You are on page 1of 41

‫ﻣﺎﺳﺘﺮ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻀﺮاﺋﺐ‬

‫‪ ‬فاضمة االشفر‬
‫‪ ‬امينة انفر‬
‫‪ ‬حسناء شهابي‬
‫‪ ‬لبنى الكداري‬
‫‪ ‬زينب الوزواز‬
‫‪ ‬ندى كريم‬

‫‪2021-2022‬‬
‫مقدمـــــة ‪:‬‬
‫تعتبر الجماعات الترابية عنصرا مهما و دعامة أساسية في تحقيق التنمية المحلية‪ ،‬لكونها المحرك‬
‫األساسي لحركة اإلنتاج المحلي‪ ،‬مما يلقي عليها مسؤولية ضخمة تقتضي منها أن تكون في مستوى‬
‫هذه األخيرة وقادرة على أداء دورها بكفاءة وفعالية لما يتطلبه مسلسل التنمية المحلية ‪.‬الذي‬
‫يستوجب التوفر على نظام جبائي قوي وفعال وذو نظرة تنموية استشرافية‪ ،‬وعلى تحصيل جيد و‬
‫سليم لمختلف الجبايات المحلية المكونة لهذا النظام بشكل يضمن استمرار و زيادة الموارد الذاتية ‪.‬‬
‫وتبقى دورات الميزانية هي المناسبة الوحيدة التي تكشف كيفية صرف الميزانية‪ ،‬و المداخيل التي‬
‫تم تحصيلها و المصاريف التي تم انجازها حسب كل فصل من فصول الميزانية‪ ،‬و الذي يعكس‬
‫التدبير المالي للجماعة الترابية‪ ،‬إن كان القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬وفق ما تنص عليه المادة‬
‫رقم ‪ 94‬قد أوكل الى رئيس الجماعة مجموعة صالحيات من ضمنها تنفيذ برنامج عمل الجماعة ‪،‬‬
‫وتنفيذ الميزانية وغيرها من الصالحيات باعتباره األمر بقبض مداخليها وصرف نفقاتها‪ ،‬مع العلم‬
‫أن جزء من هذه الميزانية هو جبايات محلية تقوم به الجماعة نفسها باعتبارها أداة من أدوات التنمية‬
‫المحلية‪ ،‬ووفق ما تنص المادة ‪ 128‬من قانون رقم ‪ 06.47‬المتعلق بالجبايات‪.‬‬
‫ويوجه رئيس المجلس الجماعي إلى مصلحة الجبايات المحلية في شخص وكيل المداخيل الجماعي‬
‫األمر باستخالص الرسوم كما جاء في المادة ‪ 127‬من القانون ‪ 06.47‬على أنه " يقوم وكيل‬
‫المداخيل الجماعي المعني باستخالص الرسوم اإلقرارية و الحقوق النقدية"‪ .‬إال أن مرحلة‬
‫استخالص تعتليها مجموعة من االشكالت‪ ،‬ومن أهمها المعضالت التي تؤرق الجماعات الترابية‬
‫منذ سنوات الباقي استخالصه كإشكالية تاريخية مرتبطة بعوامل اقتصادية واجتماعية‬
‫وسيكولوجية‪ ...‬وهو شيء مرتبط بإشكالية التحصيل في رمتها ال على المستوى الوطني وال على‬
‫المستوى المحلي وهنا يجب التمييز بين الباقي تحصيله كما يقول بذلك الموظفون المعنيون بعملية‬
‫االستخالص والباقي استخالصه فاألول تحصل جبايته في كل األحوال والثاني ذو طبيعة إشكالية‬
‫سياسية‪ .‬وال تكاد في القوانين المنظمة للجماعات الترابية ما يشير الى الباقي استخالصه‪ ،‬ماعدا‬
‫المادة ‪135‬و ‪ 145‬من مرسوم رقم ‪ 441.09.2‬صادر في ‪ 17‬من محرم ‪ 3 (1431‬يناير ‪2010‬‬
‫) بسن نظام المحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتها‪ 1‬حيث تشير المادة ‪135‬الى‪: "...,‬‬
‫ضرورة تبليغ الخازن واالمر بالصرف عن طريق المحصل الجماعي بالوضعية المختصرة‬
‫لتكفالت والتحصيالت والباقي استخالصه ‪،"..‬‬

‫‪ 1‬تشير المادة ‪ 135‬من مرسوم المحاسبة الجماعية الى انه "يتعين على المحصل الجماعي‪ ،‬عند حصر حساب آخر كل شهر‪ ،‬أن يبلغ الخازن المكلف باألداء واآلمر بالصرف قبل‬
‫اليوم الخامس من الشهر الموالي ‪ ،‬بما يلي ‪:،‬‬
‫‪ -‬وضعية األموال المتوفرة ) الصندوق وحسابات األموال المتوفرة الخارجية( بالمركز المحاسبي الذي يتولى تسييره؛ ‪-‬وضعية القيم؛ ‪-‬رصيد الحساب "صوائر التحصيل ‪" -‬‬
‫الوضعية المختصرة للتكفالت والتحصيالت والباقي استخالصه مع بيان اإلجراءات التي قام بها خالل الشهر المنصرم"‬
‫اما المادة ‪ 145‬فهي تنص على اعداد الخازن المكلف باألداء في بداية شهر يناير قائمة تلخيصية في‬
‫ثالثة نظائر للمبالغ الباقية الواجب استخالصها في ‪ 31‬ديسمبر‪ ،‬تحدد حسب األبواب‪ ،‬وبالنسبة لكل‬
‫باب برسم السنة مصدر الديون يوقع عليها ويعرضها على تأشيرة االمر بالصرف الذي يحتفظ‬
‫بنظير منها لمحاسبته اإلدارية ‪".‬والحالة هذه‪ ،‬فالباقي استخالصه يتشكل من المداخيل التي تم‬
‫جردها من قبل اإلدارة الجبائية المحلية‪ .‬والتي لم تتمكن من تحصيلها في وقتها‪ ،‬حيث تقوم الجماعة‬
‫قبل السنة المالية التالية بتوجيه أوامر بالتحصيل بشأنها إلى القابض الجماعي الذي يصبح بمجرد‬
‫استالمه مسؤوال عن جبايتها ‪.‬‬
‫كما يتشكل أيضا من مجموع المداخيل التي أوكل المشرع أمر تحصيلها للقابض‪ ،‬ولم يتم‬
‫استخالصها في وقتها أي داخل السنة ‪.‬ان األرقام المتعلقة بالباقي استخالصه‪ ،‬تجعلها ظاهرة جديرة‬
‫بتسليط الضوء عليها‪ ،‬اال ان األمر يتعلق بالتحصيل وعالقته بالجماعات وأسباب وجودها‪ ،‬أي‬
‫تحقيق التنمية في أبعادها الشمولية‪ ،‬خصوصا مع الوضع الجديد للجماعات الترابية ال في دستور‬
‫‪ 2011‬وال في القوانين التنظيمية الجديدة‬

‫التحديـــــد المفاهيمــــــــي‪:‬‬
‫‪-1‬مفهوم النظام الجباني ‪:‬‬
‫يقصد بالنظام الجباني مجموع الضرائب و الرسوم‪ ،‬المفروضة في دولة معينة و وقت محدد‪،‬‬
‫بمعنى آخر هو مجموعة الضرائب التي يتم اختيارها و تطبيقها في مجتمع معين‪ ،‬وزمن محدد‪،‬‬
‫بغية تحقيق أهذاف السياسة الجبائية التي ارتضاها ذلك المجتمع‪.‬‬
‫‪-2‬مفهوم الجباية المحلية ‪:‬‬
‫يمكن تعريف الجبايات المحلية بأنها مجموع الرسوم المفروضة على الملزم الجبائي المحلي‪ ،‬والتي‬
‫تحدد اإلدارة المحلية مقدارها‪ ،‬بناءا على النصوص التشريعية أو التنظيمية‪ .‬وتشكل الجبايات‬
‫المحلية أحد مصادر التمويل الذاتي للجماعات الترابية الى جانب مداخيل الممتلكات ومنتوج‬
‫الخدمات والهبات‪ ..‬ونظرا النتشار دعائم الالمركزية في أقطار العالم المعاصر فقد شكلت الجبايات‬
‫المحلية الرصيد المالي األكثر عطاء واستقرار في ميزانيات الجماعات الترابية‪ .‬كما أن حجمها‬
‫يعتبر مؤشرا هاما لقياس مدى قدرة الكيانات المحلية على التحرك نحو إنجاز مخططاتها‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬على أن تظل اإلمكانيات التمويلية للجبايات المحلية موضوع يتصدر‬
‫قائمة األولويات في كل مناسبة تناقش فيها مالية الجماعات الترابية‪ ،‬ال لشيء سوى لكون هذه‬
‫األخيرة تشكل حجر الزاوية للموارد المحلية‪ ،‬وبالتالي إلستقاللها المالي‪.‬‬
‫‪-3‬اإلدارة الجبانية المحلية ‪:‬‬
‫إن مفهوم ا إلدارة الجبائية المحلية يتجسد في مجموع األجهزة المكلفة بالجباية المحلية‪ ،‬انطالقا من‬
‫تحديد الوعاء مرورا بتحديد السعر وانتهاء بالتحصيل‪ ،‬كما تعمل على تنفيذ القوانين والتحقق من‬
‫سالمة تطبيقها‪ ،‬وتجد هذه األجهزة سندها في نص المادة ‪ 167‬من القانون ‪ 47.06‬التي تؤكد على‬
‫أنه ‪ :‬يقصد بمصطلح اإلدارة في هذا القانون ‪:‬‬
‫‪ -1‬المصالح التابعة لمديرية الضرائب بالنسبة للرسوم اآلتية ‪:‬‬
‫‪ +‬الرسم المهنية‬
‫‪+‬رسم السكن‬
‫‪ +‬رسم الخدمات الجماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬المصالح التابعة للجماعات المحلية بالنسبة لباقي الرسوم المذكورة في هذا القانون‪.‬‬

‫‪ -4‬مفهوم الرسم ‪:‬‬


‫ي عتبر الرسم ذلك اإلقتطاع النقدي الذي تجبيه السلطات العامة مقابل خدمة يتم تقديمها الى الملزمين‬
‫بأدائها شريطة أن يتناسب مبلغ الرسم مع الخدمة المقدمة‪ .‬ومن هذا التعريف يمكن استخالص‬
‫الفرق بين الجباية والرسم والذي يكمن في المقابل الذي يتلقاه الملزم‪ ،‬حيث ان المقابل في الجباية‬
‫يكون ذا منفعة عامة عكس ما هو عليه الرسم الذي يأخذ الطابع الشخصي‪.‬‬

‫‪-5‬الباقي استخالصه ‪:‬‬


‫الباقي استخالصه هو مجموعة المبالغ و المداخيل المستحقة للجماعات الترابية والتي لم يتم‬
‫استيفاءها في وقتها المحدد‪ ،‬وتدرج في حسابات فصول الميزانية والحساب اإلداري سنة بعد أخرى‬
‫كديون عالقة في ذمة الملزمين بها‪.‬‬
‫فهي تشكل تراكما ماليا يستدعي بدل مجهود الستخالصها أو التقليص من حجمها‪ .‬األمر الذي‬
‫يستدعي الجماعات قبل كل سنة مالية توجيه أوامر استخالص بشأنها الى القابض الجماعي الذي‬
‫يصبح بمجرد استالمها مسؤوال عن جبايتها‪.‬‬
‫كما يطرح هذا الموضوع العديد من اإلشكاليات ولعل أهم إشكالية تتمثل في‪:‬‬

‫إلى أي حد يشكل الباقي استخالصه معضلة تعرقل التنمية ؟ وماهي السبل الكفيلة للحد من تراكم‬
‫الديون العمومية المحلية ؟‬

‫منهجية الموضوع وخطة البحث‪:‬‬


‫على اعتبـار أن "مـن ال مـنـهـج لـه‪ ،‬ال علـم لـه" فـإن اإلجابـة علـى إشكالية الموضـوع‪ ،‬المتسمة‬
‫بتشـعب محاورهـا نظـرا لتنـوع الحقول المعرفيـة التـي تشـكل منطلقاتهـا‪ ،‬وجـب علينـا اإلستعانة‬
‫ببعض منـاهج البحـث العلمـي التـي مـن شـأنـها اإلسـهـام فـي إيجـاد حـلـول إلشكالية دراستنا‬
‫لموضـوع اإلدارة الضريبة المحلية وظاهرة البـاقي استخالصـه‪ ،‬مـن خـالل توظيـف مجموعـة‬
‫مـن المناهج منهـا المـنهج البنيوي – الوظيفي‪ ،‬وذلـك بـالنظر إلـى أنـه فـي البحـث العلمـي ال‬
‫مجـال للفصـل بـين البنيـة والوظيفـة‪ ،‬فالبنيـة تستلزم الوظيفـة‪ ،‬والوظيفـة ال تدرك إال مـن خـالل‬
‫وجـود بنية معينة‪ ،‬التي يتفاعل داخلها والوظيفة أو الدور الذي يقوم به داخل البنية‪.‬‬
‫كمـا تعـد هـذه الدراسـة مـن الدراسات الوصفية‪ ،‬لذلك فقد تم استخدام المنهج الوصـفي التحليلـي‬
‫الـذي يقـوم علـى تجميـع المعلومـات المتعلقـة بالدراسـة‪ ،‬وذلـك‬
‫بغـرض وصـفها وتحليلهـا وتفسيرها‪ ،‬والـذي يعتمـد علـى المقاربـة النصـية لمختلـف المقتضيات‬
‫القانونية ذات الصلة بالموضوع‪.‬‬
‫ومـن جـهـة أخـرى فإننـا سـنعتمد المقاربـة اإلحصـائية‪ ،‬مـن خـالل اعتمـاد واستثمار مجموعـة‬
‫مـن األرقام واإلحصائيات الرسمية ذات الصلة بنمـوذج البحـث ممـا يسـاعد علـى اختـزال‬
‫المعلومـات والبيانات‪ ،‬بواسـطة مؤشـرات وجـداول قصـد تيسير عملية معالجتها‪.‬‬

‫وتبعـا لكـل مـا سـبق ذكـره‪ ،‬استوجب علينـا تحـديـد خطـة لدراسـة الموضوع‪ ،‬وهـو األمـر الـذي‬
‫يـجيـز لنـا تنـظـيـم عمـل الدراسـة باعتمـاد ثنائيـة التقسـيـم مـن خـالل اعتماد مبحثين رئيسين على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫المبحث األول ‪:‬اإلكراهات المرتبطة بعملية التحصيل وانعكاساتها‬
‫المبحث الثاني‪ :‬افاق اصالح منظومة التحصيل الجبائي المحلي‬
‫المبحث االول ‪ :‬االكراهات المرتبطة بعملية التحصيل وانعكاساتها‬
‫المطلب االول‪ :‬اسباب تنامي ظاهرة الباقي استخالصه‬
‫رغم المجهودات التي وضعها المشرع المغربي لمجابهة ظاهرة تحصيل الجبايات الباقي‬
‫استخالصها‪ ،‬إال أننا نالحظ عكس ذلك‪ ،‬فهذه الظاهرة تنامت بشكل كبير في المجتمع مما يدفعنا‬
‫للتساؤل حول أهم األسباب التي ساهمت في تنامي هذه الظاهرة‪ .‬والتي يمكن أن نذكر األسباب‬
‫القانونية (الفقرة األولى) و التنظيمية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫اﻟفقرة األوﻟى‪ :‬اإلكراهﺎت اﻟقﺎنونيﺔ اﻟﻣتﻌلقﺔ بﺎﻟبﺎقي اﺳتخالصه‪:‬‬


‫إن اإلدارة الجبائية والمصالح الجبائية في الجماعات الترابية يعتبر هم الساهرين الفعليين علي‬
‫تطبيق مقتضيات اإلصالح الجبائي‪ ،‬باعتبارهم هم من يواجهون الملزم مباشرة‪ ،‬مما يطرح إشكال‬
‫تعقد المساطر القانونية المؤطرة للميدان الجبائي الذي ينعكس على عملية تحصيل المداخيل‪،‬‬
‫ويمكن أن نستدل على ذلك بالغموض الذي تتميز به فصول القانون الجبائي المحلي رقم ‪،47.06‬‬
‫التي تشكل صعوبة بالنسبة للمحاسب العمومي المكلف بالتحصيل أثناء عملية المداخيل‪ ،‬مما يدفعه‬
‫إلى اإلجتهاد الشخصي‪ ،‬حيث أن المشرع لم يعمل على توضيح كيفية متابعة الملزم‪ ،‬لكون أن‬
‫اإلدارة الجبائية ال تتوفر على عنوان المحل‪ ،‬نظرا ألن المشرع لم يحدد بشكل قطعي ضرورة‬
‫استالم شهادة مقدمة من طرف المصالح المالية المحلية إلثبات إفراغ أو إغالق المحل‪ ،‬فالملزم‬
‫يقتصر فقط على الشهادة المقدمة من طرف السلطات المحلية‪ ،‬و هذا ما يثير إشكاالت أمام‬
‫القضاء‪2.‬‬

‫إن القراءة المتأنية للقانون ‪ 07.20‬تجعلنا نقف عند مجموعة من الثغرات التي تجوب الجانب‬
‫القانوني لهذه المنظومة‪ ،‬خصوصا في حدود مبدأ التبسيط و الذي أدى الى عدم التطبيق السليم‬
‫لمقتضيات هذا القانون‪ ،‬ثم كثرة اإلعفاءات الجبائية ‪ ،‬إضافة الى حدودية الوعاء الجبائي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حدود مبدأ التبسيط و كثرة اإلعفاءات‬


‫يشكل مبدأ التبسيط أهم أهداف اإلصالح الجبائي المحلي‪ ،‬لكن واقع الحال يعبر عن محدودية هذا‬
‫الجانب على اعتبار أن المشرع عدد الرسوم المحلية في ‪ 17‬رسما حسب القانون ‪ ،47.06‬وقد‬
‫عزى الخطاب الرسمي أسباب الحذف إما بمبرر االزدواج الضريبي مع جبايات الدولة أو يمرر‬
‫ضعف المردودية المالية‪ ،‬ففي الجانب الخاص يضعف المردودية التي طالها الحذف‬
‫‪ 2‬كريم لحرش"النظام الجبائي المغربي المحلي على ضوء الممارسة العملية و االجتهاد القضائي" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقةفي القانون العام كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات ‪ 2006/2007‬ص ‪206‬‬
‫‪6‬‬
‫كان باإلمكان اإلبقاء على بعض هذه الرسوم و إدخالها في خانة ما كان يعرف بالجبايات‬
‫اإلختيارية الموكول للمجالس الجماعية إمكانية اإلستفادة منها‪.‬‬
‫أما اإلجراء المعتمد في تقليص الرسوم المحلية‪ ،‬فإن المشرع قد أبقى على ‪ 13‬رسما بموجب‬
‫القانون ‪ 39.07‬وهي رسوم سبق التنصيص عليها في ضل القانون رقم ‪ 30.89‬على اعتبار أن‬
‫هذه الرسوم ال تتسم بالطابع الجبائي‪ ،‬وبالتالي فهي تعتبر إتاوات و ليست جبايات‪ .‬مع العلم أن هذه‬
‫‪3‬‬
‫اإلتاوات وصفها المشرع المغربي في ضل القانون ‪ 30.89‬رسوما محلية‪.‬‬
‫هكذا إذن فإن العدد الحقيقي للرسوم المحلية هو ‪ 34‬رسما‪ ،‬منها ‪ 17‬رسما أقرها القانون ‪47.06‬‬
‫مع العمل على إدراج أربعة رسوم محلية في رسومها األصلية‪ ،‬بمعنى أن أوعيتها ما زالت قائمة‪،‬‬
‫إضافة إلى ‪ 13‬رسما حملها القانون رقم ‪.39.074‬‬
‫أما بخصوص كثرة اإلعفاءات الجبائية يمكن القول أن اإلعفاء الجبائي إجراء تشريعي قد يكون‬
‫في شكل إعانة بترك مورد جبائي‪ ،‬وقد يكون في شكل تحفيز و تشجيع لتحقيق هدف معين ذو‬
‫طبيعة اقتصادية و اجتماعية‪ ،‬فهو بمثابة إجراءات استثنائية تحدث خسارة مالية على تفويت موارد‬
‫‪5‬‬
‫مهمة على خزينة الدولة‪.‬‬

‫فرغم التعديالت التي عرفها القانون المتعلق بجبايات الجماعات الترابية من أجل تطوير و الرفع‬
‫من الموارد المالية للجماعات‪ ،‬فهو الزال يحمل بين فصوله العديد من اإلعفاءات و التخفيضات‪6‬‬

‫التي يمكن أن نلخصها في الجدول التالي‪:‬‬


‫التخفيض الدائم‬ ‫االعفاء المؤقت‬ ‫عدد االعفاء الكلي الدائم‬ ‫المادة من القانون ‪47.06‬‬ ‫الرسم‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الرسم المهني‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪22‬‬ ‫رسم السكن‬


‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪34‬‬ ‫رسم الخدمات الجماعية‬
‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪41‬‬ ‫الرسم على األراضي الحضرية غير‬
‫مبنية‬
‫*‬ ‫*‬ ‫‪22‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الرسم على عمليات البناء‬
‫*‬ ‫*‬ ‫‪7‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الرسم على تجزئة األراضي‬

‫*‬ ‫*‬ ‫‪1‬‬ ‫المادة ‪71‬‬ ‫الرسم على اإلقامة بالمؤسسات السياحية‬
‫مجموع اإلعفاءات‬

‫انطالقا من هذا الجدول يمكن القول أن اإلصالح الجبائي أقر العديد من اإلعفاءات السخية و الغير‬

‫‪ 3‬سناء أحمر الراس "التدبير المالي بين إكراهات الواقع و متطلبات التنمية"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في العلوم السياسية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬سال‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس السويسي‪،2016/2017 ،‬ص‪82‬‬
‫‪ 4‬سعيد جفري‪ ،‬الجبايات المحلية‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪ 2015 ،‬ص ‪117‬‬
‫‪ 5‬المحجوب الدربالي" النظام الجبائي المحلي على ضوء القانون رقم ‪، 47.06‬بحث تأهيلي لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية سال‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس السويسي‪ ،‬الرباط ‪ 2007/2008‬ص ‪66‬‬
‫‪ 6‬حسن سهلي "آليات تحسين األداء المالي للجماعات الترابية و الجماعة الحضرية طنجة نموذجا"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬ماستر تدبير الشأن العام المحلي‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬طنجة ‪ 2013/2014‬ص ‪21‬‬
‫‪7‬‬
‫المبررة محاباة لبعض المكلفين و بالتالي ترحيل العبء الجبائي الى فئات اجتماعية أخرى‪ ،‬وفي‬
‫‪7‬‬
‫هذا الجانب تم إعفاء منعشين عقاريين في مادة السكن اإلجتماعي من كل الرسوم المحلية‪.‬‬
‫ثﺎنيﺎ‪ :‬محدودية توسيع الوعاء الجبائي و استمرار العمل بالنصوص القانونية السابقة‪:‬‬
‫رغم الحرص المبدئي من قبل المشرع للوصول الى المادة الجبائية المحلية في األغلب فإن أوجه‬
‫المظاهر األولية لضيق الوعاء الجبائي تبتدأ من خالل التوزيع الكمي الغير المتكافئ للمادة الجبائية‬
‫بين المجالين الحضري و القروي‪ ،‬وهو توزيع كرس من الناحية القانونية ما يعرف بالتمييز‬
‫الجبائي‪ ،8‬بين الوسط الحضري و القروي‪ ،‬خاصة بالنسبة للجبايات ذات الطابع العقاري‪.‬‬
‫وهكذا فإذا كانت الرسوم المحلية ذات طابع عقاري تشكل موردا ماليا أساسيا بالنسبة للجماعات‬
‫الحضرية‪ ،‬فإن عددا كبيرا من الجماعات الواقعة في المجال القروي تفتقر الى وجود أوعية لمثل‬
‫هذا الصنف من الرسوم‪.‬‬
‫إن القانون ‪ 47.06‬أثبت محدوديته على مستوى معالجة إشكالية الوعاء الجبائي‪ ،‬فإذا كان هذا‬
‫القانون عمل على محاولة توسيع الوعاء المحلي و إصالح شكله‪ ،9‬فإنه مع ذلك سجل قصورا‬
‫قانونيا لهذا النص في إحجامه عن تضريب مجموعة من القطاعات والتي كان بمقدورها الرفع من‬
‫المردودية‪.‬‬
‫من العيوب التي يمكن أيضا مالحظتها على مستوى القانون رقم ‪ 47.06‬تلك المتعلقة بالجانب‬
‫التشريعي‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باستمرارية العمل بالقانون ‪ 30.89‬رغم دخول القانون رقم ‪47.06‬‬
‫المتعلق بالجبايات المحلية حيز التنفيذ من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر مسألة تعدد النصوص المنظمة‬
‫للجبايات المحلية‪ ،‬حيث يعد التجميع و التركيب هو هدف اإلصالح‪.‬‬
‫إن المؤاخذات التي سجلت على النصوص المنظمة لجبايات الجماعات الترابية‪ ،‬والتي أدت في‬
‫الوقت ذاته الى نوع من الغموض لذى اإلدارة الجبائية و الملزم الى استمرار تطبيق مقتضيات‬
‫القانون ‪ 30.89‬فينا يتعلق ببعض الرسوم رغم دخول القانون رقم ‪ 47.06‬حيز التنفيذ‪ ،‬على‬
‫اعتبار أن هذه الرسوم ال تتسم بالطابع الجبائي‪ ،‬وبالتالي فهي تعتبر إتاوات وليس جبايات مع العلم‬
‫أن هذه رسوما محلية‪.‬‬

‫‪ 7‬محمد شكيري" إصالح منظومة الجبايات المحلية بين أهداف اإلصالح و إكراهات الواقع"المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية‪ ،‬العدد ‪ 136‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء سنة ‪ 2011‬ص ‪181‬‬
‫‪ 8‬عبد السالم أديب‪ ،‬السياسة الضريبية و استراتيجيات التنمية‪ ،‬دراسة تحليلية للنظام الجبائي المغربي أفريقيا الشرق‪ 2000 ،‬ص ‪69‬‬
‫‪ 9‬أحمد حضراني"النظام الجبائي المحلي على ضوء التشريع المغربي و المقارن"منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية العدد ‪ 22‬سنة ‪ 2001‬ص ‪245‬‬
‫‪8‬‬
‫ولعل اإلشكالية هنا تكمن في التعريف الذي جاء أثناء تقديم المذكرة العامة حول مشروع اإلصالح‬
‫الجبائي أمام البرلمان للمناقشة‪ ،‬حينما ميز وزير المالية بين كل من الضريبة و اإلتاوة‪ ،‬إذ عرف‬
‫الضريبة حسب القانون الضريبي و قواعد المالية العامة بكونها تستخلص من طرف الدولة أو‬
‫الجماعات الترابية بدون ربطها بخدمة معينة‪ ،‬أما اإلتاوة فهي تستخلص مقابل خدمة تنجزها الدولة‬
‫أو الجماعات الترابية لفائدة الملزم‪.‬‬
‫ثﺎﻟثﺎ‪ :‬تعدد القوانين المنظمة لجباية الجماعات الترابية و قصور التضريب لبعض القطاعات‬
‫كرس القانون المتعلق بالجبايات المحلية نفس الوضعية من حيث تعددية النصوص القانونية‬
‫المنظمة للجباية المحلية‪ ،‬و معه من جهة أخرى تعدد عدد الجبايات المحلية حيث ستنتقل من ‪17‬‬
‫الى ‪ 30‬رسم‪ ،‬و هو في ذلك ضرب لمقاصد اإلصالح‪ ،‬سواء من حيث التجميع أو التبسيط‪ ،‬ففي‬
‫الوقت الذي أكد فيه اإلصالح على تجميع كافة الرسوم الخاصة بالجماعات الترابية في نص‬
‫قانوني واحد‪ ،‬طبقا ألحكام الفقرة الرابعة من المادة ‪ 176‬من القانون رقم ‪ 47.06‬نجده في المقابل‬
‫يحتفظ بتعددية النصوص القانونية المنظمة للجباية المحلية‪.‬‬
‫إذا كان القانون أمام ثالث نصوص قانونية‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من القانون ‪ 30.89‬المتعلق بنظام‬
‫الضرائب المستحقة للجماعات المحلية و هيئاتها‪ ،‬تميز بضيق الوعاء فإن القانون رقم ‪ 47.06‬جاء‬
‫بعدة مستجدات‪ ،‬ورغم ذلك فإنه لم يتجاوز تلك الحدود‪ ،‬حيث تميز بقصور تضريب لبعض‬
‫القطاعات‪ ،‬إذ يالحظ غياب سلطة جبائية تدخلية في مجال العقار‪ ،‬قصد محاربة ظاهرة المضاربة‬
‫العقارية‪.‬‬
‫و تجميد األراضي خصوصا بمراكز المدن التي تتحول فيها هذه األراضي الى عبء‪ ،‬فالضريبة‬
‫العقارية أداة تدخلية للحد من ظاهرة تجميد العقارات‪ ،‬وبالتالي محاربة المضاربة التي تهم العقار‬
‫المبني على المستوى القروي‪ ،‬نالحظ أن القانون رقم ‪ 47.06‬حصر تطبيق الرسم على األراضي‬
‫الغير المبنية بالنسبة للمراكز المحددة بالنطاق الترابي للجماعات القروية على تلك تتوفر على‬
‫وثائق التعمير‪10.‬‬

‫رابﻌﺎ‪ :‬سوء توزيع الموارد الجبائية بين الوحدات الترابية‬


‫من المظاهر السلبية التي كرسها اإلصالح الجبائي المحلي‪ ،‬التفاوت الجبائي بين الجماعات‬
‫الترابية‪ .‬فإذا كان الهدف من وراء هذا اإلصالح الرفع من مردودية الموارد الجبائية للجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬فإن األمر يختلف بالنسبة للجماعات القروية‪.‬‬

‫‪ 10‬عبد االاله الفتاحي‪ ":‬تحصيل الديون العمومية المحلية وإشكالية ال باقي استخالصه بالمغرب "‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام ‪ ،‬كلية متعددة التخصصات الناضور‬
‫‪, 2021/2022 ،‬ص ‪80 ،79‬‬
‫‪9‬‬
‫كما رأينا سابقا من خالل الالتوازن على مستوى توزيع الرسون الترابية بينها و بين الجماعات‬
‫الحضرية‪ ،‬حيث تعاني من العجز التمويلي الذاتي خاصة أمام اإلكراهات التنموية التي تعرفها هذه‬
‫الجماعات‪.‬‬
‫ولم تكن العماالت و األقاليم أحسن حاال من الجماعات القروية‪ ،‬على ضوء اإلصالح الجبائي‬
‫المحلي‪ ،‬حيث أن ماليتها ال تتعدى بعض الرسوم القليلة و ذات المردودية الضعيفة‪ .‬مما يطرح‬
‫سؤال حول كيف يمكن لمجالس العماالت و األقاليم أن يكون لها دور في التنمية‪.‬‬
‫تعاني الجهات بدورها من نفس الضعف على مستوى جباياتها‪ ،‬فمن أصل ستة رسوم‪ ،‬كانت‬
‫تحظى بمستحقاتها خالل القانون السابق‪ ،‬منحها المشرع بمقتضى القانون رقم ‪ 47.06‬ثالث رسوم‬
‫فقط‪ ،‬كما أن مردوديتها باستثناء الرسم المفروض على الخدمات المقدمة بالموانئ تتميز بضعف‬
‫‪11‬‬
‫أوعيتها و مردوديتها‪.‬‬

‫اﻟفقرة اﻟثﺎنيﺔ‪ :‬اإلكراهﺎت اﻟتنظيﻣيﺔ و اﻟﺳيكوﻟوجيﺔ ﻟلبﺎقي اﺳتخالصه‬


‫أوال‪ :‬اإلكراهات التنظيمية‪:‬‬

‫من األسباب التنظيمية ما هو مرتبط بعمل األجهزة الفاعلة في ميدان تحصيل المداخيل الجبائية‪،‬‬
‫وتعد من أهم األسباب والعوامل التي لها تأثير على توجيه اإلدارة المكلفة باالستخالص‪ ،‬فرغم أن‬
‫المشرع عمل على الفصل بين اختصاصات المحاسب العمومي و اآلمر بالصرف‪ ،‬إال أن األمر ال‬
‫زال يشكل عائق أمام المحاسب العمومي الذي يعمل تنفيذ المداخيل‪ ،‬حيث أن اآلمر بالصرف‬
‫بحكم أنه نتاج لجانب سياسي يجعله محط ضغوطات من طرف القاعدة االنتخابية‪ ،‬وهذا للحفاظ‬
‫على األصوات مع كسب الشعبية‪ ،‬كون أن عملية اإلحصاء تتم من طرف اإلدارة الجبائية‪ ،‬مما‬
‫‪12‬‬
‫ينعكس بشكل سلبي على العدالة الجبائية و كذا تفاقم الثقة في اإلدارة الضريبية‪.‬‬

‫ويبرز تقصير المصالح الجبائية من خالل انعدام الدقة و الجدية في العمليات التي تقوم بها هذه‬
‫المصالح‪ ،‬وهو ما ينعكس على عدد كبير من اإلشعارات الجبائية التي يتم ارسالها الى الملزمين‪،‬‬
‫ويتم ارجاعها الى مصالح التحصيل‪ ،‬بحيث أن بعض اإلشعارات الجبائية ال تحمل المعلومات‬
‫‪13‬‬
‫الكافية و الدقيقة‪ ،‬األمر الذي يجعل الملزم يرفض األداء‪.‬‬

‫‪ 11‬عبد االاله الفتاحي‪ ":‬تحصيل الديون العمومية المحلية وإشكالية الباقي استخالصه بالمغرب " مرجع سابق‪ ،‬ص ‪81‬‬
‫‪ 12‬ابراهيم صبري"القباضة الجماعية و مسألة التدبير المالي الجماعي" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقةفي القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و‬
‫االجتماعية‪ ،‬الحسن الثاني‪ ،‬عين الشق الدار البيضاء ‪ 1998/1999‬ص ‪61‬‬
‫‪ 13‬لكبير مركوش "التحصيل الجبائي المحلي بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقةفي القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫األول‪ ،‬سطات‪ 2000/2001 ،‬ص ‪109‬‬
‫‪10‬‬
‫باإلضافة الى كون اآلمر بالصرف يفتقد في بعض الحاالت الى الحماية القانونية من مستشاري‬
‫المجلس الجماعي‪ ،‬مما يجعله في حالة جذب بين القابض الجماعي الذي يعمل بآليات تقنية و‬
‫قانونية وكذا بين المستشارين الذين يعملون بالجانب السياسي والمصلحي‪ ،‬مما يؤدي باآلمر‬
‫بالصرف الى التنازل و تلبية الرغبات‪.‬‬
‫تعاني األجهزة المكلفة بالتحصيل المحلي في كثير من األحيان من نقص الموارد المالية المتمثلة‬
‫في األدوات و التجهيزات ووسائل النقل و النظام المعلوماتي‪ .‬و هذه الوضعية‪ ،‬تؤثر بشكل سلبي‬
‫في عمل هذه المصالح‪ ،‬وكذا في تحجيم دورها في تفعيل التحصيل الجبائي‪ ،‬وتحسين مردوديته‪،‬‬
‫غير أن هذه العوائق تختلف من مصلحة إلى أخرى بحكم اختالف انتمائها‪ .‬إذ تنتمي القباضة الى‬
‫وزارة المالية‪ ،‬في حين تنتمي وكالة المداخيل الى اإلدارة الجماعية المحلية‪ ،‬ومع ذلك فإنهما‬
‫تشتركان في أغلب المعيقات وتعرفان من العيوب ما يحول دون ضبطهما للواقعة الجبائية بصفة‬
‫عامة‪14.‬‬

‫إن أجهزة التحصيل الجبائي المحلي ال يمكن أن تؤدي مهمتها بشكل مرضي مهما بلغ شكل‬
‫تنظيمها‪ ،‬إذا لم تتوفر على الوسائل الالزمة والطرق المثلى لحسن عملها و تسييرها‪ ،‬وال زالت‬
‫هذه المصالح تعاني الكثير من المشاكل التي تتعلق بوسائل عملها‪ ،‬مما ينعكس سلبا على وظيفتها‬
‫و مردوديتها‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بعملية تحصيل الضرائب والرسوم المحلية‪.‬‬
‫من شأن توفير األدوات والتجهيزات الكافية التأثير بشكل مباشر على عمل و نفسية موظفي و‬
‫أعوان التحصيل‪ ،‬وعلى راحة الملزمين‪ ،‬وتمكين الجماعات الترابية في نهاية المطاف من الرفع‬
‫من مردودية التحصيل‪ ،‬أال أنه مع األسف‪ ،‬يالحظ أن أغلب مصالح التحصيل تفتقر الى أبسط‬
‫ظروف العمل‪ ،‬وخاصة وكاالت المداخيل‪ ،.‬أما بخصوص القباضات فتجدر اإلشارة الى عدم‬
‫توفر بعضها على مقرات خاصة بها‪ ،‬حيث أن الجماعات هي التي توفر لهاته اإلدارة مقراتها‪15.‬‬

‫إن وكاالت المداخيل الجماعية تعاني هي األخرى من قلة وسائل النقل من سيارات و دراجات‬
‫لتسهيل عملية تنقل أعوان التحصيل على صعيد الرقعة الترابية للجماعة‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن‬
‫يربك عملية التحصيل‪ ،‬ويفوت على الجماعة مداخل مهمة و يتسبب في إهدار المال العام‬
‫‪16‬‬
‫المحلي‪.‬‬

‫‪ 14‬نعيمة أمويتي‪" :‬القابض و اشكالية الرقابة على تنفيذ الميزانية الجماعية بالمغرب" ‪" ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و‬
‫االجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني ‪ 2003/2004‬ص ‪224‬‬
‫‪ 15‬نعيمة أمويتي‪ ،‬م‪ .‬س ص ‪224‬‬
‫‪ 16‬كريم لحرش" النظام الجبائي المغربي المحلي على ضوء الممارسة العملية و االجتهاد القضائي‪ ،‬م‪ .‬س ص ‪184‬‬
‫‪11‬‬
‫أذا كانت اإلدارة الجبائية من الناحية القانونية قد أثبتت أهميتها و الجدوى من إنشائها‪ ،‬فنجدها من‬
‫الناحية العملية و التنظيمية الزالت في حاجة الى الشيء الكثير‪ ،‬وخاصة و أن الوسائل المادية و‬
‫اإلمكانات البشرية بل و حتى القانونية الموضوعة رهن إشارتها ال تزال قاصرة وضعيفة‪ ،‬وال‬
‫تالئم ثقل عملها‪ ،‬وال توازي اآلمال المعقودة عليها‪ ،‬وال تشجع على تعزيز وتدعيم المكاسب‬
‫المحققة‪ ،‬ذلك أن تطبيق القانون الجبائي المحلي سيعرف المحالة قصورا و حدودا تضاف الى‬
‫محدودية تعاون هذه اإلدارة مع محيطها اإلداري لغياب التنسيق بينهما و بين باقي الفاعلين‬
‫اآلخرين المتدخلين لي تدبير الجباية المحلية‪.‬‬
‫وما ساهم في تدهور هذه الوضعية قصور السلطات الوصية عن مساعدة الجماعات لتجاوز‬
‫الوضعية‪ ،‬وذلك لعدم توفير تكوين كافي للموظفين الساهرين على اإلدارة الجبائية المحلية‪ ،‬وعدم‬
‫مدهم بالمعطيات و المعلومات في الوقت المناسب بل إن ضعف التعاون على هذا المستوى يمتد‬
‫الى اإلدارات األخرى التي قد تكون على مرمى حجر من مقر الجماعة كالمحافظة العقارية و‬
‫نيابات التعليم التي تمتنع عن مد اإلدارة الجبائية المحلية بالمعلومات و المعطيات الضرورية التي‬
‫‪17‬‬
‫تحتاجها لفرض الضرائب و الرسوم المحلية‪.‬‬

‫ثﺎنيﺎ‪ :‬اإلكراهات السيكولوجية‬

‫إذا كان المشرع قد جعل من نظام اإلقرار المعتمد في أغلب الرسوم المحلية في إطار توثيق‬
‫العالقة بين اإلدارة الجبائية و الملزم‪ ،‬إال أن اإلقرار كإجراء يتوقف باألساس على السلوك و‬
‫األخالق للملزم الذي ال يمكن إحكامه بواسطة النص القانوني‪ ،‬و هذا ال يمكن الركون إليه دائما‪،‬‬
‫ألنه يخشى اال يقدر الحقيقة نظرا لمصلحته الظاهرة في تقليل قيمة المادة الخاضعة للتضريب‪.‬‬
‫لذا فأي جانب من جوانب النظام الجبائي يجب األخذ بعين االعتبار البعدين النفسي والسيكولوجي‪،‬‬
‫حيث أن غياب هذه المعطيات التي دخلت ميدان علم اإلدارة يمكن اعتبار النص القانوني ناقص و‬
‫غامض‪ ،‬ويمكن مقاربة شرعية العالقة الجبائية المحلية من عدمها من خالل العالقة السلوكية بين‬
‫الملزم و اآلثار التي تخلف الجباية المحلية في نفسيته‪ ،‬و بسبب تغليب األفراد لمصالحهم الخاصة‪،‬‬
‫يقيمون نظريتهم للنظام الجبائي المحلي بناءا على اعتبارات مصلحية و أنانية تجعل كل جباية‬
‫مهما كانت درجة اإلتقان و اإلنسجام جباية غير مرغوب فيها مادامت تمسهم في أموالهم‬
‫وحريتهم‪ ،‬فالعديد من الملزمين ال يتوفرون على الوعي بأنهم يقومون بخطأ أخالقي‪.‬‬

‫‪ 17‬فهيم لمرابط م‪ .‬س ص ‪67‬‬


‫‪12‬‬
‫إن ضعف التوعية الجبائية يساهم المحالة في ضعف المردودية المالية لإلدارة الضريبية‪ ،‬إذ يتعذر‬
‫تبعا لذلك معرفة الملزم لحقوقه و واجباته و أهمية الضريبة في مجتمع ذو خصوصيات مختلفة‬
‫كالمجتمع المغربي التي تنامت فيه ظاهرة الفساد و التملص الجبائي‪ ،‬والذي ساهمت فيه األسباب‬
‫السالفة الذكر بتفاقم ظاهرة الباقي استخالصه الذي يعد حصيلة لمجموعة من العوامل و السلوكات‪.‬‬
‫فمحاربة ظاهرة التحليل الضريبي بأصنافها الغش و التهرب الضريبي‪ ،‬ال يكمن في النص‬
‫القانوني‪ ،‬بل يجب أن ينفتح على الميادين العلمية التي تهتم بهذا الجانب‪ ،‬منها علوم السوسيولوجيا‪.‬‬
‫إذ أن تجريم الغش الضريبي مرتبط بمسطرة الرقابة و التخفيف التي تباشرها اإلدارة الضريبية‪،‬‬
‫وبالتالي ال يكمن ضبط المخالفة و إثباتها إال بعد مباشرة هذه المسطرة‪.‬‬
‫لذا فالملزمين الذين ال يملكون محاسبة وال يخضعون للمراقبة باعتبارها فحص للحسابات يعتبرون‬
‫بمنأى عن التجريم‪ ،‬وكذلك بالنسبة للملزمين الذين ال يتوفرون على أي قيد ضريبي وال يودعون‬
‫‪18‬‬
‫تصريحاتهم‪.‬‬

‫‪ 18‬خالد بنموسى "اشكالية الغش الضريبي و انعكاساته على عالقة اإلدارة بالمكلف"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقةفي القانون العام‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي طنجة‬
‫‪ 2008/2009‬ص ‪59‬‬
‫‪13‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬انعكاسات ظاهرة الباقي استخالصه‬
‫ساهمت مدونة تحصيل الديون العمومية في تجميع النصوص القانونية المتعلقة بمجال‬
‫التحصيل و توحيدها كعملية مادية و فنية اال ان الجماعات الترابية تعترضها صعوبات‬
‫كبيرة بمناسبة القيام بتحصيل الجبايات المستحقة لها ويتجلى ذلك من خالل تحليل‬
‫مضامين الحسابات المالية السنوية للجماعات الترابية ‪ ،‬بحيث يبقى قسط كبير منها مجرد‬
‫ارقام مدرجة بسجل المداخيل المقررة دون ان يتم تحصيلها ‪.‬هذه اإلشكاالت أدت الى‬
‫تراكم الباقي استخالصه الذي انتج تحصيالت مالية غير متكاملة و غير قادرة على‬
‫مواجهة الرفع من المردودية المالية للجبايات المحلية قصد تغطية النفقات المتزايدة في‬
‫ظل ضعف الموارد غير الجبائية الموازية ‪ ،‬األمر الذي أدى الى ضياع أموال مهمة عن‬
‫الخزينة المحلية ‪ ،‬و بالتالي للجوء الى االداءات الخارجية و المساعادات التي تقدمها‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق سنعالج هذا المطلب من خالل الوقوف عند تضخم الباقي استخالصة‬
‫('الفقرة األولى ) و لدراسة اثار الباقي استخالصه (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪:‬تضخم الباقي استخالصه‬


‫ان تضخم وتنامي الباقي استخالصه لألسباب التي تم توضيحها فيما سبق يؤثر بشكل‬
‫كبير على مالية الجماعات الترابية ‪ ،‬المها تعتبر موجهة باألساس الى التنمية المحلية ‪ ،‬و‬
‫خسارة هذه الموارد يفوت على الجماعات الترابية المالية هي في امس الحاجة اليها ‪ ،‬كما‬
‫يؤدي الى عدم اس تقرار الموارد الجبائية على الصعيد المحلي ‪ ،‬مما يجعلها تخضع‬
‫لتقلبات تزداد تارة و تنخفض تارة أخرى نتيجة تختلف اختالف كبيرا من سنة الى أخرى‬
‫الشيء الذي يجعل الهيئة المكلفة بوضع الميزانية الجماعية غير متحكمة في مؤشرات‬
‫توقعات السنة المالية‪.19‬‬
‫ويقصد بالباقي استخ الصه المبالغ المالية المستحقة للجماعات الترابية و التي لم يتم‬
‫استيفاؤها في وقتها المحدد لسبب من األسباب و تدرج في حساب فصول الميزانية سنة‬
‫بعد أخرى كديون بذمة الملزمين ‪ ،‬و بتعبير اخر الباقي استخالصه هو الفرق بين المبلغ‬
‫األصلي للتحمالت المسجلة في حسابات القابض و المبلغ الفعلي لالستخالصات خالل‬
‫سنة مالية معينة ‪.‬‬

‫‪ 19‬كريم لحرش النظام الجبائي المحلي الغربي بين النص و القانون و الممارسة م س ص ‪.182‬‬
‫‪14‬‬
‫ويعتبر الباقي استخالصه ظاهرة مرضية ف يمالية الجماعات الترابية و هو مشكل سائد‬
‫بجميع الجماعات‪ ،‬سواء الجماعات التي يقع ترابها داخل المجال الحضري او الجماعات‬
‫‪20‬‬
‫التي يقع مجالها في العالم القروي سواء كانت الجماعات غنية او فقيرة‪.‬‬
‫وقد سجل الباقي استخالصه خالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 2009‬و ‪ 2013‬ارتفاعا من ‪13‬‬
‫مليار درهم الى ‪ 16.8‬مليار الدرهم أي بزيادة بلغت ‪ 29‬في المئة و بارتفاع سنوي بلغ‬
‫في المتوسط ‪. 7.3‬في ال مئة مما يدل على وجود عجز بنيوي على مستوى التحصيل ‪.‬‬
‫تطور الباقي استخالصهم برسم ‪2013-2009‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫الرسوم‬

‫‪6805‬‬ ‫‪6245‬‬ ‫‪5994‬‬ ‫‪5942‬‬ ‫رسم السكن‬


‫و الخدمات‬
‫الجماعية‬

‫‪6550‬‬ ‫‪5684‬‬ ‫‪5193‬‬ ‫‪4804‬‬ ‫الرسم‬


‫المهني‬

‫‪2672‬‬ ‫‪2400‬‬ ‫‪2184‬‬ ‫‪2284‬‬ ‫و‬ ‫الرسوم‬


‫االتاوي‬
‫المدبرة من‬
‫طرف‬
‫الجماعات‬

‫‪16026‬‬ ‫‪14399‬‬ ‫‪13371‬‬ ‫‪13031‬‬ ‫المجموع‬

‫حسب ما جاء في تقرير المجلس األعلى للحسابات برسم ‪. 2015‬‬

‫‪20‬كريم لحرش النظام الجبائي المحلي الغربي بين النص و القانون و الممارسة م س ص ‪.71‬‬
‫‪15‬‬
‫لذا من خالل الجدول أعاله يتضح ان نسب الباقي استخالصه ترتفع سنة بعد أخرى و‬
‫ذلك بنسب متفاوتة‪.‬‬
‫اذا كانت اإلصالحات المالية التي شهدها المغرب تسعى الى تنمية الموارد المالية‬
‫للجماعة و تدعيم استقاللها المالي ‪ ,‬فانه مع ذلك يبقى قاصرا و محدودا نظرا لعدم هيكلة‬
‫بعض القطاعات التي تعد بمثابة الوعاء الجبائي األكثر مردودية ‪،‬منها القطاع العقاري‬
‫حيث يعد هذا الجانب المالذ الخصب للتهرب الضريبي ‪ ،‬و الذي يحكم النظام التقليدي‬
‫للملكية العقارية مما يعقد االمر خاصة في الجماعات القروية و كذا الحضرية ‪ ،‬مما‬
‫‪21‬‬
‫يساهم في ضعف المردودية و غياب التوازن الجبائي على مستوى المحلي ‪.‬‬
‫مما يؤدي بهذه الوضعية للتاثير على مجال الضغط الجبائي ما يؤثر على الوعاء الجبائي‬
‫و يجعله اكثر ضعفا في دول العالم الثالث منها المغرب ‪ ،‬اذ ان البعد الوظيفي للضريبة‬
‫في المالية الحديثة ان ضعف المردودية الجبائية الذي يرتبط بشكل وثيق بالتدخالت‬
‫االقتصادية للجماعات الترابية ‪ ,‬و ذلك في ظل التدبير الجماعي الحديث في ظل الجماعة‬
‫المقاولة ‪ ,‬مما يتطلب توفير الجانب المالي لمسايرة جميع التحوالت في ظل هذه الوضعية‬
‫المالية يتم الغاء او تأجيل مجموعة من المشاريع المالية الخاصة فيما يتعلق بالتهيئة‬
‫الحضرية و كذا مواكبة المشاريع الكبرى في اطار البرمجة المتعددة السنوات ‪.‬‬
‫فجل الرسوم المحددة بنص القانون ‪ 07.20‬للجماعات الحضرية و القروية ‪ ,‬و خاصة‬
‫الرسم المهني ‪ ,‬رسم السكن ‪ ,‬رسم الخدمات تعرف نسبة كبيرة من ضرائب غير‬
‫مستخلصة‪ .‬فمن خالل هذه المادة و نظرا لعدم التوازن االقتصادي بين مختلف الجماعات‬
‫الترابية بالمغرب سواء على المستوى االقتصادي و كذا على المستوى االجتماعي تسيطر‬
‫نسبة قليلة من الجماعات الترابية على جل األنشطة االقتصادية ‪ ,‬مما يرفع من مداخيل‬
‫هذه األخيرة ‪ ,‬و يضع أخرى تبعية للدولة و لصندوق التجهيز الجماعي ‪ ,‬مما يجعله‬
‫ينعكس سلبا ‪ ,‬وما يستنتج انه في ظل هذ ا الوضع ال ينسجم النظام الجبائي مع بعض‬
‫خصوصيات الجماعات الحضرية و القروية خاصة الفقيرة منها تعيش جل الجماعات‬
‫الترابية بالمغرب ضعف في الموارد المالية ‪,‬الشيء الذي يدفعها الى االقتراض ‪ ,‬اذ نجد‬
‫ان هذه الجماعات لها عجز في الموارد المالية تقدر بماليير الدرهم ‪,‬و التي هي عبارة‬
‫عن عائدات الضرائب الم حلية ‪,‬أي عن الزبائن الملزمين باالداء ‪ ,‬و هذا الوضع ال تعيشه‬
‫جماعة احدة ‪ ,‬بل عدة جماعات سواء بالمدن الكبرى او الجماعات القروية ‪ ,‬و هذا‬
‫الوضع كان مسار انتقال من طرف وزارة الداخلية باعتبارها السلطة الوصية على‬
‫الجماعات الترابية ‪,‬حيث سبق لها ان أصدرت دوريات للجماعات الترابية و طلبتها‬
‫االلتزام ببدل جهد إضافي فيما يخص التحصيل الضريبي و العمل على تحصيل الباقي‬
‫استخالصه ‪ ,‬الذي يقدر بماليير السنتيمات‪.‬‬

‫‪21‬فهيم المرابط ‪,‬م س ص ‪.72‬‬


‫‪16‬‬
‫تعد جماعة الدار البيضاء اكبر جماعة ترابية في المغرب فخالل سنة ‪ , 2015‬فان الباقي‬
‫استخالصه بجماعة الدار البيضاء يتعدى ‪ 400‬مليار سنتيم و في سنة ‪ 2019‬تعدى لباقي‬
‫استخالصه ‪ 640‬مليار سنتيم ‪ ,‬أي زيادة حوالي ‪ 200‬مليار سنتيم ‪ ,‬و هذا في وقت لم تكن‬
‫الميزانية العامة للجماعات خالل نفس السنة ال يتعدى ‪ 357‬مليار سنتيم ‪.22‬‬
‫في دورة مجلس الدار البيضاء و التي أقيمت بتاريخ ‪ 2020-10-6‬في حدود ما تم حصره‬
‫في اعداد الميزانية ‪ ,‬و التي تم التصويت عليها باالجماع داخل المجلس ‪ ,‬ان اخر ما‬
‫حصر برسم السنة الماضية هو ‪ 8.6‬مليار درهم ‪.‬اخر سنة مالية محصورة حسابيا و‬
‫تشكل جزءا كبيرا منها من الرسوم المحولة التي تدبرها المصالح الخارجية لوزارة‬
‫المالية أساس الخزينة ‪.‬ك ما ان تصريح أعضاء مجلس المدينة يؤكد وجود نسبة مهمة من‬
‫الرسوم لم يتم استخالصها في ميزانية اكبر جماعة بالمغرب تقدر حوالي تسعة مليار‬
‫درهم و هو مبلغ خيالي ‪.‬‬
‫جاء على لسان الح سين نصر هللا احد أعضاء المجلس و رئيس لجنة التقييم و اعداد‬
‫التراب و البيئة بجماعة الدار البيضاء ان أسباب ارتفاع الباقي استخالصه برسم السكن‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪ -‬اما ان يكون الغرض من اجل االنتخابات ‪.‬‬
‫‪ -‬او ان هناك عجز ‪.‬‬

‫و تعتبر جماعة الدار البيضاء اكبر جماعة في المغرب و اليوم عليها ديون ‪,‬كذلك لها‬
‫مستحقات ال تستفيد منها ‪,‬وكل سنة تتخلى عن مبالغ كبيرة وصلت سنة ‪ 2020‬على لسان‬
‫المعارضة حوالي تسعة مليار الدرهم ‪ ,.‬و هذا المبلغ يمكن ان يجزى لتأسيس و تجهيز‬
‫ثالث مستشفيات اقليمية ‪ ,‬حيث قيمة بناء مستشفى حوالي ‪ 320‬مليون درهم فقط‪.‬‬

‫‪22‬موقع ‪alaoula.tv‬شوهد بتاريخ ‪ 2021/7/22‬على الساعة ‪ 23:15‬في برنامج ‪ 45‬دقيقة حول موضوع مالية الجماعات المحلية ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬اثار الباقي استخالصه‬
‫باإلضافة الى االنعكاسات السلبية الظاهرة لباقي استخالصه على مردودية المواد الجبائية‬
‫الجماعة الترابية ‪ ,‬هذه الظاهرة لها انعكاسات سلبية أيضا بعد المصادقة على تقرير التدقيق ‪,‬‬
‫حيث الفائض التقديري تتم برمجته اثناء وضع الميزانية على ما تبقى من إمكانية تحقيق‬
‫المن جزات المقررة في اطار الفائض التقديري رهينة بمدى تحقيق التقديرات المتعلقة بالمداخيل‬
‫خالل السنة المالية المعنية ‪ ,‬فعملية برمجة الفائض التقديري تاخد بعين االعتبار حجم الباقي‬
‫استخالصه ‪,‬علما ان هذا األخير ال يمكن تحصيله بشكل كامل ‪ ,‬و ذلك بفعل التراكم الذي عرفه‬
‫لعدة سنوات و بالتالي هذه اآللية بدون جدوى ‪ ,‬و ال يمكن االستفادة من فعاليتها اال بالقضاء على‬
‫ظاهرة الباقي استخالصه‪.23‬‬
‫من خالل استقراء مقتضيات القانون ‪ 07.20‬المتعلق بالجبايات المحلية ‪,‬تبين ان هذا األخير‬
‫يالمس الى حد ما تحقيق بعض الجوانب العدالة الجبائية‪ ,‬فعلى المستوى المالي فان الهاجس‬
‫المالي –المردودية –ال ينفي العدالة بل ان التشريعات العادلة هي اكثر مردودية و إنتاجية ‪,‬و‬
‫هذه األخيرة يمكن ان تتحقق من خالل توسيع نطاق سريان الرسوم ‪ ,‬او من خالل عمليات‬
‫التصفية ‪,‬فعلى مستوى التصفية جاء القانون بمجموعة من اإلجراءات القانونية بعقلنة سلطة‬
‫المجال التداولي المعني في إقرار أسعار دنيا غير معقولة ‪,‬كما ان الهدف المالي يمكن ان يتحقق‬
‫من خالل الرفع من نسب المعدالت و األسعار في بعض الرسوم ‪,‬كذلك التي طالت الرسم على‬
‫الخدمات الجماعية ‪,‬و األراضي غير المبنية على الزيادة في أصناف القوة الجنائية‪.24‬‬
‫ان تنامي الباقي استخالصه يؤثر بشكل كبير في مالية الجماعات الترابية ‪,‬ألنها تعتبر موجهة‬
‫باألساس الى التنمية المحلية ‪ ,‬و خسارة هذه الموارد المهمة يفوت على الجماعات مالية هي في‬
‫امس الحاجة اليها ‪,‬كما يؤدي الى عدم استقرار الموارد الجبائية على الصعيد المحلي ‪,‬مما‬
‫يجعلها تخضع للتقلبات ‪,‬تزداد تارة و تنخفض تارة أخرى ‪ ,‬و تختلف اختالفا كبيرا من سنة الى‬
‫أخرى ‪ ,‬الشيء الذي يجعل الهيئة المكلفة بوضع الميزانية الجماعية غير متحكمة في مؤشرات و‬
‫‪25‬‬
‫توقعات السنة المالية ‪.‬‬

‫‪ 23‬المختار لشهب "اصالح نظام الجبايات المحلية على ضوء القانون ‪ 47.06‬و رهان تحقيق الحكامة المالية "رسالة الدراسات العليا المعمقة كلية العلوم القانونية و االقتصادية و‬
‫االجتماعية جامعة علد المالك السعدي طنجة السنة الجامعية ‪ 2009/2008‬ص ‪. 51‬‬

‫‪ 24‬احمد حضراني قانون الجبايات المحلية الجديدة و ضمانات العدالة الجبائية ‪,‬م قال منشور المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد مزدوج –ابريل ‪ 2012‬ص ‪.151‬‬
‫‪ 25‬كريم لحرش النظام الجبائي المحلي المغربي ‪,‬مطبعة طوب بريس الرباط سنة ‪ 2008‬ص ‪. 182‬‬
‫‪18‬‬
‫لقد أصبحت ظاهرة الباقي استخالصه تتخذ ابعادا خطيرة في النسق الجبائي المحلي ‪,‬فاتساع‬
‫مجاالتها يعد خسارة كبيرة المالية الجماعات الترابية ‪.‬خاصة امام تعدد األسباب المختلفة التي‬
‫تؤدي الى تنامي هذه الظاهرة ‪ ,‬و امام تزايد االختصاصات المخولة لها و توسعها يمكن ان‬
‫يص يب الميزانيات الجماعية عجز بسبب عدم التحصيل ‪.‬مما يدفعها الى عدم تحقيق العديد من‬
‫المشاريع المقررة برسم أي سنة مالية معينة ‪,‬الشيء الذي يستغرب له المواطن ‪ ,‬و ان المنتخب‬
‫يبادر دائما الى اخباره بالمنجزات التي سيحققها في دائرته االنتخابية ‪ ,‬ثم ان الباقي استخالصه‬
‫غالبا ما يؤدي الى اخباره بالمنجزات التي سيحققها في دائرته االنتخابية ‪ ,‬ثم ان الباقي‬
‫استخالصه غالبا ما يؤدي الى توقف عن القيام ببعض النفقات الجبائية كأجور الموظفين و نفقات‬
‫التسيير العمومي لدواليب اإلدارة ‪ ,‬كتسديد نفقات استهالك الماء و الكهرباء و الهاتف ‪....‬‬

‫‪19‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬افاق إصالح منظومة لتحصيل الجبائي المحلي‬
‫المطلب األول‪ :‬تقوية اإلدارة الجبائية المحلية‬
‫إن التفكير في إصالح وتطوير عمل المتدخلين في تحصيل الديون العمومية‬
‫المحلية‪،‬أصبح يفرض نفسه بقوة‪ ،‬على أساس أن النجاح أي قانون في تحقيق غاياته‬
‫يتوقف على قدرة وفعالية األجهزة القائمة والمشرفي على تنفيذه‪ ،‬ومن هذا المنطلق فقد‬
‫بات من الالزم طرح بعض البدائل التي يمكن أن تساهم في تجويد عمل المصالح اإلدارية‬
‫المكلفة بتحصيل الديون العمومية المحلية‪ ،‬فالمطالبة بالرفع من نجاعة عمل مصالح‬
‫التحصيل على المستوى المحلي‪ ،‬يقتضي العناية الكاملة بظروف المتدخلين من وسائل‬
‫بشرية ومادية‪ ،‬والعناية بهم بشكل خاص‪ ،‬مع وضع برامج تكوينية خاصة للعنصر‬
‫البشري تواكب التطور الرقمي للمصالح اإلدارية (الفقرة األولى)‪.‬‬
‫إن تحسين المردودية المالية في ميدان استخالص الجبايات المحلية‪ ،‬ال يتوقف على‬
‫إصالح المنظومة القانونية والمحاسبية‪ ،‬وكذا تأهيل الموارد البشرية والمادية لألجهزة‬
‫المكلفة باالستخالص فحسب‪ ،‬بل األمر يستدعي الوقوف على إمكانيات تحقيق تواصل‬
‫داخلي للقضاء على بعض الظواهر السلبية التي ظلت تعيق المردودية الجبائية‪ .‬وغير‬
‫بعيد عن هذا المعطى يجب استحضار تحسين العالقة بين اإلدارة المكلفة بالتحصيل‬
‫والملزمين باألداء عبر تواصل جيد بينهما (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تأهيل العنصر البشري والمادي‬
‫إن التأهيل يجب أن ينطلق من اإلدارة الجبائية المحلية ذاتها‪ ،‬حيث يستدعي األمر‬
‫تدعيمها بعناصر بشرية كفئة‪ ،‬وتوفير لها الوسائل المادية الكافية لتحقيق أهدافها‬
‫وأدائها المهام الموكولة إليها‪ 26‬بموجب القانون ‪ 07.20‬المعدل للقانون ‪ .47.06‬لذلك‬
‫سنحاول التطرق إلى تأهيل الموارد البشرية (أوال)‪ ،‬ثم إلى دعم الموارد المالية‬
‫لمصالح التحصيل (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تأهيل الموارد البشرية‬
‫إن نجاح أو فشل أي مشروع (إداريا‪ ،‬اقتصاديا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،‬سياسيا‪ )...‬يرتبط ارتباطا‬
‫دقيقا بالعنصر البشري‪ ،‬فهذا األخير إذن هو المحرك الجوهري لدواليب اإلدارة‪.‬‬
‫إن المتصفح لجواهر الوظائف العمومية‪ ،‬سيجد بأنها تهتم بالعنصر البشري وتدور‬
‫‪27‬‬
‫حوله‪ ،‬وبعبارة أخرى فإن عناصر اإلنتاج المختلفة ال قيمة لها إال باإلنسان‬

‫‪ 26‬محمد بعير‪ ":‬التحصيل الجبائي على ضوء القانون ‪"47.06‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬جامعة الحسن األول ‪،‬‬
‫سطات ‪ ،2007/2008 ،‬ص‪206‬‬
‫‪ 27‬أشرف بنكيران" تدبير مالية الجماعات الترابية والتنمية المستدامة"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العالم‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة عبد‬
‫المالك السعدي‪ ،‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2017 2018‬ص‪.87 ،‬‬
‫‪20‬‬
‫حيث أن اإلصالح في مفهومه العام والشامل يحتاج إلى التوفر على مقاربات تعتمد‬
‫التخطيط القائم على مواجهة التحديات والفاعل مع القاعدة المتعامل معها بشكل عام‪،‬‬
‫والقدرة على تحريك أداء األجهزة وتطوير رأسمالها البشري والمالي‪.‬‬
‫ان الوعي بأهمية العنصر البشري سواء على المستوى العملي أو النظري‪ ،‬وارتفاع‬
‫حدة القضايا والمشاكل التي يتركب من عمل اإلدارة‪ ،‬ظال يشكالن موجة اإلصالح‬
‫الحالية‪ ،‬إن فعالية اإلدارة بصفة عامة تقضى من جانب العنصر البشري والتطبيق‬
‫السليم وا لفعلي للقوانين واألنظمة‪ ،‬وإحكام الرقابة على تنفيذها كما يستدعي األمر‬
‫‪28‬‬
‫القيام بالتكوين المستمر للموظفين‪.‬‬
‫وبذلك فإن تدبير الموارد البشرية يتوقف على‪:‬‬
‫_ مستوى التكوين المستمر للعاملين باإلدارة الجبائية‪:‬‬
‫تعد مسألة التكوين المستمر العنصر البشري من القضايا الضرورية في اإلدارة‬
‫الحديثة‪ ،‬فكل الباحثين والممارسين والمهنيين يجتمعون على أن التكوين هو الوسيلة‬
‫الكفيلة إليجاد الحلول لمجموعة من االشكاالت المرتبطة بتنظيم وتحديث وتنمية‬
‫القدرات المهنية للموظفين‪ ،‬فالغاية‬
‫األساسية من التكوين المستمر تتمثل في تشكيل طريق األداء لدى الموظفين واألعوان‪،‬‬
‫في أفق الرفع من مستوى األداء اإلداري من خالل عملية التكوين المستمر التي يمارسها‬
‫الموظف في مراكز التدريب‪.29‬‬
‫_ تكوين وتأطير الموظفين‪:‬‬
‫إن االستعداد الشخصي للموظف الجماعي وكفاءته الذاتية ال تضمن بمفردها إتقان‬
‫تصرفاته المالية‪ ،‬فالتكوين يعمل على تنمية الفرد في مجموع معلوماته وأفكاره‬
‫ومهاراته‪،‬‬
‫واكتسابه االتجاهات المالئمة لعمله‪ ،‬وتطوير سلوكه‪ ،‬كما أن مسألة التكوين المستمر‬
‫الموظفين الجماعيين قد أصبحت تحتل مكانة متميزة‪ ،‬حيث الكل يتفق أنه الوسيلة‬
‫األمثل إليجاد الحلول للعديد من االشكاليات المرتبطة بتنظيم القدرات المهنية‬
‫للموظفين‪ ،‬وتحديثها وتنميتها‪ ،‬قصد‬
‫‪30‬‬
‫التكيف مع التحوالت التي يعرفها مجال التدبير اإلداري‪.‬‬

‫‪ 28‬جميلة ديلي ‪ ":‬الموارد البشرية للجماعات المحلية بالمغرب " رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني عين‬
‫الشق الدار البيضاء السنة الجامعية ‪ ،2000/2001‬ص‪.144 ،‬‬
‫‪ 29‬مصطفى دليل ‪ ":‬المجالس الجماعية في المغرب على ضوء الميثاق الجماعي الجديد " ‪ ،‬منشورات المجلة المغربية المحلية و التنمية ‪،‬سلسلة مواضيع الساعة ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 2003 ،40‬ص‪58‬‬
‫‪ 30‬امين كلمة ‪":‬مالية الجماعات المحلية بين دواعي التجديد وافق التطوير"‪ ,‬مجلة مسالك الجماعات الترابية الجهوية و الحكامة الجيدة ‪ ،‬عدد ‪ ،29/30‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪ ،2005‬ص ‪.315‬‬
‫‪21‬‬
‫إن الطابع التقني والمحاسبي للجباية المحلية‪ ،‬أصبح يفرض تكوين خاص لموظفي‬
‫وأعوان المصالح الجبائية‪ ،‬وإذا كان التكوين في اإلدارة الجماعية يكاد يكون منعدما‬
‫لوال بعض المراكز التابعة لوزارة الداخلية‪ ،31‬فإن وضع إطار قانوني ينظم تكوين‬
‫المنتخب والموظف الجماعي أصبح أمرا ضروريا‪.‬‬
‫وفي إطار تكوين أطر وأعوان المصالح الجبائية عملت وزارة الداخلية‪ ،‬على تنظيم‬
‫دورات للتكوين المحلي لفائدة األطر واألعوان العاملين بالمصالح الجبائية‪ ،‬وذلك‬
‫حسب التخصصات المتعلقة بتأسيس الرسم والمنازعات الجبائية‪ ،‬وبالتحصيل‬
‫والتفتيش والمراقبة والجبائية‪ ،‬وتضمن برامج التكوين ما يلي‪:‬‬
‫‪+‬تكوين المكونين‪ :‬سعيا وراء توفير الطاقات البشرية الكفؤة التي سوف تسند لها مهام‬
‫التكوين على المستوى المحلي‪ ،‬قامت وزارة الداخلية بتنظيم دورات تكوينية لفائدة‬
‫وكالء المداخيل للجماعات الترابية بالمغرب؛‬
‫‪+‬تكوين األطر واألعوان على ا لمستوى المحلي‪ ،‬قام الموظفون المستفيدون من‬
‫التكوين السابق باإلشراف على تنظيم دورات تكوينية‪ ،‬ويتضمن التكوين على المحاور‬
‫التالية‪:‬‬
‫• تحليل الرسوم المستخلصة من طرف المصالح الجبائية التابعة للجماعة؛‬
‫• تحليل الرسوم المستخلص من طرف مديرية الضرائب‪.‬‬
‫_على مستوى تحفيز العاملين باإلدارة الجبائية‪:‬‬
‫إن عملية التحفيز تظل عمال يدخل في إطار استراتيجية ليست بالهيئة‪ ،‬والتي تتطلب‬
‫دراسة متكاملة عبر بناء خطة تهدف إلى تحقيق أهداف مضبوطة‪ ،‬ومن خالل نهج‬
‫أدوات‬
‫تحفيزية محددة‪ ،‬وهذا ما يتم بالفعل داخل منظمات األعمال المقاولة‪ -‬كوسيلة للوصول‬
‫إلى األهداف المسطرة‪ ،‬وبما أن تطلعات المشرع هي أن تصبح الجماعة بمثابة مقاولة‪،‬‬
‫‪32‬‬
‫فإن ما يجب توفره هو خلق نظام خاص للتحفيز بحيث يتفق بدوافع للعاملين باإلدارة‪.‬‬

‫‪ 31‬عبد االاله الفتاحي‪ ":‬تحصيل الديون العمومية المحلية وإشكالية الباقي استخالصه بالمغرب "‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام ‪ ،‬كلية متعددة التخصصات الناضور‬
‫‪, 2021/2022 ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ 9‬محمد بعيري ‪ ":‬تحصيل الجبائي على ضوء القانون ‪ "47.06‬المرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪22‬‬
‫لقد كان االهتمام األكبر في السابق ينصب حول المردودية والفعالية‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫ظروف العمل وشرو ط ممارسته‪ ،‬فقد كان الهاجس الجوهري لإلدارة هو احترام‬
‫الواجبات اإلدارية وفق شروط يفرضها القانون‪.33‬‬
‫وإذا كان قصور أو ضعف في مردودية المصالح الجبائية‪ ،‬فإنما يرتبط ذلك بنوعية‬
‫التحفيز المقدمة للساهرين عليها‪ ،‬والتي تتميز بالضعف‪ ،‬ولهذا وجب أن تعطى أهمية‬
‫لهؤالء‬
‫الم وظفين‪ ،‬وذلك بتحفيزهم ماديا ومعنويا وإشباع حاجياتهم الذاتية واالجتماعية من‬
‫خالل ‪:‬‬
‫• الحوافز المادية‪ :‬تشمل هذه الحوافز على ما يلي‪:‬‬
‫✓ يجب أن يكون األجر عادال ويتوافق مع ما بذله الموظف؛‬
‫✓ الترقية‪ :‬فهي الدعامة األساسية التي تقوم عليها أنظمة التوظيف بحيث تخول‬
‫للموظف تسلق درجات السلم اإلداري ؛‬
‫✓ العناية الطبية‪ :‬بتوفير األدوية والخدمات الصحية الالزمة؛‬
‫✓ السكن‪ :‬بناء دور سكنية مقابل اقتطاع رمزي للموظفين واألعوان بالجماعات‬
‫الترابية؛‬
‫✓ اإلجازات السنوية‪ :‬حتى يبتعد الموظف عن الجهد اليومي ويكسر روتين العمل‬
‫ويتمتع بالراحة‪.‬‬
‫• الحوافز المعنوية‪ :‬وهي حوافز تهدف إلى إشباع حاجات الموظف بإثبات ذاته وتحقيق‬
‫أهدافه وطموحاته النفسية‪ ،‬كالحاجة إلى االحترام والتقدير‪.‬‬
‫واالعتراف بالكرامة وبالجهد والعمل المبذول من طرفه‪ ،‬وإعطائه األهمية التي‬
‫يستحقها‪ ،‬وفسح المجال له من أجل تمكينه من تحقيق إبداعاته ومهاراته‪.‬‬

‫‪ 33‬محمد بنزغيدية‪" :‬القانون ‪ 06.47‬نحو حكامة جبائية محلية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن األول‪ ،‬سطات‪ ،‬السنة الجامعية ‪,2009/2010‬ص ‪183‬‬
‫‪23‬‬
‫ومن خالل هذه المعطيات‪ ،‬أصبح من الضروري تطوير الوظائف داخل اإلدارة‬
‫وخارجها‪ ،‬واالنتقال إلى مفهوم تدبير الموارد البشرية‪ ،‬والذي يقتضي في الواقع‬
‫التركيز على‪:‬‬
‫_ مكانة اإلنسان داخل التنظيم؛‬
‫_ ضرورة تنمية الموارد البشرية ومالء متها بطريقة دائمة للتحكم في العمل‪ ،‬والحفاظ‬
‫على الكفاءات وتطويرها‪.34‬‬
‫_الحاجة إلى نظرة ديناميكية واستراتيجية‪ ،‬من خالل تدبير واقعي وتوقعي؛‬
‫_االهتمام بحاجيات الموظف أو اإلطار‪ ،‬وكذلك لتحفيزه على المردودية واإلنتاج‪.35‬‬

‫ثانيا ‪ :‬دعم الموارد المالية لمصالح التحصيل‬


‫أكيد أن تأه يل اإلدارة بمر حتما وبالضرورة عبر تأهيل الوسائل المادية لتمكينها من‬
‫القيام بأداء وظائفها بالسرعة والجودة المطلوبتين‪ ،‬ويمر كذلك عبر العناية بالوسائل‬
‫المادية كمحور أساسي‪ ،‬وأمام األعباء الملقاة على مختلف مصالح التحصيل الجبائي‬
‫في تدبير الرسوم المحلية‪ ،‬فإن األمر ال يقتصر على توفير النصوص القانونية وهي‬
‫العنصر البشري‪ ،‬بل يجب إعادة النظر في وسائل العمل المتوفرة لمختلف هذه‬
‫المصالح لكي تقوم بممارسة مهامها وأعماله بكل فعالية وجدية لتنمية الموارد الجبائية‬
‫المحلية للجماعة‪ ،‬ومن أجل تحقيق هذا الهدف وجب تزويد مختلف هذه المصالح‬
‫باألدوات والمكاتب الالزمة لسير عملها‪ ،‬باإلضافة إلى هذه األدوات المكتسبة‪ ،‬تحتاج‬
‫مصالح التحصيل إلى السجالت المحاسبية ووسائل القياس‪ ،‬والخرائط والتصاميم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى وسائل النقل لتسهيل تنقالت مأموري المصالح الجبائية للقيام بمهامهم‬
‫على أحسن وجه‪ ،‬كما أنها تساعد على ممارسة الرقابة على مراكز التحصيل المنتشرة‬
‫في تراب الجماعة‪ ،‬لهذا وجب على رئيس المجلس الجماعي توفير كل هذه الوسائل‬
‫لمهام التحصيل لتؤدي وظائفها بالشكل المطلوب‪ ،‬وتحقيق ما تطمح إليه الجماعة من‬
‫تسمية للموارد الذاتية أمال في تحقيق االستقالل المالي‪ ،‬والتنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية المالئمة ‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى إعادة النظر في الوضعية الهيكلية للوكالة من‬

‫‪ 34‬بوشعيب بوشارب‪":‬مقاربة الجودة في تدبير الموارد البشرية في اإلدارة العامة والمغربي"‪ ،‬دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عين الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،1999/2000 :‬ص‪.2 :‬‬
‫‪ 35‬عبد االاله الفتاحي‪ ":‬تحصيل الديون العمومية المحلية وإشكالية الباقي استخالصه بالمغرب "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪107‬‬
‫‪24‬‬
‫خالل تمكينها من البنايات الكافية للعمل بكل ارتباح وفعالية‪.‬‬

‫واعتبار للتصورات التي أصبحت تعرفها اإلدارة المغربية‪ ،‬فإن الحاجة تدعوا إلى‬
‫ضر ورة مد وكالة المداخيل بأساليب التسيير الحديثة‪ ،‬ونخص بالذكر النظام‬
‫المعلوماتي من خالل استعمال تقنيات الحاسوب في عمل الوكالة‪ ،‬خاصة على مستوى‬
‫التحصيل لما فيها من نجاعة وفعالية‪ ،‬حيث تمكن من ضبط وتجميع مختلف‬
‫المعلومات المتعلقة بالرسوم والضرائب‪ ،‬وكذلك معالجة مختلف التصاريح‬
‫واإلقرارات المقدمة من طرف الملزمين‪ ،‬كما تظهر أهمية اإلعالميات أيضاء في‬
‫كونها وسيلة فعالة في تحسين العالقة بين اإلدارة الجبائية (وكالة المداخيل) والملزم‪،‬‬
‫وذلك من خالل تقديم الخدمات بشكل أسرع وبكل دقة ووضوح‪ ،‬مما ال يدع مجاال‬
‫للشك في عمل الوكالة‪ ،‬خاصة وأن هذه الوضعية تتطلب بذل جهد كبير من أجل رد‬
‫االعتبار لعالقة الملزم الجبائي باإلدارة‪ ،‬خاصة أنه عنصر أساسي يتم االعتماد عليه‬
‫في الرفع من المالية‪ 36‬المحلية والمساهمة في مالية الجماعات الترابية‪ ،‬وهذا الهدف لن‬
‫‪37‬‬
‫يتحقق إال باتباع الحكامة الجبائية في التحصيل الجبائي المحلي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أهمية تفعيل التواصل بين الملزم واإلدارة في ميدان التحصيل‬
‫من أجل تحسين المردودية المالية في ميدان استخالص العبايات المحلية ال يتوقف‬
‫على إصالح المنظومة القانونية والمحاسبية‪ ،‬كذا تأجير الموارد البشرية والمادية‬
‫لألجهزة المكلفة باالستخالص فحسب‪ ،‬بل األمر يستدعي الوقوف على إمكانيات‬
‫تحقيق تواصل داخلي للقضاء على بعض الظواهر السلبية التي ظلت تعيق المردودية‬
‫الجبانية‪ ،‬ومن أجل تلطيف العالقة بين االدارة الجبائية والملزم وجعلها أكثر توازنا‬
‫ومرونة‪ ،‬لكي يتم تحضير الرسوم بأقل تكلفة مادية ومعنوية وفي وقتها المحدد دون‬
‫تماطل أو تعقيد‪ ،‬بين هذين الطرفين‪ ،‬يجب بناء عالقة مبنية على التواصل والتفاهم ‪.‬‬

‫‪ 36‬عبد اإلله الفتاحي ‪ ":‬تحصيل الديون العمومية المحلية وإشكالية الباقي استخالصه بالمغرب" ‪،‬المرجع سابق ‪،‬ص‪108‬‬
‫‪ 37‬جواد الكبيري ‪" :‬وكالة مداخيل الجماعة وتحصيل الجبايات المحلية _نمودج الجماعة الحضرية لزاكورة " ‪،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القلوبية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات‪ ،2008/2009 ،‬ص‪120‬‬
‫‪25‬‬
‫وإذا كانت هذه العالقة قد اتسمت بالكثير من الغموض والتقصير والتفاخر‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يرجع إلى العديد من األسباب منها نجد‪:‬‬
‫‪-‬اختالف الوضعية المادية واالجتماعية للملزم‪.‬‬
‫‪ -‬تباين طبيعة الملزمين وتركيبتهم النفسية‪ ،‬تؤدي الى اختالف في المعاملة مع الجباية‪.‬‬
‫‪ -‬افتقار االدارة الجبائية لنظام التواصل سواء داخل االدارة أو مع محيطها الخارجي ‪:‬‬

‫إن غياب االنفتاح التواصلي لإلدارة الجبائية على مرتفقيها وتعثر مخطط التسليط في‬
‫المنظومة الجبائية والنقص الكبير للتوعية‪ ،‬تشكل مصدر االختالالت التي تعاني منها‬
‫العالقة بين ا لملزمين وهذه االدارة‪ ،‬والتي كان لها تأثير سلبي على تحصيل ديون‬
‫الجماعات الترابية وعليه يجب على االدارة الجبائية االنفتاح على محيطها الخارجي‬
‫كما أن كيفية بناء التواصل فعال بين االدارة الجبائية والملزم‪ ،‬يجب أن يستمد مقوماته‬
‫من التشريع الجمالي المحلي‪.38‬‬
‫يتبين ضعف التواصل بين االدارة كهيكل تنظيمي وبين الملزمين المحليين كمصادر‬
‫للتمويل من خالل ندرة الحمالت االعالمية والتواصلية التي تقوم بها االدارة المعنية‬
‫بغية تعريف الملزمين بأهمية أدائهم لواجباتهم الجبائية المحلية وتبسيط وشرح طرق‬
‫األداء المتاحة أمامهم وذلك أنه مهما تكن قيمة النص القانوني ال يمكن أن يكون له آية‬
‫فعالية مادام الموجه إليهم ال يتوفرون على الوسائل والشروط والقدرة على فهمه و‬
‫استعماله وعلى جعله حيا‪ , 39‬وكذلك من خالل غياب أدنى شروط االستقبال الجيد‬
‫للملزمين من طرف مصالح هذه االدارة مما يبحث على الشعور بانعدام الجدية‬
‫والمسؤولية وبالتالي يساهم في توتر العالقة بينهما ‪.‬‬
‫إن وجود ظاهرة التملص الجبائي بأشكاله المتعددة (التهرب الجبائي‪ ،‬الغش الضريبي)‬
‫تدل على وجود خلل على مستوى عالقة الملزم باإلدارة الجبائية‪ ،‬وهذا االمر يعود إلى‬
‫أسباب متشابكة‪ ،‬ترتبط أساسا بالوضع االجتماعي واالقتصادي المردي للخاضع للجبايات‬
‫المحلية والمتمثلة أساسافي ارتفاع نسبة األمية وضعف مدخوله وكثرة مصاريفه‬
‫المرتبطة بالعالج واالكل والمالبس وكذا بظروفه النفسية التي تجعله يبدي رد فعل سلبي‬
‫مقابل ما يعتبره انتقاص من ملكيته الخاصة‪.40‬‬

‫‪ 38‬نسرين سعد الدين‪ ":‬اإلدارة العمومية وإشكالية التواصل"‪ ،‬الطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العلم‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪،‬‬
‫أكدال‪ ،‬الرباط السنة الجامعية ‪ ،2006/2007‬ص ‪.65‬‬
‫‪: 39‬عبد االاله الفتاحي‪ ":‬تحصيل الديون العمومية المحلية وإشكالية الباقي استخالصه بالمغرب" المرجع سابق‪ ،‬ص‪110‬‬
‫‪ 40‬تمازي موالي الحسن ‪":‬مصير ثقافة المواطنة في ظل عالقة الخاضع للضربية باإلدارة الجبائية"‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،44/45‬ماي‬
‫غشت ‪ ،2002‬ص‪.76 :‬‬
‫‪26‬‬
‫تتميز العالقة بين الملزم واالدارة الجبائية بكونها عالقة ضرورية وحتمية بموجب‬
‫القوانين والتنظيمات الجبائية‪ ،‬التي ترتبط بمهام االدارة الجبائية من ضرورة تأسيس‬
‫الجباية وتحصيلها من الملزمين‪ ،‬إضافة الى كونها عالقة يغيب فيها عنصر التكافؤ‬
‫والتوازن‪ ،‬فاإلدارة تتمنع بسلطات و حقوق واسعة بموجب القانون تستخدمها إزاء‬
‫الملزم بااللتزامات وهو ما جعل مجموعة من المشاكل تبرز بين أطراف العالقة‪،‬‬
‫ناتجة باألساس عن الشعور النفسي غير المناسب بالنسبة للملزم المحلي اتجاه االدارة‬
‫الجبائية المحلية واتجاه الضريبة بشكل عام‪ ،‬كما تنتج عن البحث عن العدالة والمساواة‬
‫والتوازن بين حقوق االدارة والتزاماتها‪.41‬‬
‫إن واقع التواصل بين االدارة الجبائية والملزم باألداء يحيل على أزمة تواصلية‬
‫حقيقية تتنوع وتتعدد أسبابها ومرجعيتها‪ ،‬فهي ثقافية وإيديولوجية واقتصادية‬
‫واجتماعية‪ ،‬كما أن لها جذور تاريخية كذلك لذا بات من الضروري اتخاد المبادرات‬
‫في مجال تمتين التواصل بين االدارة الجبائية المحلية والملزمين في سبيل إزالة‬
‫الحواجز وخلق جو من الثقة بين هذه االدارة وجمهورها ويمكن إجمال هذه المبادرات‬
‫في خمسة عناصر أساسية‪:‬‬
‫أ_نشر المعرفة القانونية‬
‫أول التزام يقع على عاتق االدارة الجبائية المحلية هو إعطاء الملزم معلومات واضحة‬
‫حول حقوقه وواجباته حتى يمكنه من االحترام للنظام الضريبي‪ ،‬فالمكلفون عادة ما‬
‫يواجهون‬
‫الملزمين بالمبدأ ال أحد يعذر بجهله للقانون ‪ ،‬والنصوص القانونية المنظمة للجبايات‬
‫المحلية‪ ،‬من مرحلة التأسيس الى مرحلة التحصيل متعددة ومبهمة‪ ،‬ومن الصعب‬
‫الوصول واالطالع عليها‪ ،‬فالملزمون عموما ال يستوعبون معظم فاصيل النظام‬
‫الضريبي الدقيق أو يجهلونها تماما‪ ،‬فااللتزام باإلعالم الذي يطبق على األدارة‪،‬‬
‫يتأسس على عكس المبدأ السالف الذكر‪ ،‬ال أحد يعذر بجهله للقانون بل ال أحد يعتبر‬
‫عالما بالقانون‪ ،‬والمجهود الذي قد تبذله االدارة في االعالم والتواصل يكون له نتائج‬
‫‪42‬‬
‫جد إيجابية على االدارة‪ ،‬حيث أن قانون مفهوم جيد يكون أكثر احتراما‪.‬‬

‫‪ 41‬محمد بنزغيدة ‪ :‬مرجع سابق ص‪176‬‬


‫‪ 42‬عبد الرحيم حزيكر‪" :‬إشكالية تحصيل الضرائب بالمغرب‪ ،‬محاولة في التأصيل والبحث في س بل تحقيق التوازن بين امتيازات إدارة التحصيل وضمانات الملزم"‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬وحدة المالية العامة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عين الشق‪،‬الدارالبيضاء‪،‬السنةالجامعية‪2003/2004261‬؛‬
‫ص‪268‬‬
‫‪27‬‬
‫أي أن لتحقيق المصالح الجبائية المحلية التواصل مع الملزمين‪ ،‬ال بد أن نتقاسم‬
‫معرفتها مع هؤالء وأن تضمن النشر لكافة النصوص الجبائية وهذه العملية تتم وفق ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫ب_ تدوين وتبسيط الوثائق‬
‫يتطلب تدوين النصوص القانونية وتبويبها بشكل منظم ومنسجم على نهج مدونة عامة‬
‫للجبايات المحلية‪ ،‬وكذا تدوين المذكرات والدوريات التوجيهية والشارحة التي تقوم‬
‫اإلدارة بإصدارها‪ ،‬األمر الذي يسهل على الملزمين معرفة القوانين الجبائية‪ ،‬ويجب‬
‫الحرص على تبسيط أسلوب كتابتها لتتجاوز اللغة التشريعية المجردة التي تحرر بها‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحسين االستقبال والمساعدة ‪:‬‬
‫يمثل االستقبال مرحلة المواجهة بين الملزم راغب في الخدمة‪ ،‬وبين مصالح اإلدارة‬
‫المكلفة باالستخالص ممثلة في موظفيها‪ .‬ويمكن تحديد هذه اللحظة التي يباشر فيها‬
‫الملزم مصلحة جبائية إلى حين خروجه منها‪ ،‬ويهدف االستقبال باألساس إلى وضع‬
‫الملزم يلج اإلدارة في جو مالئم‪ .‬وتسهيل تبادل المعلومات التي يمكن أن تحدث مع‬
‫الموظف‪ 43‬إال أن دراسة الوضعية الراهنة لالستقبال داخل اإلدارة بصفة عامة‪،‬‬
‫ومص الح التحصيل بصفة خاصة‪ ،‬يكشف عن وجود أزمة حقيقية على مستوى‬
‫تواصلها مع الملزمين باألداء‪ ،‬تعبر عن غياب رؤية شمولية لالستقبال واإلرشاد‪ ،‬لذا‬
‫أصبح من الالزم ضرورة تغيير طريقة تعامل المصالح المكلفة باالستخالص مع‬
‫المدينين بأداء الدين الجبائي‪ ،‬وتحسين معاملتهم‪ ،‬هذه الدعوة تستند أساسا إلى‬
‫التطورات االقتصادية واالجتماعية والقانونية التي تعرفها الدولة‪ ،‬وتجد مبرراتها‬
‫كذلك في انتشار األمية والجهل بأحكام القانون الجبائي‪ ،‬وأحكام تحصيل الجبايات‬
‫خصوصا‪ ،‬وبالتالي يظل على عاتق اإلدارة مساعدة المدينين بالدين الجبائي على أداء‬
‫واجب اتهم اتجاه خزينة الجماعات الترابية في أحسن الظروف وتقديم النصائح‬
‫واالرشادات التي هم في حاجة إليها‪.‬‬

‫وبناء على هذا التأسيس‪ ،‬فاالستقبال اإلداري مدرسة للحياة االجتماعية ومصلحة حيوية‬
‫وضرورية للمواطنين‪.44‬‬

‫‪ 43‬عبد الصادق النصاري ‪" :‬أزمة التواصل بين الملزم واإلدارة الجبائية‪ ،‬محاولة نقدية لفهم وتطور عالقة الملزم باإلدارة الجبائية في المغرب"‪ ،‬اطروحة لنيل دكتوراه في القانون‬
‫العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عن الشق الدار البيضاء‪ ،2003/2001 ،‬ص‪.196 :‬‬
‫‪ 44‬موالي ادريس الحالبي الكتاني‪" :‬أسس تحديث اإلدارة العمومية‪ ،‬استقبال المواطنين في قطاع الوظيفة العمومية "‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪،‬‬
‫العدد‪ ،34 :‬تكتبر ـ اکثرير ‪ ،2000‬ص‪92 :‬‬
‫‪28‬‬
‫وإن جهاز االستقبال اإلداري ينبغي أن يشكل مؤسسة وسيطة لخلق شراكة إدارية مع‬
‫المواطنين ليشعروا بأن المرافق العمومية منهم ووسائل اإلعالم متاحة‪ ،‬ألن االستقبال‬
‫يضع شكل التهيئة المادية‪ ،‬وتنظيم االستقبال األولى‪ ،‬إذ ال يجب انتقال الملزم لإلدارة‬
‫وبالتالي االنتظار لمدة طويلة من أجل معلومة تكاد تكون بسيطة‪ .‬أو أن يسقط ضحية‬
‫للتردد بين المكاتب بحثا عن حل لمشكلة بدون جدوى‪.45‬‬
‫د‪ -‬تعزيز الوعي الجبائي لدى الملزم‬
‫تقوم اإلدارة الجبائية دور مهم من أجل تهيئ الملزم وجعله قادرا على التواصل معها‪،‬‬
‫هو توعيته بأهمية الجباية المحلية‪ ،‬بحيث يعتبر الوعي الجبائي من أهم الوسائل‬
‫المساعدة ألي جهاز جبائي من أجل تحقيق أهدافه المتمثلة في زيادة مردودية‬
‫الضرائب وتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية‪.46‬‬
‫ففي غياب هذا الوعي سيكون الشرح واسع بين طرفي العالقة الجبائية‪ ،‬أي بين‬
‫اإلدارة الجبائية المحلية والملزم‪ ،‬حيث أثبتت سنوات التجربة السابقة المتعلقة بتطبيق‬
‫القانون ‪ ، 30.89‬أن ضعف انعدام التوعية في مجال الجبايات المحلية‪ ،‬يعتبر من‬
‫العوامل المؤثرة وبشكل واضح على مردودية مختلف الضرائب والرسوم المحلية‪،‬‬
‫حيث عمدت جل الجماعات‪ ،‬إن لم نقل كلها‪ ،‬إلى تطبيق القانون المذكور‪ ،‬دونما‬
‫االهتمام بالتوعية المسبقة للملزمين‪ ،‬وذلك لتهيئ الظروف النفسية والمعنوية‬
‫الستخالص هذه الضرائب والرسوم‪ ،‬وخاصة تلك التي تم إحداثها للمرة األولى لفائدة‬
‫ميزانيتها الجماعات المحلية‪ ،‬لهذا فقد تم التنبيه إلى ضرورة تقريب أهم التقنيات التي‬
‫جاء بها هذا القانون إلى علم الخاضعين لمختلف الضرائب والرسوم‪ ،‬مع إخطارهم‬
‫بأهمية المقتضيات التي جاء بها القانون لحمايتهم من كل تجاوز في استعمال السلطة‬
‫من طرف المصالح المختصة في الميدان الجبائي‪.47‬‬
‫يشكل الوعي الجبائي لدى الملزم‪ ،‬أحد األدوات الضرورية لتأدية الواجب‪ ،‬المتمثل‬
‫في الضرائب والرسوم‪ ،‬حيث أن الوعي كسلوك وممارسة تتداخل فيه مجموعة من‬
‫العوامل كالجانب المعرفي‪ ،‬فمعرفة الكتابة والقراءة تعني تسليح المواطن ‪/‬الملزم‬
‫باألدوات المعرفية خصوصا ما يتعلق بحقوقه وواجباته المنظمة بموجب القانون‪.‬‬

‫‪ 45‬عبد الرحيم حزيكر‪" :‬إشكالية تحصيل الضرائب بالمغرب‪ ،‬محاولة في التاصيل والبحث سبل تحقيق التوازن بين امتيازات إدارة التحمل وصالت الملزم"‪ ،‬ألطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬وحدة المالية العامة‪ ،‬كلية القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن اللي عن الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2003/2004‬ص ‪261‬‬
‫‪ 46‬محمد بعيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪33 ،‬‬
‫‪ 47‬عبد هللا بولرباح والمزيد الوزاني‪" ،‬عالقة الملزم باإلدارة الجنائية المحلية"‪ ،‬تقرر نهائي التدريب اإلداري‪ ،‬بسلك الكتاب العامين للجماعات الترابية مركز التكوين اإلداري ‪،‬‬
‫الرباط سنة ‪ ،1994‬ص‪.36 :‬‬
‫‪29‬‬
‫من المؤكد أن القدوم على تطبيق هذه اإلجراءات تصب في نهاية المطاف في‬
‫المساعدة على معالجة التهرب من أداء الجباية‪ ،‬وبت الوعي لدى الملزمين باألداء‪،‬‬
‫ونعتقد أن المقاربة القانونية ظلت عاجزة في معالجتها لهاته الظاهرة‪ ،‬األمر الذي‬
‫ينبغي تحفيز الملزمين عن األداء‪ ،‬وكذا تحسين العالقة بين الملزم واإلدارة غبر سياسة‬
‫تواصلية واضحة‪ ،‬إلى جانب بت الوعي بأهمية الجباية لتحقيق التنمية المحلية‪.48‬‬
‫ه‪ -‬الرقمنة الجبائية وتبسيط المساطر‬
‫إن تحسين طرق تسيير وتدبير اإلدارة الجبائية والنهوض بعالقتها مع الملزم يقتضي‬
‫بالضرورة إصالح عدد من األوضاع وتجاوزها بغية خلق الجو المالئم لعالقات‬
‫أصلح بينها وبين الملزمين‪ ،‬وإقرار عالقات تواصلية جديدة مبنية على االشتراك‬
‫والحوار وتقريب اإلدارة من المواطن‪ ،‬ومن دون شك فإن إمكانيات تفتح اإلدارة‬
‫الجبائية ونهوضها بدورها التواصلي واإلعالمي‪ ،‬مقرون بتدابير عاجلة‪ ،‬وعمل‬
‫يتطلب مبادرات متكاملة في إطار إصالح شمولي يهدف إلى التدبير الناجح للجباية‬
‫التشاركية‪ ،‬وتوفير الشفافية‪ ،‬باعتبارها شرط من شروط تحسين عالقة اإلدارة مع‬
‫مختلف الملزمين‪ ،‬والتي ال يمكن أن تنبني إال على قواعد واضحة للتعامل معهم من‬
‫خالل ضمان الوضوح في المعاملة بين طرفي العالقة الجبائية‪ ،‬بغاية التعرف على‬
‫الحقوق والواجبات‪ .‬لكي تحسن اإلدارة الجبائية عالقتها مع الملزم وتتصالح معه‪،‬‬
‫يجب عليها معائفة اآلفاق الرحبة لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬ألنها غدت صناعة‬
‫المستقبل االقتصادي واالستثماري في دول أوروبا وأمريكا واليابان‪ .‬وعلى هذا‬
‫األساس‪ ،‬فالتصور المقترح يتجلى في بلورة استراتيجية وطنية منشودة في مجال‬
‫االعالم وا لتواصل الجبائيين‪ ،‬مجسدة في أهداف وتوجهات يبتغي تحقيقها في مراحل‬
‫تدريجية‪ ،‬مع اتخاذ إجراءات عملية وتدابير قانونية مصاحبة لتنمية وتطوير هذا‬
‫القطاع‪ ،‬وبناء عالقة ثقة بين اإلدارة الجبائية والملزم باعتباره مواطنا مشاركا‪ ،‬ليس‬
‫ملزما وزبونا ينظر فقط إلى جيبه قبل أن ينظر إليه كمصدر للدخل والربح فقط‪.‬‬
‫لذلك فإن أساس رضي الملزم وقبوله الجبائي هو طريقة التواصل وتعامل اإلدارة‬
‫الجبائية معه‪ ،‬لذلك البد من النظر في السياسة التواصلية عن طريق التوجيه إلى‬
‫‪49‬‬
‫اإلدارة الخدماتية والمواطنة‪ ،‬عن طريق تحديث هذه اإلدارة وعصرنتها‪.‬‬

‫‪ 48‬محمد مرزيق وعبد الرحيم أبيالل‪ ،":‬الم نازعات الجبائية بالمغرب بين النظرية والتطبيق مع تقييم لتجربة المحاكم اإلدارية في المادة الجبائية"‪ ,‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،1993‬ص ‪.112:‬‬
‫‪ 49‬عبد االاله الفتاحي‪ ":‬تحصيل الديون العمومية المحلية وإشكالية الباقي استخالصه بالمغرب" ‪ ،‬المرجع سابق ص‪.116,‬‬
‫‪30‬‬
‫ومن ه نا يبرز دور اإلدارة في نشر الوعي الجبائي‪ ،‬فالمالحظ أن العالقة السائدة بين‬
‫اإلدارة والملزمين تتسم بالتباعد والخوف وانعدام الثقة‪ ،‬واستعمال السلطة‪ ،‬بدال من‬
‫أساليب االتصال واالعالم المتمثلين في الحوار والتشاور واإلخبار‪ ،‬مما يزيد الهوة‬
‫بين اإلدارة والمواطن الملزم‪.50‬‬
‫لذلك بات من الضروري إيجاد أساليب جديدة في تدبير العالقة‪ ،‬تقوم على التوعية‬
‫واالعالم تدعيما لحوار يلطف من حدة الخالف‪ ،‬ويقاص من هامش التباعد بين‬
‫الطرفين في اتجاه بناء الثقة وضمان العدالة الجبائية والتحكم في تدبير اإلمكانات‬
‫الجبائية المحلية بالكيفية التي تسمح بتنميتها وتطويرها حتى تصبح قادرة على‬
‫المساهمة في دعم االستقالل المالي للوحدات الترابية‪ ،‬مما سبق ذكره يمكن القول أن‬
‫هذا المبتغى يبقى بعيدا عن التحقق في ظل ما تعانيه اإلدارة من وضع أصبح من‬
‫الضروري تجاوزه‪ ،‬وأن هذا األخير لن يتأتى إال من خالل تأهيل اإلدارة‪.51‬‬

‫يمكن القول إن هذا التوجه تبناه المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 168‬من القانون‬
‫‪ ،07.20‬والتي جاءت بعدة إصالحات ترمي إلى تسهيل عملية التواصل بين الملزم‬
‫واإلدارة الضريبية‪.‬‬

‫‪ 50‬زبير ماجي ‪":‬اإلدارة الصرمية والحق في اإلعالم‪ ،‬مديرية الضرائب نموذجا"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الصحافي‪ ،‬المعهد العالي للصحافة‪ ،‬الرباط السنة‬
‫الدراسية‪ ،1994/1995 :‬ص‪.92 ،‬‬
‫‪ 51‬محمد بنزغيدة ‪ :‬المرجع سابق ص ‪179‬‬
‫‪31‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظام اإلعفاءات وإشكالية العدالة في الجبايات المحلية‪:‬‬

‫العدالة في مفهومها األخالقي والفلسفي تختلف من حيث المضمون والمحتوى‬


‫باختالف الظروف االجتماعية والتاريخية في المجتمعات الحديثة‪ ،‬بحيث يرتبط‬
‫مفهومها بظواهر مختلفة‪ ،‬أهمها توزيع الدخول وتحمل التكاليف العامة‪ ،‬وما يحيل إلى‬
‫العدالة في توزيع األعباء الجبائية المراد خصمها من دخول أفراد المجتمع‪ ،‬والعدالة‬
‫بوجه عام‪ ،‬والعدالة الجبائية بصفة خاصة تنبني في أي مجتمع على االيديولوجيا‬
‫السياسية واالجتماعية السائدة في هذا المجتمع في فترة معينة من الزمن‪.‬‬
‫م ن الواضح أن مفهوم العدالة الجبائية‪ ،‬مفهوم نسبي ومتغير تبعا للزمان والمكان‬
‫المفروض فيها الجباية‪ .‬لذلك‪ ،‬ولإلحاطة بمفهوم وإشكالية العدالة الجنائية‪ ،‬ارتأينا‬
‫تقسيم هذا المطلب إلى فقرتين ‪ ،‬تتناول في الفقرة األولى ماهية العدالة الجنائية‬
‫المحلية‪ ،‬على أن تخصص الفقرة الثانية لنظام اإلعفاءات وخاصة تلك التي جاء بها‬
‫القانون ‪ 07.20‬المتعلق بجبايات الجماعات الترابية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬ماهية العدالة في النظام الجبائي المحلي‬
‫اختلفت المحاوالت التي ترمي إلى تفسير العدالة الجنائية على امتداد تاريخ الفكر‬
‫المالي‪ ،‬حيث لم يتم التوصل إلى تحديد واضح ومستقر متفق عليه من طرف الجميع‪،‬‬
‫وعموما فقد تجاذبت هذا المفهوم نظريتين فقهيتين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المساواة أمام الجباية ‪:‬‬
‫هذا االتجاه تبناه الفكر المالي التقليدي‪ ،‬وهو يحمل تفسيرا ضيقا للعدالة ‪ ،52‬باعتباره‬
‫يفتقر إلى المساواة الجبائية التي تنطلق من مراعاة التناسب الدقيق بين دخل المكلف‬
‫ومقدار ما يتحمله من عبء جبائي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬العدالة الجبائية‬
‫وهو موقف الفكر المالي الحديث حيث يعطي مفهوما واسعا للعدالة الجبائية‪ ،‬يصبح‬
‫معه الهدف من األداة الجبائ ية هو إعادة توزيع الدخول بغية التخفيف من الفوارق‬
‫االجتماعيةأي تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬بواسطة الجباية‪.‬‬

‫‪ 52‬فزيبر محمد ‪" :‬الضريبة على الشكات ب ين تشجيع االستثمار ومبدأ العدالة الضريبية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانونالعام كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1994/1995‬ص‪.211 ،‬‬
‫‪32‬‬
‫يشكل القانون رقم ‪ 07.20‬مرحلة أولية إلصالح النظام الجبائي المحلي‪ ،‬فهو يأخذ‬
‫كتتويج لمسار عرف سلسلة من المشاورات مع ممثلي الجماعات الترابية‪ ،‬وكذا‬
‫مختلف المتدخلين والجهات المعنية بالشأن الجبائي المحلي‪ ،‬السيما للفاعلين‬
‫ا القتصاديين‪ ،‬وقد شكلت المناظرة الثالثة للجبايات المنعقدة يومي ‪ 03‬و‪ 04‬ماي‬
‫‪ 2019‬بالصخيرات مناسبة إلدراج إصالح الجبايات المحلية ضمن منظور شمولي‬
‫يروم إلى تحقيق العدالة الجبائية ببالدنا‪ ،‬ويرتكز القانون ‪ 07.20‬على المحاور التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مالئمة منظومة الجبايات المحلية مع محيطها القانوني‪ ،‬تضمن مشروع القانون‬
‫مجموعة من التعديالت التي تهدف إلى مالئمة األحكام الحالية المتعلقة بجبايات‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬مع المضامين الواردة في دستور المملكة‪ ،‬وكذا المستجدات التي‬
‫طرأت على المحيط القانوني لمنظومة الجبايات المحلية منذ االصالح الجبائي الذي‬
‫دخل حيز التاري فاتح يناير ‪.2008‬‬
‫‪ -‬مراجعة قواعد وعاء بعض الرسوم المحلية‪:‬‬
‫يبرز الوزير المنتدب لدى وزارة المالية إلى التفعيل التشريعي لتوصيات المناظرة‬
‫الوطنية المشار إليها سابقا‪ ،‬والتي تنص واحدة منها على دمج مجموعة من الرسوم‬
‫ذات نفس الوعاء في إطار رسمين اثنين عوض ‪ 17‬رسما‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من‬
‫الرسم الترابي العقاري‪ ،‬والرسم الترابي على األنشطة‪ ،‬ومضيفا أنه في انتظار صدور‬
‫القانون اإلطار المتعلق بالجبايات فان القانون ‪ )07.20‬يتضمن تعديالت تهدف الى‬
‫مراجعة قواعد وعاء بعض الرسوم المحلية ‪.‬‬
‫‪ -‬الرفع من الموارد الذاتية للجماعات الترابية ‪:‬‬
‫من بين التعديالت المفترحة للرفع من الموارد الذاتية للجماعات الترابية هناك على‬
‫الخصوص توسيع مجال تطبيق رسم السكن‪ ،‬ورسم الخدمات الجماعية والرسم على‬
‫األراضي الحضرية غير المبنية‪ ،‬والرسم على عمليات تجزئة األراضي ليشمل‬
‫المناطق المشمولة بتصميم التهيئة‪ ،‬وكذا مراجعة توزيع عائد الرسم المهني من خالل‬
‫رفع الحصة المخصصة لفائدة ميزانيات الجماعات التي يفرض بها هذا الرسم داخل‬
‫مجالها الترابي من ‪ 90‬إلى ‪ 98‬في المئة‪ ،‬وتسوية البنايات غير القانونية‪ ،‬والهدم‬
‫وتوسيع وعاء الرسم على اإلقامة بالمؤسسات السياحية ليشمل الشقق التي يؤجرها‬
‫مالكوها إليواء السياح‪ ،‬والسيما عبر المواقع االلكترونية لمنصات الحجز‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪-‬تحسين عملية تحصيل بعض الرسوم المحلية‪:‬‬
‫من ضمن المحاور التي يرتكز عليها القانون ‪ 07.20‬بحسب الوزير المنتدب تلك‬
‫المتعلقة بتحسين تحصيل بعض الرسوم المحلية مبرزا أن المشروع يقترح في هذا‬
‫اإلطار الرفع من الحد األدني إلصدار وأداء الرسوم من ‪ 100‬إلى ‪ 200‬درهم بالنسبة‬
‫للرسم المهني ورسم الخدمات الجماعية‪ ،‬والرسم على األراضي الحضرية غير‬
‫المبنية‪ ،‬الفتا إلى أنه يقترح في اإلطار ذاته‪ ،‬إلغاء الديون المترتبة عن هذه الرسوم‬
‫الموضوعة قيد التحصيل‪ ،‬والتي يساوي او يقل مبلغها عن ‪ 200‬درهم‪ ،‬وكذا الديون‬
‫المترتبة عن هذه الرسوم والتي يؤشر بشأنها تحصيل جزئي نتج عنه مبلغ مبتدئا غير‬
‫مؤدى بساوي أو يقل عن ‪ 200‬درهم‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة التحفيزات الجبائية ‪:‬‬
‫يتضمن القانون ‪ 07.20‬مقترحات بشان مراجعة اإلعفاءات الجبائية المتعلقة بالرسوم‬
‫المحلية‪ ،‬ذلك من خالل مالئمة اإلعفاءات الخاصة بالرسوم المحلية التي تباشرها‬
‫المديرية العامة للضرائب على الشركات وتقليص وعقلنة االعفاءات الخاصة تثيرها‬
‫المصالح الجبائية للجماعات الترابية‪.‬‬
‫إلى جانب القانون ‪ ،07.20‬يشكل القانون اإلطار ‪ 69.19‬المتعلق باإلصالح‬
‫الجبائي‪ 53‬مرجعا أساسيا يؤطر السياسة الجبائية للدولة عبر مختلف مراحل تنفيذ‬
‫اإلصالح بشكل يضمن اإللتقائية مع السياسات العمومية‪ ،‬ويمكن من تعزيز حقوق‬
‫الخاضعين للضريبة وضمان األمن القانوني وإحداث نظام جبائي مبسط وشفاف‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلعفاءات وتحسين عملية التحصيل في ظل القانون ‪.07.20‬‬

‫مما ال شك فيه أنه توجد عالقه وطيدة بين النظام الجبائي والنمو االقتصادي و الوضع‬
‫االجتماعي‪ ،‬حيث يمكن ان تعمل الجبائية على تشجيع اإلنتاج أو العكس‪ ،‬فاختيار‬
‫المادة الجبائية ومستوى اإلعفاء أو عدم اإلعفاء ومستوى األسعار وتصاعدها وكل‬
‫هذه األثار لها تأثير كبير على القطاعات االقتصادية واالجتماعيةخصوصا تلك التي‬
‫تحظى باألولوية‪.54‬‬

‫‪ 53‬ظهر شريف رقم ‪ ،1.21.86‬الصادر بتاريخ ‪ 15‬ذي الحجة ‪ ،1442‬الموافق لـ ‪ 26‬يوليوز ‪ ،2021‬بتنفيذ القانون اإلطار رقم ‪ 69.19‬المتعلق باإلصالح الجبائي‪ ،‬المنشور‬
‫بالجريدة الرسمية رقم ‪ ،7007‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬ذي الحجة ‪ ،1442‬الموافق ل ‪ 26‬يوليوز ‪ ،2021‬ص‪5684،‬‬
‫‪ 54‬احمد حضراني ‪ ":‬الجبايات المحلية وضمانات العدال ة الجبائية"‪,‬مقال منشور المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية‪،‬عدد مزدوج ‪،‬يناير‪-‬أبريل ‪,2021‬ص‪.159،‬‬
‫‪34‬‬
‫ويمكن القول أن اإلعفاء الضريبي هو ذلك االمتياز الجبائي الذي يمكن من معاملة‬
‫تفضيلية لبعض القطاعات أو بعض أنواع النشاطات المعتبرة ذات أولوية بالنسبة‬
‫للدولة‪ ،‬والتي قد تتماشى مع مخططات التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.55‬‬
‫إن ظهور االمتياز الحيائي يرجع الى تطور األدوار التي تلعبها الجباية وانتقالها من‬
‫كونها محضر أداة الستخالص اقتطاعات من أجل تخصيصها لتغطية نفقات عمومية‬
‫إلى أداة مالية محفزة وموجهة لالقتصاد الوطني‪ ،‬فضال عن مساهمتها في إعادة توزيع‬
‫الدخل القومي‪.‬‬
‫وعلى اثر التغيرات التي طرأت على المحيط القانوني للجبايات المحلية وال سيما‬
‫بعد صدور القوانين التنظيمية للجماعات الترابية في سنة ‪ ،2015‬والتي نصت على‬
‫أنه تظل سارية المفعول إلى حين تعويضها وفقا لألحكام هذه القوانين التنظيمية أحكام‬
‫القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات المحلية‪ ،‬فقد كان لزاما القيام وفق‬
‫مقاربة تشاركية بإصالح جديد للنظام الجباني المحلي ‪56‬يمكن الجماعات الترابية من‬
‫عدة امتيازات بغية تشجيع االستثمارات والتقليص من الباقي استخالصه عن طريق‬
‫من مجموعة من التحفيزات واإلعفاءات وحوافز التحصيل للديون الصادرة أو التي لم‬
‫يتم تحصيلها‪.‬‬
‫من بين التعديالت التي أدرجها قانون رقم ‪ 07.20‬على منظومة جبايات الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬ما يتعلق بنظام اإلعفاءات الجبائية المحلية‪ ،‬حيث أقر مجموعة من اإلعفاءات‬
‫والتخفيضات منها ذات بعد اقتصادي تتعلق بتشجيع االستثمار واالنتاج‪ ،‬ومنها ما هو‬
‫مرتبط بالوضع االجتماعي للطبقات ذات الدخول المحدودة خصوصا تلك التي تسببت‬
‫فيها جائحة كورونا (كوفيد ‪.)19‬‬

‫‪ 55‬خالد العالي‪" :‬صناعة القرار السياسي الجباني في المغرب‪ ،‬محاولة تقويم السياسة العامة‪ ،‬نموذج االمتيازات الضريبة"‪ ،‬الطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬وحدة علم‬
‫ا لسياسة والقانون الدستوري‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬أكدال الرباط ‪،‬السنة الجامعية‪ ،2003/2004 ،‬ص ‪278‬‬
‫‪ 56‬محمد بنيحي‪":‬جبايات الجماعات الترابية "‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية‪ ،‬مطبعة البيضاوي ‪،‬سال‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬سنة ‪،:2014‬ص‪.270 ،‬‬
‫‪35‬‬
‫ومن أجل مالئمة المنظومة الجبائية المحلية مع محيطها القانون تضمن قانون رقم‬
‫‪ 07،20‬رزمة من المستجدات تهدف باألساس إلى مالئمة األحكام الحالية المتعلق‬
‫بجبايات الجماعات الترابية مع المضامين التي جاء بها دستور ‪ 2011‬وكذا مع‬
‫المستجدات التي تطرا على المحيط القانوني للجبايات المحلية‪ ،‬والتعديالت التي أدخلت‬
‫على قانون ‪ 47.06‬تروم باألساس المالئمة مع التعديالت التي طرأت أيضا على‬
‫المديرية العامة للضرائب‪ ،‬وبمجموع‬
‫النصوص القانونية التي صدرت بعد سنة ‪ ،2008‬من بينها ما يتعلق بتحسين عمليات‬
‫التحصيل‪ ،‬وذلك بإلغاء الديون المترتبة على الرسوم الموضوعة قيد التحصيل‪ ،‬وكذا‬
‫الديون‬
‫المترتبة على الرسوم التي يصدر بشأنها إجراء عملية التحصيل الجزئي‪ ،‬وكذا تقليص‬
‫‪57‬‬
‫وعقلنة اإلعفاءات الخاصة التي تديرها المصالح الجبائية المحلية للجماعات الترابية‪.‬‬
‫لقد تضمن قانون المالية رقم ‪ 65.20‬لسنة ‪ 2021‬بالنسبة للضرائب والرسوم العائدة‬
‫للدولة‪ ،‬وكذلك القانون رقم ‪ 07.20‬فيما بين الرسوم العائدة لفائدة الجهات والعماالت‬
‫واالقاليم والجماعات إجراءات استثنائية تحفيزية العالمين الراغبين في أداء ديونهم‬
‫اتجاه الخزينة العامة‪ ،‬تتمثل في إلغاء جميع الزيادات والغرامات والذعائر التي يمكن‬
‫استخالصها قبل فاتح يناير ‪ ،2020‬ومن أجل االستفادة من هذه اإللغاءات تمنح فرصة‬
‫تسديد ما بذمة الملزمين إما دفعة واحدة أو على شكل أقساط بشرط تسديد أصل الدين‬
‫‪58‬‬
‫في أجل اقصاه ‪ 30‬يونيو‪2021.‬‬

‫‪ 57‬احمد حجيرات‪" :‬القانون المتعلق بالسالت الترابية"‪ ،‬مداخلة إثر ندوة راقمية اقيمت على موقع التواصل االجتماعي ‪ ،facebook‬بتاريخ ‪ 6‬ماي ‪ ،2021‬على الساعة ‪11:00‬‬
‫‪ 58‬دورية رقم ‪ ،653/2021‬الموضوع اداء ديون الضريبة مع االستفادة من الزيادات والغرامات إلى مدراء وكالت العرض الفالحي للمغرب‪ ،‬بتاريخ ‪03/04/2021‬‬
‫‪36‬‬
‫خاتمــــــة‪:‬‬

‫يعتبر التحصيل الجبائي المحلي من المحطات األساسية للجباية المحلية‪ ،‬حيث انه‬
‫يعكس واقع تجربة الالمركزية‪ ،‬ويحاول اإلجابة على اشكالية االستقالل المالي‬
‫للجماعات الترابية ولعل تحسين المردودية المالية المحلية‪ ،‬والتي تعتمد باألساس على‬
‫حجم الموارد الذاتية في دعم ماليتها‪ ،‬ومن هذا المنطلق حاولنا خالل هذا العرض ان‬
‫ننفض الغبار عن موضوع االدارة الضريبية المحلية واشكالية الباقي استخالصه‪.‬‬
‫إذا كان القانون رقم ‪ 07.20‬اتى بمستجدات شكلت نقطة تحول في مجال دعم الموارد‬
‫المالية للجماعات الترابية من خالل توسيع وعاء بعض الرسوم واعتماد صيغة سهلة‬
‫يمكن من خاللها معرفة مجال تطبيق الرسوم وأساس فرضها وطريقة تحصيلها‪،‬‬
‫وإعادة توزيع المهام بين مكونات االدارة الجبائية‪ ،‬فإن تطبيقه بالشكل الذي يضمن‬
‫نجاحه يقتضي تجاوز الثغرات والنواقص التي أفرزها النظام الجبائي المحلي السابق‪.‬‬
‫إن االهتمام بالعنصر البشري باعتباره محور العملية اإلصالحية يشكل إحدى أهم‬
‫التدابير التي يجب اتخاذها من خالل تكوينه ودعمه ماديا ومعنويا‪.‬‬
‫كما يجب على الجماعات الترابية ان تواكب التكنولوجيا الرقمية المتاحة بهدف‬
‫التواصل مع الملزم وتوعيته وإقناعه بضرورة مشاركته في تمويل التنمية المحلية‬
‫وتشجيع االستثمار باعتبارهما مسؤولية الجميع‪ ،‬مع التنبيه إلى مخاطر تقاعسه عن‬
‫هذه المشاركة التي تشكل سببا في تنامي ظاهرة الباقي استخالصه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الئحـــــــة المراجــــــــع‬
‫‪ ‬الكتـــــب‬
‫‪ -‬سعيد جفري‪ ،‬الجبايات المحلية‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪2015 ،‬‬
‫‪ -‬محمد مرزيق وعبد الرحيم أبيالل‪ ،‬المنازعات الجبائية بالمغرب بين النظرية والتطبيق مع تقييم لتجربة‬
‫المحاكم اإلدارية في المادة الجبائية‪ ,‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪1993‬‬

‫‪ ‬األطروحـــات والرسائـــل الجامعيـــة‪:‬‬


‫سناء أحمر الراس "التدبير المالي بين إكراهات الواقع و متطلبات التنمية"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬ ‫‪-‬‬
‫العلوم السياسية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬سال‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويسي‪،‬‬
‫‪2016/2017‬‬
‫نعيمة أمويتي‪" :‬القابض و اشكالية الرقابة على تنفيذ الميزانية الجماعية بالمغرب"‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‬
‫‪2003/2004‬‬
‫أشرف بنكيران" تدبير مالية الجماعات الترابية والتنمية المستدامة"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون‬ ‫‪-‬‬
‫العالم‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪2017/ 2018‬‬
‫نسرين سعد الدين‪ ":‬اإلدارة العمومية وإشكالية التواصل"‪ ،‬الطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬أكدال‪ ،‬الرباط السنة الجامعية‬
‫‪2006/2007‬‬
‫عبد الرحيم حزيكر‪" :‬إشكالية تحصيل الضرائب بالمغرب‪ ،‬محاولة في التأصيل والبحث في سبل تحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫التوازن بين امتيازات إدارة التحصيل وضمانات الملزم"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬وحدة‬
‫المالية العامة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عين‬
‫الشق‪،‬الدارالبيضاء‪،‬السنةالجامعية‪2003/2004261‬‬
‫عبد الصادق النصاري‪" :‬أزمة التواصل بين الملزم واإلدارة الجبائية‪ ،‬محاولة نقدية لفهم وتطور عالقة‬ ‫‪-‬‬
‫الملزم باإلدارة الجبائية في المغرب"‪ ،‬اطروحة لنيل دكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عن الشق الدار البيضاء‪2003/2001 ،‬‬
‫خالد العالي‪" :‬صناعة القرار السياسي الجباني في المغرب‪ ،‬محاولة تقويم السياسة العامة‪ ،‬نموذج‬ ‫‪-‬‬
‫االمتيازات الضريبة"‪ ،‬الطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬وحدة علم السياسة والقانون الدستوري‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬أكدال الرباط ‪،‬السنة الجامعية‪،‬‬
‫‪2003/2004‬‬
‫كريم لحرش"النظام الجبائي المغربي المحلي على ضوء الممارسة العملية و االجتهاد القضائي" رسالة‬ ‫‪-‬‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪،‬‬
‫جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات ‪2006/2007‬‬
‫المحجوب الدربالي" النظام الجبائي المحلي على ضوء القانون رقم ‪،47.06‬بحث تأهيلي لنيل شهادة‬ ‫‪-‬‬
‫‪38‬‬
‫الماستر‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية سال‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويسي‪ ،‬الرباط‬
‫‪2007/2008‬‬

‫حسن سهلي "آليات تحسين األداء المالي للجماعات الترابية و الجماعة الحضرية طنجة نموذجا"‪ ،‬رسالة‬ ‫‪-‬‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬ماستر تدبير الشأن العام المحلي‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية‬
‫و االجتماعية‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬طنجة ‪2013/2014‬‬
‫عبد االاله الفتاحي‪ ":‬تحصيل الديون العمومية المحلية وإشكالية الباقي استخالصه بالمغرب "‪ ،‬رسالة‬ ‫‪-‬‬
‫لنيل شهادة الماستر في القانون العام ‪ ،‬كلية متعددة التخصصات الناضور ‪2021/2022 ،‬‬
‫ابراهيم صبري"القباضة الجماعية و مسألة التدبير المالي الجماعي" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬ ‫‪-‬‬
‫المعمقة في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬الحسن الثاني‪ ،‬عين الشق‬
‫الدار البيضاء ‪1998/1999‬‬
‫لكبير مركوش "التحصيل الجبائي المحلي بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في‬ ‫‪-‬‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات‪/2001 ،‬‬
‫خالد بنموسى "اشكالية الغش الضريبي و انعكاساته على عالقة اإلدارة بالمكلف"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسات العليا المعمقة في القانون العام‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي طنجة ‪2008/2009‬‬
‫المختار لشهب "اصالح نظام الجبايات المحلية على ضوء القانون ‪ 47.06‬و رهان تحقيق الحكامة‬ ‫‪-‬‬
‫المالية "رسالة الدراسات العليا المعمقة كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية جامعة علد‬
‫المالك السعدي طنجة السنة الجامعية ‪2009/2008‬‬
‫محمد بعير‪ ":‬التحصيل الجبائي على ضوء القانون ‪"47.06‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬جامعة الحسن األول ‪ ،‬سطات ‪2007/2008 ،‬‬
‫جميلة ديلي ‪ ":‬الموارد البشرية للجماعات المحلية بالمغرب " رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا ‪ ،‬كلية‬ ‫‪-‬‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني عين الشق الدار البيضاء السنة‬
‫الجامعية ‪2000/2001‬‬
‫محمد بنزغيدية‪" :‬القانون ‪ 06.47‬نحو حكامة جبائية محلية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬ ‫‪-‬‬
‫العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪2009/2010‬‬
‫بوشعيب بوشارب‪":‬مقاربة الجودة في تدبير الموارد البشرية في اإلدارة العامة والمغربي"‪ ،‬دبلوم‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عين‬
‫الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‪1999/2000 :‬‬
‫جواد الكبيري ‪" :‬وكالة مداخيل الجماعة وتحصيل الجبايات المحلية _نمودج الجماعة الحضرية‬ ‫‪-‬‬
‫لزاكورة " ‪،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القلوبية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات‪2008/2009 ،‬‬
‫زبير ماجي ‪":‬اإلدارة الصرمية والحق في اإلعالم‪ ،‬مديرية الضرائب نموذجا"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسات العليا المعمقة في الصحافي‪ ،‬المعهد العالي للصحافة‪ ،‬الرباط السنة الدراسية‪1994/1995 :‬‬
‫فزيبر محمد ‪" :‬الضريبة على الشكات بين تشجيع االستثمار ومبدأ العدالة الضريبية"‪ ،‬رسالة لنيل‬ ‫‪-‬‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانونالعام كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪1994/1995‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ ‬المقـــــاالت العلميــــــة‪:‬‬

‫محمد شكيري" إصالح منظومة الجبايات المحلية بين أهداف اإلصالح و إكراهات الواقع"المجلة‬ ‫‪-‬‬
‫المغربية لإلدارة المحلية و التنمية‪ ،‬العدد ‪ 136‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء سنة ‪2011‬‬
‫أحمد حضراني"النظام الجبائي المحلي على ضوء التشريع المغربي و المقارن"منشورات المجلة‬ ‫‪-‬‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية العدد ‪ 22‬سنة ‪2001‬‬
‫احمد حضراني قانون الجبايات المحلية الجديدة و ضمانات العدالة الجبائية ‪,‬مقال منشور المجلة المغربية‬ ‫‪-‬‬
‫لإلدارة المحلية و التنمية عدد مزدوج –ابريل ‪2012‬‬
‫مصطفى دليل ‪ ":‬المجالس الجماعية في المغرب على ضوء الميثاق الجماعي الجديد " ‪ ،‬منشورات‬ ‫‪-‬‬
‫المجلة المغربية المحلية و التنمية ‪،‬سلسلة مواضيع الساعة ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬العدد ‪2003 ،40‬‬
‫امين كلمة ‪":‬مالية الجماعات المحلية بين دواعي التجديد وافق التطوير"‪ ,‬مجلة مسالك الجماعات الترابية‬ ‫‪-‬‬
‫الجهوية و الحكامة الجيدة ‪ ،‬عدد ‪ ،29/30‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪2005‬‬
‫تمازي موال ي الحسن ‪":‬مصير ثقافة المواطنة في ظل عالقة الخاضع للضربية باإلدارة الجبائية"‪ ،‬مقال‬ ‫‪-‬‬
‫منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،44/45‬ماي غشت ‪2002‬‬
‫موالي ادريس الحالبي الكتاني‪" :‬أسس تحديث اإلدارة العمومية‪ ،‬استقبال المواطنين في قطاع الوظيفة‬ ‫‪-‬‬
‫العمومية "‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد‪ ،34 :‬تكتبر ـ اکثرير ‪2000‬‬
‫احمد حضراني ‪ ":‬الجبايات المحلية وضمانات العدالة الجبائية"‪,‬مقال منشور المجلة المغربية لإلدارة‬ ‫‪-‬‬
‫المحلية و التنمية‪،‬عدد مزدوج ‪،‬يناير‪-‬أبريل ‪2021‬‬
‫محمد بنيحي‪":‬جبايات الجماعات الترابية "‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪-‬‬
‫البيضاوي ‪،‬سال‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬سنة‪2014‬‬

‫‪ ‬النصــــوص القانونيــــــة‪:‬‬
‫‪ -‬ظهر شريف رقم ‪ ،1.21.86‬الصادر بتاريخ ‪ 15‬ذي الحجة ‪ ،1442‬الموافق لـ ‪ 26‬يوليوز ‪ ،2021‬بتنفيذ‬
‫القانون اإلطار رقم ‪ 69.19‬المتعلق باإلصالح الجبائي‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪،7007‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 15‬ذي الحجة ‪ ،1442‬الموافق ل ‪ 26‬يوليوز ‪2021‬‬

‫‪ ‬المواقــــع اإللكترونيــــة‪:‬‬

‫‪ -‬موقع ‪alaoula.tv‬شوهد بتاريخ ‪ 2021/7/22‬على الساعة ‪ 23:15‬في برنامج ‪ 45‬دقيقة حول موضوع‬
‫مالية الجماعات المحلية ‪.‬‬
‫‪ -‬احمد حجيرات‪" :‬القانون المتعلق بالسالت الترابية"‪ ،‬مداخلة إثر ندوة راقمية اقيمت على موقع التواصل‬
‫االجتماعي ‪ ،facebook‬بتاريخ ‪ 6‬ماي ‪ ،2021‬على الساعة ‪11:00‬‬

‫‪40‬‬
‫الفهــــــــــــــرس‬

‫المقدمــــة‪2....................................................................................................‬‬
‫المبحث االول‪ :‬اإلكراهات المرتبطة بعملية التحصيل وانعكاساتها‪6................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬اسباب تنامي ظاهرة الباقي استخالصه‪6.......................................... ...‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬االكراهات القانونية المتعلقة بالباقي استخالصه‪6....................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االكراهات التنظيمية والسيكولوجية الباقي استخالصه‪10...........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انعكاسات ظاهرة الباقي استخالصه‪12...............................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬تضخم الباقي استخالصه‪14.............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اثار الباقي استخالصه‪16.................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬افاق اصالح منظومة التحصيل الجبائي ال محلي‪20................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬تقوية االدراة الجبائية المحلية‪20......................................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬تأهيل العنصر البشري والمادي‪20....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهمية تفعيل التواصل بين الملزم واالدارة في ميدان التحصيل‪25.................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظام إعفاءات وإشكالية العدالة في الجبايات المحلية‪32...........................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬ماهية العدالة في النظام الجبائي المحلي‪32...........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إعفاءات وتحسين عملية التحصيل في ظل القانون ‪35.................... 07.20‬‬
‫الخاتمــــــــة‪37............................................................................. ................‬‬
‫الئحــــة المراجــــع‪38....................................................................................‬‬
‫الفهــــــــــــــــــــرس‪41..................................................................................‬‬

‫‪41‬‬

You might also like