You are on page 1of 22

‫ماستر تدبير المالية العمومية‬

‫عرض حول‬
‫اإلجراءات الخاصة لتحصيل الديون العمومية‬

‫من إعداد الطلبة‬


‫الباحثين‪:‬‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫العياشي زينب‬

‫مهدي خرجوج‬ ‫لعاللمة مريم‬

‫الراوي جواد‬

‫بنهاري حمزة‬

‫‪2020/2019‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫إن تحصيل الديون العمومية في التشريع والقضاء المغربي له طبيعة خاصة تميزه‬
‫عن باقي المواضيع األخرى من عدة جوانب‪ ،‬فهو موضوع يهم غالبية فئات المجتمع وله‬
‫ارتباط وثيق بمختلف المرافق االقتصادية واالجتماعية داخل الدولة‪.‬‬
‫كما أنه يتميز بخصوصيته الجبرية‪ ،‬فالدولة إذا كانت مدعوة إلى توفير مختلف‬
‫الموارد واالعتمادات الالزمة لتدبير المرافق العمومية والقيام بالمهام المنوطة بها فإنها‬
‫ملزمة باستخالص مختلف المبالغ المقررة بواسطة الجداول الضريبية وقوائم اإليرادات‬
‫وأوامر المداخيل‪ ،‬التي تصدر باسم من هم ملزمون قانونا بأدائها‪ ،‬ومن أجل ترجمة هذا‬
‫المسعى إلى حقيقة واقعية وتحويل أرقام المبالغ الضريبية إلى نفوذ ونقلها من دعم الملتزمين‬
‫إلى صندوق خزينة الدولة‪ .‬فإن المشرع خول لإلدارة المكلفة باستيفاء تلك الموارد سلطات‬
‫واسعة تسمح لها بإنجاز المهمة الملقاة على عاتقها كما حرص على تنظيم ديون الدولة‬
‫العام ‪. 1‬‬ ‫النظام‬ ‫من‬ ‫استخالصها‬ ‫واعتبر‬ ‫آمرة‬ ‫بنصوص‬

‫حيث إن عملية التحصيل تعد من صالحيات القابض الذي هو ممثل الخازن العام‬
‫بناءا على قاعدة التفريق بين مهام المحاسب ومهام اآلمر بالصرف‪ ،‬ويعني التحصيل‬
‫مجموع العمليات واإلجراءات التي تهدف إلى حمل مديني الدولة‪ ،‬والجماعات الترابية‬
‫‪،‬وهيأتها‪ ،‬والمؤسسات العمومية على تسديد ما بذمتهم من ديون بمقتضى القوانين واألنظمة‬
‫الجاري بها العمل أو الناتجة عن أحكام وقرارات القضاء‪ ،‬حيث كان هدف وهاجس المشرع‬
‫من وراء إصدار المدونة الجديدة للتحصيل هو تقوية اآلليات القانونية خدمة لتحصيل الديون‬
‫العمومية وتحسين الوضعية القانونية للملزم من أجل تحقيق توازن أفضل بين ضرورة‬
‫تمويل نفقات الدولة المتعددة‪ ،‬والحفاظ على حقوق الملتزمين أشخاصا طبيعيين كانوا أو‬
‫القانون‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫تنفيذ‬ ‫أثناء‬ ‫ذاتيين‬

‫إذ أن أي عالقة جبائية تتمركز على طرفي نقيض بين الملزم واإلدارة الجبائية هي‬
‫عالقة حتمية تفرضها القوانين والتنظيمات الضريبية والتي تتعلق بمهام اإلدارة الجبائية‬
‫المتمثلة في تحديد أساس فرض الضريبة و تصفيتها‪ ،‬وتحصيلها من الملزمين‪ .‬فاإلدارة‬
‫الجبائية بمناسبة تدبيرها للرسوم أو الضرائب تملك سلطات واسعة حسب القانون‬
‫‪ 47 .06‬التصفية ‪ ،‬التحصيل‪ ،‬المراقبة‪ ،‬توقيع الجزاءات والعقوبات‪.‬‬ ‫الجديد‬

‫‪ 1‬نعيمة حموش " موضوع عبارة عن مقال مستوحى من موقع الكتروني برلمان كوم‬

‫‪2‬‬
‫و نظرا لوجوب تحصيل الديون الضريبية اعتبارا لدورها اإلستراتيجي في تغذية ميزانية‬
‫الدولة بنصيب هام من األموال‪ ،‬فقد وضع المشرع بين يدي الجهة المكلفة بالتحصيل‬
‫مجموعة من اآلليات لمواجهة المدين المتقاعس عن الدفع و جبره على األداء اصطلح على‬
‫تسميتها قانونا وعمال بإجراءات التحصيل الجبري‪.‬‬

‫وفي عرضنا هذا قيد المناقشة و التحليل سنقف عند اإلجراءات الخاصة للتحصيل‬
‫الجبري والتي حددها المشرع في ما يلي ‪:‬‬
‫*حجز السفن وبيعها‬
‫*حجز العقارات وبيعها‬
‫*حجز األصول التجارية وبيعها‬
‫* الحجز على العربات السيارة‬

‫وتأسيسا على ما سبق يمكن طرح إشكالية أساسية والمتجسدة في‪:‬‬

‫إلى أي حد يمكن اإلحاطة باليات التحصيل الجبري الخاصة للديون‬

‫العمومية ؟ و ما أهم معيقات تحصيل الديون العمومية؟‬

‫وبناء على هذه اإلشكالية الرئيسية يمكن صياغة بعض األسئلة الفرعية والتي‬
‫نجملها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي آلية التحصيل الجبري لحجز العقارات وبيعها ؟‬
‫ما هي آلية التحصيل الجبري لحجز األصول التجارية وبيعها؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ما هي آلية التحصيل الجبري لحجز السفن وبيعها ؟‬
‫ما هي آلية التحصيل الجبري للحجز على العربات السيارة؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫ولإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية و األسئلة المتفرعة عنها‪ ،‬سنعمل على تقسيم موضوعنا هذا وفق‬
‫التصميم التالي‪:‬‬

‫• المبحث األول‪:‬آليات التحصيل الجبري الخاصة لحجز وبيع‬


‫السفن واألصول التجارية والحجز على العربات السيارة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات التحصيل الجبري الخاصة لحجز وبيع‬ ‫•‬


‫العقار و أهم معيقات تحصيل الديون العمومية‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬آليات التحصيل الجبري الخاصة لحجز‬
‫وبيع السفن واألصول التجارية وكذا الحجز على‬
‫العربات السيارة‬

‫توصف مساطر التحصيل الجبري للديون العمومية والدين الضريبي بالمرحلة‬


‫القضائية رغم أن المحكمة ال تتدخل فيها إال عند إثارة ذلك من طرف اإلدارة وبمبادرة منها‪.‬‬
‫فالتدابير الالزمة المطبقة في مجال االستخالص الجبري للضريبة وغيرها من ديون الدولة‪،‬‬
‫تستجيب في مجموعها لقواعد قانون المسطرة المدنية إلى جانب القانون الضريبي ومدونة‬
‫تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫ومن بين هده اإلجراءات الخاصة للتحصيل الجبري التي سوف نتطرق لها في هذا المبحث‬
‫نجد ‪ :‬حجز وبيع األصول التجارية ‪ - /‬حجز وبيع السفن ‪.‬‬
‫وعليه سوف نميز في هذا المبحث ما بين حجز وبيع األصول التجارية في (المطلب األول)‬
‫أما في( المطلب الثاني) وحجز وبيع السفن‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حجز وبيع األصول التجارية‬


‫سوف نعمل في هذا الطلب للتطرق لحجز وبيع األصول التجارية في (الفقرة األولى)‬
‫كما يتولى القابض في إطار حفاظه على حقوق الخزينة العامة مجموعة من اإلجراءات التي‬
‫سوف نطلع عليها في (الفقرة الثانية‪).‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حجز وبيع األصول التجارية‬


‫لقد عرف المشرع المغربي األصل التجاري في المادة ‪ 79‬من مدونة التجارة بأنه مال منقول‬
‫معنوي يشمل جميع األموال المنقولة المخصصة لنشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية ويتم‬
‫تنفيذ حجز األصول التجارية وبيعها وفق الشروط واألشغال المنصوص عليها في قانون رقم‬
‫‪5‬‬
‫‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‪ 1.96.83‬الصادرفي‬
‫‪ 15‬ربيع األول ‪ 1417‬الموافق لفاتح غشت ‪.1996‬‬
‫تجدر اإلشارة منذ البداية إلى أن مدونة تحصيل الديون العمومية لم تتطرق إلى‬
‫اإلجراءات المتبعة في حجز وبيع األصول التجارية‪ 2‬من أجل تحصيل الديون العمومية ‪،‬‬
‫وإنما اكتفت باإلحالة فقط من خالل المادة ‪ 368‬منها‪ ،‬على مقتضيات قانون المسطرة المدنية‪،‬‬
‫والقانون التجاري‪ .4‬إذ تنص المادة على انه‪" :‬يتم حجز األصول التجارية طبقا ألحكام الفقرة‬
‫الثالثة من قانون المسطرة المدنية‪ 455‬من لدن مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة تنفيذا‬
‫للترخيص المشار إليه في المادة ‪ 37‬أعاله بناء على طلب من المحاسب المكلف بالتحصيل‪.‬‬
‫ينفذ بيع األصل التجاري وفق الشروط واألشكال المنصوص عليها في القانون رقم ‪15-95‬‬
‫المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.96.83‬الصادر في ‪ 15‬من‬
‫ربيع األول ‪ 1417‬موافق لفاتح اغسطس ‪5.1996‬‬
‫كما أن خصوصية األصل التجاري فرضت مسطرة خاصة لحجزه من طرف كتابة الضبط‬
‫بمحاكم المملكة بالنسبة للغرامات و اإلدانات النقدية‪ ،‬فإدا كان حجز األصل التجاري كليا‬
‫وجزئيا يخضع لمقتضيات المادة ‪ 455‬من ق‪.‬م‪.‬م فإن ذلك يتم عبر مراحل محددة نذكرها‬
‫وفق الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬إرسال أخر إشعار للمحكوم عليه دون صائر‬
‫‪ -‬التأكد من توجيه اإلنذار إلى المدين حيث جاء في المادة ‪ 40‬من مدونة تحصيل الديون‬
‫العمومية ‪" :‬يباشر التحصيل بواسطة إنذار في شكل قائمة أصلية لإلنذار وهكذا فإنه‬
‫ال يتم الشروع في الحجز إال بعد مضي ‪ 30‬يوما على توجيه اإلنذار"‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلجراءات المتبعة من طرف القابض للحفاظ على حقوق الخزينة‬

‫‪ 2‬المادة ‪ 79‬من مدونة التجارة نصت على ما يلي‪ ":‬األصل التجاري مال منقول معنوي يشمل جميع األموال المنقولة المخصصة لممارسة عدة‬
‫أنشطة تجارية‪.‬‬
‫‪ 3‬م ‪ 68‬يتم تنفيد حجز االصول التجارية وبيعها وفق الشروط المنصوص عليها في قانون رقم ‪ 15.95‬من م‪.‬ت‬
‫‪ 4‬انظر المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة‬

‫‪ 5‬احمد البقالي حجز وبيع االصل التجاري بين مدونة التجارة وقانون المسطرة المدنية ومدونة تحصيل الديون العمومية –دار السالم للطباعة‬
‫والنشر –الرباط‪ -‬الطبعةاالولى ‪ /2014‬ص ‪74/73‬‬

‫‪6‬‬
‫يتولى القابض في إطار حفاظه على حقوق الخزينة العامة إتباع مجموعة من اإلجراءات‪:‬‬
‫❖ اإلجراءات الخاصة بالحجز‬

‫بما أن األصل التجاري يعتبر منقوال‪ ،‬فحجزه ال يتطلب استصدار أمر قضائي من‬
‫طرف القابض‪ ،‬بل إن هذا األخير يتبع إجراءات عادية في ظل القواعد الخاصة التي اقرها‬
‫قانون المسطرة المدنية‪.6‬‬
‫تنبغي اإلشارة منذ البداية‪ ،‬إلى أن مدونة تحصيل الديون العمومية لم تتطرق إلى اإلجراءات‬
‫المتبعة في حجز وبيع األصول التجارية‪ ،‬وإنما اكتفت فقط من خالل المادة ‪ 68‬منها‬
‫باإلحالة على مقتضيات قانون المسطرة المدنية‪ ،‬والقانون التجاري‪ ،‬إذ تنص المادة على انه‪:‬‬
‫"يتم حجز األصول التجارية طبقا ألحكام الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 445‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية من لدن مأمور التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة تنفيذا للترخيص المشار إليه في المادة‬
‫‪ 37‬أعاله‪ ،‬بناءا على طلب من المحاسب المكلف بالتحصيل‪.‬‬
‫ويتم حجز األصل التجاري كليا أو جزئيا وفق مقتضيات المادة ‪ 455‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية‪ ،‬و ذلك عبر المراحل التالية‪:‬‬
‫• التأكد من تبليغ اإلنذار القانوني وتوصل المدين به‪ ،‬الن تبليغ اإلنذار يعتبر‬
‫إجراء إلزامي يجب القيام به قبل اإلقدام على حجز األصل التجاري‪ ،‬تحت‬
‫طائلة بطالن هذا اإلجراء‪ ،‬الن المادة ‪ 114‬من مدونة التجارة نصت على انه‬
‫ال يمكن طلب بيع األصل التجاري إال بعد مضي ثمانية أيام على توجيه إنذار‬
‫بالدفع إلى المدين أو لحائز األصل عند االقتضاء وبقائه دون جدوى‪7.‬‬
‫• تأكد القابض من خالل مراجعة مصلحة السجل التجاري من ملكية المدين‬
‫لألصل التجاري المراد حجزه‪.‬‬
‫• انجاز محضر الحجز‪ ،‬إذ يقوم مأمور التبليغ والتنفيذ التابع للخزينة بحجز‬
‫األصل التجاري بجميع عناصره المادية والمعنوية وفق مقتضيات المادة ‪455‬‬
‫من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪ 6‬المادة ‪ 455‬من قانون المسطرة المدنية الفقرة ‪3‬‬


‫‪ 7‬الحسن البوعيسي "جزاء اغفال مالك تبليغ الدائنين المقيدين على فسخ كراء عقار الذي يستغل فيه األصل التجاري " ط ‪ / 1‬الدار البيضاء سنة‬
‫‪ 2005‬ص ‪37‬‬

‫‪7‬‬
‫❖ اإلجراءات الخاصة بالبيع لألصل التجاري‬
‫إذا لم يسدد المدين المحجوز عليه مالك األصل التجاري‪ ،‬ما بذمته من ديون خالل ثمانية‬
‫أيام من تاريخ الحجز‪ ،‬يمكن للقابض المكلف بالتحصيل تقديم طلب البيع إلى المحكمة‬
‫التجارية صاحبة االختصاص‪.‬‬
‫ويقدم هذا الطلب في شكل مقال افتتاحي يقدم إلى السيد رئيس المحكمة التجارية التي يوجد‬
‫بدائرتها األصل التجاري‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حجز وبيع السفن والحجز على العربات‬


‫السيارة‬
‫من خالل هذا المطلب سنحدد جميع الشروط والمقتضيات الخاصة بحجز وبيع السفن في‬
‫(الفقرة األولى ) ونميز بين كل من الحجز التحفظي و التنفيذي في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حجز وبيع السفن‬

‫تنص المادة ‪ 866‬من قانون رقم ‪ 97-15‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية على‬
‫انه يتم بيع السفن وفق الشروط واألشكال المنصوص عليها في مدونة التجارة البحرية‪،‬‬
‫وبذلك فإنه يتم الرجوع إلى المواد ‪ 110‬و ‪ 123‬من قانون التجارة البحري المغربي‪.‬‬
‫حسب مقتضيات المادة ‪ 66‬من مدونة تحصيل الديون العمومية على ما يلي‪:9‬‬
‫يتم حجز السفن وبيعها وفق الشروط و األحكام المنصوص عليها في مدونة التجارية‬
‫البحرية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب على المالك الجديد عند كل عملية تفويت سفينة أن يطالب‬
‫باإلطالع على وصوالت أو شهادة من مصالح التحصيل تثبت أداء الضرائب والرسوم‬
‫والديون العمومية األخرى المتعلقة بالسفينة وإال ألزم المفوت إليه تضامنيا مع المالك القديم‬
‫بأداء تلك الديون‪.‬‬

‫‪ 8‬المادة ‪ 66‬من مدونة تحصيل الديون العمومية "يتم حجز السفن وبيعها وفق الشروط المنصوص عليها في مدونة التجارة البحرية‬
‫‪ 9‬انضر المادة ‪ 66‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬

‫‪8‬‬
‫يجب أن يدلى بالوصوالت أو بالشهادة المذكورة في الفقرة أعاله إلى المصلحة المكلفة‬
‫بتسجيل السفن قبل تسليم أية رخصة تحويل للملكية‪.‬‬

‫التمييز بين الحجز التحفظي و الحجز التنفيذي‬


‫حيث تخضع السفينة إلى نوعين من الحجز‪ :‬الحجز التحفظي و الحجز التنفيذي‪.‬‬
‫ونشير هنا‪ ،‬إلى أن الحجز التحفظي كإجراء وقائي‪ ،‬يحافظ على ديون الخزينة‪ ،‬إال انه يجب‬
‫مراعاة إجراءات الحجز التحفظي بمنتهى الدقة وبالتطبيق السليم إلجراءات والمساطر في‬
‫هذا الصدد‪.‬‬
‫فمبدئيا كل السفن يمكن أن يقع عليها الحجز التحفظي سواء كانت هي مصدر الدين آو لم تكن‬
‫كذلك‪ ،‬ذلك أن الحجز التحفظي يسببه المالك آو المستأجر للسفينة لذا يمكن إجراء الحجز على‬
‫كل سفينة وليس فقط على السفينة موضوع العملية التي تسببت في هذا الحجز هكذا يمكن أن‬
‫يتحول الحجز التحفظي إلى حجز تنفيذي بعد حصول الدائن على حكم في الموضوع و حائز‬
‫لقوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫أما بالنسبة للحجز التنفيذي على السفينة‪ ،‬فان المشرع خصه بمقتضيات الفصول من‬
‫‪ 111‬إلى ‪ 123‬من قانون التجارة البحري المغربي‪ ،‬كما يخضع كذلك للقواعد العامة‬
‫للمسطرة المدنية فيما يتعلق بالحجز التنفيذي (المواد ‪459‬الى ‪10.)478‬‬
‫إن الحجز التنفيذي ال يمكن أن يتم إال على بعد ‪ 24‬ساعة من توجيه األمر باألداء إلى المدين‬
‫أي مالك السفينة أو يوجه لربان السفينة إن كان للدائن حق اعتبار بحري‪ ،‬وهذا األمر يوجه‬
‫إلى رئيس المحكمة التجارية وذلك وفقا لقواعد التبليغات المعمول بها في قانون المسطرة‬
‫المدنية‪ ،‬كما يتعين على عون التنفيذ عند وقوع الحجز على السفينة أن يحرر محضرا بذلك‬
‫يبين فيه العديد من البيانات الواردة في الفصل ‪ 114‬من قانون التجارة البحرية المغربي‪.‬‬

‫‪ 10‬عزيز فتح" مدخل لدراسة القانون البحري " مكتبة دار السالم ‪/‬ط‪/ 2003 :‬ص‪113:‬‬

‫‪9‬‬
‫كما يتم تعيين حارسا للسفينة التي سيتم التنفيذ عليها والذي غالبا ما يكون هو المالك‪ ،‬كما يتم‬
‫نسخ محضر الحجز بسجالت ميناء قيد السفينة أو ميناء بناءها إذا كانت في طور البناء وذلك‬
‫خالل ‪ 8‬أيام الفصل ‪ 116‬من قانون التجارة البحرية المغربي‪.‬‬
‫ومن أثار هذا الحجز التنفيذي هو بيع السفينة المحجوزة بالمزاد العلني الذي يتم اإلعالن عنه‬
‫قبل ‪ 15‬يوما من إجرائه بإحدى جرائد اإلعالنات ويمكن وقوع البيع بعد مرور ‪ 15‬يوما من‬
‫اإلعالن‪ ،‬حيث يتم البيع بحضور كاتب الضبط بعد أن تكون المهمة قد حددت الثمن االفتتاحي‬
‫للبيع وشروطه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحجز على العربات السيارة‬

‫باإلضافة على الحجز والبيع المنصوص عليهما في المواد ‪ 44‬إلى ‪ 64‬من مدونة تحصيل‬
‫الديون العمومية‪ ،‬يمكن للمحاسب أن يختار القيام بإجراءات التنفيذ على العربات السيارة‪،‬‬
‫هذه األخيرة التي تعتبر من المستجدات التي أدخلتها مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬األمر‬
‫الذي يؤكد رغبة المشرع بإقرار مزيد من الضمانات الكفيلة بحماية مداخيل الدولة‪ ،‬بما في‬
‫ذلك الشق المتعلق بالغرامات‪ ،‬حيث فتح الباب أمام رئيس كتابة الضبط بصفته محاسب‬
‫عمومي‪ ،‬إمكانية الحجز على العربات السيارة‬
‫وإذا كان المشرع قد أحال من خالل الفقرة األولى من المادة ‪ 69‬من مدونة التحصيل‪ ،‬فيما‬
‫يتعلق بحجز وبيع العربات السيارة على المواد ‪ 44‬إلى ‪ 64‬من نفس المدونة‪ ،‬فإنه جاء في‬
‫الفقرة المالية وما يليها من مواد بمساطر خاصة للتنفيذ على العربات السيارة‪ ،‬وبالتبع‪،‬‬
‫الزيادة من ضمانات تحصيل مضمون المقررات القضائية‪ ،‬وتتمثل هذه المسطرة في‬
‫إجرائي تثبيت العربات(أوال)‪ ،‬والتعرض لدى مراكز تسجيل السيارات(ثانيا)‬
‫أوال‪ :‬إجراءات تثبيت العربات السيارة‬
‫نص المشرع في الفقرة الثانية من المادة ‪ 69‬من م‪ .‬ت‪ .‬د‪ .‬ع "يمكن للعربات البرية ذات‬
‫محرك الموجودة في ملك المدينين بالضرائب والرسوم والديون العمومية األخرى‪ ،‬أن تكون‬
‫موضع إجراءات تنفيذ عن طريق التثبيت" وأكد في المادة ‪ 70‬من نفس القانون "يمكن‬

‫‪10‬‬
‫العمل على تثبيت العربات المشار إليها في المادة السابقة أينما كانت موجودة"‬

‫ويأتي إجراء تثبيت العربات‪ ،‬كردة فعل على قصور إجراءات التحصيل في إطار التشريع‬
‫السابق على استخالص الديون العمومية انطالقا من عربات المحكوم عليه‪ ،‬خاصة أمام‬
‫إمكانية إخفاء المدين لهذه العربات أو العمل على تفويتها للغير في أسرع وقت ممكن‪ ،‬األمر‬
‫الذي جعل المشرع في مدونة التحصيل يتبنى إجراءات جديدة‪ ،‬وسريعة وفعالة في مواجهة‬
‫‪11‬‬ ‫عليه‬ ‫المحكوم‬

‫وتمارس عملية تثبيت السيارات من طرف الموظفين المكلفين بالتحصيل خارج المحكمة‬
‫الذي يحرر محضرا بذلك‪ ،‬ويبلغ في ظرف ‪ 8‬أيام إنذار لألداء بمثابة حجز‪12.‬‬

‫يمكن العمل على تثبيت العربات السيارة‪،‬أينما كانت موجودة‪،‬بمكان محروس‪ ،‬كالمرآب‬
‫وموقف السيارات‪ ،‬أو بالطريق العام‪ ،‬وفي هذه الحالة األخيرة من األفضل تثبيتها بالمدار‬
‫الحضري‪ ،‬لتجنب إلحاق األضرار بها‪.‬‬
‫وفي حالة عدم األداء في ظرف اليومين المواليين لثبيت العربة‪ ،‬يقوم مأمور التنفيذ بالعمل‬
‫على رفعها‪ ،‬ووضعها مستودع إيداع العربات أو أي مكان آخر آمن‪ ،‬وبعد تبليغ اإلنذار‬
‫بمثابة الحجر‪ ،‬تتم إجراءات البيع طبقا ألحكام المواد ‪ 58‬إلى ‪ 64‬من المدونة‪.‬‬

‫ورغم ما يحمله هذا اإلجراء من فعالية في الرفع من مردودية تحصيل مضمون المقررات‬
‫القضائية‪ ،‬إال أنه في المقابل‪ ،‬يحمل في طياته جملة من السلبيات في مواجهة المحكوم عليه‪،‬‬
‫خاصة عندما يكون مبلغ الغرامة زهيدا مقارنة مع قيمة العربة‪ ،‬مما قد يؤدي باإلضرار‬
‫بالمحكوم عليه‪ ،‬وتفويت مصالحه‪ ،‬كما أن المشرع لم يحدد الجهة التي تتحمل المسؤولية في‬
‫حالة تعرض العربات السيارة ألضرار أثناء تثبيتها‬
‫ثانيا‪:‬التعرض لدى مراكز التسجيل‬
‫من السلطات المتاحة كذلك أمام رئيس كتابة الضبط إمكانية التعرض لدى مركز تسجيل‬
‫السيارات‪ ،‬حيث إنه طبقا لمقتضيات المادة ‪ 73‬من م‪ .‬ت‪ .‬د‪ .‬ع يمكن التعرض لدى مراكز‬
‫تسجيل السيارات لمنع نقل ملكية السيارة‪ ،‬قبل الوفاء بجميع الضرائب والرسوم والديون‬
‫العمومية في األخرى في ذمة المدين‪.‬‬

‫‪ 11‬كريم الحرش ص ‪123‬‬


‫‪ 12‬عبد الرزاق شعيبة مرحع سابق ص ‪159‬‬

‫‪11‬‬
‫فالمشرع المغربي‪ ،‬أتاح لرئيس كتابة الضبط بصفته محاسبا عموميا‪ ،‬وبموجب تصريح‬
‫يتضمن هوية المدين ونوعية دينه ومبلغه‪ ،‬باإلضافة إلى مختلف البيانات المتعلقة بالسيارة‪،‬‬
‫التي من شأنها تعيين العربة على وجه الدقة‪ ،‬التعرض على نقل ملكية السيارة لشخص آخر‪،‬‬
‫وذلك طيلة مدة أربع سنوات قابلة للتجديد‪،‬ما لم يسلم للمالزم تصريح برفع اليد بعد ثبوت‬
‫أداء الغرامة محل التعرض‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات التحصيل الجبري الخاصة لحجز وبيع‬ ‫•‬


‫العقار‬

‫عند عدم وجود منقوالت‪ ،‬أو عند عدم كفايتها لتغطية مبلغ الدين الضريبي المطالب به‪،‬‬
‫يصار إلى حجز وبيع عقارات المدين المرتبة في ذمته ديون عمومية‪ ،‬وذلك بإتباع مسطرة‬
‫دقيقة راعى من خاللها المشرع المغربي الحفاظ على حقوق المدين نظرا لما يمتاز به العقار‬
‫من دور في حياة اإلنسان‪ ،‬ومن أهمية اقتصادية واجتماعية من جهة‪ ،‬وحق الخزينة في‬
‫استخالص ديونها من جهة ثانية‪ ،‬لذلك نجد المشرع قد خص حجز العقارات وبيعها بكثير من‬
‫الشروط و اإلجراءات المسطرية‪.‬‬

‫و من خالل ما سبق سنعمل على تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين‪ :‬سوف نتطرق في‬
‫(المطلب األول ) إلى الحديث عن حجز العقارات وبيعها و نخصص( المطلب الثاني )‬
‫للحديث عن معيقات تحصيل الديون العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حجز العقارات وبيعها‬

‫سوف نقسم هذا المطلب إلى فقرتين للحديث عن حجز العقارات وبيعها في ( الفقرة األولى )‬
‫ونخصص (الفقرة الثانية) للحديث عن اإلجراءات المسطرية الخاصة بحجز وبيع العقار‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حجز العقارات وبيعها‬

‫تعتبر مسطرة حجز العقارات وبيعها إجراءات تتطلب مساطر قضائية‪ ،‬يلجأ إليها القابض‬
‫عندما ال يتوصل إلى تحصيل المبالغ المطالب بها عن طريق إجراءات التحصيل العادية ‪.‬‬

‫إن دراسة حجز وبيع العقار من اجل استخالص ديون عمومية يتطلب التطرق الى قانون‬
‫المسطرة المدنية وكذا قانون تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 67‬من مدونة‬
‫تحصيل الديون العمومية على ما يلي‪:‬‬

‫" إذا كانت المنقوالت غير كافية أو منعدمة‪ ،‬يمكن القيام بحجز العقارات وبيعها باستثناء‬
‫العقار المخصص لسكنى المحجوز عليه وعائلته وذلك وفق الشروط المحددة في المادة ‪46‬‬
‫أعاله‪" .‬‬
‫يتم حجز العقارات وبيعها من طرف أعوان التبليغات والتفنيدات القضائية طبقا ألحكام‬
‫الظهير الشريف بمثابة قانون بتاريخ ‪ 11‬من رمضان ‪ 1394‬موافق ل(‪28‬سبتمبر ‪)1974‬‬
‫بالمصادقة على قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 469‬من قانون المسطرة المدنية على ‪:‬‬

‫"ال يقع البيع للعقارات إال عند عدم كفاية المنقوالت ما عدا إذا كان المدين مستفيدا من‬
‫ضمان عيني‪"...‬‬
‫يتبين من هذه المواد القانونية الحجز العقارات ال يمكن أن يتم إال من خالل توفر الشروط‬
‫المنصوص عليها في النصوص القانونية المنظمة لهذه المسطرة‪.‬‬

‫فالحجز هو طريقة قانونية اتجاه الذمة المالية ووسيلة عما يتيحها القانون للدائن اتجاه أموال‬
‫المدين من اجل المحافظة‪ ،‬عند االقتضاء على رهنه‪ .‬كما هو عملية حفظ مشترك بل قد‬
‫يكون طريقا من طرق التحفظ‪ ،‬وبذلك يكون الحجز نوعين‪ :‬حجز تحفظي وحجز تنفيذي‪.‬‬

‫إن الحجز التحفظي الذي يوقعه القابض على عقارات المدين هو إجراء تحفظي وقائي يقصد‬
‫من ورائه اتخاذ إجراءات تحفظية تحمي حق الخزينة عن طريق وضع العقار المملوك‬
‫للمدين بين يدي القضاء‪ ،‬إلى حجز تنفيذي واستخالص القابض لمبلغ الدين المترتب في ذمة‬
‫المدين‪.‬‬

‫إال انه من اجل توقيع الحجز العقاري ينبغي توفر مجموعة من الشروط أهمها‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ - /1‬تبليغ اإلنذار القانوني للمدين مالك العقار وفق الشروط والشكليات التي تم التطرق إليها‬
‫في المحور المتعلق باإلنذار القانوني‪،‬ألن عدم تبليغ اإلنذار يؤدي إلى إبطال هذا اإلجراء إذا‬
‫ما نازع المدين في عدم قانونيته‪.‬‬

‫هما‪13:‬‬ ‫‪ -/2‬ال يمكن الحجز على عقارات المدين بالضريبة اال في حالتين‬
‫• عندما تكون المنقوالت غير كافية‪.‬‬
‫• عندما تكون المنقوالت منعدمة‪.‬‬

‫‪ -/3‬عدم جواز إيقاع الحجز على العقار المخصص للسكنى التي تأوي عائلة المدين على‬
‫أساس أال تتعدى قيمتها ‪ 200.000‬درهم‪14.‬‬

‫‪ -/4‬انجاز محضر بعدم وجود منقوالت أو عدم كفايتها لتغطية مبلغ الدين المترتب في ذمة‬
‫المدين‪.‬‬

‫‪ -/5‬يتولى القيام بهذا اإلجراء أعوان التبليغات و التنفيذات القضائية‪ ،‬بناءا على الفقرة الثانية‬
‫من المادة ‪ 67‬من مدونة التحصيل وليس مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪:‬اإلجراءات المسطرية الخاصة بحجز وبيع العقار‬

‫تبين المادة ‪ 67‬من المدونة أن الحجز و البيع يتمان من طرف أعوان التبليغات‬
‫والتنفيذات القضائية وفقا لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬وبتالي فإن المحاسبين المكلفين بالتحصيل‬
‫ال يتمتعون بالصفة القانونية ليقوموا مباشرة بحجز وبيع العقارات‪ ،‬ومع ذلك يتعين عليهم‬
‫أن يسهروا على سير المسطرة وفقا للمسطرة التي يقررها القانون‪.‬‬

‫لذلك وبعد التأكد من عدم وجود منقوالت‪ ،‬أو عدم كفايتها وإنجاز محضر بذلك‪ ،‬واالطالع‬
‫على وضعية العقار باإلضافة من التأكد من ملكيته للمدين بالضريبة‪ ،‬وكذا مجمل التقييدات‬
‫التي قد يكون مثقال بها‪.‬‬

‫ويتعين على المحاسب المكلف بالتحصيل القيام باإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ 13‬انضرو المادة ‪ 469‬من قانون المسطرة المدنية و المادة ‪ 67‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬

‫‪ 14‬انضرو المادة ‪ 46‬من قانون المسطرة المدنية‬

‫‪14‬‬
‫‪ )1‬اإلجراءات أمام المحكمة‬

‫إذا لم يسدد المدين ما بذمته من ديون‪ ،‬يمكن للقابض المكلف بالتحصيل تقديم طلب‬
‫موقع من طرفه‪ ،‬إلى المحكمة االبتدائية التي يوجد بدائرتها للعقار المراد حجزه‬
‫قصد استصدار أمر بالحجز التحفظي على العقار‪.‬‬

‫ويتم تقديم هذا الطلب مرفقا ب‪:‬‬

‫✓ مستخرج الجداول يتضمن مبلغ الدين‪ ،‬وإجراءات المتابعات التي تم‬


‫مباشرتها في حق المدين‪.‬‬
‫✓ قائمة اإلنذارات الجماعية بمثابة شهادة تسليم تبين تاريخ تبليغ اإلنذار‬
‫ومن تسلمه‪.‬‬
‫✓ محضر بعدم وجود ما يحجز أو عدم كفاية المنقوالت‪.‬‬

‫‪ )2‬اإلجراءات بعد صدور الحكم‬

‫إذا صدر الحكم وفق طلب القابض‪ ،‬فإن هذا األخير يقدم طلبا إلى المحافظ على‬
‫األمالك العقارية و الرهون ‪،‬مرفقا باألمر الصادر عن المحكمة الرامي إلى تسجيل‬
‫حجز تحفظي على العقار المملوك للمدين‪ ،‬من أجل تسجيل هذا الحجز بالسجل‬
‫العقاري‪.‬‬

‫وعد تقييد أمر المحكمة القاضي بحجز العقار بسجالت المحافظة العقارية‪ ،‬يقوم‬
‫القابض المكلف بالتحصيل بسحب شهادة من الرسم العقاري تتضمن تقييد الحجز‬
‫المطلوب‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا لم يؤدي المدين ما بذمته يمكن في هذه الحالة للقابض تقديم طلب‬
‫إلى رئيس المحكمة االبتدائية قصد تحويل الحجز التحفظي إلى حجز تنفيذي‪.‬‬

‫ويسهر أعوان التبليغات والتنفيذات القضائية على تنفيذ مرحلة بيع العقار بالمزاد‬
‫العلني بعد التحقق من القيام بكافة اإلجراءات التي تتطلبها عملية البيع من إعداد‬
‫دفتر التحمالت‪ ،‬وشروط البيع‪ ،‬وتحديد الثمن االفتتاحي للبيع‪ ،‬وتاريخ اجراء‬
‫السمسرة واإلشهار‪.‬‬

‫وإذا لم يبادر المدين مالك العقار‪ ،‬إلى أداء المبالغ المطلوبة فإنه يتم إجراء السمسرة‬
‫في جلسة عمومية في التاريخ والساعة المعلن بها في إشهار البيع‪ ،‬وبعد إتمام البيع‬

‫‪15‬‬
‫تم توزيع منتوج بيع العقار بين المحاسب المكلف بالتحصيل وباقي الدائنين إذا‬
‫وجدوا حسب قواعد االمتياز التي ينص عليها القانون‪.‬‬

‫‪ )3‬الطعن في إجراءات الحجز العقاري‬

‫هو الطعن الذي يتمسك به المدين والحائز و الكفيل العيني والدائنون أصحاب‬
‫الحقوق المقيدة على العقار قبل تبليغ الحجز العقاري‪ ،‬وكذلك من له مصلحة في ذلك‪.‬‬

‫ويجب تقديم أسباب بطالن الحجز على العقار بطلب خطي قبل البيع‪ ،‬وتجري‬
‫المسطرة مثل ما هو مقرر في دعوى المطالبة بملكية العقار من طرف الغير‪.‬‬

‫ومن المعلوم أن طلب الطعن أو البطالن يتعلق بعيب في الشكل كعدم احترام‬
‫اإلشهار أو عدم إيداع دفتر التحمالت او التعليق على باب المحكمة أو مخالفة‬
‫مسطرة تبليغ الحجز كما تنص على ذلك المادة ‪ 39‬من قانون المسطرة المدنية أو‬
‫عدم احترام مقتضيات الفصول ‪ 474‬الى ‪ 479‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪ .‬أو عيب في الموضوع‬
‫أو يكون الدين غير معين المقدار كما هو منصوص عليه في الفصل ‪ 438‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وترفع دعوى البطالن بمقال مكتوب أمام المحكمة المختصة قبل السمسرة مع‬
‫الوثائق التي تثبت ما يدعيه الدائن أو طالب االستحقاق‪ ،‬مع ضرورة استدعاء‬
‫األطراف األخرى لتقديم حججهم‪ ،‬وللمحكمة أن تفصل في القضية موضوعا و‬
‫تصدر حكما بالنفاذ المعجل رغم كل تعرض أو استئناف‪.15‬‬

‫ومن أثار طلب البطالن بالنسبة إلجراءات التنفيذ ‪،‬بمجرد تقديم الطلب إلى المحكمة‪،‬‬
‫إلى حين صدور الحكم‪ ،‬كما يترتب على ذلك سقوط ميعاد الجلسة المحددة إلجراء‬
‫السمسرة‪ ،‬وقد صدر في هذا اإلطار أمر تحت رقم ‪ 5448/73/4‬ورد فيه‪: 16‬‬

‫" وحيث انه اعتبارا لتقديم دعوى رامية إلى إبطال اإلنذار العقاري وانه تطبيقا‬
‫ألحكام الفصل ‪ 484‬الذي يحيل على الفصل ‪ 483‬فان هده الدعوى توقف إجراءات‬
‫التنفيذ تلقائيا وان محكمة الموضوع هي التي ستأمر بمواصلة إجراءات التنفيذ إذا‬
‫اعتبرت انه ال موجب لوقف الحجز العقاري‪ ،‬لذا فإنه يتعين إصدار أمر إلى عون‬
‫التنفيذ بان يوقف هذه اإلجراءات في انتظار صدور حكم من المحكمة في شان‬
‫بطالن التنبيه العقاري‪".‬‬

‫راجع الفصل ‪ 484 / 483‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪15‬‬


‫راجع رقم ‪ 473/5448‬بتاريخ ‪ 86/10/14‬الصادر عن المحكمة ‪16‬‬
‫االبتدائية بالدار البيضاء ‪/‬مجلة المحاكم المغربية ‪/‬ص‪ 75:‬سنة ‪1988‬‬

‫‪16‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬معيقات تحصيل الديون العمومية‬

‫إن المطلع على نصوص مدونة تحصيل الديون العمومية ‪ ،‬سيالحظ انه بقدر ما‬
‫حققت مجموعة من األهداف كتبسيط المساطر المنظمة لعملية التحصيل وجعلها تواكب‬
‫التطورات والمستجدات القانونية والحقوقية‪ ،‬بقدر ما اخفق واضعوها في إيجاد حلول‬
‫لإلشكاالت المطروحة‪.‬‬

‫سوف نتطرق في (الفقرة األولى) لإلشكاالت المتعلقة بصياغة نصوص مدونة تحصيل‬
‫الديون العمومية لحجز وبيع العقارات و في (الفقرة الثانية) لإلشكاالت المتعلقة باألصل‬
‫التجاري‬

‫الفقرة األولى‪:‬تنازع االختصاص المتعلق بحجز العقارات‬

‫إن اإلشكال المتعلق بحجز العقارات في حالة عدم كفاية المنقول وما يطرحه من‬
‫تنازع في االختصاص بين القضاء اإلداري والعادي‬

‫فقد نص الفصل ‪ 67‬من القانون رقم ‪ 15.97‬على ما يلي‪:‬‬


‫"إذا كانت المنقوالت غير كافية أو منعدمة ‪ ،‬يمكن القيام بحجز العقارات وبيعها باستثناء‬
‫العقار المخصص لسكنى المحجوز عليه‪ ....‬يتم حجز العقارات ‪ ،‬وبيعها من طرف أعوان‬
‫التبليغات والتنفيذات القضائية ‪ ،‬طبقا ألحكام الظهير الشريف بمثابة قانون بتاريخ ‪ 11‬من‬
‫رمضان ‪ 82 ( 1931‬شتنبر ‪ ) 1391‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية"‬

‫إن تطبيق هذا النص بعدم تحديد الجهة القضائية المختصة بين القضاء العادي‬
‫واإلداري ‪ ،‬إذ يرى البعض أن االختصاص يعود إلى القضاء العادي باإلحالة على قانون‬
‫المسطرة المدنية وان هذه الجهة تختص طبيعة منازعاتها حول العقار‪.‬‬
‫بينما يرى البعض األخر أن االختصاص يعود للمحاكم اإلدارية بدليل الباب الثالث من‬
‫القانون رقم ‪ 41.90‬ينص على اختصاصها في جميع المنازعات المتعلقة بتحصيل ديون‬
‫الدولة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫كما أن الدين الضريبي يبقى هو المستهدف باإلجراء وليس العقار خاصة وان المادة ‪141‬‬
‫من مدونة التحصيل تنص على أن نعرض النزاعات التي تبث في هذا القانون على المحاكم‬
‫اإلدارية بالمكان الذي تستحق فيه الديون العمومية‪.‬‬
‫هناك اتجاه أخر يرى أن الرأي القائل باختصاص القضاء اإلداري في حجز العقار وبيعه‬
‫ال يستقيم غلى اإلشكاالت التي يمكن أن تطرح على المستوى العملي‪ ،‬ذلك انه في حالة‬
‫حجز العقارات من طرف أعوان التبليغات والتفنيدات القضائية لدى المحاكم اإلدارية‪ ،‬قد‬
‫ترفع من جهة دعوى استحقاق رغبة من طرف الغير أمام المحكمة العادية طبقا للفصلين‬
‫‪ 482‬و ‪ 483‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وفي هاته الحالة يترتب على دعوى االستحقاق‬
‫وقف التنفيذ من طرف القضاء العادي ‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 483‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪.‬وقد يقام من جهة‬
‫أخرى طعن بالبطالن في إجراءات الحجز العقاري طبقا للفصل ‪ 484‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪.‬‬
‫لذلك يرى أن االختصاص بحجز وبيع العقار المحجوز في إطار استخالص الدين العمومي‬
‫يجب أن يكون من اختصاص القضاء العادي تفاديا لإلشكاالت المرتبطة بدعوى االستحقاق‬
‫الفرعي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلشكال المتعلق بحجز وبيع األصل التجاري‪ 17‬وما يمكن أن‬
‫يترتب عنه من تنازع في اختصاص المحاكم‪.‬‬

‫ينص الفصل ‪ 68‬من مدونة التحصيل‪ ،‬على انه يتم تنفيذ حجز األموال التجارية وبيعها‬
‫وفق أحكام مدونة التجارة غير أن اإلشكال قد يطرح في الحال الذي يقوم فيها العون‬
‫بالتحصيل على حجز بعض منقوالت األصل التجاري‪ ،‬حيث يعتبر المدين أن بيع هاته‬
‫المنقوالت بمعزل من األصل التجاري سوف يضر به وينقص من قيمة األصل التجاري‪.‬‬

‫ليباشر برفع دعوى أمام المحكمة التجارية في إطار قانون رقم ‪ 53.95‬للمطالبة ببيع‬
‫األصل التجاري ككل ‪.‬‬

‫فال يمكن إنكار االختصاص على المحكمة التجارية من اجل البث في طلب بيع األصل‬
‫التجاري في إطار تطبيقها للفصل ‪ 68‬من القانون ‪ 5.97‬و الفصل ‪ 113/112/111‬من‬
‫قانون رقم ‪ 53.95‬وعليه ال يمكن للمحكمة التجارية البث في طلب بيع األصل التجاري‬
‫يحجب االختصاص عن القضاء اإلداري‪ ،‬سواء كمحكمة موضوع أو قضاء استعجالي‪.‬‬

‫‪ 17‬رغم اختالف التعريفات الممنوحة لالصل التجاري فقد اجمع الكل على أن عناصره تنقسم إلى مادية ومعنوية‬

‫‪18‬‬
‫خاتمة‬
‫من خالل ما سبق يتضح أن األهمية التي يكتسبها الدين العمومي تجب على األجهزة‬
‫المكلفة بتحصيله اعتماد جميع اآلليات التي يخولها إياها القانون من اجل ضمان تحصيله ‪.‬‬

‫فقد حاول المشرع وضع إطار قانوني يراعي من خالله الحفاظ على خاصية التوازن بين‬
‫الملزم واإلدارة الضريبية ووضع ضمانات تراعي المصالح المشتركة ما بينهما ‪.‬‬
‫و إذا كانت الخزينة العامة للمملكة هي المكلفة مبدئيا باستخالص جزء مهم من‬
‫ضرائب الدولة و الجماعات المحلية فان إجراءات التحصيل تقحم أطرافا أخرى بإمكانها‬
‫الحسم بشكل كبير في إنجاح أو فشل هذه العملية يضاف إلى ذلك إن العمل بمقتضيات مدونة‬
‫التحصيل يبقى غير ذي فعالية في ظل غياب نظرة شمولية لإلصالح تأخذ بعين االعتبار‬
‫كذلك واقع التحصيل الضريبي ببالدنا‪.‬الن األمر ال يتعلق فقط بمحاولة إليجاد نوع من‬
‫التوازن بين حقوق الملزمين و ضمانات الخزينة العامة ‪،‬و إنما يتجاوز ذلك بكثير لدرجة‬
‫يصبح معها خروج مدونة تحصيل الديون العمومية إلى حيز الوجود مجرد خطوة أولى ال بد‬
‫من تزكيتها و إرفاقها بإصالحات أخرى جوهرية بعضها يرتبط باإلصالح اإلداري في‬
‫منظوره العام و الشمولي و البعض اآلخر يهم إدارة التحصيل و األطراف المتدخلة في هذه‬
‫العملية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المراجع‬
‫الكتب‬

‫‪20‬‬
‫عزيز فتح" مدخل لدراسة القانون البحري " مكتبة دار السالم ‪/‬ط‪2003 :‬‬ ‫•‬
‫‪/‬ص‪113:‬‬
‫الحسن البوعيسي "جزاء اغفال مالك تبليغ الدائنين المقيدين على فسخ كراء‬ ‫•‬
‫عقار الذي يستغل فيه األصل التجاري " ط ‪ / 1‬الدار البيضاء سنة ‪ 2005‬ص‬
‫‪37‬‬
‫عمر ازوكار "الدليل العمليي لتحصيل الديون العمومية ‪/‬مطبعة النجاح الجديدة‬ ‫•‬
‫‪ /‬الدار البيضاء ‪2017 /‬‬
‫يوسف نجم جبران " طرق االحتياط والتنفيد"بيروت الطبعة األولى سنة‬ ‫•‬
‫‪1980‬‬

‫القوانين‬

‫مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫•‬


‫قانون المسطرة المدنية‬ ‫•‬
‫قانون التجارة البحرية‬‫•‬
‫القانون الضريبي‬ ‫•‬
‫• قانون رقم ‪ 15.95‬من م‪.‬ت‬

‫المقاالت‬

‫‪Nouveau code de recouvrement des creances publique /‬‬ ‫•‬


‫‪mohamed lamzoughi / 2001‬‬
‫مجلة المحاكم المغربية عدد ‪ 53‬ص ‪ 75‬سنة ‪1988‬‬ ‫•‬
‫محمد المحبوبي " دراسة عامة لمدونة تحصيل الديون العمومية"‬ ‫•‬
‫محمطد الداودي "مساطر التحصيل الجبري العادية"‬ ‫•‬

‫المواقع الرسمية‬

‫• ‪www .coursdescompte.com‬‬

‫الفهرس‬

‫‪21‬‬
‫‪ .................................................‬ص‪2 :‬الى ‪4‬‬ ‫المقدمة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ ................................................. :‬ص‪ 5 :‬الى ‪8‬‬

‫المطلب األول ‪.........................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪........................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ ................................................. :‬ص‪ 10 :‬إلى ‪16‬‬

‫‪................................‬‬ ‫المطلب األول‬

‫المطلب الثاني ‪.................................‬‬

‫‪ .................................................‬ص‪17 :‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪ .................................................‬ص ‪18 :‬‬ ‫المراجع‬

‫‪22‬‬

You might also like