد على أنه ضربا في الطابع المعيشي لألجير و إجحافا في حق اإلجراءات ،إال أنه رغم ذلك المشرع
المغربي قد عمل على األخذ بعين االعتبار وضعية بعض الديون التي تحتاج تعامال خاص ،األمر الذي حدا
به إلى أن يجعل أصحابها يستحقون ديونهم قبل الدائنين الالحقين.
-1أصحاب الرهن الحيازي :إن استثناء الرهن الحيازي وما في حكمه من حق األسبقية المعترف بها
للدائن ،ال يعدو أن يكون سوى آلية تهدف إلى خدمة األهداف والغايات من وراء إقرار نظام مساطر
معالجة صعوبات المقاولة ،على رأسها ضمان استمرارية نشاط المقاولة المتوقفة عن اداء ديونها و
الخاضعة لمسطرة التسوية القضائية ،فالرهن الحيازي هنا يحظى بغلبة في مواجهة حق االسبقية
والتي ال تقرر إال إ ذا كان المال موضوع الرهن الحيازي تستلزمه متابعة نشاط المقاولة ،بمعنى أن
صاحب الرهن الحيازي ال يمكنه الحصول على دينه إال إذا كان المال ليس ضروريا لضمان
139
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
استمرارية نشاط المقاولة ،لذلك فصاحب الرهن الحيازي يبقى في وضعية مريحة بعيدا عن تزاحم
ومنافسة بقية الدائنين.
-2صاحب الدين المضمون بحق الحبس :صاحب هذا الدين يتمتع بنفس الحماية المقررة لصاحي الدين
المضمون برهن حيازي ،فهو بذلك يمتلك حق األفضلية من استيفاء دينه باألسبقية عن الدين االحق
وعلى باقي الدائنين اآلخرين مهما كانت درجة دينهم ،فعلى الرغم من الحفاظ على قوة هذا النوع
من الضمان ،وذلك حماية لفئة معينة من الدائنين فهذه القوة في مواجهة باقي الديون األخرى ال يتم
االعتراف بها إال إذا كان المال المحبوس بين يدي الدائن ضروريا من أجل متابعة نشاط المقاولة،
بحيث يأذن القاضي المنتدب في هذه الحالة للسنديك ألداء مبلغ الدين.
-3أص حاب حق االسترداد :هذه الفئة القانون يمنح لهم حق استرداد لمالك المال من يد المدين ،بمعنى
أن صاحب االسترداد يحق له أن يسترد ماله من يد المدين الخاضعة لمساطر المعالجة ،وهذا ما
أشار إليه المشرع من خالل الباب التاسع من القسم الخامس من القانون ،17.73بحيث خصص له
باب كامال ألحكام االسترداد ذلك بموجب تنظيم احكام ممارسة حق استرداد البضائع من قبل مالكها
ولو في مواجهة الدائن االحق ،ويهدف المشرع من خالل هذا الحق باألساس إلى حماية المنقوالت
والبضائع وتقوية مراكزهم القانونية حتى ال تتم عرقلة تداول البضائع والسلع إلى أجل ممارسة
دعوى االسترداد ،ذلك طبقا لمقتضيات المادة 700من مدونة التجارة أال وهو أجل 3أشهر الموالية
للحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية في الجريدة الرسمية.
إن قانونا معالجة صعوبات المقاولة قد جاء بمجموعة من القواعد التي لم تكن معروفة في ظل نظام
اإلفالس الملغى ،بحيث أن المشرع أراد تحقيق ثالثة اهداف رئيسة والمتمثلة في المحافظة على المقاولة
ومناصب الشغل ثم تصفية الخصوم ،فرغم ان المشرع قد راعى مصلحة الدائنين بجعل تصفية الخصوم
من بين األهداف التي يرغب في تحقيقها إال أنه أحيانا يتعامل مع هذه الفئة بحذر شديد ،خوفا من عرقلتها
للمسطرة ومن ثم اإلضرار بالمقاولة واالقتصاد عموما وذلك عندما يتعلق االمر بالدائنين الناشئة ديونهم
قبل فتح المسطرة ،إذ أخضعهم لمجموعة من االجراءات والمقتضيات المعقدة متناسيا أن هؤالء الدائنين
أغلبهم أصحاب مقاوالت ،ينتظرون حل ول أجل ا االستيفاء الستعمال أموالهم ،للقيام بمشاريع معينة أو
الوفاء بها لمدينهم ،والمالحظ في هذا اإلطار أن الحماية القانونية لهذه الفئة ال ترقى إلى مستوى
التطلعات ،في حين أن هناك فئة من الدائنين أولى لها المشرع اهتماما خاصة وهي الفئة التي تنشا
ديونها بعد الحكم بفتح المسطرة وذلك بمنحها حق األسبقية في استيفاء دينها في تاريخ االستحقاق على
باقي الدائنين السابقين ،نظرا لمجازفتهم في تمويل المقاولة رغم علمهم بالصعوبات التي تمر منها
140
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثامية
المقاولة إال انه بالرغم من تمكينهم من هذا الحق ،فإننا نسجل أن موضوع حماية الدائنين جاء فيه نوع
من القصور بحيث أن نظام صعوبات المقاولة جاء لحماية المقاولة وإنقاذها ودعم استمراريتها ولو على
حساب الدائنين
141
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
العقوبات
المالحظ من خالل قراءة نصوص القانون الجديد ، 17.73أنه جاء بالعديد من العقوبات في مواجهة
مسيري المقاولة الفردية أو ذات الشكل الشركات الخاضعة لمسطرة المعالجة ،سواء كان هؤالء المسيرين
قانونيين أو فعلين يتقاضون أجر أم ال ،فالمشرع المغربي بموجب هذا القانون نجده قد حدد نوعين من
العقوبات إحداها ذات طابع مدني وتنقسم إلى عقوبات مالية وأخرى تتعلق بسقوط األهلية التجارية ،وفي
حين نجد العقوبات األخرى ذات طابع زجر ي تتعلق بالتفالس والجرائم األخرى.
ولعل أهم التعديالت التي جاء بها القانون الجديد رقم 17.73تلك المتعلقة بالتفالس والجرائم األخرى ،ذلك
أنه من خالل تفحص مقتضيات المادة 757من نفس القانون نجدها قد مددت العقاب بالتفالس إلى السنديك
في حالة التي يمتنع فيها هذا ا ألخير إذا تم استبداله ويمتنع عن تسليم المهام إلى السنديك الجديد وفق ما
تنص عليه الفقرة الثانية من المادة 677من نفس القانون.
جزاء التفالس رتبه المشرع أيضا على الدائن الذي يقوم بعد صدور الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية
القضائية أو التصفية القضائية بإبرام عق د أو عدة عقود تخوله امتيازات خاصة على حساب الدائنين اآلخرين
أو قام باستعمال أي من المعلومات المشار إليها في المادتين 612و 619من القانون رقم 17.73في أي
مسطرة أو دعوى أو أمام أي جهة كانت دون إدن مكتوب من المدين تم تمديد المسطرة إلى المسيرين في
حالة عدم أدا ئهم للمبالغ الناجمة عن نقص في باب األصول ،حيث عمل المشرع بموجب المادة 739من
القانون 17.73بتحديد المساطر القضائية التي تستوجب التمديد ،أال وهي مسطرة التصفية القضائية وذلك
بهدف تمكين دائني المقاولة من األموال التي قد يكونوا هؤالء المسيرين قد فوتوها على المقاولة.
كما يتم تمديد المسطرة لتشمل المسيرين الذين يرتكبون أحد األفعال المنصوص عليها في المادة 740من
القانون ، 17.73وذلك عن طريق تصرف في أموال المقاولة كما لو أنها كانت أموالهم الخاصة ،أو في
حالة قيامه بإبرام العقود التجارية ألجل مصلحة خاصة ،وذلك حث دريعة أو ستار الشركة قصد إخفاء
تصرفاته.
وفي الحالة التي يتم فيها استعمال أموال الشركة أو ائتمانها بشكل يتنافى مع مصالحها ألغراض شخصية،
وهو ما تضمنه قانون الشركات أو أيضا القانون الجنائي على مستوى جريمة إساءة استعمال أموال الشركة.
142
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
وكذلك في حالة تفضيل شركة على أخر ى لها مصالح مباشرة أو غير مباشرة ،وأيضا في حالة مواصلة
استغالل به عجز بصفة تعسفية لمصلحة خاصة من شأنه أن يؤدي إلى التوقف عن الدفع.
التصفية القضائية
كما هو معلوم أن المقاولة التي تعاني من صعوبات وتكون وضعيتها مختلة بشكل ال رجعة فيه ،يتم في
مواجهتها فتح مس اطر المعالجة من الصعوبات إما مسطرة التسوية القضائية إن كانت وضعيتها قابلة للتقويم
واإلصالح ومن تم تستعيد عافيتها وتواصل اإلنتاج وعملها بشكل طبيعي.
أن مسطرة التسوية القضائية تفشل ومن تم يتم تحويلها إلى مسطرة التصفية القضائية ،أو أنه منذ البداية
تكون وضعية ا لمقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه وأنه من الصعب بما كان أن يتم إخضاعها لمسطرة
التسوية القضائية ،ألنها تكون في غير صالح وال جدوى منها ،ومن تم يحكم بشكل مباشر بافتتاح مسطرة
التصفية القضائية في مواجهة المقاولة.
الحكم القاضي بالتصفية القضائية يعتبر بمثابة إعالن واضح عن عدم قدرة المقاولة على االستمرار ،فهو
ينبال عن اندثار هذه المقاولة ،وعن عدم قدرتها على استرجاع عافيتها ،ومن تم تكون المحكمة ملزمة
بالنطق بالتصفية القضائية كلما تأكد لها أن وضعية هذه المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه ،وأنه يستحيل
بما كان أن تسترجع وضعيتها الطبيعية التي كانت عليها من قبل.
سواء أتم ذلك من خالل وضع المحكمة يدها على الملف المتعلق بهذه المقاولة وتبوث حالة التوقف عن
الدفع طبقا للمادة 651من القانون 17.73دون المرور لمرحلة التشخيص أو التسوية القضائية ،أو خالل
مرحلة إعداد الحل أو كذلك بعد اعتمادها لمخطط التسوية القضائية وفشل تنفيذ التزامات المحددة بها ،أو
حتى في الحالة التي يتم إعداد المخطط اإلنقاذ ويستحيل اعتماده ،أو في الحالة التي تفشل مسطرة التسوية
القضائية.
المحكمة تقضي بفتح مسطرة التصفية القضائية إما تلقائيا أو بطلب من رئيس المقاولة ،أو الدائن أو النيابة
العامة ،إذا تبين لها أن وضعية هذه المقاولة مخل بشكل ال رجعة فيه ،كما أنها يحق للمحكمة أن تقضي
بافتتاح هذه المسطرة دون المرور بمرحلة المالحظة كما تقضي بذلك لسبب فسخ مخطط االستمرارية أو
اإلنقاذ ،إذا كانت وضعيتها مختلة بشكل ال رجعة فيه.
143
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
فعلى العكس من إجراءات الوقاية ومساطر المعالجة التي تهدف إلى اإلنقاذ أو تسوية المقاولة ،فإن مسطرة
التصفية القضائية ال تبحث عن تسوية المقاولة وال تبحث عن ضمان استمرارية نشاطها ،إنما تهدف فقط
إلى الحفاظ على أموال المقاولة وتصفيتها وتوزيعها على الدائن.
األمر الذي جعل المشرع المغربي يرتب العديد من اآلثار القانونية الناتجة عن الحكم القاضي بافتتاح
مسطرة التصفية القضائية ،وهذه االثار تتراوح بين ما هو ذو طابع مادي ،وما هو ذو طابع عقابي على
أن يتم قفل هذه المسطرة.
الحكم القاضي بإخضاع المقاولة المتوقفة عن الدفع إلى مسطرة التصفية القضائية ،يترتب عن ذلك أن
المدين يتخلى بقوة القانون عن إدارة أمواله والتصرف فيها ،هنا يحل محله السنديك الذي يكلف بتدبير أمور
المقاولة ،وهو ما أكدته المادة 651من القانون 17.73والتي جاء فيها بأن الحكم القاضي بالتصفية
القضائية يؤدي إلى تخلي المدين بقوة القانون عن تسيير أمواله والتصرف فيها بما فيها تلك التي امتلكها،
ويتولى السنديك ممارسة حقوق المدين.
هذه القاعدة الهدف منها إلى كبح جماح المدين عن التصرف في أمواله وأن المدين باعتباره هو السبب
الرئيسي الذي أدى بالمقاولة إلى الوضعية التي هي عليها نتيجة سوء تسييره وتدبيره لهذه المقاولة ،ومن
تم يتعين أال يستمر في هذه اإلدارة وهذا التسيير ألن من شأن ذلك أن يؤدي إلى اإلضرار بالمقاولة
وبالدائنين ومصالحهم.
ال حكم القاضي بالتصفية القضائية قد ينتت عنه تطبيق جزاءات مهمة وخطيرة في حق المدين باعتباره
رئيس المقاولة سواء كانت فردية أو جماعية ،شركة تجارية أو قد تسري هذه الجزاءات كذلك عن المسير
أو على المسيرين للمقاولة الخاضعة لمسطرة التصفية القضائية ،وتتراوح الجزاءات بين تحميل المسير
النقص الحاصل في األصول ،وتمديد المسطرة للمسيرين.
144
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
تحميل المسير النقص الحاصل في األصول
خالل نظر المحكمة في الدعوى المعروضة أمامها بخصوص التصفية القضائية للمقاولة ،إذا تبين لها أن
المسير أو المسيرين في الشركة قد أسهموا في تحقيق ننقص في باب أصولها ،أو تقرر تحميله كليا أو
جزئيا تضامن أم ال ،لكل المسيرين أو بعضهم ذلك النقص.
ارتكاب المسير لألخطاء في التسيير يؤدي إلى تحقيق نقص في األصول ومن تم يتعين تحميلهم كليا أو
جزئيا هذا النقص ،فع دم القيام بالتصريح بالتوقف عن الدفع رغم تكاثر الخسائر والنقص في األصول ،من
طرف رئيس المقاولة يؤدي إلى تأزيم وضعية المقاولة ،وأن االستمرار في التسيير بهذه الطريقة بكيفية
تعسفية يؤدي إلى ثبوت عجز ساهم في خلق وتضخيم خصوم المقاولة.
ونكون أمام نقص في أصول المقا ولة حينما يسجل فرق بين خصومها والتي تم تحقيقها وقبولها وبين
أصولها التي هي قيمة ممتلكاتها في حالة اعتماد مخطط التسوية أو حصيلة بيع األصول في حالة التصفية
القضائية ،ويمكن أن نشير إلى أن المبالغ التي تقضي بها المحكمة ويلزم المسيرين بها تدفع لفائدة الذمة
المالية للمقاولة وتوزع بالتناسب فيما بين الدائنين.
يتم تمديد مسطرة التصفية القضائية إلى المسيرين في حاالت معينة ،بحيث أن فتح مسطرة التصفية القضائية
في مواجهة المقاولة المتوقفة عن الدفع تؤدي إلى ترتيب قاعدة مهمة وهي تمديد المسطرة إلى المسيرين،
وذلك في حاالت معينة:
145
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
مسط محاسبة وهمية أو العمل على إخفاء وثائق محاسبية للشركة أو االمتناع عن مسك -
محاسبة موافقة للقواعد القانونية.
-المسط بكيفية واضحة لمحاسبة غير كاملة أو غير صحيحة.
-اختالس أو إخفاء كل األصول أو جزء منها أو الزيادة في الخصوم الشركة بكيفية تدليسية.
الحكم بسقوط األهلية التجارية للتاجر المتوقف عن الدفع ،إثر الحكم عليه بالتصفية القضائية يعتبر شكال
راقيا بالمقارنة مع ما كان عليه الوضع في السنوات السابقة ،حيث أن التاجر المحكوم بالتفالس ،يتعرض
لعقوبات بمثابة الموت ،يتم تطبيقه هنا فقط على الذمة المالية وبعض الحقوق الخاصة به.
المشرع المغربي حافظ على هذا اإلجراء الذي كان منصوصا عليه في الكتاب الخامس من مدونة التجارة،
فالمادتان 745و 747ألزمت المحكمة التجارية خالل نظرها في البت في وضعية مقاولة متوقفة عن
الدفع ،وفي جميع مراحل المسطرة من أجل النطق بالحكم أن تقضي بسقوط االهلية التجارية عن كل
شخص طبيعي تاجر أو حرفي ،وكذا عن كل شركة تجارية ذات نشاط اقتصادي ،كما يمكن أن نظيف إلى
ذلك كل مجموعة ذات نفع اقتصادي لها غرض تجاري.
كما أن للمحكمة أن تقضي بذات الحكم على كل مسير في شركة تجارية اقترف أحد األفعال المنصوص
عليها في المادة 747من القانون ،17.73ومن بين هذه األفعال:
.1ممارسة نشاط تجاري أو حرفي أو مهمة تسيير أو إدارة شركة تجارية خالفا لما نص عليه
القانون.
.2القيام بشراء قصد الب يع بثمن أقل من السعر الجاري ،أو استخدام وسائل مجحفة ألجل
الحصول على أموال وذلك بغية اجتناب افتتاح المسطرة أو تأخيرها.
.3القيام لحساب الغير ،ودون مقابل ،بالتزامات اكتست أهمية كبرى أثناء عقدها باعتبار
وضعية المقاولة.
.4إغفال القيام بتقديم طلب فتح م سطرة التسوية أو التصفية القضائية داخل أجل ثالثين يوما
من تاريخ التوقف عن الدفع.
.5القيام عن سوء نية بأداء ديون دائن على حساب الدائنين اآلخرين خالل فترة الريبة.
146
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
المالحظ أن قيام أحد المسيرين المشرفين على تسير مقاولة خاضعة لمسطرة التصفية القضائية أو التسوية
القضائية ،بأحد هذه األفعال يؤدي إي الحكم عليه بسقوط أهليته التجارية ،وهذا يعني حرمان هذا المسير
من مهام اإلدارة ومهام التدبير والتسيير ،وحتى مهام المراقبة التي كان يقوم بها على مستوى هذه المقاولة،
سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة لكل مقاولة تجارية ولكل شركة ذات نشاط اقتصادي.
والمثير لالنتباه أن سقوط االهلية التجارية يؤدي أيضا إلى الحرمان من ممارسة وظيفة عمومية انتخابية
كيف ما كان نوعها أو حجمها ،طبقا لما ورد في المادة 751من القانون .17.73
وحددت المادة 751مدة سقوط األهلية في 5سنوات ،ويمكن للمحكمة أن تأمر بالنفاذ المعجل لهذه العقوبة،
كما أن المسير المحكوم بسقوط االهلية التجارية ،يمكن أن يتقدم بطلب إلى المحكمة من أجل أن ترفع عنه
هذا السقوط ،سواء كان مليا أو جزئيا أو عدم أهلية ممارسة وظيفة عمومية إذا ما قدم مساهمة كافية ألداء
النقص الحاصل في األصول ،ويترتب عن ذلك صدور مقرر بالرفع الكامل لسقوط االهلية التجارية أو
عدم االهلية االنتخابية كرد اعتبار.
جرائم التفالس
جرائم التفالس في ظل الكتاب الخامس من مدونة التجارة وغن كان يحدد الجرائم المعتبرة في حكم هذا
التفالس ،فإن تنظيمه لهذه الجرائم لم يكن أمرا سلسا من الناحية التشريعية ،فهناك ارتباك على مستوى
التفالس بحيث بالرجوع إلى المواد المنظمة لجرائم التفالس البد أن نبدي بعض المالحظات ،فمدونة التجارة
سواء في الصيغة القديمة أو الصيغة الجديدة ،لم تقم بإلغاء الفصول المتابعة لنفس الجرائم التفالس مما شكل
ارتباكا طرح أمام العمل القضائي.
كما أن المادة 759من القانون ، 17.73أسندت االختصاص فيما يخص جرائم التفالس إلى القضاء
الزجري بالمحكمة االبتدائية ،وإن كان ذلك ال يتناقض مع مقتضيات المادة 5من القانون المحدث للمحاكم
التجارية ،فإنه ال يعقل أن تنظر المحكمة التجارية في كل ما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالمقاولة المتوقفة
عن الدفع.
جرائم التفالس هي لها عدة أنواع ،وحددت المادة 754األفعال التي يتابع من أجلها مرتكب جنحة التفالس،
وهم األشخاص المشار إليهم في المادة ،736واألفعال التي يدان بها هؤالء منها:
147
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
القيام بعملية شراء قصد البيع بثمن أقل من السعر الجاري ،أو اللجوء إلى وسائل مجحفة قصد -
الحصول على األموال بغية تجنب أو تأخير فتح مسطرة المعالجة.
-اختالس أو إخفاء كل أو جزء من أصول الدين.
-القيام بشكل تدليسي بالزيادة في خصوم المدين.
القيام بمسك حسابات وهمية أو إخفاء وثائق محاسبية للمقاولة أو شركة ،أو االمتناع عن مسك -
حسابات رفض أن القانون يفرض ذلك.
أيضا يعاقب المتفالس إلى جانب هذه األفعال بالحبس من سنة إلى 5سنوات وغرامة من 10أالف إلى
100ألف درهم ،أو احدى هاتين العقوبتين.
فإذا كانت التصفية القضائية ترتب آثار على مستوى العقوبات فهي لها آثار على بقية أطراف المقاولة،
سواء الدائنون أو مكري العقار.
الدائنون
يجب التمييز هنا بين الدائنين السابقة ديونهم لتاريخ الحكم بالتصفية القضائية وأولئك الدائنين الناشئة ديونهم
بعد الحكم بالتصفية.
الدائنين الذين نشأت ديونهم قبل الحكم بمسطرة التصفية القضائية :فإن ديونهم المؤجلة تصبح حالة ومستحقة
بمجرد الحكم بالتصفية القضائية ،لكن في نفس الوقت يمنع على هؤالء الدائنون التصرف بشكل منفرد،
القانون 17.73منح للسنديك الحق وحده في التصرف باسم الدائنين وفائدتهم مع مراعاة الحقوق المعترف
بها للمراقبين ولجمعية الدائنين.
ويسري على الدائنين نفس المنع المقرر في مرحلة إعداد مشروع مخطط االستمرارية ،وهذا يعني أن
الدائنين يمنع عليهم الم طالبة الفردية بديونهم ويترتب على ذلك أيضا منع التقييدات الجديدة ووقف سريان
الفوائد.
وضعية الدائنين في مرحلة إعداد إن كانت تتميز بسقوط األجل فإنه بعد الحكم بالتصفية القضائية تصبح
ديونه حالة ألن غاية التصفية هي تحقيق األصول وتصفية الخصوم ،خالل هذه المرحلة يحصل الدائنون
المتوفرون على امتياز ،أو على رهن رسمي أو حيازي وايضا الخزينة العامة على حق ممارسة إجراءات
148
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
المتابعة الفردية إذا لم يقم السنديك بتصفية األموال المثقلة داخل أجل 3أشهر من تاريخ صدور الحكم
القاضي بمسطرة التصفية القضائية ،شريطة أن يكون قد صرحوا بديونهم حتى ولو لم تقبل بعد ،ويعتبر
هذا االستثناء حماية لهم ومن تقاعس السنديك واهماله.
الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التصفية القضائية :المشرع نظرا العتبار المتعلق
بضمان استمرارية نشاط المقاولة ،خالل مرحلة فتح مسطرة التصفية القضائية جعل هذه الديون تستفيد من
امتياز الديون الالحقة طبقا للمادة ، 590بشأن الديون الالحقة لفتح مسطرة التصفية القضائية في إطار ما
يسمى باالستمرار المؤقت لنشاط المقاولة.
وهذا االمتياز ال يعتبر محابة أو تفضيال لهؤالء الدائنين و اضرارا بالدائنين االخرين ،وإنما هو فيه ضمان
لالستمرارية نشاط المقاولة في مرحلة التصفية القضائية ،ويتمتع هؤالء الدائنون بحق استحقاق ديونها
واستيفائها عند حلول أجلها كما يستفيدون من حق األولوية واألفضلية في استيفائها.
لذلك يتعين للمحكمة األذن باستمرار المؤقت لنشاط المقاولة الخاضعة للتصفية أن تستحضر باألساس
مصلحة الدائنين السابقين ،حتى ولو أن ذلك في صالح هؤالء.
مكري العقار الذي تمارس فيه المقاولة الخاضعة للتصفية القضائية نشاطها بأحكام خاصة ،بالرجوع إلى
المادة 656من القانون 17.73أسس تنظيم وضعية مكري العقار بالنظر إلى مصلحة المقاولة بشكل
أساسي ،وفي هذه الوضعية الحرجة فالحكم القاضي بالتصفية القضائية ال يؤدي بقوة القانون إلى فسخ عقد
كراء هذه العقارات المخصصة لنشاط المقاولة.
وهذا االستثناء من القاعدة هو استثناء يخدم مصلحة المقاولة ،المشرع هنا استحضر خصوصيات الكراء
التجاري للعقار المخصص لنشاط المقاولة الخاضعة للتصفية القضائية ،بحيث أن هذه األخيرة يكون قد
توالى لديها الحق في اإليجار وهو مال منقول معنوي قابل للتداول.وبالتالي يشكل احدى أصول المقاولة
والتي قد يكون أهمها إن اقتضى الحال.
لذلك فالسنديك وحده هو الذي له الحق أن يختار االستمرار في عقد الكراء طيلة المدة الكافية للتصفية أو
أن يعتمد التفويت حق هذا الكراء دون أن يكون للمكري حق االعتراض على هذا التفويت ،حيت أن المكري
149
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
ال يملك إال الحق باإلخبار بإجرائه ،والسنديك هو الجهة المخول لها القانون ممارسة حقوق المدين ،أيضا
له حق إنهاء العالقة الكرائية إذا تبين له أن ذلك فيه مصلحة للمقاولة وهي في طور التصفية القضائية.
من جهة أخرى يتم قفل عملية التصفية القضائية إذا لم يكن هناك مبرر لالستمرار فيها ،وذلك إما في حالة
عدم كفاية األصول لتغطية خصوم المقاولة ،أو في حالة عدم وجود الخصوم أو في حالة عدم كفاية األصول
لتغطية األصول ،أو في حالة عدم القدرة على السداد.
كما أنه يمكن إعادة فتح مسطرة التصفية القضائية وذلك بناء على طلب من كل ذي مصلحة وبموجب حكم
قضائي معلل ،كلما تبين أن هناك أصول لم يتم تحقيقها أو دعاوى لم تباشر لفائدة الدائنين من شأنها إعادة
تأسيس أصول المقاولة مثل دعوى استحقاق أو دعوى الفسخ البيع واسترجاع المبيع لعدم تنفيذ العقد.
طرق الطعن
من األمور التي عكف المشرع المغربي على تنظيمها ضمن القانون 17.73المتعلق بنظام معالجة
صعوبات المقاولة ،نجد مراجعة طرق الطعن من جهة ،وذلك بتحديد األشخاص الذين يحق لهم الطعن
باالستئناف مع تخويل النيابة العامة لهذا الحق تمارسه داخل 10أيام من تاريخ النطق بالحكم ،كما أنه تم
التنصيص صراحة على إمكانية وقف التنفيذ المعجل لألحكام الصادرة بالتصفية القضائية أو بالتفويت
الكامل وذلك بمقال مستقل يرفع إلى محكمة االستئناف ،كما تم التأكيد على عدم جواز الطعن بإعادة النظر
في األحكام الصادرة في إطار هذه المسطرة ،على أنه يتعين على محكمة االستئناف أن تبت فيه داخل
غرفة المشورة في أجل ال يتعدى 15يوما من تاريخ تقديم الطلب.
ومن المستجدات المتعلقة بطرق الطعن أيضا نجد المادة 762من القانون رقم 73.17قد حدد المقررات
القابلة للطعن باالستئناف وكذا الجهة المخول لها الطعن فيها ،على أن هذه المقررات إلى جانب المقررات
الصادرة في الطعن بتعرض الغير الخارج عن الخصومة ،فإنه يتم استئناف بتصريح لدى كتابة ضبط
المحكمة داخل أجل 10أيام ابتداء من تاريخ تبليغ المقرر القضائي دون ضرورة نشره في الجريدة الرسمية
كما كان في القانون السابق ما لم يوجد مقتضى قانوني مخالفا لذلك.
ومن تم فإن اآلجل في مواجهة السنديك والنيابة العامة تسري ابتداء من تاريخ النطق بالقرار وذلك في
األحوال التي يحق له الطعن فيها باالستئنا ف كما ال يجوز الطعن بإعادة النظر ضد األحكام واألوامر
والمقررات الصادرة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة.
150
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة
إن المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة من المستجدات التي أتى بها القانون رقم 73.17وذلك في
إطار رغبة المشرع في إخضاع المقاوالت التي تعاني صعوبات عابرة للحدود إلى المعالجة بهدف تقويم
وضعيتها ووضع حد لتفاقمها ،فهذه المساطر تهدف باألساس إلى توفير آليات لمعالجة الحاالت العابرة
للحدود لصعوبات المقاولة وذلك من خالل تسهيل تعاون المحاكم المغربية مع المحاكم األجنبية المعنية
بمساطر صعوبات المقاولة ،وتعزيز األمن القانوني والقضائي في مجاالت التجارة واالستثمار العابرة
للحدود ،وأيضا السهر على إدارة المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة ،وذلك باعتماد إدارة منصفة
وناجعة بالشكل الذي يحمي الدائنين واألطراف األخرى بما فيهم الدائنين وحماية وتثمين أصول الدين،
وأيضا العمل على تسهيل إنقاذ المقاوالت المتعثرة ماليا بما يوفر الحماية لالستثمار ويحافظ على فرص
الشغل.
المشرع المغربي حدد أوجه أو صور هذه المسطرة وذلك حسب طبيعة كل واحدة منها ،بحيث عمل على
تحديد مفهوم كل واحدة من هذه الصورة وذلك بموجب المادة 769من القانون ،73.17باإلضافة إلى
تحديد كيفية الولوج إلى المساطر الوطنية مع اإلشارة إلى أن المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة
ال تطبق مقتضياتها على المقاوالت التي تخضع لنظام خاص بمعالجة صعوبات المقاولة وفق مقتضيات
التشريع المغربي وذلك عمال بمبدأ سيادة القانون الوطني.
من جهة أخرى نجد أن المشرع المغربي قد اعترف بالمسطرة األجنبية في المساطر العابرة للحدود
لصعوبات المقاولة ،وهو ما يمكن اعتباره إقرارا على وجود المقاولة الخاضعة لهذه المسطرة في حالة
توقف عن الدفع إلى أن يثبت العكس ،مما يؤدي إلى وقف المتابعات الفردية واإلجراءات الفردية التي
يقيمها الدائنون مع غل يد المدين من التصرف في أمواله بأي وجه من أوجه التصرفات طبقا للمادة 785
من القانون رقم .73.17
األصل أن كل دولة تطبق قوانينها وأن محاكم الدولة تستمد اختصاصاتها من سيادة الدولة التي تحكم
باس مها ،إال أنه يوجد تعاون قضائي بين المحاكم يقتضي أن تمد محاكم كل دولة يد المساعدة لمحاكم دولة
أخرى لكي تقوم بتنفيذ مهمتها القضائية.
المساطر العابرة للحدود مظهر من مظاهر التعاون القضائي بين محاكم المملكة والمحاكم األجنبية ،وتعني،
كل اإلجراءات القضائية الواردة في قانون أجنبي والمطلوب تنفيذها في بلد آخر ،لها عالقة بمادة صعوبات
151
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
المقاولة ،وتتمحور حول عالقة الدائن بالمدين في المادة التجارية والتي تختص بالنظر فيها حصرا المحاكم
التجارية دون غيرها من الهيئات األخرى كالتحكيم والوساطة االتفاقية مثال.
فطبقا لهذا التعريف يعتبر تمديد آثار الحكم القاضي بفتح المسطرة لتشمل كافة أصول وأموال المدين أينما
وجدت ،وتسري على جميع الدائنين سواء أكانوا بالداخل أو الخارج ،أي أنها إجراءات تمتد إلى كل دولة
تملك فيها المقاولة المدينة أمواال ويتواجد دائنون.
المحاكم التجارية الوطنية تظل مخت صة بالنظر إلى المسطرة األجنبية المعروضة عليها والمفتوحة ببلد
أجنبي سواء كانت المسطرة قضائية أو إدارية بما فيها المساطر المؤقتة.
وفي هذا اإلطار ظهرت نظريتين على مستوى الفقه الفرنسي ،النظرية األولى :تقول بأن آثار أحكام
المساطر وتصفية األموال الجماعية ،تشمل سائر أموال المدين أينما وجدت في الداخل أو الخارج وسائر
الدائنين أينما وجدوا في الداخل أو الخارج.
في حين أن النظرية الثانية :تهدف إلى تركيز إقليمية تصفية األموال تماشيا مع قواعد القانون الدولي،
بمعنى أن آثار الحكم ال يشمل سوى األموال التي توجد داخل الدولة التي صدر فيها الحكم وباسمها.
وما يمكن التوقف عنده هو أن مساطر العابرة للحدود تطرح العديد من إشكاالت العملية في مقدمتها نوعية
العالقة بين قواعد القانون الدولي وقواعد القانون الداخلي في المادة التجارية المتعلقة بمساطر معالجة
صعوبات المقاولة ،وهنا ما يطرح إشكال تنازع القوانين.
مميزات المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة
هناك العديد من المميزات التي تتميز بها وتختص بها المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة ،هذه
المساطر تتميز بقواعد موضوعية ،وأخرى شكلية ،يمكن إجمالها فيما يلي:
الخطورة من حيث االثار القانوني :بحيث تظهر هذه الخطورة على مستوى اآلثار التي ترتبها المساطر
العابرة للحدود ،المتمثلة في االعتراف بالمسطرة األجنبية الرئيسية أمام محاكم الوطنية ،أو ما يتعلق
بالتنسيق بين قواعد المسطرة الوطنية واألجنبية في الدعوى الواحدة ،والتنسيق يخص فقط المساطر
األجنبية ،وال تنحصر هذه اآلثار فقط على المقاول المدين ،وإنما على باقي المؤسسات األخرى المرتبط
معها بموجب التزامات وعقود واتفاقات وذلك بحسب نوع المقاولة المدينة وبحجمها وطبيعة عالقاتها وتعدد
المتعاملين معها.
152
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
تنازع القوانين المسطرية المطلوبة في الدعوى :بحيث تظهر هذه الخاصية على مستوى التطبيق العملي
لقواعد المساطر العابرة للحدود على مستويين ،المستوى األول وهو مصلحة المدين األجنبي ،وهنا نكون
أمام تداخل بين مصالح المقاولة ومصلحة الدائنين واالجراء و المغاربة واألجانب والمؤسسات العمومية
ثم المصلحة االقتصادية العامة وآثارها االجتماعية والسياسية.
ذلك أن مصلحة المدين األجنبي تتأسس المساطر العابرة للحدود مراعاة لمسألة تداخل المصالح المرتبطة
بالمقاولة بحيث هناك مصلحة رئيس المقاولة ،مصلحة الذي ينوب عن الممثل األجنبي ،مصلحة المقاولة
في حد ذاتها ،مصلحة الدائنين واالجراء المغاربة واأل جانب أيضا ،ومصلحة السلطات العمومية ،مصلحة
الزبناء ...وهنا التداخل يقاس بمدى حجم االرتباط الحاصل بين مختلف المصالح المشار إليها في هذا
اإلطار.
كما أن هناك مصلحة اقتصادية عامة والتي تتعلق بالنظام العام االقتصادي للدولة والذي البد أن يتم احترام
أهدافه العامة ،وبالتالي فهنا يفترض تعاون قضائي بين المحاكم الوطنية واألجنبية لتفادي تأزيم المقاوالت
المدنية.
باإلضافة إلى ذلك يمكن أن نلمس من أهم المميزات الحماية الشمولية ،تهدف المساطر العابرة للحدود إلى
تجاوز الحماية التقليدية التي توفرها القوانين الداخلية ،في هذا الصدد وتركز على الحماية الموجهة على
الدائن ،ويتجاوزها أيضا إلى تحقيق غايات كبرى تتمثل في توفير ضمانات قانونية لحماية مصالح التجارة
الدولية وتسهيل إنقاذ المقاوالت المتعثرة ماليا والمحافظة على فرص الشغل وتحقيق التعاون القضائي بين
المحاكم المغربية والمحاكم األجنبية المعنية بمساطر صعوبات المقاولة.
شروط الولوج إلى مساطر العابرة للحدود
فإذا كانت هذه المميزات التي تتميز بها المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة ،فالمشرع بالمقابل حدد
شروط أساسية يتعين اتباعها لتطبيق المساطر العابرة للحدود:
يتم تقديم طلب مباشر من طرف الممثل األجنبي إلى محكمة المختصة داخل التراب المملكة ،ويعتبر ممثال
أجنبيا بموجب المادة 769من قانون 17.73كل شخص
خول المشرع المغربي بموجب المادة 776من القانون رقم 73. 17للممثل األجنبي بتقديم طلب مباشر
إلى المحكمة المختصة داخل تراب المملكة ،ويعتبر ممثال أجنبيا طبقا للمادة 769كل شخص أو هيئة
مأذون لهما في مسطرة أجنبية بإدارة أموال المدين وشؤونه عن طريق المعالجة أو التصفية أ والتصرف
153
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
كممثل لمسطرة أجنبية أن يتقدم بطلبه مباشرة إلى المحكمة المختصة داخل التراب الوطني من أجل افتتاح
إحدى مساطر معالجة صعوبات المقاولة طبقا ألحكام المادة 575وما يليها من مدونة التجارة المادة 778
من القانون السالف الذكر .وهذا دليل أن المشرع وسع من دائرة األشخاص الذين يحق لهم طلب افتتاح
مساطر المعالجة.
تقديم ممثل األجنبي لطلب افتتاح المسطرة ال يجعله و ال أصول المدين أ و أعماله التجارية األجنبية خاضعة
الختصاص محاكم المملكة إال في حدود الملتمسات الواردة في طلبه طبقا للمادة 77من القانون رقم 17
.73.
ممثل األجنبي له الحق في االستعانة بمحام خالل مسطرة المعالجة لكون هذه األخيرة كتابية وتتسم بالصعوبة
والتعقيد.
االختص اص النوعي والمحلي ينعقد لمحاكم المملكة فيما يخص أصول المدين أو أعماله التجارية األجنبية
وكذا وضعية الممثل األجنبي في حدود الطلبات التي تقدم بها مثل األجنبي.
المساواة بين الدائنين القاطنين في بلد أجنبي أو القاطنين داخل تراب المملكة في جميع حقوق التقاضي فيما
يتعلق بممارسة اإلجراءات المسطرية لسير الدعوى أمام المحاكم التجارية بالمملكة.
فيما يتعلق بالتبليغ ،فإنه تم اعتماد نفس الوسائل المعمول بها ،ما لم يتبين للمحكمة ضرورة اعتماد وسيلة
أخرى لإلشعار.
الدائنون القاطنون في بلد أجنبي منحهم المشرع المغربي نفس حقوق الدائنين القاطنين بالمغرب بما في
ذلك حق األولوية في استيفاء الديون ويخضعون لنفس مسطرة التصريح بالديون.
في إطار تسهيل تعاون المحاكم المغربية مع نظيرتها األجنبية أقر المشرع المغربي بموجب المادة 781
و 782من القانون رقم 73 – 17للمثل األجنبي بإمكانية تقديمه إلى المحكمة التجارية طلب االعتراف
بمسطرة أجنبية لصعوبات المقاولة.
االعتراف بالمسطرة األجنبية
في إطار تسهيل تعاون المحاكم المغربية مع نظيرتها األجنبية ،أقر المشرع المغربي بموجب المادة 781
و 782من القانون رقم 17.73للممثل األجنبي بإمكانية تقديمه إلى المحكمة التجارية طلب االعتراف
بمسطرة أجنبية لصعوبات المقاولة ،إما بوصفها مسطرة أجنبية أو غير رئيسية ،فالمحكمة التجارية لها
154
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
الصالحية في تقدير مسألة االعتراف بالمسطرة األجنبية من عدمها ،كما يحق لها اتخاذ تدابير معينة لحماية
أصول المقاولة وحماية الدائنين كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،وذلك منذ تاريخ تقديم الطلب على غاية
البت فيه.
المادة 781من القانون السالف الذكر ألزمت المحكمة أن تبت في طلب االعتراف بالمسطرة األجنبية في
أقرب اآلجال.
الممثل األجنبي يتعين عليه أن يبلغ المحكمة على الفور بأي تغيير جوهري في المسطرة األجنبية أو تعيينه
كممثل لها طبقا للمادة 783من مدونة التجارة ،كما يمكنه أن يتقدم إلى رئيس المحكمة المختصة بطلب
يرمي إلى اتخاذ تدابير معينة لحماية أصول المقاولة أو مصالح الدائنين طبقا لما جاء في المادة 784من
مدونة التجارة.
الممثل األجنبي يعتبر بمثابة مصدر للمعلومات من خالل األبحاث والتحريات الضرورية.
نظرا لكون مساطر معالجة صعوبات المقاولة ترتبط بالنظام العام االقتصادي والسياسي واالجتماعي وما
يفرض الحفاظ عليه ،فإنه قد يتم اآلخذ المطلق أحيانا بالقانون الداخلي السيما في حالة وجود تنازع القوانين،
خصوصا في الحالة التي يكون في ها تطبيق مسطرتين متعلقتين بنفس المدين مفتوحتين ضده في آن واحد
داخل المغرب وخارجه ،إذ اكتفى المشرع في هذا الصدد بإعمال مبدأ حسن النية في اختيار القانون الواجب
التطبيق وذلك بموجب المادة 774من القانون 17.73متى ثبت أنه مخالف للنظام العام المادة .773
التعاون مع المحاكم األجنبية والممثلين األجانب
لتحقيق األهداف المسطرة بمقتضى المادة 768من مدونة التجارة يتعين على المحكمة التعاون مع المحاكم
األجنبية والممثلين األجانب إما مباشرة أو بواسطة السنديك ،ويمكن لها على الخصوص االتصال مباشرة
أو بواسطة السنديك بالمحاكم المذكورة لطلب المعلومات أو المساعدة.
وضع المشرع رهن إشارة المحاكم التجارية آلية وتقنية قصد المساعدة على البت في طلبات االعتراف
بالمسطرة األجنبية ،وهذه التقنية هي تقنية التنسيق بين المسطرة الوطنية واألجنبية والتي تفيد أنه بعد
االعتراف بمسطرة أجنبية رئيسية ال ي جوز تطبيق مساطر المعالجة وفق التشريع المغربي إال في حالة
توفر المدين على أموال داخل تراب المملكة.
155
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
تزاحم المساطر
أقرا القانون الجديد رقم 17.73فيما يتعلق بتزاحم المساطر مجموعة من الحلول القانونية سواء فيما يخص
فتح مساطر جديدة وذلك بعد االعتراف بمسطرة أجنبي ة رئيسية في حالة ما إذا توفر المدين على أموال
داخل التراب الوطني ،وتقتصر هذه المسطرة على أصول المدين الكائنة داخل التراب الوطني مع إمكانية
تمديد آثار هذه المسطرة لكي تشمل حتى أصول المدين األخرى في إطار التعاون والتنسيق بين المحاكم
مع إدارة هذه األصول في نطاق هذه المسطرة بموجب المادة 791من القانون رقم ،17.73أو في حالة
تزاحم المساطر بخصوص نفس المدين.
في حالة تزاحم المسطرة األجنبية والمسطرة الوطنية تعتمد المحكمة على المبادئ التالية:
-إصدار المحكمة أمرا بصفة مؤقتة يقض ي بوقف أو منع المطالبات القضائية واإلجراءات
التنفيذية على أصول المدين ،وإسناد مهمة إدارة وتحقيق كل أو بعض أصول المدين إلى
الممثل األجنبي أو سنديك معين من طرف المحكمة المكلفة باتخاذ التدابير المفيدة ،كما
يحق لها منع المدين من القيام بأي تصرف ناقل للملكية على أمواله.
عند االعتراف بالمسطرة األجنبية الرئيسية يتعين على المحكمة تعديل أو إنهاء الوقف -
أو المنع الوارد في المادة أعاله بالشكل الذي يتفق مع المسطرة التي سيتم فتحها مستقبال.
مراعاة المحكمة لمقتضيات التنسيق حتى في حالة االعتراف بمسطرتين أجنبيتين غير -
رئيسيتين ،وذلك عند اتخاذ أو تعديل أو إنهاء التدابير المشار إليها أعاله.
وإلى هنا نكون قد أنهينا المحاضرات المتعلقة بمادة مساطر معالجة صعوبات المقاولة أتمنى لكم
التوفيق والنجاح إنشاء الرحمان
156
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
تقديم 1 ................................................. ................................ ................................ ................................
دوافع التعديل التشريعي 3 ........................... ................................ ................................ ................................
المستجدات 4 .......................................... ................................ ................................ ................................
معالجة أهم المستجدات التي أتى بها القانون رقم 17.73المتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة 6 ...................................
إعادة هيكلة وتأهيل مساطر الوقاية من الصعوبات 17 ......................... ................................ ................................
على مستوى الوقاية الداخلية 18 ...................................................................................
على مستوى الوقاية الخارجية 21 .................................................................................
الوكيل الخاص 24 .................................... ................................ ................................ ................................
المصالحة 25 ......................................... ................................ ................................ ................................
شروط إعمال آلية المصالحة 26 ................................................... ................................ ................................
تعيين المصالح 27 ................................... ................................ ................................ ................................
مهام المصالح 28 .................................... ................................ ................................ ................................
آثار المصالحة 29 .................................... ................................ ................................ ................................
مسطرة اإلنقاذ 31 ....................................................................................................
أهداف مسطرة اإلنقاذ 34 ........................... ................................ ................................ ................................
شروط مسطرة اإلنقاذ وإجراءاتها 35 ............................................. ................................ ................................
مشروع مخطط اإلنقاذ 37 ........................... ................................ ................................ ................................
اآلثار المترتبة عن مسطرة اإلنقاذ 39 ............................................. ................................ ................................
الطعن في الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ 42 ................................ ................................ ................................
مسطرة التسوية القضائية 45 .......................................................................................
األشخاص المخاطبين بمساطر معالجة صعوبات المقاولة 46 .................................................. ................................
تحديد مفهوم التوقف عن الدفع 50 ................................................ ................................ ................................
األشخاص الذي يحق لهم طلب افتتاح مسطرة التسوية القضائية 54 ......................................... ................................
أوال :رئيس المقاولة بناء على طلب 54 ...................................... ................................ ................................
ثانيا :أحد الدائنين بواسطة مقال افتتاحي للدعوى 55 ...................... ................................ ................................
ثالثا :المحكمة التجارية بصفة تلقائية 57 ..................................... ................................ ................................
رابعا :النيابة العامة 58 .......................... ................................ ................................ ................................
إجراءات الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية ومضمونه 60 ...................................... ................................
إجراءات تتعلق بالحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة60 ............................................. ................................ .
مضمون الحكم القاضي بافتتاح مسطرة المعالجة 61 ........................ ................................ ................................
إشهار الحكم القضائي بافتتاح مسطرة المعالجة 65 ............................. ................................ ................................
على مستوى استغالل المقاولة 68 ................................................. ................................ ................................
مصير العقود الجارية التنفيذ وتمويل المقاولة 69 ............................... ................................ ................................
جمعية الدائنين 72 ....................................................................................................
157
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
المقاوالت المشمولة بتأسيس جمعية الدائنين 74 ................................ ................................ ................................
تأليف جمعية الدائنين وطرق انعقادها 76 ......................................... ................................ ................................
السنديك رئيسا76 .............................. ................................ ................................ ................................ :
رئيس المقاولة77 .............................. ................................ ................................ ................................ :
الدائنين المسجلين في قائمة الديون المصرح بها لدى السنديك78 ...................................... ................................ :
الدائنون التي أدرجت مقررات قبل ديونهم في القائمة المنصوص عليها في المادة 78 ......................................... :732
انعقاد جمعية الدائنين 79 ............................ ................................ ................................ ................................
آليات تعزيز عمل جمعية الدائنين 80 .............................................. ................................ ................................
الصالحيات واالدوار المنوطة بجمعية الدائنين81 ......................... ................................ ................................ :
تجليات الحكامة على مستوى تنظيم جمعية الدائنين83 ................................................... ................................ :
مآل مساطر معالجة صعوبات المقاولة 86 ........................................................................
اختيار الحل األنسب للمقاولة 86 ................................................... ................................ ................................
التسوية القضائية 87 ............................ ................................ ................................ ................................
مخطط االستمرارية 89 .......................... ................................ ................................ ................................
األثار أو النتائج المترتبة عن مخطط االستمرارية 89 ....................... ................................ ................................
مخطط تفويت المقاولة 94 .......................... ................................ ................................ ................................
الشروط الموضوعية 96 ........................ ................................ ................................ ................................
الشروط الشكلية 96 .............................. ................................ ................................ ................................
الحكم الفاصل في العروض 97 ................................................. ................................ ................................
القواعد المشتركة لمساطر اإلنقاذ والتسوية والتصفية القضائية 102 ........................................
أجهزة المسطرة 102 ................................ ................................ ................................ ................................
القاضي المنتدب 104 ................................ ................................ ................................ ................................
السنديك 108 ......................................... ................................ ................................ ................................
وقف المتابعات الفردية 116 ........................ ................................ ................................ ................................
التصريح بالديون 119 .............................. ................................ ................................ ................................
مسطرة تحقيق الديون 125 ......................... ................................ ................................ ................................
اقتراحات السنديك 126 ............................. ................................ ................................ ................................
مقررات القاضي المنتدب 127 ..................... ................................ ................................ ................................
وضعية الدائنين في مساطر صعوبات المقاولة 129 .............................................................
الدائنون الناشئة ديونهم قبل الحكم بفتح مسطرة المعالجة 129 ............................................... ................................
مسطرة التصريح بالديون 129 ................................................. ................................ ................................
مسطرة تحقيق الديون 132 ..................... ................................ ................................ ................................
إجراءات المسطرة 132 ......................... ................................ ................................ ................................
المنازعة في الدين والطعن في مقررات القاضي المنتدب 133 ............................................ ................................
158
ل
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا محاضرة الثاسعة
استشارة الدائنين وجمعية الدائنين 134 ...................................... ................................ ................................
الدائنين الناشئة ديونهم بعد الحكم بفتح مسطرة المعالجة 135 ................................................ ................................
مضمون حق االمتياز 136 ...................... ................................ ................................ ................................
شروط االستفادة من حق االمتياز 136 ............................................ ................................ ................................
حدود حق األسبقية 139 ........................ ................................ ................................ ................................
العقوبات 142 .........................................................................................................
التصفية القضائية 143 ..............................................................................................
اآلثار المترتبة عن التصفية القضائية 144 ....................................... ................................ ................................
على مستوى الجزاءات 144 ....................... ................................ ................................ ................................
اآلثار ذات الصبغة القانونية 144 .............................................. ................................ ................................
اآلثار ذات الطابع المالي 144 .................................................. ................................ ................................
تحميل المسير النقص الحاصل في األصول 145 ............................. ................................ ................................
تمديد المسطرة إلى المسيرين 145 ............................................ ................................ ................................
الحكم بسقوط األهلية التجارية 146 ........................................... ................................ ................................
جرائم التفالس 147 .............................. ................................ ................................ ................................
بالنسبة لبقية أطراف المقاولة 148 ............................................... ................................ ................................
الدائنون 148 ..................................... ................................ ................................ ................................
مكري العقار المخصص لنشاط المقاولة 149 ................................ ................................ ................................
طرق الطعن 150 .....................................................................................................
المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة 151 ................................................................
مميزات المساطر العابرة للحدود لصعوبات المقاولة 152 ...................... ................................ ................................
شروط الولوج إلى مساطر العابرة للحدود 153 .................................. ................................ ................................
االعتراف بالمسطرة األجنبية 154 ................................................. ................................ ................................
التعاون مع المحاكم األجنبية والممثلين األجانب 155 ........................... ................................ ................................
تزاحم المساطر 156 ................................. ................................ ................................ ................................
159