You are on page 1of 12

‫السياسات العمومية‬

‫األستاذ‪ :‬المصطفى طه‬

‫دور البرلمان في تقييم السياسات‬


‫العمومية‬

‫مشروع عرض‬

‫األستاذ المشرف‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬


‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫المصطفى طه‬ ‫التهامي البدوي‬
‫بدر غانم ـ وصال حازم‬
‫أمال حرير‬
‫خليفة قاسم ـ عبد المالك البيار‬
‫عبد الرحيم احمايمو‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2023 - 2022‬‬
‫مقدمة‬
‫يكتـس ي األسـاس الدسـتوري أهميـة خاصـة علـى مسـتوى ممارسـة الوظائـف البرلمانيــة‪،‬‬
‫خاصــة في ظــل األحــكام الدســتورية الجديــدة الــي جــاءت بمنظومــة متكاملــة تتعلــق‬
‫بالســلط والمؤسســات وبكيفيــة اشــتغالها وعالقتهــا ببعضهــا البعــض‪ ،‬كمــا تضمنــت‬
‫مختلــف المقتضيــات المتعلقــة بأســس صياغــة سياســة الدولــة وبإعــداد السياســات‬
‫والبرامــج الحكوميــة وتنفيذهــا‪ ،‬وصــوال إلى دور البرلمــان في مناقشــة وتقييــم السياســات‬
‫العموميــة‪.1‬‬
‫ويعد تقييم السياسات العمومية‪ 2‬من الوظائف الجديدة التي أسندت للبرلمان بعد ما اتضحت‬
‫محدودية الرقابة على الحكومة باإلضافة إلى التشريع والمراقبة‪ .‬وهــذا التطــور في الوثيقــة‬
‫األساســية للمملكـة المغربيـة قـد جـاء عقـب اعتمـاد المغـرب علـى منهجيـة إعـداد وتنفيـذ‬
‫السياسـات العموميـة التنمويـة وتنزيـل المخططـات االسـتراتيجية القطاعيـة المنبثقـة عنهـا‪،‬‬
‫خاصة بعـد االرتفاع الكبـير في االعتمادات الماليـة المخصصـة لالسـتثمار العمـومي الـذي‬
‫يعتـر اآلليـة األساسـية لصياغـة وتنزيـل وتنفيـذ سياسـة الدولـة علـى المدى االسـتراتيجي‪،‬‬
‫والـتي تترجـم لسياسـات عموميـة وبرامـج حكوميـة‪ 3.‬فقبــل اعتمــاد دســتور المملكــة‬
‫المغربية لسنة ‪ ، 2011‬كانــت الســلطة التنفيذيــة تنفــرد بصياغـة وإعـداد وتنفيـذ السياسـات‬
‫العموميـة وبتقييمهـا بمعـزل عـن البرلمـان الــذي لــم يكــن باســتطاعته تتبــع العمــل‬
‫والنشــاط الحكــومي أو حتـى تقييــم البرامــج الحكوميــة علــى هــذا المســتوى‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار نص الفصل ‪ 70‬من الدستور في الفقرة الثانية على أن البرلمان يصوت‬
‫على القوانين ويراقب عمل الحكومة ويقيم السياسات العمومية‪ .‬فإذا كان الفصـل ‪ 70‬مـن‬
‫الدسـتور‪ ،‬الـذي يعتـبر المرجـع األسـاس لتحديـد الوظائـف الرئيســية للبرلمــان المغــربي‪،‬‬
‫قــد نــص بوضــوح علــى اختصــاص الســلطة التشـريعية علـى مسـتوى تقييـم السياسـات‬
‫العموميـة‪ ،‬فـإن فصـوال أخـرى مـن الوثيقــة الدســتورية قــد تضمنــت مجموعــة مــن‬
‫األحــكام التفصيليــة الم رتبطــة بأسـس إعـداد السياسـات العموميـة وبممارسـة هـذه الوظيفـة‬
‫الثالثـة للبرلمـان‪ ،‬بشـكل يعطـي صـورة واضحـة عـن تراتبية دسـتورية تبـدأ مـن وضع‬
‫قواعــد إعــداد سياســة الدولــة علــى المــدى االسـتـراتيجي‪ ،‬وصياغــة السياســات العموميــة‬
‫علــى المــدى المتوســط‪ ،‬وعالقــة البرنامــج الحكــومي بهذيــن المجاليـن الدســتوريين‪،‬‬
‫وصــوال إلى آليــات تنفيــذ السياســات عبـر البرامــج والمخططــات االسـتـراتيجية‪ ،‬والوعــاء‬
‫المــالي والميزانياتـي لتنفيذهــا‪ ،‬وصــوال إلى دور البرلمــان الــذي يختــص بالتقييــم البعــدي‬
‫للسياســات العموميــة والبرامــج االسـتـراتيجية‪.‬‬

‫‪ 1‬اإلطار المرجعي لتقييم السياسات العمومية ‪ ،‬مجلس النواب‪ ،‬ص‪26‬‬


‫‪2‬‬
‫ظهر مفهوم تقييم السياسات العمومية ألول مرة في السبعينيات بالواليات المتحدة األمريكية وذلك لالنتقال من الرقابة التقليدية للعمل الحكومي إلى التركيز على نقط‬
‫القوة ونقط الضعف من أجل تحسين المردودية‪.‬‬
‫‪ 3‬اإلطار المرجعي لتقييم السياسات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪2‬‬
‫قبل الخوض في تفاصيل الموضوع ال بد من الوقوف عند مفهومي السياسات العمومية وكذا‬
‫تقييم السياسات العمومية‪.‬‬
‫ـ السياسات العمومية‪ :‬يقصد بالسياسات العمومية مجموع األنشطة واإلجراءات والتدابير‬
‫والتدخالت التي يقوم بها الفاعلون العموميون من أجل إيجاد حلول إلشكاالت معينة‪ .‬وتخضع‬
‫هذه السياسات العمومية لست مراحل تبدأ ببزوغ المشكل‪ ،‬الوضع في األجندة وصياغة الحل‪،‬‬
‫تبني الحل‪ ،‬األجرأة والتنفيذ‪ ،‬تدبير المشكل ثم التقييم‪.‬‬
‫ـ تقييم السياسات العمومية‪ :‬تضع المادة ‪ 288‬من النظام الداخلي لمجلس النواب تعريفا وظيفيا‬
‫لتقييم السياسات العمومية حيث جاء فيها‪" :‬يهدف التقييم الذي يقوم به مجلس النواب إلى إنجاز‬
‫أبحاث وتحاليل‪ ،‬بهدف التعرف على نتائج السياسات والبرامج العمومية‪ ،‬وقياس آثارها على‬
‫الفئات المعنية وعلى المجتمع‪ ،‬كما يهدف إلى معرفة مستوى اإلنجاز الذي تم تحقيقه قياسا‬
‫باألهداف المرسومة وتحديد العوامل التي مكنت من بلوغ تلك األهداف‪ ،‬وذلك بغاية إصدار‬
‫توصيات وتقديم اقتراحات بشأن التحسينات التي يمكن إدخالها على السياسة العمومية موضوع‬
‫‪4‬‬
‫التقييم"‪.‬‬
‫رغم أن دستور المملكة المغربية لسنة ‪ 2011‬قد حدد صالحيات البرلمان في تقييم السياسات‬
‫العمومية إال أن البرلمان يواجه رزنامة من التحديات تحد من قيامه بهذه المهمة‪ .‬ومن هذا‬
‫المنطلق تبرز لدينا إشكالية تتجلى في مدى قدرة المؤسسة البرلمانية على ممارسة وظيفة تقييم‬
‫السياسات العمومية‪.‬‬
‫ويتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة الفرعية تتعلق أساسا بما يلي‪:‬‬
‫ـ ما هي اآلليات التي منحها المشرع الدستوري للبرلمان ليمارس صالحية تقييم السياسات‬
‫العمومية؟‬
‫ـ أين يتجلى دور البرلمان المغربي في تقييم السياسات العمومية؟‬
‫ـ ما مدى قدرة البرلمان المغربي على أداء وظيفة تقييم السياسات العمومية؟‬
‫ـ ما هي الوسائل الضرورية الكفيلة بتقوية وظيفة البرلمان في تقييم السياسات العمومية؟‬
‫لمعالجة هذه اإلشكالية ارتأينا أن نتناول هذا الموضوع في مسألتين اثنتين‪ ،‬تتعلق األولى‬
‫بآليات ممارسة البرلمان لصالحية تقييم السياسات العمومية (مطلب أول)‪ ،‬وتتعلق المسألة‬
‫الثانية بمحدودية قيام البرلمان بتقييم السياسات العمومية (مطلب ثان)‪.‬‬

‫‪ 4‬النظام الداخلي لمجلس النواب ل ‪ 8‬غشت ‪ ،2017‬كما تم تعديله بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر‪.2017‬‬

‫‪3‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آليات ممارسة البرلمان لصالحية تقييم السياسات العمومية‬
‫لم يكتف المشرع الدستوري بإقرار هذه الصالحية الجديدة المتعلقة بتقييم السياسات العمومية‪،‬‬
‫وإنما عمل من أجل تفعيلها على وضع وتحديد عدد من اآلليات الدستورية المتنوعة والجديدة‬
‫المساعدة على ممارستها إما بصفة مباشرة أو بصفة غير مباشرة من خالل آلية الجلسات (فقرة‬
‫أولى) ومن خالل عالقة البرلمان بالمؤسسات الدستورية المعنية بتقييم السياسات العمومية‬
‫(فقرة ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬آلية الجلسات البرلمانية لتقييم السياسات العمومية‬
‫تتنوع الجلسات البرلمانية التي يعقدها من أجل تقييم السياسات العمومية إلى جلسات سنوية‬
‫وجلسات مرحلية وأخرى شهرية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الجلسة السنوية لمناقشة السياسات العمومية وتقييمها‪.‬‬
‫إن أبرز آلية وضعها المشرع الدستوري لممارسة البرلمان لصالحيته في تقييم السياسات‬
‫العمومية ومناقشتها تتمثل في الجلسة البرلمانية السنوية المخصصة لمناقشة السياسات العمومية‬
‫وتقييمها‪ ،5‬وذلك عندما نص الدستور في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 101‬على أنه " تخصص‬
‫جلسة سنوية من قبل البرلمان لمناقشة السياسات العمومية وتقييمها"‪ .6‬ويعد هذا تتويجا دستوريا‬
‫لتكريس التواصل الفعال بين البرلمان والحكومة من أجل مراقبة البرامج والوقوف على مدى‬
‫تحقق األهداف المسطرة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وتفعيال لهذا المقتضى الدستوري‪ ،‬نص مجلس النواب في المادة ‪ 287‬من نظامه الداخلي‬
‫على أنه سيخصص لممارسة صالحيته في تقييم السياسات العمومية جلسة سنوية لمناقشة‬
‫السياسات العمومية التي قام بتقييمها‪ .‬ونفس الشيء نجده أيضا عند مجلس المستشارين بموجب‬
‫المادة ‪ 308‬من نظامه الداخلي لتقييم السياسات العمومية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للفترة الزمنية التي ستعقد فيها هذه الجلسات السنوية المخصصة لمناقشة‬
‫السياسات العمومية وتقييمها‪ ،‬فإذا كان النظام الداخلي لمجلس النواب لفاتح غشت ‪ 2013‬قد‬
‫حددها بموجب المادة ‪ 211‬منه في " النصف األول من دورة أبريل"‪ ،‬وهي الفترة ذاتها التي‬
‫قررها مجلس المستشارين بموجب المادة ‪ 211‬من نظامه الداخلي‪ ،8‬إال أن مجلس النواب أغفل‬
‫هذا التحديد الزمني كما يظهر من المادة ‪ 287‬من نظامه الداخلي لسنة ‪ ،9 2017‬وهو ما تبعه‬
‫‪10‬‬
‫فيه أيضا مجلس المستشارين في نظامه الداخلي لسنة ‪.2020‬‬

‫‪ 5‬رشيد المدور‪ ،‬تقييم البرلمان المغربي للسياسات العمومية‪ :‬دالالته وآلياته وإشكاالته‪ ،‬مجلة دفاتر برلمانية المجلد‪،1‬عدد مزدوج ‪1‬و‪ ،2‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 6‬دستور المملكة المغربية ‪ ،‬الصادر األمر بتنفيذه بالظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬بتاريخ ‪ 29‬يوليو ‪ ،2011‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 5964‬مكرر‬
‫في ‪ 30‬يوليو ‪ ،2011‬ص ‪.3600‬‬
‫‪ 7‬النظام الداخلي لمجلس النواب ل ‪ 8‬أغسطس ‪ ،2017‬كما تم تعديله بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر ‪ ،2017‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 8‬النظام الداخلي لمجلس المستشارين يوليو ‪2014‬‬
‫‪ 9‬المادة ‪ 287‬من النظام الداخلي لمجلس النواب لسنة ‪ " :2017‬طبقا للفصل ‪ 70‬من الدستور ‪ ،‬يقوم مجلس النواب بتقييم السياسات العمومية‪،‬‬
‫ويخصص لهذا الغرض جلسة سنوية لمناقشة السياسات العمومية التي قام بتقييمها طبقا للمواصفات والمساطر المحددة في هذا الباب‪".‬‬
‫‪ 10‬النظام الداخلي لمجلس المستشارين يونيو‪2020‬‬

‫‪4‬‬
‫وفيما يتعلق بتحديد السياسات العمومية المراد تقييمها‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 289‬من النظام‬
‫الداخلي لمجلس النواب على أن مكتب المجلس هو الذي يحدد السياسات العمومية المقترحة‬
‫للتقييم بناء على اقتراحات الفرق والمجموعات النيابية في بداية السنة التشريعية‪.‬‬
‫أما على مستوى التحضير لجلسة التقييم السنوية‪ ،‬فقد اختلف التعامل معها من طرف نظام‬
‫كل مجلس‪ ،‬فإذا كان النظام الداخلي لمجلس النواب قد أسند هذه المهمة بشكل عام إلى اللجن‬
‫الدائمة المختصة كما يتضح من خالل المواد ‪ 214‬و‪ 216‬و‪ ،217‬فإن النظام الداخلي لمجلس‬
‫المستشارين أحال األمر على "مجموعات موضوعاتية مؤقتة"‪.11‬‬
‫حيث تتبع اللجنة الموضوعاتية في عملها المراحل التالية‪:‬‬
‫ـ صياغة المصطلحات والعناصر المرجعية للتقييم‪.‬‬
‫ـ تجميع المعطيات ‪.‬‬
‫ـ إطالق األبحاث الضرورية‪.‬‬
‫ـ المصادقة على استنتاجات األبحاث والدراسات‪.‬‬
‫ـ وضع التوصيات واالقتراحات‪.‬‬
‫ـ صياغة تقرير التقييم ‪.‬‬
‫لإلشارة يمكن أن يطلب مكتب المجلس تلقائيا أو بناء على طلب اللجنة الموضوعاتية مساعدة‬
‫المجلس األعلى للحسابات أو المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي أو إحدى المؤسسات‬
‫الدستورية وهيئات الحكامة‪.‬‬
‫بعد صياغة التقرير يعمل مكتب المجلس على تحديد موعد الجلسة وإخبار رئيس الحكومة‬
‫وتعميم التقرير على جميع أعضاء المجلس‪ ،‬كما تقوم ندوة رؤساء الفرق والمجموعات النيابية‬
‫بتنظيم المناقشة العامة داخل الجلسة‪.‬‬
‫أثناء الجلسة العامة يتم تقديم ملخص عن تقرير السياسة العمومية موضوع التقييم من طرف‬
‫رئيس أو مقرر الجلسة‪ ،‬تتلوه تدخالت الفرق والمجموعات النيابية لمناقشة التقرير‪ ،‬لتختم‬
‫بتدخالت القطاعات الحكومية المعنية بالسياسة العمومية موضوع التقييم لإلجابة على مداخالت‬
‫الفرق والمجموعات النيابية‪.‬‬
‫ويشرح اإلطار المرجعي لتقييم السياسات العمومية المعد من طرف مجلس النواب جانب‬
‫المرحل ة التحضيرية للتقييم‪ ،‬ويشير إلى اعتماد " هيأة دائمة " مختصة بتقييم السياسات‬
‫العمومية‪ ،‬كآلية سياسية تكون تحت اإلشراف المباشر لرئيس مجلس النواب‪ ،‬تضم مختلف‬
‫الفرق النيابية‪ ،‬وتمارس مهامها التحضيرية طيلة الوالية التشريعية‪ ،‬كما تضمن كذلك كآلية‬

‫‪ 11‬تتألف هذه المجموعات من‪ :‬ممثل عن جميع الفرق على األقل والمجموعات البرلمانية عند االقتضاء‪ ،‬ويتراوح عدد أعضائها بين ‪ 10‬و‪20‬‬
‫عضوا كحد أقصى‪ ،‬إضافة الختيار رئيس هذه المجموعة ونائبين له ومقرر‬

‫‪5‬‬
‫أخرى تسمى " الوحدة التقنية " لتقييم السياسات العمومية‪ ،‬تتكون من مختلف األطر اإلدارية‬
‫والتقنية المتخصصة من بين موظفي المجلس‪ ،‬ينحصر دورها في الجانب التقني الصرف‬
‫لتحليل السياسات العمومية‪ ،‬وتظل رهن إشارة الهيأة السياسية المتخصصة في التحضير لجلسة‬
‫التقييم‪ 12.‬لكن ورغم أهمية هاتين اآلليتين فإن النظام الداخلي لمجلس النواب لم ينص عليهما‪.‬‬
‫ونشير إلى أنه ال يمكن لمجلسي البرلمان عقد جلسة سنوية مشتركة لمناقشة السياسات‬
‫العمومية وتقييمها‪13،‬كما قضت المحكمة الدستورية (المجلس الدستوري سابقا)‪ 14‬في أحد‬
‫قراراتها‪ ،‬حيث اعتبرت أن‪" :‬ما تضمنته المواد من ‪ 211‬إلى ‪ 217‬من النظام الداخلي لمجلس‬
‫النواب من مقتضيات تتعلق بعقد البرلمان لجلسة مشتركة سنويا لمناقشة وتقييم السياسات‬
‫العمومية‪ ،‬يعتبر مخالفا للدستور"‪.15‬‬
‫ثانيا‪ :‬عرض الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة أمام البرلمان‬
‫من اآلليات التي وضعها المشرع الدستوري لممارسة البرلمان لصالحياته في تقييم‬
‫السياسات العمومية ومناقشتها‪ :‬عرض رئيس الحكومة أمام البرلمان الحصيلة المرحلية لعمل‬
‫الحكومة‪ ،‬وألجل ذلك‪ ،‬نص في الفصل ‪ 101‬من الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬على أنه‪:‬‬
‫"يعرض رئيس الحكومة أمام البرلمان الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة‪ ،‬إما بمبادرة منه‪ ،‬أو‬
‫‪16‬‬
‫بطلب من ثلث أعضاء مجلس النواب‪ ،‬أو من أغلبية أعضاء مجلس المستشارين"‪.‬‬
‫أما على مستوى الممارسة‪ ،‬فقد تم تفعيل هذه الصالحية‪ ،‬إلى حدود تاريخه‪ ،‬ثالث مرات‪،‬‬
‫كانت جميعها بمبادرة من رئيس الحكومة ‪ 17‬مع العلم أن الدستور لم يحدد ال زمان وال عدد‬
‫‪18‬‬
‫المرات التي يجب تقديم الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة أمام البرلمان‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الجلسة الشهرية بالبرلمان لمناقشة السياسة العامة‪.‬‬
‫إن ما نص عليه المشرع الدستوري في الفصل ‪ 100‬من الدستور على أنه ‪ ":‬تقدم األجوبة‬
‫على األسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس الحكومة‪ ،‬وتخصص لهذه األجوبة جلسة‬
‫واحدة كل شهر‪ ،‬وتقدم األجوبة أمام المجلس الذي يعنيه األمر خالل الثالثين يوما الموالية‬
‫إلحالة األسئلة إلى رئيس الحكومة"‪ ،19‬يندرج بدوره في نطاق الوسائل واألدوات التي وضعها‬
‫المشرع الدستوري رهن إشارة البرلمانيين لممارسة اختصاص تقييم السياسات العمومية وإن‬
‫‪20‬‬
‫بطريقة غير مباشرة‪.‬‬

‫‪ 12‬اإلطار المرجعي لتقييم السياسات العمومية‪ ،‬مجلس النواب ‪،‬ص‪.73-72‬‬


‫‪ 13‬رشيد المدارسي‪ ،‬التجربة البرلمانية المغربية في مجال تقييم السياسات العمومية في ضوء الواليتين التشريعيتين التاسعة والعاشرة‪ ،‬مجلة دفاتر‬
‫برلمانية‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬عدد مزدوج ‪ 1‬و‪ ،2‬ص ‪.92‬‬
‫‪ 14‬تم تغيير التسمية من المجلس الدستوري إلى المحكمة الدستورية بعد دستور ‪2011‬‬
‫‪ 15‬قرار المجلس الدستوري رقم ‪ ،13-924‬الصادر في ‪ 22‬غشت ‪ ،2013‬بشأن النظام الداخلي لمجلس النواب لفاتح غشت ‪ ،2013‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ :‬عدد ‪ 6185‬بتاريخ ‪ 9‬شتنبر ‪ ،2013‬ص‪.6030‬‬
‫‪ 16‬دستور المملكة المغربية لسنة ‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 17‬رشيد المدور‪ ،‬تقييم البرلمان للسياسات العمومية‪ :‬دالالته وآلياته وإشكالياته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 18‬رشيد المدور‪ ،‬البرلمان في ظل الملكية البرلمانية المغربية‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2‬الدار البيضاء‪ ، 2022 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 19‬دستور المملكة المغربية لسنة ‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 20‬رشيد المدور‪ ،‬تقييم البرلمان للسياسات العمومية‪ :‬دالالته وآلياته وإشكالياته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪17‬‬

‫‪6‬‬
‫ونشير إلى أنه قبل انعقاد الجلسة الشهرية يعمل مكتب كل مجلس من مجلسي البرلمان‪ ،‬قبل‬
‫اإل عالن عن عقد تلك الجلسات الشهرية‪ ،‬على التحقق مسبقا بكون األسئلة الموجهة لرئيس‬
‫الحكومة تكتسي بالفعل صبغة سياسية عامة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عالقة البرلمان بالمؤسسات الدستورية المعنية بتقييم السياسات العمومية‬
‫يندرج ضمن المستجدات ما جاء به دستور‪ 2011‬من تنظيم لعالقة البرلمان بالمؤسسات‬
‫الدستورية المعنية بتقييم السياسات العمومية حيت تمت دسترة مناقشة البرلمان لتقارير عدد‬
‫من المؤسسات الدستورية باإلضافة إلى التنصيص على استماع اللجن البرلمانية إلى مسؤولي‬
‫اإلدارات وكذا تشكيل لجن تقصي الحقائق بمبادرة برلمانية ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مناقشة البرلمان لتقارير عدد من المؤسسات الدستورية‬
‫من مظاهر تحول البرلمان من مجرد مؤسسة إلى سلطة تشريعية‪ ،‬وتخويله آليات ممارستها‬
‫إلزام المشرع الدستوري عددا من المؤسسات والهيئات الدستورية بتقديم عروض سنويا عن‬
‫أعمالها أمام البرلمان‪ .‬وتكون تلك العروض موضوع مناقشة من قبل مجلسي البرلمان‪ .‬ومما‬
‫ال شك فيه أن هذا األمر سيقوي الفرص التي أصبحت متاحة أمام البرلمان لمناقشة السياسات‬
‫العمومية‪ .‬وفي مقدمة هذه المؤسسات يأتي المجلس األعلى للحسابات الذي يوجه تقريرا سنويا‪،‬‬
‫يتضمن بيانا عن جميع أعماله‪ ،‬إلى رئيسي مجلسي البرلمان‪ ،‬وذلك بعد أن يرفعه إلى الملك‬
‫ويوجهه إلى رئيس الحكومة‪ ،‬ثم ينشر بالجريدة الرسمية للمملكة‪ .‬وإضافة إلى ذلك يقدم الرئيس‬
‫األول للمجلس األعلى للحسابات عرضا عن أعمال هذا المجلس أمام البرلمان‪ ،‬ويكون هذا‬
‫العرض متبوعا بالمناقشة‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 148‬من الدستور‪.‬‬
‫وأما المؤسسات الدستورية التي تقدم تقريرا سنويا أمام البرلمان يتبع بالمناقشة فقد حددها‬
‫المشرع الدستوري في الفصول من ‪ 161‬إلى ‪ 170‬من الدستور‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من المجلس‬
‫الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬ومؤسسة الوسيط‪ ،‬ومجلس الجالية المغربية بالخارج‪ ،‬والهيأة المكلفة‬
‫بالمناصفة ومحاربة جميع أشكال التمييز‪ ،‬والهيئة العليا لالتصال السمعي البصري‪ ،‬ومجلس‬
‫المنافسة‪ ،‬والهيأة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها والمجلس األعلى للتربية‬
‫والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬والمجلس االستشاري لألسرة والطفولة والمجلس االستشاري‬
‫للشباب والعمل الجمعوي ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬استماع اللجان البرلمانية إلى مسؤولي اإلدارات‬
‫من األدوات التي وضعت رهن إشارة البرلمانيين للمساعدة في ممارسة اختصاص تقييم‬
‫السياسات العمومية بفعالية‪ ،‬النص في صلب الدستور على حق اللجان البرلمانية المعنية في‬
‫كال المجلسين في أن تطلب االستماع إلى مسؤولي اإلدارات والمؤسسات والمقاوالت العمومية‪،‬‬
‫بحضور الوزراء المعنيين‪ ،‬وتحت مسؤوليتهم بموجب الفصل ‪ 102‬من الدستور‪.21‬‬

‫‪21‬‬
‫رشيد المدور‪ ،‬البرلمان في ظل الملكية البرلمانية المغربية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪7‬‬
‫ثالثا‪ :‬تشكيل لجن تقصي الحقائق بمبادرة البرلمان‪.‬‬
‫تحدث لجن تقصي الحقائق إما بمبادرة ملكية أو مبادرة برلمانية‪ ،‬فإن كانت لجنة تقصي‬
‫الحقائق المحدثة بمبادرة ملكية يتم تشكيلها بشكل مباشر من طرف مجلس النواب فإن تشكيل‬
‫لجنة تقصي الحقائق يتطلب مسطرة عبر ست مراحل‪:‬‬
‫ـ المبادرة‪ :‬جمع التوقيعات من طرف صاحب أو أصحاب المبادرة في حدود ثلث أعضاء‬
‫المجلس على األقل بغض النظر عن االنتماء السياسي‪.‬‬
‫ـ اإليداع‪ :‬إيداع طلب التشكيل مصحوبا بتوقيعات ثلث أعضاء المجلس على األقل‪ ،‬لدى رئاسة‬
‫المجلس‪.‬‬
‫ـ إشعار الحكومة‪ :‬إشعار رئيس الحكومة من طرف رئيس المجلس داخل أجل ال يتعدى ‪ 3‬أيام‬
‫من تاريخ التوصل بالطلب‪.‬‬
‫ـ تشكيل اللجنة‪ :‬يتعلق تشكيل بجواب رئيس الحكومة فإذا كان جواب رئيس الحكومة بوجود‬
‫متابعة قضائية ف ي الموضوع ال يمكن مناقشة طلب التشكيل‪ .‬وإذا كان جواب رئيس الحكومة‬
‫بعدم وجود متابعة قضائية يتخذ رئيس المجلس اإلجراءات االزمة لتشكيل اللجنة‪ .‬أما إذا لم‬
‫سكت رئيس الحكومة ولم يدل بأي جواب لمدة ‪ 15‬يوما فإن رئيس المجلس يتخذ اإلجراءات‬
‫الالزمة لتشكيل اللجنة‪.‬‬
‫ـ تأليف وتعيين أعضاء اللجنة‪ :‬تتألف من ممثل عن كل فريق ومجموعة نيابية‪ ،‬يتم اللجوء‬
‫إلى قاعدة التمثيل النسبي في توزيع المقاعد المتبقية‪ ،‬ويعين أعضاء اللجنة من قبل مكتب‬
‫المجلس‪.‬‬
‫ـ انتخاب أجهزة اللجنة‪ :‬يؤول منصب رئيس اللجنة أو مقررها للمعارضة‪ ،‬وتعطى األسبقية‬
‫في االختيار ما بين منصبي الرئيس أو المقرر لفرق المعارضة‪.‬‬
‫وتمارس اللجنة مهامها من خالل االطالع على الوثائق وجمع المعلومات واالستماع واالنتقال‬
‫إلى عين المكان عند االقتضاء‪ ،‬لتنهي أشغالها في أجل ‪ 6‬أشهر‪ .‬بعد ذلك تخصص جلسة عامة‬
‫لمناقشة تقارير لجنة تقصي الحقائق خالل األسبوعين المواليين لوضع التقرير ويعهد لمكتب‬
‫‪22‬‬
‫المجلس في أن يقرر في إمكانية إحالة تقرير اللجنة على القضاء ‪.‬‬

‫‪ 22‬مجلس النواب‪ ،‬دليل المساطر الخاصة باللجن النيابية لتقصي الحقائق‪ ،‬دورة أكتوبر ‪2017-2016‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬محدودية قيام البرلمان بتقييم السياسات العمومية وكيفية تجاوزها‪.‬‬
‫رغم ما منحه المشرع الدستوري من صالحيات للبرلمان من أجل القيام بوظيفة تقييم‬
‫السياسات العمومية إال أن هذه الوظيفة تبقى محدودة (فقرة أولى) إلكراهات عديدة وتحديات‬
‫وجب إيجاد سبل لتخطيها وتطوير وظيفة البرلمان الجديدة (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬محدودية تقييم البرلمان للسياسات العمومية‬


‫تعزى محدودية قيام البرلمان بوظيفة تقييم السياسات العمومية إلى مجموعة عوامل نذكر‬
‫منها العقلنة البرلمانية واإلشكاالت االنتخابية وبنية البرلمان ذاتها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العقلنة البرلمانية‪:‬‬
‫تقوم الهندسة الدستورية المغربية على البرلمانية المعقلنة‪ ،‬التي تؤدي إلى إمالة التوازنات‬
‫الدستورية والسياسية للسل طة التنفيذية‪ ،‬وتعميق اختالل توازن ثنائية هاته السلطة من جهة‬
‫أخرى‪ .‬وعلى الرغم من صدور الوثيقة الدستورية الجديدة‪ ،‬التي منحت تصورا أكثر انفتاحا‬
‫تجاه البرلمان‪ ،‬إال أنه من الصعوبة بمكان تجاوز محددات اتخاذ القرار السياسي بالمغرب في‬
‫ظل تمركز هذا األخير‪.23‬‬
‫ويقصد بالعقلنة البرلمانية التقنية الهادفة إلى تحديد اختصاص البرلمان في مجال التشريع‬
‫على سبيل الحصر وتقييده مقابل توسيع اختصاصات الحكومة (تقييد السلطة التشريعية وتوسيع‬
‫اختصاصات السلطة التنفيذية)‪ ،‬وقد استلهم المشرع المغربي هذا المبدأ من دستور الجمهورية‬
‫الفرنسية الخامسة‪.‬‬
‫بالرغم من صدور دستور ‪ 2011‬الذي منح تصورا أكثر انفتاحا اتجاه البرلمان إال أنه يبقى‬
‫من الصعب تجاوز محددات اتخاذ القرار السياسي بالمغرب ويبقى نهج التوافقات والمساومات‬
‫هو المسيطر في مرحلة ما يسمى باالنتقال الديمقراطي‪ .‬فالقرار السياسي بالمغرب الزال يكرس‬
‫الصورة المتواضعة للمؤسسة التشريعية والتي تتميز بالقصور وانعدام الجرأة على اتخاذ‬
‫المبادرة خاصة فيما يتعلق بالتقييم‪ ،‬بل قد يبدو أنه من المستحيل أن تلجأ المعارضة مهما بلغت‬
‫ق وتها وعدتها إلى ملتمس الرقابة رغم النص الصريح للدستور عليه‪ ،‬وذلك راجع باألساس‬
‫للنظام السياسي السائد بالمغرب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إشكاالت العملية االنتخابية‬
‫تشكل منظومة القوانين االنتخابية عامال مؤثرا في عمل البرلمان سواء على مستوى نمط‬
‫االقتراع والتقطيع الجغرافي والقاسم االنتخابي وما يتعلق بالتسجيل في اللوائح االنتخابية وكذا‬
‫العتبة‪ .‬كل هذه اإلشكا الت تؤثر بشكل أو آخر في نتائج العملية االنتخابية الشيء الذي ينعكس‬

‫‪ 23‬طه لحميداني‪ ،‬البرلمان المغربي وتقييم السياسات العمومية‪ :‬سؤال االختصاص وإكراهات الممارسة‪ ،‬مجلة دفاتر برلمانية‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬عدد‬
‫مزدوج ‪1‬و‪ ،2‬ص ‪.29‬‬

‫‪9‬‬
‫سلبا على تشكيلة البرلمان وبالتالي في نوعية التحالفات مما يشكل عائقا أمام تكوين أغلبية‬
‫برلمانية وازنة ومنسجمة قادرة على تتبع ومراقبة وتقييم عمل الحكومة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العجز المزدوج للبرلمان بنيويا وممارساتيا‬
‫إن التفوق المعياري والعملي للسلطة التنفيذية‪ ،‬على مستوى النص الدستوري والواقع العملي‬
‫أيضا‪ ،‬والضعف االقتراحي وعجز األغلبية والمعارضة البرلمانية عن تعبئة الكفاءة العلمية‬
‫والخبرة النقدية‪ ،‬يجعل من البرلمان غير قادر على التأثير في المشاريع والبرامج الحكومية‬
‫وعاجزا على مستوى الحصول على المعلومات وتحليلها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬كيفية تجاوز تحديات تقييم البرلمان للسياسات العمومية‬
‫يبقى تجاوز التحديات المشار إليها آنفا رهين بالقرار السياسي بالمغرب حول إصالحات‬
‫عميقة تروم تجويد عمل المؤسسة التشريعية وذلك من خالل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إصالح منظومة القوانين االنتخابية‪ :‬ينطلق هذا اإلصالح من تنقية اللوائح االنتخابية‬
‫واعتماد التسجيل اآللي بناء على البطاقة الوطنية‪ .‬مرورا باعتماد تقطيع انتخابي أكثر إنصافا‬
‫وتوازنا من التقطيع الحالي وإعادة النظر في نمط االقتراع الفردي وتقييم نتائجه وانتهاء باعتماد‬
‫عتبة وقاسم انتخابي معقولين يحدان من بلقنة المشهد السياسي‪ ،‬من أجل إيجاد إمكانية تكوين‬
‫أغلبية منسجمة من أقل عدد ممكن من األحزاب السياسية الفائزة في االنتخابات‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تشديد الرقابة على عمل البرلمانيين من خالل إصالح النظام الداخلي للبر لمان باعتماد‬
‫إجراءات كفيلة بالحد من تغيبات أعضاء البرلمان‪ ،‬ومن عدم قيام غالبية الحاضرين بأي مهام‬
‫غير التصويت والتصفيق‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إيجاد حلول إلشكال تأخر قانون التصفية المتعلق بتنفيذ قانون المالية والذي يعتبر بمثابة‬
‫المؤشر الواضح على أجرأة السياسات العمومية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تفعيل ما نص عليه الفصل ‪ 158‬من الدستور من وجوب التصريح الكتابي بالممتلكات‬
‫من قبل المنتخبين بمجرد تسلمهم لمهامهم وخالل ممارستها وعند انتهائها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عمل البرلمان على تعبئة الخبرات والكفاءات العلمية والخبرات النقدية من أجل إنتاج‬
‫خطابات وآليات حجاجية علمية وعميقة‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬إعادة التوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في مجال إعداد السياسات العمومية‬
‫وتقييمها‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫يتضح مما سبق أنه على الرغم من اإلطار القانوني الذي وضعه المشرع الدستوري ليقوم‬
‫البرلمان بوظيفة تقييم السياسات العمومية‪ ،‬فإن فعالية التقييم البرلماني للسياسات العمومية تبقى‬
‫متوقفة على الممارسة الجيدة لهذه الوظيفة ورهينة باإلمكانات المتاحة للبرلمان إلنجاز المهمة‬

‫‪10‬‬
‫ال مذكورة‪ ،‬وكذا بالكفاءات التي يجب أن تتوفر لدى الفاعل السياسي للتقييم الموضوعي‬
‫للسياسات العمومية بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة‪.‬‬
‫خالصة القول إ ن التجربة المغربية ما زالت تحتاج إلى الكثير من الجهد‪ ،‬وهذا ما يفرض‬
‫على المشرع ضرورة إيجاد سبل ووسائل جديدة من شأنها االرتقاء بالعمل البرلماني المغربي‬
‫إلى المستوى المطلوب‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الئحة المصادر والمراجع‬
‫الكتب‬
‫• رشيد المدور‪ ،‬البرلمان في ظل الملكية البرلمانية المغربية‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬مطبعة رؤى‬
‫برينت‪ ،‬الرباط‪.2022 ،‬‬
‫• مجلس النواب‪ ،‬اإلطار المرجعي لتقييم السياسات العمومية‪ ،‬منشورات مجلس النواب‪،‬‬
‫عدد‪ ،2‬الرباط ‪ .2016‬ص‪.26‬‬
‫• مجلس النواب‪ ،‬دليل الجلسة السنوية لمناقشة وتقييم السياسات العمومية‪ ،‬مديرية المراقبة‬
‫والتقييم بمجلس النواب‪ ،‬دورة أكتوبر ‪.2021‬‬
‫• مجلس النواب‪ ،‬دليل المساطر الخاصة باللجن النيابية لتقصي الحقائق‪ ،‬دورة أكتوبر‬
‫‪.2016-2017‬‬
‫القوانين‬
‫• دستور المملكة المغربية‪ ،‬الصادر األمر بتنفيذه بالظهير الشريف رقم ‪1.11.91‬‬
‫بتاريخ ‪ 29‬يوليو ‪ ،2011‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 5964‬مكرر في ‪ 30‬يوليو ‪،2011‬‬
‫ص ‪.3600‬‬
‫• النظام الداخلي لمجلس المستشارين يونيو‪.2020‬‬
‫• النظام الداخلي لمجلس النواب ل ‪ 8‬غشت ‪ ،2017‬كما تم تعديله بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر‬
‫‪.2017‬‬
‫• النظام الداخلي لمجلس المستشارين يوليو ‪.2014‬‬
‫القرارات‬
‫• قرار المجلس الدستوري رقم ‪ ،13-924‬الصادر في ‪ 22‬غشت ‪ ،2013‬بشأن النظام‬
‫الداخلي لمجلس النواب لفاتح غشت ‪ ،2013‬الجريدة الرسمية‪ :‬عدد ‪ 6185‬بتاريخ ‪9‬‬
‫شتنبر ‪ ،2013‬ص‪.6030‬‬
‫المقاالت‬
‫• رشيد المدور‪ ،‬تقييم البرلمان المغربي للسياسات العمومية‪ :‬دالالته وآلياته وإشكاالته‪،‬‬
‫مجلة دفاتر برلمانية‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬عدد مزدوج ‪1‬و‪ ،2‬ص ‪ ،12‬مطبعة النجاح‪.2022،‬‬
‫• رشيد المدارسي‪ ،‬التجربة البرلمانية المغربية في مجال تقييم السياسات العمومية في‬
‫ضوء الواليتين التشريعيتين التاسعة والعاشرة‪ ،‬مجلة دفاتر برلمانية‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬عدد‬
‫مزدوج ‪ 1‬و‪ ،2‬ص ‪ ،92‬مطبعة النجاح‪.2022،‬‬
‫• طه لحميداني‪ ،‬البرلمان المغربي وتقييم السياسات العمومية‪ :‬سؤال االختصاص‬
‫وإكراهات الممارسة‪ ،‬مجلة دفاتر برلمانية‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬عدد مزدوج ‪1‬و‪ ،2‬ص ‪،29‬‬
‫مطبعة النجاح‪.2022،‬‬

‫‪12‬‬

You might also like