You are on page 1of 35

‫جذع مشترك ماستر‪:‬‬

‫مجزوءة‪ :‬حماية المستهلك‬


‫العقار والتعمير‬
‫قانون وعمليات البنوك التشاركية‬
‫القانون والمقاولة‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫تسوية منازعات عقود االستهالك‬

‫تحت إشراف األستاذ ‪:‬‬


‫من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫ذ‪.‬‬
‫‪ -‬حمزة قنديل‬
‫‪ -‬رضى شقدي‬
‫‪ -‬يونس الودغيري‬
‫‪ -‬رشيد ملوكي‬
‫‪ -‬لحسن خباوي‬
‫‪ -‬حسن حوشي‬

‫السنة ‪1‬الجامعية‬
‫‪2021/2020‬‬
‫الئحة المختصرات‬

‫الطبعة‬ ‫ط‬

‫مطبعة‬ ‫مط‬

‫مرجع سابق‬ ‫مس‬

‫قانون االلتزامات والعقود‬ ‫قلع‬

‫قانون المسطرة المدنية‬ ‫قمم‬

‫قانون حماية المستهلك‬ ‫قحم‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن األهمية التي أصبحت توليها التشريعات الحديثة لظاهرة االستهالك‪ ،‬أدركت ضرورة‬
‫توفير الحماية الالزمة للمستهلك من أجل تشجيعه على المساهمة في التنمية االقتصادية أخذا‬
‫بعين االعتبار مركزه التعاقدي وحجم االلتزامات التعاقدية المفروضة عليه من طرف‬
‫المهني‪.1‬‬
‫ومما ال يدع مجاال للشك فإن حماية المستهلك باعتباره الطرف الضعيف في عالقته مع‬
‫المرود كما كان لزاما إيجاد قواعد قانونية تحدد كيفيات تسوية منازعات عقود االستهالك‬
‫وذلك بغية إقرار نوع من التوازن بين مصلحتي المستهلك والمورد وتتم تسوية المنازعات‬
‫االستهالكية إما من خالل قضاء الدولة "القضاء الرسمي" وإما من خالل الوسائل الموازية‬
‫لحل المنازعات وذبك كله من أجل تحقيق األمن القضائي باعتباره الغاية االولى واألخيرة‬
‫التي يسعى إلى تحقيقها المشرع المغربي من مختلف النصوص القانونية ذات الصلة‪.‬‬
‫وال يستقيم الحديث عن موضوع وسائل تسوية منازعات عقود االستهالك دون الغوص في‬
‫السياقات التاريخية والمحطات التي مر منها الموضوع‪ ،‬فالعالقات بين المورد أو المهني‬
‫والمستهلك كانت تخضع لقانون االلتزامات والعقود والنزاعات التي كانت تنشأ في هذا‬
‫اإلطار يفصل فيها طبقا للقواعد للتقاضي دون منح أي امتياز للمستهلك‪ .‬وبفعل التحوالت‬
‫االقتصادية واالجتماعية وتنامي عمليات وتغير أنماطها‪ ،‬فرض على المشرع إيجاد قانون‬
‫لحماية المستهلك وهو ما تم بإصدار القانون ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير حماية المستهلك‬
‫الذي حاول المشرع من خالله إعادة التوازن العقدي وتعزيز مكانة المستهلك في العالقة‬
‫التعاقدية خاصة في الحالة التي تنشأ فيها نزاعات بخصوص عقود االستهالك كحيث مكن‬
‫المشرع المستهلك من سلوك مسطرة التقاضي أمام القضاء الرسمي كما يمكن أيضا اتباع‬
‫الوسائل الموازية لحل النزاعات طبقا للقانون ‪ 08.05‬وما يصبغ ذلك من خصوصيات‪.‬‬
‫ويكتسي هذا الموضوع أهمية بالغة إن على المستوى النظري وتتجسد في ندرة الكتابات‬
‫وقلة األعمال التي همته‪ ،‬أما على المستوى العملي فتتجلي في مواكبة النصوص القانونية‬
‫المنظمة للفصل في المنازعات االستهالكية للتطورات االجتماعية خاصة أمام الثورة‬
‫التكنولوجية‪ ،‬وكذا من خالل رصد خصوصيات البت في هذه المنازعات سواء أمام القضاء‬
‫العادي أو الموازي‪.‬‬
‫ويثير هذا الموضوع مجموعة من المشاكل والتساؤالت‪:‬‬

‫‪1‬نورالدين الرحالي‪ ،‬التطبيقات العملية الحديثة في قضايا االستهالك‪ ،‬مكتبة الرشاد سطات‪ ،‬ص‪.5:‬‬

‫‪3‬‬
‫• ماهي الضمانات القانونية التي أوردها المشرع حماية للمستهلك سواء أمام القضاء الرسمي‬
‫أو أمام القضاء المكمل؟‬
‫• ما هي خصوصيات الوساطة والتحكيم في تسوية منازعات عقود االستهالك؟‬
‫• ما مدى كفاية النصوص اإلجرائية المتبعة لتسوية منازعات عقود االستهالك في توفير‬
‫الحماية االزمة للمستهلك؟‬
‫وتتبلور عن هذه التساؤالت إشكالية محوية‪ :‬ما مدى نجاح المشرع من خالل المزاوجة بين‬
‫الوسائل الرسمية والوسائل الموازية لتسوية منازعات عقود االستهالك في تحقي األمن‬
‫القضائي وحماية حقوق المستهلك؟‬
‫وكإجابة عن اإلشكالية يمكن القول أمن المشرع استهدف من وراء المزاوجة بين الوسائل‬
‫المتبعة للفصل في المنازعات تمكين المستهلك من جهة ممارسة حقه في اختيار الجهة التي‬
‫يمكن أن تفصل في النزاع ومن جهة أخرى توفير المرونة االزمة التي تتماشى والعقود‬
‫االستهالكية‪.‬‬
‫وكفرضية لهذ الموضوع يبدو أن المقتضيات القانونية التي نظم من خاللها المشرع وسائل‬
‫تسوية منازعات عقود االستهالك غير كافية لتحقيق الحماية المرجوة من ورائها‪.‬‬
‫ولتحليل هذا الموضوع واإلجابة التساؤالت التي يطرحها سيتم تقسيمه إلى‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التسوية القضائية لمنازعات عقود االستهالك‬
‫ثانيا‪ :‬التسوية الودية لمنازعات عقود االستهالك‬

‫‪4‬‬
‫أوال‪ :‬التسوية القضائية لمنازعات عقود االستهالك‬
‫إذا كان المشرع قد وضع عراقيل حقيقية أمام جمعيات حماية المستهلك في طريق دفاعها‬
‫عن هذا األخير‪ ،‬إال أنه ال يمكن إغفال الحديث عن دورها في الدفاع عن المستهلك أمام‬
‫القضاء (ب)‪ ،‬لكن قبل ذلك سيتم الوقوف على بعض المقتضيات المتعلقة بالتسوية القضائية‬
‫لنزاعات االستهالك الفردية (أ)‪ ،‬دون نسيان في األخير تناول بعض األليات الحمائية‬
‫للمستهلك من طرف القضاء (ج)‪.‬‬
‫أ‪ -‬التسوية القضائية لنزاعات االستهالك الفردية‬
‫سيتم التطرق في هذه الفقرة للمحكمة المختصة بالبت في نزاعات االستهالك (‪ ،)1‬إلى‬
‫جانب بعض القواعد المسطرية لتسوية نزاعات االستهالك (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬المحكمة المختصة بالبت في نزاعات االستهالك‬
‫في إطار الحديث عن االختصاص‪ ،‬سيتم التمييز بين االختصاص النوعي (‪)1-1‬‬
‫واالختصاص المحلي (‪.)2-1‬‬
‫‪ -1-1‬االختصاص النوعي‬
‫بالرجوع للفقرة األولى من المادة ‪ 202‬من قانون تدابير حماية المستهلك‪ ،‬والتي طرأ عليها‬
‫تغيير مهم بموجب القانون رقم ‪ 78.02‬الصادر ‪ ،2020‬بحيث تنص على أنه "في حال‬
‫نزاع بين المورد والمستهلك‪ ،‬ورغم وجود أي شرط مخالف‪ ،‬فإن االختصاص القضائي‬
‫النوعي ينعقد حصريا للمحكمة االبتدائية"‪ .‬وبذلك ومن خالل هذا التعديل يكون المشرع قد‬
‫وضع حد للفراغ الذي كان قد تركه في السابق‪ ،‬بحيث كان الوقوف عند مقتضيات ق ح م‬
‫المغربي رقم ‪ 31.08‬ال يسعف في تحديد المحكمة المختصة نوعيا في نزاعات االستهالك‬
‫كون المشرع المغربي لم يراعي خصوصيات نزاعات االستهالك التي تقتضي وضع قواعد‬
‫قانونية كفيلة بحماية المستهلك‪.2‬‬
‫وما يالحظ في هذا اإلطار‪ ،‬االنسجام بين المادة ‪ 18‬من ق ح م التي منعت بشكل قطعي‬
‫اسناد االختصاص فيما يتعلق بالبيوعات خارج المحالت التجارية‪ ،‬والمادة ‪ 202‬التي‬
‫حددت االختصاص النوعي‪.‬‬
‫‪ -2-1‬االختصاص المحلي‬
‫طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 202‬من ق ح م فإنه "تعتبر المحكمة المختصة مكانيا‪ ،‬محكمة‬
‫موطن أو محل إقامة المستهلك أو محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل المتسبب في الضرر‬
‫باختيار هذا األخير"‪ .‬فأصبح االختصاص المحلي ينعقد لمحكمة موطن أو إقامة المستهلك‬
‫وما يالحظ على هذه النصوص أنها جاءت لحماية المستهلك فبعد أن كانت القواعد المتعلقة‬

‫‪2‬المهدي العزوزي‪ ،‬تسوية نزاعات االستهالك‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط ‪ 2013 ،‬ص‪.28:‬‬

‫‪5‬‬
‫باالختصاص المحلي تنص على صيغة المدعى عليه لتحديد المحكمة المختصة محليا‪ ،‬جاء‬
‫ق ح م لينص على كون االختصاص يرجع لمحكمة موطن أو إقامة "المستهلك" أو‬
‫"المقترض" سواء كان مدعيا أو مدعى عليه‪.‬‬
‫جاءت بصيغة عامة قابلة للتطبيق على كافة أنواع النزاعات المتعلقة بقانون حماية‬
‫المستهلك‪ ،‬سواء أكانت ذات بعد مدني‪ ،‬مختلط‪ ،‬إداري‪ ،‬وبغض النظر عن المحكمة‬
‫المختصة في النزاع‪ ،‬على اعتبار أنها قواعد جاءت عامة في نص خاص يقدم على النص‬
‫العام‪.3‬‬
‫تهدف إلى معالجة إحدى أهم اإلشكاالت المطروحة على المحاكم المغربية واألجنبية والتي‬
‫لطالما تركت معالجتها لنظرية البنود التعسفية‪ ،‬غير أن التساؤل الذي يطرح نفسه بهذا‬
‫الصوص فإنه يتمحور باألساس حول ما إذا كانت قواعد االختصاص المحلي هاته تعد من‬
‫خلفيات النظام العام‪.‬‬
‫إن صياغة المادة ‪ 111‬من ق ح م جاءت بصيغة الوجوب "يجب" مما يدل على كون االمر‬
‫يتعلق بقاعدة آمرة وليست مملة تراعي المصلحة العامة على المصلحة الفردية‪ ،‬وهو ما‬
‫يؤكده المشرع المغربي في المادة ‪ 151‬من قانون حماية المستهلك عندما أقر صراحة بأن‬
‫مقتضيات المادة ‪ 111‬من النظام العام‪ ،‬غير أن صياغة مقتضيات المادة ‪ 202‬لم تكن بنفس‬
‫الوضوح والدقة التي كانت عليها صياغة المادة ‪ 111‬فيما يتعلق بالوجوب من عدمه‪ ،‬وإن‬
‫كانت تدل على قاعدة آمرة هي األخرى‪ ،‬وهو ما يتضح من خالل الصياغة "في حالة نزاع‬
‫بين المورد والمستهلك‪ ،‬ورغم وجود أي شرط مخالف‪.4‬‬
‫‪ -2‬القواعد المسطرية لتسوية نزاعات االستهالك‬
‫في إطار الحديث عن هذه الفقرة‪ ،‬سيتم الوقوف على اإلثبات في نزاعات االستهالك (‪-2‬‬
‫‪ ،)1‬القادم في نزاعات االستهالك (‪ )2-2‬ثم حول قواعد التبليغ في نزاعات االستهالك (‪-2‬‬
‫‪.)3‬‬
‫‪ -1-2‬االثبات في نزاعات االستهالك‪:‬‬
‫إن قواعد االثبات تعد إحدى أهم القواعد المسطرية الجوهرية التي من شأنها المساهمة في‬
‫تحقيق حماية فعالة للمستهلك‪ ،‬لذلك سيتم التطرق لنقطتين أساسيتين في هذا اإلطار‪.‬‬
‫❖ عبئ االثبات في نزاعات االستهالك‪:‬‬
‫تشكل طرق االثبات وقواعده أهم العوائق التي تواجه المستهلك عند وقوفه أمام القضاء‬
‫مدعيا أو مدعى عليه‪ ،‬فمتى كان مدعيا كان ملزما بإثبات دعواه‪ ،‬وهو أمر قد يكون في‬

‫‪3‬أنس المدن‪ ،‬التدخل القضائي في المادة االستهالكية‪ ،‬مقال منشور على الموقع االلكتروني ‪ COM.MAROC2DROIT.WWW‬تم االطالع عليه‬
‫بتاريخ ‪ 30‬ماي ‪ 2021‬على الساعة ‪.19:30‬‬
‫‪4‬أنس المدن‪،‬التدخل القضائي في المادة االستهالكية‪ ،‬م س‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫غاية الصعوبة خاصة وأن المستهلك يتعامل مع شخص محترف غالبا ما يحرص على أال‬
‫يترك بين يد ي المستهلك أي دليل يمكنه الرجوع إليه‪ ،‬لذا يكون من الصعب على المستهلك‬
‫أن يثبت تعيب إرادته‪ ،‬أثناء التعاقد كما هو الشأن حينما يقف المستهلك في موقع المدعي فإن‬
‫الصورة تكون معكوسة تماما حينما يقف المستهلك في موقع المدعى عليه‪ ،‬ذلك أنه يكون‬
‫في مواجهة شخص محترف يحرص على حماية حقوقه عن طريق الحرص على اثباتها‬
‫والحصول على وسائل إثباتها هنا يجد المستهلك نفسه مطالبا بإثبات العكس كما هو الحال‬
‫بالنسبة لفواتير الهاتف مثال وفواتير استهالك مادتي الماء والكهرباء‪.5‬‬
‫غير أنه وأمام الصعوبات التي يواجهها المستهلك في إثبات بعض الحاالت‪ ،‬تدخل المشرع‬
‫المغربي من خالل ق ح م لينص على بعض االستثناءات التي من خاللها تم قلب عبء‬
‫االثبات بجعله على المهني سواء أكان مدعيا أو مدعى عليه وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬الشروط التعسفية‪ :‬إذ نص المشرع المغربي في المادة ‪ 18‬من ق ح م في فقرتها‬
‫األخيرة على أنه "في حالة وقوع نزاع حول عقد يتضمن شرطا تعسفيا يجب على‬
‫المورد اإلدالء بما يثبت الطابع غبر التعسفي للشرط موضوع النزاع نظرا لتعلق‬
‫المعامالت في الغالب بمسائل تقنية يصعب توفر الوسائل التي من خاللها يمكن‬
‫للمستهلك أن يثبت تعسفية الشرط المتضمن في العقد‪ ،‬وفي نفس السياق فإن المشرع‬
‫المغربي من خالل ق ح م قد نص بمقتضى المادة ‪ 20‬منه على أنه "تعتبر أحكام‬
‫هذا الباب من النظام العام" ال يمكن مخالفتها باتفاقات األفراد ‪ ،‬كما يجب على‬
‫القاضي إثارتها تلقائيا حماية لمصالح الطرف الضعيف الذي هو المستهلك في هذه‬
‫النزاعات‪ ،‬وهو ما من شأنه تعزيز الحما ية المخولة للمستهلك بغية ضمان تسوية‬
‫منصفة لنزاعات االستهالك التي تتسم بوجود أطراف غير متكافئة‪.6‬‬
‫‪ -2‬العقود عن بعد‪ :‬نفس المقتضى جاء به المشرع المغربي في المادة ‪ 34‬من ق ح م‬
‫والمتعلق بالعقود عن بعد والذي على أنه "في حالة حدوث نزاع بين المورد‬
‫والمستهلك‪ ،‬يقع عبء اإلثبات على المورد خاصة فيما يتعلق بالتقديم المسبق‬
‫للمعلومات المنصوص عليها في المادة ‪ 29‬وتأكيدها واحترام اآلجال وكذا قبول‬
‫المستهلك يعتبر كل اتفاق مخالف باطال وعديم األثر" وفي نفس السياق نجد بأن‬
‫المشرع أكد من خالل مقتضيات لمادة ‪ 44‬من نفس القانون على كون المادة السابقة‬
‫من النظام العام إلقاء عبء االثبات في العقود المبرمة عن بعد على عاتق المستهلك‬
‫يعد مشرطا غير قانوني لمخالفة النظام العام ولمساسه بالحقوق المخولة صراحة‬
‫للمستهلك كطرف ضعيف في هذه العالقة التعاقدية‪.7‬‬

‫‪5‬المهدي العزوزي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.91:‬‬


‫‪6‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪7‬المهدي المعزوزي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.92:‬‬

‫‪7‬‬
‫❖ وسائل اإلثبات في نزاعات االستهالك‪:‬‬
‫بالرجوع للمادة من مدونة التجارة والتي تنص على" اذا كان العمل تجاريا بالنسبة‬
‫ألحد المتعاقدين ومدنيا بالنسبة للمتعاقد االخر‪ ،‬طبقت قواعد القانون التجاري في مواجهة‬
‫الطرف الذي كان العمل بالنسبة له تجاريا ‪،‬وال يمكن أن يواجه بها الطرف الذي كان‬
‫العمل بالنسبة اليه مدنيا‪ ،‬مالم ينص مقتضى خاص على خالف ذلك‪.‬‬
‫وكذلك المادة ‪ 20‬من نفس القانون‪ -‬مدونة التجارة‪ -‬بحيث تنص على أنه " يجوز ألغيار‬
‫أنم يحتجوا ضد التاجر بمحتوى محاسبته ولو لم تكن ممسوكة بصفة منتظمة"‪.‬‬
‫وعليه يمكن للمستهلك االستفادة من األوراق المحاسبية للتاجر كوسائل لإلثبات‪ ،‬فين‬
‫حين أنه ال يمكن أن تطبق ضده مقتضيات القانون التجاري‪.‬‬
‫كما يستحسن أن يتم تجهيز المحالت التجارية بتكنولوجيا المراقبة‪ ،‬حتى يمكن االستعانة‬
‫بها كوسائل اثبات سريعة تمكن المستهلك الستفادة منها بشكل سريع‪.8‬‬
‫‪ -2-2‬التبليغ في نزاعات عقود االستهالك‬
‫إن ماهو منصوص عليه في اطار القواعد العامة كفيل بحماية حقوق الطرف‬
‫الضعيف‪ ،‬ويساهم في تسريع المساطر ويدعم فاعليتها‪ ،‬اال أنه ينبغي من الفقه ايجاد‬
‫حلول اضافية في مجال التبليغ أكثر حداثة وتماشيا مع التطبيقات العملية لقانون‬
‫االستهالك‪.9‬‬
‫‪ -3-2‬التقادم في نزاعات عقود االستهالك‬
‫التقادم هو طريق الكتساب أو انقضاء حق معين‪ ،‬بمرور مدة زمنية أو أجل خاصة‬
‫يحددها القانون وقد تضمن ق ل ع مبدأ عاما لتقادم االلتزامات يقضي بتقادم كل‬
‫الدعاوى الناشئة عن االلتزام بمضي ‪ 15‬سنة كاملة حسب التعبير الذي جاء في الفصل‬
‫‪ 387‬ق ل ع ‪ ،‬باستثناء ماورد في الفصول ‪ 388‬الى ‪ 392‬من نفس القانون ‪،‬حيث‬
‫تتقادم بعض الدعاوى بمرور ‪ 5‬سنوات والبعض األخر بمرور سنتين أو سنة واحدة أو‬
‫غير ذلك ‪.‬‬
‫ان العالقة التي تجمع بين المهني و المستهلك تدخل في اطار ما يعرف باألعمال‬
‫المختلطة على اعتبار أن الطرف األول غالبا ما يكون تاجرا بينما لطرف الثاني وهو‬
‫المستهلك يكون طرفا مدنيا‪ ،‬لذلك أقر المشرع في المادة الخامسة من م ت" تتقادم‬

‫‪ 8‬محمد العروصي‪ ،‬قانون تدابير حماية المستهلك في احدى الحصص التأطيرية لسلك الماستر لسنة ‪2021-2020‬‬
‫‪ 9‬نورالدين الرحالي ‪ ،‬التطبيقات العملية الحديثة في قضايا االستهالك ‪ ،‬ط ‪ -1‬مكتبة الرشاد السطات ‪ ،2014‬ص ‪187‬‬

‫‪8‬‬
‫االلتزامات الناشئة بمناسبة عمل تجاري بين التجار أو بينهم و بين غير التجار بمضي‬
‫خمس سنوات‪ ،‬مالم توجد مقتضيات خاصة مخالفة "‪.‬‬
‫فاذا كان األصل في االعمال المختلطة كما سبق و أن تم التطرق في االثبات تخضع‬
‫لنظام قانوني مزدوج‪ ،‬فان من بين االستثناءات التي ترد على هذا المبدأ مسألة التقادم‬
‫التي تخضع لنظام موحد وهو التقادم الخماسي ‪.‬‬
‫ان الوقوف عند مقتضيات المادة ‪ 5‬من م ت ‪ ،‬يدل على أ‪ ،‬المشرع المغربي لم ينص‬
‫على أن مقتضياتها تتعلق بالنظام العام مما يطرح التساؤل حول مدى امكانية االتفاق‬
‫على مخالفتها‪.10‬‬
‫ان صياغة المادة توحي بإمكانية اتفاق األطراف على مخالفة مدة الخمس السنوات‬
‫المنصوص عليها‪ ،‬فاذا كان األمر كذلك فيما يتعلق بتحديد أجل الخمس السنوات على‬
‫اعتبار أنه يطرح مشكال كبيرا للمستهلك خصوصا‪ ،‬و ان المشرع المغربي يسمح بذلك‬
‫شريطة أن ال يتجاوز هذا التمديد خمسة عشرة سنة كما تنص على ذلك المادة ‪ 375‬ق‬
‫ل ع‪ ،‬وبالرغم من عدم وجود نص قانوني صريح بضرورة عدم فتح الباب امام‬
‫تخفيض مدة التقادم على اعتبار أن ذلك ليس في مصلحة المستهلك الذي سيجد نفسه أمام‬
‫مدة تقادم قصيرة تؤدي الى سقوط حقه في مقاضاة المهني قصد المطالبة بحقوقه‪.‬‬
‫وتبقى الحالة الوحيدة التي نص عليها المشرع في اطار ق ح م في ما يتعلق بأجل‬
‫السقوط هي الواردة في المادة ‪ 111‬التي جاء فيها" يجب ان تقام دعاوى المطالبة‬
‫باألداء أمام المحكمة التابع لها موطن أو محل إقامة المقترض خالل السنتين المواليتين‬
‫للحدت الذي ادى إلى إقامتها تحت طائلة سقوط حق المطالبة بالفوائد‪.‬‬
‫ويسري هذا األجل ابتداء من التاريخ الذي أصبح فيه قسط الذين موضوع نزاع طبقا‬
‫للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل بشأن مؤن تغطية الديون غير‬
‫المؤداة"‪.‬‬
‫فمتى كان االمر يتعلق بدعوى المطالبة باالداءات غير المؤدات مع فوائدها اال وتوجب‬
‫احترام قواعد التقادم الخاصة المنصوص عليها في ق ح م أي مدة سنة واحدة لكن‬
‫بالمقابل اذا لم يتم احترام مدة السنة فإن حق المطالبة بالفوائد يسقط ويبقى حق المطالبة‬
‫باالداءات غير المؤدات خاضعا لتقادم الخماسي المنصوص عليه في مدونة التجارة‪.‬‬
‫يمكن القول ان المشرع النص من خالل ق ح م على اجال التقادم تراعي مصلحة‬
‫المستهلك من خالل توضيف السقوط في مواجهة المهني‪ ،‬وجعل هذه المقتضيات تتسم‬
‫بطابع النظام العام حتى التقبل التمديد أو التخفيض‪.‬‬

‫المهدي العزوزي ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪56‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪9‬‬
‫بل األكثر من ذلك فإنه يتوجب القاء عبء اخبار المستهلك باالحكام المتعلقة بالتقادم‬
‫على المهني عن طريق ايرادها كبيان في العقود المبرمة بين الطرفين‪ ،‬حتى ال يفاجئ‬
‫المستهلك بسقوط حقه بفوات ألجل‪.11‬‬
‫ب‪ -‬دور جمعيات حماية المستهلك‬
‫مادام أن الحديث عن جمعيات حماية المستهلك في اطار المرحلة القضائية فلن نخوض‬
‫في شروط حصولها على صفة المنفعة العامة‪ ،‬هذه األخيرة التي تعتبر بمثابة قطع‬
‫للجسر بين جمعيات حماية المستهلك ودورها في الدفاع عن مصالح المستهلكين لذلك سا‬
‫ينصب الحديث عن الدعاوى التي تمارسها جمعيات حماية المستهلك من خالل الدعاوى‬
‫التي تهدف الى المصلحة الجماعية للمستهلكين(‪ )1‬ثم تدخل الجمعيات لدعم مركز‬
‫المستهلك امام القضاء (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬الدعاوى التي تهدف الى المصلحة الجماعية للمستهلكين‬
‫بالرجوع الى المادة ‪ 157‬والمادة ‪ 162‬من القانون ‪ ، 31.08‬يظهر على أن المشرع‬
‫المغربي خول للجامعة الوطنية او جمعيات حماية المستهلك ممارسة مجموعة من‬
‫الدعاوى االلقضائية للدفاع عن المصلحة الجماعية للمستهلكين‪ ،‬ومن اهم هذه الدعاوى‬
‫نجد الدعوى المدنية (‪ )1-1‬وكذا دعوى الغاء الشروط التعسفية ( ‪.)2-1‬‬
‫‪ -1-1‬الدعوى المدنية‬
‫بالرجوع الى القانون المغربي نجده لم يكن يتضمن مقتضيات خاصة لتنظيم المنازعات‬
‫االستهالكية واالعتراف للجمعيات بالحق في التقاضي بمعنى تمثيل المستهلكين لكن هذه‬
‫الوضعية تغيره بصدور قانون حرية االسعار المنافسة ‪ 99.06‬والذي عدل بموجب‬
‫القانون رقم ‪ ،104.12‬بحيث أن هذا القانون نص في المادة ‪ 99‬منه على أنه يحق‬
‫للجمعيات أن تنتصب كطرف مدني او تحصل على تعويضات عن الضرر الالحق‬
‫بالمستهلكين بناء على دعوى مدنية مستقلة‪ ،‬وقد كان المشر نص على نسخ المادة ‪99‬‬
‫من القانون ‪ ،99.06‬وذلك بموجب الفقرة األخيرة من المادة ‪ 201‬ق ح م الصادر سنة‬
‫‪ ،2011‬وقد خول المشرع بموجب المادة ‪ 157‬ق ح م لجمعيات حماية المستهلك الحق‬
‫في رفع دعوى قضائية‪.‬‬
‫لكن يجب االشارة الى فكرة اساسية وهي ان جمعيات حماية المستهلك مسثتنات من‬
‫احكام الفقرة الثانية من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬وبرجوع الى احكام هذه الفقرة نجدها‬
‫تنص على ان" يمكن للجمعيات المعلن انها دات منعة عامة ان تنتصب طرفا مدنيا ادا‬

‫‪ 11‬المهدي العزوزي ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪59‬‬

‫‪10‬‬
‫كانت قد تأسست بصفة قانونية مند اربة سنوات على االقل من ارتكاب الفعل‬
‫الجرمي‪."...‬‬
‫بمعنى أن الجمعيات حماية المستهلك يمكن لها أن ترفع جعاوى قضائية ولو لم يمر على‬
‫تأسيسها أربع سنوات‪.12‬‬
‫‪ -2.1‬دعوى الغاء الشروط التعسفية‬
‫ينص الفصل ‪ 162‬من ق ح م على انه" يمكن للجامعة الوطنية او جمعية حماية‬
‫المستهلك المشار اليها في المادة ‪ 157‬ان تطلب من المحكمة التي تنظر في الدعوى أو‬
‫الدعاوى التابعة‪ ،‬ان تأمر المدعى عليه او الضنين بإيقاف التصرفات غير المشروعة او‬
‫حذف الشرط غير المشروع او تعسفه في العقد او نمودج العقد المقترح او الموجه الى‬
‫المستهلك‪ ،‬ويكون الحكم الصادر مقرونا بغرامة تهديدية تحددها المحكمة ومشموال‬
‫بالنفاد المعجل‪.‬‬
‫خولت هذه المادة لجمعيات حماية المستهلك الية مهمة ومستجدة لدفاع عن المصالح‬
‫الجماعية للمستهلكين وهي دعوى الغاء الشروط التعسفية التي تكون في العقد او في‬
‫نموذج العقد الموجه الى المستهلك‪ ،‬والمقصود بدعوى حذف الشرط التعسفي من تلك‬
‫الدعوى لتي ترفعها جمعيات حماية المستهلك من أجل الحذف المادي للشرط التعسفي‬
‫من العقد أو النموذج‪.‬‬
‫تدخل الجمعيات لدعم مركز المستهلك أمام القضاء ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ال يخفى أن موضوع تمثيل جمعيات حماية المستهلك أمام القضاء له أهمية كبرى بحكم‬
‫اتساع التنظيم التشريعي‪ ،‬الذي اهتم بهذا الجانب‪ ،‬و للدور الذي تلعبه هذه الجمعيات في‬
‫الدفاع عن حقوق المستهلكين من خالل منحها صفة التقاضي‪ ،‬و نظرا لما تتوافر‬
‫لجمعيات حماية المستهلك من قدرات مالية و خبرات قانونية و إعالمية تمكنها من تمثيل‬
‫المستهلكين أحسن تمثيل ‪ ،‬هذا األمر خلف أثرا هاما في دعم موقف المستهلكين و‬
‫مشاركة المجتمع المدني في دعم حماية المستهلك أمام القضاء عالمة أساسية على‬
‫حيوية النسيج اإلجتماعي و اإلقتصادي للدولة و عليه سيتم توضيح الشروط الواجب‬
‫توافرها في المستهلكين (‪ )1-2‬إلى جانب الشروط الواجب توافرها في الجمعية (‪.)2-2‬‬

‫‪ 12‬صاحب المقال مجهول‪ ،‬جمعيات حماية المستهلك ‪ ،‬مقال منشور بالموقع االلكتروني ‪ ،www,lawmorocco,com‬اطلع عليه بتاريخ‬
‫‪ 2021/06/05‬على الساعة العاشرة صباحا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -2-1‬الشروط الواجب توافرها في المستهلكين ‪:‬‬
‫فقد حددت قوانين اإلستهالك مجموعة من الشروط الواجب توافرها في المستهلكين و‬
‫هي كالتالي ‪:‬‬
‫✓ إن دعوة تمثيل المشترك ال يمكن ممارستها إال لفائدة المستهلكين حسب المفهوم‬
‫المحدد في المادة ‪ 2‬ق ح م‪ ،‬أي أن كل شخص طبيعي يقتني أو يستعمل لتلبية‬
‫حاجياته غير المهنية منتوجات أو سلعا أو خدمات معدة إلستعماله الشخصي أو‬
‫العائلي‪ ،‬أما المهنيون الذين يتعاقدون خارج نطاق تخصصهم لكن من أجل‬
‫مشاريعه م فإنهم ال يستفيدون من هذه الدعوى ‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للمستهلك‬
‫عندما يكون شخص معنوي‪ ،‬مما يدفع إلى التساؤل حول الغاية من وراء استبعاد‬
‫الشخص المعنوي بالرغم من كون المادة ‪ 2‬ق ح م اعتبرته مستهلكا شريطة أن‬
‫يتعامل خارج إطار مهنته و لحسابه الشخصي‪.‬‬
‫✓ يجب أن يوجد عدة مستهلكين في مركز قانوني وتحد متماثل أي لحق كل منهم‬
‫ضرر تسبب عن فعل واحد‪ ،‬هو فعل نفس المهني‪ ،13‬كأن يشتري عدد من‬
‫األشخاص جهازا من األجهزة االلكترونية ثم يكتشفوا أن عيبا في الصناعة يوجد‬
‫بكل األجهزة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬الشروط الواجب توفرها في الجمعية‬
‫فقد حددت قوانين االستهالك مجموعة من الشروط الواجبة توفرها في الجمعيات وهي‬
‫كالتالي ‪:‬‬
‫✓ ان قبول دعوى التمثيل المشترك يفرض على الجمعية التعريف بالمستهلكين‬
‫الذين تنوب عليهم‪ ،‬كما هو واضح من المادة ‪ 158‬ق ح م التي بينت ذلك ‪،‬بحيث‬
‫يجب على األقل التعريف بالمستهلكين‪ ،‬حتى وان كان عدد المستهلكين‬
‫المتضرريين يفوق ذلك بكثير‪ ،‬وذلك تسهيال المكانية جديدة في حماية المستهلك‪،‬‬
‫خصوصا الحاالت التي يكون فيها عدد المستهلكين المتضررين ليسوا من منطق‬
‫مختلفة‪.14‬‬
‫✓ حسب نص المادة ‪ 158‬من قانون تدابير حماية المستهلك‪ ،‬فان يجب على‬
‫ا لجمعية أن تكون موكلة من قبل مستهلكين اثنين على األقل من المستهلكين‬
‫المعنيين باالمر‪ ،‬اضف الى ذلك أن التوكيل يجب ان يعطى كتابة ‪ ،‬ولذلك فان‬
‫الجمعية ال تمثل اال من وكلها ‪ ،‬أما المستهلكين االخرين الذين اصابهم نفس‬

‫محمد الهيني ‪ ،‬الحماية القانونية والقضائية للمؤمن له‪ ،‬أشار له المهدي العزوزي‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪183‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪ 14‬المهدي العزوزي‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪183‬‬

‫‪12‬‬
‫الضرر ولم يمنحوا الجمعية توكيال فيحتفظونبحقهم في مباشرة الدعوى الفردية‬
‫التي يرفعها كل منهم على حدة‪.‬‬
‫واذا توفرت الشروط السابقة كان للجمعية رفع الدعوى للمطالبة بالتعويض عن‬
‫األضرار التي لحقت بالمستهلكين الذين قامت بتمثيلهم‪.15‬‬
‫ج‪ -‬بعض اآلليات الحمائية للمستهلك من طرف القضاء‪.‬‬
‫هناك مجموعة من اآلليات التي يتدخل القضاء من خاللها لحماية المستهلك‪ ،‬ولكن‬
‫سنركز الحديث في هذه الفقرة على االمهال القضائي كآلية لتفعيل الحماية القضائية‬
‫للمستهلك(‪ )1‬وكذا قاعدة تأويل العقد لفائدة المستهلك(‪)2‬‬
‫‪-1‬االمهال القضائي كألية لتفعيل الحماية القضائية للمستهلك‬
‫من حسنات القانون موضوع الدراسة‪ ،‬أنه خول للقاضي سلطة منحه للمقترض نظرا‬
‫لظروف منعته من تنفيذ التزاماته بأداء اقساط الدين عند حلول اجلها‪ ،‬مهلة كي يتسنى له‬
‫ايجاد مصادر لتجاوز معيقاته والبحث عن مصادر لتجاوز معيقاته‪ ،‬والبحث عن مصادر‬
‫جديدة للتمويل وأداء ماترتب في ذمته من ديون‪ ،‬مع حيلولة دون أن يؤدي التوقف‬
‫المؤقت اللى تراكم الفوائد وذلك مانصت عليه المادة ‪ 159‬من قانون حماية المستهلك‪.‬‬
‫ويطرح االشكال‪ ،‬على الرغم من تحديده في الفقرة االولى للجهة التي تثبث في طلب‬
‫منح االمهال التي حددها في رئيس المحكمة‪.‬‬
‫وتتمثل شروط اجراء هذه المسطرة‪ ،‬ام في التوقف عن األداء الناتج عن الفعل عن‬
‫العمل أو التوقف عن األداء سبب حالة اجتماعية غير متوقعة‪.‬‬
‫تتحدد في سنتين وفقا لما نصت عليه المادة ‪ 149‬ق ح م‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫كما أن مدة االمهال‬
‫‪-2‬قاعدة تأويل العقد لفائدة المستهلك‬
‫ان بعض العقود التي يوقع عليها المستهلك قد يشوبها الغموض أو يتطرق اليها الشك‬
‫حول المقصود منها‪ ،‬فيتمسك كل طرف بالتفسير الذي يخدم مصالحه‪ ،‬وهذا الغموض قد‬
‫يكون بالجهل بتقنية تحرير العقود أو عدم االلمام بضوابط تحرير الوثائق‪ ،‬وقد يكون‬
‫السبب غير ذلك‪ ،‬وبتعبير أخر أ] يكون اللبس واللتباس مقصود للتدليس على المستهلك‬
‫أو التغرير به وعند نشوب النزاع بين الطرفين وعدم تحقيق الوسائل الرضائية لحل‬
‫متوافق عليه‪ ،‬يتم اللجوء الى المحاكم التي تحاول جهدها في استخالص النية التي‬
‫انصرفت اليها‪ ،‬ارادة المتعاقدين من خالل االستعانة بظروف التعاقد ومالبساته ‪،‬‬

‫‪ 15‬المرجع أعاله‬
‫‪ 16‬عبد الحفيظ مشماشي‪ ،‬دور القضاء في حماية المستهلك‪ ،‬ع ‪ ،24‬مجلة القانون واالعمال ‪ ،2018‬ص ‪116-132‬‬

‫‪13‬‬
‫وايضا السترشاد لما حصل أثناء المفاوضات التي جرت بين الطرفين ‪ ،‬والى المستندات‬
‫االعالنية ومراسلة االطراف‪ ،‬فان اعياها ذلك ولم تصل الى استقصاء ارادة الطرفين‬
‫فانها تلجأ الى اعمال المعنى اال كثر فائدة للملتزم طبقا للفصل ‪ 427‬ق ل ع وهو المبدأ‬
‫ذاته الذي اعاد مشرع ق ‪ 31.08‬صياغته في المادة التاسعة منه على أنه "وفي حالة‬
‫الشك حول مدلول احد الشروط يرجح تاويل االكثر فائدة بالنسبة للمستهلك"‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التسوية الودية لمنازعات عقود اإلستهالك‬
‫إذا كان القضاء هو الجهة التي تفصل في الخصومات والنزاعات‪ ،‬و أن هذا الفصل ظل‬
‫محتكرا من طرف جهاز رسمي للدولة و هو جهاز القضاء‪ ،‬فإن أساليب التسوية القضائية و‬
‫اإلعتماد على التنظيم القضائي لحل النزاعات لم يعد كافيا لمواجهة و مواكبة العديد من‬
‫المستجدات و التحوالت التي طرأت على المجتمعات‪ .‬لذلك فاإلتجاه الحديث يسير نحو‬
‫تخليص المحاكم من النزاعات الصغرى لكونها أجهزة ضخمة و بطيئة و مكلفة للنظر في‬
‫النزاعات البسيطة –نزاعات عقود االستهالك‪ ،-‬مقابل تعزيز آليات التسوية الودية لنزاعات‬
‫االستهالك وفق ضوابط قانونية ملزمة تعمل على حماية مصالح المستهلكين كطرف‬
‫ضعيف في العالقة التعاقدية‪.17‬‬
‫و بالنظر لألهمية القصوى التي تلعبها الطرق الموازية للقضاء في فض منازعات عقود‬
‫االستهالك ‪ ،‬صدر القانون رقم ‪1808.05‬القاضي بنسخ و تعويض الباب الثامن بالقسم‬
‫الخامس من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬لذلك يمكن الحديث عن دور التحكيم في تسوية‬
‫منازعات عقود االستهالك ( ب) ‪ ،‬بعد إبراز دور الوساطة االتفاقية في تسوية منازعات‬
‫عقود االستهالك (أ)‪.‬‬
‫أ‪ -‬دور الوساطة في تسوية منازعات عقود اإلستهالك‬
‫تعتبر الوساطة من أهم طرق تسوية النزاعات خاصة النزاعات المتعلقة بعقود‬
‫االستهالك‪ ،‬في الوقت الذي أصبح فيه اللجوء إلى المحاكم و التحكيم يأخذ و قتا طويال و‬
‫يستنزف جهدا كبيرا‪ ،‬إذ تتجه معظم الدول إلى تنظيم هذه الوسيلة لما أثبتته من قبول لدى‬
‫أطراف النزاع‪ .19‬لذلك ال يمكن للوساطة كطريق موازي لفض نزاعات عقود االستهالك‬
‫أن تنجح إال إذا استنفدت الشروط القانونية سواء الشروط الموضوعية أو الشكلية (‪،)1‬‬
‫عالوة على أن سلوك هذه المسطرة في نزاعات االستهالك يرتب حقوق لفائدة المستهلك ‪ ،‬و‬
‫هو ما يفتح المجال لتقييم دور الوساطة في حماية حقوق المستهلك(‪.)2‬‬
‫‪ -1‬النظام القانوني للوساطة اإلتفاقية في عقود اإلستهالك‬
‫يقصد بالوساطة تدخل طرف ثالث محايد بين طرفي النزاع‪ ،‬من أجل الوصول إلى‬
‫صيغة نهائية لتسوية النزاع‪ .‬و الوساطة على نوعين إما وساطة بسيطة يلعب فيها الوسيط‬
‫دور الموصل فقط لعرض األطراف ‪ ،‬و إما وساطة فعالة و إيجابية ال يكتفي فيها الوسيط‬

‫‪ -17‬المهدي العزوزي‪ ،‬تسوية نزاعات االستهالك ‪،‬م س‪ ،‬ص‪.76-75:‬‬


‫‪ -18‬الظهير الشريف رقم ‪ 169/07/1‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬نونبر‪ 2007‬بتنفيذ القانون ‪ 08.05‬المتعلق بالتحكيم و الوساطة‬
‫االتفاقية القاضي بنسخ و تعويض الباب الثامن بالقسم الخامس من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬منشوؤ بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 5584‬في ‪ 6‬شتنبر ‪ ،2007‬ص ‪ 4894‬إلى ‪.3904‬‬
‫‪ -19‬محمد أطريف ‪ ،‬الوساطة اإلتفاقية على ضوء القانون رقم ‪ ، 08.05‬مقال منشور بسلسلة دراسات و أبحاث ‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة ‪ ،‬الرباط‪ ،2013 ،‬ص‪.14 :‬‬

‫‪15‬‬
‫بتوصيل اقتراحات األطر اف‪ ،‬و إنما يكون له صالحية إنشاء و اقتراح صيغة للتسوية و‬
‫يسعى للحصول على موافقة األطراف عليها‪ .20‬و يقصد باتفاق الوساطة حسب مقتضيات‬
‫الفصل ‪ 56-327‬من ق م م هو العقد الذي يتفق األطراف بموجبه على تعيين وسيط‬
‫بتسهيل إبرام صلح إلنهاء نزاع نشأ أو قد ينشأ فيما بعد‪ .‬و هذا االتفاق إما يكون على شكل‬
‫عقد الوساطة أو على شكل شرط االتفاق ‪ ،‬لذلك ال يمكن للوساطة أن تقوم صحيحة كطريق‬
‫لتسوية نزاعات عقود اإلستهالك إال بتوفر شروط معينة‪ ،‬إذ يجب توفر شروط موضوعية‬
‫(‪ ،)1‬ثم شروط شكلية (‪.)2‬‬
‫‪ -1-1‬الشروط الموضوعية إلتفاق الوساطة في عقود االستهالك‬
‫سواء أبرم الطرفين اتفاق الوساطة في شكل عقد الوساطة أو في شكل شرط الوساطة‪ ،‬فإنه‬
‫يشترط توفر مجموعة من الشروط العامة و المتمثلة في وجوب كتابة االتفاق متضمن‬
‫لبيانات تختلف حسب العقد أو شرط الوساطة ‪ ،‬و أن يحترم الوسيط آجال الوساطة ‪ ،‬ثم عدم‬
‫وقوع االتفاق في المجاالت المستثناة من الوساطة‪.‬‬
‫• الكتابة‪:‬‬
‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 58-327‬من ق م م ‪ ،‬نجد أن المشرع أوجب أن يبرم اتفاق‬
‫الوساطة كتابة إما في عقد رسمي أو عرفي و إما بمحضر يحرر أمام المحكمة إذا كان‬
‫النزاع جاريا أمامها‪ .‬فقط أن المشرع وضح النطاق الذي من خالله يمكن إبرام اتفاق‬
‫الوساطة خالله‪ ،‬فإما في اإلتفاق األصلي أي قبل وقوع النزاع و سمى حينئذ شرط‬
‫الوساطة‪ ،‬أو بعد نشوء النزاع و يسمى حينئذ عقد الوساطة‪.‬‬
‫و قد تساهل المشرع المغربي في هذا الشأن مع األطراف و ذاك بتوسيع دائرة الكتابة‬
‫التي تعتبر صحيحة إلبرام اتفاق الوساطة‪ ،21‬حيث اعتبر توفر شرط الكتابة إذا ورد في‬
‫وثيقة موقعة من األطراف أو في رسائل متبادلة أو اتصال بالتلكس أو برقيات أو أية وسيلة‬
‫أخرى من وسائل اإلتصال و التي تعد بمثابة االتفاق تثبت وجوده أو حتى بتبادل مذكرات‬
‫الطلب أو الدفاع التي يدع فيها أحد الطرفين بوجود اتفاق الوساطة دون أن ينازعه الطرف‬
‫اآلخر في ذلك‪.22‬‬
‫األكثر من هذا‪ ،‬اعتبر المشرع المغربي في الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 58-327‬من ق م‬
‫م أن اإلحالة في عقد ما إلى وثيقة تتضمن شرط وساطة بمثابة اتفاق وساطة على أن يكون‬
‫العقد المذكور قد أبرم كتابة و أن يكون من شأن اإلحالة أن تجعل من الشرط جزءا ال‬
‫التباس فيه من العقد‪.‬‬

‫‪ -20‬محمد األيوبي‪ ،‬التسوية اإللكترونية لمنازعات التجارة اإللكترزنية‪ ،‬مقال منشور بمجلة المناظرة‪ ،‬العدد‪، 18‬ب م ‪18 ،‬‬
‫يونيو ‪ ، 2016‬ص‪.162:‬‬
‫‪ -21‬محمد أطريف ‪ ،‬الوساطة اإلتفاقية على ضوء القانون رقم ‪ ، 08.05‬م س‪ ،‬ص‪.29 :‬‬
‫‪ -22‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 58-327‬من ق م م‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫غير أنه يصعب عمليا تصور اتفاق وساطة غير مكتوب‪ ،‬خاصة و أن قوانين و أنظمة‬
‫الوساطة الداخلية و الدولية تلزم بتقديم محضر الصلح إلى القضاء مرفقا بنسخة من اتفاق‬
‫الوساطة –سواء شرط أو عقد‪ -‬و ذلك بغية تذييله بالصيغة التنفيدية و أن غياب أو بطالن‬
‫شرط أو عقد وساطة يكون مبررا لعدم قبول طلب التذييل‪ .‬و هذا التوجه تبنته المحكمة‬
‫التجارية بالرباط حين رفضت بتاريخ ‪ 2008/03/18‬قبول طلب التذييل بالصيغة التنفيذية‬
‫لمحضر الصلح المنجز بين الطرفين في إطار قانون ‪ 08.05‬المتعلق بالوياطة االتفاقية‬
‫طبقا للفصل ‪ 69.327‬من ق م م‪.23‬‬
‫• تحديد آجال الوساطة ‪:‬‬
‫نص المشرع في الفصل ‪ 65-327‬من ق م م‪ ،‬على أن لألطراف أن يحددوا‬
‫للوسيط‪ 24‬مدة مهمته دون أن تتجاوز أجل ثالثة أشهر من التاريخ الذي قبل فيه الوسيط‬
‫مهمته‪ ،‬كما أنه لألطراف تمديد األجل المذكور باتفاق يبرم وفق نفس الشروط المعتمدة‬
‫إلبرام اتفاق الوساطة‪.‬‬
‫على أن المالحظ من خالل هذا الفصل أن المشرع لم يحدد مدة تمديد الوساطة‬
‫المذكورة على خالف المشرع الفرنسي الذي سمح بإمكانية تجديد مهمة الوسيط مرة‬
‫واحدة لنفس الفترة المتمثلة في ثالثة أشهر‪.25‬‬
‫• بيانات عقد الوساطة‪:‬‬
‫باعتبار عقد الوساطة اتفاق يبرم بعد نشوء النزاع بين طرفين‪ ،‬فإنه بموجب‬
‫الفصل ‪ 327.60‬يجب أن يتضمن عقد الوساطة تحت طائلة البطالن موضوع النزاع‪،‬‬
‫و تثيين الوسيط أو التنصيص على طريقة تعيينه‪.‬‬
‫باإلضافة إلى هذه البيانات يمكن تضمين أجل الوساطة ‪ ،‬أو أتعاب الوسيط و غيرها‬
‫من البيانات االختيارية‪.‬‬

‫‪ -23‬قضت المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ ‪ 2008/03/18‬في الملف عدد ‪ 2008/1/1146‬بأنه‪ ":‬حيث لئن أجاز‬
‫المشرع في الفصل ‪ 327-55‬لألطراف االتفاق على تعيين وسيط يكلف بتسهيل إبرام صلح ينهي النزاع ‪ ،‬فإن الفقرة‬
‫الثانية من نفس الفصل اشترطت تحرير شرط الوساطة كتابة في االتفاق األصلي أو في وثيقة تحيل إليه و أن يتضمن إما‬
‫تعيين الوسيط أو الوسطاء و إما التنصيص على طريقة تعيينهم‪.‬‬
‫و حيث أن الطالب لم يدل بعقد الوساطة‪ ،‬و ال يفيد اتفاق األطراف على عرض النزاع على وسيط معين أو اتفاقهم على‬
‫تعيين السيد(‪ )...‬وسيطا إذ أن عقد الوساطة الذي يتم بمقتضاه تعيين الوسيط هي الوثيقة التي يستمد منها هذا األخير‬
‫صالحيته المتمثلة في تسهيل إبرام صلح إلنهاء النزاع مما يبقى معه الطلب مخالفا لمقتضيات الفصل ‪ 62.327‬من ق م م‬
‫و يتعين التصريح برفضه"‪.‬‬
‫محمد أطريف ‪ ،‬الوساطة اإلتفاقية على ضوء القانون رقم ‪ ، 08.05‬م س‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -24‬بمقتضى الفصل ‪ 327.67‬من ق م م‪ ،‬يعهد بالوساطة إلى شخص طبيعي أو معنوي‪.‬‬
‫‪25- L ‘artivle 131-3 : ’’ La durée initiale de la médiation ne peut excéder trois mois. Cette‬‬

‫‪mission peut être renouvelée une fois, pour une même durée à la demande du médiateur’’.‬‬

‫‪17‬‬
‫• بيانات شرط الوساطة‪:‬‬
‫عرف المشرع شرط الوساطة بكونه اتفاق يلتزم فيه أطراف عقد بأن يعرضوا على‬
‫الوساطة النزاعات التي قد تنشأ عن العقد المذكور‪ ،26‬لذلك فالمشرع أوجب في الفصل‬
‫‪ 327.62‬من ق‪.‬م‪.‬م أن يحرر شرط الوساطة كتابة في االتفاق األصلي أو في وثيقة‬
‫تحيل إليه ‪ ،‬عالوة على أن يتضمن شرط الوساطة إما تعيين الوسيط أو الوسطاء وإما‬
‫التنصيص على طريقة تعيينهم‪ ،‬و ذلك كل تحت طائلة البطالن‪.‬‬
‫• المجاالت المستثناة من الوساطة‪:‬‬
‫نصت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 327.56‬من ق م م على أنه‪ ":‬ال يجوز أن يشمل‬
‫اتفاق الوساطة مع التقيد بمقتضيات الفصل ‪ 62‬من ق‪.‬ل‪.‬ع المسائل المستثناة من نطاق‬
‫تطبيق الصلح‪ ،‬و ال يجوز إبرامه إال مع مراعاة التحفظات أو الشروط أو الحدود‬
‫المقررة لصحة الصلح بموجب الفصوص ‪ 1099‬إلى ‪ 1104‬من نفص الظهير"‪.‬‬
‫لذلك ‪ ،‬يتبين من خالل هذا الفصل أن إبرام اتفاق الوساطة يستوجب عدم مخالفة‬
‫الفصل ‪ 62‬من ق ل ع‪ 27‬أي أن اتفاق الوساطة يجب أن يكون مبنيا على سبب مشروع‬
‫غير مخالف للنظام العام و االخالق الحميدة أو للقانون‪ .‬و كذلك بالرجوع للفصل‬
‫‪ 1100‬من ق ل ع يجب أن ال يشمل االتفاق المسائل المستثناة من الصلح و المتعلقة‬
‫بالحياة الشخصية أو بالنظام العام أو بالحقوق الشخصية الخارجة عن دائرة التعامل‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الشروط الشكلية إلتفاق الوساطة في عقود االستهالك‬
‫نظم المشرع المغربي في الفصل ‪ 327.68‬من القانون رقم ‪ 08.05‬اإلجراءات‬
‫المحددة لمسطرة الوساطة‪ ،‬و التي يمكن القول أنها تنقسم إلى مرحلتين‪ ،‬مرحلة إعداد‬
‫الوساطة و تشمل افتتاح هذه المسطرة و دراسة النزاع ‪ ،‬ثم مرحلة االتفاق و تسوية النزاع‬
‫بعد التفاوض‪.28‬‬
‫عمال بمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 327.67‬من القانون رقم ‪ ،08.05‬يتعين على‬
‫الوسيط بمجرد قبول مهمته أن يخبر األطراف بذلك إما عن طريق رسالة مضمونة مع‬
‫إشعار بالتوصل أو بواسطة مفوض قضائي‪ ،‬يطلعهم فيها عن تاريخ بدأ عملية الوساطة‪.29‬‬
‫و الغاية من هذه الرسالة باإلضافة إلى اإلخبار ببدأ عملية الوساطة‪ ،‬هي شرح مسار‬
‫الوساطة و توضيح التزامات الوسيط و األطراف و تحديد األهداف و بيان القواعد التي‬

‫‪ -26‬الفصل ‪ 327.61‬من ق م م‪.‬‬


‫‪ -27‬ينص الفصل ‪ 62‬من ق ل ع على أنه‪ ":‬اإللتزام الذي ال سبب له أو المبني على سبب غير مشروع يعد كأن لم‬
‫يكن‪."...‬‬
‫‪ -28‬محمد أطريف‪ ،‬الوساطة االتفاقية على ضوء القانون رقم ‪ ،08.05‬م س ‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫‪ -29‬محمد أطريف ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.34 :‬‬

‫‪18‬‬
‫تح كم سير جلسات الوساطة‪ ،‬إذ يجب على الوسيط مراعاة مركز المستهلك كطرف ضعيف‬
‫في العقود االستهالكية و ذلك بإخباره بجميع الحقوق و المزايا التي يمكنه الحصول عليها ‪.‬‬
‫بعد ذلك يتم افتتاح الوساطة و الشروع فيها باستقبال األطراف و عقد جلسات لتبادل‬
‫النقاش سواء بحضور فردي لألطراف أو جماعي‪ ،‬و تقديم وجهة نظر مل منهما‪ ،‬مع‬
‫إمكانية حضور محاميهم‪ .‬بحيث يسعى الوسيط بعد االستماع إلى األطراف إلى تحديد‬
‫مواضيع االتفاق و االختالف بين طرفي النزاع‪.‬‬
‫ثم تأتي مرحلة دراسة النزاع و التفاوض‪ ،‬بحيث يقوم الوسيط بإعداد األرضية المناسبة‬
‫للتفا وض من أجل الوصول إلى الحل المناسب للنزاع‪ ،‬طبعا بعد أن يحدد طلباته و مواقفه و‬
‫فهم جيد لمصالح المستهلك‪.‬‬
‫و في المرحلة النهائية ‪ ،‬تعقد جلسة يستعرض فيها الوسيط نتائج مهمته‪ ،‬فإذا ما انتهت‬
‫هذه المهمة باتفاق الطرفين على حل حبي‪ ،‬فإن هذه الجلسة تخصص للتوقيع على وثيقة‬
‫صلح كتابية‪ ،‬تتضمن أسماء األطراف‪ ،‬و وقائع النزاع و كيفية حله‪ ،‬و ما اتفق عليه‬
‫األطراف على الشكل الذي يضع حدا للنزاع القائم بينهم و يتفق مع القانون المنظم للوسطة‪.‬‬
‫أما عندما تكون النتيجة سلبية ز يتعذر الوصول إلى حل حبي للنزاع فالوسيط يقوم بتسليم‬
‫وثيقة ع دم الصلح التي تحمل توقيعه لألطراف‪ ،‬مع تأكيده على سرية كل ما راج في كافة‬
‫مراحل الوساطة‪ ،‬و عدم إمكانية التمسك به أمام المحكمة في حالة لجوء األطراف إلى‬
‫القضاء‪.30‬‬
‫و بموجب الفصل ‪ 327.69‬من ق م م ‪ ،‬يكتسي الصلح بين األطراف قوة الشيئ‬
‫المقضي به‪ ،‬و يمكن أن يذيل بالصيغة التنفيذية‪ .‬و لهذه الغاية‪ ،‬فإن رئيس المحكمة المختصة‬
‫محليا للبت في موضوع النزاع هو المختص بإعطاء الصيغة التنفيذية‪ .‬و بذلك يبقى الصلح‬
‫المتفق عليه مجرد مشروع اتفاق‪ ،‬و هو ما أقرته محكمة النقض ‪-‬المجلس األعلى سابقا‪-‬‬
‫بتاريخ ‪ ،2009/01/21‬إذ اعتبرت أن" الصلح المجرى أمام الخبير القضائي المبرم بين‬
‫أطراف النزاع شخصيا أو بواسطة وكالئهم في حدود ما تسمح به وكالتهم‪ ،‬ال ينتج أثره‬
‫القانوني إال إذا صادقت عليه المحكمة بعد أن يعرب هؤالء األطراف عن موافقتهم‬
‫الصريحة أو الضمنية له أمامها"‪.31‬‬

‫‪ -30‬محمد سالم‪ ،‬الطرق البديلة لحل النزاعات‪ ،‬التجربة األمريكية نمودجا‪ ،‬مقال منشور بمجلة الطرق البديلة لتسوية‬
‫المنازعات‪ ،‬العدد ‪،2‬مطبعة الفضالة المحمدية‪ ،‬الرباط‪ ،2004 ،‬ص‪.83 :‬‬
‫‪ -31‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 31‬صادر بتاريخ ‪ 2009/01/21‬ملف عدد ‪ .2000/1/2/17‬أورده المهدي العزوزي‪،‬‬
‫تسوية نزاعات االستهالك‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.85 :‬‬

‫‪19‬‬
‫و من بين اإلشكاالت التي تطرح بخصوص مسطرة الوساطة‪ ،‬هي اللجوء إلى القضاء‬
‫رغم اتفاق الوساطة‪ ،‬فقد نص القانون‪ 32‬على حلول قانونية واضحة في هذا السياق‪،‬بحيث‬
‫يجب التمييز بين حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬حالة اللجوء إلى القضاء قبل عرض النزاع على الوساطة ‪ :‬إذا كان النزاع لم‬
‫يعرض بعد على الوسيط‪ .‬و رغم ذلك تم رفع القضية إلى القضاء‪ ،‬فإنه يجب على‬
‫المحكمة أن تصرح بعدم قبول الدعوى‪.‬‬
‫هذه اإلمكانية تكون في الحالة التي لم يثبت للمحكمة كون اتفاق الوساطة باطال‪ ،‬فإنها‬
‫تستمر في نظر الدعوى النعدام موجب عدم القبول‪.‬‬
‫و في هذه الحالة الثانية‪ ،‬يتعين كذلك أن يثير الطرف المعني الدفع بعدم القبول‪ ،‬و ال‬
‫يجوز للمحكمة أن تصرح بعدم القبول تلقائيا‪.‬‬
‫‪ -2‬اللجوء إلى القضاء أثناء سريان مسطرة الوساطة‪ :‬يجب على المحكمة المحال عليها‬
‫نزاع في مسألة أبرم األطراف في شأنها اتفاق وساطة‪ ،‬أن تصرح بعدم قبول‬
‫الدعوى إلى حين استنفاد مسطرة الوساطة‪ ،‬أو بطالن اتفاق الوساطة‪.‬‬
‫و يتعين أن يثير الطرف المعني الدفع بعدم القبول‪ ،‬و ال يجوز للمحكمة أن تصرح‬
‫‪33‬‬
‫بعدم القبول تلقائيا‪.‬‬
‫‪ -2‬أثار الوساطة اإلتفاقية في مجال تسوية عقود اإلستهالك‬
‫بقدر ما تحمل مسطرة الوساطة اإلتفاقية من آثار إيجابية على الطرفين‬
‫المتنازعين‪ ،‬فإنها تحمل أيضا آثارا تهدد حماية حقوق المستهلك خصوصا أمام غياب إطار‬
‫قانوني محكم لها يراعي خصوصيات نزاعات االستهالك‪ ،‬لذلك سيتم الحديث أوال على‬
‫حقوق المستهلك في مسطرة الوساطة(‪ ،)1-2‬ثم ثانيا محدودية الوساطة في حماية المستهلك‬
‫(‪.)2-2‬‬
‫‪ -1-2‬حقوق المستهلك في مسطرة الوساطة‬
‫بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير حماية المستهلك‪ ،‬نجد أن‬
‫المشرع لم ينص فيه على الوساطة كطريق موازي لتسوية منازعات عقود االستهالك‬
‫باستثناء المادة ‪ 111‬منه‪ ،‬لكن هذا ال يمنع من القول بأن خصوصيات هذا القانون المكرسة‬
‫في عقود االستهالك تطبق كذلك على الوسائل الموازية لفض منازعات عقود االستهالك ‪،‬‬
‫خاصة الحق في اختيار هذه الوسائل الموازية‪ ،‬و الحق في التفكير و الحق في النصح‬
‫غيرها من الحقوق‪.‬‬

‫‪ -32‬المادة ‪ 327.64‬من القانون رقم ‪. 08.05‬‬


‫‪ -33‬نور الدين الرحالي‪ ،‬التطبيقات العملية الحديثة في قضايا االستهالك‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.208:‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -1-2-1‬حق المستهلك في االختيار‬
‫يعتبر حق المستهلك في التقاضي أهم توجهات قانون ‪ ، 31.08‬الذي أحاط المستهلك‬
‫بحما ية إجرائية‪ ،‬ال سيما على مستوى حق التمثيلية و االختصاص القضائي و ذلك في عدة‬
‫محطات كحد أدنى لتقريب المستهلك للعدالة‪ ،34‬غير أن التوجه الحديث في مجال نزاعات‬
‫االستهالك يسير إلى فض هذه النزاعات عن طريق الوسائل الموازية لتسوية النزاعات و‬
‫خاصة الوساطة االتفاقية‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 31.08‬المومأ إليه أعاله‪ ،‬ال نجده يقرر الوساطة االتفاقية‬
‫اللهم تنصيصه على إلزامية الوساطة في إطار المادة ‪ 111‬منه‪ ،‬غير أن هذا ال يعني منعه‬
‫الوساطة االتفاقية لحل النزاع مادام لم يمنعها بنص صريح‪ .35‬لذلك يمكن ألطراف عقد‬
‫اإلستهالك حق اختيار الوسيلة المالئمة في نظرهم لحل النزاع بطريقة طوعية و غير‬
‫ملزمة لحل النزاعات الخاصة باإلستهالك‪.36‬‬
‫و يتمتع المستهلك بحق اختيار هذه الوسيلة المتعلقة بالوساطة من أجل تسوية النزاع‬
‫القائم بينه و بين المهني ‪ ،‬كما يمكنه اختيار الوسيط المالئم انطالقا من نص الفصل‬
‫‪ 327.55‬من ق م م الذي يكرس قاعدة توافق األطراف على تعيين الوسيط‪ ،‬ليكرس مبدأ‬
‫الشفافية في اإلختيار بعيدا عن انفراد أحد األطراف باختيار الجهة التي تقوم بدور الوساطة‪.‬‬
‫غير أنه يمكن تكييف شرط أو عقد الوساطة بأنه شرط تعسفي إذا لم يحترم حق‬
‫المستهلك في اإلختيار‪ ،‬بدليل أن المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 31.08‬تنص في البند ‪17‬‬
‫على أنه‪ ":‬مع مراعاة تطبيق النصوص التشريعية الخاصة أو تقدير المحاكم أو هما معا‪ ،‬و‬
‫على سبيل الحصر‪ ،‬تعتبر شروط تعسفية إذا كانت تتوفر فيها شروط المادة ‪ ،15‬و يكون‬
‫الغرض منها أو يترتب عليها ما يلي‪....:‬‬
‫‪ -17‬إلغاء أو عرقلة حق المستهلك في إقامة دعاوى قضائية أو اللجوء إلى طرق الطعن‪ ،‬و‬
‫ذلك بالحد بوجه غير قانوني من وسائل اإلثبات المتوفرة لديه أو إلزامه بعبء اإلثبات الذي‬
‫يقع عادة على طرف آخر في العقد‪ ،‬طبقا للقانون المعمول به‪".‬‬

‫‪ -34‬هشام بلخنفر‪ ،‬الوساطة االتفاقية لحل نزاعات االستهالك‪ ،‬أية حماية للمستهلك؟‪ ،‬المجلة المغربية للدراسات و‬
‫االستشارات القانونية ‪ ،‬ب ط‪ ،‬ب م‪ ،‬ب س‪ ،‬ص‪.57:‬‬
‫‪ -35‬هشام بلخنفر‪ ،‬الوسائل البديلة لحل نزاعات االستهالك الوساطة نمودجا‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‬
‫تخصص المقاولة و القانون‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات ‪،‬‬
‫‪ ،2013/2012‬ص‪.71 :‬‬
‫‪ -36‬بنسالم اوديجا‪ ،‬إدماج الوساطة في النظامين القانوني و القضائي بالمغرب‪ ،‬السياق العام‪ ،‬اإلشكاليات المطروحة‪،‬أي‬
‫دور للمحاميفي التجربة‪ ،‬ندوة االحتفال بالذكرى الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى‪،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،2017 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.375‬‬

‫‪21‬‬
‫لذلك فال وساطة اإلتفاقية تمنح فرصا أكبر في اختيار جهة فض النزاع‪ ،‬عكس ما هو‬
‫عليه األمر بالنسبة للقضاء الرسمي حيث ال سلطة لألطراف في تعيين القاضي‪.37‬‬
‫‪ -2-2-1‬حق المستهلك في النصح‬
‫تمكن مسطرة الوساطة المستهلك من المشاركة في وضع القرار و التوصل إلى حل‪ ،‬و‬
‫ذلك عن طريق الحوار و التفاوض المباشر أو غير المباشر مع المهني‪ ،‬بإشراف الوسيط‬
‫الذي يكون ملزما بتقديم النصح‪ ،38‬هذا اإللتزام األخير يعتبر مهما إلى درجة قصوى بالنسبة‬
‫للمستهلك الذي يعد طرفا ضعيفا في العالقة التعاقدية ‪ ،‬حيث إنه فضال عن إلتزام الوسيط‬
‫بإعالم األطراف المتنازعة بقبول المهمة المسندة إليه بموجب الفصل ‪ 327.76‬من ق م م‪،‬‬
‫يجب عليه كذلك تقديم النصح الكافي للطرفين‪ ،‬و خاصة الطرف المستهلك في العقد‪ ،‬و‬
‫بالتالي يعد هذا اإللتزام من أهم مميزات الوسيط مقارنة مع المحكم أو القاضي‪ ،‬إذ هؤالء‬
‫ينظرون في النزاع دون الحاجة إلى تقديم أي نصح أو إرشاد‪.39‬‬
‫و بالرجوع لقانون المسطرة المدنية المنظم للوساطة االتفاقية ال نجده ينص على هذا‬
‫اإللتزام‪ ،‬بل حتى قانون ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير حماية المستهلك ال ينص على هذا‬
‫اإللتزام‪ ،‬و نظرا ألهميتة هذا اإللتزام‪ ،‬يمكن اعتبار الفصل ‪ 83‬من ق ل ع‪ 40‬أساس هذا‬
‫اإللتزام ‪ ،‬إذ أنه من واجب الوسيط أن يقدم النصيحة بحكم وظيفته‪.‬‬
‫‪ -3-2-1‬حق المستهلك في التفكير‬
‫من خالل مكنة النصح و الحوار التي يستفيد منها المستهلك في هذه الوسيلة الموازية‬
‫لتسوية نزاع االستهالك‪ ،‬يعرف المستهلك مركزه القانوني و مصلحته و اآلثار التي يمكن‬
‫أن تترتب عن الصلح ‪ .‬لذلك فالمستهلك يملك حق التفكير في مواصلة المسطرة أو االنتقال‬
‫إلى التحكيم أو القضاء‪.‬‬
‫على غرار حق المستهلك في النصح‪ ،‬لم يتطرق المشرع سواء في قانون الوساطة‬
‫االتفاقية أو القانون رقم ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير حماية المستهلك لمبدأ حق األطراف‬
‫‪37-‬‬‫‪Mohammed Ouzeroual, Comment choisir un médiateur ? Les critères cleés a prendre en‬‬
‫‪compte dans le choix d’un médiateur, Revue marocaine de médiation et d’arbitrage, N²4,‬‬
‫‪2eme Ed ; 2009, p :118.‬‬
‫‪ -38‬رشيد الوردي‪ ،‬الوساطة اإلتفاقية من خالل القانون رقم ‪ ،08.05‬رسالة لنيل شهادة الماستر تخصص القانون المدني‪،‬‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بفاس‪ ،2008-2007 ،‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ -39‬رشيد الوردي‪ ،‬الوساطة اإلتفاقية من خالل القانون رقم ‪ ،08.05‬م س ‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫‪ -40‬ينص الفصل ‪ 83‬من ق ل ع على أن‪ ":‬مجرد النصيحة أو التوصية ال تترتب عليها مسؤولية صاحبها‪ ،‬إال في‬
‫الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬إذا أعطى النصيحة قصد خداع الطرف اآلخر‪.‬‬
‫‪-2‬إذا كان بسبب تدخله في المعاملة بحكم وظيفته‪ ،‬قد ارتكب خطأ جسيما‪ ،‬أي خذأ ما كان ينبغي أن يرتكبه شخص في‬
‫مركزه‪ ،‬و نتج عن هذا الخطأ ضرر للطرف اآلخر‪.‬‬
‫‪-3‬إذا ضمن نتيجة المعاملة‪.".‬‬

‫‪22‬‬
‫في ا لتفكير قبل قبول الحل‪ ،‬غير أنه تظهر أهمية إقرار هذا المبدأ باالستناد إلى منع الرجوع‬
‫في عقد الصلح بموجب الفصل ‪ 1106‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.41‬‬
‫أمام هذا الفراغ القانوني لتنظيم حقوق المستهلك في إطار وسيلة الوساطة االتفاقية‪ ،‬كان‬
‫حريا بالمشرع المغربي أن يفرض إلتزام النصح لمصلحة المستهلك و أن يخول هذا األخير‬
‫حق االختيار و حق التفكير ‪ ،‬ألنه بوجه عام تتكون العقود االستهالكية من طرف مهني‬
‫محترف و قوي اقتصاديا‪ ،‬و طرف ضعبف هو المستهلك ‪ ،‬و لهذا فالغاية من سلوك‬
‫مسطرة الوساطة هي حماية الطرف المستهلك و كذلك قض هذه النزاعات بشكل سريع‬
‫تأكيدا لخاصية السرعة التي تطغى في المجال التجاري‪.‬‬
‫‪ -2-2‬محدودية الوساطة في حماية المستهلك‬
‫بقدر ما تحمل الوساطة من آثار إيجابية على الطرفين‪ ،‬فإنها قد تحمل أيضا آثارا‬
‫تهدد حماية حقوق المستهلك‪ ،‬خصوصا أمام غياب إطار قانوني محكم لها يراعي‬
‫خصوصيات نزاعات االستهالك‪ ،‬فّإذا كانت إيجابيتها تتمثل في تقديم المهني خاللها‬
‫مجموعة من التنازالت خوفا من التشهير السلبي به ّأمام القضاء و الجرائد‪ ،‬فإن المستهلك‬
‫عندما يكون في موقف ضعف قد يقدم تنازالت أو ينشأ التزامات قد تضر بمصالحه‪ ،‬أمام‬
‫محدودية القضاء في الرقابة عليها‪. 42‬‬
‫ل ذلك تتمظهر هذه محدودية الوساطة بين المهني و المستهلك في حاالت متعددة أهمها‬
‫استغالل جهل المستهلك لحقوقه‪ ،‬ثم ضعف الرقابة القضاائية على هذه المسطرة‪.‬‬
‫‪ -1-2-2‬استغالل جهل المستهلك لحقوقه‬
‫ال مراء أن المستهلك يعتبر طرف ضعيف في إطار المساطر الودية لتسوية النزاع‪،‬‬
‫خاصة أنه أمام جهله لحقوقه قد يكون عرضة للتطاول عليه‪ ،‬و هو المعبر عنه بنظرية‬
‫استغالل ضعف و جهل المستهلك لحقوقه في المادة ‪ 59‬من القانون رقم ‪ 31.08‬القاضي‬
‫بتحديد تدابير حماية المستهلك‪.43‬‬
‫لذلك‪ ،‬و بما أن الوساطة تنتهي بعقد الصلح الذي قد يتضمن إنشاء إلتزامات جديدة أو‬
‫تقديم تنازالت ‪ ،‬فإنه في الحالة األولى التي يتضمن فيها عقد الصلح إلتزامات جديدة تلقي‬
‫أعباء تقيلة على المستهلك و التي ال شك تتنافى مع األحكام العامة المقررة لحمايته ‪ ،‬ال‬
‫يمكن الدفع بالغلط في في عقد الصلح ألنه ممنوع بموجب الفصل ‪ 1112‬من ق ل ع‪ ،‬و‬
‫تبعا لذلك تكون حقوق المستهلك على المحك حيث ال يجوز له الرجوع عن عقد الصلح‬

‫‪ -41‬هشام بلخنفر‪ ،‬الوساطة االتفاقية لحل نزاعات االستهالك‪ ،‬أية حماية للمستهلك‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.63 :‬‬
‫‪ - -42‬هشام بلخنفر‪ ،‬الوساطة االتفاقية لحل نزاعات االستهالك‪ ،‬أية حماية للمستهلك‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.65 :‬‬
‫‪ -43‬تنص المادة ‪ 59‬من القانون رقم ‪ 31.08‬على أنه‪ ":‬يقع باطال بقوة القانون كل التزام نشأ بفعل استغالل ضعف أو‬
‫جهل المستهلك مع حفظ حقه في استرجاع المبالغ المؤداة من طرفه و تعويضه عن األضرار الالحقة"‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫لكونه يخضع لمقتضيات المادة ‪ 230‬من ق ل ع‪ /‬و هو ما أكدته محكمة النقض في قرار‬
‫لها بتاريخ ‪.442002/02/27‬‬
‫و حتى طرق الطعن في الصلح المنصوص عليها في الفصل ‪ 1111‬من ق‪.‬ل‪.‬ع تبقى‬
‫قاصرة وعاجزة على حماية المستهلك خاصة لصعوبة إثباتها ‪ ،‬لذلك يمكن التأكيد على‬
‫محدودية أحكام الوساطة المنصوص عليها في ق م م في حماية المستهلك في منازعات‬
‫عقود االستهالك ‪.‬‬
‫‪ -2-2-2‬ضعف الرقابة القضائية‬
‫إن مراقبة القضاء للوساطة تبدأ أوال من تقرير اللجوء إلى هذه األخيرة إراديا من قبل‬
‫طرفي النزاع وفق أحكام المادتين ‪ 53‬و ‪ 54‬من القانون رقم ‪ ،08.05‬إذ أنه ال يمكن‬
‫اعتماد هذه المسطرة إال إذا ورد ذلك كتابة إما بعقد رسمي أو عرفي أو بموجب محضر‬
‫يحرر أمام المحكمة إذا ما كانت المسطرة القضائية جارية و في هذه الحالة يرفع إلى علم‬
‫المحكمة في أقرب اآلجال و يترتب عليه وقف المسطرة‪.‬‬
‫ثم تشمل المراقبة القضائية مدى احترام مقتضيات الفصل ‪ 62‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬المتعلق‬
‫بالسبب الذي ينص على أن اإللتزام الذي ال سبب له أو المبني على سبب غير مشروع يعد‬
‫كأن لم يكن و يعد السبب غير مشروع إذا كان مخالفا للنظام أو القانون أو األخالق الحميدة‪.‬‬
‫و في األخير تنظر المحكمة في طلب تذييل الصلح الناتج عن الوساطة بالصيغة‬
‫التنفيذية ‪ ،‬بحيث تكون لها السلطة الكاملة في مراقبة مدى احترام االتفاق شكال و موضوعا‬
‫للقوانين النافذة بالمغرب خاصة ما يتعلق منها بالنظام العام الدولي و الوطني حسب طبيعة‬
‫العقد أة االتفاق المبرم‪.45‬‬
‫بالرغم من وجود مظاهر المراقبة القضائية هذه‪ ،‬إال أنه مع ذلك تبقى هذه المراقبة‬
‫محدودة ال تكرس أدنى حماية قانونية للمستهلك ‪ ،‬األكثر من ذلك و في ظل التطورات‬
‫التقنية المستحدثة يتوجب تمكين الجهاز القضائي من آليات الرصد و المراقبة لإلتفاقات و‬
‫التسويات التي تتم في إطار المجال االفتراضي‪.‬‬

‫‪ -44‬قرار محكمة النقض‪ -‬المجلس األعلى سابقا‪ -‬عدد ‪ 724‬بتاريخ ‪ 2002/02/27‬ملف مدني عدد ‪ ، 99/2/1/114‬جاء‬
‫فيه أن ‪ ":‬عقد الصلح يعتبر التزاما بإرادة الطرفين‪ ،‬ال يجوز الرجوع فيه و أن المحكمة لما ذهبت عكس هذا االتجاه تكون‬
‫قد خرقت مقتضيات الفصل ‪ 230‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪".‬‬
‫أورده هشام بلخنفر‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.67 :‬‬
‫‪ -45‬عبد الحميد كميرو‪ ،‬الوساطة في حل المنازعات‪ ،‬دراسة في ضوء القانون رقم رقم ‪ ، 08.05‬رسالة بحث نهاية‬
‫تدريب الملحقين القضائيين‪ ،‬المعهد العالي للقضاء بالرباط‪ ،2009/2007 ،‬ص‪.69 :‬‬

‫‪24‬‬
‫ب‪ -‬دور التحكيم في تسوية منازعات عقود اإلستهالك‬
‫يعتبر التحكيم نظام موازي لتسوية النزاعات‪ ،‬و الهدف منه عدم عرض النزاع على‬
‫القضاة الذين تعينهم الدولة للنظر فيه‪ ،‬و إنما يتم عرضه بشكل إرادي من قبل األطراف‬
‫على محكم أو عدة محكمين يباشرون نفس األدوار التي يقوم بها القاضي‪ ،‬و لكن بصورة‬
‫خاصة‪ .46‬غير أنه في الوقت الذي لم ينص المشرع في القانون رقم ‪ 31.08‬المتعلق بتحديد‬
‫تدابير حماية المستهلك على إمكانية اللجوء إلى التحكيم في نزاعات االستهالك‪ ،‬يرى‬
‫البعض عدم قابلية عقود االستهالك للتسوية عن طريق التحكيم‪ ،‬باالستناد على الفصل ‪308‬‬
‫و ‪ 309‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ورغم أن هذا التوجه له ما يبرره‪ ،47‬فإننا نرى بجواز اللجوء إلى‬
‫التحكيم كطريق موازي لتسوية نزاعات عقود االستهالك‪ ،‬استنادا إلى المادة ‪ 308‬من ق م‬
‫م‪ ،‬و التي تجيز لجميع األشخاص ذوي االهلية الكاملة أن يبرمو اتفاق التحكيم في الحقوق‬
‫التي يملكون حرية التصرف فيها ضمن الحدود و اإلجراءات المنصوص عليها قانونا‪ .‬لذلك‬
‫يمكن الحديث عن قواعد مسطرة التحكيم في نزاعات عقود االستهالك (‪ ،)1‬ثم ثانيا أثار‬
‫سلوك هذه المسطرة)‪.(2‬‬
‫‪ -1‬قواعد مسطرة التحكيم‬
‫يراد بالتحكيم حل نزاع من لدن هيئة تحكيمية تتلقى من األطراف مهمة الفصل‬
‫في النزاع بناء على اتفاق تحكيم حسب الفصل ‪ 306‬من ق م م‪ ،‬أما اتفاق التحكيم هو التزام‬
‫األطر اف باللجوء إلى التحكيم قصد حل نزاع نشأ أو قد ينشأ عن عالقة قانونية معينة‪،‬‬
‫تعاقدية أو غير تعاقدية‪ ،‬و الذي يكتسي شكل عقد تحكيم أو شرط تحكيم‪ .48‬و اشترط‬
‫المشرع قواعد للجوء إلى التحكيم(‪ )1-1‬بحيث يجب أن تتوفر شروط معينة في األطراف‪،‬‬

‫‪-46‬و يتمتع المحكم باختصاص الفصل في النزاع و إعطاء كل ذي حق حقه‪ ،‬دون أن تكون له سلطة إلجبار أحد األطراف‬
‫على تنفيذ قرار التحكيم‪ ،‬الذي يحمل صفة الحكم ألنه يصدر بناء على مقتضيات النصوص القانونية الجاري به العمل‪ ،‬و‬
‫بالتالي يصير قابال للتنفيذ‪ ،‬بعد استصدار أمر من المحكمة المختصة‪.‬‬
‫انظر المهدي العزوزي‪ ،‬تسوية نزاعات االستهالك‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪78 :‬‬
‫‪ -47‬سلمى مبتكر‪ ،‬الوساطة و التحكيم في المنازعات االستهالكية‪ ،‬أية حماية‪ ،‬مقال منشور بجلة القانون و األعمال الدولية‪،‬‬
‫منشور بالموقع التالي‪ ،www.droitetentreprise.com:‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 2021/06/05‬على الساعة العاشرة‬
‫صباحا‪.‬‬
‫باإلطالع على الفصل ‪ 308‬و ‪ 309‬من ق م م‪ ،‬يتبين أن نطاق التحكيم هو الحقوق المالية و عقود التجارة التي تدخل في‬
‫اختصاص المحاكم التجارية‪ ،‬و أنه ال يجوز أن يبرم اتفاق التحكيم بشأن تسوية النزاعات التي تهم حالة األشخاص و‬
‫أهلستهم أو الحقوق الشخصية ‪.‬‬
‫و ال يخفى أن عقود االستهالك تعد من العقود المختلطة‪ ،‬فهي تجارية إذا نظرنا إليها من جانب المهني و مدنية إذا نظرنا‬
‫إليها من جانب المستهلك‪ ،‬و بالتالي تخرج عن نطاق التحكيم و تدخل في اختصاص قضاء الدولة‪ ،‬لكن األمر يختلف‬
‫بالنسبة لعقد التحكيم الذي يقع صحيحا ألنه يأتي في مرحلة الحقة لنشوء النزاع‪ ،‬و يوفر حماية للمستهلك و يكرسه حقه في‬
‫االختيار‪ ،‬خالفا لشرط التحكيم الذي يرد في العقد بشكل مسبق أثناء التعاقد و ال يتوقف على إرادة المستهلك‪ ،‬و يعتبر بذلك‬
‫شرطا تعسفيا باطال‪.‬‬

‫‪ -48‬الفصلين ‪ 307‬من ق م م‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫و شروط معينة في االتفاق التحكيمي‪ ،‬فضال عن طريقة تشكيل الهيئة التحكيمية و إصدار‬
‫الحكم التحكيمي (‪.)2-1‬‬
‫‪ -1-1‬قواعد اللجوء إلى التحكيم‬
‫عند اللجوء إلى التحكيم يشترط توفر مجموعة من القواعد‪ ،‬منها ما يتعلق باألشخاص(‪-1‬‬
‫‪ )1-1‬و منها ما يتعلق باالتفاق التحكيمي(‪.)2-1-1‬‬
‫‪ -1-1-1‬القواعد المتطلبة في األشخاص‬
‫ينص الفصل ‪ 308‬من ق م م على أنه‪" :‬يجوز لجميع األشخاص من ذوي األهلية‬
‫الكاملة سواء كانوا طبيعيين أو معنويين أن يبرموا اتفاق تحكيم في الحقوق التي يملكون‬
‫حرية التصرف‪ ،"...‬لذلك يجب أن يتوفر عنصر الرضا لدى الطرفين و خاصة لدى‬
‫المستهلك‪ ،‬وذلك العتبار التحكيم يتم اللجوء إليه قصد حل نزاع نشأ أو قد ينشأ عن عالقة‬
‫تعاقدية معينة كما هو الحال بالنسبة لعقود االستهالك‪.‬‬
‫كما أن المالحظ من مقتضيات النص أعاله‪ ،‬أن المشرع استلزم توفر الشخص الذي‬
‫يرغب في اللجوء إلى التحكيم على األهلية‪،‬بمعنى يجب أن يتفر المستهلك على األهلية‬
‫الالزمة‪ ،‬غير ّأنه لم يحدد نوع هذه األهلية التي يتعين توافرها‪ ،‬هل هي للتصرف أم‬
‫لإلدارة فقط‪ ،‬لكن ما دام التحكيم تصرفا قد ينقل الحقوق‪ ،‬و يؤثر سلبا على الذمة المالية‬
‫للمحتكم‪ ،‬فإن أهلية التصرف هي المتطلبة‪.49‬‬
‫و باإلضافة إلى األهلية‪ ،‬فإنه ينبغي التوفر على ملكية التصرف في الحق موضوع‬
‫التحكيم اطالقا من مقتضيات الفصل ‪ 308‬أعاله‪ ،‬فصاحب حق التصرف –المستهلك‪ -‬هو‬
‫الذي يمكن له االتفاق في عقد التحكيم‪.‬‬
‫‪ -2-1-1‬القواعد المتطلبة في االتفاق التحكيمي‬
‫يتطلب في االتفاق التحكيمي وجود شرط الكتابة‪ ،‬باإلضافة إلى اختيار المحكم‪.‬‬
‫‪ -‬شرط الكتابة‪ :‬بالرجوع إلى الفصل ‪ 313‬من ق م م ‪ ،‬نجد أن المشرع أوجب تحرير‬
‫اتفاق التحكيم كتابة سواء بعقد رسمي أو عرفي أو عن طريق محضر ينجز أمام‬
‫الهيئة التحكيمية‪ ،‬كما يعتبر التحكيم مكتوبا إذا ورد في وثيقة موقعة من األطراف أو‬
‫في رسائل متبادلة من وسائل االتصال‪.‬‬
‫وقد تضمن القانون رقم ‪ 08.05‬صورة جديدة التفاق التحكيم حيث نصت الفقرة‬
‫األخيرة من الفصل ‪ 313‬على شرط التحكيم باإلحالة‪ ،‬و هو كل إحالة في عقد‬

‫‪ -49‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة النداح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،2015 ،‬‬
‫ص‪.300:‬‬

‫‪26‬‬
‫مكتوب إلى أحكام عقد نموذجي أو اتفاقية دولية‪ ،‬أو إلى أي وثيقة أخرى تتضمن‬
‫شرطا تحكيميا إذا كانت اإلحالة واضحة في اعتبار هذا الشرط جزء من العقد‪.50‬‬
‫‪ -‬اختيار المحكم‪ :‬بداية المحكم قد يكون شخصا ذاتيا أو معنويا‪ ،‬و في حالة تعيين‬
‫الشخص المعنوي فإن هذا الشخص ال يتمتع بصالحية تنظيم التحكيم و ضمان سيره‬
‫على النحو الذي أشارت إليه الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 320‬من ق م م‪ ،‬و هناك‬
‫عدة شروط ينبغي أن توافرها في المحكم عندما يكون شخصا ذاتيا‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون كامل األهلية‪ ،‬فال يصح أن يكون المحكم ناقص األهلية أو عديمها‪،‬‬
‫حيث إن ناقص األهلية غير أهل إلبرام تصرفاته الشخصية و من باب أولى‬
‫التحكيم في تصرفات الغير‪.‬‬
‫‪ -2‬أال يكون قد سبق الحكم عليه بحكم نهائي باالدانة في جريمة مخلة بالشرف أو‬
‫صفات االستقامة و االداب العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬أال يكون صدر ضده حكم نهائي بالحرمان من أهلية ممارسة التجارة‪.‬‬
‫‪ -4‬أال يكون صدر ضده حكم نهائي بالحرمان من أي حق من حقوقه المدنية‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الهيئة التحكيمية و الحكم التحكيمي‬
‫فضال عن قواعد اللجوء إلى مسطرة التحكيم‪ ،‬تجب اإلشارة إلى أن المشرع خصص‬
‫الفصول من ‪ 327.2‬إلى ‪ 327.38‬من ق م م إلى كل من الهيئة التحكيمية ‪ ،‬و‬
‫الحكم التحكيمي‪.‬‬
‫‪ -1-2-1‬الهيئة التحكيمية‬
‫تطرق المشرع المغربي لموضوع تشكيل الهيئة التحكيمية من خالل الفصل ‪327.2‬‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫األصل أو الحد األدنى لعدد المحكمين هو محكم واحد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إمكانية تعدد المحكمين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعدد المحكمين مشروط بأن يكون العدد وترا‪ ،‬كأن يكون العدد ثالثة أو خمسة أو‬ ‫‪-‬‬
‫أكثر‪ ،‬و ذلك تجت طائلة تابطالن‪.‬‬
‫تعيين المحكمين يكون باالتفاق‪ ،‬أو بالخضوع لنظام المؤسسة المشرفة على التكيم إذا‬ ‫‪-‬‬
‫كان التحكيم مؤسساتيا‪.‬‬
‫في حالة عدم اتفاق األطراف على عدد المحكمين يكون العدد ثالثة بحكم القانون‪.51‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -50‬أسماء عبيد‪ ،‬التحكيم في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية و االجتماعية و االقتصادية سال جامعة محمد الخامس‪ ،2009/2008 ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ -51‬أشرف فايز اللمساوي‪ ،‬موسوعة قانون المسطرة المدنية‪ ،‬الجزء ‪ ،3‬ط‪ ،1‬الشركة المغربية لتوزيع الكتاب‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،2015 ،‬ص‪.24 :‬‬

‫‪27‬‬
‫و قد بين المشرع اإلجراءات الواجب اتباعها في حالة عدم تعيين الهيئة التحكيمية‬
‫مسبقا من قبل األطراف‪ 52‬بموجب الفصل ‪ 327.6‬من ق م م‪ ،‬حيث ربطها بقبول المحكم‬
‫أو المحكمين للمهمة المعهود إليهم بها‪.‬‬
‫كما أوجب المشرع في الفصل ‪ 327.9‬من ذات القانون " على الهيئة التحكيمية‪ ،‬قبل‬
‫النظر في الموضوع‪ ،‬أن تبت إما تلقائيا أو بطلب من أحد األطراف‪ ،‬في صحة أو حدود‬
‫اختصاصاتها‪ ،‬أو في صحة اتفاق التحكيم و ذلك بأمر غير قابل للطعن وفق نفس شروط‬
‫النظر في الموضوع و في الوقت‪."...‬‬
‫كما خول القانون رقم ‪ 08.05‬للهيئة التحكيمية القيام بكل إجراءات التحقيق من استماع‬
‫للشهود أو تعيين خبراء بناء على الفصل ‪ ،327.11‬فضال على أن القانون المذكور خول‬
‫للهيئة التحكيمية صالحية األمر باإلجراءات التحفظية ‪ ،‬و ذلك من خالل الفصل ‪،327.15‬‬
‫حيث لدعيم فعالية هذا اإلجراء يجوز للطرف الذي صدر األمر لصالحه اإللتجاء إلى رئيس‬
‫المحكمة المختصة بقصد استدار أمر بالتنفيذ‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬الحكم التحكيمي‬
‫بعد استنفاد المراحل السابقة‪ ،‬يمكن للهيئة التحكيمية أن تصدر حكم تحكيمي بأغلبية‬
‫أصوات المحكمين ‪ ،‬و الذي يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ 327.23‬من ق م م حيث يصدر الحكم التحكيمي كتابة ويجب أن يشار فيه إلى‬
‫اتفاق التحكيم وأن يتضمن عرضا موجزا للوقائع وادعاءات األطراف ودفوعاتهم على‬
‫التوالي والمستندات وبيان النقط التي تم الفصل فيها بمقتضى الحكم التحكيمي وكذا منطوقا‬
‫لما قضي به‪ ،‬و يجب أن يكون معلال ما لم يتفق األطراف على غير ذلك‪ .‬و قد خصص‬
‫الفصل ‪ 327.2453‬للبيانات التي يجب أن يتضنها هذا الحكم‪.‬‬

‫‪ -52‬ينص الفصل ‪ 327.6‬على أنه ‪ ":‬ال يعتبر تشكيل الهيئة التحكيمية كامال إال إذا قبل المحكم أو المحكمون المعينون‬
‫المهمة المعهود إليهم بها‪.‬‬
‫ويجب على المحكم الذي قبل مهمته أن يفصح كتابة عند قبوله عن أي ظروف من شأنها إثارة شكوك حول حياده‬
‫واستقالله ‪.‬‬
‫يثبت قبول المهمة كتابة بالتوقيع على اتفاق التحكيم أو بتحرير عقد ينص على الشروع في القيام بالمهمة‪.‬‬
‫يجب على كل محكم أن يستمر في القيام بمهمته إلى نهايتها‪.‬‬
‫وال يجوز له‪ ،‬تحت طائلة دفع تعويضات أن يتخلى عنها دون سبب مشروع بعد قبولها‪ ،‬وذلك بعد إرساله إشعارا يذكر‬
‫فيه أسباب تخليه"‪.‬‬
‫‪ -53‬ينص الفصل ‪ 327.24‬على أن‪" :‬يجب أن يتضمن الحكم التحكيمي بيان ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬أسماء المحكمين الذين أصدروه وجنسياتهم وصفاتهم وعناوينهم؛ ‪2 -‬تاريخ صدوره؛‬
‫‪ -‬مكان إصداره؛‬
‫‪ -‬األسماء العائلية والشخصية أللطراف أو عنوانهم التجاري وكذا موطنهم أو مقرهم االجتماعي‬
‫‪ -‬وإن اقتضى الحال‪ ،‬أسماء المحامين أو أي شخص مثل األطراف أو آزرهم‬
‫يتعين أن يتضمن حكم التحكيم تحديد أتعاب المحكمين ونفقات التحكيم وكيفية توزيعها بين األطراف‪ ،‬وإذا لم يتم االتفاق‬
‫بين األطراف والمحكمين على تحديد أتعاب المحكمين فيتم تحديدها بقرار مستقل من هيئة التحكيم ويكون قرارها بهذا‬
‫الشأن قاب ل للطعن أمام رئيس المحكمة المختصة الذي يكون قراره في هذا الموضوع نهائيا غير قابل ألي طعن‪".‬‬

‫‪28‬‬
‫أما بخصوص حجية الحكم التحكيمي‪ ،‬فإنه يكتسب بمجرد صدوره حجية الشيئ المقضي‬
‫به بخصوص النزاع الذي تم الفصل فيه‪ ،‬إال في حالة وجود شخص معنوي عام فينبغي‬
‫ضرورة تخويله الصيغة التنفيذية حتى يكتسب حجيته‪.‬‬
‫و ال ينفذ الحكم التحكيمي إال بمقتضى أمر بتخويل الصيغة التنفيذية يصدره رئيس‬
‫المحكمة الصادر في دائرتها الحكم التحكيمي‪.54‬‬
‫‪ -2‬أثار التحكيم في تسوية منازعات عقود اإلستهالك‬
‫بعد الحديث عن األحكام والقواعد العامة لمسطرة التحكيم كما هي منظمة في قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬و في ظل غياب تنظيم قانوني لهذه المسطرة خاص بمنازعات عقود‬
‫االستهالك‪ ،‬يمكن الحديث عن محدودية دور التحكيم في تسوية منازعات عقود االستهالك‬
‫‪.‬بعد إدراك خطورة هذه المسطرة على حقوق المستهلك‪.‬‬
‫إن شرط التحكيم الذي يمكن أن يدرج في عقد االستهالك إلى جانب الشروط العقدية‬
‫األخرى ليس كباقي الشروط ألنه يتعلق بالجهة التي يتم االحتكام إليها لتسوية النزاعات الني‬
‫يمكن أن تنشأ بين األطراف‪ ،‬و بالتالي إذا وضع بدون رضا المستهلك قهو يعتبر شرط‬
‫تعسفي محض‪.‬‬
‫و إن كان المشرع نص في البند ‪ 17‬من المادة ‪ 18‬من قانون حماية المستهلك أنه يعتبر‬
‫شرطا تعسفيا ‪" :‬إلغاء أو عرقلة حق المستهلك في إقامة دعاوى قضائية أو اللجوء إلى‬
‫طرق الطعن‪ ،"...‬فهذا الفصل لم يتحدث عن الوسائل الموازية للقضاء في تسوية منازعات‬
‫االستهالك‪ ،‬بل اقتصر على القضاء الرسمي‪.‬‬
‫و هناك عدة اعتبارات تعضض محدودية مسطرة التحكيم في فض منازعات عقود‬
‫االستهالك ‪:‬‬
‫‪ -‬إن المحكم ال يضع اقتراحات كما هو الشأن بالنسبة للوسيط في شرط الوساطة‪ ،‬ألن‬
‫قرار التحكيم يعد واجب التنفيذ و ملزن للطرفين‪ ،‬إذ على المستهلك الخضوع لقرار‬
‫التحكيم كيفما كانت نتيجته‪ ،‬األكثر من ذلك المهني هو الذي ينفرد بصياغة شروط‬
‫العقد‪ ،‬و كذا اختيار المحكم للبت في النزاع‪.55‬‬
‫‪ -‬القر ار التحكيمي محصن من الطعن باستثناء الطعن بإعادة النظر (الفصل ‪327.34‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م) و الطعن بتعرض الخارج عن الخصومة ( الفصل ‪ 327.35‬من ق‪.‬م‪.‬م)‬
‫و الطعن بالبطالن ( الفصل ‪327.36‬من ق‪.‬م‪.‬م)‪.‬‬

‫‪ -54‬أشرف فايز اللمساوي‪ ،‬موسوعة قانون المسطرة المدنية‬


‫‪ -55‬المهدي العزوزي‪ ،‬تسوية نزاعات االستهالك‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.81 :‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -‬نظام التحكيم ال يستجيب للحاجات الملحة للمستهلكين‪ ،‬كونه يرهق المستهلك بالتكلفة‬
‫ا لعالية إللتماس العدالة‪ ،‬فهذه التكلفة ال تتناسب البتة مع ثمن الثالجة أو جهاز‬
‫التكييف أو السيارة الخاصة العادية‪ ...‬و بذلك تبقى إمكانية اقتضاء حقه‪-‬المستهلك‪-‬‬
‫مسألة نظرية‪ .‬و في الوقت الذي يعجز فيه المستهلك على تفعيل نظام التحكيم‪ ،‬فإن‬
‫الطرف المهني سوف يحرص على تضمين هذه العقود لشرط التحكيم‪ ،‬و مع مرور‬
‫الوقت سيتحول إلى شرط نمطي‪ ،‬مما يجعل المهني في مأمن ضد أية مطالبات‬
‫قضائية من المستهلكين‪.56‬‬
‫و حتى القضاء المغربي يتجه ّإلى حماية الطرف الضعيف في هذه العالقات التعاقدية ‪،‬‬
‫ففي قرار لمحكمة النقض – المجلس األعلى سابقا‪ -‬بتاريخ ‪ 2005/07/09‬اعتبر أن "‬
‫الدفع بعدم قبول الدعوى لوجود شرط تحكيمي يعد دفعا من نوع خاص‪ ،‬و اللجوء‬
‫للقضاء لمناقشة موضوع الدعوى أمامه‪ ،‬يعد تنازال ضمنيا عن التوجه للتحكيم لفض‬
‫النزاع الناشئ بين الطرفين ‪ ،‬مادام األصل هو التقاضي أمام قضاء الدولة الرسمي‪ ،‬و‬
‫االستثناء هو المثول أمام جهة تحكيمية"‪.57‬‬
‫لذلك‪ ،‬و رغبة في حماية المستهلك في منازعات عقود االستهالك‪ ،‬حبذا لو تدخل‬
‫المشرع و نظم مسطرة التحكيم في نص خاص مثل القانون رقم ‪ 31.08‬المتعلق بتحديد‬
‫تدابير حماية المستهلك مع األخذ بعين االعتبار خصوصيات منازعات االستهالك ‪ ،‬و‬
‫إال يجب اعتبار شرط التحكيم شرطا تعسفيا باطل أسوة بالتشريعات المقارنة ‪ ،‬ألن‬
‫مجرد قبول المستهلك لشرط التحكيم ال يكفي بحيث غالبا ما يدعن بهذا الشرط عن علم‬
‫أو بدونه‪ .‬و بذلك تبقى وسيلة التحكيم المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 08.05‬غير‬
‫فعالة في تسوية منازعات عقود االستهالك‪.‬‬

‫‪ -56‬المهدي العزوزي ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.81 :‬‬


‫‪ -57‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 1003‬بتاريخ ‪ ، 2005/07/09‬ملف تجاري عدد ‪ ،2005/1/3/59‬منشور بمجلة قضاء‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،2009 ،71‬ص‪.223 :‬‬

‫‪30‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫ختاما يمكن القول أن المشرع من خالل تنظيمه لوسائل تسوية منازعات عقود‬
‫اإلستهالك حاول أن يخلق نوع من التوازن بين مصلحة المستهلك والمهني أو المورد‬
‫‪،‬وذلك عبر تحديد مجموعة من اإلجراءات التي يتعين اتباعها من أجل الفصل في‬
‫النزاعات التي قد تنشأ بينهم لكن ذلك ليس كافيا لتحقيق األهداف المنشودة‬

‫‪31‬‬
‫الئحة منابع العرض‬

‫الكتب‬

‫نورالدين الرحالي‪ ،‬التطبيقات العملية الحديثة في قضايا االستهالك‪ ،‬مكتبة‬ ‫➢‬


‫الرشاد سطات‪،‬‬
‫➢ المهدي العزوزي‪ ،‬تسوية نزاعات االستهالك‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‬
‫‪2013 ،‬‬
‫➢ ‪ . 28‬أشرف فايز اللمساوي‪ ،‬موسوعة قانون المسطرة المدنية‪ ،‬الجزء ‪ ،3‬ط‪،1‬‬
‫الشركة المغربية لتوزيع الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪،2015 ،‬‬
‫➢ ‪ 24‬نورالدين الرحالي ‪ ،‬التطبيقات العملية الحديثة في قضايا االستهالك ‪ ،‬ط ‪-1‬‬
‫مكتبة الرشاد السطات ‪،2014‬‬
‫➢ عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة النداح‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،2015 ،‬‬
‫➢ بنسالم اوديجا‪ ،‬إدماج الوساطة في النظامين القانوني و القضائي بالمغرب‪ ،‬السياق‬
‫العام‪ ،‬اإلشكاليات المطروحة‪،‬أي دور للمحاميفي التجربة‪ ،‬ندوة االحتفال بالذكرى‬
‫الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى‪،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،2017 ،‬ص‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫? ‪Mohammed Ouzeroual, Comment choisir un médiateur‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪Les critères cleés a prendre en compte dans le choix d’un‬‬
‫‪médiateur, Revue marocaine de médiation et d’arbitrage,‬‬
‫‪N²4, 2eme Ed ; 2009‬‬
‫الرسائل‪:‬‬
‫➢ رشيد الوردي‪ ،‬الوساطة اإلتفاقية من خالل القانون رقم ‪ ،08.05‬رسالة لنيل شهادة‬
‫الماستر تخصص القانون المدني‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية بفاس‪2008-2007 ،‬‬
‫➢ هشام بلخنفر‪ ،‬الوسائل البديلة لحل نزاعات االستهالك الوساطة نمودجا‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫شهادة الماستر في القانون الخاص تخصص المقاولة و القانون‪ ،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات ‪2013/2012 ،‬‬

‫‪32‬‬
‫➢ عبد الحميد كميرو‪ ،‬الوساطة في حل المنازعات‪ ،‬دراسة في ضوء القانون رقم رقم‬
‫‪ ، 08.05‬رسالة بحث نهاية تدريب الملحقين القضائيين‪ ،‬المعهد العالي للقضاء بالرباط‪،‬‬
‫‪،2009/2007‬‬
‫‪ o‬أسماء عبيد‪ ،‬التحكيم في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االجتماعية و االقتصادية سال جامعة محمد‬
‫الخامس‪2008/2009 ،‬‬
‫‪ -‬المقاالت‪:‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪2009 ،71‬‬ ‫➢‬
‫أنس المدن‪ ،‬التدخل القضائي في المادة االستهالكية‪ ،‬مقال منشور على الموقع‬ ‫➢‬
‫االلكتروني ‪ COM.MAROC2DROIT.WWW‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 30‬ماي‬
‫‪ 2021‬على الساعة ‪.19:30‬‬
‫هشام بلخنفر‪ ،‬الوساطة االتفاقية لحل نزاعات االستهالك‪ ،‬أية حماية‬ ‫➢‬
‫للمستهلك؟‪ ،‬المجلة المغربية للدراسات و االستشارات القانونية ‪ ،‬ب ط‪ ،‬ب م‪ ،‬ب س‪،‬‬
‫سلمى مبتكر‪ ،‬الوساطة و التحكيم في المنازعات االستهالكية‪ ،‬أية حماية‪ ،‬مقال‬ ‫➢‬
‫بالموقع‬ ‫منشور‬ ‫الدولية‪،‬‬ ‫األعمال‬ ‫و‬ ‫القانون‬ ‫بجلة‬ ‫منشور‬
‫التالي‪ ،www.droitetentreprise.com:‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 05/06/2021‬على‬
‫الساعة العاشرة صباحا‪.‬‬
‫محمد األيوبي‪ ،‬التسوية اإللكترونية لمنازعات التجارة اإللكترزنية‪ ،‬مقال‬ ‫➢‬
‫منشور بمجلة المناظرة‪ ،‬العدد‪، 18‬ب م ‪ 18 ،‬يونيو ‪، 2016‬‬
‫محمد سالم‪ ،‬الطرق البديلة لحل النزاعات‪ ،‬التجربة األمريكية نمودجا‪ ،‬مقال‬ ‫➢‬
‫منشور بمجلة الطرق البديلة لتسوية المنازعات‪ ،‬العدد ‪،2‬مطبعة الفضالة المحمدية‪،‬‬
‫الرباط‪،2004 ،‬‬
‫محمد أطريف ‪ ،‬الوساطة اإلتفاقية على ضوء القانون رقم ‪ ، 08.05‬مقال‬ ‫➢‬
‫منشور بسلسلة دراسات و أبحاث ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ ،‬الرباط‪،2013 ،‬‬
‫عبد الحفيظ مشماشي‪ ،‬دور القضاء في حماية المستهلك‪ ،‬مجلة القانون‬ ‫➢‬
‫واالعمال ع ‪24،2018‬‬
‫صاحب المقال مجهول‪ ،‬جمعيات حماية المستهلك ‪ ،‬مقال منشور بالموقع‬ ‫➢‬
‫االلكتروني ‪ ،www,lawmorocco,com‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 05/06/2021‬على‬
‫الساعة العاشرة صباحا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪3 ................................................................................................... :‬‬
‫أوال‪ :‬التسوية القضائية لمنازعات عقود االستهالك ‪5 ...............................................‬‬
‫أ‪-‬التسوية القضائية لنزاعات االستهالك الفردية ‪5 ................................................‬‬
‫‪1-‬المحكمة المختصة بالبت في نزاعات االستهالك ‪5 .............................................‬‬
‫‪1-1-‬االختصاص النوعي ‪5 ...........................................................................‬‬
‫‪1-2-‬االختصاص المحلي ‪5 ...........................................................................‬‬
‫‪2-‬القواعد المسطرية لتسوية نزاعات االستهالك ‪6 ...............................................‬‬
‫‪2-1-‬االثبات في نزاعات االستهالك‪6 .............................................................. :‬‬
‫‪ -2-2‬التبليغ في نزاعات عقود االستهالك ‪8 .......................................................‬‬
‫‪ -3-2‬التقادم في نزاعات عقود االستهالك ‪8 .....................................................‬‬
‫ب‪ -‬دور جمعيات حماية المستهلك ‪10 ............................................................‬‬
‫‪1-‬الدعاوى التي تهدف الى المصلحة الجماعية للمستهلكين ‪10 .............................‬‬
‫‪-1-1‬الدعوى المدنية ‪10 ..............................................................................‬‬
‫‪ -2.1‬دعوى الغاء الشروط التعسفية‪11 ............................................................‬‬
‫‪2-‬تدخل الجمعيات لدعم مركز المستهلك أمام القضاء ‪11 ...................................... :‬‬
‫‪2-1-‬الشروط الواجب توافرها في المستهلكين ‪12 .............................................. :‬‬
‫‪ -2-2‬الشروط الواجب توفرها في الجمعية ‪12 ..................................................‬‬
‫ج‪ -‬بعض اآلليات الحمائية للمستهلك من طرف القضاء‪13 .................................. .‬‬
‫‪-1‬االمهال القضائي كألية لتفعيل الحماية القضائية للمستهلك ‪13 ............................‬‬
‫‪-2‬قاعدة تأويل العقد لفائدة المستهلك ‪13 ........................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التسوية الودية لمنازعات عقود اإلستهالك ‪15 ...............................................‬‬
‫أ‪-‬دور الوساطة في تسوية منازعات عقود اإلستهالك‪15 ........................................‬‬
‫‪-1‬النظام القانوني للوساطة اإلتفاقية في عقود اإلستهالك ‪15 ...................................‬‬
‫‪1-1-‬الشروط الموضوعية إلتفاق الوساطة في عقود االستهالك ‪16 ........................‬‬

‫‪34‬‬
‫‪1-2-‬الشروط الشكلية إلتفاق الوساطة في عقود االستهالك ‪18 ..............................‬‬
‫‪2-‬أثار الوساطة اإلتفاقية في مجال تسوية عقود اإلستهالك ‪20 ..............................‬‬
‫‪2-1-‬حقوق المستهلك في مسطرة الوساطة ‪20 ................................................‬‬
‫‪1-2-1-‬حق المستهلك في االختيار ‪21 ..............................................................‬‬
‫‪1-2-2-‬حق المستهلك في النصح ‪22 .............................................................‬‬
‫‪1-2-3-‬حق المستهلك في التفكير ‪22 .............................................................‬‬
‫‪2-2-‬محدودية الوساطة في حماية المستهلك ‪23 ..................................................‬‬
‫‪ -1-2-2‬استغالل جهل المستهلك لحقوقه ‪23 ....................................................‬‬
‫‪ -2-2-2‬ضعف الرقابة القضائية ‪24 ..............................................................‬‬
‫ب‪-‬دور التحكيم في تسوية منازعات عقود اإلستهالك ‪25 .....................................‬‬
‫‪1-‬قواعد مسطرة التحكيم‪25 .......................................................................‬‬
‫‪1-1-‬قواعد اللجوء إلى التحكيم ‪26 ...............................................................‬‬
‫‪1-1-1-‬القواعد المتطلبة في األشخاص ‪26 .....................................................‬‬
‫‪1-1-2-‬القواعد المتطلبة في االتفاق التحكيمي ‪26 .............................................‬‬
‫‪1-2-‬الهيئة التحكيمية و الحكم التحكيمي ‪27 ....................................................‬‬
‫‪1-2-1-‬الهيئة التحكيمية ‪27 .......................................................................‬‬
‫‪1-2-2-‬الحكم التحكيمي ‪28 ........................................................................‬‬
‫‪-2‬أثار التحكيم في تسوية منازعات عقود اإلستهالك ‪29 ........................................‬‬
‫خاتمة‪31 .................................................................................................. :‬‬

‫‪35‬‬

You might also like