Professional Documents
Culture Documents
عرض حول:
السنة الجامعية
2021-2022
1
مقدمة:
إذا كان تقدم وتطور الدول يق اس بحجم الم وارد واإلمكاني ات ال تي تت وفر عليه ا ،ف إن مختل ف
الدول تعم د إلى ترش يد نفقاته ا ومراقب ة أس اليب ص رف ماليته ا ،في س بيل ذل ك اس تحدثت أجه زة
ومؤسسات تتولى مهمة الرقابة على األموال العامة 1.وطبقا للفصل 147من دستور المملكة لس نة2
،011يعتبر المجلس األعلى للحسابات الجهاز األعلى للرقابة على المالية العامة بالمملكة المغربية،
ويعتبر هذا المقتضى الدستوري تتويجا للتطور التاريخي الذي عرفه نظام الرقابة العلي ا على المالي ة
العامة بالمغرب لما لها من أهمية بالغة في بناء دولة القانون واعتبارا لكونها من مستلزمات الحكامة
الجيدة والشفافية والديموقراطية ،إذ يتم التركيز في أدبيات األجهزة العليا للرقابة على المالي ة العام ة
على أن الهدف األساسي الذي أنشأت من أجله هذه األجهزة هو تحسين التدبير المالي العمومي وذلك
من خالل حث المدبرين العموميين على تحقيق الفعالية والنجاعة والكفاءة في تدبيرهم.2
وبعد استقالل المغرب وأمام استحالة خضوع مالية البالد لرقابة الهيئ ات العلي ا الفرنس ية لم ا في
ذل ك من مس اس بالس يادة الوطني ة ،عملت الدول ة المغربي ة على تك ييف وتع ديل بعض النص وص
القانونية المتعلقة بالنظام الرقابي على األموال العمومية.3
من هذا المنطلق ،تم تأسيس المجلس األعلى للحسابات سنة 1979بموجب القانون رقم 12.79
الذي حل محل اللجنة الوطنية للحس ابات بحكم ارتباطه ا العض وي وال وظيفي ب وزارة المالي ة ،مم ا
جعل عملها الرقابي قاصرا على توف ير الحماي ة الحقيقي ة للم ال الع ام ،4وتم إص دار مدون ة المح اكم
المالية في سنة 2002بمقتضى القانون رقم 62.99وقد ع زز دس تور 2011المكان ة الدس تورية
للمجلس حيث أوكل إليه مهمة تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة بالنسبة
للدولة واألجهزة العمومية ،فض ال عن دس ترة اختصاص ات جدي دة تتعل ق بمراقب ة نفق ات األح زاب
السياس ية وتموي ل الحمالت االنتخابية 5والتص ريح اإلجب اري بالممتلك ات 6وال تي ك انت موكول ة
7
للمجلس من قبل بواسطة قوانين عادية.
- 1سعاد حسونة ،رقابة المجلس األعلى للحسابات على تنفي ذ الص فقات العمومي ة ،مجل ة المن ارة للدراس ات القانوني ة واإلداري ة ،ع دد ،19 :يوني و ،2017ص
.378
- 2ابراهيم بن به ،دور المجلس األعلى للحسابات في تحسين التدبير العم ومي ،المجل ة المغربي ة للسياس ات العمومي ة ،ع دد ،2015 ،14ص:
.215
- 3احميدوش مدني ،المحاكم المالية بالمغرب –دراسة نظرية وتطبيقية ،-مطبعة فضالة المحمدية ،الطبعة األولى ،2003ص.12:
- 4خديجة بالكبير" ،مساهمة المحاكم المالية في الرقابة العليا ،دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة" أطروحة لني ل ال دكتوراه في الق انون الع ام ،وح دة
علم السياس ة والق انون الدس توري ،جامع ة محم د الخ امس الرب اط ،كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة أك دال ،الس نة الجامعي ة:
،2007/2008ص.2:
- 5القانون رقم 36.04المتعلق باألحزاب السياسية الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم 1.0618:بتاريخ 15محرم .1427
- 6القانون رقم 54.06الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم 1.07.202:بتاريخ 20شوال 1429الموافق ل 20أكتوبر .2008
-7ابراهيم بن به ،مرجع سابق،ص.259:
2
وفي ه ذا الص دد ،تش كل تق ارير المجلس األعلى للحس ابات أس اس العم ل في الت دقيق والرقاب ة
المالية واإلدارية ،حيث يقوم بنش ر جمي ع أعمال ه بم ا فيه ا التق ارير الخاص ة والمق ررات القض ائية
إضافة إلى ذلك يرفع المجلس األعلى للحسابات للملك تقريرا سنويا يتضمن بيان ا على جمي ع أعمال ه
ويوجهها أيضا إلى رئيس الحكومة ورئيسي مجلس البرلمان وينشر بالجري دة الرس مية وأخ يرا ف إن
ال رئيس األول للمجلس يق دم عرض ا عن أعم ال المجلس األعلى أم ام البرلم ان ويك ون متبوع ا
بالمناقشة.
وهكذا فإن دراسة موضوع إشكاليات تقارير المحاكم المالية يتطلب الوقوف عند المفاهيم اآلتية:
التقرير :هو عبارة عن محتوى يصف حاله وصفا دقيقا محايدا ،يتطلب كم من البيان ات والمعلوم ات
8
ويتضمن بجانب وصف الحالة قدر مناسب من االقتراحات والتوصيات.
المجلس األعلى للحس ابات :ه و الهيئ ة العلي ا لمراقب ة المالي ة العمومي ة بالمملك ة ويض من
الدستور استقالله ،كما يم ارس مهم ة ت دعيم وحماي ة مب ادئ وقيم الحكام ة الجي دة والش فافية
9
والمحاسبة ،بالنسبة للدولة واالجهزة العمومية.
المجالس الجهوية للحسابات وهي هيئات تابعة للمجلس األعلى للحسابات ،تتولى الرقابة على
المال المعهود تدبيره للجه ات والجماع ات الترابي ة األخ رى وهيئاته ا ،انس جاما م ع مب دأ ال
مركزية الرقابة القضائية على المال العام.
وسنتناول في موضوعنا هذا ،تقارير المجلس األعلى للحسابات باعتبار المجالس الجهوية للحسابات
هيئات تابعة للمجلس.
ويكتسي هذا الموضوع أهمية عملية تتجلى في التقارير الص ادرة عن المجلس األعلى للحس ابات
والهادفة إلى المساهمة في تحسين الت دبير العم ومي وإث ارة االنتب اه إلى الثغ رات واالختالالت ال تي
تشوبها قص د العم ل على تجاوزه ا في المس تقبل به دف الرف ع من أداء المجلس االعلى للحس ابات،
وأهمية علمي ة تتجلى في االهتم ام الب الغ للب احثين بتق ارير المجلس األعلى للحس ابات وخل ق نق اش
عمومي حول الجدوى منها ومدى مساهمتها في تحقيق حكامة في التدبير العمومي.
- 8مذكرة الوظائف اإلشرافية ،التوجيه الفني العام للعلوم ،الكويت ،2016/2017 ،ص.1:
- 9ظهير شريف رقم 1.11.91الصادر في 27من شعبان 1432الموافق ل 29يوليوز 2011بتنفيذ نص الدستور ،الجريدة الرسمية عدد 50964مك رر،
بتاريخ 28شعبان 1432الموافق ل 30يوليوز ،2011ص.3600:
3
وبالرغم من أهمية هذه التق ارير ال تي تعطي رؤي ة عن واق ع الت دبير العم ومي للم ال الع ام إال أنه ا
تتخللها مجموعة من االختالالت منها ما هو مرتبط بالجانب القانوني ومنها م ا ه و مرتب ط بالج انب
العملي.
وهكذا س يتم اعتم اد المنهج الت اريخي من خالل ع رض التط ور الت اريخي لتق ارير المجلس األعلى
للحسابات والمنهج اإلحصائي من خالل سرد عدد من األرقام والنسب تخص تقارير المجلس األعلى
للحسابات وتحديد اإلشكاالت المرتبطة بها ،وذلك اعتمادا على التصميم اآلتي:
إن الهدف األسمى للمجلس األعلى للحسابات هو الكش ف عن المخالف ات وفض ح المتالع بين بالم ال
العام ،ويترتب عن هذا الحرص إصدار تقارير سنوية تهم مختلف األنشطة التي يقوم بها ،إال أن هذه
التقارير تصطدم بإكراهات ذاتي ة أو قانوني ة و أخ رى موض وعية لتش كل ب ذلك عوام ل رئيس ية في
ضعف تقارير المجلس األعلى للحسابات ويندرج في إطارها ما يلي :إشكالية ق وة إلزامي ة وش مولية
4
التقارير ،وإشكالية نشر التقارير وتوفر أدل ة اإلثب ات (المطلب األول) ،وك ذلك إش كالية التنس يق بين
المجلس األعلى للحسابات واألجهزة األخرى ،وإشكالية انتقائية التقارير وحصانة اآلمرين بالص رف
(المطلب الثاني).
تواجه تقارير المجلس األعلى للحسابات مجموعة من التحديات القانونية سواء تعلق األمر بإلزاميته ا
وشموليتها (الفقرة األولى) أو بإشكالية نشرها واعتمادها كأداة لإلثبات (الفقرة الثانية).
يعتبر التقرير من أهم مخرجات العمل الرقابي ،غير أن الواقع يفيد أن هذه التقارير ال يتم األخ ذ به ا
وتكون غالبا محل إهمال .10كما تعتبر عدم الجدي ة اتج اه ه ذه التق ارير ك ذلك الس مة الغالب ة لتعام ل
العديد من الجهات الخاضعة للرقابة مع ما تتضمنه التقارير من مالحظات وتوصيات ،ومحصّلة هذا
التعامل السلبي هو اس تمرارية األخط اء وتك رار المخالف ات لتش كل ظ واهر س لبية تراف ق أداء تل ك
الوحدات وتؤدي بالنتيجة إلى تدني مستوى أداءها و إهدار المال العام.11
إن مرد هذا التعامل السلبي وإن كان يعود في ج انب من ه إلى غي اب ال وعي بأهمي ة العم ل الرق ابي
وعدم فهم طبيعة دور الرقابة العليا من قبل الوحدات الخاضعة للرقابة ،فإنه يعود في ج انب مهم إلى
الطبيعة القانوني ة للتق ارير الرقابي ة فهي من حيث اآلث ار تبقى ش كلية ،12وال تكتس ي ص بغة إلزامي ة
وليست لها آثار جزائية إذ أن اختصاص مراقبة التسيير يهدف للكش ف عن نقص وض عف األجه زة
العمومية دون الوصول إلى معاقبة المسؤولين.
وال بأس أن نذكر أن طريقة التعامل م ع المخالف ات ال تي أحليت من المجلس األعلى للحس ابات على
النياب ة العام ة إلحالته ا على القض اء الجن ائي تكش ف عن اس تمرارية ت ردد الس لطات العمومي ة في
مواجهة المسؤولين عن الفساد المالي وعدم حسمها في اتجاه تكريس مبدأ المحاسبة.13
10عبد الفتاح الكدي ،الت دخالت الرقابي ة للمجلس األعلى للحس ابات على المؤسس ات العمومي ة -نم اذج تق ارير ،2014-2010رس الة لني ل ش هادة الماس تر في
القانون العام ،كلية العلوم للقانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس ،السنة الجامعية ،2016-2015 :ص.119 :
11القليعي حسناء ،المسطرة أمام المح اكم المالي ة محاول ة في التحلي ل ،بحث لني ل ش هادة الماس تر في ق انون المنازع ات ،جامع ة م والي إس ماعيل ،كلي ة العل وم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس ،سنة ،2012-2011ص.160 :
12احميدوش مدني :المحاكم المالية في المغرب -دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة ،مطبعة فضالة المحمدية ،الطبعة األولى ،2003 ،ص.373 :
13أحمد حاسون ،المجلس األعلى للحسابات الرهانات والحدود والممكنات ،مجلة وجهة نظر ،مطبعة النجاح الجديدة ،العدد ،2013 ،38ص.52 :
5
كما أنه ،عندما أسس المجلس األعلى للحسابات ،كان ومازال مطالبا برفع بي ان أو تقري ر عن جمي ع
أعماله التي يقوم بها إلى جاللة الملك .وحصيلة ه ذه التجرب ة ،تفي د أن التق ارير الس نوية ال تتض من
سوى بعض ملخصات المالحظات ال تي وقفت عليه ا المح اكم المالي ة ،مثال يعت بر التقري ر الس نوي
برسم سنة ،2006مجرد رقابة نوعية شملت وزارتين و 8مق اوالت ،أم ا بالنس بة لتقري ر المجلس
لسنة 2007فقد اقتصرت المالحظات على 81تقرير خ اص في ال وقت ال ذي ق ام في ه المجلس ب
130تقريرا في إطار مراقبة التسيير .14وبالتالي فإن حصيلة التقارير السنوية لجه از الرقاب ة العلي ا
هزيلة من الناحية العملية بالنظر إلى العدد الهائل المتوفر من المؤسسات العمومية الوطنية والمحلي ة
والمقاوالت العمومية و شبه العمومية والتي تخضع أصال لرقابة المجلس بنص القانون.15
وفي المقابل ،من خالل استقراء التقارير التي صدرت بين 2010و 2014يتبين أن :16ج ل أنش طة
المجلس في ميدان التدقيق في الحسابات تنصب على حسابات تعود إلى الف ترة م ا قب ل 2003وه و
ما أثر على نشاط المجلس خالل الفترة ما بين 2010و .2014كما يالحظ وجود منحى تنازلي في
عدد الحس ابات المقدم ة إلى المجلس س واء بس بب ت أخر بعض المحاس بين في أداء حس اباتهم داخ ل
اآلجال المحددة ،أو تراج ع ع دد الحس ابات ال تي تع ود إلى م ا قب ل 2003وال تي في أغلبه ا تع ود
للجماعات الترابية .باإلضافة إلى عدم تقديم المجلس لعدد المؤسسات المعنية برقابة المجلس كل سنة
والحسابات التي يجب اإلدالء بها حتى نتمكن من معرفة المتخلفين عن ذلك.
وباستقراء طبيعة التق ارير الص ادرة عن المجلس األعلى للحس ابات خالل الم دة الفاص لة بين س نتي
2015و ،2020نالحظ أن مختلف التقارير انصب موضوعها حول مجموع ة من الت دخالت (كم ا
يبين الجدول أسفله).
تقرير حول تقرير حول تقرير بشأن تقييم تدقيق الحسابات التقارير طبيعة
آخر مراقبة تسيير مهمات تنفيذ ميزانية عقود السنوية لألحزاب السنوية التقارير
مرافق الدولة مختلفة الدولة التدبير السياسية للمجلس
المفوض
13 8 4 4 7 14 6 العدد
17
تركيب شخصي انطالقا من مجموعة من تقارير المجلس األعلى للحسابات ،انظر التقارير على الموقع
14الفالحي سعاد ،تقارير المجلس األعلى للحسابات ،بحث لنيل شهادة الماستر في قانون المنازع ات العمومي ة ،كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة
فاس ،السنة الجامعية ،2009 :ص.67 :
15المادة 76من القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية الذي تم تعديله بمقتضى القانون رقم .55.16
16عبد الفتاح الكدي ،التدخالت الرقابية للمجلس األعلى للحسابات على المؤسسات العمومية -نماذج تقارير ،2014-2010مرجع سابق ،ص.101-100 :
،http://www.courdescomptes.ma/ar/Page-27 17الموقع الرسمي للمجلس األعلى للحسابات ،اطلع عليه بتاريخ 30/12/2021 :على الساعة:
.18:36
6
يستخلص من الجدول أعاله ،أن عملي ة ت دقيق الحس ابات الس نوية لألح زاب السياس ية ش كلت نس بة
%25من تدخالت المجلس خالل هذه الفترة ،بينم ا احتلت التق ارير الخاص ة بتنفي ذ ميزاني ة الدول ة
وبعض المهمات المختلفة نسبة %7من تدخالت المجلس.
%11
%32 التقارير السنوية للمجلس
تدقيق الحسابات السنوية لألحزاب
السياسية
تقييم عقود التدبير المفوض
%52 تقرير بشأن تنفيذ ميزانية الدولة
تقرير حول مهمات مختلفة
تقرير حول مراقبة تسيير مرافق
%41 الدولة
آخر
%7 %31
%7
يالحظ من المبيان أعاله أن تدقيق األحزاب السياسية يأخذ النصيب األكبر من التقارير الص ادرة من
ط رف المجلس األعلى للحس ابات ولع ل ه ذا راج ع للحساس ية ال تي تتمت ع به ا حس ابات األح زاب
السياسية وبالخص وص طريق ة ص رف ه ذه األخ يرة لموارده ا و م دى احترامه ا لمب ادئ الحكام ة
والنزاه ة باعتب ار أن ه ذه األم وال تمنح من خزين ة الدول ة ،كم ا تبقى نس بة التق ارير الص ادرة
بخصوص في عدة مجاالت مهمة ،إال أن المالحظ هو ضعف التقارير الصادرة بش أن تنفي ذ ميزاني ة
الدولة رغم األهمية التي يمليها المجال.
عرفت تق ارير المجلس األعلى للحس ابات إش كاال متعلق ا بنش رها خصوص ا قب ل س نة ،2011وإذا
أخذنا بعين االعتبار أن نشر التقارير في الجريدة الرسمية يشكل في أح د مظ اهره نوع ا من العق اب
المعنوي الذي يطال المتورطين في مختلف االختالالت والخروقات القانونية ،فإن هذه الوسيلة ال يتم
7
إعمالها بشكل ع ادل ومتس اوي في مواجه ة جمي ع األجه زة العمومي ة الوطني ة والمحلي ة الخاض عة
للرقابة.18
من جهة أخرى ،أبرزت المجامع العلمي ة و المهني ة أهمي ة اإلثب ات في الرقاب ة المالي ة ،حيث أك دت
لجنة معايير المالية التابعة التحاد المحاسبين الدولي أن على المراقب أن يحصل على إثباتات رقابي ة
كافية ومناسبة ،من خالل أداء اختبارات الرقابة الداخلية واإلجراءات األساسية لتمكين ه من التوص ل
إلى استنتاجات معقولة كأساس لرأيه عن المعلومات المالية ،19وفي هذا الطرح فإن التقارير الرقابي ة
تكتسب مصداقيتها من األدلة الثبوتية التي تستند إليها.20
وبالنسبة للنموذج المغربي ،فقد ألزم المشرع مس ؤولي المراف ق واألجه زة ال تي تتم مراقبته ا بتق ديم
كاف ة الوث ائق ال تي يطلبه ا قض اة المجلس ،وتزوي دهم بكاف ة المعلوم ات المتعلق ة بس ير المص الح
الخاضعة لرقابة المجلس ،21لكن مقابل صالحيات المجلس هن اك قي ود تح د من الوص ول إلى األدل ة
اإلثباتية ،والتي يفرضها القانون رقم 99-62على بلوغ المعلومات المتعلقة ب األمن الوط ني واألمن
الداخلي والخارجي للدولة.22
وفي قراءة لعدد التقارير الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات خالل سنتي 2015و ،2020نجد
أن إصدار هذه التقارير عرف وتيرة غير منتظمة.
18ادريس لكريني ،مالحظات على هامش إصدار تقرير المجلس األعلى للحسابات ،جريدة المساء ،العدد .678/2008
19الفالحي سعاد ،تقارير المجلس األعلى للحسابات ،مرجع سابق ،ص.77 :
20مساعد عبد القادر والنعيمي مليكة :تأمالت في مدونة المحاكم المالية ،منشورات مجل ة الت دقيق والتنمي ة ،سلس لة الت دبير االس تراتيجي ،الع دد الس ابع ،مطبع ة
المعارف الجديدة ،الرباط ،2005 ،ص.21 :
21المادة 77من القانون 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية الذي تم تعديله بمقتضى القانون رقم .55.16
22المادة 110من القانون رقم 62.99
،http://www.courdescomptes.ma/ar/Page-27 23الموقع الرسمي للمجلس األعلى للحسابات ،اطلع عليه بتاريخ 30/12/2021 :على الساعة:
.18:36
8
ا'لت'قاريرا'لسن'وي'ة وا'لموضوعات'ية' ا'لصادرة عن ا'لمجلس ا'ألعلى' عدد
للحساب'ات
61 51
41 31
21
01
01
8 7 عدد التقارير الصادرة
6
6 5
4
2
0
5102 6102 7102 8102 9102 0202
الس'نوات
يالحظ ،انطالقا من الجدول والمبيان أعاله ،أن وثيرة إصدار التقارير الصادرة من طرف المجلس
األعلى للحسابات تتغير باستمرار حيث عرفت السنوات 2015و 2017إصدارات مهمة مقارنة
مع باقي السنوات ولربما هذا راجع للقضايا التي يثيرها المجلس األعلى للحسابات ،فسنة 2017
مثال عرفت اختالالت بالجملة في التسيير تبعتها مجموعة من التحريات كتحقيقات ''منارة الحسيمة'‘
التي أعد المجلس األعلى للحسابات بخصوص برنامج الحسيمة تقريرا يتضمن نتائجه وخالصاته
حول القضية.
كما يجب اإلشارة إلى أن نصف تقارير المحاكم المالية يكون موضوعها الصفقات العمومية
للجماعات الترابية التي تكشف على أن هذه الصفقات تبرم في مناخ يسوده الظالم والضبابية نظرا
لعدم احترام فتح األظرفة ،وفي بعض األحيان إبرام صفقات عمومية صورية فضال عن عدم ترشيد
اإلنفاق مما يؤدي إلى الكثير من ضياع األموال.
وإضافة لما سبق ،فإن عدم ش مولية الرقاب ة المتعلق ة بالت أديب المتعل ق بالميزاني ة والش ؤون المالي ة
ألعضاء الحكومة وأعضاء مجلسي البرلمان عن دما يمارس ون مه امهم به ذه الوظيف ة يعت بر مخالف ة
لمب دأ المس اءلة والمحاس بة ،ال تي نص عليه ا الدس تور وعائق ا للوص ول إلى أدل ة اإلثب ات ،كم ا أن
مرتكب و المخالف ات المش ار إليه ا في الم واد 54و 55و 56والمتعلق ة بالت أديب المتعل ق بالميزاني ة
والشؤون المالية إذا أدلوا بأمر كتابي صادر قبل ارتكاب المخالفة عن رئيس هم التسلس لي يعف ون من
مس ؤوليتهم ،في حال ة م ا إذا ك انوا الرؤس اء التسلس ليين هم أعض اء الحكوم ة أو أعض اء مجلس ي
البرلمان ،األمر الذي يحد من فعالية عمل المجلس وقدرته على الحصول على أدلة اإلثبات.24
24
عبد الفتاح الكدي ،التدخالت الرقابية للمجلس األعلى للحسابات على المؤسسات العمومية -نماذج تقارير ،2014-2010مرجع سابق ،ص.121 :
9
المطلب الثاني :اإلكراهات الموضوعية لتقارير المجلس األعلى للحسابات
إن التحليل الموضوعي لمنظومة التقارير الرقابية يستلزم الوق وف على إش كالية التنس يق بين مجلس
األعلى للحسابات واألجهزة األخرى ( الفق رة األولى) ،في حين س يتم الح ديث على إش كالية انتقائي ة
التقارير وحصانة اآلمرين بالصرف (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :إشكالية التنسيق بين المجلس األعلى للحسابات واألجهزة األخرى
من أهم اإلكراهات القانونية لتقارير المجلس األعلى للحسابات ،مسألة ضعف التنس يق بين ه وبين
األجهزة األخرى وعلى سبيل المثال بين المجلس والسلطة التش ريعية على ال رغم من أن الم واد 92
إلى 95من مدونة المحاكم المالي ة وض حت العالق ة بين ه اذين الجه ازين ،إال أن الممارس ة أتبتت
تأخر المجلس األعلى في صياغة التقارير وإفراغه ا من محتواه ا م ا دامت تلح ق بق وانين التص فية
التي ال تعطى لها أهمية بالغة من جوانب نواب األم ة ،إض افة إلى الت أخر س نة بع د س نة ،أم ا على
مستوى التنسيق بين أجهزة الرقابة اإلدارية ،فاالختالالت تتجلى خاصة فيما يتعل ق بمراقب ة االل تزام
بنفقات الدولة وغياب عقوبات زجرية للمجلس على المراقبين ،وحسب المادة 66من مدونة المحاكم
المالية فمتابعة المجلس األعلى للحسابات للمراقبة التي تجريه ا مراقب ة االل تزام بنفق ات الدول ة بقيت
شكلية ،وبالتالي لم تشكل حماية فعالة للمال العام 25،باإلضافة لغي اب التنس يق والتع اون بين المجلس
األعلى للحسابات والمحاكم العادية ،فهو يصطدم بمجموعة من العوائق التي تح ول دون تفعي ل ه ذه
األخيرة لتقارير المجلس ،وبالتالي تحريك المتابعة ومعاقبة ك ل من س ولت ل ه نفس ه التالعب بالم ال
العام ،فإذا كان المجلس األعلى للحس ابات غ ير مختص بالمتابع ة الجنائي ة وأن القض اء الع ادي ه و
الذي يفترض فيه متابعة التقارير ،ومتابعة المتورطين في االختالالت المالية المسجلة ،وذلك اس تنادا
إلى المادة 111من القانون رقم 99ـ 62المتعلق بمدون ة المح اكم المالي ة ،ف إن هن اك مجموع ة من
المعطيات التي تحول دون هذه المتابعة ،منها ما هو قانوني يرتبط باعتب ار التقري ر في ح د ذات ه ال
يشكل إدانة بصفة أصلية ،مع ضرورة أن يبعث الوكيل الع ام للمل ك ل دى المجلس األعلى للحس ابات
بالملف بجميع مكوناته إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ليقوم بما ي راه مناس باً ،ومنه ا م ا
- 25عبد القادر أحمد مرس ،إشكالية التنسيق بين المجلس األعلى للحسابات وباقي المنظومة الرقابية ،رسالة لنيل ديبلوم الماستر في القانون الع ام
كلية الحقوق بسال ،السنة الجامعية ،2009/2010ص.61 :
10
ه و ذاتي يتمث ل في أن تق ارير المجلس األعلى للحس ابات مج ردة من الوق ائع المثبت ة لألفع ال ال تي
26
تشكل جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي مما يصعب على النيابة العامة المتابعة القضائية.
كما أن مضمون التق ارير الص ادرة عن المجلس لألعلى للحس ابات المنش ورة تش ير إلى االختالالت
ذات الطبيعة التدبيرية ،وبالتالي فالتق ارير تعكس مس ؤولية سياس ية وإداري ة للجه از الم راقب وليس
مسؤولية جنائية ،كما أن مدونة المحاكم المالية لم تتضمن أي إحالة للتقارير على نيابة ،وإنم ا يرف ع
27
التقرير السنوي إلى الملك ورئيس الحكومة وإلى مجلسي البرلمان وينشر في الجريدة الرسمية.
تطرح انتقائية إحالة تقارير المجلس األعلى للحسابات ذات الصبغة الجنائية ،نقاشا ً عمومي ا ً بين ذوي
االختص اص ح ول التع اطي م ع ملف ات الفس اد ذات الط ابع الجن ائي ال تي يرص دها قض اة ومفتش
المجلس والتي قد تتعلق بالفساد المالي وسوء التدبير ،فالم ادة 111من ق انون المح اكم المالي ة ال تي
تفرض على الوكيل العام للملك ل دى المجلس األعلى للحس ابات إحال ة التق ارير على النياب ة العام ة
التي تحيلها على القضاة ،والتأخر في اإلحالة يطرح الكثير من عالمات االستفهام ،عالوة على ع دم
تطبيق المساطر الجاري بها العمل أو تأخره ا ،وب الرجوع إلى تقري ر ح ول منج زات وزارة الع دل
والحريات ،نجد أن عدد الملفات التي توص ل به ا المجلس م ا بين 2001و 2015يبل غ 83ملف اً،
أحيلت كلها على النيابة العامة منها 38ملف من سنة 2001إلى سنة 2011في م ا ب اقي الملف ات
المحال ة تمت م ا بين 2012و 2015مم ا يط رح إش كاالً حقيقي ا ً ح ول ق درة المجلس األعلى
للحسابات تتبع وتدقيق مختلف المؤسسات العمومية.
تطرح مسطرة المتابعة إشكاالً حقيقيا ً حول الرقابة التي تستثني فئ ة مهم ة من اآلم رين بالص رف
والوزراء الذين يدبرون المالية العامة في منبعها وه و م ا ي ؤثر في نجاع ة رقاب ة المح اكم المالي ة ،
ويجعل مراقبة المال العام محدودة ،أم ام ص عوبة إث ارة المس ؤولية الجنائي ة لل وزراء أم ام المح اكم
تنص المادة 52من قانون مدونة المحاكم المالية على "أنه ال يخضع لالختصاص القض ائي المجلس
األعلى للحسابات في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية:
- 26الباخ طارق ،إصالح الميزانية العامة بالمغرب دراسة في اإلطار القانوني والمؤسساتي ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الع ام ،جامع ة محم د الخ امس،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعيات بالرباط ،سنة 2014ـ ،2015ص.268 :
- 27الفصل 148من دستور سنة .2011
11
أعض اء الحكوم ة ،أعض اء مجلس المستش ارين ،أعض اء مجلس الن واب ويمارس ون مه امهم به ذه
الصفة مما يطرح تمييزاً سلبيا ً بين اآلمرين بالصرف لرقابة المح اكم المالي ة باس تثناء ه ذه الفئ ة من
الرقابة يجعلنا أمام رقابة محدودة على المال العام.
باإلضافة إلى ما سبق ذكره ،تواجه تقارير المجلس األعلى للحسابات تحديات قانوني ة أخ رى وال تي
تتعلق بإلزامية هذه التق ارير ،حيث تعت بر ه ذه من أهم مخرج ات العم ل الرق ابي ،وه و عب ارة عن
سالح تمتلكه الهيئة الرقابية ،باعتباره وسيلة لكشف األخطاء والمخالفات الخط يرة ومختل ف ح االت
سوء تدبير األموال العمومية ،إال أن الواقع يؤكد أن هاته التقارير ال يتم األخذ به ا وغالب ا م ا تك ون
محل إهمال ،حيث يظهر بوض وح أن ع دم الجدي ة اتج اه هات ه التق ارير ،هي الس مة الغالب ة لتعام ل
العديد من الجهات الخاضعة للرقابة مع ما تتضمنه هاته األخيرة من مالحظات وتوصيات .وه ذا م ا
يؤدي إلى استمرارية األخطاء وتكرار المخالفات ،لتش كل ظ واهر س لبية تراف ق أداء تل ك الوح دات
وتؤدي بالتالي إلى تدني مستوى إهدار المال العام 28.ويرجع هذا التعام ل الس لبي إلى غي اب ال وعي
بأهمية العمل الرقابي وعدم فهم طبيعة ودور الرقابة العليا من قبل المؤسسات الخاضعة لها من جهة
وإلى الطبيعة القانونية لهاته التقارير التي من حيث األث ار تبقى ش كلية ،حيث أنه ا ال تكتس ي ص بغة
29
إلزامية وليست لها آثار جزائية.
إن معالجة اإلشكاليات التي تطرحها تقارير المجلس األعلى للحس ابات تقتض ي من جه ة ،إج راء
إص الحات قانوني ة تص ب في ج وهر ه ذه التق ارير(المطلب األول) ،ومن جه ة أخ رى العم ل على
تدعيم موقع المجلس األعلى للحسابات في المشهد المؤسساتي(المطلب الثاني).
يتسم العمل الرقابي للمجلس األعلى للحسابات بتراكم مجموع ة من المش اكل واالختالالت على
المستوى القانوني ،وبغية االرتقاء بعم ل المجلس واس تكمال حلق ات الج ودة في أداء وظائف ه وجع ل
نظامه الرقابي يتسم بالجودة والفعالية وتجاوز االكراه ات القانوني ة ،ف إن الموق ف يقتض ي مراجع ة
- 28القليعي حسناء ،المسطرة أمام المحاكم المالية محاولة في التحليل ،بحث لنيل دبلوم الماستر في ق انون المنازع ات ،جامع ة م والي إس ماعيل
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس ،2011/2012 ،ص.16 :
- 29أحميدوش مدني ،المحاكم المالية في المغرب ،دراسة نظري ة وتطبيقي ة مقارن ة ،مطبع ة مفض الة ،المحمدي ة ،الطبع ة األولى ،2003 ،ص:
.373
12
المنظومة القانونية ،وخاصة المتعلقة بالتقارير س واء من خالل بنيته ا ومحتواه ا (الفق رة األولى) أو
من خالل التعاطي اإليجابي مع التقارير الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات (الفقرة الثانية).
من أج ل ش فافية التق ارير الص ادرة عن المجلس األعلى للحس ابات يجب في إط ار مقارب ة
تشاركية من خالل االنفتاح على اإلعالم ومؤسسات البحث العلمي على غرار الهيئات العلي ا للرقاب ة
المالية والمحاسبة في الدول المتقدم ة ،س يكون من المناس ب عق د ن دوة ص حفية س نوية ح ول نت ائج
التقرير السنوي ،وعرض أبرز مخرجات المجلس والصعوبات وتطلعات المستقبل ،م ع التفاع ل م ع
أسئلة او مالحظات أو طلبات التوضيح التي يقدمها رجال اإلعالم.30
ومن جهة أخرى ال يمكن للمحاكم المالي ة أن تبقى منعزل ة عن محيطه ا الخ ارجي ال ذي يض م
مؤسسات مهمة كالجامعات ومؤسسات البحث العلمي ،التي يمكن أن تغني أو تطور العمل الرق ابي
بالمغرب ،ذلك أن الفصل بين ما هو نظري علمي وما هو تطبيقي سيجعل من البحث العلمي مج اال
فوقيا ،وبالمقابل س يتعرض لاله تراء نتيج ة ع دم تح ديث بنيات ه النظري ة ،ل ذا ينبغي ال تزاوج بين
العلمي والعملي واالس تعانة ب الخبرات الجامعي ة في مج ال التس يير اإلداري ،وقي ام أجه زة الرقاب ة
العليا بالدنا بربط الصلة بينها وبين المؤسسات الجامعية والمعاهد المختصة ،وإقام ة عالق ة ش راكة
معها بما من شأنه أن يمد أجهزة الرقابة العليا بالبحوث العلمية والميدانية التي بإمكانها حل كث ير من
المشاكل التي تعترض سيرها وفعاليتها وإض افة إلى دور الجامع ات والمعاه د في إع داد أط ر علي ا
متخصصة في مجال الرقابة العليا والمجال المالي واالقتصادي بشكل عام ،إضافة إلى التنس يق م ع
الجامعة في التحضير للندوات ، 31وعقد أيام دراس ية مفتوح ة في وج ه العم وم والتعري ف بالمح اكم
المالية ومخرجاتها التي ال زال العديد يجهلها.
وعالوة على ما سبق فإن الحوار المستمر والتواصل الفعال مع المواطنين ،يؤدي إلى الرف ع من
مستوى الوعي العام بدور األجهزة الرقابي ة ،ويع زز الثق ة في اإلدارة المغربي ة ويحف ز على اهتم ام
ومشاركة المواطنين في الشؤون العامة ،ومن ثم تساهم هذه العالق ة اإليجابي ة بين األجه زة الرقابي ة
30محمد براو :الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق ،ص.480:
31البخاري فاطمة ،متطلبات شفافية تدبير األموال العمومية بالمغرب ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الق انون الع ام ،جامع ة محم د الخ امس ،كلي ة
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال الرباط ،سنة ،2001-2000ص.106-105 :
13
والمهتمين بالش أن الع ام في المجتم ع في ترس يخ ثقاف ة الش فافية في اإلدارة المالي ة للم وارد العام ة
وتطبيق مبدأ المساءلة بحزم.32
من أج ل الرف ع من ج ودة التق ارير الرقابي ة للمجلس األعلى للحس ابات يجب إع ادة النظ ر في
هندستها من خالل إصالح بنيتها ومحتواها ومنحها اإلثباتية واإللزامية الكافية.
أصبح من المهم تخصيص فصل خاص في التقرير السنوي يتعلق بمتابعة تنفي ذ التوص يات
المرتب ط بحس ن األداء م ع تحري ك المس ؤوليات ،بحيث يتعين على المجلس األعلى للحس ابات أال
يعطي االنطباع بأنه مجرد معمل تقارير أو أن ه يتكلم في الف راغ ،والغ رض من ذل ك ه و اس تجواب
المخاطبين بالتقارير من أجل حملهم على معالجة المالحظ ات ال تي تض منتها تحت طائل ة كش ف أي
تماطل أو تقصير ،ويخدم هذا المنهج مبدأ الشفافية من جهة ،ومبدأ المساءلة من جهة أخ رى ألن ه
أوال يكش ف م آل التق ارير الس ابقة ويس تجوب المس ؤولين بش أن م ا تعه دوا ب ه من إص الحات
وتص حيحات ، 33إض افة إلى ذل ك ف إن جمي ع التق ارير الص ادرة عن المجلس تفتق د إلى الدق ة و
الوضوح ،مما يصعب على القارئ المتخص ص في ه ذا المج ال معرف ة محتواه ا ،بحيث ج ل م ا
تقدمه من أرقام ومالحظات تبقى غامضة ،وهو ما يتم لمسه من خالل دراسة الحس ابات العمومي ة
المدققة من ط رف المجلس ،ف التقرير ال يق دم معطي ات ح ول ع دد الحس ابات ال تي من المف ترض
تقديمها سنويا أو عدد المؤسسات العمومية المعنية بذلك ،حتى يسهل على الب احثين في ه ذا المج ال
مقارن ة المعطي ات ،أض ف إلى ذل ك الحجم الكب ير للتقري ر وال ذي يص عب على غ ير المختص ين
االطالع عليه ،لذلك من الضروري التفكير في صياغة ملخص تركيبي بلغة مبسطة يفهمها العامة ،
حتى ترتفع نسبة الوعي بأهمية التقارير في الحفاظ على المال العام وفضح المفسدين .
ثانيا :منح القوة اإلثباتية Aواإللزامية Aالكافية لتقارير المجلس األعلى للحسابات
32
فقيه أسامة بن جعفر :كيف يمكن لألجهزة الرقابية إقامة تعاون بناء مع المواطنين ،مجلة الرقابة المالية ،عدد 58يونيو ،2012ص.5 :
33
براو محمد ،الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق ،ص.480-479 :
14
،تهم تدبير األموال العمومية ،فإن طبيعتها من حيث اآلث ار تبقى ش كلية ،أي أن مس ألة األخ ذ به ا
تظل مسألة اختيارية غير ملزمة ،وتتحكم فيها مجموعة من الحسابات السياسية الضيقة .
باإلضافة إلى ذلك يجب تخوي ل المجلس األعلى للحس ابات آلي ات عملي ة لتمكين ه من متابع ة تط بيق
التوصيات المقترحة من قبله ،وليس االعتماد فقط على تصريحات الطرف اآلخر ،34ليصبح م ا ورد
فيها قابال للتطبيق مع التنصيص قانونا على ض رورة ال تزام مستش اري المجلس بجم ع ك ل الوث ائق
والوسائل الضرورية إلثبات المخالفات ،حتى تسهل مأمورية قضاة المحاكم العادية ،بالنظر إلى ع دم
توفرهم على الخبرة الضرورية للكشف عن الجرائم المالية واختالف تكويناتهم عن المجال المالي.
في هذا المطلب سوف يتم التطرق إلى الرفع من القدرات المادية و البشرية للمجلس األعلى للحسابات
(الفقرة األولى) أما فيما يخص الفقرة الثانية سوف يتم تخصيصها إلى خلق جسور للتعاون و التنس يق
بين المجلس األعلى للحسابات و السلطات العامة.
تش كل الم وارد البش رية الوس يلة و الدعام ة األساس ية ال تي من دونه ا يس تحيل تحقي ق األه داف
المرج وة في جمي ع المي ادين35فمس توى تنمي ة و قي اس رخائه ا يعتم د باألس اس على معي ار العنص ر
البش ري ،وكث يرا من الش عوب تت وفر على كاف ة مقوم ات نج اح الدول ة من ث روات طبيعي ة و موق ع
جغرافي و إرث تاريخي و حضاري ،غير أنها تصنف من الدول المتخلفة و السبب في ذلك هو تخلف
مواردها البشرية ،ويعاني المجلس األعلى للحسابات نقصا حادا في موارده البشرية ،بحيث تظل دون
المستوى مقارنة مع الحاجيات المتزايدة الناتج ة عن توس يع االختصاص ات وتزاي د ع دد المؤسس ات
العمومية الخاضعة لرقابته.
ويبين الجدول التالي تطور الموارد البشرية بالمجلس األعلى للحسابات و نفقاتهم ما بين س نة 2010و
:2014
40
2014 39
2013 38
2012 37
2011 36
2010 السنة
34
حاسون أحمد ،المجلس األعلى للحسابات بالمغرب ،مرجع سابق ،ص44 :
35
عبد الحق عقلة :دراسات في علم التدبير ،دار القلم الرباط ،الطبعة األولى ،2007- 2006،ص133:
36
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2010ص22
37
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2011ص31
15
نفقات القضاة و الموظفين
164333000 135600000 71536000 705360000 67057000
بالدرهم
المصدر :التقارير السنوية للمجلس األعلى للحسابات ما بين سنتي 2010و 2014
من خالل الجدول يتضح بأن المجلس األعلى للحساب يعاني بشكل كبير من التركيبة البشرية ،و ال تي
ظلت دون المستوى ،األمر الذي سوف يؤثر ال محالة على المهام التي أسندت ل ه ،كم ا لن يس اهم في
مواجهة مختلف الصالحيات المنوطة به و حجم الرهانات المنتظرة منه ،فبالرغم من تضاعف نفق ات
القضاة و الموظفين سنة ،2013فإن الجانب الكمي ظل ثابتا و بالمقابل في التشريعات المقارنة يالحظ
أن الهيئات العليا للرقابة المالية على األموال العمومية في بعض الدول تت وفر على ترس انة هائل ة من
الموارد البشرية و تتطور أعدادها باستمرار ،مثال :عدد العاملين في الجهاز األعلى للرقابة المالية في
الواليات المتحدة األمريكي ة حس ب إحص ائيات س نة 1975بل غ 5000موظ ف 41بينم ا في المغ رب
يصل حتى إلى 1000في سنة ،2016ومن هذا المنطلق فإن المجلس م دعو لتج اوز ه ذا الض عف،
الذي لطالما عرفه هذا الجهاز سواء من الجانب الكمي أو الكيفي أو التأطيري و التحفيزي.
و من جانب آخر فإن المجلس يعاني من نقص حاد في الموارد المالية المخصصة سنويا ،مم ا يوض ح
األهمية التي توليها الحكومة للمجلس و هاجس الخوف من الرقابة التي يفرضها عليها وي بين الج دول
التالي تطور ميزانية المجلس من 2009إلى :2014
47
2014 46
2013 45
2012 44
2011 43
2010 42
2009 السنة
254607000 225874000 165845000 164845000 159011000 122890000 ميزانية المحاكم المالية
214607000 173874000 109845000 108845000 103366000 89245000 ميزانية التسيير
40000000 52000000 56000000 56000000 55645000 33645000 ميزانية اإلستثمار
المصدر :التقارير السنوية للمجلس األعلى للحسابات ما بين سنتي 2009و .2014
38
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2012ص36
39
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2013ص41
40
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2014ص 35
41
أحمدوش مدني :المحاكم المالية في المغرب دراسة نظرية و تطبيقية مقارنة ،مرجع سابق ،ص355:
42
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2009ص33
43
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2010ص 28
44
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2011ص39
45
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2012ص49
46
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2013ص52
47
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ،2014ص 42
16
ل ذلك أص بح من الض روري تخص يص ميزاني ة تلي ق بمس توى االختصاص ات الممنوح ة للمجلس و
بمكانته كسلطة للرقابة العليا على المالية العامة.
الفقرة الثانية A:خلق جسور للتعاون و التنسيق بين المجلس األعلى للحسابات و السلطات العامة
حتى يتمكن المجلس من القيام بمهام ه بأحس ن وج ه ممكن ،فق د أص بح من الض روري خل ق جس ور
للتنسيق و التعاون بين المجلس األعلى للحسابات و البرلمان ،و المحاكم العادية ،و الحكومة.
لقد كان النص الدستوري السابق يحيل في اإلشارة إلى مس اعدة المجلس للبرلم ان على الق انون ال ذي
كان يحدد هذه المساعدة في نقطتين اثنتين الحقتين على تنفيذ الميزانية ،وهما التصريح العام بالمطابقة
و التقرير حول تنفيذ القانون المالي ،لكن هاتين النقطتين كانت ا عملي ا مفروغ تين من المحت وى نظ را
لتأخر الحكومة في إصدار مشروع قانون التصفية ،و بالتالي عمليا لم تكن للمجلس األعلى أي ة فعالي ة
في مساعدة البرلمان المحدودة أصال بنص قانون المحاكم المالية.48
و مقارنة بالتجربة الفرنسية ،فإن هذه األخيرة اعتبرت من خالل الم ادة 47-2من الدس تور الفرنس ي
لسنة ،1958بأن محكمة الحسابات هيئة مساعدة للبرلمان في رقابة الحكوم ة ،فالجمعي ة الوطني ة في
فرنسا تعتمد حسابات األمة و تستعين من أجل بذلك بمحكمة الحسابات بإجراء التحقيقات و الدراسات
المتعلقة بتنفيذ اإليرادات و النفقات العامة ،أو بإدارة الخزينة العامة ،كما أن لرئيس محكمة الحسابات
أن يتصل متى يشاء باللجان البرلمانية لتبليغ المعلومات التي يرى أن ه من الض روري االطالع عليه ا
و نفس األمر بالنسبة للجان البرلمانية ،حيث سمح القانون لمقرري هذه اللج ان أن يس تعينوا من أج ل
إعادة النظر في االعتمادات المخصصة لك ل إدارة من اإلدارات بأعض اء محكم ة الحس ابات ،وب ذلك
منحت المحكم ة دورا مهم ا في إعط اء فك رة ألعض اء اللج ان البرلماني ة ح ول تق ديرات الموازن ة
باإلضافة إلى دورها األساسي في تزويدهم بالمعلومات حول تنفيذها.49
وقد شكل الدستور المغربي الجدي د لس نة 2011طف رة نوعي ة بخص وص العالق ة م ا بين المجلس و
البرلمان ،حيت أقام جسرا متواصال و منهجيا طول السنة بينهما ،و سيكون بإمكان البرلم ان كم ا ه و
الشأن بالنس بة للتج ارب المتقدم ة االس تناد إلى تن ويرات و معلوم ات و تق ارير المجلس ،و حض ور
48
-محمد براو :المجلس األعلى للحسابات أمام امتحان االنخراط في عهد الدستور الجديد ،جريدة المساء ،عدد ،1750الثالثاء ،2012-5-9ص.3:
49
محمد براو :المجلس األعلى للحسابات أمام امتحان اإلنخراط في العهد الدستوري الجديد ،مرجع سابق ،ص3:
17
قضاة المجلس إلى البرلمان لتقديم التوضيحات و االستش ارات م تى م ا طلبت منهم اللجن ة البرلماني ة
المختصة ذلك.
خالفا لما سارت عليه البلدان األنجلوساكسونية والتي تجعل مساعدة األجهزة العليا للرقابة على المال
الع ام محص ورة على البرلم ان فق ط ف إن المغ رب اس تلهم من التقالي د الالتيني ة ،و ال تي تجع ل ه ذه
المس اعدة مزدوج ة و تهم البرلم ان و الس لطات الحكومي ة مع ا ، 50وينص الق انون 62-99المتعل ق
بمدونة المحاكم المالية ،على أنه يجوز للمجلس األعلى للحسابات بن اء على طلب رئيس الحكوم ة أن
يدرج في برامج أعماله مه ام لتق ييم ال برامج و المش اريع العمومي ة أو لمراقب ة تس يير أح د األجه زة
الخاضعة لمراقبته.51
تفعيل التنسيق Aالمباشر بين المجلس األعلى للحسابات و المحاكم العادية
ارتباطا بما سبق فإن تفعيل التنسيق بين المح اكم المالي ة و القض اء الزج ري يع د رهان ا كب يرا يتعين
العمل على كسبه لتحقيق حماية فعالة للمال العام ،وحتى يتم تط وير أداء قض اة المجلس للحس ابات و
المح اكم العادي ة في المي دان الم الي فال ب د من تط وير العالق ة فيم ا بينهم ا ،من خالل عق د دورات
تكوينية و تدريبية مشتركة بين الجانبين حتى يتسنى للطرفين تبادل الخبرات و التجارب.
50بلكبير خديجة :مساهمة المحاكم المالية في الرقابة العليا دراسة نظرية و تطبيقية مقارنة ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامع ة محم د الخ امس،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال ، 2008-2007،ص292
51المادة 96من القانون 62 -99المتعلق بمدونة المحاكم المالية
18
خاتمة:
إجم اال تت داخل عراقي ل وص عوبات تعي ق عم ل المجلس األعلى للحس ابات وتح ول دون تحقي ق
العدالة والنجاعة ،وعليه ينبغي التعامل مع المراقبة التي يقوم بها برؤي ة واض حة األه داف والمع الم
في سياق التغيير ،وفي أفق استراتيجية متكاملة ترتكز على تأهي ل الرقاب ة والميزاني ة العام ة للدول ة
واتخ اذ مجموع ة من الت دابير الموازي ة ورب ط المس ؤولية بالمحاس بة وتق ديس الم ال الع ام وس حب
االمتياز من كل شخص ثبت في حقه اختالس المال العام ،فالحكامة الجيدة ال يمكن أن تعطي ثمارها
ومفعولها في التدبير العمومي بدون تفعي ل حقيقي واخراجه ا للوج ود وتفعيله ا بش كل ملم وس ح تى
تلعب دورها المطلوب الكامن في تجويد التدبير العمومي وعقلنته.
وعلى العموم فإن تجاوز هذه الص عوبات س يجعل من المجلس األعلى للحس ابات حلق ة محوري ة في
مسألة تقييم المشاريع العمومية ،خاصة وأن هذا االختصاص يشكل مرك ز اهتم ام مختل ف األقط اب
19
الفكرية والسياسية بالمغرب إذ ينظر له كمدخل لتأسيس فعل عمومي عقالني يمكن من خالل ه الرف ع
من مستوى التدبير العمومي ومردوديته.
وفي األخير نشير إلى مقترحين يساعدان على تجاوز المجلس األعلى للحسابات لهذه المعيق ات ال تي
تحد من فعاليته وهما:
تفعيل آلية التنسيق بين مكونات المنظومة الرقابي ة بين المجلس األعلى للحس ابات والمج الس -
الجهوية للحسابات والمفتشية العامة للمالية.
تخويل المزيد من االختصاصات مع تع ديل بعض مقتض يات الق انون رقم 62.99لمالءمت ه -
مع الظرفية الحالية.
الئحة المراجع:
الكتب:
احميدوش مدني ،المحاكم المالية-دراسة نظرية وتطبيقية-ن مطبعة فضالة المحمدية ،الطبعة
األولى .2003
عبد الحق عقلة ،دراسات في علم التدبير ،دار القلم ،الرباط ،الطبعة األولى2006 ،
محمد براو ،الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية ،الطبعة األولى.2012 ،
الرسائل واألطروحات:
خديجة بالكبير ،مساهمة المحاكم المالية في الرقابة العليا-دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة،
أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام وحدة علم السياسة والقانون الدستوري ،جامعة محمد
الخامس الرباط ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال ،السنة الجامعية:
.2008-2007
20
الباخ طارق ،إصالح الميزانية العامة بالمغرب-دراسة في اإلطار القانوني والمؤسساتي،
أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية بالرباط ،السنة الجامعية.2015-2014 :
البخاري فاطمة ،متطلبات شفافية تدبير األموال العمومية بالمغرب ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية أكدال الرباط ،السنة.2001-2000 :
عبد الفتاح الكدي ،التدخالت الرقابية للمجلس األعلى للحسابات على المؤسسات العمومية –
نماذج تقارير ،2014-2010رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس ،السنة الجامعية.2016-2015 :
القليعي حسناء ،المسطرة أمام المحاكم المالية-محاولة في التحليل ،-بحث لنيل شهادة الماستر
في المنازعات ،جامعة موالي إسماعيل كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
مكناس ،السنة الجامعية.2012-2011 :
الفالحي سعاد ،تقارير المجلس األعلى للحسابات ،بحث لنيل شهادة الماستر في قانون
المنازعات العمومية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس ،السنة الجامعية:
.2009
عبد القادر أحمد مرس ،إشكالية التنسيق بين المجلس األعلى للحسابات وباقي المنظومة
الرقابية ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،كلية الحقوق بسال ،السنة الجامعية:
.2009/2010
المقاالت:
سعاد حسونة ،رقابة المجلس األعلى للحسابات على تنفيذ الصفقات العمومية ،مجلة المنارة
للدراسات القانونية واإلدارية ،عدد ،19يونيو .2017
إبراهيم بن به ،دور المجلس األعلى للحسابات في تحسين التدبير العمومي ،المجلة المغربية
للسياسات العمومية ،عدد .2015 ،14
أحمد حاسون ،المجلس األعلى للحسابات الرهانات والحدود والممكنات ،مجلة وجهة نظر،
مطبعة النجاح الجديدة ،العدد .2013 ،38
مساعد عبد القادر والنعيمي مليكة ،تأمالت في مدونة المحاكم المالية ،منشورات مجلة التدقيق
والتنمية ،سلسلة التدبير االستراتيجي ،العدد السابع ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط،
.2005
فقيه أسامة بن جعفر ،كيف يمكن لألجهزة الرقابية إقامة تعاون بناء مع المواطنين ،مجلة
الرقابة المالية ،عدد 58يونيو .2012
التقارير:
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة .2009
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة .2010
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة .2011
21
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة .2012
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة. 2013
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة.2014
النصوص القانونية:
دستور 2011الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.91الصادر في 27شعبان
1432الموافق ل 29يوليوز ،2011الجريدة الرسمية عدد 50964مكرر.
القانون رقم 36.04المتعلق باألحزاب السياسية الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم
1.0618بتاريخ 15محرم .1427
القانون رقم 54.06الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم 1.07.202بتاريخ 20شوال
1429الموافق ل 20أكتوبر .2008
القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية المعدل بمقتضى القانون رقم 55.16
الصادر في 19ذي القعدة 25( 1437أغسطس ،)2016الجريدة الرسمية عدد ،6501
ص .6703
مذكرة:
مذكرة الوظائف اإلشرافية ،التوجيه الفني العام للعلوم ،الكويت2016/2017 ،
الجرائد اليومية':
ادريس لكريني ،مالحظات على هامش إصدار تقارير المجلس األعلى للحسابات ،جريدة
المساء ،العدد .678/2008
محمد براو ،المجلس األعلى للحسابات أمام امتحان االنخراط في عهد الدستور الجديد ،جريدة
المساء ،عدد ،1750الثالثاء .2012-5-9
الموقع اإللكتروني':
http://www.courdescomptes.ma/ar
22
الفهرس:
2 مقدمة
5 المبحث األول :اإلكراهات الذاتية والموضوعية' لتقارير المجلس األعلى للحسابات
5 المطلب األول :اإلكراهات الذاتية لتقارير المجلس األعلى للحسابات
8 المطلب الثاني :اإلكراهات الموضوعية لتقارير المجلس األعلى للحسابات
10 المبحث الثاني :سبل معالجة إشكاليات تقارير المجلس األعلى للحسابات
11 المطلب األول :اإلصالحات القانونية' المرتبطة' بالتقارير
13 المطلب الثاني :تدعيم موقع المجلس األعلى للحسابات في المشهد المؤسساتي
17 خاتمة
23
18 الئحة المراجع
20 الفهرس
24