Professional Documents
Culture Documents
2017
1
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
مقدمة
إن التحوالت التي عرفتها عملية صنع القرار ،تعتبر جزء من التحوالت الشاملة التي
يعرفها املجتمع الدولي في إطار العوملة والانفتاح الذي تعرفه الدول فيما بينها خصوصا فيما
يتعلق بمناهج وآليات القيادة والتدبير ،فالحاجة إلى التطور بصياغة سياسات عامة تأخذ
فيها الدولة املكانة الرئيسية لم تعد مقبولة ،حيث أصبحت الدولة اليوم غير قادرة على
الاحتفاظ بوسائل الاحتكار .كما أن ظهور متغيرات ومطالب اجتماعية جديدة عجلت
بالدعوة إلى إعادة صياغة النظم الاجتماعية والسياسية .ومند الثمانينات وفي خضم هذا
التحول ،انبثقت العديد من املفاهيم كالفاعل املحلي ،الحكامة املحلية ،القرار املحلي،
سياسة القرب ،التدبير املحلي ،الحكامة املحلية وغيرها.
وفي هذا إلاطار تم اعتبار الحكامة كأرضية لعودة املحلي بإقرار الالمركزية ،وتجسيدا
واضحا لتفسير عالقة الدولة بباقي املتدخلين املحليين ،خاصة الجماعات الترابية واملجتمع
املدني ومشاركة القطاع الخاص .وبالتالي التأسيس لعالقة كاملة تهتم باملتطلبات
الاجتماعية ،وقائمة على نهج سياسات جديدة تحاول الخروج من أزمة الحكم املركزي
وتضع حدا لكل أشكال التدبير التقليدية.
فحكامة التدبير املحلي تعتبر مجموع آلاليات التي يتم بواسطتها تدبير الشأن العام
املحلي عبر مشاركة املواطنين وكل الشركاء املحليين في إطار احترام الشفافية املحلية ،وجعل
تفعيل السياسات العمومية املحلية في سبيل تحقيق التنمية على جميع ألاصعدة مطلبا
أساسيا .وال يمكن اختزال التنمية املحلية بشكل عام في تحسين مستوى الدخل الفردي ،بل
إنها تفيد توسيع دائرة اختيارات ألافراد وحرياتهم ومشاركتهم في صنع القرار بإطالق دينامية
متحكم فيها كأداة للنمو الاقتصادي والاجتماعي ،وبذلك فإن التنمية هنا تنطلق من رؤية
2
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
تتحدد في تصور شمولي ينبني على اعتبار الحكامة املحلية وجهتين لعملة واحدة :الوجه
ألاول يتوخى الفعالية ،أما الثاني فهو يقترن بشكل كبير بالسياسات املحلية.1
ويمكن القول أنه مابين الرهان على حكامة التدبير الترابي وتحقيق التنمية املحلية من
خالل سياسات عمومية ترابية فعالة ،تتموقع عملية صنع القرار التي تعد محور كل
سياسة ،وفي هذا الصدد يمكن تعريف القرار بأنه الصيرورة املترابطة من ألافعال و ردود
ألافعال الرامية إلى تحديد وتصريف سياسة عامة معينة سواء أكانت قطاعية أو وطنية،
إنه اختيار واعي يتخذه الفاعل فردا أو مجموعة من بين العديد من الاختيارات التي تعرض
أمامه بشكل علني وتهدف حل مشكلة ظهرت أثناء املناقشة .2أما القرار املحلي فيقصد به،
مجموع أفعال وردود أفعال الفاعلين املحليين املشاركين أو املؤثرين في صناعته لتحويل
مشاكل املجتمع إلى سياسة بعد اتخاذها العديد من املساطر إلاجرائية والقانونية.3
وبالرغم من ذلك فإن الرهان على حكامة التدبير الترابي كمطلب في بلورة القرار
املحلي ،يصطدم بإكراهات تفعيل السياسات العمومية املحلية .والتي تتمثل في مجموع
املعيقات التي تعيق مجالس الجماعات الترابية عن ممارسة اختصاصاتها في تدبير الشأن
املحلي .وهي إما إكراهات قانونية مرتبطة باختصاصات املجالس الترابية ،أو إكراهات
1
Mohamed. Echkoundi . : « De la gouvernance à La gouvernance local », in revue Marocaine d’audit et de
développement )R M U D(, N°19, Décembre 2004, p :58 .
2سويم العزي " :المفاهيم السياسية المعاصرة ودول العالم الثالث ،دراسة تحليلية نقدية" ،المركز الثقافي العربي ،1991 ،ص . 401
3مرجع سابق :المفاهيم السياسية المعاصرة ودول العالم الثالث ،دراسة تحليلية نقدية" ،ص .401
4
Laurie Boussaguet, Dictionnaire des politiques publiques, Presses de Sciences Po (P.F.N.S.P.), 2010 p. 446.
3
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
مرتبطة بضعف املوارد املالية ،أو إكراهات مرتبطة بالجانب السوسيو ثقافي للمنتخب على
املستوى الترابي.
وفي هذا إلاطار تم تبني نظام الالمركزية قصد تقاسم جزء من الاختصاصات مع وحدات
ترابية تتمتع بالشخصية املعنوية وباإلستقالل املالي ويسيرها أشخاص منتخبون مباشرة من
طرف املواطنين ،قصد تحقيق سياسة أنجع للقرب ترتبط إرتباطا وثيقا بتطبيق الديمقراطية
على املستوى املحلي .إذ يشار إلى الديمقراطية املحلية على أساس كونها ،مجموعة من
امليكانيزمات القانونية والسياسية التي تهدف إلى تجنب إحتواء السلطة املحلية من طرف
شخص وحيد.
لكن نظام الالمركزية أعطى نظاما بدون فعالية تقوى فيه دور الدولة أكثر دون إعطاء
الفرصة للوحدات الترابية من اجل تسيير شؤونها بنفسها ،إما بسبب مجموعة من
الاكراهات الذاتية أو تلك التي فرضتها الدولة ،وبالتالي وبعد استفحال خطورة الفوارق
والتفاوتات الجهوية وعجز إلاطار إلاقليمي عن مواجهتها نظرا ألنه محدود ال يالئم الهدف
املرجو منه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية املحلية والقضاء على الاختالالت التي تعرفها
مختلف جهات اململك.
وملا تعددت املطالب والنداءات بضرورة إعادة النظر في الفوارق بين الجماعات الترابية
وإعادة النظر في الاختصاصات املسندة لها بشكل يتماش ى وينسجم مع تعزيز الالمركزية
إلادارية وتقويتها .جاءت مرحلة دستور 2011لتكرس هذا التوجه وهذه املطالب ،من خالل
التنصيص الدستوري على أهمية الجماعات الترابية في تكامل وتوازن املجال املغربي وتعزيز
املساواة والتضامن املحلي والنهوض بأوضاع الجماعات الترابية سواء الاقتصادية أو
الاجتماعية وحتى السياسية .وأصبحت املسألة الترابية ذات أهمية بالغة في النظام إلاداري
املغربي ،وأعطاها رؤية جديدة ومغايرة لتعامل الدولة مع جميع املستويات الترابية ،وهو ما
دفع املشرع املغربي إلى إصدار مجموعة من القوانين تجعل من الجماعات الترابية إطارا
لبلورة السياسات العمومية املحلية يمكن من خالله تحقيق تنمية على جميع املستويات.
4
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وتكتس ي دراستنا لعملية صناعة القرار الترابي أهمية خاصة على ضوء مبادئ
املقتضيات الدستورية الجديدة أهمية كبرى ،والتي تجعل من الجماعات الترابية وسيلة وأداة
من اجل تفعيل سياسات عمومية محلية وخدمة التنمية املجالية .وذلك لعدة اعتبارات
نحددها في النقط التالية:
ومن دواعي اختيار املوضوع أن :ھناك أسباب ذاتیة وأخرى موضوعیة إلختیار املوضوع،
بحیث تكمن ألاسباب الذاتیة في كون مسألة العالقة بين الدولة والجماعات الترابیة ،من خالل
توزیع وتحدید الاختصاصات واملوارد ،من أجل تعزیز استقاللیة الوحدات الترابیة وتعزيز
تواجدها محليا لم تحظى باالھتمام الالزم الذي یجب أن یعطى لھا ،بحیث لم یتم التطرق
بشكل دقیق للمشاكل وآلاثار السلبیة الناتجة عن سوء توزیع الاختصاصات واملوارد بين
املركز واملجال الترابي.
أما فیما یخص الدواعي املوضوعیة ،فھي تتجلى في التطورات الحاصلة الیوم في النظم
الالمركزیة في أغلب التجارب املقارنة والرائدة ،إلى جانب ألاھمیة املتزایدة التي تحظى بھا
الجماعات الترابية في الوقت الراھن ،كآلیة وورش مھم للنھوض بقضایا التنمیة املحلية
5
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
املستدامة املندمجة في سائر املجاالت .وھو الورش الذي انخرط فيه املغرب من أجل تحسين
العالقة بين الدولة والجماعات الترابیة ،وھو ما تم تكریسه من خالل مقتضیات دستور2011
الذي حدد مجموعة من آلالیات واملبادئ التي من شأنھا تحسين التدبير الترابي.
أن املجال الترابي ليس مجرد إطار تنظيمي لتنفيذ السياسات العامة الوطنية التي يتم
رسمها في املركز على املستوى املحلي ،أي السياسات العمومية الترابية.
كذلك هناك عالقة املركزي بالترابي ،أو تحديد أبعاد وسياقات سلطات الدولة وسلطات
الوحدات الترابية في صنع القرار وبالتالي تدبير املجال الترابي.
ويتفرع عن هذه إلاشكالية العامة مجموعة من التساؤالت الفرعية والتي يمكن إجمالها
فيما يلي:
كيف تتم عملية صنع القرار على املستوى املحلي؟ ومن هم ابرز املتدخلين في هذه
العملية؟
ما هي ألادوات التي منحتها املقتضيات الدستورية والقانونية للجماعات الترابية لتدبير
السياسات العمومية الترابية في ظل تعدد املتدخلين؟
ما هي آلاليات وألادوات التدبيرية التي تم اعتمادها في عملية تدبير السياسات
العمومية الترابية؟
6
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الفرضية ألاولى :أن تعدد املتدخلين في املجال الترابي تتشكل عنه مجموعة من
الاكراهات التي تحد من حرية هامش تصرف املدبر املحلي في تفعيل السياسات
العمومية املحلية.
الفرضية الثانية :أن بلورة السياسات العمومية الترابية من طرف الجماعات الترابية
وتحقيق حكامة ترابية في تدبير املجال الترابي مرتبط بنسبة كبيرة بتفعيل آلاليات
التدبيرية الجديدة واملبادئ الجديدة التي منحتها املقتضيات الدستورية والتنظيمية ملا
بعد دستور .2011
إن مسألة تدبير املجال الترابي هي مسألة جد معقدة يتداخل فيها ما هو سياس ي وإداري،
قانوني واقتصادي ....ولإلحاطة بعناصر إلاشكالية املطروحة والتحقق من الفرضيات املثارة.
سوف يتم الاعتماد على:
املقترب القانوني لكونه املدخل الصحيح لفهم الواقع ومعطياته ،من خالل اعتماده
لدراسة ما جاءت به املقتضيات القانونية خاصة منها :دستور اململكة لسنة ، 2011والقوانين
التنظيمية للجماعات الترابية.
ويتم أيضا إعتماد املنهج الوظيفي من خالل التحليل الذي ينصب على وظائف
الجماعات الترابية والاختصاصات املنوطة بها سواء في جميع املجاالت وكذا باقي الفاعلين في
تدبير املجال الترابي ،والتغيرات التي طرأت عليها على املستوى الوظيفي من خالل املحطات
التاريخية التي مرت منها وكذا الرهانات املستقبلية.
ولتحليل املوضوع وإلاملام بكل جوانب البحث ،وكذا إلاجابة على إلاشكالية نقترح
الخطة التالية:
7
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
8
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الفصل ألاول:
آليات صنع وتأطير القرار العمومي الترابي
9
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
والاهتمام باملجال الترابي تم إلاعالن عنه منذ السنوات ألاولى لالستقالل ،وذلك كرد فعل
على السياسة الاستعمارية التي كانت تتأسس على التمييز التعسفي فيما يخص تدبير التراب
الوطني ،وهذا الاهتمام نابع من كون أن إعداد وتنظيم املجال الترابي له دور حاسم في بلورة
شكل وطبيعة الدولة ،فاملجال ال يمكن تصوره منفصال في عالقته باملجتمع إذ ال يمكن ألي
نظرية اجتماعية أن تتجاوز البعد املجالي في الظواهر التي تريد تفسيرها.
ويشكل التنظيم الترابي إلاطار املالئم لبلورة استراتيجيات تنموية وتوجيه سياسات
عمومية مندمجة وتشاركية لتدبير املجال الترابي ،تجعل من الجماعات الترابية عنصرا
مفتاحيا لكل تنمية ترابية ،وإرساء ثقافة الديمقراطية املحلية ،لكن وأمام الانتقادات التي
وجهت إلى التجربة الجهوية لسنة 1996وبروز إصالحات سياسية وديمقراطية أصبحت
تفرض نفسها وتفرض بالتالي التغيير بهدف خلق مجال للتنمية الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية الحقيقية ،وكان ال بد من القيام بقفزة نوعية فيما يخص إلاطار املنظم للجماعات
الترابية بأكملها ،وبالفعل هذا ما تم القيام به من خالل إصدار دستور 2011الذي يعد نقلة
في مجال التدبير الترابي من خالل ما تضمنه من مقتضيات تسمح بتعزيز دور الجماعات
الترابية في النهوض بالتنمية الشاملة ،والاضطالع السليم والقويم بمهامها إلادارية والتدبيرية،
10
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
والارتقاء بأدائها وفق الرهانات امللقاة عليها بما تتمتع به من اختصاصات ،5هاته ألاخيرة التي
حددتها القوانين التنظيمية الجديدة ،114.14 - 114.13 – 114.12من هذا املنطلق فإن
دراسة دور الجماعات الترابية في تدبير املجال الترابي ،ستتركز على إلاطار املؤسساتي والقانوني
لها بعد دستور ( 2011املبحث ألاول ( ،وبعدها سيتم التطرق إلى مقومات صنع القرار الترابي
ودورها في تدبير املجال الترابي )املبحث الثاني).
5بجيجة العربي :القوانين التنظيمية الترابية ومبدأ التدبير الحر ،مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد ،العدد ،34/33سنة ،2015ص .41
11
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
6
القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20رمضان 7( 1436يوليوز
،)2015الجريدة الرسمية عدد 6380الصادرة في 6شوال ( 23يوليوز .)2015
7
القانون التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.84صادر في 20رمضان 7( 1436
يوليوز ، )2015الجريدة الرسمية عدد 6380الصادرة في 6شوال ( 23يوليوز .)2015
8
القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.85صادر في 20رمضان 7( 1436يوليوز
،)2015الجريدة الرسمية عدد 6380الصادرة في 6شوال ( 23يوليوز .)2015
12
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الجهة جماعة ترابية ال مركزية تتمتع بالشخصية املعنوية والاستقالل إلاداري واملالي،
هذا مفاده أن تدبير شؤونها يتم من طرف مجلس جهوي ينتخب أعضاؤه باالقتراع العام
املباشر وفق أحكام القانون التنظيمي املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية،9
وهي نفس التوصية التي كان خرج بها تقرير اللجنة الاستشارية للجهوية ،حيث جاء في الفصل
135من دستور اململكة لسنة 2011" : .....الجماعات الترابية أشخاص معنوية ،خاضعة
للقانون العام ،وتسير شؤونها بكيفية ديمقراطية ،تنتخب مجالس الجهات والجماعات
باالقتراع العام املباشر".
بعد انتخاب أعضاء املجلس الجهوي ،10وبدعوة من والى الجهة أو من ينوب عنه ،يحدد
في هذه الدعوة تاريخ ومكان انعقاد الجلسة ،تنعقد هاته ألاخيرة النتخاب مكتب املجلس
الجهوي ،ملدة انتداب املجلس الجهوي ،11والذي يتألف من رئيس ونواب للرئيس ،12فخالل
الخمسة عشر يوما املوالية النتخاب أعضاء املجلس يجرى انتخاب رئيس املجلس الجهوي) أ(،
أما بخصوص جلسة انتخاب نواب الرئيس) ب( فتنعقد مباشرة بعد جلسة انتخاب الرئيس
وتحت رئاسته ،ويحضر هذه الجلسة والي الجهة أو من ينوب عنه.
9ظهير شريف رقم 1.15.90صادر في 29من رمضان 16( 1436يوليوز ) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ، 34.15القاضي بتغيير
وتتميم القانون التنظيمي رقم 59.11المتعلق بانتخاب اعضاء مجالس الجماعات الترابية ،الجريدة الرسمية عدد ،6386في 6شوال 23( 1436
اكتوبر ،2015ص .6713
10يتكون المجلس الجهوي من صنف واحد من المستشارين الجهويين الذين ينتخبون بطريقة مباشرة من طرف المواطنين ،عكس ما كان عليه
األمر ،حيث كان المجلس الجهوي يتكون من صنفين من األعضاء :الصنف األول يتعلق بالمستشارين الجهويين الذين ينتخبون -بموجب مقتضيات
القانون 47-96بطريقة مباشرة من طرف المواطنين ،والصنف الثاني ينتخب من طرف الهيئات والغرف المهنية.
11عكس ما كانت تنص عليه المادة 10من القانون رقم ...... " :47-96ينتخب أعضاء المكتب لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد" ،المادة 20من
القانون التنظيمي رقم ، 111.14حددت مدة انتخاب أعضاء مكتب المجلس الجهوي لمدة انتداب المجلس وربطت هده المدة بأنه يجوز لثلثي 3/2
اعضاء المجلس المزاولين مهامهم تقديم طلب إقالة الرئيس من مهامه ،بعد انصرام السنة الثالثة من مدة انتداب المجلس ،وال يمكن تقديم هدا الطلب
إال مرة واحدة خالل مدة انتداب المجلس ،ويدرج طلب اإلقالة وجوبا في جدول أعمال الدورة العادية األولى من السنة الرابعة التي يعقدها المجلس،
وان الرئيس يعتبر مقاال من مهامه بعد الموافقة على طلب اإلقالة بتصويت ثالثة أرباع 4/3اعضاء المجلس المزاولين مهامهم ،والهدف من ضرورة
توفر هده الشروط هو ايجاد حل وسط إلقرار التوازن بين رؤساء الجهة وأعضاء المجالس لضمان السير العادي لها لتنفيذ برامج مشاريعها التنموية.
12المادة 9من القانون التنظيمي للجهة رقم 111.14
13
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ومنصب رئيس املجلس الجهوي يترشح إليه فقط ألاعضاء والعضوات املرتبون على رأس
لوائح الترشيح التي فازت بمقاعد داخل املجلس ،شريطة أن يكون ينتمي إلى ألاحزاب الحاصلة
على املراتب الخمس ألاولى بناء على مجموع املقاعد املحصل عليها في مجلس الجهة ،أما
بخصوص لوائح املستقلين فيمكن لرأس الالئحة أن يتقدم للترشح إذا ساوى أو فاق عدد
املقاعد التي حصلت عليها الئحته عدد مقاعد الحزب املرتب خامسا ،كما يجب أن يرفق طلب
الترشيح بتزكية مسلمة من الحزب السياس ي الذي ينتمي إليه املترشح ،غير أن هذا الشرط ال
ينطبق على املترشحين املستقلين.
أما بخصوص طريقة انتخاب رئيس املجلس الجهوي فيتم انتخابه في الدور ألاول
لالقتراع باألغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم ،وإذا لم يحصل أي مترشح على ألاغلبية
يتم إجراء دور ثان في نفس الجلسة بين املترشحين املرتبين ،بحسب عدد ألاصوات املحصل
عليها ،في الرتبتين ألاولى والثانية ويتم الانتخاب في هذه الحالة ،باألغلبية املطلقة لألعضاء
املزاولين مهامهم .إذا لم يحصل أي مترشح على ألاغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم يتم
13المادة 14من القانون التنظيمي للجهات 111.14
14
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
إجراء دور ثالث في نفس الجلسة ينتخب فيه الرئيس باألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين،
وفي حالة تعادل ألاصوات خالل الدور الثالث النتخاب رئيس املجلس ،يعلن املترشح ألاصغر
سنا فائزا وفي حالة التعادل في السن ،يعلن عن املترشح الفائز بواسطة القرعة ،تحت إشراف
رئيس الجلسة .14ويمنع أن ينتخب رئيسا للمجلس الجهوي املحاسبون العموميون الذين
يرتبط نشاطهم مباشرة بالجهة املعنية ،كما تتنافى مهام رئيس مجلس الجهة مع مهام رئيس
مجلس جماعة ترابية أخرى أو مهام رئيس غرفة مهنية أو مهام رئيس مجلس مقاطعة ،وفي
حالة الجمع بين هذه املهام يعتبر رئيس املجلس مقاال بحكم القانون من أول رئاسة انتخب
إليها ،كما أن املشرع لم يجز الجمع بين رئاسة مجلس الجهة وصفة عضو في الحكومة أو
مجلس النواب أو مجلس املستشارين أو املجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ،أو الهيئة
العليا لالتصال السمعي البصري أو مجلس املنافسة أو الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من
الرشوة ومحاربتها.
في نفس الجلسة وبعد انتخاب رئيس املجلس الجهوي ،وتحت رئاسته تنعقد جلسة
تخصص النتخاب نواب رئيس املجلس الجهوي ملدة انتداب املجلس ، 15يحضر هذه الجلسة
والي الجهة أو من ينوب عنه ،ويتم انتخاب نواب الرئيس عن طريق الانتخاب بالالئحة حيث
يقدم رئيس املجلس الئحة النواب التي يقترحها ،كما يجوز لباقي أعضاء املجلس تقديم لوائح
أخرى ،وفي هذه الحالة تقدم كل الئحة من هذه اللوائح من قبل العضو املرتب على رأسها،
وتتضمن كل الئحة عددا من أسماء املترشحين يطابق عدد نواب الرئيس مع بيان ترتيب هؤالء
النواب ،16كما ألزمت املقتضيات التنظيمية أعضاء املجلس الجهوي بالترشح فقط في الئحة
واحدة .وسعيا نحو تحقيق املناصفة املنصوص عليها في املقتضيات الدستورية ألزم املشرع
14
المادة 15من القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14
15إال أنه في حالة إقالة رئيس المجلس أو عزله من مهامه أو استقالته هذا يترتب عنه حل مكتب المجلس ،وبالتالي نهاية مدة انتداب نواب رئيس
المجلس ،المادة 74من القانون التنظيمي رقم 111.14
16
المادة 19من القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14
15
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
بضرورة أن تتضمن كل الئحة ترشيحات نواب الرئيس عددا من املترشحات ال يقل عن ثلث
النواب ،وتحديد عدد نواب رئيس املجلس مرتبط بعدد أعضاء مجلس الجهات ،فيتم انتخاب
ستة نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها أو يقل عن 39
سبعة نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها 45أو 51
ثمانية نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها 57أو 63
تسعة نواب بالنسبة للمجالس التي يفوق عدد أعضائها 63
أما عن طريقة انتخاب نواب رئيس املجلس الجهوي تتم في الدور ألاول لالقتراع باألغلبية
املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم ،وإذا لم تحصل أي الئحة على ألاغلبية ،يتم إجراء دور ثاني
بين الالئحتين أو اللوائح الحاصلة على الرتبة ألاولى والثانية ،ويتم التصويت عليهما أو عليها
حسب الحالة باألغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم ،وإذا لم تحصل أي الئحة على
باألغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم ،يتم إجراء دور ثالث يتم الانتخاب فيه باألغلبية
النسبية لألعضاء الحاضرين ،وفي حالة تعادل ألاصوات خالل الدور الثالث يتم ترجيح الالئحة
التي يقدمها الرئيس.
ومادام أن نواب رئيس املجلس الجهوي لهم دور جد مهم في مساعدة رئيس املجلس في
تدبير الاختصاصات املنوطة بالجهة ،فإنه يجب تعويضهم في حالة انقطاعهم عن مزاولة
مهامهم ،فإذا انقطع نائب أو عدة نواب رئيس املجلس عن مزاولة ملهامهم لسبب الوفاة أو
الاستقالة الاختيارية أو إلاقالة الحكمية أو العزل أو إلغاء النهائي لالنتخاب أو في حالة
اعتقالهم ملدة تفوق ستة أشهر يرتقي النواب الذين يوجدون في املراتب الدنيا حسب ترتبيهم
مباشرة إلى املنصب ألاعلى الذي أصبح شاغرا ،ويقوم رئيس في هذه الحالة باستدعاء املجلس
النتخاب النائب أو النواب الذين سيشغلون املناصب التي أصبحت شاغرة باملكتب ،وفق
الكيفيات والشروط املنصوص عليها في القانون التنظيمي .أما في حالة انقطاع نائب أو عدة
نواب لرئيس املجلس الجهوي بدون مبرر أو امتنعوا عن مزاولة املهام ملدة شهر ،وجب على
16
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
رئيس املجلس توجيه إعذار إلى من يهمهم ألامر الستئناف مهامهم ،ابتداء من تاريخ تسليم
إلاعذار ،داخل اجل سبعة أيام بواسطة كتاب مع إشعار بالتسلم ،وإذا تخلف املعنيون باألمر
عن استئناف مهامهم أو رفض دلك ،انعقد املجلس في دورة استثنائية بدعوة من الرئيس
إلقالة املعنيين باألمر ،ويوجه الرئيس في هذه الحالة الدعوة للمجلس إلنتخاب النائب أو
النواب الذين سيشغلون املنصب أو املناصب الدنيا التي أصبحت شاغرة ،وفقا الكيفيات
والشروط النصوص عليها في هذا القانون التنظيمي.
باإلضافة إلى مكتب املجلس واللجان الدائمة التي يتكون منهما املجلس الجهوي ،يتكون
هذا ألاخير من من كاتب للمجلس يعهد إليه بتحرير محاضر الجلسات وحفظها ،ونائبا له
يكلف بمهمة مساعدة كاتب املجلس ويخلفه إذا تغيب أو عاقه عائق .وخالل الجلسة
املخصصة النتخاب رئيس املجلس الجهوي ونوابه ،يقوم مجلس الجهة بانتخاب كاتب املجلس
ونائبه من بين أعضائه وخارج أعضاء املكتب ،ويتم التصويت على املترشحين لشغل منصب
كاتب املجلس ،باألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين ،وفي حالة تعادل ألاصوات يعلن املترشح
ألاصغر سنا فائزا ،وفي حالة تعادل في السن يعلن عن املترشح الفائز بواسطة القرعة تحت
إشراف رئيس املجلس.17
ويمكن إقالة كاتب املجلس أو نائبه أو هما معا من مهامهما ،بمقرر يصوت عليه أعضاء
املجلس باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنهم وباقتراح معلل للرئيس ،في حالة إقالتهم يتم
انتخابهم بنفس الكيفيات السابقة ولكن داخل اجل خمسة عشر يوما من تاريخ إلاقالة.18
17
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
إلى جانب مكتب املجلس الجهوي ،يعمل املجلس على تشكيل لجان دائمة لدراسة
القضايا التي يجب أن تعرض على املجلس الجهوي ،واللجنة الدائمة للمجلس الجهوي هي
مجموعة من ألافراد أي مستشارين جهويين ينتخبون طبقا لتجربتهم أو الهتماماتهم في امليدان
الجهوي قصد أداء مهام محددة وذلك من خالل إصدار قرارات نهائية أو استشارية بعد
دراستهم للقضايا وألامور التي تهم الجهة واملعروضة عليهم من طرف املجلس الجهوي،19
ويتعين على املجلس الجهوي وخالل أول دورة يعقدها ،وبعد مصادقته على نظامه الداخلي،
إحداث ثالث لجان دائمة على ألاقل وسبع لجان دائمة على ألاكثر 20يعهد إليها على التوالي
بدراسة القضايا التالية:21
ويتم تحديد عدد اللجان الدائمة ،وتسميتها وغرضها وكيفيات تأليفها بموجب النظام
الداخلي للمجلس الجهوي ،تضم كل لجنة دائمة عدد من أعضاء ال يقل عن خمسة أعضاء،
وال يجب أن ينتسب عضو من أعضاء املجلس إلى أكثر من لجنة دائمة واحدة .وينتخب
املجلس من بين أعضاء كل لجنة وخارج أعضاء املكتب ،باألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين
رئيسا لكل لجنة ونائبا له ،وتتم إقالتهما باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنها ،وفي حالة تعادل
ألاصوات ،يعلن املترشح ألاصغر سنا فائزا ،وفي حالة تعادل في السن ،يعلن عن املرشح الفائز
بواسطة القرعة تحت إشراف رئيس املجلس ،والاعتماد على الانتخاب بدل التعيين هي ضمانة
19المهدي بنمير ":التنظيم الجهوي بالمغرب -دراسة تحليلية للقانون رقم 47-96المتعلق بتنظيم الجهات" ،المطبعة الورقية الوطنية ،مراكش،
غشت ،1997ص .39
20عكس ما كان منصوص عليه في المادة 36من القانون 47-96حيث كان المجلس يقوم بتشكيل سبع لجن دائمة على األقل يشمل اختصاصها
جميع الميادين والمجاالت المرتبطة باختصاصات الجهة.
21المادة 28من القانون التنظيمي للجهة رقم 111.14
18
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
بالنسبة إلى رئاسة اللجان الدائمة ،هذه الضمانات تهدف إلى تقوية دور رئيس اللجنة أمام دور
رئيس املجلس.
لكن ما تجب إلاشارة إليه أنه رغم الدور الهام الذي تلعبه اللجان الدائمة في تفعيل
املؤسسة الجهوية ،فذلك ال يجعلها هيأة تقريرية بقدر ما هي تحضرية ألعمال املجلس
الجهوي ،فأثناء مناقشة هذه املقتضيات بمجلس النواب أثيرت مهمة اللجان التي تم تحديدها
فقط في التصويت داخل املجلس ،وتتبع الحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للجهة
وإبداء الرأي وإعطاء املشورة والتخطيط 22وكون اللجان الدائمة ضرورية و تشكل إحدى أهم
أولويات العمل الجهوي ،وتعد أحسن بنية قصد تدعيم عمل املجلس ،23لهذا الغرض ترك
املشرع تحديد غرض اللجان الدائمة و تسميتها وكيفيات تأليفها لألنظمة الداخلية للمجالس
الجهوية ،التي تخصص لها حيزا هاما ضمن املقتضيات الواردة في مضامينها،
22تقرير لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب حول مشروع قانون تنظيمي رقم 111.14يتعلق بالجهات،
نفس المرجع السابق ،ص .184
23محمد بوجيدة ":التنظيم الجهوي الالمركزي بالمغرب :دراسة تحليلية نقدية على ضوء القانون الجديد للجهات والممارسة العملية" ،مطبعة
دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ،سنة ، 2000ص . 66
19
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
جاء الدستور الجديد بعدة مستجدات تهم العماالت وألاقاليم والجماعات في إطار
تحديث وتطوير املنظومة الترابية ،وهكذا فقد أعطى الدستور الجديد مكانة متميزة
للعماالت وألاقاليم والجماعات إلى جانب الجهات ،والى جانب الدستور نجد القوانين
التنظيمية التي أولت اهتماما كبيرا بهذه الوحدات.
إن القوانين التنظيمية جاءت لتكرس ما نص عليه الدستور من قوة ومكانة على
املستوى إلاداري املغربي بالنسبة للعماالت وألاقاليم والجماعات ،بحيث خصتها هذه
القوانين بمجموعة من الاختصاصات والهياكل املدبرة لها وفي طرق تدبيرها .لتعلن بذلك
عن القطيعة مع النصوص القديمة وملرحلة ما قبل دستور .2011بالنسبة للعماالت فقد
حظيت بمستجدات مهمة على جميع املستويات سواء فيما يتعلق بانتخاب املجالس أو
الوضعية الجديدة لألجهزة التنفيذية ،أما فيما يخص الجماعات فقد حظيت بدورها
باهتمام خاص من قبل املشرع إن على مستوى تنظيم املجلس الجماعي وتسييره أو على
مستوى النظام ألاساس ي للمنتخب.
يحيل التنظيم القانوني الجديد املتعلق بالعماالت وألاقاليم على مستجدات مهمة،
ليس فحسب على مستوى شروط انتخاب املجلس أو على مستوى الوضع املستجد ألجهزته
التنفيذية ،بل أيضا على مستوى ألاجهزة املساعدة للمجلس.24
24
د.سعيد جفري :الجماعات الترابية بالمغرب ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،طبعة ،2015ص .98
20
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
كما أن نفس املقتضيات تخضع لها طريقة انتخاب نواب الرئيس الذين يقومون بدور
مساعدة الرئيس في تدبير شؤون العمالة أو إلاقليم حيث يتم انتخابهم مباشرة بعد انتخاب
الرئيس ،26بحيث أن عدد نواب الرئيس يقوم على عدد أعضاء مجلس العمالة أو إلاقليم
الذي يتراوح عددهم بين نائبين بالنسب للمجالس التي يبلغ عدد أعضاؤها ما بين 11أو 13
عضوا ،وثالثة نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضاؤها ما بين 15و 25عضو،
وأربعة أعضاء بالنسبة للمجلس الذي يبلغ عدد أعضاؤه 25أو ،27وخمسة أعضاء
بالنسبة للمجالس التي يبلغ أعضاؤها ما بين 29أو 30عضو.27
ويتم انتخاب ألاعضاء عن طريق الالئحة مع ألاخذ في الاعتبار مقاربة النوع في عدد
الترشيحات املقدمة ،وينتخب الرئيس ونوابه ملدة انتداب املجلس مع إمكانية تقديم طلب
إقالة الرئيس من مهامه من طرف ثلثي أعضاء املجلس املزاولين ملهامهم.
: )2ألاجهزة املساعدة
أما ألاجهزة املساعدة ملجلس العمالة أو إلاقليم فلها مهام مساعدة املجالس في أداء
املهام املنوطة به خاصة بها كإعداد أعمال املجلس ،وتتكون هذه ألاجهزة من كاتب العمالة
أو إلاقليم ونائبه.
21
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
يضطلع كاتب مجلس العمالة أو إلاقليم بمهمة تحرير محاضر الجلسات وحفظها،
ويتم انتخاب املترشح لهذا املنصب من بين املترشحين وعادة ما يكون من أعضاء خارج
مجلس العمالة أو إلاقليم ،ويتم تخصيص نفس الجلسة النتخاب نواب الرئيس.28
أما اللجان الدائمة فيتم إحداثها من قبل من قبل مجلس العمالة أو إلاقليم عن
طريق نظامه الداخلي ،ويحق للمجلس بموجب القانون أن يحدث ثالثة لجان دائمة
باإلضافة إلى لجان أخرى بواسطة نظامه الداخلي الذي يحدد كيفية تسييرها ،وان يكون
عدد أعضائها ال يقل عن خمسة أعضاء ،29وينتخب رؤساء املجالس على رأس كل لجنة مع
نوابهم من بين خارج أعضاء املكتب.
يقوم تسيير مجلس العمالة أو إلاقليم على عنصرين :ألاول يهم نظام دورات املجلس
التي تتوزع على دورات عادية تعقد قانونا ثالث مرات في السنة ،30وأخرى استثنائية يتم
اللجوء إليها في الحاالت الضرورية وفقا لإلجراءات والشكليات املسطرية القانونية ،31أما
العنصر الثاني فيتعلق بالجانب التسييري للمجلس إلاقليمي سواء في الجانب املرتبط
بإعداد جدول ألاعمال واملرتبط بالرئيس بتعاون مع أعضاء املكتب أو التداول في جميع
الاختصاصات الخاصة باملجلس وفق القوانين.
كما رأينا في الجهات والعماالت فان الجماعات تتمتع باألجهزة املساعدة للمكتب،
سواء من حيث التنظيم الجماعي أو تسييره أو من حيث تدبير لألجهزة الجماعية.
22
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
يتم انتخاب مكتب املجلس الجماعي باالقتراع العام املباشر في جلسة واحدة بحضور
ألاغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم داخل آلاجال املحددة ،ويتقدم ملنصب الرئيس
ألاعضاء املرتبين على رأس لوائح املترشحين التي فازت بمقاعد داخل املجلس .32أما نواب
الرئيس فان دورهم محدد في مساعدة الرئيس في تأدية مهامه ،وعدد ألاعضاء غير محدد
بحيث أن عدد نواب الرئيس يقوم على عدد أعضاء املجلس الجماعي الذي يتراوح عددهم
بين ثالثة أعضاء بالنسب للمجالس التي يبلغ عدد أعضاؤها أو يقل عن 13عضوا ،عشرة
نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضاؤها أو يفوق 61عضو.
ويجري انتخاب ألاعضاء مباشرة بعد انتخاب الرئيس الذي يترأس الجلسة املخصصة
لذلك التي يحضرها العامل أو من يمثله ،ويتم انتخاب النواب عن طريق الالئحة مع ألاخذ
في الاعتبار مقاربة النوع في عدد الترشيحات املقدمة ،وينتخب الرئيس ونوابه ملدة انتداب
املجلس مع إمكانية تقديم طلب إقالة الرئيس من مهامه من طرف ثلثي أعضاء املجلس
املزاولين ملهامهم.33
نص القانون على طريقة اختيار ألاجهزة املساعدة للمجلس الجماعي وهما كاتب
املجلس ونوابه يتم اختيارهم باألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين ،وفي حالة تعادل
ألاصوات يتم اختيار ألاصغر سنا ،وفي حالة التعادل تجري القرعة تحت إشراف رئيس
املجلس.34
أما اللجان الدائمة فيتم إحداثها يتراوح عددها ما بين اثنتان على ألاقل وخمسة لجان
على ألاكثر ،وتناط بها مهام دراسة امليزانية والبرمجة واملرافق العمومية والخدمات .ويتوجب
32
المادة 10من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات.
33
المادة 18من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات.
34
المادة 23من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات
23
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
أن ال يقل عدد أعضاء كل لجنة عنة خمسة أعضاء وان ينتسب كل عضو إلى لجنة واحدة،
وينتخب رؤساء اللجان من أعضاء كل لجنة خالل أول دورة يعقدها املجلس الجماعي.
35
المادة 33من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات.
36
المواد 34 –33من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات.
37
المادة 37من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات.
24
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الالمركزية الترابية ،ومن هذه املقتضيات التي تؤطر السلطة التنظيمية ،نجد الدستور ثم
القوانين ألاخرى.
38
مجاالت السلطة التنظيمية
25
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
26
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
27
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
املنقولة
إن ممارسة الجماعات الترابية للسلطة التنظيمية الترابية ،رهين بما تفرضه الدولة من
صالحيات ومنح الختصاصات ،وبذلك تكون هذه السلطة محددة قانونا تمارس في حدود
إلارادة املركزية ،الن الدولة هي التي تحدد النظام القانوني للهيئات الالمركزية وتمنح لها
الشخصية املعنوية .وبالتالي فان السلطة التنظيمية تتميز بخصائص:
من الخصائص الجوهرية للسلطة التنظيمية الترابية أنها سلطة مؤهلة قانونا ،أي أن
السلطة التنظيمية املحلية ال تتطلب وجود سلطة معيارية مستقلة للجماعات الترابية الن
مكانتها تبقى محدودة لكونها سلطة أولية .والسبب هو أن الدولة املغربية دولة موحدة غير
قابلة للتجزيء ،حيث يعتبر الفصل ألاول من الدستور من الدستور من ألاحكام الجامعة التي
تستند إليها ألامة ،وهذا يقتض ي نوعا من املركزية التي تجعل من الدولة املصدر ألاول للسلطة
في املغرب .39وفي هذا الصدد نشير إلى الفصل 146من الدستور الذي ينص على انه تحدد
بقانون تنظيمي شروط تدبير الجهات والجماعات الترابية ألاخرى لشؤونها بكيفية
ديمقراطية ،...وكذلك شروط تنفيذ مداوالت املجالس ومقرراتها ....الاختصاصات الذاتية
واملشتركة واملنقولة.40
39طارق الهنتور :السلطة التنظيمية للجماعات الترابية وفق دستور " 2011مقارنة بين المغرب وفرنسا" ،رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون
العام ،جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – مراكش ،السنة الجامعية ،.2014-2013ص .33
40
الفصل 146من الدستور" تحدد بقانون تنظيمي بصفة خاصة":
شروط تدبير الجهات والجماعات الترابية األخرى لشؤونها بكيفية ديمقراطية ،وعدد أعضاء مجالسها ،والقواعد المتعلقة بأهلية الترشيح،
وحاالت التنافي ،وحاالت منع الجمع بين االنتدابات ،وكذا النظام االنتخابي ،وأحكام تحسين تمثيلية النساء داخل المجالس المذكورة ؛
شروط تنفيذ رؤساء مجالس الجهات ورؤساء مجالس الجماعات الترابية األخرى لمداوالت هذه المجالس ومقرراتها ،طبقا للفصل 431
شروط تقديم العرائض المنصوص عليها في الفصل ،431من قبل المواطنات والمواطنين والجمعيات؛
االختصاصات الذاتية لفائدة الجهات والجماعات الترابية األخرى ،واالختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة واالختصاصات المنقولة
إليها من هذه األخيرة طبقا للفصل 410؛
النظام المالي للجهات والجماعات الترابية األخرى ؛
مصدر الموارد المالية للجهات وللجماعات الترابية األخرى ،المنصوص عليها في الفصل 414؛
موارد وكيفيات تسيير كل من صندوق التأهيل االجتماعي وصندوق التضامن بين الجهات المنصوص عليها في الفصل 411؛
شروط وكيفيات تأسيس المجموعات المشار إليها في الفصل 411؛
المقتضيات الهادفة إلى تشجيع تنمية التعاون بين الجماعات ،وكذا اآلليات الرامية إلى ضمان تكييف تطور التنظيم الترابي في هذا االتجاه ؛
قواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدإ التدبير الحر ،وكذا مراقبة تدبير الصناديق والبرامج وتقييم األعمال وإجراءات المحاسبة.
28
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
كما يمكن القول أن الخاصية ألاخرى التي تتميز بها السلطة التنظيمية الترابية هي أنها
سلطة معترف بها ،فالسلطة التي يمارسها الوالي أو العامل في إطار الالمركزية هي سلطة
مخولة ،في حين أن السلطة التنظيمية للجماعات الترابية هي سلطة معترف بها .وبذلك
تختلف وضعية رؤساء الجماعات الترابية عن العمال والوالة كممثلين للدولة.
فالدستور ال يمنح مباشرة وبصريح العبارة السلطة التنظيمية للعمال والوالة ،لكن
الفصل 145يمنحهم هذه السلطة بطريقة ضمنية مادام أن هناك سلط مسندة إليهم
كتامين القانون وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة ومقراراتها ،وتنسيق أنشطة املصالح
الالمركزية .41فالعمال والوالة يمارسون وظائف من تنظيمية تشكل صالحية من صالحيات
السلطة العامة بهدف مهام دقيقة لتحقيق املصلحة العامة وبذلك فهم ال يتوفرون على
اختصاص ممنوح ،على عكس السلطة التنظيمية للجماعات الترابية التي ال ترتبط بمهام
دقيقة ممنوحة من طرف الدولة فهي تعبر عن سلطة التحكم الضرورية لتنظيم وتدبير
الوحدات املؤسساتية الترابية.
41الفصل 145من الدستور " :يعمل الوالة والعمال ،باسم الحكومة ،على تأمين تطبيق القانون ،وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة ومقرراتها،
كما يمارسون المراقبة اإلدارية".
" يقوم الوالة والعمال ،تحت سلطة الوزراء المعنيين ،بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية ،ويسهرون على حسن سيرها".
29
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وذلك لن یتسنى إال بانتھاج مقاربة موضوعیة ،مبنیة على إرادة سیاسیة وطنیة واضحة
والتزام جماعي لتشیید صرح التدبير الترابي الجدید على أسس متینة وعقالنیة ومضبوطة ،كما
أكد على ذلك دستور ، 2011بحیث جاء اعتماد آلاليات القانونية والتدبيرية الجديدة كآفاق
للتدبير الترابي ،من أجل تجاوز إلاشكاالت وإلاختالالت التي تخبطت فیھا املمارسة املحلية على
مدار السنوات املاضیة .وذلك من خالل اعتماد مقاربات ومفاهيم جديدة في التدبير
العمومي تميز بين املركزي واملحلي كما جاء في الدستور الجديد ،هذه املقاربات هي التي
ستجعل املستوى املحلي أو الترابي يسمو إلى جانب السلطة املركزية (الفرع الثاني).
42
اختصاصات الوالي اوالعامل في مقابل الجماعات الترابية
30
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
32
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
بامليزانية
املقرر املتعلق ببرنامج
الجماعة
املقرر املتعلق
بالتعاون الالمركزي
املقرر املتعلق
بإحداث املرافق
العمومية
يؤشر العامل على ميزانية
الجماعة (املادة ) 189
من واجب إلادارة املركزية أن تمتد وتصل خدماتها إلى جميع املناطق املغربية املكونة
للمجال الترابي املغربي ،وهذا يدخل في إطار ما يسمى تقريب إلادارة من املواطن .ولتحقيق
هذا كله فان إلادارة املركزية تستعين باملصالح الخارجية لتنفيذ سياساتها على شكل
السياسات الترابية في إطار النصوص التشريعية والتنظيمية.
إن انتشار املصالح الخارجية يؤدي إلى تحقيق املساواة واملجانية في الخدمات إلادارية
ثم مواكبة التزايد السكاني الذي يفرض على الدولة توفير البنيات التحتية الالزمة حتى
تتمكن من تغطية املتطلبات ألامنية والاجتماعية.43
وحسب منطوق املادة 2من املرسوم رقم ،2-05-05الصادر بتاريخ 2ديسمبر 2005
بشان تحديد قواعد تنظيم القطاعات الوزارية والالتمركز إلاداري ،فتحديد وتصنيف
43
د.الحاج شكرة :القانون اإلداري "المبادئ األساسية -التنظيم اإلداري" ،دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ،ط ،2009 ،2ص .140
33
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
البنيات إلادارية املكونة للقطاعات الوزارية على مستوى الالتمركز تتمثل في املديريات
الجهوية واملديريات إلاقليمية واملصالح.
وتلعب هذه ألاجهزة دورا هاما في التنسيق بين مختلف ألاجهزة إلادارية للدولة ،إذ
يتوقف عليها مدى فعالية املرافق العامة للدولة ،بحيث انه يعتبر عملية تكثيف للجهود
وتنسيق على مستوى جميع املرافق .فهذا النسق يفرض نوعا من التكامل والانسجام بين
مجموع الفاعلين وأطراف أخرى ،وكذلك فرض تكامل وتعاون بين عدة نشاطات مختلفة.45
إن التنسيق ال يمكن النظر إليه من زاوية واحدة بل من عدة زوايا ،وعلى مختلف
املستويات ويمكن حصرها على الشكل التالي:
على املستوى ألافقي :أي العالقة على مستوى العقليات في نفس النشاط أو
املرافق ،الن مجموع ألانشطة لها قطب واحد يضمن لها التكامل.
على املستوى العمودي :التكامل والانسجام يعني العالقة املتواجدة بين
مختلف مكونات إلادارة.
على مستوى العدد:نجد العديد من املرافق في شكل وزارات كل ألاطراف
تتدخل لإلشراف والتأطير.
على مستوى الاختصاص :كل في إطار اختصاصه...
44
د.الحاج شكرة :القانون اإلداري "المبادئ األساسية -التنظيم اإلداري" ،ص .141
. 45عبد هللا شنفار :الفاعلون المحليون والسياسات العمومية المحلية -دراسة في القرار المحلي ، -مطبعة المعرفة ،مراكش ،طبعة ، 2015 ،1
ص .67
34
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
على مستوى إلاستقالية :تقوم بخدمة الجميع ،فهي ليست بشخص معنوية
تتمتع باالستقالل العملي والدستوري.
يمثل الشأن العام الترابي مختلف القضايا والخدمات التي تشمل ما هو اقتصادي
واجتماعي وحتى السياس ي التي تقدمها في إطار املرافق العمومية املحلية واملرتبطة بالساكنة
املحلية ،ويعود أمر تدبيرها إلى الهيئات وكذلك النخبة املحلية وتمول بواسطة الرسوم
املحلية .كما يشمل الخدمات ألاخرى التي تتولى إشباعها الجماعات الترابية على صعيد
وحداتها الترابية باألساس ،ويتسع هذا املفهوم ليشمل جميع امليادين واملجاالت الاقتصادية
والاجتماعية وإلادارية املقدمة من طرف املرافق العمومية املحلية والحيوية كاملاء والكهرباء
والنقل والسكن والصحة.
والتعددية في حد ذاتها تعتبر كتوزيع للسلط داخل الدولة بين الجماعات الترابية
واملصالح املختلفة ،وتكون وظيفة الدولة في هذه الحالة التنسيق ووضع الحلول التوفيقية
بين أهم الجماعات التي تشارك الحكومة املركزية في اختصاصاتها وسلطاتها ،هذه املقومات
35
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
تساهم في خلق تعددية في ميادين مهمة كالتعليم والصحة والسكن وما إلى ذلك من
املهام.46
تعتبر سياسة القرب منهجية في التدبير العمومي تعتمد على املقاربة التشاركية وذلك
بهدف التغلب على إكراهات وعوائق التنمية .ويتم تحقيق مفهوم القرب التي تتوخى الحكامة
املحلية من خالل العديد من املبادئ التي تشكل أصال مرجعا له ،املتمثلة في:48
ربط أوسع شريحة ممكنة من السكان بالقرار املحلي :إعدادا ،إنجازا ،مراقبة ،متابعة،
تقييم.
تسهيل الولوج إلى الانتدابات املحلية وجعلها متمفصلة مع ألانشطة املهنية.
ضمان شفافية مسلسل إعداد مشاريع التهيئة والتجهيز من خالل تقوية جهاز إلاعالم
والتواصل مع املواطنين.
تقوية حقوق املنتخبين املحليين) أغلبية وأقلية(.
46
حليمة الهادف :التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس كلية الحقوق
والعلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية اكدال – الرباط ،السنة الجامعية ،2012/2011ص .234
47عبد العالي البحديدي :النسق السياسي المحلي (مكوناته و آليات اشتغاله) ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ،جامعة
الحسن االول كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بسطات 1002 ،ـ ،1001ص .95
48محمد الغالي :سياسة القرب مؤشر أزمة الديمقراطية التمثيلية،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،العدد ،53
،2006ص .27
36
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وجود مؤسسات بارزة تكمل مؤسسات التمثيل السياس ي وتسمح للمواطنين وللتكتالت
الجماعية والحركة الجمعوية بالتدخل الفعال في تدبير الشؤون املحلية.
وعلى ضوء هذه املبادئ التي تقوم عليها سياسة القرب ،أصبحت هذه ألاخيرة تشكل أحد
الرهانات الكبرى التي تعتمدها الدولة لبلوغ هذه التنمية باعتماد مختلف آلاليات الكيفية
والكمية التي تقوم عليها الحكامة املحلية.
وإذا كانت سياسة القرب في مفهومها العام تنبني على مقاربة تشاركية تعتمد التواصل
املبني على الحوار والاستماع للرأي آلاخر ولنبض املجتمع من اجل مواكبة طموحاته وتطلعاته.
فإن الحكامة املحلية تقوم على مختلف إلامكانيات وآلاليات التي تمكن املنتخبين املحليين من
ترشيد وعقلنة تدبيرهم للشأن العام املحلي ،وكذا مأسسة الفعل والقرار إلاداريين وتدبير
املوارد البشرية بشكل خاص ،فالحكامة املحلية إذن تتعلق بمجموع التقنيات وألادوات
التدبيرية التي تسعى إلى ترشيد النظام إلاداري بهدف تحقيق أقص ى النتائج من خالل التركيز
على مبادئ القرب من قبيل املرونة والشمولية واملصداقية والشفافية..."49
يرتبط املفهوم الجديد للسلطة برعاية املصالح العامة والشؤون املحلية إضافة إلى
الحريات الفردية والجماعية والسهر على ألامن والاستقرار وتدبير الشأن العام املحلي ،وهي
مسؤولية ال يمكن النهوض بها من داخل املكاتب إلادارية ولكن تتطلب احتكاكا مباشرا بهم
ومالمسة ميدانية ملشاكلهم في عين املكان وإشراكهم في إيجاد الحلول املناسبة واملالئمة.
فاملفهوم الجديد للسلطة ينطوي على ثقافة جديدة وتصور جديد للمرفق العمومي
وإنعاش حقوق إلانسان ومنهجية تؤسس ألخالقيات جديدة لكل الفاعلين في املجال
49
Zineb Sitri: Fondement et enjeux de la bonne gouvernance urbaine, REMALD. Série « thèmes actuels ».
N°46, 2004, P: 109.
37
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
العمومي واملحلي .وهذا املفهوم يتميز بعدة سمات يمكن أن نحددها في بعض العناصر
الكبرى :الحفاظ على دولة الحق ،حماية الشؤون املحلية ،والشمولية.50
يعتبر هذا العنصر من املقومات ألاساسية التي يرتكز عليها املفهوم الجديد للسلطة،
حيث أن هذا يظهر في الخطب امللكية من خالل تعلقه بمبادئ الديمقراطية والتعددية
وحقوق إلانسان .وقد أكد امللك في جميع الخطابات حول مسؤولية السلطة في مختلف
املجاالت وهي الحفاظ على الحريات العامة وحماية الحقوق والواجبات.
فهذا املفهوم يتبنى فلسفة الدولة العصرية املرتكزة على سمتين بارزتين:
ثانيا يجب ابتكار مساطر وميكانيزمات من شانها أن تسهل الرقابة الفعلية ملالئمة
قواعد التطبيق مع القواعد العليا وهذا يعني انه ال يمكن تصور مواطنة بدون إمكانية
حقيقية ملمارستها.
يقتض ي املفهوم الجديد للسلطة ألاخذ بعين الاعتبار حقوق الجماعات الترابية وبمعنى
أدق بفض ي إلى تطبيق مبدأ املساواة في املعاملة بين الحقوق والحريات الفردية والجماعية
من جهة ،وحقوق الجماعات الترابية من جهة أخرى.
50
د.محمد اليعكوبي :تأمالت حول الديمقراطية المحلية ،مطبعة فنون الطباعة واإلشهار ،فاس ،ط ،2005 ،1ص .204
38
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ومن ألاسس الجديدة التي يرتكز عليها املفهوم الجديد للسلطة احترام الالمركزية
والحريات املحلية وهذا يعتبر جانب فريد في سجل الالمركزية .ويمكن تفسير وتبرير هذه
الخصوصية بمرجعية دستورية وإدارية.51
فمن الناحية الدستورية ،فان الباب الثاني عشر يؤكد على أهمية الجماعات الترابية،
ونص على مجموعة من الاختصاصات الخاصة بها ،ومجموعة من آلاليات التي تدبر بها
مختلف الحاجيات والاختصاصات.
أما من الجانب إلاداري ،فكل القوانين ألاساسية املنظمة لالمركزية تعتبر الجماعات
الترابية كأشخاص قانونيين مثلهم في ذلك مثل املواطنين فرادا كأشخاص طبيعيين.
فالجماعات الترابية تتمتع بحقوق تقتض ي نفس الحماية التي تعطى لحقوق وحريات
املواطنين.
واملفهوم الجديد للسلطة يقتض ي تخفيفا مهما من الوصاية مما يعني أن الجماعات
الترابية يجب أن تتمتع باستقالل إداري ومالي كبير يؤدي إلى ميالد استقالل حقيقي وفعلي.
لكن املفهوم الجديد للسلطة يستلزم كذلك ضرورة تقوية اختصاصات الجماعات الترابية
وبالتالي الزيادة في مسؤولياتها ،فاملفهوم الجديد للسلطة ينطوي على مفهوم جديد للدولة
يرتكز على مبدأ الثانوية بمعنى أن إلاقليم يقوم على بما ال يمكن للجماعة أن تقوم به،
والجهة تقوم ال يمكن للجماعات ألاخرى أن تقوم به والدولة ستمارس الاختصاصات التي ال
يمكن إسنادها للجماعات الترابية.52
51
د.محمد اليعكوبي :تأمالت حول الديمقراطية المحلية ،مرجع سابق ،ص .204
52
د.محمد اليعكوبي :تأمالت حول الديمقراطية المحلية ،نفس المرجع السابق ،ص .207
39
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
سيتم تشييد الدولة من القاعدة إلى القمة وال يمكن لها أن تتدخل في املستقبل إال
على أساس تخلفات ونقائص وعجز الجماعات املحلية واملجتمع املدني ،لكن هذا املفهوم
الجديد في تشييد الدولة ال يعني استقالة الدولة على املستوى املحلي ،بل بالعكس أن هذا
املستوى مدعو لكي يصبح أكثر فأكثر إلاطار املالئم واملفضل للتدخالت غير املباشرة للدولة
عبر التنظيم والتحكيم وإعادة التوازن بين الجماعات الترابية املختلفة.
يفض ي املفهوم الجديد للسلطة في آخر املطاف للسلطة إلى تقوية الالمركزية نظرا
لاليجابيات التي تنطوي عليها :تقسيم سلطة التقرير ،تقوية قدرة املبادرة لدى املسيرين
املحليين ومسؤولية املنتخبين تجاه الناخبين ،تسهيل املبادرات الاقتصادية املحلية وتوسيع
إمكانية تدخالت املجتمع املدني.53
فاإلدارة الترابية هي ألاداة التي تترجم بها مجالس الجماعات الترابية برامجها إلى واقع
ملموس ،وحتى تنعكس على حسن تدبير املجال الترابي وتحقيق التنمية الاقتصادية
والاجتماعية ،لذلك يجب الاهتمام بتأهيل الرأسمال البشري ومراقبتها ) املطلب ألاول( ،نظرا
لالهتمام املتزايد الذي أصبح في آلاونة ألاخيرة منصبا على ضرورة تفعيل الرقابة لبلورة
السياسات العمومية الترابية ،وأن الكل يتفق على أن تحقيق التنمية املحلية وتلبية الحاجيات
ألاساسية للمواطنين تمر عبر البحث عن أدوات جديدة لبلورة القرار الترابي ،كما أن هناك
53
د.محمد اليعكوبي :مرجع سابق ،ص .208
40
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
حاجة ماسة إلى إعادة النظر في العالقة بين السلطة والجماعات الترابية من خالل
التخفيف من الوصاية وتحسين العالقة بين إلاداري والسياس ي (املطلب الثاني).
لذلك فإن أي عملیة إلعادة توزیع الاختصاصات بين الدولة والجماعات الترابیة ،وعلى
رأسھا الجھة ،بدون تقویة املوارد البشریة (الفرع ألاول) ،وإعادة توزیع إلامكانیات والوسائل
املختلفة وبشكل متوازن ،سیؤدي إلى نقل إختصاصات صوریة موجودة فقط على املستوى
النظري ،مما یترتب عنھا أثار سلبیة ،كالعزوف عن أداء وممارسة ھذه إلاختصاصات ،أو فتح
املجال للعدید من املتدخلين للقیام بھا .كما أن غياب أو نقص في تفعيل آلية املراقبة ال
يمكن أن يساعد املوارد البشرية والجماعات الترابية خاصة على أداء أدوارها القانونية
والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية (الفرع الثاني) ،فھناك تالزم بين الرقابة ودور
العنصر البشري ،حیث أنھا إذا تعثر أحدھما تعثر آلاخر ،فهذه العناصر یتعين تحدیدھا بناءا
على الصالحیات املتوفرة للجماعات الترابية.
54المصطفى بلقزبور :توزيع االختصاصات بين الدولة والجهات ،أي نموذج ممكن في أفق مغرب الجهات؟" ،السلسلة المغربية لبحوث اإلدارة
واإلقتصاد والمال ،مطبعة طوب بريس ،الرباط ،الطبعة األولى ، 2011ص. 128
41
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
لبلوغ أهداف تأهيل إلادارة املغربية والترابية ،البد وأن تتوفر شروط ضرورية
كاالهتمام أكثر بالعنصر البشري من خالل تحفيزه وتنمية قدراته وتأهيلها عبر تكوين
مستمر.
إن التحفيز الهادف يضمن للموظف الظروف املادية واملعنوية املالئمة ،ويطمئنه على
استقرار حياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية هو وأفراد أسرته ،كما يضمن لإلدارة
العمومية الفعالية الالزمة واملردودية.55
وتخص هذه الحوافز الجانب املعنوي والاجتماعي لدى املوظف وتحاول رفع معنوياته،
ليبقى الهدف من إقرارها التحبيب والترغيب في الخدمة داخل إلادارة العمومية 56من خالل
الاعتراف بكرامة املوظف وجهده وعمله وإعطائه ألاهمية املستحقة ،أي اعتراف إلادارة
بالجانب الروحي للعامل عن طريق خلق جو التفاهم والاحترام بين الطرفين والسعي إلى
تحقيق الحاجات سوسيو-اقتصادية للفرد في بيئة عمله ،عبر سلسلة من إلاجراءات تتمثل
في :
تحديد ألاهداف املطلوب تحقيقها من عملية التحفيز ،حتى يفهم املوظف العالقة
الوثيقة بين ألاداء املطلوب منه والحصول على الحافز .57
أنسنة العالقات الرئاسية والوصائية باملرونة ،التعاون ،التكامل والتفاهم
تكريم املوظفين الجادين أثناء املناسبات الوطنية ،أو عند انتهاء مسارهم املنهي.
55اإلدريسي محمد :اإلصالح اإلداري على ضوء ميثاق حسن التدبير ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام ،كلية الحقوق ،الرباط-
أكدال ،.1003-1001 ،ص .401
56أشغال المناظرة الوطنية السابعة للجماعات المحلية أكتوبر 8991وزارة الداخلية منشورات الداخلية ،منشورات مركز التوثيق للجماعات
المحلية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،4111ص .11
57عبد الحق عقلة :دراسات في علم التدبير العمومي الجزء الثاني ،مدخل للتدبير العمومي ،الطبعة األولى دار القلم للطباعة والنشر الرباط،
. 6002 - 6002ص .21
42
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الاهتمام بتتبع الحالة الصحية للموظفين ،من خالل إحداث خلية متخصصة في
هذا املجال على مستوى كل إدارة .
تقوية املساعدات املالية املقدمة لجمعيات ألاعمال الاجتماعية الخاصة باإلدارات
العمومية ( حافالت النقل ،املحميات الصيفية لألطفال ،توفير دور الحضانة
املقتصديات الاستهالكية ،قروض ميسرة الدفع )...إلى غير ذلك من املجاالت
والجوانب التحفيزية والاجتماعية ،التي من شأنها تحريك إحساس املوظف بضرورة
العمل الجدي ،ومضاعفة جهوده وتقوية التزامه ووالئه لإلدارة .
يجب تطبيق الحد ألادنى لألجور بالوظيفة العمومية ،مع إعادة الاعتبار للراتب
ألاساس ي وجعله عنصرا أساسيا في ألاجرة ،بما يضمن العدالة التوزيعية.
برمجة إصالح منظومة ألاجور والزيادة فيها مع ألاخذ في الحسبان إلاكراهات املالية
املوضوعية ومستوى تكلفة املعيشة .
مراجعة مقادير التعويضات العائلية على ضوء ارتفاع التكاليف املرتبطة برعاية
ألاطفال.
سن نظام تشجيعي محكم وشفاف لحوافز الاستحقاق ،يزرع روح املبادرة بين
املوظفين ،ويأخذ بعين الاعتبار مستوى املردودية وربطها بالكفاءة ،حتى تصير
الترقية مكافأة مستحقة للموظف الجدي.58
في نفس إلاطار ،يجدر التذكير بالدور ألاساس ي الواجب أن تقدمه اللجان املتساوية
ألاعضاء في تقويم إنتاجية مردودية املوظفين ،من خالل تمكينها من سائر الاختصاصات
املتعلقة بأنواع الترقيات الداخلية ،وتدعيم دورها هذا يتطلب تمثيلها لجميع فئات
املوظفين بطريقة ديمقراطية ،وإمدادها بجميع الوسائل الضرورية للقيام بمهمتها على
أحسن وجه .59
اإلدريسي محمد :اإلصالح اإلداري على ضوء ميثاق ضمن التدبير ،مرجع سابق ،ص .401 58
اإلدريسي محمد :اإلصالح اإلداري على ضوء ميثاق ضمن التدبير ،نفس المرجع السابق 59
43
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
كما يجب مراعاة معايير الكفاءة والتجربة والاستحقاق في تولي مناصب رئاسة
ألاقسام واملصالح ،واعتماد مسطرة فتح الترشيحات .
ثانيا:التكوين املستمر
يعد التكوين املستمر صيرورة دائمة ومنظمة تتوخى إحداث تغيير هادف على مستوى
املعارف واملهارات واملواقف والسلوكيات ومحصلة رئيسية لتأهيل املوارد البشرية ككل،
يجب أن يخضع دوما للنمو والتطور في ارتباط جدلي بالنمو والتطور اللذين يلحقان
باستمرار املحيط املحلي والكوني ،خاصة أمام ضغوط العوملة الحالية واملتغيرات السريعة
املصاحبة لها ،وهي تغييرات ال يمكن أن يسايرها ويتحكم فيها أي تكوين أساس ي مهما كانت
60
جودته ،خصوصا إذا ما مض ى وقت معين على هذا التكوين ،وهو أمر يتطلب:
تحيين مقتضيات النظام ألاساس ي العام للوظيفة العمومية على مستوى التكوين
املستمر ،وإلاسراع باملصادقة على مشروع املرسوم املتعلق بالتكوين املستمر
باإلدارات العمومية والجماعات املحلية.
إعداد مخطط توجيهي وطني للتكوين املستمر ،مدعم بمخططات قطاعية للتكوين
املستمر من طرف إلادارات العمومية ،تأخذ بعين الاعتبار توقيت البرنامج التدريبي
واختيار املكان وفقا ملتطلبات البرنامج ،وتوفير املستلزمات الضرورية والوسائل
البداغوجية وإعداد املطبوعات والاتصال باملتدربين .
توفير الاعتمادات املالية الالزمة لتطوير نظام التكوين املستمر ،إذ يجب إلانفاق
على تدبير املوارد البشرية من أجل الحفاظ عليها والاستفادة منها أطول مدة
ممكنة.
إعداد متخصصين في مجال التكوين والتأطير ،وانتقاء الكفاءات من أجل تأطير
إداري فعال وهادف ،يستند باستمرار إلى املشاركة الفعالة في ندوات للتكوين
والستكمال الخبرة والكفاءة ،مع العمل على ضرورة تحقيق النجاعة والفاعلية،
60
محمد اإلدريسي :نفس المرجع أعاله ،ص .410
44
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
من املؤكد أن كل محاولة لتحديث املرفق العمومي تتطلب إتباع ألاسلوب املوضوعي،
في اختيار الرجل املالئم ملنصب املسؤولية ،اعتمادا على الكفاءة العلمية والقدرة على
املمارسة التي تقتضيها السياسة العامة املوضوعة واملستهدفة من طرف إلادارة املدبرة
،Managérialeكما يصطلح على ذلك في عالم املقاوالت املشاريع الخاصة .
إن التنظيم والتقويم يتعين انطالقهما من الذات عن طريق اختيار عنصري الشباب
والخبرة املدعمة بالتحصيل العلمي ،وانتقاء كفاءات قيادية تتصف باللباقة ،الاستقامة
والنزاهة ،تكون قدوة تعزز املمارسة ألاخالقية باملرفق العمومي .فتوافر العنصر إلاداري
الكفء املتمثل في قيادات رفيعة املستوى الخلقي ،متميزة ألاداء من العوامل الرئيسية
املحققة للنجاح والتقدم ،واعتبارا لدورهم إلاشرافي على التوجيه والرقابة ،املتابعة وتقييم
ألاداء ،أي أنها القوة الدافعة للوصول إلى الغايات املستهدفة بأحسن الوسائل وأقل
التكاليف وفق حدود إلامكانيات واملوارد املتاحة.61
61هدى سيد لطيف :األسس العلمية لإلدارة ،الشركة العربية للنشر والتوزيع" القاهرة ، 5991ص .41 – 42
45
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ولتثمين إمكانية هذه الطاقات العالية ،وجب توجيه اهتماماتها لتبني تقنيات التواصل
الحديثة في مجال تدبير املوارد البشرية سواء بالعمل على تكريس ثقافة القرب والتتبع
املباشر لألمور في عالقة وتعامل املسؤولين مع موظفيهم أو اضطالعهم بمهامهم ،أو من
خالل بلورة إجراءات عملية تمكن املوظفين من املشاركة في تحديد ألاهداف واملساهمة في
اتخاذ القرارات داخل املؤسسة.
فاملشاركة بقدر ما هي ضرورة تقنية ،فهي أيضا ضرورة نفسية ،ومسايرة للتطورات
الحالية ،يتطلب ألامر لجوء إلادارات إلى الكفاءات والقيادات في إطار أكثر مرونة ومردودية
عن طريق اعتماد عقود محددة املدة ،مرتبطة بمشاريع محدودة في الزمن ،وتقييم ألاداء
باألهداف والنتائج املحققة ،على اعتبار أنها كفيلة باالستجابة للحاجيات املتجددة في التدبير
العمومي ،كما يستحسن نهج أسلوب الحركية الداخلية بين ألاقسام املصالح أفقيا
وعموديا بغرض تجنب الرتابة والجمود في املوقع ،وإتاحة الفرص إلبراز تعدد القدرات
واملؤهالت لدى الكفاءات املتوفرة.62
عموما كل إصالح يهم إلادارة العمومية وتأهيل أطرها ،يجب مرافقته ببرنامج يروم
تطهير العقليات وتهذيب النفوس وتخليقها.
تعني الحركية في مجال تدبير املوارد البشرية القدرة على قبول التغييرات في الزمان
واملكان ،وكذا الكفاءات وألانظمة ويمكن أن تتم إما عن طريق إعادة التعيين أو تغيير املهام،
أو إعادة الانتشار مهنيا أو جغرافيا ،أو من خالل الانتقال إلى إدارة أخرى.
فالحركية إذ تتجلى أهدافها في ،تغيير الواقف والحد من الاستقرار الدائم في وظيفة
معينة مما يعطي فرصة للموظف من إغناء تجربته والاطالع على مجموعة من املهام ومواجهة
الانغالق والانزواء وتكريس الالتمركز الاداري ،إضافة كذلك إلى محاربة العقليات الجامدة
62
اإلدريسي محمد :مرجع سابق ،ص .441
46
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وتغيير التقاليد والعادات السيئة في إلادارة العمومية ،ثم توسيع ألافاق املهنية للموظف
وتمكينه من تحمل املسؤولية وتبادل الخبرات ونقل خبرات إلى إدارات أخرى هي بحاجة
إليها.63
وتتعدد أنواع الحركية ،بين حركية وظيفية من خالل تغيير وظيفة إلى أخرى أو من
منصب إلى أخر أو من مصلحة إلى أخرى أو من إدارة إلى أخرى من جهة ،وحركية جغرافية
تتم من إدارة مركزية إلى إدارة المركزية من خالل آليتي النقل والالتحاق .فآلية النقل تتم عبر
الاستجابة لطلب املوظف بنفسه أو بناء على حاجة إلادارة إلى موظفين في مناطق أخرى ،ثم
آلية إلالحاق التي تسمح للموظف بممارسة مهامه خارج إدارته ألاصلية كما نص على ذلك
الفصل 47من النظام ألاساس ي للوظيفة العمومية ،وبذلك يشكل وسيلة من وسائل
الالتمركز الاداري.64
أما إعادة الانتشار فيقصد به ألاداة التي تمكن إلادارة من إعادة توزيع كفاءاتها
وتحسين معدل التأطير داخل مصالحها ،وتكون إما داخل إلادارة نفسها أو بين مختلف
القطاعات الوزارية ،وكذا بين إلادارة املركزية والالمركزية .فهو إجراء يسعى إلى ضمان توزيع
أمثل للموظفين داخل إلادارة الواحدة أو بين مختلف إلادارات.
63
حليمة الهادف :التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث ،اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس "كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية" ،سنة ،2012/2011ص .421
64الفصل 47من النظام األساسي للوظيفة العمومية" :يعتبر الموظف في وضعية اإللحاق إذا كان خارجا عن سلكه األصلي مع بقائه تابعا لهذا
السلك ومتمتعا فيه بجميع حقوقه في الترقية والتقاعد".
65حليمة الهادف :التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث ،مرجع سابق ،ص .423
47
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
تبادل الخبرات والكفاءات بين إلادارات املختلفة للرفع من جودة املوظف داخل
إلادارة.
الجهة
المادة 49 توجيه ألاسئلة
تقديم طلب بشكل فردي أو
جماعي إلدراج احدي النقاط
المادة 43
التي تدخل في صالحيات
66
القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20رمضان 7( 1436يوليوز
،)2015الجريدة الرسمية عدد 6380الصادرة في 6شوال ( 23يوليوز .)2015
القانون التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.84صادر في 20رمضان
7( 1436يوليوز ، )2015الجريدة الرسمية عدد 6380الصادرة في 6شوال ( 23يوليوز .)2015
القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.85صادر في 20رمضان 7( 1436
يوليوز ،)2015الجريدة الرسمية عدد 6380الصادرة في 6شوال ( 23يوليوز .)2015
48
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
العمالة أو إلاقليم
المادة 47 توجيه ألاسئلة
تقديم طلب بشكل فردي أو
جماعي إلدراج احدي النقاط
المادة 41
التي تدخل في صالحيات
املجلس في جدول أعمال
الدورات
تخصيص رئاسة إحدى
اللجان الدائمة للمعارضة املادة 27من القانون
من أجل تكريس املشاركة للجماعات رقم 113.14
الفعالة للمعارضة في تسيير
شؤون العمالة أو إلاقليم
الجماعة
49
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الدورات
67
النصاب القانوني للجان المكونة للمجلس
50
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
51
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ألعضاء الحاضرين
املادة 20 انتخاب نواب الرئيس األغلبية المطلقة في الدور
األول والدور الثاني األغلبية العمالة
النسبية في الدور الثالث أو
ألعضاء الحاضرين
إلاقليم
األغلبية النسبية لألعضاء املادة 24 انتخاب كاتب
املجلس ونائبه
املادة 25 األغلبية المطلقة إقالة كاتب املجلس
ونائبه أو هما معا
املادة 27 األغلبية النسبية رئيس كل لجنة
ونائبه
املادة 27 األغلبية النسبية إقالة رئيس اللجنة
ونائبه
املادة 29 ثلث األعضاء اجتماع إحدى
اللجان الدائمة
بطلب من الرئيس أو
أعضاء املجلس
املادة 37 ثلث األعضاء استدعاء رئيس
املجلس من طرف
الرئيس لعقد دورة
استثنائية
املادة 37 األغلبية المطلقة إذا تم رفض الطلب
ألاول يكون هناك
طلب ثان من
ألاعضاء
املادة 38 حضور نصف األعضاء انعقاد الدورة
الاستثنائية
52
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
53
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ونائبه
املادة () 28 اجتماع إحدى اللجان ثلث ألاعضاء الجماعة
الدائمة
املادة ( ) 36 ثلث ألاعضاء استدعاء رئيس
املجلس من طرف
الرئيس لعقد دورة
استثنائية
املادة ( ) 37 نصف ألاعضاء انعقاد الدورة
الاستثنائية
املادة ()42 نصف ألاعضاء مداوالت املجلس
الجماعي
املادة ()43 ألاغلبية املطلقة اتخاذ املقررات
املادة ( ) 48 طرد عضو من أعضاء ألاغلبية املطلقة
املجلس من الجلسة
املادة ( )48 ثلث ألاعضاء عقد اجتماع غير
مفتوح للعموم
املادة 137 ألاغلبية املطلقة يتداول مجلس
مؤسسة التعاون بين
الجماعات ،ويتخذ
القرار في القضايا التي
تخص الجماعة
املادة 215 نصف ألاعضاء طلب لجنة تقص ي
الحقائق
املادة 224 ألاغلبية النسبية انتخاب رئيس كل
لجنة في مجلس
املقاطعة
54
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
68محمد الغالي :سياسة القرب مؤشر أزمة الديمقراطية التمثيلية،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،العدد ،53
2006
55
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
القضاءالاستعجالي في حالة امتناع الرئيس عن مزاولة مهامه يطالبه والي الجهة 77
بمزاولة مهامه لكن بمرور 07يوم دون استجابة الرئيس
56
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
يحيل والي الجهة ألامر إلى القضاء الاستعجالي الذي يبت فيه
في 44ساعة واذا تبت الامتناع يحل والي الجهة مكان
الرئيس.
املحكمة الادارية يمارس والي الجهة املراقبة الادارية على شرعية قرارت رئيس 003
املجلس ومقررات مجلس الجهة وكل نزاع تبت فيه املحكمة
الادارية.
القضاء يتعرض والي الجهة على النظام الداخلي للمجلس واملقررات 004
الاستعجالي التي ال تدخل في صالحيات املجلس أو التي تخرق لهذا
القانون أو ألانظمة الجاري بها العمل ويبلغ رئيس املجلس
بتعرضه معلال في حدود 2أيام واذا أبقى املجلس على نفس
املقررات يحال الامر على القضاء الاستعجالي
القضاء اذا امتنع رئيس املجلس عن ألامر بصرف نفقة وجب 300
الاستعجالي تسديدها من قبل الجهة جاز لوالي الجهة أن يستفسر
واعذاره في أجل 07يوم وإال أحاله على القضاء الاستعجالي
كما هو مبين في املادة .77
املحكمة الادارية يمثل رئيس املجلس الجهة لدى املحاكم ويسهر على الدفاع 327
عن مصالح الجهة أمام القضاء ..وكل اخالل بعملية
تحصيل ديون الجهة جاز لوالي الجهة احالة الامر إلى
املحكمة الادارية كما هو مبين في املادة 67
املحاكم املختصة اذا كانت هناك شكاية تتعلق بمطالبة الجهة بأداء دين أو 340
تعويض ال يمكن رفع دعوى تحت طائلة عدم القبول من
لدن املحاكم املختصة إال إذا أحيل الامر إلى والي الجهة الذي
يدرسها في أجل شهر وإذا لم يتوصل برد من الوالي جاز له
مراسلة السلطة الحكومية لدى وزارة الداخلية الذي
تدرسه في أجل شهر أو يمكنه رفع الدعوى لدى املحاكم
املختصة
57
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
- يعين وكيل قضائي للجماعات الترابية بقرار وزير الداخلية 343
يقدم املساعدة القانونية للجهات وهيئاتها ويترافع أمام
املحاكم املحال لها الدعاوى.
املحاكم املختصة يمكن للمجلس أو رئيس املجلس بعد اخبار والي الجهة أو 344
بمبادرة من الوالي اخضاع تدبير الجهة والهيئات التابعة لها
للتدقيق من طرف الهيئات املؤهلة له قانونا وتوجه نسخة
من تقريرها إلى والي الجهة وعلى الرئيس واملجلس .وفي حالة
وجود اختالالت يحق للوالي أن يحيل ألامر إلى املحاكم
املختصة
القضاء إذا انقطع الرئيس عن مزاولة مهامه بدون مبرر قام عامل 22
الاستعجالي العمالة أو الاقليم باعذاره داخل آجل سبعة أيام واذا تخلف
الرئيس جاز للعامل احالة ألامر على القضاء الاستعجالي ليبت
فيه في 44ساعة واذا تبث الانقطاع يحل املكتب ويستدعى
املجلس في أجل 07يوم النتخاب رئيس جديد وباقي الاعضاء وفق
هذا القانون التنظيمي.
القضاء في حالة ادراج بعض النقاط من طرف رئيس مجلس العمالة في 12
الاستعجالي جدول الاعمال ال تدخل في اختصاصات العمالة أو الاقليم
يتعرض عليها العامل وعند الاقتضاء يحيل تعرضه إلى القضاء
الاستعجالي للبث فيه داخل 44ساعة .
كتابة يجرد العضو املنتخب بمجلس العمالة أو الاقليم الذي تخلى 22
الضبط خالل مدة انتدابه عن انتمائه السياس ي للحزب الذي ترشح به
باملحكمة ويطلب التجريد لدى كتابة الضبط باملحكمة الادارية من طرف
الادارية رئيس املجلس في أجل شهر
القضاء يختص القضاء وحده بعزل أعضاء املجلس وببطالن مداوالته 41
58
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
59
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
املحكمة يمارس العامل املراقبة الادارية على شرعية قرارت رئيس املجلس 104
الادارية ومقررات مجلس العمالة أو الاقليم وكل نزاع تبت فيه املحكمة
الادارية .وتعتبر باطلة املقررات التي ال تدخل في صالحيات
املجلس.
القضاء يتعرض العامل على النظام الداخلي للمجلس وعلى املقررات 101
الاستعجالي التي ال تدخل في صالحيات املجلس أو التي تخرق أحكام هذا
القانون أو ألانظمة الجاري بها العمل ويبلغ رئيس املجلس
بتعرضه معلال في حدود 2أيام واذا أبقى املجلس على نفس
املقررات يحال الامر على القضاء الاستعجالي ليوقف العمل به
إلى حين بت املحكمة الادارية فيهداخل اجل 21يوم
القضاء اذا امتنع رئيس املجلس عن ألامر بصرف نفقة وجب تسديدها 116
الاستعجالي من قبل العمالة أو الاقليم جاز للعامل أن يستفسر واعذاره وفي
حالة عدم الامر بالصرف في اجل 7ايام يحال على القضاء
الاستعجالي كما هو مبين في املادة .77
املحاكم يمثل رئيس املجلس الجهة لدى املحاكم ويسهر على الدفاع عن 203
مصالح العمالة أو الاقليم أمام القضاء ويمكن أن يوكل من
ينوب عنه ..وكل اخالل بعملية تحصيل ديون العمالة أو الاقليم
يجب تطبيق أحكام املادة 67
املحاكم في حالة وجود شكاية تتعلق بمطالبة العمالة أو الاقليم بأداء 211
60
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
املختصة دين أو تعويض ال يمكن رفع دعوى تحت طائلة عدم القبول
من لدن املحاكم املختصة إال إذا أحيل الامر إلى عامل العمالة أو
الاقليم الذي يدرسها في أجل شهر وإذا لم يتوصل املشتكي برد أو
لم يقبله جاز له مراسلة السلطة الحكومية لدى وزارة الداخلية
الذي تدرسه في أجل شهر أو يمكنه رفع الدعوى لدى املحاكم
املختصة
املحاكم يعين وكيل قضائي للجماعات الترابية بقرار وزير الداخلية يقدم 212
املساعدة القانونية للعماالت أو الاقاليم وهيئاتها ويترافع أمام
املحاكم املحال لها الدعاوى.
املحاكم يمكن للمجلس أو رئيس املجلس بعد اخبار العامل أو بمبادرة من 211
املختصة هذا الاخير اخضاع تدبير الجهة والهيئات التابعة لها لعمليات
التدقيق من طرف الهيئات املؤهلة له قانونا وتوجه نسخة من
تقريرها إلى العامل وعلى الرئيس واملجلس .وفي حالة وجود
اختالالت يحق للعامل أن يحيل ألامر إلى املحاكم املختصة
القضاء إذا انقطع الرئيس عن مزاولة مهامه بدون مبرر قام عامل 21
الاستعجالي العمالة أو الاقليم باعذاره داخل آجل سبعة أيام واذا تخلف
الرئيس جاز للعامل احالة ألامر على القضاء الاستعجالي ليبت
فيه في 44ساعة واذا تبث الانقطاع يحل املكتب ويستدعى
املجلس في أجل 07يوم النتخاب رئيس جديد وباقي الاعضاء
وفق هذا القانون التنظيمي.
القضاء عند ادراج بعض النقاط من طرف رئيس مجلس العمالة في 11
الاستعجالي جدول الاعمال ال تدخل في اختصاصات العمالة أو الاقليم
يتعرض عليها العامل أو من ينوب عنه وعند الاقتضاء يحيل
تعرضه إلى القضاء الاستعجالي للبت فيه داخل 44ساعة
بواسطة حكم قضائي نهائي .
61
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
املحكمة يجرد العضو املنتخب بمجلس العمالة أو الاقليم الذي تخلى 21
الادارية خالل مدة انتدابه عن انتمائه السياس ي للحزب الذي ترشح به
ويطلب التجريد لدى كتابة الضبط باملحكمة الادارية من طرف
رئيس املجلس في أجل شهر
القضاء يختص القضاء وحده بعزل أعضاء املجلس وببطالن مداوالته 43
وبايقاف تنفيذ املقررات املعيبة ،ويختص القضاء وحده بحل
مجلس الجماعة.
القضاء عند ارتكاب رئيس املجلس أو أعضاء املجلس ألعمال مخالفة 41
الاستعجالي للقانون ولألنظمة املعمول بها قام العامل مراسلته قصد
التوضيح في آجل 01أيام ،بعد انقضاء املدة بدون توضيح
يجوز للعامل إحالة ألامر إلى املحكمة الادارية إما لعزل عضو أو
عزل الرئيس أو نوابه وتبت املحكمة في أجل شهر .وفي حالة
الاستعجال يحال ألامر على القضاء الاستعجالي الذي يبت فيه
في 44ساعة يترتب عليه توقيف املعني.
القضاء يمنع على كل عضو من أعضاء مجلس الجماعة أن يربط 42
الاستعجالي مصالح خاصة مع الجماعة أو مع مؤسسات التعاون أو مع
مجموعات الجماعات الترابية التي تكون الجماعة عضوا فيها أو
مع الهيئات واملؤسسات العمومية أو شركات التنمية التابعة لها
أو أن يبرم معها أعماال أو عقودا لالمتياز أو الوكالة أو أي عقد
يتعلق بطرق تدبير املرافق العمومية للجماعة أو أن يمارس كل
نشاط قد يؤدي إلى تنازع املصالح سواء كان ذلك بصفة
شخصية أو بصفته مساهما أو وكيال عن غيره أو لفائدة زوجه
أو أصوله أو فروعه .وفي حالة اخالل العضو بهذه الشروط
تطبق عليه احكام الفصل 64
املحكمة إذا امتنع أحد نواب الرئيس دون عذر مقبول بالقيام بعمل 41
الادارية منوط به جاز للرئيس أن يطلب من املجلس اتخاذ مقرر لعزله
يحال على املحكمة الادارية التي تبت فيه داخل آجل شهر.
62
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
63
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
64
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
يمارس املجلس الجهوي رقابة على امليزانية الجهوية من خالل حقه في التداول والتصويت
عليها ،هذا التصويت الذي يعد بمثابة ترخيص قانوني لتنفيذ امليزانية حيث يقوم املجلس
الجهوي باعتباره هيئة تداولية بدراسة ومناقشة امليزانية الجهوية قبل أن يتخذ قراره ألاخير
بشأن موافقته عليها أو رفضها ،69وذلك لغرض التحقق والتأكد من تسجيل كل إلايرادات
والنفقات الواجب تسجيلها ،كما يتأكد من قانونيتها ،حسب ألانظمة والقوانين املؤطرة للنشاط
املالي للجماعات الترابية ومجموعاتها ،إذ يمنع قانونا تنفيذ إيراد أو صرف نفقة لم يصادق عليها
في وثيقة امليزانية الجهوية التي صوت عليها وفقا لإلجراءات واملساطر املحددة قانونا ،وموقف
املجلس الجهوي تجاه مشروع امليزانية الجهوية قد ينجم عنه أحد إلاحتمالين:
إما اعتماد امليزانية من طرف املجلس الجهوي في تاريخ أقصاه 7نوفمبر ،وذلك أثناء
الدورة املتعلقة باعتماد امليزانية من قبل املجلس الجهوي ،ويجب أن يتم التصويت
على املداخيل قبل التصويت على النفقات ،كما يتم التصويت على تقديرات املداخيل
تصويت إجمالي ويجري في شأن نفقات امليزانية تصويت عن كل باب ،70ويجب عرض
امليزانية على تأشيرة السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية في أجل أقصاه 11نونبر،
وبالتالي تصبح امليزانية الجهوية قابلة للتنفيذ بعد التأشير عليها.
وإما عدم اعتماد امليزانية في التاريخ املحدد لها أي قبل تاريخ أقصاه 7نوفمبر ،وبالتالي
يدعى املجلس الجهوي لإلجتماع في دورة استثنائية داخل اجل أقصاه خمسة عشر 17
يوما ابتداء من تاريخ إلاجتماع الذي تم رفض خالله امليزانية ،وفي اجل أقصاه فاتح
ديسمبر يوجه رئيس املجلس الجهوي امليزانية املعتمدة أو امليزانية الغير املعتمدة مرفقة
69
المادة 98من القانون التنظيمي . 111.14والمادة 214من القانون التنظيمي رقم ،113.14ثم المادة من القانون التنظيمي رقم 112.14
70
المادة 199من القانون التنظيمي . 111.14
65
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
بمحاضر مداوالت املجلس إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،وفي حالة عدم
إعتماد امليزانية الجهوية قبل أجل فاتح ديسمبر ،تقوم السلطة الحكومية املكلفة
بالداخلية بعد دراسة امليزانية الغير املعتمدة وأسباب الرفض ومقترحات التعديالت
املقدمة من لدن املجلس وكذا ألاجوبة في شأنها من لدن رئيس املجلس الجهوي ،بوضع
ميزانية للتسيير على أساس آخر ميزانية مؤشر عليها مع مراعاة تكاليف وموارد الجهة
وذلك في أجل أقصاه 31ديسمبر.71
عمل الدستور على إعطاء مكانة سامية للسلطة التنفيذية في مواجهة إلادارة
العمومية والترابية على السواء ،بحيث أن لرئيس الحكومة أحقية التعيين في إلادارة ،ومن
بين سلطات رئيس الحكومة تعيين الوالة والعمال ،إضافة إلى ترأسه للمصالح الخارجية
على املستوى الترابي باعتباره الرئيس التسلسلي لها على املستوى الالمركزي ،وهناك أيضا
امتيازات للجماعات الترابية كمحاولة التخفيف من الوصاية على املجالس الترابية (الفرع
ألاول).
ثم العمل على أھمیة التخطيط التشاركي وذلك لتحقیق التكامل في أدوار واختصاصات
الفاعلين العمومیين املركزيين واملحليين ،إذ یطرح البعد التخطیطي نفسه على املستوى
الترابي ،بعدما تم التأكید علیه في املیثاق الجماعي الجدید (الفرع الثاني).
71
المادة 201من القانون التنظيمي . 111.14
66
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الفقرة ألاولى :تطوير الالمركزية والالتركيز إلاداري في أفق تفعيل القرار التربي
من املؤكد أن إلادارة الحديثة اليوم ال تعتمد على الخطوط السياسية والتنموية التي
تقرر على صعيد الحكومة املركزية وعلى وسائل تنفيذها فقط ،بل تعتمد كذلك على
ألاسلوب الذي تؤدي به الخدمات الحكومية لكل منطقة وفي كل جزء من أجزاء البالد.
تبدو الالمركزية إلادارية بما تعنيه من ترك جزء من الوظيفة إلادارية إلى جماعات
ترابية لها شخصيتها املعنوية تدير شؤونها بنفسها في نطاق استقالل إداري ومالي ،73تحت
الدور إلاشرافي والتنسيقي والرقابي أحيانا للحكومة املركزية ،لكي تكون التنمية املحلية
فقط جزء من كل ،أي أن التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية واملحلية ليست
سوى من لبنات وحلقة من حلقات التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الوطنية.74
72
Saadia benhachem : la construction régionale au maroc :dynamidue et enjeux ; revue marocaine
d’administration locale et de développement ;série « théme actuels » ;N 60 ; première édition,2008, p 463.
73محمد أديبا ":إشكالية االستقالل المالي للجماعات المحلية بالمغرب" ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية سلسلة مواضيع الساعة عدد
،29مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،1004ص .11
74محمد اإلدريسي :مرجع سابق ،.ص403:
67
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وبدون شك تشمل الالمركزية على جوانب ايجابية ،تجعل منها النظام ألامثل لتطوير
وتفعيل التدبير العمومي باإلدارة املغربية ،فإذا كانت الديمقراطية التمثيلية الهدف الذي
يتوخاه كل تنظيم إداري ،75فالالمركزية بإحداثها ألشخاص معنويين عامين ،تعمل على
كبح ،كل تحكم ممكن من طرف السلطة املركزية.
فمنهج الالمركزية يمكن السلطة إلادارية املركزية من التفرغ للقضايا التي لها طبيعة
وطنية ،بينما تترك القضايا املحلية للمؤسسات املنتخبة محليا ،التي تتحمل مسؤولية
معالجتها ،نظرا ملشروعية سلطتها املحلية من جهة ،ونظرا النبثاقها من الواقع املحلي من
جهة أخرى.
هناك ترابط كبير بين الالمركزية وعدم التركيز إلاداري لتدبير الشأن العام ،إذ ال يمكن
تصور نجاح الالمركزية دون إتباع أسلوب عدم التركيز ،الذي لم يتم إقامة كل عناصره
دفعة واحدة ،وإنما تم شيئا فشيئا تبعا ملا تقرره املمارسة وما يسمح التطور السياس ي
والاجتماعي وإلاداري فضال عن إلامكانيات املالية والبشرية.76
عملية الالتركيز تعتمد أساسا على مبدأ تفويض السلط والاختصاصات والوسائل
املادية والبشرية إلى املصالح الالمركزية القريبة من املواطنين ،لكن نجد في أغلب
ألاحيان تفويض للتوقيع فقط.
ويرتكز تطوير مبدأ الالتركيز إلاداري على ضرورة استكمال إلاطار القانوني
وضع معايير موضوعية ،موحدة وملزمة إلعداد املشاريع املتعلقة بإحداث وإعادة
هيكلة إلادارات العمومية ،أو هيئات مكلفة بمهام املرفق العام( ،خصوصا أنه ليس
هناك نص قانوني ينظم الهيكل إلاداري) تأخذ بعين الاعتبار املتطلبات الجديدة
68
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
لسياسة الالتركيز وذلك باعتماد إطار قانوني في هذا الشأن ،77بغية بقاء املصالح
املركزية تمارس فقط الاختصاصات املرتبطة بمجاالت التصورات والتوجهات والتقييم
واملراقبة ،في حين تسند ألاعمال ذات الطابع املحلي والتسييري للمصالح الالممركزة،
في تجاه تدعيم دورها في املتدخالت الذاتية بمشاركة الجهات املحلية.
إيالء ألاهمية إلعادة هيكلة منظومة املصالح الالممركزة التابعة للعديد من القطاعات
إلادارية في اتجاه تجميعها في أقطاب موحدة بغرض الفعالية والنجاعة والاقتصاد في
تكاليف التدبير وتحقيق إدارة مواطنة وقريبة من املواطنين في تقديم خدمتها .
تشجيع وتحفيز إلادارات العمومية على مواصلة نهج الانفتاح على تنظيمات املجتمع
املدني والقطاع الخاص في إطار الشراكة والتعاقد ،يسمح لإلدارات باإلنكباب على
مهامها ألاساسية والجوهرية.
إن الالمركزية و الالتركيز إلاداري يشكالن إحدى ألاولويات في فعالية التدبير العمومي
وإعادة تنظيم إلادارة وخاصة على املستوى الترابي بهدف الرفع من الفعالية ونجاعة ألاداء .
إن الغرض من الوصاية هو توجيه الجماعات الترابية نحو تطبيق القانون وألانظمة
الخاصة بالتدبير الترابي ،وبالتالي احترام الشرعية وخدمة املصلحة العامة املحلية .غير أن
ممارسة تلك الوصاية من لدن السلطات املختصة (وزارة الداخلية) قد أخرجتها عن تلك
77
اإلدارة المغربية وتحديات " 0202البيان الختامي للمناظرة الوطنية األولى حول اإلصالح اإلداري بالمغرب " ،وزارة الوظيفة العمومية
واإلصالح اإلداري ،الرباط ،6006ص ." 62
69
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ألاهداف معتقدة أن الجماعات الترابية هي بمثابة امتداد جغرافي ترابي لوحداتها الترابية
الغير ممركزة .ذلك أن الوصاية املطبقة تتميز بالصرامة والتعقيد ،فهي وصاية متشعبة
ومبالغ فيها إلى حد أنها صنفت بموجبها الجماعات الترابية في صنف القاصرين واملحجور
عليهم وذلك أما هشاشة الرقابة السياسية وضعف الرقابة القضائية.
فالوصاية تعتبر املقياس الحقيقي لالستقاللية التي تضطلع بها الجماعات الترابية في
ممارسة ملهامها ،فرغم أن املشرع املغربي منح للجماعات الترابية سلطة التقرير في امليادين
املرتبطة بتدبير الشأن العام الترابي ،ورغم انه حاول التخفيف من حدة الوصاية من خالل
مجموعة من إلاجراءات ،كتقليص آلاجال املصادقة على امليزانية ،وكذلك توسيع بعض
الاختصاصات املتعلقة باملجالس الجماعية .وهذا قد يؤدي إلى تعطيل الفعل أو التدبير
الترابي.
ومن اجل التخفيف من حدة الوصاية املفروضة على الجماعات الترابية ،فانه ال بد
من تغيير العالقة التي تربط بين السلطة املركزية والهيئات املنتخبة وتطويرها من عالقة
وصاية إلى عالقة تعاون وتكامل ،وبالتالي تتحول الدولة من وص ي على الجماعات الى ضامن
لالستقالل إلاداري واملالي الترابي .وهذا يتطلب القيام بإصالحات إدارية ومالية على املستوى
املحلي والتي تتمثل أساسا في إزالة إلاشراف املسبق واقامة مراقبة الحقة وجعل املسؤولون
أكثر شعورا وتحمال للمسؤولية .78باإلضافة إلى تفعيل دور القضاء إلاداري عبر مراقبته
إلعمال وقرارات الجماعات الترابية ،الن ألاجهزة إلادارية ال تستطيع لوحدها تامين مراقبة
أعمال املجالس وكذا مراقبة صرف املال العام نظرا لضعف مجال تدخلها ومحدودية
مواردها.
باإلضافة إلى كل ماسبق فان على سلطة الوصاية توضيح الاختصاصات املتعلقة بكل
طرف سواء تلك املتعلقة بها أو بالجماعات الترابية من خالل التفعيل السليم للمقتضيات
78
نور الدين السعداني :الجماعات الترابية بالمغرب بين توسيع االختصاصات التدبيرية وإكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية" ،ص.87
70
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الدستورية وما جاءت به القوانين التنظيمية ملعرفة حدود اختصاص كل طرف ،والعمل
بمبدأ الشفافية وربط املسؤولية باملحاسبة من اجل تدبير ترابي فعال وناجع.
وبالتالي يمكن من خالل هذه إلاجراءات خلق عالقة جديدة بين سلطة الوصاية
والجماعات الترابية ،عالقة مبنية على التعاون والشراكة يكون فيها كل طرف مكمل للخر
وليس عالقة تبعية ،والترسيخ للمفهوم الجديد للسلطة الذي يرتكز على مبدأ الثانوية
الفاعلة حتى يتسنى لكل مجلس القيام بما ال يمكن القيام به من طرف مجلس آخر ،أي أن
تقوم الجهة بدور وإلاقليم بدور آخر وهكذا .إضافة كذلك إلى أن هذا يقوي من توزيع
ألادوار بين الدولة والجماعات الترابية ،بمعنى أن الدولة تمارس اختصاصات تعجز
الجماعات الترابية عن القيام بها ونفس الش يء بالنسب للجماعات الترابية حيث ال يمكن
للدولة أن تصل فإن هذه الجماعات هي التي لها القدرة على القيام بها .وبالتالي سيتم بناء
الدولة من القاعدة إلى القمة.79
تفترض الحكامة الجیدة العمل بمبدأ التعاقد ،الذي أصبح وسیلة النجاز مشاریع
التنمیة فھذا ألامر ما فتئ یكتس ي أھمیة قصوى ،بالنظر إلى تعقد الظروف الاقتصادیة
والاجتماعیة ،وإلى التغیير الذي عرفته وظیفة الفاعلين السیاسیين ،ذلك أن السلطات
العمومیة لم تعد تحتكر املسؤولیة لوحدھا في تحقیق التنمیة ،في حين ظھر على السطح دور
79
نور الدين السعداني :الجماعات الترابية بالمغرب بين توسيع االختصاصات التدبيرية واكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية" ،ص.89
71
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
فاعلين آخرين ،بدأوا یطالبون بإشراكھم في إتخاذ القرار املحلي ،وھو ما یحتم تغیير طبیعة
ألادوار املعترف بھا لكل فاعل.80
من جھة ثانیة ،فإن أي فاعل ال یمكنه لوحده ،وال یملك الوسائل الضروریة لحل
املشاكل املطروحة ،ونظرا لھذه املعطیات ،بات من الضروري إلاعتماد على مبدأ التعاقد
لتحقیق حكامة محلیة ،حیث أنه من بين آلاليات ألاكثر مالئمة لتحقیق التعاون وتوحید
الجھود عبر توفير الشروط املوضوعیة والذاتیة لتعبئة كل ألاطراف املھتمة واملتدخلة من أجل
إنصھارھا في العمل الجاد واملسؤول الھادف إلى إنعاش التنمیة الاقتصادیة .ویجد التعاقد ما
بين الوحدات الترابیة املختلفة مبرره ،في كونھا تتمتع بالشخصیة املعنویة ،وھنا نجد أن
الدستور یشير إلى أن الجماعات الترابية ،ھي جماعات محلیة تتمتع بالشخصیة املعنویة
والاستقالل املالي ،ومن نتائج ھذا إلاعتراف إمكانیة منح ھذه الجماعات فرصة التعاقد وإبرام
املعاھدات.81
كما أنه من شأن أسلوب التعاقد ،أن یخفف من أعباء السلطة املركزیة في كل الشؤون
املتعلقة بالعمل الجھوي ،والتي یمكن معالجتھا بشكل أفضل على ھذا املستوى ،والرقي
بمستوى املصالح الالممركزة على أن تظل في عالقة عضویة متماسكة مع مختلف إلادارات
املركزیة في إطار من التتبع والتقییم ،حیث أن تقنیة التعاقد باعتبارھا آلية عصریة تعد شكال
جدیدا في التنسیق والتعاون بين الدولة والوحدات الترابیة بكل تصنیفاتھا وباقي الفاعلين
الاقتصادیين ،إذ یقوم ھذا ألاسلوب الجدید على أساس إبرام إتفاقیات تعاون بين الوحدات
الترابیة والدولة یكون موضوعھا تمویل برامج إستثماریة في تلك الوحدات توضع لھا إعتمادات
ووسائل التنفیذ الحدیثة.
80
عبد الغني الشاوي :الجهة كمجال لتطبيق الحكامة الجيدة ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد مزدوج 91-90يناير أبريل،
، 2010ص
81
Mohamed el yaàgoubi : réflexion sur la démocratie locale au Maroc, imprimerie el maarif al Jadida, 2006
P 390.
72
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
في إطار مسار الالمركزیة والدیمقراطیة املحلیة الذي إختاره املغرب ،أصبحت الجماعات
الترابیة مطالبة أكثر فأكثر بإنعاش التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة لترابھا ،ھذه
املسؤولیة تتجلى على املستوى الداخلي في مواجھة رھانات متعددة متعلقة بخلق فرص
الشغل ،ومحاربة الفقر وإلاقصاء الاجتماعي والسكن غير الالئق وحمایة البیئة وتھیئة التراب،
أما على املستوى الدولي فھناك رھانات أخرى ،تتجلى في شمولیة املبادالت واتفاقیات التبادل
الحر وحذف الحواجز الجمركیة.82
ھذه الرھانات من شأنھا خلق جو من املنافسة بين الدول ،وكذا بين الوحدات الالمركزیة
في إتجاه رفع قدرتھا على جلب الاستثمارات من أجل تنمیة مستدامة ،أیضا ھذه الرھانات
دفعت املشرع لتحدید مجاالت تدخل الجماعات الترابیة بشكل أكثر دقة وبذلك فمھما تم
تدقیق إختصاصات الجماعات الترابیة ،والھیئات واملؤسسات التابعة لھا ،فإن إحتمال
تضارب تدخالتھا وإزدواجیة أعمالھا وأنشطتھا ،تبقى مسألة واردة في كل وقت ،لذلك فإن
التخطیط العقالني لألنشطة والعملیات واملشاریع أمر ضروري لتفادي مثل ھذه ألاوضاع
وآلاثار الضارة بالتنمیة .فالتخطیط في حد ذاته عملیة ،تقوم على أساس دراسات واقعیة و
محیط محدد ،یأخذ بعين الاعتبار تشخیص ألامور ویحاول إیجاد الحلول لالحتیاجات
املطروحة ،ببرامج عملیة تراعي إمكانیات كل جماعة ترابیة وإختصاصاتھا القانونیة.83
والتخطیط لیس فقط عملیة لتحدید ألاھداف العامة ورسم السیاسات ومتابعتھا
والتأكد من سالمة تنفیذھا ،بل ھو عملیة تنسیق بين تدخالت مختلف الفاعلين الاقتصادیين
والاجتماعیين والسیاسیين ألن إعداده من املفروض أن یشارك فیه الجمیع .ونظرا لتعدد
مستویات الالمركزیة الترابیة ،وتعدد وحدات عدم التركيز إلاداري وإنتشار املؤسسات
82رفيقة اليحياوي :دور الحكامة الجيدة في تدبير الشأن المحلي بالمغرب– جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء نموذجا ،مرجع سابق ،ص
.30
83محمد بوجيدة :تداخل اختصاصات الدولة والجماعات المحلية بين القانون والممارسة العملية ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية ،العدد
،78الطبعة األولى ،2008 ،ص . 462
73
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
والھیئات الوطنیة واملحلیة في حقل التنمیة ،وإدراكا ألھمیة التخطیط التوجیھي ،فقد عملت
به السلطات العمومیة املغربیة ،منذ املرحلة ألاولى لالستقالل لبلورة إنجاز إستراتیجیة
التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة بناءا على سلم لألھداف وألاولویات التنمویة.
74
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وبالتالي عملت املستجدات القانونية الجديدة على الحد من التفاوتات داخل املجال
الترابي والتخفيف من ألاعباء عن إلادارة املركزية ،هذه املقتضيات الجديدة تعكس إلى حد
كبير إلارادة السياسية لتطوير نظام الالمركزية والتدبير الترابي ببالدنا .وقد جاءت املقتضيات
الجديدة املذكورة بمجموعة من الايجابيات ومنها على الخصوص ما يتعلق بمنح صالحيات
جديدة لرؤساء املجالس الجماعية ،هذه الصالحيات التي كانت في السابق حكرا من طرف
ممثلي السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية ،ومنها على الخصوص منح رؤساء املجالس
الجهوية السلطة التنظيمية والتنفيذية ،غير أن واقع الحال في املمارسة العملية الزال يؤشر
على تدخل السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية في شؤون الجماعات الترابية في املجال الترابي.
إضافة إلى كل ما سبق ذكره ورغم تعدد الفاعلين في تدبير املجال الترابي ،يتضح أن
املقتضيات الدستورية والقانونية الجديدة قد خولت للجماعات مجموعة من ألادوات
وآلاليات لتدبير السياسات العمومية الترابية ،وتعبئة كل الوسائل املتاحة لتيسير أسباب
استفادة املواطنات واملواطنين على قدم املساواة من الحق في التنمية في مختلف مستوياتها
الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها ،وذلك لكون السياسات العمومية الترابية أصبحت
تشكل اليوم قاطرة حتمية لإلجابة عن حاجيات ومطالب املواطنين واملواطنات من جهة ،ومن
75
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
جهة ثانية باعتبار الجماعات الترابية الركيزة ألاساسية والوحدة الالمركزية ألاقرب للمواطنين
والوسيط ألاساس ي الذي يمكن اعتماده من اجل تحقيق التنمية الترابية ودعم الديمقراطية
املحلية.
76
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الفصل الثاني:
فعالية تدبير السياسات العمومية الترابية
77
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وتعتبر الالمركزية أو الحكامة الترابية كآلية كفيلة بدمقرطة تدبير الشؤون العامة
الترابية بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ،وذلك عن طريق الرفع من
اختصاصات الجماعات الترابية وإعطائها الوسائل الضرورية وآلاليات الكفيلة بتغطية
الشأن العام الترابي ، 84خاصة ما جاء به الدستور والقوانين التنظيمية الجديدة لجعلها
قادرة على القيام باملهام املنوطة بها دستوريا وسياسيا واملتمثلة في التنمية املخلية الشاملة
واملستدامة (املبحث ألاول).
وترتكز الحكامة املحلية على مجموعة من الوسائل ألاخرى كاملقاربة تشاركية التي تجعل
من كافة الفعاليات مساهمة بشكل مباشر في صناعة القرار املحلي ،عوض الاقتصار على
الانتخابات ،كما تعتمد الحكامة املحلية أيضا على التواصل والتسويق لالنفتاح على
املحيط الخارجي ،ثم الاعتماد على ألانظمة الحديثة لضبط ومراقبة املالية الترابية والتي
تعتبر مؤشرا واضحا لقياس مدى فعالية ونجاعة وصدقية الجماعات الترابية في التعاطي
مع املستجدات الدستورية( املبحث الثاني).
وهكذا فان مسلسل فعالية التدبير الترابي عرف مجموعة من التطورات التي أدت إلى
إغناءه بمجموعة من آلاليات والوسائل املرتبطة بالتدبير الجيد واملعقلنن ما سيجعل
الجماعات الترابية أمام تحديات كبيرة فيما يتعلق بتحقيق التنمية وتطوير املجال.
84
نور دين السعيداني :الجماعات الترابية بالمغرب بين توسيع االختصاصات التدبيرية وإكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية" ،دار
السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط ،ط ،2015 ،1ص .5
78
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
كما أن الدستور الجدید حمل تصورا جدیدا للتنظیم الترابي باملغرب ،یسعى لإلستجابة
ملسلسل إلاصالحات التي مرت منھا التجربة الالمركزیة باملغرب ،ولضرورة توسیع سلطة
الوحدات الترابیة في تحمل عبئ تدبير املشاكل الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة ،وبالتالي
الارتقاء بالعالقة بين الدولة والجماعات الترابیة من خالل إعتماد مبادئ التدبير الترابي
(املطلب ألاول) ،ثم مداخل توزیع إلاختصاصات واملوارد بين الدولة والجماعات وكذا منطق
التعاون ( املطلب الثاني).
85هشام مليح :سؤال الحكامة الترابية بالمغرب ،مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد ،العدد ،22 -21سنة ، 2012ص 88
79
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ستكون بناء على مبادئ دستورية حتى يتسنى للجماعات الترابية تسخير كل إمكانياتها املادية
والبشرية للنهوض بأوضاع هذه املناطق.
وقد نص الدستور على مبدأ التدبير الحر في ممارسة الصالحیات ،وبذلك تحول والة
الجھات وعمال ألاقالیم والعماالت ،من وضع منفذي املقررات الجماعیة في دستور ،1996إلى
هيئآت ملساعدة رؤساء املجالس الجھویة والجماعات الترابية ألاخرى في تنفیذ البرامج (الفرع
ألاول) ،وانطالقا من دستور ، 2011فإن املستجدات التي یجب التنویه بھا تتمثل في
التنصیص على مبادئ أخرى كمبدأ التفریع في توزیع إلاختصاصات ،إلى جانب مبادئ
التضامن والتعاون (الفرع الثاني).
إن التنصيص الدستوري على مثل هذه املقتضيات إنما يعزز دور الجماعات الترابية
في تدبير شؤونها في استقالل نسبي عن الدولة ،ويعطي إجابة كذلك عن دور ومكانة
الجماعات الترابية داخل الدولة املوحدة .وعليه فان مبدأ التدبير الحر يشكل أساس مهم
وفعال من اجل تمكين الجماعة الترابية من ممارسة سلطتها التنظيمية التي خولها لها
الدستور ،ثم إن لهذا املبدأ أهمية في ممارسة الجماعات الترابية لسلطاتها وتامين مشاركة
السكان وتحقيق ألاهداف واملخططات التنموية بحرية واستقاللية.
80
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
أكد دستور فاتح يوليوز في الفصل 136على أنه" يرتكز التنظيم الجهوي والترابي على
مبادئ التدبير الحر وعلى التعاون والتضامن ويؤمن مشاركة السكان املعنيين في تدبير شؤونهم
والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية ،املندمجة واملستدامة ".ويعني مبدأ التدبير الحر
حسب رأي اللجنة الاستشارية للجهوية بأنه مبدأ التداول والتقرير بحرية في إطار
الاختصاصات املمنوحة للجهة صراحة وعلى صالحيتها في تطبيق مداوالتها وتنفيذ قراراتها،86
بمعنى أن املجالس الجهوية لها كامل الصالحية والحرية في تحديد وبلورة اختياراتها وبرامجها،
في احترام تام بطبيعة الحال للمقتضيات القانونية والتنظيمية وبمراعاة لإلمكانيات املتاحة.87
فمشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهات نجد املادة الرابعة منه ،تنص على أن تدبير
الشؤون الجهوية يرتكز على مبادئ التدبير الحر في حدود اختصاصاتها كسلطة التداول
بكيفية ديمقراطية ،وسلطة تنفيذ املداوالت واملقررات ،وفق أحكام هذا القانون التنظيمي
والنصوص التشريعية والتنظيمية املتخذة لتطبيقه ،هذا إضافة إلى التنصيص على مبدأي
التعاون والتضامن بين الجهات الترابية ألاخرى .مما يجعلنا نستنتج أن مبدأ التدبير الحر وفقا
ملشروع القانون التنظيمي املتعلق للجهات مقيد بمبدأي التضامن والتعاون بين الجهات،
بحيث أن املبدأ السالف الذكر قد يؤدي إلى إحداث تفاوتات ترابية بين أجزاء التراب الوطني،
وذلك نتيجة لالختالف الطبيعي بين الجماعات الترابية في إلامكانات والثروات ،مما يؤدي إلى
اتساع الفوارق الترابية ويجعل الجماعات الغنية تزداد غنى والفقيرة تزداد فقرا ،88ومقيد
بقوانين تنظيمية أخرى تطبيقية لم يتم إلاعالن عنها بعد ،ألامر الذي يحيل إلى أن التجربة
الجهوية باملغرب الزالت تعاني من تنزيل سليم للقوانين التنظيمية التي تعتبر مفسرا وموضحا
لفصول الدستور بالرغم من أهمية دسترة هذه املبادئ املتقدمة وإيجابيتها في توزيع
81
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الاختصاصات بين الدولة والجهات ألول مرة ،بحيث أنه عدم اشتراط سقف زمني لإلعالن عن
صياغة هذه القوانين التطبيقية ودخولها حيز التنفيذ التي يحيل عليها مشروع القانون
التنظيمي املتعلق بالجهات مرات عديدة في حالة املصادقة عليه من طرف البرملان ،سيجعل
نفس التجربة الجهوية في ظل القانون 97-46تتكرر من جديد ،ويفرغ هذه املبادئ الدستورية
من محتواها.
فاملفروض في مبدأ التدبير الحر ،أن يسمح للجماعات الترابية أن تضطلع باختصاصاتها
دون تقييد بواسطة الوصاية التي كانت تمارس عليها حتى آلان وذلك وفقا لقواعد الحكامة
املتعلقة بحسن تطبيق املبدأ املذكور كما جاء في الفصل .144وفعال فقد استبدل دستور
2011مصطلح الوصاية بمصطلح املراقبة إلادارية 89التي لن تكون إال مراقبة بعدية حسب
منطوق مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهات باستثناء بعض املجاالت واملقررات
املحددة في املادة 115التي تخضع للتأشيرة القبلية ،إضافة إلى مراقبة القضاء إلاداري بحيث
تتدخل املحكمة إلادارية في كل نزاع بين الوالي واملجلس الجهوي وتبت في هذا النزاع.
ويعتبر التدبير الحر آلية مهمة وفعالة لربح الرهانات املطروحة ،فيما يتعلق بتنمية
الجهات وجعلها أقطابا حقيقية للتنمية ،فاملجلس الجهوي في ظل هذا املبدأ الدستوري ،هو
القائد املخطط والباني إلاستراتيجي للتنمية الجهوية ،وذلك لتوفره على صالحيات وضع وتتبع
البرامج التنموية والتصاميم الجهوية إلعداد التراب ،وهذا ما يجعل من الجهة مجلسا للتدبير
وذلك في إطار النظرة الجديدة التي لم تعد تعتبر التراب املحلي جزءا من املجال الطبيعي بقدر
ما أصبح نظاما مفتوحا للعالقات والتفاعالت وإلانتاج ،وهو ما جعل منه حجر الزاوية في حل
املشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تدعمها دينامية الجهات كأقطاب للتنمية وطرح حلول
وأجوبة لها .90والخالصة أن مبدأ التدبير الحر مبدأ هام ولكن فهمه وبلورته من الناحيتين
القانونية والعملية هو الذي سيحدد مداه وفعاليته مستقبال.91
89محمد بوجيدة :اختصاصات الجهة كجماعة ترابية على ضوء الدستور المغربي لسنة ، 2011أشغال األيام المغاربية التاسعة للقانون المنظمة من
طرف شبكة الحقوقيين المغاربيين أيام ( 27/26أبريل ،) 2013مؤسسة هانس سايدل األلمانية ،ص .116
90مصطفى بلقزبور :توزيع االختصاصات بين الدولة والجهات ،أي نموذج ممكن في أفق مغرب الجهات؟مرجع سابق ،ص
91محمد بوجيدة ، :اختصاصات الجهة كجماعة ترابية على ضوء الدستور المغربي لسنة ، 2011مرجع سابق ،ص .117
82
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وعلى هذا ألاساس تعتبر الالمركزية إلادارية بشقيها الانتخابي والتدبيري ،تنازل من الدولة
عن املسؤوليات التنموية لفائدة الجماعات الترابية ،كما تتأسس بشكل مبدئي على إقامة
أجهزة منتخبة من قبل السكان ويخولها القانون سلطة صنع القرار الجهوي واعتماد وإقرار
البرامج التنموية ،ومن شأن ذلك أن يساهم في إشراك املواطنين في تدبير شؤونهم وتقييم أداء
املنتخبين أو املدبرين املحليين.
يطرح التدبير الحر نقاشا حول العالقة ما بين الدولة والجماعات الترابية أو بين
التدبير الحر نفسه والالمركزية الترابية ،حيث الدستور املغربي حاول حسم الخالف حول
طبيعة العالقة بين التدبير الحر والالمركزية بمعنى انه حاول تحديد هذه العالقة انطالقا
مما نص عليه " يرتكز التنظيم الترابي على مبادئ التدبير الحر".92
يكتس ي التدبير الحر طبيعة تنظيمية ،لكونه أهم مرتكز للتنظيم الجهوي والترابي من
جهة ،وطبيعة مؤسساتية من جهة ثانية ،كما يعتبر حرية أساسية تتمتع بها مجالس
الجماعات الترابية ،مما يؤهلها لتؤمن مشاركة السكان في تدبير شؤونهم ،وترفع من
مساهمتهم في التنمية املستدامة واملندمجة وتحقيق الديمقراطية الترابية.
ويستمد التدبير الحر أهميته بالنسبة للجماعات الترابية من القيمة الدستورية التي
تحملها كمبدأ يرتكز عليه التنظيم الترابي من جهة ،وكحرية دستورية ترابية من جهة ثانية
تمارس في ظلها الجماعات الترابية اختصاصاتها املختلفة وتفتح الباب أمامها لالختيار الحر
بين مختلف البدائل املتاحة ،السيما أثناء اتخاذ القرار املحلي .فأهمية املبدأ تتجلى كذلك
من خالل تكريس املرجعية الدستورية لالمركزية وتعميق املمارسة الديمقراطية بها ،والذي
يمنحها ضمانة الوجود حيث يرتبط إحداثها وإلغاؤها بإرادة املشرع البرملاني ،وضمانة
الاستقالل الذاتي واملؤسساتي من الناحية إلادارية واملالية وهو ما يقوي شخصيتها
92
الفصل 136من الدستور " يرتكز التنظيم الجهوي والترابي على مبادئ التدبير الحر ،وعلى التعاون والتضامن ؛ ويؤمن مشاركة السكان
المعنيين في تدبير شؤونهم ،والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة".
83
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
القانونية ،ويؤهلها أكثر إلى تحمل الالتزامات والتعهدات والوفاء بها ،سواء اتجاه املواطنين أو
اتجاه الغير ويضمن لها الحقوق بعيدا عن رقابة سلطة الوصاية املشددة.93
من أهم املستجدات الدستورية هو تعميم السلطة التنفيذية على جميع الجماعات
الترابية بصريح النص الدستوري من خالل الفصل ،94 138بحيث تتبوأ السلطة التنفيذية
بالجهة مكانة الصدارة بالنسبة لباقي الجماعات الترابية ألاخرى في عمليات إعداد وتتبع
البرامج التنموية ،والتصاميم الجهوية إلعداد التراب ،في إطار احترام الاختصاصات الذاتية
لهذه الجماعات الترابية.
وتبرز أهمية التدبير الحر أيضا بالنسبة للجماعات الترابية من خالل الاقتراع العام
املباشر ،الذي أصبح وسيلة تنبثق من خاللها املجالس الجهوية والجماعية كما نصت على
ذلك الفقرة الثالثة من الفصل 135من الدستور ،95بحيث يعتبر من أهم املستجدات التي
أتى بها الدستور الجديد والذي يشكل ضمانة في التدبير الحر للجماعات الترابية كتجسيد
للديمقراطية املباشرة ،كما سيساهم في تقوية الوظيفة التمثيلية على املستوى الالمركزي.
93
طارق الهنتور :السلطة التنظيمية للجماعات الترابية وفق دستور " 2011مقارنة بين المغرب وفرنسا" ،رسالة لنيل شهادة الماستر في
القانون العام ،السنة الجامعية ،2014-2013ص .74
94الفصل " :138يقوم رؤساء مجالس الجهات ،ورؤساء مجالس الجماعات الترابية األخرى ،بتنفيذ مداوالت هذه المجالس ومقرراتها".
95
الفصل " :135تنتخب مجالس الجهات والجماعات باالقتراع العام المباشر".
84
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
والتدبير الحر في إطار ممارسته من طرف الجماعات الترابية يحتاج إلى وسائل من اجل
ضمان تنفيذ أفضل وممارسة الاختصاصات املخولة للجماعات الترابية في إطار الدستور
الجديد ومشروع الجهوية املتقدمة ومن هذه الوسائل:96
96طارق الهنتور :السلطة التنظيمية للجماعات الترابية وفق دستور " 2011مقارنة بين المغرب وفرنسا" ،ص .77
85
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
التي كانت مدرجة في القانون 47-96إلى مرتبة البنود الدستوریة في انتظار صدور القانون
التنظیمي الجھوي املرتقب وما سیتضمنھا من تفریعات.97
نص الفصل 140من دستور 2011على أن للجماعات الترابیة ،وبناءا على مبدأ التفریع،
إختصاصات ذاتیة واختصاصات مشتركة مع الدولة واختصاصات منقولة إلیھا من ھذه
ألاخيرة ،وعلى أن الجهات والجماعات الترابیة ألاخرى ،تتوفر في مجاالت إختصاصاتھا ،وداخل
دائرتها الترابیة على سلطة تنظیمیة ملمارسة صالحیاتھا ،وھو ما یعني أن إعتماد مبدأ التفریع،
وجب معھا إعادة النظر بشكل عمیق في إختصاصات الجماعات الترابیة ،لتجنب التداخل
الحاصل حالیا فیما بینھا ،بناءا على تقسیم واضح للوظائف ،حیث یمكن تركيز وظائف
الجھات على كل ما ھو تنموي ،والجماعات الترابیة ألاخرى على ما ھو خدماتي.98
ویتجدد ھذا املبدأ تلقائیا مع الالمركزیة ،إذ یسمح للجماعات الصغيرة بضمان تكالیف
عمل املرافق ،بحیث أن الواجبات تصبح موزعة ،حسب كل مستوى قادر على العمل ،كما
یجبر الجماعات ألادنى كلما أبانت عن املقدرة والاستعداد الالزمين ،ومن جھة أخرى یسمح
مبدأ التفریع أیضا بتنظیم القدرة على إتخاذ القرارات بشكل سریع وفوري دونما الحاجة إلى
إنتظار توجیھات وأوامر أنیة من فوق ،الش يء الذي یجعل الجھات قادرة على إغناء نفسھا.99
وبالنسبة للنظام الالمركزي املغربي ،فإن ھذا املبدأ یستشف من جمیع القوانين الخاصة
املنظمة لالمركزیة والالتمركز ،وقد تم التلمیح إلیه في القانون الخاص بالجھة لسنة ،1001997
وھو مبدأ عام یرقى عن القاعدة القانونیة وینصرف ملعالجة إشكالیة توزیع السلطة ،بحیث ال
ینظر إلى مشروعیتھا ،وإنما إلى كیفیة وأسلوب توزیعھا ،وبذلك فھو أحد املبادئ الضابطة
97
علي قاسمي التمسماني :الدولة والجهات على ضوء الدستور الجديد ،مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد ،العدد ،22-21السنة
،2012ص .80
98
محمد إد لمفيس :عالقة اإلدارة بالمواطن المغربي ،رجال السلطة نموذجا ،الجزء الثاني ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق تخصص القانون
العام ،جامعة محمد الخامس أكدال ،كلية الحقوق ،السنة الجامعية ، 2012- 2011ص . 697
99
علي قاسمي التمسماني :الدولة والجهات على ضوء الدستور الجديد ،نفس المرجع السابق ،ص .81
100
المصطفى بلقزبور :مبدأ التفريع واختصاصات الجهة بالمغرب ،مجلة الرهانات المحلية ،العدد الرابع ،أكتوبر ،2011ص .18
86
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
لتنازعیة وتنافسیة إلاختصاصات بين الدولة والجھات وبين الجماعات الترابیة فیما بینھا ،كما
أنه یكرس سیاسة القرب ،ویدعمھا ألنه یعطي ألاولویة للوحدات الترابیة الدنیا على حساب
الوحدات الترابیة العلیا ،بحیث یجعل الجھة ھي ألاصل ،ومن الدولة ھي الفرع ،بكیفیة تضبط
وتوضح إلاختصاصات واملسؤولیات املسندة ،لكل وحدة من الجماعات الترابیة ،ضمن فلسفة
عامة ،تقوم على التحرر وإلاستقالل املحلي في التدبير وتكریس دولة الجھات ،ومن جانب أخر
ھو أھم املبادئ التي تغذي الحكامة املحلیة.101
ویعد مبدأ التفریع من مبادئ القانون الدولي العام ،أستعمل ألول مرة ،في ھذا إلاطار
كمعیار لتوزیع إلاختصاصات بين املجموعة ألاوروبیة والدول ألاعضاء في معاھدة ماستریخت
سنة ، 1992وقد أستعمل ھذا املبدأ كذلك في العالقات الدولیة ،فیما یخص دور ألامم
املتحدة في تطبیق مبدأ حق التدخل أو واجب التدخل ،لیعني ضرورة توزیع إلاختصاصات
والسلطات بين الدول واملنظمات الدولیة.102
كما أن مبدأ التفریع ،قد تمت إلاشارة إلیه في املغرب ،ضمن وثائق املناظرة الوطنیة
ألاولى للجماعات املحلیة سنة ، 1998ثم أكدته املبادرة الوطنیة للتفاوض بشأن الحكم الذاتي
لجھة الصحراء بشأن توزیع إلاختصاصات ،وفي سنة 2007نظمت وزارة الداخلیة ندوة دولیة
ومغاربیة حول املبدأ بمدینة مراكش ،وجاء تأكید املبدأ من طرف اللجنة إلاستشاریة في التقریر
حول الجھویة املتقدمة " بناءا على مبدأ التفریع تتمتع الجماعات بكل إلاختصاصات التي ھي
املؤھلة للقیام بھا أحسن قیام ،وخاصة ما یتصل منھا بالتجھيز الجماعي وبخدمات القرب،
كما تشارك بصفة منتظمة ،في وضع التصورات واملخططات والبرامج ،ومشاریع التنمیة
الجھویة ،وفي تفعیلھا كلما كانت معنیة بذلك مباشرة ،103وصوال إلى تضمینھ في الدستور ،كما
أن التجربة املغربیة في مجال الالمركزیة وتوزیع إلاختصاصات بين الدولة والجماعات الترابیة
على أساس مبدأ التفریع إستفادت من التجارب املقارنة في ھذا املجال.
101المصطفى بلقزبور ،مبدأ التفريع واختصاصات الجهة بالمغرب ،نفس المرجع ،ص . 19
102
أمال المشرفي :الجهوية في الدول المغاربية أية أفاق ؟ أشغال األيام المغاربية التاسعة للقانون المنظمة من طرف شبكة الحقوقيين
.المغاربيين ،سنة ،2014ص .42
103
تقرير اللجنة االستشارية للجهوية ،الكتاب األول ،التصور العام ،ص . 27
87
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
یعتبر التضامن حجر الزاویة ،من أجل تجاوز توفير إلاعتمادات الذاتیة والكافیة ،لقیام
الجماعات الترابیة باإلختصاصات املوكولة لھا ،فالتضامن الوطني یعد عنصرا أساسیا في
الجھویة املتقدمة ،إذ أن تمویل إلاختصاصات للجماعات الترابية یقترن بضرورة توفير موارد
مالیة ،حیث سیمكن ھذا املبدأ من تفعیل آلية التعاون الترابي بين الجماعات الترابیة ،من
أجل تحقیق املشاریع املشتركة ،وإنجاز البرامج الجھویة .وخلق إطارات إلقامة شراكة بين
الجھات الغنیة وأخرى فقيرة ،وتجاوز إلاختالالت الترابیة.104
وفي ھذا السیاق نص الفصل 142من دستور 2011على أنه یحدث لفترة معینة ولفائدة
الجھات ،صندوق للتأھیل الاجتماعي ،یھدف إلى سد العجز في مجاالت التنمیة البشریة،
والبنیات التحتیة ألاساسیة والتجھيزات ،ویحدث أیضا صندوق للتضامن بين الجھات ،بھدف
التوزیع املتكافئ للموارد ،قصد التقلیص من التفاوتات بینھا.
إن مبدأ التضامن ما بين الجماعات الترابية أو التضامن الوطني ،یعد ألاساس املرجعي
إلقرار التعاون الترابي ،إذ أن التنوع في إلامكانات والوسائل ،یلزم أن یتوحد على مستوى دعم
شروط تنمیة الدولة الواحدة إقتصادیا وإجتماعیا ،وھذا ما یستدعي إستثمار كل جھة
ملؤھالتھا على الوجه ألامثل ،مع إیجاد آلیات ناجعة للتضامن املجسد للتكامل والتالحم بين
املناطق في مغرب موحد.105
كما یفترض مبدأ التضامن إعادة النظر في توزیع الثروات ،إعتمادا على آليات محددة
ومدروسة للتغلب على الفوارق وإلاختالالت الاقتصادیة والاجتماعیة بين الجماعات الترابية،
خصوصا في ظل وجود جھات غنیة وأخرى فقيرة ،وھو معطى جعل من تقریر اللجنة
إلاستشاریة للجھویة ،یدعو إلى إنشاء صندوق عمومي للتضامن بين الجھات ،وھو ما تم
104هشام مليح :سؤال الحكامة الترابية بالمغرب ،مرجع سابق ،ص 90
105كريم لحرش :الدستور الجديد للملكة المغربية ،شرح وتحليل ،سلسلة العمل التشريعي واالجتهادات القضائية ،العدد ،3مطبعة النجاح الجديدة،
الدار البيضاء ،سنة ،2003ص .178
88
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
تكریسه من خالل دستور ، 2011ألن الجھویة املتقدمة تقوم على ترسیخ ھذا املبدأ للحد من
التفاوتات الناجمة عن تركيز الثروات ،وعن النمو غير املتكافئ ملجاالتھا الترابیة وعن الفوارق
الجغرافیة والدیمغرافیة بینھا.106
من بين التعاريف التي قدمت للتنفيذ نجد التعريف املشترك ل Menyو ، Thoenig
اللذين يعتبران تنفيذ سياسة عمومية بأنه مجموعة ألانشطة الفردية واملنظماتية التي تغير
سلوكات ضمن إلاطار الذي تحدده سلطة عمومية مخولة بذلك ،ويعد التعريف ألاكثر
وضوحا واختصارا للتنفيذ هو أنه تطبيق برنامج عمل على مشكل معين.107
والجهة تنهج عدة أساليب ووسائل لتنفيذ السياسات العمومية الترابية حيث تقوم
أحيانا باعتماد آلية التنفيذ الذاتي) الفرع ألاول( ،وأحيانا أخرى تلجأ إلى تفويض تنفيذ
السياسات العمومية الترابية في إطار الشراكة مع فاعلين أخريين) الفرع الثاني(.
106
المرابط محمد :الجهوية الموسعة بالمغرب ،بحث لنيل دبلوم الماستر ،المديرية العامة لألمن الوطني مديرية الموارد البشرية ،المعهد الملكي
للشرطة السنة الجامعية ،2013 – 2012 ،ص .29
107ميلود ابراهمي :السياسات العمومية القطاعية الترابية :التطهير السائل في الجماعات الحضرية الكبرى نموذجا ،أطروحة لنيل شهادة
الدكتوراه في القانون العام ،جامعة الحسن األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بسطات ،السنة الجامعية ،2015-2014ص .140
89
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الفقرة ألاولى :شركات التنمية املحلية أداة لتنفيذ السياسات العمومية الترابية
بعد أن أثارت شركات إلاقتصاد املختلط عدة مشاكل ،يبدو واضحا ضرورة إيجاد
شكل جديد للشراكة بين الجماعات املحلية والقطاع الخاص يتميز بالفعالية والليونة،
ولعل هذا هو املنحى الذي استهدفه املشرع املغربي من خالل التنصيص على إمكانية
الجماعات املحلية إنشاء الشركات املحلية للتنمية ذات مساهمة جماعية دنيا تصل إلى
31%حيث من املنتظر أن تسمح هذه آلالية بالتأسيس لشراكة حقيقية مع الخواص
خدمة للتنمية املستدامة.
وتعتبر شركات التنمية املحلية مؤسسات خاصة تخضع للقواعد العامة املطبقة على
الشركات التجارية بالرغم من أهميتها ودورها الاقتصادي فإننا ال نجد تعريف قانوني واضح
90
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
في النصوص القانونية .فامليثاق الجماعي الجديد اقتصر في واقع ألامر على إيراد عبارة
مقتضية في مجال إختصاصات املجالس الجماعية ,تقتصر على "البث في شأن إحداث
شركات التنمية املحلية ذات الفائدة املشتركة بين الجماعات .....أو املساهمة في رأسمالها "
املادة 26من امليثاق الجماعي لسنة .3113
غير أن املادة 041من امليثاق الجماعي رقم 74.11فصلت نسبيا في شروط ،إحداث
شركات التنمية املحلية و وحددت مجاالتها في ألانشطة ذات الطبيعة الصناعية والتجارية
التي تدخل في إطار إختصاصات الجماعات املحلية التي أحدثتها باستثناء تدبير امللك
الخاص الجماعي .
108
مرسوم رقم 2.90.402صادر في 12من ربيع األول 16) 1411أكتوبر ، )1990بناء على اإلذن المنصوص عليه في المادة 5من القانون
رقم 39-89المأذون بموجبه في تحويل منشآت عامة إلى القطاع الخاص ،الجريدة الرسمية عدد 4068بتاريخ ،1990/10/17ص .1383
91
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وعيا من املشرع بأهمية املشاريع التنموية في مختلف جوانبها على املستوى الترابي وعلى
شتى الواجهات ،ومن أجل تمكين الجماعات الترابية من تدبير شؤونها ،يحدث لدى كل جهة
تحت اسم الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع ،وهي شخص اعتباري خاضع للقانون العام يتمتع
باإلستقالل إلاداري واملالي ،يشار إليه بالوكالة ،وتخضع الوكالة لوصاية مجلس الجهة ،ويكون
الغرض من هذه الوصاية العمل على احترام أجهزتها املختصة ألحكام هذا القانون التنظيمي
وخاصة ما يتعلق منها باملهام املنوطة بها ،كما تخضع الوكالة أيضا للمراقبة املالية للدولة
املطبقة على املنشآت العامة وهيئات أخرى طبقا للنصوص التشريعية الجاري بها العمل،109
وتهدف الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع إلى:110
مد مجلس الجهة كلما طلب رئيسه ذلك ،بكل أشكال املساعدة القانونية والهندسة
التقنية املالية عند دراسة وإعداد املشاريع وبرامج التنمية.
تنفيذ مشاريع وبرامج التنمية التي يقرها مجلس الجهة ،يمكن ملجلس الجهة أن يعهد
إلى الوكالة باستغالل أو تدبير بعض املشاريع لحساب الجهة ،طبقا للشروط
والكيفيات التي يحددها ،ويمكن للوكالة أن تقترح على مجلس الجهة إحداث شركة من
شركات التنمية الجهوية املشار إليها في املادة 117من هذا القانون ،تشتغل تحت
إشراف هذه الوكالة.
باإلضافة إلى املواد التي نصت على كيفية تأسيس الوكالة وأهدافها فقد تضمن القانون
التنظيمي أيضا مجموعة من املواد التي تحدد أجهزة الوكالة ونظامها املالي.
109
المادة 129من القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
110
المادة 130من القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
92
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
تدير الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع لجنة لإلشراف واملراقبة ويسيرها مدير ،وتتألف
لجنة إلاشراف واملراقبة هاته تحت رئاسة رئيس املجلس الجهوي من ألاعضاء املزاولين مهامهم
التالي بيانهم:111
ويمكن عند إلاقتضاء تغيير أو تتميم تأليف لجنة إلاشراف واملراقبة بموجب قانون ،كما
ال يحول توقيف مجلس الجهة دون استمرار أعضاء لجنة إلاشراف واملراقبة في مزاولة مهامهم،
وفي حالة حل مجلس الجهة ،يستمر أعضاء لجنة إلاشراف واملراقبة في مزاولة مهامهم إلى حين
تأليف اللجنة التي تخلف بعد انتخاب أعضاء املجلس الجهوي الجديد وأجهزته.
وتتمتع بجميع الصالحيات والسلط الالزمة إلدارة الوكالة ولهذه الغاية تقوم عن طريق
مداوالتها بما يلي:
111
المادة 132من القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
93
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
كما يطلع رئيس لجنة إلاشراف واملراقبة مجلس الجهة خالل الدورة العادية لشهر
أكتوبر على انجازات الوكالة وسير أعمالها .ويجوز للجنة أن تفوض صالحيات خاصة إلى مدير
الوكالة لتسوية قضايا معينة.
وتجتمع لجنة إلاشراف واملراقبة بدعوة من الرئيس مرفقة بجدول ألاعمال والوثائق
املرتبطة به في ثالث دورات على ألاقل وذلك خالل أشهر فبراير ويونيو وسبتمبر ،ويمكن أن
يستدعي الرئيس لجنة إلاشراف واملراقبة لعقد دورات استثنائية كلما دعت الضرورة ذلك،112
ويحضر والى الجهة أو من يمثله دورات لجنة إلاشراف واملراقبة بصفة استشارية ويمكن أن
يقدم بمبادرة منه أو بطلب من الرئيس أو أعضاء اللجنة جميع املالحظات والتوضيحات
املتعلقة بالقضايا املتداول في شأنها ،كما يحضر الجلسات بصفة استشارية املدير العام
للمصالح املشار إليه في املادة 117أعاله ومدير الوكالة ويتولى هذا ألاخير تحرير محاضر
الجلسات وحفظها.113
ويمكن لرئيس لجنة إلاشراف واملراقبة أن يستدعي أي شخص آخر يرى فائدة في
حضوره للمشاركة بصفة استشارية في دورات لجنة إلاشراف واملراقبة .ويشترط لصحة
مداوالت لجنة إلاشراف واملراقبة أن يحضرها أكثر من نصف عدد أعضائها ،وإذا لم يكتمل
هذا النصاب خالل إلاجتماع ألاول للجنة يؤجل الاجتماع إلى اليوم املوالي من أيام العمل
وينعقد بحضور أكثر من نصف عدد ألاعضاء وفي حالة عدم اكتمال هذا النصاب يؤجل
114
الاجتماع إلى اليوم املوالي من أيام العمل وينعقد كيفما كان عدد ألاعضاء الحاضرين.
112
المادة 135من القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
113
المادة 136من القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
114
الشكاري كريم :تعاون وشراكة الجماعات الترابية ،على ضوء القوانين التنظيمية ،مسالك في الفكر واإلقتصاد والسياسة ،العدد ،34-33السنة
،2015ص .59
94
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وتتخذ اللجنة قراراتها باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنها عن طريق إلاقتراع العلني
وفي حالة تعادل ألاصوات يرجح الجانب الذي يكون فيه الرئيس .ويتم تعيين مدير الوكالة
استناد إلى مبدأي الاستحقاق والكفاءة بقرار لرئيس املجلس بعد فتح باب الترشح لشغل هذا
املنصب ويخضع هذا القرار لتأشيرة السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية .تتنافى مهام مدير
الوكالة مع العضوية في أي جماعة ترابية أو مهام انتدابية داخل هيئة منتخبة بتراب الجهة،115
ومع مهام أو مسؤوليات في القطاع العام والقطاع الخاص ،ويتمتع املدير بجميع الصالحيات
والسلط الالزمة لتسيير الوكالة .
ينفذ قرارات لجنة إلاشراف واملراقبة ،يتولى تسيير شؤون الوكالة والتصرف باسمها
تحت سلطة ومراقبة رئيس لجنة إلاشراف واملراقبة ،يمثل الوكالة أمام املحاكم ويقيم كل
الدعاوى القضائية للدفاع عن مصالح الوكالة على أن يقوم بإخبار رئيس لجنة إلاشراف
واملراقبة بذلك على الفور ،ويعد مشروع ميزانية الوكالة ،كما يقوم بإعداد تقريرا سنويا حول
أنشطة الوكالة وسيرها ووضعيتها املالية واملنازعات التي قد تكون الوكالة طرفا فيها.116
ويمكن ملدير الوكالة أن يفوض تحت سلطته ومسؤوليته إمضاءه إلى مستخدمي إدارة
الوكالة ،كما يعتبر املدير الرئيس التسلسلي ملستخدمي الوكالة ويمكن له بهذه الصفة أن يعين
ويعفي مستخدميها طبقا للقوانين وألانظمة الجاري بها العمل.
أما بخصوص الجانب املالي فالوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع تتوفر على تنظيم مالي
خاص بها لتمكينها من ممارسة مهامها في أحسن الظروف ،حيث تتضمن ميزانية الوكالة في
املداخيل:
115
المادة 138من القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
116
المادة 139من القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات.
117
المادة 130من القانون التنظيمي 111.14
95
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وفي النفقات :نفقات التسيير وإلاستثمار :املبالغ املدفوعة للجهة املتأتية من استغالل
أو تدبير املشاريع ،جميع النفقات ألاخرى املرتبطة بنشاط الوكالة ،يعتبر املدير أمرا
بقبض مداخيل الوكالة وصرف نفقاتها وله أن يفوض إمضاؤه تحت مسؤوليته
ومراقبته إلى مستخدمي الوكالة.
ومن أجل القيام باملهام املنوطة بالوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع تتوفر هذه ألاخيرة على
مستخدمين يتكونون من ألاعوان واملستخدمين الذين يتم توظيفهم أو التعاقد معهم من قبل
الوكالة ويتم تحديد النظام الداخلي ملستخدمي الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع من طرف
لجنة إلاشراف واملراقبة ،118واملوظفين امللحقين لدى الوكالة من طرف الجهة أو من لدن
إدارات عمومية أخرى ،واملوظفين وألاعوان الذين تضعهم الدولة أو الجماعات الترابية ألاخرى
رهن إشارتها .وتشرع الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع في مزاولة مهامها ابتداء من تاريخ تعيين
مدير لها خالل أجل أقصاه نهاية السنة ألاولى من املدة إلانتدابية ملجلس الجهة ،إضافة إلى
الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع فقد نص القانون على شركة التنمية الجهوية من اجل تنفيذ
الجهة لسياساتها العمومية الترابية.119
96
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الفقرة ألاولى :أوال :الشراكة بين القطاع العام والخاص كآلية لتنفيذ السياسات
العمومية الترابية
تعد الشراكة مصدر توزيع الاختصاصات بين املتعاقدين بشأنها وإحدى الوسائل التي
أصبحت الزمة للتغلب على مشكالت قلة التمويل والخبرات التقنية وغيرها املطلوبة لتنفيذ
مشاريع التنمية بل لتحقيق التنمية املندمجة واملستدامة .120وتطلق تسمية الشراكة بين
القطاعين العام والخاص ،على مختلف أنماط خطاطات إلاتفاقيات التي تربط شخصا عاما
بفاعل خاص مع تحمل تمويلي من طرف القطاع الخاص ،ملدة طويلة إلى حد ما بين 5و 30
سنة ،ويمكن تمديدها بصفة استثنائية إلى خمسين سنة وذلك حسب الطبيعة املعقدة
للمشروع وخصوصياته التقنية والاقتصادية واملحاسبية واملالية ،ويعرف "القانون 12.86
عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص باعتباره عقد محدد املدة ،يعهد بموجبه شخص
َ
عام إلى شريك خاص مسؤولية القيام بمهمة شاملة تتضمن التصميم والتمويل الكلي أو
الجزئي والبناء أو إعادة التأهيل وصيانة أو استغالل منشأة أو بنية تحتية ضرورية لتوفير
مرفق عمومي".121
شكل إصدار القانون رقم 03-46املتعلق بعقود الشراكة بين القطاعين العام
والخاص بالتأكيد إطارا تشريعيا لهذه املمارسة وتطورا مهما في مسار تحديث املساطر
وتدعيم الشفافية والفعالية في مجال الطلبيات العمومية ،وبالتالي التسريع من وثيرة
الاستثمارات العمومية في مجال البنيات التحتية إلادارية وإلاقتصادية وإلاجتماعية ،مع
املحافظة على الجودة وعلى كلفة الخدمات .باإلضافة إلى ذلك استلزمت املتغيرات التي
عرفها املحيط الوطني والدولي في السنوات ألاخيرة إعادة تكييف املنظومة القانونية
والتقنية املؤطرة للطلبيات العمومية مع التطورات التي شهدها عالم املال وألاعمال
والالتزامات التي أخذتها بالدنا في إطار الاتفاقيات الدولية ،كما استلزمت أوراش التحديث
120
Khalid ragragui : « Les politiques publiques locales », mémoire pour l’obtention du diplôme du master
,université moulay ismail faculté des sciences juridiques économiques st sociales Meknes, année universitaire
2010/2011, P 62.
121المادة 1من القانون رقم 12-86المتعلق بعقود الشراكة بين القطاع العام والخاص.
97
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
التي أطلقتها الحكومة في مجال تدعيم الحكامة الجيدة للشأن العام ،وهو ما يتجلى
باألساس من خالل املحاور الرئيسية:
-1توفير مرفق عمومي وبنيات تحتية إدارية واقتصادية واجتماعية ذات جودة تتوافق مع
إكراهات املوارد املالية العمومية ،وتزايد حاجيات وضروريات التنمية املحلية ،وكذا
الاستفادة من القدرات إلابتكارية للقطاع الخاص وتمويله إلنجاز مشاريع عمومية.
-2تطوير ثقافة جديدة لتدبير الطلبيات العمومية ،ترتكز على التقييم القبلي للحاجيات،
وتحليل حسن ألاداء ،والتحكم في الكلفة ومراقبة إلانجازات .إضافة إلى ضمان توفير
الخدمات وفعاليتها وجودتها ،وتسديد كلفتها بحسب معايير حسن ألاداء.
-3تدعيم منظومة الشفافية وتخليق تدبير الطلبيات العمومية عن طريق أليات لتوضيح
وتبسيط املساطر ،واحترام مبدأ املنافسة واملساواة بين املنافسين ،وإدخال تكنولوجيا
إلاعالم والتواصل في ميدان الشراء العمومي،و تحسين الضمانات املمنوحة
للمتنافسين وآليات تقديم الطعون.
وبالرجوع إلى كل هذه الركائز التي أتى بها القانون ،122 03-46املتعلق بالشراكة بين
القطاعين العام والخاص ،وكذا املرسوم التطبيقي 123املتعلق بهذا القانون من أجل
تدعيمها ،فإننا نرى أنها تصب في سياق عقلنة و شفافية وحكامة مسلسل الشراء العمومي
بدءا من مرحلة إلاعالن وإلاشهار (أي املرحلة التحضيرية) مرورا باإلعداد وإنشاء شركة
املشروع ثم مرحلة التنفيذ أو إلاقفال املالي وصوال إلى انتهاء ألاعمال التي كانت موضوع
عقد الشراكة وآليات فض النزاعات.
98
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
إشارة املستثمرين إطارا مؤسساتيا عصريا وشفافا يستجيب النتظاراتهم فيما يخص
التبسيط والسرعة والشفافية وهو ما يتضح من خالل الفصول (عددها )37املكونة
للنص القانوني رقم 03-46وذلك لتجاوز الاختالالت التي أسفرت عنها تطبيق الشراكة
عام – خاص وممارستها في غياب التأطير التشريعي لها.
باإلضافة إلى تعزيز حكامة التدبير عن طريق التأكيد على آلية التدقيق والتقييم –من
خالل خلق هيئة مستقلة لتقييم عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص ،التي تشرك
عن طريق الاستشارة ،القطاع الخاص والهيئات املهنية والنقابات واملجتمع املدني ،ويمكن
أن تتولى ،في الوقت نفسه ،تقييم كل مشروع على حدة ،والتقييم إلاجمالي لإلستراتيجية
املتبعة في إطار عقود الشراكة بين القطاعية العام والخاص ،وذلك حرصا على استدامة
ميزانية عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص على املدى املتوسط والقصير ،وتفادي
املديونية العمومية املتصلة بهذه العقود ،وكذا تتبع ألاثر إلاجتماعي على خلق فرص الشغل
ونجاعة الخدمات التي يتم توفيرها ،مع إشهار للمعلومة ولعملية التقييم.
تم إلاعتراف بشكل رسمي بموجب املقتضيات الدستورية الجديدة ،بدور ومكانة املجتمع
املدني واملنظمات غير الحكومية ،124باعتبارهما فاعال وشريكا في مسلسل الديمقراطية
التشاركية ،على الصعيد والوطني والترابي ،حيث أصبحت أحد املرتكزات ألاساسية املنصوص
عليها دستوريا إلى جانب فصل السلط وربط املسؤولية باملحاسبة.125
إلى جانب السلطات العمومية والجماعات الترابية والقطاع الخاص أصبح املجتمع املدني
كشريك أساس ي لتقاسم املسؤوليات وتبادل إلالتزامات من أجل تنفيذ املشاريع والبرامج
124الفصل 43من الدستور نص على ما يلي" :تعمل السلطات العمومية على إحداث هيئات للتشاور ،قصد إشراك مختلف الفاعلين االجتماعيين في
إعداد السياسات العمومية و تفعيلها و تنفيذها و تقييمها.
125
عز العرب العناني :الديمقراطية التشاركية أو حكامة المساهمة في المجهود التنموي المحلي :رهانات وتحديات الفاعل الجمعوي" ،المجلة
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،العدد 120يناير -فبراير ، 2015ص . 115
99
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
التنموية ،والدور املهم الذي أصبح يقوم به املجتمع املدني يفرض أوال ضبط مفاهيم خاصة
تحدد املقصود باملجتمع املدني ،فبالرجوع إلى التعريف الذي قدمه البنك الدولي "بأن املجتمع
املدني هو مجموعة من املنظمات التطوعية التي تمأل املجال العام بين ألاسرة والدولة ،والتي
تعمل لتحقيق املصالح املادية واملعنوية ألفرادها وذلك في إطار إلالتزام بقيم ومعايير إلاحترام
والتراض ي والتسامح والقبول بالتعديدية وإلادارة السليمة للخالفات والنزاعات ،أما الري
دياموند فيعرف املجتمع املدني على أنه " حياة اجتماعية منظمة تعتمد على مبادئ إلادارة
والدعم الذاتي وإلاستقاللية عن جهاز الدولة وتخضع هذا املجتمع إلى نظام قانوني أو
مجموعة من القوانين وإلالتزامات املشتركة.126
والحديث عن دور املجتمع املدني في إعداد وتتبع وتقييم السياسات العمومية الترابية
يجد تبريره في الدور الذي أصبحت تضطلع به مكونات املجتمع املدني املهتمة بالتنمية داخل
الجماعات الترابية ،127ففي ظل إشكالية التنمية املحلية وإشكالية البحث عن وسائل تمويلها
تجد هذه الجماعات نفسها في وضع ال تحسد عليه ،إذ لم تستطيع أغلبيتها من تنفيذ
سياساتها العمومية وتلبية أهدافها التنموية ،وأمام هذا الوضع املتسم بعدم قدرة الجماعات
الترابية على القيام بمهامها التنموية بشكل كامل ،برزت أهمية املجتمع املدني من خالل قيامها
بالعديد من البرامج واملشاريع التي سعت من ورائها إلى تحسين الوضعية إلاقتصادية
وإلاجتماعية للمجال الترابي .128حيث يقوم املجتمع املدني باإلعتماد على طاقاتها البشرية
املؤهلة ،في إطار نوع من العمل التشاركي بالتنسيق مع املجالس املحلية وممثل وزارة الداخلية،
بوضع قائمة الحاجيات امللحة لهذه الجماعات املتواجدة بها وبتعبئة املوارد املالية الالزمة
لتلبية هذه الحاجيات.
126
العوادي هبة :المجتمع المدني والحكامة المحلية ،المجلة المغربية للسياسات العمومية ،العدد ، 14سنة ، 2015ص. 249
127
الفصل 139من دستور المملكة :تضع مجالس الجهات ،والجماعات الترابية األخرى ،آليات تشاركية للحوار والتشاور ،لتيسير مساهمة
المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج التنمية وتتبعها. "....
128
أحمد غزال :جمعيات المجتمع المدني كفاعل جديد بالجماعات القروية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،العدد 120يناير -فبراير
،2015ص . 137
100
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
و باإلضافة إلى الدور التشريعي الذي خص به املشرع املجتمع املدني من خالل الفصل
" 04للمواطنين واملواطنات ،ضمن شروط وكيفيات يحددها قانون تنظيمي ،الحق في تقديم
اقتراحات في مجال التشريع" .كما نص الفصل 07كذلك على حق املواطن في تقديم
عرائض إلى السلطات العمومية .باإلضافة إلى ذلك نص الدستور الجديد على دور املجتمع
املدني في التنمية من خالل إحداث آليات تشاركية للحوار والتشاور للمساهمة في إعداد
برامج التنمية وتتبعها وإمكانية تقديم عرائض على املستوى املحلي الهدف منها مطالبة
املجلس بإدراج نقطة تدخل في اختصاصاته ضمن جدول أعماله ويظهر ذلك جليا من
خالل املادة 027التي جاء فيها" :تضع مجالس الجهات ،والجماعات الترابية آليات تشاركية
للحوار والتشاور لتيسير مساهمة املواطنات واملواطنين والجمعيات في إعداد برامج التنمية
وتتبعها .كما أن مأسسة إطارات مستدیمة للحوار ،و للتفاوض و إشراك ھیئات املجتمع املدني
في اتخاذ القرار العمومي ،تعتبر عوامل حاسمة في التقلیل من فرص اللجوء إلى مختلف
ألاشكال الاحتجاجیة.
إن إشراك املجتمع املدني في عملیة اتخاذ القرار العمومي لیس فقط ھو رفض
لالختیارات ،والبدائل السلطویة ،و لكن ھو بصفة أولى تحدید حقیقي لالختیارات و بحث
صائب و متوازن للتوجھات الكبرى للدولة ،فنكون بھذا قد انتقلنا من املواطن املستفید إلى
املواطن الفاعل ،وھنا البد من التأكید على إمكانیة الاستفادة من التجارب املقارنة ،التي
وضعت و مكنت املجتمع املدني من املشاركة في اتخاذ القرارات العمومیة ،ففي بریطانیا ومند
عام 2000م تم إصدار مجموعة من الوثائق و مبادئ للعمل تنظم كیفیة التشاور و تحدد
إعداد القرارات ،والتمویالت و غيرھا.129
129هويدا عدلى ،إحياء العقد االجتماعي ،مجلة السياسة الدولية ،عدد ،174أكتوبر ، 2008ص . 6
101
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وتتعلق الحكامة املحلية إذن بمجموع التقنيات وألادوات التدبيرية التي تسعى إلى
ترشيد النظام إلاداري واملالي والبشري بهدف تحقيق أقص ى النتائج من خالل التركيز على
مبادئ املرونة والشمولية واملصداقية واعتماد مقاربات لتطوير أداء التدبير الترابي (املطلب
ألاول) ،وهكذا فالحكامة املحلية تمكن املنتخبين املحليين من إعادة بناء مفهوم السلطة
والحكم على أسس ومبادئ النجاعة وألاداء ،وإعمال أدوات وتقنيات عصرية ملراقبة املالية
الترابية على أساس الفعالية والجودة (املطلب الثاني).131
وعلى هذا ألاساس ال يمكن أن تقوم الجماعات الترابية بهذا الدور إال باعتماد مقاربة
تنموية في بعدها الشمولي ،والتي ترتكز على مختلف املبادئ واملقومات ألاساسية التي تقوم
عليها الحكامة املحلية.
102
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وبالتالي يجب الاعتماد على آليات جديدة نوعية من أجل الارتقاء بالعمل الجماعي إلى
املستوى املطلوب ،ويمكن إلاشارة على وجه الخصوص إلى مبادئ الحكامة الترابية كآلية
املقاربة الترابية التي تقوم على إبراز أهمية املجال الترابي في التنمية املحلية املستدامة (الفرع
ألاول) ،إضافة كذلك إلى الشفافية وآلية التواصل والتسويق اللذان يعتبران من أهم
آلاليات التي يقوم عليها تطوير الفعل الترابي والارتقاء باملجال الترابي عامة (الفرع الثاني).
132بهيجة هسكر :الجماعة المقاولة بالمغرب (األسس ،المقومات والرهانات) ،سلسلة الالمركزية واإلدارة المحلية ،الطيع طوب بريس ،الرباط،
ط ، 2010 ،1ص .4
103
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
املحلية من خالل إتباع منهجا وصيرورة تناسبية يتسم مجالها ليضم مضامين ومبادئ مختلفة
وأسس متنوعة.
تطور الاهتمام أكثر باملجال الترابي في القرن الحالي وأصبح قرن املدن والتراب املحلي
وإلاقليم ،كما كان القرن العشرين قرن املقاوالت والدول .فاملجال الترابي سيشكل ال محالة
مستقبال حجر الزاوية للحكامة .فالتراب هو الوعاء ألامثل لتحديد فلسفة الحكامة وتقويتها
في الحدود الخاصة وفي إطار تحديد فلسفة الحكامة الترابية.133
فالتراب املحلي يشكل ال محالة في املستقبل حجر الزاوية للحكامة ،بحيث أن تدبير
الشأن العام املحلي من القضايا العاملية الراهنة فكل املجتمعات تتطلع إلى تحقيق املزيد
من التطور وإلاصالحات في مجال تدبير شؤونها املحلية لتعزيز سلطات ومهام املنتخبين
املحليين ،134ويتضح أن تطبيق نظام التدبير الترابي في دولة ما يهدف إلى تحقيق عدة
أهداف كتنمية املجال الترابي وخدمة إلانسان املحلي وتدعيم قدرات الدولة في توطيد
عالقتها بجميع مكوناتها.
ويهدف التدبير الترابي إلى تحقيق التوازن داخل الدولة ،نظرا الزدياد أعباء إلادارة
املركزية وتنوعها ومن ثم فان قيام إلادارة املحلية من شانه أن يقصر دور الدولة أو إلادارة
املركزية على مهام التخطيط واملتابعة والتوجيه وإدارة املرافق العمومية الوطنية السيادية
أو املرافق إلاستراتيجية إضافة إلى املشاريع الكبرى .أما فيما يتعلق بإشباع الحاجات العامة
للمواطنين على املستوى الترابي ،فيناط مهمة تدبيرها إلى املرافق العمومية املحلية تدار من
طرف ألاجهزة أو املجالس املحلية املنتخبة.
133حليمة الهادف :التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث ،مرجع سابق ،ص .226
134
حليمة الهادف :التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث ،مرجع سابق ،ص .233
104
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وتبرز أهمية هذا التطبيق في مختلف مجاالت التدخل في تدبير الشأن العام الترابي
التي لها عالقة مباشرة باملستوى السياس ي واملتجلي أساسا في التعددية في تدبير الشأن
العام على املستوى املحلي ،وهذه التعددية تتمثل في توزيع السلطة بين الجماعات الترابية
والدولة ومختلف املصالح املختصة ،فالجماعات الترابية من بين أهم ألادوات التي تشارك
الدولة في تحمل ألاعباء خاصة على املستوى املحلي .وبالتالي يتم إشراكها في اتخاذ القرارات
التي تتيح للوحدات الترابية نفوذ أقوى للمشاركة في صنع وتنفيذ السياسات العامة.
يقوم هذا املبدأ على ضرورة تجاوز التعارض الكالسيكي بين املقاربة املركزة حيث
املشروعية السياسية تنبع باسم الوحدة من ألاعلى وان السلطة يتم تفويضها عبر
الالمركزية والالتمركز لصالح السلطات املحلية املستقلة تقريبا من جهة ،واملقاربة
الفيدرالية التي تقتض ي أن السلطة تنبع من ألاسفل يعني السكان وممثليهم املحليين وان
هذه السلطة التي يمكن الرجوع فيها مبدئيا تمنح لصالح املستوى الفيدرالي فيما يتعلق
بالقضايا التي ال يمكن للمجموعات املحلية أن تباشرها لوحدها من جهة أخرى.135
أوال :تتقاسم مختلف مستويات الحكامة مسؤولية مشتركة ،فاألساس ال يمكن في
معرفة الطريقة التي سيدبر كل واحد مشاكل اختصاصه بمعزل عن آلاخرين.
ثانيا :يجب على كل تراب أن يبتكر ألاجوبة النوعية واملحددة واملالئمة ملبادئ رئيسية
تحدد باإلجماع وهذه الفكرة التي تؤكدها عدة أمثلة تقض ي بان املجتمعات لها تحديات
مشتركة تجسد الوحدة في حين أن الحلول املطابقة واملالئمة تتميز في كل حالة بالخصوصية
والنوعية وهذا ما يترجم التنوع والاختالف.
135محمد اليعقوبي :تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب ،فنون الطباعة واإلشهار ،فاس ،ط ،2005 ،1ص .182
136
محمد اليعقوبي :تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب ،نفس المرجع السابق ،ص .182
105
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ثالثا :ليست هناك أي مجموعة تمتلك السيادة املطلقة فوق تراب ما ،فكل مجموعة
هي في نفس الوقت مسيرة ومسؤولة عن هذا التسيير أمام املستويات ألاخرى واملجتمع
الدولي.
هذا املبدأ تم التنصيص عليه في املادة 7من معاهدة الاتحاد ألاوروبي ،يبدو جنبا إلى
جنب مع اثنين من املبادئ ألاخرى أنفسهم تعتبر أيضا ضرورية لصنع القرار :مبادئ
التخصيص والتناسب ،وقد عززت معاهدة لشبونة بشكل ملحوظ مبدأ الاستطراد من
خالل طرح عدة آليات الرقابة لضمان حسن تطبيقه.
ويهدف مبدأ الاستطراد أيضا لجعل الدولة أكثر قربا ملواطنيها من خالل ضمان البت
على املستوى املحلي عند الضرورة .ومع ذلك ،فان هذا املبدأ ال يعني أن يكون العمل دائما
على املستوى ألاقرب إلى املواطن.
يشكل الاهتمام بمشاركة املرأة في الحياة السياسية وفي صنع القرار الترابي جانبا مهما
من الاهتمام العالمي ،وهو أمر يأتي من منطق الترابط الوثيق بين تنمية املرأة والنجاح في
تحقيق التنمية البشرية التي هي صلب اهتمام التدبير الترابي .والاهتمام بدور املرأة كعنصر
137
Le principe de subsidiarité : publier sur le site web « http://eur-lex.europa.eu/legal-content », le 03/09/2015 ,
Vu le 03/07/2016.
106
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
مهم والدعامة ألاساسية لجهود التنمية باعتبارها نصف املوارد البشرية املحلية هو احسن
وسيلة لالرتقاء بصناعة القرار الترابي.
وتهدف هذه املقاربة إلى إيجاد الحلول املمكنة ملشاركة وولوج املرأة إلى الحياة
السياسية وتمثيليتها في املجالس الجماعية الترابية ،وهي إلاشكالية التي كانت محط اهتمام
الجمعيات النسائية واملرأة عموما واملرتبطة بتطبيق نظام الكوطا تنفيذا ملا جاء به
الدستور الجديد لسنة ،1382011والذي يعني التمييز الايجابي للمرأة لتعزيز مشاركتها
السياسية عن طريق تخصيص مقاعد للنساء في املجالس املحلية كما في التمثيلية البرملانية
وفي املسؤولية الوطنية عموما.
وقد توجت كل املجهودات من اجل الرفع من مكانة املرأة في تدبير الشأن العام الترابي
في الاستحقاقات الانتخابية ل 12يونيو 2009اعتمادا على إحداث دائرة إضافية موجهة
للنساء على مستوى كل جماعة حضرية أو قروية أو مقاطعة ،فعل املستوى التدبيري
تمكنت املرأة من احتالل مكانة هامة بانتخابها على مستوى رئاسة العديد من
الجماعات ،139ولم يقف ألامر إلى هذا الحد بل تعداه إلى تقليد مناصب عليا على املستوى
التراب كما هو الحال بالنسبة للوالي زينب العدوي على مستوى جهة سوس ماسة درعة.
يتمتع الرجل والمرأة ،على قدم المساواة ،بالحقوق والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية،الواردة في
هذا الباب من الدستور ،وفي مقتضياته األخرى ،وكذا في االتفاقيات والمواثيق الدولية ،كما صادق عليها المغرب ،وكل ذلك في نطاق
أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها.
تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء .وتُحدث لهذه الغاية ،هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز.
139
حليمة الهادف :التدبير العمومي المحلي وإشكالية الحديث ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية اكدال الرباط ،السنة الجامعية ،2012/2011ص .272
107
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
في املؤسسات املنتخبة محليا ،ومشاركتها في صياغة القرار املحلي ،لن تتحقق إال عبر إدماج
مقاربة النوع في مجموع السياسات املحلية والجهوية من اجل الحد من الفوارق بين
الجنسين في مجاالت الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.140
من جهة أخرى ،أورد البحث الذي أجرته املديرية العامة للجماعات املحلية املساهمة
النوعية للنساء املنتخبات في تحسين الحياة اليومية للسكان إذ يولين اهتماما أكبر للقضايا
املتعلقة باألمن ،والبنيات التحتية ألاساسية ،والصحة ،ورياض ألاطفال ،ومجانية التجهيزات
الجماعية ،وتكييف وثائر الزمن املدرس ي وساعات العمل الخ .كما أن للمنتخبات عالقة أقرب
بالسكان( يدخلن البيوت ويلتقين باألسر بسهولة أكبر ).إن هذا التواجد يتجلى عموما في طرح
قضايا جديدة على جدول أعمال املجالس املحلية وأيضا في تطوير تعبير نقدي حول سير
املجالس بما في ذلك العالقة باملال وبتدبير الزمن.141
املجتمع املغربي عبارة عن بنية شابة سريعة التكاثر تميزت بالعزوف عن املشاركة
السياسية والقطيعة مع كل ما يتعلق باملجال السياس ي كرد فعل ونتيجة لعدة عوامل
أهمها :فساد النخبة السياسية املحلية وعدم جدواها وجديتها في التعامل مع القضايا
واملشاكل املحلية وخاصة مشاكل الشباب على مستوى الشغل ،وتغييبها أو عدم إشراكها
وإقصائها في القرار الترابي بسبب كما قلت سيطرة النخب وألاعيان ذوي النفوذ على
مجريات العملية السياسية الوطنية واملحلية.
إن أغلبية الشباب املغربي ال تتواجد قرب منبع صنع القرار السياس ي وبالتالي تبدو
الحاجة إلى استدعاء املقاربة املجالية ،فاملطلوب اليوم هو اعتماد الديمقراطية التشاركية
املحلية من اجل التأثير املباشر أو الغير مباشر في عملية صنع والتأثير في القرارات أو
السياسات العمومية الترابية من خالل اقتسام السلطة مع املنتخبين في مختلف املواقع.
140
اللجنة االستشارية للجهوية :الكتاب الثاني "تقرير موضوعاتية" ،ص .13
141
اللجنة االستشارية للجهوية :الكتاب الثاني "تقرير موضوعاتية" ،ص .16
108
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الن للشباب دور أساس ي في عملية التنمية ونالحظ ذلك من خالل العمل الجمعوي ،إذ أن
اغلب الشباب هم املسؤولون عن الجمعيات وعن املبادرات الخيرية والتنموية وفي توعية
املجتمع وهذا واضح في املبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وفي السنوات ألاخيرة كانت هناك عدة مبادرات من طرف السلطة السياسية تروم
تشجيع الشباب على الانخراط واملشاركة في كل الاستحقاقات الانتخابية ،وكان من أبرزها
القرار امللكي بتخفيض سن الشباب إلى 18سنة ،ثم ما جاء به الدستور الجديد لسنة
،2011من خالل التنصيص على دسترة املجلس الاستشاري للشباب ،142ثم الالئحة
الوطنية عبر تخصيص نسبة للشباب أو ما يعرف بنظام الكوطا.
يمكن تعريف التسويق الترابي بأنه "مجموع ألانشطة التي يقوم بها الخواص أو
الجماعات نفسها بغاية توسيع شبكة الوحدات إلاقتصادية املتواجدة بالجماعة عبر جلب
142الفصل 170من الدستور "يعتبر المجلس االستشاري للشباب والعمل الجمعوي،المحدث بموجب الفصل 33من هذا الدستور،هيئة استشارية في
ميادين حماية الشباب والنهوض بتطوير الحياة الجمعوية"....
109
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
أنشطة اقتصادية جديدة" ،ويعرف بأنه منهجية تدبيرية حديثة لجلب املقاوالت لتراب
الجماعة وكذا تسهيل أنشطة املقاوالت وتسويق صورة جيدة عن الجماعة املعنية باألمر سواء
كانت جماعة حضرية أو قروية ،وهو يساعد على وضع إستراتيجية تنموية وتشكيل شخصية
اقتصادية للجماعة.143
يهدف التسويق الترابي إلى التعريف بمختلف املقومات وإلامكانيات التي يزخر بها املجال
والفرص املمكنة واملتاحة لالستثمار ،غير أن نجاح إستراتيجية التسويق وضمان تنافسية
املجال تتطلب مجموعة من الشروط املوضوعية التي توفر محيطا للمقاولة وترتكز باألساس
على امتيازات جبائية تحفيزية وقوانين استثمارية مشجعة وبنيات لالستقبال والتي من شأنها
أن تقنع املنشآت إلانتاجية املتواجدة به باالستمرار في ممارسة نشاطها عليه وإغراء غيرها
باختياره كمركز الستيطانها.144
فالتسويق يجعل من التراب سواء كان مدينة أو جماعة ترابية بضاعة يمكن إخضاعها
لقواعد وميكانيزمات السوق بإدخال بعض املفاهيم كعوامل الجذب والجودة وإلاشهار
واملنتوج بهدف تحسين العرض الترابي وتطوير تموقعه داخل ألاسواق التنافسية وفق
إستراتيجية شمولية تكرس وظيفة املجال التنموية دون التنكر ألبعاده الحضارية وإلانسانية
والثقافية والبيئية .145فالجماعات الترابية باعتمادها على مبادئ التسويق تكرس نهجها
املقاوالتي من خالل تعاملها مع التراب كمنتوج قابل للعرض واستقطاب املزيد من املقاوالت
التي أخذت البعد الترابي في صلب استراتيجياتها إلانتاجية ،لضمان وجود قوة هيكلية تدعم
تنافسيتها فتفوق منشأة إنتاجية ما ،لم يعد رهين بعوامل ذاتية تتعلق بالتنظيم الجديد
لعناصر إلانتاج ،واللجوء إلى استخدام مناهج التدبير الحديثة مثال بل أصبح يعود في جزء
143نجيب المصمودي :التسويق الترابي ورهان التنمية المحلية المندمجة بالمغرب) المقومات -التحديات – الرهانات) ،رسالة لنيل دبلوم الماستر
في القانون العام ،كلية الحقوق طنجة ،سنة ،2013-2012ص .5
144عبد الكبير يحيا :تقسيم التراب و السياسة الجهوية بالمغرب" نحو اعتماد جهوية سياسية" ،منشورات م .م.إ.ت ،سلسلة مؤلفات و أعمال
جامعية ،عدد ،2010 ، 84ص. 252
145
ياسين األندلوسي بندحمان :حكامة التسويق الترابي و إشكاليات التدبير المجالي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،كلية الحقوق
بطنجة ،2010-2009ص .12
110
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
كبير منه إلى خصائص التراب الذي تتواجد به ،وطبيعة الامتيازات التي يقدمها لها باملقارنة مع
غيره من املجاالت سواء الجهوية أو الوطنية أو الدولية.146
وبالتالي فالجماعات املحلية يجب أن تقتنع بضرورة الاعتماد على تقنية التسويق الترابي
باعتبارها دعامة أساسية لسياستها التنموية ،حيث أنه بموجب هذه التقنية ستتمكن من
تحسبين صورتها على املستويين الداخلي والخارجي والتموقع في سوق املنافسة .الن توسيع
التزامات الدولة ومحدودية دورها أدى إلى اعتماد سياسات عمومية ترابية تعطبي ألاولوية
للفاعلين املحليين ،فأصبحت الجماعات املحلية املغربية على سبيل املثال مضطرة إلى البحث
عن صيغ وأشكال في ميدان التعاون الالمركزي الدولي .مما يعني أنها مدعوة إلنتهاز الفرصة
لتسويق صورتها على املستوى العالمي ،خاصة أن التسويق الترابي هنا يصبح له طابع
مؤسساتي ،ويتوقف ذلك على القدرة التفاوضية وإلانجازية للمجالس املنتخبة .وكذلك قدراتها
في مجال إعداد وتصور وتنفيذ وتقييم املشاريع التنموية من أجل تدبير أفضل للسياسات
العمومية الترابية.147
ثانيا :التواصل
إن مبادئ الحكامة الجيدة تفرض إقامة تواصل دائم بين املسؤولين واملوظفين وألاعوان
املحليين من جهة وبين الرؤساء واملواطنين من جهة أخرى .فاإلنفتاح ال يتحقق بدون تواصل
يسمح بنقل وتوصيل املعلومات في إلاتجاهين ،نقل تضطلع به وسائل إلاتصال التي تمكن كل
طرف من إبراز مواقفه وقناعاته وتصوراته في موضوع من املواضيع املحلية والتعرف باملقابل
على القناعات والتصورات ألاخرى .148وإذا كان توسيع العالقة بين املسؤولين واملوظفين سوف
يزيد من دون شبك في مردوديتهم وإنتاجاتهم ،وذلك من خلل إلاطالع على مشاكلهم وإكراهاتهم
146عبد الكبير يحيا :تقسيم التراب و السياسة الجهوية بالمغرب" نحو اعتماد جهوية سياسية" ،مرجع سابق ،ص . 252
147
عبد الحافظ أدمينو :قراءة في تجربة التعاون الالمركزي للتنمية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد ، 86ماي– يونيو ،2009ص
.56
148سعيد الميري :التدبير اإلقتصادي للجماعات المحلية بالمغرب ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،جامعة محمد الخامس– السويسي – كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – الرباط ،2007 - 2006 ،ص . 537
111
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ومن ثمة محاولة حلها ،فإن التواصل الخارجي سوف يرسخ لثقافة جديدة سمتها الساسة
الثقة وتكريس الديمقراطية املحلية.
وفي هذا إلاطار فإن املجالس الترابية تتوفر على عدة طرق للتواصل مع املواطنين إما
بشكل غير مباشر عبر إلاذاعة والتلفزة والجرائد واملجالت والدوريات وكذلك وضع ملصقات
في أماكن مخصصة لإلعالن والتبليغ داخل الجماعات الترابية قصد استقصاء آراء
املواطنين حول برنامج أو سياسة عمومية معينة كما هو الشأن للدول الغربية ،أو بطريقة
مباشرة أي إلاتصال املباشر بالسكان املحليين ،إما داخل الجماعة أو خارجها وذلك بتنظيم
لقاءات دورية منتظمة لتدارس مشاكل السكان وإكراهاتهم والصعوبات التي يواجهونها لولوج
مرافق الجماعة ،وكذا التعرف على طموحاتهم وتطلعاتهم ومحاولة برمجتها وإخراجها إلى حيز
الوجود.149
الفقرة الثانية :إعتماد الشفافية ودعم أخالقيات التدبير على املستوى الترابي
تعني الشفافية توفر املعلومات في وقتها ،وإفساح املجال أمام الجميع لإلطالع على
املعلومات الضرورية ،مما يساعد في اتخاذ القرارات الصائبة ،وكبذلك من أجبل توسيع دائرة
املشاركة والرقابة واملحاسبة ،ومن أجل التخفيف من الهدر ومحاربة الفساد.150
وتعتبر الشفافية خاصية من خصائص الحكامة ،وعنصرا من العناصر التي يجب أن
يتأسس عليها التدبير الجيد للشأن العام الترابي ،حيث يسمح هذا العنصر بإتاحة تدقيق
املعلومات ،وسهولة الحصول عليها لكافة ألاطراف في املجتمع املحلي ،وبالتالي تعزيز قدرة
املواطن املحلي على املشاركة في إعداد السياسات املحلية ،كما أن مساءلة ألاجهزة املحلية
مرهون بقدر املعلومات املتاحة حول القوانين وإلاجراءات ونتائج العمال ،ويتطلب هذا
112
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
العنصر توفر الرغبة لدى ألاجهزة املحلية لخدمة ألاطراف املعنية وإلاستجابة ملطالبها ،وترتبط
هذه إلاستجابة بدرجة املساءلة التي تستند إلى الشفافية وتوافر الثقة بين املواطن وممثليه
داخل هذه ألاجهزة ،وإذا كان املفهوم الغربي ملبدأ الشفافية في إلادارات العمومية هو اعتبارها
بمثابة صناديق من زجاج تتيح للمواطنين تتبع بوضوح طريقة تسيير الشأن العام املحلي من
قبل املسؤولين ،ومن ثمة مراقبتها وتقييمها فيما بعد والوصول إلى نتائج معينة يمكن الوقوف
عليها في املحطات إلانتخابية ،فال زالت هذه املعطيات غائبة في الشفافية التدبيرية املغربية،
حيث أن املواطن مازال خاضع للسلطة العمومية ،في حين أن الصواب واملنطق يؤكد أن تكون
إلادارة هي الخاضعة لسلطة رئيسها ومتأثرة بتوجهاته.151
إن الفساد إلاداري إدا تداعى في منظومة التدبير العمومي يؤدي إلى إضعاف السلطة
املعنوية ألاخالقية داخل املجتمع ،بحيث يؤدي إلى تسيب في إتخاذ القرار على حساب التالعب
أو التحايل على النصوص القانونية وهنا نتحدث عن عدم فاعلية القرار املتخذ ،كما أنه يؤثر
بشكل مباشر على النسق القيمي والسلوكي داخل املرفق العام ،ومنتم في املجتمع عموما مما
يؤثر على باقي كافة ألانساق ألاخرى إلاقتصادية و وإلاجتماعية والسياسية.152
فاملغرب على املستوى الدولي منخرط كليا في تخليق إلادارة والتدبير على حد سواء،
حيث صادق على إتفافية ألامم املتحدة ملكافحة الفساد بتاريخ 9ماي بنيويورك ،153ويعتبر
الفصل الثالث من هذه إلاتفاقية أحد أهم الفصول املعنون "بالتجريم وإنفاذ القانون " والذي
تطرق ملختلف ألافعال الألخالقية وحث كل دول طرف على إتخاذ كل التدابير املمكنة
التشريعية أو غيرها ومن قبيل هذه ألافعال نجذ الرشوة واختالس املمتلكات واملتاجرة بالنفوذ
وإساءة إستغالل الوظائف ،وإلاثراء غير املشروع ،وإعاقة سير العدالة وغيرها من ألافعال.154
151سعيد الميري :التدبير اإلقتصادي للجماعات المحلية بالمغرب ،مرجع سابق ،ص .537
152أسار فخري عبد اللطيف :أثر األخالقيات الوظيفية في تقليص فرص الفساد اإلداري في الوظيفة الحكومية ،مجلة علوم إنسانية ،عدد
،29السنة الرابعة يوليو ، 2006ص .10
153ظهير شريف رقم 4-02-21صادر في 41من ذي القعدة 4111بنشر اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد الموقعة بنيويورك في 34أكتوبر
( 1003ج .ر .بتاريخ 1محرم 42 - 4111يناير.) 2008
154
اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد الموقعة بنيويورك في 34أكتوبر : 1003وقع المغرب على هذه االتفاقية بنيويورك في 1ماي. 2007
113
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
والرهان ألاساس ي هو أن ينتقل هذا الالتزام الكبير إلى املجال أو املستوى الترابي حيث
يظهر الفساد أكثر خصوصا على مستوى املدبرين ،وخاصة النخبة املحلية التي تأتي عن
طريق صناديق الاقتراع ،ونحن نعرف ما يصاحب هذه العملية وما ينتج عنها على املستوى
البعيد املتمثل في الوالية الانتخابية لهذه النخبة وما تمثله من ريع سياس ي وفساد أخالقي.
وكذلك ما يجب الاهتمام به أكثر هو تفعيل آليات التدبير على مستوى املجال الترابي،
ففي الوثيقة الدستورية نجد أن ألاخالقيات العامة حاضرة تحت ما يسميه الحكامة الجيدة
وبالضبط الباب الثاني عشر ،حيث وضع مجموعة املقتضيات التي من شانها أن تساهم في
ترسيخ ثقافة ألاخالقيات العامة من خالل تفعيل املبادئ التي جاء بها من قبيل الكفاءة
واملساواة والشفافية وربط املسؤولية باملحاسبة ،باإلضافة إلى إمكانية تطبيق مبادئ التدبير
املطبقة على مستوى املقاولة كالجودة والفعالية والفاعلية من اجل تحقيق ألاهداف
املتوخاة للوصول إلى إدارة القرب منتجة وإلى وإدارة ترابية مواطنة.
فالجماعات الترابية يتوجب عليها وضع جميع إلاجراءات التي تمكنها من ضبط املالية
املحلية ،بحيث أصبحت ملزمة تجاوز ألاساليب الكالسيكية التقليدية ،وتفعيل تقنيات
155
نور الدين السعداني :الجماعات الترابية بالمغرب بين توزيع االختصاصات التدبيرية وإكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية" ،دار
السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط ،ط ،1سنة ، 2015ص .106
114
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وآليات املراقبة الحديثة كاإلفتحاص والتدقيق (الفرع ألاول) ،ثم التقييم كإجراء الحق
(الفرع الثاني).
لقد شكلت فعالية تطبيق مناهج الفحص والتدقيق بالقطاع الخاص من خالل
مساعدتها للوحدات إلانتاجية على عقلنة وتدبير مواردها وتفعيل مسلسل اتخاذ القرار،
حافزا للمعنيين بتدبير الشأن العام على نقل هذه املناهج إلى مكونات القطاع العام ،وذلك
في ظل بروز إكراهات جديدة أمام هذا القطاع لها عالقة بتنامي مطلب املردودية وجودة
الخدمة املقدمة للمواطن ،في مقابل تقلص هامش التحرك لتدبير العالقة بين ازدياد
الحاجيات املعلنة وتراجع إلامكانات املالية املتوفرة ،وإذا كان التدقيق قد ظهر استجابة
للحاجة إلى معلومات صحيحة وذات مصداقية في القطاع الخاص ،فإن التوسع الذي عرفه
القطاع العام من حيث مجاالت تدخل ألاشخاص العامة التي لم تعد تقتصر على املجاالت
التقليدية ،بل أصبحت تتدخل في املجاالت الاقتصادية ،وندرة املوارد املالية العمومية ،كلها
عوامل جعلت التجديد والرفع من إلانتاج أهدافا غير محصورة على القطاع الخاص
156
نور الدين السعداني :الجماعات الترابية بالمغرب بين توزيع االخت صاصات التدبيرية وإكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية" ،مرجع
سابق ،ص .121
115
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
املطالب بمواجهة املنافسة من أجل الاستمرارية ،بل إن القطاع العام بدوره أضحى مجبرا
157
على تطوير وتحسين أدائه ،وهو ما يساعد التدقيق على تحقيقه.
ويمكن تعريف التدقيق باعتباره "كل عمل يستهدف تقويم بنيات املراقبة الداخلية
وفق مرجعيات علمية ومهنية دقيقة ،من أجل الوقوف على الخلل الذي تعاني منه املنظمة
أو املؤسسة في شتى املجاالت ،وذلك من أجل السيطرة عليها والتنبؤ بتطوراتها".158
ويمكن التمييز بين صنفين كبيرين للتدقيق الداخلي :التدقيق املالي والتدقيق
العملياتي .ويهتم التدقيق املالي بمدى كون املستندات املالية للمنظمة تعكس بصدق ووفاء
وضعيتها املالية وذلك في إطار احترام املبادئ املحاسبية واملالية املتعارف عليها ،فالتدقيق
املالي للجماعات املحلية يدخل في إطار القيام بتشخيص في وقت معين للوضعية الفعلية
وإلاختالالت التي يمكن أن تطبع تنظيم جماعة ترابية ،وذلك من طرف شخص أو هيئة
تتميز باالحترافية والاستقالل عن أي تأثير خارجي .159وهكذا ،تخضع مالية الجماعات املحلية
لتدقيق مالي يهدف إلى فحص ماليتها ،وعالقاتها املالية مع باقي املؤسسات وألاجهزة
الخاضعة لوصايتها أو املرتبطة بها.
أما التدقيق العملياتي أو إلاجرائي فيعد الشكل ألاكثر تعقيدا من أشكال التدقيق،
إذ يهتم هذا ألاخير بميادين واسعة من نشاط الهيئة املفحوصة 160.وعلى هذا املستوى
ينطبق التدقيق العملياتي على جميع العمليات التي تقوم بها املنظمة أو الوحدة موضوع
التدقيق دون التركيز فقط على تلك التي لها تأثير مباشر على مسك وتقديم الحسابات ،كما
يتمثل موضوع هذا الصنف من التدقيق في الحكم على الكيفية التي يتم بها الوصول إلى
157
Michel poisson: «l’audit au service des collectivités territoriales », Cahiers de la fonction publique, janvier
1994, p 5.
158محمد حركات" :التدبير االستراتيجي والمنافسة -رهانات الجودة الكلية بالمقاوالت المغربية" ،مطبعة فضالة ،المحمدية ،الطبعة الثانية،
،4112ص .420
159محمد مجيدي :دور المجالس الجهوية للحسابات في تطوير أداء الجماعات المحلية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد الخامس ،الرباط -أكدال ،السنة الجامعية ،1002-1001ص.121 ،
160إدريس خدري :اإلسالم وافتحاص المال العام ،دار النشر المغربية ،الدارالبيضاء ،6006 ،ص .11
116
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
161
وتظهر أهمية التدقيق العملياتي ألاهداف املحددة وألاخطار التي تحيط بنشاط املنظمة.
بالجماعات الترابية ،في تقديم صورة عامة ونقدية لسير هذه ألاخيرة ،وأهدافها ومساطر
عملها وكذا أنشطتها ومنجزاتها.
كما يستمد إلافتحاص بالجماعات الترابي أهميته باعتباره آلية تسعى إلى التقييم
املستقل و املوضوعي لنظام املراقبة الداخلية وإدارة املخاطر ونظام الحكامة داخل
الجماعة من أجل مساعـدة رئيس املجلس الجماعي ومسؤولي مصالح إلادارة الجماعية على
أداء مهامهم وتحقيق أهدافهم بشكل فعال ،وعليه فهو يمكن بذلك الجماعة من التحكم
في املخاطر التي قد تهدد عملها كما يقدم إلافتحاص الداخلي نصائح و توصيات من شأنها
أن تشكل قيمة مضافة بالنسبة للعمل الجماعي.
إن اعتماد آلية إلافتحاص الداخلي بالجماعات الترابي ستسمح بتقييم مستقل
وموضوعي آلليات الرقابة الداخلية وإدارة املخاطر ونظام الحكامة داخل الجماعة من أجل
مساعـدة رئيس املجلس الجماعي ومسؤولي مصالح إلادارة الجماعية على أداء مهامهم
وتحقيق أهدافهم بشكل فعال ،ويمكن بذلك الجماعة من إبراز مدى تحكمها في املخاطر
التي قد تهدد عملها.
161محمد مجيدي :دور المجالس الجهوية للحسابات في تطوير أداء الجماعات المحلية ،نفس المرجع السابق ،ص.111
117
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
إن تقييم السياسات العمومية هو تطبيق يوظف مناهج نوعية لبحث بنيوي يهدف إلى
تأكيد وقياس التأثيرات املباشرة والغير املباشرة لبرنامج معين أو سياسة عمومية على الساكنة
بالنظر إلى ألاهداف املحددة أو الضمنية وحسب إلامكانيات املرصودة ،162وهكذا فإن تقييم
السياسات العمومية له حمولة كمية ونوعية ويقوم بدوره على معايير متعددة غالبا ما تعمل
القوانين الداخلية على تحديدها ،وتختلف هذه املمارسة عن أشكال مماثلة كاملراقبة التي
تقترن بالجزاء في حين أن التقييم يهدف باألساس إلى رصد الهوة املسجلة بين نتائج التدخل
وإطاره النظري كما تختلف عبن التدقيق الذي يعتبر آلية مراقبة داخلية في حين أن التقييم
يجب أن يطبق من قبل هيئة خارجية.
وعند استحضار التجربة الفرنسية نجد أن الجماعات الترابية تخضع لنظام تقييم
السياسات العمومية الذي طبق من طرفها ،حيث أصبح إجراء هذا التقييم إجباريا وبمقتض ى
نصوص قانونية تمثل أولها في دورية 9دجنبر 1993والتي كرست التقييم كأداة لقياس مدى
تناسب إلاجراءات املتضمنة في إطار برنامج معين ووسيلة لتقديم الاقتراحات الالزمة لتطوير
الفعالية ،كما حددت سقف امليزانيات التي تخضع لهذا التقييم بين 1.5و 3مليون فرنك
فرنس ي بالنسبة لكل جهة ،كما حددت دورية الوزير ألاول الصادرة في 25غشت 2000التي
162عبد هللا بوراس :تدبير الشراكة والتعاون على مستوى الجماعات المحلية – دراسة مقارنة– ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام
المعمق ،جامعة عبد المالك السعدي كلية العلوم و القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،بطنجة ، 2009 – 2008 ،ص .206
163
نور الدين السعداني :الجماعات الترابية بالمغرب بين توزيع االختصاصات التدبيرية وإكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية" ،مرجع
سابق ،ص .114
118
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ألغت الدورية السابقة ،معايير مراجعة وتقييم العمال التعاقدية املذكورة ،والواجب احترامها
من قبل الهيئة املكلفة بالتقييم على املستوى الوطني والتي تمثلت في:164
المركزية التقييمات املبرمجة عبر خلق هيئات جهوية مكلفة ولجنة تقنية مختصة.
تطبيق إجراءات جديدة على مستوى الالتزام بالنفقات املحلية من أجل تسهيل
عملية التقييم.
تنظيم مسار تتبعي ملختلف التقنيات املطبقة للتنسيق فيما بينها.
إال أننا نالحظ أن عملية التقييم ضعيفة في املغرب على املستوى املركزي فما بالك
على املستوى الترابي ،خاصة وان املؤسسة البرملانية املعنية أكثر بهذه العملية تعاني خلال في
القيام بمهامها الدستورية وإلادارية وألاخالقية.
ومن املستجدات التي تضمنتها القوانين التنظيمية للجماعات الترابية فيما يتعلق
بالتدقيق السنوي ما جاء في املواد التالية :املادة 304بالنسبة للجماعات ،واملادة 227
للجهات ،ثم املادة 205بالنسبة للعماالت ،165وهناك إلزامية إخضاع العمليات الحسابية
لتدقيق سنوي من طرف املجلس الجهوي للحسابات واملفتشية العامة لوزارة املالية
واملفتشية العامة التابعة لوزارة الداخلية ،هذا النص القانوني الذي يستمد مرجعيته من
الدستور املغربي سيكون له اثر ايجابي على التدبير الترابي.
وبالتالي فان تقييم السياسات العمومية أصبح اليوم مطلبا ال بد منه سواء على
املستوى املحلي أو الوطني ،من اجل تحقيق تدبير فعال للمجال الترابي وتحقيق ألاهداف
املتوخاة من عملية التدبير الترابي وتحقيق تنمية مستدامة ومندمجة من طرف جميع
املشاريع.
164عبد هللا بوراس :تدبير الشراكة والتعاون على مستوى الجماعات المحلية – دراسة مقارنة– ،مرجع سابق ،ص . 2
165
انظر القوانين التنظيمية للجماعات الترابية :القانون رقم 113.14المتعلق بالجماعات و القانون رقم 111.14المتعلق بالجهات والقانون رقم
112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم.
119
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
تعتبر املوارد البشرية من أهم آليات إلادارة والتدبير العمومي ،فاملوارد البشرية هي
مجموعة من العاملين واملوظفين التي تعتبر الرافعة ألاساسية للوظيفة العمومية .وفي
السنوات ألاخيرة انصب اهتمام الدولة على تأهيل وتطوير هذه املنظومة ،وذلك من اجل
الانتقال من التدبير التقليدي العقيم إلى تدبير عصري يراعي مجموعة القضايا كتحسين
وضعية املوظف والرقي بجودة الخدمات املقدمة للمواطن من خالل مجموعة من
امليكانيزمات.
ومن بين أهم امليكانيزمات التي اعتمدتها الدولة ،هو الدليل املرجعي للكفاءات ،بحيث
تعتبر هذه الدالئل املرجعية حجر الزاوية بالنسبة لكل سياسة تهدف إلى تثمين املوارد
البشرية ،وأداة أساسية ووسيلة مرجعية لتدبير أفضل للموارد البشرية املرتكز على تنظيم
محكم للعمل وتنمية فعالة للكفاءات ،وآلية فعالة لتطوير املهنية سواء على مستوى
ألانشطة ومهام إلادارة العمومية ،أو على مستوى أنشطة تدبير املوارد البشرية .وتبعا لذلك،
ّ
فإن تطبيقه يضع حدا للتــدبير التقليدي للموظفين ،حيث ُيمكن من توضيح مفهوم العمل
120
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
ومفهوم املوارد البشرية بإعطائها إطارا وركيزة مؤسساتية ،ويسمح بالتمييز بين مختلف
مستويات املسؤولية وتنظيم العالقات في إنجاز مهام إلادارة ،كما يمكن الدليل من وضع
ألاسس إلدراج معادلة إنسان/وظيفة.166
وبالتالي العمل على تدبير ترقية املوظفين من خالل إشراكهم في نشاط إلادارة ومدى
قدرتهم على استعمال كفاءتهم إلنجاز ألاهداف املحددة ،وتحديد ألانشطة واملهام بدقة
لفائدة كل مستخدم وتوضيح املسؤوليات والاختصاصات.
121
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
يعتبر مقترب رقابة التسيير أو ألاداء بصفة عامة" تلك العملية التي تهدف إلى قياس
النشاط املؤدى والوقوف على حقيقة نتائجه ،ومن ثم تبيان ما إذا كان النشاط متفقا في
نتائجه مع ألاهداف التي تسعى لتحقيقها وما إذا كان هذا النشاط ووسائل تحقيق نتائجها
تمثل أفضل وأكفأ ما أمكن إتباعه لتحقيق النتائج وألاهداف .167وهو آلية رقابية حديثة
تتوخى تقييم وتقويم مناهج التسيير داخل املؤسسات عبر اقتراح إلاجراءات التصحيحية على
املسؤولين قصد تحقيق ألاهداف املعلنة وهو ما يجعل منها مراقبة مندمجة في التسيير
وليست خارجة عنه .168فهو آلية مهمة في الرقي بالعمل الداخلي للمجالس الجماعية إلى
مستوى التدبير املقاوالتي وبالتالي الحصول على نتائج جد مرضية تعكس بدورها تحسن
وضعية الجماعة والسكان معا.
وبصفة عامة فإن قرارات رقابة التسيير ترمي إلى تقويم النشاط املالي للهيآت العامة أو
الجماعات الترابية ومرافقها العامة الجماعية وهو ما يقتض ي متابعة ومراقبة عمليات تنفيذ
ألاعمال واملشروعات والبرامج ومعرفة تكلفتها ومدى كفاءة ألاجهزة التي تقوم بتنفيذها وبيان
مطابقة التنفيذ للحدود واملواعيد املرسومة وبيان أثر هذا التنفيذ على النشاط الاقتصادي.
إن أهمية هذه الطريقة في التدبير تتجلى في كونها مبادرة داخلية أي أن الجماعات
الترابية هي صاحبة القرار في الاستعانة بها في تحديث وسائل عملها ،وليست تقنية مفروضة
من الخارج ،ونظرا للمزايا الكثيرة التي تقدمها للرفع من جودة أداء الجماعات ،فقد كانت
ضمن اهتمامات أشغال املناظرة الوطنية السابعة للجماعات املحلية.169
من خالل ما سبق يتضح أن رئيس املجلس في حالة ألاخذ بهذه التقنية سوف يتمكن من
معرفة مظاهر الانحرافات داخل جماعته ،وكذا قياس الفوارق بين النتائج املحصل عليها وتلك
167مدني أحمودش :المجلس األعلى والمجالس الجهوية للحسابات :التشكيل واالختصاصات ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق شعبة القانون
العام ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال -الرباط ،2001-2001ص .51
168سعيد الميري ،التدبير اإلقتصادي للجماعات المحلية بالمغرب ،مرجع سابق ،ص .541
169أعمال المناظرة الوطنية السابعة للجماعات المحلية ،مرجع سابق ،ص .317
122
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
املنتظرة ومقارنة الوسائل باألهداف ،وذلك من أجل اتخاذ القرار املناسب بهذا الشأن
وتصحيحه ،وقد يكون إما في تحديد ألاهداف أو في الخطط والسياسات املقررة لها أو في
عمليات التنفيذ وألاداء أو في أسباب أخرى غير تلك .عموما ،تبقى تقنية مراقبة التسيير من
آلاليات الحديثة املستعملة في التدبير العمومي والخاص ،تمكن سواء املقاوالت أم القطاع
العام من تجاوز بعض إلاشكاليات التي يطرحها التسيير الداخلي ،ومن ثمة محاولة إيجاد
الحلول لتصحيح تلك الاختالالت وتحسين ألاداء.
123
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وذلك لكون السياسات العمومية الترابية أصبحت تشكل اليوم قاطرة حتمية لإلجابة
عن حاجيات ومطالب املواطنين واملواطنات من جهة ،ومن جهة ثانية باعتبار الجهة الركيزة
ألاساسية والوحدة الالمركزية ألاقرب للمواطنين والوسيط ألاساس ي الذي يمكن اعتماده من
اجل تحقيق التنمية الترابية ودعم الديمقراطية.
إن استحضار آليات ترسيخ الحكامة املحلية الجيدة يتم في سياق إخراج الجماعات
الترابية من أزمتها ومشاكلها املختلفة التي تعاني منها وذلك من أجل تطوير تدخالتها على
مستوى جميع امليادين سواء في التدبير إلاداري أو الاقتصادي أو الاجتماعي وحتى السياس ي،
هذا باإلضافة إلى اعتماد آليات أخرى ذات طبيعة رقابية وتقييمية من شأنها هي ألاخرى أن
تطور العمل الجماعي في جميع املجاالت.
124
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وبالتالي فتحديد عناصر الحكامة ومبادئ التدبير الترابي وتبيان الاختالالت التي يعرفها
سيسهل مأموريات كل املهتمين بالشأن العام الترابي ،والخروج بمجموعة من الخالصات
والاستنتاجات والحلول التي يمكن أن تعطي دفعة قوية ملسار القرار الترابي وتفعيله في
سبيل إخراج سياسات عمومية ترابية هادفة ومستدامة.
و يالحظ من خالل دراسة هذا املوضوع أيضا على أن تدبير املجال الترابي باملغرب ال
يعرف تدخل طرف واحد فقط بل إنه يعرف تدخل مجموعة من الفاعلين آلاخرين كالدولة
وباقي الشركاء آلاخرين ،هذه العالقة التي تم إعادة تنظيمها بموجب هذه املقتضيات الجديدة،
والتي ستجعل الجماعات الترابية تلعب دور ايجابي ليس فقط في مسلسل التنمية بل في
مسلسل دمقرطة وتحديث هياكل الدولة ،لكن تنظيم هذه العالقة وتجاوز إشكالية تداخل
الاختصاصات بين باقي املتدخلين في تدبير املجال الترابي مرتبط بشكل كبير بتفعيل املبادئ
الجديدة التي تضمنتها املقتضيات الدستورية والقانونية ملا بعد ،2011وخاصة تنزيل
القوانين التنظيمية إلى ارض الواقع ،ومن هذه املبادئ وآلاليات مبدأ التدبير الحر والتفريع
والتضامن بين الجماعات الترابية والشراكة.
إضافة إلى تحديات املرحلة الراهنة لنجاح الحكامة أو التدبير الترابي من خالل ممارسة
الجماعات الترابية لسلطاتها وبلورة سياسات عمومية ترابية ،تتطلب العمل وفق برامج
ومشاريع تنموية كما جاء في القوانين التنظيمية ومن هنا يتوجب:
125
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
على السلطات املركزية واملحلية على السواء إلاسراع بإخراج الوكاالت الجهوية
لتنفيذ املشاريع إلى حيز الوجود تنفيذا ملا جاء به القانون التنظيمي للجهات ،الن
هذه آلالية هي أهم وسيلة تمتلكها الجماعات الترابية بفعل إلاصالحات الجديدة في
تفعيل سياستها التنموية على الصعيد املحلي
توفير أدوات وآليات رقابية كاإلفتحاص والتدقيق والتقييم وإعمالها من أجل
احترام الشفافية وألاخالق في تدبير املال العام ،وفي إجراءات تفويت الصفقات
العمومية املبرمة على مستوى املجالس الجماعية ،وذلك إلعادة الثقة للمستثمرين
املحليين و ألاجانب.
تفعيل املقاربة التشاركية من خالل إشراك السكان فعن طريق املجتمع املدني في
عملية اتخاذ القرارات التي تهم جماعاتهم ،وذلك تفعيال ملا جاء به الدستور الجديد
الذي نص على الدور املحوري الذي تحتله الجمعيات.
وللحد من معيقات ألاسلوب التقليدي العقيم في التدبير وتطوير املمارسات الترابية
يجب تقويم الهيكلة إلادارية واملالية للجماعات الترابية ،وطرح بدائل لذلك تنطلق
من ضمان إلاستقالل املالي املبني على موارد مالية قارة ،وسلطة جبائية تنمي من
خاللها الجماعات إيراداتها املالية والحرص على عدم جعلها رهينة التقلبات املالية
التي تعرفها امليزانية العامة للدولة وتعكسها قوانين املالية مما قد يؤثر على تحقيق
الجماعات الترابية ملشروعها التنموي.
يجب الحرص على التأطير البشري الفعال للجماعات الترابية سواء ما يتعلق
باملوظفين الجهويين أو املنتخبين الجهويين وذلك لإلستفادة من آليتي التحفيز
والتكوين ،وذلك لتحريك الطاقات التي تختزنها الكفاءات البشرية ،وبناء الوعي
الترابي ،ويراهن كذلك على هيكلة مالية وإدارية للجماعات الترابية للتجاوب مع
إلاختصاصات التنموية لها.
126
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
وأخيرا ترسيخ ثقافة النتائج و الفعالية في تدبير الشأن العام املحلي عن طريق الرفع
من مستوى أداء املجالس الجماعية لخدمة املواطن ،والانتقال من ثقافة التسيير
إلى ثقافة التدبير في إنجاز مشاريع التنمية املحلية عن طريق التعاقد والبرمجة في
تدبير امليزانية.
127
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
128
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
129
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
رفيقة اليحياوي" :دور الحكامة الجيدة في تدبير الشأن املحلي باملغرب– جهة العيون
بوجدور الساقية الحمراء نموذجا" ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة
محمد الخامس كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية اكدال الرباط ،السنة
الجامعية . 2013/2012
محمد إد ملفیس :عالقة إلادارة باملواطن املغربي ،رجال السلطة نموذجا ،الجزء الثاني،
أطروحة لنیل الدكتوراه في الحقوق تخصص القانون العام ،جامعة محمد الخامس
أكدال ،كلیة الحقوق ،السنة الجامعية . 2012- 2011
ميلود ابراهمي :السياسات العمومية القطاعية الترابية :التطهير السائل في الجماعات
الحضرية الكبرى نموذجا ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،جامعة
الحسن ألاول ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات ،السنة
الجامعية .2015-2014
محمد مجيدي :دور املجالس الجهوية للحسابات في تطوير أداء الجماعات املحلية،
أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية
والاجتماعية ،جامعة محمد الخامس ،الرباط -أكدال ،السنة الجامعية 3117-3116
سعيد امليري :التدبير إلاقتصادي للجماعات املحلية باملغرب ،أطروحة لنيل الدكتوراه
في الحقوق ،جامعة محمد الخامس– السويس ي – كلية العلوم القانونية والاقتصادية
والاجتماعية – الرباط.2007 – 2006 ،
مدني أحمودش :املجلس ألاعلى واملجالس الجهوية للحسابات :التشكيل
والاختصاصات ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق شعبة القانون العام ،كلية
العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال -الرباط .2001-2001
عبد هللا بوراس :تدبير الشراكة والتعاون على مستوى الجماعات املحلية – دراسة
مقارنة – ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام املعمق ،جامعة عبد املالك
السعدي كلية العلوم و القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،بطنجة. 2009 – 2008 ،
130
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
نجيب املصمودي :التسويق الترابي ورهان التنمية املحلية املندمجة باملغرب) املقومات
-التحديات – الرهانات) ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام ،كلية الحقوق
طنجة ،سنة .2013-2012
ياسين ألاندلوس ي بندحمان :حكامة التسويق الترابي و إشكاليات التدبير املجالي،
رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام ،كلية الحقوق بطنجة .2010-2009
عبد العالي البحديدي :النسق السياس ي املحلي (مكوناته و آليات اشتغاله) ،رسالة
لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون العام ،جامعة الحسن الاول كلية
العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات 3117 ،ـ .3114
محمد سدقاوي :الديمقراطية التشاركية – براد يغم جديد لتدبير الشأن العام املحلي،
رسالة دبلوم املاستر في القانون العام ،جامعة الحسن ألاول ،كلية العلوم القانونية
إلاقتصادية وإلاجتماعية بسطات.2009-2008 ،
عائشة رحيم" :التدبير الجديد للميزانية املرتكز على النتائج باملغرب" ،رسالة لنيل
دبلوم الدراسات العليا املعمقة ،جامعة محمد الخامس ،كلية أكدال – الرباط،
سنة .3114 -3117
إلادريس ي محمد :إلاصالح إلاداري على ضوء ميثاق حسن التدبير ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا في القانون العام ،كلية الحقوق ،الرباط-أكدال.3112-3113 ،
طارق الهنتور :السلطة التنظيمية للجماعات الترابية وفق دستور " 2011مقارنة بين
املغرب وفرنسا" ،رسالة لنيل شهادة املاستر في القانون العام ،جامعة القاض ي
عياض كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – مراكش ،السنة الجامعية
.2014-2013
حميد املاموني :العالقة بين الدولة و الجماعات الترابیة على ضوء الجھویة املتقدمة
دراسة تحلیلیة ملقتضیات دستور ، 2011رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام،
131
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
132
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الشكاري كريم :تعاون وشراكة الجماعات الترابية على ضوء القوانين التنظيمية،
مجلة مسالك في الفكر والسياسة والاقتصاد ،عدد ، 34/33سنة .2015
عبد الحافظ ادمينو :قراءة في تجربة التعاون الالمركزي للتنمية ،املجلة املغربية لإلدارة
املحلية والتنمية ،عدد ، 86ماي– يونيو .2009
بجيجة العربي :القوانين التنظيمية الترابية ومبدأ التدبير الحر ،مجلة مسالك في الفكر
والسياسة والاقتصاد ،العدد ،34/33سنة .2015
فتيحة بشطاوي :الحكامة والتنمية مثال منظومة الرقابة والتدقيق على الصعيد
املحلي ،مجلة مسالك في الفكر والسياسة والاقتصاد ،عدد مزدوج .2010 ،14-13
احمد اجعون ":الجهوية املتقدمة في الدستور املغربي لسنة 2011املجلة املغربية
لإلدارة املحلية والتنمية ،عدد ،116ماي – يونيو .2014
رضوان العنبي :مسألة توزيع الاختصاصات بين الدولة والجهات خطوة نحو تفعيل
الجهوية املتقدمة" ،مجلة املنارة للدراسات القانونية وإلادارية ،العدد ألاول. 2011 ،
املصطفى بلقزبور : :توزیع الاختصاصات بين الدولة والجھات ،أي نموذج ممكن في أفق
مغرب الجهات؟" ،السلسلة املغربية لبحوث إلادارة وإلاقتصاد واملال ،مطبعة طوب
بريس ،الرباط ،الطبعة ألاولى. 2011
محمد اليعكوبي :مشاركة املواطنين في التهيئة الحضرية باملغرب ،املجلة املغربية لإلدارة
املحلية والتنمية ،العدد ، 32ماي -يونيو .2000
ھشام ملیح :سؤال الحكامة الترابیة باملغرب ،مجلة مسالك في الفكر والسیاسة
والاقتصاد ،العدد ،22 -21سنة . 2012
علي قاسمي التمسماني :الدولة والجھات على ضوء الدستور الجدید ،مجلة مسالك في
الفكر والسیاسة والاقتصاد ،العدد ،22-21السنة .2012
133
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
134
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
135
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
136
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
Ouvrages en français :
Laurie Boussaguet, Dictionnaire des politiques publiques Presses de
Sciences Po (P.F.N.S.P.), 2010.
Mohamed el yaagoubi : réflexion sur la démocratie locale au Maroc,
imprimerie el maarif al Jadida, 2006.
Michel poisson: «l’audit au service des collectivités territoriales », Cahiers
de la fonction publique, janvier 1994.
Revues et magasines:
Mohamed. Echkoundi: « De la gouvernance à La gouvernance local », in
revue Marocaine d’audit et de développement )R M U D(, N°19,
Décembre 2004.
Abdelkrim bezzaa: « la régionalisation au Maroc- un projet royal en
marche », publications de la revue marocaine d’administration locale et
de développement, le 10 juin 2010 .
Zineb Sitri: Fondement et enjeux de la bonne gouvernance urbaine,
Remald. Série « thèmes actuels ». N°46, 2004.
Thèses et Mémoire
Khalid ragragui : « Les politiques publiques locales », mémoire pour
l’obtention du diplôme du master ,université moulay ismail faculté des
sciences juridiques économiques st sociales Meknes, année
universitaire 2010/2011 .
137
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
138
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
الفهرس
مقدمة1...................................................................................................................................................
الفصل ألاول :آليات صنع وتأطير القرار العمومي الترابي9111..............................11111
املبحث ألاول :آلاليات املؤطرة للقرار الترابي11…….……..……………..……………………………………....…….
املطلب ألاول :إلاطار القانوني للجماعات الترابية …………………………………………………………11…….….
الفرع ألاول :الجماعات الترابية كفاعل في صناعة القرار الترابي ………………11….………………………..
الفقرة ألاولى :إلاطار التنظيمي للجهة في ظل القوانين الجديدة12……..………………………………………..
الفقرة الثانية :التنظيم القانوني الجديد للعماالت وألاقاليم والجماعات 19…….……….……………...
الفرع الثاني :السلطة التنظيمية للجماعات الترابية 23…...................................................................
الفقرة ألاولى :مجاالت السلطة التنظيمية الترابية 24……………….……………..……………………………….
الفقرة الثانية :خصائص السلطة التنظيمية الترابية 27..…...….…………………..…...............................
املطلب الثاني :ترسيخ الديمقراطية الترابية في بلورة القرار العمومي الترابي28…..……………………....
الفرع ألاول :دور السلطة املحلية في ترسيخ الديمقراطية الترابية…………………………29…….………..
الفقرة ألاولى :رجال السلطة ودورهم في تدبير الشأن الترابي29.........................................................
الفقرة الثانية :دور ممثلي املصالح الخارجية في التدبير الترابي32.…..…..….………………….……………..
الفرع الثاني :القرب السياس ي مدخل لبلورة القرار الترابي33………….……………………………….………..
الفقرة ألاولى :التعددية وسياسة القرب في تدبير الشأن العام الترابي ……………………………34……….
الفقرة الثانية :املفهوم الجديد للسلطة 36…….………..………………………….…………………………………..
املبحث الثاني :مقومات صناعة القرار العمومي الترابي…………………………39……..……..…..……….…..
املطلب ألاول :تطوير وتأهيل إلامكانيات البشرية والرقابية 40…….….…..……………………………………..
الفرع ألاول :الاهتمام باملوارد البشرية في أفق بلورة القرار الترابي40…..………………..…………………...
الفقرة ألاولى :تحفيز وتكوين املوارد البشرية41….…....….…….…………….…………………..........................
الفقرة الثانية :التأهيل واعتماد الحركية وإعادة الانتشار 44....….....................................................
الفرع الثاني :أدوات مراقبة صنع القرار الترابي …………………………47...……...……………..…..….……….
الفقرة ألاولى :مكانة املعارضة من عملية صنع القرار الترابي47…....…………..….…………….……………..
الفقرة الثانية :دور القضاء الاداري واملجالس الجهوية للحسابات في مراقبة القرار الترابي…54…...
139
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
املطلب الثاني :حوكمة العالقة ما بين السياس ي وإلاداري في تدبير القرار الترابي…65…………….…....
الفرع ألاول :عالقة الجماعات الترابية بممثلي السلطات العمومية……………………66……….………....
الفقرة ألاولى :تطوير عدم التركيز إلاداري في أفق تفعيل القرار التربي………………………66…………….
الفقرة الثانية :التخفيف من سلطة الوصایة على الجماعات الترابیة 68……...……………………………..
الفرع الثاني :تفعيل التدبير التشاركی بين الدولة والجماعات الترابیة70……....…………………..………...
الفقرة ألاولى :التعاقد كآلية لتحقيق الحكامة70…….…...…..………………………………………..…………….
الفقرة الثانية :أهمية التخطيط في تطوير أداء املجالس الجماعية72…….……….…..…………………….
خالصة القسم الثاني74….……….………….……….………………………………………………………………………..
الفصل الثاني :فعالية تدبير السياسات العمومية الترابية77….….…..…..…………….
املبحث ألاول :سلطات الجماعات الترابية في تفعيل السياسات العمومية الترابية78..………..……...
املطلب ألاول :مبادئ تدبير السياسات العمومية الترابية وفق املقتضيات القانونية الجديدة……78
الفرع ألاول :دور مبدأ التدبير الحر في ممارسة الجماعات الترابية لسلطاتها في تفعيل السياسات
العمومية الترابية79……..…….………………………………………………………………………………………………….
الفقرة ألاولى :الطبيعة القانونية ملبدأ التدبير الحر80……..………………………………………………………..
الفقرة الثانية :أهمية التدبير الحر بالنسبة للجماعات الترابية………………………………82……....…….
الفرع الثاني :اعتماد مبادئ أخرى جديدة في التدبير الترابي84……..……..…………………………………….
الفقرة ألاولى :سلطات الجماعات الترابية وفق مبدأ التفريع…………………………………………85……....
الفقرة الثانية :التضامن والتعاون بين الجماعات الترابية87……...……………………………………………..
املطلب الثاني :وسائل الجماعات الترابية في تنفيذ السياسات العمومية الترابية88….....…….……….
الفرع ألاول :الوسائل الذاتية لتفعيل السياسات العمومية الترابية89....….….…………………………….
الفقرة ألاولى :شركات التنمية املحلية أداة لتنفيذ السياسات العمومية الترابية89…..…..……………….
الفقرة الثانية :الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع كآلية لتنفيذ السياسات العمومية الترابية91..……..
الفرع الثاني :التنفيذ التشاركي للسياسات العمومية الترابية……………………………………95……...…….
الفقرة ألاولى :الشراكة مع القطاع الخاص كآلية لتنفيذ السياسات العمومية الترابية96..….....…….
الفقرة الثانية :الشراكة مع املجتمع املدني لتتبع وإعداد وتقييم السياسات العمومية الترابية98..….
املبحث الثاني :آليات الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام الترابي101……..….……….…………………..
املطلب ألاول :الحكامة الترابية كآلية لتفعيل السياسات العامة الترابية102……..…….…..……………..
140
صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية
141