You are on page 1of 17

‫ماستر العقار و ال تعمتر‪:‬‬

‫الفوج السادس‬
‫عرض حول موضوع‪:‬‬

‫التعمي والبناء‬
‫ر‬ ‫دور النيابة العامة يف م‬
‫قضايا‬

‫تحت رإشاف األستاذ‪:‬‬


‫‪l‬‬ ‫من إنجاز الطلبة‪:‬‬
‫عبدالسالم اإلدريس‬ ‫_ يرسى شهيب‬

‫_ نجاة المعتوق‬

‫ماستر قانون العقار وال تعمتر‬ ‫_ اسية الفكادي‬


‫_ حميد قلعود‬
‫_اسماعيل ودان‬

‫‪2020_2019‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يتسم المجال العمراني في المغرب بنوع من التجاوزات الغير القانونية في التهيئة‬
‫المعمارية‪ ،‬حيث ال يخلوا حي من أحياء المدينة الواحدة داخل المغرب من مساكن و أبنية غير‬
‫منظمة سواء من حيث ألوانها‪ ،‬أو من حيث ارتفاعها أو شكلها ووضعها القانوني‪...‬وهو ما‬
‫يصطلح عليه ب"مخالفات التعمير"‪ ،‬هذه الظاهرة التي ما فتأت تزداد حدتها يوما بعد يوم‪،1‬‬
‫حيث أفادت التقارير الرسمية التي قامت بها وزارة العدل سنة ‪ ،2002‬أن عدد األسر القاطنة‬
‫باألحياء غير القانونية يقدر ب ‪ 54.000‬أسرة‪ ،‬يتواجد ‪ 74.5‬في المائة منها بأحياء حضرية‬
‫وشبه حضرية‪ .2‬كل هذا نتيجة القانون رقم ‪ 12.90‬الذي نسخ ظهير ‪ 1952‬المتعلق بالتعمير‪،‬‬
‫حيث عجز عن معالجة هذه األوضاع واالختالالت الحاصلة في مجال التعمير؛ فبدل أن ينظم‬
‫المجال أن ينظم المجال العمراني فقد ساهم في تشويهه ‪ ,‬حيث انتشرت أحياء الصفيح‬
‫والتجمعات السكنية غير القانونية وغير الالئقة بالمواطن ‪ 3,‬لذلك كان طبيعيا أن يتدخل‬
‫المشرع بين الحين واآلخر لتقويم إختالالت السياسة العمرانية‪ ،‬وأن يعيد النظر في النصوص‬
‫القانونية المرتبطة بالتجريم والعقاب في مجال التعمير والبناء‪ ،‬سيما وأن نظام المراقبة والزجر‬
‫ولكي يكون فعاال‪ ،‬يستوجب وجود أجهزة مراقبة قوية‪ ،‬واضحة المعالم ومحددة‬
‫اإلختصاصات‪ ،‬مع وجود مسطرة واضحة وفعالة لوضع حد للمخالفات‪ ،‬وهو ما حاول‬
‫المشرع ضبطه عبر إصدار القانون رقم ‪ 12.66‬المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في مجال‬
‫التعمير والبناء المعدل والمغير لبعض مقتضيات القانون ‪ ،12.90‬والذي حدد المخالفات التي‬
‫تشكل إخالال بضوابط البناء والتعمير‪ ،‬وذلك في المادة ‪ 66‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬بحيث‬
‫أسند مهمة معاينة هذه المخالفات لضباط الشرطة القضائية‪ ،‬ومراقبي التعمير التابعون للوالي‬
‫أو العامل أو لإلدارة المخولة لهم صفة ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬يخضعون في ممارسة‬
‫مهامهم إلشراف ومراقبة النيابة العامة‪.‬‬
‫وبحيث تعتبر النيابة العامة الجهاز القضائي المخول له من طرف المشرع تمثيل الحق‬
‫العام والدفاع عن مصالح المجتمع من الناحية القانونية أمام المحاكم الزجرية‪ ،‬وهي جزء من‬
‫هذه األخيرة‪ ،‬والتي عهد إليها بإقامة الدعوى العمومية‪ ،‬وتتولى تسييرها حتى نهايتها‪ ،‬وهو ما‬
‫تشير إليه المادة ‪36‬من ق‪.‬م‪.‬ج؛"تتولى النيابة العامة إقامة وممارسة الدعوى العمومية‬

‫‪- 1‬جواد كموني"ضبط مخالفات التعمير بالمغرب"‪ ،‬أزمة قانون أم اكراهات الواقع‪ -‬طبعة ‪ ،2014‬ص ‪5‬‬
‫‪- 2‬الوزارة المنتدبة المكلفة باإلسكان والتعمير‪" ،‬اإلسكان والتعمير"‪ ،‬الحصيلة واآلفاق‪ ،‬سنة ‪ ،2006‬ص ‪26‬‬
‫‪ 3‬إدريس الفاخوري‪ ":‬الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة"‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2019‬ص ‪74‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 4‬ومراقبتها‪ ،‬وتطالب بتطبيق القانون‪ ،‬ولها أثناء ممارسة مهامها الحق في تسخير القوة‬
‫العمومية مباشرة"‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية األدوار المنوطة بها سواء تعلق األمر بمجاالت عملها في المادة المدنية أو‬
‫الزجرية‪ ،‬فإن القيام بدورها في قضايا التعمير يطرح العديد من اإلشكاالت على صعيد‬
‫الممارسة العملية والقانونية خصوصا مع مستجدات زجر مخالفات البناء والتعمير‪ ،‬الذي جاء‬
‫بمجموعة من المستجدات فيما يتعلق بعالقة النيابة العامة ودورها في اإلشراف وتوجيه عمل‬
‫ضباط الشرطة القضائية في ميدان التعمير والبناء‪ .‬وتفعيال للمبدأ الدستوري القاضي بربط‬
‫المسؤولية بالمحاسبة من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية تفعيل دور النيابة العامة وتدخلها في قضايا‬
‫التعمير‪ ،‬على اعتبار هذا األخير من متعلقات النظام العام‪ ،‬نجد المادة ‪ 9‬من ق‪.‬م م على أن‬
‫تبلغ إلى النيابة العامة جميع الدعاوى والقضايا المتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات‬
‫المحلية والمؤسسات العمومية تبلغ إلى النيابة العامة قبل الجلسة بثالثة أيام على األقل بواسطة‬
‫كتابة الضبط‪ ،‬وهي نفس األحكام التي تضمنها القانون ‪ 12.66‬المتعلق بمراقبة وزجر مخالفات‬
‫التعمير والبناء غي كثير من فصوله بخصوص اإلحالة‪ ،‬والتبليغ لفائدة النيابة العامة‪ 5.‬كل هذا‬
‫من أجل تعزيز الحكامة في ميدان مراقبة وزجر المخالفات‪ ،‬وتجاوز اإلختالالت التي عرفتها‬
‫هذه المنظومة‪.‬‬
‫وتكمن أهمية الموضوع من الناحية النظرية‪ ،‬في التعرف على مختلف األدوار الموكولة‬
‫للنيابة العامة في قضايا التعمير والبناء‪ ،‬ومن الناحية العملية في التعرف على اإلشكاالت التي‬
‫تثار أثناء قيام النيابة العامة بدورها في مجال التعمير والبناء‪.‬‬
‫من كل ما سلف ‪،‬نطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫أين تتجلى مساهمة النيابة العامة من خالل أدوارها‪ ،‬في الحد من المخالفات المرتكبة في‬
‫مجال التعمير والبناء؟‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية نطرح التصميم التالي ‪:‬‬

‫‪- 4‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ -2018‬ص ‪83‬‬
‫‪ 5‬أورد في الموقع اإللكتروني‪" ،‬محمد الزكراوي" ‪ ,www.maroclaw.com‬إطلع عليه بتاريخ ‪ 1/11/2019‬على الساعة ‪20:45‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الدور الرقابي واإلداري لنيابة العامة على أعمال ضباط‬
‫الشرطة القضائية و مراقبي التعمير في قضايا التعمير والبناء ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الدور القضائي لنيابة العامة في مجال مخالفات التعمير‬


‫والبناء‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول ‪:‬الدور الرقابي واإلداري لنيابة العامة على ضباط الشرطة القضائية ومراقبي‬
‫التعمير‬
‫تقوم النيابة العامة بدور رقابي على ضباط الشرطة القضائية ومراقبي‬
‫التعمير(المطلب األولى )‪،‬كما أنها تقوم بمهمة إدارية تتجلى في اإلشراف والتنسيق على‬
‫ضباط الشرطة القضائية والمراقبين(المطلب الثاني)‬
‫المطلب األول‪ :‬الدور الرقابي لنيابة العامة على ضباط الشرطة القضائية ومراقبي التعمير‬
‫إن دراسة المحضر و مراقبة شكلياته و التأكد من احترامها للشروط الشكلية و‬
‫الموضوعية المتطلبة قانونا تعد من أهم طرق مراقبة النيابة العامة ألعمال الضابطة‬
‫‪6‬‬
‫القضائية‪.‬‬
‫فحسب الفصل ‪ 65‬من القانون ‪ 90/12‬يقوم بمعاينة المخالفات و تحرير محاضر بشأنها‬
‫ضباط الشرطة القضائية و مراقبو التعمير التابعون للوالي أو للعامل أو لإلدارة المخولة لهم‬
‫صفة ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى المادة ‪ 66‬من نفس القانون نجد أن المراقب الذي عاين مخالفة من‬
‫المخالفات المشار إليها في المواد السابقة يقوم بتحرير محضر بذلك طبقا لألحكام العامة للمادة‬
‫‪ 24‬من قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬يوجه أصله إلى وكيل الملك في أجل أقصاه ثالثة أيام من‬
‫تاريخ معاينة المخالفة مرفقا بنسختين منه ‪ ،‬مشهود بمطابقتها لألصل و كذا بجميع الوثائق و‬
‫المستندات المتعلقة بالمخالفة‪.‬‬
‫و في نفس السياق تنص المادة ‪ 2-63‬من القانون رقم ‪ 90/25‬على أن محضر المعاينة‬
‫الذي ينجز كذلك وفقا للمادة ‪ 24‬من قانون المسطرة الجنائية يوجه إلى وكيل الملك في أجل‬
‫أقصاه ‪ 3‬أيام تبدأ من تاريخ معاينة المخالفة مرفقا بنسختين مشهود بمطابقتهما لألصل‬
‫باإلضافة إلى صورة رقمية لورش أو أعمال البناء أو اإلصالح موضوع المخالفة أو أية‬
‫وسيلة أخرى تمكن من تحديد وضعية المخالفة و بجميع الوثائق و المستندات األخرى المتعلقة‬
‫بالمخالفة ‪.‬‬
‫إن قوانين التعمير من خالل موادها تحيل على قواعد المسطرة الجنائية في تحرير‬
‫المحضر‪ ،‬و باالطالع على المادة ‪ 24‬من قانون المسطرة الجنائية ‪،‬فالمحضر هو الوثيقة‬

‫‪ 6‬أحمد أجعون‪ ،,‬التعمير والحكامة المجالية وفق اخر المستجدات التشريعية والقضائية ‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط ‪ ،‬ص‪149‬‬

‫‪5‬‬
‫المكتوبة التي يحررها ضابط الشرطة القضائية أثناء ممارسة مهامه و يضمنها ما عاينه أو ما‬
‫تلقاه من تصريحات أو ما قام به من عمليات ترجع الختصاصه‪.‬‬
‫دون اإلخالل بالبيانات المشار إليها في مواد أخرى من هذا القانون أو في نصوص خاصة‬
‫أخرى ‪ ،‬يتضمن المحضر خاصة اسم محرره و صفته و مكان عمله و توقيعه و يشار فيه إلى‬
‫تاريخ و ساعة إنجاز اإلجراء و ساعة تحرير المحضر إذا كانت تخالف ساعة اإلجراء ‪.‬‬
‫يتضمن محضر االستماع هوية الشخص المستمع إليه و رقم بطاقة تعريفه عند االقتضاء ‪،‬‬
‫و و األجوبة التي يرد بها عن أسئلة ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫إذا تعلق األمر بمشتبه فيه يتعين على ضابط الشرطة القضائية إشعاره باألفعال المنسوبة إليه‪.‬‬
‫يقرأ المصرح تصريحاته أو تتلى عليه‪ ،‬و يشار إلى ذلك بالمحضر ثم يدون ضابط الشرطة‬
‫القضائية اإلضافات أو التغييرات أو المالحظات التي يبديها المصرح أو يشير إلى عدم‬
‫وجودها ويوقع المصرح إلى جانب ضابط الشرطة القضائية على المحضر عقب التصريحات‬
‫بعد االضافات ويدون ا سمه بخط يده وإذا كان ال يحسن الكتابة والتوقيع يضع بصمته ويشار‬
‫إلى ذلك في المحضر‪.‬‬
‫إن توجيه محضر المخالفة مباشرة إلى السيد وكيل الملك هو إجراء جديد في غاية األهمية ‪،‬‬
‫لكونه غير مقيد بإتباع أي إجراء آخر يهم المرور من قناة أخرى إلرساله إلى المحكمة ‪ ،‬وهذا‬
‫عكس النص القديم الذي كان يحد من عمل المكلف بالمراقبة الذي ينحصر عمله فقط في إعداد‬
‫المحضر و توقيعه ‪ ،‬و ال يحق له اتخاذ أي إجراء اتجاه المخالفة ‪ ،‬بل يقوم بتوجيه المحضر‬
‫في أقصر أجل إلى رئيس مجلس الجماعة ليحيله هذا األخير على النيابة العامة المختصة‬
‫لتحريك المتابعة ‪.7‬‬
‫من خالل ما سبق يتضح جليا أن العالقة التبادلية بين ضباط الشرطة القضائية و مراقبي‬
‫التعمير المحولة لهم تلك الصفة مع مؤسسة النيابة العامة و التي تتجلى في مراقبة شكليات‬
‫المحاضر و مضامينها المبلغة إلى السيد وكيل الملك بصفته ممثال للنيابة العامة حتى يبسط‬
‫رقابته على كل اإلجراءات المتعلقة بتحرير تلك المحاضر و ما يشوبها من اختالالت جوهرية‬
‫‪ ،‬سواء من حيث الشكل أو المضمون ‪ ،‬باإلضافة إلى دوره في ضمان المشتكى بهم من كل‬

‫‪ 7‬أحمد أجعون‪,‬مرجع سابق‪,‬ص‪150‬‬

‫‪6‬‬
‫شطط قد يعمد إليه ضباط و مراقبي التعمير قد يمس حق المشتكى بهم المحرر ضدهم‬
‫‪8‬‬
‫محاضر معاينات مخالفات و جنح التعمير‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الدور اإلداري لنيابة العامة على ضباط الشرطة القضائية ومراقبي التعمير‬
‫تعتبر النيابة العامة شعبة من شعب السلطة القضائية فهي النائبة عن المجتمع والممثلة له‬
‫وهي التي تتولى المصالح العامة‪ ،‬إذا تعتبر فاعال أساسيا في الدعوى العمومية‪ ،‬وتختص أساسا‬
‫‪9‬‬
‫بتحريكها‬
‫وتعد كذلك فاعال أساسيا في مجال ضبط مخالفات التعمير‪ ،‬خصوصا مع مستجدات قانون‬
‫زجر مخالفات البناء والتعمير ‪ 12-66‬والذي تقوم فيه بمهمة إدارية تتجلى في اإلشراف على‬
‫عملية وضع األختام (أوال) من طرف ضباط الشرطة القضائية ومراقبي التعمير والبناء‪ ،‬وكذا‬
‫دورها اإلشرافي والتنسيقي على ضباط الشرطة القضائية ومراقبي التعمير‪( .‬ثانيا)‬
‫أوال ‪ :‬دور النيابة العامة في اإلشراف على عملية وضع األختام من طرف ضباط الشرطة‬
‫القضائية ومراقبي التعمير والبناء‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 67‬من قانون التعمير المعدل بموجب قانون ‪ 12-66‬المتعلق بمراقبة وزجر‬
‫المخالفات في مجال التعمير والبناء على أن "يتخذ المراقب أو ضابط الشرطة القضائية‪،‬‬
‫مباشرة بعد معاينة المخالفة أمر بإيقاف األشغال في الحال‪ ،‬إذا كانت أشغال البناء المكونة‬
‫للمخالفة‪ ،‬مازالت في طور االنجاز ويرفق األمر المذكور الموجه إلى المخالف بنسخة من‬
‫محضر المعاينة يبلغ األمر الفوري بإيقاف األشغال إلى كل من السلطة اإلدارية المحلية‬
‫ورئيس المجلس الجماعي ومدير الوكالة الحضرية‪.‬‬
‫إذا لم ينفذ المخالف األمر المبلغ إليه بإيقاف األشغال في الحال‪ ،‬يمكن للمراقب حجز المعدات‬
‫واألدوات‪ ،‬ومواد البناء وكذا إغالق الورش ووضع األختام عليه ويحرر محضرا تفصيليا بذلك‬
‫يوجه إلى وكيل الملك"‬
‫ويتبين لنا من نص المادة أعاله أن عملية وضع األختام شهر وتشرف عليها النيابة العامة‬
‫في ظل قانون ‪ 12-66‬المتعلق بمراقبة وزجر مخالفات التعمير والبناء وذلك للتأكد من‬

‫‪ 8‬محمد االزكرواي ‪ .‬النيابة العامة في قضايا التعمير والبناء وفق آخر مستجدات قانون رقم ‪ " 12-66‬مجلة المنازعات األعمال العدد ‪ 09‬فبراير‬
‫‪ ،2018‬ص ‪12‬‬

‫محمد الزكراوي ‪ :‬نفس المرجع ص ‪17‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪7‬‬
‫مشروعية أو عدم مشروعية تلك العملية‪ ،‬ومما ال شك أن وضع األختام تعد من قبيل المساطر‬
‫الخاصة التي حرص المشرع المغربي على منحها اإلهتمام البالغ لما لها من خصوصية‪.‬‬
‫وبذلك نصت المادة ‪ 224‬من قانون المسطرة المدنية على أن يتضمن محضر وضع‬
‫األختام والبنايات التالي ‪:‬‬
‫‪-1‬بيان التاريخ والساعة‬

‫‪-2‬بيان طالب وضع األختام وأسباب المقال‬

‫‪-3‬حضور األطراف وأقوالهم عند اإلقتضاء‬

‫‪-4‬وصف المحالت واألشياء‬

‫‪-5‬تعيين حارس‬

‫وكذلك المادة ‪ 225‬من قانون المسطرة المدنية على أنه "تبقى مفاتيح إقفال األبواب التي‬
‫وضعت عليها األختام بين يدي كاتب الضبط‪ ،‬وتحت مسؤوليته‪ ،‬وال يمكن لهذا األخير أن‬
‫يدخل إلى المنزل الذي وضعت عليه األختام إال بعد رفعها عدا إذا طلب منه ذلك أو أمره‬
‫القاضي بالتنقل إليه بمقتضى أمر محلل"‬
‫وال يمكن لضباط الشرطة القضائية ومراقبي التعمير والتابعين للوالي أو للعامل أو لإلدارة‬
‫والمخولة لهم صفة ضباط الشرطة القضائية معاينة مخالفة مرتكبة داخل محالت معتمرة‪ ،‬إال‬
‫بعد الحصول على إذن كتابي من النيابة العامة المختصة وذلك داخل أجل ال يتعدى ثالثة‬
‫‪10‬‬
‫أيام‪.‬‬
‫فالمحالت المعتمرة أضفى عليها الدستور المغربي لسنة ‪ 2017‬حماية خاصة وذلك من خالل‬
‫الفصل ‪ 24‬منه الذي أكد على أن المنزل ال تنتهك حرمته وال يمكن القيام بأي تفتيش إال وفق‬
‫‪11‬‬
‫الشروط واإلجراءات التي ينص عليها القانون‬
‫ولعل خطورة دخول المحالت المعتمرة من طرف األجانب هو الذي دفع بالمشرع إلى‬
‫التنصيص صراحة على ضرورة الحصول على إذن كتابي من طرف النيابة العامة‪ ،‬وإيمانا‬

‫‪ 10‬الفصل ‪ 66‬من قانون ‪ 66.12‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.16.124‬بتاريخ ‪ 21‬من دي القعدة ‪ 25{ 1437‬اغسطس ‪. }2016‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ 6501‬بتاريخ ‪ 17‬دو الحجة ‪ 19{ 1437‬سبتمبر ‪ . }2016‬ص ‪6630‬‬
‫‪ 11‬احمد أجعون ‪ :‬مرجع سابق ص ‪146‬‬

‫‪8‬‬
‫من المشرع بذلك بهذه الخطورة قد نص عليها في الفصل ‪ 230‬والفصل ‪ 441‬من القانون‬
‫‪12‬‬
‫الجنائي‬
‫ثانيا‪ :‬الدور اإلشرافي والتنسيقي لنيابة العامة على أعمال ضباط الشرطة القضائية ومراقبي‬
‫التعمير‬
‫تقوم النيابة العامة في ضل قوانين التعمير على السهر على تفعيل القانون رقم ‪12-66‬‬
‫المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في مجال التعمير والبناء ‪ ،‬وكذا الدورية المشتركة بين وزير‬
‫الداخلية ووزير إعداد التراب الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة المدينة رقم ‪ 1317.07‬بشأن‬
‫تفعيل مقتضيات القانون رقم ‪ 12-66‬المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في مجال التعمير‬
‫والبناء على التوالي بزجر مخالفات البناء وانتشار البناء غير القانوني ‪ ،‬والسيما من خالل‬
‫السهر على تصحيح العيوب الشكلية بصفتهم المشرفين على أعمال الموظفين المكلفين بمهمة‬
‫الشرطة القضائية وتعيين المخالفات ودلك كله من خالل اإلشراف على أعمال الموظفين‬
‫‪14‬‬
‫المكلفين بضبط المخالفات وإرجاع المحاضر الناقصة أوالمشوبة بعيب مسطري‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬الدور القضائي لنيابة العامة في مخالفات التعمير والبناء‬
‫يتجلى الدور القضائي لنيابة العامة في كونها هي الجهة التي خول لها المشرع مهمة‬
‫البحث في الجريمة والمتابعة والحكم فيها يخضع لقانون الشكل ‪،‬وهو قانون المسطرة الجنائية‬
‫‪،‬وهذه المهمة موكولة ؛إلى جهاز النيابة العامة ‪،‬إال أن المخالفات المرتكبة في مجال التعمير‪،‬‬
‫زيادة على كونها تخضع بالنسبة لإلجراءات المسطرية إلى قانون المسطرة الجنائية فهي‬
‫تخضع لبعض اإلجراءات المنصوص عليها في قانون التعمير‪ ،‬ولكن ينبغي التمييز بين الدور‬
‫المنوط بالنيابة العامة قبل تعديل القانون ‪( 12/66‬المطلب األول )وبين االختصاصات المخولة‬
‫في شأن تحريك الدعوى العمومية وإقامتها وممارستها بعد المستجدات التي جاء بها القانون‬
‫‪ ( 12/66‬المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ 12‬الفصل ‪ 230‬من القانون الجنائي " كل قاض أو موظف عمومي ‪ ,‬أو مفوضي السلطة الععهمة أو القوة العمومية يدخل بهده الصفة مسكن أحد‬
‫األفراد ‪,‬رغم عدم رضائه في غير األحوال التي قررها القانون يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة وغرامة من ‪200‬إلى ‪ 500‬درهم ‪".‬‬
‫الفصل ‪" 441‬من دخل أو حاول الدخول إلى مسكن الغير ‪ ,‬بإستعمال التدليس أو التهديد أو العنف ضد األشخاص أواألشياء ‪,‬يعقب بالحبس من شهر‬
‫إلى ستة أشهر وغرامة ‪ 200‬إلى ‪ 250‬ذرهم "‪.‬‬
‫‪ 13‬دورية مشتركة بين وزارة الداخلية ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة المدينة رقم ‪ 07-17‬بشأن تفعيل مقتضيات قانون رقم‬
‫‪ 12-66‬المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في مجال البناء والتعمير‪.‬‬
‫‪ 14‬محمد الزكراوي ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.17‬‬

‫‪9‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دور النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية قبل تعديل ‪66 12‬‬

‫تعتبر النيابة العامة هي الجهة التي خول لها المشرع تحريك الدعوى العمومية‬
‫ومباشرتها‪ 15،‬ولكن بالرجوع إلى مقتضيات قانون التعمير قبل التعديل بالقانون ‪ 12/66‬؛‬
‫حيث انه بالرجوع إلى ظهيري ‪ 1952‬و ‪ 1953‬نجد أن مسطرة المتابعة تمر عبر مسطرتين‬
‫متتابعتين ‪،‬األولى إدارية والثانية قضائية ‪ ،‬حيث كانت تقوم اإلدارة في بادئ األمر بعد معاينة‬
‫المخالفة بتبليغ المخالف وتأمره بتغيير أو هدم المشروع بكامله أو جزء منه فقط في أجل تحدده‬
‫وإن لم يمتثل لهدا األمر يتم تحرير محضر المخالفة ويرفق بطلب فتح الدعوى العمومية في‬
‫حق المعني باألمر‪ ,‬يرفعها رئيس المجلس الجماعي إلى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية‬
‫المختصة وهنا ينتهي دور اإلدارة ويبدأ دور القضاء بتحريك الدعوى العمومية ‪ ،‬وهنا يتضح‬
‫أن النيابة العامة ال تحال عليها المخالفة إال بعد قيام اإلدارة بتبليغ المخالف‪ ،‬بأن عليه أن يقوم‬
‫بهدم المشروع بكامله أو جزء منه فقط وال تحرك الدعوى العمومية في حقه إال بعد عدم‬
‫امتثاله‪، 16‬وهنا نالحظ بأن النيابة العامة ليست لها السلطة لتحريك مسطرة المتابعة في حق‬
‫المخالف إال بعد التوصل بطلب فتح دعوى عمومية ‪ ،‬يرفعه رئيس المجلس الجماعي إلى وكيل‬
‫الملك بالمحكمة االبتدائية المختصة ‪.‬‬
‫أما فيما يخص القانون ‪ 12/ 90‬والقانون ‪ 90 /25‬فإنه يتبين أن تحريك الدعوى العمومية‬
‫يتوقف على إيداع شكوى من طرف رئيس المجلس الجماعي لدى وكيل الملك لدى المحكمة‬
‫االبتدائية المختصة ودلك طبقا للمواد ‪ 66‬و‪ 67‬و ‪ 68‬حيث تنص هذه المواد ‪:‬‬

‫المادة ‪ 66‬من قانون ‪ ...."90/12‬يقوم رئيس مجلس الجماعة بإيداع شكوى لدى وكيل الملك‬
‫المختص ليتولى متابعة المخالف ‪ ،‬ويحاط الوالي أو العامل المعني علما بذلك ……‪".‬‬
‫أما المادة ‪ 67‬فتنص ‪ .… " :‬وإذا انتهت األفعال المتكونة منها المخالفة عند انقضاء‬
‫األجل المشار إليه أعاله يقع التخلي عن المتابعة الجارية في شأنها ‪ ...‬وإذا لوحظ عند انتهاء‬
‫األجل المشار إليه أعاله أن المخالف لم ينفد األوامر المبلغة إليه تطبق األحكام المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 68‬وما يليها من هذا القانون ‪.‬‬

‫ويخبر رئيس مجلس الجماعة الجهات الموجه إليها المحضر والشكوى بالتدابير التي اتخدها‬
‫عمال بهده المادة ومآلها واستمرار الشكوى أو سحبها ‪".‬‬

‫‪ 15‬المادة ‪ 36‬من ظهير شريف رقم ‪1.02.255‬صادر في ‪ 25‬رجب ‪ 3{1423‬أكتوبر ‪}2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 22.01‬المتعلق بالمسطرة الجنائية‬
‫‪16‬محمد محجوبي ‪ ،‬قراءة عملية في قوانين التعمير المغربية ‪,‬الطبعة األولى‪,2006‬ص ‪.25‬‬

‫‪10‬‬
‫وبالتالي فإن تحريك الدعوى العمومية في مجال التعمير يتوقف على تقديم شكوى من‬
‫رئيس المجلس الجماعي ويعتبر تقديم الشكوى من الموانع التي تقف حائال بين النيابة‬
‫العامة والقضاء ككل وبين مقترف الجريمة أو المخالف‪ 17‬بلغة قوانين التعمير‪،‬‬
‫فإذا توقف تقديم الشكوى ‪ ،‬وبالتالي تحريك الدعوى العمومية ‪،‬من طرف رئيس المجلس‬
‫الجماعي فإنه أيضا له الحق في سحب الشكايات والتخلي عن المتابعة وهو إجراء يعتبر‬
‫عرقلة واضحة في زجر المخالفات يجعل القضاء ال يضع يده إال على المخالفات التي تريد‬
‫اإلدارة تحريك مسطرة المتابعة فيها وليس غيرها ‪ ،‬ومن بين المالحظات التي يمكن‬
‫مالحظتها ‪ ,‬كذلك في شأن توقف تحريك الدعوى العمومية بناءا على تقديم شكوى‪ ,‬من طرف‬
‫رئيس المجلس الجماعي في شأن المخالفات المرتكبة في إطار قوانين التعمير والتي أعتبرها‬
‫البعض ‪" 18‬هفوة خطيرة ما كان للمشرع أن يقع فيها هو استغالل رؤساء المجالس الجماعية ‪،‬‬
‫لهده الصالحية التي خولها لهم المشرع ‪ ،‬من أجل قضاء مصالحهم السياسية ‪ ،‬وكذلك‬
‫مصالحهم االنتخابية وخاصة في فترة االنتخابات مما يجعلهم يفضلون مصالحهم الخاصة عن‬
‫المصلحة العامة" األمر الذي يساهم في عدم ردع وزجر المخالفات في مجال التعمير والبناء‬
‫وبالتالي عدم احترام الضوابط التي تم التنصيص عليها في قوانين التعمير ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫انعدام التكوين القانوني ‪ ،‬لدى العديد من رؤساء المجالس الجماعية‪ ,‬الذي يخولهم تحريك‬
‫الدعوى العمومية ‪.‬‬
‫بناءا على كل سبق ‪,‬والدي كان يقف حائال بين النيابة العامة وسلطتها في تحريك الدعوى‬
‫العمومية ‪ ,‬فقد تدخل المشرع لتعديل المقتضيات الزجرية ‪ ,‬في إطار قوانين التعمير ومعها‬
‫دور النيابة في قضايا التعمير والبناء وذلك بمقتضى القانون ‪ 12 / 66‬وهذا ما سيكون‬
‫موضوع المطلب الثاني‬
‫المطلب الثاني ‪:‬دور النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية بعد تعديل قانون ‪12-66‬‬

‫لقد صنف الفقه الجنائي تحريك الدعوى الجنائية إلى صنفين‪ ،‬صنف األول تتوقف‬
‫إجراءات تحريك الدعوى العمومية فيه على تقديم شكاية من طرف المجني عليه‪ ،‬وصنف ثاني‬
‫ال يلزم فيه القانون ذلك‪ ،‬بحيث يتسنى للنيابة العامة تحريك الدعوى العمومية ولو لم يتقدم‬
‫الضحية بشكاية في الموضوع‪ ،‬بل إن تنازله عن الشكاية ال يفيده سوى في الجانب المتعلق‬
‫بالتعويض المدني‪.‬‬

‫‪ 17‬لطيفة الداودي ‪ ،‬دراسة في قانون المسطرة الجنائية المغربية وفق أخر تعديالت الطبعة السابعة ‪,2018‬ص‪61‬‬
‫‪ 18‬محمد محجوبي ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪27‬‬

‫‪11‬‬
‫وتعد جرائم التعمير من الجرائم المعلقة على تقديم شكوى من طرف الجهة التي أوكل لها‬
‫المشرع مثل هذه الصالحية‪ ،‬فبعد أن نص الفصل ‪ 66‬من قانون التعمير ‪ 90-25‬على األفعال‬
‫التي تشكل جرائم في مفهوم هذا القانون‪ ،‬أوكل لرئيس مجلس الجماعة المختص صالحية‬
‫إيداع شكوى لدى وكيل الملك ليتولى متابعة المخالف مع إحاطة الوالي والعامل المعني بأمر‬
‫‪19‬‬
‫هذه الشكاية‪.‬‬
‫ولبيان الدور الذي يلعبه محضر المعاينة في تحريك الدعوى العمومية من قبل النيابة‬
‫العامة‪ ،‬تنص المادة ‪ 66‬من القانون رقم ‪ 12-66‬على أنه "يقوم المراقب الذي عاين مخالفة من‬
‫المخالفات المشار إليها في المادة ‪ 64‬أعاله ‪ ،‬بتحرير محضر بذلك طبقا ألحكام المادة ‪ 24‬من‬
‫قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬يوجه أصله إلى وكيل الملك في أجل أقصاه ثالث أيام من تاريخ‬
‫معاينة المخالفة مرفقا بنسختين منه‪ ،‬مشهود بمطابقتها لألصل وكذا بجميع الوثائق والمستندات‬
‫المتعلقة بالمخالفة‪ ،‬توجه نسخة من محضر معاينة المخالفة إلى كل من السلطة المحلية ورئيس‬
‫المجلس الجماعي ومدير الوكالة الحضرية وكذا إلى المخالف "‬
‫فهذه المادة تلزم المراقب أو ضابط الشرطة القضائية الذي عاين المخالفة بتوجيه أصل محضر‬
‫المعاينة مرفوقا بنسختين منه مشهود بمطابقتها لألصل وكذا بجميع الوثائق والمستندات‬
‫المتعلقة بالمخالفة مباشرة إلى النيابة العامة مما يعني أن هذه األخيرة ستعتمد مباشرة على هذا‬
‫المحضر لتحريك المتابعة ودون الحاجة إلى إيداع شكاية من رئيس مجلس الجماعة حيث‬
‫يصبح في هذه الحالة محضر المعاينة هو الوثيقة األساسية المعتمدة لتحريك الدعوى العمومية‪،‬‬
‫فاإلدعاء أصبح حقا مخوال لنيابة العامة دون الغير‪.‬‬
‫إن تحرير محضر معاينة المخالفة وتوجيهه إلى النيابة العامة يعتبر نقطة إنطالق عملية زجر‬
‫مخالفات البناء والتعمير والتي تتوج بتدابير أخرى للزجر منها ما هو إداري ومنها ما هو‬
‫‪20‬‬
‫قضائي‪.‬‬
‫عمال بمقتضيات القانون ‪ 12-66‬المذكور‪ ،‬فإنه ال يحول هدم األبنية واألشغال المنجزة المخالفة‬
‫دون تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬وال يترتب عنه سقوطها إذا كانت جارية‪ ،‬وقد توخا المشرع‬
‫جراء تنصيصه الصريح على هذا المقتضى الرفع من منسوب األثر الردعي والزجري‬
‫الرتكاب المخالفة التي ال يحول اتخاد اإلجراءات اإلدارية إلنهائها من تحريك الدعوى‬

‫‪ 19‬الزكرواي محمد‪ ،‬دور النيابة العامة في قضايا التعمير البناء وفق أخر مستجدات قانون رقم ‪ 12-66‬مجلة منازعات األعمال‪,‬العدد‪29‬فبراير‪2018‬‬
‫‪ 20‬محمد السنوسي ‪،,‬ضواء على قضايا التعمير والسكنى بالمغرب‪ ،,‬مطبعة النجاح الجديدة‪,1988,‬ص‪23‬‬

‫‪12‬‬
‫العمومية‪ ،‬حيث يبقى للجهة القضائية المختصة إختصاص تكييف األفعال المرتكبة وترتيب‪،‬‬
‫‪21‬‬
‫الجزاء بما يتناسب ونوع درجة المخالفة المرتكبة‬

‫‪21‬الزكرواي محمد‪,‬مرجع سابق‪,‬ص‪12‬‬

‫‪13‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫على مر هذه الصفحات ‪ ،‬ومن خالل قراءة المقتضيات الزجرية التي أتى بها القانون‬
‫‪ 66.12‬يمكن القول بأن المشرع من خالل إصداره لهدا القانون المتعلق بمراقبة وزحر‬
‫المخالفات في مجال التعمير والبناء ‪ ،‬أولى لمنظومة المراقبة أهمية بالغة ‪ ،‬وذلك بتحديده‬
‫للجهات التي خول لها التحقيق في المخالفات والبحت عنها ومعاينتها ‪.‬‬
‫وتعمل النيابة العامة في خضم كل هذا على القيام بمجموعة من المهام والصالحيات التي‬
‫تخول لها المساهمة في احترام القواعد القانونية التي وضعها المشرع في مجال القوانين‬
‫المتعلقة بالتعمير ‪ ،‬وذلك بإعطائها مهمة القيام بالتنسيق واإلشراف والرقابة على الجهات التي‬
‫تتولى مهمة ضبط المخالفات في مجال التعمير والبحث فيها ؛ بل أكثر من ذلك ‪ ،‬فحتى مهمة‬
‫تحريك الدعوى العمومية سحبها المشرع من اختصاصات رئيس المجلس الجماعي واعطاها‬
‫لوكيل الملك وهدا كله على اعتبار أن النيابة العامة هي مؤسسة ممثلة للمجتمع ‪ ،‬وتدافع عن‬
‫مصالحه المتعلقة باأل من واألمان والصحة والسكينة ‪ ،‬ومن أجل الحفاظ على فضاء عمراني‬
‫سليم ومنسجم ‪ ،‬تتوفر فيه كل شروط السالمة ‪ ،‬ومحترما لكل المقتضيات القانونية‬
‫المنصوص عليها في القوانين المؤطرة للمجال العمراني ‪.‬‬
‫إلى أن مهام النيابة العامة في مجال التعمير والبناء ‪ ،‬يصطدم بمجموعة من اإلكراهات‬
‫والعراقيل ‪ ،‬لعل أبرزها استمرار المشرع في اعتبار المشرع في اعتبار األفعال المرتكبة في‬
‫إطار قوانين التعمير ‪ ،‬مخالفات وليست بجنح أو جنايات ‪ ،‬مما يجعل دورهم محدودا في إطار‬
‫الصالحيات الممنوحة لها في إطار الجنح والجنايات‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الئحة المراجع ‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬
‫إدريس الفاخوري ‪" :‬الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية‬
‫والتشريعات العقارية الخاصة " الطبعة الثالثة ‪2019‬‬

‫‪ -‬أحمد أجعون ‪ :‬التعمير والحكامية المجالية وفق أخر مستجدات التشريعية والقضائية ‪،‬‬
‫مطبعة األمنية الرباط ‪.2019‬‬

‫‪ -‬محمد محجوبي ‪" :‬قراءة عملية في قوانين التعمير المغربية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪". 2006‬‬

‫‪ -‬محمد السنوسي ‪ :‬أضواء على قضايا التعمير والسكنى بالمغرب‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫‪.1998،‬‬

‫‪-‬عبد الواحد العلمي ‪ ،‬شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪ ،‬الطبعة الرابعة‬
‫‪2018‬‬

‫‪-‬المجالت‪:‬‬
‫محمد الزكراوي " دور النيابة العامة في قضايا والتعمير والبناء وفق آخر مستجدات‬
‫قانون ‪ "66-12‬مجالت المنازعات واألعمال العدد‪ 09‬فبراير ‪2018‬‬

‫‪-‬الدوريات‪:‬‬
‫‪-‬دورية مشتركة بين وزارة الداخلية ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير واإلسكان‬
‫وسياسة المدينة رقم ‪ 07-17‬بشأن تفعيل مقتضيات قانون رقم ‪ 12-66‬المتعلق بمراقبة وزجر‬
‫المخالفات في مجال البناء والتعمير ‪.‬‬
‫‪ -‬النصوص القانونية ‪:‬‬
‫‪-‬القانون ‪ 12-66‬الصادر بتنفيده الظهير الشريف رقم ‪ 1.16.124‬بتاريخ ‪ 21‬من دي‬
‫القعدة ‪ 25( 1437‬أغسطس ‪) 2016‬الجريدة الرسمية ‪ 6501‬بتاريخ ‪ 17‬دو الحجة ‪1437‬‬
‫(‪،19‬سبتمبر ‪. ) 2016‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-‬قانون المسطرة الجنائية ظهير شريف رقم ‪ 1.02.255‬صادر في ‪ 25‬رجب ‪3(1423‬‬
‫أكتوبر ‪ ) 2002‬بتنفيده القانون رقم ‪ 22.01‬المتعلق بالمسطرة الجنائية ‪.‬‬

‫مجموعة القانون الجنائي المغربي ظهير شريف رقم ‪ 1.59.413‬صادر بتاريخ ‪ 28‬جمادى‬
‫الثانية ‪26( 1382‬نونبر ‪ ) 1962‬بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي‪.‬‬

‫‪ -‬المواقع اإللكترونية ‪:‬‬


‫‪ Www.maroclaw.com‬محمد الزكراوي دور النيابة في قضايا التعمير والبناء وفق اخر‬
‫مستجدات القانون ‪66.12‬‬

‫‪16‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫مقدمة ‪1................................................................................. :‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الدور الرقابي واإلداري لنيابة العامة في اإلشراف على أعمال ضباط‬
‫الشرطة القضائية في قضايا التعمير‬
‫والبناء‪2...............................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪:‬الدور الرقابي لنيابة العامة على ضباط الشرطة القضائية ومراقبي التعمير‪4..‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬الدور اإلداري لنيابة العامة على ضباط الشرطة القضائية ومراقبي‬
‫التعمير‪6..............................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الدور القضائي لنيابة العامة في مجال مخالفات التعمير والبناء‬
‫‪8.......................................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية قبل تعديل ‪8..........66 12‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬دور النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية بعد تعديل قانون ‪.12-66‬‬

‫‪10....................................................................................................‬‬

‫خاتمة‪13............................................................................................:‬‬

‫الئحة المراجع‪14...................................................................................:‬‬

‫‪17‬‬

You might also like