You are on page 1of 141

‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬


‫سال‬
‫‪Faculté des Sciences Juridiques‬‬
‫‪Economique et Sociales - Salé‬‬

‫رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام والعلوم السياسية‬

‫صناعة القرار العمومي الترابي‬


‫وفعالية السياسات العمومية‬
‫الترابية‬

‫بإشراف الاستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬

‫عبد الحافظ ادمينو‬ ‫محمد اهيري‬

‫‪2017‬‬

‫‪1‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫مقدمة‬
‫إن التحوالت التي عرفتها عملية صنع القرار‪ ،‬تعتبر جزء من التحوالت الشاملة التي‬
‫يعرفها املجتمع الدولي في إطار العوملة والانفتاح الذي تعرفه الدول فيما بينها خصوصا فيما‬
‫يتعلق بمناهج وآليات القيادة والتدبير‪ ،‬فالحاجة إلى التطور بصياغة سياسات عامة تأخذ‬
‫فيها الدولة املكانة الرئيسية لم تعد مقبولة‪ ،‬حيث أصبحت الدولة اليوم غير قادرة على‬
‫الاحتفاظ بوسائل الاحتكار‪ .‬كما أن ظهور متغيرات ومطالب اجتماعية جديدة عجلت‬
‫بالدعوة إلى إعادة صياغة النظم الاجتماعية والسياسية‪ .‬ومند الثمانينات وفي خضم هذا‬
‫التحول‪ ،‬انبثقت العديد من املفاهيم كالفاعل املحلي‪ ،‬الحكامة املحلية‪ ،‬القرار املحلي‪،‬‬
‫سياسة القرب‪ ،‬التدبير املحلي‪ ،‬الحكامة املحلية وغيرها‪.‬‬

‫وفي هذا إلاطار تم اعتبار الحكامة كأرضية لعودة املحلي بإقرار الالمركزية‪ ،‬وتجسيدا‬
‫واضحا لتفسير عالقة الدولة بباقي املتدخلين املحليين‪ ،‬خاصة الجماعات الترابية واملجتمع‬
‫املدني ومشاركة القطاع الخاص‪ .‬وبالتالي التأسيس لعالقة كاملة تهتم باملتطلبات‬
‫الاجتماعية‪ ،‬وقائمة على نهج سياسات جديدة تحاول الخروج من أزمة الحكم املركزي‬
‫وتضع حدا لكل أشكال التدبير التقليدية‪.‬‬

‫فحكامة التدبير املحلي تعتبر مجموع آلاليات التي يتم بواسطتها تدبير الشأن العام‬
‫املحلي عبر مشاركة املواطنين وكل الشركاء املحليين في إطار احترام الشفافية املحلية‪ ،‬وجعل‬
‫تفعيل السياسات العمومية املحلية في سبيل تحقيق التنمية على جميع ألاصعدة مطلبا‬
‫أساسيا‪ .‬وال يمكن اختزال التنمية املحلية بشكل عام في تحسين مستوى الدخل الفردي‪ ،‬بل‬
‫إنها تفيد توسيع دائرة اختيارات ألافراد وحرياتهم ومشاركتهم في صنع القرار بإطالق دينامية‬
‫متحكم فيها كأداة للنمو الاقتصادي والاجتماعي‪ ،‬وبذلك فإن التنمية هنا تنطلق من رؤية‬

‫‪2‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫تتحدد في تصور شمولي ينبني على اعتبار الحكامة املحلية وجهتين لعملة واحدة‪ :‬الوجه‬
‫ألاول يتوخى الفعالية‪ ،‬أما الثاني فهو يقترن بشكل كبير بالسياسات املحلية‪.1‬‬

‫ويمكن القول أنه مابين الرهان على حكامة التدبير الترابي وتحقيق التنمية املحلية من‬
‫خالل سياسات عمومية ترابية فعالة‪ ،‬تتموقع عملية صنع القرار التي تعد محور كل‬
‫سياسة‪ ،‬وفي هذا الصدد يمكن تعريف القرار بأنه الصيرورة املترابطة من ألافعال و ردود‬
‫ألافعال الرامية إلى تحديد وتصريف سياسة عامة معينة سواء أكانت قطاعية أو وطنية‪،‬‬
‫إنه اختيار واعي يتخذه الفاعل فردا أو مجموعة من بين العديد من الاختيارات التي تعرض‬
‫أمامه بشكل علني وتهدف حل مشكلة ظهرت أثناء املناقشة‪ .2‬أما القرار املحلي فيقصد به‪،‬‬
‫مجموع أفعال وردود أفعال الفاعلين املحليين املشاركين أو املؤثرين في صناعته لتحويل‬
‫مشاكل املجتمع إلى سياسة بعد اتخاذها العديد من املساطر إلاجرائية والقانونية‪.3‬‬

‫أما بخصوص السياسات العمومية الترابية ‪Les politiques publiques Territoriale‬‬


‫فهي سياسة تهدف إلى تحقيق توزيع أفضل للسكان وألانشطة فوق مجال معين من خالل‬
‫سياسة قطاعية ومجالية للتخفيف من التباينات وتحقيق نوع من التوازن املجالي‪ .‬و تقدمها‬
‫السلطات السفلى أي الجماعات الترابية إلى الدولة ‪ ،‬هكذا فمثال في فرنسا يتم إجراء ما يقارب‬
‫‪ 57 %‬من الاستثمارات العمومية في سياق السياسات العمومية املحلية‪.4‬‬

‫وبالرغم من ذلك فإن الرهان على حكامة التدبير الترابي كمطلب في بلورة القرار‬
‫املحلي‪ ،‬يصطدم بإكراهات تفعيل السياسات العمومية املحلية‪ .‬والتي تتمثل في مجموع‬
‫املعيقات التي تعيق مجالس الجماعات الترابية عن ممارسة اختصاصاتها في تدبير الشأن‬
‫املحلي‪ .‬وهي إما إكراهات قانونية مرتبطة باختصاصات املجالس الترابية‪ ،‬أو إكراهات‬

‫‪1‬‬
‫‪Mohamed. Echkoundi . : « De la gouvernance à La gouvernance local », in revue Marocaine d’audit et de‬‬
‫‪développement )R M U D(, N°19, Décembre 2004, p :58 .‬‬

‫‪ 2‬سويم العزي‪ " :‬المفاهيم السياسية المعاصرة ودول العالم الثالث ‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية"‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،1991 ،‬ص ‪. 401‬‬
‫‪ 3‬مرجع سابق‪ :‬المفاهيم السياسية المعاصرة ودول العالم الثالث ‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية"‪ ،‬ص ‪.401‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Laurie Boussaguet, Dictionnaire des politiques publiques, Presses de Sciences Po (P.F.N.S.P.), 2010 p. 446.‬‬

‫‪3‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫مرتبطة بضعف املوارد املالية‪ ،‬أو إكراهات مرتبطة بالجانب السوسيو ثقافي للمنتخب على‬
‫املستوى الترابي‪.‬‬

‫وفي هذا إلاطار تم تبني نظام الالمركزية قصد تقاسم جزء من الاختصاصات مع وحدات‬
‫ترابية تتمتع بالشخصية املعنوية وباإلستقالل املالي ويسيرها أشخاص منتخبون مباشرة من‬
‫طرف املواطنين‪ ،‬قصد تحقيق سياسة أنجع للقرب ترتبط إرتباطا وثيقا بتطبيق الديمقراطية‬
‫على املستوى املحلي‪ .‬إذ يشار إلى الديمقراطية املحلية على أساس كونها‪ ،‬مجموعة من‬
‫امليكانيزمات القانونية والسياسية التي تهدف إلى تجنب إحتواء السلطة املحلية من طرف‬
‫شخص وحيد‪.‬‬

‫لكن نظام الالمركزية أعطى نظاما بدون فعالية تقوى فيه دور الدولة أكثر دون إعطاء‬
‫الفرصة للوحدات الترابية من اجل تسيير شؤونها بنفسها‪ ،‬إما بسبب مجموعة من‬
‫الاكراهات الذاتية أو تلك التي فرضتها الدولة‪ ،‬وبالتالي وبعد استفحال خطورة الفوارق‬
‫والتفاوتات الجهوية وعجز إلاطار إلاقليمي عن مواجهتها نظرا ألنه محدود ال يالئم الهدف‬
‫املرجو منه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية املحلية والقضاء على الاختالالت التي تعرفها‬
‫مختلف جهات اململك‪.‬‬

‫وملا تعددت املطالب والنداءات بضرورة إعادة النظر في الفوارق بين الجماعات الترابية‬
‫وإعادة النظر في الاختصاصات املسندة لها بشكل يتماش ى وينسجم مع تعزيز الالمركزية‬
‫إلادارية وتقويتها‪ .‬جاءت مرحلة دستور ‪ 2011‬لتكرس هذا التوجه وهذه املطالب‪ ،‬من خالل‬
‫التنصيص الدستوري على أهمية الجماعات الترابية في تكامل وتوازن املجال املغربي وتعزيز‬
‫املساواة والتضامن املحلي والنهوض بأوضاع الجماعات الترابية سواء الاقتصادية أو‬
‫الاجتماعية وحتى السياسية‪ .‬وأصبحت املسألة الترابية ذات أهمية بالغة في النظام إلاداري‬
‫املغربي‪ ،‬وأعطاها رؤية جديدة ومغايرة لتعامل الدولة مع جميع املستويات الترابية‪ ،‬وهو ما‬
‫دفع املشرع املغربي إلى إصدار مجموعة من القوانين تجعل من الجماعات الترابية إطارا‬
‫لبلورة السياسات العمومية املحلية يمكن من خالله تحقيق تنمية على جميع املستويات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫وتكتس ي دراستنا لعملية صناعة القرار الترابي أهمية خاصة على ضوء مبادئ‬
‫املقتضيات الدستورية الجديدة أهمية كبرى‪ ،‬والتي تجعل من الجماعات الترابية وسيلة وأداة‬
‫من اجل تفعيل سياسات عمومية محلية وخدمة التنمية املجالية‪ .‬وذلك لعدة اعتبارات‬
‫نحددها في النقط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬كون عملية صناعة القرار الترابي ستمكننا من استجالء استراتيجيات وأدوار‬


‫الفاعلين املحليين‪ ،‬وإلاكراهات التي تواجههم في عملية التدبير‪.‬‬
‫‪ ‬لكون السياسات العمومية الترابية أصبحت هي ألاداة ألاولى التي من خاللها يمكن‬
‫للجماعات الترابية تحقيق ألاهداف الطامحة إليها‪ ،‬خاصة في ظل تخويلها صالحيات‬
‫واسعة مما يفترض عقلنة هذه السياسات العمومية الترابية وجعلها أكثر نجاعة حتى‬
‫تتمكن الجماعات الترابية من النهوض بصالحياتها التنموية‪.‬‬
‫‪ ‬ألن الحكامة املحلية أو الترابية أصبحت البديل السياس ي الذي يراهن عليه جميع‬
‫الفاعلين‪ ،‬وألنها تساهم في تجسيد سياسة القرب‪ ،‬و في التشخيص الجيد للمشاكل‬
‫الترابية‪.‬‬

‫ومن دواعي اختيار املوضوع أن‪ :‬ھناك أسباب ذاتیة وأخرى موضوعیة إلختیار املوضوع‪،‬‬
‫بحیث تكمن ألاسباب الذاتیة في كون مسألة العالقة بين الدولة والجماعات الترابیة‪ ،‬من خالل‬
‫توزیع وتحدید الاختصاصات واملوارد‪ ،‬من أجل تعزیز استقاللیة الوحدات الترابیة وتعزيز‬
‫تواجدها محليا لم تحظى باالھتمام الالزم الذي یجب أن یعطى لھا‪ ،‬بحیث لم یتم التطرق‬
‫بشكل دقیق للمشاكل وآلاثار السلبیة الناتجة عن سوء توزیع الاختصاصات واملوارد بين‬
‫املركز واملجال الترابي‪.‬‬

‫أما فیما یخص الدواعي املوضوعیة‪ ،‬فھي تتجلى في التطورات الحاصلة الیوم في النظم‬
‫الالمركزیة في أغلب التجارب املقارنة والرائدة‪ ،‬إلى جانب ألاھمیة املتزایدة التي تحظى بھا‬
‫الجماعات الترابية في الوقت الراھن‪ ،‬كآلیة وورش مھم للنھوض بقضایا التنمیة املحلية‬

‫‪5‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املستدامة املندمجة في سائر املجاالت‪ .‬وھو الورش الذي انخرط فيه املغرب من أجل تحسين‬
‫العالقة بين الدولة والجماعات الترابیة‪ ،‬وھو ما تم تكریسه من خالل مقتضیات دستور‪2011‬‬
‫الذي حدد مجموعة من آلالیات واملبادئ التي من شأنھا تحسين التدبير الترابي‪.‬‬

‫وفي هذا إلاطار تندرج إشكالية هذا البحث فيما يلي‪:‬‬

‫أن املجال الترابي ليس مجرد إطار تنظيمي لتنفيذ السياسات العامة الوطنية التي يتم‬
‫رسمها في املركز على املستوى املحلي‪ ،‬أي السياسات العمومية الترابية‪.‬‬

‫كذلك هناك عالقة املركزي بالترابي‪ ،‬أو تحديد أبعاد وسياقات سلطات الدولة وسلطات‬
‫الوحدات الترابية في صنع القرار وبالتالي تدبير املجال الترابي‪.‬‬

‫إلى أي حد تساهم عملية صنع القرار الترابي في تفعيل وتجويد السياسات‬


‫العمومية املحلية؟‬

‫ويتفرع عن هذه إلاشكالية العامة مجموعة من التساؤالت الفرعية والتي يمكن إجمالها‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬كيف تتم عملية صنع القرار على املستوى املحلي؟ ومن هم ابرز املتدخلين في هذه‬
‫العملية؟‬
‫‪ ‬ما هي ألادوات التي منحتها املقتضيات الدستورية والقانونية للجماعات الترابية لتدبير‬
‫السياسات العمومية الترابية في ظل تعدد املتدخلين؟‬
‫‪ ‬ما هي آلاليات وألادوات التدبيرية التي تم اعتمادها في عملية تدبير السياسات‬
‫العمومية الترابية؟‬

‫ملناقشة هذه إلاشكاليات سننطلق من الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬الفرضية ألاولى‪ :‬أن تعدد املتدخلين في املجال الترابي تتشكل عنه مجموعة من‬
‫الاكراهات التي تحد من حرية هامش تصرف املدبر املحلي في تفعيل السياسات‬
‫العمومية املحلية‪.‬‬
‫‪ ‬الفرضية الثانية‪ :‬أن بلورة السياسات العمومية الترابية من طرف الجماعات الترابية‬
‫وتحقيق حكامة ترابية في تدبير املجال الترابي مرتبط بنسبة كبيرة بتفعيل آلاليات‬
‫التدبيرية الجديدة واملبادئ الجديدة التي منحتها املقتضيات الدستورية والتنظيمية ملا‬
‫بعد دستور ‪.2011‬‬

‫إن مسألة تدبير املجال الترابي هي مسألة جد معقدة يتداخل فيها ما هو سياس ي وإداري‪،‬‬
‫قانوني واقتصادي‪ ....‬ولإلحاطة بعناصر إلاشكالية املطروحة والتحقق من الفرضيات املثارة‪.‬‬
‫سوف يتم الاعتماد على‪:‬‬

‫املقترب القانوني لكونه املدخل الصحيح لفهم الواقع ومعطياته‪ ،‬من خالل اعتماده‬
‫لدراسة ما جاءت به املقتضيات القانونية خاصة منها ‪:‬دستور اململكة لسنة ‪ ، 2011‬والقوانين‬
‫التنظيمية للجماعات الترابية‪.‬‬

‫ويتم أيضا إعتماد املنهج الوظيفي من خالل التحليل الذي ينصب على وظائف‬
‫الجماعات الترابية والاختصاصات املنوطة بها سواء في جميع املجاالت وكذا باقي الفاعلين في‬
‫تدبير املجال الترابي‪ ،‬والتغيرات التي طرأت عليها على املستوى الوظيفي من خالل املحطات‬
‫التاريخية التي مرت منها وكذا الرهانات املستقبلية‪.‬‬

‫ولتحليل املوضوع وإلاملام بكل جوانب البحث‪ ،‬وكذا إلاجابة على إلاشكالية نقترح‬
‫الخطة التالية‪:‬‬

‫الفصل ألاول‪ :‬آليات صنع وتأطير القرار العمومي الترابي‬

‫املبحث ألاول‪ :‬آلاليات القانونية واملؤسساتية املؤطرة للقرار الترابي‬

‫‪7‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املبحث الثاني‪ :‬مقومات صناعة القرار الترابي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬فعالية تدبير السياسات العمومية املحلية‬

‫املبحث ألاول‪ :‬سلطات الجماعات الترابية في تفعيل السياسات العمومية الترابية‬

‫املبحث الثاني‪ :‬آليات الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام الترابي‬

‫‪8‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفصل ألاول‪:‬‬
‫آليات صنع وتأطير القرار العمومي الترابي‬

‫‪9‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفصل ألاول‪ :‬آليات صنع وتأطير القرار العمومي الترابي‬


‫شكل تدبير املجال الترابي ببالدنا أهمية حيوية‪ ،‬هذه ألاهمية جعلت الدولة تلجأ إلى تنويع‬
‫إلاستراتيجيات وآلاليات الهادفة لضبطه وتنميته‪ ،‬انطالقا من أساليب املركزية والالمركزية‪،‬‬
‫لكن الاتجاه الحالي بدأ يسير في منحى الالمركزية على حساب املركزية الشديدة وذلك بفعل‬
‫تضخم املشاكل واتساع حجمها وعجز الدولة عن مواجهتها لهذه املشاكل انطالقا من املركز‪،‬‬
‫فالالمركزية تعتبر آلية ناجحة لتصريف مختلف املشاكل املتراكمة وتحويلها إلى مختلف‬
‫وحداتها الالمركزية قصد التغلب عليها‪.‬‬

‫والاهتمام باملجال الترابي تم إلاعالن عنه منذ السنوات ألاولى لالستقالل‪ ،‬وذلك كرد فعل‬
‫على السياسة الاستعمارية التي كانت تتأسس على التمييز التعسفي فيما يخص تدبير التراب‬
‫الوطني‪ ،‬وهذا الاهتمام نابع من كون أن إعداد وتنظيم املجال الترابي له دور حاسم في بلورة‬
‫شكل وطبيعة الدولة‪ ،‬فاملجال ال يمكن تصوره منفصال في عالقته باملجتمع إذ ال يمكن ألي‬
‫نظرية اجتماعية أن تتجاوز البعد املجالي في الظواهر التي تريد تفسيرها‪.‬‬

‫ويشكل التنظيم الترابي إلاطار املالئم لبلورة استراتيجيات تنموية وتوجيه سياسات‬
‫عمومية مندمجة وتشاركية لتدبير املجال الترابي‪ ،‬تجعل من الجماعات الترابية عنصرا‬
‫مفتاحيا لكل تنمية ترابية‪ ،‬وإرساء ثقافة الديمقراطية املحلية‪ ،‬لكن وأمام الانتقادات التي‬
‫وجهت إلى التجربة الجهوية لسنة ‪ 1996‬وبروز إصالحات سياسية وديمقراطية أصبحت‬
‫تفرض نفسها وتفرض بالتالي التغيير بهدف خلق مجال للتنمية الاقتصادية والاجتماعية‬
‫والثقافية الحقيقية‪ ،‬وكان ال بد من القيام بقفزة نوعية فيما يخص إلاطار املنظم للجماعات‬
‫الترابية بأكملها‪ ،‬وبالفعل هذا ما تم القيام به من خالل إصدار دستور ‪ 2011‬الذي يعد نقلة‬
‫في مجال التدبير الترابي من خالل ما تضمنه من مقتضيات تسمح بتعزيز دور الجماعات‬
‫الترابية في النهوض بالتنمية الشاملة‪ ،‬والاضطالع السليم والقويم بمهامها إلادارية والتدبيرية‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫والارتقاء بأدائها وفق الرهانات امللقاة عليها بما تتمتع به من اختصاصات‪ ،5‬هاته ألاخيرة التي‬
‫حددتها القوانين التنظيمية الجديدة ‪ ،114.14 - 114.13 – 114.12‬من هذا املنطلق فإن‬
‫دراسة دور الجماعات الترابية في تدبير املجال الترابي‪ ،‬ستتركز على إلاطار املؤسساتي والقانوني‬
‫لها بعد دستور ‪( 2011‬املبحث ألاول (‪ ،‬وبعدها سيتم التطرق إلى مقومات صنع القرار الترابي‬
‫ودورها في تدبير املجال الترابي )املبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ 5‬بجيجة العربي‪ :‬القوانين التنظيمية الترابية ومبدأ التدبير الحر‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،34/33‬سنة ‪ ،2015‬ص ‪.41‬‬

‫‪11‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املبحث ألاول‪ :‬آلاليات املؤطرة للقرار الترابي‬


‫اتسم دستور اململكة لسنة ‪ 2011‬بالرغبة في التوجه نحو إصالح عميق ومهيكل‬
‫لالمركزية‪ ،‬وطغى عليه باألساس طابع التوجه نحو الجهوية املتقدمة‪ ،‬حيت تم منح الجماعات‬
‫الترابية باإلضافة إلى الاعتراف الدستوري بوجودها ‪ ،‬منحها مركز دستوري متكامل إلى حد انه‬
‫تم تمكينها من الضمانات الضرورية للتعبير عن حريتها في تدبير املجال الترابي‪ ،‬وهذا ما كرسته‬
‫القوانين التنظيمية للجماعات الترابية (املطلب ألاول)‪ ،‬باإلضافة إلى أن هناك ألاجهزة‬
‫الجماعية وباقي الفاعلين الذين يتميزون بدور رئيس ي وفعال في تدبير املجال الترابي (املطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬إلاطار القانوني للجماعات الترابية‬


‫جاء الدستور الجديد بعدة مستجدات تهم الجماعات الترابية في إطار تحديث وتطوير‬
‫املنظومة الترابية‪ ،‬وهكذا فقد أعطى الدستور الجديد مكانة متميزة للجماعات الترابية‪ ،‬والى‬
‫جانب الدستور نجد القوانين التنظيمية التي أولت اهتماما كبيرا بهذه الوحدات‪ .‬بحيث قام‬
‫املشرع املغربي بتنظيم الجماعات الترابية بمقتض ى قوانين تنظيمية منها‪ :‬القانون رقم‬
‫‪ 111.14‬املنظم للجهة ‪ ،6‬والقانون املنظم للعماالت وألاقاليم رقم ‪ ،7111.13‬والقانون‬
‫املنظم للجماعات واملقاطعات رقم ‪ ،8111.12‬من أجل تدبير املجال الترابي‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬الجماعات الترابية كفاعل في صناعة القرار الترابي‬


‫تعتبر الجماعات الترابية فاعال رئيسيا في صناعة القرار الترابي‪ ،‬فاستجالء مضامين‬
‫النظام القانوني للجماعات الترابية‪ ،‬يبرز تواجد مجموعة من املؤسسات الترابية املنشطة‬
‫للعمل الترابي‪ ،‬لذا فإن إلاطار التنظيمي يمثل أداة من أدوات املمارسة الترابية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬رمضان ‪ 7( 1436‬يوليوز‬
‫‪ ،)2015‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة في ‪ 6‬شوال (‪ 23‬يوليوز ‪.)2015‬‬
‫‪7‬‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬رمضان ‪7( 1436‬‬
‫يوليوز ‪ ، )2015‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة في ‪ 6‬شوال (‪ 23‬يوليوز ‪.)2015‬‬
‫‪8‬‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬رمضان ‪ 7( 1436‬يوليوز‬
‫‪ ،)2015‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة في ‪ 6‬شوال (‪ 23‬يوليوز ‪.)2015‬‬

‫‪12‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬إلاطار التنظيمي للجهة في ظل القانون الجديد‬

‫الجهة جماعة ترابية ال مركزية تتمتع بالشخصية املعنوية والاستقالل إلاداري واملالي‪،‬‬
‫هذا مفاده أن تدبير شؤونها يتم من طرف مجلس جهوي ينتخب أعضاؤه باالقتراع العام‬
‫املباشر وفق أحكام القانون التنظيمي املتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية‪،9‬‬
‫وهي نفس التوصية التي كان خرج بها تقرير اللجنة الاستشارية للجهوية‪ ،‬حيث جاء في الفصل‬
‫‪135‬من دستور اململكة لسنة ‪ 2011" : .....‬الجماعات الترابية أشخاص معنوية‪ ،‬خاضعة‬
‫للقانون العام‪ ،‬وتسير شؤونها بكيفية ديمقراطية‪ ،‬تنتخب مجالس الجهات والجماعات‬
‫باالقتراع العام املباشر"‪.‬‬

‫أوال ‪:‬مكتب املجلس الجهوي‬

‫بعد انتخاب أعضاء املجلس الجهوي‪ ،10‬وبدعوة من والى الجهة أو من ينوب عنه‪ ،‬يحدد‬
‫في هذه الدعوة تاريخ ومكان انعقاد الجلسة‪ ،‬تنعقد هاته ألاخيرة النتخاب مكتب املجلس‬
‫الجهوي‪ ،‬ملدة انتداب املجلس الجهوي‪ ،11‬والذي يتألف من رئيس ونواب للرئيس‪ ،12‬فخالل‬
‫الخمسة عشر يوما املوالية النتخاب أعضاء املجلس يجرى انتخاب رئيس املجلس الجهوي) أ(‪،‬‬
‫أما بخصوص جلسة انتخاب نواب الرئيس) ب( فتنعقد مباشرة بعد جلسة انتخاب الرئيس‬
‫وتحت رئاسته‪ ،‬ويحضر هذه الجلسة والي الجهة أو من ينوب عنه‪.‬‬

‫‪ 9‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.90‬صادر في ‪ 29‬من رمضان ‪ 16( 1436‬يوليوز ‪ ) 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ ، 34.15‬القاضي بتغيير‬
‫وتتميم القانون التنظيمي رقم ‪ 59.11‬المتعلق بانتخاب اعضاء مجالس الجماعات الترابية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،6386‬في ‪ 6‬شوال ‪23( 1436‬‬
‫اكتوبر ‪ ،2015‬ص ‪.6713‬‬
‫‪ 10‬يتكون المجلس الجهوي من صنف واحد من المستشارين الجهويين الذين ينتخبون بطريقة مباشرة من طرف المواطنين‪ ،‬عكس ما كان عليه‬
‫األمر ‪ ،‬حيث كان المجلس الجهوي يتكون من صنفين من األعضاء ‪:‬الصنف األول يتعلق بالمستشارين الجهويين الذين ينتخبون ‪ -‬بموجب مقتضيات‬
‫القانون ‪ 47-96‬بطريقة مباشرة من طرف المواطنين‪ ،‬والصنف الثاني ينتخب من طرف الهيئات والغرف المهنية‪.‬‬
‫‪ 11‬عكس ما كانت تنص عليه المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ ...... " :47-96‬ينتخب أعضاء المكتب لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد"‪ ،‬المادة ‪ 20‬من‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ ، 111.14‬حددت مدة انتخاب أعضاء مكتب المجلس الجهوي لمدة انتداب المجلس وربطت هده المدة بأنه يجوز لثلثي ‪3/2‬‬
‫اعضاء المجلس المزاولين مهامهم تقديم طلب إقالة الرئيس من مهامه‪ ،‬بعد انصرام السنة الثالثة من مدة انتداب المجلس‪ ،‬وال يمكن تقديم هدا الطلب‬
‫إال مرة واحدة خالل مدة انتداب المجلس‪ ،‬ويدرج طلب اإلقالة وجوبا في جدول أعمال الدورة العادية األولى من السنة الرابعة التي يعقدها المجلس‪،‬‬
‫وان الرئيس يعتبر مقاال من مهامه بعد الموافقة على طلب اإلقالة بتصويت ثالثة أرباع ‪ 4/3‬اعضاء المجلس المزاولين مهامهم‪ ،‬والهدف من ضرورة‬
‫توفر هده الشروط هو ايجاد حل وسط إلقرار التوازن بين رؤساء الجهة وأعضاء المجالس لضمان السير العادي لها لتنفيذ برامج مشاريعها التنموية‪.‬‬
‫‪ 12‬المادة ‪ 9‬من القانون التنظيمي للجهة رقم ‪111.14‬‬

‫‪13‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫أ ‪-‬رئيس املجلس الجهوي‬

‫لقد خص القانون التنظيمي ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات رئيس املجلس الجهوي بمركز‬


‫قانوني تجلى في طريقة انتخابه ووضعيته‪ ،‬وكذلك في تحديد صالحياته‪ ،‬هذا املركز القانوني‬
‫سيجعل منه عنصرا مشاركا بصفة مباشرة في اتخاذ القرار على صعيد املجال الترابي للجهة‪.‬‬
‫فخالل خمسة أيام املوالية النتخاب أعضاء املجلس الجهوي‪ ،‬يتعين إيداع الترشيحات لرئاسة‬
‫املجلس‪ ،‬بصفة شخصية لدى والى الجهة ‪ ،‬ويسلم هذا ألاخير وصال عن كل إيداع للترشح‪،‬‬
‫وخالل الخمسة عشر يوما املوالية إلى انتخاب أعضاء املجلس الجهوي تنعقد جلسة‪ ،‬يرأسها‬
‫العضو ألاكبر سنا من بين أعضاء املجلس الحاضرين غير املترشحين‪ ،‬ويتولى العضو ألاصغر‬
‫سنا من بين أعضاء املجلس الحاضرين الغير املترشحين مهمة كتابة الجلسة وتحرير املحضر‬
‫املتعلق بانتخاب الرئيس‪ ،‬ويحضر هذه الجلسة الوالي أو من ينوب عنه‪.13‬‬

‫ومنصب رئيس املجلس الجهوي يترشح إليه فقط ألاعضاء والعضوات املرتبون على رأس‬
‫لوائح الترشيح التي فازت بمقاعد داخل املجلس‪ ،‬شريطة أن يكون ينتمي إلى ألاحزاب الحاصلة‬
‫على املراتب الخمس ألاولى بناء على مجموع املقاعد املحصل عليها في مجلس الجهة‪ ،‬أما‬
‫بخصوص لوائح املستقلين فيمكن لرأس الالئحة أن يتقدم للترشح إذا ساوى أو فاق عدد‬
‫املقاعد التي حصلت عليها الئحته عدد مقاعد الحزب املرتب خامسا‪ ،‬كما يجب أن يرفق طلب‬
‫الترشيح بتزكية مسلمة من الحزب السياس ي الذي ينتمي إليه املترشح‪ ،‬غير أن هذا الشرط ال‬
‫ينطبق على املترشحين املستقلين‪.‬‬

‫أما بخصوص طريقة انتخاب رئيس املجلس الجهوي فيتم انتخابه في الدور ألاول‬
‫لالقتراع باألغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم‪ ،‬وإذا لم يحصل أي مترشح على ألاغلبية‬
‫يتم إجراء دور ثان في نفس الجلسة بين املترشحين املرتبين‪ ،‬بحسب عدد ألاصوات املحصل‬
‫عليها‪ ،‬في الرتبتين ألاولى والثانية ويتم الانتخاب في هذه الحالة‪ ،‬باألغلبية املطلقة لألعضاء‬
‫املزاولين مهامهم‪ .‬إذا لم يحصل أي مترشح على ألاغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم يتم‬
‫‪ 13‬المادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي للجهات ‪111.14‬‬

‫‪14‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫إجراء دور ثالث في نفس الجلسة ينتخب فيه الرئيس باألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين‪،‬‬
‫وفي حالة تعادل ألاصوات خالل الدور الثالث النتخاب رئيس املجلس‪ ،‬يعلن املترشح ألاصغر‬
‫سنا فائزا وفي حالة التعادل في السن‪ ،‬يعلن عن املترشح الفائز بواسطة القرعة‪ ،‬تحت إشراف‬
‫رئيس الجلسة‪ .14‬ويمنع أن ينتخب رئيسا للمجلس الجهوي املحاسبون العموميون الذين‬
‫يرتبط نشاطهم مباشرة بالجهة املعنية‪ ،‬كما تتنافى مهام رئيس مجلس الجهة مع مهام رئيس‬
‫مجلس جماعة ترابية أخرى أو مهام رئيس غرفة مهنية أو مهام رئيس مجلس مقاطعة‪ ،‬وفي‬
‫حالة الجمع بين هذه املهام يعتبر رئيس املجلس مقاال بحكم القانون من أول رئاسة انتخب‬
‫إليها‪ ،‬كما أن املشرع لم يجز الجمع بين رئاسة مجلس الجهة وصفة عضو في الحكومة أو‬
‫مجلس النواب أو مجلس املستشارين أو املجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي‪ ،‬أو الهيئة‬
‫العليا لالتصال السمعي البصري أو مجلس املنافسة أو الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من‬
‫الرشوة ومحاربتها‪.‬‬

‫ب ‪ -‬نواب رئيس املجلس الجهوي‬

‫في نفس الجلسة وبعد انتخاب رئيس املجلس الجهوي‪ ،‬وتحت رئاسته تنعقد جلسة‬
‫تخصص النتخاب نواب رئيس املجلس الجهوي ملدة انتداب املجلس‪ ، 15‬يحضر هذه الجلسة‬
‫والي الجهة أو من ينوب عنه‪ ،‬ويتم انتخاب نواب الرئيس عن طريق الانتخاب بالالئحة حيث‬
‫يقدم رئيس املجلس الئحة النواب التي يقترحها‪ ،‬كما يجوز لباقي أعضاء املجلس تقديم لوائح‬
‫أخرى‪ ،‬وفي هذه الحالة تقدم كل الئحة من هذه اللوائح من قبل العضو املرتب على رأسها‪،‬‬
‫وتتضمن كل الئحة عددا من أسماء املترشحين يطابق عدد نواب الرئيس مع بيان ترتيب هؤالء‬
‫النواب‪ ،16‬كما ألزمت املقتضيات التنظيمية أعضاء املجلس الجهوي بالترشح فقط في الئحة‬
‫واحدة‪ .‬وسعيا نحو تحقيق املناصفة املنصوص عليها في املقتضيات الدستورية ألزم املشرع‬

‫‪14‬‬
‫المادة ‪ 15‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪111.14‬‬
‫‪ 15‬إال أنه في حالة إقالة رئيس المجلس أو عزله من مهامه أو استقالته هذا يترتب عنه حل مكتب المجلس ‪ ،‬وبالتالي نهاية مدة انتداب نواب رئيس‬
‫المجلس‪ ،‬المادة ‪ 74‬من القانون التنظيمي رقم ‪111.14‬‬
‫‪16‬‬
‫المادة ‪ 19‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪111.14‬‬

‫‪15‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫بضرورة أن تتضمن كل الئحة ترشيحات نواب الرئيس عددا من املترشحات ال يقل عن ثلث‬
‫النواب‪ ،‬وتحديد عدد نواب رئيس املجلس مرتبط بعدد أعضاء مجلس الجهات‪ ،‬فيتم انتخاب‬

‫‪ ‬ستة نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها أو يقل عن ‪39‬‬
‫‪ ‬سبعة نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها ‪ 45‬أو ‪51‬‬
‫‪ ‬ثمانية نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضائها ‪ 57‬أو ‪63‬‬
‫‪ ‬تسعة نواب بالنسبة للمجالس التي يفوق عدد أعضائها ‪63‬‬

‫أما عن طريقة انتخاب نواب رئيس املجلس الجهوي تتم في الدور ألاول لالقتراع باألغلبية‬
‫املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم‪ ،‬وإذا لم تحصل أي الئحة على ألاغلبية ‪ ،‬يتم إجراء دور ثاني‬
‫بين الالئحتين أو اللوائح الحاصلة على الرتبة ألاولى والثانية‪ ،‬ويتم التصويت عليهما أو عليها‬
‫حسب الحالة باألغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم‪ ،‬وإذا لم تحصل أي الئحة على‬
‫باألغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم‪ ،‬يتم إجراء دور ثالث يتم الانتخاب فيه باألغلبية‬
‫النسبية لألعضاء الحاضرين‪ ،‬وفي حالة تعادل ألاصوات خالل الدور الثالث يتم ترجيح الالئحة‬
‫التي يقدمها الرئيس‪.‬‬

‫ومادام أن نواب رئيس املجلس الجهوي لهم دور جد مهم في مساعدة رئيس املجلس في‬
‫تدبير الاختصاصات املنوطة بالجهة‪ ،‬فإنه يجب تعويضهم في حالة انقطاعهم عن مزاولة‬
‫مهامهم‪ ،‬فإذا انقطع نائب أو عدة نواب رئيس املجلس عن مزاولة ملهامهم لسبب الوفاة أو‬
‫الاستقالة الاختيارية أو إلاقالة الحكمية أو العزل أو إلغاء النهائي لالنتخاب أو في حالة‬
‫اعتقالهم ملدة تفوق ستة أشهر يرتقي النواب الذين يوجدون في املراتب الدنيا حسب ترتبيهم‬
‫مباشرة إلى املنصب ألاعلى الذي أصبح شاغرا‪ ،‬ويقوم رئيس في هذه الحالة باستدعاء املجلس‬
‫النتخاب النائب أو النواب الذين سيشغلون املناصب التي أصبحت شاغرة باملكتب‪ ،‬وفق‬
‫الكيفيات والشروط املنصوص عليها في القانون التنظيمي‪ .‬أما في حالة انقطاع نائب أو عدة‬
‫نواب لرئيس املجلس الجهوي بدون مبرر أو امتنعوا عن مزاولة املهام ملدة شهر‪ ،‬وجب على‬

‫‪16‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫رئيس املجلس توجيه إعذار إلى من يهمهم ألامر الستئناف مهامهم‪ ،‬ابتداء من تاريخ تسليم‬
‫إلاعذار‪ ،‬داخل اجل سبعة أيام بواسطة كتاب مع إشعار بالتسلم‪ ،‬وإذا تخلف املعنيون باألمر‬
‫عن استئناف مهامهم أو رفض دلك ‪ ،‬انعقد املجلس في دورة استثنائية بدعوة من الرئيس‬
‫إلقالة املعنيين باألمر‪ ،‬ويوجه الرئيس في هذه الحالة الدعوة للمجلس إلنتخاب النائب أو‬
‫النواب الذين سيشغلون املنصب أو املناصب الدنيا التي أصبحت شاغرة‪ ،‬وفقا الكيفيات‬
‫والشروط النصوص عليها في هذا القانون التنظيمي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬كاتب املجلس الجهوي ونائبه‪.‬‬

‫باإلضافة إلى مكتب املجلس واللجان الدائمة التي يتكون منهما املجلس الجهوي‪ ،‬يتكون‬
‫هذا ألاخير من من كاتب للمجلس يعهد إليه بتحرير محاضر الجلسات وحفظها‪ ،‬ونائبا له‬
‫يكلف بمهمة مساعدة كاتب املجلس ويخلفه إذا تغيب أو عاقه عائق‪ .‬وخالل الجلسة‬
‫املخصصة النتخاب رئيس املجلس الجهوي ونوابه‪ ،‬يقوم مجلس الجهة بانتخاب كاتب املجلس‬
‫ونائبه من بين أعضائه وخارج أعضاء املكتب‪ ،‬ويتم التصويت على املترشحين لشغل منصب‬
‫كاتب املجلس‪ ،‬باألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين‪ ،‬وفي حالة تعادل ألاصوات يعلن املترشح‬
‫ألاصغر سنا فائزا‪ ،‬وفي حالة تعادل في السن يعلن عن املترشح الفائز بواسطة القرعة تحت‬
‫إشراف رئيس املجلس‪.17‬‬

‫ويمكن إقالة كاتب املجلس أو نائبه أو هما معا من مهامهما‪ ،‬بمقرر يصوت عليه أعضاء‬
‫املجلس باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنهم وباقتراح معلل للرئيس‪ ،‬في حالة إقالتهم يتم‬
‫انتخابهم بنفس الكيفيات السابقة ولكن داخل اجل خمسة عشر يوما من تاريخ إلاقالة‪.18‬‬

‫‪ 17‬المادة ‪ 25‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪111.14‬‬


‫‪ 18‬المادة ‪ 26‬من القانون التنظيمي للجهات رقم ‪111.14‬‬

‫‪17‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ثالثا ‪:‬اللجان الدائمة للمجلس الجهوي‪.‬‬

‫إلى جانب مكتب املجلس الجهوي‪ ،‬يعمل املجلس على تشكيل لجان دائمة لدراسة‬
‫القضايا التي يجب أن تعرض على املجلس الجهوي‪ ،‬واللجنة الدائمة للمجلس الجهوي هي‬
‫مجموعة من ألافراد أي مستشارين جهويين ينتخبون طبقا لتجربتهم أو الهتماماتهم في امليدان‬
‫الجهوي قصد أداء مهام محددة وذلك من خالل إصدار قرارات نهائية أو استشارية بعد‬
‫دراستهم للقضايا وألامور التي تهم الجهة واملعروضة عليهم من طرف املجلس الجهوي‪،19‬‬
‫ويتعين على املجلس الجهوي وخالل أول دورة يعقدها‪ ،‬وبعد مصادقته على نظامه الداخلي‪،‬‬
‫إحداث ثالث لجان دائمة على ألاقل وسبع لجان دائمة على ألاكثر ‪ 20‬يعهد إليها على التوالي‬
‫بدراسة القضايا التالية‪:21‬‬

‫‪ ‬امليزانية والشؤون املالية والبرمجة‪.‬‬


‫‪ ‬إعداد التراب‪.‬‬
‫‪ ‬التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية‪.‬‬

‫ويتم تحديد عدد اللجان الدائمة‪ ،‬وتسميتها وغرضها وكيفيات تأليفها بموجب النظام‬
‫الداخلي للمجلس الجهوي‪ ،‬تضم كل لجنة دائمة عدد من أعضاء ال يقل عن خمسة أعضاء‪،‬‬
‫وال يجب أن ينتسب عضو من أعضاء املجلس إلى أكثر من لجنة دائمة واحدة‪ .‬وينتخب‬
‫املجلس من بين أعضاء كل لجنة وخارج أعضاء املكتب‪ ،‬باألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين‬
‫رئيسا لكل لجنة ونائبا له‪ ،‬وتتم إقالتهما باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنها‪ ،‬وفي حالة تعادل‬
‫ألاصوات‪ ،‬يعلن املترشح ألاصغر سنا فائزا‪ ،‬وفي حالة تعادل في السن‪ ،‬يعلن عن املرشح الفائز‬
‫بواسطة القرعة تحت إشراف رئيس املجلس‪ ،‬والاعتماد على الانتخاب بدل التعيين هي ضمانة‬

‫‪ 19‬المهدي بنمير "‪:‬التنظيم الجهوي بالمغرب ‪ -‬دراسة تحليلية للقانون رقم ‪ 47-96‬المتعلق بتنظيم الجهات"‪ ،‬المطبعة الورقية الوطنية‪ ،‬مراكش‪،‬‬
‫غشت ‪ ،1997‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 20‬عكس ما كان منصوص عليه في المادة ‪ 36‬من القانون ‪ 47-96‬حيث كان المجلس يقوم بتشكيل سبع لجن دائمة على األقل يشمل اختصاصها‬
‫جميع الميادين والمجاالت المرتبطة باختصاصات الجهة‪.‬‬
‫‪ 21‬المادة ‪ 28‬من القانون التنظيمي للجهة رقم ‪111.14‬‬

‫‪18‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫بالنسبة إلى رئاسة اللجان الدائمة‪ ،‬هذه الضمانات تهدف إلى تقوية دور رئيس اللجنة أمام دور‬
‫رئيس املجلس‪.‬‬

‫تجتمع كل لجنة دائمة بطلب من رئيس املجلس أو من رئيسها أو من ثلث أعضائها‪،‬‬


‫ويتولى رئاسة اجتماعات اللجنة الدائمة رئيسها الذي يكون مقررا ألشغالها التي ال يمكنها‬
‫معالجة ودراسة سوى القضايا املعروضة عليها التي تندرج ضمن اختصاصات الجهة‪ ،‬وتعرض‬
‫النقط املدرجة في جدول أعمال املجلس الجهوي لزوما على اللجان الدائمة املختصة لدراستها‬
‫مع مراعاة مقتضيات املادتين ‪ 39‬و ‪ 40‬من القانون التنظيمي للجهة‪ ،‬وفي حالة عدم دراسة‬
‫لجنة دائمة ألي سبب من ألاسباب ملسألة عرضت عليها‪ ،‬يتخذ املجلس مقررا بدون مناقشة‬
‫يقض ي بالتداول أو عدم التداول في شأنها‪ ،‬وملزاولة مهام اللجان يزودها رئيس املجلس‬
‫باملعلومات والوثائق الضرورية‪.‬‬

‫لكن ما تجب إلاشارة إليه أنه رغم الدور الهام الذي تلعبه اللجان الدائمة في تفعيل‬
‫املؤسسة الجهوية‪ ،‬فذلك ال يجعلها هيأة تقريرية بقدر ما هي تحضرية ألعمال املجلس‬
‫الجهوي‪ ،‬فأثناء مناقشة هذه املقتضيات بمجلس النواب أثيرت مهمة اللجان التي تم تحديدها‬
‫فقط في التصويت داخل املجلس‪ ،‬وتتبع الحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للجهة‬
‫وإبداء الرأي وإعطاء املشورة والتخطيط‪ 22‬وكون اللجان الدائمة ضرورية و تشكل إحدى أهم‬
‫أولويات العمل الجهوي‪ ،‬وتعد أحسن بنية قصد تدعيم عمل املجلس‪ ،23‬لهذا الغرض ترك‬
‫املشرع تحديد غرض اللجان الدائمة و تسميتها وكيفيات تأليفها لألنظمة الداخلية للمجالس‬
‫الجهوية‪ ،‬التي تخصص لها حيزا هاما ضمن املقتضيات الواردة في مضامينها‪،‬‬

‫‪ 22‬تقرير لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب حول مشروع قانون تنظيمي رقم ‪ 111.14‬يتعلق بالجهات‪،‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ 23‬محمد بوجيدة "‪:‬التنظيم الجهوي الالمركزي بالمغرب ‪:‬دراسة تحليلية نقدية على ضوء القانون الجديد للجهات والممارسة العملية"‪ ،‬مطبعة‬
‫دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬سنة ‪ ، 2000‬ص ‪. 66‬‬

‫‪19‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التنظيم القانوني الجديد للعماالت وألاقاليم والجماعات‬

‫جاء الدستور الجديد بعدة مستجدات تهم العماالت وألاقاليم والجماعات في إطار‬
‫تحديث وتطوير املنظومة الترابية‪ ،‬وهكذا فقد أعطى الدستور الجديد مكانة متميزة‬
‫للعماالت وألاقاليم والجماعات إلى جانب الجهات‪ ،‬والى جانب الدستور نجد القوانين‬
‫التنظيمية التي أولت اهتماما كبيرا بهذه الوحدات‪.‬‬

‫إن القوانين التنظيمية جاءت لتكرس ما نص عليه الدستور من قوة ومكانة على‬
‫املستوى إلاداري املغربي بالنسبة للعماالت وألاقاليم والجماعات‪ ،‬بحيث خصتها هذه‬
‫القوانين بمجموعة من الاختصاصات والهياكل املدبرة لها وفي طرق تدبيرها‪ .‬لتعلن بذلك‬
‫عن القطيعة مع النصوص القديمة وملرحلة ما قبل دستور ‪ .2011‬بالنسبة للعماالت فقد‬
‫حظيت بمستجدات مهمة على جميع املستويات سواء فيما يتعلق بانتخاب املجالس أو‬
‫الوضعية الجديدة لألجهزة التنفيذية‪ ،‬أما فيما يخص الجماعات فقد حظيت بدورها‬
‫باهتمام خاص من قبل املشرع إن على مستوى تنظيم املجلس الجماعي وتسييره أو على‬
‫مستوى النظام ألاساس ي للمنتخب‪.‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬التأطير القانوني الخاص بالعماالت وألاقاليم‬

‫يحيل التنظيم القانوني الجديد املتعلق بالعماالت وألاقاليم على مستجدات مهمة‪،‬‬
‫ليس فحسب على مستوى شروط انتخاب املجلس أو على مستوى الوضع املستجد ألجهزته‬
‫التنفيذية‪ ،‬بل أيضا على مستوى ألاجهزة املساعدة للمجلس‪.24‬‬

‫‪ : )1‬مكتب مجلس العمالة أو إلاقليم‬

‫حظي مجلس العمالة أو إلاقليم في ظل املستجدات الدستورية والتنظيمية بوضعية‬


‫متقدمة عما سبقها قبل دستور ‪ ،2011‬بحيث أن رئيس املجلس يخضع اختياره وتسميته‬

‫‪24‬‬
‫د‪.‬سعيد جفري‪ :‬الجماعات الترابية بالمغرب‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،2015‬ص ‪.98‬‬

‫‪20‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫لالقتراع العلني باعتباره الجهاز التنفيذي للمجلس‪ ،‬وملجموعة من الشروط والواجبات‬


‫ُ‬
‫املنصوص عليها قانونا‪ ،‬وهكذا فإن عملية الانتخاب تـجرى في جلسة واحدة بحضور اغلب‬
‫ألاعضاء‪ ،‬وخالل ألايام العشرة املوالية النتخاب أعضاء املجلس يتم انتخاب رئيس املجلس‪.‬‬
‫ويقتصر الترشيح ملنصب الرئيس على ألاعضاء املرتبين على رأس لوائح املترشحين الفائزين‬
‫بمقاعد داخل املجلس‪.25‬‬

‫كما أن نفس املقتضيات تخضع لها طريقة انتخاب نواب الرئيس الذين يقومون بدور‬
‫مساعدة الرئيس في تدبير شؤون العمالة أو إلاقليم حيث يتم انتخابهم مباشرة بعد انتخاب‬
‫الرئيس‪ ،26‬بحيث أن عدد نواب الرئيس يقوم على عدد أعضاء مجلس العمالة أو إلاقليم‬
‫الذي يتراوح عددهم بين نائبين بالنسب للمجالس التي يبلغ عدد أعضاؤها ما بين ‪ 11‬أو ‪13‬‬
‫عضوا‪ ،‬وثالثة نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضاؤها ما بين ‪ 15‬و‪ 25‬عضو‪،‬‬
‫وأربعة أعضاء بالنسبة للمجلس الذي يبلغ عدد أعضاؤه ‪ 25‬أو‪ ،27‬وخمسة أعضاء‬
‫بالنسبة للمجالس التي يبلغ أعضاؤها ما بين ‪ 29‬أو ‪ 30‬عضو‪.27‬‬

‫ويتم انتخاب ألاعضاء عن طريق الالئحة مع ألاخذ في الاعتبار مقاربة النوع في عدد‬
‫الترشيحات املقدمة‪ ،‬وينتخب الرئيس ونوابه ملدة انتداب املجلس مع إمكانية تقديم طلب‬
‫إقالة الرئيس من مهامه من طرف ثلثي أعضاء املجلس املزاولين ملهامهم‪.‬‬

‫‪ : )2‬ألاجهزة املساعدة‬

‫أما ألاجهزة املساعدة ملجلس العمالة أو إلاقليم فلها مهام مساعدة املجالس في أداء‬
‫املهام املنوطة به خاصة بها كإعداد أعمال املجلس‪ ،‬وتتكون هذه ألاجهزة من كاتب العمالة‬
‫أو إلاقليم ونائبه‪.‬‬

‫‪ 25‬المواد ‪ 15- 14‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهة‪.‬‬


‫‪26‬‬
‫المادة ‪ 18‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهة‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫د‪.‬سعيد جفري‪ :‬الجماعات الترابية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪21‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫يضطلع كاتب مجلس العمالة أو إلاقليم بمهمة تحرير محاضر الجلسات وحفظها‪،‬‬
‫ويتم انتخاب املترشح لهذا املنصب من بين املترشحين وعادة ما يكون من أعضاء خارج‬
‫مجلس العمالة أو إلاقليم‪ ،‬ويتم تخصيص نفس الجلسة النتخاب نواب الرئيس‪.28‬‬

‫أما اللجان الدائمة فيتم إحداثها من قبل من قبل مجلس العمالة أو إلاقليم عن‬
‫طريق نظامه الداخلي‪ ،‬ويحق للمجلس بموجب القانون أن يحدث ثالثة لجان دائمة‬
‫باإلضافة إلى لجان أخرى بواسطة نظامه الداخلي الذي يحدد كيفية تسييرها‪ ،‬وان يكون‬
‫عدد أعضائها ال يقل عن خمسة أعضاء‪ ،29‬وينتخب رؤساء املجالس على رأس كل لجنة مع‬
‫نوابهم من بين خارج أعضاء املكتب‪.‬‬

‫‪ : )3‬نظام سير عمل مجلس العمالة أو إلاقليم‬

‫يقوم تسيير مجلس العمالة أو إلاقليم على عنصرين‪ :‬ألاول يهم نظام دورات املجلس‬
‫التي تتوزع على دورات عادية تعقد قانونا ثالث مرات في السنة‪ ،30‬وأخرى استثنائية يتم‬
‫اللجوء إليها في الحاالت الضرورية وفقا لإلجراءات والشكليات املسطرية القانونية‪ ،31‬أما‬
‫العنصر الثاني فيتعلق بالجانب التسييري للمجلس إلاقليمي سواء في الجانب املرتبط‬
‫بإعداد جدول ألاعمال واملرتبط بالرئيس بتعاون مع أعضاء املكتب أو التداول في جميع‬
‫الاختصاصات الخاصة باملجلس وفق القوانين‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬تحديد التنظيم القانوني املنظم للجماعات الحضرية والقروية‬

‫كما رأينا في الجهات والعماالت فان الجماعات تتمتع باألجهزة املساعدة للمكتب‪،‬‬
‫سواء من حيث التنظيم الجماعي أو تسييره أو من حيث تدبير لألجهزة الجماعية‪.‬‬

‫‪ 28‬المادة ‪ 24‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪.‬‬


‫‪ 29‬المادة ‪ 25‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪.‬‬
‫‪ 30‬المادة ‪ 34‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫المادة ‪ 37‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ : )1‬تكوين املجلس الجماعي‪:‬‬

‫يتم انتخاب مكتب املجلس الجماعي باالقتراع العام املباشر في جلسة واحدة بحضور‬
‫ألاغلبية املطلقة لألعضاء املزاولين مهامهم داخل آلاجال املحددة‪ ،‬ويتقدم ملنصب الرئيس‬
‫ألاعضاء املرتبين على رأس لوائح املترشحين التي فازت بمقاعد داخل املجلس‪ .32‬أما نواب‬
‫الرئيس فان دورهم محدد في مساعدة الرئيس في تأدية مهامه‪ ،‬وعدد ألاعضاء غير محدد‬
‫بحيث أن عدد نواب الرئيس يقوم على عدد أعضاء املجلس الجماعي الذي يتراوح عددهم‬
‫بين ثالثة أعضاء بالنسب للمجالس التي يبلغ عدد أعضاؤها أو يقل عن ‪ 13‬عضوا‪ ،‬عشرة‬
‫نواب بالنسبة للمجالس التي يبلغ عدد أعضاؤها أو يفوق ‪ 61‬عضو‪.‬‬

‫ويجري انتخاب ألاعضاء مباشرة بعد انتخاب الرئيس الذي يترأس الجلسة املخصصة‬
‫لذلك التي يحضرها العامل أو من يمثله‪ ،‬ويتم انتخاب النواب عن طريق الالئحة مع ألاخذ‬
‫في الاعتبار مقاربة النوع في عدد الترشيحات املقدمة‪ ،‬وينتخب الرئيس ونوابه ملدة انتداب‬
‫املجلس مع إمكانية تقديم طلب إقالة الرئيس من مهامه من طرف ثلثي أعضاء املجلس‬
‫املزاولين ملهامهم‪.33‬‬

‫‪ : )2‬تشكيل ألاجهزة املساعدة‬

‫نص القانون على طريقة اختيار ألاجهزة املساعدة للمجلس الجماعي وهما كاتب‬
‫املجلس ونوابه يتم اختيارهم باألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين‪ ،‬وفي حالة تعادل‬
‫ألاصوات يتم اختيار ألاصغر سنا‪ ،‬وفي حالة التعادل تجري القرعة تحت إشراف رئيس‬
‫املجلس‪.34‬‬

‫أما اللجان الدائمة فيتم إحداثها يتراوح عددها ما بين اثنتان على ألاقل وخمسة لجان‬
‫على ألاكثر‪ ،‬وتناط بها مهام دراسة امليزانية والبرمجة واملرافق العمومية والخدمات‪ .‬ويتوجب‬

‫‪32‬‬
‫المادة ‪ 10‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫المادة ‪ 18‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫المادة ‪ 23‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‬

‫‪23‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫أن ال يقل عدد أعضاء كل لجنة عنة خمسة أعضاء وان ينتسب كل عضو إلى لجنة واحدة‪،‬‬
‫وينتخب رؤساء اللجان من أعضاء كل لجنة خالل أول دورة يعقدها املجلس الجماعي‪.‬‬

‫‪ : )3‬نظام سير عمل املجلس‪:‬‬


‫يشكل النظام الداخلي إلاطار الذي ينبني عليه تسيير املجلس الجماعي‪ ،‬سواء من‬
‫حيث عقد دورات أو من حيث نظام سير عملها‪ .‬وأول هذه املقتضيات هو نظام دورات‬
‫املجلس الجماعي والتي تتوزع إلى دورات عادية وأخرى استثنائية‪.‬‬
‫فالدورات العادية تعقد ثالثة مرات في السنة تتم في جلسة أو في عدة جلسات‪ ،‬ويعد‬
‫لكل دورة جدولة زمنية للجلسة والنقط التي سيتداول بشأنها‪ ،‬ومدة هذه الدورات متروك‬
‫تحديدها للنظام الداخلي للمجلس‪ 35‬والذي تم تحديدها في مدة ال تتجاوز ‪ 15‬يوما متتالية‪،‬‬
‫مع إمكانية تمديد هذه املدة لفترة واحدة بقرار من رئيس املجلس على أن ال يتعدى هذا‬
‫التمديد سبعة أيام‪.36‬‬
‫أما الدورات الاستثنائية‪ ،‬فيحق للمجلس عقد دورات استثنائية كلما دعت الضرورة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬إما بمطالبة من الرئيس أو بمبادرة من ثلثي أعضاء املجلس‪ ،‬وتم إلاقرار بضرورة‬
‫عقد دورة استثنائية كلما كان هناك طلب من طرف العامل أو من ينوب عنه‪.37‬‬
‫وقد أنيط برئيس املجلس أمر إعداد جدول أعمال دورات املجلس في املخططات‬
‫والبرامج‪ ،‬وكذا يتم النظر والتداول الحصري في النقط التي تدخل في اختصاصات املجلس‪.‬‬
‫وال تكون هذه الدورات صحيحة إال بحضور أكثر من نصف ألاعضاء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الترابية‬


‫تعتبر السلطة التنظيمية كباقي السلط تنظمها وتؤطرها مقتضيات قانونية حتى يتم‬
‫ممارستها في جو من الوضوح والشفافية‪ ،‬فتدخل القانون في هذا املجال يرمي إلى ترسيخ‬

‫‪35‬‬
‫المادة ‪ 33‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫المواد ‪ 34 –33‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫المادة ‪ 37‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الالمركزية الترابية‪ ،‬ومن هذه املقتضيات التي تؤطر السلطة التنظيمية‪ ،‬نجد الدستور ثم‬
‫القوانين ألاخرى‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬مجاالت السلطة التنظيمية الترابية‬

‫‪38‬‬
‫مجاالت السلطة التنظيمية‬

‫‪ ‬النهوض بالتنمية املندمجة‬


‫واملستدامة (مع التركيز على‬
‫التنمية الاقتصادية)‬
‫‪ ‬تحسين جاذبية املجال الترابي‬
‫للجهة وتقوية تنافسيته‬
‫الاقتصادية‬
‫‪ ‬المادة ‪82‬‬ ‫‪ ‬تدبير الاستعمال ألامثل للموارد‬
‫الطبيعية وتثمينها والحفاظ‬
‫عليها‬
‫‪ ‬اعتماد إلاجراءات املشجعة‬
‫للمقاولة ومحيطها والعمل على‬
‫تيسير توطين ألانشطة املنتجة‬ ‫الجهة‬
‫للثروة والشغل‬
‫‪ ‬إلاسهام في تحقيق التنمية‬
‫املستدامة‬
‫‪ ‬العمل على تحسين القدرات‬
‫التدبيرية للموارد البشرية‬
‫وتكوينها‬
‫‪ ‬تدقيق املقتضيات املتعلقة‬
‫‪38‬‬
‫انظر القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ :‬القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ،111.14‬القانون التنظيمي للعماالت واالقاليم رقم ‪ ،112.14‬القانون‬
‫التنظيمي للجماعات رقم ‪.113.14‬‬

‫‪25‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬المادة ‪88‬‬ ‫بالتصميم الجهوي إلعداد‬


‫التراب‪ ،‬ووضعه كوثيقة مرجعية‬
‫بالنسبة للجماعات الترابية‬
‫ألاخرى وباقي إلادارات العمومية‬
‫‪ ‬في إطار املجاالت املشتركة مع‬
‫‪ ‬المادة ‪91‬‬ ‫الدولة‪ ،‬تقوم الجهة بدور في‬
‫تمويل ألانشطة الاقتصادية‬
‫والاجتماعية والثقافية‬
‫(كالتشغيل والبحث العلمي‪،‬‬
‫وتأهيل وتنمية املناطق القروية‬
‫والفالحية‪ ،‬ثم الاعتناء باآلثار‬
‫والسياحة)‬
‫‪ ‬ثم املجاالت املنقولة لها فيما‬
‫‪ ‬المادة ‪94‬‬
‫يخص الاهتمام بالتجهيزات‬
‫ألاساسية التي تهم الساكنة‬
‫(كالصحة والصناعة والطاقة‬
‫واملاء‪)...‬‬
‫‪ ‬توفير التجهيزات والخدمات‬
‫‪ ‬المادة ‪79‬‬ ‫ألاساسية في الوسط القروي‬
‫(املدارس والطرق العامة‪،‬‬
‫السكن والتعليم والصحة‪)...‬‬
‫‪ ‬محاربة إلاقصاء والهشاشة في‬ ‫العمالة أو‬
‫‪ ‬المادة ‪86‬‬
‫مختلف القطاعات الاجتماعية‬ ‫إلاقليم‬
‫وتأهيل وصيانة املرافق‬
‫الضرورية في تقديم الخدمات‬
‫في إطار الشراكة مع الدولة‬
‫‪ ‬المادة ‪89‬‬ ‫‪ ‬إحداث وصيانة المنشات‬
‫المائية في الوسط القروي‪ ،‬في‬

‫‪26‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫إطار المجاالت المنقولة‬


‫‪ ‬املادة ‪78‬‬ ‫‪ ‬تضع برنامج عمل الجماعة؛‬
‫يحدد فيه ألاعمال التنموية التي‬
‫تهم سكان الجماعة‬
‫‪ ‬املادة ‪83‬‬ ‫‪ ‬إحداث املرافق والتجهيزات‬
‫ألاساسية التي تالمس مباشرة‬
‫املواطن (الصحة‪ ،‬التعليم‪،‬‬
‫التنقل‪)...‬‬
‫‪ ‬السهر على تنظيم مجال التعمير‬
‫‪ ‬املادة ‪85‬‬ ‫وإعداد التراب من خالل ضبط‬
‫واحترام القوانين والضوابط‬
‫املقررة في وثائق التعمير‬
‫‪ ‬املادة ‪86‬‬ ‫‪ ‬إبرام اتفاقيات تعاون مع فاعلين‬ ‫الجماعة‬
‫خارج املغرب وفي إطار الحصول‬
‫على تمويالت‬
‫‪ ‬املادة ‪87‬‬ ‫‪ ‬لها مجاالت مشتركة مع الدولة‬
‫في عدة مجاالت‪:‬‬
‫‪ ‬تنمية الاقتصاد املحلي وإنعاش‬
‫التشغيل‬
‫‪ ‬تشجيع الاستثمارات‬
‫‪ ‬انجاز خدمات ذات الطابع‬
‫الاجتماعي والخيري (تهم‬
‫الشباب‪ ،‬النساء‪ ،‬العجزة‪،‬‬
‫املتشردون‪ ،‬السياحة‬
‫والترفيه‪)...‬‬
‫‪ ‬املادة ‪90‬‬ ‫‪ ‬حماية التراث وتجهيز وصيانة‬
‫املنشات املائية في إطار املجاالت‬

‫‪27‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املنقولة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص السلطة التنظيمية الترابية‬

‫إن ممارسة الجماعات الترابية للسلطة التنظيمية الترابية‪ ،‬رهين بما تفرضه الدولة من‬
‫صالحيات ومنح الختصاصات‪ ،‬وبذلك تكون هذه السلطة محددة قانونا تمارس في حدود‬
‫إلارادة املركزية‪ ،‬الن الدولة هي التي تحدد النظام القانوني للهيئات الالمركزية وتمنح لها‬
‫الشخصية املعنوية‪ .‬وبالتالي فان السلطة التنظيمية تتميز بخصائص‪:‬‬

‫من الخصائص الجوهرية للسلطة التنظيمية الترابية أنها سلطة مؤهلة قانونا‪ ،‬أي أن‬
‫السلطة التنظيمية املحلية ال تتطلب وجود سلطة معيارية مستقلة للجماعات الترابية الن‬
‫مكانتها تبقى محدودة لكونها سلطة أولية‪ .‬والسبب هو أن الدولة املغربية دولة موحدة غير‬
‫قابلة للتجزيء‪ ،‬حيث يعتبر الفصل ألاول من الدستور من الدستور من ألاحكام الجامعة التي‬
‫تستند إليها ألامة‪ ،‬وهذا يقتض ي نوعا من املركزية التي تجعل من الدولة املصدر ألاول للسلطة‬
‫في املغرب‪ .39‬وفي هذا الصدد نشير إلى الفصل ‪ 146‬من الدستور الذي ينص على انه تحدد‬
‫بقانون تنظيمي شروط تدبير الجهات والجماعات الترابية ألاخرى لشؤونها بكيفية‬
‫ديمقراطية‪ ،...‬وكذلك شروط تنفيذ مداوالت املجالس ومقرراتها‪ ....‬الاختصاصات الذاتية‬
‫واملشتركة واملنقولة‪.40‬‬

‫‪ 39‬طارق الهنتور‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الترابية وفق دستور ‪" 2011‬مقارنة بين المغرب وفرنسا"‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،.2014-2013‬ص ‪.33‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل ‪ 146‬من الدستور" تحدد بقانون تنظيمي بصفة خاصة"‪:‬‬
‫‪ ‬شروط تدبير الجهات والجماعات الترابية األخرى لشؤونها بكيفية ديمقراطية‪ ،‬وعدد أعضاء مجالسها‪ ،‬والقواعد المتعلقة بأهلية الترشيح‪،‬‬
‫وحاالت التنافي‪ ،‬وحاالت منع الجمع بين االنتدابات‪ ،‬وكذا النظام االنتخابي‪ ،‬وأحكام تحسين تمثيلية النساء داخل المجالس المذكورة ؛‬
‫شروط تنفيذ رؤساء مجالس الجهات ورؤساء مجالس الجماعات الترابية األخرى لمداوالت هذه المجالس ومقرراتها‪ ،‬طبقا للفصل ‪431‬‬ ‫‪‬‬
‫شروط تقديم العرائض المنصوص عليها في الفصل ‪ ،431‬من قبل المواطنات والمواطنين والجمعيات؛‬ ‫‪‬‬
‫االختصاصات الذاتية لفائدة الجهات والجماعات الترابية األخرى‪ ،‬واالختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة واالختصاصات المنقولة‬ ‫‪‬‬
‫إليها من هذه األخيرة طبقا للفصل ‪410‬؛‬
‫النظام المالي للجهات والجماعات الترابية األخرى ؛‬ ‫‪‬‬
‫مصدر الموارد المالية للجهات وللجماعات الترابية األخرى‪ ،‬المنصوص عليها في الفصل ‪ 414‬؛‬ ‫‪‬‬
‫موارد وكيفيات تسيير كل من صندوق التأهيل االجتماعي وصندوق التضامن بين الجهات المنصوص عليها في الفصل ‪ 411‬؛‬ ‫‪‬‬
‫شروط وكيفيات تأسيس المجموعات المشار إليها في الفصل ‪411‬؛‬ ‫‪‬‬
‫المقتضيات الهادفة إلى تشجيع تنمية التعاون بين الجماعات‪ ،‬وكذا اآلليات الرامية إلى ضمان تكييف تطور التنظيم الترابي في هذا االتجاه ؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬قواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدإ التدبير الحر‪ ،‬وكذا مراقبة تدبير الصناديق والبرامج وتقييم األعمال وإجراءات المحاسبة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫كما يمكن القول أن الخاصية ألاخرى التي تتميز بها السلطة التنظيمية الترابية هي أنها‬
‫سلطة معترف بها‪ ،‬فالسلطة التي يمارسها الوالي أو العامل في إطار الالمركزية هي سلطة‬
‫مخولة‪ ،‬في حين أن السلطة التنظيمية للجماعات الترابية هي سلطة معترف بها‪ .‬وبذلك‬
‫تختلف وضعية رؤساء الجماعات الترابية عن العمال والوالة كممثلين للدولة‪.‬‬

‫فالدستور ال يمنح مباشرة وبصريح العبارة السلطة التنظيمية للعمال والوالة‪ ،‬لكن‬
‫الفصل ‪ 145‬يمنحهم هذه السلطة بطريقة ضمنية مادام أن هناك سلط مسندة إليهم‬
‫كتامين القانون وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة ومقراراتها‪ ،‬وتنسيق أنشطة املصالح‬
‫الالمركزية‪ .41‬فالعمال والوالة يمارسون وظائف من تنظيمية تشكل صالحية من صالحيات‬
‫السلطة العامة بهدف مهام دقيقة لتحقيق املصلحة العامة وبذلك فهم ال يتوفرون على‬
‫اختصاص ممنوح‪ ،‬على عكس السلطة التنظيمية للجماعات الترابية التي ال ترتبط بمهام‬
‫دقيقة ممنوحة من طرف الدولة فهي تعبر عن سلطة التحكم الضرورية لتنظيم وتدبير‬
‫الوحدات املؤسساتية الترابية‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬ترسيخ الديمقراطية الترابية في بلورة القرار العمومي‬


‫الترابي‬
‫إن الرھان ألاساس ي الذي یتعين ربحه‪ ،‬یتجلى في إعتماد منھج لتوزیع السلط وألادوار بين‬
‫الدولة والجماعات الترابیة (الفرع ألاول)‪ ،‬وذلك على أساس إلاختصاص والتنسیق والتكامل‬
‫والشراكة‪ ،‬من خالل منظور شمولي ومندمج لتطور إشكالیة الالمركزیة وعدم التمركز على‬
‫املدى املتوسط والبعید‪ ،‬وھذا یتطلب تجاوز التباین الحالي في الخطاب السیاس ي واملمارسة‬
‫امللموسة‪ ،‬في مجال البناء الترابي الجدید‪.‬‬

‫‪ 41‬الفصل ‪ 145‬من الدستور‪ " :‬يعمل الوالة والعمال‪ ،‬باسم الحكومة‪ ،‬على تأمين تطبيق القانون‪ ،‬وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة ومقرراتها‪،‬‬
‫كما يمارسون المراقبة اإلدارية"‪.‬‬
‫" يقوم الوالة والعمال‪ ،‬تحت سلطة الوزراء المعنيين‪ ،‬بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية‪ ،‬ويسهرون على حسن سيرها"‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫وذلك لن یتسنى إال بانتھاج مقاربة موضوعیة‪ ،‬مبنیة على إرادة سیاسیة وطنیة واضحة‬
‫والتزام جماعي لتشیید صرح التدبير الترابي الجدید على أسس متینة وعقالنیة ومضبوطة‪ ،‬كما‬
‫أكد على ذلك دستور ‪ ، 2011‬بحیث جاء اعتماد آلاليات القانونية والتدبيرية الجديدة كآفاق‬
‫للتدبير الترابي‪ ،‬من أجل تجاوز إلاشكاالت وإلاختالالت التي تخبطت فیھا املمارسة املحلية على‬
‫مدار السنوات املاضیة‪ .‬وذلك من خالل اعتماد مقاربات ومفاهيم جديدة في التدبير‬
‫العمومي تميز بين املركزي واملحلي كما جاء في الدستور الجديد‪ ،‬هذه املقاربات هي التي‬
‫ستجعل املستوى املحلي أو الترابي يسمو إلى جانب السلطة املركزية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬دور السلطة املحلية في صناعة القرار العمومي الترابي‬


‫إن الدستور الجدید حمل تصورا جدیدا للتنظیم الترابي باملغرب‪ ،‬یسعى لإلستجابة‬
‫ملسلسل إلاصالحات التي مرت منھا تجربة الالمركزیة باملغرب‪ ،‬ولضرورة توسیع سلطة‬
‫الوحدات الترابیة في تحمل عبئ تدبير املشاكل الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة من خالل‬
‫قدراتها الذاتية‪ ،‬وبالتالي الارتقاء بالعالقة بين الدولة والجماعات الترابیة من خالل إعتماد‬
‫مبادئ ومفاهيم جديدة في التدبير الترابي‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬رجال السلطة ودورهم في تدبير الشأن الترابي‬

‫‪42‬‬
‫اختصاصات الوالي اوالعامل في مقابل الجماعات الترابية‬

‫الجماعة‬ ‫العمالة أو إلاقليم‬ ‫الجهة‬


‫‪ ‬يمارس املراقبة إلادارية على‬ ‫‪ ‬يمارس العامل املراقبة‬ ‫‪ ‬يمارس الوالي املراقبة إلادارية‬
‫شرعية قرارات رئيس‬ ‫إلادارية على شرعية قرارات‬ ‫على شرعية قرارات رئيس‬
‫املجلس الجماعي (املادة‬ ‫رئيس املجلس إلاقليمي‬ ‫املجلس الجهوي (املادة ‪)112‬‬
‫‪42‬‬
‫انظر القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ :‬القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ،111.14‬القانون التنظيمي للعماالت واالقاليم رقم ‪ ،112.14‬القانون‬
‫التنظيمي للجماعات رقم ‪.113.14‬‬

‫‪30‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪)115‬‬ ‫(املادة ‪)106‬‬ ‫‪ ‬يمارس الوالي السلطة‬


‫‪ ‬يتسلم وصل الترشيح‬ ‫التنظيمية ذات الطابع العام ‪ ‬إيداع وصل الترشيح املتعلق‬
‫املتعلق برئاسة املجلس‬ ‫برئاسة املجلس الجماعي‬ ‫ويتسلم نسخ من مقررات‬
‫الجماعي (املادة ‪)12‬‬ ‫لدى العامل (املادة ‪) 13‬‬ ‫ومداوالت مجلس الجهة (املادة‬
‫‪ ‬يحضر العامل جلسة‬ ‫‪ ‬يحضر العامل جلسة‬ ‫‪)113‬‬
‫انتخاب الرئيس (املادة ‪)12‬‬ ‫انتخاب الرئيس املجلس‬ ‫‪ ‬يتسلم وصل الترشيحات‬
‫‪ ‬يحضر جلسة انتخاب نواب‬ ‫(املادة ‪) 18‬‬ ‫املتعلقة برئاسة املجلس‬
‫الرئيس (املادة ‪)17‬‬ ‫‪ ‬تسليم مقرر املداولة املتعلق‬ ‫الجهوي (املادة ‪) 14‬‬
‫‪ ‬يتخذ العامل قرار انتخاب‬ ‫بالنظام الداخلي بشان‬ ‫‪ ‬يحضر الوالي جلسة انتخاب‬
‫الرئيس الجديد عند‬ ‫املوافقة عليه (املادة ‪) 33‬‬ ‫نواب الرئيس (املادة ‪) 19‬‬
‫انقطاع الرئيس ألاول عن‬ ‫‪ ‬يحضر جلسة انتخاب نواب‬ ‫‪ ‬يحضر الوالي دورات مجلس‬
‫املهام (املادة ‪)21‬‬ ‫الرئيس (املادة ‪) 34‬‬ ‫الجهة (املادة ‪) 36‬‬
‫‪ ‬إحالة أمر انقطاع الرئيس‬ ‫‪ ‬يطلب انعقاد دورة‬ ‫‪ ‬يطلب الوالي من املجلس‬
‫عن مزاولة مهامه إلى‬ ‫استثنائية (املادة ‪) 38‬‬ ‫الجهوي عقد دورة استثنائية‬
‫القضاء إلاستعجالي (املادة‬ ‫‪ ‬تسليم جدول أعمال املجلس‬ ‫(املادة ‪) 40‬‬
‫‪ ،)21‬أو تعرضه على إدراج‬ ‫قبل ‪ 20‬يوما (املادة ‪) 39‬‬ ‫‪ ‬يتعرض الوالي على إحدى‬
‫نقط في جدول أعمال‬ ‫‪ ‬يقترح إدراج نقط إضافية في‬ ‫النقط املدرجة في جدول‬
‫(املادة ‪)41‬‬ ‫جدول أعمال الدورات‬ ‫أعمال (املادة ‪) 44‬‬
‫‪ ‬يحضر دورات مجلس‬ ‫(املادة ‪) 40‬‬ ‫‪ ‬يتعرض الوالي أو من ينوب عنه‬
‫الجماعة دون املشاركة‬ ‫على النظام الداخلي للمجلس ‪ ‬يتعرض العامل على إدراج‬
‫(املادة ‪)33‬‬ ‫نقطة في جدول أعمال ال‬ ‫الجماعي ومقرراته التي تدخل‬
‫‪ ‬يقترح العامل نقط إضافية‬ ‫تدخل في اختصاصات‬ ‫في صالحياته (املادة ‪) 114‬‬
‫ذات طابع استعجالي يمكن‬ ‫العمالة أو إلاقليم(املادة ‪)42‬‬ ‫‪ ‬يقوم الوالي بالتأشير على‬
‫إدراجها في جدول أعمال‬ ‫مقررات املجلس املتعلقة ‪ ‬إحالة أمر عزل الرئيس أو‬
‫(املادة ‪)39‬‬ ‫عضو من أعضاء املجلس إلى‬ ‫ب‪( :‬املادة ‪) 115‬‬
‫املحكمة إلادارية (املادة ‪  ) 65‬يتعرض العامل على إدراج‬ ‫‪ ‬املقرر املتعلق بامليزانية‬
‫نقطة في جدول أعمال ال‬ ‫‪ ‬املقرر املتعلق ببرنامج‬
‫‪31‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫تدخل في اختصاصات‬ ‫‪ ‬يمارس العامل السلطة‬ ‫التنمية الجهوية‬


‫الجماعة (املادة ‪)41‬‬ ‫التنظيمية ويتسلم نسخ من‬ ‫املقرر املتعلق بالتصميم‬ ‫‪‬‬
‫محاضر الدورات ومقررات ‪ ‬يجوز للعامل منع عقد‬ ‫الجهوي إلعداد التراب‬
‫اجتماع مفتوح للعموم‬ ‫مجلس العمالة أو إلاقليم‬ ‫املقرر املتعلق بالتدبير‬ ‫‪‬‬
‫(املادة ‪)48‬‬ ‫(املادة ‪)107‬‬ ‫املفوض للمنشات العامة‬
‫‪ ‬يتعرض العامل على النظام ‪ ‬إحالة أمر عزل رئيس‬ ‫تدبير إلادارة الجهوية‬ ‫‪‬‬
‫املجلس إلى املحكمة إلادارية‬ ‫الداخلي ملجلس العمالة أو‬ ‫املقرر املتعلق بتدبير‬ ‫‪‬‬
‫إذا ارتكب أفعاال مخالفة‬ ‫إلاقليم ومقرراته التي تدخل‬ ‫املداخيل والنفقات‬
‫للقانون (املادة ‪)64‬‬ ‫في صالحياته (املادة ‪) 108‬‬ ‫الجهوية‬
‫‪ ‬مطالبة العامل أو حلوله‬ ‫‪ ‬يقوم العامل بالتأشير على‬ ‫املقرر املتعلق بالتعاون‬ ‫‪‬‬
‫محل الرئيس إذا امتنع عن‬ ‫مقررات املجلس املتعلقة‬ ‫الالمركزي‬
‫القيام باألعمال املنوطة به‬ ‫ب‪(:‬املادة ‪) 109‬‬ ‫املقرر املتعلق بإحداث‬ ‫‪‬‬
‫(املادة ‪)76‬‬ ‫‪ ‬املقرر املتعلق بامليزانية‬ ‫املرافق العمومية‬
‫‪ ‬يمارس العامل السلطة‬ ‫‪ ‬املقرر املتعلق ببرنامج‬
‫التنظيمية من خالل تسليم‬ ‫التنمية العمالة أو إلاقليم‬
‫نسخ من مقررات ومداوالت‬ ‫‪ ‬املقرر املتعلق بالتصميم‬
‫املجلس الجماعي (املادة‬ ‫الجهوي إلعداد التراب‬
‫‪)116‬‬ ‫‪ ‬املقرر املتعلق بالتدبير‬
‫املفوض للمنشات العامة ‪ ‬يتعرض العامل أو من ينوب‬
‫عنه على النظام الداخلي‬ ‫‪ ‬تدبير وتنظيم إدارة العمالة‬
‫للمجلس الجماعي ومقرراته‬ ‫‪ ‬املقرر املتعلق بتدبير‬
‫التي تدخل في صالحياته‬ ‫املداخيل والنفقات‬
‫(املادة ‪)117‬‬ ‫الجهوية‬
‫‪ ‬يقوم العامل بالتأشير على‬ ‫‪ ‬املقرر املتعلق بالتعاون‬
‫مقررات املجلس املتعلقة ب‪:‬‬ ‫الالمركزي‬
‫(املادة ‪) 118‬‬ ‫‪ ‬يؤشر العامل على ميزانية‬
‫‪ ‬املقرر املتعلق‬ ‫العمالة (املادة ‪) 180‬‬

‫‪32‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫بامليزانية‬
‫‪ ‬املقرر املتعلق ببرنامج‬
‫الجماعة‬
‫‪ ‬املقرر املتعلق‬
‫بالتعاون الالمركزي‬
‫‪ ‬املقرر املتعلق‬
‫بإحداث املرافق‬
‫العمومية‬
‫‪ ‬يؤشر العامل على ميزانية‬
‫الجماعة (املادة ‪) 189‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور ممثلي املصالح الخارجية في التدبير الترابي‬

‫من واجب إلادارة املركزية أن تمتد وتصل خدماتها إلى جميع املناطق املغربية املكونة‬
‫للمجال الترابي املغربي‪ ،‬وهذا يدخل في إطار ما يسمى تقريب إلادارة من املواطن‪ .‬ولتحقيق‬
‫هذا كله فان إلادارة املركزية تستعين باملصالح الخارجية لتنفيذ سياساتها على شكل‬
‫السياسات الترابية في إطار النصوص التشريعية والتنظيمية‪.‬‬

‫إن انتشار املصالح الخارجية يؤدي إلى تحقيق املساواة واملجانية في الخدمات إلادارية‬
‫ثم مواكبة التزايد السكاني الذي يفرض على الدولة توفير البنيات التحتية الالزمة حتى‬
‫تتمكن من تغطية املتطلبات ألامنية والاجتماعية‪.43‬‬

‫وحسب منطوق املادة ‪2‬من املرسوم رقم ‪ ،2-05-05‬الصادر بتاريخ ‪2‬ديسمبر ‪2005‬‬
‫بشان تحديد قواعد تنظيم القطاعات الوزارية والالتمركز إلاداري‪ ،‬فتحديد وتصنيف‬

‫‪43‬‬
‫د‪.‬الحاج شكرة‪ :‬القانون اإلداري "المبادئ األساسية ‪ -‬التنظيم اإلداري"‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،2009 ،2‬ص ‪.140‬‬

‫‪33‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫البنيات إلادارية املكونة للقطاعات الوزارية على مستوى الالتمركز تتمثل في املديريات‬
‫الجهوية واملديريات إلاقليمية واملصالح‪.‬‬

‫وتطبيقا لسياسة القرب أو تقري إلادارة من املواطنين وتبسيطا في إلاجراءات نصت‬


‫املادة ‪ 5‬من املرسم التطبيقي السابق الذكر انه "يتعين على رؤساء القطاعات الوزارية‬
‫تفويض إلامضاء ومسؤولية اتخاذ القرارات إلادارية الفردية إلى رؤساء املصالح الالممركزة‬
‫على صعيد الجماعات املحلية أو الترابية‪.44‬‬

‫وتلعب هذه ألاجهزة دورا هاما في التنسيق بين مختلف ألاجهزة إلادارية للدولة‪ ،‬إذ‬
‫يتوقف عليها مدى فعالية املرافق العامة للدولة‪ ،‬بحيث انه يعتبر عملية تكثيف للجهود‬
‫وتنسيق على مستوى جميع املرافق‪ .‬فهذا النسق يفرض نوعا من التكامل والانسجام بين‬
‫مجموع الفاعلين وأطراف أخرى‪ ،‬وكذلك فرض تكامل وتعاون بين عدة نشاطات مختلفة‪.45‬‬

‫إن التنسيق ال يمكن النظر إليه من زاوية واحدة بل من عدة زوايا‪ ،‬وعلى مختلف‬
‫املستويات ويمكن حصرها على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ ‬على املستوى ألافقي‪ :‬أي العالقة على مستوى العقليات في نفس النشاط أو‬
‫املرافق‪ ،‬الن مجموع ألانشطة لها قطب واحد يضمن لها التكامل‪.‬‬
‫‪ ‬على املستوى العمودي‪ :‬التكامل والانسجام يعني العالقة املتواجدة بين‬
‫مختلف مكونات إلادارة‪.‬‬
‫‪ ‬على مستوى العدد‪:‬نجد العديد من املرافق في شكل وزارات كل ألاطراف‬
‫تتدخل لإلشراف والتأطير‪.‬‬
‫‪ ‬على مستوى الاختصاص‪ :‬كل في إطار اختصاصه‪...‬‬

‫‪44‬‬
‫د‪.‬الحاج شكرة‪ :‬القانون اإلداري "المبادئ األساسية ‪ -‬التنظيم اإلداري"‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪. 45‬عبد هللا شنفار‪ :‬الفاعلون المحليون والسياسات العمومية المحلية ‪ -‬دراسة في القرار المحلي‪ ، -‬مطبعة المعرفة‪ ،‬مراكش‪ ،‬طبعة ‪، 2015 ،1‬‬
‫ص ‪.67‬‬

‫‪34‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬على مستوى إلاستقالية‪ :‬تقوم بخدمة الجميع‪ ،‬فهي ليست بشخص معنوية‬
‫تتمتع باالستقالل العملي والدستوري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القرب السياس ي مدخل لبلورة القرار الترابي‬


‫حاولت السلطة املركزية الانتقال من الحكامة املركزية إلى الحكامة على املستوى‬
‫الترابي من خالل مجموعة من آلاليات التي تجعل الشأن العام الترابي وإلانسان املحلي‬
‫خاصة في قلب الحدث‪ ،‬حدث إلاصالحات الجديدة التي مست الجماعات الترابية‪ ،‬والتي‬
‫تبتغي الارتقاء بالفعل املحلي إلى درجة املركزية من خالل ألاهمية سواء على املستوى‬
‫القانوني أو التدبير وإلادارة‪ .‬هذه إلاصالحات يجب أن تقوم على مفاهيم جديدة تتعلق‬
‫بالسلطة وبممارستها بشكل ديمقراطي محلي مجتمعي‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬التعددية وسياسة القرب في تدبير الشأن العام الترابي‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬التعددية في التدبير الترابي‬

‫يمثل الشأن العام الترابي مختلف القضايا والخدمات التي تشمل ما هو اقتصادي‬
‫واجتماعي وحتى السياس ي التي تقدمها في إطار املرافق العمومية املحلية واملرتبطة بالساكنة‬
‫املحلية‪ ،‬ويعود أمر تدبيرها إلى الهيئات وكذلك النخبة املحلية وتمول بواسطة الرسوم‬
‫املحلية‪ .‬كما يشمل الخدمات ألاخرى التي تتولى إشباعها الجماعات الترابية على صعيد‬
‫وحداتها الترابية باألساس‪ ،‬ويتسع هذا املفهوم ليشمل جميع امليادين واملجاالت الاقتصادية‬
‫والاجتماعية وإلادارية املقدمة من طرف املرافق العمومية املحلية والحيوية كاملاء والكهرباء‬
‫والنقل والسكن والصحة‪.‬‬

‫والتعددية في حد ذاتها تعتبر كتوزيع للسلط داخل الدولة بين الجماعات الترابية‬
‫واملصالح املختلفة‪ ،‬وتكون وظيفة الدولة في هذه الحالة التنسيق ووضع الحلول التوفيقية‬
‫بين أهم الجماعات التي تشارك الحكومة املركزية في اختصاصاتها وسلطاتها‪ ،‬هذه املقومات‬

‫‪35‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫تساهم في خلق تعددية في ميادين مهمة كالتعليم والصحة والسكن وما إلى ذلك من‬
‫املهام‪.46‬‬

‫وتتسم مالمح التعددية بمجموعة من الخصائص‪ ،‬من بينها أن التحول نحو‬


‫التعددية هو تحول تقوده نخبة محلية منتخبة أو مرتبطة بمراكز القرار املركزي من خالل‬
‫شبكة العالقات‪ .‬وتمثل هذه الخاصية املحدد الرئيس ي لسائر التحوالت التي يعرفها املجتمع‪،‬‬
‫وهو تحول نوعي وجوهري يؤثر في بنية املجتمع املحلي من خالل عملية انتقال مركز القرار‬
‫املحلي من نخب محلية مارست السلطة بناء على أسس مخزنية (تحكم املخزن في القرار‬
‫املحلي)‪ ،‬إلى نخبة جديدة تمثل تحديا في طرق العمل‪ ،‬تعتمد الانتخاب كوسيلة لشرعية‬
‫نفوذها وتحكمها في تدبير الشأن الترابي‪.47‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬سياسة القرب كآلية لتطوير الفعل الترابي‬

‫تعتبر سياسة القرب منهجية في التدبير العمومي تعتمد على املقاربة التشاركية وذلك‬
‫بهدف التغلب على إكراهات وعوائق التنمية‪ .‬ويتم تحقيق مفهوم القرب التي تتوخى الحكامة‬
‫املحلية من خالل العديد من املبادئ التي تشكل أصال مرجعا له‪ ،‬املتمثلة في‪:48‬‬

‫‪ ‬ربط أوسع شريحة ممكنة من السكان بالقرار املحلي‪ :‬إعدادا‪ ،‬إنجازا‪ ،‬مراقبة‪ ،‬متابعة‪،‬‬
‫تقييم‪.‬‬
‫‪ ‬تسهيل الولوج إلى الانتدابات املحلية وجعلها متمفصلة مع ألانشطة املهنية‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان شفافية مسلسل إعداد مشاريع التهيئة والتجهيز من خالل تقوية جهاز إلاعالم‬
‫والتواصل مع املواطنين‪.‬‬
‫‪ ‬تقوية حقوق املنتخبين املحليين) أغلبية وأقلية‪(.‬‬
‫‪46‬‬
‫حليمة الهادف‪ :‬التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس كلية الحقوق‬
‫والعلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية اكدال – الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2012/2011‬ص ‪.234‬‬
‫‪ 47‬عبد العالي البحديدي‪ :‬النسق السياسي المحلي (مكوناته و آليات اشتغاله)‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن االول كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بسطات‪ 1002 ،‬ـ ‪ ،1001‬ص ‪.95‬‬
‫‪ 48‬محمد الغالي‪ :‬سياسة القرب مؤشر أزمة الديمقراطية التمثيلية‪،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪،53‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.27‬‬

‫‪36‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬وجود مؤسسات بارزة تكمل مؤسسات التمثيل السياس ي وتسمح للمواطنين وللتكتالت‬
‫الجماعية والحركة الجمعوية بالتدخل الفعال في تدبير الشؤون املحلية‪.‬‬

‫وعلى ضوء هذه املبادئ التي تقوم عليها سياسة القرب‪ ،‬أصبحت هذه ألاخيرة تشكل أحد‬
‫الرهانات الكبرى التي تعتمدها الدولة لبلوغ هذه التنمية باعتماد مختلف آلاليات الكيفية‬
‫والكمية التي تقوم عليها الحكامة املحلية‪.‬‬

‫وإذا كانت سياسة القرب في مفهومها العام تنبني على مقاربة تشاركية تعتمد التواصل‬
‫املبني على الحوار والاستماع للرأي آلاخر ولنبض املجتمع من اجل مواكبة طموحاته وتطلعاته‪.‬‬
‫فإن الحكامة املحلية تقوم على مختلف إلامكانيات وآلاليات التي تمكن املنتخبين املحليين من‬
‫ترشيد وعقلنة تدبيرهم للشأن العام املحلي‪ ،‬وكذا مأسسة الفعل والقرار إلاداريين وتدبير‬
‫املوارد البشرية بشكل خاص‪ ،‬فالحكامة املحلية إذن تتعلق بمجموع التقنيات وألادوات‬
‫التدبيرية التي تسعى إلى ترشيد النظام إلاداري بهدف تحقيق أقص ى النتائج من خالل التركيز‬
‫على مبادئ القرب من قبيل املرونة والشمولية واملصداقية والشفافية‪..."49‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املفهوم الجديد للسلطة‬

‫يرتبط املفهوم الجديد للسلطة برعاية املصالح العامة والشؤون املحلية إضافة إلى‬
‫الحريات الفردية والجماعية والسهر على ألامن والاستقرار وتدبير الشأن العام املحلي‪ ،‬وهي‬
‫مسؤولية ال يمكن النهوض بها من داخل املكاتب إلادارية ولكن تتطلب احتكاكا مباشرا بهم‬
‫ومالمسة ميدانية ملشاكلهم في عين املكان وإشراكهم في إيجاد الحلول املناسبة واملالئمة‪.‬‬

‫فاملفهوم الجديد للسلطة ينطوي على ثقافة جديدة وتصور جديد للمرفق العمومي‬
‫وإنعاش حقوق إلانسان ومنهجية تؤسس ألخالقيات جديدة لكل الفاعلين في املجال‬

‫‪49‬‬
‫‪Zineb Sitri: Fondement et enjeux de la bonne gouvernance urbaine, REMALD. Série « thèmes actuels ».‬‬
‫‪N°46, 2004, P: 109.‬‬

‫‪37‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫العمومي واملحلي‪ .‬وهذا املفهوم يتميز بعدة سمات يمكن أن نحددها في بعض العناصر‬
‫الكبرى‪ :‬الحفاظ على دولة الحق‪ ،‬حماية الشؤون املحلية‪ ،‬والشمولية‪.50‬‬

‫‪ ‬الحفاظ على دولة الحق والقانون‪:‬‬

‫يعتبر هذا العنصر من املقومات ألاساسية التي يرتكز عليها املفهوم الجديد للسلطة‪،‬‬
‫حيث أن هذا يظهر في الخطب امللكية من خالل تعلقه بمبادئ الديمقراطية والتعددية‬
‫وحقوق إلانسان‪ .‬وقد أكد امللك في جميع الخطابات حول مسؤولية السلطة في مختلف‬
‫املجاالت وهي الحفاظ على الحريات العامة وحماية الحقوق والواجبات‪.‬‬

‫فهذا املفهوم يتبنى فلسفة الدولة العصرية املرتكزة على سمتين بارزتين‪:‬‬

‫أوال إن الديمقراطية الحقة تقتض ي الصياغة الواضحة والدقيقة للقواعد القانونية‬


‫لكي يسمح تطبيقها بتوجيه املعنيين باألمر وبعدم ترك املجال ألي محاولة ارتكاب‬
‫التعسفات‪.‬‬

‫ثانيا يجب ابتكار مساطر وميكانيزمات من شانها أن تسهل الرقابة الفعلية ملالئمة‬
‫قواعد التطبيق مع القواعد العليا وهذا يعني انه ال يمكن تصور مواطنة بدون إمكانية‬
‫حقيقية ملمارستها‪.‬‬

‫‪ ‬حماية الشؤون املحلية أو الترابية‪:‬‬

‫يقتض ي املفهوم الجديد للسلطة ألاخذ بعين الاعتبار حقوق الجماعات الترابية وبمعنى‬
‫أدق بفض ي إلى تطبيق مبدأ املساواة في املعاملة بين الحقوق والحريات الفردية والجماعية‬
‫من جهة‪ ،‬وحقوق الجماعات الترابية من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫د‪.‬محمد اليعكوبي‪ :‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية‪ ،‬مطبعة فنون الطباعة واإلشهار‪ ،‬فاس‪ ،‬ط ‪ ،2005 ،1‬ص ‪.204‬‬

‫‪38‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ومن ألاسس الجديدة التي يرتكز عليها املفهوم الجديد للسلطة احترام الالمركزية‬
‫والحريات املحلية وهذا يعتبر جانب فريد في سجل الالمركزية‪ .‬ويمكن تفسير وتبرير هذه‬
‫الخصوصية بمرجعية دستورية وإدارية‪.51‬‬

‫فمن الناحية الدستورية‪ ،‬فان الباب الثاني عشر يؤكد على أهمية الجماعات الترابية‪،‬‬
‫ونص على مجموعة من الاختصاصات الخاصة بها‪ ،‬ومجموعة من آلاليات التي تدبر بها‬
‫مختلف الحاجيات والاختصاصات‪.‬‬

‫أما من الجانب إلاداري‪ ،‬فكل القوانين ألاساسية املنظمة لالمركزية تعتبر الجماعات‬
‫الترابية كأشخاص قانونيين مثلهم في ذلك مثل املواطنين فرادا كأشخاص طبيعيين‪.‬‬
‫فالجماعات الترابية تتمتع بحقوق تقتض ي نفس الحماية التي تعطى لحقوق وحريات‬
‫املواطنين‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن حماية الشؤون املحلية هي في الحقيقة تكميلية لحماية الحقوق‬


‫الفردية والجماعية الن املواطنين لديهم عدة حقوق يدافعون عنها على املستوى املحلي في‬
‫مواجهة السلطات املنتخبة أو املعينة‪.‬‬

‫واملفهوم الجديد للسلطة يقتض ي تخفيفا مهما من الوصاية مما يعني أن الجماعات‬
‫الترابية يجب أن تتمتع باستقالل إداري ومالي كبير يؤدي إلى ميالد استقالل حقيقي وفعلي‪.‬‬
‫لكن املفهوم الجديد للسلطة يستلزم كذلك ضرورة تقوية اختصاصات الجماعات الترابية‬
‫وبالتالي الزيادة في مسؤولياتها‪ ،‬فاملفهوم الجديد للسلطة ينطوي على مفهوم جديد للدولة‬
‫يرتكز على مبدأ الثانوية بمعنى أن إلاقليم يقوم على بما ال يمكن للجماعة أن تقوم به‪،‬‬
‫والجهة تقوم ال يمكن للجماعات ألاخرى أن تقوم به والدولة ستمارس الاختصاصات التي ال‬
‫يمكن إسنادها للجماعات الترابية‪.52‬‬

‫‪51‬‬
‫د‪.‬محمد اليعكوبي‪ :‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫‪52‬‬
‫د‪.‬محمد اليعكوبي‪ :‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬

‫‪39‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫سيتم تشييد الدولة من القاعدة إلى القمة وال يمكن لها أن تتدخل في املستقبل إال‬
‫على أساس تخلفات ونقائص وعجز الجماعات املحلية واملجتمع املدني‪ ،‬لكن هذا املفهوم‬
‫الجديد في تشييد الدولة ال يعني استقالة الدولة على املستوى املحلي‪ ،‬بل بالعكس أن هذا‬
‫املستوى مدعو لكي يصبح أكثر فأكثر إلاطار املالئم واملفضل للتدخالت غير املباشرة للدولة‬
‫عبر التنظيم والتحكيم وإعادة التوازن بين الجماعات الترابية املختلفة‪.‬‬

‫يفض ي املفهوم الجديد للسلطة في آخر املطاف للسلطة إلى تقوية الالمركزية نظرا‬
‫لاليجابيات التي تنطوي عليها‪ :‬تقسيم سلطة التقرير‪ ،‬تقوية قدرة املبادرة لدى املسيرين‬
‫املحليين ومسؤولية املنتخبين تجاه الناخبين‪ ،‬تسهيل املبادرات الاقتصادية املحلية وتوسيع‬
‫إمكانية تدخالت املجتمع املدني‪.53‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬مقومات صناعة القرار العمومي الترابي‬


‫إن بلوغ هدف استكمال عصرنة وتحديث إلادارة املغربية‪ ،‬وجعل املجال الترابي بمثابة‬
‫إلاطار الجغرافي ألانسب لتحقيق تنظيم إداري فعال ومساهم في خلق الديمقراطية التشاركية‬
‫في تدبير املجال الترابي‪ ،‬رهين بوضع أسس ودعامات قوية تتمثل في رفع تحديات مرتبطة‬
‫باإلدارة الترابية‪ ،‬وتحديات مرتبطة باعتماد مناهج التدبير الحديث‪.‬‬

‫فاإلدارة الترابية هي ألاداة التي تترجم بها مجالس الجماعات الترابية برامجها إلى واقع‬
‫ملموس‪ ،‬وحتى تنعكس على حسن تدبير املجال الترابي وتحقيق التنمية الاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪ ،‬لذلك يجب الاهتمام بتأهيل الرأسمال البشري ومراقبتها ) املطلب ألاول(‪ ،‬نظرا‬
‫لالهتمام املتزايد الذي أصبح في آلاونة ألاخيرة منصبا على ضرورة تفعيل الرقابة لبلورة‬
‫السياسات العمومية الترابية‪ ،‬وأن الكل يتفق على أن تحقيق التنمية املحلية وتلبية الحاجيات‬
‫ألاساسية للمواطنين تمر عبر البحث عن أدوات جديدة لبلورة القرار الترابي‪ ،‬كما أن هناك‬

‫‪53‬‬
‫د‪.‬محمد اليعكوبي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬

‫‪40‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫حاجة ماسة إلى إعادة النظر في العالقة بين السلطة والجماعات الترابية من خالل‬
‫التخفيف من الوصاية وتحسين العالقة بين إلاداري والسياس ي (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬تطوير وتأهيل إلامكانيات البشرية والرقابية‬


‫تشكل الوسائل البشریة‪ ،‬ركيزة أساسیة تقوم علیھا إلادارة املحلیة الالمركزیة‪ ،‬بإعتبارھا‬
‫وسيلة العمل الضروریة ملمارسة الجماعات الترابیة إلختصاصاتھا املتعددة في إطار یضمن‬
‫حریة تصرفھا طبقا للنصوص القانونیة املنظمة‪.54‬‬

‫لذلك فإن أي عملیة إلعادة توزیع الاختصاصات بين الدولة والجماعات الترابیة‪ ،‬وعلى‬
‫رأسھا الجھة‪ ،‬بدون تقویة املوارد البشریة (الفرع ألاول)‪ ،‬وإعادة توزیع إلامكانیات والوسائل‬
‫املختلفة وبشكل متوازن‪ ،‬سیؤدي إلى نقل إختصاصات صوریة موجودة فقط على املستوى‬
‫النظري‪ ،‬مما یترتب عنھا أثار سلبیة‪ ،‬كالعزوف عن أداء وممارسة ھذه إلاختصاصات‪ ،‬أو فتح‬
‫املجال للعدید من املتدخلين للقیام بھا‪ .‬كما أن غياب أو نقص في تفعيل آلية املراقبة ال‬
‫يمكن أن يساعد املوارد البشرية والجماعات الترابية خاصة على أداء أدوارها القانونية‬
‫والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية (الفرع الثاني)‪ ،‬فھناك تالزم بين الرقابة ودور‬
‫العنصر البشري‪ ،‬حیث أنھا إذا تعثر أحدھما تعثر آلاخر‪ ،‬فهذه العناصر یتعين تحدیدھا بناءا‬
‫على الصالحیات املتوفرة للجماعات الترابية‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬الاهتمام باملوارد البشرية في أفق بلورة القرار الترابي‬


‫إن تدبير املجال الترابي وبلورة سياسات عمومية ترابية ال يمكن أن يأتي بالتعديالت‬
‫القانونية وإسناد اختصاصات واسعة‪ ،‬وإنما يتطلب تحقيق استقاللية للجماعات الترابية عبر‬
‫توفير جميع آلاليات واملقومات البشرية الالزمة‪.‬‬

‫‪ 54‬المصطفى بلقزبور‪ :‬توزيع االختصاصات بين الدولة والجهات‪ ،‬أي نموذج ممكن في أفق مغرب الجهات؟‪" ،‬السلسلة المغربية لبحوث اإلدارة‬
‫واإلقتصاد والمال‪ ،‬مطبعة طوب بريس‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2011‬ص‪. 128‬‬

‫‪41‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬تحفيز وتكوين املوارد البشرية‬

‫لبلوغ أهداف تأهيل إلادارة املغربية والترابية‪ ،‬البد وأن تتوفر شروط ضرورية‬
‫كاالهتمام أكثر بالعنصر البشري من خالل تحفيزه وتنمية قدراته وتأهيلها عبر تكوين‬
‫مستمر‪.‬‬

‫‪ ‬أول ‪:‬التحفيز الهادف‪:‬‬

‫إن التحفيز الهادف يضمن للموظف الظروف املادية واملعنوية املالئمة‪ ،‬ويطمئنه على‬
‫استقرار حياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية هو وأفراد أسرته‪ ،‬كما يضمن لإلدارة‬
‫العمومية الفعالية الالزمة واملردودية‪.55‬‬

‫وتخص هذه الحوافز الجانب املعنوي والاجتماعي لدى املوظف وتحاول رفع معنوياته‪،‬‬
‫ليبقى الهدف من إقرارها التحبيب والترغيب في الخدمة داخل إلادارة العمومية ‪ 56‬من خالل‬
‫الاعتراف بكرامة املوظف وجهده وعمله وإعطائه ألاهمية املستحقة‪ ،‬أي اعتراف إلادارة‬
‫بالجانب الروحي للعامل عن طريق خلق جو التفاهم والاحترام بين الطرفين والسعي إلى‬
‫تحقيق الحاجات سوسيو‪-‬اقتصادية للفرد في بيئة عمله‪ ،‬عبر سلسلة من إلاجراءات تتمثل‬
‫في ‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد ألاهداف املطلوب تحقيقها من عملية التحفيز ‪ ،‬حتى يفهم املوظف العالقة‬
‫الوثيقة بين ألاداء املطلوب منه والحصول على الحافز ‪.57‬‬
‫‪ ‬أنسنة العالقات الرئاسية والوصائية باملرونة‪ ،‬التعاون‪ ،‬التكامل والتفاهم‬
‫‪ ‬تكريم املوظفين الجادين أثناء املناسبات الوطنية‪ ،‬أو عند انتهاء مسارهم املنهي‪.‬‬

‫‪ 55‬اإلدريسي محمد ‪ :‬اإلصالح اإلداري على ضوء ميثاق حسن التدبير‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الرباط‪-‬‬
‫أكدال‪ ،.1003-1001 ،‬ص ‪.401‬‬
‫‪ 56‬أشغال المناظرة الوطنية السابعة للجماعات المحلية أكتوبر ‪ 8991‬وزارة الداخلية منشورات الداخلية‪ ،‬منشورات مركز التوثيق للجماعات‬
‫المحلية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،4111‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 57‬عبد الحق عقلة‪ :‬دراسات في علم التدبير العمومي الجزء الثاني ‪ ،‬مدخل للتدبير العمومي‪ ،‬الطبعة األولى دار القلم للطباعة والنشر الرباط‪،‬‬
‫‪ . 6002 - 6002‬ص ‪.21‬‬

‫‪42‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬الاهتمام بتتبع الحالة الصحية للموظفين ‪ ،‬من خالل إحداث خلية متخصصة في‬
‫هذا املجال على مستوى كل إدارة ‪.‬‬
‫‪ ‬تقوية املساعدات املالية املقدمة لجمعيات ألاعمال الاجتماعية الخاصة باإلدارات‬
‫العمومية ( حافالت النقل ‪ ،‬املحميات الصيفية لألطفال‪ ،‬توفير دور الحضانة‬
‫املقتصديات الاستهالكية ‪ ،‬قروض ميسرة الدفع ‪ )...‬إلى غير ذلك من املجاالت‬
‫والجوانب التحفيزية والاجتماعية‪ ،‬التي من شأنها تحريك إحساس املوظف بضرورة‬
‫العمل الجدي‪ ،‬ومضاعفة جهوده وتقوية التزامه ووالئه لإلدارة ‪.‬‬
‫‪ ‬يجب تطبيق الحد ألادنى لألجور بالوظيفة العمومية‪ ،‬مع إعادة الاعتبار للراتب‬
‫ألاساس ي وجعله عنصرا أساسيا في ألاجرة‪ ،‬بما يضمن العدالة التوزيعية‪.‬‬
‫‪ ‬برمجة إصالح منظومة ألاجور والزيادة فيها مع ألاخذ في الحسبان إلاكراهات املالية‬
‫املوضوعية ومستوى تكلفة املعيشة ‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة مقادير التعويضات العائلية على ضوء ارتفاع التكاليف املرتبطة برعاية‬
‫ألاطفال‪.‬‬
‫‪ ‬سن نظام تشجيعي محكم وشفاف لحوافز الاستحقاق‪ ،‬يزرع روح املبادرة بين‬
‫املوظفين‪ ،‬ويأخذ بعين الاعتبار مستوى املردودية وربطها بالكفاءة‪ ،‬حتى تصير‬
‫الترقية مكافأة مستحقة للموظف الجدي‪.58‬‬
‫في نفس إلاطار ‪ ،‬يجدر التذكير بالدور ألاساس ي الواجب أن تقدمه اللجان املتساوية‬
‫ألاعضاء في تقويم إنتاجية مردودية املوظفين‪ ،‬من خالل تمكينها من سائر الاختصاصات‬
‫املتعلقة بأنواع الترقيات الداخلية‪ ،‬وتدعيم دورها هذا يتطلب تمثيلها لجميع فئات‬
‫املوظفين بطريقة ديمقراطية ‪ ،‬وإمدادها بجميع الوسائل الضرورية للقيام بمهمتها على‬
‫أحسن وجه ‪.59‬‬

‫اإلدريسي محمد‪ :‬اإلصالح اإلداري على ضوء ميثاق ضمن التدبير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.401‬‬ ‫‪58‬‬

‫اإلدريسي محمد‪ :‬اإلصالح اإلداري على ضوء ميثاق ضمن التدبير ‪ ،‬نفس المرجع السابق‬ ‫‪59‬‬

‫‪43‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫كما يجب مراعاة معايير الكفاءة والتجربة والاستحقاق في تولي مناصب رئاسة‬
‫ألاقسام واملصالح ‪ ،‬واعتماد مسطرة فتح الترشيحات ‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪:‬التكوين املستمر‬

‫يعد التكوين املستمر صيرورة دائمة ومنظمة تتوخى إحداث تغيير هادف على مستوى‬
‫املعارف واملهارات واملواقف والسلوكيات ومحصلة رئيسية لتأهيل املوارد البشرية ككل‪،‬‬
‫يجب أن يخضع دوما للنمو والتطور في ارتباط جدلي بالنمو والتطور اللذين يلحقان‬
‫باستمرار املحيط املحلي والكوني‪ ،‬خاصة أمام ضغوط العوملة الحالية واملتغيرات السريعة‬
‫املصاحبة لها‪ ،‬وهي تغييرات ال يمكن أن يسايرها ويتحكم فيها أي تكوين أساس ي مهما كانت‬
‫‪60‬‬
‫جودته‪ ،‬خصوصا إذا ما مض ى وقت معين على هذا التكوين‪ ،‬وهو أمر يتطلب‪:‬‬
‫‪ ‬تحيين مقتضيات النظام ألاساس ي العام للوظيفة العمومية على مستوى التكوين‬
‫املستمر‪ ،‬وإلاسراع باملصادقة على مشروع املرسوم املتعلق بالتكوين املستمر‬
‫باإلدارات العمومية والجماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد مخطط توجيهي وطني للتكوين املستمر‪ ،‬مدعم بمخططات قطاعية للتكوين‬
‫املستمر من طرف إلادارات العمومية ‪ ،‬تأخذ بعين الاعتبار توقيت البرنامج التدريبي‬
‫واختيار املكان وفقا ملتطلبات البرنامج‪ ،‬وتوفير املستلزمات الضرورية والوسائل‬
‫البداغوجية وإعداد املطبوعات والاتصال باملتدربين ‪.‬‬
‫‪ ‬توفير الاعتمادات املالية الالزمة لتطوير نظام التكوين املستمر ‪ ،‬إذ يجب إلانفاق‬
‫على تدبير املوارد البشرية من أجل الحفاظ عليها والاستفادة منها أطول مدة‬
‫ممكنة‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد متخصصين في مجال التكوين والتأطير‪ ،‬وانتقاء الكفاءات من أجل تأطير‬
‫إداري فعال وهادف‪ ،‬يستند باستمرار إلى املشاركة الفعالة في ندوات للتكوين‬
‫والستكمال الخبرة والكفاءة‪ ،‬مع العمل على ضرورة تحقيق النجاعة والفاعلية‪،‬‬
‫‪60‬‬
‫محمد اإلدريسي‪ :‬نفس المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪.410‬‬

‫‪44‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫بفضل تسيير دقيق وصارم وتعميم استعمال التقنيات إلاعالمية واملعلوماتية‬


‫الجديدة ‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع الشراكة في ميدان التكوين املستمر مع مؤسسات ومعاهد متخصصة في‬
‫التدبير إلاداري ‪ ،‬كاملدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬املعهد العالي لإلدارة‪ ،‬إضافة إلى املعاهد‬
‫الخاصة الرائدة في هذا املجال ‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬فمفتاح التطور والازدهار هو العنصر البشري القوي‪ ،‬ومكمن القوة في‬
‫التكوين وإعادة التكوين الذي يعد جزءا هاما في عملية تفعيل التدبير العمومي ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التأهيل واعتماد الحركية وإعادة الانتشار‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬تأهيل الكفاءات إلادارية‬

‫من املؤكد أن كل محاولة لتحديث املرفق العمومي تتطلب إتباع ألاسلوب املوضوعي‪،‬‬
‫في اختيار الرجل املالئم ملنصب املسؤولية‪ ،‬اعتمادا على الكفاءة العلمية والقدرة على‬
‫املمارسة التي تقتضيها السياسة العامة املوضوعة واملستهدفة من طرف إلادارة املدبرة‬
‫‪ ،Managériale‬كما يصطلح على ذلك في عالم املقاوالت املشاريع الخاصة ‪.‬‬

‫إن التنظيم والتقويم يتعين انطالقهما من الذات عن طريق اختيار عنصري الشباب‬
‫والخبرة املدعمة بالتحصيل العلمي‪ ،‬وانتقاء كفاءات قيادية تتصف باللباقة‪ ،‬الاستقامة‬
‫والنزاهة ‪ ،‬تكون قدوة تعزز املمارسة ألاخالقية باملرفق العمومي‪ .‬فتوافر العنصر إلاداري‬
‫الكفء املتمثل في قيادات رفيعة املستوى الخلقي‪ ،‬متميزة ألاداء من العوامل الرئيسية‬
‫املحققة للنجاح والتقدم‪ ،‬واعتبارا لدورهم إلاشرافي على التوجيه والرقابة‪ ،‬املتابعة وتقييم‬
‫ألاداء‪ ،‬أي أنها القوة الدافعة للوصول إلى الغايات املستهدفة بأحسن الوسائل وأقل‬
‫التكاليف وفق حدود إلامكانيات واملوارد املتاحة‪.61‬‬

‫‪ 61‬هدى سيد لطيف‪ :‬األسس العلمية لإلدارة‪ ،‬الشركة العربية للنشر والتوزيع" القاهرة ‪ ، 5991‬ص ‪.41 – 42‬‬

‫‪45‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ولتثمين إمكانية هذه الطاقات العالية‪ ،‬وجب توجيه اهتماماتها لتبني تقنيات التواصل‬
‫الحديثة في مجال تدبير املوارد البشرية سواء بالعمل على تكريس ثقافة القرب والتتبع‬
‫املباشر لألمور في عالقة وتعامل املسؤولين مع موظفيهم أو اضطالعهم بمهامهم‪ ،‬أو من‬
‫خالل بلورة إجراءات عملية تمكن املوظفين من املشاركة في تحديد ألاهداف واملساهمة في‬
‫اتخاذ القرارات داخل املؤسسة‪.‬‬

‫فاملشاركة بقدر ما هي ضرورة تقنية‪ ،‬فهي أيضا ضرورة نفسية‪ ،‬ومسايرة للتطورات‬
‫الحالية‪ ،‬يتطلب ألامر لجوء إلادارات إلى الكفاءات والقيادات في إطار أكثر مرونة ومردودية‬
‫عن طريق اعتماد عقود محددة املدة‪ ،‬مرتبطة بمشاريع محدودة في الزمن‪ ،‬وتقييم ألاداء‬
‫باألهداف والنتائج املحققة‪ ،‬على اعتبار أنها كفيلة باالستجابة للحاجيات املتجددة في التدبير‬
‫العمومي‪ ،‬كما يستحسن نهج أسلوب الحركية الداخلية بين ألاقسام املصالح أفقيا‬
‫وعموديا بغرض تجنب الرتابة والجمود في املوقع‪ ،‬وإتاحة الفرص إلبراز تعدد القدرات‬
‫واملؤهالت لدى الكفاءات املتوفرة‪.62‬‬

‫عموما كل إصالح يهم إلادارة العمومية وتأهيل أطرها‪ ،‬يجب مرافقته ببرنامج يروم‬
‫تطهير العقليات وتهذيب النفوس وتخليقها‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬الحركية وإعادة الانتشار‬

‫تعني الحركية في مجال تدبير املوارد البشرية القدرة على قبول التغييرات في الزمان‬
‫واملكان‪ ،‬وكذا الكفاءات وألانظمة ويمكن أن تتم إما عن طريق إعادة التعيين أو تغيير املهام‪،‬‬
‫أو إعادة الانتشار مهنيا أو جغرافيا‪ ،‬أو من خالل الانتقال إلى إدارة أخرى‪.‬‬

‫فالحركية إذ تتجلى أهدافها في‪ ،‬تغيير الواقف والحد من الاستقرار الدائم في وظيفة‬
‫معينة مما يعطي فرصة للموظف من إغناء تجربته والاطالع على مجموعة من املهام ومواجهة‬
‫الانغالق والانزواء وتكريس الالتمركز الاداري‪ ،‬إضافة كذلك إلى محاربة العقليات الجامدة‬

‫‪62‬‬
‫اإلدريسي محمد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.441‬‬

‫‪46‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫وتغيير التقاليد والعادات السيئة في إلادارة العمومية‪ ،‬ثم توسيع ألافاق املهنية للموظف‬
‫وتمكينه من تحمل املسؤولية وتبادل الخبرات ونقل خبرات إلى إدارات أخرى هي بحاجة‬
‫إليها‪.63‬‬

‫وتتعدد أنواع الحركية‪ ،‬بين حركية وظيفية من خالل تغيير وظيفة إلى أخرى أو من‬
‫منصب إلى أخر أو من مصلحة إلى أخرى أو من إدارة إلى أخرى من جهة‪ ،‬وحركية جغرافية‬
‫تتم من إدارة مركزية إلى إدارة المركزية من خالل آليتي النقل والالتحاق‪ .‬فآلية النقل تتم عبر‬
‫الاستجابة لطلب املوظف بنفسه أو بناء على حاجة إلادارة إلى موظفين في مناطق أخرى‪ ،‬ثم‬
‫آلية إلالحاق التي تسمح للموظف بممارسة مهامه خارج إدارته ألاصلية كما نص على ذلك‬
‫الفصل ‪ 47‬من النظام ألاساس ي للوظيفة العمومية‪ ،‬وبذلك يشكل وسيلة من وسائل‬
‫الالتمركز الاداري‪.64‬‬

‫أما إعادة الانتشار فيقصد به ألاداة التي تمكن إلادارة من إعادة توزيع كفاءاتها‬
‫وتحسين معدل التأطير داخل مصالحها‪ ،‬وتكون إما داخل إلادارة نفسها أو بين مختلف‬
‫القطاعات الوزارية‪ ،‬وكذا بين إلادارة املركزية والالمركزية‪ .‬فهو إجراء يسعى إلى ضمان توزيع‬
‫أمثل للموظفين داخل إلادارة الواحدة أو بين مختلف إلادارات‪.‬‬

‫وتسعى عملية إعادة الانتشار إلى تحقيق مجموعة من ألاهداف منها‪:65‬‬

‫‪ ‬وضع املوظف املناسب في املكان املناسب وفي الوقت املناسب‪.‬‬


‫‪ ‬التقليص من تكاليف إلادارة ‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان توزيع امثل للموظفين بين املصالح املركزية واملصالح الالمركزية‪.‬‬
‫‪ ‬تسهيل عملية الحركية داخل إلادارة العمومية منها واليها‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫حليمة الهادف‪ :‬التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث‪ ،‬اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس "كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية"‪ ،‬سنة ‪ ،2012/2011‬ص ‪.421‬‬
‫‪ 64‬الفصل ‪ 47‬من النظام األساسي للوظيفة العمومية‪" :‬يعتبر الموظف في وضعية اإللحاق إذا كان خارجا عن سلكه األصلي مع بقائه تابعا لهذا‬
‫السلك ومتمتعا فيه بجميع حقوقه في الترقية والتقاعد"‪.‬‬
‫‪ 65‬حليمة الهادف‪ :‬التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.423‬‬

‫‪47‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬تبادل الخبرات والكفاءات بين إلادارات املختلفة للرفع من جودة املوظف داخل‬
‫إلادارة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أدوات مراقبة صنع القرار الترابي‬


‫تعتبر مرحلة املراقبة أهم مراحل لصناعة القرار الترابي بصفة عامة والسياسات‬
‫العمومية الترابية بصفة خاصة‪ ،‬هذه املرحلة تهدف إلى التحقق والتتبع لألهداف والبرامج‬
‫املرسومة‪ ،‬ومراقبة السياسات العمومية الترابية تكون محكومة بالتأكيد من احترام القوانين‬
‫وألانظمة‪ ،‬والحرص على التواجد في وضعية مطابقة للقوانين املنظمة‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬مكانة املعارضة من عملية صنع القرار الترابي‬


‫‪66‬‬
‫دور املعارضة‬
‫تخصيص رئاسة إحدى‬
‫اللجان الدائمة للمعارضة‬
‫املادة ‪ 30‬من القانون‬ ‫من أجل تكريس املشاركة‬
‫التنظيمي للجهات رقم‬ ‫الفعالة للمعارضة في تسيير‬
‫‪111.14‬‬ ‫شؤون العمالة أو إلاقليم‬

‫الجهة‬
‫المادة ‪49‬‬ ‫توجيه ألاسئلة‬
‫تقديم طلب بشكل فردي أو‬
‫جماعي إلدراج احدي النقاط‬
‫المادة ‪43‬‬
‫التي تدخل في صالحيات‬

‫‪66‬‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬رمضان ‪ 7( 1436‬يوليوز‬
‫‪ ،)2015‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة في ‪ 6‬شوال (‪ 23‬يوليوز ‪.)2015‬‬
‫‪ ‬القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬رمضان‬
‫‪ 7( 1436‬يوليوز ‪ ، )2015‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة في ‪ 6‬شوال (‪ 23‬يوليوز ‪.)2015‬‬
‫‪ ‬القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬رمضان ‪7( 1436‬‬
‫يوليوز ‪ ،)2015‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة في ‪ 6‬شوال (‪ 23‬يوليوز ‪.)2015‬‬

‫‪48‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املجلس في جدول أعمال‬


‫الدورات‬
‫تخصيص رئاسة إحدى‬
‫املادة ‪ 28‬من القانون‬ ‫اللجان الدائمة للمعارضة‬
‫من أجل تكريس املشاركة التنظيمي للعماالت وألاقاليم‬
‫رقم ‪112.14‬‬ ‫الفعالة للمعارضة في تسيير‬
‫شؤون العمالة أو إلاقليم‬

‫العمالة أو إلاقليم‬
‫المادة ‪47‬‬ ‫توجيه ألاسئلة‬
‫تقديم طلب بشكل فردي أو‬
‫جماعي إلدراج احدي النقاط‬
‫المادة ‪41‬‬
‫التي تدخل في صالحيات‬
‫املجلس في جدول أعمال‬
‫الدورات‬
‫تخصيص رئاسة إحدى‬
‫اللجان الدائمة للمعارضة املادة ‪ 27‬من القانون‬
‫من أجل تكريس املشاركة للجماعات رقم ‪113.14‬‬
‫الفعالة للمعارضة في تسيير‬
‫شؤون العمالة أو إلاقليم‬
‫الجماعة‬

‫المادة ‪46‬‬ ‫توجيه ألاسئلة‬


‫تقديم طلب بشكل فردي أو‬
‫المادة ‪40‬‬ ‫جماعي إلدراج احدي النقاط‬
‫التي تدخل في صالحيات‬
‫املجلس في جدول أعمال‬

‫‪49‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الدورات‬

‫‪67‬‬
‫‪ ‬النصاب القانوني للجان المكونة للمجلس‬

‫النصاب القانوني اللجان‬


‫الجماعات‬
‫املواد‬ ‫النصاب القانوني‬ ‫الاختصاص‬ ‫الترابية‬

‫‪ ‬املادة ‪15‬‬ ‫‪ ‬ألاغلبية املطلقة في الدور‬ ‫‪ ‬انتخاب رئيس‬


‫ألاول‪ ،‬وفي الدور الثاني‬ ‫املجلس الجهوي‬
‫ألاغلبية املطلقة‪ ،‬ثم في‬
‫الدور الثالث باألغلبية‬
‫النسبية‬
‫‪ ‬املادة ‪21‬‬ ‫‪ ‬انتخاب نواب الرئيس ‪ ‬ألاغلبية املطلقة في الدور‬
‫ألاول‪ ،‬وفي الدور الثاني‬
‫ألاغلبية املطلقة‪ ،‬ثم في‬
‫الدور الثالث باألغلبية‬
‫النسبية لألعضاء‬
‫الحاضرين‬ ‫الجهة‬
‫‪ ‬املادة ‪25‬‬ ‫‪ ‬ألاغلبية النسبية لألعضاء‬ ‫‪ ‬انتخاب كاتب‬
‫الحاضرين‬ ‫املجلس الجهوي‬
‫‪ ‬املادة ‪26‬‬ ‫‪ ‬ألاغلبية املطلقة لألصوات‬ ‫‪ ‬إقالة كاتب املجلس‬
‫املعبر عنها‬ ‫أو نائبه‬
‫‪ ‬املادة ‪29‬‬ ‫‪ ‬ألاغلبية املطلقة من‬ ‫‪ ‬انتخاب رئيس كل‬
‫‪ 67‬نفس القوانين التنظيمية السالفة الذكر‪ 67 :‬القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬و القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق‬
‫بالعماالت واألقاليم‪ ،‬ثم القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ألاعضاء الحاضرين‬ ‫لجنة ونائبه في‬


‫املجلس‬
‫‪ ‬املادة ‪29‬‬ ‫‪ ‬إقالة رئيس كل لجنة ‪ ‬ألاغلبية النسبية‬
‫ونائبه في املجلس‬
‫‪ ‬املادة ‪31‬‬ ‫‪ ‬ثلث ألاعضاء‬ ‫‪ ‬طلب اجتماع كل‬
‫لجنة من رئيس‬
‫املجلس أو رئيسها‬
‫‪ ‬ثلث أعضاء مجلس املزاولين ‪ ‬املادة ‪39‬‬ ‫‪ ‬استدعاء املجلس‬
‫مهامهم‬ ‫لعقد دورة استثنائية‬
‫من قبل الرئيس او‬
‫بمبادرة أعضاء‬
‫املجلس‬
‫‪ ‬املادة ‪39‬‬ ‫‪ ‬ألاغلبية املطلقة‬ ‫‪ ‬تقديم طلب اعقد‬
‫جلسة بعد رفض‬
‫رئيس املجلس‬
‫الاستجابة في املرة‬
‫ألاولى‬
‫‪ ‬املادة ‪40‬‬ ‫‪ ‬عقد دورة استثنائية ‪ ‬حضور نصف ألاعضاء‬
‫بطلب من الوالي‬
‫‪ ‬املادة ‪43‬‬ ‫‪ ‬نصف ألاعضاء‬ ‫‪ ‬طلب إدراج نقطة في‬
‫جدول أعمال‬
‫املجلس‬
‫‪ ‬املادة ‪45‬‬ ‫‪ ‬نصف ألاعضاء‬ ‫‪ ‬صحة مداوالت‬
‫املجلس‬
‫‪ ‬املادة ‪14‬‬ ‫‪ ‬األغلبية المطلقة في الدور‬ ‫‪ ‬انتخاب الرئيس‬
‫األول والدور الثاني األغلبية‬
‫النسبية في الدور الثالث‬

‫‪51‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ألعضاء الحاضرين‬
‫‪ ‬املادة ‪20‬‬ ‫‪ ‬انتخاب نواب الرئيس ‪ ‬األغلبية المطلقة في الدور‬
‫األول والدور الثاني األغلبية‬ ‫العمالة‬
‫النسبية في الدور الثالث‬ ‫أو‬
‫ألعضاء الحاضرين‬
‫إلاقليم‬
‫‪ ‬األغلبية النسبية لألعضاء ‪ ‬املادة ‪24‬‬ ‫‪ ‬انتخاب كاتب‬
‫املجلس ونائبه‬
‫‪ ‬املادة ‪25‬‬ ‫‪ ‬األغلبية المطلقة‬ ‫‪ ‬إقالة كاتب املجلس‬
‫ونائبه أو هما معا‬
‫‪ ‬املادة ‪27‬‬ ‫‪ ‬األغلبية النسبية‬ ‫‪ ‬رئيس كل لجنة‬
‫ونائبه‬
‫‪ ‬املادة ‪27‬‬ ‫‪ ‬األغلبية النسبية‬ ‫‪ ‬إقالة رئيس اللجنة‬
‫ونائبه‬
‫‪ ‬املادة ‪29‬‬ ‫‪ ‬ثلث األعضاء‬ ‫‪ ‬اجتماع إحدى‬
‫اللجان الدائمة‬
‫بطلب من الرئيس أو‬
‫أعضاء املجلس‬
‫‪ ‬املادة ‪37‬‬ ‫‪ ‬ثلث األعضاء‬ ‫‪ ‬استدعاء رئيس‬
‫املجلس من طرف‬
‫الرئيس لعقد دورة‬
‫استثنائية‬
‫‪ ‬املادة ‪37‬‬ ‫‪ ‬األغلبية المطلقة‬ ‫‪ ‬إذا تم رفض الطلب‬
‫ألاول يكون هناك‬
‫طلب ثان من‬
‫ألاعضاء‬
‫‪ ‬املادة ‪38‬‬ ‫‪ ‬حضور نصف األعضاء‬ ‫‪ ‬انعقاد الدورة‬
‫الاستثنائية‬

‫‪52‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬املادة ‪41‬‬ ‫‪ ‬نصف األعضاء‬ ‫‪ ‬إدراج نقطة معينة‬


‫في جدول أعمال‬
‫‪ ‬املادة ‪41‬‬ ‫‪ ‬نصف األعضاء‬ ‫‪ ‬مداوالت املجلس‬
‫الجماعي‬
‫‪ ‬املادة ‪44‬‬ ‫‪ ‬األغلبية المطلقة‬ ‫‪ ‬اتخاذ املقررات‬
‫‪ ‬املادة ‪49‬‬ ‫‪ ‬األغلبية المطلقة‬ ‫‪ ‬طرد عضو من‬
‫أعضاء املجلس من‬
‫الجلسة‬
‫‪ ‬املادة ‪49‬‬ ‫‪ ‬ثلث األعضاء‬ ‫‪ ‬عقد اجتماع غير‬
‫مفتوح للعموم‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ألاغلبية املطلقة في املرة ألاولى ‪ ‬املادة ‪13‬‬ ‫‪ ‬انتخاب الرئيس‬
‫‪‬‬ ‫وفي الدور الثاني‬
‫‪ ‬ألاغلبية النسبية في الدور‬
‫الثالث‬
‫‪ ‬املادة ‪19‬‬ ‫‪ ‬انتخاب نواب الرئيس ‪ ‬ألاغلبية املطلقة في الدور‬
‫ألاول والدور الثاني‬
‫‪ ‬ألاغلبية النسبية في الدور‬
‫الثالث ألعضاء الحاضرين‬
‫‪ ‬املادة ( ‪) 23‬‬ ‫‪ ‬انتخاب كاتب املجلس ‪ ‬ألاغلبية النسبية لألعضاء‬
‫الحاضرين‬
‫‪ ‬املادة (‪)24‬‬ ‫‪ ‬ألاغلبية املطلقة‬ ‫‪ ‬إقالة كاتب املجلس‬
‫ونائبه أو هما معا‬
‫‪ ‬املادة ( ‪) 26‬‬ ‫‪ ‬رئيس كل لجنة ونائبه ‪ ‬ألاغلبية النسبية‬
‫‪ ‬املادة ( ‪) 26‬‬ ‫‪ ‬ألاغلبية النسبية‬ ‫‪ ‬إقالة رئيس اللجنة‬

‫‪53‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ونائبه‬
‫‪ ‬املادة (‪) 28‬‬ ‫‪ ‬اجتماع إحدى اللجان ‪ ‬ثلث ألاعضاء‬ ‫الجماعة‬
‫الدائمة‬
‫‪ ‬املادة ( ‪) 36‬‬ ‫‪ ‬ثلث ألاعضاء‬ ‫‪ ‬استدعاء رئيس‬
‫املجلس من طرف‬
‫الرئيس لعقد دورة‬
‫استثنائية‬
‫‪ ‬املادة ( ‪) 37‬‬ ‫‪ ‬نصف ألاعضاء‬ ‫‪ ‬انعقاد الدورة‬
‫الاستثنائية‬
‫‪ ‬املادة (‪)42‬‬ ‫‪ ‬نصف ألاعضاء‬ ‫‪ ‬مداوالت املجلس‬
‫الجماعي‬
‫‪ ‬املادة (‪)43‬‬ ‫‪ ‬ألاغلبية املطلقة‬ ‫‪ ‬اتخاذ املقررات‬
‫‪ ‬املادة ( ‪) 48‬‬ ‫‪ ‬طرد عضو من أعضاء ‪ ‬ألاغلبية املطلقة‬
‫املجلس من الجلسة‬
‫‪ ‬املادة ( ‪)48‬‬ ‫‪ ‬ثلث ألاعضاء‬ ‫‪ ‬عقد اجتماع غير‬
‫مفتوح للعموم‬
‫‪ ‬املادة ‪137‬‬ ‫‪ ‬ألاغلبية املطلقة‬ ‫‪ ‬يتداول مجلس‬
‫مؤسسة التعاون بين‬
‫الجماعات‪ ،‬ويتخذ‬
‫القرار في القضايا التي‬
‫تخص الجماعة‬
‫‪ ‬املادة ‪215‬‬ ‫‪ ‬نصف ألاعضاء‬ ‫‪ ‬طلب لجنة تقص ي‬
‫الحقائق‬
‫‪ ‬املادة ‪224‬‬ ‫‪ ‬ألاغلبية النسبية‬ ‫‪ ‬انتخاب رئيس كل‬
‫لجنة في مجلس‬
‫املقاطعة‬

‫‪54‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور القضاء الاداري واملجالس الجهوية للحسابات في مراقبة‬


‫القرار الترابي‬
‫‪68‬‬
‫أوال‪ :‬دور املحاكم إلادارية‬

‫‪ )1‬قانون تنظيمي رقم ‪ 111111‬يتعلق بالجهات‬

‫جهة التقاض ي‬ ‫املادة‬ ‫املنازعات الترابية‬


‫القضاء‬ ‫في حالة انقطاع وامتناع الرئيس عن مزاولة مهامه بدون ‪32‬‬
‫إلاستعجالي‬ ‫مبرر ملدة شهرين جاز لوالي الجهة اعذراه داخل آجل ‪ 7‬أيام‪،‬‬
‫وإذا رفض الرئيس بعد انقضاء ألاجل جاز للسلطة‬
‫الحكومية املكلفة بالداخلية إحالة ألامر إلى القضاء‬
‫إلاستعجالي باملحكمة إلادارية‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫في حالة ادراج بعض النقاط من طرف رئيس الجهة في ‪44‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫جدول الاعمال ال تدخل في اختصاصات الجهة وال املجلس‬
‫يتعرض عليها والي الجهة وعند الاقتضاء يحيل الوالي تعرضه‬
‫إلى القضاء الاستعجالي‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫يختص القضاء وحده بعزل أعضاء املجلس وببطالن ‪66‬‬
‫مداوالته وبايقاف تنفيذ املقررات املعيبة ‪ ،‬ويختص القضاء‬
‫وحده بحل مجلس الجهة‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫عند ارتكاب رئيس الجهة أو أعضاء املجلس ألعمال مخالفة ‪67‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫للقانون قامت السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية مراسلته‬
‫قصد التوضيح في آجل ‪ 01‬أيام‪ ،‬بعد انقضاء املدة يجوز‬
‫لوالي الجهة إحالة ألامر إلى املحكمة الادارية إما لعزل عضو‬
‫أو عضوين أو عزل الرئيس وتبت املحكمة في أجل شهر‪ .‬وفي‬
‫حالة الاستعجال يحال ألامر على القضاء الاستعجالي الذي‬

‫‪ 68‬محمد الغالي‪ :‬سياسة القرب مؤشر أزمة الديمقراطية التمثيلية‪،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪،53‬‬
‫‪2006‬‬

‫‪55‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫يبت فيه في ‪ 44‬ساعة‬


‫القضاء‬ ‫‪64‬‬ ‫يمنع على كل عضو من أعضاء مجلس الجهة أن يربط‬
‫الاستعجالي‬ ‫مصالح خاصة مع الجهة أو مجموعة الجهات أو مع‬
‫مؤسسات التعاون أو مع مجموعات الجماعات الترابية التي‬
‫تكون الجهة عضوا فيها أو مع الهيئات واملؤسسات العمومية‬
‫أو شركات التنمية التابعة لها أو أن يبرم معها أعماال أو‬
‫عقودا لالمتياز أو الوكالة أو أي عقد يتعلق بطرق تدبير‬
‫املرافق العمومية للجماعة أو أن يمارس كل نشاط قد يؤدي‬
‫إلى تنازع املصالح سواء كان ذلك بصفة شخصية أو بصفته‬
‫مساهما أو وكيال عن غيره أو لفائدة زوجه أو أصوله أو‬
‫فروعه‪ .‬وفي حالة اخالل العضو بهذه الشروط تطبق عليه‬
‫احكام الفصل‪67‬‬
‫املحكمة الادارية‬ ‫‪70‬‬ ‫إذا امتنع أحد نواب الرئيس دون عذر مقبول بالقيام بعمل‬
‫منوط به جاز للرئيس أن يطلب من املجلس اتخاذ مقرر‬
‫لعزله يحال على املحكمة الادارية التي تبت فيه داخل آجل‬
‫شهر‪.‬‬
‫املحكمة الادارية‬ ‫‪77‬‬ ‫إذا كانت مصالح الجهة مهددة جاز للسلطة الحكومية‬
‫املكلفة بالداخلية إحالة ألامر على املحكمة الادارية من أجل‬
‫حل املجلس‪.‬‬
‫املحكمة الادارية‬ ‫‪76‬‬ ‫عند رفض املجلس القيام بأعماله من تداول امليزانية وتدبير‬
‫املرافق العمومية أو وقع أي اختالل يهدد سير املجلس جاز‬
‫للرئيس مراسلة والي الجهة إلعذار املجلس في أجل شهر وإذا‬
‫استمر الاختالل تحال على املكمة الادارية من أجل حل‬
‫املجلس‪.‬‬

‫القضاءالاستعجالي‬ ‫في حالة امتناع الرئيس عن مزاولة مهامه يطالبه والي الجهة ‪77‬‬
‫بمزاولة مهامه لكن بمرور ‪ 07‬يوم دون استجابة الرئيس‬

‫‪56‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫يحيل والي الجهة ألامر إلى القضاء الاستعجالي الذي يبت فيه‬
‫في ‪ 44‬ساعة واذا تبت الامتناع يحل والي الجهة مكان‬
‫الرئيس‪.‬‬

‫املحكمة الادارية‬ ‫يمارس والي الجهة املراقبة الادارية على شرعية قرارت رئيس ‪003‬‬
‫املجلس ومقررات مجلس الجهة وكل نزاع تبت فيه املحكمة‬
‫الادارية‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫يتعرض والي الجهة على النظام الداخلي للمجلس واملقررات ‪004‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫التي ال تدخل في صالحيات املجلس أو التي تخرق لهذا‬
‫القانون أو ألانظمة الجاري بها العمل ويبلغ رئيس املجلس‬
‫بتعرضه معلال في حدود ‪ 2‬أيام واذا أبقى املجلس على نفس‬
‫املقررات يحال الامر على القضاء الاستعجالي‬
‫القضاء‬ ‫اذا امتنع رئيس املجلس عن ألامر بصرف نفقة وجب ‪300‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫تسديدها من قبل الجهة جاز لوالي الجهة أن يستفسر‬
‫واعذاره في أجل ‪ 07‬يوم وإال أحاله على القضاء الاستعجالي‬
‫كما هو مبين في املادة ‪.77‬‬
‫املحكمة الادارية‬ ‫يمثل رئيس املجلس الجهة لدى املحاكم ويسهر على الدفاع ‪327‬‬
‫عن مصالح الجهة أمام القضاء ‪..‬وكل اخالل بعملية‬
‫تحصيل ديون الجهة جاز لوالي الجهة احالة الامر إلى‬
‫املحكمة الادارية كما هو مبين في املادة ‪67‬‬
‫املحاكم املختصة‬ ‫اذا كانت هناك شكاية تتعلق بمطالبة الجهة بأداء دين أو ‪340‬‬
‫تعويض ال يمكن رفع دعوى تحت طائلة عدم القبول من‬
‫لدن املحاكم املختصة إال إذا أحيل الامر إلى والي الجهة الذي‬
‫يدرسها في أجل شهر وإذا لم يتوصل برد من الوالي جاز له‬
‫مراسلة السلطة الحكومية لدى وزارة الداخلية الذي‬
‫تدرسه في أجل شهر أو يمكنه رفع الدعوى لدى املحاكم‬
‫املختصة‬

‫‪57‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪-‬‬ ‫يعين وكيل قضائي للجماعات الترابية بقرار وزير الداخلية ‪343‬‬
‫يقدم املساعدة القانونية للجهات وهيئاتها ويترافع أمام‬
‫املحاكم املحال لها الدعاوى‪.‬‬
‫املحاكم املختصة‬ ‫يمكن للمجلس أو رئيس املجلس بعد اخبار والي الجهة أو ‪344‬‬
‫بمبادرة من الوالي اخضاع تدبير الجهة والهيئات التابعة لها‬
‫للتدقيق من طرف الهيئات املؤهلة له قانونا وتوجه نسخة‬
‫من تقريرها إلى والي الجهة وعلى الرئيس واملجلس‪ .‬وفي حالة‬
‫وجود اختالالت يحق للوالي أن يحيل ألامر إلى املحاكم‬
‫املختصة‬

‫‪ )2‬القانون التنظيمي رقم ‪ 112111‬املتعلق بالعماالت وألاقاليم‪1‬‬

‫القضاء‬ ‫إذا انقطع الرئيس عن مزاولة مهامه بدون مبرر قام عامل ‪22‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫العمالة أو الاقليم باعذاره داخل آجل سبعة أيام واذا تخلف‬
‫الرئيس جاز للعامل احالة ألامر على القضاء الاستعجالي ليبت‬
‫فيه في ‪ 44‬ساعة واذا تبث الانقطاع يحل املكتب ويستدعى‬
‫املجلس في أجل ‪ 07‬يوم النتخاب رئيس جديد وباقي الاعضاء وفق‬
‫هذا القانون التنظيمي‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫في حالة ادراج بعض النقاط من طرف رئيس مجلس العمالة في ‪12‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫جدول الاعمال ال تدخل في اختصاصات العمالة أو الاقليم‬
‫يتعرض عليها العامل وعند الاقتضاء يحيل تعرضه إلى القضاء‬
‫الاستعجالي للبث فيه داخل ‪ 44‬ساعة ‪.‬‬
‫كتابة‬ ‫يجرد العضو املنتخب بمجلس العمالة أو الاقليم الذي تخلى ‪22‬‬
‫الضبط‬ ‫خالل مدة انتدابه عن انتمائه السياس ي للحزب الذي ترشح به‬
‫باملحكمة‬ ‫ويطلب التجريد لدى كتابة الضبط باملحكمة الادارية من طرف‬
‫الادارية‬ ‫رئيس املجلس في أجل شهر‬
‫القضاء‬ ‫يختص القضاء وحده بعزل أعضاء املجلس وببطالن مداوالته ‪41‬‬

‫‪58‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫وبايقاف تنفيذ املقررات املعيبة ‪ ،‬ويختص القضاء وحده بحل‬


‫مجلس العمالة أو الاقليم‪.‬‬
‫املحكمة‬ ‫‪42‬‬ ‫عند ارتكاب رئيس املجلس أو أعضاء املجلس ألعمال مخالفة‬
‫الادارية ‪+‬‬ ‫للقانون ولألنظمة املعمول بها قام العامل مراسلته قصد‬
‫القضاء‬ ‫التوضيح في آجل ‪ 01‬أيام‪ ،‬بعد انقضاء املدة يجوز للعامل إحالة‬
‫الاستعجالي‬ ‫ألامر إلى املحكمة الادارية إما لعزل عضو أو عزل الرئيس أو نوابه‬
‫وتبت املحكمة في أجل شهر‪ .‬وفي حالة الاستعجال يحال ألامر على‬
‫القضاء الاستعجالي الذي يبت فيه في ‪ 44‬ساعة يترتب عليه‬
‫توقيف املعني‪.‬‬
‫املحكمة‬ ‫‪44‬‬ ‫يمنع على كل عضو من أعضاء مجلس العمالة أو الاقليم أن‬
‫الادارية ‪+‬‬ ‫يربط مصالح خاصة مع العمالة أو الاقليم أو مع مؤسسات‬
‫القضاء‬ ‫التعاون أو مع مجموعات الجماعات الترابية التي تكون العمالة‬
‫الاستعجالي‬ ‫عضوا فيها أو مع الهيئات واملؤسسات العمومية أو شركات‬
‫التنمية التابعة لها أو أن يبرم معها أعماال أو عقودا لالمتياز أو‬
‫الوكالة أو أي عقد يتعلق بطرق تدبير املرافق العمومية للجماعة‬
‫أو أن يمارس كل نشاط قد يؤدي إلى تنازع املصالح سواء كان‬
‫ذلك بصفة شخصية أو بصفته مساهما أو وكيال عن غيره أو‬
‫لفائدة زوجه أو أصوله أو فروعه‪ .‬وفي حالة اخالل العضو بهذه‬
‫الشروط تطبق عليه احكام الفصل‪67‬‬
‫املحكمة‬ ‫‪46‬‬ ‫إذا امتنع أحد نواب الرئيس دون عذر مقبول بالقيام بعمل‬
‫الادارية‬ ‫منوط به جاز للرئيس أن يطلب من املجلس اتخاذ مقرر لعزله‬
‫يحال على املحكمة الادارية التي تبت فيه داخل آجل شهر‪.‬‬
‫املحكمة‬ ‫‪33‬‬ ‫إذا كانت مصالح العمالة أو الاقليم مهددة تعرقل سير املجلس‬
‫الادارية‬ ‫جاز للعامل إحالة ألامر على املحكمة الادارية من أجل حل‬
‫املجلس‪.‬‬
‫املحكمة‬ ‫‪31‬‬ ‫عند رفض املجلس القيام بأعماله حسب هذا القانون التنظيمي‬
‫الادارية‬ ‫أو رفض تداول امليزانية وتدبير املرافق العمومية أو وقع أي‬

‫‪59‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫اختالل يهدد سير املجلس جاز للرئيس مراسلة العامل إلعذار‬


‫املجلس في أجل شهر وإذا استمر الاختالل تحال على املحكمة‬
‫الادارية من أجل حل املجلس‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫في حالة امتناع الرئيس عن مزاولة مهامه يطالبه عامل العمالة ‪33‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫بمزاولة مهامه لكن بمرور ‪01‬أيام دون استجابة الرئيس يحيل‬
‫العامل ألامر إلى القضاء الاستعجالي الذي يبت فيه في ‪ 44‬ساعة‬
‫واذا تبت الامتناع يحل العامل مكان الرئيس‪.‬‬

‫املحكمة‬ ‫يمارس العامل املراقبة الادارية على شرعية قرارت رئيس املجلس ‪104‬‬
‫الادارية‬ ‫ومقررات مجلس العمالة أو الاقليم وكل نزاع تبت فيه املحكمة‬
‫الادارية‪ .‬وتعتبر باطلة املقررات التي ال تدخل في صالحيات‬
‫املجلس‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫يتعرض العامل على النظام الداخلي للمجلس وعلى املقررات ‪101‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫التي ال تدخل في صالحيات املجلس أو التي تخرق أحكام هذا‬
‫القانون أو ألانظمة الجاري بها العمل ويبلغ رئيس املجلس‬
‫بتعرضه معلال في حدود ‪ 2‬أيام واذا أبقى املجلس على نفس‬
‫املقررات يحال الامر على القضاء الاستعجالي ليوقف العمل به‬
‫إلى حين بت املحكمة الادارية فيهداخل اجل ‪ 21‬يوم‬
‫القضاء‬ ‫اذا امتنع رئيس املجلس عن ألامر بصرف نفقة وجب تسديدها ‪116‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫من قبل العمالة أو الاقليم جاز للعامل أن يستفسر واعذاره وفي‬
‫حالة عدم الامر بالصرف في اجل ‪ 7‬ايام يحال على القضاء‬
‫الاستعجالي كما هو مبين في املادة ‪.77‬‬
‫املحاكم‬ ‫يمثل رئيس املجلس الجهة لدى املحاكم ويسهر على الدفاع عن ‪203‬‬
‫مصالح العمالة أو الاقليم أمام القضاء ويمكن أن يوكل من‬
‫ينوب عنه ‪..‬وكل اخالل بعملية تحصيل ديون العمالة أو الاقليم‬
‫يجب تطبيق أحكام املادة ‪67‬‬
‫املحاكم‬ ‫في حالة وجود شكاية تتعلق بمطالبة العمالة أو الاقليم بأداء ‪211‬‬

‫‪60‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املختصة‬ ‫دين أو تعويض ال يمكن رفع دعوى تحت طائلة عدم القبول‬
‫من لدن املحاكم املختصة إال إذا أحيل الامر إلى عامل العمالة أو‬
‫الاقليم الذي يدرسها في أجل شهر وإذا لم يتوصل املشتكي برد أو‬
‫لم يقبله جاز له مراسلة السلطة الحكومية لدى وزارة الداخلية‬
‫الذي تدرسه في أجل شهر أو يمكنه رفع الدعوى لدى املحاكم‬
‫املختصة‬
‫املحاكم‬ ‫يعين وكيل قضائي للجماعات الترابية بقرار وزير الداخلية يقدم ‪212‬‬
‫املساعدة القانونية للعماالت أو الاقاليم وهيئاتها ويترافع أمام‬
‫املحاكم املحال لها الدعاوى‪.‬‬
‫املحاكم‬ ‫يمكن للمجلس أو رئيس املجلس بعد اخبار العامل أو بمبادرة من ‪211‬‬
‫املختصة‬ ‫هذا الاخير اخضاع تدبير الجهة والهيئات التابعة لها لعمليات‬
‫التدقيق من طرف الهيئات املؤهلة له قانونا وتوجه نسخة من‬
‫تقريرها إلى العامل وعلى الرئيس واملجلس‪ .‬وفي حالة وجود‬
‫اختالالت يحق للعامل أن يحيل ألامر إلى املحاكم املختصة‬

‫‪ )3‬القانون التنظيمي رقم ‪ 113111‬املتعلق بالجماعات‬

‫القضاء‬ ‫إذا انقطع الرئيس عن مزاولة مهامه بدون مبرر قام عامل ‪21‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫العمالة أو الاقليم باعذاره داخل آجل سبعة أيام واذا تخلف‬
‫الرئيس جاز للعامل احالة ألامر على القضاء الاستعجالي ليبت‬
‫فيه في ‪ 44‬ساعة واذا تبث الانقطاع يحل املكتب ويستدعى‬
‫املجلس في أجل ‪ 07‬يوم النتخاب رئيس جديد وباقي الاعضاء‬
‫وفق هذا القانون التنظيمي‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫عند ادراج بعض النقاط من طرف رئيس مجلس العمالة في ‪11‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫جدول الاعمال ال تدخل في اختصاصات العمالة أو الاقليم‬
‫يتعرض عليها العامل أو من ينوب عنه وعند الاقتضاء يحيل‬
‫تعرضه إلى القضاء الاستعجالي للبت فيه داخل ‪ 44‬ساعة‬
‫بواسطة حكم قضائي نهائي ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املحكمة‬ ‫يجرد العضو املنتخب بمجلس العمالة أو الاقليم الذي تخلى ‪21‬‬
‫الادارية‬ ‫خالل مدة انتدابه عن انتمائه السياس ي للحزب الذي ترشح به‬
‫ويطلب التجريد لدى كتابة الضبط باملحكمة الادارية من طرف‬
‫رئيس املجلس في أجل شهر‬
‫القضاء‬ ‫يختص القضاء وحده بعزل أعضاء املجلس وببطالن مداوالته ‪43‬‬
‫وبايقاف تنفيذ املقررات املعيبة ‪ ،‬ويختص القضاء وحده بحل‬
‫مجلس الجماعة‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫عند ارتكاب رئيس املجلس أو أعضاء املجلس ألعمال مخالفة ‪41‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫للقانون ولألنظمة املعمول بها قام العامل مراسلته قصد‬
‫التوضيح في آجل ‪ 01‬أيام‪ ،‬بعد انقضاء املدة بدون توضيح‬
‫يجوز للعامل إحالة ألامر إلى املحكمة الادارية إما لعزل عضو أو‬
‫عزل الرئيس أو نوابه وتبت املحكمة في أجل شهر‪ .‬وفي حالة‬
‫الاستعجال يحال ألامر على القضاء الاستعجالي الذي يبت فيه‬
‫في ‪ 44‬ساعة يترتب عليه توقيف املعني‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫يمنع على كل عضو من أعضاء مجلس الجماعة أن يربط ‪42‬‬
‫الاستعجالي‬ ‫مصالح خاصة مع الجماعة أو مع مؤسسات التعاون أو مع‬
‫مجموعات الجماعات الترابية التي تكون الجماعة عضوا فيها أو‬
‫مع الهيئات واملؤسسات العمومية أو شركات التنمية التابعة لها‬
‫أو أن يبرم معها أعماال أو عقودا لالمتياز أو الوكالة أو أي عقد‬
‫يتعلق بطرق تدبير املرافق العمومية للجماعة أو أن يمارس كل‬
‫نشاط قد يؤدي إلى تنازع املصالح سواء كان ذلك بصفة‬
‫شخصية أو بصفته مساهما أو وكيال عن غيره أو لفائدة زوجه‬
‫أو أصوله أو فروعه‪ .‬وفي حالة اخالل العضو بهذه الشروط‬
‫تطبق عليه احكام الفصل ‪64‬‬
‫املحكمة‬ ‫إذا امتنع أحد نواب الرئيس دون عذر مقبول بالقيام بعمل ‪41‬‬
‫الادارية‬ ‫منوط به جاز للرئيس أن يطلب من املجلس اتخاذ مقرر لعزله‬
‫يحال على املحكمة الادارية التي تبت فيه داخل آجل شهر‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ويسحب منه جميع التفويضات‬


‫املحكمة‬ ‫‪30‬‬ ‫بعد مرور ‪ 2‬سنوات من اشتغال املجلس يجوز لثلثي أعضاء‬
‫الادارية‬ ‫املجلس تقديم ملتمس ملطالبة الرئيس بتقديم استقالته ملرة‬
‫واحدة طيلة مدة انتدابه‪ ،‬وإذا رفض الرئيس تقديمها جاز‬
‫للمجلس في نفس الجلسة أن يطلب بواسطة مقرر يوافق عليه‬
‫بأغلبية ثالثة أرباع الاعضاء املزاولين ملهامهم من عامل العمالة‬
‫أو الاقليم إحالة ألامر على املحكمة الادارية املختصة لطلب عزل‬
‫الرئيس‪ .‬تبت املحكمة في الطلب داخل أجل ‪21‬يوم من تاريخ‬
‫التوصل باالحالة‪.‬‬
‫املحكمة‬ ‫‪32‬‬ ‫إذا كانت مصالح الجماعة مهددة تخل بسير املجلس جاز للعامل‬
‫الادارية‬ ‫إحالة ألامر على املحكمة الادارية من أجل حل املجلس‪.‬‬
‫املحكمة‬ ‫‪33‬‬ ‫في حالة رفض املجلس القيام بأعماله حسب هذا القانون‬
‫الادارية‬ ‫التنظيمي أو رفض تداول امليزانية وتدبير املرافق العمومية أو‬
‫وقع أي اختالل يهدد سير املجلس حق للرئيس مراسلة العامل‬
‫إلعذار املجلس في أجل شهر وإذا استمر الاختالل تحال على‬
‫املحكمة الادارية من أجل حل املجلس‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫‪34‬‬ ‫في حالة امتناع الرئيس عن مزاولة مهامه يطالبه عامل العمالة‬
‫الاستعجالي‬ ‫بمزاولة مهامه لكن بمرور ‪7‬أيام دون استجابة الرئيس يحيل‬
‫العامل ألامر إلى القضاء الاستعجالي الذي يبت فيه في ‪ 44‬ساعة‬
‫واذا تبت الامتناع يحل العامل مكان الرئيس‪.‬‬
‫املحكمة‬ ‫‪112‬‬ ‫يمارس العامل املراقبة الادارية على شرعية قرارت رئيس‬
‫الادارية‬ ‫املجلس ومقررات مجلس الجماعة وكل نزاع تبت فيه املحكمة‬
‫الادارية‪ .‬وتعتبر باطلة املقررات التي ال تدخل في صالحيات‬
‫املجلس التي تشكل خرقا ألحكام هذا القانون التنظيمي وتبت‬
‫املحكمة الادارية في طلب البطالن الذي يرفعه في كل وقت وحين‬
‫عامل العمالة‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫‪113‬‬ ‫يتعرض العامل على النظام الداخلي للمجلس وعلى املقررات‬

‫‪63‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الاستعجالي‬ ‫التي ال تدخل في صالحيات املجلس أو التي تخرق أحكام هذا‬


‫القانون أو ألانظمة الجاري بها العمل ويبلغ رئيس املجلس‬
‫بتعرضه معلال في حدود ‪ 2‬أيام يترتب عليه اعادة اجراء املجلس‬
‫ملداولة جديدة واذا أبقى املجلس على نفس املقرر أحال العامل‬
‫ألامر إلى القضاء الاستعجالي الذي يبت في طلب التنفيذ في ‪44‬‬
‫ساعة يترتب عليه ايقاف املقرر إلى حين بت املحكمة الادارية‬
‫فيه على أن ال تتجاوز ‪ 21‬يوم‪.‬‬
‫القضاء‬ ‫‪161‬‬ ‫اذا امتنع رئيس املجلس عن ألامر بصرف نفقة وجب تسديدها‬
‫الاستعجالي‬ ‫من قبل الجماعة جاز للعامل أن يستفسر واعذاره وفي حالة‬
‫عدم الامر بالصرف في اجل ‪ 7‬ايام‪ ،‬يحال على القضاء‬
‫الاستعجالي كما هو مبين في املادة ‪76‬‬
‫القضاء‬ ‫‪243‬‬ ‫يمثل رئيس املجلس الجهة لدى املحاكم ويسهر على الدفاع عن‬
‫الاستعجالي‬ ‫مصالح الجماعة أمام القضاء ويقيم جميع الدعاوى القضائية‬
‫املتعلقة بالجماعة‪ ...‬وكل اخالل بعملية تحصيل ديون العمالة‬
‫أو الاقليم يجب تطبيق أحكام املادة ‪64‬‬
‫املحاكم‬ ‫‪243‬‬ ‫في حالة وجود شكاية تتعلق بمطالبة الجماعة بأداء دين أو‬
‫املختصة‬ ‫تعويض ال يمكن رفع دعوى تحت طائلة عدم القبول من لدن‬
‫املحاكم املختصة إال إذا أحيل الامر إلى عامل العمالة أو الاقليم‬
‫الذي يدرسها في أجل شهر وإذا لم يتوصل املشتكي برد أو لم‬
‫يقبله جاز له مراسلة السلطة الحكومية لدى وزارة الداخلية‬
‫الذي تدرسه في أجل شهر أو يمكنه رفع الدعوى لدى املحاكم‬
‫املختصة‬
‫املحاكم‬ ‫‪241‬‬ ‫يعين وكيل قضائي للجماعات الترابية بقرار وزير الداخلية يقدم‬
‫املساعدة القانونية للجماعات وهيئاتها ويترافع أمام املحاكم‬
‫املحال لها الدعاوى‪.‬‬
‫املحاكم‬ ‫‪231‬‬ ‫يمكن للمجلس أو رئيس املجلس بعد اخبار العامل أو بمبادرة‬
‫املختصة‬ ‫من هذا الاخيراخضاع تدبير الجهة والهيئات التابعة لها لعمليات‬

‫‪64‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫التدقيق من طرف الهيئات املؤهلة له قانونا وتوجه نسخة من‬


‫تقريرها إلى العامل وعلى الرئيس واملجلس‪ .‬وفي حالة وجود‬
‫اختالالت يحق للعامل أن يحيل ألامر إلى املحاكم املختصة‬

‫ثانيا‪ :‬دور املجالس الجهوية للحسابات‬

‫يمارس املجلس الجهوي رقابة على امليزانية الجهوية من خالل حقه في التداول والتصويت‬
‫عليها‪ ،‬هذا التصويت الذي يعد بمثابة ترخيص قانوني لتنفيذ امليزانية حيث يقوم املجلس‬
‫الجهوي باعتباره هيئة تداولية بدراسة ومناقشة امليزانية الجهوية قبل أن يتخذ قراره ألاخير‬
‫بشأن موافقته عليها أو رفضها‪ ،69‬وذلك لغرض التحقق والتأكد من تسجيل كل إلايرادات‬
‫والنفقات الواجب تسجيلها‪ ،‬كما يتأكد من قانونيتها‪ ،‬حسب ألانظمة والقوانين املؤطرة للنشاط‬
‫املالي للجماعات الترابية ومجموعاتها‪ ،‬إذ يمنع قانونا تنفيذ إيراد أو صرف نفقة لم يصادق عليها‬
‫في وثيقة امليزانية الجهوية التي صوت عليها وفقا لإلجراءات واملساطر املحددة قانونا‪ ،‬وموقف‬
‫املجلس الجهوي تجاه مشروع امليزانية الجهوية قد ينجم عنه أحد إلاحتمالين‪:‬‬

‫‪ ‬إما اعتماد امليزانية من طرف املجلس الجهوي في تاريخ أقصاه ‪ 7‬نوفمبر‪ ،‬وذلك أثناء‬
‫الدورة املتعلقة باعتماد امليزانية من قبل املجلس الجهوي‪ ،‬ويجب أن يتم التصويت‬
‫على املداخيل قبل التصويت على النفقات‪ ،‬كما يتم التصويت على تقديرات املداخيل‬
‫تصويت إجمالي ويجري في شأن نفقات امليزانية تصويت عن كل باب‪ ،70‬ويجب عرض‬
‫امليزانية على تأشيرة السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية في أجل أقصاه ‪ 11‬نونبر‪،‬‬
‫وبالتالي تصبح امليزانية الجهوية قابلة للتنفيذ بعد التأشير عليها‪.‬‬
‫‪ ‬وإما عدم اعتماد امليزانية في التاريخ املحدد لها أي قبل تاريخ أقصاه ‪ 7‬نوفمبر‪ ،‬وبالتالي‬
‫يدعى املجلس الجهوي لإلجتماع في دورة استثنائية داخل اجل أقصاه خمسة عشر ‪17‬‬
‫يوما ابتداء من تاريخ إلاجتماع الذي تم رفض خالله امليزانية‪ ،‬وفي اجل أقصاه فاتح‬
‫ديسمبر يوجه رئيس املجلس الجهوي امليزانية املعتمدة أو امليزانية الغير املعتمدة مرفقة‬
‫‪69‬‬
‫المادة ‪ 98‬من القانون التنظيمي ‪ . 111.14‬والمادة ‪ 214‬من القانون التنظيمي رقم ‪ ،113.14‬ثم المادة من القانون التنظيمي رقم ‪112.14‬‬
‫‪70‬‬
‫المادة ‪ 199‬من القانون التنظيمي ‪. 111.14‬‬

‫‪65‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫بمحاضر مداوالت املجلس إلى السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‪ ،‬وفي حالة عدم‬
‫إعتماد امليزانية الجهوية قبل أجل فاتح ديسمبر‪ ،‬تقوم السلطة الحكومية املكلفة‬
‫بالداخلية بعد دراسة امليزانية الغير املعتمدة وأسباب الرفض ومقترحات التعديالت‬
‫املقدمة من لدن املجلس وكذا ألاجوبة في شأنها من لدن رئيس املجلس الجهوي‪ ،‬بوضع‬
‫ميزانية للتسيير على أساس آخر ميزانية مؤشر عليها مع مراعاة تكاليف وموارد الجهة‬
‫وذلك في أجل أقصاه ‪ 31‬ديسمبر‪.71‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حوكمة العالقة ما بين السياس ي وإلاداري في تدبير‬


‫القرار الترابي‬
‫أسست املستجدات الدستور الجديدة لسنة ‪ 2011‬ملنطق جديد في العالقة بين‬
‫السياس ي وإلاداري‪ ،‬من خالل التنصيص على مجموعة من النصوص التي تخضع إلادارة‬
‫وتضعها في خدمة السياس ي‪ .‬حيث تمت إعادة ترتيب ادوار كل الفعلين سواء السياسيين أو‬
‫إلاداريين‪ ،‬خصوصا على املستوى املحلي‪.‬‬

‫عمل الدستور على إعطاء مكانة سامية للسلطة التنفيذية في مواجهة إلادارة‬
‫العمومية والترابية على السواء‪ ،‬بحيث أن لرئيس الحكومة أحقية التعيين في إلادارة‪ ،‬ومن‬
‫بين سلطات رئيس الحكومة تعيين الوالة والعمال ‪ ،‬إضافة إلى ترأسه للمصالح الخارجية‬
‫على املستوى الترابي باعتباره الرئيس التسلسلي لها على املستوى الالمركزي‪ ،‬وهناك أيضا‬
‫امتيازات للجماعات الترابية كمحاولة التخفيف من الوصاية على املجالس الترابية (الفرع‬
‫ألاول)‪.‬‬

‫ثم العمل على أھمیة التخطيط التشاركي وذلك لتحقیق التكامل في أدوار واختصاصات‬
‫الفاعلين العمومیين املركزيين واملحليين‪ ،‬إذ یطرح البعد التخطیطي نفسه على املستوى‬
‫الترابي‪ ،‬بعدما تم التأكید علیه في املیثاق الجماعي الجدید (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫المادة ‪ 201‬من القانون التنظيمي ‪. 111.14‬‬

‫‪66‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفرع ألاول‪ :‬عالقة الجماعات الترابية بممثلي السلطات العمومية‬


‫هناك ضرورة إشراك مجموعة من الفاعلين إلى جانب الدولة في تدبير املجال الترابي‬
‫وحل إلاشكاالت التنموية التي أصبحت صعبة على الدولة لوحدها‪ ،‬باإلضافة إلى أن النشاط‬
‫الرئيس ي للدولة لم يعد ينحصر في إشباع الحاجيات ألاساسية للمجتمع‪ ،‬وإنما أصبح نشاطها‬
‫الرئيس ي يتجه نحو تحقيق تنمية شاملة للمواطنين‪ ،‬وبالتالي لم يعد من املقبول اليوم أن تقوم‬
‫الدولة املركزية بإدارة كل ش يء بنفسها‪ ،‬بما في ذلك برمجة مشاريع وبرامج تنموية لتدبير املجال‬
‫الترابي بل أصبح خيار الالمركزية الترابية وتحرير قدرة املبادرة إلادارية لدى الجماعات الترابية‬
‫املنتخبة مدخال ال غنى عنه لتحقيق التنمية الجهوية‪.72‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬تطوير الالمركزية والالتركيز إلاداري في أفق تفعيل القرار التربي‬

‫من املؤكد أن إلادارة الحديثة اليوم ال تعتمد على الخطوط السياسية والتنموية التي‬
‫تقرر على صعيد الحكومة املركزية وعلى وسائل تنفيذها فقط‪ ،‬بل تعتمد كذلك على‬
‫ألاسلوب الذي تؤدي به الخدمات الحكومية لكل منطقة وفي كل جزء من أجزاء البالد‪.‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬دعم الالمركزية‬

‫تبدو الالمركزية إلادارية بما تعنيه من ترك جزء من الوظيفة إلادارية إلى جماعات‬
‫ترابية لها شخصيتها املعنوية تدير شؤونها بنفسها في نطاق استقالل إداري ومالي‪ ،73‬تحت‬
‫الدور إلاشرافي والتنسيقي والرقابي أحيانا للحكومة املركزية‪ ،‬لكي تكون التنمية املحلية‬
‫فقط جزء من كل‪ ،‬أي أن التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية واملحلية ليست‬
‫سوى من لبنات وحلقة من حلقات التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الوطنية‪.74‬‬

‫‪72‬‬
‫‪Saadia benhachem : la construction régionale au maroc :dynamidue et enjeux ; revue marocaine‬‬
‫‪d’administration locale et de développement ;série « théme actuels » ;N 60 ; première édition,2008, p 463.‬‬
‫‪ 73‬محمد أديبا‪ ":‬إشكالية االستقالل المالي للجماعات المحلية بالمغرب"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية سلسلة مواضيع الساعة عدد‬
‫‪ ،29‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ‪ ،1004‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 74‬محمد اإلدريسي‪ :‬مرجع سابق ‪،.‬ص‪403:‬‬

‫‪67‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫وبدون شك تشمل الالمركزية على جوانب ايجابية‪ ،‬تجعل منها النظام ألامثل لتطوير‬
‫وتفعيل التدبير العمومي باإلدارة املغربية‪ ،‬فإذا كانت الديمقراطية التمثيلية الهدف الذي‬
‫يتوخاه كل تنظيم إداري‪ ،75‬فالالمركزية بإحداثها ألشخاص معنويين عامين ‪ ،‬تعمل على‬
‫كبح‪ ،‬كل تحكم ممكن من طرف السلطة املركزية‪.‬‬

‫فمنهج الالمركزية يمكن السلطة إلادارية املركزية من التفرغ للقضايا التي لها طبيعة‬
‫وطنية‪ ،‬بينما تترك القضايا املحلية للمؤسسات املنتخبة محليا‪ ،‬التي تتحمل مسؤولية‬
‫معالجتها‪ ،‬نظرا ملشروعية سلطتها املحلية من جهة‪ ،‬ونظرا النبثاقها من الواقع املحلي من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬دعم الالتركيز‬

‫هناك ترابط كبير بين الالمركزية وعدم التركيز إلاداري لتدبير الشأن العام‪ ،‬إذ ال يمكن‬
‫تصور نجاح الالمركزية دون إتباع أسلوب عدم التركيز‪ ،‬الذي لم يتم إقامة كل عناصره‬
‫دفعة واحدة‪ ،‬وإنما تم شيئا فشيئا تبعا ملا تقرره املمارسة وما يسمح التطور السياس ي‬
‫والاجتماعي وإلاداري فضال عن إلامكانيات املالية والبشرية‪.76‬‬

‫‪ ‬عملية الالتركيز تعتمد أساسا على مبدأ تفويض السلط والاختصاصات والوسائل‬
‫املادية والبشرية إلى املصالح الالمركزية القريبة من املواطنين‪ ،‬لكن نجد في أغلب‬
‫ألاحيان تفويض للتوقيع فقط‪.‬‬

‫‪ ‬ويرتكز تطوير مبدأ الالتركيز إلاداري على ضرورة استكمال إلاطار القانوني‬

‫‪ ‬وضع معايير موضوعية‪ ،‬موحدة وملزمة إلعداد املشاريع املتعلقة بإحداث وإعادة‬
‫هيكلة إلادارات العمومية‪ ،‬أو هيئات مكلفة بمهام املرفق العام‪( ،‬خصوصا أنه ليس‬
‫هناك نص قانوني ينظم الهيكل إلاداري) تأخذ بعين الاعتبار املتطلبات الجديدة‬

‫‪ 75‬عبد الحق عقلة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪113:‬‬


‫‪ 76‬محمد اإلدريسي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪401:‬‬

‫‪68‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫لسياسة الالتركيز وذلك باعتماد إطار قانوني في هذا الشأن‪ ،77‬بغية بقاء املصالح‬
‫املركزية تمارس فقط الاختصاصات املرتبطة بمجاالت التصورات والتوجهات والتقييم‬
‫واملراقبة‪ ،‬في حين تسند ألاعمال ذات الطابع املحلي والتسييري للمصالح الالممركزة‪،‬‬
‫في تجاه تدعيم دورها في املتدخالت الذاتية بمشاركة الجهات املحلية‪.‬‬

‫‪ ‬إيالء ألاهمية إلعادة هيكلة منظومة املصالح الالممركزة التابعة للعديد من القطاعات‬
‫إلادارية في اتجاه تجميعها في أقطاب موحدة بغرض الفعالية والنجاعة والاقتصاد في‬
‫تكاليف التدبير وتحقيق إدارة مواطنة وقريبة من املواطنين في تقديم خدمتها ‪.‬‬

‫‪ ‬تشجيع وتحفيز إلادارات العمومية على مواصلة نهج الانفتاح على تنظيمات املجتمع‬
‫املدني والقطاع الخاص في إطار الشراكة والتعاقد ‪ ،‬يسمح لإلدارات باإلنكباب على‬
‫مهامها ألاساسية والجوهرية‪.‬‬

‫‪ ‬التوزيع املحكم واملتوازن للكفاءات واملهارات بين إلادارات املركزية واملصالح‬


‫الالممركزة‪ ،‬مع الاستعمال املشترك والعقالني للوسائل املتوفرة لدى هذه ألاخيرة على‬
‫املستوى املحلي‪ ،‬مع العمل على تحقيق التنسيق بين املسار الجهوي واملستوى‬
‫الجماعي وإلاقليمي ‪.‬‬

‫إن الالمركزية و الالتركيز إلاداري يشكالن إحدى ألاولويات في فعالية التدبير العمومي‬
‫وإعادة تنظيم إلادارة وخاصة على املستوى الترابي بهدف الرفع من الفعالية ونجاعة ألاداء ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التخفيف من سلطة الوصایة على الجماعات الترابیة‬

‫إن الغرض من الوصاية هو توجيه الجماعات الترابية نحو تطبيق القانون وألانظمة‬
‫الخاصة بالتدبير الترابي‪ ،‬وبالتالي احترام الشرعية وخدمة املصلحة العامة املحلية‪ .‬غير أن‬
‫ممارسة تلك الوصاية من لدن السلطات املختصة (وزارة الداخلية) قد أخرجتها عن تلك‬
‫‪77‬‬
‫اإلدارة المغربية وتحديات ‪ " 0202‬البيان الختامي للمناظرة الوطنية األولى حول اإلصالح اإلداري بالمغرب "‪ ،‬وزارة الوظيفة العمومية‬
‫واإلصالح اإلداري ‪ ،‬الرباط ‪ ،6006‬ص ‪." 62‬‬

‫‪69‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ألاهداف معتقدة أن الجماعات الترابية هي بمثابة امتداد جغرافي ترابي لوحداتها الترابية‬
‫الغير ممركزة‪ .‬ذلك أن الوصاية املطبقة تتميز بالصرامة والتعقيد‪ ،‬فهي وصاية متشعبة‬
‫ومبالغ فيها إلى حد أنها صنفت بموجبها الجماعات الترابية في صنف القاصرين واملحجور‬
‫عليهم وذلك أما هشاشة الرقابة السياسية وضعف الرقابة القضائية‪.‬‬

‫فالوصاية تعتبر املقياس الحقيقي لالستقاللية التي تضطلع بها الجماعات الترابية في‬
‫ممارسة ملهامها‪ ،‬فرغم أن املشرع املغربي منح للجماعات الترابية سلطة التقرير في امليادين‬
‫املرتبطة بتدبير الشأن العام الترابي‪ ،‬ورغم انه حاول التخفيف من حدة الوصاية من خالل‬
‫مجموعة من إلاجراءات‪ ،‬كتقليص آلاجال املصادقة على امليزانية‪ ،‬وكذلك توسيع بعض‬
‫الاختصاصات املتعلقة باملجالس الجماعية‪ .‬وهذا قد يؤدي إلى تعطيل الفعل أو التدبير‬
‫الترابي‪.‬‬

‫ومن اجل التخفيف من حدة الوصاية املفروضة على الجماعات الترابية‪ ،‬فانه ال بد‬
‫من تغيير العالقة التي تربط بين السلطة املركزية والهيئات املنتخبة وتطويرها من عالقة‬
‫وصاية إلى عالقة تعاون وتكامل‪ ،‬وبالتالي تتحول الدولة من وص ي على الجماعات الى ضامن‬
‫لالستقالل إلاداري واملالي الترابي‪ .‬وهذا يتطلب القيام بإصالحات إدارية ومالية على املستوى‬
‫املحلي والتي تتمثل أساسا في إزالة إلاشراف املسبق واقامة مراقبة الحقة وجعل املسؤولون‬
‫أكثر شعورا وتحمال للمسؤولية‪ .78‬باإلضافة إلى تفعيل دور القضاء إلاداري عبر مراقبته‬
‫إلعمال وقرارات الجماعات الترابية‪ ،‬الن ألاجهزة إلادارية ال تستطيع لوحدها تامين مراقبة‬
‫أعمال املجالس وكذا مراقبة صرف املال العام نظرا لضعف مجال تدخلها ومحدودية‬
‫مواردها‪.‬‬

‫باإلضافة إلى كل ماسبق فان على سلطة الوصاية توضيح الاختصاصات املتعلقة بكل‬
‫طرف سواء تلك املتعلقة بها أو بالجماعات الترابية من خالل التفعيل السليم للمقتضيات‬

‫‪78‬‬
‫نور الدين السعداني‪ :‬الجماعات الترابية بالمغرب بين توسيع االختصاصات التدبيرية وإكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية"‪ ،‬ص‪.87‬‬

‫‪70‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الدستورية وما جاءت به القوانين التنظيمية ملعرفة حدود اختصاص كل طرف‪ ،‬والعمل‬
‫بمبدأ الشفافية وربط املسؤولية باملحاسبة من اجل تدبير ترابي فعال وناجع‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن من خالل هذه إلاجراءات خلق عالقة جديدة بين سلطة الوصاية‬
‫والجماعات الترابية‪ ،‬عالقة مبنية على التعاون والشراكة يكون فيها كل طرف مكمل للخر‬
‫وليس عالقة تبعية‪ ،‬والترسيخ للمفهوم الجديد للسلطة الذي يرتكز على مبدأ الثانوية‬
‫الفاعلة حتى يتسنى لكل مجلس القيام بما ال يمكن القيام به من طرف مجلس آخر‪ ،‬أي أن‬
‫تقوم الجهة بدور وإلاقليم بدور آخر وهكذا‪ .‬إضافة كذلك إلى أن هذا يقوي من توزيع‬
‫ألادوار بين الدولة والجماعات الترابية‪ ،‬بمعنى أن الدولة تمارس اختصاصات تعجز‬
‫الجماعات الترابية عن القيام بها ونفس الش يء بالنسب للجماعات الترابية حيث ال يمكن‬
‫للدولة أن تصل فإن هذه الجماعات هي التي لها القدرة على القيام بها‪ .‬وبالتالي سيتم بناء‬
‫الدولة من القاعدة إلى القمة‪.79‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تفعيل التدبير التشاركی بين الدولة والجماعات الترابیة‬


‫إن جوھر الدیمقراطیة التشاركیة‪ ،‬یكمن في التعاقد بين أطراف مشروع معين حول‬
‫الهداف الواجب تحقيقها‪ ،‬كمل يتمثل أيضا في جعل املواطن أساس أي فعل مجتمعي‬
‫تعاقدي‪ ،‬ویأتي تدبير الشأن العام الترابي‪ ،‬على رأس أولویات ھذا الفعل‪ ،‬فبدون إشراك فعال‬
‫للساكنة املحلیة في تدبير شؤونھا على املستوى الترابي‪ ،‬تفرغ الدیمقراطیة من محتواھا‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬مبدأ التعاقد كآلیة لتحقیق الحكامة‬

‫تفترض الحكامة الجیدة العمل بمبدأ التعاقد‪ ،‬الذي أصبح وسیلة النجاز مشاریع‬
‫التنمیة فھذا ألامر ما فتئ یكتس ي أھمیة قصوى‪ ،‬بالنظر إلى تعقد الظروف الاقتصادیة‬
‫والاجتماعیة‪ ،‬وإلى التغیير الذي عرفته وظیفة الفاعلين السیاسیين‪ ،‬ذلك أن السلطات‬
‫العمومیة لم تعد تحتكر املسؤولیة لوحدھا في تحقیق التنمیة‪ ،‬في حين ظھر على السطح دور‬
‫‪79‬‬
‫نور الدين السعداني‪ :‬الجماعات الترابية بالمغرب بين توسيع االختصاصات التدبيرية واكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية"‪ ،‬ص‪.89‬‬

‫‪71‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫فاعلين آخرين‪ ،‬بدأوا یطالبون بإشراكھم في إتخاذ القرار املحلي‪ ،‬وھو ما یحتم تغیير طبیعة‬
‫ألادوار املعترف بھا لكل فاعل‪.80‬‬

‫من جھة ثانیة‪ ،‬فإن أي فاعل ال یمكنه لوحده‪ ،‬وال یملك الوسائل الضروریة لحل‬
‫املشاكل املطروحة‪ ،‬ونظرا لھذه املعطیات‪ ،‬بات من الضروري إلاعتماد على مبدأ التعاقد‬
‫لتحقیق حكامة محلیة‪ ،‬حیث أنه من بين آلاليات ألاكثر مالئمة لتحقیق التعاون وتوحید‬
‫الجھود عبر توفير الشروط املوضوعیة والذاتیة لتعبئة كل ألاطراف املھتمة واملتدخلة من أجل‬
‫إنصھارھا في العمل الجاد واملسؤول الھادف إلى إنعاش التنمیة الاقتصادیة‪ .‬ویجد التعاقد ما‬
‫بين الوحدات الترابیة املختلفة مبرره‪ ،‬في كونھا تتمتع بالشخصیة املعنویة‪ ،‬وھنا نجد أن‬
‫الدستور یشير إلى أن الجماعات الترابية‪ ،‬ھي جماعات محلیة تتمتع بالشخصیة املعنویة‬
‫والاستقالل املالي‪ ،‬ومن نتائج ھذا إلاعتراف إمكانیة منح ھذه الجماعات فرصة التعاقد وإبرام‬
‫املعاھدات‪.81‬‬

‫كما أنه من شأن أسلوب التعاقد‪ ،‬أن یخفف من أعباء السلطة املركزیة في كل الشؤون‬
‫املتعلقة بالعمل الجھوي‪ ،‬والتي یمكن معالجتھا بشكل أفضل على ھذا املستوى‪ ،‬والرقي‬
‫بمستوى املصالح الالممركزة على أن تظل في عالقة عضویة متماسكة مع مختلف إلادارات‬
‫املركزیة في إطار من التتبع والتقییم‪ ،‬حیث أن تقنیة التعاقد باعتبارھا آلية عصریة تعد شكال‬
‫جدیدا في التنسیق والتعاون بين الدولة والوحدات الترابیة بكل تصنیفاتھا وباقي الفاعلين‬
‫الاقتصادیين‪ ،‬إذ یقوم ھذا ألاسلوب الجدید على أساس إبرام إتفاقیات تعاون بين الوحدات‬
‫الترابیة والدولة یكون موضوعھا تمویل برامج إستثماریة في تلك الوحدات توضع لھا إعتمادات‬
‫ووسائل التنفیذ الحدیثة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫عبد الغني الشاوي‪ :‬الجهة كمجال لتطبيق الحكامة الجيدة‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 91-90‬يناير أبريل‪،‬‬
‫‪ ، 2010‬ص‬
‫‪81‬‬
‫‪Mohamed el yaàgoubi : réflexion sur la démocratie locale au Maroc, imprimerie el maarif al Jadida, 2006‬‬
‫‪P 390.‬‬

‫‪72‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أھمیة التخطیط في تطویر أداء املجالس الجماعیة‬

‫في إطار مسار الالمركزیة والدیمقراطیة املحلیة الذي إختاره املغرب‪ ،‬أصبحت الجماعات‬
‫الترابیة مطالبة أكثر فأكثر بإنعاش التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة لترابھا‪ ،‬ھذه‬
‫املسؤولیة تتجلى على املستوى الداخلي في مواجھة رھانات متعددة متعلقة بخلق فرص‬
‫الشغل‪ ،‬ومحاربة الفقر وإلاقصاء الاجتماعي والسكن غير الالئق وحمایة البیئة وتھیئة التراب‪،‬‬
‫أما على املستوى الدولي فھناك رھانات أخرى‪ ،‬تتجلى في شمولیة املبادالت واتفاقیات التبادل‬
‫الحر وحذف الحواجز الجمركیة‪.82‬‬

‫ھذه الرھانات من شأنھا خلق جو من املنافسة بين الدول‪ ،‬وكذا بين الوحدات الالمركزیة‬
‫في إتجاه رفع قدرتھا على جلب الاستثمارات من أجل تنمیة مستدامة‪ ،‬أیضا ھذه الرھانات‬
‫دفعت املشرع لتحدید مجاالت تدخل الجماعات الترابیة بشكل أكثر دقة وبذلك فمھما تم‬
‫تدقیق إختصاصات الجماعات الترابیة‪ ،‬والھیئات واملؤسسات التابعة لھا‪ ،‬فإن إحتمال‬
‫تضارب تدخالتھا وإزدواجیة أعمالھا وأنشطتھا‪ ،‬تبقى مسألة واردة في كل وقت‪ ،‬لذلك فإن‬
‫التخطیط العقالني لألنشطة والعملیات واملشاریع أمر ضروري لتفادي مثل ھذه ألاوضاع‬
‫وآلاثار الضارة بالتنمیة‪ .‬فالتخطیط في حد ذاته عملیة‪ ،‬تقوم على أساس دراسات واقعیة و‬
‫محیط محدد‪ ،‬یأخذ بعين الاعتبار تشخیص ألامور ویحاول إیجاد الحلول لالحتیاجات‬
‫املطروحة‪ ،‬ببرامج عملیة تراعي إمكانیات كل جماعة ترابیة وإختصاصاتھا القانونیة‪.83‬‬

‫والتخطیط لیس فقط عملیة لتحدید ألاھداف العامة ورسم السیاسات ومتابعتھا‬
‫والتأكد من سالمة تنفیذھا‪ ،‬بل ھو عملیة تنسیق بين تدخالت مختلف الفاعلين الاقتصادیين‬
‫والاجتماعیين والسیاسیين ألن إعداده من املفروض أن یشارك فیه الجمیع‪ .‬ونظرا لتعدد‬
‫مستویات الالمركزیة الترابیة‪ ،‬وتعدد وحدات عدم التركيز إلاداري وإنتشار املؤسسات‬

‫‪ 82‬رفيقة اليحياوي‪ :‬دور الحكامة الجيدة في تدبير الشأن المحلي بالمغرب– جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء نموذجا‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.30‬‬
‫‪ 83‬محمد بوجيدة‪ :‬تداخل اختصاصات الدولة والجماعات المحلية بين القانون والممارسة العملية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،78‬الطبعة األولى‪ ،2008 ،‬ص ‪. 462‬‬

‫‪73‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫والھیئات الوطنیة واملحلیة في حقل التنمیة‪ ،‬وإدراكا ألھمیة التخطیط التوجیھي‪ ،‬فقد عملت‬
‫به السلطات العمومیة املغربیة‪ ،‬منذ املرحلة ألاولى لالستقالل لبلورة إنجاز إستراتیجیة‬
‫التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة بناءا على سلم لألھداف وألاولویات التنمویة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫خالصة الفصل ألاول‬


‫من خالل ما سبق يتضح بأنه منذ الاستقالل ورغم إلاصالحات الدستورية والقانونية‬
‫التي تم القيام بها‪ ،‬إال أنه لم يتم التحكم في تدبير املجال الترابي في املغرب بالشكل املطلوب‪،‬‬
‫وبقي تدبير هذا ألاخير موسوما باملركزية مما فسح املجال إلى تكريس بنيات إدارية صلبة‬
‫وبطيئة غير قادرة على التكيف مع ألاوضاع الجديدة واملتجددة‪ ،‬إال أنه بعد صدور املقتضيات‬
‫الدستورية والقانونية ملا بعد ‪ ، 2011‬عرفت سلطات الجهة في املجال الترابي ببالدنا نقلة‬
‫نوعية‪ ،‬حيث تم منح الجماعات الترابية مكانة متميزة ودورا رئيسيا في التنمية الاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪.‬‬

‫وبالتالي عملت املستجدات القانونية الجديدة على الحد من التفاوتات داخل املجال‬
‫الترابي والتخفيف من ألاعباء عن إلادارة املركزية‪ ،‬هذه املقتضيات الجديدة تعكس إلى حد‬
‫كبير إلارادة السياسية لتطوير نظام الالمركزية والتدبير الترابي ببالدنا‪ .‬وقد جاءت املقتضيات‬
‫الجديدة املذكورة بمجموعة من الايجابيات ومنها على الخصوص ما يتعلق بمنح صالحيات‬
‫جديدة لرؤساء املجالس الجماعية‪ ،‬هذه الصالحيات التي كانت في السابق حكرا من طرف‬
‫ممثلي السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‪ ،‬ومنها على الخصوص منح رؤساء املجالس‬
‫الجهوية السلطة التنظيمية والتنفيذية‪ ،‬غير أن واقع الحال في املمارسة العملية الزال يؤشر‬
‫على تدخل السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية في شؤون الجماعات الترابية في املجال الترابي‪.‬‬

‫إضافة إلى كل ما سبق ذكره ورغم تعدد الفاعلين في تدبير املجال الترابي‪ ،‬يتضح أن‬
‫املقتضيات الدستورية والقانونية الجديدة قد خولت للجماعات مجموعة من ألادوات‬
‫وآلاليات لتدبير السياسات العمومية الترابية‪ ،‬وتعبئة كل الوسائل املتاحة لتيسير أسباب‬
‫استفادة املواطنات واملواطنين على قدم املساواة من الحق في التنمية في مختلف مستوياتها‬
‫الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها‪ ،‬وذلك لكون السياسات العمومية الترابية أصبحت‬
‫تشكل اليوم قاطرة حتمية لإلجابة عن حاجيات ومطالب املواطنين واملواطنات من جهة‪ ،‬ومن‬

‫‪75‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫جهة ثانية باعتبار الجماعات الترابية الركيزة ألاساسية والوحدة الالمركزية ألاقرب للمواطنين‬
‫والوسيط ألاساس ي الذي يمكن اعتماده من اجل تحقيق التنمية الترابية ودعم الديمقراطية‬
‫املحلية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫فعالية تدبير السياسات العمومية الترابية‬

‫‪77‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬فعالية تدبير السياسات العمومية الترابية‬


‫يتطلب تدبير السياسات العمومية الترابية اعتماد مجموعة من ألادوات وآلاليات التي‬
‫ستمكن الجماعات الترابية ومجالسها من تنفيذ مقتضيات الدستور الجديد بشان التدبير‬
‫الحكيم والعقالني للجماعات الترابية‪ ،‬وذلك في أفق تحقيق ألاهداف وإشباع حاجيات‬
‫ومطالب املواطنين والساكنة املحلية خاصة‪.‬‬

‫وتعتبر الالمركزية أو الحكامة الترابية كآلية كفيلة بدمقرطة تدبير الشؤون العامة‬
‫الترابية بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية‪ ،‬وذلك عن طريق الرفع من‬
‫اختصاصات الجماعات الترابية وإعطائها الوسائل الضرورية وآلاليات الكفيلة بتغطية‬
‫الشأن العام الترابي‪ ، 84‬خاصة ما جاء به الدستور والقوانين التنظيمية الجديدة لجعلها‬
‫قادرة على القيام باملهام املنوطة بها دستوريا وسياسيا واملتمثلة في التنمية املخلية الشاملة‬
‫واملستدامة (املبحث ألاول)‪.‬‬

‫وترتكز الحكامة املحلية على مجموعة من الوسائل ألاخرى كاملقاربة تشاركية التي تجعل‬
‫من كافة الفعاليات مساهمة بشكل مباشر في صناعة القرار املحلي‪ ،‬عوض الاقتصار على‬
‫الانتخابات ‪ ،‬كما تعتمد الحكامة املحلية أيضا على التواصل والتسويق لالنفتاح على‬
‫املحيط الخارجي‪ ،‬ثم الاعتماد على ألانظمة الحديثة لضبط ومراقبة املالية الترابية والتي‬
‫تعتبر مؤشرا واضحا لقياس مدى فعالية ونجاعة وصدقية الجماعات الترابية في التعاطي‬
‫مع املستجدات الدستورية( املبحث الثاني)‪.‬‬

‫وهكذا فان مسلسل فعالية التدبير الترابي عرف مجموعة من التطورات التي أدت إلى‬
‫إغناءه بمجموعة من آلاليات والوسائل املرتبطة بالتدبير الجيد واملعقلنن ما سيجعل‬
‫الجماعات الترابية أمام تحديات كبيرة فيما يتعلق بتحقيق التنمية وتطوير املجال‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫نور دين السعيداني‪ :‬الجماعات الترابية بالمغرب بين توسيع االختصاصات التدبيرية وإكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية"‪ ،‬دار‬
‫السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط ‪ ،2015 ،1‬ص ‪.5‬‬

‫‪78‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املبحث ألاول‪ :‬سلطات الجماعات الترابية في تفعيل السياسات‬


‫العمومية الترابية‬
‫یحتل التنظیم الترابي أهمية حیویة بالنسبة للدولة‪ ،‬في بلورة وتوجیه سیاسات عمومیة‬
‫مندمجة وتشاركیة‪ ،‬تجعل من التراب عنصرا لكل أشكال التنمیة وإرساء ثقافة الدیمقراطیة‬
‫املحلیة‪ ،‬فإیجاد املقاربات وآلاليات لضبطھا وتنمیتھا ھو ما حاولت الدولة بلورتھا من خالل‬
‫سیاسة الالمركزیة‪ ،85‬التي عرفت مسارا إصالحیا بلور رؤیة وفلسفة الدولة في دعم ھذا‬
‫الخیار‪ ،‬ومنحھا إتجاھات جدیدة بأھداف ومبادئ متجددة‪ ،‬تنسجم مع الواقع الداخلي‬
‫والخارجي‪ ،‬الذي أصبح في أمس الحاجة إلى وحدات ترابیة المركزیة قادرة على تصریف مختلف‬
‫املشاكل املتراكمة ومحاولة التغلب علیھا‪.‬‬

‫كما أن الدستور الجدید حمل تصورا جدیدا للتنظیم الترابي باملغرب‪ ،‬یسعى لإلستجابة‬
‫ملسلسل إلاصالحات التي مرت منھا التجربة الالمركزیة باملغرب‪ ،‬ولضرورة توسیع سلطة‬
‫الوحدات الترابیة في تحمل عبئ تدبير املشاكل الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة‪ ،‬وبالتالي‬
‫الارتقاء بالعالقة بين الدولة والجماعات الترابیة من خالل إعتماد مبادئ التدبير الترابي‬
‫(املطلب ألاول)‪ ،‬ثم مداخل توزیع إلاختصاصات واملوارد بين الدولة والجماعات وكذا منطق‬
‫التعاون ( املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مبادئ تدبير السياسات العمومية الترابية وفق‬


‫املقتضيات القانونية الجديدة‬
‫أفرد الدستور الجدید الباب التاسع بكامله للجماعات الترابیة ‪ ،‬وأقر في فصول هذا‬
‫الباب بمجموعة من إلاختصاصات املمنوحة لها‪ ،‬وحصرھا في إختصاصات ذاتیة وأخرى‬
‫مشتركة مع الدولة‪ ،‬وإختصاصات منقولة إلیھا‪ ،‬وبين بأن طریقة تدبير لهذه الاختصاصات‬

‫‪ 85‬هشام مليح‪ :‬سؤال الحكامة الترابية بالمغرب‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،22 -21‬سنة ‪ ، 2012‬ص ‪88‬‬

‫‪79‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ستكون بناء على مبادئ دستورية حتى يتسنى للجماعات الترابية تسخير كل إمكانياتها املادية‬
‫والبشرية للنهوض بأوضاع هذه املناطق‪.‬‬

‫وقد نص الدستور على مبدأ التدبير الحر في ممارسة الصالحیات‪ ،‬وبذلك تحول والة‬
‫الجھات وعمال ألاقالیم والعماالت‪ ،‬من وضع منفذي املقررات الجماعیة في دستور ‪ ،1996‬إلى‬
‫هيئآت ملساعدة رؤساء املجالس الجھویة والجماعات الترابية ألاخرى في تنفیذ البرامج (الفرع‬
‫ألاول)‪ ،‬وانطالقا من دستور ‪ ، 2011‬فإن املستجدات التي یجب التنویه بھا تتمثل في‬
‫التنصیص على مبادئ أخرى كمبدأ التفریع في توزیع إلاختصاصات‪ ،‬إلى جانب مبادئ‬
‫التضامن والتعاون (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬دور مبدأ التدبير الحر في ممارسة الجماعات الترابية‬


‫لسلطاتها في تفعيل السياسات العمومية الترابية‬
‫ال شك في أن التدبير الحر الذي أتى به الدستور الجديد دور أساس ي في تحفيز‬
‫ومساعدة الجماعات الترابية في تدبير سلطتها التنظيمية وشؤونها بنفسها‪ ،‬إذ تعد‬
‫الجماعات الترابية إحدى املؤسسات الدستورية التي تقوم بالتجسيد الفعلي لالمركزية‬
‫إلادارية‪ .‬فحسب الفصل ‪ 136‬من الدستور الجديد لسنة ‪ 2011‬فان التنظيم الترابي يقوم‬
‫على مبادئ التدبير الحر باإلضافة إلى مبادئ أخرى‪.‬‬

‫إن التنصيص الدستوري على مثل هذه املقتضيات إنما يعزز دور الجماعات الترابية‬
‫في تدبير شؤونها في استقالل نسبي عن الدولة‪ ،‬ويعطي إجابة كذلك عن دور ومكانة‬
‫الجماعات الترابية داخل الدولة املوحدة‪ .‬وعليه فان مبدأ التدبير الحر يشكل أساس مهم‬
‫وفعال من اجل تمكين الجماعة الترابية من ممارسة سلطتها التنظيمية التي خولها لها‬
‫الدستور‪ ،‬ثم إن لهذا املبدأ أهمية في ممارسة الجماعات الترابية لسلطاتها وتامين مشاركة‬
‫السكان وتحقيق ألاهداف واملخططات التنموية بحرية واستقاللية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬الطبيعة القانونية ملبدأ التدبير الحر‬

‫أكد دستور فاتح يوليوز في الفصل ‪ 136‬على أنه" يرتكز التنظيم الجهوي والترابي على‬
‫مبادئ التدبير الحر وعلى التعاون والتضامن ويؤمن مشاركة السكان املعنيين في تدبير شؤونهم‬
‫والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية‪ ،‬املندمجة واملستدامة‪ ".‬ويعني مبدأ التدبير الحر‬
‫حسب رأي اللجنة الاستشارية للجهوية بأنه مبدأ التداول والتقرير بحرية في إطار‬
‫الاختصاصات املمنوحة للجهة صراحة وعلى صالحيتها في تطبيق مداوالتها وتنفيذ قراراتها‪،86‬‬
‫بمعنى أن املجالس الجهوية لها كامل الصالحية والحرية في تحديد وبلورة اختياراتها وبرامجها‪،‬‬
‫في احترام تام بطبيعة الحال للمقتضيات القانونية والتنظيمية وبمراعاة لإلمكانيات املتاحة‪.87‬‬

‫فمشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهات نجد املادة الرابعة منه‪ ،‬تنص على أن تدبير‬
‫الشؤون الجهوية يرتكز على مبادئ التدبير الحر في حدود اختصاصاتها كسلطة التداول‬
‫بكيفية ديمقراطية‪ ،‬وسلطة تنفيذ املداوالت واملقررات‪ ،‬وفق أحكام هذا القانون التنظيمي‬
‫والنصوص التشريعية والتنظيمية املتخذة لتطبيقه‪ ،‬هذا إضافة إلى التنصيص على مبدأي‬
‫التعاون والتضامن بين الجهات الترابية ألاخرى ‪.‬مما يجعلنا نستنتج أن مبدأ التدبير الحر وفقا‬
‫ملشروع القانون التنظيمي املتعلق للجهات مقيد بمبدأي التضامن والتعاون بين الجهات‪،‬‬
‫بحيث أن املبدأ السالف الذكر قد يؤدي إلى إحداث تفاوتات ترابية بين أجزاء التراب الوطني‪،‬‬
‫وذلك نتيجة لالختالف الطبيعي بين الجماعات الترابية في إلامكانات والثروات‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫اتساع الفوارق الترابية ويجعل الجماعات الغنية تزداد غنى والفقيرة تزداد فقرا‪ ،88‬ومقيد‬
‫بقوانين تنظيمية أخرى تطبيقية لم يتم إلاعالن عنها بعد‪ ،‬ألامر الذي يحيل إلى أن التجربة‬
‫الجهوية باملغرب الزالت تعاني من تنزيل سليم للقوانين التنظيمية التي تعتبر مفسرا وموضحا‬
‫لفصول الدستور بالرغم من أهمية دسترة هذه املبادئ املتقدمة وإيجابيتها في توزيع‬

‫‪ 86‬اللجنة االستشارية للجهوية‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬ص‪.34-34‬‬


‫‪ 87‬رفيقة اليحياوي‪ :‬دور الحكامة الجيدة في تدبير الشأن المحلي بالمغرب‪ ،‬جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء" نموذجا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.293‬‬
‫‪ 88‬عبد الخالق عالوي‪ :‬مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية وإعداد التراب في ضوء دستور ‪ ، 2011‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،115‬سنة ‪ ،2014‬ص ‪.156‬‬

‫‪81‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الاختصاصات بين الدولة والجهات ألول مرة‪ ،‬بحيث أنه عدم اشتراط سقف زمني لإلعالن عن‬
‫صياغة هذه القوانين التطبيقية ودخولها حيز التنفيذ التي يحيل عليها مشروع القانون‬
‫التنظيمي املتعلق بالجهات مرات عديدة في حالة املصادقة عليه من طرف البرملان‪ ،‬سيجعل‬
‫نفس التجربة الجهوية في ظل القانون ‪ 97-46‬تتكرر من جديد‪ ،‬ويفرغ هذه املبادئ الدستورية‬
‫من محتواها‪.‬‬

‫فاملفروض في مبدأ التدبير الحر‪ ،‬أن يسمح للجماعات الترابية أن تضطلع باختصاصاتها‬
‫دون تقييد بواسطة الوصاية التي كانت تمارس عليها حتى آلان وذلك وفقا لقواعد الحكامة‬
‫املتعلقة بحسن تطبيق املبدأ املذكور كما جاء في الفصل ‪ .144‬وفعال فقد استبدل دستور‬
‫‪ 2011‬مصطلح الوصاية بمصطلح املراقبة إلادارية‪ 89‬التي لن تكون إال مراقبة بعدية حسب‬
‫منطوق مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالجهات باستثناء بعض املجاالت واملقررات‬
‫املحددة في املادة ‪ 115‬التي تخضع للتأشيرة القبلية‪ ،‬إضافة إلى مراقبة القضاء إلاداري بحيث‬
‫تتدخل املحكمة إلادارية في كل نزاع بين الوالي واملجلس الجهوي وتبت في هذا النزاع‪.‬‬

‫ويعتبر التدبير الحر آلية مهمة وفعالة لربح الرهانات املطروحة‪ ،‬فيما يتعلق بتنمية‬
‫الجهات وجعلها أقطابا حقيقية للتنمية‪ ،‬فاملجلس الجهوي في ظل هذا املبدأ الدستوري‪ ،‬هو‬
‫القائد املخطط والباني إلاستراتيجي للتنمية الجهوية‪ ،‬وذلك لتوفره على صالحيات وضع وتتبع‬
‫البرامج التنموية والتصاميم الجهوية إلعداد التراب‪ ،‬وهذا ما يجعل من الجهة مجلسا للتدبير‬
‫وذلك في إطار النظرة الجديدة التي لم تعد تعتبر التراب املحلي جزءا من املجال الطبيعي بقدر‬
‫ما أصبح نظاما مفتوحا للعالقات والتفاعالت وإلانتاج‪ ،‬وهو ما جعل منه حجر الزاوية في حل‬
‫املشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تدعمها دينامية الجهات كأقطاب للتنمية وطرح حلول‬
‫وأجوبة لها‪ .90‬والخالصة أن مبدأ التدبير الحر مبدأ هام ولكن فهمه وبلورته من الناحيتين‬
‫القانونية والعملية هو الذي سيحدد مداه وفعاليته مستقبال‪.91‬‬

‫‪ 89‬محمد بوجيدة‪ :‬اختصاصات الجهة كجماعة ترابية على ضوء الدستور المغربي لسنة‪ ، 2011‬أشغال األيام المغاربية التاسعة للقانون المنظمة من‬
‫طرف شبكة الحقوقيين المغاربيين أيام ( ‪ 27/26‬أبريل ‪ ،) 2013‬مؤسسة هانس سايدل األلمانية ‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ 90‬مصطفى بلقزبور‪ :‬توزيع االختصاصات بين الدولة والجهات‪ ،‬أي نموذج ممكن في أفق مغرب الجهات؟مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪ 91‬محمد بوجيدة‪ ، :‬اختصاصات الجهة كجماعة ترابية على ضوء الدستور المغربي لسنة‪ ، 2011‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪82‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫وعلى هذا ألاساس تعتبر الالمركزية إلادارية بشقيها الانتخابي والتدبيري‪ ،‬تنازل من الدولة‬
‫عن املسؤوليات التنموية لفائدة الجماعات الترابية‪ ،‬كما تتأسس بشكل مبدئي على إقامة‬
‫أجهزة منتخبة من قبل السكان ويخولها القانون سلطة صنع القرار الجهوي واعتماد وإقرار‬
‫البرامج التنموية‪ ،‬ومن شأن ذلك أن يساهم في إشراك املواطنين في تدبير شؤونهم وتقييم أداء‬
‫املنتخبين أو املدبرين املحليين‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أهمية التدبير الحر بالنسب للجماعات الترابية‬

‫يطرح التدبير الحر نقاشا حول العالقة ما بين الدولة والجماعات الترابية أو بين‬
‫التدبير الحر نفسه والالمركزية الترابية‪ ،‬حيث الدستور املغربي حاول حسم الخالف حول‬
‫طبيعة العالقة بين التدبير الحر والالمركزية بمعنى انه حاول تحديد هذه العالقة انطالقا‬
‫مما نص عليه " يرتكز التنظيم الترابي على مبادئ التدبير الحر"‪.92‬‬

‫يكتس ي التدبير الحر طبيعة تنظيمية‪ ،‬لكونه أهم مرتكز للتنظيم الجهوي والترابي من‬
‫جهة‪ ،‬وطبيعة مؤسساتية من جهة ثانية‪ ،‬كما يعتبر حرية أساسية تتمتع بها مجالس‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬مما يؤهلها لتؤمن مشاركة السكان في تدبير شؤونهم‪ ،‬وترفع من‬
‫مساهمتهم في التنمية املستدامة واملندمجة وتحقيق الديمقراطية الترابية‪.‬‬

‫ويستمد التدبير الحر أهميته بالنسبة للجماعات الترابية من القيمة الدستورية التي‬
‫تحملها كمبدأ يرتكز عليه التنظيم الترابي من جهة‪ ،‬وكحرية دستورية ترابية من جهة ثانية‬
‫تمارس في ظلها الجماعات الترابية اختصاصاتها املختلفة وتفتح الباب أمامها لالختيار الحر‬
‫بين مختلف البدائل املتاحة‪ ،‬السيما أثناء اتخاذ القرار املحلي‪ .‬فأهمية املبدأ تتجلى كذلك‬
‫من خالل تكريس املرجعية الدستورية لالمركزية وتعميق املمارسة الديمقراطية بها‪ ،‬والذي‬
‫يمنحها ضمانة الوجود حيث يرتبط إحداثها وإلغاؤها بإرادة املشرع البرملاني‪ ،‬وضمانة‬
‫الاستقالل الذاتي واملؤسساتي من الناحية إلادارية واملالية وهو ما يقوي شخصيتها‬
‫‪92‬‬
‫الفصل ‪ 136‬من الدستور " يرتكز التنظيم الجهوي والترابي على مبادئ التدبير الحر‪ ،‬وعلى التعاون والتضامن ؛ ويؤمن مشاركة السكان‬
‫المعنيين في تدبير شؤونهم‪ ،‬والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة"‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫القانونية‪ ،‬ويؤهلها أكثر إلى تحمل الالتزامات والتعهدات والوفاء بها‪ ،‬سواء اتجاه املواطنين أو‬
‫اتجاه الغير ويضمن لها الحقوق بعيدا عن رقابة سلطة الوصاية املشددة‪.93‬‬

‫من أهم املستجدات الدستورية هو تعميم السلطة التنفيذية على جميع الجماعات‬
‫الترابية بصريح النص الدستوري من خالل الفصل ‪ ،94 138‬بحيث تتبوأ السلطة التنفيذية‬
‫بالجهة مكانة الصدارة بالنسبة لباقي الجماعات الترابية ألاخرى في عمليات إعداد وتتبع‬
‫البرامج التنموية‪ ،‬والتصاميم الجهوية إلعداد التراب‪ ،‬في إطار احترام الاختصاصات الذاتية‬
‫لهذه الجماعات الترابية‪.‬‬

‫في ظل املستجدات الدستورية الحالية‪ ،‬أصبحت كل الجماعات الترابية مسؤولة عن‬


‫تدبير شؤونها بنفسها وبطريقة دستورية وديمقراطية‪ ،‬ولم يعد العمال يجسدون السلطة‬
‫التنفيذية املحلية‪ ،‬بل اقتصر دورهم في تمثيل السلطة املركزية في الجماعات الترابية‬
‫والعمل باسم الحكومة على تامين تطبيق القانون‪ .‬وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة‬
‫ومقرراتها كما يمارسون املراقبة إلادارية‪ ،‬ويساعدون رؤساء الجماعات الترابية وخاصة‬
‫رؤساء املجالس الجهوية على تنفيذ املخططات والبرامج التنموية‪.‬‬

‫وتبرز أهمية التدبير الحر أيضا بالنسبة للجماعات الترابية من خالل الاقتراع العام‬
‫املباشر‪ ،‬الذي أصبح وسيلة تنبثق من خاللها املجالس الجهوية والجماعية كما نصت على‬
‫ذلك الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 135‬من الدستور‪ ،95‬بحيث يعتبر من أهم املستجدات التي‬
‫أتى بها الدستور الجديد والذي يشكل ضمانة في التدبير الحر للجماعات الترابية كتجسيد‬
‫للديمقراطية املباشرة‪ ،‬كما سيساهم في تقوية الوظيفة التمثيلية على املستوى الالمركزي‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫طارق الهنتور‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الترابية وفق دستور ‪" 2011‬مقارنة بين المغرب وفرنسا"‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في‬
‫القانون العام‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص ‪.74‬‬
‫‪ 94‬الفصل ‪" :138‬يقوم رؤساء مجالس الجهات‪ ،‬ورؤساء مجالس الجماعات الترابية األخرى‪ ،‬بتنفيذ مداوالت هذه المجالس ومقرراتها"‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫الفصل ‪ " :135‬تنتخب مجالس الجهات والجماعات باالقتراع العام المباشر"‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫والتدبير الحر في إطار ممارسته من طرف الجماعات الترابية يحتاج إلى وسائل من اجل‬
‫ضمان تنفيذ أفضل وممارسة الاختصاصات املخولة للجماعات الترابية في إطار الدستور‬
‫الجديد ومشروع الجهوية املتقدمة ومن هذه الوسائل‪:96‬‬

‫‪ ‬الوسائل القانونية‪ :‬بما أن الجماعات الترابية مطالبة بتسيير شؤونها بنفسها‬


‫ومسؤولة بشكل مباشر عن التنمية املحلية‪ ،‬لذلك فإنها في حاجة إلى وجود وسائل‬
‫قانونية تساعدها على تحقيق أهدافها‪ ،‬كوجود سلطة تنظيمية محلية و حرية‬
‫التعاقد وإدارة املرافق العمومية الترابية بما يتماش ى وحاجياتها‪.‬‬
‫‪ ‬الوسائل املادية‪ :‬لكي تطبق الجماعات الترابية مبدأ التدبير الحر ال لها من موارد‬
‫مالية ذاتية وقارة تساعد املجالس املنتخبة من امتالك القدرة والاستقاللية في‬
‫اتخاذ القرار وتمويل املشاريع والبرامج واملخططات التنموية‪.‬‬
‫‪ ‬الوسائل البشرية‪ :‬ال يمكن الحديث عن التدبير الترابي في إطار مبدأ التدبير الحر‬
‫إال بوجود موارد بشرية مؤهلة‪ ،‬فوجود منتخبين محليين مؤهلين وقادرين على حل‬
‫املشاكل املحلية يساعد على تطبيق ما جاء به الدستور الجديد‪ ،‬ويساعد على‬
‫التنزيل السليم للمخططات الترابية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اعتماد مبادئ أخرى جديدة في التدبير الترابي‬


‫أفرد الدستور الجدید الباب التاسع بكاملھا للجھات والجماعات الترابیة ألاخرى‪ ،‬وأقر‬
‫الفصل ‪ 140‬باالختصاصات املمنوحة للجھات‪ ،‬وحصرھا في إختصاصات ذاتیة وأخرى‬
‫مشتركة مع الدولة‪ ،‬واختصاصات منقولة إلیھا من هذه ألاخيرة‪ ،‬وبين بأن طریقة التوزیع‬
‫ستكون بناءا على مبدأ التفریع‪ ،‬واملالحظ أن الدستور الحالي‪ ،‬نجح في رفع هذه الاختصاصات‪،‬‬

‫‪ 96‬طارق الهنتور‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الترابية وفق دستور ‪" 2011‬مقارنة بين المغرب وفرنسا"‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪85‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫التي كانت مدرجة في القانون ‪ 47-96‬إلى مرتبة البنود الدستوریة في انتظار صدور القانون‬
‫التنظیمي الجھوي املرتقب وما سیتضمنھا من تفریعات‪.97‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬سلطات الجماعات الترابية وفق مبدأ التفريع‬

‫نص الفصل ‪ 140‬من دستور ‪ 2011‬على أن للجماعات الترابیة‪ ،‬وبناءا على مبدأ التفریع‪،‬‬
‫إختصاصات ذاتیة واختصاصات مشتركة مع الدولة واختصاصات منقولة إلیھا من ھذه‬
‫ألاخيرة‪ ،‬وعلى أن الجهات والجماعات الترابیة ألاخرى‪ ،‬تتوفر في مجاالت إختصاصاتھا‪ ،‬وداخل‬
‫دائرتها الترابیة على سلطة تنظیمیة ملمارسة صالحیاتھا‪ ،‬وھو ما یعني أن إعتماد مبدأ التفریع‪،‬‬
‫وجب معھا إعادة النظر بشكل عمیق في إختصاصات الجماعات الترابیة‪ ،‬لتجنب التداخل‬
‫الحاصل حالیا فیما بینھا‪ ،‬بناءا على تقسیم واضح للوظائف‪ ،‬حیث یمكن تركيز وظائف‬
‫الجھات على كل ما ھو تنموي‪ ،‬والجماعات الترابیة ألاخرى على ما ھو خدماتي‪.98‬‬

‫ویتجدد ھذا املبدأ تلقائیا مع الالمركزیة‪ ،‬إذ یسمح للجماعات الصغيرة بضمان تكالیف‬
‫عمل املرافق‪ ،‬بحیث أن الواجبات تصبح موزعة‪ ،‬حسب كل مستوى قادر على العمل‪ ،‬كما‬
‫یجبر الجماعات ألادنى كلما أبانت عن املقدرة والاستعداد الالزمين‪ ،‬ومن جھة أخرى یسمح‬
‫مبدأ التفریع أیضا بتنظیم القدرة على إتخاذ القرارات بشكل سریع وفوري دونما الحاجة إلى‬
‫إنتظار توجیھات وأوامر أنیة من فوق‪ ،‬الش يء الذي یجعل الجھات قادرة على إغناء نفسھا‪.99‬‬

‫وبالنسبة للنظام الالمركزي املغربي‪ ،‬فإن ھذا املبدأ یستشف من جمیع القوانين الخاصة‬
‫املنظمة لالمركزیة والالتمركز‪ ،‬وقد تم التلمیح إلیه في القانون الخاص بالجھة لسنة ‪،1001997‬‬
‫وھو مبدأ عام یرقى عن القاعدة القانونیة وینصرف ملعالجة إشكالیة توزیع السلطة‪ ،‬بحیث ال‬
‫ینظر إلى مشروعیتھا‪ ،‬وإنما إلى كیفیة وأسلوب توزیعھا‪ ،‬وبذلك فھو أحد املبادئ الضابطة‬

‫‪97‬‬
‫علي قاسمي التمسماني‪ :‬الدولة والجهات على ضوء الدستور الجديد‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،22-21‬السنة‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.80‬‬
‫‪98‬‬
‫محمد إد لمفيس‪ :‬عالقة اإلدارة بالمواطن المغربي‪ ،‬رجال السلطة نموذجا‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق تخصص القانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2012- 2011‬ص ‪. 697‬‬
‫‪99‬‬
‫علي قاسمي التمسماني‪ :‬الدولة والجهات على ضوء الدستور الجديد‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪100‬‬
‫المصطفى بلقزبور‪ :‬مبدأ التفريع واختصاصات الجهة بالمغرب‪ ،‬مجلة الرهانات المحلية‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2011‬ص ‪.18‬‬

‫‪86‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫لتنازعیة وتنافسیة إلاختصاصات بين الدولة والجھات وبين الجماعات الترابیة فیما بینھا‪ ،‬كما‬
‫أنه یكرس سیاسة القرب‪ ،‬ویدعمھا ألنه یعطي ألاولویة للوحدات الترابیة الدنیا على حساب‬
‫الوحدات الترابیة العلیا‪ ،‬بحیث یجعل الجھة ھي ألاصل‪ ،‬ومن الدولة ھي الفرع‪ ،‬بكیفیة تضبط‬
‫وتوضح إلاختصاصات واملسؤولیات املسندة‪ ،‬لكل وحدة من الجماعات الترابیة‪ ،‬ضمن فلسفة‬
‫عامة‪ ،‬تقوم على التحرر وإلاستقالل املحلي في التدبير وتكریس دولة الجھات‪ ،‬ومن جانب أخر‬
‫ھو أھم املبادئ التي تغذي الحكامة املحلیة‪.101‬‬

‫ویعد مبدأ التفریع من مبادئ القانون الدولي العام‪ ،‬أستعمل ألول مرة‪ ،‬في ھذا إلاطار‬
‫كمعیار لتوزیع إلاختصاصات بين املجموعة ألاوروبیة والدول ألاعضاء في معاھدة ماستریخت‬
‫سنة ‪ ، 1992‬وقد أستعمل ھذا املبدأ كذلك في العالقات الدولیة‪ ،‬فیما یخص دور ألامم‬
‫املتحدة في تطبیق مبدأ حق التدخل أو واجب التدخل‪ ،‬لیعني ضرورة توزیع إلاختصاصات‬
‫والسلطات بين الدول واملنظمات الدولیة‪.102‬‬

‫كما أن مبدأ التفریع‪ ،‬قد تمت إلاشارة إلیه في املغرب‪ ،‬ضمن وثائق املناظرة الوطنیة‬
‫ألاولى للجماعات املحلیة سنة ‪ ، 1998‬ثم أكدته املبادرة الوطنیة للتفاوض بشأن الحكم الذاتي‬
‫لجھة الصحراء بشأن توزیع إلاختصاصات‪ ،‬وفي سنة ‪ 2007‬نظمت وزارة الداخلیة ندوة دولیة‬
‫ومغاربیة حول املبدأ بمدینة مراكش‪ ،‬وجاء تأكید املبدأ من طرف اللجنة إلاستشاریة في التقریر‬
‫حول الجھویة املتقدمة " بناءا على مبدأ التفریع تتمتع الجماعات بكل إلاختصاصات التي ھي‬
‫املؤھلة للقیام بھا أحسن قیام‪ ،‬وخاصة ما یتصل منھا بالتجھيز الجماعي وبخدمات القرب‪،‬‬
‫كما تشارك بصفة منتظمة‪ ،‬في وضع التصورات واملخططات والبرامج‪ ،‬ومشاریع التنمیة‬
‫الجھویة‪ ،‬وفي تفعیلھا كلما كانت معنیة بذلك مباشرة‪ ،103‬وصوال إلى تضمینھ في الدستور‪ ،‬كما‬
‫أن التجربة املغربیة في مجال الالمركزیة وتوزیع إلاختصاصات بين الدولة والجماعات الترابیة‬
‫على أساس مبدأ التفریع إستفادت من التجارب املقارنة في ھذا املجال‪.‬‬

‫‪ 101‬المصطفى بلقزبور‪ ،‬مبدأ التفريع واختصاصات الجهة بالمغرب‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪102‬‬
‫أمال المشرفي‪ :‬الجهوية في الدول المغاربية أية أفاق ؟ أشغال األيام المغاربية التاسعة للقانون المنظمة من طرف شبكة الحقوقيين‬
‫‪.‬المغاربيين‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬ص ‪.42‬‬
‫‪103‬‬
‫تقرير اللجنة االستشارية للجهوية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬التصور العام‪ ،‬ص ‪. 27‬‬

‫‪87‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التضامن والتعاون بين الجماعات الترابية‬

‫یعتبر التضامن حجر الزاویة‪ ،‬من أجل تجاوز توفير إلاعتمادات الذاتیة والكافیة‪ ،‬لقیام‬
‫الجماعات الترابیة باإلختصاصات املوكولة لھا‪ ،‬فالتضامن الوطني یعد عنصرا أساسیا في‬
‫الجھویة املتقدمة‪ ،‬إذ أن تمویل إلاختصاصات للجماعات الترابية یقترن بضرورة توفير موارد‬
‫مالیة‪ ،‬حیث سیمكن ھذا املبدأ من تفعیل آلية التعاون الترابي بين الجماعات الترابیة‪ ،‬من‬
‫أجل تحقیق املشاریع املشتركة‪ ،‬وإنجاز البرامج الجھویة‪ .‬وخلق إطارات إلقامة شراكة بين‬
‫الجھات الغنیة وأخرى فقيرة‪ ،‬وتجاوز إلاختالالت الترابیة‪.104‬‬

‫وفي ھذا السیاق نص الفصل ‪ 142‬من دستور ‪ 2011‬على أنه یحدث لفترة معینة ولفائدة‬
‫الجھات‪ ،‬صندوق للتأھیل الاجتماعي‪ ،‬یھدف إلى سد العجز في مجاالت التنمیة البشریة‪،‬‬
‫والبنیات التحتیة ألاساسیة والتجھيزات‪ ،‬ویحدث أیضا صندوق للتضامن بين الجھات‪ ،‬بھدف‬
‫التوزیع املتكافئ للموارد‪ ،‬قصد التقلیص من التفاوتات بینھا‪.‬‬

‫إن مبدأ التضامن ما بين الجماعات الترابية أو التضامن الوطني‪ ،‬یعد ألاساس املرجعي‬
‫إلقرار التعاون الترابي‪ ،‬إذ أن التنوع في إلامكانات والوسائل‪ ،‬یلزم أن یتوحد على مستوى دعم‬
‫شروط تنمیة الدولة الواحدة إقتصادیا وإجتماعیا‪ ،‬وھذا ما یستدعي إستثمار كل جھة‬
‫ملؤھالتھا على الوجه ألامثل‪ ،‬مع إیجاد آلیات ناجعة للتضامن املجسد للتكامل والتالحم بين‬
‫املناطق في مغرب موحد‪.105‬‬

‫كما یفترض مبدأ التضامن إعادة النظر في توزیع الثروات‪ ،‬إعتمادا على آليات محددة‬
‫ومدروسة للتغلب على الفوارق وإلاختالالت الاقتصادیة والاجتماعیة بين الجماعات الترابية‪،‬‬
‫خصوصا في ظل وجود جھات غنیة وأخرى فقيرة‪ ،‬وھو معطى جعل من تقریر اللجنة‬
‫إلاستشاریة للجھویة‪ ،‬یدعو إلى إنشاء صندوق عمومي للتضامن بين الجھات‪ ،‬وھو ما تم‬

‫‪ 104‬هشام مليح‪ :‬سؤال الحكامة الترابية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪90‬‬
‫‪ 105‬كريم لحرش‪ :‬الدستور الجديد للملكة المغربية‪ ،‬شرح وتحليل‪ ،‬سلسلة العمل التشريعي واالجتهادات القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬ص ‪.178‬‬

‫‪88‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫تكریسه من خالل دستور ‪ ، 2011‬ألن الجھویة املتقدمة تقوم على ترسیخ ھذا املبدأ للحد من‬
‫التفاوتات الناجمة عن تركيز الثروات‪ ،‬وعن النمو غير املتكافئ ملجاالتھا الترابیة وعن الفوارق‬
‫الجغرافیة والدیمغرافیة بینھا‪.106‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬وسائل الجماعات الترابية في تنفيذ السياسات‬


‫العمومية الترابية‬
‫تعتبر مرحلة تنفيذ السياسات العمومية الترابية املرحلة الثانية في مسلسل أي سياسة‬
‫عمومية بعد مرحلة البلورة‪ ،‬وتنفيذ "‪ "implémentation‬سياسة عمومية يشكل صيرورة تنزيل‬
‫القرارات‪ ،‬والحديث عن التنفيذ يسمح بمالمسة مرحلة من الفعل العمومي تتميز باحتكاك‬
‫القرار بالواقع من خالل تطبيق توجهات الفاعل العمومي‪.‬‬

‫من بين التعاريف التي قدمت للتنفيذ نجد التعريف املشترك ل ‪ Meny‬و ‪، Thoenig‬‬
‫اللذين يعتبران تنفيذ سياسة عمومية بأنه مجموعة ألانشطة الفردية واملنظماتية التي تغير‬
‫سلوكات ضمن إلاطار الذي تحدده سلطة عمومية مخولة بذلك‪ ،‬ويعد التعريف ألاكثر‬
‫وضوحا واختصارا للتنفيذ هو أنه تطبيق برنامج عمل على مشكل معين‪.107‬‬

‫والجهة تنهج عدة أساليب ووسائل لتنفيذ السياسات العمومية الترابية حيث تقوم‬
‫أحيانا باعتماد آلية التنفيذ الذاتي) الفرع ألاول(‪ ،‬وأحيانا أخرى تلجأ إلى تفويض تنفيذ‬
‫السياسات العمومية الترابية في إطار الشراكة مع فاعلين أخريين) الفرع الثاني‪(.‬‬

‫‪106‬‬
‫المرابط محمد‪ :‬الجهوية الموسعة بالمغرب‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬المديرية العامة لألمن الوطني مديرية الموارد البشرية‪ ،‬المعهد الملكي‬
‫للشرطة السنة الجامعية‪ ،2013 – 2012 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 107‬ميلود ابراهمي‪ :‬السياسات العمومية القطاعية الترابية ‪:‬التطهير السائل في الجماعات الحضرية الكبرى نموذجا‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بسطات‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015-2014‬ص ‪.140‬‬

‫‪89‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفرع ألاول‪ :‬الوسائل الذاتية لتفعيل السياسات العمومية الترابية‬


‫أناط املشرع بالجماعات الترابية وخاصة في ظل الجهوية املتقدمة في تدبيرها لشؤونها‪،‬‬
‫وتنفيذها لسياستها العمومية بنفسها في إطار من إلاستقاللية وفي إطار الضوابط القانونية‬
‫املعمول بها‪ ،‬وسيلتين مهمتين يتعلق ألامر بشركة التنمية املحلية‪ ،‬وأداة ثانية تتمثل في الوكالة‬
‫الجهوية لتنفيذ املشاريع‪1‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬شركات التنمية املحلية أداة لتنفيذ السياسات العمومية الترابية‬

‫بعد أن أثارت شركات إلاقتصاد املختلط عدة مشاكل‪ ،‬يبدو واضحا ضرورة إيجاد‬
‫شكل جديد للشراكة بين الجماعات املحلية والقطاع الخاص يتميز بالفعالية والليونة‪،‬‬
‫ولعل هذا هو املنحى الذي استهدفه املشرع املغربي من خالل التنصيص على إمكانية‬
‫الجماعات املحلية إنشاء الشركات املحلية للتنمية ذات مساهمة جماعية دنيا تصل إلى‬
‫‪ 31%‬حيث من املنتظر أن تسمح هذه آلالية بالتأسيس لشراكة حقيقية مع الخواص‬
‫خدمة للتنمية املستدامة‪.‬‬

‫هذا التوجه ترجمه املشرع من خالل القانون ‪ 13-01‬الذي خص شركات التنمية‬


‫املحلية بمقتضيات خاصة‪ ،‬إذ تنص املادة ‪ 34‬على أن املجلس الجماعي يبث في شأن‬
‫إحداث شركات تسمى شركات تنمية محلية ذات الفائدة املشتركة بين الجماعات وألاقاليم‬
‫والجهات أو املساهمة في رأسمالها‪.‬‬
‫كما ّ‬
‫خولت املادة ‪ 110‬من نفس القانون للجماعات املحلية ومجموعاتها إمكانية‬
‫إحداث شركات التنمية املحلية أو املساهمة في رأسمالها باشتراك مع شخص أو عدة‬
‫أشخاص معنوية خاضعة للقانون العام أو الخاص‪.‬‬

‫وتعتبر شركات التنمية املحلية مؤسسات خاصة تخضع للقواعد العامة املطبقة على‬
‫الشركات التجارية بالرغم من أهميتها ودورها الاقتصادي فإننا ال نجد تعريف قانوني واضح‬

‫‪90‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫في النصوص القانونية‪ .‬فامليثاق الجماعي الجديد اقتصر في واقع ألامر على إيراد عبارة‬
‫مقتضية في مجال إختصاصات املجالس الجماعية ‪,‬تقتصر على "البث في شأن إحداث‬
‫شركات التنمية املحلية ذات الفائدة املشتركة بين الجماعات‪ .....‬أو املساهمة في رأسمالها "‬
‫املادة‪ 26‬من امليثاق الجماعي لسنة ‪.3113‬‬

‫غير أن املادة ‪ 041‬من امليثاق الجماعي رقم ‪ 74.11‬فصلت نسبيا في شروط ‪ ،‬إحداث‬
‫شركات التنمية املحلية و وحددت مجاالتها في ألانشطة ذات الطبيعة الصناعية والتجارية‬
‫التي تدخل في إطار إختصاصات الجماعات املحلية التي أحدثتها باستثناء تدبير امللك‬
‫الخاص الجماعي ‪.‬‬

‫ويمكن للجهة ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية إحداث شركات مساهمة‬


‫تسمى شركات التنمية الجهوية أو املساهمة في رأسمالها بإشتراك مع شخص أو عدة أشخاص‬
‫اعتبارية خاضعة للقانون العام أو الخاص‪ ،‬وتحدث هذه الشركات ملمارسة ألانشطة ذات‬
‫الطبيعة الاقتصادية التي تدخل في اختصاصات الجهة أو تدبير مرفق عمومي تابع للجهة‪،‬‬
‫وشركات التنمية الجهوية ال تخضع ألحكام املادتين ‪ 8‬و ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 89.39‬املؤذن‬
‫بموجبه في تحويل منشآت عامة إلى القطاع الخاص‪.108‬‬

‫ينحصر غرض الشركة في حدود ألانشطة الاقتصادية ذات الطبيعة الصناعية‬


‫والتجارية التي تدخل في اختصاصات الجهة ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية‬
‫بإستثناء تدبير امللك الخاص للدولة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.90.402‬صادر في ‪ 12‬من ربيع األول ‪16) 1411‬أكتوبر ‪ ، )1990‬بناء على اإلذن المنصوص عليه في المادة ‪ 5‬من القانون‬
‫رقم ‪ 39-89‬المأذون بموجبه في تحويل منشآت عامة إلى القطاع الخاص‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4068‬بتاريخ ‪ ،1990/10/17‬ص ‪.1383‬‬

‫‪91‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع كآلية لتنفيذ السياسات‬


‫العمومية الترابية‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع ‪:‬التأسيس وألاهداف‬

‫وعيا من املشرع بأهمية املشاريع التنموية في مختلف جوانبها على املستوى الترابي وعلى‬
‫شتى الواجهات‪ ،‬ومن أجل تمكين الجماعات الترابية من تدبير شؤونها‪ ،‬يحدث لدى كل جهة‬
‫تحت اسم الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع‪ ،‬وهي شخص اعتباري خاضع للقانون العام يتمتع‬
‫باإلستقالل إلاداري واملالي‪ ،‬يشار إليه بالوكالة‪ ،‬وتخضع الوكالة لوصاية مجلس الجهة‪ ،‬ويكون‬
‫الغرض من هذه الوصاية العمل على احترام أجهزتها املختصة ألحكام هذا القانون التنظيمي‬
‫وخاصة ما يتعلق منها باملهام املنوطة بها‪ ،‬كما تخضع الوكالة أيضا للمراقبة املالية للدولة‬
‫املطبقة على املنشآت العامة وهيئات أخرى طبقا للنصوص التشريعية الجاري بها العمل‪،109‬‬
‫وتهدف الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع إلى‪:110‬‬

‫‪ ‬مد مجلس الجهة كلما طلب رئيسه ذلك ‪ ،‬بكل أشكال املساعدة القانونية والهندسة‬
‫التقنية املالية عند دراسة وإعداد املشاريع وبرامج التنمية‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ مشاريع وبرامج التنمية التي يقرها مجلس الجهة‪ ،‬يمكن ملجلس الجهة أن يعهد‬
‫إلى الوكالة باستغالل أو تدبير بعض املشاريع لحساب الجهة‪ ،‬طبقا للشروط‬
‫والكيفيات التي يحددها‪ ،‬ويمكن للوكالة أن تقترح على مجلس الجهة إحداث شركة من‬
‫شركات التنمية الجهوية املشار إليها في املادة ‪ 117‬من هذا القانون‪ ،‬تشتغل تحت‬
‫إشراف هذه الوكالة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى املواد التي نصت على كيفية تأسيس الوكالة وأهدافها فقد تضمن القانون‬
‫التنظيمي أيضا مجموعة من املواد التي تحدد أجهزة الوكالة ونظامها املالي‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫المادة ‪ 129‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫المادة ‪ 130‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬أجهزة الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع وتنظيمها املالي ومهامها‬

‫تدير الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع لجنة لإلشراف واملراقبة ويسيرها مدير‪ ،‬وتتألف‬
‫لجنة إلاشراف واملراقبة هاته تحت رئاسة رئيس املجلس الجهوي من ألاعضاء املزاولين مهامهم‬
‫التالي بيانهم‪:111‬‬

‫‪ ‬عضوين من مكتب مجلس الجهة يعينها الرئيس‬


‫‪ ‬عضو من فرق املعارضة يعينه املجلس‬
‫‪ ‬رئيس لجنة امليزانية والشؤون املالية والبرمجة للجهة‪.‬‬
‫‪ ‬رئيس لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية للجهة‪.‬‬
‫‪ ‬رئيس لجنة إعداد التراب‬

‫ويمكن عند إلاقتضاء تغيير أو تتميم تأليف لجنة إلاشراف واملراقبة بموجب قانون‪ ،‬كما‬
‫ال يحول توقيف مجلس الجهة دون استمرار أعضاء لجنة إلاشراف واملراقبة في مزاولة مهامهم‪،‬‬
‫وفي حالة حل مجلس الجهة‪ ،‬يستمر أعضاء لجنة إلاشراف واملراقبة في مزاولة مهامهم إلى حين‬
‫تأليف اللجنة التي تخلف بعد انتخاب أعضاء املجلس الجهوي الجديد وأجهزته‪.‬‬

‫وتتمتع بجميع الصالحيات والسلط الالزمة إلدارة الوكالة ولهذه الغاية تقوم عن طريق‬
‫مداوالتها بما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬وضع برنامج عمل الوكالة‬


‫‪ ‬حصر امليزانية السنوية والبيانات املتعددة السنوات‬
‫‪ ‬حصر الحسابات والتقرير في تخصيص النتائج عند الاقتضاء‬
‫‪ ‬املصادقة على القوائم املحاسبية واملالية املتعلقة بمالية الوكالة‬
‫‪ ‬تحديد النظام ألاساس ي ملستخدمي الوكالة‬

‫‪111‬‬
‫المادة ‪ 132‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬املصادقة على املخطط التنظيمي للوكالة‬


‫‪ ‬املصادقة على التقرير السنوي املنصوص عليه في املادة ‪ 191‬أدناه‬
‫‪ ‬طلب إجراء عمليات إلافتحاص واملراقبة والتقييم عند الاقتضاء‬

‫كما يطلع رئيس لجنة إلاشراف واملراقبة مجلس الجهة خالل الدورة العادية لشهر‬
‫أكتوبر على انجازات الوكالة وسير أعمالها‪ .‬ويجوز للجنة أن تفوض صالحيات خاصة إلى مدير‬
‫الوكالة لتسوية قضايا معينة‪.‬‬

‫وتجتمع لجنة إلاشراف واملراقبة بدعوة من الرئيس مرفقة بجدول ألاعمال والوثائق‬
‫املرتبطة به في ثالث دورات على ألاقل وذلك خالل أشهر فبراير ويونيو وسبتمبر‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يستدعي الرئيس لجنة إلاشراف واملراقبة لعقد دورات استثنائية كلما دعت الضرورة ذلك‪،112‬‬
‫ويحضر والى الجهة أو من يمثله دورات لجنة إلاشراف واملراقبة بصفة استشارية ويمكن أن‬
‫يقدم بمبادرة منه أو بطلب من الرئيس أو أعضاء اللجنة جميع املالحظات والتوضيحات‬
‫املتعلقة بالقضايا املتداول في شأنها‪ ،‬كما يحضر الجلسات بصفة استشارية املدير العام‬
‫للمصالح املشار إليه في املادة ‪ 117‬أعاله ومدير الوكالة ويتولى هذا ألاخير تحرير محاضر‬
‫الجلسات وحفظها‪.113‬‬

‫ويمكن لرئيس لجنة إلاشراف واملراقبة أن يستدعي أي شخص آخر يرى فائدة في‬
‫حضوره للمشاركة بصفة استشارية في دورات لجنة إلاشراف واملراقبة‪ .‬ويشترط لصحة‬
‫مداوالت لجنة إلاشراف واملراقبة أن يحضرها أكثر من نصف عدد أعضائها‪ ،‬وإذا لم يكتمل‬
‫هذا النصاب خالل إلاجتماع ألاول للجنة يؤجل الاجتماع إلى اليوم املوالي من أيام العمل‬
‫وينعقد بحضور أكثر من نصف عدد ألاعضاء وفي حالة عدم اكتمال هذا النصاب يؤجل‬
‫‪114‬‬
‫الاجتماع إلى اليوم املوالي من أيام العمل وينعقد كيفما كان عدد ألاعضاء الحاضرين‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫المادة ‪ 135‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫المادة ‪ 136‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫الشكاري كريم‪ :‬تعاون وشراكة الجماعات الترابية‪ ،‬على ضوء القوانين التنظيمية‪ ،‬مسالك في الفكر واإلقتصاد والسياسة‪ ،‬العدد ‪ ،34-33‬السنة‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.59‬‬

‫‪94‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫وتتخذ اللجنة قراراتها باألغلبية املطلقة لألصوات املعبر عنها عن طريق إلاقتراع العلني‬
‫وفي حالة تعادل ألاصوات يرجح الجانب الذي يكون فيه الرئيس‪ .‬ويتم تعيين مدير الوكالة‬
‫استناد إلى مبدأي الاستحقاق والكفاءة بقرار لرئيس املجلس بعد فتح باب الترشح لشغل هذا‬
‫املنصب ويخضع هذا القرار لتأشيرة السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‪ .‬تتنافى مهام مدير‬
‫الوكالة مع العضوية في أي جماعة ترابية أو مهام انتدابية داخل هيئة منتخبة بتراب الجهة‪،115‬‬
‫ومع مهام أو مسؤوليات في القطاع العام والقطاع الخاص‪ ،‬ويتمتع املدير بجميع الصالحيات‬
‫والسلط الالزمة لتسيير الوكالة ‪.‬‬

‫ينفذ قرارات لجنة إلاشراف واملراقبة‪ ،‬يتولى تسيير شؤون الوكالة والتصرف باسمها‬
‫تحت سلطة ومراقبة رئيس لجنة إلاشراف واملراقبة‪ ،‬يمثل الوكالة أمام املحاكم ويقيم كل‬
‫الدعاوى القضائية للدفاع عن مصالح الوكالة على أن يقوم بإخبار رئيس لجنة إلاشراف‬
‫واملراقبة بذلك على الفور‪ ،‬ويعد مشروع ميزانية الوكالة ‪ ،‬كما يقوم بإعداد تقريرا سنويا حول‬
‫أنشطة الوكالة وسيرها ووضعيتها املالية واملنازعات التي قد تكون الوكالة طرفا فيها‪.116‬‬

‫ويمكن ملدير الوكالة أن يفوض تحت سلطته ومسؤوليته إمضاءه إلى مستخدمي إدارة‬
‫الوكالة‪ ،‬كما يعتبر املدير الرئيس التسلسلي ملستخدمي الوكالة ويمكن له بهذه الصفة أن يعين‬
‫ويعفي مستخدميها طبقا للقوانين وألانظمة الجاري بها العمل‪.‬‬

‫أما بخصوص الجانب املالي فالوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع تتوفر على تنظيم مالي‬
‫خاص بها لتمكينها من ممارسة مهامها في أحسن الظروف‪ ،‬حيث تتضمن ميزانية الوكالة في‬
‫املداخيل‪:‬‬

‫‪ ‬مخصصات التسيير وإلاستثمار املرصودة للوكالة من قبل مجلس الجهة‪ ،‬املوارد‬


‫املتأتية من استغالل وتدبير املشاريع التي تتولى الوكالة القيام بها‪.117‬‬

‫‪115‬‬
‫المادة ‪ 138‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪116‬‬
‫المادة ‪ 139‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫المادة ‪ 130‬من القانون التنظيمي ‪111.14‬‬

‫‪95‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬وفي النفقات ‪:‬نفقات التسيير وإلاستثمار ‪:‬املبالغ املدفوعة للجهة املتأتية من استغالل‬
‫أو تدبير املشاريع‪ ،‬جميع النفقات ألاخرى املرتبطة بنشاط الوكالة‪ ،‬يعتبر املدير أمرا‬
‫بقبض مداخيل الوكالة وصرف نفقاتها وله أن يفوض إمضاؤه تحت مسؤوليته‬
‫ومراقبته إلى مستخدمي الوكالة‪.‬‬

‫ومن أجل القيام باملهام املنوطة بالوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع تتوفر هذه ألاخيرة على‬
‫مستخدمين يتكونون من ألاعوان واملستخدمين الذين يتم توظيفهم أو التعاقد معهم من قبل‬
‫الوكالة ويتم تحديد النظام الداخلي ملستخدمي الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع من طرف‬
‫لجنة إلاشراف واملراقبة‪ ،118‬واملوظفين امللحقين لدى الوكالة من طرف الجهة أو من لدن‬
‫إدارات عمومية أخرى‪ ،‬واملوظفين وألاعوان الذين تضعهم الدولة أو الجماعات الترابية ألاخرى‬
‫رهن إشارتها‪ .‬وتشرع الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع في مزاولة مهامها ابتداء من تاريخ تعيين‬
‫مدير لها خالل أجل أقصاه نهاية السنة ألاولى من املدة إلانتدابية ملجلس الجهة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع فقد نص القانون على شركة التنمية الجهوية من اجل تنفيذ‬
‫الجهة لسياساتها العمومية الترابية‪.119‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التنفيذ التشاركي للسياسات العمومية الترابية‬


‫قد يعترض الجهة في تنفيذها للسياسات العمومية الترابية بعض إلاكراهات إما نتيجة‬
‫قلة الخبرة أو املال أو لوجود مرافق مشتركة مع جهات أخرى‪ ،‬مما يدعوها إلبرام شراكات‬
‫وتعاون مع الفاعلين آلاخرين سواء مع القطاع الخاص وطنيا أو دوليا من أجل تنفيذها لهذه‬
‫السياسات العمومية الترابية‪ .‬وتعتبر الشراكة ضرورية بين كافة ألاطراف املتدخلة في حقول‬
‫التنمية املختلفة سواء كانت من القطاعين العام أو الخاص‪ ،‬أو من مكونات املجتمع املدني‪.‬‬

‫‪ 118‬المادة ‪ 134‬من القانون التنظيمي ‪111.14‬‬


‫‪ 119‬الشكاري كريم‪ :‬تعاون وشراكة الجماعات الترابية‪ ،‬على ضوء القوانين التنظيمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 60‬‬

‫‪96‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬أوال ‪:‬الشراكة بين القطاع العام والخاص كآلية لتنفيذ السياسات‬
‫العمومية الترابية‬

‫تعد الشراكة مصدر توزيع الاختصاصات بين املتعاقدين بشأنها وإحدى الوسائل التي‬
‫أصبحت الزمة للتغلب على مشكالت قلة التمويل والخبرات التقنية وغيرها املطلوبة لتنفيذ‬
‫مشاريع التنمية بل لتحقيق التنمية املندمجة واملستدامة‪ .120‬وتطلق تسمية الشراكة بين‬
‫القطاعين العام والخاص‪ ،‬على مختلف أنماط خطاطات إلاتفاقيات التي تربط شخصا عاما‬
‫بفاعل خاص مع تحمل تمويلي من طرف القطاع الخاص‪ ،‬ملدة طويلة إلى حد ما بين ‪ 5‬و ‪30‬‬
‫سنة‪ ،‬ويمكن تمديدها بصفة استثنائية إلى خمسين سنة وذلك حسب الطبيعة املعقدة‬
‫للمشروع وخصوصياته التقنية والاقتصادية واملحاسبية واملالية‪ ،‬ويعرف "القانون ‪12.86‬‬
‫عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص باعتباره عقد محدد املدة‪ ،‬يعهد بموجبه شخص‬
‫َ‬
‫عام إلى شريك خاص مسؤولية القيام بمهمة شاملة تتضمن التصميم والتمويل الكلي أو‬
‫الجزئي والبناء أو إعادة التأهيل وصيانة أو استغالل منشأة أو بنية تحتية ضرورية لتوفير‬
‫مرفق عمومي"‪.121‬‬

‫شكل إصدار القانون رقم ‪ 03-46‬املتعلق بعقود الشراكة بين القطاعين العام‬
‫والخاص بالتأكيد إطارا تشريعيا لهذه املمارسة وتطورا مهما في مسار تحديث املساطر‬
‫وتدعيم الشفافية والفعالية في مجال الطلبيات العمومية ‪ ،‬وبالتالي التسريع من وثيرة‬
‫الاستثمارات العمومية في مجال البنيات التحتية إلادارية وإلاقتصادية وإلاجتماعية‪ ،‬مع‬
‫املحافظة على الجودة وعلى كلفة الخدمات‪ .‬باإلضافة إلى ذلك استلزمت املتغيرات التي‬
‫عرفها املحيط الوطني والدولي في السنوات ألاخيرة إعادة تكييف املنظومة القانونية‬
‫والتقنية املؤطرة للطلبيات العمومية مع التطورات التي شهدها عالم املال وألاعمال‬
‫والالتزامات التي أخذتها بالدنا في إطار الاتفاقيات الدولية‪ ،‬كما استلزمت أوراش التحديث‬
‫‪120‬‬
‫‪Khalid ragragui : « Les politiques publiques locales », mémoire pour l’obtention du diplôme du master‬‬
‫‪,université moulay ismail faculté des sciences juridiques économiques st sociales Meknes, année universitaire‬‬
‫‪2010/2011, P 62.‬‬
‫‪ 121‬المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 12-86‬المتعلق بعقود الشراكة بين القطاع العام والخاص‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫التي أطلقتها الحكومة في مجال تدعيم الحكامة الجيدة للشأن العام‪ ،‬وهو ما يتجلى‬
‫باألساس من خالل املحاور الرئيسية‪:‬‬

‫‪ -1‬توفير مرفق عمومي وبنيات تحتية إدارية واقتصادية واجتماعية ذات جودة تتوافق مع‬
‫إكراهات املوارد املالية العمومية‪ ،‬وتزايد حاجيات وضروريات التنمية املحلية‪ ،‬وكذا‬
‫الاستفادة من القدرات إلابتكارية للقطاع الخاص وتمويله إلنجاز مشاريع عمومية‪.‬‬

‫‪ -2‬تطوير ثقافة جديدة لتدبير الطلبيات العمومية ‪ ،‬ترتكز على التقييم القبلي للحاجيات‪،‬‬
‫وتحليل حسن ألاداء‪ ،‬والتحكم في الكلفة ومراقبة إلانجازات ‪.‬إضافة إلى ضمان توفير‬
‫الخدمات وفعاليتها وجودتها‪ ،‬وتسديد كلفتها بحسب معايير حسن ألاداء‪.‬‬

‫‪ -3‬تدعيم منظومة الشفافية وتخليق تدبير الطلبيات العمومية عن طريق أليات لتوضيح‬
‫وتبسيط املساطر‪ ،‬واحترام مبدأ املنافسة واملساواة بين املنافسين‪ ،‬وإدخال تكنولوجيا‬
‫إلاعالم والتواصل في ميدان الشراء العمومي‪،‬و تحسين الضمانات املمنوحة‬
‫للمتنافسين وآليات تقديم الطعون‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى كل هذه الركائز التي أتى بها القانون ‪ ،122 03-46‬املتعلق بالشراكة بين‬
‫القطاعين العام والخاص‪ ،‬وكذا املرسوم التطبيقي‪ 123‬املتعلق بهذا القانون من أجل‬
‫تدعيمها‪ ،‬فإننا نرى أنها تصب في سياق عقلنة و شفافية وحكامة مسلسل الشراء العمومي‬
‫بدءا من مرحلة إلاعالن وإلاشهار (أي املرحلة التحضيرية) مرورا باإلعداد وإنشاء شركة‬
‫املشروع ثم مرحلة التنفيذ أو إلاقفال املالي وصوال إلى انتهاء ألاعمال التي كانت موضوع‬
‫عقد الشراكة وآليات فض النزاعات‪.‬‬

‫وكل هذه إلاجراءات تعرف تدخل مجموعة من ألاطراف في كل مرحلة من مراحل‬


‫الشراء العمومي‪ ،‬كل في نطاق معين‪ ،‬كما تستوجب شروطا تنظيمية ومؤسساتية تضع رهن‬
‫‪ 122‬الظهير الشريف رقم ‪ 4.41.411‬الصادر في ‪ 11‬دجنبر ‪ 1041‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 11-41‬المتعلق بالشراكة بين القطاعين العام الخاص‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪،1311‬بتاريخ ‪ 11‬يناير ‪.1042‬‬
‫‪ 123‬المرسوم التطبيقي رقم ‪ 4.42.12‬الصادر في ‪ 43‬ماي ‪ 1042‬بتطبيق القانون رقم ‪ 11-41‬المتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 1312‬بتاريخ ‪ 4‬يونيو ‪.1042‬‬

‫‪98‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫إشارة املستثمرين إطارا مؤسساتيا عصريا وشفافا يستجيب النتظاراتهم فيما يخص‬
‫التبسيط والسرعة والشفافية وهو ما يتضح من خالل الفصول (عددها ‪ )37‬املكونة‬
‫للنص القانوني رقم ‪ 03-46‬وذلك لتجاوز الاختالالت التي أسفرت عنها تطبيق الشراكة‬
‫عام – خاص وممارستها في غياب التأطير التشريعي لها‪.‬‬

‫باإلضافة إلى تعزيز حكامة التدبير عن طريق التأكيد على آلية التدقيق والتقييم –من‬
‫خالل خلق هيئة مستقلة لتقييم عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬التي تشرك‬
‫عن طريق الاستشارة‪ ،‬القطاع الخاص والهيئات املهنية والنقابات واملجتمع املدني‪ ،‬ويمكن‬
‫أن تتولى‪ ،‬في الوقت نفسه‪ ،‬تقييم كل مشروع على حدة‪ ،‬والتقييم إلاجمالي لإلستراتيجية‬
‫املتبعة في إطار عقود الشراكة بين القطاعية العام والخاص‪ ،‬وذلك حرصا على استدامة‬
‫ميزانية عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص على املدى املتوسط والقصير‪ ،‬وتفادي‬
‫املديونية العمومية املتصلة بهذه العقود‪ ،‬وكذا تتبع ألاثر إلاجتماعي على خلق فرص الشغل‬
‫ونجاعة الخدمات التي يتم توفيرها‪ ،‬مع إشهار للمعلومة ولعملية التقييم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الشراكة مع املجتمع املدني لتتبع وإعداد وتقييم السياسات‬


‫العمومية الترابية‬

‫تم إلاعتراف بشكل رسمي بموجب املقتضيات الدستورية الجديدة‪ ،‬بدور ومكانة املجتمع‬
‫املدني واملنظمات غير الحكومية‪ ،124‬باعتبارهما فاعال وشريكا في مسلسل الديمقراطية‬
‫التشاركية‪ ،‬على الصعيد والوطني والترابي‪ ،‬حيث أصبحت أحد املرتكزات ألاساسية املنصوص‬
‫عليها دستوريا إلى جانب فصل السلط وربط املسؤولية باملحاسبة‪.125‬‬

‫إلى جانب السلطات العمومية والجماعات الترابية والقطاع الخاص أصبح املجتمع املدني‬
‫كشريك أساس ي لتقاسم املسؤوليات وتبادل إلالتزامات من أجل تنفيذ املشاريع والبرامج‬

‫‪ 124‬الفصل ‪ 43‬من الدستور نص على ما يلي‪" :‬تعمل السلطات العمومية على إحداث هيئات للتشاور‪ ،‬قصد إشراك مختلف الفاعلين االجتماعيين في‬
‫إعداد السياسات العمومية و تفعيلها و تنفيذها و تقييمها‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫عز العرب العناني‪ :‬الديمقراطية التشاركية أو حكامة المساهمة في المجهود التنموي المحلي ‪:‬رهانات وتحديات الفاعل الجمعوي"‪ ،‬المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ 120‬يناير ‪ -‬فبراير ‪ ، 2015‬ص ‪. 115‬‬

‫‪99‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫التنموية‪ ،‬والدور املهم الذي أصبح يقوم به املجتمع املدني يفرض أوال ضبط مفاهيم خاصة‬
‫تحدد املقصود باملجتمع املدني‪ ،‬فبالرجوع إلى التعريف الذي قدمه البنك الدولي "بأن املجتمع‬
‫املدني هو مجموعة من املنظمات التطوعية التي تمأل املجال العام بين ألاسرة والدولة‪ ،‬والتي‬
‫تعمل لتحقيق املصالح املادية واملعنوية ألفرادها وذلك في إطار إلالتزام بقيم ومعايير إلاحترام‬
‫والتراض ي والتسامح والقبول بالتعديدية وإلادارة السليمة للخالفات والنزاعات‪ ،‬أما الري‬
‫دياموند فيعرف املجتمع املدني على أنه " حياة اجتماعية منظمة تعتمد على مبادئ إلادارة‬
‫والدعم الذاتي وإلاستقاللية عن جهاز الدولة وتخضع هذا املجتمع إلى نظام قانوني أو‬
‫مجموعة من القوانين وإلالتزامات املشتركة‪.126‬‬

‫والحديث عن دور املجتمع املدني في إعداد وتتبع وتقييم السياسات العمومية الترابية‬
‫يجد تبريره في الدور الذي أصبحت تضطلع به مكونات املجتمع املدني املهتمة بالتنمية داخل‬
‫الجماعات الترابية‪ ،127‬ففي ظل إشكالية التنمية املحلية وإشكالية البحث عن وسائل تمويلها‬
‫تجد هذه الجماعات نفسها في وضع ال تحسد عليه‪ ،‬إذ لم تستطيع أغلبيتها من تنفيذ‬
‫سياساتها العمومية وتلبية أهدافها التنموية‪ ،‬وأمام هذا الوضع املتسم بعدم قدرة الجماعات‬
‫الترابية على القيام بمهامها التنموية بشكل كامل‪ ،‬برزت أهمية املجتمع املدني من خالل قيامها‬
‫بالعديد من البرامج واملشاريع التي سعت من ورائها إلى تحسين الوضعية إلاقتصادية‬
‫وإلاجتماعية للمجال الترابي‪ .128‬حيث يقوم املجتمع املدني باإلعتماد على طاقاتها البشرية‬
‫املؤهلة‪ ،‬في إطار نوع من العمل التشاركي بالتنسيق مع املجالس املحلية وممثل وزارة الداخلية‪،‬‬
‫بوضع قائمة الحاجيات امللحة لهذه الجماعات املتواجدة بها وبتعبئة املوارد املالية الالزمة‬
‫لتلبية هذه الحاجيات‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫العوادي هبة‪ :‬المجتمع المدني والحكامة المحلية‪ ،‬المجلة المغربية للسياسات العمومية ‪ ،‬العدد ‪ ، 14‬سنة ‪ ، 2015‬ص‪. 249‬‬
‫‪127‬‬
‫الفصل ‪ 139‬من دستور المملكة‪ :‬تضع مجالس الجهات‪ ،‬والجماعات الترابية األخرى‪ ،‬آليات تشاركية للحوار والتشاور‪ ،‬لتيسير مساهمة‬
‫المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج التنمية وتتبعها‪. "....‬‬
‫‪128‬‬
‫أحمد غزال ‪ :‬جمعيات المجتمع المدني كفاعل جديد بالجماعات القروية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ 120‬يناير ‪ -‬فبراير‬
‫‪ ،2015‬ص ‪. 137‬‬

‫‪100‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫و باإلضافة إلى الدور التشريعي الذي خص به املشرع املجتمع املدني من خالل الفصل‬
‫‪" 04‬للمواطنين واملواطنات‪ ،‬ضمن شروط وكيفيات يحددها قانون تنظيمي‪ ،‬الحق في تقديم‬
‫اقتراحات في مجال التشريع"‪ .‬كما نص الفصل ‪ 07‬كذلك على حق املواطن في تقديم‬
‫عرائض إلى السلطات العمومية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك نص الدستور الجديد على دور املجتمع‬
‫املدني في التنمية من خالل إحداث آليات تشاركية للحوار والتشاور للمساهمة في إعداد‬
‫برامج التنمية وتتبعها وإمكانية تقديم عرائض على املستوى املحلي الهدف منها مطالبة‬
‫املجلس بإدراج نقطة تدخل في اختصاصاته ضمن جدول أعماله ويظهر ذلك جليا من‬
‫خالل املادة ‪ 027‬التي جاء فيها‪" :‬تضع مجالس الجهات‪ ،‬والجماعات الترابية آليات تشاركية‬
‫للحوار والتشاور لتيسير مساهمة املواطنات واملواطنين والجمعيات في إعداد برامج التنمية‬
‫وتتبعها‪ .‬كما أن مأسسة إطارات مستدیمة للحوار ‪،‬و للتفاوض و إشراك ھیئات املجتمع املدني‬
‫في اتخاذ القرار العمومي‪ ،‬تعتبر عوامل حاسمة في التقلیل من فرص اللجوء إلى مختلف‬
‫ألاشكال الاحتجاجیة‪.‬‬

‫إن إشراك املجتمع املدني في عملیة اتخاذ القرار العمومي لیس فقط ھو رفض‬
‫لالختیارات‪ ،‬والبدائل السلطویة‪ ،‬و لكن ھو بصفة أولى تحدید حقیقي لالختیارات و بحث‬
‫صائب و متوازن للتوجھات الكبرى للدولة‪ ،‬فنكون بھذا قد انتقلنا من املواطن املستفید إلى‬
‫املواطن الفاعل‪ ،‬وھنا البد من التأكید على إمكانیة الاستفادة من التجارب املقارنة‪ ،‬التي‬
‫وضعت و مكنت املجتمع املدني من املشاركة في اتخاذ القرارات العمومیة ‪،‬ففي بریطانیا ومند‬
‫عام ‪ 2000‬م تم إصدار مجموعة من الوثائق و مبادئ للعمل تنظم كیفیة التشاور و تحدد‬
‫إعداد القرارات ‪ ،‬والتمویالت و غيرھا‪.129‬‬

‫‪ 129‬هويدا عدلى ‪ ،‬إحياء العقد االجتماعي‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬عدد ‪ ،174‬أكتوبر ‪ ، 2008‬ص ‪. 6‬‬

‫‪101‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املبحث الثاني‪ :‬آليات الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام الترابي‬


‫الحكامة املحلية هي مختلف إلامكانيات وآلاليات التي من خاللها يمكن للمنتخبين‬
‫املحليين ترشيد وعقلنة تدبير الشأن العام الترابي بشكل عام‪ ،‬وكذا مأسسة الفعل والقرار‬
‫إلاداري الترابي‪ ،‬وتدبير املوارد البشرية املحلية بشكل خاص‪.130‬‬

‫وتتعلق الحكامة املحلية إذن بمجموع التقنيات وألادوات التدبيرية التي تسعى إلى‬
‫ترشيد النظام إلاداري واملالي والبشري بهدف تحقيق أقص ى النتائج من خالل التركيز على‬
‫مبادئ املرونة والشمولية واملصداقية واعتماد مقاربات لتطوير أداء التدبير الترابي (املطلب‬
‫ألاول)‪ ،‬وهكذا فالحكامة املحلية تمكن املنتخبين املحليين من إعادة بناء مفهوم السلطة‬
‫والحكم على أسس ومبادئ النجاعة وألاداء‪ ،‬وإعمال أدوات وتقنيات عصرية ملراقبة املالية‬
‫الترابية على أساس الفعالية والجودة (املطلب الثاني)‪.131‬‬

‫وعلى هذا ألاساس ال يمكن أن تقوم الجماعات الترابية بهذا الدور إال باعتماد مقاربة‬
‫تنموية في بعدها الشمولي‪ ،‬والتي ترتكز على مختلف املبادئ واملقومات ألاساسية التي تقوم‬
‫عليها الحكامة املحلية‪.‬‬

‫‪ 130‬كريم لحرش ورشيد السعيد‪ :‬الحكامة الجيدة بالمغرب‪ ،‬ص ‪38‬‬


‫‪131‬‬
‫حليمة الهادف‪ :‬التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس كلية الحقوق‬
‫والعوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – اكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2012-2011‬ص ‪.225‬‬

‫‪102‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املطلب ألاول‪ :‬الحكامة الترابية كآلية لتفعيل السياسات العامة‬


‫الترابية‬
‫يعتبر التدبير املحلي أرضية مناسبة لتطوير طرق التدبير التقليدية للشأن العام املحلي‪،‬‬
‫فتطبيق املقاربة التدبيرية على هذا املستوى أصبح ضروريا لتمكين الجماعات املحلية من‬
‫آلاليات الكفيلة بتحقيق دورها التنموي‪ ،132‬خصوصا وأن إلادارة املغربية تعاني من عدة‬
‫إختالالت إستراتيجية بنيوية ووظيفية‪ ،‬وتتمثل أساسا في غياب الرؤيا إلاستراتيجية والتواصل‬
‫وانعدام الشفافية وتفش ي سلوك الفساد والتبذير والترامي على املال العام‪ ،‬ثم في عراقيل‬
‫مسطرية في اتخاذ القرارات ووضع إلاجراءات واملساطر‪ ،‬وهو ألامر الذي يتنافي مع طبيعة‬
‫الحكامة الترابية الجيدة ويحد من فعاليتها ونجاعتها‪.‬‬

‫وبالتالي يجب الاعتماد على آليات جديدة نوعية من أجل الارتقاء بالعمل الجماعي إلى‬
‫املستوى املطلوب‪ ،‬ويمكن إلاشارة على وجه الخصوص إلى مبادئ الحكامة الترابية كآلية‬
‫املقاربة الترابية التي تقوم على إبراز أهمية املجال الترابي في التنمية املحلية املستدامة (الفرع‬
‫ألاول)‪ ،‬إضافة كذلك إلى الشفافية وآلية التواصل والتسويق اللذان يعتبران من أهم‬
‫آلاليات التي يقوم عليها تطوير الفعل الترابي والارتقاء باملجال الترابي عامة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬مبادئ الحكامة الترابية‬


‫يعتبر التدبير الترابي مجاال خصبا يمنح فرصا لتطوير طرق التدبير التقليدية للشأن‬
‫العام املحلي‪ ،‬فتطبيق املقاربة التدبيرية على هذا املستوى أصبح ضروريا لتمكين الجماعات‬
‫الترابية من آلاليات الكفيلة بتحقيق دورها التنموي‪ ،‬وبالتالي يجب الاعتماد على آليات جديدة‬
‫نوعية من أجل الارتقاء بالعمل الترابي إلى املستوى املطلوب‪ ،‬هذا إضافة إلى ترسيخ الحكامة‬

‫‪ 132‬بهيجة هسكر‪ :‬الجماعة المقاولة بالمغرب (األسس‪ ،‬المقومات والرهانات)‪ ،‬سلسلة الالمركزية واإلدارة المحلية‪ ،‬الطيع طوب بريس‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ط ‪ ، 2010 ،1‬ص ‪.4‬‬

‫‪103‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املحلية من خالل إتباع منهجا وصيرورة تناسبية يتسم مجالها ليضم مضامين ومبادئ مختلفة‬
‫وأسس متنوعة‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬املقاربة الترابية‬

‫تطور الاهتمام أكثر باملجال الترابي في القرن الحالي وأصبح قرن املدن والتراب املحلي‬
‫وإلاقليم‪ ،‬كما كان القرن العشرين قرن املقاوالت والدول‪ .‬فاملجال الترابي سيشكل ال محالة‬
‫مستقبال حجر الزاوية للحكامة‪ .‬فالتراب هو الوعاء ألامثل لتحديد فلسفة الحكامة وتقويتها‬
‫في الحدود الخاصة وفي إطار تحديد فلسفة الحكامة الترابية‪.133‬‬

‫فالتراب املحلي يشكل ال محالة في املستقبل حجر الزاوية للحكامة‪ ،‬بحيث أن تدبير‬
‫الشأن العام املحلي من القضايا العاملية الراهنة فكل املجتمعات تتطلع إلى تحقيق املزيد‬
‫من التطور وإلاصالحات في مجال تدبير شؤونها املحلية لتعزيز سلطات ومهام املنتخبين‬
‫املحليين‪ ،134‬ويتضح أن تطبيق نظام التدبير الترابي في دولة ما يهدف إلى تحقيق عدة‬
‫أهداف كتنمية املجال الترابي وخدمة إلانسان املحلي وتدعيم قدرات الدولة في توطيد‬
‫عالقتها بجميع مكوناتها‪.‬‬

‫ويهدف التدبير الترابي إلى تحقيق التوازن داخل الدولة‪ ،‬نظرا الزدياد أعباء إلادارة‬
‫املركزية وتنوعها ومن ثم فان قيام إلادارة املحلية من شانه أن يقصر دور الدولة أو إلادارة‬
‫املركزية على مهام التخطيط واملتابعة والتوجيه وإدارة املرافق العمومية الوطنية السيادية‬
‫أو املرافق إلاستراتيجية إضافة إلى املشاريع الكبرى‪ .‬أما فيما يتعلق بإشباع الحاجات العامة‬
‫للمواطنين على املستوى الترابي‪ ،‬فيناط مهمة تدبيرها إلى املرافق العمومية املحلية تدار من‬
‫طرف ألاجهزة أو املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬

‫‪ 133‬حليمة الهادف‪ :‬التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪134‬‬
‫حليمة الهادف‪ :‬التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬

‫‪104‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫وتبرز أهمية هذا التطبيق في مختلف مجاالت التدخل في تدبير الشأن العام الترابي‬
‫التي لها عالقة مباشرة باملستوى السياس ي واملتجلي أساسا في التعددية في تدبير الشأن‬
‫العام على املستوى املحلي‪ ،‬وهذه التعددية تتمثل في توزيع السلطة بين الجماعات الترابية‬
‫والدولة ومختلف املصالح املختصة‪ ،‬فالجماعات الترابية من بين أهم ألادوات التي تشارك‬
‫الدولة في تحمل ألاعباء خاصة على املستوى املحلي‪ .‬وبالتالي يتم إشراكها في اتخاذ القرارات‬
‫التي تتيح للوحدات الترابية نفوذ أقوى للمشاركة في صنع وتنفيذ السياسات العامة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مبدأ إلاستطراد‬

‫يقوم هذا املبدأ على ضرورة تجاوز التعارض الكالسيكي بين املقاربة املركزة حيث‬
‫املشروعية السياسية تنبع باسم الوحدة من ألاعلى وان السلطة يتم تفويضها عبر‬
‫الالمركزية والالتمركز لصالح السلطات املحلية املستقلة تقريبا من جهة‪ ،‬واملقاربة‬
‫الفيدرالية التي تقتض ي أن السلطة تنبع من ألاسفل يعني السكان وممثليهم املحليين وان‬
‫هذه السلطة التي يمكن الرجوع فيها مبدئيا تمنح لصالح املستوى الفيدرالي فيما يتعلق‬
‫بالقضايا التي ال يمكن للمجموعات املحلية أن تباشرها لوحدها من جهة أخرى‪.135‬‬

‫ويمزج هذا املبدأ بين ثالثة عناصر أساسية‪:136‬‬

‫أوال‪ :‬تتقاسم مختلف مستويات الحكامة مسؤولية مشتركة‪ ،‬فاألساس ال يمكن في‬
‫معرفة الطريقة التي سيدبر كل واحد مشاكل اختصاصه بمعزل عن آلاخرين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬يجب على كل تراب أن يبتكر ألاجوبة النوعية واملحددة واملالئمة ملبادئ رئيسية‬
‫تحدد باإلجماع وهذه الفكرة التي تؤكدها عدة أمثلة تقض ي بان املجتمعات لها تحديات‬
‫مشتركة تجسد الوحدة في حين أن الحلول املطابقة واملالئمة تتميز في كل حالة بالخصوصية‬
‫والنوعية وهذا ما يترجم التنوع والاختالف‪.‬‬

‫‪ 135‬محمد اليعقوبي‪ :‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب‪ ،‬فنون الطباعة واإلشهار‪ ،‬فاس‪ ،‬ط ‪ ،2005 ،1‬ص ‪.182‬‬
‫‪136‬‬
‫محمد اليعقوبي‪ :‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬

‫‪105‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ثالثا‪ :‬ليست هناك أي مجموعة تمتلك السيادة املطلقة فوق تراب ما‪ ،‬فكل مجموعة‬
‫هي في نفس الوقت مسيرة ومسؤولة عن هذا التسيير أمام املستويات ألاخرى واملجتمع‬
‫الدولي‪.‬‬

‫هذا املبدأ تم التنصيص عليه في املادة ‪ 7‬من معاهدة الاتحاد ألاوروبي‪ ،‬يبدو جنبا إلى‬
‫جنب مع اثنين من املبادئ ألاخرى أنفسهم تعتبر أيضا ضرورية لصنع القرار‪ :‬مبادئ‬
‫التخصيص والتناسب‪ ،‬وقد عززت معاهدة لشبونة بشكل ملحوظ مبدأ الاستطراد من‬
‫خالل طرح عدة آليات الرقابة لضمان حسن تطبيقه‪.‬‬

‫مبدأ الاستطراد هو تحديد املستوى ألاكثر مالئمة للتدخل في مجاالت اختصاص‬


‫مشتركة بين القمة وألاسفل كما هو الحال في الاتحاد ألاوروبي ودول الاتحاد‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يكون هذا العمل في أوروبا‪ ،‬وطنية أو محلية‪ .‬في جميع الحاالت‪ ،‬وال يمكن لالتحاد ألاوروبي‬
‫التدخل إال إذا كان قادرا على التصرف بشكل أكثر فعالية من دول الاتحاد ألاوروبي في‬
‫املستوى الوطني أو املحلي لكل منها‪.137‬‬

‫ويهدف مبدأ الاستطراد أيضا لجعل الدولة أكثر قربا ملواطنيها من خالل ضمان البت‬
‫على املستوى املحلي عند الضرورة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فان هذا املبدأ ال يعني أن يكون العمل دائما‬
‫على املستوى ألاقرب إلى املواطن‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬اعتماد مقاربة النوع‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬مشاركة املرأة في صناعة القرار الترابي‬

‫يشكل الاهتمام بمشاركة املرأة في الحياة السياسية وفي صنع القرار الترابي جانبا مهما‬
‫من الاهتمام العالمي‪ ،‬وهو أمر يأتي من منطق الترابط الوثيق بين تنمية املرأة والنجاح في‬
‫تحقيق التنمية البشرية التي هي صلب اهتمام التدبير الترابي‪ .‬والاهتمام بدور املرأة كعنصر‬

‫‪137‬‬
‫‪Le principe de subsidiarité : publier sur le site web « http://eur-lex.europa.eu/legal-content », le 03/09/2015 ,‬‬
‫‪Vu le 03/07/2016.‬‬

‫‪106‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫مهم والدعامة ألاساسية لجهود التنمية باعتبارها نصف املوارد البشرية املحلية هو احسن‬
‫وسيلة لالرتقاء بصناعة القرار الترابي‪.‬‬

‫وتهدف هذه املقاربة إلى إيجاد الحلول املمكنة ملشاركة وولوج املرأة إلى الحياة‬
‫السياسية وتمثيليتها في املجالس الجماعية الترابية‪ ،‬وهي إلاشكالية التي كانت محط اهتمام‬
‫الجمعيات النسائية واملرأة عموما واملرتبطة بتطبيق نظام الكوطا تنفيذا ملا جاء به‬
‫الدستور الجديد لسنة ‪ ،1382011‬والذي يعني التمييز الايجابي للمرأة لتعزيز مشاركتها‬
‫السياسية عن طريق تخصيص مقاعد للنساء في املجالس املحلية كما في التمثيلية البرملانية‬
‫وفي املسؤولية الوطنية عموما‪.‬‬

‫وقد توجت كل املجهودات من اجل الرفع من مكانة املرأة في تدبير الشأن العام الترابي‬
‫في الاستحقاقات الانتخابية ل ‪ 12‬يونيو ‪ 2009‬اعتمادا على إحداث دائرة إضافية موجهة‬
‫للنساء على مستوى كل جماعة حضرية أو قروية أو مقاطعة‪ ،‬فعل املستوى التدبيري‬
‫تمكنت املرأة من احتالل مكانة هامة بانتخابها على مستوى رئاسة العديد من‬
‫الجماعات‪ ،139‬ولم يقف ألامر إلى هذا الحد بل تعداه إلى تقليد مناصب عليا على املستوى‬
‫التراب كما هو الحال بالنسبة للوالي زينب العدوي على مستوى جهة سوس ماسة درعة‪.‬‬

‫جاء الدستور الجديد ليتضمن مجموعة من املستجدات املعززة للتمثيلية السياسية‬


‫للنساء محليا وجهويا وخاصة املساواة بين الرجل واملرأة في الحقوق والحريات املدنية‬
‫والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية"‪ ،‬فرفع نسبة مشاركة النساء في‬
‫أجهزة القرار السياس ي على املستويين املحلي والجهوي وتعزيز املشاركة السياسية لهذه الفئة‬

‫‪ 138‬الفصل ‪ ، 6‬وكذلك الفصل ‪ 19‬من دستور ‪ 2011‬الذي نص على ما يلي‪:‬‬

‫يتمتع الرجل والمرأة‪ ،‬على قدم المساواة‪ ،‬بالحقوق والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪،‬الواردة في‬ ‫‪‬‬
‫هذا الباب من الدستور‪ ،‬وفي مقتضياته األخرى‪ ،‬وكذا في االتفاقيات والمواثيق الدولية‪ ،‬كما صادق عليها المغرب‪ ،‬وكل ذلك في نطاق‬
‫أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها‪.‬‬
‫تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء‪ .‬وتُحدث لهذه الغاية‪ ،‬هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪139‬‬
‫حليمة الهادف‪ :‬التدبير العمومي المحلي وإشكالية الحديث‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية اكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2012/2011‬ص ‪.272‬‬

‫‪107‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫في املؤسسات املنتخبة محليا‪ ،‬ومشاركتها في صياغة القرار املحلي‪ ،‬لن تتحقق إال عبر إدماج‬
‫مقاربة النوع في مجموع السياسات املحلية والجهوية من اجل الحد من الفوارق بين‬
‫الجنسين في مجاالت الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية‪.140‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬أورد البحث الذي أجرته املديرية العامة للجماعات املحلية املساهمة‬
‫النوعية للنساء املنتخبات في تحسين الحياة اليومية للسكان إذ يولين اهتماما أكبر للقضايا‬
‫املتعلقة باألمن‪ ،‬والبنيات التحتية ألاساسية‪ ،‬والصحة‪ ،‬ورياض ألاطفال‪ ،‬ومجانية التجهيزات‬
‫الجماعية‪ ،‬وتكييف وثائر الزمن املدرس ي وساعات العمل الخ ‪ .‬كما أن للمنتخبات عالقة أقرب‬
‫بالسكان( يدخلن البيوت ويلتقين باألسر بسهولة أكبر ‪).‬إن هذا التواجد يتجلى عموما في طرح‬
‫قضايا جديدة على جدول أعمال املجالس املحلية وأيضا في تطوير تعبير نقدي حول سير‬
‫املجالس بما في ذلك العالقة باملال وبتدبير الزمن‪.141‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬مشاركة الشباب في صناعة القرار الترابي‬

‫املجتمع املغربي عبارة عن بنية شابة سريعة التكاثر تميزت بالعزوف عن املشاركة‬
‫السياسية والقطيعة مع كل ما يتعلق باملجال السياس ي كرد فعل ونتيجة لعدة عوامل‬
‫أهمها‪ :‬فساد النخبة السياسية املحلية وعدم جدواها وجديتها في التعامل مع القضايا‬
‫واملشاكل املحلية وخاصة مشاكل الشباب على مستوى الشغل‪ ،‬وتغييبها أو عدم إشراكها‬
‫وإقصائها في القرار الترابي بسبب كما قلت سيطرة النخب وألاعيان ذوي النفوذ على‬
‫مجريات العملية السياسية الوطنية واملحلية‪.‬‬

‫إن أغلبية الشباب املغربي ال تتواجد قرب منبع صنع القرار السياس ي وبالتالي تبدو‬
‫الحاجة إلى استدعاء املقاربة املجالية‪ ،‬فاملطلوب اليوم هو اعتماد الديمقراطية التشاركية‬
‫املحلية من اجل التأثير املباشر أو الغير مباشر في عملية صنع والتأثير في القرارات أو‬
‫السياسات العمومية الترابية من خالل اقتسام السلطة مع املنتخبين في مختلف املواقع‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫اللجنة االستشارية للجهوية‪ :‬الكتاب الثاني "تقرير موضوعاتية"‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪141‬‬
‫اللجنة االستشارية للجهوية‪ :‬الكتاب الثاني "تقرير موضوعاتية"‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪108‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الن للشباب دور أساس ي في عملية التنمية ونالحظ ذلك من خالل العمل الجمعوي‪ ،‬إذ أن‬
‫اغلب الشباب هم املسؤولون عن الجمعيات وعن املبادرات الخيرية والتنموية وفي توعية‬
‫املجتمع وهذا واضح في املبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪.‬‬

‫وفي السنوات ألاخيرة كانت هناك عدة مبادرات من طرف السلطة السياسية تروم‬
‫تشجيع الشباب على الانخراط واملشاركة في كل الاستحقاقات الانتخابية‪ ،‬وكان من أبرزها‬
‫القرار امللكي بتخفيض سن الشباب إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ثم ما جاء به الدستور الجديد لسنة‬
‫‪ ،2011‬من خالل التنصيص على دسترة املجلس الاستشاري للشباب‪ ،142‬ثم الالئحة‬
‫الوطنية عبر تخصيص نسبة للشباب أو ما يعرف بنظام الكوطا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آليات ترسيخ الحكامة الترابية الجيدة‬


‫تعتبر الحكامة الترابية كنظام إدارة الفعل العمومي الترابي‪ ،‬من خالل الوصول إلى‬
‫تدبير جيد ومعقلن‪ ،‬وفي وقت معقول وبأقل تكلفة‪ ،‬وفي ظل النجاعة وسرعة ألاداء اللذان‬
‫يعتبران من مقومات التدبير العمومي الحديث‪ .‬فآليات لحكامة الترابية ستساعد ال محالة‬
‫في جعل املجال الترابي فضاء يمكن من خالله تحقيق ما هو مستعص على املستوى‬
‫الوطني‪ ،‬بحيث انه يمكن الانطالق من القاعدة إلى القمة في بناء وتحقيق ألاهداف التي‬
‫تسعى الدولة إلى تحقيقها‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬التسويق الترابي والتواصل مع املحيط الخارجي للجماعات‬


‫الترابية‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬التسويق الترابي‬

‫يمكن تعريف التسويق الترابي بأنه "مجموع ألانشطة التي يقوم بها الخواص أو‬
‫الجماعات نفسها بغاية توسيع شبكة الوحدات إلاقتصادية املتواجدة بالجماعة عبر جلب‬

‫‪ 142‬الفصل ‪ 170‬من الدستور "يعتبر المجلس االستشاري للشباب والعمل الجمعوي‪،‬المحدث بموجب الفصل ‪ 33‬من هذا الدستور‪،‬هيئة استشارية في‬
‫ميادين حماية الشباب والنهوض بتطوير الحياة الجمعوية‪"....‬‬

‫‪109‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫أنشطة اقتصادية جديدة"‪ ،‬ويعرف بأنه منهجية تدبيرية حديثة لجلب املقاوالت لتراب‬
‫الجماعة وكذا تسهيل أنشطة املقاوالت وتسويق صورة جيدة عن الجماعة املعنية باألمر سواء‬
‫كانت جماعة حضرية أو قروية‪ ،‬وهو يساعد على وضع إستراتيجية تنموية وتشكيل شخصية‬
‫اقتصادية للجماعة‪.143‬‬

‫يهدف التسويق الترابي إلى التعريف بمختلف املقومات وإلامكانيات التي يزخر بها املجال‬
‫والفرص املمكنة واملتاحة لالستثمار‪ ،‬غير أن نجاح إستراتيجية التسويق وضمان تنافسية‬
‫املجال تتطلب مجموعة من الشروط املوضوعية التي توفر محيطا للمقاولة وترتكز باألساس‬
‫على امتيازات جبائية تحفيزية وقوانين استثمارية مشجعة وبنيات لالستقبال والتي من شأنها‬
‫أن تقنع املنشآت إلانتاجية املتواجدة به باالستمرار في ممارسة نشاطها عليه وإغراء غيرها‬
‫باختياره كمركز الستيطانها‪.144‬‬

‫فالتسويق يجعل من التراب سواء كان مدينة أو جماعة ترابية بضاعة يمكن إخضاعها‬
‫لقواعد وميكانيزمات السوق بإدخال بعض املفاهيم كعوامل الجذب والجودة وإلاشهار‬
‫واملنتوج بهدف تحسين العرض الترابي وتطوير تموقعه داخل ألاسواق التنافسية وفق‬
‫إستراتيجية شمولية تكرس وظيفة املجال التنموية دون التنكر ألبعاده الحضارية وإلانسانية‬
‫والثقافية والبيئية‪ .145‬فالجماعات الترابية باعتمادها على مبادئ التسويق تكرس نهجها‬
‫املقاوالتي من خالل تعاملها مع التراب كمنتوج قابل للعرض واستقطاب املزيد من املقاوالت‬
‫التي أخذت البعد الترابي في صلب استراتيجياتها إلانتاجية‪ ،‬لضمان وجود قوة هيكلية تدعم‬
‫تنافسيتها فتفوق منشأة إنتاجية ما‪ ،‬لم يعد رهين بعوامل ذاتية تتعلق بالتنظيم الجديد‬
‫لعناصر إلانتاج ‪ ،‬واللجوء إلى استخدام مناهج التدبير الحديثة مثال بل أصبح يعود في جزء‬

‫‪ 143‬نجيب المصمودي‪ :‬التسويق الترابي ورهان التنمية المحلية المندمجة بالمغرب) المقومات ‪ -‬التحديات – الرهانات)‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‬
‫في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق طنجة‪ ،‬سنة ‪ ،2013-2012‬ص ‪.5‬‬
‫‪ 144‬عبد الكبير يحيا‪ :‬تقسيم التراب و السياسة الجهوية بالمغرب" نحو اعتماد جهوية سياسية" ‪ ،‬منشورات م‪ .‬م‪.‬إ‪.‬ت‪ ،‬سلسلة مؤلفات و أعمال‬
‫جامعية ‪ ،‬عدد ‪ ،2010 ، 84‬ص‪. 252‬‬
‫‪145‬‬
‫ياسين األندلوسي بندحمان‪ :‬حكامة التسويق الترابي و إشكاليات التدبير المجالي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫بطنجة ‪ ،2010-2009‬ص ‪.12‬‬

‫‪110‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫كبير منه إلى خصائص التراب الذي تتواجد به‪ ،‬وطبيعة الامتيازات التي يقدمها لها باملقارنة مع‬
‫غيره من املجاالت سواء الجهوية أو الوطنية أو الدولية‪.146‬‬

‫وبالتالي فالجماعات املحلية يجب أن تقتنع بضرورة الاعتماد على تقنية التسويق الترابي‬
‫باعتبارها دعامة أساسية لسياستها التنموية‪ ،‬حيث أنه بموجب هذه التقنية ستتمكن من‬
‫تحسبين صورتها على املستويين الداخلي والخارجي والتموقع في سوق املنافسة‪ .‬الن توسيع‬
‫التزامات الدولة ومحدودية دورها أدى إلى اعتماد سياسات عمومية ترابية تعطبي ألاولوية‬
‫للفاعلين املحليين‪ ،‬فأصبحت الجماعات املحلية املغربية على سبيل املثال مضطرة إلى البحث‬
‫عن صيغ وأشكال في ميدان التعاون الالمركزي الدولي ‪.‬مما يعني أنها مدعوة إلنتهاز الفرصة‬
‫لتسويق صورتها على املستوى العالمي‪ ،‬خاصة أن التسويق الترابي هنا يصبح له طابع‬
‫مؤسساتي‪ ،‬ويتوقف ذلك على القدرة التفاوضية وإلانجازية للمجالس املنتخبة‪ .‬وكذلك قدراتها‬
‫في مجال إعداد وتصور وتنفيذ وتقييم املشاريع التنموية من أجل تدبير أفضل للسياسات‬
‫العمومية الترابية‪.147‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬التواصل‬

‫إن مبادئ الحكامة الجيدة تفرض إقامة تواصل دائم بين املسؤولين واملوظفين وألاعوان‬
‫املحليين من جهة وبين الرؤساء واملواطنين من جهة أخرى‪ .‬فاإلنفتاح ال يتحقق بدون تواصل‬
‫يسمح بنقل وتوصيل املعلومات في إلاتجاهين‪ ،‬نقل تضطلع به وسائل إلاتصال التي تمكن كل‬
‫طرف من إبراز مواقفه وقناعاته وتصوراته في موضوع من املواضيع املحلية والتعرف باملقابل‬
‫على القناعات والتصورات ألاخرى‪ .148‬وإذا كان توسيع العالقة بين املسؤولين واملوظفين سوف‬
‫يزيد من دون شبك في مردوديتهم وإنتاجاتهم‪ ،‬وذلك من خلل إلاطالع على مشاكلهم وإكراهاتهم‬

‫‪ 146‬عبد الكبير يحيا‪ :‬تقسيم التراب و السياسة الجهوية بالمغرب" نحو اعتماد جهوية سياسية" ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 252‬‬
‫‪147‬‬
‫عبد الحافظ أدمينو‪ :‬قراءة في تجربة التعاون الالمركزي للتنمية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ، 86‬ماي– يونيو ‪ ،2009‬ص‬
‫‪.56‬‬
‫‪ 148‬سعيد الميري‪ :‬التدبير اإلقتصادي للجماعات المحلية بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة محمد الخامس– السويسي – كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – الرباط‪ ،2007 - 2006 ،‬ص ‪. 537‬‬

‫‪111‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ومن ثمة محاولة حلها‪ ،‬فإن التواصل الخارجي سوف يرسخ لثقافة جديدة سمتها الساسة‬
‫الثقة وتكريس الديمقراطية املحلية‪.‬‬

‫وفي هذا إلاطار فإن املجالس الترابية تتوفر على عدة طرق للتواصل مع املواطنين إما‬
‫بشكل غير مباشر عبر إلاذاعة والتلفزة والجرائد واملجالت والدوريات وكذلك وضع ملصقات‬
‫في أماكن مخصصة لإلعالن والتبليغ داخل الجماعات الترابية قصد استقصاء آراء‬
‫املواطنين حول برنامج أو سياسة عمومية معينة كما هو الشأن للدول الغربية‪ ،‬أو بطريقة‬
‫مباشرة أي إلاتصال املباشر بالسكان املحليين‪ ،‬إما داخل الجماعة أو خارجها وذلك بتنظيم‬
‫لقاءات دورية منتظمة لتدارس مشاكل السكان وإكراهاتهم والصعوبات التي يواجهونها لولوج‬
‫مرافق الجماعة‪ ،‬وكذا التعرف على طموحاتهم وتطلعاتهم ومحاولة برمجتها وإخراجها إلى حيز‬
‫الوجود‪.149‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إعتماد الشفافية ودعم أخالقيات التدبير على املستوى الترابي‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬إعتماد الشفافية‬

‫تعني الشفافية توفر املعلومات في وقتها‪ ،‬وإفساح املجال أمام الجميع لإلطالع على‬
‫املعلومات الضرورية‪ ،‬مما يساعد في اتخاذ القرارات الصائبة‪ ،‬وكبذلك من أجبل توسيع دائرة‬
‫املشاركة والرقابة واملحاسبة‪ ،‬ومن أجل التخفيف من الهدر ومحاربة الفساد‪.150‬‬

‫وتعتبر الشفافية خاصية من خصائص الحكامة‪ ،‬وعنصرا من العناصر التي يجب أن‬
‫يتأسس عليها التدبير الجيد للشأن العام الترابي‪ ،‬حيث يسمح هذا العنصر بإتاحة تدقيق‬
‫املعلومات‪ ،‬وسهولة الحصول عليها لكافة ألاطراف في املجتمع املحلي‪ ،‬وبالتالي تعزيز قدرة‬
‫املواطن املحلي على املشاركة في إعداد السياسات املحلية‪ ،‬كما أن مساءلة ألاجهزة املحلية‬
‫مرهون بقدر املعلومات املتاحة حول القوانين وإلاجراءات ونتائج العمال‪ ،‬ويتطلب هذا‬

‫‪ 149‬سعيد الميري ‪ :‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 538‬‬


‫‪ 150‬فتيحة بشطاوي‪ :‬الحكامة والتنمية مثال منظومة الرقابة والتدقيق على الصعيد المحلي‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد‪ ،‬عدد‬
‫مزدوج ‪ ،2010 ،14-13‬ص ‪.61‬‬

‫‪112‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫العنصر توفر الرغبة لدى ألاجهزة املحلية لخدمة ألاطراف املعنية وإلاستجابة ملطالبها‪ ،‬وترتبط‬
‫هذه إلاستجابة بدرجة املساءلة التي تستند إلى الشفافية وتوافر الثقة بين املواطن وممثليه‬
‫داخل هذه ألاجهزة‪ ،‬وإذا كان املفهوم الغربي ملبدأ الشفافية في إلادارات العمومية هو اعتبارها‬
‫بمثابة صناديق من زجاج تتيح للمواطنين تتبع بوضوح طريقة تسيير الشأن العام املحلي من‬
‫قبل املسؤولين‪ ،‬ومن ثمة مراقبتها وتقييمها فيما بعد والوصول إلى نتائج معينة يمكن الوقوف‬
‫عليها في املحطات إلانتخابية‪ ،‬فال زالت هذه املعطيات غائبة في الشفافية التدبيرية املغربية‪،‬‬
‫حيث أن املواطن مازال خاضع للسلطة العمومية‪ ،‬في حين أن الصواب واملنطق يؤكد أن تكون‬
‫إلادارة هي الخاضعة لسلطة رئيسها ومتأثرة بتوجهاته‪.151‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬دعم أخالقيات التدبير الترابي‬

‫إن الفساد إلاداري إدا تداعى في منظومة التدبير العمومي يؤدي إلى إضعاف السلطة‬
‫املعنوية ألاخالقية داخل املجتمع‪ ،‬بحيث يؤدي إلى تسيب في إتخاذ القرار على حساب التالعب‬
‫أو التحايل على النصوص القانونية وهنا نتحدث عن عدم فاعلية القرار املتخذ‪ ،‬كما أنه يؤثر‬
‫بشكل مباشر على النسق القيمي والسلوكي داخل املرفق العام‪ ،‬ومنتم في املجتمع عموما مما‬
‫يؤثر على باقي كافة ألانساق ألاخرى إلاقتصادية و وإلاجتماعية والسياسية‪.152‬‬

‫فاملغرب على املستوى الدولي منخرط كليا في تخليق إلادارة والتدبير على حد سواء‪،‬‬
‫حيث صادق على إتفافية ألامم املتحدة ملكافحة الفساد بتاريخ ‪ 9‬ماي بنيويورك‪ ،153‬ويعتبر‬
‫الفصل الثالث من هذه إلاتفاقية أحد أهم الفصول املعنون "بالتجريم وإنفاذ القانون " والذي‬
‫تطرق ملختلف ألافعال الألخالقية وحث كل دول طرف على إتخاذ كل التدابير املمكنة‬
‫التشريعية أو غيرها ومن قبيل هذه ألافعال نجذ الرشوة واختالس املمتلكات واملتاجرة بالنفوذ‬
‫وإساءة إستغالل الوظائف‪ ،‬وإلاثراء غير املشروع‪ ،‬وإعاقة سير العدالة وغيرها من ألافعال‪.154‬‬
‫‪ 151‬سعيد الميري‪ :‬التدبير اإلقتصادي للجماعات المحلية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.537‬‬
‫‪ 152‬أسار فخري عبد اللطيف‪ :‬أثر األخالقيات الوظيفية في تقليص فرص الفساد اإلداري في الوظيفة الحكومية‪ ،‬مجلة علوم إنسانية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،29‬السنة الرابعة يوليو ‪ ، 2006‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 153‬ظهير شريف رقم ‪ 4-02-21‬صادر في ‪ 41‬من ذي القعدة ‪ 4111‬بنشر اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد الموقعة بنيويورك في ‪ 34‬أكتوبر‬
‫‪( 1003‬ج‪ .‬ر‪ .‬بتاريخ ‪ 1‬محرم ‪ 42 - 4111‬يناير‪.) 2008‬‬
‫‪154‬‬
‫اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد الموقعة بنيويورك في ‪ 34‬أكتوبر ‪ : 1003‬وقع المغرب على هذه االتفاقية بنيويورك في ‪ 1‬ماي‪. 2007‬‬

‫‪113‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫والرهان ألاساس ي هو أن ينتقل هذا الالتزام الكبير إلى املجال أو املستوى الترابي حيث‬
‫يظهر الفساد أكثر خصوصا على مستوى املدبرين‪ ،‬وخاصة النخبة املحلية التي تأتي عن‬
‫طريق صناديق الاقتراع‪ ،‬ونحن نعرف ما يصاحب هذه العملية وما ينتج عنها على املستوى‬
‫البعيد املتمثل في الوالية الانتخابية لهذه النخبة وما تمثله من ريع سياس ي وفساد أخالقي‪.‬‬

‫وكذلك ما يجب الاهتمام به أكثر هو تفعيل آليات التدبير على مستوى املجال الترابي‪،‬‬
‫ففي الوثيقة الدستورية نجد أن ألاخالقيات العامة حاضرة تحت ما يسميه الحكامة الجيدة‬
‫وبالضبط الباب الثاني عشر‪ ،‬حيث وضع مجموعة املقتضيات التي من شانها أن تساهم في‬
‫ترسيخ ثقافة ألاخالقيات العامة من خالل تفعيل املبادئ التي جاء بها من قبيل الكفاءة‬
‫واملساواة والشفافية وربط املسؤولية باملحاسبة‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية تطبيق مبادئ التدبير‬
‫املطبقة على مستوى املقاولة كالجودة والفعالية والفاعلية من اجل تحقيق ألاهداف‬
‫املتوخاة للوصول إلى إدارة القرب منتجة وإلى وإدارة ترابية مواطنة‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تطوير أنظمة وأدوات مراقبة املالية الترابية لتفعيل‬


‫السياسات العمومية الترابية‬
‫إن الارتقاء بالشأن العام الترابي ال يتوقف فقط على تطوير البنية القانونية في اتجاه‬
‫منح الجماعات الترابية اختصاصات واسعة وجعلها تتحمل مسؤوليات مهمة‪ ،‬وإنما يتطلب‬
‫ألامر تحقيق مجموعة من املتطلبات التي يستلزمها تدبير الشأن الترابي‪ ،‬وهو الاهتمام‬
‫بالحكامة املالية من خالل التعبئة الشاملة لكل الوسائل التي تتيح وتضبط املسؤوليات في‬
‫حالة حدوث إختالالت‪.155‬‬

‫فالجماعات الترابية يتوجب عليها وضع جميع إلاجراءات التي تمكنها من ضبط املالية‬
‫املحلية‪ ،‬بحيث أصبحت ملزمة تجاوز ألاساليب الكالسيكية التقليدية‪ ،‬وتفعيل تقنيات‬

‫‪155‬‬
‫نور الدين السعداني‪ :‬الجماعات الترابية بالمغرب بين توزيع االختصاصات التدبيرية وإكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية"‪ ،‬دار‬
‫السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط ‪ ،1‬سنة ‪ ، 2015‬ص ‪.106‬‬

‫‪114‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫وآليات املراقبة الحديثة كاإلفتحاص والتدقيق (الفرع ألاول)‪ ،‬ثم التقييم كإجراء الحق‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬آليات تدبير املالية املحلية في تفعيل السياسات العمومية‬


‫الترابية‬
‫يحتل العنصر املالي أهمية بالغة في تحقيق التنمية املحلية وذلك من خالل تعبئة‬
‫وتنسيق كل إلامكانيات واملوارد التي تتوفر عليها الجماعات الترابية‪ ،‬ولهذا ال بد من الاعتماد‬
‫على مقاربات وآليات تؤدي إلى تنمية املوارد الذاتية وتوظيفها بشكل عقالني وترشيد‬
‫استغاللها‪ ،156‬كآليات إلافتحاص والتقييم‪ ،‬وحتى يتم تخويل هذه الجماعات القدرة على‬
‫التدخل املباشر والغير مباشر في جميع املجاالت الاقتصادية والاجتماعية على السواء‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬سياسة التدقيق وإلافتحاص ودورها في تحسين التدبير الترابي‬

‫لقد شكلت فعالية تطبيق مناهج الفحص والتدقيق بالقطاع الخاص من خالل‬
‫مساعدتها للوحدات إلانتاجية على عقلنة وتدبير مواردها وتفعيل مسلسل اتخاذ القرار‪،‬‬
‫حافزا للمعنيين بتدبير الشأن العام على نقل هذه املناهج إلى مكونات القطاع العام‪ ،‬وذلك‬
‫في ظل بروز إكراهات جديدة أمام هذا القطاع لها عالقة بتنامي مطلب املردودية وجودة‬
‫الخدمة املقدمة للمواطن‪ ،‬في مقابل تقلص هامش التحرك لتدبير العالقة بين ازدياد‬
‫الحاجيات املعلنة وتراجع إلامكانات املالية املتوفرة‪ ،‬وإذا كان التدقيق قد ظهر استجابة‬
‫للحاجة إلى معلومات صحيحة وذات مصداقية في القطاع الخاص‪ ،‬فإن التوسع الذي عرفه‬
‫القطاع العام من حيث مجاالت تدخل ألاشخاص العامة التي لم تعد تقتصر على املجاالت‬
‫التقليدية‪ ،‬بل أصبحت تتدخل في املجاالت الاقتصادية‪ ،‬وندرة املوارد املالية العمومية‪ ،‬كلها‬
‫عوامل جعلت التجديد والرفع من إلانتاج أهدافا غير محصورة على القطاع الخاص‬

‫‪156‬‬
‫نور الدين السعداني‪ :‬الجماعات الترابية بالمغرب بين توزيع االخت صاصات التدبيرية وإكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية"‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪115‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املطالب بمواجهة املنافسة من أجل الاستمرارية‪ ،‬بل إن القطاع العام بدوره أضحى مجبرا‬
‫‪157‬‬
‫على تطوير وتحسين أدائه‪ ،‬وهو ما يساعد التدقيق على تحقيقه‪.‬‬

‫ويمكن تعريف التدقيق باعتباره "كل عمل يستهدف تقويم بنيات املراقبة الداخلية‬
‫وفق مرجعيات علمية ومهنية دقيقة‪ ،‬من أجل الوقوف على الخلل الذي تعاني منه املنظمة‬
‫أو املؤسسة في شتى املجاالت‪ ،‬وذلك من أجل السيطرة عليها والتنبؤ بتطوراتها"‪.158‬‬

‫ويمكن التمييز بين صنفين كبيرين للتدقيق الداخلي‪ :‬التدقيق املالي والتدقيق‬
‫العملياتي‪ .‬ويهتم التدقيق املالي بمدى كون املستندات املالية للمنظمة تعكس بصدق ووفاء‬
‫وضعيتها املالية وذلك في إطار احترام املبادئ املحاسبية واملالية املتعارف عليها‪ ،‬فالتدقيق‬
‫املالي للجماعات املحلية يدخل في إطار القيام بتشخيص في وقت معين للوضعية الفعلية‬
‫وإلاختالالت التي يمكن أن تطبع تنظيم جماعة ترابية‪ ،‬وذلك من طرف شخص أو هيئة‬
‫تتميز باالحترافية والاستقالل عن أي تأثير خارجي‪ .159‬وهكذا‪ ،‬تخضع مالية الجماعات املحلية‬
‫لتدقيق مالي يهدف إلى فحص ماليتها‪ ،‬وعالقاتها املالية مع باقي املؤسسات وألاجهزة‬
‫الخاضعة لوصايتها أو املرتبطة بها‪.‬‬

‫أما التدقيق العملياتي أو إلاجرائي فيعد الشكل ألاكثر تعقيدا من أشكال التدقيق‪،‬‬
‫إذ يهتم هذا ألاخير بميادين واسعة من نشاط الهيئة املفحوصة‪ 160.‬وعلى هذا املستوى‬
‫ينطبق التدقيق العملياتي على جميع العمليات التي تقوم بها املنظمة أو الوحدة موضوع‬
‫التدقيق دون التركيز فقط على تلك التي لها تأثير مباشر على مسك وتقديم الحسابات‪ ،‬كما‬
‫يتمثل موضوع هذا الصنف من التدقيق في الحكم على الكيفية التي يتم بها الوصول إلى‬

‫‪157‬‬
‫‪Michel poisson: «l’audit au service des collectivités territoriales », Cahiers de la fonction publique, janvier‬‬
‫‪1994, p 5.‬‬
‫‪ 158‬محمد حركات‪" :‬التدبير االستراتيجي والمنافسة ‪ -‬رهانات الجودة الكلية بالمقاوالت المغربية"‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬المحمدية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ ،4112‬ص ‪.420‬‬

‫‪ 159‬محمد مجيدي‪ :‬دور المجالس الجهوية للحسابات في تطوير أداء الجماعات المحلية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ -‬أكدال‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1002-1001‬ص‪.121 ،‬‬
‫‪ 160‬إدريس خدري ‪ :‬اإلسالم وافتحاص المال العام‪ ،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،6006 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪116‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬
‫‪161‬‬
‫وتظهر أهمية التدقيق العملياتي‬ ‫ألاهداف املحددة وألاخطار التي تحيط بنشاط املنظمة‪.‬‬
‫بالجماعات الترابية‪ ،‬في تقديم صورة عامة ونقدية لسير هذه ألاخيرة‪ ،‬وأهدافها ومساطر‬
‫عملها وكذا أنشطتها ومنجزاتها‪.‬‬

‫كما يستمد إلافتحاص بالجماعات الترابي أهميته باعتباره آلية تسعى إلى التقييم‬
‫املستقل و املوضوعي لنظام املراقبة الداخلية وإدارة املخاطر ونظام الحكامة داخل‬
‫الجماعة من أجل مساعـدة رئيس املجلس الجماعي ومسؤولي مصالح إلادارة الجماعية على‬
‫أداء مهامهم وتحقيق أهدافهم بشكل فعال‪ ،‬وعليه فهو يمكن بذلك الجماعة من التحكم‬
‫في املخاطر التي قد تهدد عملها كما يقدم إلافتحاص الداخلي نصائح و توصيات من شأنها‬
‫أن تشكل قيمة مضافة بالنسبة للعمل الجماعي‪.‬‬

‫ويعتبر إحداث مصالح لإلفتحاص الداخلي بالجماعات الترابية دعامة أساسية‬


‫لحماية ألاموال العمومية املحلية وضمان سالمتها‪ ،‬خاصة في ظل تراكم مشاكل تدبير املالية‬
‫املحلية‪ ،‬وضعف مردودية مختلف ألاشكال الرقابية املفروضة عليها بما فيها نظم املراقبة‬
‫الداخلية‪ ،‬وفي نفس إلاطار فعمل مصالح لإلفتحاص الداخلي يهدف إلى ترشيد وعقلنة تدبير‬
‫ألاموال العمومية‪ ،‬كما يهدف من جهة ثانية إلى تدعيم مبادئ الشفافية واملسؤولية‬
‫واملحاسبة لهذا التدبير‪.‬‬

‫إن اعتماد آلية إلافتحاص الداخلي بالجماعات الترابي ستسمح بتقييم مستقل‬
‫وموضوعي آلليات الرقابة الداخلية وإدارة املخاطر ونظام الحكامة داخل الجماعة من أجل‬
‫مساعـدة رئيس املجلس الجماعي ومسؤولي مصالح إلادارة الجماعية على أداء مهامهم‬
‫وتحقيق أهدافهم بشكل فعال‪ ،‬ويمكن بذلك الجماعة من إبراز مدى تحكمها في املخاطر‬
‫التي قد تهدد عملها‪.‬‬

‫‪ 161‬محمد مجيدي ‪ :‬دور المجالس الجهوية للحسابات في تطوير أداء الجماعات المحلية‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬

‫‪117‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييم السياسات العمومية الترابية‬

‫إن تقييم السياسات العمومية هو تطبيق يوظف مناهج نوعية لبحث بنيوي يهدف إلى‬
‫تأكيد وقياس التأثيرات املباشرة والغير املباشرة لبرنامج معين أو سياسة عمومية على الساكنة‬
‫بالنظر إلى ألاهداف املحددة أو الضمنية وحسب إلامكانيات املرصودة‪ ،162‬وهكذا فإن تقييم‬
‫السياسات العمومية له حمولة كمية ونوعية ويقوم بدوره على معايير متعددة غالبا ما تعمل‬
‫القوانين الداخلية على تحديدها‪ ،‬وتختلف هذه املمارسة عن أشكال مماثلة كاملراقبة التي‬
‫تقترن بالجزاء في حين أن التقييم يهدف باألساس إلى رصد الهوة املسجلة بين نتائج التدخل‬
‫وإطاره النظري كما تختلف عبن التدقيق الذي يعتبر آلية مراقبة داخلية في حين أن التقييم‬
‫يجب أن يطبق من قبل هيئة خارجية‪.‬‬

‫ولبلوغ أهداف التقييم ال بد من تتبع منهجية محددة في عملية تقييم السياسات‬


‫العمومية‪ ،‬وهذه املنهجية تتكون من مرحلتين ألاولى تتعلق بتنفيذ السياسات العمومية عن‬
‫طريق تقييم ألاهداف التي تم تحقيقها من خالل إدراك الاحتياجات املحددة‪ ،‬أما املرحلة‬
‫الثانية فهي تتعلق بتقييم نتائج السياسات العمومية‪ 163‬عن طريق البحث عن فعالية‬
‫النتائج آلانية وبعيدة املدى ومدى تأثيرها على املواطن‪.‬‬

‫وعند استحضار التجربة الفرنسية نجد أن الجماعات الترابية تخضع لنظام تقييم‬
‫السياسات العمومية الذي طبق من طرفها‪ ،‬حيث أصبح إجراء هذا التقييم إجباريا وبمقتض ى‬
‫نصوص قانونية تمثل أولها في دورية ‪ 9‬دجنبر ‪ 1993‬والتي كرست التقييم كأداة لقياس مدى‬
‫تناسب إلاجراءات املتضمنة في إطار برنامج معين ووسيلة لتقديم الاقتراحات الالزمة لتطوير‬
‫الفعالية‪ ،‬كما حددت سقف امليزانيات التي تخضع لهذا التقييم بين ‪ 1.5‬و ‪ 3‬مليون فرنك‬
‫فرنس ي بالنسبة لكل جهة‪ ،‬كما حددت دورية الوزير ألاول الصادرة في ‪ 25‬غشت ‪ 2000‬التي‬

‫‪ 162‬عبد هللا بوراس‪ :‬تدبير الشراكة والتعاون على مستوى الجماعات المحلية – دراسة مقارنة– ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‬
‫المعمق‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي كلية العلوم و القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بطنجة ‪، 2009 – 2008 ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪163‬‬
‫نور الدين السعداني‪ :‬الجماعات الترابية بالمغرب بين توزيع االختصاصات التدبيرية وإكراهات االستقاللية المالية "دراسة تحليلية"‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪118‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ألغت الدورية السابقة‪ ،‬معايير مراجعة وتقييم العمال التعاقدية املذكورة‪ ،‬والواجب احترامها‬
‫من قبل الهيئة املكلفة بالتقييم على املستوى الوطني والتي تمثلت في‪:164‬‬

‫‪ ‬المركزية التقييمات املبرمجة عبر خلق هيئات جهوية مكلفة ولجنة تقنية مختصة‪.‬‬
‫‪ ‬تطبيق إجراءات جديدة على مستوى الالتزام بالنفقات املحلية من أجل تسهيل‬
‫عملية التقييم‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم مسار تتبعي ملختلف التقنيات املطبقة للتنسيق فيما بينها‪.‬‬

‫إال أننا نالحظ أن عملية التقييم ضعيفة في املغرب على املستوى املركزي فما بالك‬
‫على املستوى الترابي‪ ،‬خاصة وان املؤسسة البرملانية املعنية أكثر بهذه العملية تعاني خلال في‬
‫القيام بمهامها الدستورية وإلادارية وألاخالقية‪.‬‬

‫ومن املستجدات التي تضمنتها القوانين التنظيمية للجماعات الترابية فيما يتعلق‬
‫بالتدقيق السنوي ما جاء في املواد التالية‪ :‬املادة ‪ 304‬بالنسبة للجماعات‪ ،‬واملادة ‪227‬‬
‫للجهات‪ ،‬ثم املادة ‪ 205‬بالنسبة للعماالت‪ ،165‬وهناك إلزامية إخضاع العمليات الحسابية‬
‫لتدقيق سنوي من طرف املجلس الجهوي للحسابات واملفتشية العامة لوزارة املالية‬
‫واملفتشية العامة التابعة لوزارة الداخلية‪ ،‬هذا النص القانوني الذي يستمد مرجعيته من‬
‫الدستور املغربي سيكون له اثر ايجابي على التدبير الترابي‪.‬‬

‫وبالتالي فان تقييم السياسات العمومية أصبح اليوم مطلبا ال بد منه سواء على‬
‫املستوى املحلي أو الوطني‪ ،‬من اجل تحقيق تدبير فعال للمجال الترابي وتحقيق ألاهداف‬
‫املتوخاة من عملية التدبير الترابي وتحقيق تنمية مستدامة ومندمجة من طرف جميع‬
‫املشاريع‪.‬‬

‫‪ 164‬عبد هللا بوراس‪ :‬تدبير الشراكة والتعاون على مستوى الجماعات المحلية – دراسة مقارنة– ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪165‬‬
‫انظر القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ :‬القانون رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات و القانون رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات والقانون رقم‬
‫‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اعتماد التطبيقات الحديثة آلليات التدبير الترابي‬


‫ال يتوقف الارتقاء بالتدبير الترابي على تطوير البنية أو املنظومة القانونية واملوارد‬
‫املالية في اتجاه منح الجماعات الترابية اختصاصات واسعة فقط‪ ،‬وإنما يتطلب ألامر توفير‬
‫مجموعة من آلاليات التي يتطلبها تدبير الشأن العام الترابي‪ .‬حيث يجب التركيز أيضا على‬
‫الوسائل أو التعبئة الكاملة للموارد من املتاحة وفق أهداف وبرامج تستهدف الوصول إلى‬
‫إرساء منظومة حكماتية كاملة وشاملة لجميع الجوانب املتعلقة بتدبير الترابي كمراقبة‬
‫التسيير وتطوير البنية البشرية‪ ،‬مما يسمح بتخويل الجماعات الترابية القدرة الذاتية املادية‬
‫والتدبيرية لتحقيق اكبر درجة من الفعالية والنجاعة في تدبير شؤونها الاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬دالئل الوسائط املرجعية‬

‫تعتبر املوارد البشرية من أهم آليات إلادارة والتدبير العمومي‪ ،‬فاملوارد البشرية هي‬
‫مجموعة من العاملين واملوظفين التي تعتبر الرافعة ألاساسية للوظيفة العمومية‪ .‬وفي‬
‫السنوات ألاخيرة انصب اهتمام الدولة على تأهيل وتطوير هذه املنظومة‪ ،‬وذلك من اجل‬
‫الانتقال من التدبير التقليدي العقيم إلى تدبير عصري يراعي مجموعة القضايا كتحسين‬
‫وضعية املوظف والرقي بجودة الخدمات املقدمة للمواطن من خالل مجموعة من‬
‫امليكانيزمات‪.‬‬

‫ومن بين أهم امليكانيزمات التي اعتمدتها الدولة‪ ،‬هو الدليل املرجعي للكفاءات‪ ،‬بحيث‬
‫تعتبر هذه الدالئل املرجعية حجر الزاوية بالنسبة لكل سياسة تهدف إلى تثمين املوارد‬
‫البشرية‪ ،‬وأداة أساسية ووسيلة مرجعية لتدبير أفضل للموارد البشرية املرتكز على تنظيم‬
‫محكم للعمل وتنمية فعالة للكفاءات‪ ،‬وآلية فعالة لتطوير املهنية سواء على مستوى‬
‫ألانشطة ومهام إلادارة العمومية‪ ،‬أو على مستوى أنشطة تدبير املوارد البشرية ‪ .‬وتبعا لذلك‪،‬‬
‫ّ‬
‫فإن تطبيقه يضع حدا للتــدبير التقليدي للموظفين‪ ،‬حيث ُيمكن من توضيح مفهوم العمل‬

‫‪120‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫ومفهوم املوارد البشرية بإعطائها إطارا وركيزة مؤسساتية‪ ،‬ويسمح بالتمييز بين مختلف‬
‫مستويات املسؤولية وتنظيم العالقات في إنجاز مهام إلادارة‪ ،‬كما يمكن الدليل من وضع‬
‫ألاسس إلدراج معادلة إنسان‪/‬وظيفة‪.166‬‬

‫ويهدف الدليل املرجعي للوظائف والكفاءات باعتباره إطارا الستخدامات متعددة‪،‬‬


‫ومرجعا متجانسا لتدبير املوارد البشرية‪ ،‬إضافة إلى كونه أداة مساعدة على اتخاذ القرار‬
‫الفعال‪ ،‬حيث يسمح الدليل بتحديد البنية التنظيمية لإلدارة‪ ،‬وتحديد املنظومة البشرية‬
‫املالئمة والقادرة على إنجاز النشاط مع الالتزام بمتطلبات الجودة‪ .‬كما يهدف كذلك إلى‬
‫معرفة جيدة ملجموع الوظائف املمارسة على مستوى إلادارة مما يساعد على قراءة جيدة‬
‫للوظائف وتطورها‪ ،‬وتوضيح انتظارات إلادارة في مواجهة موظفيها بتحسيسهم باملسؤولية‬
‫وضمان تركيزهم حول مهام واضحة ودقيقة‪ ،‬ثم عقلنة عمليات التوظيف من خالل‬
‫الاختيار ألافضل للموارد البشرية املؤهلة املناسبة والقادرة على إعطاء إلاضافة لإلدارة‬
‫والجماعات الترابية املعنية‪.‬‬

‫وبالتالي العمل على تدبير ترقية املوظفين من خالل إشراكهم في نشاط إلادارة ومدى‬
‫قدرتهم على استعمال كفاءتهم إلنجاز ألاهداف املحددة‪ ،‬وتحديد ألانشطة واملهام بدقة‬
‫لفائدة كل مستخدم وتوضيح املسؤوليات والاختصاصات‪.‬‬

‫فالجماعات الترابية أصبحت مطالبة في ظل هذه الوضعية‪ ،‬بتخطيط مواردها‬


‫البشرية وذلك من خالل الانتقال الفعلي من تسيير شؤون املوظفين إلى تدبير املوارد البشرية‬
‫باإلدارة الجماعية‪ ،‬بل أن يكون هناك نظاما عصريا كما هو الحال في الشركات الخاصة‬
‫وبعض املنظمات ألاخرى في هذا املجال‪ .‬بحيث يجب أن يكون الاهتمام بتدبير الشؤون‬
‫اليومية واملستقبلية للموظفين‪ ،‬وذلك في انسجام تام مع أهداف الجماعة‪ ،‬أي أن تقوم‬
‫هذه املصلحة بإعداد مخطط شامل للموارد البشرية باإلدارة الجماعية في كل املجاالت‬
‫املرتبطة بها‪ ،‬كالتوظيف والتكوين والتحفيز وتقييم ألاداء والتنظيم‪....‬‬
‫‪ 166‬وزارة الوظيفة العمومية‪ ،‬الدليل المرجعي للوظائف والكفاءات‪ ،‬دجنبر ‪.1040‬‬

‫‪121‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة التسيير‬

‫يعتبر مقترب رقابة التسيير أو ألاداء بصفة عامة" تلك العملية التي تهدف إلى قياس‬
‫النشاط املؤدى والوقوف على حقيقة نتائجه‪ ،‬ومن ثم تبيان ما إذا كان النشاط متفقا في‬
‫نتائجه مع ألاهداف التي تسعى لتحقيقها وما إذا كان هذا النشاط ووسائل تحقيق نتائجها‬
‫تمثل أفضل وأكفأ ما أمكن إتباعه لتحقيق النتائج وألاهداف‪ .167‬وهو آلية رقابية حديثة‬
‫تتوخى تقييم وتقويم مناهج التسيير داخل املؤسسات عبر اقتراح إلاجراءات التصحيحية على‬
‫املسؤولين قصد تحقيق ألاهداف املعلنة وهو ما يجعل منها مراقبة مندمجة في التسيير‬
‫وليست خارجة عنه‪ .168‬فهو آلية مهمة في الرقي بالعمل الداخلي للمجالس الجماعية إلى‬
‫مستوى التدبير املقاوالتي وبالتالي الحصول على نتائج جد مرضية تعكس بدورها تحسن‬
‫وضعية الجماعة والسكان معا‪.‬‬

‫وبصفة عامة فإن قرارات رقابة التسيير ترمي إلى تقويم النشاط املالي للهيآت العامة أو‬
‫الجماعات الترابية ومرافقها العامة الجماعية وهو ما يقتض ي متابعة ومراقبة عمليات تنفيذ‬
‫ألاعمال واملشروعات والبرامج ومعرفة تكلفتها ومدى كفاءة ألاجهزة التي تقوم بتنفيذها وبيان‬
‫مطابقة التنفيذ للحدود واملواعيد املرسومة وبيان أثر هذا التنفيذ على النشاط الاقتصادي‪.‬‬

‫إن أهمية هذه الطريقة في التدبير تتجلى في كونها مبادرة داخلية أي أن الجماعات‬
‫الترابية هي صاحبة القرار في الاستعانة بها في تحديث وسائل عملها‪ ،‬وليست تقنية مفروضة‬
‫من الخارج‪ ،‬ونظرا للمزايا الكثيرة التي تقدمها للرفع من جودة أداء الجماعات‪ ،‬فقد كانت‬
‫ضمن اهتمامات أشغال املناظرة الوطنية السابعة للجماعات املحلية‪.169‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح أن رئيس املجلس في حالة ألاخذ بهذه التقنية سوف يتمكن من‬
‫معرفة مظاهر الانحرافات داخل جماعته‪ ،‬وكذا قياس الفوارق بين النتائج املحصل عليها وتلك‬

‫‪ 167‬مدني أحمودش‪ :‬المجلس األعلى والمجالس الجهوية للحسابات ‪:‬التشكيل واالختصاصات‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق شعبة القانون‬
‫العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال ‪-‬الرباط ‪ ،2001-2001‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 168‬سعيد الميري‪ ،‬التدبير اإلقتصادي للجماعات المحلية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.541‬‬
‫‪ 169‬أعمال المناظرة الوطنية السابعة للجماعات المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.317‬‬

‫‪122‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املنتظرة ومقارنة الوسائل باألهداف‪ ،‬وذلك من أجل اتخاذ القرار املناسب بهذا الشأن‬
‫وتصحيحه‪ ،‬وقد يكون إما في تحديد ألاهداف أو في الخطط والسياسات املقررة لها أو في‬
‫عمليات التنفيذ وألاداء أو في أسباب أخرى غير تلك ‪.‬عموما‪ ،‬تبقى تقنية مراقبة التسيير من‬
‫آلاليات الحديثة املستعملة في التدبير العمومي والخاص‪ ،‬تمكن سواء املقاوالت أم القطاع‬
‫العام من تجاوز بعض إلاشكاليات التي يطرحها التسيير الداخلي‪ ،‬ومن ثمة محاولة إيجاد‬
‫الحلول لتصحيح تلك الاختالالت وتحسين ألاداء‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫خالصة الفصل الثاني‬


‫من خالل كل ما سبق ذكره‪ ،‬يتضح أن املقتضيات الدستورية والقانونية الجديدة قد‬
‫خولت للجماعات الترابية مجموعة من ألادوات وآلاليات لتدبير السياسات العمومية الترابية‪،‬‬
‫وتعبئة كل الوسائل املتاحة لتيسير أسباب استفادة املواطنات واملواطنين على قدم املساواة‬
‫من الحق في التنمية في مختلف مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها‪.‬‬

‫وذلك لكون السياسات العمومية الترابية أصبحت تشكل اليوم قاطرة حتمية لإلجابة‬
‫عن حاجيات ومطالب املواطنين واملواطنات من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية باعتبار الجهة الركيزة‬
‫ألاساسية والوحدة الالمركزية ألاقرب للمواطنين والوسيط ألاساس ي الذي يمكن اعتماده من‬
‫اجل تحقيق التنمية الترابية ودعم الديمقراطية‪.‬‬

‫إن استحضار آليات ترسيخ الحكامة املحلية الجيدة يتم في سياق إخراج الجماعات‬
‫الترابية من أزمتها ومشاكلها املختلفة التي تعاني منها وذلك من أجل تطوير تدخالتها على‬
‫مستوى جميع امليادين سواء في التدبير إلاداري أو الاقتصادي أو الاجتماعي وحتى السياس ي‪،‬‬
‫هذا باإلضافة إلى اعتماد آليات أخرى ذات طبيعة رقابية وتقييمية من شأنها هي ألاخرى أن‬
‫تطور العمل الجماعي في جميع املجاالت‪.‬‬

‫كما نص دستور ‪ 2011‬على مجموعة من املبادئ وآلاليات الحكماتية ألاخرى الھامة‪،‬‬


‫والتي تتجلى في مبادئ التدبير الحر والتضامن املجالي والتعاون بين الجماعات الترابیة وتوزيع‬
‫الاختصاصات بينها وبين الدولة‪ ،‬وإعمال آلية الشراكة مع الجماعات الترابية ألاخرى‬
‫وأطراف أخرى من داخل وخارج املغرب‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫خاتمة واستنتاجات عامة‬


‫أكيد أن حوكمة الجماعات الترابية والقرار الترابي عامة ستلعب أدوار طالئعية في‬
‫تعزيز التعاون الالمركزي وتفعيل السياسات العمومية الترابية‪ ،‬وفي تحقيق تنمية‬
‫مستدامة‪ ،‬هدفها ألاساس ي خدمة مصالح املواطنين‪ ،‬وعلى هذا ألاساس فالحكامة الترابية‬
‫ستجيب ال محالة على مجموعة من إلاشكاالت التي مازالت تتخبط فيها الجماعات الترابية‬
‫إذا ما تم تفعيلها وتنفيذ ما جاء به الدستور الجديد والقوانين التنظيمية الجديدة‪.‬‬

‫وبالتالي فتحديد عناصر الحكامة ومبادئ التدبير الترابي وتبيان الاختالالت التي يعرفها‬
‫سيسهل مأموريات كل املهتمين بالشأن العام الترابي‪ ،‬والخروج بمجموعة من الخالصات‬
‫والاستنتاجات والحلول التي يمكن أن تعطي دفعة قوية ملسار القرار الترابي وتفعيله في‬
‫سبيل إخراج سياسات عمومية ترابية هادفة ومستدامة‪.‬‬

‫و يالحظ من خالل دراسة هذا املوضوع أيضا على أن تدبير املجال الترابي باملغرب ال‬
‫يعرف تدخل طرف واحد فقط بل إنه يعرف تدخل مجموعة من الفاعلين آلاخرين كالدولة‬
‫وباقي الشركاء آلاخرين‪ ،‬هذه العالقة التي تم إعادة تنظيمها بموجب هذه املقتضيات الجديدة‪،‬‬
‫والتي ستجعل الجماعات الترابية تلعب دور ايجابي ليس فقط في مسلسل التنمية بل في‬
‫مسلسل دمقرطة وتحديث هياكل الدولة‪ ،‬لكن تنظيم هذه العالقة وتجاوز إشكالية تداخل‬
‫الاختصاصات بين باقي املتدخلين في تدبير املجال الترابي مرتبط بشكل كبير بتفعيل املبادئ‬
‫الجديدة التي تضمنتها املقتضيات الدستورية والقانونية ملا بعد ‪ ،2011‬وخاصة تنزيل‬
‫القوانين التنظيمية إلى ارض الواقع‪ ،‬ومن هذه املبادئ وآلاليات مبدأ التدبير الحر والتفريع‬
‫والتضامن بين الجماعات الترابية والشراكة‪.‬‬

‫إضافة إلى تحديات املرحلة الراهنة لنجاح الحكامة أو التدبير الترابي من خالل ممارسة‬
‫الجماعات الترابية لسلطاتها وبلورة سياسات عمومية ترابية‪ ،‬تتطلب العمل وفق برامج‬
‫ومشاريع تنموية كما جاء في القوانين التنظيمية ومن هنا يتوجب‪:‬‬

‫‪125‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬على السلطات املركزية واملحلية على السواء إلاسراع بإخراج الوكاالت الجهوية‬
‫لتنفيذ املشاريع إلى حيز الوجود تنفيذا ملا جاء به القانون التنظيمي للجهات‪ ،‬الن‬
‫هذه آلالية هي أهم وسيلة تمتلكها الجماعات الترابية بفعل إلاصالحات الجديدة في‬
‫تفعيل سياستها التنموية على الصعيد املحلي‬
‫‪ ‬توفير أدوات وآليات رقابية كاإلفتحاص والتدقيق والتقييم وإعمالها من أجل‬
‫احترام الشفافية وألاخالق في تدبير املال العام‪ ،‬وفي إجراءات تفويت الصفقات‬
‫العمومية املبرمة على مستوى املجالس الجماعية‪ ،‬وذلك إلعادة الثقة للمستثمرين‬
‫املحليين و ألاجانب‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل املقاربة التشاركية من خالل إشراك السكان فعن طريق املجتمع املدني في‬
‫عملية اتخاذ القرارات التي تهم جماعاتهم‪ ،‬وذلك تفعيال ملا جاء به الدستور الجديد‬
‫الذي نص على الدور املحوري الذي تحتله الجمعيات‪.‬‬
‫‪ ‬وللحد من معيقات ألاسلوب التقليدي العقيم في التدبير وتطوير املمارسات الترابية‬
‫يجب تقويم الهيكلة إلادارية واملالية للجماعات الترابية‪ ،‬وطرح بدائل لذلك تنطلق‬
‫من ضمان إلاستقالل املالي املبني على موارد مالية قارة‪ ،‬وسلطة جبائية تنمي من‬
‫خاللها الجماعات إيراداتها املالية والحرص على عدم جعلها رهينة التقلبات املالية‬
‫التي تعرفها امليزانية العامة للدولة وتعكسها قوانين املالية مما قد يؤثر على تحقيق‬
‫الجماعات الترابية ملشروعها التنموي‪.‬‬
‫‪ ‬يجب الحرص على التأطير البشري الفعال للجماعات الترابية سواء ما يتعلق‬
‫باملوظفين الجهويين أو املنتخبين الجهويين وذلك لإلستفادة من آليتي التحفيز‬
‫والتكوين‪ ،‬وذلك لتحريك الطاقات التي تختزنها الكفاءات البشرية‪ ،‬وبناء الوعي‬
‫الترابي‪ ،‬ويراهن كذلك على هيكلة مالية وإدارية للجماعات الترابية للتجاوب مع‬
‫إلاختصاصات التنموية لها‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬وأخيرا ترسيخ ثقافة النتائج و الفعالية في تدبير الشأن العام املحلي عن طريق الرفع‬
‫من مستوى أداء املجالس الجماعية لخدمة املواطن‪ ،‬والانتقال من ثقافة التسيير‬
‫إلى ثقافة التدبير في إنجاز مشاريع التنمية املحلية عن طريق التعاقد والبرمجة في‬
‫تدبير امليزانية‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الئحة املراجع ألاولية‬


‫‪ ‬اللغة العربية‬
‫‪ ‬الكتب‪:‬‬
‫‪ ‬نور الدين السعداني‪ :‬الجماعات الترابية باملغرب بين توسيع الاختصاصات التدبيرية‬
‫وإكراهات الاستقاللية املالية "دراسة تحليلية"‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط ‪.2015‬‬
‫‪ ‬عبد هللا شنفار‪ :‬الفاعلون املحليون والسياسات العمومية املحلية ‪ -‬دراسة في القرار‬
‫املحلي‪ ،‬مطبعة املعرفة‪ ،‬مراكش‪ ،‬طبعة ‪. 2015‬‬
‫‪ ‬سعيد جفري‪ :‬الجماعات الترابية باملغرب‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫طبعة ‪.2015‬‬
‫‪ ‬بهيجة هسكر‪ :‬الجماعة املقاولة باملغرب (ألاسس‪ ،‬املقومات والرهانات)‪ ،‬سلسلة‬
‫الالمركزية وإلادارة املحلية‪ ،‬الطيع طوب بريس‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط ‪.2010 ،1‬‬
‫‪ ‬الحاج شكرة‪ :‬القانون إلاداري "املبادئ ألاساسية ‪ -‬التنظيم إلاداري"‪ ،‬دار القلم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪.2009 ،2‬‬
‫‪ ‬محمد بوجیدة‪ :‬تداخل اختصاصات الدولة والجماعات املحلیة بين القانون واملمارسة‬
‫العملیة‪ ،‬منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية‪ ،‬العدد ‪ ،78‬الطبعة ألاولى‪.2008 ،‬‬
‫‪ ‬ھویدا عدلي‪ ،‬إحیاء العقد الاجتماعي‪ ،‬مجلة السیاسة الدولیة‪ ،‬عدد ‪ ،174‬أكتوبر‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ ‬سعيد جفري وآخرون‪ :‬املبادرة الوطنية للتنمية البشرية (السياق العام‪ ،‬ألاسس‬
‫وآلاليات‪ ،‬القدرات واملهارات املطلوبة)‪ ،‬طبعة ‪.2007 ،2‬‬
‫‪ ‬عبد الحق عقلة‪ :‬دراسات في علم التدبير العمومي الجزء الثاني ‪ ،‬مدخل للتدبير‬
‫العمومي‪ ،‬الطبعة ألاولى دار القلم للطباعة والنشر الرباط‪3117 - 3116 ،‬‬

‫‪128‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬محمد اليعكوبي‪ :‬تأمالت حول الديمقراطية املحلية‪ ،‬مطبعة فنون الطباعة‬


‫وإلاشهار‪ ،‬فاس‪ ،‬ط ‪.2005 ،1‬‬
‫‪ ‬كریم لحرش‪ :‬الدستور الجدید للملكة املغربیة‪ ،‬شرح وتحلیل‪ ،‬سلسلة العمل التشریعي‬
‫والاجتھادات القضائیة‪ ،‬العدد ‪ ،3‬مطبعة النجاح الجدیدة‪ ،‬الدار البیضاء‪ ،‬سنة‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ ‬إدريس خدري ‪ :‬إلاسالم وافتحاص املال العام‪ ،‬دار النشر املغربية‪ ،‬الدارالبيضاء‪،‬‬
‫‪.3113‬‬
‫‪ ‬محمد بوجيدة "‪:‬التنظيم الجهوي الالمركزي باملغرب ‪:‬دراسة تحليلية نقدية على ضوء‬
‫القانون الجديد للجهات واملمارسة العملية"‪ ،‬مطبعة دار القلم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬سنة‪. 2000‬‬
‫‪ ‬ابراهيم أبرش‪ :‬البحث الاجتماعي ‪ -‬قضاياه‪ ،‬مناهجه‪ ،‬وإجراءاته‪ ،‬منشورات كلية‬
‫العلوم القانونية‪ ،‬جامعة القاض ي عياض مراكش‪ ،‬سلسلة الكتب‪ ،‬العدد ‪ ،11‬سنة‬
‫‪.1994‬‬
‫‪ ‬سويم العزي‪ " :‬املفاهيم السياسية املعاصرة ودول العالم الثالث ‪ ،‬دراسة تحليلية‬
‫نقدية"‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪.1991 ،‬‬
‫‪ ‬محمد حركات‪" :‬التدبير الاستراتيجي واملنافسة ‪ -‬رهانات الجودة الكلية باملقاوالت‬
‫املغربية"‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬املحمدية‪ ،‬الطبعة الثانية‪.0777 ،‬‬
‫‪ ‬هدى سيد لطيف‪ :‬ألاسس العلمية لإلدارة‪ ،‬الشركة العربية للنشر والتوزيع" القاهرة‬
‫‪.0777‬‬
‫‪ ‬ألاطروحات والرسائل‬
‫‪ ‬حليمة الهادف‪ :‬التدبير العمومي املحلي وإشكالية التحديث‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه‬
‫في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس كلية الحقوق والعلوم القانونية‬
‫والاقتصادية والاجتماعية اكدال – الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2012/2011‬‬

‫‪129‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬رفيقة اليحياوي‪" :‬دور الحكامة الجيدة في تدبير الشأن املحلي باملغرب– جهة العيون‬
‫بوجدور الساقية الحمراء نموذجا"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية اكدال الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪. 2013/2012‬‬
‫‪ ‬محمد إد ملفیس‪ :‬عالقة إلادارة باملواطن املغربي‪ ،‬رجال السلطة نموذجا‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫أطروحة لنیل الدكتوراه في الحقوق تخصص القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‬
‫أكدال‪ ،‬كلیة الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2012- 2011‬‬
‫‪ ‬ميلود ابراهمي‪ :‬السياسات العمومية القطاعية الترابية ‪:‬التطهير السائل في الجماعات‬
‫الحضرية الكبرى نموذجا‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن ألاول‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2015-2014‬‬
‫‪ ‬محمد مجيدي‪ :‬دور املجالس الجهوية للحسابات في تطوير أداء الجماعات املحلية‪،‬‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ -‬أكدال‪ ،‬السنة الجامعية ‪3117-3116‬‬
‫‪ ‬سعيد امليري‪ :‬التدبير إلاقتصادي للجماعات املحلية باملغرب‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه‬
‫في الحقوق‪ ،‬جامعة محمد الخامس– السويس ي – كلية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية – الرباط‪.2007 – 2006 ،‬‬
‫‪ ‬مدني أحمودش‪ :‬املجلس ألاعلى واملجالس الجهوية للحسابات ‪:‬التشكيل‬
‫والاختصاصات‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق شعبة القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال ‪-‬الرباط ‪.2001-2001‬‬
‫‪ ‬عبد هللا بوراس‪ :‬تدبير الشراكة والتعاون على مستوى الجماعات املحلية – دراسة‬
‫مقارنة – ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام املعمق‪ ،‬جامعة عبد املالك‬
‫السعدي كلية العلوم و القانونية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬بطنجة‪. 2009 – 2008 ،‬‬

‫‪130‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬نجيب املصمودي‪ :‬التسويق الترابي ورهان التنمية املحلية املندمجة باملغرب) املقومات‬
‫‪-‬التحديات – الرهانات)‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫طنجة‪ ،‬سنة ‪.2013-2012‬‬
‫‪ ‬ياسين ألاندلوس ي بندحمان‪ :‬حكامة التسويق الترابي و إشكاليات التدبير املجالي‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق بطنجة ‪.2010-2009‬‬
‫‪ ‬عبد العالي البحديدي‪ :‬النسق السياس ي املحلي (مكوناته و آليات اشتغاله)‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن الاول كلية‬
‫العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات‪ 3117 ،‬ـ ‪.3114‬‬
‫‪ ‬محمد سدقاوي‪ :‬الديمقراطية التشاركية – براد يغم جديد لتدبير الشأن العام املحلي‪،‬‬
‫رسالة دبلوم املاستر في القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن ألاول‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫إلاقتصادية وإلاجتماعية بسطات‪.2009-2008 ،‬‬
‫‪ ‬عائشة رحيم‪" :‬التدبير الجديد للميزانية املرتكز على النتائج باملغرب"‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا املعمقة‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية أكدال – الرباط‪،‬‬
‫سنة ‪.3114 -3117‬‬
‫‪ ‬إلادريس ي محمد ‪ :‬إلاصالح إلاداري على ضوء ميثاق حسن التدبير‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الرباط‪-‬أكدال‪.3112-3113 ،‬‬

‫‪ ‬طارق الهنتور‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الترابية وفق دستور ‪" 2011‬مقارنة بين‬
‫املغرب وفرنسا"‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاستر في القانون العام‪ ،‬جامعة القاض ي‬
‫عياض كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2014-2013‬‬
‫‪ ‬حميد املاموني‪ :‬العالقة بين الدولة و الجماعات الترابیة على ضوء الجھویة املتقدمة‬
‫دراسة تحلیلیة ملقتضیات دستور‪ ، 2011‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام‪،‬‬

‫‪131‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال‬


‫الرباط‪2014 -2013 ،‬‬
‫‪ ‬املرابط محمد‪ :‬الجھویة املوسعة باملغرب‪ ،‬بحث لنیل دبلوم املاستر‪ ،‬املدیریة العامة‬
‫لألمن الوطني مدیریة املوارد البشریة‪ ،‬املعھد امللكي للشرطة السنة الجامعیة‪2013 – ،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ ‬سلسالت ومجالت‬
‫‪ ‬العوادي هبة‪ :‬املجتمع املدني والحكامة املحلية‪ ،‬املجلة املغربية للسياسات العمومية ‪،‬‬
‫العدد ‪ ،14‬سنة ‪. 2015‬‬
‫‪ ‬نجيب املصمودي‪ :‬الجماعات الترابية باملغرب بين مقومات التسويق الترابي ورهان‬
‫التنمية املحلية املندمجة‪ ،‬سلسلة الحكامة الترابية ودراسة السياسات )‪، (COGOTEP‬‬
‫مطبعة الخليج العربي‪ ،‬تطوان‪. 2014 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق عالوي‪ :‬مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية وإعداد التراب في ضوء‬
‫دستور ‪ ، 2011‬منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،115‬سنة‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ ‬عبد الكبير يحيا‪ :‬تقسيم التراب والسياسة الجهوية باملغرب" نحو اعتماد جهوية‬
‫سياسية" ‪ ،‬منشورات م‪ .‬م‪.‬إ‪.‬ت‪ ،‬سلسلة مؤلفات و أعمال جامعية ‪ ،‬عدد ‪.2010 ، 84‬‬
‫‪ ‬أسار فخري عبد اللطيف‪ :‬أثر ألاخالقيات الوظيفية في تقليص فرص الفساد إلاداري‬
‫في الوظيفة الحكومية‪ ،‬مجلة علوم إنسانية‪ ،‬عدد ‪ ،29‬السنة الرابعة‪ ،‬يوليو ‪. 2006‬‬
‫‪ ‬مقاالت‬
‫‪ ‬عبد القادر الخاضري "‪:‬الجماعات الترابية باملغرب – من التسيير إلاداري الى تدبير‬
‫اقتصاد التنمية – مقاربة قانونية وسياسية"‪ ،‬املجلة املغربية للسياسات العمومية‪،‬‬
‫العدد ‪ 16‬صيف ‪.2015‬‬

‫‪132‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬الشكاري كريم‪ :‬تعاون وشراكة الجماعات الترابية على ضوء القوانين التنظيمية‪،‬‬
‫مجلة مسالك في الفكر والسياسة والاقتصاد‪ ،‬عدد‪ ، 34/33‬سنة ‪.2015‬‬
‫‪ ‬عبد الحافظ ادمينو‪ :‬قراءة في تجربة التعاون الالمركزي للتنمية‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة‬
‫املحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ، 86‬ماي– يونيو ‪.2009‬‬
‫‪ ‬بجيجة العربي‪ :‬القوانين التنظيمية الترابية ومبدأ التدبير الحر‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر‬
‫والسياسة والاقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،34/33‬سنة ‪.2015‬‬
‫‪ ‬فتيحة بشطاوي‪ :‬الحكامة والتنمية مثال منظومة الرقابة والتدقيق على الصعيد‬
‫املحلي‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر والسياسة والاقتصاد‪ ،‬عدد مزدوج ‪.2010 ،14-13‬‬
‫‪ ‬احمد اجعون "‪:‬الجهوية املتقدمة في الدستور املغربي لسنة ‪ 2011‬املجلة املغربية‬
‫لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،116‬ماي – يونيو ‪.2014‬‬
‫‪ ‬رضوان العنبي‪ :‬مسألة توزيع الاختصاصات بين الدولة والجهات خطوة نحو تفعيل‬
‫الجهوية املتقدمة"‪ ،‬مجلة املنارة للدراسات القانونية وإلادارية‪ ،‬العدد ألاول‪. 2011 ،‬‬
‫‪ ‬املصطفى بلقزبور‪ : :‬توزیع الاختصاصات بين الدولة والجھات‪ ،‬أي نموذج ممكن في أفق‬
‫مغرب الجهات؟‪" ،‬السلسلة املغربية لبحوث إلادارة وإلاقتصاد واملال‪ ،‬مطبعة طوب‬
‫بريس‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة ألاولى‪. 2011‬‬
‫‪ ‬محمد اليعكوبي‪ :‬مشاركة املواطنين في التهيئة الحضرية باملغرب‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة‬
‫املحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ، 32‬ماي ‪ -‬يونيو ‪.2000‬‬
‫‪ ‬ھشام ملیح‪ :‬سؤال الحكامة الترابیة باملغرب‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر والسیاسة‬
‫والاقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،22 -21‬سنة ‪. 2012‬‬
‫‪ ‬علي قاسمي التمسماني‪ :‬الدولة والجھات على ضوء الدستور الجدید‪ ،‬مجلة مسالك في‬
‫الفكر والسیاسة والاقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،22-21‬السنة ‪.2012‬‬

‫‪133‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬عز العرب العناني‪ :‬الديمقراطية التشاركية أو حكامة املساهمة في املجهود التنموي‬


‫املحلي ‪ :‬رهانات وتحديات الفاعل الجمعوي"‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪،‬‬
‫العدد ‪ 120‬يناير ‪ -‬فبراير‪. 2015‬‬
‫‪ ‬أحمد غزال ‪ :‬جمعيات املجتمع املدني كفاعل جديد بالجماعات القروية‪ ،‬املجلة‬
‫املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ 120‬يناير ‪ -‬فبراير‪. 2015‬‬
‫‪ ‬محمد الغالي‪ :‬سياسة القرب مؤشر أزمة الديمقراطية التمثيلية‪،‬املجلة املغربية لإلدارة‬
‫املحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪.2006 ،53‬‬
‫‪ ‬النصوص القانونية والتنظيمية‬
‫‪ ‬دستور اململكة لسنة ‪ ، 2011‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر في‬
‫‪ 29‬يوليوز ‪ ، 2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪. 2011‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.04.073‬الصادر في ‪ 34‬دجنبر ‪ 3104‬بتنفيذ القانون رقم ‪-03‬‬
‫‪ 46‬املتعلق بالشراكة بين القطاعين العام الخاص‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪،6234‬بتاريخ ‪ 33‬يناير ‪.3107‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 0-17-74‬صادر في ‪ 07‬من ذي القعدة ‪ 0434‬بنشر اتفاقية ألامم‬
‫املتحدة ملكافحة الفساد املوقعة بنيويورك في ‪ 20‬أكتوبر ‪( 3112‬ج‪ .‬ر‪ .‬بتاريخ ‪ 4‬محرم‬
‫‪ 07 - 0437‬يناير‪.) 2008‬‬
‫‪ ‬القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬رمضان ‪ 7( 1436‬يوليوز ‪ ،)2015‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 6380‬الصادرة في ‪ 6‬شوال (‪ 23‬يوليوز ‪.)2015‬‬
‫‪ ‬القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬املتعلق بالعماالت وألاقاليم الصادر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬رمضان ‪ 7( 1436‬يوليوز ‪ ،)2015‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة في ‪ 6‬شوال (‪ 23‬يوليوز ‪.)2015‬‬

‫‪134‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬املتعلق بالجماعات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬


‫رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬رمضان ‪ 7( 1436‬يوليوز ‪ ،)2015‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 6380‬الصادرة في ‪ 6‬شوال (‪ 23‬يوليوز ‪.)2015‬‬
‫‪ ‬املرسوم رقم ‪ ،3.10.3677‬الصادر في ‪ 20‬دجنبر ‪ 3110‬المتعلق بمراقبة االلتزام‬
‫بنفقات الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.90.402‬صادر في ‪ 12‬من ربيع ألاول ‪ 16) 1411‬أكتوبر ‪ ، )1990‬بناء على‬
‫إلاذن املنصوص عليه في املادة ‪ 5‬من القانون رقم ‪ 39-89‬املأذون بموجبه في تحويل‬
‫منشآت عامة إلى القطاع الخاص‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4068‬بتاريخ ‪،1990/10/17‬‬
‫ص ‪.1383‬‬
‫‪ ‬املرسوم التطبيقي رقم ‪ 0.07.47‬الصادر في ‪ 02‬ماي ‪ 3107‬بتطبيق القانون رقم ‪-03‬‬
‫‪ 46‬املتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪6267‬‬
‫بتاريخ ‪ 0‬يونيو ‪.3107‬‬
‫‪ ‬تقارير ووثائق‬
‫‪ ‬وزارة الوظيفة العمومية‪ ،‬الدليل املرجعي للوظائف والكفاءات‪ ،‬دجنبر ‪3101‬‬
‫‪ ‬اتفاقية ألامم املتحدة ملكافحة الفساد املوقعة بنيويورك في ‪ 20‬أكتوبر ‪. 3112‬‬
‫‪ ‬إلادارة املغربية وتحديات ‪ " 3101‬البيان الختامي للمناظرة الوطنية ألاولى حول‬
‫إلاصالح إلاداري باملغرب "‪ ،‬وزارة الوظيفة العمومية وإلاصالح إلاداري ‪ ،‬الرباط‬
‫‪.3113‬‬
‫‪ ‬إلادارة املغربية وتحديات ‪ " 3101‬البيان الختامي للمناظرة الوطنية ألاولى حول‬
‫إلاصالح إلاداري باملغرب "‪ ،‬وزارة الوظيفة العمومية وإلاصالح إلاداري ‪ ،‬الرباط‬
‫‪.3113‬‬
‫‪ ‬تقرير لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة املدينة بمجلس النواب‬
‫حول مشروع قانون تنظيمي رقم ‪ 111.14‬يتعلق بالجهات‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬تقریر اللجنة الاستشاریة للجھویة‪ ،‬الكتاب ألاول‪.‬‬


‫‪ ‬اللجنة الاستشارية للجهوية‪ ،‬الكتاب الثاني "تقرير موضوعاتية"‪.‬‬
‫‪ ‬أشغال املناظرة الوطنية السابعة للجماعات املحلية أكتوبر ‪ 0774‬وزارة الداخلية‬
‫منشورات الداخلية‪ ،‬منشورات مركز التوثيق للجماعات املحلية‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪.0777‬‬
‫‪ ‬مداخالت في إطار ندوات ومحاضرات‬
‫‪ ‬محمد بوجيدة‪ :‬اختصاصات الجهة كجماعة ترابية على ضوء الدستور املغربي لسنة‬
‫‪ ،2011‬أشغال ألايام املغاربية التاسعة للقانون املنظمة من طرف شبكة الحقوقيين‬
‫املغاربيين أيام ( ‪ 27/26‬أبريل ‪ ،) 2013‬مؤسسة هانس سايدل ألاملانية‪.‬‬
‫‪ ‬أمال املشرفي‪ :‬الجھویة في الدول املغاربیة أیة أفاق ؟ أشغال ألایام املغاربیة التاسعة‬
‫للقانون املنظمة من طرف شبكة الحقوقیين املغاربیين‪ ،‬سنة ‪.2014‬‬

‫‪136‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

Ouvrages en français :
 Laurie Boussaguet, Dictionnaire des politiques publiques Presses de
Sciences Po (P.F.N.S.P.), 2010.
 Mohamed el yaagoubi : réflexion sur la démocratie locale au Maroc,
imprimerie el maarif al Jadida, 2006.
 Michel poisson: «l’audit au service des collectivités territoriales », Cahiers
de la fonction publique, janvier 1994.
 Revues et magasines:
 Mohamed. Echkoundi: « De la gouvernance à La gouvernance local », in
revue Marocaine d’audit et de développement )R M U D(, N°19,
Décembre 2004.
 Abdelkrim bezzaa: « la régionalisation au Maroc- un projet royal en
marche », publications de la revue marocaine d’administration locale et
de développement, le 10 juin 2010 .
 Zineb Sitri: Fondement et enjeux de la bonne gouvernance urbaine,
Remald. Série « thèmes actuels ». N°46, 2004.

 Saadia benhachem : la construction régionale au maroc: dynamidue


et enjeux ; revue marocaine d’administration locale et de
développement ;série « thèmes actuels » ;N 60 ; première édition,2008.

Thèses et Mémoire
Khalid ragragui : « Les politiques publiques locales », mémoire pour
l’obtention du diplôme du master ,université moulay ismail faculté des
sciences juridiques économiques st sociales Meknes, année
universitaire 2010/2011 .

137
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫‪ ‬املواقع الالكترونية املعتمدة‬


‫‪ http://eur-lex.europa.eu/legal-content‬‬

‫‪138‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة‪1...................................................................................................................................................‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬آليات صنع وتأطير القرار العمومي الترابي‪9111..............................11111‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬آلاليات املؤطرة للقرار الترابي‪11…….……..……………..……………………………………....…….‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬إلاطار القانوني للجماعات الترابية …………………………………………………………‪11…….….‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬الجماعات الترابية كفاعل في صناعة القرار الترابي ………………‪11….………………………..‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬إلاطار التنظيمي للجهة في ظل القوانين الجديدة‪12……..………………………………………..‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التنظيم القانوني الجديد للعماالت وألاقاليم والجماعات ‪19…….……….……………...‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬السلطة التنظيمية للجماعات الترابية ‪23…...................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬مجاالت السلطة التنظيمية الترابية ‪24……………….……………..……………………………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص السلطة التنظيمية الترابية ‪27..…...….…………………..…...............................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬ترسيخ الديمقراطية الترابية في بلورة القرار العمومي الترابي‪28…..……………………....‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬دور السلطة املحلية في ترسيخ الديمقراطية الترابية…………………………‪29…….………..‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬رجال السلطة ودورهم في تدبير الشأن الترابي‪29.........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دور ممثلي املصالح الخارجية في التدبير الترابي‪32.…..…..….………………….……………..‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القرب السياس ي مدخل لبلورة القرار الترابي‪33………….……………………………….………..‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬التعددية وسياسة القرب في تدبير الشأن العام الترابي ……………………………‪34……….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬املفهوم الجديد للسلطة ‪36…….………..………………………….…………………………………..‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬مقومات صناعة القرار العمومي الترابي…………………………‪39……..……..…..……….…..‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬تطوير وتأهيل إلامكانيات البشرية والرقابية ‪40…….….…..……………………………………..‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬الاهتمام باملوارد البشرية في أفق بلورة القرار الترابي‪40…..………………..…………………...‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬تحفيز وتكوين املوارد البشرية‪41….…....….…….…………….…………………..........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التأهيل واعتماد الحركية وإعادة الانتشار ‪44....….....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أدوات مراقبة صنع القرار الترابي …………………………‪47...……...……………..…..….……….‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬مكانة املعارضة من عملية صنع القرار الترابي‪47…....…………..….…………….……………..‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دور القضاء الاداري واملجالس الجهوية للحسابات في مراقبة القرار الترابي…‪54…...‬‬

‫‪139‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حوكمة العالقة ما بين السياس ي وإلاداري في تدبير القرار الترابي…‪65…………….…....‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬عالقة الجماعات الترابية بممثلي السلطات العمومية……………………‪66……….………....‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬تطوير عدم التركيز إلاداري في أفق تفعيل القرار التربي………………………‪66…………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التخفيف من سلطة الوصایة على الجماعات الترابیة ‪68……...……………………………..‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تفعيل التدبير التشاركی بين الدولة والجماعات الترابیة‪70……....…………………..………...‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬التعاقد كآلية لتحقيق الحكامة‪70…….…...…..………………………………………..…………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهمية التخطيط في تطوير أداء املجالس الجماعية‪72…….……….…..…………………….‬‬
‫خالصة القسم الثاني‪74….……….………….……….………………………………………………………………………..‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬فعالية تدبير السياسات العمومية الترابية‪77….….…..…..…………….‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬سلطات الجماعات الترابية في تفعيل السياسات العمومية الترابية‪78..………..……...‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬مبادئ تدبير السياسات العمومية الترابية وفق املقتضيات القانونية الجديدة……‪78‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬دور مبدأ التدبير الحر في ممارسة الجماعات الترابية لسلطاتها في تفعيل السياسات‬
‫العمومية الترابية‪79……..…….………………………………………………………………………………………………….‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬الطبيعة القانونية ملبدأ التدبير الحر‪80……..………………………………………………………..‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهمية التدبير الحر بالنسبة للجماعات الترابية………………………………‪82……....…….‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اعتماد مبادئ أخرى جديدة في التدبير الترابي‪84……..……..…………………………………….‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬سلطات الجماعات الترابية وفق مبدأ التفريع…………………………………………‪85……....‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التضامن والتعاون بين الجماعات الترابية‪87……...……………………………………………..‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬وسائل الجماعات الترابية في تنفيذ السياسات العمومية الترابية‪88….....…….……….‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬الوسائل الذاتية لتفعيل السياسات العمومية الترابية‪89....….….…………………………….‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬شركات التنمية املحلية أداة لتنفيذ السياسات العمومية الترابية‪89…..…..……………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الوكالة الجهوية لتنفيذ املشاريع كآلية لتنفيذ السياسات العمومية الترابية‪91..……..‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التنفيذ التشاركي للسياسات العمومية الترابية……………………………………‪95……...…….‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬الشراكة مع القطاع الخاص كآلية لتنفيذ السياسات العمومية الترابية‪96..….....…….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشراكة مع املجتمع املدني لتتبع وإعداد وتقييم السياسات العمومية الترابية‪98..….‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬آليات الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام الترابي‪101……..….……….…………………..‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬الحكامة الترابية كآلية لتفعيل السياسات العامة الترابية‪102……..…….…..……………..‬‬

‫‪140‬‬
‫صناعة القرار العمومي الترابي وفعالية السياسات العمومية المحلية‬

‫الفرع ألاول‪ :‬مبادئ الحكامة الترابية‪102…….………….……..…………………………………………………………..‬‬


‫الفقرة ألاولى‪ :‬املقاربة الترابية………………………………………‪103…….….………….……………………………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مبدأ الاستطراد‪104….…….………….………………………………………………..………………….‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬اعتماد مقاربة النوع‪105...............................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آليات ترسيخ الحكامة الترابية الجيدة…‪108…….…....…………………………………………….‬‬
‫لفقرة ألاولى‪ :‬التسويق الترابي والتواصل مع املحيط الخارجي للجماعات الترابية‪108…...…..………..‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إعتماد الشفافية ودعم أخالقيات املدبرين في التدبير الترابي………………‪111….…...‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تطوير أنظمة وأدوات مراقبة املالية الترابية لتفعيل السياسات العمومية‬
‫الترابية‪113……….…………..……………………………………………………………………………………………..…..…….‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬آليات تدبير السياسات العمومية الترابية………………………………………‪114….……………..‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬سياسة التدقيق وإلافتحاص ودورها في تحسين التدبير الترابي‪114…….……..………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييم السياسات العمومية……………………………………………………………‪117….………..‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اعتماد التطبيقات الحديثة آلليات التدبير ………‪119…..….…………….……………………….‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬دالئل الوسائط املرجعية…………………………………………………………‪119……..….………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة التسيير‪121.........................................................................................................‬‬
‫خالصة القسم الثاني‪123.......................................................................................................................‬‬
‫خالصة واستنتاجات عامة‪124..............................................................................................................‬‬
‫الئحة املراجع‪127....................................................................................................................................‬‬
‫الفهرس‪138.............................................................................................................................................‬‬

‫‪141‬‬

You might also like