Professional Documents
Culture Documents
التجارية
اسماعيل الورايني :باحث بكلية الحقوق بطنجة
إن حقيقة الصراع اإلقتصادي القائم بين الملكية العقاري&&ة والملكي&&ة التجاري&ة ال&&ذي أملت&&ه ظ&روف تط&&ور األنش&&طة
التجارية وبالتالي عجز القواعد العامة للكراء عن تلبية حاجي&ات التج&ار[ ،]1جعلت من التش&ريعات الكرائي&ة يف&رد
لعقد الكراء التجاري قواعد قانونية خاصة تحيد عن القواعد المدنية خصوص&ا ً وأن الك&&ل ك&&ان يجم&&ع على قص&&ور
وثغرات[ ]2مقتضيات& ظهير 24ماي 1955لما كان يزخر به من طول وتعقيد في اإلجراءات والمساطر بالرغم
من أنها كانت تهدف إلى تفادي كل ما من شأنه المس بإستقرار المؤسس&&ات التجاري&&ة إال أن&&ه ك&&ان الب&&د من إدخ&&ال
تعديالت جذرية تستوجب اإلصالح ،وبالفعل& جاء ق&&انون 49-16وحم&&ل في مقتض&&ياته مجموع&&ة من المس&&تجدات
كلها تروم إلى توفير الضمانات واألبعاد الحمائي&&ة وتحقي&&ق المب&&ادئ الثالث&&ة المتمثل&&ة في األمن الق&&انوني &،الت&&وثيقي
والقضائي وكذا الحرص على توف&&ير مكان&&ة ب&&ارزة للمك&&تري بإعتب&&اره مح&&ور مهم في العالق&&ة الكرائي&&ة من خالل
توفير حماية قانونية شاملة وبالتالي خلق نوع من التوازن العقدي بين الملكيتين العقارية والتجارية.
ADVERTISING
ADVERTISING
ADVERTISING
مما حدى بالمشرع على توفير آليات تشريعية حمائية للمكتري سواء في مرحلة تكوين العق&&د وقب&ل إكتس&&اب الح&ق
في الكراء ،و هو محور تحليلنا في هذا الموضوع& ،وكذا الحقوق المقررة أثناء سريان العقد و ال&&ذي س&نتناوله في
مقال اخر .
وعليه فإن إنعدام العقد سيحرم صاحبه اإلس&تغاللواإلنتفاع ب&العين المك&تراة المنص&وص عليه&ا في الم&ادة 627من
ق.ل.ع ويصبح موضع محتل للعقار ب&دون س&ند وال ق&&انون .وكم&&ا ه&&و معل&وم فالمحت&ل ليس&ت ل&ه ص&&فة المك&تري
التجاري وال يستفيد من تطبيق القانون الخاص بالكراء التجاري وال بالضمانات الحمائية.
هذا ما دفعنا إلى دارسة شكلية العقد (الفقرة األولى) والعق&&ود المس&&تثناة من نط&اق تط&&بيق ق&انون ( 49-16الفق--رة
الثانية).
الفقرة األولى :شكلية الكتابة في إنشاء العقد
األصل في التصرفات القانوني&&ة ه&&و الرض&&ائية في إب&&رام العق&&ود المس&&تمدة من الحري&&ة الفردي&ة ومن مب&&دأ س&لطان
اإلدارة والعقد شريعة المتعاقدين.
ويعتبر عقد الكراء من العقود الرضائية[ ]3وال يتطلب إلبرام&ه أي&ة ش&كلية معين&ة إنس&جاما ً م&ع مقتض&يات الفص&ل&
228من قانون اإللتزامات والعقود الذي ينص على أنه“ :يتم الكراء بتراضي الطرفين على الشيء وعلى األج&&رة
وغير ذلك مما عسى أن يتفقا من شروط في العقد”.
وعليه نجد الظهير الملغى قد حافظ طيلة العقود الماضية على مبدأ الرضائية مم&ا أدى إلى طغي&&ان العق&&ود الش&فوية
والذي طرح مشاكل شائكة على المستوى العملي .ولمجابهة هذا الوضع ،ج&&اء ق&&انون 49-16بمس&&تجد الكتاب&&ة من
خالل تنصيص&&ه في الم&&ادة الثالث&&ة على أن&&ه“ :ت&&برم عق&&ود ك&&راء العق&&ارات أو المحالت المخصص&&ة لإلس&&تعمال
التجاري أو الصناعي أو الحرفي وجوبا ً بمحرر كتابي ثابت التاريخ” ،والمالحظ في ه&&ذه الم&&ادة أن المش&&رع نص
على وجوب إبرام عقد الكراء كتابة بمحرر ث&&ابت الت&&اريخ دون تحدي&&د الجه&&ة المخ&&ول له&&ا تحري&&ر ه&&ذا الن&&وع من
العقود .وكما هو معلومفالقانون& المغربي لم يعرف المحرر ث&&ابت الت&&اريخ األم&&ر ال&&ذي إعت&&بره بعض الفق&&ه مج&&رد
تسمية جديدة للمحرر العرفي .فقد جاء في أح&&د ق&&رارات محكم&&ة النقض“ :أن العق&&د ال&&ذي رفض المطل&&وب تقيي&&ده
بالرسم العقاري ليس محرراً رسميا ً وإنما هو مجرد مح&&رر ث&&ابت الت&&اريخ ص&&ادر عن مح&&ام مقب&&ول لل&&ترافع أم&&ام
محكمة النقض”[.]4
وبالتالي فمقتضى& المادة الثالثة المذكورة ،أصبحت الكتاب&ة أم&راً مفروض&اً ،إال أن&ه يط&رح إش&كاالت على مس&توى
الواقع خصوصا ً أن المشرع لم يفرد جزاء عند تخلفه&&ا ،الس&&يما أن الص&&ياغة ال&&تي وردت به&&ا الم&&ادة 37من نفس
القانون توحي بأن تخلف عنصر الكتابة في العق&&د تخرج&&ه من نط&&اق الحماي&&ة المق&&ررة ل&&ه وتخض&&عه بخالف ذل&&ك
للقواعد العامة ،وهذا ما ي&&دفعنا إلى التس&&اؤل ح&&ول الج&&دوى من التنص&&يص على المس&&تجد طالم&&ا أن غي&&اب ج&&زاء
قانوني صارم يحرم األطراف من اإلمتيازات التي يمنحها لهم هذا القانون.
وهكذا فبالنسبة للعقود الكتابية المبرمة خالفا ً لمقتضيات المادة الثالثة ،فقد قرر المشرع إخض&&اعها للق&&انون 49.16
أيضا ً مع منح إمكانية إتفاق األطراف في أي وقت على إبرام عقد مط&&ابق ألحكام&&ه طبق&ا ً للفق&&رة الثاني&&ة من الم&&ادة
.]5[ 38
لكن يمكن القول بأن المشرع بهذا الشكل قد أف&&رغ الم&&ادة الثالث&&ة أعاله من محتواه&&ا بموقف&&ه المتذب&ذب فت&&ارة ينص
على وجوب إبرام العقد في شكلية معينة لقيامه وتارة يقرر أن العقود المبرمة خالف&ا ً للق&انون 49-16تخض&ع له&ذا
األخير دون تحديد أي سقف زمني لتدارك ذلك ،وهذا في حد ذاته غم&&وض يحت&اج إلى توض&يح وإن ك&ان إش&تراط
الكتابة يبقى هو التوجه العام والغالب على إمتداد مواد القانون برمته ،وكنموذج حي على ذل&&ك م&&ا ج&&اء في الفق&&رة
الثانية من المادة الثالثة بخصوص ضرورة تحرير بيان وصفي& دقي&ق لحال&ة األم&&اكن عن&&د تس&&ليم المح&&ل المك&&ترى
الذي يعد حجة بين األطراف.
كما أن المشرع لم يعمد إلى تحديد طبيعة المحرر ومجمل البيانات الواجب إدراجها فيه وه&&و موق&&ف أك&&ثر مرون&&ة
بالمقارن&&ة م&&ع م&&ا ورد في الم&&ادتين 7و 8من الق&&انون رقم ]6[12-67المتعل&&ق بك&&راء المحالت المع&&دة للس&&كنى
أواإلستعمال المهني ،الشيء الذي يؤدي إلى الق&&ول بأن&&ه رغم س&&عيه الح&&ثيث نح&&و تحقي&&ق األمن التعاق&&دي وض&&بط
المراكز القانونية لألطراف وتبسيط الرؤية أمام القاضي& في حالة إثارة النزاع حتى يتسنى صيانة حقوق المك&&تري
من جهة والحفاظ على حقوق الدولة في إستخالص الواجبات الض&&ريبية على المحالت المك&&تراة من جه&&ة أخ&&رى،
فإنه مع ذلك لم يستطع إحاطة كاف&&ة الض&&مانات ال&&تي من ش&&أنها تحقي&&ق األمن الت&&وثيقي& المنش&&ود في حماي&&ة حق&&وق
ومصالح األطراف وتقليص أسباب النزاع حول وجود عالقة كرائية من عدمه.
عموما ً يبقى السؤال الرئيسي المطروح بشدة بخصوص إنشاء عقد الكراء التجاري وفق القانون 49-16ح&&ول م&&ا
إذا كانت الكتابة هي الزمة إلنعقاد العقد أم وسيلة إثبات ال يؤدي تخلفها إلى زواله؟
ذهب أغلب من الفقه إلى إعتبار الكتابة لإلثبات مادام أن األصل في التصرفات القانونية هو الرض&&ائية وأن ج&&زاء
تخلفها ال يرتب بطالن عقد الكراء بل يبقى قائما ً وصحيحا ً متى إستوفى أركانه وشروط إنعق&&اده من أهلي&&ة ورض&&ا
ومحل.
ومن وجهة نظرنا ،نرى أن الكتابة هي فقط بمثابة شرط من شروط تطبيق القانون رقم 49-16طالما أنه لم يرتب
كما سلف القول& أي جزاء عند تخلفها من بطالن العقد أو غيره وبذلك ال تع&د وس&يلة لإلثب&ات إذ أن&ه في حال&ة ع&دم
توثيق العقد يبقى صحيحا ً وقائما ً والقول& بأنها لإلثبات يعني إستبعاد كل وسائل اإلثبات األخرى المنص&&وص عليه&&ا
في الفصل 404من قانون اإللتزامات والعقود.
وتجدر اإلشارة إلى أن الترخيص المؤقت لشغل الملك العام كان الطريقة الوحي&&دة إلس&&تغالل األمالك العام&&ة وف&&ق
ظه&&ير 20يوني&&و 1918غ&&ير أن&&ه بع&&د ص&&دور الق&&انون 17-98س&&نة 1999المتمم والمغ&&ير للفص&&ل األول له&&ذا
الظهير ،أصبح باإلمكان منح الترخيص بإستغالل األمالك العامة عن طري&ق عق&ود اإلمتي&از التج&اري وف&ق دف&تر
التحمالت إذا كان الغرض تحقيق مصلحة عامة[.]8
أم&&ا أمالك الدول&&ة الخاص&&ة فهي أمالك لإلدارة ال ترتب&&ط ب&&األمالك العام&&ة ،وال تخض&&ع للقواع&&د المتعلق&&ة بالمل&&ك
العمومي ،وإنما لنظام قانوني يتكون من عدة قواعد تتعلق بكيفية إقتنائه&&ا وت&&دبير ش&&ؤونها ،وذل&&ك من منطل&&ق أنه&&ا
أمالك تمتلك ذمة مالية عامة تعظم أهميتها من تزايد دورها في تنمية م&&وارد الجماع&&ات وه&&ذا م&&ا أكس&&بها إس&&تثناء
قانونيا[.]9
وعموما ً يرجع سبب إستبعاد المل&&ك الع&&ام للدول&&ة من أث&&ار الحماي&&ة المق&&ررة في ه&&ذا الق&&انون تتح&&دد في ك&&ون ه&&ذه
الحماية تنصب فقط على قيام الحق في التعويض وفي تحديد العقد وهو ما يتناقض مع خصوصيات هذه األمالك.
ولعل من بين التساؤالت& المطروحة في هذا الصدد حول مص&ير األص&ول& التجاري&ة ال&تي تش&تغل في العق&ارات أو
المحالت التي تتم وقفها طبقا ً لمدونة األوقاف بعد إكتساب الحق في الكراء؟
وكإجابة عن هذا التساؤل نجد مقتضيات المادة 90في فقرتها الثانية ال تسري على األصول التجارية التي تس&&تغل
في العقارات التي تم وقفها طبقا ً لمدونة األوقاف بعد إكتساب الح&&ق في الك&&راء على إعتب&&ار أن ه&ذه الحال&&ة وإن لم
يتم تنظيمها في القانون 49-16بخالف ظهير 24ماي 1955فإن&&ه م&&ادام األم&&ر يتعل&&ق بح&&ق مكتس&&ب فإن&&ه يتعين
مراعاة المركز القانوني& وتمتيعه بالحماية الالزمة.
وعليه فعقد الكراء الطويل األمد يكون لمدة تفوق 10سنوات على أن ال تتجاوز 40سنة ولع&&ل ه&&ذه الم&&دة من بين
األسباب الداعية إلى إقصاء هذا النوع من العقود من الحماية المقررة ،وهو أمد ال يتواف&&ق وم&&ا ق&&رره المش&&رع في
القانون 49-16إلكتساب الحق في الكراء.
لكن ما يث&ير اإلس&تغراب أن&&ه إذا م&&ا رجعن&&ا إلى الفص&ل الث&الث من الظه&ير الملغى نج&د أن العق&&ود الطويل&&ة األم&&د
المبرمة مع المكترين األصليين يتم تطبيقها بشرط أن تكون مدة تجديد العقد المبرم بين هؤالء والمكترين الفرعيين
ال تؤدي إلى شغل األماكن إلى ما بعد تاريخ العقد الطويل األمد.
وهذا األمر لم يشر إليه المشرع في القانون الجديد وقد حسن فعل إذ كيف يسري المنع على عق&ود الك&راء الطويل&ة
األمد كأصل دون الفرع مادام أنه&&ا ت&&رتب حق&&وق عيني&&ة خاض&&عة لمقتض&&يات مدون&&ة الحق&&وق العيني&&ة ال&&تي تخ&&ول
للمكتري حقا ً عينيا ً قابالً للرهن الرسمي.
وعليه فخصوصية عقد اإلئتمان اإليجاري العقاري المركبة والمعقدة جعلت المشرع في قانون 49-16يستثنيه من
مقتضياته وهذا المنع جاء بشكل صريح في المادة ]11[ 434من مدونة التجارة.
خامساً :عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لإلستعمال التجاري أو الصناعي أوالحرفي التي ت-برم بن-اء
على مقرر قضائي أو نتيجة له
إلى جانب العقود السالفة الذكر والمستثناة من نطاق تطبيق قانون ،49-16نجد أيضا المشرع م&دد المن&ع للمحالت
والعقارات المنظمة بقوانين خاصة ،ولعل من بين هذه الحاالت عقود كراء التي ت&&برم بن&&اء على مق&&رر قض&&ائي أو
نتيجة له.
والمقصود بهذا النوع من العقود تلك المبرمة بناء على مقرر قضائي صادر من جهة قضائية أو كانت هذه العق&&ود
نتيجة هذا المقرر ،كالعقود ال&تي ت&برم بخص&وص المحالت التجاري&ة أو الص&ناعية أو الحرفي&ة توج&د في وض&عية
التصفية القضائية[ ]12والمنظمة بنصوص خاصة في مدونة التجارة الفصول& .661 – 574 – 573
ولعل السبب الرئيسي حول إستبعاد هذا النوع من العقود راجع إلنعدام إرادة األطراف في مثل هذه العقود ولكونها
تخضع إلطار خاص بها ولمقتضيات& خاصة في مدونة التجارة ،فال يمكن مثالً في حالة ما إذا تم فتح قرار التسوية
القضائية أن يوجه المكري إنذار باإلفراغ وال حتى المصادقة عليه ألن في هذه المرحلة يكون السنديك هو المؤهل
لذلك والمتحكم في إستمرارها من عدمه أو فسخها.
وقد سبق لمحكمة النقض أن قضت في أحد تطبيقاتها القضائية بأنه“ :حيث يعيب المستأنف عليه&&ا ص&&در في حقه&&ا
حكم بالتس&&وية القض&&ائية ولم يع&&د من حقه&&ا توجي&&ه اإلن&&ذار ب&&اإلفراغ ،أو لم يع&&د من حقه&&ا رف&&ع ال&&دعوى من أج&&ل
المصادقة عليه وأن السنديك هو المؤهل قانونا ً إلتخاذ قرارات بشأن العقود التي تكون المقاولة طرفا ً فيها”[.]13
سادساً :عقود كراء العقارات أو المحالت الموجودة بالمراكز التجارية
لعل من أهم اإلستثناءات التي أتى بها القانون الجديد بموجب البند الخامس من المادة الثانية والمتعلق أساسا ً بعق&&ود
كراء العقارات أو المحالت الموجودة بالمراكز التجارية حيث يقصد به&&ذه األخ&&يرة ك&&ل مجم&&ع تج&&اري ذي ش&&عار
موحد مشيد على عقار مهيأ ومستغل بشكل موحد ،ويضم بناية واحدة أو عدة بناي&&ات تش&&تمل على محالت تجاري&&ة
ذات نشاط واحد أو أنشطة متعددة ،وفي ملكية شخص ذاتي أو عدة أش&&خاص ذات&&يين أو ش&&خص إعتب&&اري أو ع&&دة
أشخاص إعتباريين ،ويتم تسييره بصورة موحدة إما مباشرة من طرف مال&&ك المرك&&ز التج&&اري أو عن طري&&ق أي
شخص يكلفه هذا األخير.
ويرجع سبب منع المشرع في إخضاع هذا النوع من العقود للحماية المقررة في القانون ذلك أن األصول التجاري&&ة
تكون صحيحة متى توفرت على عنصري السمعة التجارية والزبناء وأن إنعدام العنصرين أدى ال محالة من ع&&دم
خضوعها للقانون .
وما تجدر اإلشارة إليه أن القضاء الفرنسي بدوره إستقر على إعتبار المحالت الكائن&&ة ب&&المراكز التجاري&&ة محالت
تابعةCommerce dépendant مؤسسا ً إجتهاده على علتين متكاملتين :إنعدام توفر عنصر الزبن&&اء الخاص&&ين
به&&ذه المحالت والمس&&تقلين عن زبن&&اء المرك&&ز وإنع&&دام ت&&وفر عنص&&ر اإلس&&تقاللية في تس&&يير ه&&ذه المحالت لع&&دم
إنفرادها بنظام وتوقيت خاص في العمل[.]14
وفي إعتقادنا فمتى إستطاع صاحب المحل إثبات قيام زبائن خاصين به مستقلين عن زبناء المركز التج&&اري ،فإن&&ه
يكون مشمول بالحماية ال&&تي أوجبه&&ا الق&&انون ،ألن&&ه يس&&تحيل في بعض األحي&&ان معرف&&ة م&&ا إذا ك&&ان الزبن&&اء ال&ذين
تستغلهم المحالت أو الفضاءات داخل المراكز هم زبناء خاصين بهذه المحالت أم زبناء المرك&&ز التج&&اري .وأم&&ام
هذه اإلشكاالت والنزاعات التي ستقع مستقبالً كان حري بالمش&رع وض&&ع ق&انون خ&اص به&ذه المراك&ز كم&&ا فعلت
بعض التشريعات كإيطاليا واليونان.
سابعا ً :عقود كراء العقارات أو المحالت المتواجدة بالفضاءات المخصصة الستقبال مشاريع المقاوالت
إستبعدت الفقرة 8من المادة 2من الق&انون 49-16عق&ود الك&راء المنص&بة على العق&ارات أو المحالت المتواج&دة
بالفضاءات المخصصة إلستقبال مشاريع المقاوالت التي تمارس نشاطها بقطاعي الصناعة وتكنولوجيا المعلومات
وكذا جميع الخدمات ذات الصلة ،بم&&ا في ذل&&ك ترحي&&ل الخ&&دمات وال&&تي تنجزه&&ا الدول&&ة أو الجماع&&ات الترابي&&ة أو
المؤسسات العمومية أو المقاوالت التي تملك فيها الدولة أو شخص من أش&خاص الق&انون الع&&ام مجم&&وع أو أغلبي&ة
رأسمالها بهدف دعم وتطوير أنشطة مدرة للدخل ومحدثة لفرص العمل.
والمقصود بترحيل الخدمات أو ما يسمى باألوفشورنغ Offshoringوالذي يعني إعادة توطين الشركات الك&&برى
األجنبية في البلدان ذات األجور والتكاليف المنخفضة حيث يمكنها أن تجد المهارات والكوادر الالزمة[.]15
المطلب الثاني :شروط قيام عقد الكراء التجاري
خالفا للقواعد العامة المنظمة للكراء ،فإن األحكام الخاصة للكراء التجاري أوجبت لإلس&&تفادة من أحكام&&ه الب&&د من
توفر شروط لقيام عقد الكراء وهذا ما نص عليه القانون 49_16في فقرات متفرقة من مقتضياته.
وإعتبارا لألهمية التي يحظى بها الحق في الكراء ،نجد العديد من التشريعات الحديث&ة تن&&ادي بحمايت&&ه ،وبرجوعن&&ا
للمادتين الثالثة والرابعة وكذا المادة الخامسة من القانون السابق الذكر يحث على أنه لميالد الحق في الك&&راء يجب
تخصيصه إلستغالل تجاري أو صناعي أو حرفي وأن يكون هذا اإلستغالل محكوما ً بمدة محددة.
وبناءاً على ما سبق سنقوم بتناول الشروط في ثالث فقرات من خاللها نتحدث عن م&&دة اإليج&&ار التج&&اري (الفق--رة
األولى) واألجرة ومراجعتها في الكراء التجاري (الفقرة الثانية) لنعرج للحديث عن المح&&ل المس&&تغل في&ه األص&&ل
التجاري (الفقرة الثالثة).
الفقرة األولى :مدة اإليجار التجاري
خالفا ً للقواعد العامة المنظمة للكراء والتي تمنح ألطراف العالقة التعاقدية الحرية في تحديد المدة وفي مقابل ذل&&ك
أجرة محددة[ ،]16فإن األحكام الخاصة بالكراء التج&اري تل&زم لإلس&تفادة من أحكامه&ا الب&د من م&رور م&دة معين&ة
يقضيها المكتري بالعين المؤجرة.
وعليه فنجد المشرع المغربي في الظهيرالملغى عمل على تحديد عقد الكراء التج&&اري من خالل م&&ا نص علي&&ه في
الفصل الخامس منه على أنه“ :ال يحق ألي فرد أن يط&&الب بتجدي&&د العق&&د م&&ا ع&&دا المك&&ترينوالمتخلى لهم عن عق&&د
الكراء أو ذوي حقوقهم ممن يأتون هم أو موروثهم بما يثبت به ،إما حق إنتفاع لمدة سنتين متتابعتين حصلوا علي&&ه
بمقتضى عقدة أو عدة عقود متوالية ،إما ما لهم من إنتفاع مسترسل م&&دة أرب&&ع س&&نوات عمالً بعق&&دة أو بع&&دة عق&&ود
شفوية متتابعة أو بمقتضى& عقود متوالية مكتوبة كانت أو شفوية”.
وبهذا يكون الظهير قد خرج عن القواعد العامة وقرر خالفا ً لذلك مدة محددة في عقد الكراء التجاري والتي ال تقل
عن سنتين إذا كان العقد مكتوبا ً وعن أربع سنوات إذا كان العقد شفويا ً ليكون من حق المكتري تجديد العقد والح&&ق
في التعويض.
وقد نحى نفس المنحى المشرع الجزائري وذلك في المادة 172من قانون&&ه التج&&اري ال&ذي إعتم&&د ه&&و األخ&&ر على
إزدواجية المدة ،عكس التشريع الفرنسي والتونسي الذي إستقر على مدة واحدة.
وفي هذا الصدد نجد بعض الفقه ذهب إلى تبرير موقف المشرع المغربي لكون ه&ذا األخ&&ير بمس&&لكه ه&ذا يري&د أن
يحث المتعاقدين على توثيق إتفاقاتهم الواردة على كراء المحالت حتى يستفيدوا من حق التجديد في مدة سنتين بدل
أربع سنوات ،وهو نفس األمر الذي أكده وجاء المشرع به كمستجد ضمن مقتضيات قانون الجديد في المادة 4منه
الذي نجده ألغى تل&&ك اإلزدواجي&&ة ،بحيث أص&&بح المك&&تري يكتس&&ب الح&&ق في الك&&راء م&&تى أثبت إنتفاع&&ه من العين
المكتراة بصفة مستمرة لمدة سنتين ،وفي هذا اإلطار يطرح تساؤل حول هذه المدة هل يتم إحتسابها من ي&&وم إب&&رام
العقد أم من تاريخ الشروع الفعلي لإلستغالل؟
وكإجابة عن هذه اإلشكالية نجد المشرع في المادة الرابعة كان واضحا ً في حسم هذا اإلشكال ،بحيث لم تعد الع&&برة
في إحتساب المدة بتاريخ إنجاز العقد بل بمدة اإلنتفاع الفعلي بالعين المكتراة.
والمشرع المغربي في القانون الجديد وتماشيا ً مع ظهير 1955الملغى رتب على العقود الغير مت&&وفرة على ش&&رط
المدة عدم شمولها بالحماية المقررة في القانون وبالتالي إخضاعها للقواعد العامة ،وه&ذا م&ا تطالعن&ا ب&ه الم&ادة 37
من قانون 49-16فقد جاء في حيثيات حكم صادر عن المحكمة التجارية بمراكش “حيث إن العالقة الكرائية ثابتة
بين الطرفين بموجب عقد الكراء المصادق على إمضائه من قبلهما بتاريخ .22/10/2015
وحيث إن بالرجوع لوثائق الملف وخاصة عقد الكراء المذكور أعاله يتبين أن م&&دة اإلس&&تغالل الم&&دعي في المل&&ف
األصلي للعين المكتراة في نشاطه التجاري لم تتجاوزبعد السنتين ،األمر الذي يكون معه شرط المدة لم يتحقق بع&&د
حتى تطبق مقتضيات القانون رقم 49-16على العالق&ة القانوني&ة بين الط&رفين وتبقى مع&ه ه&ذه األخ&يرة خاض&عة
لمقتضيات الكراء المنظمة بظهير اإللتزامات والعقود طبقا ً لم&&ا تنص علي&&ه الم&&ادة 37من الق&&انون الم&&ذكور أعاله
…”[.]17
وقد وضع المشرع لهذه القاعدة بعض اإلستثناءات لبعض الفئات من التجار كما هو الحال بالنس&&بة للص&&يادلة حيث
تنص المادة 61من القانون 17.04المتعلق بمدونة األدوية والصيدلة على إكتساب الحق في الكراء بمجرد إفتت&اح
الصيدلية[ ،]18والمالحظ أنه لم يتم تعليقها على شرط اإلنتفاع الفعلي لمدة سنتين بل فقط بمج&&رد واقع&&ة اإلفتت&&اح،
وقد حسن فعل المشرع بإحالة هذا النوع من العقود لقواعدها الخاصة حتى تكون مشمولة بحمايتها.
وبالرجوع للفقرة الثانية من المادة الرابعة نجد المشرع قد أعفى المكتري من شرط المدة إذا كان قد قدم مبلغا ً مالي&ا ً
مقابل الحق في الكراء ،ومن جهة أخرى وإنسجاما ً م&ع ش&رط الكتاب&&ة ف&&إن الم&&ادة الم&&ذكورة أعاله أل&زمت ب&&أن يتم
توثيق المبلغ المالي كتابة سواء تم تضمينه في عقد الكراء أو في عقد منفصل.
وهذا بالفعل مستجد أتى به القانون الجديد يه&دف أساس&ا ً إلى تحقي&&ق ن&&وع من الش&فافية والعم&&ل على مقارب&&ة النص
القانوني للواقع العملي من خالل إيج&اد ص&يغة قانوني&ة ته&دف إلى حماي&ة المك&تري من خالل تق&نين م&ا دأب علي&ه
المتع&املون م&الكوا العق&ارات إلى ف&رض م&ا يس&مى بالعامي&ة “ثمن الس&اروت”[ ]19أو “الح&ق في الك&راء” وبه&ذا
المعنى يكون المشرع قد قنن عملية تتم في الخفاء وتدخل في ع&&داد العم&&ل غ&&ير المش&&روع ،بحيث أص&&بح اآلن من
حق المكتري إكتساب الحق في اإليجار بمجرد دفع ثمن الحق في الكراء.
الفقرة الثانية :الوجيبة الكرائية ومراجعتها في الكراء التجاري
تعد الوجيبة الكرائية أو األجرة ذلك المبلغ الم&&الي أو الش&&يء ال&&ذي يل&&تزم المك&&تري بدفع&&ه للمك&&ري مقاب&&ل إنتفاع&&ه
بالعين المكتراة خالل المدة المتفق عليها ،فهي مح&&ل إل&&تزام المك&&ري وركن أساس&&ي في عق&&د الك&&راء ال يس&&تقيم إال
بوجوده ويدور معه وجوداً أو عدما ً[.]20
وتخضع الوجيبة الكرائية في تحديدها إلى إرادة الطرفين تطبيقا ً لقاعدة “العقد شريعة المتعاقدين” وهو نفس األم&&ر
مسطر في إطار القواعد العامة وذلك في الفصل 627ق.ل.ع ،ونجد المشرع تبنى نفس التوجه في القانون الجدي&&د
49-16في مادته الخامسة وذلك في الفقرتين األولى والثانية والتي تنص على أنه تحدد الوجيبة الكرائية للعق&&ارات
أو المحالت المشار إليه في المادة األولى أعاله ،وكذا كافة التحمالت يتم بتراضي الطرفين.
وما تجدر اإلشارة إليه أن هذه التحمالت كانت تطرح إش&&كاالت ش&&ائكة على مس&&توى الفق&&ه والقض&&اء ح&&ول الجه&&ة
التي تتحملها عندما ال يتم تضمينها بعقد الكراء ،إال أن القانون الجديد تفاديا ً ألي نزاع ق&د يق&ع بين الطرفينإعتبره&ا
من مشموالت الوجيبة الكرائية في حال&ة ع&دم التنص&يص على الط&رف المل&&زم به&&ا باإلض&افة إلى ب&&اقي التحمالت
األخرى بما في ذلك ضريبة رسم الخدمات الجماع&&ات وواجب&&ات الس&&نديك…إلى غ&&ير ذل&&ك ،ومن بين التس&&اؤالت
التي أثيرت في هذا الصدد حول ما إذا كانت ضريبة النظافة تدخل ضمن الخدمات التي يؤديها المكتري؟
كإجابة عن هذا التساؤولوبإس&&تقرائنا لآلراء الفقهي&ة وإتجاه&&ات القض&اء يظه&ر أن هن&اك ميالً فقهي&ا ً واض&حا ً م&&رده
تحميل ضريبة النظافة للمكري على إعتبارها مثل ضريبة المب&&اني متص&&لة بالعق&&ار وبمال&&ك العق&&ار وه&&و العنص&&ر
الثابت وليس المكتري الذي تعتبر عالقته بالعقار مؤقتة وغير مستقرة[.]21
وبهذا يكون الفقه قد أدرج ضريبة النظافة في عداد الخدمات والمعيار الذي تم إعتم&&اده لتحمي&&ل المك&&ري الض&&ريبة
هو كون هذه األخيرة عينية تفرض على العقار وليست شخصية تتعلق بمن يشغل العقار ،وهذا المعي&&ار يج&د س&&نده
في الفصل 642من ق.ل.ع.
أما بخصوص العمل القضائي فنجده قد تواتر على إعتبار المكتري ه&و ال&ذي يتحم&ل ض&&ريبة النظاف&ة ش&ريطة أن
يدلي المكري للمحكمة بما يثبت أدائهنيابة عنه.
وفي ظ&&ل الق&&انون الجدي&&د فنج&&د أن&&ه إذا لم يتحمله&&ا المك&&تري أو المك&&ري فإنه&&ا ت&&دخل ض&&من مش&&موالت الوجيب&&ة
الكرائي&ة.ه&ذه األخ&يرة تبقى ثابت&ة كأص&ل وذل&ك بإتف&اق الط&رفين لكن إذا ح&الت ظ&روف إقتص&ادية فإنه&ا تخض&ع
للمراجعة وهو األمر الذي لم يتم تنظيمه من قبل الظهير الملغى 24ماي 1955خالل سريان العقد بل قام بإحالتها
على نصوص خاصة ومنها ظهير 5يناير ،1953حينما ال يتم إي&&راد ش&&رط في العق&&د يح&&دد مبل&&غ الزي&&ادة المتف&&ق
عليها.
وحسبنا التنبيه أن هذا الظه&&ير تم إلغائ&&ه بمقتض&&ى ق&&انون 07.03المتعل&&ق بمراجع&&ة أثم&&ان ك&&راء المحالت المع&&دة
للسكنى أو اإلستغالل المهني أو الص&&ناعي أو الح&&رفي ،لكن&&ه ظ&&ل محاف&&ظ على نفس فلس&&فة الظه&&ير 1953وعلى
الحرية اإلرادية في مراجعة السومة الكرائية ،ألنه كما ه&و معل&&وم أن تحدي&&د الوجيب&ة الكرائي&ة تتم بإتف&&اق وب&&إرادة
األط&&راف وق&&&د عم&&&ل الق&&&انون الجدي&&د على تك&&ريس ذل&&ك من خالل اإلحال&&&ة على مقتض&&&يات ق&&انون [07.03
.]22وبرجوعنا لمضامين هذا القانون ،نجده بالرغم من إعطائ&ه لألط&راف الحري&ة في اإلتف&اق على رف&ع الس&ومة
الكرائية إال أنه قيدهم بأن ال تتم هذه الزيادة خالل مدة تقل عن ثالث س&&نوات من ت&&اريخ إب&&رام العق&&د أو من ت&&اريخ
آخر مراجعة قضائية أو إتفاقية وهذا ما أكدته المادة الثانية من القانون السابق الذكر.
كما نجد المشرع يفرض على األطراف وجوب التقيد بنسبة معينة والتي حددها القانون 07.03في مادت&&ه الرابع&&ة
منه في %8بالنسبة لمحالت المعدة للسكنى و %10بالنسبة للمحالت المعدة لإلستعمال المهني.
وإذا كانت المادة الرابعة أعاله قد حددت نسبة الزيادة في ثمن الكراء فإن الم&&ادة الخامس&&ة من نفس الق&&انون نص&&ت
على أن&&ه يمكن للمحكم&&ة تحدي&&د نس&&بة الزي&&ادة في ثمن الك&&راء بم&&ا له&&ا من س&&لطة تقديري&&ة ودون التقي&&د بالنس&&بتين
المذكورتين في المادة الرابعة أعاله إذا كان ثمن الكراء ال يتجاوز أربعمائ&&ة درهم ش&&هريا ً على أن ال يتع&&دى نس&&بة
الزي&&ادة المحك&&وم به&&ا .50%وعلي&&ه إذا ك&&ان المش&&رع ق&&د نظم مراجع&&ة الس&&ومة الكرائي&&ة وزي&&ادة فيه&&ا فم&&اذا عن
تخفيضها؟
إن الظه&&يرالملغى لم ينظم ه&&ذه المس&&ألة ،وتم ت&&دارك األم&&ر بق&&انون 07.03في مادت&&ه السادس&&ة ال&&تي أح&&الت على
المادتين 660و 661من ق.ل.ع على أن&&ه يمكن للمك&&تري المطالب&&ة ب&&التخفيض كلم&&ا ط&&رأت ظ&&روف أث&&رت على
إستعمال المحل للغرض الذي أكتريمن أجله.
وما تجدر اإلشارة إليه أن القانون الجديد في مادته الخامسة قد إستبعد بصريح العبارة الزيادة في الس&&ومة الكرائي&&ة
كسبب يمكن أن يؤسس عليه اإلنذار ويرد على هذه الحالة بعض اإلستثناءات كما هو الشأن في المادة 12المتعلق&&ة
بحالة الهدم وإعادة البناء والمادة 24المتعلقة بالكراء من الباطن.
ومن جهة أخرى فإن اإلستغالل التجاري للمحل قد يتطلب أكثر من مكان واحد ،ب&&ل إن المك&&تري الت&&اجر ق&&د يتخ&&ذ
إلى جانب مكانه الرئيسي فروع&ا ً[ ،]23أو م&ا يص&طلح عليه&ا ب&المحالت التابع&ة وال&تي يجب أن تك&ون ض&رورية
لإلستعمال التجاري وأن إندثارها سيؤثر ال محالة على إستغالل األصل التجاري ،وحينها يقع عبئ إثب&&ات الض&&رر
على المكتري.
وبرجوعنا للبند الثاني من المادة األولى المتعلقة بنطاق التطبيق نجد المشرع أشار إلى أنه في حال&ة تع&دد الم&الكين
فإن ضم إستغالل المحل الملحق بالمحل األصلي يجب أن يك&&ون بموافق&&ة م&&الكي العق&&ار الملح&ق واألص&&لي ،وه&&ذا
بخالف الظهير الملغى الذي كان يشترط علم المالك فقط ،و ما يعاب على المشرع أنه لم يحدد لنا نوع الموافقة هل
هي كتابية أم شفوية؟ مع العلم أنه يحث ضمن مقتضياته على شرط الكتابة حماية للط&&رف الض&&عيف وح&&تى تك&&ون
حجة ثابتة بين األطراف وكذا تكريسا ً لما يصطلح عليه باألمن التوثيقي.
وعليه نجد المادة أعاله إحتفظتبالحاالت العامة والتي كانت ضمن نطاق تطبيق الظهيرالملغى كعقود كراء ملحقات
المحل التجاري السالفة الذكر وعقود كراء األراضي العاري&&ة ال&&تي ش&&يدت عليه&&ا بناي&&ات باإلض&&افة إلى مؤسس&&ات
التعليم الخصوصي& وعقود كراء العقارات أو المحالت التي ت&دخل في نط&&اق المل&&ك الخ&&اص للدول&&ة أو الجماع&&ات
الترابية أو المؤسسة العمومية شريطة أن ال تكون مرصودة للمنفعة العامة.لكن المش&&رع في الق&&انون الجدي&&د وس&&ع
من مجال التطبيق على عقود كانت وال زالت تطرح إشكاالت وجدالً فقها ً وقضاءاً ويتعلق األمر بكل من:
أوال :العقارات أو المحالت التي تمارس فيها مؤسسات التعليم الخصوصي نشاطها
إن المشرع في الفصل الثاني من ظهير 1955الملغى قام بتنصيص صراحة على عق&&ود ك&&راء األمالك واألم&&اكن
التي تشغلها كل مؤسسة من مؤسسات التعليم ،والجدير بالذكر أن هذه الصياغة جاءت عامة تش&&مل ك&&ل مؤسس&&ات
التعليم سواء الخاصة أو العامة ،مما أثار جدالً فقهيا ً وقض&ائيا ً إال أن المش&رع ت&دارك ذل&ك من خالل تنصيص&ه في
قانون 49-16على خضوع العقارات أو المحالت التي تمارس فيها مؤسسة التعليم الخصوصي نشاطها.
وحس&ن فع&ل المش&رع بإخض&اع ه&ذه المؤسس&ات لمج&ال التط&بيق خصوص&ا ً وأنه&ا أص&بحت تتنحى عن المقاص&د
واأله&&داف ال&&تي ك&&انت تلعبه&&ا من مقاص&&د تربوي&&ة وإجتماعي&&ة لتتح&&ول إلى خ&&دمات ته&&دف من ورائه&&ا ال&&ربح
(المضاربة).
غير أن البعض إنتقد ذلك وقام بإعتبار التعليم الخصوص&ي& عم&ل م&دني وليس تج&اري[ ،]24والح&ال أنه&ا تجاري&ة
بمقتضى المادة 6و 8من مدونة تجارة مادامت تهدف من وراء تقديمها خدمة التعليم مقابل تحقيق الربح.
ثانيا :العقارات أو المحالت التي تمارس فيها التعاونيات نشاطها تجاريا ً
عمل المشرع من خالل قانون 49-16على إخضاع التعاونيات ضمن نطاق تطبيقه وذل&&ك لكونه&&ا أص&&بحت تتخ&&ذ
شكل مقاولة بعدما كانت تقوم بأنشطة مدنية مطبوع&&ة بالتع&&اون وت&&دار وف&&ق القيم والمب&&ادئ األساس&&ية كم&&ا ح&&ددها
القانون المنظم لها.
والتعاونية عرفتها المادة األولى من القانون رقم ]25[ 112-12المتعل&ق بالتعاوني&ات بأنه&ا “هي مجموع&ة تت&ألف
من أشخاص ذاتيين أو إعتب&&اريين أو هم&&ا مع&ا ً إتفق&&وا& أن ينض&&م بعض&&هم إلى بعض إلنش&&اء مقاول&&ة ت&&تيح لهم تلبي&&ة
حاجياتهم اإلقتصاديةواإلجتماعية”.
وتجدر اإلشارة أن تعاونيات تنقسم إلى ثالث أصناف إال أن المش&&رع لم يعين بش&&كل ص&&ريح أي ص&&نف مع&&ني في
هذا المقتضى ،وبالتالي يبقى النص ساريا ً على كل أصناف التعاونيات لربما كانت نية المش&&رع تتج&&ه نح&&و حماي&&ة
التعاونية لما لها من دور محوري وتعاوني داخل اإلاقتصاد الوطني.
ثالثا :العقارات أو المحالت التي تمارس فيها المصحات والمؤسسات المماثلة لها نشاطها
والمقصود بالمصحات ال&واردة في الفص&ل 59من ق&انون ]26[ 131.13المتعل&ق بمزاول&ة مهن&ة الطب بأنه&ا ك&ل
مؤسس&ة ص&حية خاص&ة ته&دف إلى تق&ديم خ&دمات التش&خيص والعالج للمرض&ى والج&رحى والنس&اء الحوام&ل أو
بالمخاض في إطار اإلستشفاء ،طوال المدة التي تستدعيها ح&&التهم الص&&حية أو تق&&وم بتق&&ديم خ&&دمات تتعل&&ق بإع&&ادة
تأهيلهم أو المساهمة في مصلحة اإلستعجالي الطبي ويدخل في إط&&ار اإلستش&&فاء الخ&&دمات المقدم&&ة في “مستش&&فى
النهار”.
أما المؤسسات المماثل&&ة فهي مراك&&ز تص&&فية ال&&دم ،ومراك&&ز أم&&راض ال&&دم الس&&ريرية ومراك&&ز العالج اإلش&&عاعي،
ومراكز العالج اإلشعاعي الموضعي &،ومراك&&ز العالج الكيمي&&ائي ،ومراك&&ز القس&&طرة ،ومراك&&ز النقاه&&ة أو إع&&ادة
التأهيل ومراكز اإلستحمام من أجل العالج وأي مؤسسة صحية خاصة تستقبل المرضى لإلستشفاء ،كما أنه تح&&دد
بنص تنظيمي بعد إستشارة المجلس الوطني الئحة المؤسسات المماثلة للمصحة.
والمالح&&ظ أن ق&&انون الجدي&&د في مادت&&ه األولى إعت&&بر ه&&ذه المص&&حات داخل&&ة في نط&&اق تطبيق&&ه وإس&&تبعد بالت&&الي
المصحات العمومية التي لوزارة الصحة القرار السياسي بشأنها.
رابع--ا :العق--ارات أو المحالت ال--تي يم--ارس فيه--ا النش--اط الص--يدلي والمخت--برات الخاص--ة للتحالي--ل البيولوجي--ة
الطبيعية وعيادات الفحص باألشعة
بالرجوع إلى مقتضيات قانون رقم ]27[ 17.04بمثاب&ة مدون&ة األدوي&ة والص&يدلة نج&ده ينص في الم&ادة 56من&ه
على أنه يقصد بالصيدلة المؤسسة الصحية المختصة بالقيام بصفة حص&&رية أو ثانوي&&ة بالعملي&&ات المش&&ار إليه&&ا في
المادة 30أعاله.
وإذا ما رجعنا للقانون السالف الذكر في مادته 61نجده قد نص صراحة على خضوع عقد كراء المحل ال&&ذي تق&&ام
به الصيدليات ألحكام الظهير الملغى 24ماي 1955المتعلق بعق&&ود ك&&راء األمالك أو األم&&اكن المع&&دة للتج&&ارة أو
الصناعة ،والذي أكد على أن حق التجديد من أجل إكتساب الح&ق في الك&&راء يبت&دئ من ت&&اريخ فتح الص&&يدلية دون
مرور المدة المتطلبة في الفصل الخامس من الظهير ،المتمثلة في سنتين إذا كان العقد كتابي وأربع سنوات إذا كان
العقد شفوي .األمر الذي يتعارض أيضا ً مع الم&&ادة الرابع&&ة من الق&&انون الجدي&&د 49-16ال&&ذي يش&&ترط الكتاب&&ة بع&&د
مرور سنتين من اإلنتفاع& من العين المكتراةلكي يستفيد المكتري من الحق في الكراء.
وعليه يكون المشرع نحى نفس منحى الظهير المنسوخ إال أن ما يعاب علي&&ه أن&&ه لم يش&&ر إلى أي إحال&ة للم&&ادة 61
من قانون األدوية والصيدلة يستثني من خاللها مح&&ل الص&&يدلة من الم&&دة الض&&رورية إلكتس&&اب الح&&ق في اإليج&&ار
وكذا اإلعفاء من تقديم مبلغ مالي مقابل الحصول على ه&ذا الح&&ق وذل&&ك تكريس&ا ً للحق&&وق المكتس&&بة للص&&يدلة وفق&ا ً
للفقرة الثانية من المادة 61من قانون .]28[ 17.04
[ ]1عبد الرحيم شميعة“ ،القانون التجاري األساسي” ،طبعة ،2017مطبعة سجلماسة ،مكناس ،ص .178
[]2عبد العزيز توفيق“ ،عق&د الك&راء التج&اري في التش&ريع والقض&اء” ،دراس&ة تأص&يلية ،الطبع&ة الثاني&ة ،مطبع&ة
النجاح الجديدة ،الرباط ،1996 ،ص .89
[]3نور الدين آيتزباير“ ،إشكالية عقد الكراء التجاري” ،مجلة اإلرشاد الق&انوني ،ع&دد م&زدوج الراب&ع والخ&امس،
يونيو ،2018ص .115
[]4قرار رقم 579/8صادر بتاريخ ،16/12/2014أشار إليه ذ :مصطفى بونج&ه في كتاب&ه الك&راء التج&اري بين
ظهير 1955والقانون ”،49-16دراسة عملية لمقتضيات الق&&انون الجدي&&د” ،منش&&ورات المرك&&ز المغ&&ربي للتحكيم
ومنازعات األعمال ،الطبعة األولى ،سنة ،2017ص .34
[“ ]5تخضع األكرية المبرمة خالفا ً للمقتض&يات ال&واردة في الم&ادة الثالث&ة أعاله ،له&ذا الق&انون ،ويمكن لألط&راف
االتفاق ،في أي وقت ،على إبرام عقد مطابق لمقتضياته”.
[]6ظهير شريف رقم 1.13.111صادر في 15من محرم 19 ، 1435نوفمبر 2013بتنفيذ القانون رقم 67.12
المتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري والمكتري للمحالت المعدة للسكنى أو لإلستعمال المه&&ني ،المنش&&ور
بالجريدة الرسمية عدد 6208الصادر بتاريخ 24محرم 28( 1435نوفمبر ،)2013ص . 7328
[]7ظهير شريف صادر في 7شعبان / 1332ف&اتح يولي&وز 1914في ش&أن األمالك العمومي&ة باإليال&ة الش&ريفة،
المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ 16شعبان 1332عدد ،62ص .276
[]8خليل مرزوق“ ،قراءة نقدية في مضامين المادة 2من نطاق تطبيق القانون ،″49-16م.س ،ص .99
[]9إدريس السماحي“ ،القانون المدني ،الحق&وق العيني&ة ،ونظ&ام التحفي&ظ العق&اري”،الطبع&ة األولى ،س&نة ،2003
ص .18
[]10ال حق للمكتري في :إكتساب الحق في الك&راء على المحالت الموقوف&ة والمخصص&ة لإلس&تعمال التج&اري أو
الحرفي.
[]11ال تطبق على عقد اإلئتمان اإليجاري العقاري مقتضيات الظهير الش&ريف الم&&ؤرخ في 2ش&وال 24 &.1374
ماي 1955المتعلق بأكرية المحالت المعدة للتجارة أو الصناعة والحرف.
[]12سارة درميش“ ،نط&اق تط&بيق ق&انون 49-16المتعل&ق بك&راء العق&ارات أو المحالت المخصص&ة لالس&تعمال
التجاري أو الصناعي أو الحرفي” ،م.م.م ،عدد 157يناير – فبراير ،2018ص .84
[]13قرار محكمة اإلس&تئناف التجاري&ة بم&راكش رقم 16ص&در بت&اريخ 08ـــ 1ـــ 15رقم&ه بمحكم&ة االس&تئناف
التجارية 2007ـــ 7ـــ ،797أورده مصطفى بونجه ،م.س ،ص 23و.24
[]14أمال المنيعي“ ،مدى خض&وع ك&راء المحالت الكائن&ة ب&المراكز التجاري&ة لظه&ير 24م&اي ،″1955م.ق.ق،
عدد ،164سنة ،2014ص .30
[]15مصطفى بونجه ،م.س ،ص .27-26
[]16الفصل 627من ق.ل.ع.
[]17حكم صادر عن المحكمة التجارية بمراكش بتاريخ 2017-03-16في الملف عدد .2016-8206-1649
[]18الم&&ادة 61من الق&&انون 17.04بمثاب&&ة مدون&&ة األدوي&&ة والص&&يدلة “يخض&&ع ك&&راء المحالت ال&&تي تق&&ام به&&ا
الصيدليات ألحكام الظهير …”.
[]19عبد الرحيم شميعة“ ،قراءة في المبادئ الموجهة لقانون الكراء التجاري الجدي&د” ،أش&غال ن&دوة وطني&ة بكلي&ة
العلوم القانونية واإلقتصاديةواإلجتماعية مكناس ،بتاريخ 09دجنبر .2016
[]20العربي محمد مي&اد“ ،مراجع&ة الوجيب&ة الكرائي&ة للمحالت الس&كنية على ض&وء التش&ريع والقض&اء” ،الطبع&ة
األولى ،دار القلم ،2008 ،ص .17
[]21أحمد عاصم“ ،الحماية القانونية السكنية والمهنية” ،الطبعة األولى ،مطبعة دار النش&&ر المغربي&&ة ،1996،ص
.234
[]22ظهير شريف رقم 1.07.134الصادر بتاريخ 30نونبر ،2007الجريدة الرسمية ع&&دد 5580بت&&اريخ 2ذو
الحجة 13( 1428ديسمبر ،)2007ص . 4061
[]23المصطفى العضراوي“ ،الحق في الكراء عنصر في األصل التج&اري” ،رس&الة إلس&تكمال دبل&وم الدراس&ات
العليا ،كلية العلوم القانونية واإلقتصاديةواإلجتماعية – أكدال – الرباط ،السنة الجامعية ،2002-2001ص .40
[]24عم&&ر أزوك&&ار“ ،ق&&راءة في ق&&انون 49-16المتعل&&ق بك&&راء العق&&ارات أو المحالت المخصص&&ة لالس&&تعمال
التجاري أو الصناعي أو الحرفي” ،ندوة منظم&ة من ط&رف محكم&ة االس&تئناف بخريبك&ة بت&اريخ .09/03/2017
(غير منشور).
[]25ظه&&ير ش&&ريف رقم 1.14.189ص&&ادر في 27من مح&&رم 21( 1436نوفم&&بر )2014بتنفي&&ذ الق&&انون رقم
112.12المتعلق بالتعاونيات ،الجريدة الرسمية ،عدد 6318بتاريخ 25ص&&فر 18( 1436ديس&&مبر )2012ص
.8481
[]26ظهير شريف رقم 1.15.26صادر في 29من ربيع اآلخ&ر 19( 1436ف&براير )2015بتنفي&ذ الق&انون رقم
131.13المتعلق بمزاولة مهنة الطب ،الجريدة الرسمية عدد 6342الصادرة بتاريخ 21جمادى األولى ( 1436
12مارس )2015ص .1619
[]27ظهير شريف رقم ،151.06.1صادر في 30من شوال 22 1427نوفمبر ،2006بتنفيذ الق&&انون رقم -17
04بمثابة األدوية والصيدلة ،بالجري&&دة الرس&&مية ع&&دد 5480ـــــ 15ذو القع&&دة 7( 1427ديس&&مبر ،)2006ص
.3734
[]28عثمان بنمنصور“ ،عقد الكراء التجاري وإشكالية اكتساب الملكية التجارية” ،م.م.م،عدد 154شتنبر/أكت&&وبر
،2016ص .75