Professional Documents
Culture Documents
رسالة ماستر (عبد الفتاح الوردميشي) منازعات الوعاء والتحصيل بالمغرب (دراسة قانونية وقضائية مقارنة) مع اخر التعديلات
رسالة ماستر (عبد الفتاح الوردميشي) منازعات الوعاء والتحصيل بالمغرب (دراسة قانونية وقضائية مقارنة) مع اخر التعديلات
لجنة املناقشة
د .عبد الرحيم املنار السليمي :أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية آكدال – الرباط ---مشرفا
د .أحمد بوجداد :أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية آكدال – الرباط ----------------عضوا
د .جواد النوحي :أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية آكدال – الرباط ----------------عضوا
إهـــدإء
ض تم لا ه جل
إهدي ثمرة هدإ ا د وإ ع:
بحل ا ل ا لا ل
الى رمر ا اح و ر ى اة إ ى ة،
بي م ي ح ف صب فك
ا
على قبوهلم مناقشة هذا العمل الذي نسأل اهلل عز وجل ،أن نكون قد
توفقنا يف اإلحاطة مبختلف جوانبه ،وأن يكون إضافة علمية للمادة
الضريبية يف بالدنا
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الئحة الرموز
تقــــــــــديم عــــــام
ال شك في أن الضرائب والرسوم التي في حكمها تشكل جوهر املورد املالي مليزانية الدولة والجماعات
الترابية ،وتساهم بشكل فعال في تمويل النفقات العمومية.
وباإلضافة إلى دور الضريبة في تمويل النفقات العمومية فقد غدت أداة ناجعة وفعالة اليوم في
يد الدولة من أجل تحقيق مجموعة من األهداف االجتماعية واالقتصادية ،فالضريبة يمكن استعمالها في
املجال االجتماعي لتحقيق العدالة االجتماعية كالضريبة على الثروة مثال ،وفي املجال االقتصادي يمكن
رفع قيمة الضريبة على بعض القطاعات التي تريد الدولة الحد من نشاطها ،وباملقابل خفضها على
قطاعات أخرى من أجل دعمها)1( .
فاملشرع وضع مجموعة من السلطات في يد اإلدارة الضريبية والخزينة العامة للمملكة واألجهزة
التابعة لها في مجال تحصيل الضريبة ،بخصوص تحديد األشخاص الخاضعين و املعفيين من الضريبة ،
باإلضافة إلى صالحيات فرضها ومسطرة تأسيسها وصوال إلى مرحلة التحصيل بما يتماش ى مع النص
القانوني واالجتهاد القضائي في هذا الشق ،وباعتبار أن املعاملة الضريبية ثنائية األطراف ،قد كفل املشرع
مجموعة من الضمانات للملزم الضريبي وذلك لحماية هذا الطرف الضعيف من تعسف اإلدارة و جورها
و قد عهد املشرع للمجموعة من الهيئات(اإلدارية والقضائية) لبت في املنازعات الناشئة عن العملية
الضريبية.
وبهذا تنتصر قواعد األخالق املالية ،تلك القواعد التي تقوم على الحريات الفردية واملساواة ،والتي
تستمد من مبدأ املساواة بين املواطنين أمام االعباء العامة وشرعية الضريبة (.)2
وينبثق فرض الضريبة وإلزاميتها من الوثيقة الدستورية ،بحيث نصت جل الدساتير املغربية بما
فيها الوثيقة الدستورية األخيرة ()3في فصلها "الفصل (>> )39على الجميع أن يتحمل ،كل على قدر
________________________________________________________________________________
)1(- DERUEL (F): «Finances publiques, Droit fiscal» , 9 édition, Mementos Dalloz, Paris, 1993, P.6.
)2(-André Helbronner, “Les Garanties Nouvelles du Contribubale” ،Conseil d’Etat et documents, 1964,P35
الظهي ر
الشيف رقم 1.11.91الصادر يف 27شعبان الموافق 29يوليوز .2011 ر المغرب لسنة ،2011الصادر بتنفيذه، ( - )3الدستور
ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
استطاعته ،التكاليف العمومية ،التي للقانون وحده إحداثها وتوزيعها ،وفق اإلجراءات املنصوص عليها في
هذا الدستور<<.
ويقوم النظام الضريبي باملغرب على الثالثية الجبائية املعروفة لدى أغلب الدول ،في إطار تحديث
وتوحيد املنظومة الضريبية أي إخضاع الشركات لضريبة خاصة ،واألشخاص الذاتيين وشركات
األشخاص لضريبة عامة على الدخل بالنسبة ملجموع دخولهم ،ثم ضريبة عامة على اإلنفاق (الضريبة على
القية املضافة) وبعض الضرائب النوعية كالضريبة املهنية أو الحضرية إلى جانب النظام الجبائي الترابي.
وأمام هذه األهمية فقد حرصت جل الدول على إقرار نظام ضريبي يتماش ى مع املتطلبات
االقتصادية واالجتماعية ،وعرف النظام الضريبي املغربي في سبيل تطويره محطات تاريخية مهمة انطالقا
من إصالح سنة 1984مرورا بإصدار مدونة تحصيل الديون العمومية سنة ،2000وما جاءت به قوانين
املالية لسنوات ،2006 ،2005وتجميع النصوص الجبائية في مدونة واحدة سنة ،)4( 2007وأخيرا 2017
من مستجدات ساهمت في تبسيط النظام الضريبي على مستوى املساطر وإيجاد حلول ملجموعة من
اإلشكاالت القانونية التي ظلت موضوع اجتهادات قضائية.
ومن مسلمات النظام الجبائي املغربي أنه نظام إقراري ،أي أن امللزم الضريبي هو املطالب بتقديم
تصريح لإلدارة الضريبية بدخله ،وفي حالة امتناعه عن القيام بهذا التصريح أو قدم هذا التصريح ورأت
اإلدارة الضريبية ما يستوجب القيام بتصحيحه ،فإن املشرع الضريبي منح اإلدارة امتيازات في مواجهة
امللزم وذلك حتى يحترم االلتزام الضريبي وتضمن بذلك الدولة تحصيل مستحقاتها ،ومن أبرز هذه
االمتيازات إمكانية فرض الضريبة بشكل تلقائي ،أو إمكانية القيام بتصحيح ضريبي في الحالة الثانية،
وذلك بهدف الوصول إلى حقيقة االلتزام الضريبي(.)5
________________________________________________________________________________
التغييات الواردة يف قانون المالية رقم 73.16للسنة المالية 2017الصادر
ر تحيي المدونة العامة للضائب يف طبعة جديدة لسنة 2017بإدراج
ر ( - )4تم
الظهي ر
الشيف رقم 13-17-1بتاري خ 14رمضان 9( 1438يونيو) .2017 ر بتنفيذه
)5(- Mohamed NTEGUE: «Le contrôle fiscal entre les pouvoirs de l’administration et les droits des contribuables» , Acte
de la rencontre national Rabat, le 15 Juin 2006, sous le thème « les procédures de taxation et de vérification fiscales,
quelles garanties pour les contribuables ? » Centre Marocain des études juridiques Rabat 2006, p 8.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
غير أن اإلدارة الضريبية التي منحها املشرع عدة صالحيات ( )6تتعلق بتأسيس الضريبة ،قد تخل
ببعض الضمانات القانونية املخولة للملزمين من مثل :التبليغ بفرض الضريبة ،احترام اإلجراءات
املسطرية املتعلقة بتصحيح أسس الضريبة أو الفرض التلقائي لها ،اإلعفاءات الجبائية ،...مما يؤدي إلى
نشوء نزاع بين اإلدارة وامللزم ،وما زاد في تعميق الفجوة القائمة في العالقة بين امللزم واإلدارة الضريبية،
غياب األمن القانوني في املادة الضريبية؛ هذا األخير يشكل أكبر تحدي يقف أمام أي إصالح ضريبي حتى في
الدول املتقدمة (.)7
ويعتبر امللزم واإلدارة الضريبية ،محور اهتمام القانون الضريبي؛ ال من حيث اإلقرار بحقوقهم
والتزاماتهم ،وال من حيث تكريس مبادئ مستلهمة من العلوم اإلدارية لتحسين التواصل وبناء عالقة قوامها
االنسجام والتناغم والثقة املتبادلة ،لذلك تستوجب أولويات الدخول للبحث في هذه العالقة الوقوف على
التعريف بامللزم واإلدارة الضريبية.
هكذا إذن ،وبناءا على مقتضيات املدونة العامة للضرائب ،ومدونة التحصيل الديون العمومية،
يمكن تحديد املقصود باإلدارة الضريبية بكونها :كل إدارة لها ارتباط وظيفي باملجال الجبائي؛ وتشمل كل
من مديرية الضرائب املباشرة والرسوم املشابهة ،الخزينة العامة للمملكة ،إدارة الضرائب غير املباشرة
والحقوق الجمركية .فاإلدارة الضريبية هي بنية وموارد بشرية فيها ،تسهر على تنفيذ القوانين والنظم
الجبائية ،وبهذا فهي إدارة تناط بها صالحيات الربط والتحصيل الضريبي؛ وما يستتبعه ذلك من سلطات
وامتيازات أخرى تجاه امللزمين (.)8
________________________________________________________________________________
(-)6تشكل السلطة التقديرية لإلدارة الضيبية من أبرز األسباب وراء االختالل التوازن ربي اإلدارة والملزم وأبرز سبب وراء ضعف التواصل بينهما ،لذلك
مقيح تأطي السلطة التقديرية لإلدارة وتوضيح النصوص ...للتوسع ر
أكي يف اقتراحات جاء ف توصيات أشغال المناظرة الوطنية الثانية حول الجبايات ر
ر ي
المناظرة أنظر المجلة المغربية للتدقيق والتنمية REMALDعدد 36سنة ،2013ص 34إىل .41
(7) - « Amélioration la sécurité juridique des relations entre l’administration fiscale et les contribuables, une nouvelle
approche » Rapport au ministre du budget des comptes publics et de la fonction publique, paris, juin 2008, p 5.
( -)8للمزيد من المعلومات أنظر (المدونة العامة للضائب) و (مدونة تحصيل الديون العمومية).
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
للفقه واملهتم إلعطاء تعريف بامللزم كطرف رئيس ي في العالقة الضريبية ،فقد اختلفت املرادفات املستعملة
من طرف الفقه بشكل يوازي اختالف التشريعات في الدول ،إال أنها رغم اختالفها في املبني ،فهي موحدة في
املعنى؛ وبالتالي يمكن اختزال مفهوم امللزم الضريبي :في كل شخص طبيعي ،أو معنوي ملزم قانونا بأداء
الضريبة مهما كان نوعها ،ومهما كانت طريقة ومسطرة فرضها عليه وأدائها وتحصيلها (.)9
أما الدعوى الضريبية أهم وسائل حماية الحق ،وهي رخصة االلتجاء إلى القضاء .واملنازعة
الضريبية أشمل وأوسع من الدعوى الضريبية .فالدعوى الضريبية هي حق امللزم في اللجوء إلى القضاء
املختص رافعا دعواه مطالبا بحقوقه قبل مصلحة الضرائب .أما املنازعة الضريبية فهي تعبر عن الخالف
الذى يثور بين اإلدارة الضريبية والغير بمناسبة قيامها بوظائفها التي كفلها القانون الضريبي أو أي قانون
آخر.
واملنازعة الضريبية في معناها القانوني ال تظهر إال على إثر ادعاء أحد طرفي العالقة الجبائية سواء امللزم
أو اإلدارة بخرق الطرف الثاني للقانون الضريبي وذلك خالل إحدى مراحل العملية الضريبية من تحديد
الوعاء ،التصفية واالستخالص ( ،)10فامللزم مثال قد ال يلتزم الشفافية في حقيقة وعائه عند تقديمه لإلقرار
أو قد يتماطل في أداء الضرائب .واإلدارة قد تقع في خطأ عند تصفية الضريبة كمخالفة األساس الضريبي
املصرح به أو خطأ في تطبيق السعر أو عدم احترام اإلجراءات القانونية للتحصيل .وكلها حاالت تعتبر
________________________________________________________________________________
المغرب عىل ضوء القانون المحدث للمحاكم اإلدارية" ،مطابع منشورات عكاظ الرباط ،1994 ،ص.50
ي ( -)9عبد هللا حداد" :القضاء اإلداري
الجامع ،1990 ،ص.124
ي الكتاب كز
مر اهرة، الق جامعة مطبعة ائب"،
الض وتحصيل ربط ف
ي يبيةالض "المنازعات بيوم:
ي ( -)10زكريا محمد
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
كما تعرف المنازعة الضريبية على أنها الخالفات بين الملزم واإلدارة الضريبية عندما مباشرتها لنشاطها
والنزاع الضريبي في مفهومه الضيق ،كخالف بين طرفين ،هما اإلدارة وامللزم ،يدفع فيه كل طرف بموقف
متعارض مع موقف الطرف اآلخر أمام جهاز قضائي يفصل بينهما بإصدار حكم تنفيذي وملزم ،وتسبق
املرحلة القضائية اجراءات قبلية تعرف باملرحلة اإلدارية ()12
وتنقسم املنازعات الجبائية عموما إلى شقيين هامين هما املنازعات في الوعاء contentieux de l’assiette
واملنازعات في التحصيل )14( contentieux de recouvrementأما هذه األخيرة التي ترتبط جذريا بمرحلة
تتعدد المفاهيم في تعريف المنازعة الضريبية ويمكن القول بصفة عامة أن المنازعة الضريبية
يقصد بها الخالفات بين الملزم واإلدارة الضريبية عندما مباشرتها لنشاطها في ربط الضريبة وتحصيلها
والقواعد المقررة للفصل فيها (.)15
________________________________________________________________________________
)11(- L. Trotabas: Conteniuex Fiscal et Juridiction adm. En Droit Francais. Mel . Paul Negulesco, Bucarest , 1935 , p. 830.
القانوب للمنازعات الجبائية بالمغرب ربي النظرية والتطبيق مع تقييم دور المحاكم اإلدارية يف المادة
ي ( -)12محمد مرزاق وعبد الرحمان أبليال" :النظام
الجبائية" مطبعة األمنية الرباط ،الطبعة ،1998ص .12
)13(- Le contentieux d’assiette concerne les contestations portant sur l’assiette (c’est-à-dire la base de l’imposition) et la
liquidation de l’impôt (c’est-à-dire le calcul de l’impôt).
)14(- - Le contentieux du recouvrement concerne la régularité des actes de poursuite de l’administration (on parle
d’opposition à poursuite) ou le bien-fondé de l’obligation de payer (on parle alors d’opposition à contrainte).
)15(- L. Trotabas,Op Cit, p. 830.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وتعتبر املنازعة الضريبية هو نزاع في الضريبة ،أي النزاع الذي يخول للجهة التي تبث فيه صالحية
البحث فيما إذا كانت الضريبة قد تأسست مطابقة للمقتضيات التشريعية والتنظيمية ،وفي حالة ما إذا
تبين لها العكس فمن سلطتها أن تقرر إسقاطا جزئيا أو كليا لهذه الضريبة)16( .
وقد وضع املشرع املغربي مسطرة يسلكها امللزم الضريبي الذي ال يحق له أن يرفع نزاعه في الضريبة
مباشرة أمام القضاء اإلداري ،بل إن القانون نص صراحة على حسن سير الدعوى القضائية في املجال
الجبائي أن يستنفذ امللزم طعنا أمام اإلدارة الضريبية ،وأمام لجان الضريبية حسب ما تقتضيه الدعوى،
فتقديم الطلبات أمام اإلدارة الجبائية في مجال منازعات الضريبة إجراء إلزامي قبل نشر الخالف أمام
أنظار القضاء.
لكن إذا باشرت اإلدارة الجبائية فحصا جبائيا في حق امللزم ،أو أعادت النظر في العناصر التي صرح
بها ،فيحق للملزم التقدم بالطعن مباشرة أمام اللجن الضريبة املختصة.
وبعد استنفاد الطعن خالل املرحلة اإلدارية يحق له أن يتقدم بنزاعه أمام القضاء اإلداري طبقا
للمادة الثامنة من القانون رقم 41/90املحدث للمحاكم اإلدارية ( )17التي نصت على ما يلي " :تختص
________________________________________________________________________________
التشي ع المغرب ،دار ر
النش المغربية ،طبعة 2002ص .12 ر
ثيعالب ،الياع الضيبة ف ر
ي ي ي ( -)16عبد القادر
ر
ظهي شيف رقم 1.91.225صادر يف 22من ربيع األول 10( 1414سبتمي )1993بتنفيذ القانون رقم 41.90المحدث بموجبه ( -)17المادة 8من ر
محاكم إدارية.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املحاكم اإلدارية ...تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية املتعلقة باالنتخابات والضرائب ونزع امللكية
ألجل املنفعة العامة ،وبالبث في الدعاوى املتعلقة بتحصيل الديون املستحقة للخزينة العامة".
وقد نظم الباب الخامس من نفس القانون من املادة 28إلى املادة 36اختصاص املحاكم اإلدارية
(.)18 فيما يتعلق بالضرائب وتحصيل الديون املستحقة للخزينة والديون التي في حكمها
وقد عرفت منازعات الضريبية أمام القضاء باملغرب تطورات متالحقة ،فقبل الحماية كان
"القضاء الجبائي" يقوم به والي املظالم ،فقد كان بإمكان من أصابه ضرر من أحد عمال اململكة أن يتقدم
بتظلم إلى وزير الشكايات الذي يسجله ويلخصه ويعرضه على السلطان ،وبالفعل تقدم العديد من
املواطنين بتظلماتهم إلى والي املظالم بخصوص الحيف والظلم الذي كان يمارس عليهم من طرف بعض
جباة الضرائب ،والسلطان بنفسه كان ينظر في بعضها.
أما خالل فترة الحماية ،فقد أدخلت فرنسا بمقتض ى بنود الحماية لسنة 1912عدة إصالحات
همت النظام القضائي املغربي وذلك بإنشاء محاكم صلحيه ،محاكم ابتدائية ،ومحاكم استئنافية.
وصدرت خالل هذه الفترة عدة نصوص ذات طبيعة جبائية مثل ظهير 9أكتوبر 1920بإحداث
(.)19 ضريبة على البحار وظهير 9نونبر 1926الذي يتعلق باستخالص الديون للبلدية
وحددت هذه النصوص املحاكم املختصة في النزاع الجبائي واإلجراءات التي يلزم القيام بها لرفع
النزاع أمامها – أي املحكمة االبتدائية.-
أما بعد استقالل املغرب فقد تم إنشاء محكمة النقض بمقتض ى الظهير الشريف الصادر في 27
شتنبر .1957
وخالل هذه الفترة وبالرغم من اإلصالحات املتوالية التي عرفها الجهاز القضائي ،فإن املحاكم
االبتدائية كانت هي املختصة في منازعات الضريبة بالنظر للوالية العامة التي تتمتع بها في جميع أنواع
________________________________________________________________________________
( - )18قانون رقم 41-90الصادر بالجريدة الرسمية عدد 4227بتاري خ .1993/11/03
الجامع ،2004-2003جامعة
ي الموسم الحقوق، ف
ي الدكتورة لنيل العرب الكزداح " الطعون الجبائية يف ظل المحاكم اإلدارية بالمغرب" أطروحة
ي (- )19
محمد الخامس أكدال ،كلية الحقوق ،من ص 15إىل ص .46
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
القضايا طبقا للفصل 18من قانون املسطرة املدنية ((( )))20ويمكن استئناف األحكام الصادرة عنها أمام
محاكم االستئناف.
في حين أن محكمة النقض يختص بالطعن بالنقض ،والطعون الرامية إلى إلغاء القرارات اإلدارية
بسبب تجاوز السلطة.
وفي سنة 1993سيتم إنشاء املحاكم اإلدارية كمحاكم متخصصة بالنظر في املنازعات اإلدارية
الضريبة وذلك مواكبة للتحوالت الكبرى التي عرفها املغرب)21( . ومنها منازعات
وأخيرا تم إصدار القانون رقم 80-06املحدث ملحاكم االستئناف اإلدارية تأكيدا لرغبة املغرب في
بناء دولة الحق والقانون القائمة على احترام املشروعية ومبادئ حقوق اإلنسان ،وبالتالي ستصبح الغرفة
اإلدارية بمحكمة النقض تقوم بدورها األصيل كمحكمة قانون بعد أن كانت وملدة 13سنة تنظر كمحكمة
موضوع في استئناف األحكام الصادرة عن املحاكم اإلدارية)22( .
ويحتل هذا املوضوع أهمية بالغة في الظروف الراهنة اعتبارا ملا يلي:
إذن األهمية العلمية والعملية لهذا املوضوع خاصة من جانبه االجرائي راجع للتطور السريع
والطارئ على مختلف النصوص والقوانين الضريبية والتي تبين من جهة أخرى الحقوق والضمانات
التي يخولها نص القانون لألطراف العالقة الضريبية.
راهنية البحث بالنظر لإلصالحات التي يعرفها املغرب من أجل جلب االستثمارات وتمتيع املقاوالت
بكافة الضمانات القانونية ،ومن بينها الضمانات التي يوفرها القضاء اإلداري بخصوص املنازعات
الضريبة.
القانون الضريبي يحتل أهمية قصوى في حياة املجتمعات الرتباطه باالقتصاد الذي هو عصب
املجتمع ،ومصدر العديد من النزاعات الدولية خاصة مسائل االزدواج الضريبة الدولي ،والوطنية ،وكدا
عنصر أساس ي في التنمية.
________________________________________________________________________________
ر
والنش ،الطبعة األوىل 2004-2003مطبعة النجاح الجديدة. ( -)20القانون رقم 47-447المتعلق بالمسطرة المدنية ،منشورات إيديسوفت للطباعة
العرب الكزداح " ن .م ،ص .ص .46-15ي (-)21
اس الذي نظمته المدرسة الوطنية لإلدارة حول موضوع " تطور القضاء اإلداري بالمغرب يف ضوء
ي ر الد اليوم بأشغال السباق العدل وزير كلمة (-)22
أحداث محاكم استئناف اإلدارية " يوم 22نوني .2006
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
▪ موضوع منازعات الضريبة أمام القضاء اإلداري الزال يتميز بقلة الدراسات القانونية
والبحوث العلمية داخل فضاء الجامعة املغربية ومن ثمة فإن املجال الزال خصبا للبحث
والتنقيب.
▪ موضوع املنازعات الضريبة يطرح عدة أسئلة في سياق التحوالت الديمقراطية التي يعرفها
املغرب ،وتنامي ثقافة حقوق اإلنسان وحقوق امللزم الضريبة.
فأكثر الدعوى املرفوعة للقضاء اإلداري تنحصر أغلبيتها في املنازعات املتعلقة بالوعاء ،بحيث
يملك القاض ي اإلداري صالحيات وسلطة للبث فيها في هذه املنازعات الش يء الذي يفتح أمامه باب االجتهاد
واإلبداع وتجاوز سكوت املشرع في بعض األحيان أو التفسير الخاطئ للقاعدة القانونية ،عكس ملنازعات
املتعلقة بالتحصيل تتقيد فيها سلطات القاض ي .وهذا لن يستثني أن في خضم دراستنا أن نستثني هات
األخيرة من وبالتالي سنقف عل جل الدعاوى األخرى سواء املتعلقة بالتبليغ ،وكذلك املنازعات املتعلقة
بالتحصيل.
وتتجلى الدوافع الكامنة وراء اختيارنا لهذا املوضوع إلى دوافع ذاتية وأخرى موضوعية ومرتبطة
بحقل البحث العلمي.
فالذاتية منها:
ـ ميلنا الشخص ي للبحث في املادة الضريبية بصفة عامة ملا تكتنفه من تقنيات وتعقد وصعوبات
اإلملام بها ،وكذلك ملا تطرحه من اشكاليات قانونية وقضائية ،عالوة على املكانة التي تحتلها املادة الضريبية
داخل املنظومة القانونية وارتباطها بفروع القانون األخرى (القانون املالي -القانون الجنائي -القانون
الدستوري )...مما يستهوي الباحث للخوض والبحث فيها.
أما الموضوعية منها:
ـ فأولها أن املادة الضريبية متغيرة باستمرار من خالل قوانين املالية التي تصدر كل سنة.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
اإلشكالية البحثية:
كان هاجس املشرع من وراء وضع ترسانة قانونية ومؤسساتية في مجال الضريبة ،تقوية الجانب
العملي وحماية أطراف املعاملة ،وتحصين الوضعية القانونية للملزم من أجل تحقيق توازن أفضل بين
ضرورة تمويال نفقات الدولة املتنامية واملتعددة ،من خالل منح املجال للملزم واإلدارة لتسوية النزاع
بطريقة ودية أو االنتقال إلى املرحلة القضائية التي تعتبر فاصلة ،وهذا ما سارت عليه جل تشريعات
ً
ازدواجية القانون والقضاء (التشريع املصري نموذجا)
وبذلك يقدم هذا البحث تشخيصا للطريقة التي تساهم بها كل من املرحلة اإلدارية والقضائية في
فض النزاع الضريبي خالل مرحلتي التأسيس والتحصيل ،واالنتقال إلى تقديم مقترحات التي تساهم في
تجويد التقاض ي في املادة الضريبة انطالقا من هذا التشخيص.
ماهي إرهاصات ومعيقات العمل القضائي في املادة الضريبية ،وسبل تجويده؟ ⧫
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فرضيات :Hypothèse-
.1نفترض أن العالقة بين اإلدارة الضريبية وامللزم غير متكافئة رغم الضمانات القانونية
والقضائية.
.2نفترض كذلك أن املرحلة اإلدارية هي الفاصلة في النزاع الضريبي ألن اإلدارة تسعى لتسوية
الودية للنزاع الضريبي وبالتالي ضمان استحقاق املوارد املالية التي في ذمة املكلف وبالتالي
اختزال املسطرة.
وسنعتمد في معالجة ودراسة هذه اإلشكالية على الدارسات التحليلية والنقدية للعمل القضائي
الصادرة في مجال الضريبة البد من االستعانة ببعض املناهج العلمية ،وذلك بحكم تشعب املوضوع
وشموليته وسنعتمد على املناهج التالية.
املنهج املقارن :إلبراز نقط التقاطع واالختالف مع بعض النماذج القضائية وخاصة الفرنسية
واملصرية.
املنهج القانوني :من خالله ،قمنا باالطالع على النصوص القانونية املؤطرة للمادة الضريبية
(املدونة العامة للضرائب املغربية وقوانين الضريبة على الدخل والقيمة املضافة بالتشريع املصر وبعض
اللوائح التي تنظم عمل وسير اللجان الضربية) ،باإلضافة إلى العمل القضائي باعتبارها األرضية
التأسيسية للنص القانوني اإلداري وكيف يتم توظيف هاته النصوص في فض النزاع بين امللزم واإلدارة
الضريبية
املنهج اإلحصائي( :وذلك باالستعانة بلغة الخوارزميات من األرقام وجداول ورسوم بيانية) والتي
من خاللها سنقيس الظاهرة أي املنازعات الجبائية باملغرب بمقاربة كمية ،من أجل تشخيص الواقع الحالي
واستشراف مساطر جديدة للفض النزاع الجبائي ،باإلضافة إلى قياس وثيرة الدعوى الضريبية في ردهات
املحاكم اإلدارية (املحكمة اإلدارية بالرباط).
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املنهج الوظيفي:
من خالل هذا املنهج نسعى إلى مقاربة وظيفة النص الضريبي في كل من التشريع املغربي واملصري،
ومساره في الواقع العملي هل يتخذ منحى موازي للنص ،أم يبتعد لالجتهاد والقياس.
وتجدراإلشارة إلى أن املقاربة املتبعة في هذا البحث:
املقاربة القانونية:
▪ وقد حاولنا مقاربة هذا البحث من الزاوية القانونية استنادا للنص القانوني املنظم للضرائب
باملغرب ومصر ،باإلضافة إلى بعض النصوص القانونية األخرى التي توضح للمتنازعين املساطر
الشكلية واملوضوعية املتبعة للتقديم التظلمات أو فيما يتعلق باملسطرة القضائية املتبعة أمام
املحاكم املختصة.
املقاربة القضائية:
ومن خالل هاته املقاربة تم العمل على االحكام واالجتهادات القضائية والخروج ببعض االستنتاجات التي
تبين جودة العمل القضائي التي يتم إسقاطها على جودة النص القانوني.
وقد واجهتنا عدة صعوبات خالل إعداد هذا البحث يمكن إجمالها في:
غياب دراسات تقنية تشمل كافة جوانب النزاع الضريبي ،واستقرار معظمها على مسطرة املتبعة
للتقاض ي في املادة الجبائية،
نذره األحكام والقرارات القضائية املنشورة في مادة الضريبة ناهيك عن تحليلها ودراستها أو
التعليق عليها ،مما اضطرنا إلى التنقل إلى املحكمة اإلدارية بالرباط ملرات عديدة قصد جمع البعض
منها والقيام بمقابالت مع بعض السادة املستشارين في املحكمة اإلدارية بالرباط.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وسيتم تناول موضوع المنازعات الضريبة أمام القضاء اإلداري بالتعرض لمحورين أساسيين هما:
الفصل األول :سنتعرض فيه للدور القاض ي االستعجالي في املادة الضريبية ،سواء تعلق األمر
بالدفوعات تجاه امللزم أو اإلدارة ،بما يقتضيه مبدأ عدم املساس بالجوهر الدعوى .وكذلك الوقوف على
ً
بعض األنظمة املقارنة (التشريع املصري نموذجا) ،والتمحيص في مراحل سير الدعاوى امام قاض ي
املستعجالت ،واستحضار مسطرة التظلم أمام اإلدارة ولجان الطعن الضريبي كمراحل إلزامية يسلكها
امللزم قيل الوصول إلى القضاء.
أما الفصل الثاني سنعرج فيه على دور قاض ي موضوع في تسوية املنازعات الضريبية ،سواء تعلق
األمر بدعوى اإللغاء أو دعوى القضاء الشامل ،وتبيان املسطرة املتبعة في فض النزاع ،وذلك عن طريق
قراءة في مجموع أحكام الصادرة عن املحكمة اإلدارية بالرباط ،وطرح بعض االستنتاجات التي من شأنها
تطوير وتوفير ضمانات املحاكمة العادلة في املادة الضريبية بما تقتضيه املصلحة العامة.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الفصل األول :املرحلة اإلدارية لتسوية املنازعات الضريبية وصالحيات القضاء اإلداري
االستعجالي
طبقا لقواعد القانون اإلداري ومبادئه يعتبر التظلم اإلداري طريقا من طرق حل املنازعات املتعلقة
بإلغاء القرار اإلدارية اللجوء إلى الطريق القضائي ،وهذا التظلم قد يقدم إلى اإلدارة مصدرة القرار (التظلم
الوالئي) أو إلى السلطة الرئاسية لها (التظلم الرئاس ي) أو إلى لجنة مختصة قانونا (التظلم إلى لجنة إدارية
()23
مختصة) بطلب مكتوب إلعادة النظر في القرار اإلداري املعيب وإلغائه أو سحبه.
والتظلم اإلداري نوعان:
األول :هو التظلم االختياري الذي يكون غالبا غير منظم بأي نص في القانون بل تقتضيه املصلحة
العامة )24(،وفي هذا التظلم يكون للطاعن الخيار بين تقديمه إلى اإلدارة أو اللجوء املباشر إلى القضاء،
ويمكن أن يكون هذا التظلم على شكل خطاب أو التماس أو شكوى أو برقية ،وال يشترط فيه شكل خاص،
كما ال تلتزم الجهة املختصة بفحصه وإصدار قرار فيه ،وإنما تلزم أن تكون مستعدة لفحصه والرد عليه،
وحينما تقوم بفحصه اختيارا ال تلزم بإتباع املبادئ العامة لإلجراءات القضائية ،وال بتسبيب القرار اإلداري
الذي تصدره في شأن التظلم ،ويجب أن يكون بإمكانها تعديله ،أو سحبه بشرط أن ال يترتب على السحب
املساس بالحقوق املكتسبة.
الثاني :هو التظلم الوجوبي املقرر بنص خاص في القانون ،وهذا النوع من التظلم يخضع للقواعد
التي يحددها القانون بمقتض ى ما يورده من نصوصه ،ويشترط تقديمه قبل إقامة الدعوى القضائية،
________________________________________________________________________________
جورج شفيق ساري'' :قواعد وأحكام القضاء اإلداري''، ناش ،القدس ،2008 ،ص/313-312 :ود. فلسطي'' ،ال ر
ر ( -)23عدنان عمرو'' :القضاء اإلداري يف
ي
ص.395-394 :
( -)24طارق فتح هللا خض'' :القضاء اإلداري – مبدأ ر
المشوعية – تنظيم القضاء اإلداري – دعوى اإللغاء'' ،دار النهضة العربية ،2006-2005 ،ص253 :
وما بعدها.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
حيث إن الطعن القضائي املباشر ال يجوز ،ويترتب على عدم تقديم هذا التظلم قبل إقامة دعوى اإللغاء
()25
وجوب الحكم بعدم قبولها.
وفي فلسطين لم ينص املشرع على األحكام والضوابط الخاصة بالتنظيم اإلداري ،على خالف ما
أخذ به املشرع املصري طبقا للفقرة 2من املادة 24من قانون مجلس الدولة املصري رقم 47لسنة 1972
التي نصت على أنه'' :وينقطع سريان هذا امليعاد (ميعاد اإللغاء) بالتظلم إلى الهيئة اإلدارية قبل مض ي ستين
يوما من تاريخ تقديمه .إذا صدر القرار بالرفض وجب أن يكون مسببا ،ويعتبر مض ي ستين يوما على تقديم
التظلم دون أن تجيب عنه السلطات املختصة بمثابة رفضه )26(.كما أصدر رئيس مجلس الدولة املصري
()27
قرارا رقم 72لسنة 1973بشأن إجراءات التظلم الوجوبي من القرارات اإلدارية وطريقة الفصل فيها.
وفي املغرب بإمكان الطاعن تقديم التظلم اإلداري والطعن القضائي في الوقت نفسه ،وال يمكن
عدم قبول دعوى اإللغاء بحجة تقدمها بعد األوان )28(،وفي مصر أيضا يبدو أن القضاء اإلداري قد قبل
الدعاوى بعد تقديم التظلم وقبل انقضاء مواعيد البت فيه بشرط أال يصدر الحكم في الدعوى إال بعد رد
()29
اإلدارة على التظلم أو انقضاء مواعيد الرد.
كما أن التنظيم القانوني الذي يورده القانون للتظلمات اإلدارية ال يضفي على عمل الجهة أو
السلطة اإلدارية حين تفحص التظلم طابعا قضائيا ،وإنما يظل عملها إداريا ويكون القرار الصادر منها
()30
إداريا يجوز سحبه وال يجوز حجية األمر املقض ي.
________________________________________________________________________________
( -)25أنظر :حكم المحكمة اإلدارية العليا يف الطعن رقم 3099لسنة 33ق – جلسة 1991/7/6المشار إليه يف مؤلف :إبراهيم محمد غنيم'' :المرشد يف
الدعوى اإلدارية'' ،المرجع السابق ،ص.248 :
جورج شفيق ساري'' :قواعد وأحكام القضاء اإلداري'' ،الطبعة الخامسة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2003-2002ص.395 :ي (-)26
( -)27طارق فتح هللا خض'' :القضاء اإلداري – مبدأ ر
المشوعية – تنظيم القضاء اإلداري – دعوى اإللغاء'' ،م .س ،ص.259-258 :
المغرب'' ،م .س ،ص.109 :
ي ( -)28عبد هللا حداد'' :تطبيقات الدعوى اإلدارية يف القانون
المشوعية – تنظيم القضاء اإلداري – دعوى اإللغاء'' ،م .س ،ص.260 :( -)29طارق فتح هللا خض'' :القضاء اإلداري – مبدأ ر
عي شمس، ر
( -)30محمد احمد عبد الرءوف محمد'' :المنازعات الضيبية يف التشي ع المضي المقارن'' ،رسالة دكتوراه مقدمة يف كلية الحقوق ،جامعة ر
غي منشور ،1998 ،ص.673 : ر
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ومن خالل ما سبق سنقوم بتفصيل في املرحلة اإلدارية لكل من التشريع املصري واملغربي ،منطلقين
بمسطرة وروط تقديم املطالبات اإلدارية بصنفيها (املطلب االول) ،لننتقل في (املطلب الثاني) للمقارنة بين
مهام اللجان اإلدارية وكيفية تكوينها وطرق اشتغالها والقوة القانونية للقرارات التي تصدرها.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وقبل عرض النزاع على الهيئة األخرى املستقلة (اللجان الضريبية واملحاكم االدارية)،رسم القانون مسار
للملزم يستوجب سلوكه ،بحيث عليه تقديم مطالبة لإلدارة الضريبية املختصة يشرح فيها الضرر الحاصل
أو الخطأ الذي أوقعته اإلدارة بسبب خطأ في تفسير النص القانوني أو غيرها من حاالت خطأ اإلدارة أو إذ
تعلق االمر بتجاوز في استعمال السلطة ،وتكمن أهمية هذه املرحلة في كونها تختزل املسار الطويل للنزاع
الضريبي ،في ظل إمكانية حل النزاع بطريقة ودية ،وقد وضعت املدونة العامة للضرائب مجموعة من
الشروط واملساطر التي يستوجب إحترامها ،ومن بينها رفع املطالبات اإلدارية من أجل أن تقوم هاته األخيرة
باإلجراءات الالزمة ،إما بإعادة النظر في الفرض أو القيام بمسطرة التصحيح التي تراها اإلدارة قانونية،
باإلضافة إلى التأكد من مسطرة التبليغ إذ كانت صحيحة او لم تستوفي املسار القانوني لها ،ومن خالل ما
تم اإلشارة إليه ،ارتئينا تناول مسطرتين مختلفتين للتقديم املطالبات اإلدارية بالنسبة للتشريع
املصري(الفرع األول) ،ومسطرة تقديم املطالبات اإلدارية املنصوص عليها في املدونة العامة للضرائب
للمملكة(الفرع الثاني).
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الفرع األول :التظلم أمام اإلدارة الضريبية يف بعض التشريعات املقارنة (التشريع املصري نموذجاً)
من خالل هذا الفرع سنقف عل مسطرة تقديم املطالبة اإلدارية في التشريع املصري على مستوى
الضريبة على الدخل (الفقرة األولى) ،لننتقل إلى دراسة نفس املسطرة فيما يتعلق بالضريبة على القيمة
املضافة (الفقرة الثانية).
الفقرة األوىل :مسطرة تقديم التظلمات بخصوص منازعات الضريبة على الدخل والضريبة على القيمة
املضافة
يستسقى من وضع املشرع املصري ترسانة قانونية ومؤسساتية للفض النزاع الضريبي وبالتالي
ضمان سير مسطرة الفرض والتحصيل بكل مرونة ،والحد من شنآن بين اإلدارة الضريبية وامللزم (مأمورية
الضرائب) ،بطريقة ودية.
فاملشرع املصري استوجب إلزامية سلوك املرحلة اإلدارية في النزاع الضريبي قبل عرض النزاع على
الهيئة القضائية املختصة،إن الغرض من النص القانوني توضيح املراكز القانونية بين األطراف فيما
بينهم ،وقد ذهب التشريع املصري على غرار نظيره الفرنس ي واملغربي بوضع ترسانة قانونية في مجال
الضرائب بشأن امللزمين بالضريبة واالعفاءات وغيرها من القواعد القانونية األخرى ،وقد حرص املشرع
املصري على وضع اليات قانونية ومؤسساتية لفض النزاعات بطريقة ودية عن طريق اإلدارة الضريبية
نفسها وذلك بإلزامية سلوك امللزم الضريبي قبل رفع الدعوى للجهة القضائية املختصة أن يتوجه إلى
اإلدارة الضريبية بتظلم لكي تتراجع عن موقفها .وقد يوصف هذا التظلم بأنه تظلم والئي على حسب
تسميته في التشريع املصري إذ قدمه امللزم إلى مصدر القرار يوضح فيه الخطأ الذي ارتكبته اإلدارة
الضريبة واألسباب التي يستند إليها .وهناك نوع آخر من التظلم يعرف بالتظلم الرئاس ي إذا رفعت الشكاية
مباشرة إلى رئيس الذي أصدر القرار للمطالبة بإعادة النظر في القرار وتقوم الجهة اإلدارية بفحصه ،فإذا
تبين لها انه مبنى على أسس سليمة فإنها تعيد النظر في قرار فرض الضريبة إما بسحبه أو تعديله أو إلغائه
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
()31وفيما يلي سنتناول إجراءات الطعن أمام للجان الداخلية لإلدارة الضريبية باعتبارها لجنة داخلية
بخصوص الضريبة على الدخل تنظر في التظلمات قبل عرض النزاع على اللجان الضريبية املختصة من
جهة وقبل أن يسلك امللزم نجد القضاء املختص للنظر في طلبه ،وكذلك الشأن بالنسبة للتقديم التظلمات
بخصوص الضريبة على القيمة املضافة التي يعتبر التظلم فيها وجوبي وال يمكن استثنائه ،وسنشير كذلك
لألليات التصالح الضريبي الذي استحدته املشرع املصري بغية التوفيق بين اإلدارة وامللزم والخروج بحل
يرض ي الطرفين عوض ،وبالتالي اختزال الوقت واإلجراءات ،رغبة منه في تحقيق التوازن بين امللزم الضريبي
و اإلدارة صاحبة السلطة واالمتياز.
وقد ً
أصدرت مصلحة الضرائب املصرية الكتاب الدوري رقم 2لسنة 2008بشأن تقديم الطعون
الضريبية إلى اإلدارة الضريبية املختصة – تؤكد فيه على كل جهة عدم قبول الطعون الضريبية في حالة
عدم اختصاصها بشأنها ومراجعة ما لديها من طعون ضريبية في حالة وجود طعون ال تدخل في اختصاصها
ال من حيت النوع أو املكان ،وبالتالي يمتنع عليها الفصل فيها وإحالتها إلى االدارة املختصة التخاذ اإلجراءات
القانونية بشأنها وإذ لم يتم إحالة التظلم للجنة الداخلية املختصة في اآلجال املحددة يعتبر الغيا.
اإلحالة إلى اللجنة الداخلية:
ويوضح الكتاب الدوري رقم ( )5لسنة 2011للبت في كافة أشكال إنهاء املنازعات القائمة بين امللزم
واإلدارة الضريبية قبل اإلحالة إلى اللجنة املختصة بالبت في أوجه الخالف بينها وبين امللزم بواسطة لجنة
داخلية تشكل بقرار من رئيس اإلدارة الضريبية أو من يفوضه برئاسة أحد املوظفين باإلدارة الضريبية من
درجة مدير عام وعضوية اثنين من املوظفين بها)34( .
هاته اللجان الداخلية التي يتم تشكيلها بقرار من رئيس املصلحة ولها قطاع مستقل باملصلحة،
حتى تكون مرحلة أخيرة لحسم النزاع قبل االحالة الى لجان الطعن الضريبي والتي تعد أولى مراحل التقاض ي
بين امللزم واإلدارة الضريبية.
وتختص اللجان الداخلية بالفصل في الطعون املقدمة من امللزمين لإلدارة والتي يتعين إنهائها ،والتي
تفرض على النشاط التجاري والصناعي واملنهي وإيرادات الثروة العقارية والضريبة املستقطعة من املنبع
والضريبة على أرباح األشخاص االعتبارية ،على أن يتم ذلك خالل ستين يوما من تاريخ ورود الطعن للجنة.
()35
وقد استثنى املشرع بعض املنازعات من اختصاص اللجنة الداخلية لنظر والبت فيها:
طعون امللزمين على ضريبة كسب العمل. ⧫
________________________________________________________________________________
القاض بتعديل بعض أحكام الالئحة التنفيذية ،المتعلقة بقانون الضيبة عىل الدخل
ي ( -)34المادة ( )131من قرار وزير المالية رقم 109لسنة ،2008
الصادر بالقانون رقم 91لسنة .2005
طعون امللزمين على ضريبة الدمغة املقررة بالقانون 111لسنه 1980وتعديالته. ⧫
طعون امللزمين على رسم تنمية املوارد املقرر بالقانون 147لسنه 1984وتعديالته. ⧫
وقد رغب املشرع املصري من خالل تجريد اختصاص اللجان من النظر في بعض الضرائب،
تخفيف العبء عن اللجان من جهة وضمان االمن القانوني وسير املسطرة التظلمية على أكمل وجه عوض
انحصاره في أحد الرفوف داخل اللجان ،بينما تنص الالئحة التنفيذية على نظر اللجنة في طعون امللزمين
املقدمة بخصوص الضرائب السالفة الذكر هذا التدخل في النصوص القانونية يعرقل عمل اللجنة
الداخلية ويجعلها تقع بين شقي الرحى إذ هي ال تستطيع أن تخالف الالئحة التنفيذية الصادرة بقرار السيد
وزير املالية بأن تنظر األنواع الثالثة (كسب العمل ،ضريبة الدمغة ،رسم تنمية املوارد) في نفس الوقت قد
يقدم أحد امللزمين عرض التظلم على أنظار اللجنة الداخلية الخالف مستندا في ذلك إلى نص املادة ()119
من القانون التي تقرر االختصاص العام والشامل للجنة الداخلية بالنظر والبت في جميع أوجه الخالف
بين اإلدارة وامللزم دون تخصص بنوع معين من الضرائب ،وبالتالي فالجنة ملزمة بالنظر في منازعات
الضرائب املذكورة احتراما ملبدأ تراتبية القوانين و تدرجها ،وتضم كل لجنة مجموع من السجالت التي
يجب مسكها وتمثل في:
سجل قيد الطعون. ⧫
سجل القرارات التي تنتهي إليها اللجنة (مادة 133من الالئحة). ⧫
وعلى اللجنة الداخلية إبالغ امللزم عن طريق رسالة مضمونة مع االشعار بالتوصل بتاريخ انعقاد
جلسات النظر في التظلم ،وفي حالة عدم حضوره ترسل له رسالة ثانية ،وذلك وفق أحكام التبليغ
املنصوص عليها فق قانون املرافعات املصري ،وفي حالة عدم حضور امللزم أو من يمثله في املوعد الثاني
تقوم اللجنة الداخلية بإحالة الخالف إلى لجنة الطعن املختصة وتقوم بإخبار امللزم باإلجراء املتخذ (مادة
134من الالئحة).
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وتكون جلسات اللجنة الداخلية سرية ،ويجب إثبات ما يتم دراسته داخل الجلسة في محضر
مكتوب مرفوق بالوثائق التي تتقدم بها اإلدارة املتنازعة وامللزم ،وعلى اللجنة مناقشة جميع نقاط الخالف
وأوجه الدفاع التي يقدمها امللزم ،وفي حالة االتفاق مع امللزم تصدر اللجنة قرارها بما تم االتفاق عليه ،وفي
حالة عدم االتفاق تحدد اللجنة أوجه الخالف التي يشوبها اللبس والغموض ،وتقوم باإلدالء برأيها ،ومن
تم إحالة أوجه الخالف إلى لجنة الطعن املختصة ،ويبلغ امللزم بذلك (مادة 135من الالئحة).
ويالحظ أن الفقرة الثالثة من املادة ( )134من الالئحة تنص على إحالة النزاع إلى لجنة الطعن
املختصة بمعية اللجنة الداخلية في حالة عدم حضور امللزم أو من يمثله في املوعد الثاني ويبلغ بذلك امللزم.
وبذلك يوجد تناقض بين القفرة الثالثة من املادة ( )119من القانون 91لسنه 2005وبين املادة
( )134من الالئحة التنفيذية لهذا القانون فيما يتعلق بالجهة التي تختص بإحالة النزاع إلى لجنة الطعن في
حالة عدم االتفاق بين امللزم واللجنة الداخلية واإلدارة الضريبية.
والجدير بالذكر أن املرحلة التي تحاول فيها مأمورية الضرائب عن طريق اللجنة الداخلية االتفاق مع امللزم
هي مرحلة واجبه يترتب على إغفالها عدم جواز طرح النزاع)36( .
ً
فإذا تم االتفاق بين امللزم ومصلحة الضرائب يصبح هذا االتفاق نهائيا ال يجوز الطعن فيه ،ويكون
لكل منهما الحق في التمسك به .ويقع عبء إثبات وقوع االتفاق على الطرف الذي يتمسك به ،وال يجوز
ملصلحة الضرائب أن تتحلل من هذا االتفاق إال في حاالت الخطأ املادي أو الغش أو التدليس أو استعمال
طرق احتيالية.
وفي هذا املعنى قضت محكمة النقض بأن إغفال البحث في وجود االتفاق املدعى مكتفيا بإيراد ما
قررته مصلحة الضرائب في دفاعها من نفي وجوده دون أن يفصل في هذا األمر ،مع لزوم ذلك للفصل في
الدعوى ودون أن يبحث فيما إذا كان هذا االتفاق – إذا ثبت وجوده .يعتبر صحيحا أو ال يعتبر كذلك فهذا
خطأ في تكييف الدعوى وقصور في التسبيب يستوجب نقض الحكم)37( .
________________________________________________________________________________
( -)36قرار لجنة عىل لجنة الطعن " نقض 1959/11/26س 10ص ." 16
المدب ،الجزء السابع ،1982 ،ص .505
ي اإلصدار القانونية، للقواعد الذهبية ( -)37حكم صادر عن محكمة النقض ،1951/12/6المنشور يف الموسوعة
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ومن ناحية أخرى ،ال يجوز للملزم الضريبي أن يعدل عن هذا االتفاق إال إذا وقع االتفاق مخالفا
للنظام العام أو إذا ثبت وجود شائبة شابت رضاءه وقت انعقاده)38( .
فاالتفاق الذي يحصل بين امللزم ومصلحة الضرائب ،والتقدير الذي تضعه اإلدارة على سبيل
االتفاق معه يسقط ألنه مجرد عرض لم يلحقه القبول فال يكون له أساس قانوني ومن ثم ال تكون اإلدارة
الضريبية ملزمة به ،على أن قبول امللزم تقدير اإلدارة الضريبية ألرباحه ملزم للطرفين ويمنع الرجوع
للمناقشة االتفاق الذي حصل ،متى كان قد خال من عيوب الرضا ولم يثبت العدول عنه بدليل جائز
القبول قانونا)39( .
وبالتالي فاالتفاق أساسه التزام قانوني ،لكن مع مراعاة املصلحة العامة التي يتعين احترامها.
()40 ثانيا :االتفاقات الضريبية
االتفاقات الضريبية هي آليات تلجأ اليه اإلدارة الضريبية إلنهاء النزاع الضريبي باالتفاق بين اإلدارة
الضريبية وممثلي النقابات واالتحادات العمالية والغرف التجارية والصناعية حيث يتم االتفاق على
" أساس ثابت لفرض الضريبة على بعض ممارسين هاته األنشطة التجارية والصناعية
واملهنية".
ً
ومن خالل دراستنا سنوضح الفرق بين بين الفرض لعدم الطعن والفرض طبقا لالتفاقات
الضريبية ففي الحالة األولى يتسلم امللزم النماذج الضريبية وال يتقدم بطعن ملصلحة الضرائب في اجل
القانوني املحدد فتفرض الضريبة من واقع تقديرات الجزافية لإلدارة الضريبية دون تخفيض .أما في الحالة
الثانية فالفرض أساسه االتفاق يقع على أساس ضريبة معينة دون التقدم بأية طعن.
________________________________________________________________________________
( -)38حكم صادر عن محكمة النقض ،1952/3/28المرجع السابق ،ص .507
( -)39حكم صادر عن محكمة نقض 1965/1/6س 16ص ."،40فإذا أثبت الملزم أن موافقته عىل تقدير مصلحة الضائب ألرباحه شابها غلط وقع عليه
ً
فيه ،فان االتفاق يكون باطال وعلم مصلحة الضائب بغلطه " ،رقم الملف ،48/4/1كامل محمد بدوي ،ص ."260
الفن للضيبة الموحدة ،مطبعة القاهرة ،الطبعة األوىل - 2006 -ص .214
ي (-)40سامح أحمد محمد إسماعيل -مشكالت التنظيم
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
كما أن ربط الضريبة وفرضها طبقا لنظام االتفاقات الضريبية يختلف عن املوافقة باللجنة
الداخلية ففي األخير يوافق امللزم بعد تخفيض التقديرات ولقيامه بالتظلم أمامها)41( .
ويسمى بالتظلم الوجوبي بحيث حرص املشرع املصري على إلزامية تقديمه ،ويهدف إلى حل الكثير
من اإلشكاالت بطريقة ودية في أقصر وقت ممكن ،وواضح أن املشرع املصري ربط تقديم التظلم بقطع
املدة حتى يتسنى لألفراد تقديم تظلماتهم إلى رئيس املصلحة قبل إحالتها على لجان التوفيق.
________________________________________________________________________________
لن تصدرها ر
( -)41حكم حديث يف هذا الصدد يف الطعن رقم 1280لسنه 70ق جلسة 22ديسمي ،2012حيث ورد به أنه ولي كانت التعليمات ا ي
ر
مصلحة الضائب ال تعدو أن تكون تعليمات إدارية والخطاب فيها مقصور عىل من وجهت إليه من مأموري الضائب وموظفيها وليست لها ميلة التشي ع
وتعيي
ر الملزمي وفق رشوط حددتها مسبقا وجب عليها إتباعهار من وضعت لتنظيم مسألة معينة الغرض توحيد قواعد محاسبته لفئة من الملزم إال أنها ر
الملزمي الذين توافرت فيهم رشوط إعمال حكمها( .الطعن رقم 2878لجلسة .)2008/5/25 ر
عىل المحاكم االسيشاد بها تحقيقا لمبدأ المساواة ربي
ر
)42(- Roger Guesnerie: " A Contribution to the Pure Theory of Taxation " Cambridge University Press, 28 sept. 1995,p42.
( -)43المادة ( )17من قانون رقم 9لسنة 2005بعض أحكام قانون الضيبة العامة عىل المبيعات الصادر بالقانون رقم 11لسنة .1991
( -)44أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكما يف الدعوى رقم 162لسنة 31ق دستورية يف 17ابريل سنة 2013يقض بعدم دستورية نص الفقرة
األخية من المادة ( )17ونص الفقرة السادسة من المادة ( )35من قانون الضيبة العامة عىل المبيعات رقم 11لسنة 1991المعدل بالقانون 9لسنة ر
- 2005الجريدة الرسمية -العدد 15مكرر يف 17ابريل .2013ومن ثم أصبح مجلس الدولة هو المختص بنظر منازعات ربط ضيبة المبيعات.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ولكي يقطع التظلم التي حصرها املشرع املصري في ثالثين يوما من تاريخ تسلم اإلشعار بتعديل
اإلقرار برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل أو من تاريخ إشعاره بالتقدير الجزافي في حالة عدم التقدم
بإقرار .وال يكفي تقديم املصلحة الضريبية بعبارات (غير مطالب به) كدليل على إشعار امللزم الضريبي.
فإذا تقدم املسجل بالتظلم فاملصلحة الضريبية أمام أحد االختيارين:
األول :أن تجيب على التظلم بالرفض ،وقد رأينا أن القانون قد نص على ضرورة البت في التظلم
قبل مض ي ستين يوما من تاريخ تقديمه ،وفي هذه الحالة يكون للمتظلم أن يطلب إحالة النزاع إلى لجان
التوفيق املنصوص عليها في القانون خالل الستين يوما التالية.
الثاني :أن تلتزم املصلحة السكوت ،وبالتالي يعتبر سكت اإلدارة في جل التشريعات بمثابة رفض
ضمني للطلب املقدم ،وعندئذ يكون للمتظلم أن يطلب إحالة النزاع إلى لجان التوفيق املنصوص عليها في
القانون خالل ستين يوما التالية بعد مرور ستين يوم األولى ،وبالوقوف على شروط التظلم القاطع للمدة
كما جاءت في نص القانون املذكور سلفا)45( .
ولكي يؤدى التظلم إلى قطع املدة يتعين توفر الشروط التالية:
)1أن يكون املتظلم مسجال باملصلحة حيث تنص املادة 1/17على أنه "للملزم أن يتظلم" فإذا
لم يكن مسجال ال يقبل تظلمه)46( .
)2يجب أن يقدم التظلم بعد صدور قرار مصلحة ضريبة املبيعات بتعديل اإلقرار أو
تصحيحه أو بتقدير الضريبة جزافيا في حالة عدم تقديم إقرار حتى تستطيع املصلحة
إعادة النظر في قرار صدر بالفعل تبينت معامله وتحددت أوضاعه بسحبه أو تعديله ،ومن
ثم ال يجوز تقديم التظلم قبل صدور القرار وإال فإنه ال يكون له أي أثر في قطع املدة.
________________________________________________________________________________
( -)45سامح أحمد محمد إسماعيل – م .س ،-ص .217
( -)46الفقرة األول من ( -)46المادة ( )17من قانون رقم 9لسنة 2005بعض أحكام قانون الضيبة العامة عىل المبيعات الصادر بالقانون رقم 11لسنة
.1991
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
)3يجب أن يكون التظلم واضحا في معناه جديا ،فال يتضمن مجرد عبارات عامة مبهمة ال
تحديد لها ،بل ينصب على ما ورد بنموذج 15ض ع.م.
)4لم يتطلب القانون شكال خاصا أو نموذجا معينا للتظلم ،ويكفي أن يحتوى التظلم على
اعتراض على التقدير والربط يستشف منه عدم موافقة امللزم عليه ،ومن ثم يمكن أن يقدم
التظلم في شكل التماس أو عريضة أو إنذار على يد محضر ،وال يهم أن يقدم باليد إلى
املصلحة الضريبية املختصة أو يرسل برسالة مضمونة مع االشعار بالتوصل ،على أنه يجب
أن يوضح املتظلم في التظلم اسم املتظلم ونشاطه وعنوانه وتاريخ صدور القرار املطعون
فيه وتاريخ تبلغه بتقديرات اإلدارة الضريبية ،وتلك التي يعترض عليها ،ومسببات تقديم
يرفقه بالوثائق اللزمة التي من شأنها أن تخدم مصلحة املتظلم ،على أنه يشترط توقيع امللزم
أو وكيله على التظلم ألن هذا اإلجراء يعد جوهريا إذ هو يمثل ضمانة أساسية للملزم نفسه
ويفيد بأن ما جاء في التظلم هو تعبير عن إرادته و شكايته ،ويمكن أن يحل محل التوقيع
بخط امللزم أو وكيله وضع خاتم يشير إلى اسم وصفه املتظلم أو وضع التوقيع بوسيلة آلية،
ويعتبر التظلم الذي ال يحمل توقيعا يعد معيبا بعيب الشكل ،وهذا العيب يتعلق بالنظام
العام ويجوز إثارته في أي وقت أمام لجنة التوفيق أو لجنة التظلمات أو أمام القضاء(.)47
)5يجب أن يقدم التظلم خالل ثالثين يوما من تاريخ تسلم اإلشعار بتعديل اإلقرار إذا كان قد
تقدم باإلقرار أو من تاريخ اإلشعار بالتقدير الجزافي في حالة عدم التقدم باإلقرار إلى رئيس
املصلحة ( )48ألنه بمرور املدة يستقر قرار املصلحة بالتقدير نهائيا ،وإذا صادف اليوم األخير
من هذا امليعاد يوم عطلة رسمية فإن امليعاد يمتد إلى اليوم التالي .وفي حالة عدم تقديم
اإلقرار في املوعد القانوني املشار إليه ال يقبل التظلم شكال.
________________________________________________________________________________
الفرنس والمضي" دار الخرطوم: ين ( -)47زكريا محمد بيوم " ،الطعون القضائية ف ربط الضائب عىل الدخل مع دراسة تحليلية ف ر
ي يعي الض ي
التش ر ي ي ي
جامعة القاهرة فرع الخرطوم ،السلسلة ،2001 ،13ص.135
اف لعدم تقديم االقرار .وال شك أن هذا يعد حرمانا للمسجل من حقه يف االلتجاء إىل
( -)48جرت المصلحة عىل عدم قبول التظلم يف حالة التقدير الجز ي
التقاض.
ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
على أن ميعاد التظلم يقف بسبب قوة قاهرة كاملرض أو االعتقال أو غيره من الظروف الطارئة التي
تعجز امللزم عن تقديم تظلمه في القرار املطعون فيه في امليعاد .ويبدأ احتساب ميعاد جديد بعد زوال
املانع ،أما إذا كان قد تحقق أثناء امليعاد فيحسب الباقي من امليعاد بعد زوال املانع ،أما إذا تحقق بعد
سريان امليعاد أي بعد ثالثين يوما فال أثر له في مد امليعاد.
)6األصل أن التظلم يقدم من امللزم نفسه أو وكيله.
)7ال يترتب على عدم تضمين التظلم طابع الدمغة البطالن ،ذلك أن قانون ضريبة الدمغة لم
ينص على بطالن الورقة التي تقدم إلى الجهات القضائية أو اإلدارية غير املستوفاة للدمغة،
وإنما منع القضاة واملوظفين إجراء أي عمل من اختصاصهم ما لم يؤد الرسم املستحق
عليه ،ومن ثم يعد التظلم صالحا ومستوفيا للكافة الشروط ويترتب عنه األثر القانوني
الذي جاء من أجله.
)8يجب التقدم بالتظلم إلى االختصاص املكاني والجهة اإلدارية املختصة التي يقع فيا املوطن
الضريبي امللزم.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الفرع الثاني :حق امللزم يف املطالبة الجبائية أمام اإلدارة الضريبية باملغرب
يتفق االجتهاد القضائي والفقهي ( )49على أن احترام املسطرة اإلدارية والقضائية هو في حد ذاته
ضمانة قوية للوصول املتضررين إال مبتغاهم وهو تحقيق العدالة القانونية من جهة والعدالة الضريبية،
إذ تعلق االمر بنزاع ضريبي.
إن للمطالبة الجبائية باعتبارها وسيلة حوار بين امللزم واإلدارة الجبائية ،دورا كبير في تجنب إغراق
الجهات القضائية بكم هائل من النزاعات من خالل إيجاد حل شافي على مستوى اإلدارة الجبائية)50( .
ويقصد باملطالبة الجبائية ( )La Réclamation fiscaleمجموع القواعد الواجب إتباعها للحصول
على بعض الحقوق أو لتسوية بعض الوضعيات القانونية ( ،)51وتعني أيضا الطلب الذي يتقدم به امللزم
لإلدارة الجبائية إلعادة النظر في قرار جبائي يدعي مخالفته للقانون أو بعده عن الواقع ،ويستعطف من
خالله امللزم اإلدارة للتخفيف الضريبية أو االعفاء منها كليا أو جزئيا نتيجة لظروفه املعسرة)52( .
إن سلوك مسطرة التظلم اإلداري أو ما بات يصطلح عليه باملطالبات اإلدارية بنوعيها االستعطافية
والنزاعية فإنه مرتبط بمجموعة من الضوابط والقواعد باعتبارها قاعدة قانونية ال يجب مخالفتها.
وتمثل املطالبة اإلدارية أول مرحلة في النزاع الضريبي لذلك فهي تحظى بأهمية خاصة ،حيث أن
انتهاء النزاع الضريبي على مستواها يجنب الطرفين مساطر طويلة ومعقدة وقد يكون في بعض األحيان مبلغ
الضريبة أقل من التكلفة املالية والزمنية للنزاع ،لذلك يفضل إنهاء النزاع على هذا املستوى.
ونظرا للدور الذي تلعبه املطالبة اإلدارية على مستوى حل النزاع الضريبي ،فقد ألزم املشرع سلوك
هذه املسطرة (( )53الفقرة األولى) ،وسنعرج في الفقرة الثانية للتناول للخصائص ومسطرة تقديم املطالبات
اإلدارية حسب التسمية الجديدة التي أقرها قانون املالية لسنة ()54( 2016الفقرة الثانية).
________________________________________________________________________________
( -)49حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد 22بتاري خ 1995 – 1 – 6 2السيد امبارك ضد وزير المالية – منشورات م م إ م ت ،سلسلة مواضيع الساعة
اإلجراءات المتبعة امام المحاكم اإلدارية عدد 15 – 9يونيو 1996ص .184
المباشة ،مجلة مجلس الدولة ،2003 ،ص.7 ر ( -)50انظر :عبد العزيز أمقران ،عن الشكوى الضيبية يف منازعات الضائب
)51(- Gilles Noël, la reclamation préable devant le service des impôts, Paris,LGDJ,1985,p203.
المحىل عىل ضوء القانون ،47-06طوب بريس ،الطبعة األوىل ،2008 ،ص .29 ي الجباب
ي ( -)52كريم لحرش وبلقاسم بوطيب ،النظام
( -53كما أن المادة 36من قانون 41 – 90المحدث للمحاكم اإلدارية تنص عىل إلزامية المرور من المرحلة اإلدارية قبل رفع الياع أمام القضاء
ر
الن يقدمها يف شكل
( -)54المادة ( )25من المدونة العامة للضائب ،وفق تعديالت قانون المالية لسنة ( ،2016تنظر اللجان المذكورة يف المطالبات ي
عرائض الخاضعون للضيبة)
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
بعدما تطرقنا للموضوع مطالبة إدارية ،سنفصل كذلك في مدى إلزامية هذه املطالبة (أوال) ،ومدى
ً
نجاحها في تحقيق الغرض الذي وضعت من أجله (ثانيا).
أما بالنسبة للتشريع املغربي ،فإن املادة 235من م.ع.ض قد ألزمت الخاضعين للضريبة الذين
ينازعون في أساسها تقديم مطالبة إلى إدارة الضرائب إال أن هذه املادة لم تحدد في أي مرحلة يتم تقديم
املطالبة ،فقط ألزمت املرور منها ،لكن املادة 243جعلت هذه املرحلة قبل اللجوء إلى القضاء ،حيث أمهلت
هذه املادة اإلدارة الضريبية أجل 3أشهر لإلجابة عن مطالبة امللزم قبل اللجوء إلى القضاء )56(.
ونشير إلى أنه بموجب قانون املالية لسنة 2016تم تعديل املادة ()57( )235بشأن املدة املمنوحة
لإلدارة لكي تجيب على مطالبة امللزم من 6أشهر إلى 3أشهر ،وهذا فيه امتياز للملزم حيث أن املشرع ألزم
امللزم باستنفاذ املطالبة اإلدارية قبل اللجوء إلى القضاء ،وجعل اللجوء إلى القضاء مرهون بجواب اإلدارة
________________________________________________________________________________
نش وتوزي ع ،EMALIVالطبعة األوىل ( -)55لمحجوب الدرباىل "المنازعات الجبائية المحلية ،ف ضوء المستجدات القانونية وآخر االجتهادات القضائية" ر
ي ي
،2015ص 12
الن يقدمها يف شكلر
( -)56المادة ( )235من المدونة العامة للضائب ،وفق تعديالت قانون المالية لسنة ( ،2017تنظر اللجان المذكورة يف المطالبات ي
عرائض.
األخية داخل أجل الثالثة ( )3أشهر
ر ( -)57نفس المادة تنص عىل" :إذا لم يقبل الخاضع للضيبة القرار الصادر عن اإلدارة أو يف حالة عدم جواب هذه
الموالية لتاري خ المطالبة وجبت متابعة اإلجراءات وفقا ألحكام المادة 243أدناه".
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
أو مرور مدة 6أشهر ،وهنا قد تتعمد اإلدارة عدم الجواب إلطالة عمر النزاع وبالتالي فإنتظار 3أشهر للجوء
إلى القضاء بدل 6أشهر فيه رفق بامللزم.
أما العمل القضائي باملغرب فيؤكد هو اآلخر على الطابع اإللزامي للتظلم اإلداري أو املطالبة
اإلدارية ،ويعتبر ذلك شرطا أساسيا يجب التقيد به ،إذ ال يحق للملزم الذي ينازع في الضريبة أن يلجأ إلى
القضاء إال بعد أن يكون قد استنفذ املرحلة اإلدارية في املنازعة سواء حينما يتقدم بمطالبة أمام اإلدارة
الضريبية ولم يقبل بقرارها أو لم تجب عن مطالبته خالل األجل املضروب لها.
غير أنه يتضح من خالل رصد واقع التعامل القضائي مع سلوك مسطرة املنازعة اإلدارية ،أن
القضاء وإن كان فرض الخضوع لهذه املسطرة على اعتبار أن املنازعة الجبائية منازعة على مراحل ،فإنه
جعل من عدم سلوكها أمرا واردا ،وبذلك أجاز في بعض الحاالت قبول الدعوى حتى ولو كانت غير مسبوقة
بأية مطالبة أمام مدير الضرائب)58( .
________________________________________________________________________________
ر
( -)58د .محمد الش ي
يف مداخلة بعنوان "المنازعات اإلدارية يف المادة الضيبية أو الطرق البديلة لتسوية الياعات الجبائية" يف إطار الندوة الوطنية حول
ين ،دفاتر المجلس األعىل العدد ،ص 18 موضوع :اإلشكاالت القانونية والعملية يف المجال الض ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ويرى محمد الشريفي أن املطالبة اإلدارية يترتب عنها جملة من املزايا سواء بالنسبة للملزم أو اإلدارة
أو القضاء كذلك ،ويمكن اإلشارة إلى أهمها ()59
بالنسبة للملزم:
❖ االقتصاد في التكاليف بحيث ال تتطلب املطالبة اإلدارية أداء أية رسوم وال مؤازرة محامي
أو خبير.
❖ التعامل املرن لإلدارة مع شكايات امللزمين بخالف الدعوى الضريبية التي تتطلب استيفاء
مجموعة من الشروط تحت طائلة عدم القبول.
بالنسبة إلدارة:
❖ تصحيح األخطاء القانونية والواقعية التي قد تشوب عملية الفرض الضريبي في حالة تأكدها
من وجود وسائل إثبات جدية ،وبالتالي تفادي صدور أحكام قضائية ضدها من خالل عملها
على تصحيح األخطاء وتسوية النزاعات في مراحلها األولى.
❖ تحسين العالقة مع امللزم وخلق جو من الثقة يجعل هذا األخير يبادر إلى املساهمة في تمويل
النفقات العمومية تلقائيا.
بالنسبة للقضاء:
❖ من جهة أولى تقوم املطالبة اإلدارية بدور "املصفاة" للطعون بحيث ال يصل منها إلى القضاء
سوى تلك التي يكون فيها الخالف منصبا على مسائل قانونية دقيقة ،مما يساهم من تقليل
املنازعات التي تحال على القضاء.
❖ ومن جهة أخرى تساهم املطالبة اإلدارية في تحديد إطار الخالف للقاض ي وحصره في
الجانب الذي لم تتمكن اإلدارة من حسمه وتعطي صورة واضحة للمحكمة عن جميع
جوانب الخالف
________________________________________________________________________________
الدرباىل -م .س ،ص 15
ي ( -)59لمحجوب
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
.وفي األخير وبقدر أهمية املطالبة اإلدارية وما قد توفره ألطراف النزاع من حلول حبية ،فإننا نرى
أن هذه املطالبة ال تعد ضمانة فعلية حيث أن فعالية املطالبة تبقى رهينة باإلدارة الضريبية ومدى وعي
هذه اإلدارة بالنتائج املترتبة عن إنهاء النزاع على هذا املستوى ،فال يمكن اعتبار املطالبة اإلدارية والتي تمثل
فيها اإلدارة الخصم والحكم في نفس الوقت ضمانة للملزم.
الفقرة الثانية :مسطرة رفع الطلبات االستعطافية والنزاعية أمام اإلدارة الضريبية وآثارها
تعتبر املطالبة االستعطافية أسلوبا من أساليب التسيير واإلدارة ( )60وهي معبر توددي لإلدارة
الضريبية من أجل رفع الضرر وتصحيحيه ،حيث يتظلم صاحب الشأن بذلك إلى مصدر القرار ،ويحول
تصحيح مسار القرار ،وبالتالي يحاول أن يبصره بموجب الخطأ الذي ارتكب ،ذلك التصحيح يتم بتعديل
أو سحب أو إلغاء ذلك القرار وفق للقانون)61( .
قد ال ينازع امللزم في أساس الضريبة أو مبلغها ولكن ونظرا لظروف خاصة مرتبطة بوضعيته املادية
يعتبر نفسه غير قادر على أداء توابع الضريبة ففي هده الحالة سن املشرع لصلح امللزم الحق في أن يتقدم
بطلب استعطافي أمام اإلدارة الجبائية املكلفة بالوعاء يطلب فيه إعفاء كليا أو جزئيا من الجزاءات
والغرامات ( ،)62ويعود تنظيم املطالبة االستعطافية إلى ظهير 22نونبر .)63(1924
نفس اإللزامية تنطبق على التظلمات النزاعية قبل عرض الخالف أمام أجهزة أخرى ،فامللزم ليس
أمام خيار تقديم أو عدم تقديم هذه املطالبة فاملدونة العامة للضرائب والقانون رقم 47-06أكد على
إلزامية تقديمها وحدد لذلك أجال وضوابط ،وفي حالة عدم تقديمها يترتب بطالن املسطرة القضائية
الالحقة هنا تقارب بين مسطرة تقديم املطالبات بين التشريع املصري واملغربي من حيث اإللزامية،
________________________________________________________________________________
الدرباىل -مرجع سابق ،ص 41
ي ( -)60لمحجوب
المغرب والمقارن ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال ( -)61أحمد الحضاب ،النظام الجباب المحىل عىل ضوء ر
التشي ع
ي ي ي ي
جامعية ،العدد ،22ص67
ً
العموم 15-97حيث اعتيت أن للوزير المالية إمكانية أو من يفوض إليه أن يمنح تخفيضا أو إعفاء بالنسبة
ي ( -)62هذا المبدأ أكدته مدونة تحصيل الديون
التأخي وصائر التحصيل وذلك بناء عىل طلب المدين.
ر للزيادات عىل
)63(- Serhane el Houssine, le contentieux administratif de pleine juridiction en droit public marocain, thèse d’état en
droit, bordeaux,1989,p366.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ورغم بساطة ومرونة مسطرة رفع املطالبة االستعطافية إال أنه تتميز بعدة خصائص معينة
ً
وتستوجب بعض إجراءات التي تترتب عنه بعض اآلثار (أوال) كذلك هو الشأن بالنسبة للمطالبة
ً
النزاعية(ثانيا).
أوال :خصائص التظلم االستعطايف ومضمونه واالثار املرتتبة عنه ()Recours gracieux
يتميز التظلم االستعطافي بمجموعة من الخصائص ،سواء ما تعلق منها باألجل أو الجهة املقدمة
لها ،أو بالجهة املستقبلة ،كما يستوجب تبيان مضمونه ،وهذا ما سنعرض له فيما يلي:
✓ عدم وجود أجل للتظلم االستعطافي
تتميز الطلبات االستعطافية بكونها ال تخضع في تقديمها ألجل معين ،وعليه فإنها مسطرة تظل
مفتوحة في وجه جميع امللزمين والخاضعين للضريبة ،سواء قبل رفع النزاع في موضوعها إلى جهة إدارية أو
قضائية أو بعده ،ال يتقيد فيها بأجل شكليات معينة ،ألنها تهدف باألساس إلى استدرار عطف املسؤولين
لالحتكام إلى مبادئ الشفقة واإلنصاف ،واألخذ في االعتبار الظروف الشخصية للمشتكي (.)64
✓ الجهة المقدمة للتظلم االستعطافي
سبقت اإلشارة إلى أنه يمكن تقديم التظلم االستعطافي من قبل كل من املدين ،أو من ينوب عنه،
وكذا من طرف املحاسب املكلف بالتحصيل.
✓ الجهة المستقبلة للتظلم االستعطافي
توجه الطلبات االستعطافية إلى أعلى سلطة في اإلدارة الضريبية ،أي إلى الوزير املكلف باملالية.
ويتم البت في هذه الطلبات من قبل الوزير املكلف باملالية أو الشخص الذي يفوضه لذلك،
وبالنسبة للجماعات املحلية وهيئاتها واملؤسسات العمومية اآلمر بالصرف .)65
✓ مضمون التظلم االستعطافي
________________________________________________________________________________
السماج ،مسطرة المنازعة يف الضيبة ،الطبعة الثانية ،2003 ،ص .234
ي ) -(64محمد
يىل ...":يتم اتخاذ قرار قبول اإللغاء من طرف:
( - )65تنص المادة 126من م.ت.د.ع عىل ما ي
-الوزير المكلف بالمالية أو الشخص الذي يفوضه لذلك بالنسبة للدولة.
تأشية السلطة الوصية المختصة بالنسبة للجماعات المحلية وهيئاتها. ر -األمر بالضف بعد
تأشية الوزير المكلف بالمالية بالنسبة للمؤسسات العمومية."...ر -األمر بالضف بعد
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
يجب على املدين أن يعلل طلبه وأن يذكر األسباب والوسائل التي يرتكز عليها ،وذلك بشرحه
لظروفه املادية الصعبة والحرجة التي يمر منها ،واألسباب القاهرة الخارجة عن إدارته والتي حالت بينه
وبين أدائه للضرائب املفروضة عليه.
كما يتعين عليه أن يرفق طلبه بالحجج املدعمة لطلبه ،وأن يبين فيه أنه يهدف باألساس استمرار
وكسب عطف وثقة اإلدارة ،ثم أن يأتي على ذكر ملتمساته املتمثلة في رغبته في اإلسقاط الكلي أو الجزئي
للجزاءات والغرامات املترتبة عليه.
ثم تأتي مرحلة التحقيق في التظلم االستعطافي وآثاره ،فبمجرد تقديم التظلم االستعطافي تعمل
اإلدارة على التحقيق فيه ،وذلك عبر املقارنة بين الوقائع والنص القانوني مع أخد بعين االعتبار للوضعية
االجتماعية للمكلف.
إذا فالتحقيق في املطالبة االستعطافية ال يحتاج إلى التأكيد على أن األمر يتعلق بالوقائع فقط،
وأن القرار في نهاية األمر ستحكمه بواعث الرحمة والشفقة ،بعيدا عن كافة الشكليات القانونية ،ولهذا
فال يتصور رفض الطلب لعيب في الشكل أو عدم احترام مقتضيات قانونية مسطرية ،فهي اعتبارات ال
تدخل في الحسبان ،ألن اإلدارة تهتم بجوهر املوضوع أوال وأخيرا ( ،)66حيث يتم البحث حول معرفة سلوك
املدين ،ومواقفه من املصالح الضريبية ،وكذا حول معرفة وضعيته املالية وكل ما من شأنه أن يعطى فكرة
حول وضعية املدين وظروفه.
فالطلبات االستعطافية ال تتوقف معها إجراءات التحصيل إذا كان التشريع الضريبي املغربي لم
يحدد ال شكل وال أجل لتقديم الطلبات االستعطافية ،من طرف امللزم سواء الطبيعي أو الشخص املعنوي،
فإنه لم يربط تقديم الطلب االستعطافي بوقف تحصيل الضريبة ،فكيف يمكن أال يقترن تقديم الطلب
االستعطافي الذي تعتبر مرجعتيه "الفقر والعوز" بوقف تحصيل الضريبة بل أكثر من ذلك – وكما أشرنا
إليه سابقا -ال يهم الضريبة بقدر ما يهم توابعها من غرامات وجزاءات (.)67
________________________________________________________________________________
السماج ،م.س ،ص .235
ي ( - )66محمد
المدب REJUCIV ،سلسلة دراسات وأبحاث ،الجزء
ي القضاء مجلة ات
ر منشو "، العمومية الديون وتحصيل يبية
الض المنازعات " : العماري ( - )67زكرياء
،49طبعة ،2015ص.22
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
بانتهاء واستكمال مرحلة التحقيق وبعد دراسة الطلب يتم رفع تقرير بشأنه إلى الوزير املكلف
باملالية أو إلى الشخص الذي يفوضه لذلك ،قصد اتخاذ قرار نهائي بشأنه إما بالقبول أو بالرفض ،وهذا
ما أكده محكمة النقض في قرار صادر عنه حيث جاء فيه ":وحيث إن الفقرة رقم 2من املادة 52من قانون
الضريبة على القيمة املضافة( ،حاليا املادة 236من م.ع.ض)()68تنص على أنه "يجوز للوزير املكلف باملالية
أن يمنح بناء على طلب الخاضع للضريبة ،ومراعاة للظروف املستند إليها ،باإلبراء أو التخفيف من
الغرامات ،والجزاءات األخرى املنصوص عليها في هذا القانون ،ويستفاد من هذا النص أن إمكانية اإلعفاء
الكلي أو الجزئي من اختصاص وزير املالية ،واملسألة موكولة لسلطته التقديرية حسب الظروف املستند
إليها.
وحيث إنه مادام أن الغرامات والجزاءات األخرى ترتبت على املستأنف بطريقة قانونية ،وال يطعن
في شرعيتها ،كما أن رفض اإلدارة طلب إعفائه منها ،يستند على سلطتها التقديرية ،ومادام أنه لم يثبت أن
قرار اإلدارة يتسم باالنحراف والشطط في استعمال السلطة ،فإن قرارها يبقى قانونيا ،ويكون طلب
املستأنف ال يستند على أساس ،ويكون الحكم املستأنف القاض ي برفضه واجب التأييد (.)69
وينبغي اإلشارة ومن خالل حيثيات هذا القرار على أن اإلدارة وإن كانت تتمتع بسلطة تقديرية
واسعة في قبول الطلب االستعطافي أو رفضه ،إال أن هذه السلطة ليست مطلقة ،ذلك فإذا شاب قرار
اإلدارة أي انحراف في السلطة أو الشطط في استعمالها فإنه يحق للملزم أن يطعن باإللغاء ضد هذا القرار.
ونشير أيضا إلى أن اإلدارة غير ملزمة بالرد ،كما أنه من الناحية القانونية نالحظ غياب تحديد أي
أجل يتعين خالله على اإلدارة أن تبت داخله في الطلبات االستعطافية املرفوعة إليها من قبل املدين.
________________________________________________________________________________
( -)68المادة ( )236من المدونة العامة للضائب ،وفق تعديالت قانون المالية لسنة "2017إسقاط الضيبة واإلبراء منها وتخفيف مبلغها
)1يجب عىل الوزير المكلف بالمالية أو الشخص المفوض من لدنه لهذا الغرض أن يقرر داخل أجل التقادم المنصوص عليه يف المادة
مرتي أو
232أعاله إسقاط الضيبة جميعها أو بعضها إذا ثبت أنها زائدة عىل المبلغ المستحق أو أن األمر يتعلق بضيبة فرضت ر
بغي موجب صحيح. فرضت ر
)2يجوز له أن يسمح بناء عىل طلب الخاضع للضيبة ومراعاة للظروف المستند إليها بإلبراء أو التخفيف من الزيادات والغرامات
والذعائر المقررة ف النصوص ر
التشيعية الجاري بها العمل. ي
للموزعي المساعدين المأذون لهم بصفة قانونية من لدن إدارة الضائب لبيع التنابر
ر )3يمنح تخفيض 3%من مبلغ طلب التنابر
المذكورة للعموم.
( - )69قرار عدد 22صادر يف الملف رقم 2001/1/4/1657بتاري خ 2003/1/16أورده محمد قضي " :المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل
أب رقراق الطبعة الثالثة ،2011ص .22 المغرب" دار ي
ي الضيبة أمام القضاء
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وعكس ذلك ،فالطلبات االستعطافية املقدمة من قبل القابض حدد لها املشرع سنة ،حيث جاء في
املادة 126من م.ت.د.ع ما يلي ...":يعتبر بمثابة قبول اإللغاء ،انعدام رد السلطة املختصة داخل أجل سنة
ابتداء من تاريخ توصله بقوائم الديون غير القابلة للتحصيل".
وفي ختام هذه النقطة نقول بأن اإلدارة غير ملزمة بتسبيب قراراتها ،لكن وتدعيما لدولة الحق
والقانون واحتراما ملبدأ الشرعية يتعين على اإلدارة أن تعلل قراراتها خاصة في حالة رفض الطلب .حاش
أما بالنسبة للمآل املطالبة االستعطافية فقد سبقت اإلشارة إلى أنه بعد رفع التظلم إلى اإلدارة
تتمتع هذه األخيرة بسلطة تقديرية واسعة ،في قبول أو رفض التظلمات.
ويثار هنا إشكال حول مصير ومآل القرار الذي اتخذته اإلدارة الضريبية ،ومدى إمكانية الطعن
فيه أمام القضاء أم أنه محصن من كل طعن؟ وهل يمكن للمدين أن يقدم تظلمات استعطافية أخرى
حول نفس الضريبة؟
الواقع أنه أمام سكوت النص يتعين الرجوع إلى املبدأ العام للمشروعية الذي يأبى أن تكون هناك
قرارات إدارية محصنة ضد أي مراقبة ،إلمكانية مساسها بحق من الحقوق ،ونكون إذن في مجال قضاء
املشروعية التي تعتبر دعوى اإللغاء صيغته الطبيعية.
فكل ملزم يعتبر أن الضريبة أو الرسم فرضت عليه خطأ ،أو فرضت عليه زيادة ،أو فرضت عليه
وهي غير مطابقة لقاعدة قانونية ،له الحق باملطالبة بإسقاط كلي للضريبة أو الرسم أو تخفيض مبلغها
________________________________________________________________________________
( -)70د .المحجوب الدرباىل "المنازعات الجبائية المحلية ،ف ضوء المستجدات القانونية وآخر االجتهادات القضائية" ر
نش وتوزي ع .الطبعة األوىل ي ي
،2015ص EMALIV ،44
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
أو باستردادها إذا تم دفعها أمام اإلدارة الضريبة ،وبالتالي محاولة إقبار املنازعة الجبائية في مهدها .ولكي
تكون الطعون النزاعية صحيحة يجب احترام الشروط املفروضة فيها .وتخضع الطعون النزاعية من
الناحية القانونية في مسطرة رفعها أمام اإلدارة الضريبية لجوانب شكلية وأخرى موضوعية والتي يمكن
استخالصها من املادة
235من م.ع.ض التي أوجب املشرع من خاللها على الخاضعين للضريبة الذين ينازعون في مجموع
أو بعض مبلغ الضرائب والواجبات والرسوم املفروضة عليهم أن يوجهوا مطالبهم إلى املدير العام للضرائب
أو الشخص املفوض من لدنه (.)71
لهذا الغرض ،وبالتالي فإن املطالبة تستلزم:
على مستوى الشكل :كون املشرع استلزم أن يكون شكل املطالبة كتابة ،وذلك ألنه ألزم الخاضعين
للضريبة بتقديم مطالبهم النزاعية إلى اإلدارة ،ونظرا ملا تشكله الكتابة من أهمية باعتبارها من أهم وسائل
اإلثبات لدى امللزم ولضمانه االستفادة من هذه اإلمكانية التي جعلها املشرع أول محاولة لفض النزاع
الضريبي.
على مستوى األجل :فقد حددت املادة املذكورة أجل تقديم املطالبة في:
6أشهر املوالية النصرام اآلجال املقررة في حالة أداء الضريبة بصورة تلقائية؛
6أشهر املوالية للشهر الذي يقع فيه صدور األمر بالتحصيل في حالة
فرض الضريبة عن طريق جداول أو قوائم اإليرادات أو أوامر باالستخالص؛
وعدم تقديم امللزم لتظلمه داخل األجل املحدد قانونا يؤدي إلى عدم قبوله.
على مستوى الجهة التي تقدم إليها املطالبة :تقدم املطالبة إلى املدير العام للضرائب واألصل أن
تأتي املطالبة فردية غير أن اإلدارة ذهبت إلى قبول املطالبة الجماعية في حالة ضياع املحاصيل الزراعية،
________________________________________________________________________________
لمغرب، ر
الن عرفت مجموعة من التعديالت ،وفق آخر تعديل للقانون المالية ،2016مجموعة القانون ا
ي ( -)71المادة 235من المدونة العامة للضائب ،ي
العدد ،38الطبعة السادسة ،2016 ،ص.282
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وكذا قبولها من لدن رئيس الجماعة باسم كافة امللزمين املتضررين من جماعته ،ويجب أن يحمل التظلم
توقيع املعني باألمر إذا قدمه شخصيا ،كما يجوز تقديمه من قبل محام يعهد إليه بالنيابة عنه في موضوعه.
وقد يتبادر إلى الذهن إلى أنه مادامت املطالبة توجه إلى املدير العام للضرائب فإنه هو من يقوم
بالبث فيها لكن الفقرة الثانية من املادة 235املذكورة نصت على أن وزير املالية أو الشخص املفوض من
لدنه لهذا الغرض يتولى البث في املطالب.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
________________________________________________________________________________
القانوب للمنازعات الجبائية بالمغرب ،م .س ،ص .44
ي (- )72محمد مرزاق عبد الرحمان أبليال ،النظام
الدرباىل -مرجع سابق ،ص .56
ي ( -)73لمحجوب
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فهذه املسطرة تعتبر ذات أهمية بالغة نظرا لعدة اعتبارات منها في حالة ما إذا أراد امللزم الدفاع عن
حقوقه في مواجهة اإلدارة يتعين عليه أن يتقدم بمطالبة أمامها ليتفادى عدم قبول دعواه شكال ،إذ إن
القضاء يحكم بعدم قبول الدعوى شكال في حالة اللجوء إليه رأسا دون سلوكها)74( .
ومن جهة أخرى ،أن هذه املسطرة تتم على مستواها العديد من الخالفات بين امللزم واإلدارة ،لكون
هذه األخيرة على دراية كبيرة باملجال الضريبي .وتفاديا لطول املسطرة في حالة سلوكها بجميع أطوارها،
وبالتالي تفادي لضياع الجهد والوقت واملال.
ومن جهة أخرى التخفيف على القضاء من عبء كثرة القضايا.
وال تخفى أيضا أهمية هذا املوضوع من الناحية القانونية ،إذ يجب العمل والتنصيص على صياغة
طريقة جيدة ومناسبة يسهل معها سلوك هذه املسطرة سواء من قبل امللزمين أو املمارسين ،وبالتالي
املساهمة في حماية حقوق امللزمين ومصالح اإلدارة.
باإلضافة إلى أهميته من الناحية االقتصادية حيث يساهم في تطوير العالقة مع املستثمرين وبالتالي
جلبهم وتشجيعهم ،مما يساعد على تحريك الحياة االقتصادية للبالد وآثر ذلك األفراد طبعا.
________________________________________________________________________________
ر
الماسي يف القانون العام ،جامعة الحسن ( -)74رمزي مجاهد ":إنهاء المنازعات الجبائية يف مرحلة ما قبل القضائية -دراسة مقارنة" ،رسالة لنيل دبلوم
الجامع ،2014-2013ص.14 ي األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -سطات ،الموسم
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وفي هذا طور التشريع املصري عمله في مجال تسوية النزاع الضريبي بتحديد مجموعة من اللجان
للنظر في املنازعات التي تنشأ عن الضريبة ،إعماال بمفهوم تبسيط املساطر وتسريع وثيرة العمل ،من أجل
ضمان املصلحة العامة والخاصة للطرفي النزاع ،وقد وضع املشرع املصري للجان تختص بالنظر في نزاعات
الضريبة على الدخل (الفقرة األولى) ،ولجان أحدثت خصيصا للحسم في املنازعات املتعلقة بالضريبة على
القيمة املضافة (الفقرة الثانية).
الفقرة األوىل :حسم االولي لنزاع الضريبي عن طريق لجان الطعن (الضريبة على الدخل)
________________________________________________________________________________
بيوم" :موسوعة الدكتور يف رشح قانون الضيبة عىل الدخل ،م .س ،ص.22
ي ( -)75زكريا محمد
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الجمهورية ،لجان دائمة للطعن ،وتشكل لجنة الطعن من 3من موظفي مصلحة الضرائب يعينون بقرار
من وزير املالية ويكون من بينهم الرئيس و 2من ذوى الخبرة يختارهما االتحاد العام للغرف التجارية
باالشتراك مع اتحاد الصناعات املصرية من بين املحاسبين املقيدين في جداول املحاسبين واملراجعين
لشركات األموال بالسجل العام ملزاولي املهنة الحرة للمحاسبة واملراجعة ".
وللوزير تعيين أعضاء احتياطيين ملوظفي املصلحة باللجان في املدن التي بها لجنة واحدة ،ويعتبر
األعضاء األصليون أعضاء احتياطيين بالنسبة إلى اللجان األخرى في املدن التي بها أكثر من لجنة ،ويكون
ً
ندبهم بدال من األعضاء األصليين الذين يتخلفون عن الحضور من اختصاص رئيس اللجنة األصلية أو
ً
أقدم أعضاءها عند غيابه .وال يكون انعقاد اللجنة صحيحا إال إذا حضرها رئيسها وثالثة من أعضائها على
األقل ويتولى أمانة سر اللجنة موظف تندبه املصلحة .وتكون لجان الطعن دائمة وتابعة مباشرة للوزير،
ويصدر قرار منه بتحديدها وبيان مقارها واختصاصها املكاني ومكافآت أعضائه" ()76
.ويتضح من نص هذه املادة ما يلي : -أن لجان الطعن تشكل بقرار من وزير املالية وذلك على الوجه
التالي:
رئيس من غير العاملين باملصلحة · .عضوان من موظفي املصلحة يختارهما الوزير املالية · . ⧫
عضوان من املحاسبين املقيدين في جدول املحاسبين واملراجعين ،يختارهما االتحاد العام ⧫
للغرف التجارية باالشتراك مع اتحاد الصناعات املصرية من بين املحاسبين املقيدين في
جدول املحاسبين واملراجعين لشركات األموال بالسجل العام ملزاولي املهنة الحرة للمحاسبة
واملراجعة
عضويين من املصلحة الضريبية يختارهما الوزير املالية ⧫
أما بالنسبة للنفوذ اختصاص هاته اللجان فقد قررت املادة أنه بالنسبة للمدن التي يوجد بها لجنة
ً
واحدة ،يكون لوزير املالية تعيين أعضاء احتياطيين لهذين العضوين وذلك ضمانا لعدم تعطيل العمل
________________________________________________________________________________
( -)76الفقرة األول من المادة ( )120من قانون رقم 91لسنة 2005بإصدار قانون الضيبة عىل الدخل ،حسب أخر تعديل بموجب القانون 101لسنة
.2012
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ً
بتلك اللجان في حال غياب أي من هذين العضوين أو كالهما .كما قررت املادة أيضا لنفس هذا السبب
أنه في املدن التي يوجد بها أكثر من لجنة واحدة ،يكون األعضاء األصليون في إحدى اللجان أعضاء
ً
احتياطيين في اللجان األخرى حيث يمكن أنتدبهم بدال من األعضاء األصليين الذين يتخلفون عن الحضور
ويكون هذا االنتداب من اختصاص رئيس اللجنة األصلية أو أقدم أعضائها عند غياب الرئيس)77( .
ً
وقررت املادة أيضا أنه يشترط لصحة انعقاد اللجنة حضور الرئيس وثالثة من أعضائها على األقل،
ً
كما قررت أن يتولى أمانة السر باللجنة أحد املوظفين يتم انتدابهم املصلحة .وأخيرا فقد وضحت املادة
ً ً
( )120من القانون أن لجان الطعن تكون دائمة وتابعة مباشرة لوزير املالية الذي يصدر قرارا متضمنا ما
يلي : -تحديد اللجان التي يتم تشكيلها ., -تحديد مقار هذه اللجان . -تحديد االختصاص املكاني لكل منها .
-تحديد مكافآت أعضاء اللجان .السجالت التي تمسكها لجان الطعن ،ويبين القانون أنواع السجالت التي
تختص بها لجان الطعن )78( .وتبين املادة ( )136من الالئحة التنفيذية أنواع السجالت التي يجب أن تمسكها
لجان الطعن والبيانات باعتبارها املادة التي تشتغل عليها وكذلك االشخاص املختصين بكتابات محاضر
تلك السجالت حيث تنص على ما يلي" :يجب أن تمسك لجان الطعن ،املنصوص عليها في املادة ( )120من
القانون ،السجالت اآلتية :
سجل الطعون الضريبية ،وتقيد به الطعون حسب تاريخ إحالتها على اللجنة ،ويجب أن يتضمن
املحضر بالبيانات الخاصة بكل طعن من حيث سنوات املتنازع حولها وصافي ربح كل سنة ،وقرار اللجنة
عند صدوره.
محضر الجلسات ،وتدون به الطعون املعروضة على لجنة الطعن كل جلسة ،والقرارات التي
تتخذها اللجنة.
)2اختصاص لجان الطعن الضريبي
________________________________________________________________________________
( -)77الفقرة الثانية من المادة ( )120من قانون رقم 91لسنة 2005بإصدار قانون الضيبة عىل الدخل ،حسب أخر تعديل بموجب القانون 101لسنة
.2012
(-)78المادة ( )136من الالئحة التنفيذية المتعلقة بأنواع السجالت ر
الن تعمل عليها لجان الطعن يف الضيبة عىل الدخل.
ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
تنص الفقرة األولى من املادة ( )121من القانون على ما يلي" :تختص لجان الطعن بالفصل في جميع
أوجه الخالف بين امللزم (املمول حسب القانون املصري) ومصلحة املنازعات املتعلقة بالضرائب املنصوص
عليها في هذا القانون ،وفي قانون ضريبة الدمغة الصادر بالقانون 111لسنة ،1980وفي القانون رقم 147
لسنة 1984بفرض رسم تنمية املوارد املالية للدولة)79( ".
ويتضح من نص هذه الفقرة أن لجان الطعن تختص بالنظر في املنازعات املتعلقة بتطبيق القوانين
اآلتية:
قانون ضريبة الدخل رقم 91لسنة 2005
قانون ضريبة الدمغة الصادر بالقانون 111لسنة 1980
قانون رسم تنمية املوارد املالية للدولة رقم 147لسنة 1984
.إجراءات التبليغ بمواعيد الجلسات :بينت الفقرة الثانية من املادة ( )121من القانون إجراءات
ً
التبليغ بمواعيد الجلسات حيث تنص على ما يلي" :ونخطر اللجنة كال من املمول واملصلحة بميعاد جلسة
ً
نظر الطعن قبل انعقادها بعشرة أيام على األقل وذلك بكتاب موص ى عليه مصحوبا بعلم الوصول ولها
ً
أن تطلب من كمل من املصلحة واملمول تقديم ما تراه ضروريا من البيانات واألوراق وعلى املمول الحضور
أمام اللجنة بنفسه أو بوكيل عنه ،وإال فصلت اللجنة في الطعن في ضوء املستندات املقدمة" ()80
".وقد نظمت املادة ( )140من الالئحة التنفيذية لقانون هذه اإلجراءات حيث تنص على ما يلي :
"يكون إخطار لجنة الطعن لكل من الطاعن واملأمورية املختصة بموعد الجلسة املحددة لنظر الطعن على
ً
النموذج ( 39لجان) بكتاب موص ى عليه مصحوبا بعلم الوصول ،وللممول أن يكتفي بإرسال املذكرة
واملستندات التي يراها إلى لجنة الطعن عن طريق مأمورية الضرائب املختصة ،وللجنة في حالة عدم حضور
املمول أو عدم تقديمه أية مذكرات أو مستندات أن تفصل في الطعن في ضوء األوراق واملستندات
________________________________________________________________________________
( -)79الفقرة االوىل من المادة ( )121من قانون رقم 91لسنة 2005بإصدار قانون الضيبة عىل الدخل ،حسب أخر تعديل بموجب القانون 101لسنة
.2012
( -)80الفقرة الثانية من المادة ( )121من قانون رقم 91لسنة 2005بإصدار قانون الضيبة عىل الدخل ،حسب أخر تعديل بموجب القانون 101لسنة
.2012
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املعروضة عليها" ( ،)81ويتضح من ذلك ما يلي : -يجب على اللجنة تبليغ كل من امللزم واإلدارة الضريبية
املختصة بموعد الجلسة ،وذلك وفق النموذج رقم ( 39لجان) من مسطرة التبليغ في املادة الضريبية وذلك
قبل موعد الجلسة بعشرة أيام على األقل . -يكون التبليغ برسالة مضمونة مع االشعار بالتوصل ،وللجنة
الطعن أن تطلب من كل من اإلدارة وامللزم تقديم كافة البيانات والوثائق والتي من شأنها أن تفيد الفضل
في النزاع ،بالنسبة للحضور امللزم أمام اللجنة إما بنفسه أو من ينوب عنه في موعد الجلسة أن بكتفي
بإرسال املذكرات واملستندات لإلدارة الضريبية لتحيلها على لجنة الطعن ،اذا لم يحضر أي من امللزم أو
من بنوب عنه تحجز اللجنة الطعن في القرار والفصل في الخالف في ضوء األوراق واملستندات املقدمة أو
املعروضة عليها وتصدر بذلك قرارها.
)3إصدار قرار لجنة الطعن الضريبي
تنص الفقرة األخيرة من املادة ( )121من القانون على ما يلي" :وتصدر اللجنة قرارها في حدود تقدير
ً
املصلحة وطلبات املمول ويعدل ربط الضريبة وفقا لقرار اللجنة فإذا لم تكن الضريبة قد حصلت فيكون
تحصيلها بمقتض ى هذا القرار".
كما تنص الفقرة األخيرة من املادة ( )140من الالئحة التنفيذية للقانون على ما يلي" :ويجب على
ً
رئيس اللجنة وأمين السر توقيع قرارات اللجنة خالل خمسة عشر يوما من تاريخ صدورها ،ويكون إبالغ
كل من املصلحة واملمول بقرار اللجنة بكتاب موص ى عليه بعلم الوصول على النموذج رقم ( 40لجان)
.ويتضح من ذلك ما يلي : -تصدر لجنة الطعن قرارها بتقديرات اإلدارة الضريبية وما يقدمه امللزم
ً
تحقيقا ملبدأ" :ال يضار الطاعن بطعنه"
ً
يوقع رئيس اللجنة وأمين السر قرارات اللجنة خالل 15يوما من تاريخ صدورها . -يتم إبالغ امللزم
واإلدارة بقرار اللجنة على النموذج رقم ( 40لجان) وذلك برسالة مضمونة مع االشعار بالتوصل ،ويتم
ً
تعديل ربط الضريبة طبقا لقرار لجنة الطعن ،و يتم تحصيل الضريبة املستحقة بمقتض ى هذا القرار.
________________________________________________________________________________
القاض بتعديل بعض أحكام الالئحة التنفيذية ،المتعلقة بقانون الضيبة عىل الدخل
ي ( -)81المادة ( )140من قرار وزير المالية رقم 109لسنة ،2008
الصادر بالقانون رقم 91لسنة .2005
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وينص القانون كذلك على سرية الجلسات بحيث تنص الفقرة األولى من املادة ( )122من القانون
على ما يلي" :تكون جلسات لجان الطعن سرية وتصدر قراراتها مسببة بأغلبية أصوات الحاضرين وفي حالة
تساوي األصوات يرجح الجانب الذي من الرئيس ويوقع القرارات كل من الرئيس وأمين السر خالل خمسة
ً
يوما على األكثر من تاريخ صدورها" ()82 عشر
ويتضح من ذلك أن جلسات لجان الطعن تكون سرية وتصدر قراراتها بأغلبية األصوات ،حيث
يرجح جانب الرئيس في حالة تساوي األصوات ،مع مراعاة األصول واملبادئ العامة إلجراءات التقاض ي،
ويتم إبالغ امللزم واإلدارة بالقرار الذي تصدره اللجنة برسالة مضمونة مع االشعار بالتوصل ،وتكون
الضريبة واجبة األد اء من واقع الربط على أساس قرار لجنة الطعن ،وال يمنع الطعن في قرار اللجنة أمام
املحكمة االبتدائية من تحصيل الضريبة".
وبالرجوع إلى مراعاة لجنة الطعن األصول واملبادئ العامة إلجراءات التقاض ي تنص املادة ()139
من الالئحة التنفيذية للقانون في هذا الخصوص على ما يلي" :على لجنة الطعن مراعاة األصول واملبادئ
ً
العامة إلجراءات التقاض ي وفقا لحكم املادة ( )141من هذه الالئحة .األصول واملبادئ العامة إلجراءات
التقاض ي :تنص املادة ( )141من الالئحة التنفيذية للقانون على ما يلي" : -تشمل األصول واملبادئ العامة
إلجراءات التقاض ي ،في تطبيق حكم املادة ( )122من القانون ،ما يأتي : 1-االختصاص . 2-إبالغ أطراف
الخالف . 3-أحقية املمول في رد اللجنة أو أحد أعضائها . 4-مناقشة كافة الدفوع املقدمة من املمول . 5-
تسبيب القرارات .وذلك مع عدم اإلخالل باألصول واملبادئ العامة للتقاض ي املنصوص عليها في قانون
املرافعات املدنية والتجارية)83( ".
________________________________________________________________________________
( -)82الفقرة األوىل من المادة ( )122من قانون رقم 91لسنة 2005بإصدار قانون الضيبة عىل الدخل ،حسب أخر تعديل بموجب القانون 101لسنة
.2012
القاض بتعديل بعض أحكام الالئحة التنفيذية ،المتعلقة بقانون الضيبة عىل الدخل
ي ، 2008 لسنة 109 رقم المالية وزير ار
ر ق من ) 141( المادة (-)83
الصادر بالقانون رقم 91لسنة .2005
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
________________________________________________________________________________
القاض بتعديل بعض أحكام الالئحة التنفيذية ،المتعلقة بقانون الضيبة عىل الدخل
ي ( -)84المادة ( )137من قرار وزير المالية رقم 109لسنة ،2008
الصادر بالقانون رقم 91لسنة .2005
( -)85المادة ( )123من قانون رقم 91لسنة 2005بإصدار قانون الضيبة عىل الدخل ،حسب أخر تعديل بموجب القانون 101لسنة .2012
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وقد لجأ املشرع الضريبي املصري إلى أسلوب إعادة النظر في املنازعات الضريبية ،وبدأ العمل بنظام
التصالح في املنازعات الضريبية املعروضة على املحاكم في مصر بالقانون رقم 690لسنه ،1954وقد ورد
باملذكرة اإليضاحية لهذا القانون أنه (تترتب عن تعسف اإلدارة في تقدير الضريبية اتجاه امللزم)
وقد قصر هذا القانون حاالت إعادة النظر على الدعاوى املنظورة أمام املحاكم االبتدائية
واالستئنافية دون البعض نظرا لتعلق املنازعات األخيرة بتفسير وتأويل القوانين الضريبية.
ثم أعاد املشرع الضريبي إصدار القانون رقم 14لسنه 1962متضمنا املبادئ
التي وردت في القانون السابق بعد أن استشعر عودة تضخم أعداد القضايا الضريبية.
وقد طبقت أحكام هذا القانون ليس فقط على القضايا املرفوعة أمام املحاكم االبتدائية
واالستئنافية بل امتد إلى القضايا املنظورة أمام محكمة النقض متى سلم امللزم بتفسير القانون أو تأويله
وفقا ملا ارتأته املصلحة أو متى قبلت هي وجهه نظر امللزم.
وامتد العمل بهذا القانون على الدعاوى القائمة واملقيدة حتى تاريخ صدور القانون رقم 51لسنه
1967الذي أعقبه صدور القانون رقم 74لسنه 1969بمد العمل بالقانون رقم 14لسنه 1962حتى تاريخ
نشره في 21أغسطس سنه .1969
وقد رأى املشرع وضع تشريع دائم بشأن إعادة النظر في املنازعات بين امللزمين ومصلحة الضرائب،
فأصدر القانون رقم 86لسنه 1973لتطبق أحكامه على الدعاوى القائمة في تاريخ نشره في 22أغسطس
________________________________________________________________________________
( -)86محمد السيد عرفه" ،التحكيم والصالح وتطبيقاتهما ف المحال الجناب" ،منشورات جامعة نايف للعلوم األمنية – الرياض – – 2006ص 82وما
بعدها.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
سنه 1973أو التي تقام بعد ذلك أمام املحكمة االبتدائية أو االستئنافية أو النقض وبذات القواعد
السابق العمل بها.
وفيما يلي نستعرض:
)1الحاالت التي تدخل في اختصاص لجنة إعادة النظر في الربط النهائي:
تنص املادة ( )124من القانون 91لسنة 2005على ما يلي:
"على املصلحة تصحيح الربط النهائي املستند إلى تقدير املأمورية أو قرار لجنة الطعن بناء على طلب
ً
يقدمه صاحب الشأن خالل خمس سنوات من التاريخ الذي أصبح فيه الربط نهائيا وذلك في الحاالت
اآلتية:
-1عدم مزاولة صاحب الشأن أي نشاط مما ربطت عليه الضريبة.
ً
-2ربط الضريبة على نشاط معفي منها قانونا,.
-3ربط الضريبة على إيرادات غير خاضعة للضريبة ،ما لم ينص القانون على خالف ذلك.
ً
-4عدم تطبيق اإلعفاءات املقررة قانونا.
-5الخطأ في تطبيق سعر الضريبة.
-6الخطأ في نوع الضريبة التي ربطت على املمول.
-7عدم ترحيل الخسائر على خالف حكم القانون.
-8عدم خصم الضرائب واجبة الخصم.
-9عدم خصم القيمة اإليجارية للعقارات التي تستأجرها املنشأة.
ً
-10عدم خصم التبرعات التي تحققت شروط خصمها قانونا.
-11تحميل بعض السنوات الضريبية بإيرادات أو مصروفات تخص سنوات أخرى.
-12ربط ذات الضريبة على ذات اإليرادات أكثر من مرة.
وللوزير أن يضيف حاالت أخرى بقرار منه.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وعلى وجه العموم في الحاالت التي يحصل فيها صاحب الشأن على مستندات وأوراق قاطعة من
شأنها أن تؤدي إلى عدم صحة الربط.
وتختص بالنظر في الطلبات املشار إليها لجنة أو أكثر تسمى (لجنة إعادة النظر في الربط النهائي)
يكون من بين أعضائها عضو من مجلس الدولة بدرجة مستشار مساعد على األقل يندبه رئيس مجلس
الدولة ،ويصدر بتشكيلها وتحديد اختصاصها ومقارها قرار من رئيس املصلحة ،وال يكون قرار اللجنة
ً
نافذا إال بعد اعتماده من رئيس املصلحة ،ويخطر كل من املمول ومأمورية الضرائب املختصة بقرار
اللجنة")87( .
________________________________________________________________________________
( -)87المادة ( )124من قانون رقم 91لسنة 2005بإصدار قانون الضيبة عىل الدخل ،حسب أخر تعديل بموجب القانون 101لسنة .2012
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
بقرار من رئيس مصلحة الضرائب برئاسة أحد املوظفين باملصلحة من درجة مدير عام ،وعضوية
مستشار مساعد على األقل من مجلس الدولة يختاره رئيس املجلس ،وأحد العاملين بها ،ويحدد قرار
تشكيل اللجنة اختصاصها ومقرها")88( .
ومن خالل استقراء هات املادة نجد أن اإلجراءات واملواعيد املحددة للجان إعادة النظر تتمثل فيما
يلي- :
-1يتقدم امللزم بطلب إعادة النظر في الربط النهائي إلى اللجنة.
ً
خالل 15يوما من وصول الطلب للجنة تقوم بطلب امللف من اإلدارة الضريبية املختصة.
ً
-3على االدارة إرسال امللف إلى اللجنة خالل خمسة عشر يوما من تاريخ طلبه.
________________________________________________________________________________
القاض بتعديل بعض أحكام الالئحة التنفيذية ،المتعلقة بقانون الضيبة عىل الدخل
ي (-)88المادة ( )142من قرار وزير المالية رقم 109لسنة ،2008
الصادر بالقانون رقم 91لسنة .2005
القاض بتعديل بعض أحكام الالئحة التنفيذية ،المتعلقة بقانون الضيبة عىل الدخل
ي ( -)89المادة ( )143من قرار وزير المالية رقم 109لسنة ،2008
الصادر بالقانون رقم 91لسنة .2005
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ً
-4تقوم اللجنة بدراسة طلب امللزم على ضوء مرفقات امللف وتصدر قراراها خالل ستين يوما من
تاريخ توصلها بملف.
-5يعتمد قرار اللجنة من رئيس املصلحة ،ثم يبلغ به كل من امللزم واإلدارة الضريبية.
نظر الطلبات املقدمة لتصحيح الربط النهائي قبل تاريخ العمل بالقانون رقم 91لسنة :2005
تنص املادة ( )144من الالئحة التنفيذية على ما يلي- :
ً
"تتولى لجان إعادة النظر في الربط النهائي ،املشكلة طبقا ألحكام هذا القانون ،النظر في الطلبات
املقدمة لتصحيح الربط النهائي قبل تاريخ العمل به ولم يتم البت فيها
ويجوز الطعن في قرار لجنة إعادة النظر بعد اعتماده من رئيس املصلحة أمام محكمة القضاء
اإلداري بمجلس الدولة باعتباره قرارا صادرا من لجنة إدارية ذات اختصاص قضائي.
وتثير تطبيق نظر املنازعات الضريبة أمام لجان إعادة النظر في الربط النهائي كثيرا من املشاكل
الفقرة الثانية :دور لجان التوفيق والتظلمات يف منازعات الضريبة على القيمة املضافة
وقد نص هذا القانون على نظام بديل للتحكيم وهو نظام التوفيق كوسيلة لتسوية منازعات
الضريبة العامة على املبيعات في املواد 35إلى ،37ونظمت الالئحة التنفيذية للقانون الشروط واإلجراءات
واللجان الخاصة بالتوفيق في املادة 27منها.
ويمكن تعريف التوفيق بأنه " :طريق ودي لتسوية املنازعات التي تنشأ عن بين األطراف قوامه
اختيار أحد االختيار للقيام بالتوفيق وصوال إلى حل النزاع عن طريق التقريب بين وجهات النظر املختلفة"
كما عرفه البعض بأنه " :اتفاق بين طرفين أو أكثر على تفويض شخص واحد أو أكثر لحسم النزاع
بينهما بطريقة ودية")91( .
وطبقا للمادة 17من القانون إذا رفض التظلم أو لم يبت فيه خالل الخمسة عشر يوما ،فلصاحب
الشأن أن يطلب إحالة النزاع إلى لجنة التوفيق املنصوص عليها في هذا القانون خالل الخمسة عشر يوما
التالية)92( .
وتنص املادة 35بعد تعديلها بالقانون رقم 9لسنة 2005بإنشاء لجان التوفيق في بعض املنازعات
التي تكون الوزارات واألشخاص االعتبارية العامة طرفا منها ،إذا قام نزاع مع املصلحة حول قيمة السلعة
أو الخدمة أو نوعها أو كمياتها أو مقدار الضريبة املستحقة عليها أو مدى خضوعها للضريبة ،وطلب امللزم
إحالة النزاع إلى لجنة التوفيق في املواعيد املقررة وفقا للمادة ( )17من هذا القانون فعلى رئيس املصلحة
أو من ينوب عنه إحالة النزاع إلى اللجنة املذكورة كمرحلة ابتدائية خالل الخمسة عشر يوما التالية لتاريخ
التبليغ بالطلب املذكور)93( .
________________________________________________________________________________
( -)91محمد إبراهيم موس – التوفيق التجاري الدوىل – دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2000 ،ص23
( -)92المادة ( )17من القانون رقم 9للضيبة عىل المبيعات ،الصادر سنة .2005
( -)93المادة ( )35من القانون رقم 9للضيبة عىل المبيعات ،الصادر سنة .2005
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ً
ويبلغ قرار اللجنة إلى كل من امللزم اإلدارة خالل خمسة عشر يوما من تاريخ صدوره بإرسال
مضمونة مع االشعار بالتوصل ،ويكون القرار الصادر من اللجنة واجب التنفيذ ويشتمل على بيان بمن
يتحمل نفقات تقديم التظلم .وفى جميع األحوال يحق للملزم الطعن على القرار الصادر من لجنة
ً
التظلمات أمام املحكمة االبتدائية خالل ثالثين يوما من تاريخ التبليغ به.
ويحدد الوزير عدد اللجان ومراكزها ودوائر اختصاصها واملكافآت التي تصرف ألعضائها ونفقات
اإلحالة إلى لجان التوفيق.
فإذا لم تتم املرحلة السابقة بسبب عدم تعيين امللزم للعضو الذي يمثله أو إذا اختلف عضوا لجنة
التوفيق املنصوص عليهما في الفقرة السابقة رفع النزاع إلى لجنة التظلمات التي تشكل من مفوض دائم
يعينه الوزير رئيسا من غير العاملين باملصلحة وعضوية كل من ممثل عن املصلحة يختاره رئيسها وصاحب
الشأن أو من يمثله وتصدر اللجنة قرارها بأغلبية األصوات بعد أن تستمع إلى عضوي لجنة التوفيق وعند
توافر املرحلة االبتدائية ومن ترى االستعانة بهم من الخبراء والفنيين
-رئيسا
ممثل عن املصلحة يختاره رئيس املصلحة ولم يسبق له نظر النزاع على أي وجه -عضوا ⧫
و تصدر لجنه التظلمات قراراها بأغلبيه األصوات بعد إن تستمع إلي عضوي لجنه التوفيق عند ما
يمر النزاع على لجنة التوفيق ومن تري االستعانة بهم من الخبراء والفننين يعلن قرار اللجنة إلي كل منا مللزم
و االدارة خالل خمسه عشر يوما من تاريخ صدوره برسالة مضمونة مع االشعار بالتوصل ،ويكون القرار
الصادر من اللجنة واجب النفاذ ويشتمل علي بيان بمن يتحمل نفقات نظر التظلم ،وإذ تضرر امللزم من
قرار لجنة التظلمات يحق له الطعن علي القرار الصادر من لجنه التظلمات أمام املحكمة االبتدائية ثالثين
يوما من تاريخ إخطار بقرار اللجنة
ومن ناحية أخرى فإن هذه اللجان ليست لجان تقدير أصلية بل هي لجنة تنظر في تظلم عن تقدير
سابق أجرته االدارة الضريبية ،كذلك يقتصر اختصاص اللجنة على ما لم يتم االتفاق عليه بين املصلحة
واملسجل)94( .
تصدر لجنة التوفيق قرارها بإجماع آراء العضوين ويلتزم به طرفا النزاع حيث يكون رأيهما نهائيا
وبالنسبة للجنة التظلمات وفق لنص الفقرة الخامسة من املادة 26مكرر ( )1من الالئحة التنفيذية)95( .
بأغلبية األصوات ،فإذا انقسمت األصوات ال يعتبر صوت الرئيس مرجحا حيث لم ينص القانون على ذلك.
على أن يعلن قرار اللجنة إلى كل من صاحب ()96 تنص الفقرة الرابعة من املادة 35من القانون
الشأن واملصلحة خالل خمسة عشر يوما من تاريخ صدوره برسالة مضمونة مع االشعار بالتوصل.
ويختلف التبليغ هنا اإلجراءات املنصوص عليها في قانون املرافعات ،والحكمة من ذلك هو تبسيط
إجراءات التبليغ وتحقيقا لصفة االستعجال التي تتميز بها منازعات الضرائب ،وإحاطة القرار بسياج من
السرية ،وتأكيدا الستقالل القانون الضريبي)97( .
وطبقا لهذه الفقرة املادة 35يحدد وزير املالية املكافآت التي تصرف للجان التوفيق والتظلمات.
________________________________________________________________________________
بيوم" :موسوعة الدكتور يف رشح قانون الضيبة عىل الدخل ،م .س ،ص.181 ي ( -)94زكريا محمد
( -)95المادة ( )26مكرر من الالئحة التنفيذية المتعلقة بقانون الضيبة عىل القيمة المضافة الصادر بالقانون رقم 67لسنة .2016
( -)96المادة ( )35مكرر من الالئحة التنفيذية المتعلقة بقانون الضيبة عىل القيمة المضافة الصادر بالقانون رقم 67لسنة .2016
بيوم ،المنازعات الضيبية يف ربط وتحصيل الضائب ،م .س ،ص .122 ي ( - )97محمد زكرياء
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
تختص اللجان املحلية واللجنة الوطنية بالبث في الطعون الضريبة التي تعرض عليها ،وذلك قصد
تصحيح األساس الخاضع للضريبة العامة على الدخل والضريبة على الشركات والضريبة على القيمة
املضافة ،سواء كان هذا األساس ناتجا عن إقرار الخاضع للضريبة أم تم فرضه بصورة تلقائية ،كما يمتد
اختصاصها إلى مراجعة النقصان في الثمن بالنسبة للواجبات التسجيل ( .)98غير أن هذا االختصاص
ينحصر في تناول املسائل الواقعية دون أن يتعداها إلى الخوض في املسائل املتعلقة بتفسير مقتضيات
تشريعية أو تنظيمية.
يمثل الطعن أمام هاته اللجان الضريبية املرحلة الثانية على املستوى اإلداري في عمر النزاع
الضريبي ،إال أن هذه املرحلة تتميز بكونها تعطي ضمانة أكبر من املطالبة اإلدارية التي تكون فيها اإلدارة
خصما وحكما في نفس الوقت ،حيث أن اللجان الضريبية تتمتع بنوع من االستقاللية عن اإلدارة حيث
تقف كل من اإلدارة وامللزم بشكل متكافئ أمامها ،كما أن ترأسها من طرف قاض يعتبر أهم ضمانة للملزم
على مستوى هذه اللجان .وهكذا ونظرا ألهمية دور اللجان الضريبية على مستوى النزاع الضريبي
فإن املشرع ميز هذه اللجان بتشكيلة واختصاص ومسطرة خاصة (الفقرة األولى( ،وكذلك طبيعة
هاته اللجان التي تتأرجح بين الصبغة اإلدارية القضائية مما طرح إشكاال لدى الفقه والقضاء في تحديد
طبيعة هذه اللجان (الفقرة الثانية(.
________________________________________________________________________________
( - )98محمد بنقار بنيس :مسطرة تصحيح الضيبة ،مجلة المجلس األعىل ،ال عدد ,2005 ,8ص.38
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
واألرباح العقارية والدخول واألرباح الناشئة عن رؤوس األموال وواجبات التسجيل والتنبر.
________________________________________________________________________________
التغييات الواردة يف قانون المالية رقم 73.16للسنة المالية 2017
ر تحيي المدونة العامة للضائب يف طبعة جديدة لسنة 2017بإدراج ر ( - )99وقد تم
الشيف رقم .13-17-1 الظهي ر
ر الصادر بتنفيذه
( - )100المادة 225من المدونة العامة للضائب وفق أخر تعديل ،سنة .2017
( - )101للمزيد من المعلومات أنظر البند األول من المادة 225من م.ع.ض.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
رقم أعمالهم املصرح به في حساب يقل()102 فحص املحاسبة للخاضعين للضريبة الذين ⧫
الحاصالت والتكاليف ،عن كل سنة محاسبية عن الفترة غير املتقادمة موضوع الفحص،
عشرة ماليين درهم.
وبالتالي عوض فحص املحاسبة للخاضعين للضريبة الذين ال يتجاوز رقم أعمالهم املصرح به
في حساب الحاصالت والتكاليف ،جاء قانون املالية لسنة 2017بتعديل القيمي للرقم االعمال
بحيث أصبحت اللجان تنظر فيما يقل رقم أعمالهم املصرح به في حساب الحاصالت
والتكاليف.
ويتضح أن هذا التعديل سوف يخفف العبء على اللجان املحلية حيث أن جزءا مهما من املنازعات
الضريبية سوف ينتقل مباشرة لتبت فيه اللجنة الوطنية،
كما أن هذا الجزء الذي سينتقل مباشرة إلى اللجنة الوطنية هو الجزء األكثر تعقيدا
حيث أن األمر يتعلق بمبالغ ضخمة واللجنة الوطنية هي األقدر على النظر فيه ،الش يء الذي
سيجعل اللجان املحلية تسرع من وثيرة بتها في املنازعات املعروضة عليها ،وهذا أيضا ما كان يسعى إليه
املشرع حيث بمقابل تقليص االختصاص املنوط بهذه اللجان ،ورغبة منه في تسريع وثيرة النظر في النزاع
وتسويته في أقرب اآلجال قام بتقليص املدة املمنوحة لها للبت من 24شهرا إلى 12شهرا (.)103
وبالتالي فإن أهم الضمانات التي يمكن أن يحظى بها امللزم هي ضمانة التقصير من عمر النزاع،
فالعديد من امللزمين يفضلون القبول بالضريبة كما فرضت عليهم على أن يخوضوا غمار املنازعة فيها والتي
قد تمتد لسنوات.
كما حصر املشرع الضريبي اختصاص اللجان املحلية بالبت في املسائل الواقعية دون الخوض في
تفسير النصوص التشريعية والتنظيمية التي تتعلق بالنزاع املعروض عليها ،وسنعود ملناقشة هذه املسألة
في إطار الفقرة املوالية.
________________________________________________________________________________
تغيي هذه الفقرة بمقتض البند Iمن المادة 6من قانون المالية لسنة ،2017رقم .73.16
( - )102تم ر
ر
الماسي يف القانون العام ،جامعة محمد ين" ،رسالة لنيل دبلومالض ام ( -)103جواد دحاب« :المنازعة ف الوعاء الضين بي ضمانات الملزم وحماية ر
االلي
ي ر ي ي ي
الجامع ،2016-2015ص.46
ي الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -سال ،الموسم
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فيها الكلمة للسلطة اإلدارية ،والتي كانت ال تريح أغلبية امللزمين ،ولقد فطن املشرع املغربي
إلى هذا النقص بإسناد مهمة الرئاسة لقاض ،وهو أمر محمود ومنهج سليم ،ذلك ألنه من
املفترض في القاض ي أن يكون ملما بجميع النصوص الضريبية ،كما أن تواجد قاض سوف
يمكن من التخفيف من حدة املشاكل التي تعترض عمل اللجان واملتمثلة في صعوبة التمييز
بين املسائل القانونية والواقعية.
أما عن القاض ي الذي يرأس اللجنة فهو رئيس املحكمة االبتدائية ( ،)104لكن وبعد دخول قانون
املحاكم اإلدارية حيز التطبيق فإنه من األفضل أن يكون رئيس اللجنة قاضيا باملحكمة اإلدارية وملما
باملادة الجبائية كما هو سار بفرنسا ( .)105علما ان كل محكمة ابتدائية تتشكل بها لجنة محلية باستثناء
ابتدائية أنفا التي أصبحت حاليا املحكمة االبتدائية املدنية بالدار البيضاء توجد بها لجنتان لكثرة امللفات
املعروضة عليها وهي غير كافية بعد العمل بتوحيد محاكم الدار البيضاء.
ممثال لعامل العمالة أو اإلقليم الواقع مقر اللجنة بدائرة اختصاصها ،يمثل السلطة املحلية ⧫
الواقع مقر اللجنة بدائرة اختصاصه ،ويعتبر استمرار ممثل العامل في اللجنة راجع إلى أن هذا
األخير هو رئيس السلطة املحلية وممثل السلطة التنفيذية في العمالة أو اإلقليم.
ويرى األستاذ الحسن الكاسم الرئيس األول ملحكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في إحدى
مداخالته ( )106أن هذا العضو يقوم بدور أساس ي في املوازنة بين تضارب ثالث مصالح ،وهي املصلحة
________________________________________________________________________________
( - )104مرسوم الوزير األول :الجريدة الرسمية عدد 4435ل 2دجني .1996
( - )105يرأس الجنة رئيس المحكمة اإلدارية ،أو عضو من هذه المحكمة يعينه رئيسها أو عضو من محكمة االستئناف اإلدارية.
أنظرJurisclasseur: code General des impôt art , 1651 édition techniques, paris 1992 :
ر
ين" بتنسيق ربي
ي الض المجال فيوم 4و 5فياير 2011حول موضوع" :االشكاالت القانونية والعملية يالن احتضتها مراكش ي( -)106الندوة الوطنية ي
المجلس األعىل والمديرية العامة للضائب ،دفاتر المجلس األعىل ،عدد .2011 ،16
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الخاصة للملزم ،واملصلحة العامة الوطنية التي تمثلها اإلدارة الضريبية ،واملصلحة املحلية املتمثلة
في حماية استقرار النسيج االقتصادي واالجتماعي للعمالة أو اإلقليم وما تفتضيه هذه الحماية من
ضرورة مراعاة الظروف الصعبة التي قد يمر منها امللزمون.
ونعتقد أن هذا األمر ليس صحيحا على إطالقه ذلك أن العامل هو ممثل الحكومة وبالتالي يفترض
فيه االنسجام مع سياستها والدفاع عن مصالحها أوال ،لذلك فإننا نرى انه يقوم تقريبا بنفس الدور
الذي يقوم به ممثل الضريبة باعتبارها تابعة لوزارة املالية التي هي جزء من الحكومة التي يمثلها
العامل.
رئيس املصلحة املحلية للضرائب أو ممثله الذي يقوم بمهمة الكاتب املقرر .يمثل اإلدارة في هذه
اللجنة رئيس املصلحة املحلية للضرائب أو ممثله الذي يقوم بمهمة الكاتب املقرر ،وهذا التمثيل ملصلحة
الضرائب يستمد قوته من القانون ،نظرا ملا يتوفر عليه ممثل مصلحة الضرائب من دراية وتجربة باملسائل
التقنية ،إضافة إلى أنها طرف أساس ي في النزاع تمكنها من الدفاع عن مصالح إدارة الضرائب في اللجان.
وفي الحقيقة إن وجود موظف ملم بالعمل الجبائي ضمن تركيبة اللجنة املحلية ،من شأنه أن يحد
من اآلثار السلبية لعدم وجود قضاة متخصصين في املجال الجبائي كرؤساء اللجان ،كما أن من شأنه أن
يضمن التوازن املنشود داخل اللجنة املحلية ( )107لكن من شأنه كذلك أن يجعل امللزم الطرف الضعيف
أمام خبرة ممثل الضرائب ،وهذا ما يستوجب الدراية الكبيرة باملادة الضريبية من طرف ممثل امللزمين في
هذه اللجنة.
ممثال للخاضعين للضريبة يكون تابعا للفرع املنهي األكثر تمثيال للنشاط الذي يزاول ⧫
الطالب ،يعتبر وجود ممثل عن امللزمين في تشكيلة اللجان املحلية ضمانة فعالية بالنسبة
لهم في مواجهة كل القرارات التحكمية التي قد تتخذها هذه اللجان ،لذلك اعتبر القانون
أن وجود ممثلي امللزمين شرط إلزامي لصحة مداوالت اللجنة في اجتماعها األول وهو معين
________________________________________________________________________________
( -)107محمد مرزاق وعبد لرحمان ابليال :م .س ،ص .73
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
من طرف العامل ،وقد أثارت طريق التعيين حفيظة البعض )108وجعلته يفضل أسلوب
االنتخاب على أسلوب التعيين ،ألنه حسب اعتقاده هو الطريق املنسجم مع مبادئ
الديمقراطية ،بينما يرى البعض األخر()109أن أسلوب التعيين األنسب ألن انتخاب ممثل
امللزمين يطغى عليه الجانب السياس ي والحزبي ،ونرى أنه حتى ولو اعتمدنا أسلوب التعيين
قد ال يكون بعيدا عن املؤثرات السياسية والحزبية ،ألن التعيين يتم بناءا على لوائح وقوائم
أعدتها نقابات مهنية ،والواقع النقابي هو واقع سياس ي بحكم الترابط بين الحزبي والنقابي،
لكن ما يجب أن ينصب حوله النقاش هو املؤهالت والخبرة امليدانية التي يتوفر عليها ممثلي
امللزمين ()110وما ناسف له هو أن املشرع لم يشر ولو لبعض الشروط الدنيا ،التي على
أساسها يتم اختيار هؤالء املمثلين ،على الخالف من ذلك أقرت بعض التشريعات
واستلزمت أن تكون ملمثلي امللزمين دراية كافية في املجاالت التي تثار بشأنها النزاعات املحالة
على اللجنة ،واشترطت أخرى الخبرة املحاسبية بحيث يجب أن يكون ممثل امللزمين خبير
املحاسبة (. )111
وعلى خالف التجربة املغربية فإن اللجان اإلقليمية الفرنسية الخاصة بالضرائب حسب املادة
1651من املدونة العامة للضرائب تتكون من:
رئيس املحكمة اإلدارية أو عضو من هذه املحكمة يعينه رئيس املحكمة أو عضو بمحكمة
االستئناف اإلدارية.
ثالثة ممثلين للملزمين أحدهم خبير في املحاسبة.
ممثالن لإلدارة يتوفران على رتبة مفتش ممتاز على األقل.
________________________________________________________________________________
العاىل بالمدرسة الوطنية لإلدارة العمومية
ي فتح :طبيعة لجان التحكيم العامة وانعكاساتها عىل تدعيم ضمانات المكلف ،رسالة السلك
ي ( - )108إبراهيم
بالرباط سنة 1992/1991ص51 :
( - )109عبد الرحمان أبليال :المنازعة الجبائية بالمغرب دراسة مقارنة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،كلية الحقوق مراكش لموسم -1993
1994ص 85
ين أنظر المادة 225من مدونة الضائب المغربية.الض ع الن وضعها ر
المش ( - )110لإلطالع عىل ر
الشوط ر
ي ي
)Jurisclasseur: code Genaral des impôts art, 1651.op.cit - (111
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وتبت اللجنة في األمر بصورة صحيحة إذ حضرها ثالثة أعضاء على األقل من بينهم الرئيس وممثل
الخاضعين للضريبة ،ويتداول بأغلبية أصوات األعضاء الحاضرين ،وفي هذه النقطة بالذات ومن خالل
تكوين هذه اللجان يتضح أن اإلدارة بصفة عامة تكون ممثلة بشخصين في حين يكون امللزم ممثل بشخص
واحد أمام حياد القاض ي بطبيعة الحال ،وأمام ظاهرة تغيب ممثلي امللزمين وعدم اهتمامهم بعمل اللجان
( )112تجعل هذه التشكيلة بعيدة عن القيام باملهام املنوطة بها والتي تعتبر وسيلة فعالة في يد امللزم لحمايته
من تعسف اإلدارة ،لكون األصوات دائما راجحة اتجاه اإلدارة الضريبية ،لذلك نرى أنه من أجل تفعيل
عمل هذه اللجان وجعلها وسيلة في يد امللزم لحمايته من شطط اإلدارة اقتراح ما يلي :
وضع شروط محددة في ممثلي امللزمين كمستوى معرفي معين وإملام باملادة الجبائية.
استشارة امللزم بخصوص من سيمثله في هذه اللجنة.
أما إذا كان امللزم ملما باملادة الجبائية فمن األفضل أن يحضر بنفسه في هذه اللجنة بدل ممثله.
وتبت اللجنة في األمر بصورة صحيحة إذا حضرها الرئيس واثنان من أعضائها ،وتتداول بأغلبية
أصوات األعضاء الحاضرين ،فإن تعادلت رجح الجانب الذي يكون فيه الرئيس (.)113
وباالطالع على هذه املقتضيات فإننا نبدي املالحظات التالية:
بالنسبة لرئيس اللجنة والذي هو قاض باملحكمة االبتدائية ونعلم أن األمر يتعلق بمجال إداري
بامتياز ،فنتساءل ملاذا ال يكون رئيس اللجنة املحلية قاض إداري له من الخبرة في املجال اإلداري ما يكفي
لتطوير أداء اللجنة ،وأن تعقد اللجنة جلساتها باملحاكم اإلدارية بدل املحاكم االبتدائية ،وقد يجيب
البعض بكون عدد املحاكم اإلدارية ال يغطي عدد اللجان املحلية املوجودة باململكة ،فيمكن الرد على ذلك
بأن نية املشرع ذهبت في اتجاه جعل القاض ي الرئيس هو قاض عادي ألنه كان باإلمكان جعل رئيس اللجنة
هو قاض إداري بالدوائر التي توجد بها محاكم إدارية وجعل االستثناء هو القاض ي العادي باملدن والدوائر
________________________________________________________________________________
المغرب دراسة تحليلية" مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،الطبعة الثانية ،2005ص .598
ي شكيي" :القانون الض ي
ين ( - )112محمد ر
ر
( -)113عبد الموىل مموري":مساطر المنازعة الضيبية -حدود التوازن ربي اإلدارة الضيبية وضمانات الملزم" ،رسالة لنيل دبلوم الماسي يف القانون العام،
الجامع ،2014-2013ص.57 ي جامعة الحسن األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -سطات ،الموسم
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
التي ال يوجد بها محاكم إدارية ،خصوصا أن املدن التي توجد بها محاكم إدارية تشكل أزيد من 50في املئة
من املنازعات الضريبية في تقديرنا (.)114
كما نالحظ أن اللجنة تنعدم فيها شروط املساواة بين الطرفين املتنازعين حيث إذا كان من املفروض
أن تكون اللجنة املذكورة لجنة محايدة فإن تشكيلتها ال تشير إلى أي نوع من الحياد حيث أنه يمكن تقسيم
اللجنة إلى ممثل العمالة ورئيس مصلحة الضرائب من جهة وممثل امللزم من جهة أخرى ،ونحن نعلم أنه
حتى ممثل امللزم يتم تعيينه من طرف العامل ،مما يمكن القول معه أن هذه اللجنة تنعدم فيها مبدئيا
شروط الحياد.
مسطرة المطالبات الموجهة إلى اللجنة المحلية لتقدير الضريبة
من خالل املادة 225من م.ع.ض ،فإن مفتش الضرائب هو من يتسلم املطالبات املوجهة إلى
اللجنة املحلية لتقدير الضريبة ويسلمها له مصحوبة بالوثائق املتعلقة بإجراءات املسطرة التواجهية التي
تمكن هذه اللجنة من البت.
ويحدد أجل أقصاه ثالثة أشهر لتسليم اللجنة املحلية لتقدير الضريبة املطالبات والوثائق السالفة
الذكر من طرف اإلدارة ابتداء من تاريخ تبليغ اإلدارة بالطعن املقدم من طرف الخاضع للضريبة أمام
اللجنة املذكورة .وفي حالة عدم توجيه املطالبات والوثائق السالفة الذكر داخل األجل املضروب ال يمكن
أن يتجاوز أسس فرض الضريبة تلك التي تم اإلقرار بها أو قبولها من لدن الخاضع للضريبة ،ونرى في هذا
املقتض ى إهدار للمال العام حيث أن املشرع رتب عن مجرد التأخر في تسليم ملف النزاع عن 3أشهر للجنة
املحلية ،وكجزاء لإلدارة الضريبية فإن حق اإلدارة يسقط أمام اللجنة املحلية وبالتالي يتم األخذ باألساس
الضريبي الذي أقر به امللزم.
________________________________________________________________________________
أب رقراق ،2014 ،ص
مسية متطورة ،دور الغرفة اإلدارية يف الحفاظ عىل مكاسبها ،الطبعة األوىل ،دار ي
( -)114محمد منتض الداودي ،القضاء اإلداري ر
.211
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ومن جهة أخرى فإن انعقاد اللجنة املذكورة يتم بعد أن يستدعي الكاتب املقرر أعضاء اللجنة
خمسة عشر يوما على األقل قبل التاريخ املحدد لالجتماع ،ويخبر أيضا الطرفين بتاريخ انعقاد اجتماعها
قبل حلول موعده بما ال يقل عن 30يوما.
كما تبت هذه اللجنة في األمر بصورة صحيحة إذا حضرها الرئيس واثنان من أعضائها وتتداول
بأغلبية أصوات األعضاء الحاضرين ،فإن تعادلت رجح الجانب الذي يكون فيه الرئيس ،ويعتبر هذا
املقتض ى الذي أتى به قانون املالية لسنة 2016تراجعا فيما يخص ضمانات امللزم ،حيث أنه لم يستلزم
املشرع حضور ممثل امللزم العتبار االجتماع صحيحا ،كما كان ينص على ذلك قبل سنة .2016فيكفي
حضور القاض ي وممثل العمالة ورئيس املصلحة املحلية للضرائب العتبار االجتماع صحيحا ،وهذا فيه
خرق لحق الدفاع الذي يعتبر من املبادئ العامة للقانون)115( .
________________________________________________________________________________
العمىل للمنازعات الضيبية تأسيسا وتحصيال" ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحليةREMALD ،
ي العالىل " :الضابط
ي ( -)115ميمون رحو وأحمد
سلسلة مواضيع الساعة ،عدد ،95طبعة .2016
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فحص املحاسبة للخاضعين للضريبة الذين يساوي أو يفوق رقم أعمالهم املصرح به في ⧫
حساب الحاصالت والتكاليف ،برسم إحدى السنوات ملحاسبية موضوع الفحص ،عشرة
ماليين درهم؛
في الطعون التي عرضت على اللجان املحلية والتي لم تبت فيها داخل أجل 12شهرا؛ ⧫
ومن مستجدات تعديالت قانون املالية لسنة 2017بالنسبة الختصاصات اللجنة الوطنية أضاف
لها صالحيات البث في:
التصحيحات املتعلقة بأسس الضريبة التي تثير اإلدارة بشأنها تعسفا في استعمال حق ⧫
وهكذا فإذا كانت اللجان املحلية تبت بشكل ابتدائي في املنازعات املعروضة عليها على أن تعيد
اللجنة الوطنية للنظر في الطعون الضريبية البت في هذه املنازعات بصفة استئنافية ،فإنه وبمقتض ى
التعديل املذكور أصبحت كل لجنة تبت بشكل ابتدائي ونهائي في املنازعات التي حددتها املادتين 225و226
من م.ع.ض.
تشكيل اللجنة الوطنية للنظر في الطعون الضريبية
طبقا للمادة 226وفق أخر تعديل للقانون مالية السنة 2017حافظت على نفس التشكيلة
بالنسبة للجنة الوطنية ،ونص القانون املالية الجديد على بعض املقتضيات منها خضوع اللجنة املذكورة
للسلطة املباشرة لرئيس الحكومة وتحديد مقرها بالرباط ،وتبت في النزاعات املعروضة عليها ،ويجب عليها
أن تصرح بعدم اختصاصها في املسائل التي ترى أنها تتعلق بتفسير نصوص تشريعية أو تنظيمية ،باستثناء
املسائل املتعلقة بالتعسف في استعمال حق يخوله القانون)117( .
________________________________________________________________________________
( -)116تم إدراج هذه الفقرة بمقتض البند Iمن المادة 6من قانون المالية لسنة ،2017رقم .73.16
( - )117تم تتميم هذه الفقرة بمقتض البند Iمن المادة 6من قانون المالية لسنة ،2017رقم .73.16
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ثالثون موظفا يعينهم رئيس الحكومة باقتراح من وزير املالية والذين يكونون مؤهلين في ⧫
امليدان الجبائي؛
مئة شخص من ميدان املال واألعمال يعينهم رئيس الحكومة بصفتهم ممثلين للخاضعين ⧫
للضريبة؛
وتنقسم اللجنة إلى 7لجان فرعية تتداول في القضايا املعروضة عليها؛ وبمقارنة تشكيلة اللجنة
الوطنية للنظر في الطعون الضريبية مع تشكيلة اللجان املحلية لتقدير الضريبة نجد أن األولى أكثر توازنا
من الثانية حيث أن ممثلي الطرفين متعادلين بالنسبة لتشكيلة اللجنة الوطنية ،ففي مقابل املوظفين
الذين يمثلون اإلدارة الضريبية هناك ممثلو املكلف ويعتبر القاض ي طرفا محايدا ،الش يء الغير متوفر
بالنسبة للجان املحلية حيث أنه في مقابل ممثل امللزم هناك ممثل اإلدارة الضريبية باإلضافة إلى ممثل
العمالة واللذان يعتبران ممثلين للدولة في مواجهة امللزم ،وهكذا يمكن القول أن اللجنة الوطنية توفر
ضمانات أكر للملزم من نظيراتها املحلية.
المسطرة المتبعة أمام اللجنة الوطنية للنظر في الطعون الضريبية
يقدم الخاضع للضريبة طعنه أمام اللجنة الوطنية في صورة عريضة توجه إلى املفتش في رسالة
مضمونة مع إشعار بالتسلم ،والذي بدوره يسلمها إلى اللجنة الوطنية مصحوبة بالوثائق املتعلقة باملنازعة
داخل أجل ثالثة أشهر.
وفي حالة عدم توجيه املطالبات والوثائق السالفة الذكر داخل األجل املذكور ال يمكن أن تتجاوز
أسس فرض الضريبة تلك التي تم اإلقرار بها أو قبولها من طرف الخاضع للضريبة ،ونفس املالحظة التي
أبديناها بالنسبة للجنة املحلية حيث يعتبر هذا املقتض ى ،إضرارا باملال العام.
ويجب أن تكون مقررات اللجان الفرعية مفصلة ومعللة تعليال قانونيا وإال فإن مسطرة التصحيح
تصبح الغية ( ، )118واملقصود بالتعليل القانوني للتصحيح ليس هو ذكر املادة التي تعتبر أساس التصحيح،
وإنما يجب تضمين مضمون القاعدة القانونية ،ألن رقم املادة ال يعني شيئا بالنسبة للملزم الذي ال يكون
________________________________________________________________________________
(118)- Pierre Fernoux, l’audit de la procédure de redressement,Edition presses universitaire de France, paris 1996, p 74.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
على دراية بالقانون الجبائي ،وهذا هو التفسير الذي صارت عليه املحاكم اإلدارية الفرنسية وعلى رأسها
مجلس الدولة في قرار صادر في 21مايو ،)119(197ويشكل هذا التعليل ضمانة مهمة للملزم حيث التفصيل
والتعليل يجعل امللزم على إطالع بمحتوى املقرر بتفصيل وتبرير عمل اللجنة دون حضور أشغالها ،ويبلغ
املقرر من طرف القاض ي إلى الطرفين.
ونشير إلى أن مقرر اللجان الفرعية يجب أن يصدر في ظرف أثنى عشر 12شهرا ابتداء من تاريخ
تقديم الطعن أمام اللجنة الوطنية ،أما إذا انصرم هذا األجل ولم تتخذ اللجنة مقررها يصبح تصريح امللزم
محصنا وتمنع اإلدارة من إدخال أي تصحيح عليه وهذا أمر في نظرنا في صالح امللزم وحقوقه الضريبية،
أما في حالة فرض الضريبة بصورة تلقائية بسبب عدم اإلدالء باإلقرار ،أو بسبب إقرار غير تام يبقى
األساس الذي حددته اإلدارة هو املعتمد إن لم تصدر اللجنة مقرها خالل 12شهر ،وهذا ال نتف معه،
حيث ال يمكن أن نحمل امللزم وزر تقاعس اللجنة التي وضعت أصال لحمايته ،ألن اإلدارة قد تتعسف في
تقديرها التلقائي ،لذلك نقترح أن يفتح للملزم باب مراسلة اللجنة ومطالبتها بالنظر في األمر املعروض عليها
داخل أجل محدد .
وعموما فإذا كانت اللجنة الوطنية قد ساهمت في تصفية العديد من النزاعات بين اإلدارة وامللزم في
مهدها ،فإنها في الحقيقة لم تتمكن من تحقيق الحماية الكافية لحقوق امللزم لالعتبارات التالية:
فبالرغم من إخراج اللجنة الوطنية للنظر في الطعون املتعلقة بالضريبة من حضن اإلدارة
الضريبية وإلحاقها مباشرة بمصالح رئيس الحكومة ،فإن هذا اإلجراء لم يكن كافيا لتحصينها من تبعات
وزارة املالية ألنها بقيت تابعة لهذه األخيرة فيما يتعلق بالوسائل اللوجيستيكية للقيام بعملها على أحسن
وجه.
________________________________________________________________________________
)119(- Pierre Fernoux, op cita, p75.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املالحظ أن اللجنة الوطنية ليس لها ميزانية خاصة وهذا يجعلها غير مستقلة ماليا ،باإلضافة تبعية
املوظفين امللحقين باللجنة الوطنية إلدارة الضرائب من حيث الترقية ومن ثم عدم استقالليتهم في القيام
بعملهم داخل اللجان الفرعية.
هذا باإلضافة إلى العالوات التي يتقاضاها موظفو وزارة املالية على رأس كل ستة أشهر تخضع في
تقيمها إلى معايير منها اإلنتاجية ،والنظر لإلنتاجية في هذه الحالة يجب أن يكون بعدد القضايا التي تم
الفصل فيها بغض النظر عن النتيجة أكانت لصالح اإلدارة الضريبية أو امللزم (.)120
وإذا كان املشرع عمد إلى إحداث درجتين للتحكيم بهدف ضمان حماية للملزمين فإن املالحظ هو
العكس ،حيث أن األمر مجرد مضيعة للوقت والجهد لكون عرض النزاع على اللجنة املحلية والوطنية قد
يستغرق ثالث سنوات دون حل النزاع ،لهذا فإننا نقترح االقتصار على درجة واحدة للتحكيم على املستوى
الجهوي أو اإلقليمي ،وتعزيز تكوينها ليشمل امللزم معززا بمحام ليتمكن من الدفاع عن حقوقه مع جعل
أجل البث في الخالف معقوال ال يساهم في إثقال كاهل امللزم بفوائد التأخير.
ليتم فسح املجال أمام القضاء ليقول كلمته في النزاع باعتباره يشكل رمز الحياد والنزاهة خصوصا
وأن املحاكم اإلدارية أصبحت على درجتين.
ثالثا :اللجنة االستشارية للنظر يف الطعون املتعلقة بالتعسف يف استعمال حق يخوله القانون
أقر املشرع املغربي في قانون مالية لسنة 2017رقم 73.16على إحداث اللجنة االستشارية للنظر
في الطعون املتعلقة بالتعسف في استعمال حق يخوله القانون ،وهذا ما نصت عليه املادة 226املكررة،
وتنص املادة السالفة الذكر
تحدث لجنة استشارية دائمة متساوية األعضاء تسمى " لجنة النظر في الطعون املتعلقة بالتعسف
في استعمال حق
________________________________________________________________________________
)120(- Pierre Fernoux, op cita, p127
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
يخوله القانون" ترفع إليها الطعون املتعلقة بالتصحيحات املتعلقة بأسس الضريبة التي تثير اإلدارة
بشأنها تعسفا في استعمال
حق يخوله القانون .وتضم هذه اللجنة أعضاء يمثلون ادارة الضرائب وميدان األعمال يعينون
بنص تنظيمي يحدد كذلك التنظيم اإلداري للجنة وكيفيات تسييرها.
ويتعين على الخاضع للضريبة أن يطلب تقديم طعنه أمام لجنة النظر في الطعون املتعلقة
بالضريبة في جوابه على
-رسالة التبليغ األولى املنصوص عليها في املادتين I - 220أو I- 221أعاله ،كما يجب على املفتش أن
يحيل على اللجنة السالفة الذكر داخل أجل ال يتجاور خمسة عشرة ( )15يوما من تاريخ توصله بجواب
الخاضع للضريبة على رسالة التبليغ املذكورة ،طلب هذا األخير مصحوبا بالوثائق املتعلقة بإجراءات
املسطرة التواجهية التي تمكن هذه اللجنة من البت ،وذلك وفق اإلجراءات املنصوص عليها في املادة 219
أعاله ،و يجب على اللجنة السالفة الذكر أن تدلي ب أ ريها االستشاري حصريا حول التصحيحات املتعلقة
بالتعسف في استعمال حق يخوله القانون ,داخل أجل ال يتجاوز ثالثين ( )30يوما من تاريخ تسلم رسالة
اإلحالة التي بعثها املفتش لهذه اللجنة و أن تبلغ رأيها االستشاري للمفتش و للخاضعين للضريبة داخل أجل
ال يتجاور ثالثين ( )30يوما من تاريخ اصدار رأيها ،وفق اإلجراءات املنصوص عليها في املادة 219أعاله.
واستثناء من جميع األحكام املخالفة ،يجب على املفتش أن يبلغ الخاضع للضريبة املعني باألمر،
برسالة التبليغ الثانية املشار اليها في املادتين II - 220أو II- 221أعاله داخل أجل ال يتجاوز الستين ()60
يوما املوالية لتاريخ تسلمه أ ري اللجنة املذكورة وفق اإلجراءات املنصوص عليها في املادة 219أعاله ،وتتم
في هذه الحالة ،مواصلة تطبيق مسطرة تصحيح الضرائب وفق األحكام املنصوص عليها في املادتين 220أو
221أعاله)121( .
________________________________________________________________________________
( - )121تمت إضافة هذه المادة بمقتض البند Iمن المادة 6من قانون المالية لسنة ،2017رقم .73.16
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
إن ظهور الجدل الفقهي حول الطبيعة القانونية للجان الضريبية ارتبط بظهور اللجان في حد ذاتها
( ،)122وأثار سكوت املشرع املغربي عن تحديد طبيعة لجان الطعن الضريبي اختالفا فقهيا وقضائيا حول
التكييف الصحيح لهذه اللجان ،واملشرع اتخذ في ذلك مسلك املشرع الفرنس ي الذي نأى بدوره عن
الخوض في تحديد طبيعتها.
وتكتس ي معرفة الطبيعة القانونية حسب بعض الفقه املغربي أهمية قصوى ،ألن التعرف على
القواعد املسطرية الواجبة التطبيق واملتعلقة باإلجراءات وحقوق الدفاع مرتبطة بتحديدها ،كما أن
معرفة طبيعة القرار الذي تتخذه اللجان في النهاية :أي فيما إذا كان املقرر يتعلق بمقرر إداري ،حكم
قضائي أو حكم تحكيمي مع ما يترتب على هذه املسألة من أهمية قصوى بخصوص طرق الطعن مرتبط
بتحديد طبيعة هده اللجان.
ونشير أن بعض التشريعات املقارنة حددت الطبيعة القانونية لهذه اللجان كاملشرع املصري الذي
منحها والية قضائية وخصها بإمكانية البث في جميع أوجه املنازعة سواء أكانت واقعية أو قانونية ،بحيث
جاء في حكم ملحكمة النقض " إن لجان الطعن وإن كانت تعد هيئات إدارية إال أن القانون أعطاها والية
القضاء في الخصومات التي تكون بين مصلحة الضرائب ،وهي بهذه الصفة يجب أن تربط األصول العامة
واملبادئ العامة للتقاض ي (.)123
وقد زادت حدة النقاش خاصة في الفقه الضريبي املغربي بعد التعديل الذي طال منظومة الجبائية
بمقتض ى قانون اإلطار لسنة 1984وما حمله من تغييرات جوهرية على مستوى ما كان يسمى آنذاك بلجان
التحكيم العامة.
________________________________________________________________________________
ر
المباشة بالمغرب" أطروحة لنيل دكتوراه يف الحقوق جامعة محمد الخامس كلية تيجاب " منازعات الجبائية يف مجال الضائب ( - )122عبد الرحيم
ي
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – أكدال -الرباط 2013-2012 -ص .368-367
( -)123موريس صادق" قضاء منازعات الضائب" دار الكتب القانونية ،مض 1999ص .244
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ونتيجة لصمت املشرع املغربي عن تحديد طبيعة اللجان ابتدع الفقه والقضاء مجموعة من املعايير
يستند بعضها على املعيار املادي الذي يرتكز على اختصاص هذه الهيئات ،في حين يستند البعض األخر
على معيار شكلي يهتم بمعايير عضوية متعلقة باإلجراءات املسطرية وتشكيل هذه الهيئات.
وبناءا على هذه املعايير تضاربت اآلراء واملواقف بين الصفة اإلدارية والقضائية وبين من يعتبرها
هيئات تحكيمية ،أو نوع من أنواع الوساطة (.)124
________________________________________________________________________________
المغرب" منشورات المجلة المغربية لإلدارة والمحلية والتنمية ،الطبعة الثالثة 2003,ص .546
ي ين
شكيي محمد "القانون الض ي
ر (-)124
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
يذهب كثير من الفقهاء إلى اعتبار اللجان الضريبية ذات طبيعة قضائية ،إال أنهم يختلفون في
األسس التي تبرر موقفهم ،بحيث يرى بعضهم أن وجود قاض على رأس هذا اللجان يعتبر من األسباب التي
تشكك في الطبيعة اإلدارية لها ،وتدفع بالتالي إلى القول بالصبغة القضائية (.)125
كما أن املسطرة املتبعة أمام اللجان الضريبية شبيهة إلى حد ما باملسطرة املتبعة أمام الهيئات
القضائية من حيث احترام حقوق الدفاع وضرورة تقديم الطعن في شكل عريضة ،وما يتعلق باآلجال
وبإمكانية االستماع إلى امللزم في حال طلب ذلك ،باإلضافة إلى املسطرة التواجهية مع املفتش الذي أنجز
التصحيح.
باإلضافة إلى ذلك فاملقررات الصادرة عن اللجان الضريبية يجب أن تكون معللة تعليال كافيا وهذا
اإلجراء ال يعمل به إال أمام الهيئات القضائية.
ويرى البعض أن وقوف امللزم واإلدارة على قدم املساواة أمام اللجنة لبسط أوجه دفاعهما يؤكد
هذه الطبيعة عالوة على أن اإلدارة ال تصدر أوامر إلى اللجان (.)126
انطالقا مما سبق يتضح أن إسناد رئاسة اللجان الضريبية إلى قاض تطرح العديد من اإلشكاليات
خاصة على مستوى تحديد طبيعتها القانونية ،و خالفا لذلك فإن بعض الفقه املقارن ،ينفي الصفة
القضائية عن اللجان الضريبية رغم إسناد رئاستها إلى قاض ي ،و في هذا الصدد يرى الفقيه جون جوانين"
أن تواجد قاض ي في رئاسة اللجنة غير كافي العتبار اللجان الضريبية قضائيا لسبب بسيط أن اختصاصها
ينحصر فقط في املسائل الواقعية دون أن يشمل املسائل القانونية الش يء الذي ينفي عتها صالحية النظر
في كافة النزاعات الضريبية و مراقبة مقررها (.)127
كما أن رئاسة اللجنة من طرف عنصر قضائي بدال عن موظف اإلدارة الضريبية يأتي للحيلولة دون
دفاع الرئيس عن وجهة اإلدارة الضريبية خاصة وأنه يلعب دورا رئيس ي في إعداد رأي اللجنة ،وصوته يرجع
________________________________________________________________________________
المباشة بالمغرب" أطروحة لنيل دكتوراه يف الحقوق جامعة محمد الخامس كلية ر التيجاب " منازعات الجبائية يف مجال الضائب ( -)125عبد الرحيم
ي
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – أكدال -الرباط 2013-2012 -ص.392:
ر
والنش والتوزي ع – الرباط -الطبعة القضاب يف المادة الجبائية – دراسة تحليلية "-طبعة دار القلم للطباعة دار القلم للطباعة ( -)126سعاد بنور " العمل
ي
األوىل 2003ص .63-62
العاىل -المدرسة الوطنية 1992-1991ص 131أوردها ي سلك رسالة المكلف ضمان عىل وانعكاساتها العامة التحكيم لجان طبيعة فتح ابراهيم "
ي (-)127
تيجاب ،م س ص .393ي ال الرحيم عبد
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
عند تساوي األصوات ،ثم إن رئاسة اللجنة الضريبية من طرف القضاء يشكل ضمانة أساسية وفعالة
للملزمين ،وبالتالي فاملشرع املغربي لم يكن يهدف من وراء ذلك لتغيير الطبيعة القانونية لهذه األخيرة بل
قصده من ذلك تحقيق األهداف التالية:
وجود قاض ي في ضمن التشكيلة من شأنه ضمان إطار قانوني سليم على اعتبار أنه سيكون ملم
بجميع النصوص القانونية الضريبية.
التخفيف من حدة املشاكل التي قد تعترض عمل جل اللجان الضريبية واملتمثلة في صعوبة التمييز
بين املسائل القانونية واملسائل الواقعية ،وبالتالي ضمان األداء الجيد من حيث اإلجراءات املسطري بما في
ذلك املسطرة الحضورية والتبليغات القانونية.
وحتى الفقه املصري ما يزال جانب مهم من الفقهاء يعتد بالصبغة القضائية للجان ودليله في ذلك
. تشكيلة هذه اللجان التي تضم قضاة ()128
وقد تعرض هذا التوجه الذي يعترف للجان الضريبية بالصبغة القضائية إلى انتقادات انصبت على
ما يلي:
أنه ال يوجد ضمن الهيئات القضائية هيئات تسمى لجان الطعن الضريبي وأن إرادة املشرع لو
انصبت على إسباغها الصفة القضائية ،لنظمها في القانون املتعلق بالتنظيم القضائي واكتفى باإلحالة
عليها في املدونة العامة للضرائب.
كما أن مسألة الطعن في قراراتها تتم أمام املحكمة اإلدارية و ليس أمام محكمة النقض ( ،)129زد
على ذلك أن اختصاص املحاكم يشمل البث في املسائل القانونية و الواقعية على السواء ،في حين يقتصر
اختصاص لجان الطعن الضريبي بالبث في املسائل الواقعية دون القانونية املتعلقة بتغيير النصوص
القانونية أو التنظيمية ،فحرمان لجان الطعن من تفسير النصوص القانونية كاف للقول بانعدام صفتها
________________________________________________________________________________
( -)128عبد الباسط الوفا " فض منازعات الضائب عىل الدخل بالطريق اإلداري " دار النهضة العربية – القاهرة 2001ص 20أوردها عن عبد الرحيم
تيجاب ،م .س ،ص .394
ي
( - )129سعاد بنور -مرجع سابق-ص .63
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
القضائية ألن التفسير يعتبر اختصاص موكوال للهيئات قضائية ،كما أن القرارات الصادرة عن لجان
الطعن ال تكتسب قوة الش يء املقض ي به على غرار األحكام القضائية.
أما القول بأن هذه اللجان تكتس ي صبغة قضائية بالنظر الى أن قراراتها تكون معللة .قول مردود
دالك أن القرارات اإلدارية بدورها يشملها التعليل أيضا.
وحتى ولو افترضنا جدال أن لجان الطعن هيئات قضائية وأن املحاكم اإلدارية هيئات استئنافية
لقرارات اللجان ،فإن النزاع املتعلق بتصحيح األساس الضريبي سوف ينظر على أربع درجات فيها يخص
املسائل الواقعية ،وثالث درجات فيما يخص املسائل القانونية ،وهذا األمر يتنافى مع املبادئ العامة
ي في املنازعات الضريبية إذ أن الدعوى الضريبية أمام القضاء ال تنظر على أكثر من درجتين (.)130 للتقاض
ثم إن ما يفند الطابع القضائي لهذه اللجان أن القضاء خاصة املغربي نفى عنها هذه الصبغة في
كثير من القرارات الصادرة عنه .وهو ما سنتطرق له في النقطة التالية.
ونضيف إلى ما سبق أن القول بالصبغة القضائية لهذه اللجان كان من املمكن القبول به مبدئيا
قبل إحداث املحاكم اإلدارية ،لكن بعد إحداث محاكم إدارية متخصصة وجعل اختصاصاتها تهم
املنازعات املتعلقة بالضرائب لم يعد باإلمكان الحديث عن الصبغة القضائية.
صدر عن القضاء املغربي مجموعة من األحكام التي حاول من خاللها تحديد موقفه من الطبيعة
القانونية لهذه اللجان.
و من ذلك القرار الصادر عن محكمة النقض بتاريخ 12يوليوز 1962الذي اعتبر فيه أن إنشاء
هذه اللجان ليس بغرض جعلها قضاء ضريبي ،و إنما هي مجرد ضمانة ممنوحة للملزمين و مما جاء في
القرار " و هكذا فعندما أنشأ املشرع هذه اللجان الضريبية لم يكن يهدف إلى إنشاء قضاء إداري لألسس
الضريبية و لكن فقط إلى منح األشخاص املفروضة عليهم هذه الضريبية ضمانة إضافية للبحث و
التقدير من طرف هيئات إدارية متمتعة بسلطة اتخاذ القرار في املسائل الواقعية التي من شأنها املساهمة
________________________________________________________________________________
ين –رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا يف القانون الخاص .جامعة محمد الخامس أكدال-الرباط -كلية العلوم
والكبي – لجان الطعن الض ي
ر ( -)130نعيمة
القانونية واالقتصادية واالجتماعية .السنة الجامعية 2005-2004ص .22
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
في تحديد أسس الضريبية ،لدى فالطعون املقدمة الى اللجنة املركزية ضد قرارات اللجان الضريبة املحلية
ليس لها طابع قضائي و بالتالي فإن الطعن بالنقض املقدم من طرف شركة xضد القرار الصادر عن
اللجنة املذكورة غير مقبول(.)131
وسيرا على نفس التوجه اعتبر املجلس في قرار أخر بتاريخ 29يناير 1969أن لجان تقدير الضرائب
سواء املحلية منها أو املركزية ال يمكن اعتبارها هيأت قضائية وأن ملقرراتها صبغة إدارية ،وأكد مرة أخرى
على كونها مجرد ضمانات الهدف منها اختيار وتقدير نقط واقعية من شأنها أن تساعد على تحديد أسس
الضريبية من قبل هيئات إدارية ذات سلطات تقريرية (.)132
وقد تواتر عمل القضاء اإلداري على نفي الصفة القضائية عن هذه اللجان في مختلف القرارات
الصادرة عنه (.)133
بخالف التوجه الذي سار عليه القضاء املغربي يميل القضاء املصري والتونس ي إلى إضفاء الطابع
القضائي على عمل هذه اللجان.
بحيث اعتبرت محكمة االستئناف املصرية منذ ،1946/12/16أن اللجنة حين مباشرتها
الختصاصاتها إنما تباشر نزاعا يفصل في حقوق الطرفين وبالتالي فبثها في نزاع خاص يجعلها محكمة إدارية.
وعلى غرار القضاء املصري اعتبرت إحدى املحاكم اإلدارية التونسية قرارات اللجنة الخاصة
للتوظيف -لجنة مكلفة بفض املنازعات الجبائية – قرارات قضائية تكون نافذة ومحرزة على قوة الش يء
املقض ي به (.)134
ويبدو موقف القضاء املغربي أقرب الى الصواب خاصة إذ علمنا أن إحداث أي هيئة قضائية في
بالدنا يتم بواسطة قانون يصدر لهذه الغاية وهو ما أكد عليه دستور 2011في املادة 127منه والذي نص
على انه تحدث املحاكم العادية واملتخصصة بمقتض ى القانون.
________________________________________________________________________________
ر
والنش ،الرباط أب رقراق للطباعة
( - )131قرار 246تاري خ 12.07.1962مذكور يف مؤلف "المساطر الضيبية ربي القانون والتطبيق "عزيزة هنداز -دار ي
الطبعة االوىل .2001ص .135
( - )132قرار 7بتاري خ 1969/01/29عزيزة هنداز -مرجع سابق ،ص .136
القضاب مادة إدارية" ص .136
ي علم االجتهاد
ي ( - )133عزيزة هنداز " ،قرارات إدارية وجدة -17/2010/127دليل
( - )134سعاد بنور -مرجع سابق-ص .62
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
.ثم إن بعض الفقه الضريبي يستند في الطبيعة اإلدارية لهذه اللجان على تكوينها بحيث تتضمن
أعضاء موظفين إداريين من جهة ،ومن جهة أخرى على اختصاصاتها على اعتبار أنها ال تتوفر سوى على
سلطة تحديد أسس الضريبية اعتمادا على مسائل واقعية وليس لها اختصاص الفصل في املسائل
القانونية املتعلقة بتفسير النصوص التنظيمية والتشريعية .هذا االختصاص األخير الذي يظل حكرا على
السلطة التقديرية للقاض ي اإلداري.
زيادة على ذلك فهذه اللجان تخضع للجهاز التنفيذي ()136
هكذا وباستقراء مضمون املادة 226من م.ع.ض نجد أن اللجنة الوطنية تخضع للسلطة املباشرة
لرئيس الحكومة ،وأن جميع أعضائها يعينون من طرف السلطة التنفيذية ،باإلضافة إلى أن قراراتها يتم
الطعن فيها أمام املحاكم اإلدارية باعتبارها قرارات إدارية ،ورغم أنها تتضمن قضاة من السلك القضائي
إال أنهم يخضعون للسلطة امللحقين بها.
ثم إن ما يؤكد الطبيعة اإلدارية لهذا اللجان عدم توفر الحياد الذي يشترط توفره في العمل
القضائي ،لوجود موظفين تابعين ملصلحة الضرائب وعلى الرغم من ترأسها من طرف قاض فمهمته إدارية
________________________________________________________________________________
المغرب"-مرجع سابق -ص .550
ي ين
شكيي محمد" القانون الض ير (-)135
ر
المباشة بالمغرب" -مرجع سابق -ص .389 تيجاب –" منازعات الجبائيه الضائب الرحيم عبد - ()136
ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
أكثر منها قضائية .ثم إن هذه اللجان ال تتقيد في عملها بالقواعد الشكلية املضمنة في قانون املسطرة
املدنية ،ثم إن استقالل هذه اللجان عن اإلدارة ال يعني أنها تكتس ي صبغة قضائية.
ويميل غالبية الفقه املقارن إلى اعتبار هذه اللجان إدارية خاصة الفقه الفرنس ي إذ يرى األستاذين
Jean-Marie Cotteretو Trotabas Louisأن اللجان اإلقليمية -تماثل اللجان املحلية لتقدير الضريبة
(.)137
باملغرب – لجان إدارية تصدر قرارات إدارية قابلة للطعن باإللغاء
وفي نفس السياق يذهب األستاذ جون بير كوسمير إلى القول بأن التشريع الضريبي الفرنس ي ال
يعترف للجان اإلقليمية بالصفة القضائية اعتبار لكونها امتداد ملسطرة التصحيح التواجهية (.)138
ويرى بعض الفقه املغربي أن وجود قاض ي ضمن تشكيلة هذه اللجان ال يمس بشكل أو بأخر
بطبيعة هذه اللجان اإلدارية ،على اعتبار أن وجوده وكما سبق وأن أشرنا يخدم غايات أخرى من بينها
ضمان نوع من الحياد في عمل هذه اللجان ،وكذا ضمان فعالية البث في امللفات املعروضة عليها ،خاصة
ما تتعلق منها بالتمييز بين املسائل الواقعية والقانونية.
وعلى غرار ذلك يرى بعض الفقه أن اللجان الضريبية ما هي إال امتداد ألجهزة اإلدارية للدولة بحيث
اعتبر اللجنة الوطنية للطعون الضريبية التي ينشئها الوزير األول ويترأسها مستشارون من محكمة النقض
ما هي إال سلطة رئاسية عليا إلدارة الضرائب مكملة ملا يتعلق بالفرض الضريبي (.)139
موقف القضاء من الطبيعة اإلدارية
عمل القضاء املغربي منذ الستينات على تكريس الطابع اإلداري لهذه اللجان وقد سبق وأن أوردنا
قرار محكمة النقض بتاريخ 12يوليوز 1962والذي أكد فيه على كون اللجان الضريبية لجان إدارية ،وزكى
هذا التوجه بالقرار الصادر عنه بتاريخ 29يناير 1969والذي نورد أهم حيثياته إذ جاء بالقرار " وحيث
أن لجان تقدير الضرائب سواء املحلية منها أو املركزية ال يمكن اعتبارها هيئات قضائية وإنما ملقرراتها
صبغة إدارية.
________________________________________________________________________________
العمىل للمنازعة الضيبية تأسيسا
ي العالىل" :الضابط
ي ( -)137حكم المحكمة اإلدارية بوجدة ملف عدد 2004/312وارد يف مؤلف ميمون رحو وأحمد
وتحصيال" ،م.س ،ص .391
(138)- J.p.c « le code annoté des procédures fiscales » publication fiduciaires. Paris 1996 p 150
( -)139خالد عبد الغن مسطرة القانون الضين ،المغرب مطبعة دار ر
النش المغربية ،الطبعة األوىل ،الدار البيضاء ،2002 ،ص 336 ي ي ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وقد سلكت املحاكم اإلدارية بعد إحداثها سنة 1999نفس التوجه وهو ما يستشف من الحكم
الصادر عن املحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ 19يناير )140( 2001جاء فيه " قرارات اللجنة الوطنية الصادرة
في موجهة اإلدارة الضريبية قرارات إدارية تتوفر فيها جميع الشروط ومقومات القرار اإلداري القابل للطعن
باإللغاء".
وقد سبق هذا الحكم حكم أخر من املحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ )141(1997/04/22جاء فيه "
لئن كان القرار اللجنة الوطنية للتقييم قرار إداري فإنه ال يقبل الطعن إال بعد وضعه موضع التنفيذ
بواسطة أمر بالتحصيل أو بيان التصفية التي تصدرها اإلدارة الجبائية.
فهذا الحكم نص بصفة صريحة على طبيعة القرار الصادر عن اللجنة الوطنية للتقييم ومن
املعلوم أن القرار يكون إداريا إذا كان مصدره سلطة إدارية وليست سلطة قضائية.
كما أن املحكمة اإلدارية بوجدة سايرت هذا التوجه في حكم لها بتاريخ 2005/16/30بحيث اعتبر
القضاء أن القرارات الصادرة عن اللجان بمثابة مقررات إدارية.
يتضح إذن من خالل األحكام القضائية التي أوردناها أن القضاء املغربي ساير االتجاه الغالب في
الفقه الذي قال بالطبيعة اإلدارية للجان الطعن الضريبي ،و هو بذلك يكون قد سار على نهج القضاء
الفرنس ي الذي أكد بدوره على الطبيعة اإلدارية لهذه اللجان من خالل القرارين الصادرين عن مجلس
الدولة الفرنس ي بتاريخي 21فبراير 1958و 29نونبر )142(1963و الذي نصا على " أن اللجنة املركزية تعتبر
هيئة إدارية عهد إليها النظر كسلطة رئاسية في قرارات اللجان اإلقليمية و ليس لها أي طابع قضائي و أن
الطعن عن طريق الدعوى اإللغاء إذن يبقى هو املسلك املمكن ضد قراراتها".
________________________________________________________________________________
( -)140حكم محكمة إدارية وجدة 2001/184ملف رقم 2001/40صادر بتاري خ 19يناير 2001منشور مجلة القض عدد 3شتني 2002ص 14
ين" م س ص 25 الكبي "لجان الطعن الض ي
ر ( -)141إدارية الرباط 359تاري خ 1997/04/23ملف رقم 96/213ذكرته نعيمة و
العمىل للمنازعة الضيبية تأسيسا وتحصيال" سلسلة مواضيع الساعة ،وأعمال جامعية ،منشورات
ي العالىل" :الضابط
ي ( -)142أورده ميمون رحو وأحمد
المجلة المغربية لإلدارة والتنمية ( )REMALDالعدد ،95 :الطبعة األوىل ،2016م .س ،ص .301
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
من خالل رصدنا الجتهادات الفقهية والقضائية يتضح أن االتجاه الغالب في الفقه والقضاء يأخذ
بالطبيعة اإلدارية بل إن بعض الكتابات تنزع إلى وصفها بالطبيعة التقنو -إدارية ،استنادا إلى كونها تختص
باألساس في النظر في املسائل الواقعية دون القانونية (.)143
ونرى أن هذه اللجان هي في حكم اإلدارية العتبارات التالية:
أن إحداثها يتم من طرف اإلدارة ،كما أن بعض أعضائها يعينون من طرف السلطة ⧫
التنفيذية املتمثلة في عامل العمالة أو اإلقليم بالنسبة للجنة املحلية لتقدير الضريبة،
ورئيس الحكومة فيما يخص اللجنة الوطنية للنظر في الطعون الضريبية.
أن بعض قراراتها يمكن الطعن فيها باإللغاء ()144ومعلوم أن الطعن باإللغاء ال يكون ممكنا ⧫
________________________________________________________________________________
ين" -مرجع سابق -ص .26
والكبي "لجان الطعن الض ي
ر ( -)143نعيمة
( - )144للمزيد من المعلومات أنظر بهذا الخصوص:
-قرار المجلس األعىل رقم 194ملف عدد 99/1458بتاري خ 2002/03/21
-حكم المحكمة اإلدارية بوجدة رقم 2001/184ملف 2001/40بتاري خ 19يناير 2001منشور بمجلة القض عدد 3شتني الطبعة
2002ص .14
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ويمكن تعريف القضاء املستعجل الضريبي بأنه ذلك القضاء الذي يختص بالبت في الطلبات
الوقتية بمناسبة املنازعات التي يكون محط النقاش فيها الجوانب املتعلقة بأساس ووعاء الضريبة على
مستوى تأسيس الضريبة وربطها؛ وذلك وفق املسطرة االستعجالية العامة التي أرساها املشرع من خالل
املادتين 19و 7من القانون املحدث للمحاكم اإلدارية والفصل 149وما يليه من قانون املسطرة املدنية
واملادة 6من القانون املحدث ملحاكم االستئناف اإلدارية.
يلقي موضوع القضاء املستعجل الضريبي على عاتق القاض ي االستعجالي عبئا يتعلق بإقامة التوازن
ما بين حماية املوارد الضريبية للدولة وحقها في االستفادة منها في إبانها في إطار توقعات امليزانية ،وبين حق
األشخاص في الحماية املستعجلة ألموالهم وحرياتهم وبين مبدأ شرعية الضريبة (.)146
________________________________________________________________________________
المغرب) .أخر زيارة-08-07 ،
ي االستعجاىل يف المادة الضيبية" ،مقال منشور بموقع (سلسلة موسوعة القضاء والقانون
ي ( -)145حميد ولد البالد " ،القضاء
.2017
االستعجاىل يف المادة الضيبية" ،س ،ص.1
ي القضاء " البالد، ولد حميد -()146
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فبعد مرور املنازعة الضريبية من املرحلة اإلدارية وتعذر حل هذا النزاع سواء على مستوى املطالبة
اإلدارية أو على مستوى اللجان الضريبية ،فإن النزاع ينتقل إلى مرحلة تعتبر آخر مرحلة في عمر هذا النزاع،
حيث يعرض على القضاء لقول الكلمة الفصل وحسم النزاع.
فالقضاء ونحن هنا نتحدث عن القضاء اإلداري الذي يعد الركن املنيع الذي يلجأ إليه امللزم
بالضريبة في حالة وجود إخالل بمساطر فرض الضريبة من طرف اإلدارة ،وكذلك يمكن لإلدارة أن تلجأ
إلى هذا القضاء في حالة وجود قرار من اللجان الضريبة رأت اإلدارة أنه مجانب للصواب ،فالقضاء اإلداري
في املادة الضريبية ال يلجأ إليه املتنازع مع اإلدارة فقط ،بل اإلدارة نفسها قد تلجأ إلى القضاء ألخذ حقها.
وقد خضع العمل القضائي في مجال منازعات الوعاء الضريبي لتطورات متالحقة ومهمة ،فقبل
إنشاء املحاكم اإلدارية كانت املحاكم االبتدائية هي التي تبت في منازعات الوعاء الضريبي ،وخالل هذه
املرحلة لم يتمكن القضاء العادي من املساهمة في تطوير هذا املجال وظلت األحكام الصادرة عنه ذات
طبيعة مدنية أكثر منها ذا طبيعة إدارية ،وكان امللزمون يفضلون اللجوء إلى مساطر الصلح مع اإلدارة
الضريبية بدل التوجه إلى القضاء للطعن في القرارات الصادرة عنها.
أما بعد صدور القانون 41.90فإن االختصاص في املادة الضريبية واإلدارية بصفة عامة أصبح
للمحاكم اإلدارية ،وبالتالي أصبح هناك قضاة متخصصون ينظرون في النزاع الضريبي ،وارتفعت جودة
األحكام ومعه تطورت القاعدة القانونية التي تحكم النزاع الضريبي باعتبار أن القضاء اإلداري أهم مصدر
يساهم في نشأة وتطور القانون اإلداري.وفي هذا اإلطار ولإلحاطة بدور القاض ي اإلداري في حل النزاع
الضريبي ،ومن خالل هذا سنفتتح بحثنا بمؤسسة القضاء االستعجالي ،بالوقوف على مسطرة التقاض ي
أمام قاض ي املستعجالت في املادة الجبائي (املطلب األول) وسنعرج لتقييم عمل قاض ي املستعجالت في املادة
الضريبية ودوره في حماية الملزم وحماية االلتزام الضريبي(املطلب الثاني).
________________________________________________________________________________
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ال شك أن الشروط املتطلبة لرفع هده الدعاوي أمام قاض ي املستعجالت اإلداري هي نفسها
املتطلبة أمام قاض ي املستعجالت العادي مع فارق أساس ي وهو أن يكون االختصاص النوعي في املوضوع
منعقدا للمحكمة اإلدارية بقطع النظر عن رفع دعوى في املوضوع أو عدم رفعها ،أو بمعنى أدق أن يشكل
طبعا إلى املادتين 19و 7من قانون 90/41املحدث للمحاكم اإلدارية فرعا من أصل سواء تحقق هدا األصل
فعال رفع دعوى في املوضوع أو لم يتحقق ،فالعبرة هنا بعالقة الطلب االستعجالي باملنازعة التي تدخل في
اختصاص املحكمة اإلدارية النوعي والتي قد ترفع إليها فعال وقد ال ترفع(.)150
وبدوره التشريع املغربي سار على غرار التشريعات أخرى وقيد بدور القضايا االستعجالية بشرطين
جوهريين ،باعتبار القضاء االستعجالي اإلداري يمثل آلية من بين آليات أخرى تروم إلى تحقيق حماية فعالة
لحقوق األفراد وإن كانت حماة مؤقتة ،وإذا كان ذلك القضاء يجد أصله في قواعد االستعجال املدني بحكم
إحالة املادة السابعة من القانون رقم 41-90املحدث للمحاكم اإلدارية على قواعد قانون املسطرة املدنية،
فإن من خالل الفصل 149من ق.م.م ،وعدم املساس بأصل الحق بموجب الفصل 152ق.م.م.
وبالتالي فإن اختصاص قاض ي األمور املستعجلة واملحكمة اإلدارية في املادة الضريبية رهين بتحقق
شروط اختصاصه وتحديد حاالت االستعجال في املادة الضريبية.
فالقاض ي االستعجالي وهو يبت في املنازعة الجبائية ()151يستند إلى مقتضيات املادة 19من قانون
41-90التي لم تحدد بشكل دقيق حاالت اختصاص قاض ي املستعجالت ،وإنما أوردت لفظا عاما يفيد
اختصاص هذا القاض ي لألمر بكل إجراء يتصف بطابع التوقيت وليس له مساس بالجوهر ،خالفا
ملقتضيات الفصل 149من ق .م.م الذي عدد بعض حاالت اختصاص قاض ي املستعجالت ،قبل أن يورد
لفظا عاما هو عبارة "...أو أي إجراء آخر تحفظي" .والحاالت التي عددها :هي الصعوبات املتعلقة بتنفيذ
________________________________________________________________________________
( -)150حميد ولد البالد ،القضاء اإلداري المستعجل ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون العام ،كلية الحقوق طنجة ،2015-2014 ،ص .32
"تعن من جهة الحالة القانونية الناشئة عن وجود خالف ربي المكلف واإلدارة الجبائية
ي ( - )151عرف األستاذ حسن العفوي المنازعة الجبائية بكونها:
تعن المسطرة اإلدارية أو القضائية المقرر قانونا سلوكها لتسوية
ي أخرى جهة ومن تحصيلها، األخية بتحديد وعاء الضيبة أو تصفيتها أو
ر بمناسبة قيام هذه
الخالف" .حسن العفوي المنازعات الضيبية أمام القضاء ربي التأسيس والتحصيل المجلة المغربية اإلدارة المحلية والتنمية عدد -70شتني أكتوبر
،2006ص11 :
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
حكم أو سند قابل للتنفيذ أو األمر بالحراسة القضائية إضافة إلى الحاالت املشار إليها في الفصل 148من
ق.م.م خاصة إثبات حال.
فصياغة املادة 19التي تفيد العموم تسمح بإدخال جميع الطلبات املتعلقة بالضرائب ما دامت
هاته الطلبات تتسم بطابع التوقيت والتحفظ ،سواء تعلقت باإلنذار القانوني أو مسطرة الحجز أو
مسطرة البيع ،وعلى هذا األساس فإن تحليل مجال اختصاص القاض ي االستعجالي في املادة الضريبية
يستلزم منا إبراز شروط اختصاص هذا القاض ي (الفرع األول) ومظاهر تدخله في املادة الضريبية (الفرع
الثاني).
لكي ينظر القاض ي االستعجالي في الطلبات التي تنشأ بسبب منازعات اإلدارية عامة ،والضريبية خاصة
يستوجب توافر مجموعة من الشروط العامة والخاصة (الفقرة األولى) ،وبعد استوفاء الطلب للشروط
الشكلية واملوضوعية تحال القضية على رئيس املحكمة بصفته قاضيا للمستعجالت ،ليتدخل في فض
النزاع الذي ال يستدعي االنتظار إما للطبيعة الوقتية أو التحفظية (الفقرة الثانية).
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
اعتبر بعض الفقه أن القضاء االستعجالي فرع من فروع القضاء املدني ،متميز ومستقل عن العمل
القضائي العادي وعن التنفيذ القضائي ،ذو مسطرة مختصرة واستثنائية وسريعة ،ومصاريف قليلة،
يسمح للمدعي برفع دعوى استعجالية أمام قاض ي ،يعرف بقاض ي األمور املستعجلة ،يختص بالبت بصورة
152
مؤقتة ودون املساس باملوضوع في كل نزاع يكتسب صبغة االستعجال.
ويمكن تعريف القضاء االستعجالي بأنه" :قضاء يقصد به الفصل في املنازعات التي يخش ى عليها من
فوات الوقت فصال مؤقتا ال يمس أصل الحق ،وإنما يقتصر على الحكم باتخاذ إجراء وقتي ملزم للطرفين
بقصد املحافظة على األوضاع القائمة أو احترام الحقوق الظاهرة أو صيانة مصالح الطرفين
153
املتنازعين".
كما يعرف أيضا بأنه" :إجراء مختصر واستثنائي يسمح للقاض ي باتخاذ قرار وقتي في املسائل املتنازع
عليها والتي ال تحتمل التأخير في إصدار القرار بحصول ضرر")154( .
ويعد القضاء االستعجالي ضمانة أساسية للملزمين ،باعتباره مسلطا قضائيا يتخذ لصالحهم
إجراءات وقتية ،بشكل يمنح لهم الوقت لتقديم كافة الحجج في املوضوع ،التي من املمكن أن تعفيهم أو
تخفف عنهم مبالغ الرسوم.
ويعتبر مجال اختصاص القضاء االستعجالي في املادة الجبائية ضيقا جدا ،وال يمكن اللجوء إليه
إال في حاالت خاصة حددها القانون واالجتهاد القضائي أيضا ،وتبقى شروط اللجوء إلى هذه املسطرة
محكومة بالقواعد العامة املنصوص عليها في قانون املسطرة املدنية ،وكذا بالقواعد الخاصة باملادة
الجبائية(155).
________________________________________________________________________________
المغرب" ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة األوىل ،998 ،ص.12 :
ي ( -)152عبد هللا هداية هللا" :القضاء المستعجل يف القانون
( -)153حميد ولد البالد" :القضاء اإلداري المستعجل" ،م .س ،ص .88
القاض اإلداري" ،مقال منشور بالمجلة العلوم القانونية ،محور العدد" المنازعات
ي - 154أحمد رفيع" :الملزم الض ي
ين ربي سلطة اإلدارة الضيبية وحماية
الثاب ،مطبعة األمنية -الرباط ،طبعة ،2016 عدد الساعة، مواضيع سلسلة REVUESJP والقضائية"، يعية القانونية عىل ضوء المستجدات ر
التش
ي
ص.135
( - )155حميد ولد البالد" :القضاء اإلداري المستعجل" ،ن .م ،ص.77
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فأين تتمثل القواعد العامة والخاصة لقيام االختصاص االستعجالي في منازعات الجبايات
املحلية؟
وقد أضاف االجتهاد القضائي شرطا ثالثا ويتعلق بشرط الجدية ،ولتوضيح كل ما سلف سنحاول
الوقوف عند شرط االستعجال ثم بعد ذلك شرط عدم املساس بالجوهر ،وأخيرا شرط الجدية.
.1عنصر االستعجال
إذا كان املشرع املغربي لم يعرف مفهوم االستعجال ،فإن الفقه والقضاء جرى على تعريف
االستعجال بأنه الخطر الحقيقي املحدق بالحق واملراد املحافظة عليه والذي يلزم درؤه عنه بسرعة ال
ي العادي ولو قصرت مواعيده)160( . تكون عادة في التقاض
________________________________________________________________________________
المغرب'' ،م .س ،ص.100 :
ي ( -)156عبد هللا حداد'' :تطبيقات الدعوى اإلدارية يف القانون
:
( - )157تنص الفقرة األوىل من المادة 149من قانون المسطرة المدنية عىل أنه "يختص رئيس المحكمة االبتدائية وحده بالبت بصفته قاضيا
للمستعجالت كلما توفر عنض االستعجال ."...
:
( -)158تنص المادة 152من قانون المسطرة المدنية عىل أنه "ال تبت األوامر االستعجالية إال يف اإلجراءات الوقتية وال تمس بما يمكن أن يقض به يف
الجوهر".
المغرب" ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية" ،العدد 80ي اإلداري "القضاء : صحيب حسن (-)159
الطبعة األوىل ،2008ص.541 :
المغرب" ،الطبعة األوىل ،1998ص.79 :ي ( -)160عبد اللطيف هداية هللا« :القضاء المستعجل يف القانون
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ولم يخرج املشرع الجزائري عما سلف ،حيث لم يعرف بدوره عنصر االستعجال ،مما ترك املجال
للفقه الجزائري الذي عرفه على أنه عنصر الخطر الذي يهدد الحق ومن شأنه إحداث ضرر يصعب
تداركه)161( .
لكن هناك بعض التشريعات التي أعطت تعريفا لعنصر االستعجال ،كالتشريع املصري ( ،)162حيث
جاء في قانون املرافعات املدنية والتجارية املصري لسنة 1968أنه "" ينتدب في مقر املحكمة االبتدائية
قاض من قضاتها ليحكم بصفة مؤقتة وعدم املساس بالحق في املسائل املستعجلة التي يخش ى عليها من
فوات الوقت.
ويعد عنصر االستعجال العنصر األساس ي واملهم الذي يبرر للقاض ي االستعجالي قيام االختصاص
له ،وهي حالة تنبع من طبيعة الحق املتنازع حوله ،وبالتالي يستوجب القيام بإجراءات وقتية للمحافظة
عليها ،ويختلف عنصر االستعجال عن الطلب الوقتي رغم أن املشرع ربط بينهما في املادة 152من املسطرة
املدنية.
وقد أثبتت املمارسة القضائية االتجاه نحو التخلي عن شرط االستعجال ،فالتطور الذي عرفه
العمل القضائي في املادة الضريبية ،دفع القاض ي اإلداري إلى التأكيد على افتراض االستعجال ،حيث تحول
القاض ي اإلداري من مناقشة عنصر االستعجال إلى الحديث عن شرط تعذر إرجاع إلى ما كانت عليه والذي
تقتضيه مجريات العدالة ،وبالتالي فقد أصبح القاض اإلداري يأمر بوقف إجراءات استخالص الدين
الضريبي ،متى تبين له في هذه اإلجراءات خرق ملبادئ سير العدالة ،خاصة إذ تعلق االمر بصدور حكم
قضائي سابق ألغى الند التنفيذي الذي تقوم عليه إجراءات االستخالص من قبل اإلدارة الضريبية)163(.
________________________________________________________________________________
ر
الماسي يف القانون العام ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية القاض اإلداري" ،رسالة لنيل دبلوم (-)161عادل العسلة" :مناهج عمل
ي
الجامع ،2009-2008ص.101 : ي واالقتصادية واالجتماعية -ظهر المهراز -فاس ،الموسم
العمىل لقانون المسطرة المدنية" المطبعة والوراقة الوطنية ،طبعة أبريل ،ص.104 : ( -)162عبد الكريم الطالب :ر
"الشح
ي
الجباب -ربي امتيازات اإلدارة الضيبية وسلطات القضاء اإلداري" ،أطروحة لنيل دبلوم الدكتوراه
ي اعميم" :ضمانات المدين يف االستخالصي ( -)163رضوان
الجامع ،2015-2014ص42 ي الموسم سال، - واالجتماعية ديةواالقتصا القانونية العلوم كلية الخامس، محمد جامعة العام، يف القانون
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
لم يضع املشرع املغربي تعريفا لشرط عدم املساس بالجوهر ،واكتفى فقط باإلشارة إلى اعتباره
شرطا من شروط قيام اختصاص قاض ي األمور املستعجلة ،وهذا ما يستشف من الفصل 152من قانون
املسطرة املدنية إذ نص على أنه " :ال تبت األوامر االستعجالية إال في اإلجراءات الوقتية وال تمس بما يمكن
ى به في الجوهر")165( . أن يقض
ويقصد بعدم املساس بالجوهر أو أصل الحق أن قاض ي املستعجالت يمنع عليه في أي حال من
األحوال أن يقض ي في أصل الحقوق وااللتزامات واالتفاقات مهما أحاط بها من استعجال ،أو ترتب عن
ي املوضوع وحده)166( . امتناعه عن القضاء فيها من ضرر للخصوم بحيث يختص بالنظر والحكم فيها قاض
ويراد بأصل الحق كل ما يتعلق به وجودا أو عدما ،ويدخل في ذلك ما يمس صحته أو يؤثر في كيانه
أو يغير فيه أو في اآلثار القانونية أو التي قصدها املتعاقدان ،ومن ثم إذا رفعت الدعوى بطلبات موضوعية
فإنها تكون خارجة عن اختصاص القاض ي املستعجل ،وإذا كان لقاض ي املستعجالت أن يصدر أحكامه
بصفة استعجالية ،فليس من حقه أن يسبب أحكامه بإثبات الحق أو نفيه بل يجب أن يقتصر على ترجيح
االحتماالت دون أن يقطع برأي في أصل الحق ،وإال فإن حكمه مبنيا على أساس فاسد لتجاوزه حق
اختصاصه)167( .
وملا كان الفقه والقضاء متفقان على منع قاض ي املستعجالت بالبت في النزاع في الحالة التي ينعدم
فيها وضوح املراكز الواقعية والقانونية للطالب ،فإن رئيس املحكمة اإلدارية بالرباط بصفته قاضيا
________________________________________________________________________________
يقض به يف الجوهر".
ي ( - )164نص الفصل 152من ق.م.م عىل":ال تبت األوامر االستعجالية إال يف اإلجراءات الوقتية وال تمس بما يمكن أن
( -)165عبد الكريم الطالب ،م .س ،ص.106 :
( - )166حسن صحيب ،القضاء اإلداري ،...م .س ،ص.544 :
( -)167عبد اللطيف هداية هللا ،م .س ،ص.83 :
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
للمستعجالت قض ى في قضية منير الرماش ضد الدولة املغربية( )168بعدم االختصاص ومما جاء في إحدى
حيثيات القضية" :حيث أن املقصود بأصل الحق املحظور على القضاء املستعجل املساس به هو السبب
القانوني الذي يحدد حقوق وواجبات كل طرف إزاء اآلخر ،إذ يمنع عليه تناوله بالتفسير والتأويل وتأسيس
قضائه بذلك على أسباب تمس أصل الحق أو تتعرض لقيمة املستندات املدلى بها أو تأمر باتخاذ إجراء
وقت تمهيدي إلثبات أصل الحق املعني بالحماية من خالل اإلجراء املطلوب.
وهكذا يبدوا أن شرط عدم املساس باملوضوع في اقترانه بشرط االستعجال ،يكون الحد الذي يرسم
نطاق تدخل قاض ي املستعجالت ،والذي يظل املطلوب منه هو إجراء مؤقت ال الفصل في أصل الحق الذي
يعد في صميم اختصاص محكمة املوضوع ،فقاض ي األمور املستعجلة يكتفي بالنظر إلى جوهر الدعوى
بشكل عرض ي حتى تكون قناعته دون تعمق من شأنه حسم النزاع (.)169
وعدم املساس باملوضوع ال يعني عدم نظر قاض ي األمور املستعجلة إلى املستندات املقدمة إليه بحثا
عرضيا يتلمس من ظاهرها دون الخوض في مضامينها ،فإذا اتضح له أن األمر يتعلق بمنازعة موضوعية،
من شأن البث فيها املساس بجوهر الحق ،فإنه يقض ي بعدم االختصاص.
إن أهمية ركن عدم املساس باملوضوع في منح قاض ي األمور املستعجلة االختصاص ،وتمييز هذا
القضاء االستثنائي عن قضاء املوضوع رغم دقة ذلك الركن مقارنة مع شرط االستعجال ،هو ما تنبه إليه
املشرع عندما أسند مهمة قاض ي األمور املستعجلة إلى رئيس املحكمة اإلدارية أو من ينيبه عنه بالنظر ملا
افترض فيه من خبرة وحنكة وتجربة ال تتوفر لغيره من باقي القضاة ،وذلك تفاديا القتحام قاض ي
املستعجالت لنطاق تدخل قاض ي املوضوع ،هذا األخير الذي يتقيد بأي حال من األحوال بما ذهب إليه
قاض ي األمور املستعجلة (.)170
وخالفا لركن االستعجال الذي يخضع للسلطة التقديرية لقاض ي األمور املستعجلة ،فإن شرط
عدم املساس بجوهر الحق يعد من املسائل القانونية التي تخضع لرقابة محكمة النقض.
________________________________________________________________________________
(غي منشور).
االستعجاىل رقم 676بتاري خ 2005/9/21ر
ي ( -)168األمر
الدرباىل "المنازعات الجبائية المحلية ،يف ضوء المستجدات القانونية وآخر االجتهادات القضائية" ،م .س ،ص .108
ي لمحجوب (-)169
( -)170حميد ولد البالد" :القضاء اإلداري المستعجل" ،م .س ،ص .109
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
.3شرط الجدية
إن املنازعة الجبائية أمام القضاء ال تكفي وحدها لقبول الدعوى االستعجالية ،فالبد من جدية
املنازعة أو املشروعية ولعل ما يتميز به هذا الشرط عن شرط االستعجال هو أن يأخذ وضعه في دائرة
املشروعية (.)171
وقد عرفت الغرفة اإلدارية لدى محكمة النقض أن املقصود بجدية املنازعة كون أن امللزم ينازع في
الضريبة أو الرسم بصفته خاضعا للضريبة (.)172
ومن خالل ما سلف يمكن القول بأن شرط الجدية له أهمية كبرى لقبول الطلبات أمام القضاء
االستعجالي اإلداري ،وأن هذا األخير لعب دورا مهم في إقراره كشرط لقيام اختصاص االستعجال ،لكن
توفر هذه العناصر ال يكفي وحده في بعض األحيان للمنازعة الجبائية أمام القضاء االستعجالي ،حيث
يتطلب األمر شروط أخرى في النزاع الضريبي.
________________________________________________________________________________
المغرب والمقارن-دراسة تطبيقية ،الطبعة األوىل ،2009 ،ص .135
ي القضاب
ي ( -)171عبد هللا بونيت ،إيقاف تنفيذ القرار اإلداري يف ضوء االجتهاد
أكي أنظر قرار الغرفة اإلدارية عدد 10بتاري خ 3\1\2002ملف إداري عدد 15\4\2001 ،1528أورده محمد قضي ،م .س ،ص .22 ( -)172للتعمق ر
( -)173المادة 117من القانون رقم 15-97مدونة تحصيل الديون العمومية وفق آخر تعديالت قانون المالية رقم 10.43لسنة .2011
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الدين العمومي ( ،)174ويراقب القابض املالي هاته املرحلة اإلدارية ويمتلك سلطة مراقبة تحقق هذين
الشرطين وهذا ما أكدته املادة 124التي تمنع على أي سلطة عمومية و إدارية إيقاف استخالص الضرائب.
لكن القضاء االستعجالي يفتقد لنظرة موحدة ومحددة في الشروط السابقة الذكر لوقف تحصيل
الديون العمومية ( ،)175ومراد ذلك راجع لعدم وضوح املقتضيات التشريعية الواردة في هذا الباب (.)176
تشكل الدعاوى االستعجالية في املجال الضريبي املرتبة الثانية من حيث عدد القضايا االستعجالية
املسجلة لدى املحكمة اإلدارية بعد الدعاوي االستعجالية في ميدان نزع امللكية من اجل املنفعة العامة
*بالنسبة لألوامر بناء على طلب:
نقصد بها تلك األوامر الصادرة في نطاق الفصل 148من قانون املسطرة املدنية عالقة باملادة 19
من قانون 90/41املحدث للمحاكم اإلدارة بناء على طلبات مختلفة بالذكر نخص منها في املجال الضريبي.
-1الطلبات الرامية إلى استصدار أمر بتوجيه إنذار استجوابي إلى اإلدارة الضريبية:
في هده الطلبات بالذات يميز القضاء االستعجالي االداري بين ثالث حاالت:
أ-كون اإلجراء املطلوب ال يستهدف توجيه أوامر إدارية -بدل أوامر قضائية -إلى رجل اإلدارة مما
يصطدم بمبدأ "فصل السلط" ويستوجب بالتالي التصريح برفض الطلب.
ب-كون اإلجراء املطلوب يستهدف فعال إصدار أمر قضائي بإنجاز اإلجراءات املطلوبة لكن ال يتوفر
فيه عنصر االستعجال ،أو يمس بجوهر النزاع ،فيكون هو األخر مآله الرفض:
ج-كونه سليما ووجيها فيستجاب له على ان هده الحاالت ال تقتصر على املجال الضريبي وحده ،بل
تتعداه إلى كل املجاالت األخرى التي لها عالقة باملنازعات اإلدارية (.)177
________________________________________________________________________________
( -)174المادة 81من القانون .15-97
( -)175المادة 124من القانون .15-97
القضاب عىل االستجابة لطلبات اإليقاف كلما ثبتت جدية المنازعة يف صفة الملزم أو يف البطالن الظاهر لمسطرة الفرض أو
ي (-)176وحيث تواتر االجتهاد
ومن توفر عنض االستعجال بمفهوم الضر الذي يصعب تداركه الحقا. التصحيح أو ف إجراءات التحصيل أو ف تقادمه ،ر
ي ي
قاض المستعجالت االداري بمكناس بتاري خ 1994/10/05 :تحت عدد ،94/02:وكدا المر ي عن الصادر االستعجاىل
ي األمر المثال سبيل عىل ( -)177انظر
الصادر عنه بتاري خ 1995/08/08 :تحت عدد .95/08
قاض المستعجالت االداري بالرباط بتاري خ 3 :أكتوبر 2015تحت عدد.2015/90 : ي االستعجاىل الصادر عن
ي -وانظر أيضا المر
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وجدير بالذكر أن نفس املنهج في املعاينات وإثبات الحال وكدا في كل اإلجراءات املماثلة.
-2الطلبات الرامية إلى إيقاف حجز تحفظي أو حجز لدى الغير:
ال نقصد هنا إال الطلبات املرفوعة من األفراد اما إدارة الضرائب العامة في نطاق ظهير 1935
ومرسوم 1967فهي تلجأ إلى الحجز والتنفيذ دون حاجة إلى مراجعة القضاء وهكذا فغنه بالنسبة
للطلبات املرفوعة من األفراد فقد استقر القضاء االستعجالي االداري على انه يجوز الحجز على األمالك
الخاصة واملوال الخاصة للشخص املعنوي العام ،باعتبار انها تنزل منزلة أموال الشخص العادي ما دام
ان املشرع لم يمنع دلك صراحة كما فعل بالنسبة لألموال العمومية "لكنه أي القضاء االداري االستعجالي
يرفض باملقابل الطلبات الرامية إلى إيقاع الحجز على املوال العمومية ،ودلك استنادا إلى مقتضيات
الفصل 4من ظهير فاتح يوليوز 1944والفصل 3من ظهير 1921/10/19والفصل 8من ظهير
.)178(1954/06/28
يستند القاض ي االستعجالي صراحة اختصاصه من املادة 301للمدونة الجمارك( ،)179أما فيما
يتعلق بالضرائب تعتبر املادة ( )19من القانون املحدث للمحاكم اإلدارية السند القانوني الختصاص
القاض ي االستعجالي في املادة الضريبية ،وهذا ما كرسه العمل القضائي الذي لم يمنع قاض ي املستعجالت
اإلداري من البت في الطلبات الوقتية املرتبطة باملادة الضريبية ،فقد اعتبرت الغرفة اإلدارية انه إذا كان
هذا القانون أي الفصل 15من ظهير /21غشت 1935/املتعلق بتنظيم املتابعات في مادتي الضرائب
________________________________________________________________________________
قاض المستعجالت االداري بالدار البيضاء بتاري خ 2016/02/06 :تحت عدد .2016/81 ي االستعجاىل الصادر عن
ي -وانظر أيضا األمر
غي منشور قاض المستعجالت االداري بوجدة بتاري خ ،2015/11/21:ر ي عن الصادر االستعجاىل
ي -وانظر أيضا المر
قاض المستعجالت االداري بوجدة بتاري خ 1995/03/10تحت عدد .95/02 ي عن الصادر ألمرا المثال سبيل (-)178أنظر عىل
وانظر أيضا أمره الصادر بتاري خ 1995/04/19تحت عدد.95/4 :
الشيف ،رقم 1-00-22بتاري خ 15يونيو 2000بمثابة مدونة الجمارك عىل ما الظهي ر
ر ( - )179تنص المادة 301من قانون رقم 02-99الصادر بمقتض
يىل:
ي
-1بضف النظر عن الغرامة المستحقة عمال بمقتضيات الفصل 298أعاله ،يمكن إجبار كل مخالف مقتضيات الفقرة األوىل من الفصل 42
الغي المسلمة وإال تعرض لغرامة تهديدية مقدارها األقض 100 من هذه المدونة عىل تقديم الدفاتر والسجالت المبوبة ،أو األوراق أو الوثائق ر
التأخي.
ر درهم عن كل يوم من
ر
تنته إال يف اليوم الذي يتأب فيه لإلدارة
ي مض 48ساعة عىل اإلنذار المسلم من طرف اإلدارة ،وال ي -2تحسب مدة هذه الغرامة التهديدية بعد
الحصول عىل الوثائق المطلوب تسليمها.
-3كل نزاع يف استحقاق أو حساب الغرامة التهديدية ،يجب أن يرفع يف ظرف 10أيام إىل المحكمة المختصة المنعقدة يف شكل محكمة
المستعجالت.
ف كما هو الشأن يف رسوم الجمرك .ما عدا يف حالة الطعن المنصوص عليه أعاله. ي يص التهديدية امة ر الغ برسم الواجب المبلغ -4إن مقدار
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املباشرة " قد وضع قاعدة وجوب أداء الضريبة رغم كل تظلم أو طعن قضائي ،فإن هذه القاعدة ليست
مطلقة إذا كان الشخص الذي فرضت عليه الضريبة ينازع في أساسها أو في مشروعيتها أو يدعي إعفاء منها،
فيمكنه طلب إيقاف تنفيذها دون كفالة".
وإذا كان من حق امللزم بالضريبة أن يطلب إرجاع الضريبة املفروضة عليه مقابل ضمانة كافية وهي
التي حددها الفصل 16من ظهير 1935في )1( :رهن عقاري ( )2رهن رأسمال تجاري ( )3سندات مالية ()4
ديون على خزينة الدولة ( )5أسهم مالية مكفولة" ،فإن تدخل قاض ي املستعجالت تنصب على فحص مدى
تطبيق إدارة الضرائب ملسطرة التأجيل بحيث ال يطلب منه األمر بتأجيل أداء الضريبة ،وإنما يبحث فقط
فيما إذا توافرت الضمانات املنصوص عليها في الفصل 16في حين حرص املشرع الفرنس ي على إتاحة امللزم
بأداء الضريبة أن يرفع أمره إلى قاض ي املستعجالت اإلداري داخل أجل 15يوما من تاريخ توصله بموقف
الرفض الصادر عن املحاسب ليبت فيها إذا كانت الضمانات كافية ،أو اإلعفاء من تقديم غيرها((.))180
ومع ذلك فإن القاض ي اإلداري املغربي أوقف مؤقتا إجراءات تنفيذ إنذار ضريبي انطالقا من
استناده على أن تطبيق الفصلين 15و 16من ظهير 1935املتعلقين بتقديم الضمانة الكفيلة بأداء
الضريبة ،كشرط إليقاف أدائها مقصور على امللزمين الحقيقيين الذين ال ينازعون في هذه الصفة وال
تقيدهم مقتضيات الفصلين املذكورين ويبقى من حقهم املطالبة بإيقاف تنفيذ دين الضريبة مؤقتا وإلى
حين البت في موضوعها كما أنه أوقف مؤقتا أمرا باستخالص بيان التصفية الصادر عن إدارة التسجيل،
حيث صرح قاض ي املستعجالت بإدارية فاس(( ))181على أنه »حين استقر قضاء هذه املحكمة على أن طلب
اإليقاف املؤقت ألي أمر باالستخالص إلى حين البت في موضوعه طلب وقتي لكونه محدد في الزمان
وتستدعيه الضرورة امللحة لحل مؤقت يحافظ على مصالح الخصوم وال يمس املوضوع وال تسعف فيه
إجراءات التقاض ي العادية ،ويجنب أخطار مواصلة إجراءات التنفيذ التي قد تصيب أموال الطالب
________________________________________________________________________________
درباىل مرجع سابق ص.110 :
ي ( – )180محجوب
(- )181المحكمة اإلدارية بفاس أمر عدد 8092بتاري خ 17يناير ،2016م .د ضد مدير الضائب ،م.م.د.م.ت ،س م س ،عدد 4 :س ،1996ص .233
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
بحبسها أو حجزها ،وبالتالي تأثيرها على مركزه املالي كما قد تصيبه عن طريق إكراهه بدنيا ،وتلكم أضرار
يصعب تداركها أو إزالة آثارها.«...
إن إنشاء مؤسسة قاض ي املستعجالت اإلداري بمقتض ى املادة 19جعل املحاكم اإلدارية ،كاملحاكم
القضائية ،حاميا طبيعيا للحقوق والحريات ،بحيث صرح قاض ي املستعجالت اإلداري بأنه ثمة أضرار
يصعب تداركها أو إزالة آثارها فيما بعد كالحجز على أموال امللزم بالضريبة أو حبسها أو إكراهه بدنيا فإننا
نعتقد أن هذا القاض ي أسند لنفسه االختصاص لضمان حماية مثل هذه الحقوق والحريات.
وإذا كان الفصل 863من قانون املسطرة الجنائية يسند االختصاص في منازعة اإلكراه البدني
للمحكمة العادية عن طريق االستعجال ،وهو الش يء الذي جعل املحكمة اإلدارية بمكناس تصرح بعدم
اختصاصها بالبت في طلب إيقاف مسطرة اإلكراه البدني فإن املشرع حاول من خالل إصالح ظهير 1935
إسناد االختصاص للقاض ي االستعجالي اإلداري ،تفاديا ملا قد يحصل من تضارب على مستوى االختصاص
بين املحاكم العادية واملحاكم اإلدارية.
ونعتقد أنه تطبيقا لقاعدة أن قاض ي األصل هو قاض ي الفرع "فإن املحاكم اإلدارية بحكم انعقاد
االختصاص األصلي لها في املادة الضريبية ،وبالتالي فال ضير من بتها في الطلبات االستعجالية املرتبطة
باملنازعة الجبائية حتى ولو تعلق األمر باإلكراه البدني.
وعلى نفس املنوال صار اجتهاد املحكمة اإلدارية مراكش حينما " صرح قاض ي املستعجالت ضمنيا
بانعقاد االختصاص له بالنظر في مسطرة اإلكراه البدني في حقه فعال."...
وإذا كان تطبيق القضاء االستعجالي في املادة الضريبية لم يتجاوز إشكالية الحسم في تطبيق أو
عدم تطبيق املادة 50من القانون املحدث للمحاكم اإلدارية ،فإن األمر يختلف بالنسبة ملادة نزع امللكية
واالحتالل املؤقت ،التي عرفت تطورا مهما توج بتبني الغرفة اإلدارية اتجاها حديثا وواضحا من إشكالية
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ارتباط املادة 19من قانون املحاكم اإلدارية باملادة 50من نفس القانون )182( .باإلضافة إلى الحجز كإجراء
من إجراءات املتابعة الجبرية على أموال املدين ،وهو إما أن يكون تحفظيا أو تنفيذيا (.)183
فالحجز التحفظي هو إجراء يهدف إلى الحجز على أموال املدين خشية التصرف فيها بالتفويت،
مما يلحق الضرر بدائنيه ،لذا يتم وضع هذه األموال بين يدي املحاسب املكلف بالتحصيل إلى أن يتحول
لحجز تنفيذي ما لم يؤمر بغير ذلك (.)184
ينص الفصل 124من القانون 15 - 97بما معناه أنه ال يحق ألية سلطة عمومية أو إدارية أن توقف
أو تؤجل أداء الضرائب أو الرسوم التي في حكمها ما يعني أن املنع محصور على املوظف أو السلطة اإلدارية
كيفما كان نوعها دون السلطة القضائية التي لها كامل الصالحية في االستجابة لطلبات إيقاف تنفيذ الدين
العمومي متى توافرت لها مبررات ذلك فمن هي هاته السلطة القضائية املختصة بمراقبة في تنفيذ الدين
العمومي هل القضاء االستعجالي أم محمة املوضوع حينما يكون موضوح النزاع معروضا محليها أم الغرفة
اإلدارية حينما ~مون جوهر النزاع معروفا عليها من خالل الطعن فيه باالستئناف.
القاض ي االستعجالي باملحكمة اإلدارية هو املختص بالبت في طلبات إيقافه تنفيذ الدين العمومي
تعتبر طلبات إيقاف تنفيذ الدين العمومي طلبات وإجراءات وقتية يكتنفها الطابع االستعجالي
باعتبار أن امللزم بها لحون مداهما بالتنفيذ على أمواله وعقاره وجسده أحيانا عن طريق اإلكراه الباني
لذلك فالقضاء االستعجالي هو املختص بالنظر في مثل هاته الطلبات ملا يتوفر عليه من سرعة في البت
وتقصير في املواعيد ويسر في اإلجراءات ما يشكل امتيازا وضمانا للتقاض ي في هذا الشأن وهذا ما عبرت كنه
إحدى األوامر الصادرة عن القضاء االستعجالي باملحكمة اإلدارية بفاس ) < ٠ ( 2حيث استقر قضاء هاته
املحكمة على اعتبار طلب إيقاف تنفيذ اإلنذار الضريبي إجراء وقتيا محددا في الزمن تستدعيه الضرورة
________________________________________________________________________________
القضاب منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية شكيي آليات تأجيل الوفاء بالدين الضين بالمغرب ربي إرادة ر
المشع واالجتهاد ( - )182محمد ر
ي ي
والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،العدد 50ص106 :
البقاىل حجز ورهن بيع األصل التجاري ربي مدونة التجارة وقانون المسطرة المدنية ومدونة تحصيل الديون العمومية مجلة القانون
ي ( - )183أحمد
الثاب ،2002 ،ص.22 :ي العدد المغرب،
ي
ين ،م.س ،ص290 : ي الض القانون مسطرة الغن
ي عبد خالد (- )184
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
امللحة لحل مؤقت ال تسعف فيه إجراءات التقاض ي العادية وتجنب أخطار مواصلة إجراءات التنفيذ
بحجز أموال الطالب أو بيعها وقد تصيبه في ذاته عن طريق إكراهه بانيا وتلك أضرار يصعب تداركها أو
إزالة آثارها > ...
وبالرجوع إلى مقتضيات مدونة التحصيل ،فقد حصرت أهم الحاالت التي تتعلق بالقضاء
االستعجالي في مجال التحصيل كاالتي:
إيقاف تنفيذ التحصيل ،الذي أرجأنا تناوله ضمن املطلب الالحق ،اعتبارا لن هدا اإلجراء ⧫
طلب فتح البواب املغلقة في إطار مسطرة الحجز الذي يبت فيه رئيس املحكمة االبتدائية ⧫
إصدار أمر بتقييد احتياطي لرهن الخزينة يوجه إلى رئيس املحكمة االبتدائية بصفته
قاض ي للمستعجالت (.)187
طلب إيقاف تنفيذ بيه األشياء املحجوزة أو فصل أشياء غير قابلة للحجز ،يوجه للقاض ي ⧫
________________________________________________________________________________
( -)185المادة 121من مدونة التحصيل.
(-)186عبد الرحيم الكنبدري ،تحصيل الديون الضيبية-مقاربة قانونية وقضائية ،منشورات مجلة الحقوق المغربية سلسلة المعارف القانونية والقضائية،
نش المعرفة ،سنة ،2012ص .200 دار ر
( -)187المادة 80من مدونة التحصيل.
( -)188المادة 115من مدونة التحصيل.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
لقد عرف تدخل قاض ي املستعجالت اإلداري في مجال استخالص الدين الضريبي تطورات تدريجية
انطالقا من انتزاع هذا االختصاص القضائي ،ثم تبنيه في إطار مقتضيات إيفاق القرارات اإلدارية ،حيث
استقر القضاء االستعجالي على التدخل وفق املقتضيات العامة ،فسمح بذلك هذا التطور من جهة،
لالنتقال نحو توسيع صالحياته من أجل االستجابة إلى هذه الطلبات.
وتعتبر الحماية القضائية للمدين إحدى الغايات األساسية التي رسمها القضاء االستعجالي اإلداري
في مجال تدخله من أجل إيقاف اجراءات االستخالص الضريبي ،ويتضح ذلك أساسا من خالل التوجه
نحو التخفيف من شروط اإليقاف في إطار القواعد العامة وكذا من خالل تشديد رقابته على السلطة
التقديرية لإلدارة الضريبية في إطار املسطرة اإلدارية لتأجيل الدين الضريبي (.)189
فبخصوص التوجه نحو التخفيف من شروط اإليقاف فالتطور الذي عرفه تدخل قاض ي
املستعجالت من اعتماد مقتضيات املادة 24من القانون رقم ،90-41إلى التدخل في إطار القواعد العامة
لالستعجال استنادا إلى مقتضيات الفصل 19من نفس القانون وكذا مقتضيات قانون املسطرة املدنية،
قد ساهم في توسيع سلطات ومجال تدخله متى توفرت شروط ذلك ،فإنه أضحى يتصدى إلى طلبات إيقاف
الدين الضريبي حتى في غياب دعوى املوضوع باعتبارها هي األصل ملا للقضاء اإلداري من سلطات واسعة
في إطار القضاء الشامل في فحص الدعوى وتحقيقها ،وكذا إرجاع األوضاع القانونية إلى ما كانت عليه متى
بدا له اختالل مبدأ املشروعية في تصرف اإلدارة الضريبية ،فإن وجود دعوى املوضع ،شكلت شرطا
أساسيا لقبول الدعوى االستعجالية خالل مرحلة معينة من عمل املحاكم اإلدارية ،حيث ما فتئ قاض ي
املستعجالت يرفض طلب إيقاف اجراءات االستخالص الضريبي متى تبين له غياب دعوى الجوهر ،رغم
وجود املنازعة في مرحلتها اإلدارية (.)190
________________________________________________________________________________
الجباب -ربي امتيازات اإلدارة الضيبية وسلطات القضاء اإلداري" ،م .س ،ص.470
ي اعميم" :ضمانات المدين يف االستخالص
ي ( -)189رضوان
اعميم ،ن .م ص .472
ي ( -)190رضوان
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وعلى هذا األساس ،قضت املحكمة اإلدارية بوجدة ()191أنه " حيث يهدف الطلب إلى األمر بإيقاف
إجراءات تحصيل الضريبة املفروضة على املدعي ( )..إلى حين انتهاء مسطرة املنازعة اإلدارية املعروضة على
املديرية الجهوية للضرائب بوجدة ،لكن حيث إن املدعي لم يبين تجليات املبالغة في تقدير الضريبة العامة
على الدخل الذين يثيره هذا فضال عن كونه لم يتقدم باي طعن قضائي بشأن الضريبة موضوع النزاع.
وحيث إنه أمام هذه املعطيات وفي غياب وجود دعوى املوضوع بشأن الضريبة املتنازع بشأنها قد
تبين لنا أنه وبغض النظر عن مدى صحة الدفع بعدم تقديم الضمانة فإن الوسائل املثارة في املقال غير
واضحة بالشكل املتطلب قانونا مما يضفي عليها عدم الجدية ،وبالتالي يبقى الطلب غير مؤسس ويتعين
الصريح برفضه".
ويرجع السبب في تبني القضاء اإلداري لهذا التوجه ،إلى مجموعة من العوامل أهمها ،من جهة ،تأثر
قاض ي املستعجالت اإلداري باملرحلة السابقة التي تميزت بقبول دعوى إيقاف االستخالص الضريبي
استنادا إلى قاعدة وقف تنفيذ القرارات اإلدارية ،حيث اشترطت املادة 24من القانون املحدث للمحاكم
اإلدارية صراحة ضرورة وجود دعوى املوضوع ،باعتبار دعوى اإليقاف متفرعة عنها ،وبالتالي تدور وجودا
وعدما معها.
أما من جهة ثانية ،أن القضاء اإلداري اعتمد بشكل كبير على االطالع على دعوى املوضوع من أجل
تلمس جدية طلبات إيقاف اجراءات استخالص الدين الضريبي ،على الرغم من كون مقتضيات املادة 149
من قانون املسطرة املدنية ،ال تشترط وجود هذه الدعوى ،حيث جعلت من شرط االستعجال أساس
انعقاد االختصاص لقاض ي املستعجالت سواء كان النزاع في الجوهر قد أحيل على املحكمة أم ال ،مادام
يدخل ضمن والية القضاء اإلداري في املادة الضريبية بمقتض ى املواد 28و34إلى 35من القانون املحدث
للمحاكم اإلدارية ،كما أن مقتضيات املادة 19من نفس القانون تمنح االختصاص لقاض ي املستعجالت
للنظر في الطلبات الوقتية والتحفظية دون ان تربط ذلك بوجود دعوى املوضوع (.)192
________________________________________________________________________________
(غي منشور).
( -)191األمر عدد ،48صادر عن المحكمة اإلدارية بوجدة ،بتاري خ ،2006/11/15يف الملف عدد 06/44 :س ،ر
الجباب -ربي امتيازات اإلدارة الضيبية وسلطات القضاء اإلداري" ،م .س ،ص.475
ي اعميم" :ضمانات المدين يف االستخالص
ي ( -)192رضوان
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
هذا ،وتجدر اإلشارة إلى أن جانبا من العمل القضائي اإلداري قد انتبه إلى أن شرط املنازعة ال يعني
بالضرورة وجود دعوى املوضوع أمام نفس املحكمة ،بل يقتض ي وجود نزاع سواء امام الغدارة الضريبية
طبقا ملقتضيات املادتين 117و ،118وأمام املحكمة اإلدارية.
وهكذا ،قضت املحكمة اإلدارية بمكناس ( )193بانتفاء جدية الطلب وبالتالي عدم قبول طلب إيقاف
اجراءات االستخالص املباشرة من قبل القابض بموجب اإلشعار للغير الحائز ،في غياب وجود منازعة فيه،
معتبرة أنه ":حيث أنه بالنسبة البالغ الواردة في اإلشعار املذكور ،واملتعلقة بالضريبة الحضرية والنظافة،
فإن الطالب لم يدل بما يفيد املنازعة فيها ال إداريا وال قضائيا ،وبالتالي تبقى سندات األمر بأدائها نافذة
وفقا ألحكام املادة 93من مدونة تحصيل الديون العمومية ،وبالتالي فطلب إيقاف اجراءات تحصيلها
يفتقر إلى الجدية الالزمة".
هذا ،وقد بدأ القضاء اإلداري االستعجالي في التخلي تدريجيا عن اشتراط وجود دعوى املوضوع،
من خالل قبول هذه الطلبات شريطة قيام املدعي برفع دعوى أمام قضاء املوضوع داخل أجل معينة
يحددها داخل الحكم تحت طائلة عدم االعتداد باألمر االستعجالي القاض ي بإيقاف اجراءات االستخالص
الضريبي (.)194
أما بخصوص رقابة القاض ي االستعجالي على السلطة التقديرية لإلدارة الضريبية في إطار املسطرة
اإلدارية لتأجيل الدين الضريبي ،بحيث يمارس القاض ي اإلداري دورا رقابيا مهما على مشروعية املسطرة
اإلدارية لتأجيل األداء خاصة ما يتعلق بتقدير مدى كفاية الضمانات املقدمة من طرف املدين باعتبارها
السبب الرئيس ي الذي تدفع به اإلدارة الضريبية عند رفض االستجابة لهذه الطلبات ،بحيث أن القضاء
االستعجالي أخد على عاتقه مراقبة املسطرة اإلدارية لتأجيل الدين الضريبي املوكولة أساس لإلدارة
الضريبية ،من خالل السلطة التقديرية للقاض ي في فحص النزاع وفق القواعد العامة للتقاض ي في املادة
________________________________________________________________________________
(غي منشور).
( -)193األمر عدد 1/ 1/2008/164س ،صادر عن المحكمة اإلدارية بمكناس ،بتاري خ ،2008/11/11يف الملف عدد 20081/161س ،ر
الجباب -ربي امتيازات اإلدارة الضيبية وسلطات القضاء اإلداري" ،م .س ،ص.478
ي اعميم" :ضمانات المدين يف االستخالص
ي ( -)194رضوان
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
االستعجالية ،حيث تشكل هاته الرقابة املالذ االمن الذي يمكن املدين من نفس النتيجة في حال رفض
القابض االستجابة للطلب ،الذي يترتب عنه نفاذ إجراءات االستخالص في مواجهة املدين (.)195
وإذا كانت بعض التشريعات كالفرنس ي واملصري ضيقت كثيرا من تطبيقات االكراه البدني الى حد
الغائه في الديون املدنية والتجارية ()196فان املشرع املغربي رغم مصادقته على ميثاق االمم املتحدة للحقوق
املدنية والسياسية لسنة 1966فان ذلك لم يؤد الى الغاء النصوص املنظمة لإلكراه البدني ()197او تجميد
تطبيقها على االقل من الناحية العملية تكريسا ملبدأ الزال نظريا عندنا وهو سمو االتفاقيات الدولية على
القانون الداخلي.
وملا كان اساس الضريبة في املدونة هو القانون وليس العقد فان االكراه البدني في الديون العمومية
يحتفظ بكامل الشرعية.
أما االشكال الذي يطرحه تحديد اختصاص املحاكم في مسطرة االكراه البدني ،حيث أن املشرع
جزم في كون املحكمة اإلدارية هي املختصة ببطالن مسطرة االكراه البدني طبقا للمقتضيات الفصل 141
من مدونة التحصيل ( ،)198فإن تحديد طبيعة الطلبات البت في بطالن مسطرة االكراه البدني هل هي
طلبات وقتية أم موضوعية؟ قد أثارت اشكاال كبيرا واختلفت فيه مواقف املحاكم اإلدارية ،إذ ذهب بعضها
إلى اعتبار مسطرة الوقف مسطرة وقتية من اختصاص القضاء املستعجل ( )199بينما ذهبت أخرى العتباره
طلب موضوعيا (.)200
________________________________________________________________________________
)195(- Michael Douay, Le Recouvrement de l’impôt, Editeur L.G.D.J, EJA, Paris, 2005
اللين ما زال يأخذ بفكرة ( -)196ذ .عبد الرزاق السنهوري مرجع سابق ص ،801ذ .سليمان مرقس مرجع سابق ص 121والجدير بالذكر ان ر
المشع
ي
حبس المدين القادر عىل الوفاء إذا لم يسدد دينه بموجب المادة السابعة من القانون رقم 74لسنة 1972بتحريم ربا النسيئة يف المعامالت المدنية
االسالم ط 1999-1 .ص .17 االسالم مركز دراسة العالم ر
الزريف احكام االفالس واستغراق الذمة بالمال الحرام يف الفقه والتجارية ،ذ .جمعة محمود
ي ي ي
ظهي
البدب يف القضايا المدنية الصادر بتاري خ ،1961/2/20ر ظهي شيف رقم 1/60/305بشأن استعمال االكراه ر (-)197لفصول 675من ق.م ج ،ر
.
ي
ر
لظهي 1953/8/12بشأن ضبط المتابعات يف ميدان الضائب المباشة واالداءات المماثلة لها ومحصوالت ومداخيل االمالك ر المغي والمتمم
ر 1961/3/6
الن يستخلصها القابضون يف فصله 30 ،27مكرر. ر
وغيها من الديون ي المخزنية ر
( -)198محمد القضي ،تنازع االختصاص ربي المحاكم حول م.ت.د.ع ،مقال منشور ب م.م.إ.م.و.ت ،عدد ،52-51يوليوز-أكتوبر ،2003ص ص.26-25
غي منشور ،أورده عبد الرحمان أبلبال ورحيم الطور ،ص.54 ( -)199حكم محكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاري خ ،1-5-1998ر
غي منشور ،أورده عبد الرحمان أبلبال ورحيم الطور ،ص54 ( -)200حكم محكمة اإلدارية بوجدة بتاري خ ،1-14-1998ر
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ويميل الرأي الفقهي إلى اختصاص القاض ي االستعجالي اإلداري باعتباره إجراء وقتي ،إلى حين البت
في دعوى املوضوع ،على أساس أن اختصاصاته يستمد من االختصاص النوعي للمحكمة في حين يبقى
اختصاص رئيس املحكمة االبتدائية املنصوص عليه في الفصل 643من ق.م.ج فيما يتعلق بالنزاعات
الناشئة عن تطبيق ظهير 20فبراير ،1961وكذا الفصول املتعلقة باإلكراه البدني في ق.م.ج بما في ذلك
شرعية االعتقال (.)201
وبالرجوع إلى املادة 80من م.ت.د.ع التي تحيل على املادة 141منها ،نجد أن قاض ي املستعجالت
يختص فقط في البت في الطلبات التي يتقدم بها القابض والرامية إلى تحديد مدة االكراه البدني في حق
املدينين ،إذ يصدر بناء على طلب ،وبعد التأكد ومراقبة الشروط التي يجب نوفرها لتطبيق هذا االجراء
أمرا يحدد مدة االعتقال بمثابة ترخيص للقابض بإجراء مسطرة االكراه البدني كإجراء من إجراءات
التحصيل الجبري (.)202
أما اإلحالة على املادة 141من مدونة التحصيل فتفيد أن النزاعات التي قد تنشأ العن تطبيق
مسطرة االكراه البدني كإجراء للتحصيل من قبيل الطعن ببطالن هاته املسطرة ،فهي التي يجب أن ترفع
إلى املحكمة اإلدارية املختصة انسجاما مع املادة الثامنة من القانون 41-90املحدث للمحاكم اإلدارية.
وختاما فمسطرة االكراه البدني على املستوى العملي فهو إجراء ضعيف األهمية ونادر اللجوء إليه،
فمنذ 2006لم تلجأ الخزينة الجهوية بمكناس إلى طلب تطبيق مسطرة االكراه البدني سوى 48مرة ،إن
وعي املشرع بعقم هذه اإلجراءات ،هو ما دفعه إلى محاولة إسنادها ودعمها باألليات القانونية الجديدة
التي حملتها م.ت.د.ع ،من بينها إجراءات التنفيذ على العربات السيارة.
وفي الختام نرى انه من املفيد لإلشارة الى مفارقة غريبة تتجلى في ان املشرع كان رحيما باملكرهين
بدنيا مقارنة مع ما تم سنه من قواعد في نصوص املسطرة الجنائية.
________________________________________________________________________________
البدب لتحصيل الديون العمومية عىل ضوء مدونة تحصيل الجديدة ،م.م.إ.م.و.ت سلسلة مواضيع
ي ( -)201محمد النجاري ،مسطرة تطبيق االكراه
الساعة ،العدد 31سنة ،2001ص.30
( -)202عبد الرحيم الكنبدري ،تحصيل الديون الضيبية-مقاربة قانونية وقضائية ،م .س ،ص .79
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فمجرد االدالء بشهادة العوز تجعل املدين في حل من هذه املسطرة اما في الفصل 679ق .م.ج
فيقتصر االمر على تخفيض مدة االكراه البدني الى النصف.
املدة القصوى لإلكراه البدني 15شهرا عوض سنتين في الفصل 678ق .م .ج املدة الدنيا ⧫
عدم تطبيق االكراه البدني إذا كان املدين سنه 60سنة فما فوق عوض .65 ⧫
كما اضاف املشرع ضمن املستثنيات من الحجز سكنى املدين على ان ال تتجاوز قيمتها 200.000
درهم حفاظا على استقرار االسر في مساكنهم (.)203
________________________________________________________________________________
البدب يف مدونة تحصيل الديون العمومية الجديدة (قانون رقم ،)15-97مجلة المحاكم المغربية ،عدد ،88
ي الهين ،خصوصية نظام االكراه
ي ( -)203محمد
ص .65
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
يتدخل القاض ي اإلداري بمسطرة سريعة للجبر ضرر في املنازعات الضريبية تأسيسا وتحصيال لكن سلطته
تتسع أكثر في املنازعات املتعلقة بالتحصيل ،وبالتالي فتدخله يكون ذو صبغ وقائية للملزم وبالتالي فهو ذرع
يقي امللزم شر اإلدارة (الفقرة األولى) ،فالقاض ي اإلداري إذن يحمي حقوق امللزم الضريبي ويحرص على
تطبيق القانون من جهة ومراعاة الوضعية االجتماعية من جهة أخرى ،وبالتالي فهو يقدم ضمانات قد ال
تكفلها جهة قضائية أخرى (الفقرة الثانية).
انطالقا من مقتضيات الفصلين 149و 152من ق.م.م ،فإن القواعد املوضوعية النعقاد
االختصاص للقضاء االستعجالي؛ تنحصر في شرط االستعجال في املنازعة وشرط الجدية ،فضال عن شرط
عدم املساس بالجوهر .وبذلك يجب على الطلب الرامي إلى إيقاف تنفيذ إجراءات التحصيل ،أن يستوفي
الشرطين حتى يتسنى للقاض ي االستعجالي البث في هذا الطلب .فالغاية من اللجوء إلى القضاء االستعجالي
إليقاف إجراءات التحصيل ،هي منع تسبب القرار الضريبي ألضرار بالغة للملزم سيكون من الصعب
تداركها في املستقبل إذا ما تم االنتظار إلى حين صدور حكم قضائي نهائي في املوضوع.
ومعلوم أن اختصاص القضاء االستعجالي إليقاف تنفيذ الدين الضريبي ،يتوقف على توفر
مجموعة من الشروط العامة املنصوص عليها في الفصلين 149و 152من ق.م.م فضال عن الشروط
الخاصة املتعلقة باملادة الضريبية؛ وهي شرط الجدية وشرط تقديم الضمانة املنصوص عليها في املادة
242من م.ع.ض واملادة 118من م.ت.د.ع.
هكذا فقد اعتبر القضاء عنصر االستعجال غير متوفر مادام أن اإلدارة لم تلجأ إلى أي إجراء
تنفيذي وبالتالي رفضه لطلب امللزم ( ،)204كما ذهب في أمر صادر عن رئيس املحكمة اإلدارية بالدار البيضاء
________________________________________________________________________________
فكي "المادة اإلستعجالية يف القضاء
( - )204أمر صادر عن المحكمة اإلدارية بالبيضاء ملف 2009/314بتاري خ ،2009/10/13أورده عبد العتاق ر
اإلداري" ،الطبعة األوىل ،مطبعة النجاح الجديدة ،2013 ،ص .348
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
إلى عدم قبول طلب امللزم رغم تقديمه للضمانة املنصوص عليها قانونا أمامه طاملا أن امللزم لم يقدمها
بداية في إطار املسطرة اإلدارية لوقف األداء (.)205
باملقابل فقد ذهب القضاء من خالل بعض أحكامه إلى االستجابة لطلب امللزم واعتبر عنصر
االستعجال محقق ما دامت إجراءات التحصيل في مواجهة الطالب بلغت مرحلة البيع باملزاد ( ،)206كما
ذهب ووقف إلى جانب امللزم الذي قدم ضمانة برهن وقبول اإلدارة لهذه الضمانة مقابل اإليقاف املؤقت
إلجراءات التحصيل.
إن ما يجب أن يستخلص من خالل العينات من األحكام واألوامر املشار إليها أعاله؛ هو أنه بالرغم
من ما تحمله من اجتهاد ،سواء لصالح امللزم ،أو اإلدارة؛ فإنها تبقى مجرد اجتهاد وليست مكرسة لقواعد
ومبادئ قابلة للتطبيق على جميع القضايا ،كما أنها اجتهادات ال تلزم حتى مصدرها ألن يأخذ بها في القضايا
الالحقة على تاريخ بلورة االجتهاد؛ والدليل على ذلك ما نجده من تناقض –إن شئنا القول -في قرارات الغرفة
اإلدارية وحتى على مستوى محاكم املوضوع ،ولكن ما تجب اإلشارة إليه أن مرونة القضاء الجبائي ونسبية
اجتهاداته تفرضها خصوصية القضاء اإلداري الذي يختلف في فلسفة وجوده ،وطبيعة املادة التي ينظر
فيها مع القضاء العادي ،مما يفرض عليه التحلي باملرونة في تطبيق النص الجبائي.
وفي هذا الصدد يقول أحد الفقهاء املعاصرون "إن تمثال العدالة الذي يتمثل في القضاء العادي
في صورة امرأة معصوبة العينين إمعانا في عدم رعاية القاض ي ملصالح أي من الطرفين املتنازعين ،إذ أن
وظيفته هي تطبيق القانون تطبيقا حرفيا...هذا التمثال ال يصلح في مجال القضاء اإلداري إال إذا رفعت
العصابة عن عينيه".
________________________________________________________________________________
فكي ،م.س ،ص .363 ( -)205أمر صادر عن المحكمة اإلدارية بالبيضاء ملف عدد ،2010/1/38أورده عبد العتاق ر
فكي ،م.س ،ص .402
( - )206أمر صادر عن المحكمة اإلدارية بالبيضاء ملف عدد 1/10/987بتاري خ ،2010/12/2أورده عبد العتاق ر
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الفقرة الثانية :الضمانات التي أقرها القضاء االستعجالي للمدين خالل مرحلة التحصيل
لئن كان املشرع قد عكس من خالل املقتضيات الجديدة التي حملتها نصوص م.ت.د.ع هاجسه في
البحث عن إقامة التوازن املنشود بين مصالح إدارة التحصيل وحقوق امللزمين ،فغن القضاء بما يملكه
من سلطة في إصدار األحكام والقرارات التي تضع حدا فاصال للنزاع الجبائي بين املدين والخزينة ،هو أكثر
الجهات املؤهلة لترسيخ الضمانات الجبائية التي خولها املشرع للطرف األضعف في العالقة الجبائية
املدين ،بل وإرساء ضمانات أكثر كلما كان دلك متاحا في حال سكوت املشرع الجبائي أو غموض ما جاب به
(.)207
وقد عرف العمل القضائي باملغرب في املادة الجبائية تطورا تدريجيا من حيث الكم أو الكيف بعد
إحداث املحاكم اإلدارية ،واختلفت اآلراء حول تقييم حصيلته بل وتصنيف طبيعته ،هل يأخذ طابعا
تقريريا ،أم يتجاوز دلك ويأخذ طابعا إنشائيا؟
حيث دهب مجموعة من الباحثين واملهتمين باملجال الجبائي إلى وصف إنتاجات القاض ي الضريبي
بانها ذات طابع تقريري ،أي انها أقرت ما يأمر به ظاهر النصوص الضريبية ،وان دور القاض ي هو دور آلي
في معظمه ،يغيب عنه طابع اإلنشاء وال يمكن اعتباره اجتهادا ( ،)208بل غن هناك من وصف القضاء
الضريبي بأنه قضاء سلبي ( ،)209يتشدد في مراقبة املسطرة االدارية السابقة للجوء إلى القضاء ،مما يجعله
يبث دائما في الشكل كما انه يلجأ بشكل مستمر للخبرة .األمر الذي أصبح معه الخبير هو القاض ي الفعلي
للمنازعات الجبائية ( .)210في حين يرى مجموعة من الباحثين أنه بغض النظر عن الجوانب السلبية التي
اعترت مجموعة من األحكام والقرارات الصادرة في املنازعات الجبائية ،فغنها عكست وراكمت بشكل
________________________________________________________________________________
ر ر
غاب،
وحقوف ليتخيل ويبدع ،مستلهما روح التشي ع وفلسفته وبعده ال ي
ي قانوب
ي لقاض يف المنازعات الجبائية مطالب بفتح نافدة أوسع عىل عالم ي (-)207
ين المتسم بالغموض والنقص يف العديد من الجوانب ر
خصوصا حينما ال تسعفه ظواهر النصوص نظرا لطبيعة التشي ع الض ي
القضاب يف المادة الجبائية" ،م .س ،ص.2
ي (-)208سعاد بنور" ،العمل
ين بهده الصفة ،لكون أغلب الدعاوى المعروضة عليه يصدر بشأنها أحكاما وقرارات (-)209وسم الباحثان محمد مرزاق وعبد الرحمان ابليال القضاء الض ي
الشكىل ويحسم الياع يف حدود هدا المستوى من الخصومة ،نائبا بنفسه عن الغوص يف صلب الموضوع .للمزيد انظر :محمد مرزاقن ي ال تتجاوز الجانب
القانوب للمنازعات الجبائية بالمغرب" ،مطبعة األمنية ،الرباط ،الطبعة األوىل ،1996 ،ص.270
ي "النظام ابليال وعبد الرحمان
أكي ،تطرح جدال حقيقيا حجول تسليم القضاة لزمام األمور لهده الفئة يف غيابالن تنجز بمقاس من يدفع ر (-)210مع العلم ان مصداقية تقارير الخيات ر
ي
أي رقابة.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
متواتر الطابع اإلنشائي واالجتهادي على مستوى مختلف مراحل الخصومة الضريبية( ،)211ونحن نميل
لهدا االتجاه األخير ،لن العديد من األحكام والقرارات الصادرة عن مختلف املحاكم قد عكست الفكر
الخالق()212الذي أبان عنه القضاء اإلداري املغربي في معالجته للنوازل املعروضة عليه ،وفي تفسيره
للقواعد القانونية لشكل يضيف عناصر للقاعدة ،وهدا ما يعرف بالتقنين االضافي le normatif
،)213(additionnelأو يخلق على مستوى أعلى قاعدة بأكملها ،وهدا ما يدعى بالتقنين األصلي le normatif
additionnelوفي هدا االطار فقد كرس القضاء املغربي عدة ضمانات لفائدة املدين ،مستندا في دلك على
مجموعة من املبادئ التي تحكم مساطر التحصيل كمبدأ التفسير الواسع( ،)214ومبدأ الشك لصالح امللزم،
كما انه تخفيفا عن امللزم فقد جعل عبء االثبات موزعا بين إدارة التحصيل وبينت امللزم( ،)215ويمكن
أن نميز داخل الضمانات التي كرسها القضاء االداري املغربي -والتي سبق لنا تناولها في معرض حديثنا عن
كل إجراء من إجراءات التحصيل الجبري على حدة -بين ضمانات كرسها القضاء االستعجالي ،وأخرى
كرسها قضاء املوضوع.
فبخصوص الضمانات التي كرسها القضاء االستعجالي ،نجد أنه ميز بين مسطرة إيقاف األداء التي
تقدم أمام القابض املالي بعد استيفاء شروطها ( ،)216وبين مسطرة إيقاف التنفيذ (sursis exécution)217
التي تقدم أمام القضاء االستعجالي ( )218متى كانت هناك منازعة جدية يقتضيها الضرر املعتذر التدارك أو
________________________________________________________________________________
ر
الماسي ،كلية العلوم القانونية القضاب يف المادة الجبائية مند إحداث المحاكم االدارية ،رسالة لنيل دبلوم (-)211عبد الرحيم عمري "االجتهاد
ي
واالقتصادية واالجتماعية بمكناس ،السنة الجامعية ،2008/2007ص.143
المجاب ،بل هو استحقاق يف نظرنا للتطور الشي ع ي الذهن الذي عكسه قضاة المحاكم االدارية بالمغرب بالخالف ليس من قبيل االطراء ي (-)212العصف
اعيضت تنفيذ األحكام الصادرة عنه يف مواجهة االدارة ،للمزيد الن ر الدي أبداه هدا القضاء الحديث النشأة ف معالجته لمجموعة من النوازل واالشكاليات ر
ي ي
فع مواجهة االدارة "رسالة لنيل عاط القضاء االداري مع تنفيذ األحكام الصادرة يف مواجهة االدارة انظر حسن السمحاوي "إشكالية تنفيذ األحكام ي ي حول ت
الماسي ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بمكناس ،سنة .2010/2009 ر
ر
تعالب "الضمانات الجبائية من خالل التشي ع والقضاء ،م.م.إ.م.و.ت ،عدد ،1997/19ص.33 ر
ي (-)213عبد القادر
تفسيا واسعا عىل ر تفش فغنها ائية ر إج عيةش ر باعتبارها التحصيل قواعد فغن ضيقا، ا
تفسي
ر يفش والدي الموضوع ينالض القانون خالف (- )214عىل
ي ي
المعط القدوي "الحماية القضائية للملزم يف مجال ي عبد :انظر التحصيل لقواعد الواسع التفسي
ر حول للمزيد .لزم الم لصالح التفسي
ر دلك ان يكون
المنازعات الجبائية" دراسة منشورة ب.م.م.إ.م.و.ت ،العدد ،19أبريل –يونيو ،1997ص 43وما بعدها.
ر
الن يطرحها( -)215عبء اإلثبات يف الدعوى الجبائية وإن كان يخضع للقواعد العامة لإلثبات المنصوص عليها يف الفصل 399من ق.ل.ع ،فغن الصعوبة ي
الطرفي حسب الحاالت ،وهكدا فوقوع التبليغ الصحيح مناط بإدارة ر تجعل القضاء يعمل عىل التلطيف من هده القواعد وتقسيم هدا العبء ربي
التحصيل وليس الملزم سواء كان مدعيا أو مدع عليه.
الن تطرقتها إليها يف المطلب السابق. ر
( -)216المقصود مسطرة وقف األداء االداري ي
نهاب يف
حي البث بحكم ي عموم من طرف القضاء لفائدة المدين به ،إىل ر ي (-)217يقصد بإيقاف التنفيد يف مجال الديون العمومية وقف تنفيذ دين
منازعته يف موضوع الدين.
النوع للبث يف طلبات وقف التنفيذ جدال قانونيا وأفرز تضاربا يف توجهات المحاكم اإلدارية ،ربي مانحة لالختصاص ي االختصاص ( -)218أثار موضوع
االستعجاىل ،مستندة يف
ي للقضاء االختصاص مانحة وأخرى إدارية، محاكم بموجبه المنشأ 41 -90 قانون من 24 للمادة دلك في مستندة لقضاء الموضوع،
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
التقويم في حال مواصلة التنفيذ ( .)219والضمانة التي حملها هدا التمييز من لدن القضاء االستعجالي
للمدين في مرحلة الطعن اإلداري وكدا من وجوب توفير الضمانة الكفيلة بسداد الدين العمومي ،نذكر
على سبيل املثال األمر االستعجالي عدد 31الصادر عن رئيس املحكمة اإلدارية بمراكش بتاريخ
2002/4/23والدي جاء فيه " ...املنازعة الجدية في صفة ملزم بالضرائب يتم معها استبعاد تطبيق الفصل
117من م.ت.د.ع" ،وكدا األمر الصادر عن رئيس نفس املحكمة في امللف االستعجالي عدد 2001/60بتاريخ
2001/9/25في قضية الشقوري والدي جاء فيه" :أن التنفيذ بشكليات املادة 120من مدونة التحصيل
غير واجب كلما قدر قاض ي األمور املستعجلة أن الطالب ينازع جديا في صفته كملزم"( ،)220وقد أيد املجلس
العلى هدا التوجه من خالل قراره الصادر في نفس القضية( ،)221رغم أن هدا التوجه قد لقي انتقادات
كثيرة من لدن الباحثين املعبرين عن "طروحات" االدارة الضريبية ،على اعتبار أن إيقاف التنفيذ هو إجراء
استثنائي ،ومن شان فتح املجال لالستجابة للطلبات املقدمة بخصوصه دونما تقيد بمقتضيات املادة 120
من مدونة التحصيل عرقلة عمل إدارة التحصيل ،وتهديد الضمانات املخولة لها لتحصيل الديون
العمومية( .)222ومن الضمانات التي كرسها القضاء االستعجالي للمدين في مرحلة التحصيل ،تدخله لتعليق
مسطرة الحجز بغية توقيعه الحجز على امالك امللزم ،مما يلحق ضررا بالغا بامللزم في حال كان االلتزام
الضريبي موضوع مسطرة الحجز املذكور مشكوكا في صحته أو منازعا حوله ،223واعتباره أن "الحكم الذي
________________________________________________________________________________
دلك عىل المادة 19من القانون 41-90أو عىل المادة 149من قانون المسطرة المدنية .للمزيد انظر عبد الرحمان ابليال ،رحيم الطور ،مرجع سابق ،ص83
وما بعدها.
( -) 219تطرق الباحثان رحيم الطور وعبد الرحمان ابليال إىل بعض المنازعة الجدية ولخصائصها المتمثلة يف :وجود عيوب جوهرية شابت مسطرة فرض
الكىل من الضيبة
ي الضيبة – عدم ممارسة النشاط المفروض عليه الضيبة أصال – التوفر عىل رشط االعفاء
-إخضاع نشاط ما للضيبة والحال انه يخضع لضيبة أخرى.
( -) 220حكم أورده محمد قضي ،م .س ،ص.161
.
( -)221قرار الغرفة االدارية عدد 574بتاري خ 2002/5/30يف الملف االداري عدد 2002/01/502قضية الشقوري ،اورده محمد قضي ،م س،
ص.161
االستعجاىل يف غياب ضوابط محددة لدلك من
ي ( -)222للمزيد حول االنتقادات الموجهة لالستجابات المتكررة لطلبات إيقاف التنفيد من لدن القضاء
العموم ،حالة إيقاف بيع محجوز" منشور ب.م.م.إ.م.و.ت ،عدد 69يوليوز السموب" ،إيقاف إجراءات تحصيل الدين المشع ،انظر :خالد ر
الشقاوي لدن ر
ي ي
–غشت ،2006من ص 125إىل ص .130
ين واالكراهات المالزمة لحماية الملزم" ،منشور ب م.م.إ.م.و.ت ،عدد مزدوج ،85-84يناير أبريل،2009 ،( -)223الحبيب عطشان" ،القضاء الض ي
ص.97
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
يكتس ي قوة الش يء املقض ي به وحدة أساس مسطرة االكراه البدني)224( ،وكذلك اعتباره انه "يكفي القول
بعدم صحة مسطرة اإلكراه البدني اعتمادها على إجراءات تم الحكم بإبطالها ولو ابتدائيا (.)225
وقد أبدى القضاء االستعجالي في مسعاه لتحقيق الضمانات الالزمة للطرف األضعف في العالقة
الجبائية نوعا من التدخل االيجابي في تأويل وتفسير بعض النصوص وتحديد نطاق مقتضياتها ،وندكر في
هدا الصدد املر الصادر عن رئيس املحكمة التجارية بمراكش في تحديده لنطاق امتياز الخزينة على
منقوالت املدين والدي أكد أن "امتياز الخزينة حسب مفهوم املادة 107من م.ت.د.ع ينحصر في املحاصيل
والثمار واألكرية وعائدات العقارات ...وال يتحدث ال من قريب وال من بعيد على امتياز الخزينة على
العقارات.)226( .
________________________________________________________________________________
االستعجاىل عدد 1/10/1477الصادر بتاري خ ،2011/2/3منشور بمجلة
ي استعجاىل صادر عن رئيس المحكمة االدارية الدار البيضاء يف الملف
ي ( -)224أمر
المدب ،الجزء األول ،ص.392
ي القضاء
االستعجاىل عدد 1/11/128الصادر بتاري خ ،2011/4/25منشور بمجلة
ي استعجاىل صادر عن رئيس المحكمة االدارية الدار البيضاء يف الملف
ي ( -)225أمر
المدب ،الجزء األول ،ص.392
ي القضاء
القضاب يف المادة الجبائية
ي "االجتهاد عمري، الرحيم عبد أورده 2002/ 441 عدد الملف ف ي 2002 -9 -16 خ بتاري الصادر 252 عدد استعجاىل
ي أمر -()226
مند إحداث المحاكم االدارية" ،مرجع سابق ،ص.143
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
إن اللجوء إلى القضاء يعتبر من الحقوق األساسية للفرد املكرسة بموجب الدستور ،ألجل طلب
الحماية الكافية لحقوقه ،وتحقيق الغاية من ذلك يتوقف على حسن القضاء وتحقيق العدالة.
والعدالة مع هذا محاطة بشكليات ال مفر منها ،وال مندوحة من االلتزام بها .فهي محكومة بمواعيد
مقررة تمكن الخصوم من تهيئة قضاياهم وتحضير دفاعهم واملحكمة تستغرق من جهتها وقت في فحص
القضية وتحقيقها ،فضال على أن كثرة القضايا لدى املحاكم يضطرها إلى أن تقبل تأجيل النظر فيها أليسر
األسباب ،إال أنه وبالنظر إلى التقدم االقتصادي والصناعي الحاصل واتساع نطاق املعامالت وتشعبها بين
املتعاملين ،وما ترتب عن ذلك من نهضة تشريعية أخذت تساير هذا النشاط في مختلف اتجاهاته ونواحيه،
ظهرت الحاجة إلى قضاء من نوع خاص أطلق عليه اسم القضاء االستعجالي الذي أصبح بمثابة عالج نافع
ودواء ناجع لوضع حد للنزاعات التي ال تحتمل التأخير ومنها املنازعات الضريبية وتحصيل الديون
العمومية ،أو لرد عدوان جاء للوهلة األولى من خصم ضد آخر ،أو لحماية األوضاع الظاهرة ،أو لصيانة
حق من الحقوق أو دليل من أدلة الدعوى ،وكل ذلك دون التصدي ألساس القضايا وجوهر النزاعات)227( .
ً ً
مع التسليم بأن الحكم الذي يصدره القاض ي املستعجل ال يعدو أن يكون عالجا وقتيا ال يمس أصل
ً
الحق وال تتقيد به محكمة املوضوع .أال انه غالبا ما تكون األسباب التي يقوم عليها هذا الحكم بمثابة
ً ً
الخطوط الرئيسية املوصلة لحل النزاع ،وبهذا أصبح من املشاهد عمال أن كثيرا من املسائل املعقدة التي
يقوم القاض ي املستعجل على دراستها ويوفق فيها إلى إيجاد عالج وقتي سديد – قد يغني عن اللجوء إلى
القضاء املوضوعي ويهدي الخصوم إلى طريق الحق .
________________________________________________________________________________
المغرب ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األوىل ،1998 ،ص .9
ي ( -)227عبد اللطيف هداية هللا :القضاء المستعجل يف القانون
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ومن خالل ما سبق سنستعرض في هذا الفرع مظاهر تنفيذ األوامر االستعجالية الصادرة في
مواجهة اإلدارة (الفقرة األولى) ،وننتقل للتمحيص في أوجه التقارب والتقاطع بين قضاء االستعجالي
والقضاء املوضوع في منازعات التحصيل (الفقرة الثانية).
يعتبر القضاء املستعجل قضاء استثنائيا نظرا ملا يميزه عن القضاء العادي املتسم باإلجراءات
الطويلة والبطء في معالجة القضايا املطروحة ،فدراسة القضاء االستعجالي ينقسم إلى شطرين (القضايا
العادية) و(القضايا االستعجالية) هذا النوع األخير ال يحتمل البطء خاصة أن مثل هذه القضايا قد
تتعرض للضياع وفوات الفرصة.
فالركيزة األولى للقضاء املستعجل هي اإلجراءات الخاصة املحددة له بصفة استثنائية ،إال أن
القاض ي املختص بالنظر في الدعاوى االستعجالية أو املحكمة املسندة إليهما هذه املهمة ،ليست لهما
السلطة الواسعة مثل نظيرتها العادية فالحكم أو األوامر االستعجالية ليس حاسما بل وقتيا ،وتعتبر وقتية
الطلب من الشروط األساسية لالختصاص القضاء االستعجالي
يصدر القاض ي االستعجالي أومر استعجالية يتم بموجبها اتخاذ التدابير اللزمة من أجل رفع الضرر
أو جبره ،من أجل سير مجرى الدعوى بشكل جيدا باإلضافة إلى تمهيد الطريق للقاض ي املوضوع للنظر في
القضايا املعروضة عليه.
ومن خالل ما سبق سنقف على بعض نماذج من األوامر االستعجالية في مجال الضريبي وتحصيل
الديون العمومية.
-1الطلبات الرامية إلى رفع الحجز التحفظي والحجز لدى الغير
دأب القضاء االداري االستعجالي على اعتبار إيقاع حجز تحفظي أو حجز لدى الغير من طرف إدارة
الضرائب على عقارات أو منقوالت امللزم بالضريبة قصد الظفر بضمانة إضافية إلى جانب الضمانة
األصلية هو إجراء زائد ،بل أحيانا تعسفي الهدف منه هو تضييق الخناق على املدين لحمله على التعجيل
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
باألداء بكل الطرق والوسائل ،وهدا امر قاض ي املستعجالت االداري بفاس بموجب األمر عدد 94/16
الصادر بتاريخ 1994/10/11برفع الحجز املضروب على راتب الطالب من طرف الصندوق الوطني للقرض
الفالحي ما دام الدين األصلي مضمونا برهن عقاري كاف.
وأكد هدا االتجاه في األمر االستعجالي الصادر عنه بتاريخ 18أبريل 1995تحت عدد.95/14 :
-2الطلبات الرامية إلى إيقاف تنفيذ إجراءات حجز وبيع المنقوالت
اعتبر القضاء االستعجالي االداري ان املنقوالت املحجوزة من طرف إدارة الضرائب ضمانة كافية
في حد ذاتها للوفاء بالدين تعادل احدى الضمانات املنصوص عليها في الفصل 15من ظهير 1935/08/21
املتعلق بتنظيم املتابعات الستخالص ديون الدولة والديون التي في حكمها ما دام ان قيمة هده املنقوالت
تغطى أصل الدين وفوائده وتوابعه ومصاريفه ،وهكذا صدر امر عن قاض ي املستعجالت االداري بأكادير
تحت عدد 1931بتاريخ 1995/7/25 :كما صدر عن قاض ي املستعجالت االداري بمكناس أمر بتاريخ
1996/06/13تحت عدد 96/12 :في امللف االستعجالي عدد 96/12 :قضيا بإيقاف إجراءات التحصيل بما
فيها بيع املنقوالت إلى حين البت في دعوى املوضوع املتعلقة بمقدار الدين الضريبي( )228على أن مقتضيات
الفصل 15من ظهير 1935/08/21املذكور ال يمكن تطبيقها –في القضاء االستعجالي اإلداري -كما ال
يمكن أن تلتجئ اإلدارة الضريبية إلى حجز منقوالت شخص ما ينكر صفة امللزم بالضريبة باعتباره ينازع
في أساسها ال في وعائها ،وهكذا صدر عن قاض ي املستعجالت اإلداري بكل من أكادير وفاس أمران األول
بتاريخ ،131كرسا هدا االتجاه حيث جاء في هدا األخير:
"تنتفي صفة امللزم بالضريبة إدا كان غير ممارس فعال ألي نشاط تجاري أو منهي ،وأمر باإليقاف
املؤقت إلجراءات تنفيذ اإلنذار الضريبي واألمر بالتحصيل دون اشتراط وضع الضمانة املنصوص عليها في
الفصل 15من ظهير 1935/08/21كما جاء في الثاني:
________________________________________________________________________________
قاض المستعجالت االداري بالرباط بتاري خ 94/11/24 :تحت عدد.11
ي (- )228انظر األمر الصادر عن
قاض المستعجالت االداري بمكناس بتاري خ 1995/08/07:تحت عدد 95/10س. ي -وانظر عىل سبيل المثال األمر الصادر عن
واألمر الصادر عنه أيضا بتاري خ 1995/09/26:تحت عدد 95/35 :واألمر الصادر عنه أيضا بتاري خ 1995/10/10 :تحت عدد95/38:س.
قاض المستعجالت االداري باكادير بتاري خ 1995/07/25 :تحت عدد 95/1930:واألمر الصادر عنه بتاري خ:
ي -وانظر أيضا األمر الصادر عن
1995/11/15تحت عدد .95/2201
والقاض برفض الطلب لعدم جديته.
ي قاض المستعجالت بفاس بتاري خ 1994/5/5 :تحت عدد94/1 : ي -وانظر أيضا األمر الصادر عن
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
"من شروط االستجابة لهدا الطلب "أي طلب تأجيل االستخالص الجبري للدين الضريبي" تقديم
ضمانة لتأمين استيفاء الدين الضريبي ما لم ينازع الطالب في أصل الحق (.)229
ومما يبعث على االستغراب أن بعض األساتذة الباحثين انكروا اختصاص قاض ي املستعجالت
بالبث في طلبات إيقاف التنفيذ في امليدان الجبائي وزعموا أن صالحية البث في دلك يرجع إلى القباض
املكلفين باملتابعات واالستخالص والتحصيل ،وبالتالي إلى الخازن العام باعتبار أن دلك يدخل في نطاق
السلطة التقديرية املطلقة للخازن العام ،وأن الحالة الوحيدة التي يمكن لقاض ي املستعجالت أن يبث فيها
هو ":رفض الضمانات املقدمة من طرف امللزم إلى القابض" وأضاف هؤالء –وهدا هو منتهى االستغراب-
" ...لكن مع دلك ال يسعنا إال أن نالحظ االصرار الشديد من جانب القضاء على انعقاد اختصاصهم في هدا
الصدد ،وخاصة ضمانات رغم ما لها من خطورة وخيمة على حقوق خزينة الدولة(.)230
وبإنكار االختصاص قد يضيع على املتقاضين حقهم في التقاض ي املكفول لهم بمقتض ى الدستور
والقوانين الجاري بها العمل فضال عن اعتبار اإلدارة بهذا املفهوم خصما وحكما في نفس الوقت وبالتالي
ستكون النتيجة الحتمية لهدا املفهوم هو تحصين األعمال اإلدارية من رقابة القضاء بدون مسوغ قانوني
وبالتالي إفراغ مؤسسة القضاء االستعجالي من أهم دور أناطها به املشرع (.)231
-4بالنسبة إليقاف التنفيذ بدون ضمانة نحيل املؤلفين مرة اخرى على األمر االستعجالي الصادر
عن قاض ي املستعجالت اإلداري بفاس املشار إليه سابقا والدي يفسر الضمانة بأنها تهم "امللزم الحقيقي
بالضريبة أو في الفصل 15من ظهير 1935/08/21:خالفا ملا جاء في كتاب املؤلفين بان املحاكم اإلدارية
أصدرت مجموعة من األوامر االستعجالية بوقف تنفيذ الضريبة بدون االلتزام بتقديم ضمانات".
-5القضاء االستعجالي هو فرع من أصل ،فإذا كانت املحكمة مختصة بالبت في موضوع النزاع
الجبائي فكيف ننكر على القضاء االستعجالي الذي هو فرع منها اختصاصه بالبث في الطلبات الوقتية
والتحفظية ذات الصلة بنفس املوضوع.
________________________________________________________________________________
(-)229انظر يف هدا الباب حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاري خ 95/06/08تحت عدد.180:
القانوب للمنازعات الجبائية بالمغرب" ص.128،130،132،192 : ي (-)230انظر مؤلف االستادين محمد مرزاق وعبد الرحمان أبليال" :النظام
قاض المستع جالت اإلداري ،اإلجراءات المتبعة أمام المحاكم اإلدارية ،منشورات المجلة المغربية لإلدارةي ( -)231حسن سيمو ،اإلجراءات المتبعة أمام
المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،العدد ،1996 ،9ص.146
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
-3التعرض على بيان التصفية فيما يتعلق بواجبات التسجيل داخل األجل القانوني يجرده من
قوة التنفيذ:
جرى اجتهاد املحاكم اإلدارية على اعتبار مجرد تقديم التعرض على بيان التصفية املتعلق بواجبات
التسجيل داخل الجل القانوني يجرده من قوة التنفيذ إلى حين البت في طلب إيقاف التنفيذ املرفوع إلى
قاض ي املستعجالت اإلداري ،ودلك إعماال ملقتضيات املادة 30من مرسوم 1967/04/21بسن نظام عام
للمحاسبة العمومية إال أن عدم تقديم هدا العرض داخل األجل القانوني أي ثالثة أشهر من تاريخ تبليغ
التنبيه يجعل طلب إيقاف التنفيذ غير مقبول ،وبالتالي ينفد بيان التصفية حتى قبل البت في موضوع
التعرض (.)232
وقد طبقت املحاكم اإلدارية هدا االتجاه أيضا بخصوص األوامر بالتحصيل الصادرة عن رؤساء
الجماعات املحلية ،واملستندة إلى دين عمومي والتي لها عالقة بالفصل 17من ظهير 1976/09/30املتعلق
بالتنظيم املالي للجماعات املحلية واملادة 20من مرسوم 1967/04/21بسن نظام عام للمحاسبة
العمومية ،وكدا املادة 30منه (.)233
-4طلبات رفع التعرض أو رفع اليد على أموال الملزم الموضوعة أو المودعة بين يدي الغير
دأبت املحاكم اإلدارية على اعتبار التعرض املقدم من طرف إدارة الضرائب بمختلف فروعها على
عدم تسليم أموال امللزم املوضوعة لدى املوثقين أو املودعة في الحسابات البنكية أو غيرها غير قانوني
وغير سليم إدا كان ال يستند على سبب أو مبرر مشروع كتقادمه مثال أو عدم استحقاقه أو انتقاء العال
بين الضريبة وبين املتعرض على أمواله ،حيث يأمر قاض ي املستعجالت اإلداري برفع التعرض املذكور (.)234
-5ادعاء الغير ملكية المنقوالت المحجوزة من طرف إدارة الضرائب
________________________________________________________________________________
( -)232حسن سيمو ،م.س ،ص.147
قاض المستعجالت بفاس بتاري خ 1994/11/15تحت عدد ،94/36وانظر أيضا المر ي االستعجاىل الصادر عن
ي (- )233انظر عىل سبيل المثال المر
قاض المستعجالت االداري بأكادير بتاري خ 95/07/18تحت عدد .95/1839 ي االستعجاىل الصادر عن
ي
قاض المستعجالت االداري بأكادير بتاري خ 1995/05/10:تحت عدد ،94/02 :وانظر األمر الصادر عن
ي عن الصادر األمر المثال (-)234انظر عىل سبيل
قاض المستعجالت االداري بوجدة بتاري خ 1995/06/15 :تحت عدد .95/57 ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
تطبق املحاكم اإلدارية مقتضيات الفصل 468من قانون املسطرة املدنية املتعلقة بادعاء الغير
ملكية املنقوالت املحجوزة من طرف إدارة الضرائب حيث يأمر قاض ي املستعجالت اإلداري بتأجيل البيع
إلى حين البت في دعوى االستحقاق من طرف قضاء املوضوع إدا ما تبين له وجاهة الطلب وجديته (.)235
إن األصل أن تتم املنازعة بصورة عادية أمام قضاء املوضوع الذي يعتبر القضاء العادي للفصل في
النزاعات ،إال أن هناك بعض الحاالت التي تستدعي تدخال سريعا من لدن القاض ي نظرا لوجود خطر
محدق وضرر ال يمكن تالفيه غن أثيرت املنازعة أمام قضاء املوضوع.
من هنا تأتي ضرورة القضاء املستعجل الدي يؤكد على ضرورة الحصول –في حالة االستعجال-
على القرارات الفورية.
وألهمية هدا النوع من القضاء ،فقد خصه املشرع بسبع مواد في ق.م.م ،ويتعلق األمر باملواد من
املادة 148إلى املادة ،154وكلها تؤكد على إمكانية اللجوء إلى القضاء املستعجل في جميع املسائل
املستعجلة في أية مادة لم يرد بشأنها نص خاص ويضر بحقوق األطراف.
ولم يخرج قانون املحاكم اإلدارية عن هدا السياق ،إذ نص في املادة 19منه على أن يختص رئيس
املحكمة اإلدارية أو من ينيب عنه بصفته قاضيا للمستعجالت واألوامر القضائية بالنظر في الوقتية
والتحفظية.
واملالحظ أن املشرع ،وغن فرض القضاء االستعجالي في امليدان االداري بنص واضح غال انه لم
يحدد لنا الحاالت التي يختص بها هدا القضاء في املادة الجبائية سواء في ق.م.م أو في ق.م.إ وحتى في القوانين
الجبائية ،ولكن نجد دلك محددا في إطار عام من خالل املادة ،19واملادة 7التي تحدد قواعد اإلحالة على
قانون املسطرة املدنية ما لم يرد بشأنه نص خاص.
________________________________________________________________________________
قاض المستعجالت اإلداري بالرباط بتاري خ 1994/03/31:تحت عدد.1:ي (-)235انظر األمر الصادر عن
قاض المستعجالت اإلداري بفاس بتاري خ 1994/05/05تحت عدد.94/02 :ي عن الصادر االستعجاىل
ي األمر -وانظر عىل سبيل المثال
قاض المستعجالت بمكناس بتاري خ 1996/1/17 :تحت عدد 2/96/3 :س وأمره الصادر بتاري خ: ي عن الصادر االستعجاىل
ي -انظر أيضا األمر
1995/10/20تحت عدد95/47 :س.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وتبعا لدلك ،فغن القضاء االستعجالي الجبائي يتوفر على نفس السلط التي يملكها قاض ي
املستعجالت العادي وتكون قواعد الدعوى املعجلة في نطاق والية القضاء اإلداري هي ذاتها املطبقة أمام
القضاء العادي (.)236
أما بخصوص مجال تدخل قاض ي املستعجالت الجبائي االداري في املنازعات الجبائية ،فقد حصرها
أحد الباحثين في األدوار التالية:
*أنه يتفحص ظاهر الوثائق املدلى بها للوقوف على مدى جدية املنازعة املوضوعية،
*يساعد قاض ي املوضوع من خالل االجراء الوقتي املأمور به على البحث عن مواطن الخلل التي
تشوب مسطرة فرض الضريبة أو تحصيلها،
*مثال إدا امر قاض ي املستعجالت االداري بوقف املر بالتحصيل فهدا دليل على جدية املنازعة التي
يتعين على قاض ي املوضوع االهتداء إلى مكامنها،
*كأن يتعلق األمر بعدم احترام القابض ملبدأ تدرج إجراءات التحصيل إخالال بأحكام املادتين
36و 41من مدونة تحصيل الديون العمومية،
*يتدخل قاض ي املستعجالت اإلداري لوقف كل أنواع املتابعات من حجز وبيع وإشعار للغير الحائز
وإكراه بدني ...متى تبينت له جدية النزاع املعروض أمام محكمة املوضوع،
*يأمر برفع الحجز أو اإلشعار للغير الحائز إدا كانت مراكز األطراف واضحة،
*يتأكد من مدى كفاية الضمانة املقدمة من قبل امللزم في حالة رفضها من طرف القابض املالي حين
مطالبته لهدا األخير بتأجيل األداء (.)237
وملا كان الهدف من إيجاد القضاء املستعجل إداريا كان أم عاديا ،هو مواجهة املسائل التي يحتاج
فيها إلى اتخاذ إجراءات سريعة من اجل املحافظة على حقوق األفراد ومصالحهم ،فغن اللجوء إلى هدا
________________________________________________________________________________
( -)236يونس مليح" ،الضمانات المسطرية للملزم يف مواجهة االدارة الضيبية "السلسلة المغربية للعلوم والتقنيات الضيبية ،العدد التاسع ،مطبعة
األمنية الرباط ،الطبعة ،2015ص .42
االستعجاىل اإلداري يف مجال المنازعات الجبائية ،مقال للقاض وصور ت "أي :البيضاء بالدار االستئناف لمحكمة (-)237مصطف ر
الياب الرئيس األول
ي ي
منشور بمجلة المجلس العىل عدد مرجع سابق ،ص 180وص.181
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
النوع من القضاء يتطلب توافر شروط معينة ال بد منها ،ويتعلق األمر بضرورة توافر االستعجال في املنازعة
املطروحة ،ثم أن يكون املطلوب إجراء وقتيا في أصل الحق (.)238
إن القضاء املستعجل يعتبر إجراء مختصرا واستثنائيا للقاض ي باتخاذ قرار وقتي في املسائل املتنازع
عليها ،والتي ال تحتمل التأجير في إصدار القرار بدون حصول ضرر ،وتشترط كافة القوانين في الدعوى
االستعجالية توافر شرطي االستعجال وعدم املساس بأصل الحق ،بمعنى أن يكون املطلوب ظاهر الحق
بال شك أو تأويل ،ودون حاجة إلى بحث متعمق يمس الحق كما سبقت اإلشارة (.)239
وكما هو معلوم أن منازعات التنفيذ تنقسم من حيث موضوعها :إلى منازعات موضوعية،
ومنازعات وقتية ،بحسب ما أدا كان الطلب يتجه إلى إصدار حكم موضوعي وقتي ،وملا نص الفصل 149
من ق.م.م على منح االختصاص لريس املحكمة االبتدائية بصفته قاضيا للمستعجالت أو للري األول
ملحكمة االستئناف حينما يكون النزاع معروضا أمام محكمته ،للبت في الصعوبات املتعلقة بتنفيذ حكم
أو سند تنفيذي ،فمعنى دلك أن الصعوبات التي تدخل ضمن اختصاص القضاء املتعجل ،هي الصعوبات
الوقتية ،أما الصعوبات املوضوعية فهي خارجة عن هدا اإلطار (.)240
ونظرا للدور الذي أصبح قوم به القضاء املستعجل ،أضحى الناس يقبلون عليه كما توفرت
الشروط املوجبة ،خاصة عندما تكون املسائل املتنازع بشأنها ال تحتمل التأخير في إصدار القرار بدون
حصول ضرر ،فيكون بدلك تدخل قاض ي املستعجالت مالئما" ،لصد كل محاولة بائسة لعرقلة حق أو
إهدار عن طريق املر بكيفية فاعلة وناجعة باتخاذ اإلجراء الوقتي والتحفظي املناسب لحماية هدا الحق
ريثما يتم البت في جوهر النزاع املتعلق به (.)241
________________________________________________________________________________
ط االستعجال وعدم المساس بالجوهر، ر
يكف توفر ش ي ينبع اإلشارة إليه يف هدا السياق أنه لقبول الدعوى االستعجالية يف المادة الضيبية ال ي
ي (-)238إن ما
القضاب وهو الجباب فضال عىل أنها من إيداع االجتهاد وه تنحدر من الطبيعة اإلدارية للدعوى الضيبية ،ومن ذاتية للياع ر
ي ي بل ال بد من شوط خاصة ،ي
تفسي النصوص القانونية المنظمة الختصاصاته الواردة بقانون 41/90المنظم للمحاكم ر ينظر يف الطلبات الوقتية والتحفظية ،وتكييفيه لها ،محاوال
اإلدارية ،مع ما تتضمنه من إحاالت عىل نصوص خاصة المواد من 148إىل 154من قانون المسطرة المدنية.
( -)239محمد مرزاق ،عبد الرحمان أبلبال ،م.س ،ص.216
العمىل يف القضاء والقانون" ،مطبعة المنية ،الطبعة األوىل ،2008ص.44 الياب" :المختض (-)240مصطف ر
ي
( -)241يونس مليح" ،الضمانات المسطرية للملزم يف مواجهة االدارة الضيبية" ،م .س ،ص 44ومابعدها.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وما تجب اإلشارة إليه في هدا الشأن أن املشرع املغربي شانه في ذلك شأن معظم التشريعات لم
يحدد مفهوم االستعجال ،ولم يعطه تعريفا معينا أو ربطه بقيام حالة بذاتها ،وبالتالي لم يورد معيارا قائما
تقاس به حالة االستعجال بل ترك أمر تقديره لقاض ي املستعجالت ،الذي له كامل الصالحية في استئناف
حالة االستعجال من دراسة القضية ومالبساتها ،وفائدة التدبير املطلوب إجراؤه ومقارنته بالخطر الذي
يهدد الحق في حالة رفض طلب املدعي ،وهدا ما نستشفه من األحكام القضائية في املادة الجباية ،سواء
تلك التي كانت في ظل القضاء العادي أو في ظل القضاء اإلداري الحالي ،ونخص منها على وجه التحديد،
األحكام الصادرة حول اختصاص القضاء االستعجالي بالنظر في منازعات الرباط في الحكم الصادر عنها
بتاريخ 1933/12/19والدي جاء في حيثياته "أن الفصلين 4تأخيره وان األعوان املكلفين بالتحصيل هم
وحدهم الدين لهم الصالحية ليمنحوا تحت مسؤوليتهم أجال ألداء ،فقاض ي املستعجالت إذن غير مختص
بمنح أي حل ألداء الضربة واألمر بوقف بيع عقاري ،هدا البيع الذي يجب أن يتم بطلب من القابض(.)242
وصدر بتاريخ 1985/10/23قرار املجلس االعلى سابقا ،جاء في حيثياته ..." :إن قاض ي املستعجالت
يكون مختصا بالبت في طلب اإلجراءات الوقتية كلما توفر عنصر االستعجال (.)243
أما في ظل إحداث املحاكم اإلدارية ،فقد اعتبرت محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط في إحدى
القرارات املبدية الصادرة في املادة االستعجالية" :إن طلب تأجيل التنفيذ الجبري هو طلب استعجالي
بطبيعته ،وال ش يء في القانون ينفي صفة االستعجال عن اإلجراءات الوقتية التي تتم بمناسبة تنفيذ
استخالص الضريبة اعتبارا للخطر الذي يهدد الذمة املالية للملزم وحريته من خالل ما تفرضه املتابعات
من حجز وبيع ملقوالته وإمكانية الزج به في السجن في إطار اإلكراه البدني( ،)244وفي قرار آخر صادر أيضا
عن محكمة االستئناف بالرباط أكدت فيه على إيقاف إجراءات التحصيل يعتبر إجراء وقتيا يكون البت
فيه من اختصاص قاض ي املستعجالت ،ودلك حينما اعتبرت في إحدى حيثيات هدا القرار" :إن طلب
إيقاف إجراءات التحصيل الجبري هو طلب استعجالي بطبيعته ،يهدف غلى وقف املتابعات التي تهدد
________________________________________________________________________________
( -)242محمد القضي ،تنازع االختصاص ربي المحاكم حول م.ت.د.ع ، ،م .س ،ص ص.26-25
( -)243قرار المجلس األعىل مشار إليه يف مقال حسن السيمو ،م .س ،ص33
غي منشور.
المادتي 3و 2/06/14ر
ر ( -)244قرار عدد 3صادر بتاري خ 2006/11/13يف
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املركز املالي للطالب املدين في انتظار البت في دعوى املوضوع املتعلقة بالطعن إما في الوعاء الضريبي ،أو في
إجراءات التحصيل ،مما يجعله إجراء وقتيا ال مساس له بالجوهر ولو بني على أسباب موضوعية تبرر
تقديمه ،لن قاض ي املستعجالت في هده الحالة ال ينساق تلك األسباب ،وغنما يتلمس فقط ظاهر
املستندات املدلى بها للوقوف على مدى جدية املنازعة ذات العالقة بالحق املراد حمايته(.)245
وإذ نكتفي بهذا القدر من األمثلة التي تبين الجهة القضائية املختصة بالنظر في منازعات التحصيل
بصفة استعجالية ،حيث اتضح من خالل استقراء مجموعة من الحكام أن البت في الطلبات الوقتية
والتحفظية ،أصبح اختصاصا أصيال لرؤساء املحاكم اإلدارية ،بموجب مقتضيات القانون رقم ،41/90
خاصة املادة 19التي تمنح لهؤالء صالحيات واسعة في هدا اإلطار ،ودلك من خالل تنصيصها على ما يلي:
"يختص رئيس املحكمة اإلدارية أو من ينيبه عنه بصفته قاضيا للمستعجالت واألوامر القضائية بالنظر
في الطلبات الوقتية والتحفظية (.)246
________________________________________________________________________________
غي منشور.
(-)245قرار عدد 24صادر عن محكمة االستئناف االدارية بالرباط بتاري خ 2006/12/25يف الملف 2/06/22ر
قواني الشكل وعىل رأسها قانون المسطرة. باب ،فهو منظم ضمن اإلطار العام للقضاء المستعجل يف ر
ر يع لالستعجال الج ي
(-)246بخصوص السند التش ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
لقد حاولنا من خالل هذا الفصل حصر مفهوم النزاع الضريبي و أليات األولية أو اإلدارية لفض
النزاع الضريبي على مستوى اإلداري بالنسبة للتشريع املصري واملغربي ،انطالقا بتقديم تظلم إلى اإلدارة
الضريبية ،ثم بعد ذلك عرض النزاع على اللجان الضريبية كمرحلة ثانية بعد التظلم حيث تعتبر هذه
اللجان أهم ضمانة للملزم على مستوى املرحلة اإلدارية في النزاع الضريبي.
إن املرحلة اإلدارية للمنازعات الجبائية تعني ضرورة لجوء امللزم مسبقا إلى اإلدارة قبل طرق باب
القضاء وهذه القاعدة تجد جذورها في القانون اإلداري العام ومفادها أن القضاء قبل البث في الدعوى
املتظلم يجب أن يعرف موقف اإلدارة وسند قرارها وهي مستسقاة من نظرية الوزير القاض ي théorie du
ministre jugeوالتي تعني أن كل وزير يضطلع بدور القاض ي بالنسبة للمنازعات التي تهم وزارته كما أن
القضاء املغربي سواء العادي أو اإلداري بعد إنشاء املحاكم اإلدارية حسم واستقر على عدم قبول الدعاوى
املرفوعة إليه مباشرة دون اللجوء إلى املطالبات والتظلمات التمهيدية.
ومن خالل الوقوف على أطراف النزاع الضريبي سواء امللزم أو اإلدارة الضريبية ،حيث تتوفر هذه
األخيرة على أجهزة وسلطات واسعة منحها إياها املشرع قصد حماية املداخيل الجبائية ،ومخافة
االستعمال غير القانوني من طرفها لهذه االمتيازات فإن امللزم الضريبي منح هو اآلخر ضمانات لحمايته من
أي شطط قد تمارسه اإلدارة الضريبية في حقه ،وبمقارنة امتيازات اإلدارة الضريبية بضمانات امللزم فإنه
قد يبدو للبعض أن الطرف املهيمن على هذه املرحلة هو اإلدارة الضريبية ،لكن العكس هو الحاصل حيث
أن اإلدارة الضريبية تعجز في كثير من األحيان عن ربط الضريبة لجهلها باملعطيات الدقيقة للواقعة
املنشئة للضريبة والتي يبقى امللزم وحده األدراك بها.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وقد تطرقنا للدور الفاعل للقاض ي االستعجالي في املنازعات الضريبية عموما ووقف تحصيل
الديون العمومية كجانب من الجوانب الذي يثير مجموعة من اإلشكاالت التي تتعلق باالختصاص واآلجال
باإلضافة إلى تبيان دور هذا األخير في حماية امللزم الضريبي وحماية مصالحه التي تستدعي تدخل القضاء
بصفة استعجالية.
وفيما يلي سنخوض املرحلة التي ينتقب فيها النزاع من اإلدارة او من القضاء االستعجالي الذي
يستوجب إحالة الدعوى عليه ،على أن يرفعها للقضاء الشامل للقول كلمته فيها.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الفصل الثاني :املنازعات الجبائية أمام قضاء املوضوع وسبل تطوير العمل القضائي
بعدما استعرضنا في الفصل السابق مسطرة تقديم املطالبات اإلدارية في كل من التشريع املغربي
واملصري ،واللجان املكلفة بالنظر في النزاعات على صعيد الضريبة على الدخل والقيمة املضافة في القانون
املصري واملسار القانوني للتقديم املطالبات في التشريع املغربي ومن هي اللجان املختصة بالنظر في هاته
الطعون وتكوينها ،والدور املحوري للقضاء االستعجالي في الدود عن حقوق امللزم وحمايته.
تأتي املرحلة القضائية للوالية القضاء الشامل باعتباره القضاء األصل للمنازعة الضريبية ،وعموما
يحتل القضاء اإلداري مكانة متميزة داخل مؤسسة القضاء وضمانة أساسية لتكريس دولة الحق
والقانون ،وسيادة مبدأ الشرعية على كل أعمال اإلدارة في شتى مجاالت تدخلها في كل ما يمس حياة
املواطنين.
وبالنسبة لتحديد القضاء الضريبي املختص بمنازعات الضريبة على الدخل يبدو أنه يختلف من
دولة إلى أخرى ،إذ يبدو في املغرب أن القضاء اإلداري هو املختص بحل املنازعات الضريبية بصفة عامة
بينما ينقسم االختصاص في منازعات التحصيل بين القضائيين العادي واإلداري ،أما في دول أخرى كفرنسا
فقد انقسم االختصاص بين القضائيين العادي واإلداري ،إذ يختص القضاء اإلداري النظر في املنازعات
املتعلقة بالضرائب املباشرة ومنها منازعات الضريبة على الدخل؛ أما املنازعات ذات الصلة بالضرائب عير
املباشرة فيختص بها القضاء العادي ،بينما في مصر يبدو أن القضاء العادي ( القضاء النظامي) بهيئته
التجارية هي املختص بمنازعات الضريبة على الدخل.
أما بالنسبة لقانون ضريبة الدخل الفلسطيني رقم 17لسنة 2004يبدو أنه تضمن نصا حول حق
التقاض ي لدى محكمة استئناف قضايا ضريبة الدخل ،إذ حصر اختصاصها في االستئنافات املقدمة
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
للطعن في قرارات التقدير وإعادة النظر في التقديرات التي يجوز استئنافها بموجب أحكام قانون ضريبة
الدخل الفلسطيني (.)247
لقد لعبت املحاكم االدارية دورا كبيرا ببثها في املنازعات الضريبية ،بتوفيرها للمجموعة من
الضمانات التي أقرها التشريع الضريبي للملزم بالضريبة ،بل إن املحاكم من خالل عملها القضائي في مجال
املنازعات الضريبية كرست مجموعة من القواعد األساسية في مجال حماية امللزمين في مواجهة االدارة
ضريبية التي تتمتع بسلطات وامتيازات واسعة تمكنها من فرض احترام التشريع الضريبي.
فرغم حداثة إنشاء املحاكم اإلدارية فقد أفرزت أحكاما واجتهادات قضائية خصبة في املجال
الضريبي ،وكان لها دور كبير في إقرار ضمانات مهمة للملزمين بالضريبة ،وخاصة مع التطور الذي عرفته
عدد القضايا الجبائية املطروحة أمام املحاكم اإلدارية في السنوات االخيرة.
ولذلك تعتبر الرقابة القضائية التي توفرها املحاكم اإلدارية في املنازعات الضريبية أنجع الضمانات
للملزمين بالضريبة ،إذ ما لهذه الرقابة من دور في حماية حقوق امللزمين ومصالحهم وذممهم املالية ضد ما
قد يشوب مسطرة فرض الضريبة وتحصيلها من تعسف أو خطأ ،وهذا ما يجعل الرقابة القضائية على
تصرفات اإلدارة الجبائية وأعمالها املادية يمتاز على غيره من أنواع الرقابة .فالقضاء هو بمثابة درع يقي
امللزمين بالضريبة من تجاوزات التي قد تنجم عن خطأ االدارة أو تجاوز في استعمال السلطة(.)248
وقد لعب القضاء اإلداري دورا بارزا في مجال املنازعات الضريبية على النحو الذي يوفر الحماية
الكافية للملزم ويبعث االطمئنان النفس ي لديه .فالقاض ي اإلداري مدعو للتوفيق بين الضمانات املخولة
للملزمين وحماية حقوقهم ومصالحهم املالية ،وبين ما تستلزمه املصلحة العامة من تمويل ميزانية الدولة
من الضرائب (.)249
________________________________________________________________________________
الفلسطين يبيي
يعيي الض ر ( -)247عبد هللا أبو عمرة" :نظر منازعات الضائب عىل الدخل أمام لجنة الطعن الضين -دراسة مقارنة ربي ر
التش ر
ي ي
العلم ،بالتعاون مع كلية الحقوق بجامعة األزهر-غزة ،السنة الجامعية
ي ماجستي بينامج القانون العام ،عمادة الدراسات العليا والبحث
ر والمضي" ،رسالة
،2015-2014ص.67
( -)248محمد بوغال .الرقابة اإلدارية والقضائية يف مجال المنازعة الجبانية ،مداخلة ضمن اشغال الندوة الجهوية السادسة المنظمة من قبل المجلس
القضاب تحت عنوان المنازعات االنتخابية والجبانية من خالل اجتهادات المجلس األعىل،
ي االعىل ،أيام 11-10ماي ،2007خمسون سنة من العمل
مطبعة األمنية ،الرباط ،2007ص .224-223
ر
الماسي يف القانون العام ،جامعة محمد ين" ،رسالة لنيل دبلومالض ام ( -)249جواد دحاب« :المنازعة ف الوعاء الضين بي ضمانات الملزم وحماية ر
االلي
ي ر ي ي ي
الجامع ،2016-2015ص.67ي الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -سال ،الموسم
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فاملطلوب من القضاء اإلداري هو تحقيق التوازن بين مصلحة الخزينة ومصلحة امللزم بالضريبة،
وذلك قصد الحفاظ على حقوق امللزمين وتخفيف العبء الضريبي عنهم وبما يتالءم وقدرتم التكليفية.
فامللزم غالبا ما يثق بالقضاء اإلداري أكثر مما يثق باإلدارة الضريبية.
فالسلطة القضائية دعامة أساسية في إنجاح النظام الضريبي ككل حيث أن القضاء في املنازعات
الضريبية يبعث في امللزم الثقة يكرس االمن القضائي والقانوني الذي أصبح من املعيار التي تقاس بها دولة
الحق والقانون ،كما أن القضاء اإلداري يتسم بسرعة البث في املنازعات ويساهم في االستقرار املالي
واالقتصادي للدولة وييسر مهام اإلدارة الضريبية ويضفي الشرعية على تصرفاتها فالقضاء يلعب دور
صمام األمان بين مصلحتين ويوفق بينهما.
لذلك سنتطرق في هذا الفصل ملظاهر الحماية القضائية للملزم بالضريبة خالل مرحلة املنازعة
أمام القضاء ،وذلك من حيث الضمانات التي يكرسها العمل القضائي للملزم في مختلف مراحل املنازعات
الضريبية ء أي من خلل الفرض الضريبي وتأسيس ،وللخروج عن التحليل الكالسيكي للدعوى الضريبة
من خالل اقتصار على التمحيص في الحماية القضائية للملزم في مرحلة الوعاء ومرحلة التحصيل .وبالتالي
سنخصص هذا الفصل للتطبيقات قضاء املوضوع في املادة الضريبية من خالل املنازعة في شرعية
القرارات الضريبية في دعوى االلغاء ،واختصاص القضاء االداري الشامل في املادة الضريبية (املبحث
األول) ،على أن نخصص في املبحث الثاني إشكاليات اإلثبات والتكوين واالختصاص في املادة الجبائية،
باإلضافة املضالت والتي تكتنف العمل القضائي في وطرح بعض البدائل التي من شأنها تطوير االشعاع
القضائي وفق ما يعنيه مصطلح االصالح القضائي.
________________________________________________________________________________
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وإذا كان هذا يهم املنازعات الضريبية بصفة عامة فإن النزاع الضريبي املتعلق بالتحصيل وإجراءاته
حسون()251 تمتاز بخصائص تجعلها من اختصاص القضاء الشامل ،وهذا ما ذهب إليه األستاذ جعفر
عندما اعتبر أن إجراءات التحصيل هي إجراءات تنفيذية ليست لها صبغة قرارات إدارية وهي بهذه الصفة
غير قابلة للطعن فيها عن طريق دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة التي تتطلب بالضرورة وجود قرار
إداري .ومن تم فإن الطعن في إجراءات التحصيل كالطعن في اإلنذار القانوني أو الحجز أو اإلكراه البدني
مثال تعتبر طعنا في إجراءات تنفيذية يملك القاض ي إزاءها سلطة واسعة تمتد إلى التصريح ببطالن اإلجراء
موضوع الطعن والتالي األمر بعدم متابعته وأحيانا إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه.
وهكذا استنادا إلى املبادئ العامة التي تقض ي أن دعوى اإللغاء ال يمكن أن يكون موضوعها إال قرارا
إداريا باعتباره تصرفا انفراديا من جهة اإلدارة ينش ئ وضعية قانونية ،وبالنظر إلى أن اإلجراءات التنفيذية
عموما وإجراءات التحصيل خصوصا ليست إجراءات إدارية لكونها تقتصر على إعطاء هذه الق اررات
طبيعتها التنفيذية على أرض الواقع فإنه ال يمكن االستنتاج أن دعوى التحصيل ال يمكن إخضاعها
لدعوى اإللغاء( ،)252وفي ظل ضيق مجال دعوى اإللغاء في النزاع الضريبي كان من الضروري الوقف
على بعض الحاالت التي فيها النزاع الضريبي على قاضي اإللغاء.
وسنقوم بتعريف دعوى اإللغاء وتطبيقاتها في املنازعات الضريبية (الفرع األول) واالنتقال إلى دور
القضاء الشامل في فض النزاع الضريبي باعتباره القاض ي األصل (الفرع الثاني).
________________________________________________________________________________
المغرب ،مرجع سابق
ي د .أمينة جيان البخاري ":القضاء اإلداري
السماج ":مسطرة المناعة يف الضيبة
ي د .محمد
ر ر
المغرب ،مرجع سابق
ي يع التيعالب " :الياع الض ي
ين يف التش ي ي د .عبد القادر
د .عبد الرحيم حزيكر " :إشكالية تحصيل الضائب – محاولة لنيل دكتوراه يف القانون العام مرجع سابق.
نشت بالمجلة المغربية لإلدارة والتنمية المحلية عدد 1996 – 4مرجع سابق.ص55/17 . ( - )251دراسة لألستاذ جعفر حسون ر
( - )252عبد الرحيم احزيكر – إشكالية تحصيل الضائب بالمغرب ،مرجع سابق ص.301 .
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
غير أن املشرع استعاض عن هذه التسمية بأن عوض مصطلح الشطط بمصطلح التجاوز بعد صدور
القانون املذكور هديا على طريق نظيره الفرنس ي وهكذا أصبحت تعرف بدعوى اإللغاء بسبب تجاوز
السلطة.
إن الطعن باإللغاء كآلية وضعها املشرع بيدي كل من يرى تعسف اإلدارة أو انصرافها في استعمال
سلطتها التقديرية في مجال نزع الضريبي ،يقتض ي منا التعريف بداية بدعوى اإللغاء والجهة القضائية التي
أوكل إليها املشرع أمر النظر فيها(الفقرة األولى) قبل التعرض ملا تشكله هذه الدعوى من رقابة قضائية على
أعمال اإلدارة الضريبية في إطار مراقبة مبدأ املشروعية ،أي عدم االنصراف في استعمال السلطة .ومبدأ
املوازنة بين املنافع واملضار (الفقرة الثانية).
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
يمكن تعريف دعوى اإللغاء بأنها دعوى قضائية ترفع للمطالبة بإعدام قرار إداري صدر مخالفا
للقانون ،وتعد هذه الدعوى أهم وسائل حماية املشروعية إذ أنها تؤدي إلى بطالن قرار إداري كجزاء لعدم
مشروعيته ومخالفته للقانون(.)253
وتعتبر دعوى اإللغاء لتجاوز السلطة من دعاوى القانون العام ،التي يمكن توجيهها الستهداف أي
قرار دونما حاجة إلى نص خاص بذلك ،كما أنها ال تستبعد إال بنص خاص( ،)254إضافة إلى أنها طعن غير
موقف للتنفيذ ،وأن القرار القاض ي باإللغاء يسري على الجميع ،ويكتسب الحجية املطلقة للش يء املقض ي
به ،إال أن احترام القاض ي اإلداري للفصل بين السلطات يجعل آثارها أي دعوى اإللغاء ينحصر في إلغاء
القرار غير املشروع ،ويمنع عليه أن يضع قرارا مشروعا محل القرار الذي قض ى بإلغاء ،كما أنه ال يملك
صالحية توجيه أوامر لإلدارة( .)255وهي الدعاوى الحديثة العهد باملغرب ،حيث تعود بدايتها األولى إلى مرحلة
الحماية رغم نسبيتها من حديث التطبيق.
ولقد عرف التطور التاريخي لدعوى اإللغاء مرحلتين بارزتين .وعلى هذا األساس ،يمكن الحديث
عن فترة الحماية وأخرى ما بعدها .أما قبل ذلك ،فقد ساد تطبيق الشريعة اإلسالمية ،مع غياب قانون
إداري متميز في غياب مبدأ فصل السلط بالشكل املتعارف عليه .وهذا ال ينفي غياب الرقابة القضائية على
أعمال اإلدارة في تلك املرحلة( .)256ونظرا لهذه االعتبارات وغيرها ،ال غلو من الحديث عن غياب دعوى
اإللغاء بسبب التجاوز في استعمال السلطة خالل هذه الفترة.
ومع دخول املغرب عهد الحماية ،املمتدة من تاريخ توقيع املعاهدة بفاس في 30مارس ،1912إلى
اإلعالن عن التحرير والسيادة سنة ،1956توالت اإلصالحات في الجهاز القضائي من قبل سلطات
الحماية ،بدءا بصدور ظهير 12غشت ،1913والذي بشأنه منحت السلطات الفرنسية القضاء سلطة
________________________________________________________________________________
النش الجسور سنة ،2005ص .136 ( )253ثورية لعيوب"القضاء اإلداري ورقابته عىل أعمال اإلدارة-دراسة مقارنة "-مطبعة دار ر
ي
( )254عبد هللا إدريس ":القرارات اإلدارية ربي رقابة ر
المشوعية والمالئمة يف المغرب" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا يف القانون العام ،جامعة محمد
الخامس ،كلية الحقوق ،الرباط ،1983 ،ص .8
روس" :المنازعات اإلدارية بالمغرب" ،مطبعة ،La porteبباريس ،يوليوز ،1992 ،ص .121 ي ( -)255ميشال
المغرب ص .88
ي القانون ف
ي اإلدارية الدعوى "تطبيقات : هللا عبد ( )256حداد
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
إصدار أحكام من شأنها عرقلة أعمال اإلدارة ،وكذا تطبيق أو تنفيذ القرارات الصادرة عنها .إال أنه ،مع
تواتر االجتهاد القضائي ،الذي يعد الدعامة األساسية للقانون اإلداري ،وبإلحاح رجال القانون ،وتزايد
احتجاجهم ،اضطرت سلطات اإلقامة إلى إصدار ظهير فاتح شتنبر ،1928الذي أقر اختصاص مجلس
الدولة الفرنس ي بالنظر في دعوى اإللغاء املرفوعة من قبل املوظفين العموميين ،بحكم شغلهم وظيفة قارة
ودائمة(.)257
إال أنه ،وبالرغم من تحقيق ذلك املطلب ،فهذا النوع من الدعاوى كانت ترفع خارج املغرب
أمام مجلس الدولة الفرنس ي ،بحيث ،في هذه الفترة ،ال يمكن الحديث عن دعوى اإللغاء باملعنى الدقيق
وظل الوضع على ما هو عليه إلى بداية االستقالل.
ومن الدوافع األساسية التي قام عليها اإلصالح ،هي معالجة األوضاع التي آلت إليها أحوال
جهاز العدل ،من تباطؤ في إصدار األحكام وتنفيذها .حيث تم إنشاء املجلس األعلى الذي يعتبر كأعلى جهاز
قضائي في النظام القضائي املغربي غداة االستقالل ،بمقتض ى ظهير 27شتنبر ،)258(1957والذي تمتع
بمهمة مزدوجة ،فمن جهة ،اعتبر محكمة نقض بالنسبة لألحكام النهائية الصادرة عن محاكم الدرجتين
األولى والثانية ،ومن جهة أخرى ،تنظر غرفته اإلدارية في الطعون اإلدارية املقدمة إليها ضد القرارات
اإلدارية بسبب الشطط في استعمال السلطة( ،)259ورغم اإلصالحات املتوالية ،إال أنها لم تمس جوهر
االختصاص املوكول لهذه الجهة القضائية العليا ،إلى أن تم اإلعالن عن إحداث محاكم إدارية متخصصة،
حيث أصبحت لها الوالية العامة (قضاء اإللغاء والقضاء الشامل).
فمن خالل ما سبق ذكره ،يتضح أن دعوى اإللغاء باملغرب من صنع املشرع ،عكس التجربة
الفرنسية ،التي هي نتاج اجتهاد قضائي محض .وإذا كانت دعوى اإللغاء تعرف بفرنسا بدعوى تجاوز
السلطة ،فإنه في املغرب ،وقبل صدور قانون املحاكم اإلدارية ،كانت تعرف بدعوى اإللغاء بسبب الشطط
________________________________________________________________________________
التقاض اإلدارية" ،الجزء األول ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع
ي الكتاب" :مسطرة
ي الحالب
ي ( )257موالي إدريس
الساعة ،العدد ،1997 ،11ص .18
ر
الماسي يف القانون العام ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية ( -)258الكاملة اعريبو":الطعون الضيبية أمام المحاكم اإلدارية" ،رسالة لنيل دبلوم
الجامع ،.2010-2009ص .86ي العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -ظهر المهراز -فاس ،الموسم
التقاض اإلدارية" ،مرجع سابق ،ص .19
ي الكتاب ":مسطرة
ي الحالب
ي ( )259موالي إدريس
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
في استعمال السلطة .وبعد قانون 90ـ ،41فإن املشرع قد استعاض عن الشطط بمصطلح التجاوز،
فعرفت بمقتض ى ذلك القانون بدعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة(.)260
فدعوى اإللغاء إذن ،هي الوسيلة القضائية التي تمكن القاض ي من مراقبة عمل اإلدارة ،قصد إلغاء
قراراتها املشوبة بعدم املشروعية ( .)261وحظيت بتعاريف فقهية متعددة .فقد عرفها األستاذ سليمان
الطماوي بكونها "الدعوى التي يرفعها أحد األطراف إلى القضاء بطلب إعدام قرار إداري مخالف للقانون
( .)262أما ميشيل روس ي فيراها " دعوى تتمثل في طلب إلغاء قرار بسبب خرقه لقاعدة قانونية ،فالوسيلة
ذات صبغة موضوعية ( ،)263لذلك فهي دعوى قضائية ترفع ضد قرار صادر عن السلطات اإلدارية ألجل
إلغاءه لكونه غير مشروع.
لقد اعتبر الفقه ( )264أن محكمة النقض اتجه إلى قبول دعوى اإللغاء في املجال الضريبي في حالتين
والثانية إذا تعلق االمر بقرار السلطة اإلدارية ()265 األولى كلما تعلق االمر بنزاع في مبدأ فرض الضريبة
الرامي إلى استخالص رسم إلحدى الجماعات الترابية.
وقد أضاف االجتهاد القضائي إلى هاتين الحالتين بعض الحاالت األخرى تم على إثرها تقديم دعوى
تجاوز السلطة مباشرة دون عرض النزاع على اللجان الضريبية املحلية أو الوطنية أو االستشارية (،)266
حتى لو تعلق االمر بطعن في عملية تحديد أساس الضريبة ،بحيث إنه إذا كان تحديد أساس الضريبة على
قدر املعامالت هو من اختصاص اللجان الضريبية وال تنظر فيه الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض إال عن
________________________________________________________________________________
المغرب" ،الجزء الثالث ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،العدد 92
ي ( )260محمد األعرج":القانون اإلداري
مكرر ،2015 ،ص .200
العرب ،القاهرة ،الطبعة الرابعة ،1967ص .381
ي ( )261سليمان محمد الطماوي" ،القضاء اإلداري -قضاء اإللغاء" ،دار الفكر
( )262نفس المرجع أعاله ،ص .232
روس ":المنازعات اإلدارية بالمغرب" ،مرجع سابق ،ص .116 ي ( )263ميشيل
الجباب عىل ضوء مقتضيات المدونة العامة للضائب "،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عددي كثي" :بطالن المسطرة يف القانون ( -)264الحسن ر
100-99يوليوز-أكتوبر ،ص.105
( -)265نفس المرجع أعاله ،ص .108
( -)266تمت إضافة هذه المادة بمقتض البند Iمن المادة 6من قانون المالية لسنة ،2017رقم .73.16
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
طريق دعوى اإللغاء املرفوعة ضد مقررات هذه اللجان .إال أن محكمة النقض لها الحق النظر في طلبات
اإللغاء املتعلقة بعملية تحديد الوعاء الضريبي (.)267
وإذ كان مجلس الدولة الفرنس ي قد حسم في االمر وقرر عدم قبول طعون اإللغاء ي القرارات التي
تتصل بمادة الضريبية ،كتلك املتعلقة بفرضها أو تحصيلها ،على اعتبار أن الطعن باإللغاء ال يقبل متى
كان في وسع الطاعن اللجوء إلى القضاء العادي ،أال أنه مع ذلك قبول الطعون املقدمة ضد املقررات
التنظيمية والتي تحدد نظاما عاما لضريبة أو وعاء لها ،والقرارات الصادرة بكيفية تداولية عن املجالس
املحلية التي تؤسس رسوما وتحدد أثمانها ،وكذلك املناشير الوزارية التي تغير مراكز قانونيا في مجال
الضرائب ويكون لها طابعا تنظيميا.
تعتبر دعوى اإللغاء بسبب الشطط في استعمال السلطة وسيلة تمكن القاض ي اإلداري من مراقبة
شرعية القرارات واألعمال اإلدارية املتخذة في امليدان الضريبي ،ويرمي الطعن املقدم في إطارها إلى إلغاء
املقررات اإلدارية غير القانونية.
ومنذ إحداث املحاكم اإلدارية باملغرب بمقتض ى القانون رقم )268( 41- 90خول لهذه األخيرة
صالحية النظر في هذا النوع من الدعاوى.
وتستند دعوى اإللغاء في املادة الجبائية إلى تجاوز اإلدارة لسلطتها بشكل واضح كأن يتعلق األمر
بفرض رسم ال ينص عليه القانون أو أن قانون قد ألغاه أو أن يفرض رسم ما على شخص على أساس دخل
لم يحصل عليه أو عملية لم يقم بها أو مهنة لم يمارسها أبدا وهذا ما جاء في حكم صادر عن املحكمة
اإلدارية بمكناس حيث نص على ما يلي ... :حيث تركزت عناصر املنازعة في كون املدعي يمارس مهنته
كطبيب في املحل املشار إليه أعاله ،وبالتالي فإنه غير خاضع لرسم شغل امللك الجماعي ،وحيث أنه بالرجوع
إلى مقتضيات القانون رقم 30-89املؤسس عليه الرسم املتنازع حوله وخاصة الفصول من 189إلى 192
منه يتبين أن املشرع فرض رسما جبائيا على املستفيد من رخصة امللك الجماعي ومن بينها العنوان واإلشارة
________________________________________________________________________________
القانوب واالشكاالت التطبيقية ،مجلة القضاء اإلداري ،العدد ، 8السنة الرابعة،
ي جيي ،المنازعات الضيبية بالمغرب :النظام
( -)267أنظر مقال نجيب ر
شتاء ،ربيع .2016
ظهي رشيف رقم 1-91-225صادر يف 22من ربيع األول 10( 1414شتني 1993بتنفيذ القانون رقم )41-90 ( -)268أحدثت المحاكم اإلدارية بموجب ر
منضور بالجريدة الرسمية عدد 4229بتاري خ 17نوني .1993
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
إليه عن بعد متى كانت تعتبر من مكمالت النشاط املهنية الذي يزاوله صاحب الشأن بصورة رئيسية داخل
محله ،وحيث أنه تبعا لذلك فإن اللوحة التي يعلقها الطبيب خارج البناية التي توجد بها عيادته أو بداخلها
املتضمنة السمه وصفته ،وإن كانت تعتبر منقوالت ومن مكمالت نشاطه املنهي الذي يزاوله فإنه مع ذلك ال
تتوفر فيها الشروط واملواصفات املذكورة في املنقوالت املحددة حصرا في املادة 192املذكورة أعاله ،على
اعتبار أن املقصود بهذه املنقوالت املرتبطة بالنشاط املنهي املفروض عليها الرسم هو إشهار هذا النشاط
ولفت نظر الجمهور إليه والتعريف به ،الش يء الذي يمنع على الطبيب الذي يمارس نشاطا مخالفا
لألنشطة املبنية على الدعاية واإلشهار .
وحيث إنه تبعا لذلك فإن اللوحة التي يعلقها الطبيب بباب عيادته ال تندرج ضمن املنقوالت الواردة
باملادة 192مما حاصله أن الطعن مؤسس على أساس سليم ،وعليه قضت املحكمة اإلدارية بإلغاء الرسم
املفروض على اللوحة املهنية(.)269
لكن هل لجوء امللزم إلى املحكمة اإلدارية في إطار دعوى اإللغاء في املادة الجبائية يجيز للمحكمة أن
تعلن عدم قبولها لتلك الدعوى ولو أن االختصاص منعقد لها للنظر في الدعاوى الضريبية؟ هذا ما أجابت
عنه الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض حيث أكدت على أنه " وحيث أن مادة الضرائب واملنازعات املتعلقة
بها تدخل في الطائفة الثانية املذكورة ( دعوى القضاء الشامل) وحيث أنه ال جدال في أن موضوع الدعوى
هو منازعة ضريبة الش يء الذي يعني أن املحكمة اإلدارية كانت مختصة للبث في الطلب املذكور ولو أن
الطاعنة استعملت مصطلح اإللغاء مادام الهدف املتوخى من دعواها هو الوصول إلى إبطال الضريبة
املفروضة عليها ومحاولة استرجاع ما أدته في نظرها بدون وجه حق ،وحيث يتعين لكل ما سبق إلغاء الحكم
املستأنف والتصريح باختصاص املحكمة اإلدارية للبث في النزاع "(.)270
وعلى كل حال فإنه رغم أهمية دعوى اإللغاء في املادة الجبائية إال أن السلطات املخولة للقاض ي في
هذا اإلطار تبقى محدودة يكتفي فيها باإللغاء وال يستطيع أن يحكم بتخفيض كلي أو جزئي للضريبة وهذه
________________________________________________________________________________
( - )269حكم عدد 3/ 2008/66غ صادر إدارية مكناس بتاري خ 2008/3/5يف قضية السيد بويعمرين محمد ضد بلدية اخنيفرة يف شخص رئيسها.
( - )270قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعىل عدد 1188بتاري خ 1997 / 7 / 24:منشور بمجلة قضاء المجلس األعىل عدد 5451دجني 2000ص
.216
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املحدودية هي التي تجعل اللجوء إلى دعوى اإللغاء ضعيفا ،ألن هدف امللزم يكون في غالب األحيان هو
تخفيض مبلغ الرسم أو الضريبة التي يرى أن مبالغها كبيرة ،لذلك غالبا ما يدرج دعواه في إطار القضاء
الشامل الذي يتيح للقاض ي اإلداري مجال أوسع وحرية أكبر.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
دعوى القضاء الشامل هي املنازعة التي يفصل فيها القاض ي بين طرفين غير متساويين ،يكون أحدهما
شخصا عاما ،أو ذا نفع عام يساهم في سير مرفق عام أو سلطة إدارية مستقلة ،سواء كانت الدعوى ترمي
إلى حماية حق شخص ي أو إلى إقرار املشروعية ،أو إلى األمرين معا ،أو إلى أي هدف آخر من املصلحة العامة
بشكل يتطلب قيام القاض ي بعمليتين على األقل أو بعملية واحدة تقتض ي سلطات واسعة ،ودورا إيجابيا
في توجيه إجراءات الدعوى
ويعتبر النزاع الضريبي باألساس قضاء شامال ،يهدف من خالله امللزم إما إلى:
يعتبر القضاء الشامل ( )271الجزء اآلخر من أنواع الدعاوى اإلدارية ،فدعوى القضاء الشامل ،في
الحقيقة ،هي الطريق القضائي الذي يمكن أن يسلكه األفراد املتضررون من تصرفات اإلدارة القانونية
واملادية ،نتيجة قيام هذه األخيرة بتنظيم املرافق العامة وتسييرها.
وتعرف هذه الدعوى بأنها املنازعة التي يفصل بها القاض ي بين طرفين غير متساويين ،يكون أحدهما
شخصا عاما ،أو ذا نفع عام ،يساهم في سير مرفق عام أو سلطة مستقلة ،سواء كانت الدعوى ترمي إلى
حماية حق شخص ي ،أو إلى إقرار املشروعية ،أو األمرين معا ،أو هدف آخر من املصلحة العامة ،بشكل
________________________________________________________________________________
المغرب عىل حد سواء مصطلح "القضاء الشامل" بينما يف مض يستعمل عبارة "القضاء الكامل".
ي ( -)271يستعمل الفقه والقضاء
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
يتطلب قيام القاض ي بعمليتين ،على األقل ،أو بعملية واحدة ،تقتض ي سلطات أوسع ،ودورا إيجابيا في
توجيه إجراءات الدعوى(. )272
فدعوى القضاء الشامل تقوم ،إذن ،بين خصوم يتنازعون على حقوق ،ويفصل القاض ي ،في هذه
الحالة ،وهو مزود بسلطات كاملة من ناحيتي القانون والوقائع .ونتيجة لهذا املفهوم فإن حجية الش يء
املقض ي به تكون نسبية.
فانطالقا من التعريف السابق يمكن أن نميز بين مفهومين لدعوى القضاء الشامل :املفهوم الدقيق
واملفهوم الواسع .فمن خالل املفهوم الدقيق يتطلب األمر منح القاض ي اإلداري سلطات أوسع ،نظرا لدوره
اإليجابي في توجيه إجراءات الدعوى ،وفيها يمكن إدراج كل الدعاوي ،غير دعوى اإللغاء .أما املفهوم الواسع
لدعوى القضاء الشامل هو القاسم املشترك بين أنواع الدعاوى لتكون طريق طعن مواز ،وال يمنع وجودها
من رفع دعوى اإللغاء ،ألنها ،في العمق ،ال تدل سوى على سلطات واسعة للقاض ي ،وهو ال يقوم سوى
بعملية واحدة تنصب أساس على التعويض(.)273
وبصفة عامة ،فمن خالل هذه الدعوى ،يطلب رافعها من القاض ي منحه تعويضا نتيجة لضرر
مادي أو جسدي تتسبب فيه اإلدارة ،وتكون سلطات القاض ي اإلداري ،في والية القضاء الشامل ،جد
واسعة قياسا على والية اإللغاء ،غير أن حجية الحكم في دعوى القضاء الشامل حجية نسبية في التطبيق،
حيث تقتصر على أطراف الخصومة وحدهم ،عكس دعوى اإللغاء التي تتمتع بحجية مطلقة حيث تشمل
كافة ذوي الشأن الذين يلحقهم القرار بآثاره(.)274
وبذلك ،فإذا كان قضاء اإللغاء يختص بالنظر في مشروعية القرارات اإلدارية الصادرة عن
أشخاص القانون العام ،فإن القضاء الشامل هو الذي يجعل من القاض ي اإلداري ،القاض ي الطبيعي للبث
________________________________________________________________________________
( -)272أمينة جيان" :القضاء اإلداري -دعوى القضاء الشامل" ،المنشورات الجامعية المغربية ،مراكش ،الطبعة األوىل ،1994ص .30
( -)273أمينة جيان" :القضاء اإلداري -دعوى القضاء الشامل" ،مرجع سابق ،ص .329
سام ":الدعاوي اإلدارية واإلجراءات أمام القضاء اإلداري" ،الكتاب األول ،دعاوى اإللغاء ،مطبعة أطلس ،القاهرة ،1991ص .13
ي ( -)274جمال الدين
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
في طلبات االعتداء املادي ،الناتج عن تصرفات وأعمال اإلدارة ،وتحديد التعويض املناسب عن األضرار
الناتجة عن هذا االعتداء ،وذلك طبقا ملقتضيات املادة 8من ال قانون 41/90املحدث للمحاكم اإلدارية.
وتصنف هذه الدعوى ،على مستوى واقع املمارسة في املغرب ،ضمن اختصاص القضاء العادي ما
لم ينص على خالف ذلك ،طبقا لقانون املسطرة املدنية ،والقانون املحدث للمجلس األعلى (محكمة
النقض حاليا) ،وقانون املحاكم اإلدارية ،بحيث ثم التنصيص في مجمل هذه القوانين على الدعوى
املوازية ،والتي يقض ي بها القاض ي اإلداري عندما يرى باستطاعة املعني باألمر بلوغ نفس النتائج من رفعه
دعوى اإللغاء ،باعتبارها جزءا من القضاء الشامل.
ويشمل مجال القضاء الشامل عددا من املنازعات التي تندرج ضمن مجال اختصاص املحاكم
اإلدارية ،من بينها تلك املرتبطة بالتقاعد .فقبل صدور قانون 90ـ ،41كان تحديد أنواع املنازعات اإلدارية،
التي تدخل ضمن القضاء الشامل ،يثير جداال فقهيا ،انعكس ،أساسا على تقسيم القضاء اإلداري
بأكمله( ،)275مما انعكس سلبا على تحديد القضايا التي تندرج ضمن القضاء الشامل.
ولكن بعد إحداث املحاكم اإلدارية ،حاولت عدة بحوث تم إنجازها في هذا املضمار ،تصنيف دعوى
القضاء الشامل ،انطالقا من القانون املحدث لها ( ،)276بالرغم من أن قانون 90ـ 41في فصله ،8لم يعمل
إال على احتضان تلك االختصاصات الواردة في الفصل 8من ظهير 1913املتعلق بالتنظيم القضائي(،)277
والذي حدد ،بشكل حصري ،أوجه االختصاص ،الش يء الذي يتطلب البحث بدقة عن مكانة اندراج
منازعات التقاعد ضمن القضاء الشامل وذلك انطالقا من النصوص القانونية ،وكذا االجتهاد القضائي
من خالل املنازعات املعروضة على القضاء اإلداري.
________________________________________________________________________________
( -)275مليكة الضوخ ":القانون اإلداري ،دراسة مقارنة" ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة السادسة ،2006ص .504
( -)276حميد ولد البالد" :القضاء المستعجل اإلداري ،م .س ،ص .50
المغرب" ،م .س ،ص .50
ي ( -)277حسن صحيب" :القضاء اإلداري
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
إذ كان املشرع اهتم باملجال الضريبي منذ عهد الحماية ،حيث قض ى بحق امللزم في اللجوء إلى
القضاء املختص في مجمل القوانين املنظمة ملختلف الضرائب ،فإن اختصاص املحاكم القضائية
ومحكمة النقض قبل إحداث املحاكم اإلدارية واختصاص هاته األخيرة بموجب القانون 41.90حيز
التطبيق يجعل من املنازعات الضريبية مجاال لدعوى القضاء الشامل بامتياز)278(.
وقد قضت محكمة النقض بعدم قبول الدعوى املترتبة عن تجاوز في السلطة ،وفرضت على
املتنازعين في أساس الضريبي سلوك طرق الطعن املنصوص عليها في ظهير 22نونبر 1924املتعلق بتحصيل
ديون الدولة ،وذلك خالل آجل شهرين ،وقد سارت املحاكم اإلدارية على نفس نهج محكمة النقض مكرسة
بذلك الطابع الشامل للمنازعات الضريبية ،وقد اعتبرت كل من إدارية الرباط وفاس (( أن املنازعة في مادة
الضريبية سواء تعلق االمر باملطالبات و املتابعات التي قد تثار بمناسبة إجراءات التحصيل أو فرض
الضريبة هي منازعة ذاتية صرفة تخول للمحكمة دورا تحكيميا كامال للنزاع بفحص الواقعة والقانون
وتمكينها من إعادة املراكز القانونية إلى الحالة التي كانت عليها أو بتغيير االقتطاعات الضريبية التي قامت
بها اإلدارة الجبائية ،ومن تم فهي في صميم والية القضاء الشامل للمحكمة االدارية بدليل أن املشرع أفرد
لها الباب الخامس من القانون .)279(41.90
كما أن الطلبات الرامية لإللغاء قرار إداري صادر عن اإلدارة الضريبية ينصب على املنازعة في
الضريبة على القيمة املضافة وهذه األخيرة تدخل ضمن والية القضاء الشامل ال قضاء اإللغاء ويمكن
اللجوء لإللغاء إذ تعلق االمر بطلب ينصب على منازعة في مبدأ فرض الضريبة ،أو إذ تعلق االمر بقرار
السلطة اإلدارية إلى استخالص رسم لصالح الجماعات الترابية)280( .
________________________________________________________________________________
المغرب عىل ضوء القانون المحدث للمحاكم اإلدارية" ،م .س ،ص .99
ي ( -)278عبد هللا حداد" :القضاء اإلداري
المغرب عىل ضوء القانون المحدث للمحاكم اإلدارية" ،م .س ،ص .105
ي ( -)279عبد هللا حداد" :القضاء اإلداري
( -)280مليكة الضوخ ":القانون اإلداري ،دراسة مقارنة" ،م .س ،ص .509
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وبالتالي فإن جل االحكام الصادرة عن املحاكم اإلدارية في الطعون الضريبية قدمت في إطار القضاء
الشامل)281( .
كما سبقت اإلشارة إلى ذلك فقد أكدت محكمة النقض على أن املنازعات املتعلقة بالضرائب تدخل
ضمن دعاوى القضاء الشامل التي يتمتع القاض ي اإلداري في إطارها بسلطات واسعة حيث بإمكانه أن يغير
من الضريبة أو الرسم ،بل ويتعدى ذلك إلى توجيه اإلدارة الجبائية إلى ما يجب عمله أو االمتناع عنه ،كما
ان القاض ي اإلداري يعتبر في هذا اإلطار بمثابة مفتش سامي للضريبة حيث يتمتع وفقا للتكييف الذي
يعطيه للوقائع وهذا ما ذهبت إليه املحكمة اإلدارية بأكادير حيث أكدت أنه " وحيث ان املحكمة بعد إبطال
قرار اللجنة املحلية للتقييم تكون ملزمة بالبت في أصل النزاع الذي هو الطعن ببطالن إجراءات مسطرة
التقييم التي قام بها قابض التسجيل "(.)282
ونفس االتجاه ذهبت إليه املحكمة اإلدارية بفاس في حكم صادر عنها بتاريخ 2016-03-22حيث
جاء فيه " إن املنازعة في مادة الضريبة سواء ارتبط منها باملطالبات واملتابعات التي قد تثور بمناسبة
اإلجراءات املتبعة في تحصيلها ،أو باألساس القانوني املعتمد في فرض الضريبة هي منازعة ذاتية صرفة
تخول للمحكمة دورا تحكيميا كامال للنزاع بفحص الواقعة والقانون وتمكنها من إعادة املراكز القانونية
إلى الحالة التي كانت عليها أو بتغيير االقتطاعات الضريبية التي قامت بها اإلدارة الجبائية ،ومن تم فهي من
صميم والية القضاء الشامل للمحكمة اإلدارية ،بدليل إفراد املشرع لها بابا خاصا في القانون املحدث
للمحاكم اإلدارية .)283(". ....
ونستنتج مما سبق أن الدعاوى الجبائية تدخل ضمن القضاء الشامل حيث أقرت املحاكم اإلدارية
باململكة ذلك ،حتى لو تضمن مقال الدعوى صيغة طلب اإللغاء الذي يتطلب أداء الرسم النسبي والذي
يحدد بناء على مبلغ الضريبة املطعون فيها باعتبارها غير معنية من الرسوم القضائية كما هو الشأن
بالنسبة لدعاوى إلغاء القرارات اإلدارية.
________________________________________________________________________________
غي منشور ،أشار إليه محمد القضي ،م .س ،ص .156 ( -)281قرا صادر عن محكمة النقض ،ر
( - )282حكم عدد 2657صادر بتاري خ 2016/03/22أورده زكرياء العماري " :المنازعات الضيبية وتحصيل الديون العمومية ،م س ،ص .182
( - )283حكم عدد 3672صادر عن إدارية الرباط بتاري خ 2016/10/18أورده ا زكرياء العماري " :المنازعات الضيبية وتحصيل الديون العمومية ،م س،
ص .183
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
واعتبار املنازعة الجبائية على إطالقها منازعة قضاء شامل اعتبر من قبل بعض الفقه (، )284
مجازفة حيث أن املواد القانونية املتعلقة بهذه املنازعات ال تسعف السير في هذا االتجاه خصوصا في ظل
غياب مسطرة قضائية محددة للمنازعة الضريبية على غرار ما هو معمول به في الدعاوى املدنية.
________________________________________________________________________________
القاض اإلداري" ،م .س ،ص .54
ي ( - )284عادل العسلة« :مناهج عمل
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وتمثل حماية امللزم بالضريبة متغيرا استراتيجيا في أي إصالح ضريبي ،حيث أن حماية امللزم تعتبر
جوهر املنازعات الضريبية ،وذلك عن طريق تمكينه من الضمانات التي تخولها له القوانين الضريبية،
وإتاحة الوسائل القانونية له للدفاع عن مصالحه وأوضاعه املالية ،وذلك من أجل ضمان سيادة القانون
ومبدأ شرعية الضريبة واحترام الحقوق األساسية للملزمين بالضريبة ،وتكريس مبدأ املساواة في تحمل
األعباء والتكاليف العمومية على النحو الذي يحقق العدالة الضريبية.
ولذلك يشكل التدخل القضائي في املنازعات الضريبية آلية أساسية إلقرار مختلف الضمانات التي
خولها املشرع الضريبي للملزمين بالضريبة ،وذلك على أساس احترام املساطر القانونية في مختلف
________________________________________________________________________________
القاض اإلداري" ،مجلة العلوم القانونية ،محور العدد "المنازعات القانونية عىل
ي ين ربي سلطات اإلدارة الجبائية وحماية( -)285أحمد رفيع" ،الملزم الض ي
الثاب ،2014مطبعة األمنية ،ص 132 العدد والقضائية"، ضوء المستجدات ر
التشيعية
ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
العمليات الضريبية ،واحترام املبادئ والقواعد القانونية املقررة في هذا الشأن لصالح امللزمين ودون إهدار
للمصالح املالية للدولة.
فاملنازعات الضريبية إما أن تنصب على مرحلة تأسيس الوعاء الضريبي ،وإما أن تكون منصبة على
مرحلة التحصيل .وقد خول املشرع الضريبي للملزمين بالضريبة جملة من الضمانات خالل هاتين
املرحلتين على نحو يراعي مبدأ مشروعية الضريبية ،كما عمل القضاء اإلداري من خالل اجتهاداته في املادة
الضريبية على تكريس هذه الضمانات وإحاطتها بمجموعة من املبادئ التي تكفل تحقيق حماية فعالة
للملزمين بالضريبة ،وذلك في مواجهة اإلدارة الضريبية املتمتعة بسلطات وامتيازات تجعلها قادرة على
تحقيق اإللزام الضريبي ،وتطبيق النصوص الضريبية ،وفرض احترام القانون الضريبي.
إن املنازعة في الوعاء الضريبي هو ذلك النزاع الذي ينشأ في مرحلة تأسيس وربط الضريبة من خالل
األساس القانوني والواقعي لهذا التأسيس ،فهي منازعة تتعلق بمشروعية الضريبة ،هاته األخيرة تروم
باألساس مراقبة القضاء اإلداري للخروقات الراجعة إلى مسطرة فرض هذه الضريبة وتحديد وعائها،
والسعر الواجب لها.
وبذلك تعتبر العمليات املرتبطة بالوعاء الضريبي مجاال خصبا واألكثر إثارة بين امللزمين وإدارة
الضرائب أمام القضاء ،حيث يحق للملزمين بالضريبة رفع مجموعة من الدعاوى أمام القاض ي الضريبي،
بحيث يلعب هذا األخير دورا أساسيا في تحقيق الحماية لاللتزام الضريبي ،وامللزم الذي يعتبر الحلقة
الضعيفة في هاته العملية من جهة أخرى ،ومن بين أهم هذه دعوى نجد دعوى بطالن مسطرة الفرض
الضريبي ،ودعوى االسترداد ،ودعاوى تحويل االلتزام والطعون املتعلقة بتصحيح االخطاء املرتبطة
بالتخفيض أو اإلعفاء من الضريبة أو رد مبلغ دفع بغير حق.
وعليه سنتناول في هذا املطلب مختلف الضمانات القضائية للملزمين بالضريبة فيما يتعلق بالوعاء
الضريبي ،إذ تتمثل الحماية القضائية من خالل مراقبة القضاء للقواعد واملقتضيات الشكلية واملسطرية
(الفرع األول) مقتصرين على بعض النماذج املتعلقة بهذه القواعد ،في حين سنعرج في (الفرع الثاني)
للبعض الضمانات القضائية املوضوعية والتي تهدف بأساس للحماية املال العام.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الفرع األول :دور القاضي اإلداري يف حماية امللزم يف مرحلة تأسيس الضريبة
املنازعة الجبائية إما أن تنصب على مرحلة التأسيس ،وإما أن تكون منصبة على مرحلة التحصيل،
وتعتبر األولى مجاال خصبا واألكثر إثارة للمنازعة بين امللزمين واإلدارة الجبائية؛ حيث تتمتع هذه األخيرة
بمجموعة من الصالحيات واالمتيازات تمارسها على امللزمين ،مما يجعلهم في بعض األحيان ،ال يرضخون
لتوجهاتها ومواقفها ،األمر الذي ينتج عنه منازعة ال يستطيع فك ألغازها إال القضاء ،إذن ما هي بعض
ماهي الوسائل القانونية واالجتهادية للقضاء اإلداري في حماية امللزم الضريبي خالل مرحلة التأسيس،مع
العلم أننا تطرقنا لألوجه حماية هذا األخير للملزم خالل مرحلة التحصيل فيما سبق من هاته الرسالة.
ومن خالل ما تبين قبله سنتناول مظاهر حماية امللزم على مستوى املساطر الشكلية(الفقرة
األولى) ،لنرصد بعدها صرامة القضاء االداري في املسطرة الضريبية نحو حماية أفضل للملزم الضريبي
(الفقرة الثانية).
تعد القواعد الشكلية للدعوى الضريبية أول ما تتعرض له املحاكم الجبائية في أي دعوى مرفوعة
أمامها؛ حيث أن الجوانب الشكلية ،عليها يتوقف مصير الدعوى برمتها ،وأي إخالل بها تترتب عنه نتائج
بالغة ،وهي عدم قبول الدعوى واإلمساك عن التصدي لجوهر النزاع ( )286املرفوع؛ وما يعنيه ذلك من تهديد
لحقوق ومصالح الطرفين.
ونظرا لجسامة األثر املترتب عن عدم احترام الشروط الشكلية في الدعوى الضريبية ،وفي نفس
االتجاه الرامي إلى توفير حماية قضائية أكبر للملزمين الذين تتوفر فيهم شروط التعاطف القضائي معهم،
(األمية ،عدم درايتهم بالقانون الجبائي) ،فإن القضاء بمختلف درجاته ،أصبح يسير نحو املرونة والتلطيف
________________________________________________________________________________
ر
الماسي يف القانون العام ،جامعة ( - )286يوسف امهيمار ":مسطرة تصحيح الوعاء الض ي
ين-أية ضمانات قانونية وقضائية للملزم" ،رسالة لنيل دبلوم
الجامع ،.2016-2015ص .71ي الموسم سال، - واالجتماعية محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
في املساطر الشكلية وهجر أسلوب التطبيق الحرفي للنصوص في أكثر من مناسبة في املساطر الشكلية
الخاصة بقبول الدعوى ثم مسطرة التبليغ.
هكذا فرغم التحديد التشريعي الصريح آلجال مضبوطة للمنازعة أمام القضاء ،املتمثل في مرور 6
أشهر من التظلم اإلداري املقدم أمام اإلدارة ،حيث آنذاك يحق للملزم الطعن أمام القضاء ،دأب القضاء
في التخفيف من التطبيق الحرفي للنصوص املنظمة لآلجال ،وعمل من خالل اجتهاداته ،على توجه يتساهل
في بعض الحاالت مع امللزم )287( ،وقبل الدعوى حتى ولو قدمت قبل أوانها وكرس قاعدة :أن لجوء املكلف
بالضريبة إلى الطعن القضائي قبل جواب اإلدارة ،وقبل انقضاء أجل الجواب واملحدد في 6أشهر املوالية
لتقديم امللزم لشكايته ،ال تأثير له على سير الدعوى ،وال على قبولها ،مادام أن اإلدارة الجبائية بإمكانها أن
تعبر عن موقفها بخصوص شكاية املعني باألمر أمام املحكمة املعروضة عليها القضية ما لم تكن القضية
جاهزة قبل انصرام األجل املحدد لجواب اإلدارة ( ،)288بل أكثر من ذلك فقد سبق للقضاء ،أن قبل دعوى
ضريبية مرفوعة أمامه قدمت خارج األجل القانوني؛ ليتضح لنا أكثر الدور الحمائي للقاض ي الجبائي من
خالل النهج التلطيفي الذي يعتمده في تقديره لوجاهة الدفوع الشكلية املثارة ،ومن تجليات ذلك ما قرره
القضاء في حالة دخول امللزم مع اإلدارة في حوار خالل أجل البث في شكايته ،وتطلب منه اإلدالء بالوثائق
املثبتة إلدعاءاته ومطالبه ،ويستمر الحوار حتى نهاية األجل القانوني للطعن ولم تجيبه اإلدارة ،حيث في
هذه الحالة يرد القضاء دفوعات اإلدارة بفوات األجل حيث اعتبر دخول اإلدارة مع امللزم في الحوار يفتح
للملزم األجل الجديد الحتساب أمد الطعن القضائي (.)289
أما فيما يخص شرط املطالبة اإلدارية قبل الطعن القضائي؛ فاملبدأ املعروف واملكرس قانونا في
املادة 235من املدونة ( ،)290هو تمكين اإلدارة من فرصة مراجعة قراراتها دون التسريع في طرق باب
القضاء ،ولكن القضاء اإلداري من خالل اجتهاده كرس قاعدة تبرهن مرونته في التعامل مع املبدأ ،وذلك
________________________________________________________________________________
ر
الماسي ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية الحقوق فاس ،السنة الجباب يف حماية االستثمار" رسالة لنيل دبلوم القاض ( - )287وداد ألمو "دور
ي ي
الجامعية ،2009-2008ص .13
( - )288حكم إدارية وجدة بتاري خ 1996/2/14أشار إليه محمد قضي ،م.س ،ص .80
( - )289قرار الغرفة اإلدارية عدد 482بالملف عدد 2004/02/4/635أورده محمد قضي ،م.س ،ص .81
( - )290تنص المادة 235عىل "يجب عىل الخاضع للضيبة الذي ينازع يف مجموع أو بعض مبالغ الضائب والواجبات والرسوم المفروضة عليهم أن
يوجهوا مطالباتهم إىل مدير الضائب أو الشخص المفوض من لدنه لهذا الغرض".
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
طبعا في حاالت معينة ( )291أبرزها ،املنازعة التي يدعي فيها املعني باألمر عدم خضوعه للضريبة وانتفاء
صفة امللزم عليه ،كما كرس القضاء أيضا هذا االستثناء في حالة عدم احترام اإلدارة ملسطرة الفرض
الضريبي ( ،)292حيث في هذه الحالة امللزم غير ملزم باستيفاء شرط التظلم اإلداري كشرط اللجوء إلى
القضاء.
تلك هي بعض العينات من االجتهاد القضائي التي نلمس فيها مرونة القاض ي في التعامل مع النص
التشريعي ،هذه املرونة أملتها اعتبارات استثنائية ،تفرض على القاض ي الخروج عن روح النص إلى روح
االجتهاد للتعاطي مع الحاالت االستثنائية املذكورة أعاله ،حيث أن القاض ي مطالب بالدرجة األولى إلعمال
روح النص 235م.ع.ض(.)293
أما االجتهاد القضائي بشأن مؤسسة التبليغ ،فهذا األخير يعد املجال الخصب أكثر من أي مؤسسة
شكلية أخرى لالجتهاد القضائي؛ نظرا ملا يثيره من إشكاالت عملية ناتجة عن التنظيم التشريعي الناقص
لهذه املؤسسة ،وإذا كان املشرع في قانون مالية 2005ساير التطورات الواقعية وتمكن من إيجاد حل
ملجموعة من اإلشكاالت ( ،)294فإنه باملقابل أسس إلشكاالت جديدة( ،)295ومنها مثال نذكر إشكالية التوصل
بواسطة األقارب ،وحالة العنوان الناقص ،حالة مغادرة امللزم ملحل إقامته ،رجوع التبليغ بعبارة غير
مطلوب ...فال شك أن إعمال روح النص القانوني في مثل هذه الحاالت ،سيؤدي تارة إلى حرمان الخزينة
من حقوقها ،وتارة أخرى إلى اإلضرار بمصالح امللزم ،إذن كيف تعامل القضاء مع مثل هذه الحاالت الشاذة
إن صح التعبير؟
________________________________________________________________________________
( - )291أمحمد قزيي "التظلمات اإلدارية يف المادة الجبائية" م.س ،ص .22
( - )292قرار المجلس األعىل عدد 264بتاري خ ،2002/4/18أشار إليه أمحمد قزيي ،م.س ،ص .22
( - )293كما جاء يف حكم صادر عن إدارة مكناس بتاري خ 2010/04/14حيث كرس قاعدة مفادها أن رفع الدعوى الضيبية مقيد بإجراءات مسطرية قبلية
وآجال محددة طبقا للمادة 235من المدونة العامة للضائب ،وكل إخالل بذلك يعرض الدعوى لعدم القبول.
غي منشور. حكم رقم 9/2010/90المحكمة اإلدارية بمكناس ملف عدد 9/2010/18بتاري خ 2010/04/14ر
الن تنظم التبليغ ولإلطالع عىل التطور الذي عرفه التبليغ ،أنظر عىل سبيل المثال محمد قضي":دور ر
القاض
ي ( - )294أنظر المادة 219من م.ع.ض ي
اإلداري يف تفعيل الرقابة عىل صحة مسطرة فرض الضيبة وتصحيح وعائها" ،م.س ،ص .23-15
الن تطرحها مسطرة ( - )295للتفصيل ر
أكي حول اإلشكاالت العملية المثارة بشأن التبليغ راجع مثال رضوان السمينة "اإلشكاالت القانونية والعملية ر
ي ر
السويس ،كلية الحقوق سال ،سنة .2013
ي ين" رسالة لنيل دبلوم الماسي ،جامعة محمد الخامس التبليغ يف الميدان الض ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
بشأن التوصل بواسطة األقارب ،السؤال املطروح هنا هل البد من ذكر صفة القريب املتوصل،
وهويته للتأكد من درجة القرابة؟ في هذا الصدد ،اكتفى القضاء في بعض الحاالت بذكر الصفة؛ إذا كان
األمر يتعلق طبعا باألب أو األم ( ،)296وما عدا ذلك يجب ذكر الهوية تحت طائلة اعتبار التبليغ غير منتج
حتى لو تعلق األمر بأبناء امللزم ،وفي هذا الصدد ذهبت محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط في قرار لها
صادر بتاريخ ،2007/04/04إلى أن التبليغ ألحد أقارب امللزم ،لكي يعتد به وينتج آثاره القانونية ،يتعين أن
يضمن الهوية الكاملة للطرف الذي تسلم طي التبليغ ،وأن ذكر متسلم طي التبليغ هو "ابنته" دون بيان
اسمها الكامل يجعل التسليم غير قانوني.
أما حالة العنوان الناقص يمكن القول إن املنحى الذي سلكه املشرع في املادة 219كان االجتهاد
القضائي قد سبق املشرع في ذلك حيث اعتبر أن امللزم عند تصريحه بعنوان ناقص في إقراراته يتحمل وزر
خطأه ،وفي هذا الصدد ذهبت إدارية فاس في حكمها الصادر بتاريخ ،)297(2004/04/15أنه إذا تعذر على
اإلدارة التبليغ بعد سلك جميع املساطر قصد التبليغ لعدم تحديد العنوان الصحيح...يعطي الحق لإلدارة
اللجوء إلى مسطرة الفرض التلقائي.
وفي حالة مغادرة امللزم ملحل إقامته ،فقد حرص القضاء من خالل اجتهاداته إلى بناء عالقة جبائية
أساسها الشفافية والوضوح ،فإذا كانت اإلدارة ملزمة بالتبليغ فإن امللزم ملزم بإخبارها بأي تغيير في عنوانه
السكني الجديد ،وفي هذا الصدد أكدت املحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ ،)298( 2003/01/23أن واقعة
االعتقال ال تحول دون إعالم اإلدارة بذلك ،وبالتالي فعدم توصل امللزم املعتقل بالرسائل املوجهة إليه يرجع
إلى خطأه املتمثل في عدم إخبار اإلدارة بواقعة االعتقال.
أما إشكالية رجوع التبليغ بعبارة "غير مطلوب" فقد عرف موقف القضاء تدبدبا؛ حيث ذهب إلى
()300 اعتبار رجوع الطي "غير مطلوب" توصال برسالة التبليغ ( ،)299وفي اتجاه آخر اعتبرها ال تفيد ذلك
________________________________________________________________________________
( - )296قرار المجلس األعىل بتاري خ 2000أشارت إليه عزيزة هنداز ،م.س ،ص .74
( - )297حكم المحكمة اإلدارية بفاس عدد 99بتاري خ 2004/04/15أشار إليه رضوان السمينة ،م.س.
( - )298حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد 54الصادر بتاري خ 2003/01/23منشور بمجلة المحاكم اإلدارية العدد 3سنة ،2008ص .381
( - )299قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعىل عدد 554بتاري خ 2007/06/06وحكم المحكمة اإلدارية بمكناس عدد 275الصادر بتاري خ 2010/09/09
غي منشور. ملف رقم 2009/311ر
( - )300حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد 177الصادر بتاري خ ،2008/04/17أشار إليه رضوان السمينة ،م.س ،ص .17
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
حسب ظروف كل نازلة على حدي ،ذلك أن عبارة "غير مطلوب" قرينة لفائدة املرسل قابلة لدحضها
بالدليل العكس ي؛ إذا أثبت أنه لم يوجد بموطنه خالل املدة التي كانت الرسالة رهن إشارته بصندوق البريد.
الفقرة الثانية :صرامة القضاء يف املسطرة الضريبية نحو حماية أفضل للملزم
إن متصفح عينة من اإلجتهادات القضائية في املادة الجبائية سيلمس حجم الصرامة التي يتحلى بها
القضاء في بعض املناسبات ،وهذه الصرامة تتضح بشكل جلي في مسطرة الفرض التلقائي ،كما في مسطرة
التصحيح:
تستلزم مسطرة الفرض التلقائي للضريبة إخبار امللزم عبر الرسالة املضمونة مع اإلشعار بالتوصل
بضرورة إيداعه إلقراراته قبل اتخاذها لتدبير الفرض التلقائي ،وقد رتب القضاء اإلداري بجميع مستوياته
على عدم تبليغ امللزم بطالن املسطرة.
هكذا دأبت الغرفة اإلدارية باملجلس األعلى إلى إلغاء مجموعة من الضرائب لعدم احترام اإلدارة
الضريبية ملقتضيات التبليغ القانوني ،حيث جاء في قرارها بتاريخ" )301( 10 / 04/2006حيث أن فرض
الضريبة تلقائيا كما هو الوضع في النازلة يستوجب أن يكون امللزم قد سبق إنذاره بوجوب تقديم تصريحه
وتمكينه من إبداء مالحظاته حول أسس الضريبة قبل فرضها"...
في الحقيقة ،إن موقف القضاء في مسطرة الفرض التلقائي ينطوي على صرامة مبالغ فيها في
مواجهة اإلدارة ،ألن املشرع بالرجوع إلى املواد 228و 229ارتأى في نظرنا ،إتاحة الفرصة للملزم للتراجع عن
تماطله ،حيث أن املسطرة ليست تواجهية ( ،)302بل هي إخبارية يستهدف املشرع من خاللها تذكير امللزم
وحثه على احترام القانون؛ لذلك فإن القضاء ملا كرس قاعدة بطالن إجراءات الفرض التلقائي ،قلب
املعادلة وحمل املسؤولية لإلدارة عن أفعال مخالفة للقانون اقترفها امللزم بمجرد عدم احترامها إلجراءات
الفرض التلقائي.
________________________________________________________________________________
( - )301قرار الغرفة اإلدارية عدد 4025الملف اإلداري عدد 2000/1/4/674أورده محمد قضي ،م.س ،ص 35والقرار الصادر عن الغرفة اإلدارية عدد
315بتاري خ 2006/10/04يف ملف عدد 2004/2/4/1450أشار عبد الموىل مموري":مساطر المنازعة الضيبية -حدود التوازن ربي اإلدارة الضيبية
وضمانات الملزم" ،م .س ،ص .82
كثي ،م.س ،ص .90
( - )302الحسن ر
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
أما مسطرة التصحيح ،فقد نص املشرع على نظرية البطالن في املادة 220كلما تم اإلخالل بإجراء
من اإلجراءات سواء تعلق األمر بتبليغ الرسالة األولى ،أو الثانية أو عدم احترام اآلجال ،بل أكثر من ذلك
رتب البطالن إذا تخلف شرط قانوني مرتبط بمضمون الرسالة؛ كأسباب التصحيح ،في هذا السياق ذهبت
املحكمة اإلدارية بأكادير ،إلى تقرير بطالن مسطرة التصحيح التي تفتقر فيها الرسالة املوجهة إلى امللزم إلى
أسباب التصحيح (.)303
إن استقراء االجتهاد القضائي في مادة املنازعات الجبائية ،يعتبر من األهمية بمكان خاصة بعد
إنشاء املحاكم اإلدارية ،وال يقتصر إبداع القضاء اإلداري على مستوى التخفيف من الشكليات املسطرية
بل يمتد األمر إلى املوضوع وهو األساس لحماية حقوق امللزم دون املساس باملال العام ،مسترشدا في ذلك
بمجموعة من القواعد واملبادئ سواء تعلق األمر بالحقوق األساسية للملزم (أوال)أو تعلق األمر بالضمانات
املوضوعية لحماية امللزم مع قبول دعوى اإللغاء في مجال املنازعات الجبائية بالرغم من أنها ال تنتمي إليها:
الحقوق األساسية للملزم .
يتمتع امللزم بالضريبة بمجموعة من الحقوق ندرسها فيما يلي :
1-الحق في التظلم:
فتح املشرع أمام امللزم الذي يريد أن ينازع في مبلغ الضريبة املفروضة عليه ،باب التظلم أمام
اإلدارة ..الجبائية قبل لجوئه إلى القضاء .ويعتبر هذا الحق املمنوح للملزم ضمانة كبيرة له ألسباب عديدة
نوجز أهمها فيما يلي :
-خلق حوار بين اإلدارة وامللزم ملعرفة مطالب كل طرف ووسائل دفاعه قبل بدء املسطرة القضائية.
-إقناع امللزم بسند وصحة الضريبة إذا كانت شكايته ال تستند على أساس وتجنيبه اإلقدام على
مقاضاة اإلدارة بدون جدوى ،خصوصا إذا علمنا بان اإلدارة تساهم عمليا في حل أكثر من تسعون في املائة
من التظلمات املحالة على مصالحها.
________________________________________________________________________________
( - )303قرار صادر عن إدارية أكادير عدد 2010/70بتاري خ 2010/02/03منشور بمجلة REMALDعدد 93يوليوز-غشت ،2010ص .201
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
-تصحيح مبلغ الضريبة أو إلغاء جداولها فورا إذا تعلق األمر بأخطاء أو إغفاال شكلية وهذا يحمي
امللزم من إضاعة الوقت والنفقات أمام القضاء.
-ولعل من أهم ايجابيات التظلم أمام اإلدارة والتي تتضمن حماية اكبر للملزم السلطة الكبيرة
لإلدارة الضريبية والتي تفوق سلطة القاض ي في بعض الحاالت ،بحيث يمكن ملدير الضرائب أن يبت في
الشكايات ولو قدمت خارج اآلجال القانونية املشار إليها وبإمكانه أيضا أن يقرر تخفيضا كليا أو جزئيا
يفوق مقدار التخفيض الذي طالب به املمول ،فهو غير ملزم بالقاعدة القانونية التي يخضع لها القاض ي
،والتي تلزمه بالحكم وفق مطالب األطراف ،بحيث ال يمكنه منح إعفاء تخفيض لم يطالب به امللزم
بالضريبة .ونظرا إليجابيات التظلم ولطابعه الحمائي ،فقد أصر القضاء على عدم قبول الدعاوي التي ال
تحترم هذا اإلجراء (.)304
________________________________________________________________________________
ر
الثاب ،كلية العلوم القانونية
ي الماسي يف القانون العام ،جامعة الحسن ين " ،رسالة لنيل دبلوم لنيل دبلوم ( -)304سعيد حمري":لجان الطعن الض ي
الجامع ،2016-2015ص.22 ي الموسم بيضاء، ال الدار واالقتصادية واالجتماعية -المحمدية -
الن يحميها القانون" ،الفصل 118من دستور المملكة لسنة .2011 ( -)305حق التقاض مضمون لكل شخص للدفاع عن حقوقه وعن مصالحه ر
ي ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
من أبسط حقوق اإلنسان ،حقه في الدفاع عن نفسه ملقاومة أي ظلم أو طغيان يقع عليه ،وهذا
الحق يعتبر من الحقوق األساسية للملزم بالضريبة ،ولعل ما يرتبط بحق امللزم في الدفاع ،حقه في مناقشة
أساس الضريبة وأسباب التصحيح ،ورفع التظلم بذلك ،والطعن أمام اللجان الضريبية ،وأيضا أمام
القضاء.
ولتكملة منظومة حق امللزم في الدفاع ،فقد ألزمه املشرع باالستعانة بمحام ،حتى تكون حقوقه
محمية أكثر أمام إدارة ضريبية لها أطر متمرسون في ميدان املنازعات (.)306
ومؤازرة امللزم بمحامي قد تضمن له حقوقه أمام اإلدارة ،وهذا ما يكسب املحامي سلطات واسعة
نيابة عن موكله ،بحيث أكد حكم إدارية أكادير في 1995/7/27بأن للمحامي نيابة عن موكله الدائن
لخزينة الدولة ،الصفة في املطالبة بهذا الدين ،وقبضه مقابل إعطاء وصل بكل ما يتم قبضه ،طبقا للفصل
29من قانون املحاماة رقم ،93/162دون حاجة إلى وكالة خاصة.
كذلك مما يرتبط بحق الدفاع عدم إمكانية تطبيق أي جزاء على امللزم بالضريبة إال بعد إعالمه
باألسس والوقائع التي اعتمدت لذلك ،ومنحه إمكانية إبداء مالحظته.
وقد حرص املجلس الدستوري الفرنس ي على ضمان هذا الحق.
4-الحق في استرداد ما دفع بغير حق :
لعل من البديهي في هذه الحالة أن تقوم الخزينة برد كل املبالغ التي تم تحصيلها من امللزم ،زيادة
على مبلغ الضريبة .والسؤال الذي نطرحه في هذا الصدد ،هو هل يجب على اإلدارة إرجاع املبالغ املستحقة
للغير أم يجوز لها فقط ذلك؟
،اعتبرت أن طلب استيراد ما دفع املحكمة اإلدارية بمراكش في حكم لها بتاريخ )307( 1995/6/20
بغير حق ،هو باب تحصيل الحاصل باعتبار أننا أمام قضاء شامل يعمل –بعد إلغاء الضريبة عند
االقتضاء -على إرجاع املبلغ املؤدى.
________________________________________________________________________________
التاىل: ( -)306اتبعه القضاء اإلداري ف خلق مبدأ حق الدفاع إكماال ر
للشعية اإلدارية ،للمزيد زور المقال المنشور يف الموقع
ي ي
مفهوم مبدأ حق الدفاع
غي منشور.
( -)307حكم المحكمة اإلدارية بمراكش بتاري خ ،1995/6/20ر
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
إن اإلرجاع ليس مسألة اختيارية ،بل إجبارية ،على اإلدارة االلتزام بها من تلقاء نفسها حتى ولو لم
يطلب امللزم ذلك ،خصوصا وأن املشرع نص في الفصل 66من ق.ل.ع على أن من تسلم أو حاز شيئا أو أي
قيمة أخرى مما هو مملوك للغير ،بدون سبب يبرر هذا اإلثراء التزم برده ملن أثرى على حسابه .وبالتالي
ليس هناك ما يمنع اإلدارة من التقيد بأحكام هذا الفصل خاصة وأن االلتزام به سوف يحافظ على الثقة
بين امللزم واإلدارة ،والثقة أيضا في مبدأ املساواة أمام القانون)308( .
كما يطرح طلب االسترداد مسألة ذات أهمية أساسية ،وتتعلق بما إذا كان املبلغ املسترد ينتج أو ال
ينتج فوائد ،خصوصا وأن حيازة الخزينة لذلك املبلغ قد تأخذ وقتا طويال.
حق امللزم في ضمان تنفيذ األحكام القضائية الصادرة لصالحه :
عندما يطرح الصراع في ساحة القضاء ،ويعرض أمام املحاكم ،ينتظر كل طرف أن يكون الحكم
لصالحه ،وعندما يصدر القضاء أحكامه ،فمن البديهي أن تكون لصالح طرف دون اآلخر ،وهنا ينتظر
الطرف املحكوم لفائدته ،تنفيذ الحكم ،القتضاء حقه ،حيث تبرز إشكالية كبيرة ،تتعلق بتنفيذ األحكام
القضائية ،هذا اإلشكال الذي أصبح يؤرق املسئولين في وزارة العدل ،خصوصا وان نسبة كبيرة من األحكام
(ما يقارب 100ألف حكم) لم تجد طريقها نحو التنفيذ.
وإذا كان هذا اإلشكال يطرح بالنسبة للقضاء العادي ،فهو قد يطرح بعمق أكثر بالنسبة للقضاء
اإلداري ،وذلك الن أطراف الدعوى غير متكافئين.
فإذا كان بمقدور اإلدارة الضريبية تنفيذ الحكم الصادر لصالحها ،إما بواسطة الحجز والبيع
واإلكراه ،فإن امللزم ال يملك أي سلطة إلجبار اإلدارة على تنفيذ األحكام الصادرة ضدها .ويأخذ عدم تنفيذ
اإلدارة الضريبية لألحكام الصادرة ضدها عدة أشكال ،فقد يكون ذلك إما بالتباطؤ ،أو التراخي في إرجاع
األموال التي اقتضتها بغير حق أو باالمتناع عن تنفيذ حكم بإلغاء قرار من قراراتها ،وما يكرس إشكال عدم
تنفيذ اإلدارة لألحكام الصادرة ضدها ،هو محدودية سلطات القاض ي اتجاه هذا التنفيذ ،ذلك أن القاض ي
________________________________________________________________________________
( -)308سعاد بنور ،م .س ،ص .122
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ال يملك سلطة إصدار أوامر لإلدارة قصد تنفيذ األحكام الصادرة ضدها .كما ال يملك سلطة الحلول محل
اإلدارة.
إن تجليات الدور الحمائي للقاض ي الجبائي ال ترصد فقط على مستوى نهجه التلطيفي في صياغة
القواعد املتعلقة بشكليات الدعوى ،وإنما تتجلى أيضا من خالل حرصه الشديد على ضرورة احترام
مساطر الربط الضريبي في حق امللزم .وهذا الحرص يسير في سياق إرادة املشرع التي تتجه إلى تكريس
ضمانات املسطرة التواجهية لفائدة امللزمين أثناء عملية الربط الضريبي .ومن أهم الضمانات التشريعية
املقررة على هذا املستوى تكريس النظام اإلقراري عوض النظام التلقائي الذي كان معتمدا في السابق،
وكذا تمكين امللزم من عرض نزاعه على لجان مستقلة روعي في تشكيلها التخصص والحياد.
واعتماد نظام املشاركة في النظام الضريبي الحالي ( )système de participationعوض نظام الفرض
( )système de contrainteيجد تبريره في كون املجتمعات املعاصرة يجب أن تقوم على أساس إرادة
أفرادها ،واستعدادهم للمشاركة في النفع العام)309( .
في إطار املنازعات القضائية في التحصيل ،نجد نوعين من الدعاوى :تتعلق األولى بموضوع
التحصيل ،يتولى صالحية البث فيها قضاء املوضوع ،بينما الثانية تتعلق بإيقاف التنفيذ أو صعوبته،
ينعقد االختصاص فيها للقضاء االستعجالي باملحاكم اإلدارية كما سبق الذكر؛ فالدعوى التي تدخل في
نطاق قضاء املوضوع يكون الطعن فيها منصبا على عدم أحقية القابض في التحصيل ،أو عدم إجراء
التحصيل وفق األنظمة القانونية الجارية بها العمل.
ويعتبر القضاء الشامل البوابة الشاملة للمنازعات الضريبية ،والتي تضمن حماية كافية للملزم من
خالل إجراءات التي تفرضها عكس قضاء اإللغاء ،وهذا ما سنحاول الحديث عنه في (الفقرة األولى)،
________________________________________________________________________________
)309(- L’ introduction de l’idée de participation dans le système fiscal actuel a été justifiée par l’idée que la société
moderne doit reposer sur la volonté de ses membres sur leur aptitude pour le bien commun et l’ intérêt général … de
plus en plus de façon informelle ou institutionnelle, le contribuable est appelé à participer à sa propre imposition au
”point que l’on a pu parler d’un passage du “système de la contrainte au système de l’assentimen
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
للنصب بعدها بدراسة بعض جوانب تداخل االختصاص بين القضاء اإلداري في صورة القضاء الشامل،
والقضاء العادي (الفقرة الثانية).
يضطلع القضاء الجبائي في املنازعات بخصوص الدعوى املوضوعية في مجال التحصيل ،بدور
فعال في إقرار مبدأ الشرعية على تصرفات إدارة التحصيل ومدى احترامها للضوابط القانونية أثناء متابعة
إجراءات التحصيل ،أو في الحالة التي تتراخى فيها اإلدارة إلى حين مرور الوقت القانوني ،الذي يجب أن
تقوم خالله بعملية التحصيل .في هذه الحالة يمكن للملزم أن يدفع بتقادم الدين الضريبي أمام القضاء.
وكما هو معلوم فالتقادم املعمول به في النطاق الضريبي هو تقادم مسقط بحيث إذا ثبت يسقط حق
اإلدارة في استخالص الدين ،وفي هذا اإلطار جاء في حكم إدارية مكناس بتاريخ :)310( 2014/02/10أن عبئ
إثبات قطع التقادم يقع على اإلدارة ،وأن الدفع بمراسلة امللزم لعدة مرات دون إثبات توصله باالستدعاء
بإحدى الطرق القانونية ،يجعل التقادم قائم ويتعين التصريح بسقوط حق القابض في استخالص
الضريبة ،بل أكثر من ذلك فإن تخلف أحد الشكليات القانونية في اإلنذارات املوجهة للملزم ال تقطع
التقادم ( ،)311ولكن باملقابل فبمجرد قيام امللزم باالدعاءات الجزئية أو قيام القابض بتوجيه إشعار للغير
الحائز ،وقيامه بحجز تنفيذي؛ كلها إجراءات قاطعة للتقادم الرباعي ( ،)312كما اعتبر القضاء الدين سقط
وال يحق لإلدارة تحصيله إذا لم تثبت اإلدارة تبليغ امللزم وليس واقعة توجيه اإلنذار (.)313
أما الدعوى الرامية إلى إلغاء الضريبة فقد ذهبت إدارية الرباط ( )314إلى أن عدم احترام اإلدارة
املكلفة بتحصيل الدين ملبدأ تدرج املتابعة يترتب عنه إلغاء استخالص هذه الديون لبطالن إجراءاتها وعدم
التقيد بالترتيب امللزم لهذه اإلجراءات.
________________________________________________________________________________
غي منشور.( - )310حكم إدارية مكناس عدد 5/2010/19ملف عدد 5/2009/264س بتاري خ ،2014/02/10ر
غي منشور.( - )311حكم إدارية مكناس رقم 8/2010/07ملف عدد 8/2009/96س بتاري خ ،2010/01/28ر
غي منشور.( - )312حكم إدارية مكناس رقم 8/2010/38ملف عدد 8/2009/704س ،بتاري خ ،2010/02/9ر
غي منشور.( - )313حكم إدارية مكناس رقم 5/2010/265ملف عدد 5/2010/95س بتاري خ ،2010/08/26ر
( - )314حكم رقم 1382ملف عدد 2006/355صادر بتاري خ ،2007/6/2أشار إليه عبد الحميد الصحراوي ،مس ،ص .111
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الفقرة الثانية :إشكال تضارب االختصاص يف منازعات التحصيل بني القضاء اإلداري والقضاء العادي
قبل إحداث املحاكم اإلدارية ،كانت املحاكم العادية االبتدائية هي صاحبة االختصاص في جميع
النزاعات اإلدارية بما في دلك املنازعات الضريبية ،لكن بصدور القانون رقم 90/41الذي تم بموجبه
إحداث املحاكم اإلدارية ،التي أصبحت تختص في كل املنازعات اإلدارية ،ما عدا تلك التي خص بها القانون
محكمة النقض ،واملحكمة اإلدارية بالرباط ،وبناء على مقتضيات املادة ()315( )8من القانون رقم
.)316(41/90
يتضح من خالل ما سبق من ق.م.إ أعاله ،أن املحاكم اإلدارية هي التي أصبحت مختصة بالنظر في
الطعون الجبائية ،ودلك بمقتض ى الفقرة السادسة والفقرة الثامنة من الفصل املذكور ،وقد حددت املواد
من 28إلى 36النصوص والحاالت الجبائية التي تدخل في مجال اختصاص املحكمة اإلدارية (.)317
لكن اإلشكال الذي يبقى مطروحا في هدا السياق ،أنه بالرغم من كون املحاكم اإلدارية أصبحت لها
الوالية العامة للنظر في املنازعات الضريبية بما فيها منازعات التحصيل ،فهناك العديد من منازعات
التحصيل تعرض على القضاء العادي ،املتمثل في املحاكم العادية االبتدائية واملحاكم التجارية.
ونرى انه استنادا إلى املبدأ العام الذي نصت عليه املادة الثامنة املذكورة آنفا ،والتي جعلت القاض ي
اإلداري هو صاحب الوالية العامة في النزاعات الضريبية عموما ،واستنادا كذلك إلى املمارسة العملية،
حيث إن جميع املحاكم اإلدارية وبدون استثناء رغم هدا الغموض في املواد املذكورة تعتبر نفسها مختصة
اختصاصا كامال ومطلقا في النزاعات املتعلقة بجميع الضرائب( ،)318وهدا ما يستدعي تدخل املشرع لرفع
الغموض الذي يكتنف مواد القانون رقم 41/90املحددة الختصاص املحاكم اإلدارية في املادة الضريبية،
________________________________________________________________________________
( -)315المادة ( )8من القانون رقم 41.90المحدث بموجبه محاكم إدارية.
الن تنظر فيها الجهة القضائية ر
( - )316بإحداث المحاكم االدارية ،أصبحت لدينا جهتان قضائيتان ،كل واحدة تنظر يف قضايا تختلف نوعيا عن دلك ي
القضائيتي العادية
ر الجهتي
ر النوع المثار أمام كل من المشع عىل سن أحكام تعالج الدفع بعدم االختصاصالخرى ،لدا بات من الطبيع ان يعمل ر
ي ي
النوع من النظام العام ،ولألطراف أن يدفعوا
ي :
يىل تعتي القواعد المتعلقة باالختصاص واالدارية ،ولهده الغاية نصت المادة 12من القانون 41/90عىل ما ي
تثيه تلقائيا" .لمزيد من التفصيل النوع يف جميع مراحل إجراءات الدعوى ،وعىل الجهة القضائية المعروضة عليها القضية أن ر
ي بعدم االختصاص
العمىل يف القضاء والقانون". "المختض اب، االختصاص بي المحاكم اإلدارية والمحاكم العادية راجع مصطف ر
الي بخصوص تنازع
ي ر
الن تختص هده المحاكم بالنظر. المشع ف المواد 33و34و 35من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية إىل تعداد وجود أنواع الضائب ر (- )317لقد عمد ر
ي ي (-)318مصطف ر
الياب :المحاكم االدارية والصعوبات المثارة ،...م .س ،ص.83
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
من خالل التنصيص صراحة على اختصاص املحاكم اإلدارية في جميع النزاعات املتعلقة بمختلف
الضرائب وما في حكمها(.)319
وتبقى ضرورة تدخل املشرع ملحة لرفع اللبس على مستوى تحديد الجهة القضائية املختصة بالبث
في منازعات التحصيل بصفة خاصة ،ألن موضوع االختصاص يعتبر من املجاالت التي تحدد بالقانون.
فاملشرع وحده الصالحيات لرسم الحدود الفاصلة بين ميادين اختصاص كل نوع من انواع املحاكم
االبتدائية واإلدارية)320( .
لكن رغم الوالية العامة التي للمحاكم اإلدارية في نزاعات تحصيل الضرائب ،فهناك التساؤل الذي
يفرض نفسه ،أنه تعلق األمر بمساطر فرعية للتحصيل ،كاملنازعة في مسطرة الحجز العقاري التي تخضع
لقانون املسطرة املدنية أو املطالبة باالستحقاق الفرعي للمنقول أو العقار أو املنازعة في مسطرة حجز
األصل التجاري ،وغير دلك مما له عالقة بالقوانين املدنية ،فهل تبقى مع ذلك املحاكم اإلدارية مختصة في
النزاع ،أم االختصاص ينقل إلى القضاء العادي ،املتمثل في املحاكم العادية االبتدائية واملحاكم التجارية؟
فبالنسبة الختصاص القضاء العادي بالبت في املنازعات املتعلقة بالتحصيل ،يالحظ انه بالرغم
من عدم تحديد مدونة التحصيل اختصاص املحاكم االبتدائية في هدا املجال بشكل واضح ،خاصة إدا
علمنا أن عملية تحصيل الضرائب تتطلب في حاالت كثيرة سلوك مساطر قضائية من طرف الجهة املكلفة
بالتحصيل ،كما هو الشأن بالنسبة إلجراءات التحصيل الجبري املتمثلة في حجز وبيع العقار ،أو عندما
يتطلب األمر الترخيص بفتح األبواب املغلقة في إطار مسطرة الحجز ،وكذلك حاالت التحصيل التي تتطلب
سلوك مسطرة اإلكراه البدني ،فجميع هده املساطر تعتبر اختصاص أصيال للمحاكم االبتدائية العادية.
وتزاد أهمية تحديد اختصاص املحاكم املعنية باملنازعات التي تخص مسطرة تحصيل الضرائب،
بالنسبة للمدين ولإلدارة الجبائية على حد سواء ،لدا يبقى من األنسب نقل جميع املساطر القضائية
املتطلبة في عملية التحصيل الجبري ،كما أن الشأن مثال بالنسبة ملسطرة الحجز والبيع ،والتي تباشر أمام
________________________________________________________________________________
(-)319عبد الرحيم حزيكر ،م .س ،ص.305
القاض اإلداري" ،م .س ،ص .66
ي ( -)320عادل العسلة« :مناهج عمل
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املحاكم االبتدائية العادية ،فمباشرة هده اإلجراءات أمام املحاكم اإلدارية بدال عن املحاكم االبتدائية
العادية ،من شأنه أن يوفر الجهد على القاض ي وعلى األطراف املتنازعة ،ويضمن سالمة إجراءات
التحصيل املسطرية املتطلبة في عملية التحصيل الجبري ،ولالستدالل على النتائج السلبية واألضرار التي
من شأنها أن تلحق باملدين وبالخزينة العامة ،والناتجة أساسا عن تشتت االختصاص بين القضاء العادي
والقضاء اإلداري ،فيما يخص البت في املنازعات املتعلقة بمسطرة التحصيل الجبري للدين الضريبي،
يمكن الرجوع إلى وقائع وحيثيات القضية موضوع امللف عدد ،)321( 2/08/172 :والتي يتبين من خاللها مدى
تداخل االختصاص بين املحكمة اإلدارية واملحكمة االبتدائية العادية ،حيث تعذر على القابض سلوك
مباشرة اإلجراءات السليمة املتعلقة بتحصيل دين ضريبي ،كما استعص ى على املدين تتبع ملفه أمام
القضاء ،ففي الوقت الذي كان يعتقد هدا األخير انه كسب قضيته أمام املحكمة اإلدارية في مواجهة
الخزينة العامة للمملكة ،كانت مصالح هده األخيرة قد باشرت مجموعة من اإلجراءات –لم يكن املدين
على علم بها العتقاده أن النزاع قد انتهى -أمام املحكمة االبتدائية ،لينتهي النزاع بإلغاء إجراءات التحصيل
من طرف محكمة االستئناف اإلدارية(.)322
أما مسطرة االكراه البدني ،فال تقل مشاكل تنازع االختصاص الناتجة عن تطبيقها في إطار مسطرة
التحصيل الجبري للضريبة ،عن االشكاالت الناتجة عن تطبيق باقي إجراءات التحصيل األخرى ،التي
تتطلب تدخل القضاء العادي بصفته الجهة املختصة في هدا اإلطار ،ناهيك عن مسطرة اإلشعار للغير
الحائز وما ينتج عن تطبيقها أيضا من إشكاالت وصعوبات ،ناتجة بدورها عن تنازع االختصاص بين
املحاكم اإلدارية والعادية ،)323،من خالل االستدالل ببعض الحاالت التي تظهر بشكل جلي اإلشكاالت
املتعلقة بتداخل اختصاص املحاكم بمناسبة البت في منازعات التحصيل ،لكن قبل دلك ال بد من التأكيد
على أن ما يزيد من طرح اإلشكاالت املتعلقة بتنازع االختصاص ،هو غموض مقتضيات مدونة التحصيل
وعدم تحديدها الختصاص املحاكم االبتدائية ،كما أن االجتهاد القضائي لم يستطع تجلية هدا الغموض،
________________________________________________________________________________
غي منشور.
( -)321حكم عن إدارية الرباط الملف عدد ،2/08/172 :ر
( - )322قرار محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط عدد 1404 :المؤرخ يف ،08/12/1 :ملف عدد .2/08/172
البدب يف اطار مدونة تحصيل الديون العمومية" مقال " المنازعات الضيبية وتحصيل الديون العمومية " ،منشورات
ي ( -) 323نجاة حاتم" :مسطرة االكراه
المدب REJUCIV ،سلسلة دراسات وأبحاث ،الجزء ،49طبعة ،2015ص .196 ي مجلة القضاء
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
األمر الذي أدى إلى اختالف االجتهاد القضائي لدرجة التناقض في بعض الحاالت ،كما هو الشأن بالنسبة
للمحكمة اإلدارية لوجدة واملحكمة التجارية لفاس ،حيث اعتبرت كل واحدة منهما على صاحبة
االختصاص إلصدار اوامر الحجز التحفظي(.)324
فإدا كانت املادة 141من مدونة التحصيل تنص على ان النزاعات التي قد تنشأ عن تطبيق أحكام
مدونة التحصيل ،تعرض على املحاكم االدارية ،فهناك حاالت عديدة تفرض فيها املدونة ضرورة اللجوء
إلى املحاكم االبتدائية كما هو الشأن مثال بالنسبة للمادة 52من املدونة ،التي تعتبر انه إدا تعذر على
املأمور التبليغ للخزينة القيام بمأموريته لكون األبواب مغلقة أو نظرا لعدم فتحها له ،يرخص له بفتحها
بواسطة أمر صادر بناء على طلب وفق شروط الفصل 148من قانون املسطرة املدنية ،ومن املالحظ أن
هدا الفصل ينص صراحة على اختصاص املحاكم االبتدائية(.)325
وإد نكتفي بهده األمثلة التي تجسد غموض مقتضيات مدونة التحصيل وعدم توضيحها وتفصيلها
ملجال اختصاص املحاكم اإلدارية واملحاكم العادية االبتدائية املعنية بالبت في منازعات التحصيل
الضريبي ،يبقى اإلشكال املتعلق بتنازع االختصاص حاصل بين املحاكم اإلدارية واملحاكم التجارية أيضا،
وان هدا الغموض الذي تركه املشرع لم يزله القضاء ،وكقاعدة عامة تختص املحاكم التجارية بالقضايا
املتعلقة بحجز وبيع األصول التجارية وإجراءات التصفية والتسوية القضائية للمقاوالت ،وتنص املادة 68
من مدونة التحصيل على أن تنفيذ حجز األصول للمادة الخامسة من القانون 95/53املحدث للمحاكم
التجارية ،فغن هده األخيرة هي املختصة بالنظر في النزاعات املتعلقة باألصول التجارية ،وقد تم تعديل
الفصل 68املذكور أعاله بموجب القانون املالي لسنة ،2005الذي نص بما معناه ،انه يتم حجز األصول
التجارية طبقا ألحكام الفقرة الثالثة من الفصل 455من ق.م.م من لدن مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين
للخزينة بعد الترخيص املشار إليه في املادة 37من نفس القانون ،وبمقتض ى هدا التعديل أصبح القابض
________________________________________________________________________________
الشكات نموذجا" أطروحة ر
المباشة بالمغرب الضيبة عىل الدخل والضيبة عىل ر التجاب" :المنازعات الجبائية يف مجال الضائب ( -) 324عبد الرحيم
ي
الجامع ،2013/2012ص.409
ي لنيل الدكتوراه يف الحقوق ،جامعة محمد الخامس بالرباط ،كلية الحقوق أكدال ،الموسم
تحفط عىل أصل
ي (-) 325األمر الصادر عن إدارية الرباط تحت عدد 99/7بتاري خ 99/03/24يف الملف عدد ،99/7قض لقابض الناضور بإجراء حجز
تجاري ،ولنفس الغاية قض األمر الصادر عن المحكمة التجارية بفاس يف الملف رقم 2016/7113/219بتاري خ ،2016/09/14باإلذن لإلدارة الجبائية
تحفط عىل أصل تجاري لمدينتها ،لمزيد من التوضيح راجع المالحق.
ي بإجراء الحجز
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
في غنى عن استصدار أمر قضائي بحجز األصل التجاري ،إد يجوز له إيقاع الحجز مباشرة على األصل
التجاري ،ودلك تبعا لالمتياز املقرر له بالنسبة للمنقوالت.
لكن بالرغم من التعديالت التي أدخلت على بعض مقتضيات مدونة التحصيل ،فغنها لم تأت بعد
بحل واضح من شانه رفع اللبس عن مسألة توزيع االختصاص بين املحاكم العادية واملحاكم اإلدارية فيما
يخص البت في املنازعات املرتبطة بمسطرة التحصيل.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املستوى ،أضحت مسألة آنية وملحة إلعادة الثقة في االحكام القضائية بصفة خاصة من جهة ،وتجويد
العمل القضائي بصفة عامة من جهة ثانية ،قصد تحقيق التوازن للطرفي العالقة الجبائية.
بحيث ال يمكن تحقيق حماية ومناعة للحقوق ومصالح امللزم في عالقته مع اإلدارة عبر إقرار
ضمانات قانونية ومقتضيات مسطرية فقط ،بل البد من صناعة وعي مشترك بين مختلف األطراف
بواسطة أساليب وآليات متطورة وحديثة ،تيسر إمكانية حصول امللزم على مختلف املعلومات واملعطيات
التي من شأنها توفير الحماية ملصالحه وحقوقه تجاه اإلدارة الضريبية ،والترافع بها أمام القضاء.
هذه األخيرة بدورها عليها أن تسعى لتلطيف عالقتها مع امللزمين ،وإعادة ثقتهم في هذه العالقة التي
باإلضافة إلى كون هيئة الدفاع باعتبارها هيئة تسعى إلى إكفال حقوق ومصالح امللزمين والترافع
عنها أمام القضاء ينبغي أن تكون محيطة باملادة الضريبية واملستجدات الطارئة عليها حتى تضطلع بمهامها
وبناء على ما تقدم سنتناول التكوين واالختصاص أطراف العالقة الجبائية في املرحلة القضائية
(املطلب األول) على أن نخصص (املطلب الثاني) ملعيقات العمل القضائي في املادة الضريبية والبدائل
املمكنة لتجاوزها.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
العدالة ،في القضايا التي تعرض عليه لم تتحقق بعد ،وهذا راجع بأساس إلى قلة املوارد البشرية من جهة،
وضعف التكوين والتأطير لدى القضاة من جهة ثانية ،فضال عن ضعف أليات التحفيز التي تعد من
وهذه الغاية لن تتأتى إال من خالل خطة إصالح استشرافية (أفقية وعمودية) شاملة للمختلف العوائق
والصعاب التي تعترض القاض ي في أداء مهامه ،من تكوين مستمر ومواكب للمختلف املستجدات العمل
القضائي على الصعيدين اإلقليمي والدولي واالستفادة من الخبرات الرائدة في هذا املجال (الفرع األول).
كما هو الشأن بالنسبة للهيئة الدفاع التي تعد ذاك الوسيط بين املواطن والقاض ي واملؤتمنة على حقوقه
ومصالحه في عالقة يطبعها التكامل والتعاون ،وفي هذا الصدد ينبغي على أطراف املذكورة إلى اإلدارة
الضريبية تبسيط املعلومة وتيسير الولوج إليها عبر وسائل حديثة حتى يكون الجميع على علم ودراية باملادة
الضريبية وما يرتبط بها من قواعد ومساطر الواجبة في عملية التقاض ي (الفرع الثاني).
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
عرفت بالدنــا ح ــوارا وطـنـيــا حــول إصالح منظومــة العــدالـة ،بغرض تجميع األفكــار واالقـت ـراحات،
وسبل اإلصالح التي أبــداها جميع املتدخلين في دورات الحـوار ،وصلت إلى خالصات متفق عليها كانت بمثابة
أرضية ملختلف مضامين إصالح منظومة العدالة .وقد شكلت الندوات الجهوية للحوار أهم اآلليات التي
عكست املقاربة التشاركية لهذا الحوار ،وقد غطت هذه الندوات مجموع الخريطة القضائية للمملكة،
حيث عولجت خاللها اإلشكاليات الكبرى التي تواجهها العدالة املغربي.
وتأتي مسألة التكوين والتكوين املستمر على رأس أهم مرتكزات إصالح منظومة العدالة باعتبارهما
من أسس استقاللية القضاء ،فإننا نعتبر أن التكـوين املستمر ،يعـد أحد الدعائم األساسية في التطوير
والتجديد املعرفي والثقافي ،كما أنه يجعل املتكون يحصل على خبرة عملية تساعده على أعماله وعلى اتخاذ
الق ـرارات الصـائبة ،إال أن اإلشكالية األساسية أمام القضاة ،خاصة أن االستفادة من التكوين املستمر
()326
تكون عادة على نفقة املستفيد من هذا التكوين ،وعادة يكون بالرباط وباملعهد العالي للقضاء.
وبما أن الجهاز القضاء عموما ،والقضاء اإلداري خصوصا يوكل إليه حماية حقوق وحريات األفراد
عبر مجموع من الضمانات التي يخولها على مستوى املساطر الشكلية واملوضوعية ،من استيفاء التبليغ
آجاله القانوني ،وجعل عبئ االثبات على اإلدارة ،وغيرها من الضمانات التي أقرتها املسطرة املدنية والقانون
املنظم للمحاكم اإلدارية.
وبالتالي يستوجب على هيئة القضاء أن تضطلع باملهام املوكولة لها ،وذلك يتأتى باهتمام بالجانب
املعرفي والتكويني لهاته الهيئة قصد تحقيق األهداف املرجوة منه وهي تحقيق التوازن والعدالة القضائية.
وفيما يلي سنستعرض الدور املأمول للقضاء في املنازعات الجبائية (الفقرة األولى) ،لنعرج في (الفقرة
الثانية) ألهمية التكوين املستمر للقضاة في امليدان الضريبي ،باعتباره ميدان تقني يصعب االملام به مما
يطرح إشكال االستعانة بالخبراء واتخاذ مخرجاتهم حجة وبيان في اتخاذ الحكم القضائي.
________________________________________________________________________________
العاىل للقضاء رئيسة الجمعية المغربية للقضاة رئيسة غرف ة بمحكمة االستئناف بالدار البيضاء مقال منشور
ي (-)326رشيدة أحفوظ ،أستاذة بالمعهد
بالموقع /http://www.alkanounia.comمحكمة-النقض-والتكوين-المستمر #t177.html-تحت عدد ،170 :آخر زيارة .2017-10-15
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ال يختلف اثنان حول الدور املحوري املأمول من القضاء اإلداري املغربي في إخضاع اإلدارة
الضريبية للضوابط القانونية احتراما ملبدأ الشرعية ،وقيامه بهذا الدور كفيل بجعل اإلدارة أن تأخذ بعين
االعتبار في تصرفاتها وفي املقررات التي تتخذها أن هناك رقابة بعدية تمارس عليها ،ومن شأن هذه الرقابة
أن تبطل هذه التصرفات خاصة إذا خالفت اإلدارة املقتضيات التشريعية والتنظيمية املعمول بها (.)327
وهذا يتضح من خالل حرص اإلدارة الضريبية عل تطبيق املقتضيات القانونية وفق املساطر
الشكلية واملوضوعية ،خاصة مسطرة التبليغ)328( ،حيث يعتبر التبليغ حق من حقوق امللزم خوله له املشرع
وألزم اإلدارة الضريبية احترامه وإال كان مصير مسطرة الفرض الضريبي البطالن ،ومن مستجدات هاته
ّ
املخطط الخماس ي للقضاء استشرف مواجهة ّ
مبرزا َّأن
تحديات كبرى في العام ً ،2017 مسطرة التبليغ َّأن
القضاء يتخلص من إشكالية التبليغ ،التي تعتبر طامة كبرى ،وتعرقل سير العدالة ،عبر استبداله بالتبليغ
اإللكتروني (.)329
ويقوم القضاء بمهمة وقائية تجعل منه عامل رهبة ومراقبة دائمة ومستمرة لعمل اإلدارة الجبائية
يحتم عليها عدم الخروج عن منحى الشرعية ( ،)330باإلضافة إلى مهمته العالجية أو التصحيحية عندما
يمارس رقابة على أعمال اإلدارة للتأكد من مطابقتها للشرعية لدى بته في املنازعات املعروضة عليه.
وهذا الدور األخير ال يقتصر فيه القضاء على إصدار األحكام والقرارات فقط ،بل يتعدى ذلك
إلى التدخل اإليجابي في كل أطوار ومراحل املنازعة من خالل تصحيح املسطرة ،دون أن يتعارض
ذلك مع مبدأ الحياد الذي يجب أن يتحلى به ،ألن هذا الدور في نهاية املطاف ينحصر في القواعد الشكلية
املتعلقة باملسطرة ،وال يتعداها إلى القواعد املوضوعية )331( ،فالعمل القضائي جعل من القاض ي فاعال
________________________________________________________________________________
( -)327محمد مرزاق وعبد الرحمان أبليال ،م.س ،ص .302
ر
( -)328موقف المحاكم اإلدارية من مسالة التبليغ -حسب الباحثان محمد مرزاق وعبد الرحمان أبليال -هو الذي دفع المشع إىل إعادة تنظيم طرق التبليغ
عىل مستوى مسطرة التحصيل – مس ،ص302
الرسم للجريدة ،يوم الثالثاء 27يناير
ي ( -)329حوار مصور أجرته جريدة هسييس مع مصطف فارس ،الرئيس األول لمحكمة النقض ،المنشور يف الموقع
،14:05 - 2015أخر زيارة .2017-10-05
( -)330محمد مرزاق وعبد الرحمان أبليال ،ن م ،ص .303
( -)331عبد الرحيم الكنبدري ،م .س ،ص .185
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
أساسيا في حقل تطوير املادة الجبائية ،إن هذا الدور الجبائي وهذا التدخل املحمود بات أمرا ملحا ،على
اعتبار أن الدور السلبي لعدد من القضاة في املنازعات الجبائية قد ساهم في حسم أغلبية الدعاوى في
الشكل قبل الجوهر ،في وقت يكون فيه امللزم أحوج ما يكون إلى تفعيل الدور اإليجابي للقاض ي(.)332
إن قيام بهذا الدور املهم ليس بأمر الهين بل يستوجب اضطالع القاض ي الضريبي بتحقيق التوازن
بين أطراف النزاع الضريبي باعتباره الذرع الواقي ،من خالل العمل واالبتكار في املادة الضريبية والحرص
على التكوين املستمر في هاته األخير باعتبارها تحين أكثر من باقي القوانين.
يهدف التكوين املستمر للقضاة الى تكوين القضاة بمختلف املحاكم حسب تخصصهم واملهام
املسندة إليهم ،من خالل تنظيم لقاءات وورشات وندوات وطنية وأخرى جهوية ،أو دولية تمكن
املستفيدين من اكتساب وتطوير معارفهم ومهاراتهم وخبراتهم العلمية واملهنية
مسايرة التشريعات الوطنية والدولية وتعديالتها؛ ⧫
مواكبة التطور االجتماعي واالقتصادي لتمكين القضاة من االطالع عن املشاكل اليومية ⧫
التي يعيشها املجتمع وبالرغم انفتاح املعهد العالي للقضاء على واجهة الدولية عبر إبرام
مجموعة من اتفاقيات التعاون املتعلقة بتكوين القضاة ن وبجرد معظم االتفاقيات ال نجد
فيها ما يرتبط باملادة الضريبية مما يطرح سؤال هل التكوين املستمر ينطبق على أصول
________________________________________________________________________________
المغرب " م .س ،ص.547
ي ين
الغن " المسطرة يف القانون الض ي
ي ( -)332خالد عبد
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
القانون (املدني والجنائي وغيره )...في حين أن الجباية عصب الدولة و مورداها الرئيسين
وماتطرحه من إشكاالت عميقة وكثيرة تهمل بهذا الشكل (.)333
وبالتالي فإنه للرفع من جودة األحكام والقرارات الجبائية يقتض ي االهتمام بعملية التكوين،
فلتكوين القضاة دورا ال يستهان به في إصالح املنظومة القضائية باملغرب سيما وان تحديات العوملة
والتحوالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية أصبحت تستدعي إعادة النظر في برامج تكوين القضاة،
حتى يكون الجهاز القضائي مسايرا لهذه التحوالت ،ولهذا نعتقد بأنه أصبح من الضروري أن يعاد النظر
في سياسة تكون قضاة املحاكم اإلدارية للرفع من جودة التجربة القضائية عموما وفي املنازعات الجبائية
خصوصا ،وبالتالي يجب القيام بما يلي:
إعادة النظر في تكوين امللحقين القضائيين ،وتطوير شكل التدريس من خالل إحداث تخصص يهتم
بدراسة القانون الجبائي واملنازعات الجبائية ،وان يعهد بتدريسه إلى أطر تابعة ملديرية الضرائب لها
شهادات عليا وخبرة ميدانية طويلة في مجال املنازعات الجبائية ،وأخرى قضائية كان لها دور في تأسيس
اجتهادات قضائية في املادة الجبائية ،ألن هؤالء أقدر على ضبط اإلشكاليات التي يعرفها الحقل الجبائي،
وألنهم سيفيدون امللحقين القضائيين بما هو عملي بدل املسائل النظرية التي يمكن الرجوع إليها في الكتب
والنصوص القانونية.
تحسين طريقة االنتقاء لولوج القضاء بتفعيل املقتضيات التي أتى بها الفصل الخامس من قانون
90-43والقاضية بمشاركة حملة اإلجازة في الحقوق (فرع القانون العام) أو اإلجازة في العلوم االقتصادية
في مباراة امللحقين القضائيين الذين سيلتحقون للعمل باملحاكم اإلدارية ،وأن إجراء كهذا له أهمية كبيرة
لكون طلبة القانون العام أقدر على استيعاب املشاكل التي تطرحها املنازعات اإلدارية ،وذلك ألنهم
استأنسوا طيلة مرحلة السلك الثاني من اإلجازة بمواد القانون اإلداري والقضاء اإلداري والقانون
________________________________________________________________________________
العاىل للقضاء.
ي العاىل للقضاء و معاهد أخرى عربية و أوروبية ،للميد من المعلومات زورو موقع المعهد
ي ( -)333جرد للمختلف اتفاقيات التعاون ربي المعهد
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الضريبي ،وكذلك فطلبة العلوم االقتصادية ،سيكون لهم دور هام من شأنه أن يساهم في التقليص من
لجوء القاض ي إلى الخبرة في املسائل املحاسبية؛
يجب أال تقتصر املباراة املتعلقة بامللحقين القضائيين على مواد القانون الخاص ،بل يجب أن
يخصص حيز ملواد القانون العام بما فيها القانون الضريبي واملنازعات الجبائية؛
تقوية التكوين القضائي اإلعدادي باعتباره القاعدة الرئيسية للتكوين ،وذلك بدراسة النصوص
القانونية املنظمة للمنازعات الجبائية من خالل تفاعالتها مع الحياة املهنية للقاض ي ،وذلك خالفا ملا يلقن
بكليات الحقوق ،والتخفيف من البرامج الدراسية امللقنة في إطار التكوين اإلعدادي وذلك بالتركيز على
املهنية في دراسة املواد واملواضيع القانونية الرئيسية؛
ومن الوسائل الضرورية للرفع من جودة تكوين القضاة ،العمل على إحداث مكتبات بجميع
املحاكم اإلدارية تتوفر على كل املراجع العلمية ملواكبة مواقف الفقهاء في مجال املنازعات الجبائية،
وتزويد القضاة باألحكام والقرارات التي تصدر عن مختلف املحاكم اإلدارية فور صدورها ،مما سيجعل
القضاة على علم وإطالع على مختلف االجتهادات القضائية التي تفرزها التجربة القضائية في املادة
الجبائية ،وهناك وسيلة أخرى البد من توفيرها في املحاكم اإلدارية أال وهي ضرورة تجهيز هذه املحاكم
بنظام املعلوميات عموما ونظام االنترنيت خصوصا ،حيث سيمكن القضاة من االضطالع على آخر
االجتهادات القضائية في املادة الجبائية خاصة على مستوى القضاء األجنبي ،ويحصل كذلك على تعليق
الفقه على هذه االجتهادات ،الش يء الذي سيؤدي إلى صقل امللكة القانونية للقضاة ويكون له تأثير إيجابي
على الرفع من جودة التجربة القضائية الجبائية ويجعله ينافس االجتهادات القضائية للدول الرائدة في هذا
املجال)334(.
إذا كان لعملية تكوين قضاة املنازعات الجبائية دور مهم للرفع من جودة التجربة القضائية ،فإن
هناك عنصرا آخر ال يقل أهمية يتمثل في ضرورة تحسين ظروف عمل قضاة املنازعات الجبائية ،فما هو
املطلوب في هذا املجال لتوفير املناخ املالئم لعمل قضاة املادة الجبائية؟
________________________________________________________________________________
الدرباىل ،م .س ،ص .215
ي ( -)334محجوب
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
إن لعملية التكوين وإعادة التكوين وزنا كبيرا في مجال الرفع من جودة األحكام والقرارات الجبائية،
كما أن لهاتين العمليتين نصيب أكبر يمكن من خالله الحكم على مستوى التطور القضائي داخل كل بلد،
إذ يعتبران عادة من أضعف النقاط في عملية تطبيق العدالة في البلدان النامية ،ويتصل بهذا األمر ضرورة
تدريب القضاة الجبائي على التفكير التحليلي القضائي وممارسة االجتهاد القضائي .فكيف إذن يتم التكوين
الحالي للقضاة الجبائيين؟ وما هو املطلوب للرفع من مستوى هذا التكوين للوصول إلى جودة العمل
القضائي في املادة الجبائية؟
إن مهمة تكوين القضاة في املغرب تعود إلى املعهد الوطني للدراسات القضائية الذي أحدث
بمقتض ى املرسوم الصادر بتاريخ 29يناير ،)335(1970وقد حدد هذا املرسوم أهداف املعهد الوطني
للدراسات القضائية في:
تلقين تعليم نظري وعملي للقضاة النواب أو ما يعرف بامللحقين القضائيين؛
استكمال خبرة القضاة الرسميين.
وباالستناد إلى القانون رقم 43-90الصادر بتاريخ 10سبتمبر 1993واملتمم بموجبه الظهير رقم
467-74-1الصادر بتاريخ 11نونبر 1974املعتبر بمثابة قانون يتعلق بالنظام األساس ي لرجال القضاء
( ،)336ويعين القضاة بين امللحقين الذين قضوا مدة تدريب سنتين باملعهد ،وقد قسمت مكونات التدريب
على فترات زمنية ،وذلك على الشكل التالي:
دورة دراسات وأشغال تطبيقية باملعهد الوطني للدراسات القضائية تستغرق سنة ،وتهدف إلى
تأهيلهم مهنيا بواسطة تعليم مناسب؛
تدريب مدته سنة بمحاكم االستئناف واملحاكم واإلدارات املركزية واملصالح الخارجية للجماعات
املحلية واملؤسسات العامة أو الخاصة.
________________________________________________________________________________
الشيف رقم 240-02-1 الظهي ر
ر ) - (335المرسوم رقم 2-89-587الصادر يف 21ذي الحجة 26( 1389يناير ،)1970وتجدر اإلشارة إىل أنه بمقتض
الوطن للدراسات القضائية".
ي "المعهد العاىل للقضاء" محل
ي الصادر يف 3أكتوبر 2002الصادر بتنفيذ القانون رقم 09-01فقد تم استبدال "المعهد
ظهي رشيف رقم 1-91-227الصادر يف 22ربيع األول الموافق ل 10سبتمي ،1993الجريدة الرسمية عدد 18 ،4227جمادى األوىل 3 / 1414 ( - )336ر
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وإذا حاولنا مقارنة التكوين الذي جاء به قانون رقم 43-90الصادر بتاريخ 10ديسمبر ،)337( 1993
وخاصة املادة 6منه ،والتكوين الذي كان معموال به مع قانون 11نونبر ،1974نالحظ أن هذا القانون
األخير كان يولي أهمية كبرى للجانب العملي ،ويظهر هذا من خالل مدة الدروس النظرية كانت محصورة
في خمسة أشهر ،ويرجع ذلك إلى كون الطلبة املقبولين يتوفرون على مؤهالت علمية ال بأس بها ،وخاصة
إذا علمنا أنه ال يقبل الجتيازها مباراة امللحقين القضائيين إال الطلبة الذين يتوفرون على اإلجازة في الحقوق
بميزة ،ومن ثمة فهم ليسوا بحاجة إلى معلومات تلقوها في كليات الحقوق أو الشريعة ،بقدر ما هم في حاجة
أكثر لبلورة هذه املعلومات على املستوى العملي من خالل االحتكاك بواقع املحاكم وطريقة سيرها والكيفية
التي يطبق بها القضاة القانون .لهذا فإن التكوين كان يركز على الجانب التطبيقي حيث كان يقض ي
املتدربون مدة خمسة عشر شهرا في املحاكم ،ومدة أربعة أشهر في املؤسسات العمومية وشبه العمومية.
وهذا التوزيع كان يقرب امللحق القضائي أكثر من امليدان العلمي ويجعله يحتك بالواقع العلمي للعمل
القضائي ،فإذا كانت هذه هي الفلسفة التي سار عليها قانون 11نونبر 1974في التكوين ،فإننا نجد العكس
في القانون املعمول به حاليا الذي يتميز بما يلي:
حصر فترة التكوين في سنتين ،وهذا ما كان معموال به في القانون السابق؛
فترة التكوين باملعهد مقسمة إلى أربع فترات تختم باجتياز امتحانات نهاية التدريب.
وخالل هذه الفترة يدرس امللحقون القضائيون حوالي 21مادة موزعة على الشكل التالي (:)338
جدول يبين املواد التي يدرسها امللحقون القضائيون
________________________________________________________________________________
وغي وتمم بالمادة 21من
الشيف رقم 227-91-1بتاري خ 22ربيع األول 10( 1414شتني ) 1993الصادر بتنفيذ القانون رقم 43-90ر الظهي ر
ر (-)337
. :
الظهي الشيف رقم 240-02-1بتاري خ 25رجب 3( 1423أكتوبر )2002ج .ر بتاري خ 16رمضان 21( 1423 ر ر القانون رقم 09-01الصادر بتنفيذه
نوفمي )) : 2002يوظف الملحقون القضائيون بحسب ما تقتضيه حاجات مختلف المحاكم عىل إثر مباراة يشارك فيها األشخاص المتوفرون عىل ا ر
لشوط
األساس لرجال القضاء والحاملون لشهادة جامعية ال تقل المدة الالزمة للحصول عليها عن أرب ع سنوات
ي المشار إليها يف الفصل الرابع من النظام
لمقبولي شحي ا ر
ر األوىل للمي ر
ي االنتقاء ومقاييس اءاتر وإج الجامعية الشهادات قائمة تنظيم بنص تحدد مشفوعة بباكالوريا التعليم الثانوي
اإلنينيتhttp://www.ism.ma/ism-mag/matieres-mag.htm: ( - )338مأخوذ من موقع المعهد العاىل للقضاء عىل ي ر
ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الجبائية كالقانون الضريبي واملساطر الجبائية سيكون له تأثير كبير على تكوين القضاة خاصة الذين
سيلتحقون باملحاكم اإلدارية)339( .
ويستشف من هذا البرنامج أن امللحقين القضائيين الذين يخضعون للتكوين يعتقدون بأنهم
سيلتحقون باملحاكم العادية االبتدائية فقط ،ولهذا نعتقد بان هذه السياسة غير صحيحة وتهميش مواد
القانون العام عموما واملنازعات الجبائية خصوصا ،سوف لن يؤدي إلى تطوير العمل القضائي في املادة
الجبائية.
الفرع الثاني :غياب الوعي الضريبي للملزم وضعف تكوين هيئة الدفاع
بجانب الحدود املرتبطة باملشرع واملسطرة ،هناك أدوار ال يستهان بها ،قام بها امللزم والدفاع في
إضعاف تطور العمل القضائي والتأصيل لقواعد ضامنة لحقوق امللزم والعدالة الضريبية وتحقيق التراكم
الالزم لالجتهادات القضائية في املادة الجبائية وخاصة املتعلقة بمنازعات الوعاء الضريبي.
وسنتناول في (الفقرة األولى) للتشخيص املستوى املعرفي الجبائي للملزم الضريبي ،لننتقل لضعف
تكوين املحامين في املادة الضريبية (الفقرة الثانية).
في عالقة امللزم باإلدارة الجبائية ،تكون النصوص القانونية األداة األكثر أهمية لتحقيق التوازن
بين طرفي العالقة الجيائية ،غير أن التطبيق العملي لهذه النصوص ال يقل أهمية عن النصوص ذاتها،
لذلك ال يكفي الحكم على وجود نظام ضريبي متوازن من مجرد استقراء النص القانوني،
فامللزم الضريبي يجد نفسه في وضعية ضعف أمام االدارة التي تملك املعلومة باعتبارها سالحا فعال
في مواجهة امللزم وذلك يتضح من خالل مسطرة تقديم امللفات للجان وتبعية األعضاء اللجان لإلدارة
الضريبية (.)340
________________________________________________________________________________
العاىل للقضاء ،أخر زيارة .2017-09-07
ي ( -)339منشور بموقع المعهد
( -)340عبد الرحيم الكنبدري ،م .س ،ص .189
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فإذا كان امللزم هو الشخص الذي تفرض عليه الضريبة أي الذي يتحمل العبء القانوني بغض
النظر عن إمكانية نقلها إلى شخص آخر فإن امللزم يبقى الطرف األساس ي في العالقة الضريبية ألنه من
يتحمل أداء الضريبة وبالتالي تمويل النفقات العامة للدولة ،مع العلم أن امللزمون ينقسمون إلى ممول
بسيط وممول متوسط وممول كبير ( .)341وهو من يقع عليه التزامات كثيرة مثل مسك املحاسبة ،التصريح
بالضريبة ودفع الضريبة.
في املقابل له عدة حقوق أمام اإلدارة الضريبية منها ضمان الحق في االعتراض على القرارات
الضريبية إذا كانت تعرف بعض االختالالت والحق في االستعالم الضريبي وضمان استرداد ما دفع بغير حق
( ،)342وكذا الحق في اللجوء إلى القضاء للطعن إما في أساس تقييم الوعاء الضريبي أو إجراءات التحصيل
الضريبي.
هذه االلتزامات والحقوق املخولة له تقتض ي أن يكون امللزم على مستوى عال من الوعي الجبائي،
إال أن واقع هذا الوعي لدى امللزمين وخاصة الحق في اللجوء إلى القضاء اإلداري للطعن في ربط وتحصيل
الضريبة يبقى دون املستوى املطلوب ،وذلك راجع إلى غياب الوعي الجبائي والوعي القضائي عموما وهو ما
يجعل امللزم يعتبر اإلدارة قوة ال يحكمها القضاء ،وأن الحل الوحيد املناسب معها هو التحايل عليها أو
التوسط إليها أو اتباع الطرق اإلدارية للطعن ،كذلك أغلب امللزمين الزالت تجهل مبدأ الفصل بين
السلطات بحيث ال تميز بين املخزن كنظام تقليدي للتسيير اإلداري وبين مؤسسات القضاء بحيث تعتبر
مقاضاة اإلدارة معناه مقاضاة املخزن أمام املخزن( .)343كما أن نسبة مهمة من امللزمين تجهل وجود وسيلة
الطعن القضائي ضد مقررات اإلدارة الضريبية.
باإلضافة إلى دور امللزم في الحد من تطور االجتهاد القضائي في املادة الضريبية يلعب الدفاع دورا
كبيرا في الرفض الشكلي للدعوى الضريبية وذلك راجع لضعف تكوين املحامي في املادة الضريبية.
________________________________________________________________________________
شكيي ،مرجع سابق ،ص .126
( - )341محمد ر
شكيي ،ن .م ،ص .19
( - )342محمد ر
(343) - Abdellah Ragali Ouazzani: «Le recours pur excès de pouvoir: un moyen de régularisation des rapports
administration administrés»، revue de droit et d’économie, SMBA Fès, n° année 87, p 122.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فإذا كان الدفاع هو الجناح التالي للعدالة إلى جانب القضاء ،وفي الدعاوى اإلدارية ألزم املشرع
املتقاض ي بضرورة أن يرفع املقال موقع من طرف محام مسجل في جدول هيئة من هيئات املحامين باملغرب
طبقا للمادة 3من قانون رقم 90-41املحدث للمحاكم اإلدارية الصادر بالجريدة الرسمية عدد 4227
بتاريخ .1993/11/3وذلك راجع إلى أن املسطرة كتابية ومن الضروري على كل من يترافع أمام القضاء أن
يكون ملما بالقانون ولن يتحقق هذا الشرط إال في املحامي بحكم تكوينه وبحكم تجربته العملية داخل
املحاكم.
إال أن واقع املحامين يؤكد بامللموس محدودية اإلملام باملادة الضريبية لديهم بحكم التكوين الخاص
ألغلبهم وبحكم قلة امللفات الرائجة أمام املحاكم اإلدارية ،ويتضح ذلك بشكل واضح من خالل القانون
الضريبي ومحدودية تكوين املحامين فيه ،خاصة وأنه يتميز بتعقد املساطر ويتطلب مجهودا كبيرا للتمكن
منه .فحسب األستاذ أبليال فإن %60من الدعاوى يقض ي املجلس األعلى بعدم قبولها ألسباب مسطرية مع
العلم أنها مقدمة من محامين مقبولين للترافع لدى املجلس األعلى.
وفي هذا اإلطار ووعيا من هيئة املحامين بالدار البيضاء ،يضعف تكوين املحامي في املادة الضريبية
فقد أدمجت مادة املنازعات الضريبية في التكوين األساس ي للمحامين املتمرنين والتكوين املستمر للمحامين
الرسميين ويؤطر هذه املادة أطر ذات كفاءة عالية في املادة الضريبية (.)344
ومن ثمة فإن امللزم والدفاع عوض أن يكونا مساهمين في تدعيم اإلجتهاد القضائي ،قد ساهما
بشكل ال يستهان به في الحد من تطور العمل القضائي وجعله أكثر اجتهادا وإبداعا.
إذن محيط عمل القاض ي الجبائي هو اآلخر له دور مهم في إعاقة تطور العمل القضائي ،سواء
املشرع ،املسطرة ،امللزم ،املحامي.
________________________________________________________________________________
المحامي بالدار البيضاء ل سنة.2008 -2007
ر األساس والمستمر لهيئة
ي ( - )344برنامج التكوين
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وأنه من ثمة يجب تجاوز بعض االختالالت التي يعرفها التشريع الجبائي ،وعلى الجمعيات املهنية
وغرف الصناعة التقليدية والتجارية أن تقوم بواجبها في تعريف امللزمين بحقوقهم والضمانات املخولة لهم
بمقتض ى القانون الضريبي ،أما املحامي فال عذر له في أن يجهل التشريع الضريبي ،أو يرتكب بعض العيوب
املسطرية التي تؤدي إلى عدم قبولها شكال ،وفي هذا السياق فإن الوقت إلقرار مهنة التخصص في مجال
مهنة املحاماة (.)345
________________________________________________________________________________
البقاىل ،مرجع سابق ،ص .84
ي ( - )345نجيب
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املطلب الثاني :معيقات العمل القضائي يف املادة الضريبية والبدائل املمكنة لتجاوزها
إن تعدد وتنوع االجتهادات القضائية في مجال الجبائي ،لم يكن مانعا من وجود مجموعة من
االكراهات التي تؤثر وبشكل سلبي ورجعي على جودة العمل القضائي ،ويرجع ذلك لتقوقع واالنكباب
التكوين القضائي كما سبق الذكر على املادة املدنية والتجارية ،وعوامل أخرى مرتبطة بقلة االبداع
واالبتكار في العمل القضائي ،واالقتصار على القياس في االحكام ،وإعادة إنتاج نفس الوضع.
في انتظار تتويج ازدواجية النظام القضائي املغربي بإحداث مجلس للدولة وبالتالي تحقيق الجودة
الكلية للعمل القضائي اإلداري باملغرب.
وبالتالي فوجود الحدود السالفة الذكر يدل على نقائص تشوب العمل القضائي ،مما يستوجب
حاجة ملحة ملجموعة من اإلصالحات املركزية للرفع من مستوى عمله في املادة الضريبية للوصول للعمل
قضائي يرقى ملصاف اجتهادات مجلس الدولة املصري والفرنس ي ،إال أن تحقيق هذه الغاية تبقى حبيسة
مجموعة من العوامل واملعيقات (املطلب األول)،والبد معها من االطالع على التجارب املقارنة الرائدة ،و
االستفادة منها بما ينسجم وخصوصيات القضاء املغربي ،وسعي إلى تنزيل خالصات و توصيات املؤتمرات
واملناظرات و األيام الدراسية التي اهتمت بهذا املوضوع(املطلب الثاني) .
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
على الرغم من أهمية الضمانات التي يتيحها الطعن القضائي للملزم بالنظر إلى الدور الذي أصبحت
تلعبه املحاكم اإلدارية مند إحداثها إال أن عوائق كثيرة تحول في بعض األحيان إما دون ممارسة الطعن
القضائي أو دون تحقيق املسار الفعلي للعمل القضائي املرجوة منه ،وتتلخص جل الصعوبات في محدودية
النص القانوني بموازاة مع تطور املجتمع واتساع الوعاء الضريبي ،باإلضافة إلى صعوبة اإلجراءات التي
تفيدها االحكام بخصوص حق للملزم ،يقابلها تعنت اإلدارة في تبنيها.
كما أن العمل القضائي ال يستثنى من املحدودية التي تطغى عليهٌ ،وتطبع في ذهن امللزمين الحيلولة
دون الوصول للقضاء بغية تفادي صعوبات املساطر ،كما ظان العمل القضائي لم يسلم بدوره من بعض
العوائق التقنية التي تبنتها معظم الدول التي تنهج ازدواجية القانون والقضاء ابتداء من تفعيل التبليغ
االلكتروني وصوال إلى القضاء االلكتروني عبر تقنية السكايب (.)SKYPE
وسنقتصر على معالجة هذا املطلب من خالل مستويين يتعلق األول باإلشكاالت املطروحة على
مستوى النصوص القانونية وعرض الخالف الدائم بين القانون واملمارسة (الفقرة األولى) والثاني يتعلق
باإلشكاالت املتعلقة بما هو تقني (الفقرة الثانية).
إذا كان إحداث املحاكم اإلدارية ومحاكم االستئناف اإلدارية قد شكل طفرة نوعية في مجال
التنظيم القضائي كونه أدى إلى تنامي وعي املواطن بمكانته كعنصر يمكنه مقاضاة اإلدارة واملؤسسات
العمومية متى شعر بتعسف صادر في حقه وتجاوز النظرة التي كانت سائدة على مستوى اإلدراك الجماعي
بأن املخزن ال يمكن أن يقاض ى أمام املخزن ،إضافة إلى كونها ساهمت في إبراز وتحقيق ثقافة حقوقية
وقضائية ،جعلت املغرب يحتل مراتب متقدمة من حيث التنوع والتنظيم القضائيين ،غير أنه على صعيد
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
النصوص القانونية املنظمة لذلك فقد برزت مجموعة من الثغرات حدت من صالحية القاض ي في إيجاد
حل للعديد من املنازعات املطروحة على أنظار القضاء اإلداري)346(.
ويتجلى هذا القصور على املستوى القانوني في انعدام مساطر خاصة باملنازعات اإلدارية األمر الذي
يتبين من خالل اإلحاالت العديدة املنصوص عليها في القانون املنظم للمحاكم اإلدارية على قواعد املسطرة
املدنية إضافة إلى غياب مؤسسة قاض ي التنفيذ على غرار ما هو معمول به على مستوى املحاكم العادية
األمر الذي يجعل صدور اإلحكام ال قيمة لها وال سيما تلك الصادرة ضد اإلدارة ولصالح امللزمين إضافة
إلى غياب التنصيص على العقوبات الزجرية في شأن رفض تنفيذ األحكام القضائية مما يجعل حقوق
املواطن تضيع بين ردهات املحاكم)347( .
كما يالحظ هيمنة الجوانب الشكلية واإلجرائية على مستوى عمل املحاكم اإلدارية إذ أن غالب
املطالبات يتم رفضها بوجود إخالالت شكلية تكون من جانب امللزم كعدم احترامه لضوابط التظلم
التمهيدي أو في الحالة التي تكون فيها ملتمسات املدعين غير مطابقة ملقاالتهم أو للرسوم املتنازع فيها أو
مبالغها أو تكون غامضة ومبهمة ،بحيث ال يتبين للقاض ي مطالب املدعين إضافة إلى عدم اإلملام بالنصوص
القانونية املنظمة للجبايات املحلية تجعل املدعي أو دفاعه إما ال يحترم أجال الطعن وإما توجيهه لجهة غير
معنية مما يجعله غير مقبول شكال )348( .
وبتفحصنا ملجموعة من األحكام والقرارات الصادرة عن القضاء اإلداري يتبين أن أغلبها لم يتم
البت فيها بمجرد وجود عيوب شكلية وإجرائية ترجع أسبابها إلى انعدام ثقافة جبائية لدى امللزم في الجباية
املحلية وكذلك في انعدام التواصل اإلعالمي ما بين طرفي العالقة الجبائية املحلية.
________________________________________________________________________________
الدرباىل ،م .س ،ص .216
ي ( -)346لمحجوب
( -)347عبد الرحيم الكنبدري ،م .س ،ص .190
)348(- André Helbronner,op.cit, p 55.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
في هذا الجانب أوال مالحظة تتعلق بانعدام التخصص لدى قضاة املحاكم اإلدارية في املادة الجبائية
باعتبارها مادة تقنية تتطلب إملاما شامال ومدققا بالعمليات املحاسبية كونها تعتمد على أرقام ومستندات
ووثائق األمر الذي ينعكس سلبا على مردودية القضاء اإلداري في حل املنازعات الجبائية ويفتح في نفس
الوقت املجال أمام الخبير الذي وإن نص ق.م.م في الفصل 55على إمكانية تعيينه من تلقاء املحكمة أو
بناءا على طلب األطراف أو أحدهم وأن رأيه ال يلزم القاض ي بل يأتي على سبيل املساعدة إلجالء الحقيقة
غير أنه بالنسبة للمادة الجبائية التي تتسم بالطابع التقني وارتباطها الوثيق باملحاسبة تجعل القاض ي
عاجزا عن فك طالسيم الجداول الضريبية ومحتوى الرسائل التبليغية على إثر الفحص الجبائي وبالتالي
مما يدفعه إلى االستعانة بالخبراء في املحاسبة)349( . عن البت في النزاع املطروح واتخاذ القرار املالئم
ورغم أن تقارير الخبرة كما سبق الذكر تكتس ي طابعا استشاريا واستثنائيا فإنه في املادة الجبائية
غالبا ما تصبح ذات صبغة تقريرية ويصبح الحكم الصادر عن املحكمة اإلدارية هو صادر في األصل عن
الخبير وليس القاض ي اإلداري األمر الذي يجعل هذا األخير مجرد منفذ لنتائج الخبرة وهذا ما يؤثر على
االستقاللية املرجوة من القضاء.
إضافة إلى ذلك نجد أن التنصيص على اشتراط توكيل محام لرفع أية قضية أمام املحاكم اإلدارية
ومنها املنازعات الجبائية يجد بشكل كبير من إمكانية اللجوء إلى الطعن القضائي وذلك ملا يتطلبه هذا
التوكيل من مصاريف قد تكفي لوحدها لتجعل أي ملزم يتراجع عن اللجوء إلى املحكمة اإلدارية خصوصا
إذا كانت املبالغ املتنازع حولها قليلة وال تكفي حتى لتغطية املصاريف القضائية)350( .
كما نسجل على هذا املستوى ،وبالرغم من تطور الحركة التشريعية باملغرب في مختلف املجاالت
فإن عدد املحاكم اإلدارية ومحاكم االستئناف اإلدارية بقي على ما هو عليه بحيث أنه ال يستجيب ملبدأ
________________________________________________________________________________
)349(- Abdellali Msiteef : « La phase administrative de recours dans le contentieux de l’assiette », Mémoire pour
l’obtention du Master en Droit public, faculté des sciences juridique économique et sociales, Université Mohammed
Souissi-RABAT,2015-2016,P 55.
)350(- Abdellali Msiteef, op.cit,P 57.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
تقريب القضاء من املتقاضين وتشجيع امللزمين على تقديم مطالباتهم لضمان حقوقهم األمر الذي ينعكس
سلبا على حركية التقاض ي وخاصة منه القضاء اإلداري.
ال يجادل احد في كون القضاء هو ركن من أركان الدولة ،إذا انهار انهارت معه هذه األخيرة بالتبعية.
فالقضاء هو الساهر على فرض احترام القانون من طرف الجميع ودون تمييز بين األشخاص ،سواء من
حيث العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياس ي أو غيره من اآلراء أو املنشأ الوطني
واالجتماعي أو األصل العرقي ،أو امللكية أو الحالة االقتصادية أو أي وضع آخر .والقضاء اإلداري هو حامي
األفراد والجماعات من التعسف والشطط والظلم ،وهو الذي يحد من التجاوزات ويوفر املناخ السليم
للنمو االقتصادي والحافز على تشجيع االستثمار.
وقد أشرنا فيما سبق إلى أن القاض ي اإلداري هو صاحب الوالية العامة في املنازعة الجبائية من
خالل تجربة املحاكم اإلدارية االبتدائية واالستئنافية ثم الطعن أمام املجلس األعلى ،ففي الباب األول
خصوصا أن فئة عريضة من املواطنين ،باإلضافة إلى بعض املؤسسات االقتصادية تعلق آماال كبيرة على
هذه الرقابة.
إن العمل القضائي لهذه املحاكم بصفة عامة يسير في االتجاه الذي يسمح باالعتراف لدور هذه
املحاكم بالحركية في أكثر من مجال ،ومن ذلك مجال املنازعات الجبائية ،بفضل األحكام الصادرة بهذا
الخصوص والتي تساهم وتسير في اتجاه استكمال بناء دولة القانون.
ومن أجل الرفع من جودة العمل القضائي يستوجب أيضا ،اللجوء إلى الوسائل الحديثة في مجال
التواصل وغيرها ،بغية تبسيط املساطر التي طاملا أرهقت املتقاضين (الفقرة األولى) ،والتخلص من النقطة
السوداء التي تعرقل األداء القضائي وتحقيق إرادة القاض ي واملتقاضين ،مسألة تنفيذ األحكام اإلدارية
(الفقرة الثانية)
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الفقرة األوىل :على املستوى الهيكلي استعمل الوسائل الحديثة للمعالجة منازعات الضريبية
تثار مجموعة من اإلشكاالت على املستوى الهيكلي يجب تداركها للرفع من جودة العمل القضائي
والقرارات الجبائية ،ووضع قطيعة مع املاض ي القريب بتحسين العالقة بين امللزم الضريبي واإلدارة
الضريبية وذلك يتأتى بإحداث لجان إضافية تختص بكل نوع من الضرائب الثالثية ،وتبسيط املساطر
التي طاملا اقترنت بالتعقيد على مستوى اآلجال.
فاملسطرة الضريبية فتتميز بالتعقيد خصوصا على مستوى اآلجال وكثرتها ،سواء بالنسبة ملسطرة
التصحيح أو مسطرة الفرض التلقائي ،آجال البث بالنسبة للجن الضريبة ،أو أجل الطعن أمام القضاء
اإلداري)351( .
هذا التعقيد يؤثر على عدد امللفات املطروحة أمام القضاء وسرعة البث فيها ،إذ أن البطيء في
تسوية املنازعات الجبائية ظاهرة متكررة في املرحلة القضائية ،وهو ما يحول دون حسم الدعاوى والقضايا
املعروضة على املحاكم وأجهزة القضاء في األوقات املالئمة ،وعدم إيصال الحقوق ألصحابها في األوقات
املناسبة ،وقد أرجع البعض هذا البطيء إلى عدة عوامل منها:
قلة الوسائل املادية والبشرية والتقنية :القضاة ومساعديهم. ⧫
غموض النصوص الضريبية ،مما يحول دون إنجاز الدعاوى والقضايا في أوقاتها ⧫
املناسبة.
-تأخر التبليغات القضائية (.)352
كما أن تكلفة املسطرة أمام القضاء اإلداري جد مرتفعة وتتنوع بين الرسوم القضائية التي تشكل
عائقا أمام ممارسة حق الطعن في قرارات اإلدارة الجبائية ،باستثناء دعوى اإللغاء التي أصبحت معفية
بمقتض ى قانون 41-90املنش ئ للمحاكم اإلدارية (.)353
________________________________________________________________________________
)351(- Abdellali Msiteef, op-cit, P 61.
( - )352عبد الرحمان أبليال ،مرجع سابق ،ص .293 -292
العرب الكزداح ،مرجع سابق ،ص .461
ي (- )353
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
كما أن أتعاب الخبراء واملحامين وتكاليف السفر والتنقل وإعداد امللف القضائي تساهم في ارتفاع
تكلفة التقاض ي وتمنع بعض امللزمين من اللجوء إلى القضاة ويفضلون بسبب ذلك تسوية خالفاتهم مع
اإلدارة الجبائية ولو بطرق غير مشروعة عن طريق الرشاوى أو الصلح...
كما أن قلة املحاكم اإلدارية وتواجدها باملدن الكبرى باملغرب والتي ال تتجاوز 7محاكم تجعل
العديد من امللزمين غير قادرين على التقدم بالطعن أمام املحاكم اإلدارية بالنظر لبعدها عنهم ،فكيف
يتصور يطعن ملزم أمام محكمة تبعد عنه بما ال يقل عن 400كلم ،بل تصل إلى 1500كلم بالنسبة ملدة
الجنوب ،ونفس األمر بالنسبة لالستئناف بحيث ال يزيد عدد محاكم االستئناف اإلدارية عن 3محاكم.
هذا باإلضافة إلى أن تطبيق قواعد قانون املسطرة املدنية أمام القضاء اإلداري يطرح عدة
إشكاليات بالنظر الختالف بين اإلطار اإلجرائي للخصوصية املدنية وخصائص املنازعة اإلدارية ،كما أن
القانون الضريبي له مسطرة خاصة نص عليها كتاب املساطر الجبائية.
أضف إلى كل ما سبق إشكالية عدم تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة والتي تؤثر على
مصداقية العدالة والعمل القضائي عموما ،ويضرب في العمق دولة الحق والقانون ومبادئ حقوق
اإلنسان وحقوق امللزم ،ال سيما وان األموال العامة غير قابلة للحجز عليها كيفما كان نوع الحجز تحفظيا
أو تنفيذيا أو حجزا بين يدي الغير ،هذا الوضع أنتج وضعيات مأساوية للعديد من امللزمين بالضريبة بسبب
عدم تنفيذ األحكام اإلدارية.
إذن املسطرة أمام القضاء تساهم في الحد من تطور االجتهاد القضائي وذلك من خالل تعقدها،
البطيء الذي يميزها قلة املحاكم اإلدارية ،بعدها عن امللزم ،ارتفاع التكلفة ،وعدم مالئمة املسطرة املدنية
لخصوصيات املنازعات الجبائية.
كل هذه الخصائص التي تميز املسطرة أمام القضاء اإلداري والدور السلبي للمشرع ساهما في التأثير
بشكل سلبي على تطور العمل واالجتهاد القضائيين.
إن اعتبار النظام الجبائي املتبع بطريقة علمية في بلد ما من بلدان العالم يعتبر إحدى املؤشرات
اإليجابية الدالة على سالمة الجهاز الضريبي في ذلك البلد ،فضال عما قد يوفره النظام الجبائي الصحيح
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
من فوائد جمة ذات أبعاد حقيقية تتجلى على الخصوص فيما نلمسه من تشجيعات في مجال زيادة اإلنتاج
الوطني عن طريق إذكاء روح املبادرة الخاصة و العامة مع دفع عجلة التقدم و االزدهار و التشييد و العمران
و الصحة و االستقرار و البناء و الرخاء فضال عن انعكاساته اإليجابية األخرى على عدد من الدواليب
الحيوية ذات االرتباط املباشر و غير املباشر باالقتصاد الوطني (.)354
وال يمكن أن ينجح أي نظام جبائي مهما كان مستواه املطلوب إال إذا كان مرتكزا بدوره على ترسانة قانونية
من النصوص التشريعية التي تكفل له أن يعيش سليم البنية قوي األساس ،الش يء الذي يطمئن املواطن
على الوضع الصحي لنظام بالده االقتصادي واملالي ،وأن يخلق لديه كذلك تعاطفا صادقا مع النهج الجبائي
املطبق عليه وأن يمنعه من آفة التهرب الضريبي بشتى أشكاله ،وهذا يتطلب بدوره قضاء نزيها يتسم
بالتخصص)355( .
وعليه فقد أصبح من الضروري التفكير في إحداث قضاء متخصص أال وهو مؤسسة القاض ي
الجبائي عوض ترك األمور الجبائية مختلطة بباقي املنازعات األخرى ورائجة أمام محاكم مختلفة356
وبالنسبة للمغرب وفي امليدان الجبائي خصوصا فقد أصبح للقضاء دورا مهما في صقل وتصحيح
مسار العمل الضريبي وذلك راجع إلى تطور الوعي الجبائي لدى امللزم ومؤزريه
وإنشاء املحاكم اإلدارية باإلضافة إلى عزم اإلدارة على تنفيذ القرارات املتخذة ضد الدولة .وإلزام
اإلدارة بضرورة تعليل قراراتها وبالتالي فتواجد قاض ي جبائي في املنازعة الجبائية عموما واملنازعة في
التحصيل بشكل خاص هو من أهم وأكبر الضمانات التي قد تدعم موقف امللزمين في املرحلة القضائية
أمام ما تتمتع به اإلدارة من امتيازات وسلطات)357( .
إن التخصص في مجال املنازعات الجبائية ،و لو على مستوى املحاكم اإلدارية ،أصبح ضرورة
للنهوض بمستوى العمل الجبائي عموما ،خاصة و أن املنازعات الجبائية تتغير بخصوصياتها ،كما أن
________________________________________________________________________________
( -)354قانون رقم 41-90الصادر بالجريدة الرسمية عدد 4227بتاري خ .1993/11/03
الخروب " :اإلصالح الجديد يف ميدان تحصيل الضائب والديون العمومية " م م إ م ت عدد 22سلسلة مواضيع
. . . . . ي اب ومراد
( - )355عبد اللطيف العمر ي
الساعة ص122-121 :
)356(- loukasthéocharopoulos «la juridiction fiscal hellénique» le juge fiscal. Collection finances publiques dirigée par Joêl
Molinier sous la direction de Robert Hertzog. Economica. P, 229
الخروب ،م.س،ص.44
ي اب ومراد( -)357عبد اللطيف العمر ي
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
القانون الجبائي يختلف عن باقي القوانين األخرى لكثرة نصوصه و أحكامه و سرعة تغيرها مما يتطلب تفرغ
القاض ي لهذا املجال لدراسته أكثر و التعمق فيه ،و من شأن هذا التخصص اإلسراع في حل النزاعات و
بالتالي التغلب على ظاهرة البطء القضائي و كذا مساهمته في بلورة اجتهاد قضائي حقيقي تسترشد به
اإلدارة و امللزم على حد سواء ،و هنا البد من اإلشارة إلى ضرورة العناية بالجانب التكويني و التأهيل العلمي
و العملي للقضاة و تمكينهم من التكنولوجيا الحديثة و اللغات الحبية ووضع استراتيجية عملية في هذا
املجال من طرف وزارة العدل ،و ال يخفى ما يقوم به املعهد الوطني للدارسات القضائية في هذا امليدان من
تأهيل و تكوين مستمر للقضاة.
وال يخفى كذلك ما تقوم به املحاكم اإلدارية حاليا من دور إيجابي في الرقابة على أعمال اإلدارة وفي
يء الذي سيكون له بالغ األثر على مجال االستثمار ()358 التنمية االقتصادية الش
ويبدو من خالل استقراء بعض اإلحصائيات التي حصلنا عليها من املحكمة اإلدارية بالرباط ( )359أن
المنازعات المتعلقة باألساس تعرف ارتفاعا مضطردا سنة بعد أخرى ،إذ بلغ عدد الملفات المسجلة وحدها
سنة 2016ما مجموعه 560ملفا أما على مستوى الملفات المتعلقة بالتحصيل و المرفوعة أمام قضاء
)360(.86 الموضوع فإنها و إن كانت قد عرفت تراجعا نسبيا ،إذ بلغ عدد الملفات المسجلة سنة 2016إلى
فإن ذلك يجب أن يضاف إليه عدد الملفات االستعجالية المتعلقة بطلبات إيقاف إجراءات التحصيل و
التي بلغت سنة 2016إلى 1018ملف ،أما بخصوص نشاط املحاكم اإلدارية و القضايا املتعلقة
بالضرائب التي احتلت سنة 2016ما مجموع :
________________________________________________________________________________
( -)358محمد النجاري " :هل للمحاكم اإلدارية دور يف اإلصالح اإلداري؟ " م .م .إ .م .ت .عدد .40ص 77 :إىل 83
اب للخلية القانونية الجهوية بالرباط أنظر المالحق. ر ر
كي عىل المحكمة اإلدارية بالرباط نظرا لتواجدها داخل االختصاص الي ي
( -)359تم الي ر
( -)360أنظر الملحقات رقم .3-2-1
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
البقي بدون حكم القضايا املحكومة القضايا الرائجة سنة املسجل سنة 2016 املخلف سنة 2015
الديون العمومية
(ديون الخزينة)
()361
نشاط المحكمة اإلدارية بالرباط سنة 2016
البقي بدون حكم القضايا املحكومة القضايا الرائجة سنة املسجل سنة 2016 املخلف سنة 2015
الديون العمومية
(ديون الخزينة)
()362
نشاط محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط سنة 2016
لكن أهم ما يشغل بال الباحث في ميدان األحكام الصادرة عن املحاكم املختصة بالبث في املنازعات
املتعلقة بالتحصيل هو مدى تنفيذ هذه األحكام سواء من طرف اإلدارة أو امللزم .ولكي يستعيد القضاء
هيبته البد من الحرص على تنفيذ أحكامه القضائية وإضفاء الصبغة القانونية على التزام اإلدارة بتنفيذ
األحكام الصادرة في مواجهتها وذلك بتذييل تلك األحكام بالصيغة التنفيذية ،ومنح القاض ي سلطة فعلية
________________________________________________________________________________
( -)361أنظر الملحق لنشاط المفصل للمحكمة اإلدارية بالرباط.
( -)362أنظر الملحق لنشاط المفصل للمحكمة االستئناف اإلدارية بالرباط.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
لتنفيذ أحكامه وتجريم االمتناع العمدي عن تنفيذ األحكام اإلدارية وكذا محاربة التراخي واإلهمال في
تنفيذها وإمكانية املتابعة املباشرة للموظف املسؤول عن عدم التنفيذ.
ويجدر التذكير أن الخزينة العامة للمملكة قامت خالل سنة 2004بتنفيذ عددا من األحكام
الصادرة ضد الخزينة وفي املقابل باشرت حملة على مستوى الخاليا الجهوية من أجل تنفيذ األحكام
الصادرة لصالح الخزينة)363( .
و البد لكي يكون للقضاء دوره اإليجابي في ميدان املنازعات املتعلقة بالضرائب عموما و بالتحصيل
على وجه الخصوص أن يكون هناك تأهيل في الجوانب املرتبطة بالقضاء و خاصة املحامين ،إذ أن دور
هؤالء إيجابي في الدفاع عن حقوق امللزمين يتطلب مراسا و تكوينا في ميدان التحصيل الضريبي و إملاما
بالنصوص املنظمة له حتى ال تضيع حقوق األفراد سدى نتيجة إخالالت مسطرية أو عدم دراية بموضوع
الدعوى ،كما أن دور الخبراء -و الذين يتم اللجوء إليهم بكثرة في املنازعات الضريبية -يبدو مهما و يساهم
بشكل فعال في تكوين وتوضيح الرؤيا أمام القاض ي مما يتعين تأهيل هؤالء التأهيل الصحيح في هذا الجانب
ومن أهم اإلجراءات التي ينبغي األخذ بها في مجال القضاء لتحقيق الفعالية و هي كالتالي:
-1أن يكون الجهاز القضائي منظما تنظيما محكما
-2أن تكون مسطرة التقاض ي واضحة وبسيطة ويكون البث في املنازعات سريعا كي ال يفقد املتقاضون
ثقتهم في الجهاز القضائي ليظل حامي الحقوق والحريات
-3أن يكون تنفيذ األحكام سريعا
-4تمكين الجهاز القضائي من كافة الوسائل املادية والبشرية حتى يستطيع القيام بوظيفته أحسن
قيام
-5تمكين القضاة ومساعديهم من تكوين رصين وسليم والرفع من وضعيتهم املادية واملعنوية داخل
املجتمع
________________________________________________________________________________
( -)363محمد القضي ،تنازع االختصاص ربي المحاكم حول م.ت.د.ع ، ،م .س ،ص .44
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
-6العناية باإلعالم القانوني بما فيه نشر النصوص القانونية ومراجعتها باستمرار وتطعيمها
باالجتهادات القضائية
-7نشر االجتهادات القضائية على نطاق واسع لتمكين كافة املعنيين بها من االطالع عليها)364( .
-8تسريع مسطرة العمل بالخدمات اإلدارية والقضائية عبر الخط التي تعتبر من ضمن الدعامات
األساسية التي تعتمدها وزارة العدل من أجل تفعيل استراتيجياتها املتعلقة بتحديث اإلدارة
القضائية عبر التجسيد الالمادي للمساطر و اإلجراءات القضائية ،وتمكن هذه البوابة من القيام
بالطلبات عن بعد من أجل الحصول على مجموعة من الوثائق املتعلقة بالدعاوي القضائية
وامللفات الرائجة لدى جل محاكم اململكة (.)365
وقد كان يبدو للبعض أن إشكالية تنفيذ األحكام القضائية اإلدارية في املغرب تنطلق من غياب
مسطرة خاصة بتنفيذ´ هذه االحكام ،ما دام ان قانون املحاكم اإلدارية´ الذي اكتفى بوضع مادة فريدة في
ميدان التنفيذ ،هي املادة 49التي تنص على أن التنفيذ يتم بواسطة كتابة ضبط املحكمة اإلدارية التي
أصدرت الحكم ال يتضمن مسطرة خاصة بالتنفيذ ،وأن هذا القانون وإن أحال إلى مقتضيات قانون
املسطرة املدنية إال أن هذا األخير لم يتضمن مقتضيات خاصة بالتنفيذ في مواجهة أشخاص القانون
العام .إال أن أحكام قانون املسطرة املدنية فيما يتعلق بالتنفيذ تبقى واجبة التطبيق ألنها لم تميز اإلدارة
عن باقي املنفذ عليهم وبالتالي ال يمكن أن نطبق أحكام قانون املسطرة املدنية في حاالت ونعطلها في حاالت
أخرى فإعمال النص أولى من إهماله كما يقال.
________________________________________________________________________________
( -)364عبد الرحيم حزيكر :مرجع سابق ص .337
قضاب عدد 37
ي ويراجع كذلك :محمد سالم " :دور الطرق البديلة لحل اليعات يف إصالح القضاء وتأهيله لمواجهة تحديات العولمة " مجلة الملحق ال
ص :من 4إىل .51
( -)365للمزيد من المعلومات زورو موقع وزارة العدل ،أخر زيارة .2017-10-08
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وفي الواقع ،فإذا كان من الواجب االعتراف بالدور اإليجابي الذي لعبه مسؤولو بعض اإلدارات
وأشخاص القانون العام في مجال التنفيذ التلقائي لألحكام القضائية النهائية الصادرة ضد مؤسساتهم
لدرجة أصبحت معها هاته اإلدارات نماذج فيم هذا الباب ،إال أن مثل هذه الحاالت كانت تبقى نسبيا
محدودة ،وفي الغالب ان التنفيذ لم يكن يتم إال بعد تحرير محاضر بامتناع اإلدارة عن التنفيذ ثم اللجوء
في مواجهتها إلى إجراءات التنفيذ الجبري.
وغالبا ما يكون عدم التنفيذ ناتجا عن موقف سلبي من قبل اإلدارة لكن غير صريح ،بحيث تقوم
اإلدارة بتفادي التنفيذ عبر التذرع بصعوبات قانونية أو مسطرية أو واقعية واهية وغير جدية أو عبر
التراخي في التنفيذ أو من خالل تنفيذ الحكم بشكل معيب أو ناقص ،و يتم في هذه الحاالت استنتاج
امتناعها عن التنفيذ حسب املفهوم الذي أورده املشرع في الفصل 460من قانون املسطرة املدنية ،وأحيانا
قد ترفض اإلدارة تنفيذ الحكم بشكل صريح ،إال أن هذا النوع من االمتناع نادر الوقوع ،ولهذا فإنني ال
أتفق مع توجه قضاني يعتبر أن امتناح اإلدارة عن التنفيذ .ينبغي أن يكون صريحا وصادرا عن رئيس اإلدارة
بصورة شخصية تحت طائلة عدم االعتداد بهذا االمتناع وتبعا لذلك عدم املصادقة على الحجز لدى الغير
أو عدم الحكم بغرامة تهديدية ،والحال أن االمتناع بهذا املفهوم ليس ضروريا ،كما أن التصديق على
الحجز لدى الغير ال يتوقف قانونا على تحقق امتناع عن التنفيذ ،بل على وجود سند تنفيذي ى لم يدل
املدين بما يثبت براءة ذمنه منه (.)366
وتختلف االجراءات الجبرية للدفع اإلدارة للتنفيذ أحكام القضاء نذكر منها:
إجراءات التنفيذ الجبري. ⧫
⧫ إجراءات بديلة)367(.
مما سبق يتضح أن القضاء يحاول بوسائله التقليدية ،دفع اإلدارة إلى االلتزام بتنفيذ األحكام
الصادرة ضدها ،ولكن ما يمكن استخالصه ،أن الرقابة القضائية على اإلدارة قد أثبتت محدودية فاعليتها،
________________________________________________________________________________
يوم 6و 7من يناير ،2017مداخلة للرئيس ( -)366أشغال الندوة العلمية منظمة ر
المحامي بالمغرب ،ي
ر بشاكة ربي وزارة العدل والحريات وجمعية هيئات
المحكمة اإلداري للرباط ،مصطف سيمو" :مستجدات تنفيذ أحكام القضاء اإلداري «»،القضاء اإلداري ربي حماية الحقوق والحريات و تحقيق المصلحة
العامة" ،مجلة المحاكم اإلدارية ،العدد الخامس-إصدار خاص-الرباط-يناير 2017
( -)367للمزيد من المعلومات ،ن .م أعاله.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
فهي رقابة ناقصة ومحل شك ،إذ أنها تحول فقط دون تبلور ظاهرة االمتناع ،وال تقوم بالقضاء عليها بشكل
كلي.
ولهذا فنحن ننادي بتفعيل مؤسسة القاض ي اإلداري وتمتيعه بجميع السلطات ،في اتجاه ضمان
احترام أكبر ألحكام القضاء ،إذ ال أهمية لحكم يبقى في ربائد املحاكم ،ويكون هذا التفعيل بتخصيص
قاض أو أكثر لكل محكمة إدارية ،تكون مهمته تنفيذ أحكام القضاء بناء على طلب امللزم ،وبعد مدة معينة
من صدور الحكم ،وذلك بخلق تواصل بين القاض ي واإلدارة وخاصة الهيئات الرئاسية ،حتى تحمل هذه
األخيرة الوحدات اإلدارية التابعة لها رئاسيا أو وصائيا ،على النزول إلى مقتض ى الحكم وتنفيذه ،وأيضا
تمكنه من سلطة تحريك الدعوى الجنائية في حق املمثل القانوني لإلدارة ،املمتنع أو الذي أهمل التنفيذ.
ولن تتحقق هذه السلطة الفعلية للقضاء اإلداري إال بموجب تعديل تشريعي يتضمن تلك املقترحات ،لكي
نحقق بذلك التوازن بين وظيفة القضاء ووظيفة اإلدارة.)368( .
يتميز القانون الضريبي بمجموعة من الخصوصيات ومنها املبادئ والقواعد التي يخضع لها ويجب
على الفقيه والقاض ي أخدها بعين االعتبار ،وفي هذا اإلطار سوف نعرض بعض هذه املبادئ :
1-تفسير القانون الضريبي تفسيرا ضيقا :
وهذا املبدأ مقرر في التشريعات الضريبية ألغلب الدول ويؤكده كل من القضاء الفرنس ي واملصري
واملغربي.
وقد أكدت املحكمة اإلدارية بأكادير هذا املبدأ وطبقته في تفسير قانون 30.89املتعلق بالضرائب
املستحقة للجماعات املحلية وهيئاتها واعتبرت اللوحة املهنية لكل من املحامي والطبيب خارجة عن نطاق
تطبيق القانون الضريبي املذكور ،وأكد املجلس األعلى هذا االتجاه .وعلى عكس إدارية الرباط التي
أخضعت املحامي للرسم املنصوص عليه بالفصل 189فإن املحكمة اإلدارية بأكادير تبنت صراحة مبدأ
التفسير الضيق للنصوص الضريبية حيث جاء في حيثيات الحكم " وحيث أن املستقر عليه فقها وقضاء
________________________________________________________________________________
القضاب يف عدد 37ض :من 102إىل .104
ي يعكوب " :قراءة يف بعض اإلشكاالت المتعلقة بالمنازعة الجبائية " مجلة الملحق
ي ( -)368عبد العزيز
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
في كل من مصر وفرنسا ،أنه في حالة الشك في مدى النص الضريبي ،ينبغي األخذ بالتفسير الضيق األصلح
للملزم مما يستوجب تفسير النصوص الضريبية تفسيرا ضيقا ،ولفائدة امللزم دائما وكذا استبعاد طريقة
القياس في املجال الضريبي ."...غير أن قاعدة التفسير الضيق ال تعني تجميد دور القاض ي في تعامله مع
النصوص الجبائية ،بل يتوقف األمر في كثير من األحيان على تفسير النص الجبائي بتنسيقه مع فصول
قانونية أخرى خاصة املدنية منها والتجارية .نمثل لذلك بالحكم الذي أعفى جمعية رياضية من الخضوع
لضريبة (الباتانتا) والضريبة العامة على الدخل ،معتمدا في ذلك على "أن هذه الجمعية ال تستهدف الربح
ذلك أن الجمعية كما هو معروف تعتبر شخصا معنويا ،لذلك فان فرض الضريبة عليها يجد مجاله في
قانون الشركات وليس قانون الضريبة العامة على الدخل ،وبما أن الفصل الرابع من قانون الشركات يعفي
الجمعيات التي ال تسعى لتحقيق الربح من أداء هذه الضريبة لذلك يكون إخضاع رئيس الجمعية الرياضية
للضريبة العامة على الدخل غير قائم على أساس ".
واملغرب كباقي الدول الحديثة يسود تشريعه مبدأ عام ،وهو وجوب فرض الضريبة بقانون حيث
يحمل الدستور املغربي كل مواطن على قدر استطاعته التكاليف العمومية التي للقانون وحده الصالحية
إلحداثها.
()369
2-تفسير النص الضريبي لصالح الملزم:
إذا كان الشك يفسر لصالح املتهم في املادة الجنائية فإن الشك في املادة الضريبية كذلك يفسر
لصالح امللزم ،وتطبيق هذا املبدأ في املادة الضريبية ما هو إال نتيجة حتمية لتطبيق قاعدة تفسير القوانين
الضريبية تفسيرا ضيقا .حيث يعتبر تفسير النص الغامض لفائدة امللزم بالضريبة ،من النتائج األساسية
التي استوحاها القضاء من خالل تطبيقه ملبدأ التفسير الضيق .وهذا بالفعل ما أكدته إدارية أكادير بتاريخ
1995/06/08عندما نصت على أن النص الضريبي الغامض أو املشكوك فيه في مداه ونطاقه يفسر دائما
لفائدة امللزم..
________________________________________________________________________________
جماب ،الخية يف المادة القضائية ،السلسلة المغربية للعلوم والتقنيات الضيبية ،العدد الخامس ،مكتبة الرشاد سطات ،مطبعة األمنية،
ي ( -)369السعدية
ص 45
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
()370
3-استبعاد إمكانية األخذ بالقياس في المادة الضريبية:
إن األخذ بطريقة القياس في مادة الضرائب يعني تفسير النصوص الضريبية تفسيرا واسعا ،وهو ما
يخالف مبدأ التفسير الضيق الذي يميز ويطبع هذه املادة ،لذلك فإن استبعاد طريقة القياس عن هذه
املادة ما هو إال نتيجة حتمية لتطبيق مبدأ التفسير الضيق املذكور آنفا.
ويؤكد هذا الطرح ما تحرص التنصيص عليه القوانين املالية في املغرب لكل سنة واملرخصة
بتحصيل الضرائب املشرعة قانونا :من أنه يحظر تحت طائلة العقاب جنائيا استيفاء الضريبة مهما كان
الوصف ،أو االسم الذي تجبى به ،غير مأذون فيها بموجب أحكام القانون .
()371
4-عدم رجعية القوانين الضريبية:
يستمد هذا املبدأ مرجعتيه من املبدأ الدستوري املنصوص عليه في الدستور القاض ي بعدم رجعية
القانون.
ولقد اتخذت املحكمة اإلدارية بمكناس موقفا لصالح امللزم بأن ألغت إعالما ضريبيا موضوعه
تطبيق قانون بأثر رجعي ،وقد جاء في الحكم ما يلي )372( :
وكذلك فإن مجلس الدولة الفرنسية ،متشدد جدا في هذا املجال ،وحريص على تطبيق هذا املبدأ
في املادة الضريبية ،وال يتردد في إلغاء كل تطبيق يخالفه .
وباإلضافة إلى هذه املبادئ هناك العديد من القواعد التي أبدعها القاض ي الجبائي :
-رفض االزدواج الضريبي على نفس الوعاء.
-توزيع عبء اإلثبات بين اإلدارة الضريبية وامللزم.
-حرمان امللزم من مسطرة اللجان الضريبية رغم إخباره لإلدارة برغبته في ذلك يجعل الضريبة
املفروضة في هذا الوضع قمينة باإللغاء.
5-قبول دعوى اإللغاء في مجال المنازعات الجبائية.
________________________________________________________________________________
( -)370عبد الرحيم الكنبدري ،تحصيل الديون الضيبية-مقاربة قانونية وقضائية ،م .س ،ص .143
(-)371عبد الرحيم الكنبدري ،ن .م ،ص .149
( -)372حكم صادر عن إداري مكناس عدد 577بتاري خ ،15.02.2008مشار إليه يف مقال حسن السيمو ،م ،س ،ص.56
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
من املعلوم أن مشرع قانون 41/90بإفراده املنازعات الضريبية بابا خاصا ،هو الباب الخامس
مستقال عن الباب الثالث املتعلق بدعوى اإللغاء قد جعلها تندرج في إطار القضاء الشامل ،وبالفعل فبتتبع
عمليات تأسيس وفرض وتصفية وتحصيل الضريبة وما يتخللها من إجراءات وأعمال مادية مستمدة من
القانون ،وال تنش ئ مركز قانوني ،ويتضح أن القضاء الشامل هو الجهة الطبيعية املختصة للبث في
املنازعات التي تثار بصدد هذه األعمال واإلجراءات)373( .
وبالرغم من أن القضاء الشامل هو املجال األنسب للمنازعات الضريبية ،فيجب أن ال ننس ى دعوى
اإللغاء لتجاوز السلطة من حيث صالحية القاض ي في إطارها ،ومن حيث حجية الحكم الصادر على إثرها
وقد أعاد األستاذ جيل باشولبي في مؤلفه املنازعة الضريبية ،أنه من خالل إطاللة سريعة على االجتهاد
القضائي الفرنس ي خالل 20سنة األخيرة ،أتضح له أن دعوى اإللغاء تمثل مكانة بارزة في املنازعات
الضريبية ،فأهم القرارات في مادة الضرائب صادرة في إطار دعوى اإللغاء لتجاوز السلطة ،ألن دعوى
اإللغاء يضيف ،ال توازيها أية دعوى قضائية ولقد حدد القضاء اإلداري الحاالت التي يبت فيها كقاض ي
إلغاء وهي كالتالي :
القرارات الفردية المنفصلة
يقصد بها القرارات التي تصدر في مادة الضرائب دون أن ينتج عنها قرار بفرض الضريبة ،ومثالها
القرارات الصادرة عن املجلس الجماعي في شكل مداولة والتي من شأنها إحداث رسوم بلدية واملقررات
العامة املتعلقة بتنظيم الضريبة.
وفي هذا اإلطار فقد قبلت املحكمة اإلدارية بفاس طعنا بإلغاء القرار اإلداري الصادر عن املدير
الجهوي للضرائب القاض ي برفض تمكين الطاعن من شهادة اإلعفاء من الضريبة بعد أن تبت لديها توافر
شروط اإلعفاء في حقه استنادا ملقتضيات قانون املال ية 45-95االنتقالي.
وكذا القرار الصادر بناء على تظلم استعطافي برفض اإلعفاء أو التخفيض من ضرائب مباشرة
فرضت على امللزم بصفة قانونية .
________________________________________________________________________________
)373(- Abdellali Msiteef: « La phase administrative de recours dans le contentieux de l’assiette », op-cit, P132.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
القرارات التنظيمية
االجتهاد القضائي في مجال دعاوى اإللغاء املتعلقة بالطعن في القرارات التنظيمية عرف تطورا مهما
خاصة املتعلقة باملناشير والتعليمات الضريبية الصادرة في ميدان الضرائب ،وهكذا ألغى مجلس الدولة
الفرنس ي بتاريخ 1990/5/4منشورا ألنه تضمن إضافات في القانون الضريبي فأضحى بذلك ذا طابع
تنظيمي .
كما أن املنشور الصادر عن وزير الداخلية املوجه إلى رؤساء املجالس الجماعية الذي يفسر فيه
نطاق تطبيق القانون 30.89والذي يوضح فيه أن اللوحة املهنية للطبيب واملحامي تعتبر خاضعة للرسم
الجماعي ومشمولة بالفصل 192من نفس القانون يعتبر قرارا إداريا يمكن الطعن فيه بدعوى اإللغاء
املخالفة للقانون ،وبالفعل تم الطعن فيه ،وقرر القضاء أن لوحة املحامي غير خاضعة ألي رسم جبائي.
أما بالنسبة لألجل القانوني للمنازعة في هذه املناشير والدوريات ،فإنه أجل مفتوح ال يسري إال من تاريخ
النشر في الجريدة الرسمية ،وحيث أن هذه املناشير ال تنشر في الجريدة الرسمية فال يوجد أي أجل
للمنازعة في املنشور الضريبي أمام القضاء)374( .
إذن تفعيل مبادئ القانون الضريبي وقبول دعوى اإللغاء في مجال دعوى املنازعة في وعاء الضريبة
ساهما في دعم حقوق امللزم وتحقيق نوع من التوازن بينه وبين اإلدارة الضريبية ،وبالتالي سيفتح املجال
للملزمين برفع الدعاوى املنصب على اإللغاء أو التحصيل امام قاض ي اإللغاء ،مما قد يخفف الضغط
عن القاض ي األصل.
لقد حاولنا في هذه الدراسة الوقوف على كافة جوانب املنازعات الضريبية وما تطرحه هذه االخيرة
من معيقات وصعوبات سواء بالنسبة للملزم أو بالنسبة لإلدارة الضريبية ،وكذلك بالنسبة للقاض ي
اإلداري الذي يقع عليه عبء ثقيل ،حيث أن القاض ي اإلداري ينظر دائما في نزاع غير متساويين وتكون
مهمته هي إعادة التوازن بين الطرفين أي املوازنة بين املصلحة العامة والتي تتجلى في حماية االلتزام
________________________________________________________________________________
جماب ،الخية يف المادة القضائية ،م.س ،ص .50
ي ( -)374السعدية
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الضريبي ،وبين املصلحة الخاصة التي تتمثل في مصلحة امللزم ،هذا امللزم الذي يعتبر املساهم األول في
النفقات العمومية ومصلحته فيها مصلحة عامة.
فاملنازعة الضريبية وكما أسلفنا الذكر تنقسم إلى مرحلتين ،تتمثل األولى في املرحلة اإلدارية
والتي تتميز بحضور قوي إلدارة الضرائب من خالل سلطاتها الواسعة التي أقرت لها من أجل الوصول إلى
حقيقة االلتزام الضريبي ،وهذه السلطات تقابلها ضمانات قانونية كرسها املشرع للملزم لحمايته من أي
تعسف قد يطاله من طرف اإلدارة الضريبية ،حيث تم التنصيص على مساطر تضمن حقوق امللزم في
الدفاع عن نفسه وفي تمكينه من االطالع على األسباب التي دفعت اإلدارة الضريبية التخاذ قرار في حقه،
والدخول مع امللزم في حوار جدي قد ينهي النزاع قبل تطوره.
باإلضافة إلى تمكين امللزم من آليات أخرى تتجلى في التظلم اإلداري والذي يمكن امللزم من
التواصل مباشرة مع اإلدارة الضريبية وطلب تفسيرات لقرارها بكامل الحرية وبعيدا عن تعقد املساطر
القانونية.
كما تمثل اللجان الضريبية ضمانة إضافية بالنسبة للملزم حيث يتمكن من نشر نزاعه أمام
لجنة متخصصة في املجال الضريبي ،ويكفي أن اإلدارة وامللزم يقفان جنبا إلى جنب أمامها وقراراتها ملزمة
للطرفين ،وبالتالي فهذه اللجان تضطلع بدور مهم على مستوى النزاع الضريبي رغم التراجع الذي حصل
على مستواها بموجب قانون املالية لسنة 2016والذي أصبح بموجبه للجنة االنعقاد دون حضور ممثل
امللزم باإلضافة إلى إحداث لجنة جديدة على مستوى اللجان الضريبية)375( .
وتقييما للمرحلة اإلدارية في النزاع الضريبي يمكن القول أنها تتميز بهيمنة اإلدارة الضريبية إال
أن هذه املرحلة تساهم بشكل كبير في إنهاء جل النزاعات الضريبية حيث أنه ال يصل إلى يد القضاء إال
سبعة عشرة في املئة من مجموع النزاعات الضريبية.
________________________________________________________________________________
( -)375اللجنة االستشارية للنظر يف الطعون المتعلقة بالتعسف يف استعمال حق يخوله القانون ،راجع ص 68من هذه الرسالة.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
أما املرحلة الثانية في عمر النزاع الضريبي فتتعلق بالرقابة القضائية والتي تجسد املفهوم
الحقيقي للمنازعة ،فإذا كانت اإلدارة الضريبية تستأثر في املرحلة اإلدارية بحيز خاص ومكانة مميزة لكونها
خصما وحكما في نفس الوقت ،فإن الهيئات القضائية ملا تتميز به من استقاللية وحياد يجعل من الرقابة
القضائية على تصرفات اإلدارة الضريبية وأعمالها أفضل أنواع الرقابات.
فدور القاض ي اإلداري هو تحقيق التوازن ما أمكن بين حقوق اإلدارة الضريبية وضمانات
امللزم ،وهي مهمة ليست باليسيرة في ظل اإلشكاليات التي تطرحها النصوص الضريبية التي تتميز عن غيرها
من القوانين ،باإلضافة إلى كثرتها وتشعبها وخضوعها للتعديل والتغيير بشكل سنوي بمقتض ى قوانين
املالية مما يطرح اختالفا في التأويالت والتفسيرات على مستوى مختلف املحاكم اإلدارية ،وأحيانا على
مستوى املحكمة الواحدة.
وإذا كانت املرحلة اإلدارية في النزاع الضريبي تتميز بميل الكفة لصالح اإلدارة الضريبية فإنه
ومن خالل دراسة املرحلة القضائية الحظنا ميل الكفة لصالح امللزم على حساب االلتزام الضريبي ،حيث
أنه وباإلضافة إلى الضمانات القانونية التي يتمتع بها امللزم نجد القضاء قد كرس مجموعة من الضمانات
القضائية لصالح امللزم ،كالحكم ببطالن الفرض الضريبي لعيب في شكل مسطرة الفرض والذي يهدد
بشكل مباشر االلتزام الضريبي.
وهكذا فإنه يستعص ي تحقيق توازن فعلي بين امللزم وحقوق اإلدارة الضريبية رغم أن هذا التوازن
يبقى هاجس كل من املشرع الضريبي وكذلك القضاء اإلداري ،ومن خالل تحليلنا للمنازعة الضريبية سواء
على املستوى اإلداري أو القضائي فإنه يتعين القيام بعدة إصالحات وتعديالت قد تساهم في اعتقادنا في
تلطيف حدة النزاع الضريبي ،تم التطرق إلى مجموعة منها في صلب البحث ونضيف إليها ما يلي:
بالنسبة للفحص الضريبي يجب أن ال يتم ترك امللزم رهينة لدى مفتش الضرائب ،ووضع إطار زمني
معقول للبدء بعملية الفحص ،حيث أن املشرع نص فقط على عدم إمكانية مباشرة عملية الفحص قبل
مرور 15يوما على تاريخ اإلشعار بالفحص وترك الباب مفتوحا أمام مفتش الضرائب الختيار يوم البدء في
عملية الفحص؛
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
توجيه الطعون القضائية في املنازعات املتعلقة بالوعاء الضريبي مباشرة ضدد املديرية العامة
للضرائب تطبيقا للمادة 244من املدونة العامة للضرائب وعدم إرباك املشهد بإدخال أشخاص غير
معنيين بهذا النزاع كرئيس الحكومة ووزير املالية و الوكيل القضائي للمملكة وغيرهم ،الن كل طرف غير
معني سيطالب بإخراجه من الدعوى مما سيعقد شيئا ما مسار الدعوى)376( .
إلغا ء التقادم في املادة الضريبية ،ألن الدين الضريبي هو بمثابة ملك عام وامللك العام ال يسقط
بالتقادم؛
تدعيم إدارة الضرائب باملوارد البشرية الكافية إلجراء عمليات املراقبة الالزمة ،ولتقديم األجوبة
على تظلمات امللزمين في آجال معقولة ،خصوصا وأن املشرع من خالل قانون مالية 2016قد قلص من
املدة املمنوحة لإلدارة للجواب على تظلمات امللزمين من 6أشهر إلى 3أشهر.
سن مسطرة خاصة باملادة اإلدارية ،وحبذا أن تكون هناك مسطرة خاصة باملادة الضريبية ،وذلك
لتسهيل األمر على امللزمين واملهتمين باملجال الضريبي ،حيث أن القواعد القانونية املنظمة للدعوى
الضريبية متشتتة بين قانون املسطرة املدنية والقانون 41.90واملدونة العامة للضرائب وباقي القوانين
الضريبية.
________________________________________________________________________________
ين" ،م .س ،ص.115 ر
دحاب« :المنازعة يف الوعاء الض ي
ين ربي ضمانات الملزم وحماية االليام الض ي ي ( -)376جواد
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ويمكن القول إن هذا التقييم املتواضع هو عبارة عن خالصات شخصية هذا مع العلم أن حجم
العمل القضائي الصادر في املادة الجبائية الزالت قليلة ،وأن االجتهاد القضائي الزال في بدايته ويحتاج إلى
عامل الزمن لتحقيق التراكم الالزم لتطوره ولحل بعض اإلشكاليات والثغرات التي تعرفها النصوص
الضريبية.
كما أن تقييم العمل القضائي في مجال الوعاء الضريبي يحتاج إلى عقد أيام دراسة وندوات وطنية
يشارك فيه أخصائيون وفاعلون في الحقل ،وذلك بهدف إعداد تصورات ومشاريع إصالحية للمنظومة
القانونية الجبائية واإلدارة الضريبية في عالقتها بامللزمين وإصالح النظام القضائي اإلداري لتجاوز الثغرات
وتدعيم الجوانب اإليجابية.
كما ال ينبغي إغفال إعداد القاض ي على مستوى املعهد الوطني للدارسات القضائية و على مستوى
التكوين املستمر عن طريق الندوات داخل الوطن وخارجه وإعطاء العناية الالزمة ملوضوع املنازعات
الضريبية املكان الالئق بها في برامج التكوين األساس ي واملستمر.
وكذا رفع مستوى مهارات القاض ي الفكرية والعملية والتفاوضية ،وتوفير املراجع العلمية في املادة
الضريبية وذلك عبر إحداث مكتبات قانونية حديثة ،أو مجهزة بكل املحاكم ،ملسايرة كل التطورات
التي يعرفها املجال القانوني والحقل الضريبي خاصة سواء الوطني او الدولي.
أما على مستوى الهرم القضائي باملغرب فإنه حان الوقت لدعم المركزية حقيقية للرقابة القضائية
وتقريب القضاء الجبائي من املتقاضين ولن يتم ذلك إال عبر إنشاء املحاكم اإلدارية بمختلف
األقاليم والعماالت باململكة ولتجاوز حالة البعد الكبير بين املحاكم اإلدارية وامللزمين.
وفي هذا اإلطار لقد حان الوقت إلنشاء مجلس الدولة كأعلى هيئة قضائية تعلو القضاء اإلداري
للدخول في عهد ازدواجية القانون والقضاء من بابه الواسع ولتوحيد الرؤية واالجتهاد القضائي الجبائي
باملغرب ،والسير على خطى مجلس الدولة الفرنس ي ومجلس الدولة املصري اللذان أصبحا مرجعين بالعالم
على مستوى االجتهادات القضائية.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وال تفوتنا الفرصة في طرح سؤال تخليق أجهزة العدالة ،القضاء ،الدفاع ،كتابة الضبط من كل
مظاهر الرشوة التي أصبحت منتشرة بشكل غاية في البشاعة أضحى ضرورة حضارية لربح رهان القضاء
العادل الضامن للعدالة االجتماعية ورهانات التنمية ولرفع تحديات األلفية الثالثة ورياح العوملة.
وحاصل الكالم أن هده اإلصالحات املجمع عليها هي إصالحات ذات طبيعة استعجالية ،حالة
االستعجال فيها قصوى ال تستدعي التأخير أو حتى التمهل.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
استنتاجات وتوصيات
صفوة القول الضرائب الوسيلة املثلى ،األساسية والناجعة لتمويل النفقات العمومية ،كما أن
عملية استخالصها وتحصيلها تعتبر مسألة لصيقة بالدولة منذ ظهورها ،ذلك أن سلطة التضريب ،تعني
ممارسة السيادة باعتبارها إحدى ركائز الدولة ،التي الزالت تتمسك بها في مواجهة أطراف أخرى.
غير أنه نظرا الرتباط الضرائب بالرهان املالي بالدرجة األولى ،فإن ذلك يجعل كال من املكلف واإلدارة
الضريبية في وضعية تتنافر بين مصلحة امللزم الضريبي مقابل مصلحة املجتمع ،مما يفض ي إلى نوع من
النسبية ،قد تحيل إلى تفوق اإلدارة الضريبية في كثير من األحيان ،دون حرمان املكلف طبعا من الوسائل
الدفاع أو مقاومة تعسف اإلدارة ،وذلك بواسطة مجموعة من اآلليات اإلدارية والقضائية ،فإن تحقيق
العدالة يوجب أن يكون للملزم الحق في تقديم دعواه أمام محاكم مستقلة تماما عن اإلدارة الضريبية
لتتولى الفصل في هذه الدعوى بحياد تام وبموضوعية ،ولكن يبدو أن القضاء ال يحقق اعتبارات الفعالية
التي تشتمل بصفة أساسية في تكليف امللزم من التوصل إلى حل للمنازعة واستقرار مركزه القانوني في
أقرب وقت وبأقل تكلفة وبأيسر الطرق.
املرحلة األول :تتمثل باملرحلة اإلدارية إذ تعرض املنازعات الضريبية فيها إما أمام الجهة التي
قامت بتقدير الضريبة ،وإما أمام لجان إدارية خاصة كما هو الحال في مصر ،وإما تعرض أمام عدة جهات
إدارية بحسب موضوع املنازعة الضريبية كما هو الحال في املغرب.
املرحلة الثانية :تتمثل باملرحلة القضائية إذ تعرض املنازعة الضريبية فيها أمام القضاء العادي
كما هو الحال في مصر ،وإما أمام القضاء اإلداري كما هو الحال في املغرب.
وعموما فقد حاولنا من خالل هذا البحث املتواضع الوقوف على مكامن الخلل في النزاع الضريبي،
واقتراح حلول لتلطيف وتبسيط املنظومة الجبائية والحد ما أمكن من النزاعات الضريبية لتحقيق األمن
القانوني والقضائي.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
واعتمدنا منهج املقارنة ،بخصوص املرحلة اإلدارية في كل من التشريع املصري واملغربي ،التي يمكن
استخالص أن الترسانة القانونية وتنظيم عمل اللجان بالتشريع املصري تتفوق على نظيرتها املغربية ،وهذا
يتضح ال من خالل املقارنة واالستنتاجات التي تحصلنا عليها في الفصل األول من هاته الرسالة.
مرورا بالدور املحوري للقاض ي االستعجالي وتدخله الوقتي والسريع للحماية أطراف العالقة
الجبائية ،ومن خالل ذلك حاولنا التركيز على بعض الدعاوى التي هي من اختصاص القاض ي االستعجالي
بموجب النص ورأينا بعض نماذج االجتهاد القضائي املستعجل فيما يتعلق بتحصيل الديون العمومية
واالشكاالت التي تطرحها هاته األخيرة.
وانتقلنا في الفصل الثاني للتمحيص في املرحلة القضائية ،ومن خاللها حاولنا إعطاء فكرة عامة
عن القضاء اإللغاء والقضاء الشامل ،ومسطرة التقاض ي في ملادة الضريبية في هذا الخصوص ،باإلضافة
إلى تبيان دور القاض ي اإلداري في حماية امللزم في مراحل تأسيس الضريبة.
وفي األخير تم طرح بعض اإلشكاالت التي تعتري تدخل القاض ي اإلداري من تضارب االختصاص بين
جهتين قضائيتين و بين املعيقات العمل القضائي و تجويده من ضعف الوعي الجبائي ،صعوبة االملام
باملادة الضريبية ،باعتبارها نص قانوني متحرك و مرن ،و حاولنا طرح بعض التوصيات التي يتبين أن هناك
إجماع حولها و قد تم التركيز عليها في جل املراجع التي قمنا باالطالع عليها ،وتتلخص في دعم التكوين في
املادة الجبائية بالنسبة للقضاة وهيئة الدفاع ،واالستعمال الوسائل الحديثة للتوعية امللزم الضريبي
بحقوقه وواجباته ،باإلضافة إلى تحقيق السلطة الفعلية لألحكام القضائية التي طاملا أرقت وبخست
العمل القضائي.
ومن خالل ما سبق حاولنا الجابة على الفرضيات املطروحة:
فاستنادا على بعض االحكام واملؤشرات الصادرة عن املحاكم اإلدارية للمملكة ،يمكن القول بأن
القضاء اإلداري يحقق التوازن بين الطرفي العالقة الجبائية ،كما نتحقق من فرضية أن املرحلة اإلدارية
ماهي إال مرحلة أولية قبل انتقال النزاع لألنظار القضاء اإلداري ،لكنها بالفعل تبقى األلية املستعملة بكثرة
للتسوية النزاع بطريقة ودية.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
وبغية ربط املعلومة القانونية بالوسائل الحديثة ارتأينا تصميم تطبيق يعمل على الهواتف الذكية،
وهو بمثابة دليل املتقاض ي في املادة الجبائية.
وبالرغم مما سجلناه خالل البحث من دراسة عدة قرارات التي ساهمت في حماية امللزم وضمان
حقوقه والحد من كل االختالالت التي يمكن أن تقوم بها اإلدارة الضريبية سواء خالل مرحلة فرض الوعاء
الضريبي أو تصحيحه ،وخالل التحصيل.
لكن تبقى السمة العامة للعمل القضائي في املنازعات الضريبية بحكم تعقد املادة وتشتت
النصوص القانونية املؤطرة لها ،وضعف بحث أسس الضريبة على ضوء املعطيات املهنية واالقتصادية،
هي املقاربة الغائبة عن عمل القضاء املنازعات الضريبية ،مما يفرض التأكيد على ضعف العمل القضائي
عموما في املادة الجبائية ،وعدم ارتقاء قضاءنا الضريبي إلى مستوى القضاء املحدث للقواعد القانونية.
وهو ما اتضح من خالل املقاربة الكمية و الكيفية لعمل املحاكم اإلدارية التى قمنا بها وأنه من ثمة
يتعين القيام بعدة إصالحات وتعديالت ذات طبيعة جوهرية تهم النظام الجبائي ،يرتبط بإصالح اإلدارة
الجبائية عالقتها بامللزمين ،والقيام بإصالح جامع للنظام القضائي باملغرب.
فيما يتعلق بإصالح النظام الجبائي أن نسجل إيجابية صدور املدونة العامة للضرائب ألول مرة
سنة 2007التي كانت بمثابة مطلب ملح لجميع الفاعلين في الحقل الضريبي ،إال انه بالرغم من ذلك فإن
النظام الجبائي املغربي يحتاج إلى جانب التقنين ،إصالح العديد من العيوب التي تؤثر على العمل القضائي
وتحد من قدرته االجتهادية ء ونخص
أن النصوص الضريبية سيما املتعلقة بالوعاء يجب أن تكون على درجة كبيرة من الوضوح بحيث
ال تدع مجاال للتأويل ،وذلك لتفادي كل خطأ في تفسير القاعدة القانونية أو إنحراف في التطبيق اعماال
لسلطة تقديرية غير سليمة.
باإلضافة إلى ذلك ينبغي أن يشمل تبسيط وتوضيح النصوص القانونية املكونة للنظام الجبائي
املغربي ،وتوضيح األكثر اإلطار القانوني املنظم للمنازعات الجبائية سواء تعلق األمر باملرحلة اإلدارية
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
آو املرحلة القضائية ،وهذا ما ملسناه بسؤالنا للبعض املواطنين عن مراحل التقاض ي في املادة
الضريبية ،فإجابتهم هي أن االدارة الضريبية تتعسف ،وال تصغي لألحد إذ تعلق األمر باألموال العامة
فإعطاء الحقوق ألصحابها لن يتأتى إال بوجود تشريع ضريبيي مبسط يتماش ى مع وعى ومتطلبات
ذلك من اإلدارة الضريبية وامللزم.
واالدارة الضريبية تعي ما عليها من واجبات قبل أن تبحث عن حقوقها الشرعية بنص القانون
والدستور والتشريع املعني باملجال ،ولن يتحقق ذلك إلى بتوفير املراجع العلمية في املادة الضريبية وذلك
عبر إحداث مكتبات قانونية حديثة أو مجهزة داخل ردهات املحاكم اإلدارية.
فبوجود جهاز قضائي فعال همه األسمى واألساس ي هو تكريس العدالة االجتماعية والقضائية رغم
اختالف الدوافع التي تبرر للقضاء تدخله في إعادة التوازن داخل العالقة النظامية ببن امللزم واإلدارة
الضريبية والعمل على ضمان الحماية الالزمة للحقوق سواء تعلق األمر بحقوق امللزم أو بحقوق اإلدارة.
وفي الختام البد لنا من بعض التوصيات نجملها فيما يلي:
• دعوة القضاء الى توحيد االجتهاد _ املادة الضريبية
• دعوة اإلدارة الجبائية إلى التعامل بجدية مع تظلمات امللزمين
• الدعوة إلى تفعيل املجلس الوطني للمحاسبة
• تكريس الدور اإليجابي للقضاء اإلداري في مواجهة التهرب الضريبي
• التكوين املستمر للقضاة واملحامين في املادة الضريبية
• ضرورة اعتبار أن الخبير له رأي استشاري غير ملزم للقضاء
• ضرورة تفعيل املادة 242من املدونة العامة للضرائب التي تنص على املسطرة القضائية
املطبقة على إثر مراقبة الضريبة.
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
املالحق
المالحق
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الئحة املراجع
الكتب العامة:
إدريس قاسمي وخالد املير" :املحاكم اإلدارية" ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء، ⧫
.1998
أمينة جبران" :القضاء اإلداري :دعوى القضاء الشامل" ،املنشورات الجامعية املغربية، ⧫
الضريبية ،العدد الخامس ،مكتبة الرشاد سطات ،مطبعة األمنية ،الرباط 2014
عبد العزيز توفيق" :شرح قانون املسطرة املدنية والتنظيم القضائي ،الجزء األول"، ⧫
عبد الكريم الطالب "الشرح العملي لقانون املسطرة املدنية" املطبعة والوراقة الوطنية، ⧫
عبد اللطيف هداية هللا" :القضاء املستعجل" ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، ⧫
الرباط.1999 ،
محمد بنطلحة الدكالي" :املحاكم اإلدارية باملغرب" ،دار الثقافة للنشر ،الدار البيضاء، ⧫
.1988
محمد شكيري" :القانون الضريبي املغربي دراسة تحليلية" مطبعة املعارف الجديدة ⧫
ميشال روس ي" :املنازعات اإلدارية باملغرب" ،مطبعة ،La porteبباريس ،يوليوز.1992 ، ⧫
الكتب المتخصصة:
سفيان ادريوش ،رشيدة الصابري "تصحيح األساس الضريبي ،دراسة مقارنة" دار القلم ـ ⧫
الرباط .2002
عبد الرحمان أبليال ومحمد مرزاق" :النظام القانوني للمنازعات الجبائية باملغرب"، ⧫
.2002
عبد القادر التيعالتي" :الوجيز في النزاعات الضريبية" ،األحمدية للنشر ،الطبعة ⧫
الثانية.2001،
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
عبد القادر التيعالثي"النزاع الضريبي في التشريع املغربي" ،دار النشر املغربية، ⧫
البيضاء.1997،
قدري نقوال عطية" :ذاتية القانون الضريبي وأهم تطبيقاتها" ،دار النشر ،اإلسكندرية، ⧫
.1960
ملحجوب الدربالي "املنازعات الجبائية املحلية ،في ضوء املستجدات القانونية وآخر ⧫
املغربي" سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،منشورات املجلة املغربية لإلدارة والتنمية
( )REMALDالعدد ،108 :الطبعة الثانية .2015
محمد السماحي" :مسطرة املنازعة في الضريبة" دار أبي رقراق للنشر ،طبعة الثالثة .2003 ⧫
محمد شكيري" :التشريع الضريبي املغربي" ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،طبعة ⧫
.1997-1998
محمد عبد الرحمان أبليال" :اإلثبات في املادة الجبائية بين القواعد العامة وخصوصيات ⧫
املادة على ضوء املمارسة واالجتهاد القضائي" ،مطبعة األمنية ـ الرباط ،طبعة .2013
محمد قصري " :املنازعات الجبائية املتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء املغربي" ⧫
النظرية والتطبيق مع تقييم دور املحاكم اإلدارية في املادة الجبائية" مطبعة األمنية
الرباط ،الطبعة .1998
ميمون رحو وأحمد العاللي" :الضابط العملي للمنازعة الضريبية تأسيسا وتحصيال" ⧫
سلسلة مواضيع الساعة ،وأعمال جامعية ،منشورات املجلة املغربية لإلدارة والتنمية
( )REMALDالعدد ،95 :الطبعة األولى .2016
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
يحيى الصافي ،عبد هللا البوكري ،احمد البوغزاوي" :الضريبة على القيمة املضافة"، ⧫
للعلوم والتقنيات الضريبية ،العدد التاسع ،مطبعة األمنية ـالرباط ـ الطبعة .2015
الرسائل واألطروحات
األطروحات:
إبراهيم مهم" :املنازعات الجبائية باملغرب :محاولة لتحقيق التوازن بين امللزم واإلدارة ⧫
الجبائية" ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء
السنة الجامعية .2006-2005
حسام فايز أحمد عبد الغفور" :العالقة بين املكلف واإلدارة الضريبية وأثرها على التحصيل ⧫
والجباية" أطروحة لنيل درجة املاجستير في املنازعات الضريبية ،جامعة النجاح الوطنية
كلية الدراسات العليا –نابلس -فلسطين ،السنة الجامعية .2008
حميد ولد البالد" :القضاء املستعجل اإلداري" ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ⧫
بجامعة عبد املالك السعدي ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -طنجة،
املوسم الجامعي .2014-2013
رضوان اعميمي" :ضمانات املدين في االستخالص الجبائي-بين امتيازات اإلدارة الضريبية ⧫
وسلطات القضاء اإلداري" ،أطروحة لنيل دبلوم الدكتوراه في القانون العام ،جامعة
محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -سال ،املوسم الجامعي
.2014-2015
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
عبد الحق عميمي" :احكام االجتهاد القضائي في مادة املنازعات الضريبية" أطروحة لنيل ⧫
الدكتوراه في الحقوق ،جامعة محمد الخامس بالرباط ،كلية الحقوق أكدال ،املوسم
الجامعي .2013/2012
عبد الرحيم التجاني" :املنازعات الجبائية في مجال الضرائب املباشرة باملغرب الضريبة ⧫
على الدخل والضريبة على الشركات نموذجا" أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق،
جامعة محمد الخامس بالرباط ،كلية الحقوق أكدال ،املوسم الجامعي .2013/2012
عبد الفتاح بلخال" :املشروعية الجبائية والحماية القضائية لها في ظل الدستور ⧫
املغربي" ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق بالدار البيضاء ،السنة
الجامعية .2001-2000
عثمان الحادك" :املنازعات الجبائية باملغرب :االختصاص واملسطرة" ،أطروحة لنيل ⧫
الدكتوراه في الحقوق ،جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ،السنة الجامعية -2003
.2004
مكاوي نصير" :تأويل القاض ي اإلداري للقواعد القانون الضريبي" ،أطروحة لنيل دبلوم ⧫
الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية -سال ،املوسم الجامعي .2013-2012
الرسائل:
أيوب الجرموني":التبليغ في مسطرة تصحيح الضرائب بين النص القانوني واالجتهاد ⧫
القضائي " ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -أكدال -الرباط ،املوسم الجامعي -2015
.2016
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
جواد دحاني" :املنازعة في الوعاء الضريبي بين ضمانات امللزم وحماية االلتزام الضريبي"، ⧫
رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية -سال ،املوسم الجامعي .2016-2015فتيحة ملعاش ي" :وضعية
املكلف في التشريع الضريبي املغربي وعالقته باإلدارة" رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون
العام ،العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية-السويس ي-الرباط ،السنة الجامعية
.2005-2006
الحسين العباس ي" :أهداف وفلسفة القضاء اإلداري باملغرب-عشر سنوات من املحاكم ⧫
اإلدارية أية حصيلة؟ " ،بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا بقسم البحوث والدراسات
القانونية ،املنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،معهد البحوث والدراسات العربية-
القاهرة ،املوسم الجامعي .2012-2011
حنان علواني" :دور املر اقبة الجبائية في مكافحة مخالفة الواجب الضريبي" ،رسالة لنيل ⧫
دبلوم املاستر في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية -أكدال -الرباط ،املوسم الجامعي .2013-2012
رمزي مجاهد ":إنهاء املنازعات الجبائية في مرحلة ما قبل القضائية -دراسة مقارنة"، ⧫
رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام ،جامعة الحسن األول ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية -سطات ،املوسم الجامعي .2014-2013
سعيد حمري " :لجان الطعن الضريبي " ،رسالة لنيل دبلوم لنيل دبلوم املاستر في القانون ⧫
العام ،جامعة الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -املحمدية
-الدار البيضاء ،املوسم الجامعي .2016-2015
عادل العسلة" :مناهج عمل القاض ي اإلداري" ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام، ⧫
جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -ظهر
املهراز -فاس ،املوسم الجامعي .2009-2008
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
عبد الحميد الصحراوي" :حماية القضاء اإلداري للملزم في املنازعات الضريبية" ،رسالة ⧫
لنيل دبلوم املاستر في تدبير الشأن العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية الحقوق السويس ي،
الرباط ،سنة .2010
عبد هللا أبو عمرة" :نظر منازعات الضرائب على الدخل أمام لجنة الطعن الضريبي - ⧫
دراسة مقارنة بين التشريعيين الضريبيين الفلسطيني واملصري" ،رسالة ماجستير ببرنامج
القانون العام ،عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي ،بالتعاون مع كلية الحقوق بجامعة
األزهر-غزة ،السنة الجامعية .2015-2014
عبد املولى مموري" :مساطر املنازعة الضريبية -حدود التوازن بين اإلدارة الضريبية ⧫
وضمانات امللزم" ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام ،جامعة الحسن األول ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -سطات ،املوسم الجامعي .2014-2013
عبداملولى مموري" :مساطر املنازعات الضريبية :حدود التوازن بين اإلدارة الضريبية ⧫
وضمانات امللزم" ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام ،العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية-سطات السنة الجامعية .2014-2013
عزيزة هنداز" :مساهمة في دراسة مسطرة تصحيح األساس الضريبي واملنازعات املترتبة ⧫
عنها" رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام ،العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية-السويس ي-الرباط ،السنة الجامعية .2006-2005
عمر أبو الهمز" :املنازعات الجبائية باملغرب بين اإلدارة الضريبية والقضاء" بحث لنيل ⧫
دبلوم ماستر تدبير الشأن العام ،جامعة محمد الخامس بالرباط ،كلية الحقوق السويس ي،
املوسم الجامعي .2009/2008
فؤاد البمالس ي" :املر اقبة الضريبية بين القانون والو اقع" رسالة لنيل دبلوم ⧫
الكاملة اعريبو":الطعون الضريبية أمام املحاكم اإلدارية" ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في ⧫
القانون العام ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية -ظهر املهراز -فاس ،املوسم الجامعي .2010-2009
لحسن الفالح" :التدخل القضائي في مجال تحصيل الديون العمومية والحكامة ⧫
الجيدة" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون العام ،جامعة محمد
الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – السويس ي -الرباط ،املوسم
الجامعي .2009-2008
محمد الوادراس ي":امتيازات اإلدارة الضريبية في مساطرفرض الوعاء" ،رسالة لنيل دبلوم ⧫
املاستر في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية -أكدال -الرباط ،املوسم الجامعي .2014-2013
محمد أوبسالم ":التوجهات الجديدة في عالقات اإلدارة وامللزم الضريبي" ،رسالة لنيل ⧫
دبلوم املاستر في القانون العام ،جامعة موالي إسماعيل ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية -مكناس ،املوسم الجامعي .2015-2014
الناجم العباس ي" :نظام اإلكراه البدني في ميدان تحصيل الديون العمومية" ،رسالة لنيل ⧫
دبلوم املاستر في القانون العام ،جامعة الحسن األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية -سطات ،املوسم الجامعي .2015-2014
نجيب البقالي" :منازعات الوعاء الضريبي أمام القضاء اإلداري" رسالة لنيل شهادة ⧫
املاستر ،جامعة الحسن الثاني كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية املحمديةـ
البيضاء ،السنة الجامعية .2008/2007
نعيمة والكبير" :لجان الطعن الضريبي في املغرب" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا ⧫
املعمقة في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية -أكدال -الرباط ،املوسم الجامعي .2004-2003
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
هشام زوبير":اإلدارة االلكترونية -الخدمات الضريبية نموذجا " ،رسالة لنيل دبلوم ⧫
املاستر في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية-أكدال -الرباط ،املوسم الجامعي .2016-2015
يوسف امهيمار ":مسطرة تصحيح الوعاء الضريبي-أية ضمانات قانونية وقضائية ⧫
للملزم" ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية -سال ،املوسم الجامعي .2016-2015
المقاالت:
أحمد رفيع" :امللزم الضريبي بين سلطة اإلدارة الضريبية وحماية القاض ي اإلداري" ،مقال ⧫
منشور باملجلة العلوم القانونية ،محور العدد" املنازعات القانونية على ضوء املستجدات
التشريعية والقضائية" REVUESJP ،سلسلة مواضيع الساعة ،عدد الثاني ،مطبعة األمنية-
الرباط ،طبعة .2016
أمال املشرفي" :دور املحاكم اإلدارية في حماية النشاط االقتصادي" ،املجلة املغربية ⧫
لإلدارة املحلية والتنمية ،دار النشر املغربية الدار البيضاء ،عدد .19
جعفر حسون" :الطبيعة القانونية للمنازعات الضريبية في ضوء قانون 90-41املحدث ⧫
للمحاكم اإلدارية" ،املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ،العدد الرابع ،دار النشر
املغربية ،الدار البيضاء.1997 ،
حميد ولد البالد " ،القضاء االستعجالي في املادة الضريبية" ،مقال منشور بموقع (سلسلة ⧫
سالم الشوابكة و د .عبد الرؤوف الكساسبة" :وسائل اإلثبات أمام القضاء الضريبي" ⧫
،4سنة .1996
عبد الرحمان الجامعي" :اإلشكالية التي يطرحها قانون املحاكم الجبائية" ،املجلة املغربية ⧫
واالجتهاد القضائي" منشورات مجلة القضاء املدني ،ال عدد ،7طبعة .2015
محمد شكيري" :القانون الضريبي املغربي :دراسة تحليلية ونقدية" منشورات املجلة ⧫
املغربية لإلدارة املحلية والتنمية سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،الطبعة الثانية.2005 ،
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
محمد شكيري" :خصوصية املنازعة في الفحص الضريبي" ،املجلة املغربية لإلدارة املحلية ⧫
الحقوق والحريات و تحقيق املصلحة العامة" ،مجلة املحاكم اإلدارية ،العدد الخامس-
إصدار خاص-الرباط-يناير 2017
معالي خليل " :إشكاالت القضاء املستعجل" ،دار زهير خليل لالستشارات القانونية وأعمال ⧫
املحاماة2007-2006 ،
الندوات:
أشغال الندوة العلمية منظمة بشراكة بين وزارة العدل والحريات وجمعية هيئات املحامين ⧫
ندوة القضاء اإلداري حصيلة وآفاق املنظمة من طرف الجمعية املغربية للعلوم اإلدارية،
سنة .1993
بوشعيب البوعمري" :اإلثبات في النزاعات الضريبية" مداخلة في إطار الندوة الوطنية حول ⧫
"اإلشكاليات القانونية والعملية في املجال الضريبي" دفاتر محكمة النقض عدد.2011 ،16
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
رضا التايدي" :دراسة في بعض جوانب مسطرة التصحيح الضريبي على ضوء مستجدات ⧫
قانون املالية لسنة "2011مداخلة في إطار الندوة الوطنية حول موضوع "اإلشكاالت
القانونية والعملية في املجال الضريبي" ،دفاتر محكمة النقض ،عدد.2011 ،16
سعيد جفري ،زهير لخيار" :إصالح القضاء واالنتقال إلى الديمقراطية :مقاربة ميدانية"، ⧫
ندوة "إصالح القضاء ورهانات االنتقال الديمقراطي باملغرب" ،املنظمة من قبل شعبة
القانون العام بكلية الحقوق بسطات ،يوم 12مارس .2009
عبد الرحمان أبليال" :خصوصيات الخبرة في املادة الضريبية" ،مداخلة في إطار الندوة ⧫
الوطنية حول موضوع "اإلشكاالت القانونية والعملية في املجال الضريبي" ،دفاتر محكمة
النقض ،عدد.16،2011
عبد الرحمان أبليال ،في إطار مداخلته بعنوان " :اإلثبات في املادة الجبائية" ،التي نظمتها ⧫
القضاء اإلداري وحماية النشاط االقتصادي ،منشورات كلية الشريعة بأكادير ،سلسلة
ندوات ومحاضرات سنة .1998
فؤاد القادري " :حول عالقة جديدة بين امللزم واإلدارة الجبائية " ندوة حول املنازعات ⧫
االنتخابية والجبائية من خالل اجتهادات محكمة النقض ،مطبعة األمنية بالرباط ،سنة
.2007
محمد السباعي" :دور القضاء في تحقيق التوازن بين حقوق امللزم وواجباته في امليدان ⧫
الجبائي" مداخلة في إطار الندوة الوطنية حول موضوع "اإلشكاالت القانونية والعملية في
املجال الضريبي" ،دفاتر محكمة النقض ،عدد.2011 ،16
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
محمد الشريفي مداخلة بعنوان" :املنازعات اإلدارية في املادة الضريبية أو الطرق البديلة ⧫
لتسوية النزاعات الجبائية" في إطار الندوة الوطنية حول موضوع :اإلشكاالت القانونية
والعملية في املجال الضريبي ،دفاتر محكمة النقض العدد .2011 ،16
ندوة وطنية حول " اإلشكاالت القانونية و العملية في املجال الضريبي" دفاتر املجلس ⧫
⧫ خطاب جاللة امللك الحسن الثاني ،الذي ألقاه أمام أعضاء املجلس االستشاري لحقوق
اإلنسان ،يوم 8ماي .1990
الدساتير
الدستور املغربي لسنة ،2011الصادر بتنفيذه ،الظهير الشريف رقم 1.11.91الصادر في ⧫
القانون رقم 41.90املحدث بموجبه محاكم إدارية ،الصادر بالجريدة الرسمية عدد 4227
بتاريخ .1993/11/03
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
القانون 80.03املحدث ملحاكم االستئناف اإلدارية ،الصادر في الجريدة الرسمية عدد ⧫
القانون رقم 91لسنة 2005بإصدار قانون الضريبة على الدخل بمصر ،حسب أخر تعديل ⧫
بموجب القانون 101لسنة ،2012الذي نشر بالجريدة الرسمية العدد 49تابع (أ) في -26
،12-2012وكذلك تعديالته األخيرة بموجب القانون رقم 11لسنة ،2013واملنشور بالجريدة
الرسمية العدد 18مكرر في .2013-05-18
القوانين
املدونة العامة للضرائب كما تم تعديلها بموجب قانون املالية لسنة .2017 ⧫
المواقع اإللكترونية:
املوقع اإللكتروني للمديرية العامة للضرائب: ⧫
www.tax.gov.ma
املوقع اإللكتروني للوزارة العدل: ⧫
/http://www.justice.gov.ma
املوقع اإللكتروني للمديرية الضرائب املصرية: ⧫
http://www.eta.gov.eg/index.php?lang=ar
/http://www.incometax.gov.eg
املعهد العالي للقضاء: ⧫
http://www.ism.ma/basic/web/index.php
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
http://www.jp.gov.eg/ar/Default.aspx
مجلس الدولة املصري ⧫
http://www.ecs.eg
مجلس الدولة الفرنس ي ⧫
http://www.conseil-etat.fr
دراسة قانونية وقضائية-منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب
LES OUVRAGES
⧫ Abdellah Boudahrain :« Le Contentieux Fiscal », EDEMAT, Casablanca, 1984.
⧫ André Helbronner, «Les Garanties Nouvelles du Contribubale »,
Conseil d’Etat et documents, 1964.
⧫ DERUEL (F): «Fiances publiques, Droit fiscal» , 9 édition,
Menentos Dalloz, Paris, 1993, P.6 .
⧫ Gilles Amédée Manaesme :«Principes et partisues du droit fiscal »,
edition économica, 1987.
⧫ Jean RIVOLI : « Vivre l’impôt », Edition Seuil, Paris, 1972.
⧫ loukasthéocharopoulos «La Juridiction Fiscal Hellénique» le juge
fiscal. Collection finances publiques dirigée par Joêl Molinier sous la
direction de Robert Hertzog. Economica.
⧫ Michael Douay, « Le Recouvrement de l’impôt », Editeur
L.G.D.J, EJA, Paris, 2005.
⧫ Michel Rousset :« Contentieux Administratif », Edition La porte,
Paris 1992.
⧫ Pierre Fernoux, « L’audit de La Procédure de Redressement »,
Edition presses universitaire de France, paris 1996.
⧫ Rene Chapus : « Droit Contentieux Administratif », 4ème édition,
Montchrestien, France, 1982.
MÉMOIRES :
⧫ Abdellali Msiteef : « La phase administrative de recours dans le
contentieux de l’assiette », Mémoire pour l’obtention du Master en
Droit public, faculté des sciences juridique économique et sociales,
Université Mohammed Souissi-RABAT,2015-2016.
دراسة قانونية وقضائية-منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب
THÉSES
LES REVUES
⧫ Abdellah Ragali Ouazzani : « Le recours pour excès de pouvoirs :
un moyen de régularisation des rapports administration
administrés », Revue de droit et d’économie, N°3, Fès, 1987.
⧫ Abdellah Ragali Ouazzani: «Le recours pur excès de pouvoir: un
moyen de régularisation des rapports administration
administrés» ،revue de droit et d’économie, SMBA Fès, n° année 87.
⧫ Hassan ESSAGHIR : « Les Garanties des contribuables conférées par
les commissions de taxation à la lumière du droit fiscal marocain»
Revue Marocaine d’Administration locale et de Développement N° 104
Mai-Juin 2012
⧫ J/P Chevalier : « La relativité de chose jugée dans le contentieux
fiscal », presse universitaire française (P.U.F), 2ème trimestre, 1975.
⧫ Lucien Mehl et Pierre Beltram : « Science et techniques fiscal »,
presse universitaire française (P.U.F), Thèmes, 1ère édition, 1984.
⧫ M. Gaudement et Molinier : « Finances publiques » Tome 2, 2ème
Edition, 1988.
⧫ Mohamed NTEGUE: «Le contrôle fiscal entre les pouvoirs de
l’administration et les droits des contribuables» , Acte de la
rencontre national Rabat, le 15 Juin 2006, sous le thème « les
procédures de taxation et de vérification fiscales, quelles
garanties pour les contribuables ? » Centre Marocain des études
juridiques Rabat 2006.
دراسة قانونية وقضائية-منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب
RAPPORTS
⧫ « Amélioration la sécurité juridique des relations entre
l’administration fiscale et les contribuables, une nouvelle
approche » Rapport au ministre du budget des comptes publics et de la
fonction publique, paris, juin 2008.
الفهرس
مقدمــــــــــــــــة 5 ................................................................................................................
الفصل األول :المرحلة اإلدارية لتسوية المنازعات الضريبية وصالحيات القضاء اإلداري االستعجالي 20 ........
المبحث األول :المسطرة اإلدارية لتسوية النزاع الضريبي22 ...............................................................
المطلب األول :مسطرة المطالبة اإلدارية في التشريع المصري والمغربي24 .........................................
الفرع األول :التظلم أمام اإلدارة الضريبية في بعض التشريعات المقارنة (التشريع المصري نموذجاً) 25 ....
الفقرة األولى :مسطرة تقديم التظلمات بخصوص منازعات الضريبة على الدخل والضريبة على القيمة
المضافة 25 ..............................................................................................................................
أوال :إجراءات التظلم أمام اللجنة الداخلية في الضريبة على الدخل 26 ..................................................
ثانيا :االتفاقات الضريبية () 30 .....................................................................................................
الفقرة الثانية :التظلم الوجوبي في منازعات الضريبة على القيمة المضافة 31 .......................................
الفرع الثاني :حق الملزم في المطالبة الجبائية أمام اإلدارة الضريبية بالمغرب 35 ...................................
الفقرة األولى :إلزامية المطالبة اإلدارية ومدى فعاليتها 36 ..............................................................
أوال :إلزامية المطالبة اإلدارية 36 ..................................................................................................
ثانيا :مدى فعالية المطالبة اإلدارية 37 ..........................................................................................
الفقرة الثانية :مسطرة رفع الطلبات االستعطافية والنزاعية أمام اإلدارة الضريبية وآثارها 39 ................
أوال :خصائص التظلم االستعطافي ومضمونه واالثار المترتبة عنه (40 ............... )Recours gracieux
ثانياً :تقديم الطلبات النزاعية لإلدارة الضريبية (43 ........................................... )Recours impulsif
المطلب الثاني :لجان الطعن الضريبي في التشريع المصري والمغربي 46 ..............................................
الفرع األول :إجراءات الطعن أمام اللجان الضريبية في التشريع المصري 48 ..........................................
الفقرة األولى :حسم االولي لنزاع الضريبي عن طريق لجان الطعن (الضريبة على الدخل) 48 .....................
أوال :لجنة الطعن في الضريبة على الدخل 48 ...................................................................................
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
ثانيا :لجنة إعادة النظر في الفرض النهائي للضريبة على الدخل 55 ......................................................
الفقرة الثانية :دور لجان التوفيق والتظلمات في منازعات الضريبة على القيمة المضافة 59 .....................
أوال :لجان التوفيق ()59 ..............................................................................................................
ثانيا :لجنة التظلمات 61 ..............................................................................................................
الفرع الثاني :دور اللجان الضريبية بالمغرب في حسم النزاع الضريبي 63 ...............................................
الفقرة األولى :مكانة اللجان الضريبية في مسطرة فض النزاع الضريبي 64 ...........................................
أوال :دور اللجان المحلية في تقدير الضريبة 64 ................................................................................
ثانياً :صالحيات اللجنة الوطنية للنظر في الطعون المتعلقة بالضريبة71 ...............................................
ثالثا :اللجنة االستشارية للنظر في الطعون المتعلقة بالتعسف في استعمال حق يخوله القانون 75 .........
الفقرة الثانية :للجان الضريبية بين الطابع اإلداري والقضائي77 ..........................................................
أوال :الصبغة القضائية للجان الطعن الضريبي 78 ..............................................................................
ثانياً :الصبغة اإلدارية للجان الطعن الضريبي 83 ..............................................................................
المبحث الثاني :تدخل القاضي اإلداري االستعجالي في المادة الضريبية بالمغرب 87 .................................
المطلب األول :صالحيات واختصاص القاضي االستعجالي في المنازعات الضريبية 89 ...............................
الفرع األول :شروط اختصاص قاضي المستعجالت اإلداري في المادة الضريبية 91 ..................................
الفقرة األولى :الشروط العامة والخاصة لقيام االختصاص 92 .............................................................
أوال :الشروط العامة 93 ..............................................................................................................
ثانيا :الشروط الخاصة 97 ............................................................................................................
الفقرة الثانية :مظاهر تدخل القاضي اإلداري االستعجالي في المادة الضريبية 98 ..................................
الفرع الثاني :سلطات البث في دعوى إيقاف تنفيذ الدين العمومي 102 ................................................
الفقرة األولى :تدخل القضاء االستعجالي في مسطرة استخالص الدين الضريبي 104 ..............................
الفقرة الثانية :دور القاضي االستعجالي في وقف تنفيذ االكراه البدني 107 ..........................................
المطلب الثاني :سلطات القاضي االستعجالي في حماية الملزم الضريبي 110 .........................................
الفرع األول :القضاء االستعجالي وحماية أطراف النزاع الجبائي 111 .....................................................
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية
الفقرة األولى :دور القضاء االستعجال في حماية الملزم الضريبي 111 .................................................
الفقرة الثانية :الضمانات التي أقرها القضاء االستعجالي للمدين خالل مرحلة التحصيل 113 .....................
الفرع الثاني :العمل القضائي االستعجالي في المادة الضريبية117 ......................................................
الفقرة األولى :تنفيذ األوامر االستعجالية الصادرة في مواجهة اإلدارة 118 ..........................................
الفقرة الثانية :منازعات التحصيل بين قضاء االستعجالي والقضاء الموضوع 122 ....................................
خاتمة الفصل األول127 ............................................................................................................ :
الفصل الثاني :المنازعات الجبائية أمام قضاء الموضوع وسبل تطوير العمل القضائي 130 .......................
المبحث األول :دور قضاء الموضوع في فض المنازعات الضريبية 133 ...................................................
المطلب األول :تطبيقات دعوى اإللغاء والقضاء الشامل في المنازعات الضريبية 133 ..............................
الفرع األول :دعوى اإللغاء في المنازعة الضريبية 134 .......................................................................
الفقرة األولى :تعريف دعوى اإللغاء 136 .......................................................................................
الفقرة الثانية :دعوى اإللغاء في المنازعة الضريبية 138 ....................................................................
الفرع الثاني :موقع القضاء الشامل في المنازعات الضريبية 142 .........................................................
الفقرة األولى :تعريف دعوى القضاء الشامل 142 ............................................................................
الفقرة الثانية :تطبيقات القضاء الشامل في المنازعات الضريبية 145 ..................................................
المطلب الثاني :الضمانات القضائية للملزم في مراحل تأسيس وتحصيل الضريبة 148 .............................
الفرع األول :دور القاضي اإلداري في حماية الملزم في مرحلة تأسيس الضريبة 150 ...............................
الفقرة األولى :المرونة على مستوى الجوانب الشكلية150 ............................................................... .
الفقرة الثانية :صرامة القضاء في المسطرة الضريبية نحو حماية أفضل للملزم154 .............................. .
الفرع الثاني :تدخل القضاء اإلداري في مرحلة تحصيل الضرائب 159 ....................................................
الفقرة األولى :حماية قضاء الشامل طرفي النزاع الجبائي في التحصيل 160 ..........................................
الفقرة الثانية :إشكال تضارب االختصاص في منازعات التحصيل بين القضاء اإلداري والقضاء العادي 161 ..
المبحث الثاني :تجويد القضاء الضريبي تكريس لحماية الملزم واإلدارة 166 .........................................
المطلب األول :التكوين واالختصاص في المادة الجبائية 167 ............................................................
منازعات الوعاء والتحصيل باملغرب -دراسة قانونية وقضائية