Professional Documents
Culture Documents
عرض حول
اإلجراءات الخاصة لتحصيل الديون العمومية
الراوي جواد
بنهاري حمزة
2020/2019
1
مقدمة
إن تحصيل الديون العمومية في التشريع والقضاء المغربي له طبيعة خاصة تميزه
عن باقي المواضيع األخرى من عدة جوانب ،فهو موضوع يهم غالبية فئات المجتمع وله
ارتباط وثيق بمختلف المرافق االقتصادية واالجتماعية داخل الدولة.
كما أنه يتميز بخصوصيته الجبرية ،فالدولة إذا كانت مدعوة إلى توفير مختلف
الموارد واالعتمادات الالزمة لتدبير المرافق العمومية والقيام بالمهام المنوطة بها فإنها
ملزمة باستخالص مختلف المبالغ المقررة بواسطة الجداول الضريبية وقوائم اإليرادات
وأوامر المداخيل ،التي تصدر باسم من هم ملزمون قانونا بأدائها ،ومن أجل ترجمة هذا
المسعى إلى حقيقة واقعية وتحويل أرقام المبالغ الضريبية إلى نفوذ ونقلها من دعم الملتزمين
إلى صندوق خزينة الدولة .فإن المشرع خول لإلدارة المكلفة باستيفاء تلك الموارد سلطات
واسعة تسمح لها بإنجاز المهمة الملقاة على عاتقها كما حرص على تنظيم ديون الدولة
العام . 1 النظام من استخالصها واعتبر آمرة بنصوص
حيث إن عملية التحصيل تعد من صالحيات القابض الذي هو ممثل الخازن العام
بناءا على قاعدة التفريق بين مهام المحاسب ومهام اآلمر بالصرف ،ويعني التحصيل
مجموع العمليات واإلجراءات التي تهدف إلى حمل مديني الدولة ،والجماعات الترابية
،وهيأتها ،والمؤسسات العمومية على تسديد ما بذمتهم من ديون بمقتضى القوانين واألنظمة
الجاري بها العمل أو الناتجة عن أحكام وقرارات القضاء ،حيث كان هدف وهاجس المشرع
من وراء إصدار المدونة الجديدة للتحصيل هو تقوية اآلليات القانونية خدمة لتحصيل الديون
العمومية وتحسين الوضعية القانونية للملزم من أجل تحقيق توازن أفضل بين ضرورة
تمويل نفقات الدولة المتعددة ،والحفاظ على حقوق الملتزمين أشخاصا طبيعيين كانوا أو
القانون. هذا تنفيذ أثناء ذاتيين
إذ أن أي عالقة جبائية تتمركز على طرفي نقيض بين الملزم واإلدارة الجبائية هي
عالقة حتمية تفرضها القوانين والتنظيمات الضريبية والتي تتعلق بمهام اإلدارة الجبائية
المتمثلة في تحديد أساس فرض الضريبة و تصفيتها ،وتحصيلها من الملزمين .فاإلدارة
الجبائية بمناسبة تدبيرها للرسوم أو الضرائب تملك سلطات واسعة حسب القانون
47 .06التصفية ،التحصيل ،المراقبة ،توقيع الجزاءات والعقوبات. الجديد
1نعيمة حموش " موضوع عبارة عن مقال مستوحى من موقع الكتروني برلمان كوم
2
و نظرا لوجوب تحصيل الديون الضريبية اعتبارا لدورها اإلستراتيجي في تغذية ميزانية
الدولة بنصيب هام من األموال ،فقد وضع المشرع بين يدي الجهة المكلفة بالتحصيل
مجموعة من اآلليات لمواجهة المدين المتقاعس عن الدفع و جبره على األداء اصطلح على
تسميتها قانونا وعمال بإجراءات التحصيل الجبري.
وفي عرضنا هذا قيد المناقشة و التحليل سنقف عند اإلجراءات الخاصة للتحصيل
الجبري والتي حددها المشرع في ما يلي :
*حجز السفن وبيعها
*حجز العقارات وبيعها
*حجز األصول التجارية وبيعها
* الحجز على العربات السيارة
وبناء على هذه اإلشكالية الرئيسية يمكن صياغة بعض األسئلة الفرعية والتي
نجملها في اآلتي:
-ما هي آلية التحصيل الجبري لحجز العقارات وبيعها ؟
ما هي آلية التحصيل الجبري لحجز األصول التجارية وبيعها؟ -
-ما هي آلية التحصيل الجبري لحجز السفن وبيعها ؟
ما هي آلية التحصيل الجبري للحجز على العربات السيارة؟ -
3
ولإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية و األسئلة المتفرعة عنها ،سنعمل على تقسيم موضوعنا هذا وفق
التصميم التالي:
4
المبحث األول :آليات التحصيل الجبري الخاصة لحجز
وبيع السفن واألصول التجارية وكذا الحجز على
العربات السيارة
الفقرة الثانية :اإلجراءات المتبعة من طرف القابض للحفاظ على حقوق الخزينة
2المادة 79من مدونة التجارة نصت على ما يلي ":األصل التجاري مال منقول معنوي يشمل جميع األموال المنقولة المخصصة لممارسة عدة
أنشطة تجارية.
3م 68يتم تنفيد حجز االصول التجارية وبيعها وفق الشروط المنصوص عليها في قانون رقم 15.95من م.ت
4انظر المادة 113من مدونة التجارة
5احمد البقالي حجز وبيع االصل التجاري بين مدونة التجارة وقانون المسطرة المدنية ومدونة تحصيل الديون العمومية –دار السالم للطباعة
والنشر –الرباط -الطبعةاالولى /2014ص 74/73
6
يتولى القابض في إطار حفاظه على حقوق الخزينة العامة إتباع مجموعة من اإلجراءات:
❖ اإلجراءات الخاصة بالحجز
بما أن األصل التجاري يعتبر منقوال ،فحجزه ال يتطلب استصدار أمر قضائي من
طرف القابض ،بل إن هذا األخير يتبع إجراءات عادية في ظل القواعد الخاصة التي اقرها
قانون المسطرة المدنية.6
تنبغي اإلشارة منذ البداية ،إلى أن مدونة تحصيل الديون العمومية لم تتطرق إلى اإلجراءات
المتبعة في حجز وبيع األصول التجارية ،وإنما اكتفت فقط من خالل المادة 68منها
باإلحالة على مقتضيات قانون المسطرة المدنية ،والقانون التجاري ،إذ تنص المادة على انه:
"يتم حجز األصول التجارية طبقا ألحكام الفقرة الثالثة من الفصل 445من قانون المسطرة
المدنية من لدن مأمور التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة تنفيذا للترخيص المشار إليه في المادة
37أعاله ،بناءا على طلب من المحاسب المكلف بالتحصيل.
ويتم حجز األصل التجاري كليا أو جزئيا وفق مقتضيات المادة 455من قانون المسطرة
المدنية ،و ذلك عبر المراحل التالية:
• التأكد من تبليغ اإلنذار القانوني وتوصل المدين به ،الن تبليغ اإلنذار يعتبر
إجراء إلزامي يجب القيام به قبل اإلقدام على حجز األصل التجاري ،تحت
طائلة بطالن هذا اإلجراء ،الن المادة 114من مدونة التجارة نصت على انه
ال يمكن طلب بيع األصل التجاري إال بعد مضي ثمانية أيام على توجيه إنذار
بالدفع إلى المدين أو لحائز األصل عند االقتضاء وبقائه دون جدوى7.
• تأكد القابض من خالل مراجعة مصلحة السجل التجاري من ملكية المدين
لألصل التجاري المراد حجزه.
• انجاز محضر الحجز ،إذ يقوم مأمور التبليغ والتنفيذ التابع للخزينة بحجز
األصل التجاري بجميع عناصره المادية والمعنوية وفق مقتضيات المادة 455
من قانون المسطرة المدنية.
7
❖ اإلجراءات الخاصة بالبيع لألصل التجاري
إذا لم يسدد المدين المحجوز عليه مالك األصل التجاري ،ما بذمته من ديون خالل ثمانية
أيام من تاريخ الحجز ،يمكن للقابض المكلف بالتحصيل تقديم طلب البيع إلى المحكمة
التجارية صاحبة االختصاص.
ويقدم هذا الطلب في شكل مقال افتتاحي يقدم إلى السيد رئيس المحكمة التجارية التي يوجد
بدائرتها األصل التجاري.
تنص المادة 866من قانون رقم 97-15بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية على
انه يتم بيع السفن وفق الشروط واألشكال المنصوص عليها في مدونة التجارة البحرية،
وبذلك فإنه يتم الرجوع إلى المواد 110و 123من قانون التجارة البحري المغربي.
حسب مقتضيات المادة 66من مدونة تحصيل الديون العمومية على ما يلي:9
يتم حجز السفن وبيعها وفق الشروط و األحكام المنصوص عليها في مدونة التجارية
البحرية.
باإلضافة إلى ذلك ،يجب على المالك الجديد عند كل عملية تفويت سفينة أن يطالب
باإلطالع على وصوالت أو شهادة من مصالح التحصيل تثبت أداء الضرائب والرسوم
والديون العمومية األخرى المتعلقة بالسفينة وإال ألزم المفوت إليه تضامنيا مع المالك القديم
بأداء تلك الديون.
8المادة 66من مدونة تحصيل الديون العمومية "يتم حجز السفن وبيعها وفق الشروط المنصوص عليها في مدونة التجارة البحرية
9انضر المادة 66من مدونة تحصيل الديون العمومية
8
يجب أن يدلى بالوصوالت أو بالشهادة المذكورة في الفقرة أعاله إلى المصلحة المكلفة
بتسجيل السفن قبل تسليم أية رخصة تحويل للملكية.
أما بالنسبة للحجز التنفيذي على السفينة ،فان المشرع خصه بمقتضيات الفصول من
111إلى 123من قانون التجارة البحري المغربي ،كما يخضع كذلك للقواعد العامة
للمسطرة المدنية فيما يتعلق بالحجز التنفيذي (المواد 459الى 10.)478
إن الحجز التنفيذي ال يمكن أن يتم إال على بعد 24ساعة من توجيه األمر باألداء إلى المدين
أي مالك السفينة أو يوجه لربان السفينة إن كان للدائن حق اعتبار بحري ،وهذا األمر يوجه
إلى رئيس المحكمة التجارية وذلك وفقا لقواعد التبليغات المعمول بها في قانون المسطرة
المدنية ،كما يتعين على عون التنفيذ عند وقوع الحجز على السفينة أن يحرر محضرا بذلك
يبين فيه العديد من البيانات الواردة في الفصل 114من قانون التجارة البحرية المغربي.
10عزيز فتح" مدخل لدراسة القانون البحري " مكتبة دار السالم /ط/ 2003 :ص113:
9
كما يتم تعيين حارسا للسفينة التي سيتم التنفيذ عليها والذي غالبا ما يكون هو المالك ،كما يتم
نسخ محضر الحجز بسجالت ميناء قيد السفينة أو ميناء بناءها إذا كانت في طور البناء وذلك
خالل 8أيام الفصل 116من قانون التجارة البحرية المغربي.
ومن أثار هذا الحجز التنفيذي هو بيع السفينة المحجوزة بالمزاد العلني الذي يتم اإلعالن عنه
قبل 15يوما من إجرائه بإحدى جرائد اإلعالنات ويمكن وقوع البيع بعد مرور 15يوما من
اإلعالن ،حيث يتم البيع بحضور كاتب الضبط بعد أن تكون المهمة قد حددت الثمن االفتتاحي
للبيع وشروطه.
باإلضافة على الحجز والبيع المنصوص عليهما في المواد 44إلى 64من مدونة تحصيل
الديون العمومية ،يمكن للمحاسب أن يختار القيام بإجراءات التنفيذ على العربات السيارة،
هذه األخيرة التي تعتبر من المستجدات التي أدخلتها مدونة تحصيل الديون العمومية ،األمر
الذي يؤكد رغبة المشرع بإقرار مزيد من الضمانات الكفيلة بحماية مداخيل الدولة ،بما في
ذلك الشق المتعلق بالغرامات ،حيث فتح الباب أمام رئيس كتابة الضبط بصفته محاسب
عمومي ،إمكانية الحجز على العربات السيارة
وإذا كان المشرع قد أحال من خالل الفقرة األولى من المادة 69من مدونة التحصيل ،فيما
يتعلق بحجز وبيع العربات السيارة على المواد 44إلى 64من نفس المدونة ،فإنه جاء في
الفقرة المالية وما يليها من مواد بمساطر خاصة للتنفيذ على العربات السيارة ،وبالتبع،
الزيادة من ضمانات تحصيل مضمون المقررات القضائية ،وتتمثل هذه المسطرة في
إجرائي تثبيت العربات(أوال) ،والتعرض لدى مراكز تسجيل السيارات(ثانيا)
أوال :إجراءات تثبيت العربات السيارة
نص المشرع في الفقرة الثانية من المادة 69من م .ت .د .ع "يمكن للعربات البرية ذات
محرك الموجودة في ملك المدينين بالضرائب والرسوم والديون العمومية األخرى ،أن تكون
موضع إجراءات تنفيذ عن طريق التثبيت" وأكد في المادة 70من نفس القانون "يمكن
10
العمل على تثبيت العربات المشار إليها في المادة السابقة أينما كانت موجودة"
ويأتي إجراء تثبيت العربات ،كردة فعل على قصور إجراءات التحصيل في إطار التشريع
السابق على استخالص الديون العمومية انطالقا من عربات المحكوم عليه ،خاصة أمام
إمكانية إخفاء المدين لهذه العربات أو العمل على تفويتها للغير في أسرع وقت ممكن ،األمر
الذي جعل المشرع في مدونة التحصيل يتبنى إجراءات جديدة ،وسريعة وفعالة في مواجهة
11 عليه المحكوم
وتمارس عملية تثبيت السيارات من طرف الموظفين المكلفين بالتحصيل خارج المحكمة
الذي يحرر محضرا بذلك ،ويبلغ في ظرف 8أيام إنذار لألداء بمثابة حجز12.
يمكن العمل على تثبيت العربات السيارة،أينما كانت موجودة،بمكان محروس ،كالمرآب
وموقف السيارات ،أو بالطريق العام ،وفي هذه الحالة األخيرة من األفضل تثبيتها بالمدار
الحضري ،لتجنب إلحاق األضرار بها.
وفي حالة عدم األداء في ظرف اليومين المواليين لثبيت العربة ،يقوم مأمور التنفيذ بالعمل
على رفعها ،ووضعها مستودع إيداع العربات أو أي مكان آخر آمن ،وبعد تبليغ اإلنذار
بمثابة الحجر ،تتم إجراءات البيع طبقا ألحكام المواد 58إلى 64من المدونة.
ورغم ما يحمله هذا اإلجراء من فعالية في الرفع من مردودية تحصيل مضمون المقررات
القضائية ،إال أنه في المقابل ،يحمل في طياته جملة من السلبيات في مواجهة المحكوم عليه،
خاصة عندما يكون مبلغ الغرامة زهيدا مقارنة مع قيمة العربة ،مما قد يؤدي باإلضرار
بالمحكوم عليه ،وتفويت مصالحه ،كما أن المشرع لم يحدد الجهة التي تتحمل المسؤولية في
حالة تعرض العربات السيارة ألضرار أثناء تثبيتها
ثانيا:التعرض لدى مراكز التسجيل
من السلطات المتاحة كذلك أمام رئيس كتابة الضبط إمكانية التعرض لدى مركز تسجيل
السيارات ،حيث إنه طبقا لمقتضيات المادة 73من م .ت .د .ع يمكن التعرض لدى مراكز
تسجيل السيارات لمنع نقل ملكية السيارة ،قبل الوفاء بجميع الضرائب والرسوم والديون
العمومية في األخرى في ذمة المدين.
11
فالمشرع المغربي ،أتاح لرئيس كتابة الضبط بصفته محاسبا عموميا ،وبموجب تصريح
يتضمن هوية المدين ونوعية دينه ومبلغه ،باإلضافة إلى مختلف البيانات المتعلقة بالسيارة،
التي من شأنها تعيين العربة على وجه الدقة ،التعرض على نقل ملكية السيارة لشخص آخر،
وذلك طيلة مدة أربع سنوات قابلة للتجديد،ما لم يسلم للمالزم تصريح برفع اليد بعد ثبوت
أداء الغرامة محل التعرض
عند عدم وجود منقوالت ،أو عند عدم كفايتها لتغطية مبلغ الدين الضريبي المطالب به،
يصار إلى حجز وبيع عقارات المدين المرتبة في ذمته ديون عمومية ،وذلك بإتباع مسطرة
دقيقة راعى من خاللها المشرع المغربي الحفاظ على حقوق المدين نظرا لما يمتاز به العقار
من دور في حياة اإلنسان ،ومن أهمية اقتصادية واجتماعية من جهة ،وحق الخزينة في
استخالص ديونها من جهة ثانية ،لذلك نجد المشرع قد خص حجز العقارات وبيعها بكثير من
الشروط و اإلجراءات المسطرية.
و من خالل ما سبق سنعمل على تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين :سوف نتطرق في
(المطلب األول ) إلى الحديث عن حجز العقارات وبيعها و نخصص( المطلب الثاني )
للحديث عن معيقات تحصيل الديون العمومية.
سوف نقسم هذا المطلب إلى فقرتين للحديث عن حجز العقارات وبيعها في ( الفقرة األولى )
ونخصص (الفقرة الثانية) للحديث عن اإلجراءات المسطرية الخاصة بحجز وبيع العقار.
12
الفقرة األولى :حجز العقارات وبيعها
تعتبر مسطرة حجز العقارات وبيعها إجراءات تتطلب مساطر قضائية ،يلجأ إليها القابض
عندما ال يتوصل إلى تحصيل المبالغ المطالب بها عن طريق إجراءات التحصيل العادية .
إن دراسة حجز وبيع العقار من اجل استخالص ديون عمومية يتطلب التطرق الى قانون
المسطرة المدنية وكذا قانون تحصيل الديون العمومية ،وقد نصت المادة 67من مدونة
تحصيل الديون العمومية على ما يلي:
" إذا كانت المنقوالت غير كافية أو منعدمة ،يمكن القيام بحجز العقارات وبيعها باستثناء
العقار المخصص لسكنى المحجوز عليه وعائلته وذلك وفق الشروط المحددة في المادة 46
أعاله" .
يتم حجز العقارات وبيعها من طرف أعوان التبليغات والتفنيدات القضائية طبقا ألحكام
الظهير الشريف بمثابة قانون بتاريخ 11من رمضان 1394موافق ل(28سبتمبر )1974
بالمصادقة على قانون المسطرة المدنية.
"ال يقع البيع للعقارات إال عند عدم كفاية المنقوالت ما عدا إذا كان المدين مستفيدا من
ضمان عيني"...
يتبين من هذه المواد القانونية الحجز العقارات ال يمكن أن يتم إال من خالل توفر الشروط
المنصوص عليها في النصوص القانونية المنظمة لهذه المسطرة.
فالحجز هو طريقة قانونية اتجاه الذمة المالية ووسيلة عما يتيحها القانون للدائن اتجاه أموال
المدين من اجل المحافظة ،عند االقتضاء على رهنه .كما هو عملية حفظ مشترك بل قد
يكون طريقا من طرق التحفظ ،وبذلك يكون الحجز نوعين :حجز تحفظي وحجز تنفيذي.
إن الحجز التحفظي الذي يوقعه القابض على عقارات المدين هو إجراء تحفظي وقائي يقصد
من ورائه اتخاذ إجراءات تحفظية تحمي حق الخزينة عن طريق وضع العقار المملوك
للمدين بين يدي القضاء ،إلى حجز تنفيذي واستخالص القابض لمبلغ الدين المترتب في ذمة
المدين.
إال انه من اجل توقيع الحجز العقاري ينبغي توفر مجموعة من الشروط أهمها:
13
- /1تبليغ اإلنذار القانوني للمدين مالك العقار وفق الشروط والشكليات التي تم التطرق إليها
في المحور المتعلق باإلنذار القانوني،ألن عدم تبليغ اإلنذار يؤدي إلى إبطال هذا اإلجراء إذا
ما نازع المدين في عدم قانونيته.
هما13: -/2ال يمكن الحجز على عقارات المدين بالضريبة اال في حالتين
• عندما تكون المنقوالت غير كافية.
• عندما تكون المنقوالت منعدمة.
-/3عدم جواز إيقاع الحجز على العقار المخصص للسكنى التي تأوي عائلة المدين على
أساس أال تتعدى قيمتها 200.000درهم14.
-/4انجاز محضر بعدم وجود منقوالت أو عدم كفايتها لتغطية مبلغ الدين المترتب في ذمة
المدين.
-/5يتولى القيام بهذا اإلجراء أعوان التبليغات و التنفيذات القضائية ،بناءا على الفقرة الثانية
من المادة 67من مدونة التحصيل وليس مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة.
تبين المادة 67من المدونة أن الحجز و البيع يتمان من طرف أعوان التبليغات
والتنفيذات القضائية وفقا لقانون المسطرة المدنية ،وبتالي فإن المحاسبين المكلفين بالتحصيل
ال يتمتعون بالصفة القانونية ليقوموا مباشرة بحجز وبيع العقارات ،ومع ذلك يتعين عليهم
أن يسهروا على سير المسطرة وفقا للمسطرة التي يقررها القانون.
لذلك وبعد التأكد من عدم وجود منقوالت ،أو عدم كفايتها وإنجاز محضر بذلك ،واالطالع
على وضعية العقار باإلضافة من التأكد من ملكيته للمدين بالضريبة ،وكذا مجمل التقييدات
التي قد يكون مثقال بها.
13انضرو المادة 469من قانون المسطرة المدنية و المادة 67من مدونة تحصيل الديون العمومية
14
)1اإلجراءات أمام المحكمة
إذا لم يسدد المدين ما بذمته من ديون ،يمكن للقابض المكلف بالتحصيل تقديم طلب
موقع من طرفه ،إلى المحكمة االبتدائية التي يوجد بدائرتها للعقار المراد حجزه
قصد استصدار أمر بالحجز التحفظي على العقار.
إذا صدر الحكم وفق طلب القابض ،فإن هذا األخير يقدم طلبا إلى المحافظ على
األمالك العقارية و الرهون ،مرفقا باألمر الصادر عن المحكمة الرامي إلى تسجيل
حجز تحفظي على العقار المملوك للمدين ،من أجل تسجيل هذا الحجز بالسجل
العقاري.
وعد تقييد أمر المحكمة القاضي بحجز العقار بسجالت المحافظة العقارية ،يقوم
القابض المكلف بالتحصيل بسحب شهادة من الرسم العقاري تتضمن تقييد الحجز
المطلوب.
وفي حالة ما إذا لم يؤدي المدين ما بذمته يمكن في هذه الحالة للقابض تقديم طلب
إلى رئيس المحكمة االبتدائية قصد تحويل الحجز التحفظي إلى حجز تنفيذي.
ويسهر أعوان التبليغات والتنفيذات القضائية على تنفيذ مرحلة بيع العقار بالمزاد
العلني بعد التحقق من القيام بكافة اإلجراءات التي تتطلبها عملية البيع من إعداد
دفتر التحمالت ،وشروط البيع ،وتحديد الثمن االفتتاحي للبيع ،وتاريخ اجراء
السمسرة واإلشهار.
وإذا لم يبادر المدين مالك العقار ،إلى أداء المبالغ المطلوبة فإنه يتم إجراء السمسرة
في جلسة عمومية في التاريخ والساعة المعلن بها في إشهار البيع ،وبعد إتمام البيع
15
تم توزيع منتوج بيع العقار بين المحاسب المكلف بالتحصيل وباقي الدائنين إذا
وجدوا حسب قواعد االمتياز التي ينص عليها القانون.
هو الطعن الذي يتمسك به المدين والحائز و الكفيل العيني والدائنون أصحاب
الحقوق المقيدة على العقار قبل تبليغ الحجز العقاري ،وكذلك من له مصلحة في ذلك.
ويجب تقديم أسباب بطالن الحجز على العقار بطلب خطي قبل البيع ،وتجري
المسطرة مثل ما هو مقرر في دعوى المطالبة بملكية العقار من طرف الغير.
ومن المعلوم أن طلب الطعن أو البطالن يتعلق بعيب في الشكل كعدم احترام
اإلشهار أو عدم إيداع دفتر التحمالت او التعليق على باب المحكمة أو مخالفة
مسطرة تبليغ الحجز كما تنص على ذلك المادة 39من قانون المسطرة المدنية أو
عدم احترام مقتضيات الفصول 474الى 479من ق.م.م .أو عيب في الموضوع
أو يكون الدين غير معين المقدار كما هو منصوص عليه في الفصل 438من
ق.م.م.
وترفع دعوى البطالن بمقال مكتوب أمام المحكمة المختصة قبل السمسرة مع
الوثائق التي تثبت ما يدعيه الدائن أو طالب االستحقاق ،مع ضرورة استدعاء
األطراف األخرى لتقديم حججهم ،وللمحكمة أن تفصل في القضية موضوعا و
تصدر حكما بالنفاذ المعجل رغم كل تعرض أو استئناف.15
ومن أثار طلب البطالن بالنسبة إلجراءات التنفيذ ،بمجرد تقديم الطلب إلى المحكمة،
إلى حين صدور الحكم ،كما يترتب على ذلك سقوط ميعاد الجلسة المحددة إلجراء
السمسرة ،وقد صدر في هذا اإلطار أمر تحت رقم 5448/73/4ورد فيه: 16
" وحيث انه اعتبارا لتقديم دعوى رامية إلى إبطال اإلنذار العقاري وانه تطبيقا
ألحكام الفصل 484الذي يحيل على الفصل 483فان هده الدعوى توقف إجراءات
التنفيذ تلقائيا وان محكمة الموضوع هي التي ستأمر بمواصلة إجراءات التنفيذ إذا
اعتبرت انه ال موجب لوقف الحجز العقاري ،لذا فإنه يتعين إصدار أمر إلى عون
التنفيذ بان يوقف هذه اإلجراءات في انتظار صدور حكم من المحكمة في شان
بطالن التنبيه العقاري".
16
المطلب الثاني :معيقات تحصيل الديون العمومية
إن المطلع على نصوص مدونة تحصيل الديون العمومية ،سيالحظ انه بقدر ما
حققت مجموعة من األهداف كتبسيط المساطر المنظمة لعملية التحصيل وجعلها تواكب
التطورات والمستجدات القانونية والحقوقية ،بقدر ما اخفق واضعوها في إيجاد حلول
لإلشكاالت المطروحة.
سوف نتطرق في (الفقرة األولى) لإلشكاالت المتعلقة بصياغة نصوص مدونة تحصيل
الديون العمومية لحجز وبيع العقارات و في (الفقرة الثانية) لإلشكاالت المتعلقة باألصل
التجاري
إن اإلشكال المتعلق بحجز العقارات في حالة عدم كفاية المنقول وما يطرحه من
تنازع في االختصاص بين القضاء اإلداري والعادي
إن تطبيق هذا النص بعدم تحديد الجهة القضائية المختصة بين القضاء العادي
واإلداري ،إذ يرى البعض أن االختصاص يعود إلى القضاء العادي باإلحالة على قانون
المسطرة المدنية وان هذه الجهة تختص طبيعة منازعاتها حول العقار.
بينما يرى البعض األخر أن االختصاص يعود للمحاكم اإلدارية بدليل الباب الثالث من
القانون رقم 41.90ينص على اختصاصها في جميع المنازعات المتعلقة بتحصيل ديون
الدولة.
17
كما أن الدين الضريبي يبقى هو المستهدف باإلجراء وليس العقار خاصة وان المادة 141
من مدونة التحصيل تنص على أن نعرض النزاعات التي تبث في هذا القانون على المحاكم
اإلدارية بالمكان الذي تستحق فيه الديون العمومية.
هناك اتجاه أخر يرى أن الرأي القائل باختصاص القضاء اإلداري في حجز العقار وبيعه
ال يستقيم غلى اإلشكاالت التي يمكن أن تطرح على المستوى العملي ،ذلك انه في حالة
حجز العقارات من طرف أعوان التبليغات والتفنيدات القضائية لدى المحاكم اإلدارية ،قد
ترفع من جهة دعوى استحقاق رغبة من طرف الغير أمام المحكمة العادية طبقا للفصلين
482و 483من قانون المسطرة المدنية ،وفي هاته الحالة يترتب على دعوى االستحقاق
وقف التنفيذ من طرف القضاء العادي ،طبقا للفصل 483من ق.م.م .وقد يقام من جهة
أخرى طعن بالبطالن في إجراءات الحجز العقاري طبقا للفصل 484من ق.م.م .
لذلك يرى أن االختصاص بحجز وبيع العقار المحجوز في إطار استخالص الدين العمومي
يجب أن يكون من اختصاص القضاء العادي تفاديا لإلشكاالت المرتبطة بدعوى االستحقاق
الفرعي
الفقرة الثانية :اإلشكال المتعلق بحجز وبيع األصل التجاري 17وما يمكن أن
يترتب عنه من تنازع في اختصاص المحاكم.
ينص الفصل 68من مدونة التحصيل ،على انه يتم تنفيذ حجز األموال التجارية وبيعها
وفق أحكام مدونة التجارة غير أن اإلشكال قد يطرح في الحال الذي يقوم فيها العون
بالتحصيل على حجز بعض منقوالت األصل التجاري ،حيث يعتبر المدين أن بيع هاته
المنقوالت بمعزل من األصل التجاري سوف يضر به وينقص من قيمة األصل التجاري.
ليباشر برفع دعوى أمام المحكمة التجارية في إطار قانون رقم 53.95للمطالبة ببيع
األصل التجاري ككل .
فال يمكن إنكار االختصاص على المحكمة التجارية من اجل البث في طلب بيع األصل
التجاري في إطار تطبيقها للفصل 68من القانون 5.97و الفصل 113/112/111من
قانون رقم 53.95وعليه ال يمكن للمحكمة التجارية البث في طلب بيع األصل التجاري
يحجب االختصاص عن القضاء اإلداري ،سواء كمحكمة موضوع أو قضاء استعجالي.
17رغم اختالف التعريفات الممنوحة لالصل التجاري فقد اجمع الكل على أن عناصره تنقسم إلى مادية ومعنوية
18
خاتمة
من خالل ما سبق يتضح أن األهمية التي يكتسبها الدين العمومي تجب على األجهزة
المكلفة بتحصيله اعتماد جميع اآلليات التي يخولها إياها القانون من اجل ضمان تحصيله .
فقد حاول المشرع وضع إطار قانوني يراعي من خالله الحفاظ على خاصية التوازن بين
الملزم واإلدارة الضريبية ووضع ضمانات تراعي المصالح المشتركة ما بينهما .
و إذا كانت الخزينة العامة للمملكة هي المكلفة مبدئيا باستخالص جزء مهم من
ضرائب الدولة و الجماعات المحلية فان إجراءات التحصيل تقحم أطرافا أخرى بإمكانها
الحسم بشكل كبير في إنجاح أو فشل هذه العملية يضاف إلى ذلك إن العمل بمقتضيات مدونة
التحصيل يبقى غير ذي فعالية في ظل غياب نظرة شمولية لإلصالح تأخذ بعين االعتبار
كذلك واقع التحصيل الضريبي ببالدنا.الن األمر ال يتعلق فقط بمحاولة إليجاد نوع من
التوازن بين حقوق الملزمين و ضمانات الخزينة العامة ،و إنما يتجاوز ذلك بكثير لدرجة
يصبح معها خروج مدونة تحصيل الديون العمومية إلى حيز الوجود مجرد خطوة أولى ال بد
من تزكيتها و إرفاقها بإصالحات أخرى جوهرية بعضها يرتبط باإلصالح اإلداري في
منظوره العام و الشمولي و البعض اآلخر يهم إدارة التحصيل و األطراف المتدخلة في هذه
العملية.
19
المراجع
الكتب
20
عزيز فتح" مدخل لدراسة القانون البحري " مكتبة دار السالم /ط2003 : •
/ص113:
الحسن البوعيسي "جزاء اغفال مالك تبليغ الدائنين المقيدين على فسخ كراء •
عقار الذي يستغل فيه األصل التجاري " ط / 1الدار البيضاء سنة 2005ص
37
عمر ازوكار "الدليل العمليي لتحصيل الديون العمومية /مطبعة النجاح الجديدة •
/الدار البيضاء 2017 /
يوسف نجم جبران " طرق االحتياط والتنفيد"بيروت الطبعة األولى سنة •
1980
القوانين
المقاالت
المواقع الرسمية
• www .coursdescompte.com
الفهرس
21
.................................................ص2 :الى 4 المقدمة:
22