Professional Documents
Culture Documents
الشسيع المهام والمسؤولية الشساعة المالية
الشسيع المهام والمسؤولية الشساعة المالية
قبل الحديث عن مهام ومسؤوليات الشسيع البد من معرفة معنى الشساعة .ان الشساعة أو الخوالة هي بكل بساطة تدبير مرن تلجأ اليه
المؤسسات العمومية من أجل تنفيذ بعض عمليات المداخيل والنفقات ذات طبيعة خاصة وفي ظروف استثنائية والتي ال يمكن اخضاعها
لشكليات االلتزام ,التصفية واألمر باألداء .وتعتبر تعليمات السيد وزير المالية رقم 2 – 4786 :بتاريخ 26نونبر ( 2008صادرة باللغة
الفرنسية) والمتعلقة بكيفية احداث وتسيير ومراقبة شساعات المداخيل والنفقات من أهم المراجع القانونية واالساسية المنظمة للشساعة الى جانب
قرار السيد وزير المالية رقم 2- 2470 :بتاريخ 17ماي 2005المتعلق بالتنظيم المالي والمحاسباتي لألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
(صادر باللغة الفرنسية) واذا كانت الشساعة مرتبطة بتسيير مرفق عمومي وفق ما ينص عليه القانون .وألن القانون هو أسمى تعبير عن ارادة
األمة كما هو منصوص عليه في الفصل 6من الدستور المغربي لسنة .2011وبما أن الدستور هو القانون االعلى واالسمى في البالد فانه
من الالزم معرفة ما ورد فيه من فصول تهم هذا المجال .ينص الفصل االول من الدستور لسنة 2011المغربي على مبادئ الحكامة الجيدة
وربط المسؤولية بالمحاسبة .ويشير الفصل 155الى أن أعوان المرافق العمومية يمارسون وظائفهم وفق مبادئ احترام القانون والحياد
والشفافية والنزاهة والمصلحة العامة .ونقرأ أيضا في الفصل 156منه على أن المرافق العمومية ملزمة بتقديم الحساب أثناء تدبير االموال
العمومية وتخضع في هذا الشأن للمراقبة والتقييم .أما الفصول 147و 149فتتطرق الى اختصاصات كل من المجلس االعلى للحسابات
والمجالس الجهوية للحسابات في ميدان مراقبة المالية العمومية.
أوال :احداث الشساعة.
ان الشساعة نوعان :شساعة المداخيل وشساعة النفقات.
– شساعة المداخيل تشكل المسطرة الخاصة باستخالص مداخيل المؤسسة العمومية .هذه المداخيل ال يمكن اخضاعها للمساطر القانونية
للتحصيل نظرا لطبيعتها و لصفتها غير التوقعية واالستعجالية أو لكونها ذات االستعمال التجاري والمحلي (المادة 29من تعليمات وزير المالية
المشار اليها أعاله)
– شساعة النفقات تشكل اجراء ووسيلة خاصة تسمح للشسيع بالتصرف في االموال الموضوعة رهن اشارته من أجل تسوية بعض النفقات اما
لطبيعتها أو لمبلغها الزهيد قليل االهمية أو لميزتها غير التوقعية أو لكونها ذات استعمال خاص ومحلي وال يمكن بالتالي اخضاعها للمساطر
العادية لاللتزام واالداء(. .المادة 7من نفس التعليمات المشار أليها) وفي هذا االطار ومن اجل تنفيذ بعض النفقات واستخالص بعض المداخيل
الخاصة في ميدان التربية والتكوين يمكن لمدير االكاديمية الجهوية اتخاذ قرار احداث شساعة النفقات أو شساعة المداخيل وفق المادة 20من
قرار السيد وزير المالية المشار اليه أعاله والمتعلق بالتنظيم المالي والمحاسباتي لألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
ثانيا :اسناد مهمة الشسيع .
حسب ما ورد في تعليمات وزير المالية لسنة 2008و قراره بتاريخ 2005المتعلق بالتنظيم المالي والمحاسباتي لألكاديميات و المشار إليهما
أعاله فان :
– الشسيع ونائبه يعينون بقرار من االمر بالصرف بعد موافقة الخازن المكلف باألداء ويخضع لتأشيرة مراقب الدولة اال اذا كانت هناك احكام
قانونية تنص على خالف ذلك .
– ال يمكن اسناد مهمة الشسيع أو نائبه اال لمن توفرت فيهم الشروط التالية:
– الموظفون الرسميون الذين تتوفر فيهم المؤهالت الضرورية.
– للذين يمتلكون مستوى معين ومطلوب من التكوين.
– للذين تتوفر فيهم شروط النزاهة واالستقامة.
– للذين يقدمون الضمانات الالزمة والمناسبة.
– ويمكن اسناد مهمة الشسيع للموظف غير الرسمي ,وبصفة استثنائية ,اذا كانت الشساعة ذات أهمية بسيطة وعندما يكون من غير الممكن
وبشكل مطلق تعيين موظف رسمي .في هذه الحالة يمكن إسناد هذه المهمة الى مستخدم متمرن في مؤسسة عمومية أو مرتبط معها بعقد و بعد
تحرير شهادة ادارية يبين فيها حيثيات استناد هذه المهمة الى موظف غير رسمي(.المادة 37من تعليمات الوزير)
ثالثا :مبدأ التنافي .
حسب ما هو منصوص عليه في تعليمات وزير المالية المشار اليها أعاله فان:
– مهام االمر بالصرف ومهام الشسيع متعارضة (.المادة)93
– مهام كل من أطر التدبير والتسيير ,األطر الملحقة باإلدارة ,رئيس مصلحة الشؤون االدارية والمالية ,مراقب الحسابات ,المفتش والممون أو
المقتصد متعارضة ومتنافية مع مهمة الشسيع( .المادة)94
-وظيفة الخازن المكلف باألداء والمحاسب المفوض متعارضة مع مهمة الشسيع(.المادة)95
رابعا :مهام الشسيع .
– ان الشسيع محاسب عمومي وملزم بتطبيق القانون وخاصة ما هو منصوص عليه في المرسوم الملكي رقم 330 .66بتاريخ 10محرم
1387الموافق ل 21أبريل 1967بسن نظام عام للمحاسبة العمومية.
– وبالرجوع الى تعليمات وزير المالية المشار اليها أعاله يمكن سرد بعض اختصاصات الشسيع.
– أ -في مجال المداخيل:
– مسك مجموعة من السجالت والوثائق والمطبوعات واألرشيف.
– الشسيع مكلف تلقائيا باستخالص المداخيل المنصوص عليها في قرار احداث الشساعة وليس له الحق في منح أجال للمتخلفين عن االداء أو
اجراء أية متابعة قضائية في حقهم الن ذلك من اختصاص الخازن المكلف باألداء.
– الشسيع غير مؤهل لقبض االموال واستخالصها بعد نهاية اآلجال المحدد لها في قرار احداث الشساعة.
– الشسيع ملزم بإجراء التحويالت في اآلجال المحددة.
– ال يمكن استخالص مداخيل أخرى غير تلك المنصوص عليها في قرار احداث الشساعة .ألن أية مخالفة في هذا المجال تعرض صاحبها
لتهمة االرتشاء.
– ب -في مجال النفقات :
– ال يمكن اجراء أية نفقة من أرصدة شساعة المداخيل.
– األداء يتم للدائن الحقيقي وبعد انجاز االعمال وتسليم المواد واالدالء بالوثائق التبريرية واجراء المراقبة الالزمة.
– ال يسمح للشسيع باألداء لورثة الدائن ألن ذلك يدخل في اختصاص الخازن المكلف باألداء.
– يمنع على الشسيع االحتفاظ عنده أو في مقر سكناه أو في حسابه الخاص بكل أو جزء من أموال الشساعة .
– مسك مجموعة من السجالت والوثائق والمطبوعات واألرشيف.
خامسا :المراقبة.
– يخضع الشسيع للمراقبة المفاجئة يمارسها كل من الخازن المكلف باألداء واالمر بالصرف (.المادة 76من تعليمات وزير المالية)
– يمكن للخازن المكلف باألداء أن يعين ,وتحت مسؤوليته ,من يراقب أعمال الشسيع من بين الموظفين الذين تتوفر فيهم المؤهالت والكفاءات
المطلوبة(.المادة 79من نفس التعليمات)
– باإلضافة الى المراقبة التي يجريها االمر بالصرف واالشخاص المكلفين بذلك ,فان الشسيع يخضع بطبيعة الحال الى مراقبة االجهزة االخرى
المؤهلة قانونا لمبشرتها(.المادة 88من نفس التعليمات)
سادسا :المسؤولية .
– العجز ممنوع وغير مسموح به (المادة 44من تعليمات الوزير)
– الشسيع مسؤول بصفة شخصية ومن ماله الخاص عن جميع االموال التي بحوزته وتلك التي يأمر بالتصرف فيها وتلك التي يتحمل مسؤولية
استخالصها .وهو مسؤول عن المراقبة التي من المفروض عليه أن يجريها في مجال المداخيل طبقا لما ورد في القانون رقم 61- 99 :يتعلق
بتحديد مسؤولية االمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين(.المادة 89من نفس التعليمات)
– شسيعي النفقات والمداخيل مسؤولين شخصيا ومن أموالهم الخاصة عن األموال التي بحوزتهم وعن تلك التي يعطون االوامر بالتصرف
فيها( .المادة 23من قرار وزير المالية المشار اليه أعاله والمتعلق بالتنظيم المالي لألكاديميات)
– تشير المادة االولى من القانون رقم 61- 99 :الى ما يلي:
يتعرض اآلمرون بالصرف والمراقبون والمحاسبون العموميون للمسؤولية التأديبية أو المدنية أو الجنائية بصرف النظر عن العقوبات التي
يمكن أن يصدرها المجلس االعلى للحسابات أو المجالس الجهوية للحسابات في حقهم ,ماعدا في حالة وجود قوة قاهرة أو استثناء منصوص
عليه في القانون.
– وتشير المادة الثالثة من نفس القانون الى أنه :يعتبر كل من األمر بالصرف أو المراقب أو محاسب عمومي مسؤوال عن القرارات التي
اتخذها أو أشر عليها أو نفذها من تاريخ استالمه لمهامه الى غاية انقطاعه عنها .
– و ينص الفصل 269من الظهير الشريف الصادر في 09رمضان 1331الموافق ل 12غشت 1913بشأن قانون االلتزامات والعقود
المغربي كما تم تعديله وتتميمه الى أن :القوة القاهرة هي كل أمر ال يستطيع االنسان أن يتوقعه كالظواهر الطبيعية (الفيضانات ,الجفاف,
العواصف ,الحرائق والجراد) وغارات العدو وفعل السلطة ويكون من شأنه أن يجعل تنفيذ االلتزام مستحيال.
– ويشير الفصل 79من نفس الظهير الى أن :الدولة والبلديات مسؤولة عن االضرار الناتجة مباشرة عن تسيير ادارتها وعن األخطاء
المصلحية لمستخدميها.
– و الفصل 80من نفس الظهير ينص على أن :مستخدمو الدولة والبلديات مسؤولون شخصيا عن االضرار الناتجة عن تدليسهم أو عن
االخطاء الجسيمة الواقعة منهم في أداء وظائفهم .و ال يجوز مطالبة الدولة والبلديات بسبب هذه االضرار اال عند اعسار الموظفين المسؤولين
عنها.
-أما الفصل 78من هذا الظهير فيعرف الخطأ على أنه :الخطأ هو ترك ما كان يجب فعله ,أو فعل ما كان يجب االمساك عنه ,وذلك من غير
قصد احداث الضرر .هذه بعض المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتق الشسيع بصفة خاصة وعلى المحاسب العمومي بصفة عامة وأتمنى أن
يكون هذا المقال قد أحاط باألهم منها ألن هذا الموضوع شامل ومتشعب وال يمكن اختزاله في مقال واحد.