You are on page 1of 7

‫المنازعات الجبائية‬

‫مقدمة‬
‫تكتسي الجباية أهمية بالغة الرتباطها الوثيق بالمواطن في إطار منظومتها القانونية‪ ,‬و الدولة بدورها‬
‫الساهر على تحقيق اآلمن والعدل وتدعيم االقتصاد‪ ,‬حيث تتجه نحو إيجاد آليات لتخويلها حق الحصول‬
‫على جزء من مدا خيل األفراد‪ ,‬وعرف هذا الحق تطورات تاريخية ليستقر األمر على اعتماد قوانين مالية‬
‫سنوية تبرز شفافية نفقات الدولة و مواردها من جهة أخرى‪ ,‬ولهذا تعد الضريبة من أقدم و أهم اإليرادات‬
‫العامة في الدولة‪ ,‬وباعتبارها أداة تساهم في إنعاش االقتصاد الوطني‪ ,‬كما إنها تشكل أهم مصدر لتمويل‬
‫خزينة الدولة الجزائرية‪.‬‬
‫وبانتهاج المشرع الجزائري عدة إصالحات وتعديالت الجذرية داخل النظام الجبائي مما أدى إلى المساس‬
‫بالقوانين الضريبية‪ ,‬ونتج عنه عدة تعقيدات وعدم إلمام المكلف بالضريبة و موظفي القطاع الضريبي بها‬
‫و تطبيقها حيث نشب عنه عدة نزاعات وذلك لكثرة تشعبها‪ ,‬من هنا نعرف المنازعة على أنها مجموعة‬
‫الخالفات القائمة بين المكلف بالضريبة وبين إدارة الضرائب كما أن هذه المنازعة تحكمها مجموعة‬
‫اإلجراءات التي التي كانت في السابق مبعثرة في مختلف القوانين منها‪:‬قانون الضرائب المباشرة و‬
‫الرسوم المماثلة‪ ......‬وهذا ما جعل عمل القاضي اإلداري شاقا لتعدد مصادر القواعد القانونية اإلجرائية‬
‫التي لم تلقى عناية كافية سواء من طرف المشرع أو الفقه أو القضاء ‪,‬كما تتميز أيضا بعدم تقنينها مما‬
‫صعب مهمة القاضي اإلداري‪ ,‬من هنا تم أحداث قانون جامع لمختلف اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫وبجدر اإلشارة إلى أن المنازعة الضريبية تنقسم إلى قسمين من حيث أنواعها‪:‬القسم األول متعلق‬
‫بمنازعات الوعاء الضريبي و القسم الثاني متعلق بمنازعات التحصيل الضريبي‪.‬‬
‫ولمحاولة تسوية النزاع الضريبي و الفصل فيه يقتضي المرور بمرحلتين‪:‬األولى هي المرحلة اإلدارية‬
‫التي تتضمن تقديم الشكاية‪ ,‬وبعد من اإلجراءات اإلدارية تأتي المرحلة التالية المتمثلة في الخصومة‬
‫القضائية‪ ,‬وذلك من خالل رفع دعوى قضائية أمام الجهة القضائية اإلدارية المختصة من اجل إلغاء القرار‬
‫اإلداري الصادر عن إدارة الضرائب‪.‬‬

‫مفهوم المنازعات الجبائية‬


‫تعني مجموعة القواعد المطبقة على الخصومة التي تثار بين المكلف من جهة و اإلدارة الضريبية من‬
‫جهة من اجل تحديد وربط الضريبة من جهة و تحصيلها من جهة أخرى‪ .‬إذ يحق للمكلف مخاصمة اإلدارة‬
‫الضريبية من اجل إعادة النظر في تحديد الوعاء أو التحصيل وطرقه‪.‬‬
‫بالمفهوم الواسع‪ :‬هي عبارة عن مختلف المشاكل و االختالفات التي تثور بين المكلف و اإلدارة‬
‫الضريبية بخصوص فرض الضريبة و تحصيلها‪.‬‬

‫أنواع المنازعات الجبائية‬


‫يتم تقسيم النزاع الجبائي وفق المعايير واألسس التي يتم االستناد إليها من بين هذه األنواع يمكن ذكر‬
‫مايلي‪:‬‬
‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫‪ -1‬حسب نوع الضريبة‬
‫حسب هذا المعيار يمكن تقسيم النزاع الضريبي إلى نزاع متعلق بالضرائب المباشرة ‘وأخر متعلق‬
‫بالضرائب غير مباشرة ‘ويتم االستناد في تقسيم النزاع الضريبي حسب هذا المعيار إلى المعايير المتبعة‬
‫في تقسيم الضرائب إلى ضرائب مباشرة وأخرى غير مباشرة‪.‬‬
‫‪ -2‬حسب المرحلة التي تمر بها الضريبة‬
‫فحسب هذا المعيار يمكن تقسيم النزاع الضريبي الى نزاع مرتبط بالوعاء الضريبي ونزاع متعلق‬
‫بالتحصيل‪.‬‬
‫‪ -3‬من حيث الجهة المطروح أمامها النزاع الضريبي‬
‫ينقسم النزاع حسب هذا المعيار إلى نوعين إما إن يكون إداريا أو قضائيا‪.‬‬
‫النزاع اإلداري هو النزاع المطروح أمام اإلدارة الضريبية مصدرة القرار في حد ذاتها بحيث يقوم المكلف‬
‫برفع التظلم إلى الجهة المختصة سواء كنا أمام حالة منازعات الوعاء أو التحصيل‪.‬‬
‫إما النزاع الجبائي القضائي فهو النزاع الذي يكون على مستوى القضاء حيث إن المكلف يقوم برفع نزاعه‬
‫إلى المحكمة اإلدارية و بعدها مجلس الدولة إن لم يكن الحكم الصادر من المحكمة اإلدارية في صالحه‪.‬‬
‫ونشير إلى إن المشرع يشترط لصحة رفع الدعوى الجبائية أمام القضاء وجود التظلم المسبق من طرف‬
‫المكلف أمام اإلدارة الضريبية‪.‬‬

‫أسباب المنازعات الجبائية‬


‫بعد إن تطرقنا إلى مفهوم وأنواع المنازعات الجبائية سوف نحاول في هذا المطلب إن نقوم بالتطرق إلى‬
‫أهم األسباب التي تؤدي إلى حدوث المنازعة الجبائية‪.‬‬
‫‪ -1‬أسباب مرتبطة بالتشريع الضريبي‬
‫‪ -‬مخالفة التشريع الضريبي لمبدأ من المبادئ الدستورية التي تنظم المجال الضريبي أو خروج هذا‬
‫التشريع وانحرافه على القواعد الدستورية المنظمة للمسائل الضريبية على غرار مخالفة التشريع‬
‫الضريبي لمبدأ العدالة الضريبية األمر الذي يؤدي إلى عدم المساواة بين المكلفين في تحمل العبء‬
‫الضريبي ويجعل التشريع الضريبي ينحرف عن الغاية والهدف األساسي من تشريع الضريبة وهو‬
‫مساهمة جميع األشخاص في تحمل العبء الضريبي كل حسب مقدرته التكليفية‪.‬‬
‫‪ -‬التعارض أو عدم التنسيق بين نصوص التشريع الضريبي بمختلف أنواعه أو حتى التعارض بين‬
‫التشريع الضريبي ومختلف القوانين والتشريعات ذات الصلة بالضريبة ففي الواقع العملي نجد أن التشريع‬
‫الضريبي يكون من خالل عدة قوانين وذلك حسب نوع الضريبة المراد تشريعها ونتيجة كثرة القوانين من‬
‫جهة والتعديالت الكثيرة المدخلة على هذا التشريع من جهة ثانية قد يؤدي إلى حدوث تعارض بين القوانين‬
‫الموجودة كما قد يؤدي ذلك إلى حاالت االزدواج الضريبي أو إلى عدم قيام المكلف بواجباته الضريبية‬
‫األمر الذي يؤدي إلى نشوب النزاع الضريبي بين المكلف واإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫‪ -‬جمود التشريع الضريبي وعدم تعديله لفترات طويلة هذا من جهة ومن جهة ثانية عدم استقرار التشريع‬
‫واتسامه بالتعديل المتكرر والكثير في فترات زمنية قصيرة فخاصية الجمود التي قد يتميز بها التشريع‬
‫الضريبي وعدم اتسامه بالتطور والتحديث يؤدي إلى عدم مواكبة هذا التشريع للتغيرات التي تحدث في‬
‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫البيئة االقتصادية األمر الذي يؤدي إلى قصوره عن المواجهة واإلحاطة بكل المستجدات والتغيرات ذات‬
‫الصلة بالمجال الضريبي ومن جهة أخرى فان عدم استقرار التشريع الضريبي واتسامه بكثرة التغير‬
‫والتعديل دون مبررات تذكر قد يؤدي إلى غموض هذا التشريع وتعارضه مع مبدأ استقرار التشريع‬
‫الضريبي الذي يعد من المبادئ القانونية التي تدعم تحقق العدالة بين المكلفين‪.‬‬
‫مغاالة التشريع الضريبي في االعتماد على النظام الجزافي لتقدير قيمة الوعاء الضريبي فنظام اإلخضاع‬
‫هذا مبني على التقدير التقريبي للوعاء الضريبي وبالتالي قد يكون هناك تعنت من طرف أعوان اإلدارة‬
‫الضريبية للمغاالة في تضخيم قيمة الوعاء الضريبي الخاص بالمكلف األمر الذي يؤدي على عدم رضا‬
‫المكلف بما تم تحديده من طرف أعوان اإلدارة الضريبية مما ينجر عنه الوقوع في المشاكل الضريبية‪.‬‬
‫‪ -2‬أسباب مرتبطة باإلدارة الضريبية‬
‫‪ -‬تعسف أعوان اإلدارة الضريبية في استخدام السلطات الممنوحة لهم بموجب القانون والتي قد تأخذ شكل‬
‫قيام هؤالء األعوان بتقدير الوعاء الضريبي بأكثر من المقدار الحقيقي الذي يتالءم مع المقدرة التكليفية‬
‫للمكلف كما قد يتجاوز أعوان اإلدارة الضريبية لمهامهم القانونية حين ربط الضريبة وتحصيلها أو حتى‬
‫أثناء القيام بمهامهم في إطار الرقابة الجبائية للتأكد من صحة تصريحات المكلف وتأخذ هذه التجاوزات‬
‫شكل عدم احترام اإلجراءات القانونية المتعلقة بإجراءات الرقابة الجبائية أو حتى عدم احترام اآلجال‬
‫القانونية التي يمنحها القانون للمكلف من اجل تحضير نفسه للخضوع للرقابة‪.‬‬
‫‪ -‬قد ينجم حين تطبيق التشريع الضريبي من طرف أعوان اإلدارة الضريبية العديد من مخالفات التطبيق‬
‫لهذا التشريع هذه المخالفات تكون بسبب عدم فهم التشريع الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار الظواهر السلبية في اإلدارات العمومية بصفة عامة واإلدارة الضريبية بصفة خاصة على غرار‬
‫الفساد المالي واإلداري الذي يسري في اإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫‪ -3‬أسباب تتعلق بالمكلف‬
‫‪ -‬نقص الوعي لدى المكلف بالضريبة األمر الذي يؤدي به إلى عدم اإليفاء بالتزامه تجاه الدولة وهذا‬
‫لنقص الثقافة المالية والضريبية لدى المكلف بصفة خاصة والمواطن بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االهتمام بما تلزمه التشريعات الضريبية في حق المكلف فنجد عادة أن المكلف ال يقوم بالتصريحات‬
‫الخاصة به في الوقت المحدد األمر الذي يجبر اإلدارة الضريبية إلى طريقة التحديد اإلداري للوعاء‬
‫الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلهمال بخصوص مسك الدفاتر المنتظمة التي يفرضها القانون على المكلف‪.‬‬
‫‪ -‬التأخر في دفع الحقوق الضريبية تجاه الخزينة األمر الذي يؤدي إلى فرض الغرامات الناتجة عن‬
‫التأخير مما يؤدي إلى تثاقل العبء الضريبي على المكلف‪.‬‬

‫المنازعات الجبائية على مستوى اإلدارة الضريبية‬


‫في هذا المبحث سوف نتطرق إلى المنازعات الخاصة بالوعاء و بالضبط للشكوى ومضمونها كما‬
‫نتطرق إلى منازعات التحصيل و مختلف اإلجراءات المتعلقة بها‪.‬‬
‫‪ -1‬منازعات الوعاء‬

‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫‪ -‬التظلم اإلداري المسبق‪ :‬تعرف الشكوى الضريبية على أنها مجموعة القواعد الواجب إتباعها للمطالبة‬
‫ببعض الحقوق أو لتسوية بعض الوضعيات القانونية‪:‬‬
‫* أجال تقديم الشكاية‬
‫لقد حددت المادة ‪ 42‬من قانون اإلجراءات الجبائية هذه اآلجال بحيث تقبل الشكاوي إلى غاية ‪31‬ديسمبر‬
‫من السنة الثانية التي تلي سنة إدراج الجدول أو حصول اإلحداث الموجبة لهذه الشكاوي وتنقضي اآلجال‬
‫في‪:‬‬
‫~ يوم ‪ 31‬ديسمبر من السنة الثانية التي تلي السنة التي استلم خاللها المكلف بالضريبة إنذارات جديدة اثر‬
‫وقوع أخطاء في اإلرسال حيث توجه له مثل هذه اإلنذارات من قبل المدير الوالئي للضرائب‪.‬‬
‫~ يوم ‪ 31‬ديسمبر من السنة الثانية التي تلي تأكد المكلف من وجود حصص جبائية فرضت بغير أساس‬
‫قانوني من جراء خطأ أو تكرار‪.‬‬
‫وعندما ال تستوجب الضريبة وضع تقديم الشكاوي‪:‬‬
‫~ إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر من السنة التي تلي السنة التي تمت فيها االقتطاعات إن تعلق األمر باعتراضات‬
‫تخص تطبيق اقتطاع من المصدر‪.‬‬
‫~ إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر من السنة الثانية التي تلي السنة التي تدفع الضريبة برسمها إن تعلق األمر‬
‫بالحاالت األخرى‪.‬‬
‫~ إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر من السنة الثانية التي تلي السنة التي حصل فيها عدم االستغالل المستوفي للشروط‬
‫إن تعلق األمر بعدم استغالل العقارات ذات االستعمال التجاري أو الصناعي‪.‬‬
‫* شكل الشكوى و محتواها‬
‫~ يجب إن تكون الشكاوي فردية غير انه يجوز للمكلفين الذي تفرض عليهم الضريبة جماعيا وأعضاء‬
‫شركات األشخاص الذين يعترضون إلى الضرائب المفروضة على الشركة أن يقدموا شكوى جماعية‪.‬‬
‫~ ال تخضع الشكاوي لحقوق الطابع أي تكون محررة على ورق عادي‪.‬‬
‫~ يجب تقديم شكوى منفردة بالنسبة لكل محل خاضع للضريبة‪.‬‬
‫‪ -2‬التحقيق في محتوى التظلم واتخاذ القرار‬
‫* التحقيق في محتوى الشكاية‬
‫قبل اتخاذ قرار في الشكايات المرسلة من طرف المكلفين يجب على اإلدارة الضريبية التحقيق فيها‪ .‬هذا‬
‫التحقيق يسمح لها من معرفة المعلومات التي تتضمنها حول الضريبة المتنازع فيها وبالتالي اتخاذ القرار‬
‫المناسب‪.‬‬
‫يقوم مدير الضرائب للوالية بتحويل الشكاية إلى مفتش الضرائب ليحقق فيها وإذا رأى مفتش الضرائب‬
‫بان الشكاية مشوبة بعيب ال يمكن إصالحه يمكن في هذه الحالة لمدير الضرائب للوالية اتخاذ القرار‬
‫مباشرة‪.‬‬

‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫في حالة أخرى وبعد تحويل الشكاية إلى مفتش الضرائب إذا رأى هذا األخير انه يشوبها عيب شكلي يمكن‬
‫إصالحه فانه يبلغ مدير الضرائب للوالية وهذا األخير يطلب من المشتكي إصالح العيب الوارد في‬
‫الشكاية‪.‬‬
‫يتم النظر في الشكاوي من قبل المفتش الذي قام بتأسيس الضريبة‪.‬‬
‫يرفع ملخص الشكوى إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي إلبداء الرأي وفي حالة ما إذا لم يصله هذا الرأي‬
‫في اجل ‪ 15‬يوما يقوم المفتش بتحرير اقتراحاته‪.‬‬
‫ويجوز البث فورا في الشكاوي التي يشوبها إسقاط يجعلها غير جديرة بالقبول نهائيا‪ .‬يبت المدير الوالئي‬
‫للضرائب ورئيس مركز الضرائب وكذا رئيس المركز الجواري للضرائب في الشكاوي المتعلقة‬
‫باختصاص كل منهم في اجل ‪ 6‬أشهر اعتبارا من تاريخ تقديمها كما يمدد األجل إلى ‪ 8‬أشهر بالنسبة‬
‫للقضايا محل النزاع التي تتطلب الرأي المطابق لإلدارة المركزية‪ .‬ويقلص هذا اآلجل إلى شهرين بالنسبة‬
‫للشكاوي المقدمة من طرف الخاضعين لنظام الضريبة الجزافية الوحيدة‪ .‬غير أنهم يبتون قرار في‬
‫الشكاوي غير الجديرة بالقبول نهائيا وخاصة تلك المقدمة بعد انقضاء اآلجل وفي هذه الحالة يتم النطق‬
‫بالرفض‪.‬‬
‫* قرار المدير الوالئي للضرائب‬
‫بناءا على المعطيات القانونية واإلدارية المتوفرة لدى المدير الوالئي للضرائب يصدر قراره في‬
‫الموضوع وهذا القرار يمكن أن يتضمن‪:‬‬
‫~ حالة الرفض الكلي‪ :‬يستوجب أن يكون الرفض مسببا ومعلال حتى يتمكن المشتكي من تقديم دفاعه إذا‬
‫أراد أن يعرض نزاعه على لجان الطعن اإلدارية آو رفع دعواه أمام المحكمة اإلدارية بحيث أن تكون‬
‫عبارات القرار واضحة و دقيقة ال تحتمل التأويل‪.‬‬
‫~ حالة التخفيض الجزئي‪ :‬أي قبول شكوى المكلف في شق ورفضها في شق أخر فانه يجوز للمكلف‬
‫اللجوء إلى العدالة بخصوص الشق المرفوض‪.‬‬
‫~ حالة التخفيض الكلي‪ :‬أي إعفاء المكلف من الضريبة المفروضة عليه إن لم تكن قد سددها فإذا تم‬
‫التسديد يعوض المبلغ المسدد للمعني إذا تعلق األمر بالضريبة على الدخل اإلجمالي ‪ IRG‬أو الضريبة‬
‫على أرباح الشركات ‪.IBS‬أم ماعدا ذلك من الضرائب والرسوم فيتم بخصوصها إجراء المقاصة‪.‬‬
‫*تبليغ القرارات‪ :‬عند اتخاذ القرار تبلغ عدة أطراف بمحتواه فعالوة على المكلف بالضريبة يبلغ قابض‬
‫الضرائب ورئيس المفتشية سواء بنسخة من القرار أو بشهادة إلغاء حسب الحالة ووفقا لما يلي تفصيله‪:‬‬
‫~ يبلغ المكلف نفسه إلى العنوان الوارد في شكواه أو إلى موكله وفيما عدا التخفيض الكلي فان القرارات‬
‫يجب أن تبلغ بالبريد المضمون مع إشعار باالستالم لعد أجال الطعن‪.‬‬
‫~ يبلغ رئيس المفتشية الحائزة على الملف الجبائي للشاكي في كل األحوال بنسخة من القرار الفاصل في‬
‫الشكوى للتأشيرة على السجل المفتوح لهذا الغرض (سجل المنازعات) والحفظ بالملف الجبائي للشاكي‬
‫لتفادي االزدواج واخذ المالحظات الالزمة التي تشكل تاريخا جبائيا للمكلف يمكن االستعانة به عند‬
‫الضرورة‪.‬‬
‫~ يبلغ قابض الضرائب بشهادة اإللغاء أو بالقرار في حين ال يبلغ في حال الشكوى غير مرفقة الدفع‪.‬‬

‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫منازعات التحصيل الضريبي‬
‫في هذه المرحلة يقبل المكلف بأساس فرض الضريبة و لكنه يقر بأن اإلدارة قد خالفت إما اآلجال أو كيفية‬
‫التحصيل‪ ,‬ولهذا فهو ملزم بتقدير تظلمه أمامها قبل اللجوء إلى القضاء ويكون التظلم هنا بنفس اإلجراءات‬
‫المتبعة في تقديم الشكاية‪ ,‬ولكن االختالف في الموضوع‪ ,‬حيث الهدف من التظلم في منازعة التحصيل‬
‫الضريبي هو االعتراض على إجراءات المتابعة بحيث تتمثل إجراءات التحصيل الضريبي في إجراءات‬
‫التحصيل الودية و إجراءات التحصيل الجبرية‪.‬‬
‫التسوية القضائية للمنازعات الضريبية‪.‬‬
‫‪ -1‬التقاضي أمام القضاء أالستعجالي‪.‬‬
‫الفصل في المنازعات التي يخشى عليها من فوات الوقت فصال مؤقتا ال يمس بأصل الحق‪ ,‬وإنما يقتصر‬
‫على الحكم باتخاذ إجراء وقتي ملزم للطرفين بقصد المحافظة علي األوضاع القائمة أو احترام الحقوق‬
‫الظاهرة‪ ,‬أو صيانة مصالح الطرفين المتنازعين‪...‬‬
‫‪ -2‬التقاضي أمام المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫تختص المحاكم اإلدارية في القانون الجزائري بالنظر في المنازعات الضريبية‪,‬وهذا تطبيقا للمعيار‬
‫العضوي الذي اخذ به المشرع الجزائري‪ ,‬وذلك وفقا للمادة‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪,‬‬
‫وكقاعدة عامة الدعاوى المرفوعة أمام هذه الجهة القضائية اإلدارية المختصة ال ينجم عنها اثر موقف‬
‫للقرار الطعون فيه‪ ,‬والدعوى الضريبية كغيرها من الدعاوى اإلدارية تتطلب جملة من الشروط‬
‫اإلجراءات الواجب توافرها‪.‬‬
‫‪ -3‬الطعن باالستئناف أمام مجلس الدولة‪.‬‬
‫أشار القانون العضوي رقم ‪ 98/01‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيم عمله‪ ,‬وذلك في مادة‬
‫الثانية إلى اختصاص هذه الجهة القضائية كهيئة مقومة ألعمال الجهات القضائية اإلدارية‪.‬‬
‫كما بينت المواد ‪ 9‬و‪ 10‬و‪ 11‬من القانون العضوي ‪ 08/09‬اختصاصات مجلس الدولة القضائية المتمثلة‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬يختص كدرجة أولى و أخيرة بطعون اإللغاء والتفسير وفحص مدى شرعية القرارات التنظيمية و‬
‫الفردية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية‪...‬‬
‫‪ -‬كما يختص كجهة استئنافية باستئناف القرارات االبتدائية الصادرة عن المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫إضافة على ذلك يختص دون سواه مجلس الدولة الفصل في االستئناف المرفوع ضد أحكام المحاكم‬
‫اإلدارية و األوامر االستعجالية الصادرة عنها‪ ,‬باستثناء حاالت االستعجال القصوى التي ال يمكن الطعن‬
‫فيها بأي طريق من طرق الطعن العادية وغير العادية‪.‬‬

‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫المراجع‬
‫*امزيان عزيز‪ ،‬المنازعات الجبائية في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الهدى للطباعة‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫* خلوفي رشيد "قانون المنازعات االدارية كشرط قبول دعوى تجاوز السلطة ودعوى القضاء الكامل"‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪.1994 ،‬‬
‫*كوسة فضيل‪" ،‬الدعوى الضريبية واثباتها في ضوء اجتهادات مجلس الدولة"‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫* محرزي محمد عباس̎ اقتصاديات الجباية والضرائب ط‪ ،"2‬دار الهومة‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫*مطبوعة د‪.‬قاشي يوسف‪ ،‬مقياس المنازعات الجبائية لطلبة السنة أولى ماستر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة أكلي محند البويرة ‪.2014/2015‬‬
‫‪.2‬القوانين و التشريعات‪:‬‬
‫*قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬وزارة المالية‪،‬المديرية العامة للضرائب‪.2011 ،‬‬
‫*القانون رقم ‪ 10 /14‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2014‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 2015‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية‪.‬‬

‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬

You might also like