You are on page 1of 24

‫المملكة المغربية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار‬


‫جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‬
‫كلية العلوم القانونية' واالقتصادية واالجتماعية فاس‬

‫ماسرت ادلستور واحلاكمة املالية‬


‫وحدة‪ :‬االفتحاص والتدقيق ومراقبة المحاكم المالية‬

‫عرض حول‪:‬‬

‫إشكاليات تقارير المحاكم المالية‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫معاذ البوش‬ ‫حتت إرشاف األستاذ‪:‬‬
‫فاطمة الزهراء بزوط‬ ‫د‪ .‬امحيدوش مدين‬
‫معر يزوغ‬
‫الهتايم بوبكريي‬
‫هشام اجلنايت اإلدرييس‬
‫عبد احلق اغزال‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2021-2022‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إذا كان تقدم وتطور الدول يق اس بحجم الم وارد واإلمكاني ات ال تي تت وفر عليه ا‪ ،‬ف إن مختل ف‬
‫الدول تعم د إلى ترش يد نفقاته ا ومراقب ة أس اليب ص رف ماليته ا‪ ،‬في س بيل ذل ك اس تحدثت أجه زة‬
‫ومؤسسات تتولى مهمة الرقابة على األموال العامة‪ 1.‬وطبقا للفصل ‪ 147‬من دستور المملكة لس نة‪2‬‬
‫‪ ،011‬يعتبر المجلس األعلى للحسابات الجهاز األعلى للرقابة على المالية العامة بالمملكة المغربية‪،‬‬
‫ويعتبر هذا المقتضى الدستوري تتويجا للتطور التاريخي الذي عرفه نظام الرقابة العلي ا على المالي ة‬
‫العامة بالمغرب لما لها من أهمية بالغة في بناء دولة القانون واعتبارا لكونها من مستلزمات الحكامة‬
‫الجيدة والشفافية والديموقراطية‪ ،‬إذ يتم التركيز في أدبيات األجهزة العليا للرقابة على المالي ة العام ة‬
‫على أن الهدف األساسي الذي أنشأت من أجله هذه األجهزة هو تحسين التدبير المالي العمومي وذلك‬
‫من خالل حث المدبرين العموميين على تحقيق الفعالية والنجاعة والكفاءة في تدبيرهم‪.2‬‬

‫وبعد استقالل المغرب وأمام استحالة خضوع مالية البالد لرقابة الهيئ ات العلي ا الفرنس ية لم ا في‬
‫ذل ك من مس اس بالس يادة الوطني ة‪ ،‬عملت الدول ة المغربي ة على تك ييف وتع ديل بعض النص وص‬
‫القانونية المتعلقة بالنظام الرقابي على األموال العمومية‪.3‬‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬تم تأسيس المجلس األعلى للحسابات سنة ‪ 1979‬بموجب القانون رقم ‪12.79‬‬
‫الذي حل محل اللجنة الوطنية للحس ابات بحكم ارتباطه ا العض وي وال وظيفي ب وزارة المالي ة‪ ،‬مم ا‬
‫جعل عملها الرقابي قاصرا على توف ير الحماي ة الحقيقي ة للم ال الع ام‪ ،4‬وتم إص دار مدون ة المح اكم‬
‫المالية في سنة ‪ 2002‬بمقتضى القانون رقم ‪ 62.99‬وقد ع زز دس تور ‪ 2011‬المكان ة الدس تورية‬
‫للمجلس حيث أوكل إليه مهمة تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة بالنسبة‬
‫للدولة واألجهزة العمومية‪ ،‬فض ال عن دس ترة اختصاص ات جدي دة تتعل ق بمراقب ة نفق ات األح زاب‬
‫السياس ية وتموي ل الحمالت االنتخابية‪ 5‬والتص ريح اإلجب اري بالممتلك ات‪ 6‬وال تي ك انت موكول ة‬
‫‪7‬‬
‫للمجلس من قبل بواسطة قوانين عادية‪.‬‬
‫‪ - 1‬سعاد حسونة‪ ،‬رقابة المجلس األعلى للحسابات على تنفي ذ الص فقات العمومي ة‪ ،‬مجل ة المن ارة للدراس ات القانوني ة واإلداري ة‪ ،‬ع دد‪ ،19 :‬يوني و ‪ ،2017‬ص‬
‫‪.378‬‬
‫‪ - 2‬ابراهيم بن به‪ ،‬دور المجلس األعلى للحسابات في تحسين التدبير العم ومي‪ ،‬المجل ة المغربي ة للسياس ات العمومي ة‪ ،‬ع دد ‪ ،2015 ،14‬ص‪:‬‬
‫‪.215‬‬
‫‪ - 3‬احميدوش مدني‪ ،‬المحاكم المالية بالمغرب –دراسة نظرية وتطبيقية‪ ،-‬مطبعة فضالة المحمدية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2003‬ص‪.12:‬‬
‫‪ - 4‬خديجة بالكبير‪" ،‬مساهمة المحاكم المالية في الرقابة العليا‪ ،‬دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة" أطروحة لني ل ال دكتوراه في الق انون الع ام‪ ،‬وح دة‬
‫علم السياس ة والق انون الدس توري‪ ،‬جامع ة محم د الخ امس الرب اط‪ ،‬كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة أك دال‪ ،‬الس نة الجامعي ة‪:‬‬
‫‪ ،2007/2008‬ص‪.2:‬‬
‫‪ - 5‬القانون رقم ‪ 36.04‬المتعلق باألحزاب السياسية الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم‪ 1.0618:‬بتاريخ ‪ 15‬محرم ‪.1427‬‬
‫‪ - 6‬القانون رقم ‪ 54.06‬الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم‪ 1.07.202:‬بتاريخ ‪ 20‬شوال ‪ 1429‬الموافق ل ‪ 20‬أكتوبر ‪.2008‬‬
‫‪ -7‬ابراهيم بن به‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.259:‬‬
‫‪2‬‬
‫وفي ه ذا الص دد‪ ،‬تش كل تق ارير المجلس األعلى للحس ابات أس اس العم ل في الت دقيق والرقاب ة‬
‫المالية واإلدارية‪ ،‬حيث يقوم بنش ر جمي ع أعمال ه بم ا فيه ا التق ارير الخاص ة والمق ررات القض ائية‬
‫إضافة إلى ذلك يرفع المجلس األعلى للحسابات للملك تقريرا سنويا يتضمن بيان ا على جمي ع أعمال ه‬
‫ويوجهها أيضا إلى رئيس الحكومة ورئيسي مجلس البرلمان وينشر بالجري دة الرس مية وأخ يرا ف إن‬
‫ال رئيس األول للمجلس يق دم عرض ا عن أعم ال المجلس األعلى أم ام البرلم ان ويك ون متبوع ا‬
‫بالمناقشة‪.‬‬

‫وهكذا فإن دراسة موضوع إشكاليات تقارير المحاكم المالية يتطلب الوقوف عند المفاهيم اآلتية‪:‬‬

‫التقرير‪ :‬هو عبارة عن محتوى يصف حاله وصفا دقيقا محايدا‪ ،‬يتطلب كم من البيان ات والمعلوم ات‬
‫‪8‬‬
‫ويتضمن بجانب وصف الحالة قدر مناسب من االقتراحات والتوصيات‪.‬‬

‫ويقصد بالمحاكم المالية‪:‬‬

‫المجلس األعلى للحس ابات‪ :‬ه و الهيئ ة العلي ا لمراقب ة المالي ة العمومي ة بالمملك ة ويض من‬ ‫‪‬‬
‫الدستور استقالله‪ ،‬كما يم ارس مهم ة ت دعيم وحماي ة مب ادئ وقيم الحكام ة الجي دة والش فافية‬
‫‪9‬‬
‫والمحاسبة‪ ،‬بالنسبة للدولة واالجهزة العمومية‪.‬‬
‫المجالس الجهوية للحسابات وهي هيئات تابعة للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬تتولى الرقابة على‬ ‫‪‬‬
‫المال المعهود تدبيره للجه ات والجماع ات الترابي ة األخ رى وهيئاته ا‪ ،‬انس جاما م ع مب دأ ال‬
‫مركزية الرقابة القضائية على المال العام‪.‬‬

‫وسنتناول في موضوعنا هذا‪ ،‬تقارير المجلس األعلى للحسابات باعتبار المجالس الجهوية للحسابات‬
‫هيئات تابعة للمجلس‪.‬‬

‫ويكتسي هذا الموضوع أهمية عملية تتجلى في التقارير الص ادرة عن المجلس األعلى للحس ابات‬
‫والهادفة إلى المساهمة في تحسين الت دبير العم ومي وإث ارة االنتب اه إلى الثغ رات واالختالالت ال تي‬
‫تشوبها قص د العم ل على تجاوزه ا في المس تقبل به دف الرف ع من أداء المجلس االعلى للحس ابات‪،‬‬
‫وأهمية علمي ة تتجلى في االهتم ام الب الغ للب احثين بتق ارير المجلس األعلى للحس ابات وخل ق نق اش‬
‫عمومي حول الجدوى منها ومدى مساهمتها في تحقيق حكامة في التدبير العمومي‪.‬‬

‫‪ - 8‬مذكرة الوظائف اإلشرافية‪ ،‬التوجيه الفني العام للعلوم‪ ،‬الكويت‪ ،2016/2017 ،‬ص‪.1:‬‬
‫‪ - 9‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬الصادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 1432‬الموافق ل‪ 29‬يوليوز ‪ 2011‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 50964‬مك رر‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪ 1432‬الموافق ل‪ 30‬يوليوز ‪ ،2011‬ص‪.3600:‬‬
‫‪3‬‬
‫وبالرغم من أهمية هذه التق ارير ال تي تعطي رؤي ة عن واق ع الت دبير العم ومي للم ال الع ام إال أنه ا‬
‫تتخللها مجموعة من االختالالت منها ما هو مرتبط بالجانب القانوني ومنها م ا ه و مرتب ط بالج انب‬
‫العملي‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن طرح اإلشكالية اآلتية‪:‬‬

‫أين تتجلى إشكاليات تقارير المحاكم المالية على مستوى الواقع؟‬

‫وتتفرع على هذه اإلشكالية األسئلة التالية‪:‬‬

‫ماهي اإلكراهات الذاتية لتقارير المجلس األعلى للحسابات؟‬ ‫‪‬‬


‫ماهي اإلكراهات الموضوعية لتقارير المجلس األعلى للحسابات؟‬ ‫‪‬‬
‫كي ف تس اهم تق ارير المجلس األعلى للحس ابات في تجوي د الت دبير العم ومي؟ وم اهي س بل‬ ‫‪‬‬
‫تجاوز إشكالياتها؟‬

‫وتتجلى فرضيتا الموضوع فيما يلي‪:‬‬

‫تقارير المجلس األعلى للحسابات تساهم في تجويد التدبير العمومي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ضعف تفعيل تقارير المجلس األعلى للحسابات من طرف مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وهكذا س يتم اعتم اد المنهج الت اريخي من خالل ع رض التط ور الت اريخي لتق ارير المجلس األعلى‬
‫للحسابات والمنهج اإلحصائي من خالل سرد عدد من األرقام والنسب تخص تقارير المجلس األعلى‬
‫للحسابات وتحديد اإلشكاالت المرتبطة بها‪ ،‬وذلك اعتمادا على التصميم اآلتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلكراهات الذاتية والموضوعية لتقارير المجلس األعلى للحسابات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سبل معالجة إشكاليات تقارير المجلس األعلى للحسابات‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلكراهات الذاتية والموضوعية لتقارير المجلس األعلى للحسابات‬

‫إن الهدف األسمى للمجلس األعلى للحسابات هو الكش ف عن المخالف ات وفض ح المتالع بين بالم ال‬
‫العام‪ ،‬ويترتب عن هذا الحرص إصدار تقارير سنوية تهم مختلف األنشطة التي يقوم بها‪ ،‬إال أن هذه‬
‫التقارير تصطدم بإكراهات ذاتي ة أو قانوني ة و أخ رى موض وعية لتش كل ب ذلك عوام ل رئيس ية في‬
‫ضعف تقارير المجلس األعلى للحسابات ويندرج في إطارها ما يلي‪ :‬إشكالية ق وة إلزامي ة وش مولية‬
‫‪4‬‬
‫التقارير‪ ،‬وإشكالية نشر التقارير وتوفر أدل ة اإلثب ات (المطلب األول)‪ ،‬وك ذلك إش كالية التنس يق بين‬
‫المجلس األعلى للحسابات واألجهزة األخرى‪ ،‬وإشكالية انتقائية التقارير وحصانة اآلمرين بالص رف‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلكراهات الذاتية لتقارير المجلس األعلى للحسابات‬

‫تواجه تقارير المجلس األعلى للحسابات مجموعة من التحديات القانونية سواء تعلق األمر بإلزاميته ا‬
‫وشموليتها (الفقرة األولى) أو بإشكالية نشرها واعتمادها كأداة لإلثبات (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إشكالية قوة إلزامية وشمولية التقارير‬

‫يعتبر التقرير من أهم مخرجات العمل الرقابي‪ ،‬غير أن الواقع يفيد أن هذه التقارير ال يتم األخ ذ به ا‬
‫وتكون غالبا محل إهمال‪ .10‬كما تعتبر عدم الجدي ة اتج اه ه ذه التق ارير ك ذلك الس مة الغالب ة لتعام ل‬
‫العديد من الجهات الخاضعة للرقابة مع ما تتضمنه التقارير من مالحظات وتوصيات‪ ،‬ومحصّلة هذا‬
‫التعامل السلبي هو اس تمرارية األخط اء وتك رار المخالف ات لتش كل ظ واهر س لبية تراف ق أداء تل ك‬
‫الوحدات وتؤدي بالنتيجة إلى تدني مستوى أداءها و إهدار المال العام‪.11‬‬

‫إن مرد هذا التعامل السلبي وإن كان يعود في ج انب من ه إلى غي اب ال وعي بأهمي ة العم ل الرق ابي‬
‫وعدم فهم طبيعة دور الرقابة العليا من قبل الوحدات الخاضعة للرقابة‪ ،‬فإنه يعود في ج انب مهم إلى‬
‫الطبيعة القانوني ة للتق ارير الرقابي ة فهي من حيث اآلث ار تبقى ش كلية‪ ،12‬وال تكتس ي ص بغة إلزامي ة‬
‫وليست لها آثار جزائية إذ أن اختصاص مراقبة التسيير يهدف للكش ف عن نقص وض عف األجه زة‬
‫العمومية دون الوصول إلى معاقبة المسؤولين‪.‬‬

‫وال بأس أن نذكر أن طريقة التعامل م ع المخالف ات ال تي أحليت من المجلس األعلى للحس ابات على‬
‫النياب ة العام ة إلحالته ا على القض اء الجن ائي تكش ف عن اس تمرارية ت ردد الس لطات العمومي ة في‬
‫مواجهة المسؤولين عن الفساد المالي وعدم حسمها في اتجاه تكريس مبدأ المحاسبة‪.13‬‬

‫‪ 10‬عبد الفتاح الكدي‪ ،‬الت دخالت الرقابي ة للمجلس األعلى للحس ابات على المؤسس ات العمومي ة‪ -‬نم اذج تق ارير ‪ ،2014-2010‬رس الة لني ل ش هادة الماس تر في‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية العلوم للقانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2016-2015 :‬ص‪.119 :‬‬
‫‪ 11‬القليعي حسناء‪ ،‬المسطرة أمام المح اكم المالي ة محاول ة في التحلي ل‪ ،‬بحث لني ل ش هادة الماس تر في ق انون المنازع ات‪ ،‬جامع ة م والي إس ماعيل‪ ،‬كلي ة العل وم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس‪ ،‬سنة ‪ ،2012-2011‬ص‪.160 :‬‬
‫‪ 12‬احميدوش مدني‪ :‬المحاكم المالية في المغرب‪ -‬دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة‪ ،‬مطبعة فضالة المحمدية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2003 ،‬ص‪.373 :‬‬
‫‪ 13‬أحمد حاسون‪ ،‬المجلس األعلى للحسابات الرهانات والحدود والممكنات‪ ،‬مجلة وجهة نظر‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،38‬ص‪.52 :‬‬
‫‪5‬‬
‫كما أنه‪ ،‬عندما أسس المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬كان ومازال مطالبا برفع بي ان أو تقري ر عن جمي ع‬
‫أعماله التي يقوم بها إلى جاللة الملك‪ .‬وحصيلة ه ذه التجرب ة‪ ،‬تفي د أن التق ارير الس نوية ال تتض من‬
‫سوى بعض ملخصات المالحظات ال تي وقفت عليه ا المح اكم المالي ة‪ ،‬مثال يعت بر التقري ر الس نوي‬
‫برسم سنة ‪ ،2006‬مجرد رقابة نوعية شملت وزارتين و ‪ 8‬مق اوالت‪ ،‬أم ا بالنس بة لتقري ر المجلس‬
‫لسنة ‪ 2007‬فقد اقتصرت المالحظات على ‪ 81‬تقرير خ اص في ال وقت ال ذي ق ام في ه المجلس ب‬
‫‪ 130‬تقريرا في إطار مراقبة التسيير‪ .14‬وبالتالي فإن حصيلة التقارير السنوية لجه از الرقاب ة العلي ا‬
‫هزيلة من الناحية العملية بالنظر إلى العدد الهائل المتوفر من المؤسسات العمومية الوطنية والمحلي ة‬
‫والمقاوالت العمومية و شبه العمومية والتي تخضع أصال لرقابة المجلس بنص القانون‪.15‬‬

‫وفي المقابل‪ ،‬من خالل استقراء التقارير التي صدرت بين ‪ 2010‬و‪ 2014‬يتبين أن‪ :16‬ج ل أنش طة‬
‫المجلس في ميدان التدقيق في الحسابات تنصب على حسابات تعود إلى الف ترة م ا قب ل ‪ 2003‬وه و‬
‫ما أثر على نشاط المجلس خالل الفترة ما بين ‪ 2010‬و‪ .2014‬كما يالحظ وجود منحى تنازلي في‬
‫عدد الحس ابات المقدم ة إلى المجلس س واء بس بب ت أخر بعض المحاس بين في أداء حس اباتهم داخ ل‬
‫اآلجال المحددة‪ ،‬أو تراج ع ع دد الحس ابات ال تي تع ود إلى م ا قب ل ‪ 2003‬وال تي في أغلبه ا تع ود‬
‫للجماعات الترابية‪ .‬باإلضافة إلى عدم تقديم المجلس لعدد المؤسسات المعنية برقابة المجلس كل سنة‬
‫والحسابات التي يجب اإلدالء بها حتى نتمكن من معرفة المتخلفين عن ذلك‪.‬‬

‫وباستقراء طبيعة التق ارير الص ادرة عن المجلس األعلى للحس ابات خالل الم دة الفاص لة بين س نتي‬
‫‪ 2015‬و‪ ،2020‬نالحظ أن مختلف التقارير انصب موضوعها حول مجموع ة من الت دخالت (كم ا‬
‫يبين الجدول أسفله)‪.‬‬

‫تقرير حول‬ ‫تقرير حول‬ ‫تقرير بشأن‬ ‫تقييم‬ ‫تدقيق الحسابات‬ ‫التقارير‬ ‫طبيعة‬
‫آخر‬ ‫مراقبة تسيير‬ ‫مهمات‬ ‫تنفيذ ميزانية‬ ‫عقود‬ ‫السنوية لألحزاب‬ ‫السنوية‬ ‫التقارير‬
‫مرافق الدولة‬ ‫مختلفة‬ ‫الدولة‬ ‫التدبير‬ ‫السياسية‬ ‫للمجلس‬
‫المفوض‬
‫‪13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العدد‬
‫‪17‬‬
‫تركيب شخصي انطالقا من مجموعة من تقارير المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬انظر التقارير على الموقع‬

‫‪ 14‬الفالحي سعاد‪ ،‬تقارير المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماستر في قانون المنازع ات العمومي ة‪ ،‬كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة‬
‫فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2009 :‬ص‪.67 :‬‬
‫‪ 15‬المادة ‪ 76‬من القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية الذي تم تعديله بمقتضى القانون رقم ‪.55.16‬‬
‫‪ 16‬عبد الفتاح الكدي‪ ،‬التدخالت الرقابية للمجلس األعلى للحسابات على المؤسسات العمومية‪ -‬نماذج تقارير ‪ ،2014-2010‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101-100 :‬‬
‫‪ ،http://www.courdescomptes.ma/ar/Page-27 17‬الموقع الرسمي للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬اطلع عليه بتاريخ‪ 30/12/2021 :‬على الساعة‪:‬‬
‫‪.18:36‬‬
‫‪6‬‬
‫يستخلص من الجدول أعاله‪ ،‬أن عملي ة ت دقيق الحس ابات الس نوية لألح زاب السياس ية ش كلت نس بة‬
‫‪ %25‬من تدخالت المجلس خالل هذه الفترة‪ ،‬بينم ا احتلت التق ارير الخاص ة بتنفي ذ ميزاني ة الدول ة‬
‫وبعض المهمات المختلفة نسبة ‪ %7‬من تدخالت المجلس‪.‬‬

‫طبي'ع'ة ا'لت'قارير ا'لصادرة عن ا'لمجلس ا'ألعلى' للحساب'ات‬

‫‪%11‬‬
‫‪%32‬‬ ‫التقارير السنوية للمجلس‬
‫تدقيق الحسابات السنوية لألحزاب‬
‫السياسية‬
‫تقييم عقود التدبير المفوض‬
‫‪%52‬‬ ‫تقرير بشأن تنفيذ ميزانية الدولة‬
‫تقرير حول مهمات مختلفة‬
‫تقرير حول مراقبة تسيير مرافق‬
‫‪%41‬‬ ‫الدولة‬
‫آخر‬

‫‪%7‬‬ ‫‪%31‬‬
‫‪%7‬‬

‫تركيب شخصي انطالقا من مجموعة من تقارير المجلس األعلى للحسابات‬

‫يالحظ من المبيان أعاله أن تدقيق األحزاب السياسية يأخذ النصيب األكبر من التقارير الص ادرة من‬
‫ط رف المجلس األعلى للحس ابات ولع ل ه ذا راج ع للحساس ية ال تي تتمت ع به ا حس ابات األح زاب‬
‫السياسية وبالخص وص طريق ة ص رف ه ذه األخ يرة لموارده ا و م دى احترامه ا لمب ادئ الحكام ة‬
‫والنزاه ة باعتب ار أن ه ذه األم وال تمنح من خزين ة الدول ة‪ ،‬كم ا تبقى نس بة التق ارير الص ادرة‬
‫بخصوص في عدة مجاالت مهمة‪ ،‬إال أن المالحظ هو ضعف التقارير الصادرة بش أن تنفي ذ ميزاني ة‬
‫الدولة رغم األهمية التي يمليها المجال‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ A:‬إشكالية نشر التقارير وتوفر أدلة اإلثبات‬

‫عرفت تق ارير المجلس األعلى للحس ابات إش كاال متعلق ا بنش رها خصوص ا قب ل س نة ‪ ،2011‬وإذا‬
‫أخذنا بعين االعتبار أن نشر التقارير في الجريدة الرسمية يشكل في أح د مظ اهره نوع ا من العق اب‬
‫المعنوي الذي يطال المتورطين في مختلف االختالالت والخروقات القانونية‪ ،‬فإن هذه الوسيلة ال يتم‬

‫‪7‬‬
‫إعمالها بشكل ع ادل ومتس اوي في مواجه ة جمي ع األجه زة العمومي ة الوطني ة والمحلي ة الخاض عة‬
‫للرقابة‪.18‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬أبرزت المجامع العلمي ة و المهني ة أهمي ة اإلثب ات في الرقاب ة المالي ة‪ ،‬حيث أك دت‬
‫لجنة معايير المالية التابعة التحاد المحاسبين الدولي أن على المراقب أن يحصل على إثباتات رقابي ة‬
‫كافية ومناسبة‪ ،‬من خالل أداء اختبارات الرقابة الداخلية واإلجراءات األساسية لتمكين ه من التوص ل‬
‫إلى استنتاجات معقولة كأساس لرأيه عن المعلومات المالية‪ ،19‬وفي هذا الطرح فإن التقارير الرقابي ة‬
‫تكتسب مصداقيتها من األدلة الثبوتية التي تستند إليها‪.20‬‬

‫وبالنسبة للنموذج المغربي‪ ،‬فقد ألزم المشرع مس ؤولي المراف ق واألجه زة ال تي تتم مراقبته ا بتق ديم‬
‫كاف ة الوث ائق ال تي يطلبه ا قض اة المجلس‪ ،‬وتزوي دهم بكاف ة المعلوم ات المتعلق ة بس ير المص الح‬
‫الخاضعة لرقابة المجلس‪ ،21‬لكن مقابل صالحيات المجلس هن اك قي ود تح د من الوص ول إلى األدل ة‬
‫اإلثباتية‪ ،‬والتي يفرضها القانون رقم ‪ 99-62‬على بلوغ المعلومات المتعلقة ب األمن الوط ني واألمن‬
‫الداخلي والخارجي للدولة‪.22‬‬

‫وفي قراءة لعدد التقارير الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات خالل سنتي ‪ 2015‬و‪ ،2020‬نجد‬
‫أن إصدار هذه التقارير عرف وتيرة غير منتظمة‪.‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫السنوات‬

‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪13‬‬ ‫عدد التقارير السنوية‬


‫والموضوعاتية‪A‬‬
‫الصادرة‬
‫‪23‬‬
‫تركيب شخصي انطالقا من مجموعة من تقارير المجلس األعلى للحسابات انظر التقارير على الموقع‬

‫‪ 18‬ادريس لكريني‪ ،‬مالحظات على هامش إصدار تقرير المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬جريدة المساء‪ ،‬العدد ‪.678/2008‬‬
‫‪ 19‬الفالحي سعاد‪ ،‬تقارير المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77 :‬‬
‫‪ 20‬مساعد عبد القادر والنعيمي مليكة‪ :‬تأمالت في مدونة المحاكم المالية‪ ،‬منشورات مجل ة الت دقيق والتنمي ة‪ ،‬سلس لة الت دبير االس تراتيجي‪ ،‬الع دد الس ابع‪ ،‬مطبع ة‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،2005 ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ 21‬المادة ‪ 77‬من القانون ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية الذي تم تعديله بمقتضى القانون رقم ‪.55.16‬‬
‫‪ 22‬المادة ‪ 110‬من القانون رقم ‪62.99‬‬
‫‪ ،http://www.courdescomptes.ma/ar/Page-27 23‬الموقع الرسمي للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬اطلع عليه بتاريخ‪ 30/12/2021 :‬على الساعة‪:‬‬
‫‪.18:36‬‬
‫‪8‬‬
‫ا'لت'قاريرا'لسن'وي'ة وا'لموضوعات'ية' ا'لصادرة عن ا'لمجلس ا'ألعلى'‬ ‫عدد‬
‫للحساب'ات‬
‫‪61‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪21‬‬
‫‪01‬‬
‫‪01‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫عدد التقارير الصادرة‬
‫‪6‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪5102‬‬ ‫‪6102‬‬ ‫‪7102‬‬ ‫‪8102‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫‪0202‬‬
‫الس'نوات‬

‫يالحظ‪ ،‬انطالقا من الجدول والمبيان أعاله‪ ،‬أن وثيرة إصدار التقارير الصادرة من طرف المجلس‬
‫األعلى للحسابات تتغير باستمرار حيث عرفت السنوات ‪ 2015‬و ‪ 2017‬إصدارات مهمة مقارنة‬
‫مع باقي السنوات ولربما هذا راجع للقضايا التي يثيرها المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬فسنة ‪2017‬‬
‫مثال عرفت اختالالت بالجملة في التسيير تبعتها مجموعة من التحريات كتحقيقات ''منارة الحسيمة'‘‬
‫التي أعد المجلس األعلى للحسابات بخصوص برنامج الحسيمة تقريرا يتضمن نتائجه وخالصاته‬
‫حول القضية‪.‬‬

‫كما يجب اإلشارة إلى أن نصف تقارير المحاكم المالية يكون موضوعها الصفقات العمومية‬
‫للجماعات الترابية التي تكشف على أن هذه الصفقات تبرم في مناخ يسوده الظالم والضبابية نظرا‬
‫لعدم احترام فتح األظرفة‪ ،‬وفي بعض األحيان إبرام صفقات عمومية صورية فضال عن عدم ترشيد‬
‫اإلنفاق مما يؤدي إلى الكثير من ضياع األموال‪.‬‬

‫وإضافة لما سبق‪ ،‬فإن عدم ش مولية الرقاب ة المتعلق ة بالت أديب المتعل ق بالميزاني ة والش ؤون المالي ة‬
‫ألعضاء الحكومة وأعضاء مجلسي البرلمان عن دما يمارس ون مه امهم به ذه الوظيف ة يعت بر مخالف ة‬
‫لمب دأ المس اءلة والمحاس بة‪ ،‬ال تي نص عليه ا الدس تور وعائق ا للوص ول إلى أدل ة اإلثب ات‪ ،‬كم ا أن‬
‫مرتكب و المخالف ات المش ار إليه ا في الم واد ‪ 54‬و‪ 55‬و‪ 56‬والمتعلق ة بالت أديب المتعل ق بالميزاني ة‬
‫والشؤون المالية إذا أدلوا بأمر كتابي صادر قبل ارتكاب المخالفة عن رئيس هم التسلس لي يعف ون من‬
‫مس ؤوليتهم‪ ،‬في حال ة م ا إذا ك انوا الرؤس اء التسلس ليين هم أعض اء الحكوم ة أو أعض اء مجلس ي‬
‫البرلمان‪ ،‬األمر الذي يحد من فعالية عمل المجلس وقدرته على الحصول على أدلة اإلثبات‪.24‬‬
‫‪24‬‬
‫عبد الفتاح الكدي‪ ،‬التدخالت الرقابية للمجلس األعلى للحسابات على المؤسسات العمومية‪ -‬نماذج تقارير ‪ ،2014-2010‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬
‫‪9‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلكراهات الموضوعية لتقارير المجلس األعلى للحسابات‬

‫إن التحليل الموضوعي لمنظومة التقارير الرقابية يستلزم الوق وف على إش كالية التنس يق بين مجلس‬
‫األعلى للحسابات واألجهزة األخرى ( الفق رة األولى)‪ ،‬في حين س يتم الح ديث على إش كالية انتقائي ة‬
‫التقارير وحصانة اآلمرين بالصرف (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إشكالية التنسيق بين المجلس األعلى للحسابات واألجهزة األخرى‬

‫من أهم اإلكراهات القانونية لتقارير المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬مسألة ضعف التنس يق بين ه وبين‬
‫األجهزة األخرى وعلى سبيل المثال بين المجلس والسلطة التش ريعية على ال رغم من أن الم واد ‪92‬‬
‫إلى ‪ 95‬من مدونة المحاكم المالي ة وض حت العالق ة بين ه اذين الجه ازين‪ ،‬إال أن الممارس ة أتبتت‬
‫تأخر المجلس األعلى في صياغة التقارير وإفراغه ا من محتواه ا م ا دامت تلح ق بق وانين التص فية‬
‫التي ال تعطى لها أهمية بالغة من جوانب نواب األم ة‪ ،‬إض افة إلى الت أخر س نة بع د س نة‪ ،‬أم ا على‬
‫مستوى التنسيق بين أجهزة الرقابة اإلدارية‪ ،‬فاالختالالت تتجلى خاصة فيما يتعل ق بمراقب ة االل تزام‬
‫بنفقات الدولة وغياب عقوبات زجرية للمجلس على المراقبين‪ ،‬وحسب المادة ‪ 66‬من مدونة المحاكم‬
‫المالية فمتابعة المجلس األعلى للحسابات للمراقبة التي تجريه ا مراقب ة االل تزام بنفق ات الدول ة بقيت‬
‫شكلية‪ ،‬وبالتالي لم تشكل حماية فعالة للمال العام‪ 25،‬باإلضافة لغي اب التنس يق والتع اون بين المجلس‬
‫األعلى للحسابات والمحاكم العادية‪ ،‬فهو يصطدم بمجموعة من العوائق التي تح ول دون تفعي ل ه ذه‬
‫األخيرة لتقارير المجلس‪ ،‬وبالتالي تحريك المتابعة ومعاقبة ك ل من س ولت ل ه نفس ه التالعب بالم ال‬
‫العام‪ ،‬فإذا كان المجلس األعلى للحس ابات غ ير مختص بالمتابع ة الجنائي ة وأن القض اء الع ادي ه و‬
‫الذي يفترض فيه متابعة التقارير‪ ،‬ومتابعة المتورطين في االختالالت المالية المسجلة‪ ،‬وذلك اس تنادا‬
‫إلى المادة ‪ 111‬من القانون رقم ‪99‬ـ‪ 62‬المتعلق بمدون ة المح اكم المالي ة‪ ،‬ف إن هن اك مجموع ة من‬
‫المعطيات التي تحول دون هذه المتابعة‪ ،‬منها ما هو قانوني يرتبط باعتب ار التقري ر في ح د ذات ه ال‬
‫يشكل إدانة بصفة أصلية‪ ،‬مع ضرورة أن يبعث الوكيل الع ام للمل ك ل دى المجلس األعلى للحس ابات‬
‫بالملف بجميع مكوناته إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ليقوم بما ي راه مناس باً‪ ،‬ومنه ا م ا‬

‫‪ - 25‬عبد القادر أحمد مرس‪ ،‬إشكالية التنسيق بين المجلس األعلى للحسابات وباقي المنظومة الرقابية‪ ،‬رسالة لنيل ديبلوم الماستر في القانون الع ام‬
‫كلية الحقوق بسال‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2009/2010‬ص‪.61 :‬‬
‫‪10‬‬
‫ه و ذاتي يتمث ل في أن تق ارير المجلس األعلى للحس ابات مج ردة من الوق ائع المثبت ة لألفع ال ال تي‬
‫‪26‬‬
‫تشكل جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي مما يصعب على النيابة العامة المتابعة القضائية‪.‬‬

‫كما أن مضمون التق ارير الص ادرة عن المجلس لألعلى للحس ابات المنش ورة تش ير إلى االختالالت‬
‫ذات الطبيعة التدبيرية‪ ،‬وبالتالي فالتق ارير تعكس مس ؤولية سياس ية وإداري ة للجه از الم راقب وليس‬
‫مسؤولية جنائية‪ ،‬كما أن مدونة المحاكم المالية لم تتضمن أي إحالة للتقارير على نيابة ‪ ،‬وإنم ا يرف ع‬
‫‪27‬‬
‫التقرير السنوي إلى الملك ورئيس الحكومة وإلى مجلسي البرلمان وينشر في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ A:‬إشكالية انتقائية تقارير وحصانة اآلمرين بالصرف‬

‫تطرح انتقائية إحالة تقارير المجلس األعلى للحسابات ذات الصبغة الجنائية‪ ،‬نقاشا ً عمومي ا ً بين ذوي‬
‫االختص اص ح ول التع اطي م ع ملف ات الفس اد ذات الط ابع الجن ائي ال تي يرص دها قض اة ومفتش‬
‫المجلس والتي قد تتعلق بالفساد المالي وسوء التدبير‪ ،‬فالم ادة ‪ 111‬من ق انون المح اكم المالي ة ال تي‬
‫تفرض على الوكيل العام للملك ل دى المجلس األعلى للحس ابات إحال ة التق ارير على النياب ة العام ة‬
‫التي تحيلها على القضاة‪ ،‬والتأخر في اإلحالة يطرح الكثير من عالمات االستفهام‪ ،‬عالوة على ع دم‬
‫تطبيق المساطر الجاري بها العمل أو تأخره ا‪ ،‬وب الرجوع إلى تقري ر ح ول منج زات وزارة الع دل‬
‫والحريات‪ ،‬نجد أن عدد الملفات التي توص ل به ا المجلس م ا بين ‪ 2001‬و ‪ 2015‬يبل غ ‪ 83‬ملف اً‪،‬‬
‫أحيلت كلها على النيابة العامة منها ‪ 38‬ملف من سنة ‪ 2001‬إلى سنة ‪ 2011‬في م ا ب اقي الملف ات‬
‫المحال ة تمت م ا بين ‪ 2012‬و ‪ 2015‬مم ا يط رح إش كاالً حقيقي ا ً ح ول ق درة المجلس األعلى‬
‫للحسابات تتبع وتدقيق مختلف المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫حصانة اآلمرين بالصرف‪A:‬‬ ‫‪‬‬

‫تطرح مسطرة المتابعة إشكاالً حقيقيا ً حول الرقابة التي تستثني فئ ة مهم ة من اآلم رين بالص رف‬
‫والوزراء الذين يدبرون المالية العامة في منبعها وه و م ا ي ؤثر في نجاع ة رقاب ة المح اكم المالي ة ‪،‬‬
‫ويجعل مراقبة المال العام محدودة‪ ،‬أم ام ص عوبة إث ارة المس ؤولية الجنائي ة لل وزراء أم ام المح اكم‬
‫تنص المادة ‪ 52‬من قانون مدونة المحاكم المالية على "أنه ال يخضع لالختصاص القض ائي المجلس‬
‫األعلى للحسابات في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪:‬‬

‫‪ - 26‬الباخ طارق‪ ،‬إصالح الميزانية العامة بالمغرب دراسة في اإلطار القانوني والمؤسساتي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الع ام‪ ،‬جامع ة محم د الخ امس‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعيات بالرباط‪ ،‬سنة ‪2014‬ـ‪ ،2015‬ص‪.268 :‬‬
‫‪ - 27‬الفصل ‪ 148‬من دستور سنة ‪.2011‬‬
‫‪11‬‬
‫أعض اء الحكوم ة‪ ،‬أعض اء مجلس المستش ارين‪ ،‬أعض اء مجلس الن واب ويمارس ون مه امهم به ذه‬
‫الصفة مما يطرح تمييزاً سلبيا ً بين اآلمرين بالصرف لرقابة المح اكم المالي ة باس تثناء ه ذه الفئ ة من‬
‫الرقابة يجعلنا أمام رقابة محدودة على المال العام‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ما سبق ذكره‪ ،‬تواجه تقارير المجلس األعلى للحسابات تحديات قانوني ة أخ رى وال تي‬
‫تتعلق بإلزامية هذه التق ارير‪ ،‬حيث تعت بر ه ذه من أهم مخرج ات العم ل الرق ابي‪ ،‬وه و عب ارة عن‬
‫سالح تمتلكه الهيئة الرقابية‪ ،‬باعتباره وسيلة لكشف األخطاء والمخالفات الخط يرة ومختل ف ح االت‬
‫سوء تدبير األموال العمومية‪ ،‬إال أن الواقع يؤكد أن هاته التقارير ال يتم األخذ به ا وغالب ا م ا تك ون‬
‫محل إهمال‪ ،‬حيث يظهر بوض وح أن ع دم الجدي ة اتج اه هات ه التق ارير‪ ،‬هي الس مة الغالب ة لتعام ل‬
‫العديد من الجهات الخاضعة للرقابة مع ما تتضمنه هاته األخيرة من مالحظات وتوصيات‪ .‬وه ذا م ا‬
‫يؤدي إلى استمرارية األخطاء وتكرار المخالفات‪ ،‬لتش كل ظ واهر س لبية تراف ق أداء تل ك الوح دات‬
‫وتؤدي بالتالي إلى تدني مستوى إهدار المال العام‪ 28.‬ويرجع هذا التعام ل الس لبي إلى غي اب ال وعي‬
‫بأهمية العمل الرقابي وعدم فهم طبيعة ودور الرقابة العليا من قبل المؤسسات الخاضعة لها من جهة‬
‫وإلى الطبيعة القانونية لهاته التقارير التي من حيث األث ار تبقى ش كلية‪ ،‬حيث أنه ا ال تكتس ي ص بغة‬
‫‪29‬‬
‫إلزامية وليست لها آثار جزائية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سبل معالجة إشكاليات تقارير المجلس األعلى للحسابات‬

‫إن معالجة اإلشكاليات التي تطرحها تقارير المجلس األعلى للحس ابات تقتض ي من جه ة‪ ،‬إج راء‬
‫إص الحات قانوني ة تص ب في ج وهر ه ذه التق ارير(المطلب األول)‪ ،‬ومن جه ة أخ رى العم ل على‬
‫تدعيم موقع المجلس األعلى للحسابات في المشهد المؤسساتي(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلصالحات القانونية المرتبطة بالتقارير‬

‫يتسم العمل الرقابي للمجلس األعلى للحسابات بتراكم مجموع ة من المش اكل واالختالالت على‬
‫المستوى القانوني‪ ،‬وبغية االرتقاء بعم ل المجلس واس تكمال حلق ات الج ودة في أداء وظائف ه وجع ل‬
‫نظامه الرقابي يتسم بالجودة والفعالية وتجاوز االكراه ات القانوني ة‪ ،‬ف إن الموق ف يقتض ي مراجع ة‬

‫‪ - 28‬القليعي حسناء‪ ،‬المسطرة أمام المحاكم المالية محاولة في التحليل‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الماستر في ق انون المنازع ات‪ ،‬جامع ة م والي إس ماعيل‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس‪ ،2011/2012 ،‬ص‪.16 :‬‬
‫‪ - 29‬أحميدوش مدني‪ ،‬المحاكم المالية في المغرب‪ ،‬دراسة نظري ة وتطبيقي ة مقارن ة‪ ،‬مطبع ة مفض الة‪ ،‬المحمدي ة‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،2003 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.373‬‬
‫‪12‬‬
‫المنظومة القانونية‪ ،‬وخاصة المتعلقة بالتقارير س واء من خالل بنيته ا ومحتواه ا (الفق رة األولى) أو‬
‫من خالل التعاطي اإليجابي مع التقارير الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تدعيم شفافية التقارير الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات‬

‫من أج ل ش فافية التق ارير الص ادرة عن المجلس األعلى للحس ابات يجب في إط ار مقارب ة‬
‫تشاركية من خالل االنفتاح على اإلعالم ومؤسسات البحث العلمي على غرار الهيئات العلي ا للرقاب ة‬
‫المالية والمحاسبة في الدول المتقدم ة‪ ،‬س يكون من المناس ب عق د ن دوة ص حفية س نوية ح ول نت ائج‬
‫التقرير السنوي‪ ،‬وعرض أبرز مخرجات المجلس والصعوبات وتطلعات المستقبل‪ ،‬م ع التفاع ل م ع‬
‫أسئلة او مالحظات أو طلبات التوضيح التي يقدمها رجال اإلعالم‪.30‬‬

‫ومن جهة أخرى ال يمكن للمحاكم المالي ة أن تبقى منعزل ة عن محيطه ا الخ ارجي ال ذي يض م‬
‫مؤسسات مهمة كالجامعات ومؤسسات البحث العلمي ‪ ،‬التي يمكن أن تغني أو تطور العمل الرق ابي‬
‫بالمغرب ‪ ،‬ذلك أن الفصل بين ما هو نظري علمي وما هو تطبيقي سيجعل من البحث العلمي مج اال‬
‫فوقيا ‪ ،‬وبالمقابل س يتعرض لاله تراء نتيج ة ع دم تح ديث بنيات ه النظري ة ‪ ،‬ل ذا ينبغي ال تزاوج بين‬
‫العلمي والعملي واالس تعانة ب الخبرات الجامعي ة في مج ال التس يير اإلداري ‪ ،‬وقي ام أجه زة الرقاب ة‬
‫العليا بالدنا بربط الصلة بينها وبين المؤسسات الجامعية والمعاهد المختصة ‪ ،‬وإقام ة عالق ة ش راكة‬
‫معها بما من شأنه أن يمد أجهزة الرقابة العليا بالبحوث العلمية والميدانية التي بإمكانها حل كث ير من‬
‫المشاكل التي تعترض سيرها وفعاليتها وإض افة إلى دور الجامع ات والمعاه د في إع داد أط ر علي ا‬
‫متخصصة في مجال الرقابة العليا والمجال المالي واالقتصادي بشكل عام ‪ ،‬إضافة إلى التنس يق م ع‬
‫الجامعة في التحضير للندوات‪ ، 31‬وعقد أيام دراس ية مفتوح ة في وج ه العم وم والتعري ف بالمح اكم‬
‫المالية ومخرجاتها التي ال زال العديد يجهلها‪.‬‬

‫وعالوة على ما سبق فإن الحوار المستمر والتواصل الفعال مع المواطنين‪ ،‬يؤدي إلى الرف ع من‬
‫مستوى الوعي العام بدور األجهزة الرقابي ة‪ ،‬ويع زز الثق ة في اإلدارة المغربي ة ويحف ز على اهتم ام‬
‫ومشاركة المواطنين في الشؤون العامة‪ ،‬ومن ثم تساهم هذه العالق ة اإليجابي ة بين األجه زة الرقابي ة‬

‫‪ 30‬محمد براو‪ :‬الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.480:‬‬
‫‪ 31‬البخاري فاطمة‪ ،‬متطلبات شفافية تدبير األموال العمومية بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الق انون الع ام‪ ،‬جامع ة محم د الخ امس‪ ،‬كلي ة‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،2001-2000‬ص‪.106-105 :‬‬
‫‪13‬‬
‫والمهتمين بالش أن الع ام في المجتم ع في ترس يخ ثقاف ة الش فافية في اإلدارة المالي ة للم وارد العام ة‬
‫وتطبيق مبدأ المساءلة بحزم‪.32‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إعادة النظر في الهندسة و القيمة القانونية للتقارير الرقابية‬

‫من أج ل الرف ع من ج ودة التق ارير الرقابي ة للمجلس األعلى للحس ابات يجب إع ادة النظ ر في‬
‫هندستها من خالل إصالح بنيتها ومحتواها ومنحها اإلثباتية واإللزامية الكافية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إصالح بنية‪ A‬ومحتوى التقارير السنوية‪.‬‬

‫أصبح من المهم تخصيص فصل خاص في التقرير السنوي يتعلق بمتابعة تنفي ذ التوص يات‬
‫المرتب ط بحس ن األداء م ع تحري ك المس ؤوليات‪ ،‬بحيث يتعين على المجلس األعلى للحس ابات أال‬
‫يعطي االنطباع بأنه مجرد معمل تقارير أو أن ه يتكلم في الف راغ‪ ،‬والغ رض من ذل ك ه و اس تجواب‬
‫المخاطبين بالتقارير من أجل حملهم على معالجة المالحظ ات ال تي تض منتها تحت طائل ة كش ف أي‬
‫تماطل أو تقصير ‪ ،‬ويخدم هذا المنهج مبدأ الشفافية من جهة ‪ ،‬ومبدأ المساءلة من جهة أخ رى ألن ه‬
‫أوال يكش ف م آل التق ارير الس ابقة ويس تجوب المس ؤولين بش أن م ا تعه دوا ب ه من إص الحات‬
‫وتص حيحات‪ ، 33‬إض افة إلى ذل ك ف إن جمي ع التق ارير الص ادرة عن المجلس تفتق د إلى الدق ة و‬
‫الوضوح‪ ،‬مما يصعب على القارئ المتخص ص في ه ذا المج ال معرف ة محتواه ا ‪ ،‬بحيث ج ل م ا‬
‫تقدمه من أرقام ومالحظات تبقى غامضة ‪ ،‬وهو ما يتم لمسه من خالل دراسة الحس ابات العمومي ة‬
‫المدققة من ط رف المجلس ‪ ،‬ف التقرير ال يق دم معطي ات ح ول ع دد الحس ابات ال تي من المف ترض‬
‫تقديمها سنويا أو عدد المؤسسات العمومية المعنية بذلك ‪ ،‬حتى يسهل على الب احثين في ه ذا المج ال‬
‫مقارن ة المعطي ات ‪ ،‬أض ف إلى ذل ك الحجم الكب ير للتقري ر وال ذي يص عب على غ ير المختص ين‬
‫االطالع عليه ‪ ،‬لذلك من الضروري التفكير في صياغة ملخص تركيبي بلغة مبسطة يفهمها العامة ‪،‬‬
‫حتى ترتفع نسبة الوعي بأهمية التقارير في الحفاظ على المال العام وفضح المفسدين ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬منح القوة اإلثباتية‪ A‬واإللزامية‪ A‬الكافية لتقارير المجلس األعلى للحسابات‬

‫ب الرغم من ك ون ه ذه التق ارير عب ارة عن وث ائق تتض من مجموع ة التشخيص ات وكش ف‬


‫لالختالالت ‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من التوجيهات واالقتراحات التي تتخذ في ذلك مظاهر متنوع ة‬

‫‪32‬‬
‫فقيه أسامة بن جعفر‪ :‬كيف يمكن لألجهزة الرقابية إقامة تعاون بناء مع المواطنين‪ ،‬مجلة الرقابة المالية‪ ،‬عدد ‪ 58‬يونيو ‪ ،2012‬ص‪.5 :‬‬
‫‪33‬‬
‫براو محمد‪ ،‬الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.480-479 :‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ ،‬تهم تدبير األموال العمومية ‪ ،‬فإن طبيعتها من حيث اآلث ار تبقى ش كلية ‪ ،‬أي أن مس ألة األخ ذ به ا‬
‫تظل مسألة اختيارية غير ملزمة ‪ ،‬وتتحكم فيها مجموعة من الحسابات السياسية الضيقة ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك يجب تخوي ل المجلس األعلى للحس ابات آلي ات عملي ة لتمكين ه من متابع ة تط بيق‬
‫التوصيات المقترحة من قبله‪ ،‬وليس االعتماد فقط على تصريحات الطرف اآلخر‪ ،34‬ليصبح م ا ورد‬
‫فيها قابال للتطبيق مع التنصيص قانونا على ض رورة ال تزام مستش اري المجلس بجم ع ك ل الوث ائق‬
‫والوسائل الضرورية إلثبات المخالفات‪ ،‬حتى تسهل مأمورية قضاة المحاكم العادية‪ ،‬بالنظر إلى ع دم‬
‫توفرهم على الخبرة الضرورية للكشف عن الجرائم المالية واختالف تكويناتهم عن المجال المالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬تدعيم موقع المجلس األعلى للحسابات في المشهد المؤسساتي‬

‫في هذا المطلب سوف يتم التطرق إلى الرفع من القدرات المادية و البشرية للمجلس األعلى للحسابات‬
‫(الفقرة األولى) أما فيما يخص الفقرة الثانية سوف يتم تخصيصها إلى خلق جسور للتعاون و التنس يق‬
‫بين المجلس األعلى للحسابات و السلطات العامة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرفع من القدرات المادية و البشرية‪ A‬للمجلس األعلى للحسابات‬

‫تش كل الم وارد البش رية الوس يلة و الدعام ة األساس ية ال تي من دونه ا يس تحيل تحقي ق األه داف‬
‫المرج وة في جمي ع المي ادين‪35‬فمس توى تنمي ة و قي اس رخائه ا يعتم د باألس اس على معي ار العنص ر‬
‫البش ري ‪،‬وكث يرا من الش عوب تت وفر على كاف ة مقوم ات نج اح الدول ة من ث روات طبيعي ة و موق ع‬
‫جغرافي و إرث تاريخي و حضاري‪ ،‬غير أنها تصنف من الدول المتخلفة و السبب في ذلك هو تخلف‬
‫مواردها البشرية‪ ،‬ويعاني المجلس األعلى للحسابات نقصا حادا في موارده البشرية‪ ،‬بحيث تظل دون‬
‫المستوى مقارنة مع الحاجيات المتزايدة الناتج ة عن توس يع االختصاص ات وتزاي د ع دد المؤسس ات‬
‫العمومية الخاضعة لرقابته‪.‬‬

‫ويبين الجدول التالي تطور الموارد البشرية بالمجلس األعلى للحسابات و نفقاتهم ما بين س نة ‪2010‬و‬
‫‪:2014‬‬

‫‪40‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪2010‬‬ ‫السنة‬
‫‪34‬‬
‫حاسون أحمد‪ ،‬المجلس األعلى للحسابات بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪44 :‬‬
‫‪35‬‬
‫عبد الحق عقلة ‪ :‬دراسات في علم التدبير‪ ،‬دار القلم الرباط ‪،‬الطبعة األولى ‪ ،2007- 2006،‬ص‪133:‬‬
‫‪36‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2010‬ص‪22‬‬
‫‪37‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2011‬ص‪31‬‬
‫‪15‬‬
‫نفقات القضاة و الموظفين‬
‫‪164333000 135600000‬‬ ‫‪71536000‬‬ ‫‪705360000‬‬ ‫‪67057000‬‬
‫بالدرهم‬

‫المصدر ‪ :‬التقارير السنوية للمجلس األعلى للحسابات ما بين سنتي ‪2010‬و ‪2014‬‬
‫من خالل الجدول يتضح بأن المجلس األعلى للحساب يعاني بشكل كبير من التركيبة البشرية‪ ،‬و ال تي‬
‫ظلت دون المستوى‪ ،‬األمر الذي سوف يؤثر ال محالة على المهام التي أسندت ل ه‪ ،‬كم ا لن يس اهم في‬
‫مواجهة مختلف الصالحيات المنوطة به و حجم الرهانات المنتظرة منه‪ ،‬فبالرغم من تضاعف نفق ات‬
‫القضاة و الموظفين سنة‪ ،2013‬فإن الجانب الكمي ظل ثابتا و بالمقابل في التشريعات المقارنة يالحظ‬
‫أن الهيئات العليا للرقابة المالية على األموال العمومية في بعض الدول تت وفر على ترس انة هائل ة من‬
‫الموارد البشرية و تتطور أعدادها باستمرار‪ ،‬مثال‪ :‬عدد العاملين في الجهاز األعلى للرقابة المالية في‬
‫الواليات المتحدة األمريكي ة حس ب إحص ائيات س نة ‪ 1975‬بل غ ‪5000‬موظ ف ‪ 41‬بينم ا في المغ رب‬
‫يصل حتى إلى ‪ 1000‬في سنة ‪ ،2016‬ومن هذا المنطلق فإن المجلس م دعو لتج اوز ه ذا الض عف‪،‬‬
‫الذي لطالما عرفه هذا الجهاز سواء من الجانب الكمي أو الكيفي أو التأطيري و التحفيزي‪.‬‬

‫و من جانب آخر فإن المجلس يعاني من نقص حاد في الموارد المالية المخصصة سنويا‪ ،‬مم ا يوض ح‬
‫األهمية التي توليها الحكومة للمجلس و هاجس الخوف من الرقابة التي يفرضها عليها وي بين الج دول‬
‫التالي تطور ميزانية المجلس من ‪ 2009‬إلى ‪:2014‬‬

‫‪47‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪43‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪2009‬‬ ‫السنة‬
‫‪254607000‬‬ ‫‪225874000‬‬ ‫‪165845000‬‬ ‫‪164845000‬‬ ‫‪159011000‬‬ ‫‪122890000‬‬ ‫ميزانية المحاكم المالية‬
‫‪214607000‬‬ ‫‪173874000‬‬ ‫‪109845000‬‬ ‫‪108845000‬‬ ‫‪103366000‬‬ ‫‪89245000‬‬ ‫ميزانية التسيير‬
‫‪40000000‬‬ ‫‪52000000‬‬ ‫‪56000000‬‬ ‫‪56000000‬‬ ‫‪55645000‬‬ ‫‪33645000‬‬ ‫ميزانية اإلستثمار‬
‫المصدر ‪ :‬التقارير السنوية للمجلس األعلى للحسابات ما بين سنتي ‪2009‬و ‪.2014‬‬

‫‪38‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2012‬ص‪36‬‬
‫‪39‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2013‬ص‪41‬‬
‫‪40‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2014‬ص ‪35‬‬
‫‪41‬‬
‫أحمدوش مدني ‪ :‬المحاكم المالية في المغرب دراسة نظرية و تطبيقية مقارنة‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪355:‬‬
‫‪42‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2009‬ص‪33‬‬
‫‪43‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2010‬ص ‪28‬‬
‫‪44‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2011‬ص‪39‬‬
‫‪45‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2012‬ص‪49‬‬
‫‪46‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2013‬ص‪52‬‬
‫‪47‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪ ،2014‬ص ‪42‬‬
‫‪16‬‬
‫ل ذلك أص بح من الض روري تخص يص ميزاني ة تلي ق بمس توى االختصاص ات الممنوح ة للمجلس و‬
‫بمكانته كسلطة للرقابة العليا على المالية العامة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ A:‬خلق جسور للتعاون و التنسيق بين المجلس األعلى للحسابات و السلطات العامة‬

‫حتى يتمكن المجلس من القيام بمهام ه بأحس ن وج ه ممكن‪ ،‬فق د أص بح من الض روري خل ق جس ور‬
‫للتنسيق و التعاون بين المجلس األعلى للحسابات و البرلمان‪ ،‬و المحاكم العادية‪ ،‬و الحكومة‪.‬‬

‫توطيد عالقة المجلس األعلى للحسابات بالبرلمان‬ ‫‪‬‬

‫لقد كان النص الدستوري السابق يحيل في اإلشارة إلى مس اعدة المجلس للبرلم ان على الق انون ال ذي‬
‫كان يحدد هذه المساعدة في نقطتين اثنتين الحقتين على تنفيذ الميزانية ‪،‬وهما التصريح العام بالمطابقة‬
‫و التقرير حول تنفيذ القانون المالي ‪ ،‬لكن هاتين النقطتين كانت ا عملي ا مفروغ تين من المحت وى نظ را‬
‫لتأخر الحكومة في إصدار مشروع قانون التصفية‪ ،‬و بالتالي عمليا لم تكن للمجلس األعلى أي ة فعالي ة‬
‫في مساعدة البرلمان المحدودة أصال بنص قانون المحاكم المالية‪.48‬‬

‫و مقارنة بالتجربة الفرنسية‪ ،‬فإن هذه األخيرة اعتبرت من خالل الم ادة ‪ 47-2‬من الدس تور الفرنس ي‬
‫لسنة ‪ ،1958‬بأن محكمة الحسابات هيئة مساعدة للبرلمان في رقابة الحكوم ة‪ ،‬فالجمعي ة الوطني ة في‬
‫فرنسا تعتمد حسابات األمة و تستعين من أجل بذلك بمحكمة الحسابات بإجراء التحقيقات و الدراسات‬
‫المتعلقة بتنفيذ اإليرادات و النفقات العامة ‪ ،‬أو بإدارة الخزينة العامة‪ ،‬كما أن لرئيس محكمة الحسابات‬
‫أن يتصل متى يشاء باللجان البرلمانية لتبليغ المعلومات التي يرى أن ه من الض روري االطالع عليه ا‬
‫و نفس األمر بالنسبة للجان البرلمانية ‪ ،‬حيث سمح القانون لمقرري هذه اللج ان أن يس تعينوا من أج ل‬
‫إعادة النظر في االعتمادات المخصصة لك ل إدارة من اإلدارات بأعض اء محكم ة الحس ابات‪ ،‬وب ذلك‬
‫منحت المحكم ة دورا مهم ا في إعط اء فك رة ألعض اء اللج ان البرلماني ة ح ول تق ديرات الموازن ة‬
‫باإلضافة إلى دورها األساسي في تزويدهم بالمعلومات حول تنفيذها‪.49‬‬

‫وقد شكل الدستور المغربي الجدي د لس نة ‪ 2011‬طف رة نوعي ة بخص وص العالق ة م ا بين المجلس و‬
‫البرلمان ‪،‬حيت أقام جسرا متواصال و منهجيا طول السنة بينهما‪ ،‬و سيكون بإمكان البرلم ان كم ا ه و‬
‫الشأن بالنس بة للتج ارب المتقدم ة االس تناد إلى تن ويرات و معلوم ات و تق ارير المجلس ‪ ،‬و حض ور‬
‫‪48‬‬
‫‪ -‬محمد براو‪ :‬المجلس األعلى للحسابات أمام امتحان االنخراط في عهد الدستور الجديد‪ ،‬جريدة المساء‪ ،‬عدد ‪ ،1750‬الثالثاء‪ ،2012-5-9‬ص‪.3:‬‬
‫‪49‬‬
‫محمد براو‪ :‬المجلس األعلى للحسابات أمام امتحان اإلنخراط في العهد الدستوري الجديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪3:‬‬
‫‪17‬‬
‫قضاة المجلس إلى البرلمان لتقديم التوضيحات و االستش ارات م تى م ا طلبت منهم اللجن ة البرلماني ة‬
‫المختصة ذلك‪.‬‬

‫تحسين عالقة المجلس األعلى للحسابات بالحكومة‬ ‫‪‬‬

‫خالفا لما سارت عليه البلدان األنجلوساكسونية والتي تجعل مساعدة األجهزة العليا للرقابة على المال‬
‫الع ام محص ورة على البرلم ان فق ط ف إن المغ رب اس تلهم من التقالي د الالتيني ة‪ ،‬و ال تي تجع ل ه ذه‬
‫المس اعدة مزدوج ة و تهم البرلم ان و الس لطات الحكومي ة مع ا ‪ ، 50‬وينص الق انون ‪ 62-99‬المتعل ق‬
‫بمدونة المحاكم المالية ‪ ،‬على أنه يجوز للمجلس األعلى للحسابات بن اء على طلب رئيس الحكوم ة أن‬
‫يدرج في برامج أعماله مه ام لتق ييم ال برامج و المش اريع العمومي ة أو لمراقب ة تس يير أح د األجه زة‬
‫الخاضعة لمراقبته‪.51‬‬

‫تفعيل التنسيق‪ A‬المباشر بين المجلس األعلى للحسابات و المحاكم العادية‬ ‫‪‬‬

‫ارتباطا بما سبق فإن تفعيل التنسيق بين المح اكم المالي ة و القض اء الزج ري يع د رهان ا كب يرا يتعين‬
‫العمل على كسبه لتحقيق حماية فعالة للمال العام ‪ ،‬وحتى يتم تط وير أداء قض اة المجلس للحس ابات و‬
‫المح اكم العادي ة في المي دان الم الي فال ب د من تط وير العالق ة فيم ا بينهم ا ‪ ،‬من خالل عق د دورات‬
‫تكوينية و تدريبية مشتركة بين الجانبين حتى يتسنى للطرفين تبادل الخبرات و التجارب‪.‬‬

‫‪ 50‬بلكبير خديجة ‪ :‬مساهمة المحاكم المالية في الرقابة العليا دراسة نظرية و تطبيقية مقارنة ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ‪ ،‬جامع ة محم د الخ امس‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال ‪، 2008-2007،‬ص‪292‬‬
‫‪ 51‬المادة ‪ 96‬من القانون ‪ 62 -99‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية‬
‫‪18‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫إجم اال تت داخل عراقي ل وص عوبات تعي ق عم ل المجلس األعلى للحس ابات وتح ول دون تحقي ق‬
‫العدالة والنجاعة‪ ،‬وعليه ينبغي التعامل مع المراقبة التي يقوم بها برؤي ة واض حة األه داف والمع الم‬
‫في سياق التغيير‪ ،‬وفي أفق استراتيجية متكاملة ترتكز على تأهي ل الرقاب ة والميزاني ة العام ة للدول ة‬
‫واتخ اذ مجموع ة من الت دابير الموازي ة ورب ط المس ؤولية بالمحاس بة وتق ديس الم ال الع ام وس حب‬
‫االمتياز من كل شخص ثبت في حقه اختالس المال العام‪ ،‬فالحكامة الجيدة ال يمكن أن تعطي ثمارها‬
‫ومفعولها في التدبير العمومي بدون تفعي ل حقيقي واخراجه ا للوج ود وتفعيله ا بش كل ملم وس ح تى‬
‫تلعب دورها المطلوب الكامن في تجويد التدبير العمومي وعقلنته‪.‬‬

‫وعلى العموم فإن تجاوز هذه الص عوبات س يجعل من المجلس األعلى للحس ابات حلق ة محوري ة في‬
‫مسألة تقييم المشاريع العمومية‪ ،‬خاصة وأن هذا االختصاص يشكل مرك ز اهتم ام مختل ف األقط اب‬
‫‪19‬‬
‫الفكرية والسياسية بالمغرب إذ ينظر له كمدخل لتأسيس فعل عمومي عقالني يمكن من خالل ه الرف ع‬
‫من مستوى التدبير العمومي ومردوديته‪.‬‬

‫وفي األخير نشير إلى مقترحين يساعدان على تجاوز المجلس األعلى للحسابات لهذه المعيق ات ال تي‬
‫تحد من فعاليته وهما‪:‬‬

‫تفعيل آلية التنسيق بين مكونات المنظومة الرقابي ة بين المجلس األعلى للحس ابات والمج الس‬ ‫‪-‬‬
‫الجهوية للحسابات والمفتشية العامة للمالية‪.‬‬
‫تخويل المزيد من االختصاصات مع تع ديل بعض مقتض يات الق انون رقم ‪ 62.99‬لمالءمت ه‬ ‫‪-‬‬
‫مع الظرفية الحالية‪.‬‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫احميدوش مدني‪ ،‬المحاكم المالية‪-‬دراسة نظرية وتطبيقية‪-‬ن مطبعة فضالة المحمدية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األولى ‪.2003‬‬
‫عبد الحق عقلة‪ ،‬دراسات في علم التدبير‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪2006 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫محمد براو‪ ،‬الوسيط في شرح مدونة المحاكم المالية‪ ،‬الطبعة األولى‪.2012 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬
‫خديجة بالكبير‪ ،‬مساهمة المحاكم المالية في الرقابة العليا‪-‬دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام وحدة علم السياسة والقانون الدستوري‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس الرباط‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال‪ ،‬السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪.2008-2007‬‬

‫‪20‬‬
‫الباخ طارق‪ ،‬إصالح الميزانية العامة بالمغرب‪-‬دراسة في اإلطار القانوني والمؤسساتي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪.2015-2014 :‬‬
‫البخاري فاطمة‪ ،‬متطلبات شفافية تدبير األموال العمومية بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫‪‬‬
‫الدراسات العليا المعمقة في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية أكدال الرباط‪ ،‬السنة‪.2001-2000 :‬‬
‫عبد الفتاح الكدي‪ ،‬التدخالت الرقابية للمجلس األعلى للحسابات على المؤسسات العمومية –‬ ‫‪‬‬
‫نماذج تقارير ‪ ،2014-2010‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪.2016-2015 :‬‬
‫القليعي حسناء‪ ،‬المسطرة أمام المحاكم المالية‪-‬محاولة في التحليل‪ ،-‬بحث لنيل شهادة الماستر‬ ‫‪‬‬
‫في المنازعات‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫مكناس‪ ،‬السنة الجامعية‪.2012-2011 :‬‬
‫الفالحي سعاد‪ ،‬تقارير المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماستر في قانون‬ ‫‪‬‬
‫المنازعات العمومية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪.2009‬‬
‫عبد القادر أحمد مرس‪ ،‬إشكالية التنسيق بين المجلس األعلى للحسابات وباقي المنظومة‬ ‫‪‬‬
‫الرقابية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق بسال‪ ،‬السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪.2009/2010‬‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫سعاد حسونة‪ ،‬رقابة المجلس األعلى للحسابات على تنفيذ الصفقات العمومية‪ ،‬مجلة المنارة‬ ‫‪‬‬
‫للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬عدد ‪ ،19‬يونيو ‪.2017‬‬
‫إبراهيم بن به‪ ،‬دور المجلس األعلى للحسابات في تحسين التدبير العمومي‪ ،‬المجلة المغربية‬ ‫‪‬‬
‫للسياسات العمومية‪ ،‬عدد ‪.2015 ،14‬‬
‫أحمد حاسون‪ ،‬المجلس األعلى للحسابات الرهانات والحدود والممكنات‪ ،‬مجلة وجهة نظر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬العدد ‪.2013 ،38‬‬
‫مساعد عبد القادر والنعيمي مليكة‪ ،‬تأمالت في مدونة المحاكم المالية‪ ،‬منشورات مجلة التدقيق‬ ‫‪‬‬
‫والتنمية‪ ،‬سلسلة التدبير االستراتيجي‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫فقيه أسامة بن جعفر‪ ،‬كيف يمكن لألجهزة الرقابية إقامة تعاون بناء مع المواطنين‪ ،‬مجلة‬ ‫‪‬‬
‫الرقابة المالية‪ ،‬عدد ‪ 58‬يونيو ‪.2012‬‬
‫التقارير‪:‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪.2009‬‬ ‫‪‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪.2010‬‬ ‫‪‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪.2011‬‬ ‫‪‬‬
‫‪21‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪.2012‬‬ ‫‪‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪. 2013‬‬ ‫‪‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‪.2014‬‬ ‫‪‬‬
‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫دستور ‪ 2011‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬الصادر في ‪ 27‬شعبان‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1432‬الموافق ل ‪ 29‬يوليوز ‪ ،2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 50964‬مكرر‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 36.04‬المتعلق باألحزاب السياسية الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1.0618‬بتاريخ ‪ 15‬محرم ‪.1427‬‬
‫القانون رقم ‪ 54.06‬الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.202‬بتاريخ ‪ 20‬شوال‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1429‬الموافق ل ‪ 20‬أكتوبر ‪.2008‬‬
‫القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية المعدل بمقتضى القانون رقم ‪55.16‬‬ ‫‪‬‬
‫الصادر في ‪ 19‬ذي القعدة ‪ 25( 1437‬أغسطس ‪ ،)2016‬الجريدة الرسمية عدد ‪،6501‬‬
‫ص ‪.6703‬‬
‫مذكرة‪:‬‬
‫مذكرة الوظائف اإلشرافية‪ ،‬التوجيه الفني العام للعلوم‪ ،‬الكويت‪2016/2017 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجرائد اليومية'‪:‬‬
‫ادريس لكريني‪ ،‬مالحظات على هامش إصدار تقارير المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬جريدة‬ ‫‪‬‬
‫المساء‪ ،‬العدد ‪.678/2008‬‬
‫محمد براو‪ ،‬المجلس األعلى للحسابات أمام امتحان االنخراط في عهد الدستور الجديد‪ ،‬جريدة‬ ‫‪‬‬
‫المساء‪ ،‬عدد ‪ ،1750‬الثالثاء ‪.2012-5-9‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪':‬‬
‫‪ http://www.courdescomptes.ma/ar‬‬

‫‪22‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪5‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلكراهات الذاتية والموضوعية' لتقارير المجلس األعلى للحسابات‬
‫‪5‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلكراهات الذاتية لتقارير المجلس األعلى للحسابات‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اإلكراهات الموضوعية لتقارير المجلس األعلى للحسابات‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬سبل معالجة إشكاليات تقارير المجلس األعلى للحسابات‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلصالحات القانونية' المرتبطة' بالتقارير‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬تدعيم موقع المجلس األعلى للحسابات في المشهد المؤسساتي‬
‫‪17‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪23‬‬
‫‪18‬‬ ‫الئحة المراجع‬
‫‪20‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪24‬‬

You might also like