You are on page 1of 28

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪ 20‬العدد ‪ 2 0‬سنة ‪0202‬‬

‫أتر رقمنة النظام الضريبي على أداء الرقابة الجبائية بالمغرب ( دراسة وصفية)‬

‫‪The impact of the digitization of the tax system on the performance of tax‬‬
‫‪control in Morocco; A descriptive study‬‬

‫إمساعيل بن حممد بن عبد اهلل نويرة؛‬


‫طالب باحت ‪-‬جامعة سيدي حممد بن عبد اهلل –تازة – املغرب؛‬
‫رقم اهلاتف‪ 5650440060 /‬الربيد االلكتروين‪ismail.prof.nouri@gmail.com /‬‬
‫شيماء بنت محيد بن عبد اهلل العبويي؛‬
‫طالبة باحثة ‪-‬جامعة حممد األول –وجدة ‪-‬املغرب؛‬
‫الربيد االلكتروين‪chaimae.elabioui@gmail.com /‬‬ ‫رقم اهلاتف‪/0679387962 /‬‬

‫تاريخ النشر‪1212/20/12 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪1212/21/02 :‬‬ ‫تاريخ اإليداع‪1212/21/10:‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫هتدف هذه الدراسة إىل وصف أتر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية؛ على إعتبار أن الرقمنة الضريبية وسيلة فعالة‬
‫للرفع من حجم العائدات اإلضافية وإستخالص الضرائب بشكل قانوين يضمن الشفافية والنزاهة بني دافعي الضرائب‪ ،‬وعلى‬
‫هذا األساس فقد إعتمدنا يف هذه الدراسة على املنهج الوصفي‪ ،‬والذي مت من خالله التوصل إىل بعض النتائج أمهها‪ :‬التفكري‬
‫يف وضع شبكة إلكترونية تربط مركز الضرائب مبختلف اإلدارت واهليئات احلكومية لتسهيل عملية تبادل املعلومات؛‬
‫التحسني املستمر ألعوان الضريبة القائمني على الرقابة اجلبائية؛ عصرنة اإلدارة اجلبائية من حيت الوسائل التقنية واملوارد البشرية‬
‫وتزويدها بشبكة معلومات واسعة بني كل مستخدمي الرقابة اجلبائية ؛ فتح حوار مع املكلفني ملعرفة مدى رضاهم خبدمات‬
‫مركز الضرائب؛ اإلستفادة من مواقع التواصل اإلجتماعي للتعريف باخلدمات املقدمة من طرف مصلحة الضرائب؛ حتسني‬
‫العالقة بني اإلدارة اجلبائية واملكلفني بالضريبة لتقليل الفجوة املوجودة بني الطرفني نتيجة العالقة اجلدلية القائمة بني دفع‬
‫الضريبة والتهرب منها؛ ضرورة نشر الوعي واحلس الضرييب حىت تتجسد لدى اجملتمع مسامهة الضرائب يف التنمية اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية‪.‬‬
‫الكلمات املفاتيح‪ :‬الرقمنة؛ النظام الضريي؛ الرقابة اجلبائية ‪.‬‬
‫تصنيف ‪XX ،XX:JEL‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪This study aims to describe the implications of digitizing the tax system on the performance of tax‬‬
‫‪control; considering that tax digitization is an effective way to increase the volume of additional‬‬
‫‪revenues and extract taxes legally that guarantees transparency and integrity among taxpayers. On this‬‬
‫‪basis, we have relied in this study on a descriptive approach. Finally, through this study some results‬‬
‫‪were got, the most important of are: Thinking about developing an electronic network linking the tax‬‬
‫‪center with various government departments and agencies to facilitate the exchange of information,‬‬
‫‪continuous improvement of tax officers in charge of tax control, modernizing the tax administration in‬‬
‫‪terms of technical means and human resources, and providing it with a wide information network‬‬
‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪63‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫‪among all users of tax control. Open communication with the taxpayers to find out their satisfaction‬‬
‫‪with the tax center services and benefit from social media sites to introduce the services provided by‬‬
‫‪the tax authority and improving the relationship between the tax administration and taxpayers to‬‬
‫‪reduce the gap between the two parties as a result of the controversial relationship existing between‬‬
‫‪tax payment and evasion and the call to spread awareness and tax sense, so that community embodies‬‬
‫‪the idea of the contribution of taxes to economic and social development.‬‬
‫‪Key words: digitization; tax system; tax control.‬‬
‫‪Jel Classification Codes : XX, XX‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعترب رقمنة النظام الضرييب أحد أهم الركائز األساسية يف ا لتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية من أجل مواجهة‬

‫التحوالت الكونية املتسارعة‪.‬وبالتايل فرضت على اإلقتصاد الوطين املغريب حتسني جودة اخلدمات الضريبية؛‬

‫وإستخدام البيانات العامة والشخصية؛ وأيضا دعم تطوير تطبيقات الذكاء اإل صطناعي‪ .‬وبالتايل ف رقمنة النظام‬

‫الضرييب سامهت بشكل أو بأخر يف زيادة الفعالية والكفاءة عن طريق ضبط املصاحل الضريبية للعائدات‬

‫اإلضافية بأقل جهد و يف وقت أقل ممكن ‪ ،‬وعليه فقد سامهت رقمنة الضرائب باملغرب يف إعطاء دفعة قوية‬

‫شكلت خيار إستراتيجي أساسي يسعى لترسيخ الشكل اجلديد من اإلدارة اإللكترونية احلديث ة وجتاوز الطابع‬

‫التقليدي من اإلجراءات الضريبية املعول هبا وجعل الشكل اجلديد من اإلدارة اإللكترونية أكثر مرونة ودقة‪.‬‬

‫فسياسة التحديث والتجديد اليت تنهجها الدولة للتغلب على العديد من املشاكل الضريبية أصبحت متجاوزة يف‬

‫ظل رقمنة اإلدارة الضريبية‪ ،‬واإلخنراط يف التحول الرقمي الذي فرضته العوملة واإلنفتاح على السوق احلرة‪،‬‬

‫وقد زاد من وترية تفعيل رقمنة النظام الضرييب الوضعية الوبائية اليت عرفها املغرب لتحظى الرقمنة بأمهية قصوى‬

‫كحل إجراءي للعمل على السري العادي لإلدارة الضريبية والزيادة من فعاليتها وكفاءهتا ومواكبة الثورة‬

‫الرقمية‪،‬كما أن الرقمنة الضريبيية أتاحت فرصة للكشف عن التهرب الضرييب والتخفيف من حجم العبء‬

‫على املوظفني املكلفني بالضريبة وحرصت على اإللتزام التام بأداء الواجب الضرييب لإلدارة الضريبية‪ ،‬واملسامهة‬

‫يف ترسيخ الشفافية واملساواة بني مجيع املواطنني دون إستتناء ‪.‬وبالتايل فاحلديث عن رقمنة النظام الضرييب‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪64‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫وأتره على أداء الرقابة اجلبائية أصبح موضوع الساعة وضرورة ملحة واحلديث عنه يفرض علينا طرح‬

‫اإلشكالية املركزية ا لتالية‪":‬إىل أي حد ستساهم رقمنة النظام الضرييب يف حتسني أداء الرقابة اجلبائية "؟‬

‫واحلديث عن هاته اإلشكالية املركزية‪ ،‬يقودنا باألساس إىل طرح العديد من التساؤالت الفرعية املهمة اليت‬

‫سنحاول اإلجابة عنها من خالل هذه الدراسة ‪:‬‬

‫كيف هو واقع إستراتيجيات الرقمنة الضريبية باملغرب؟‬ ‫‪‬‬


‫ما أهم التحوالت الرقمية اليت عرفها النظام الضرييب باملغرب وما أترها على الرقابة اجلبائية؟‬ ‫‪‬‬
‫ما هي أفاق إصالح اإلدارة الضريبية؟‬ ‫‪‬‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫من خالل السؤال اإلشكايل‪ ،‬ميكننا صياغة جمموعة من الفرضيات اليت سنحاول حصرها يف النقط التالية ‪:‬‬

‫إستراتيجيات رقمنة النظام الضرييب باملغرب مرتبطة باألساس بالتحوالت الكونية واجملتمعية اليت‬ ‫‪‬‬
‫فرضتها العوملة واإلنفتاح على السوق احلرة‪.‬‬
‫النظام املعلومايت للضرائب عرب األنترنيت أحد أهم التحوالت الرقمية اليت عرفها النظام الضرييب‬ ‫‪‬‬
‫باملغرب؛ ويربز أتره يف تقوية الرأمسال املعلومايت عرب احلصول على املردودية و جودة اخلدمات ‪.‬‬
‫اإلدارة الضريبية حققت قفزة نوعية من خالل إعتمادها على الوسائل الرقمية احلديثة يف زيادة أداء‬ ‫‪‬‬
‫الرقابة اجلبائية وحماربة التهرب الضرييب هبدف ترسيخ الشفافية والوعي الضرييب بني عموم املواطنني ‪.‬‬

‫‪ ‬أمهية الدراسة‪:‬‬
‫تعترب الرقمنة الضريبية وسيلة فعالة يف تطور النظام الضرييب باملغرب وحتسن سري اإلدارة باملغرب وعلى هذا‬
‫األساس فالرقمنة الضريبية أصبحت ضرورة ملحة فرضتها التحوالت الكونية واجملتمعية‪ ،‬كون الرقمنة تساعد‬
‫يف زيادة الرقابة اجلبائية من أجل حماربة كل أشكال الغش والتهرب الضرييب وتسهيل املعامالت بني املكلفني‬
‫بالضريبة ودافعي الضرائب‪.‬‬

‫منهجية الدراسة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪65‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫بعد اإلطالع على جمموعة من البحوث والكتب املتعلقة مبوضوع الدراسة الذي حنن بصدد اإلشتغال عليه‬
‫بعنوان"أتر رقمنة النظام الضرييب املغريب على أداء الرقابة اجلبائية "وملقاربة املوضوع أيضا مقاربة علمية دقيقة‪ ،‬يف‬
‫إطار دراسات إقتصادية‪ ،‬إتبعنا املنهجية التالية‪:‬‬
‫قراءة بيبليوغرافية لدراسات سابقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الوثائق اإلدارية لدى مصاحل الضرائب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قراءة مواضيع إقتصادية ختص رقمنة النظام الضرييب‪ ،‬سواء على املستوى النظري أو التطبيقي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعتماد عينة مرجعية تتشكل من فئتني‪ :‬دافعي الضرائب ومراقيب الضرائب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلعتماد يف الدراسة على املالحظة املباشرة وبعض املقابالت الشفهية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يف األخري معاجلة املوضوع من خالل اإلشكالية املطروحة للدراسة يف فصلني ومقدمة وخامتة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هتدف الدراسة إىل حتقيق ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬البحث عن إستراجتية الرقمنة باملغرب ‪.‬‬


‫‪ -‬ا لتعرف على التحول الضرييب باملغرب ‪.‬‬
‫‪ -‬التوصل إىل أفاق اإلدارة اإللكترونية ‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فقد مت تقسيم هذه الدراسة إىل فصلني أساسيني‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬إستراتيجية الرقمنة املطبقة يف املغرب ‪.‬‬

‫احملور األول ‪ :‬اإلطار املفاهيمي والقانوين لرقمنة الضرائب يف املغرب ‪.‬‬

‫احملور الثاين ‪ :‬حتديات التحول الرقمي يف املغرب ‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬دعم التحول الضرييب الرقمي يف املغرب ‪.‬‬

‫احملور األول‪ :‬العوملة واإلنفتاح على األسواق احلرة ورقمنة اإلقتصاد‪.‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬رقمنة وتسهيل عالقة دافعي الضرائب باخلدمة الضريبية‪.‬‬

‫صعوبات الدراسة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪66‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫كل جمهود تعتريه جمموعة من العراقيل والصعوبات‪ ،‬فدراستنا كباقي الدراسات مل تسلم من ذلك‪ ،‬بغض النظر‬
‫عن متاطل املصاحل اإلدارية وعدم رغبتها يف إعطاء املعلومات الكافية وباإل ضافة إىل الظرفية الوبائية اليت عرفتها‬
‫بلدنا وتوقف بعض اإلدارات عن العمل‪ ،‬وقلة الدراسات والبحوث املتعلقة مبوضوع أتر رقمنة النظام الضرييب‬
‫على أداء الرقابة اجلبائية ‪ .‬بالرغم من كل هذه الصعوبات حاولنا جبهد كبري جتاوزها‪ ،‬بغية تقدمي نظرة مشولية‬
‫عن إستراتيجية الرقمنة الضريبية املطبقة ودراسة أهم التحوالت الضريبية اليت عرفها املغرب ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬إستراتيجيات الرقمنة املطبقة يف املغرب‬

‫‪ -1‬اإلطار املفاهيمي والقانوين لرقمنة الضرائب باملغرب ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلطار املفاهيمي‬


‫الرقمنة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مفهوم الرقمنة‪ :‬هي تطبيق تقنيات التحول الرقمي واإلنتقال باخلدمات اليت تقدمها القطاعات‬ ‫‪‬‬
‫احلكومية إىل منوذج عمل مبتكر يعتمد على التقنيات الرقمية‪.‬‬

‫"الرقمنة " حسب فتحي عبد اهلادي)‪ " :(2010‬الرقمنة هي عملية نقل أو حتويل البيانات إىل شكل‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫رقمي للمعاجلة بواسطة احلاسب اآليل"‪.‬‬
‫حسب املعجم املوسوعي ملصطلحات املكتبات واملعلومات واألرشيف‪ ":‬الرقمنة هي عملية حتويل‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫املواد التناظرية إىل شكل إلكتروين رقمي"‪.‬‬
‫الرقمنة حسب زين عبد اهلادي)‪ ":(1999‬بأهنا عمليات التحويل اليت تتم للوتائق من األشكال‬ ‫‪‬‬
‫‪0‬‬
‫التقليدية املطبوعة إىل الشكل اإللكتروين الرقمي مبا فيها عمليات النشر اإللكتروين"‪.‬‬
‫الرقابة اجلبائية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هي الوسيلة الضرورية لضمان املساواة بني األفراد يف دفع الضريبة‪ ،‬وتشكل شرطا من الشروط األساسية‬
‫والفعال لتحقيق منافسة شريفة وعادلة بني املؤسسات ‪.‬‬
‫ويف تعريف أخر ‪ :‬الرقابة اجلبائية هي جمموعة اإلجراءات اليت تقوم هبا األجهزة املكلفة بالضريبة‪ ،‬يف‬ ‫‪‬‬
‫اطار قوانني حمددة هتدف إىل التقليل من التهرب الضرييب وكل التجاوزات اجلبائية املهددة إلستقرار وتنمية‬
‫اإلقتصاد الوطين‪.‬‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪67‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫أما حسب اإلقتصادي ‪ : Claude Laurent‬متتل الوسيلة اليت متكن من التحقق بأن املكلفني‬ ‫‪‬‬
‫‪4‬‬
‫ملتزمني يف أداء واجباهتم اجلبائية وتصحيح األخطاء املالحظة ‪''.‬‬
‫‪ -2‬اإلطار القانوين لرقمنة باملغرب‪:‬‬

‫أضحت القواعد القانونية التقليدية عاجزة عن جماراة وإحتواء التطورات السريعة اليت أحدثها شبكة األنترنيت‬
‫يف إطار التجارة اإل لكترونية‪ ،‬لذا أصبح من الضروري إجياد نظام قانوين يتالءم مع طبيعة اإلنترنيت‪ ،‬واملعامالت‬
‫والعقود اليت تتم من خالهلا على املستوى الوطين‪ ،‬كما أهنا حباجة إىل قواعد حتقق هلا نوعا من التنسيق والتالؤم‬
‫فيما بينها وبني املؤسسات اليت تأمن التعامالت اإللكتروين‪ .‬ويف إطار هذا الوضع كان لزاما على املشرع املغريب‬
‫وضع قوانني تنظم رقمنة الضريبة من أبرزها ‪:‬‬

‫الفصل السابع والعشرون من دستور‪" :2011‬للمواطنات واملواطنني حق احلصول على املعلومات‬ ‫‪‬‬
‫‪0‬‬
‫املوجودة يف حوزة اإلدارات العمومية‪ ،‬واملؤسسات املنتخبة واهليئات املكلفة مبهام املرفق العام"‪.‬‬
‫قانون رقم ‪" :50.25‬املتعلق بالتبادل اإللكتروين للمعطيات القانونية" (املادة ‪ )40‬تتكون من‬ ‫‪‬‬
‫قسمني‪ :‬القسم األول بعنوان صحة احملررات املعدة بشكل إلكتروين أو املوجهة بطريقة إلكترونية‪ ،‬والقسم‬
‫‪6‬‬
‫الثاين مساه النظام القانوين املطبق على التوقيع اإللكتروين املؤمن والتشفري واملصادقة اإللكترونية‪.‬‬
‫القانون ‪ ":61.16‬إحداث وكالة التنمية الرقمية" (املادة ‪ "( 12‬حتتوي على مهام الوكالة والغرض‬ ‫‪‬‬
‫من إنشائها وكذا أجهزة اإلدارة والتسيري والتنظيم املايل للوكالة الرقمية‪ .‬ومبوجب هذا القانون فإن الوكالة‬
‫مسؤولة عن وضع مناهج متكاملة يف جمال التنمية الرقمية ب املغرب‪ ،‬وتنفيذ إستراتيجيات الدولة يف هذا اجملال‬
‫وتعزيز نشر األدوات الرقمية وإستخدامها من قبل املواطنني‪ ،‬وتتمثل مهمة الوكالة أيضا يف تنفيذ إستراتيجيات‬
‫الدولة املغربية يف اإلقتصاد الرقمي وكذلك مساعدة اإلدارات العامة واخلاصة يف جمال اإلقتصاد الرقمي فهي‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬‬ ‫مسؤولة عن أي دراسة وإقتراح تشريعي وتنظيمي من احملتمل أن يطور ويعزز اإلقتصاد الرقمي"‬
‫القانون ‪ : 02.20‬حسب املادة ‪ 1‬من نفس القانون "املعطيات واإلحصائيات املعرب عنها يف شكل‬ ‫‪‬‬
‫أرقام أو أحرف أو رسوم أو صور أو تسجيل مسعي بصري أو أي شكل آخر‪ ،‬واملضمنة يف وثائق ومستندات‬
‫وتقارير ودراسات ودوريات ومناشري ومذكرات وقواعد البيانات وغريها من الوثائق ذات الطابع العام‪ ،‬اليت‬
‫تنتجها أو تتوصل هبا اهليئات املعنية يف إطار مهام املرفق العام‪ ،‬كيفما كانت الدعامة املوجودة فيها‪ ،‬ورقية أو‬
‫إلكترونية أوغريها" ‪8‬؛ كما جاء يف املادة ‪ 25‬من نفس القانون رقم ‪ 02.20‬على أن "اهليآت املعنية يف حدود‬
‫إختصاصاهت ا أن تقوم يف حدود اإلمكان بنشر احلد األقصى من املعلومات اليت حبوزهتا واليت ال تندرج ضمن‬
‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬
‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪68‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫اإلستثناءات يف هذا القانون بواسطة مجيع وسائل النشر املتاحة خاصة اإللكترونية منها مبا فيها البوابات الوطنية‬
‫‪9‬‬
‫للهيئات العمومية "‪.‬‬
‫القانون رقم ‪" :20.20‬املتمم جملموعة القانون اجلنائي يف مايتعلق باجلرائم املتعلقة بنظم املعاجلة األلية‬ ‫‪‬‬
‫للمعطيات‪ ،‬اجلرائم املتعلقة بأنظمة معاجلة البيانات اآللية قد شكلت هذه القوانني وغريها‪ ،‬الركيزة األساسية‬
‫واملنطلق الذي سيمكن الدولة من معاقبة وزجر اجلرائم اإللكترونية‪ .‬وتشمل جمموع القانون اجلنائي من ‪- 50‬‬
‫‪ 657‬اىل ‪ 657- 22‬املس بنظم املعاجلة اآللية للمعطيات‪ ،‬فقد نص الفصل ‪ 657- 0‬على أنه " يعاقب‬
‫باحلبس من شهر إىل ثالثة أشهر وبالغرامة من ‪ 155‬إىل ‪ 25555‬درهم أو بإحدى هاتني العقوبتني فقط كل‬
‫من دخل إىل نظام املعاجلة األلية للمعطيات عن طريق اإلحتيال وتضاعف تلك العقوبة يف حال حذف أو تغيري‬
‫‪25‬‬
‫للمعطيات أو إ ضطراب يف سريته"‪.‬‬
‫املادة ‪" :4‬فإهنا شددت من العقوبة إذا تعلق األمر باملعطيات اليت ختص األمن الداخلي أو اخلارجي‬ ‫‪‬‬
‫‪22‬‬
‫للدولة أو تعلق كذلك مبعطيات سرية هتم اإلقتصاد الوطين"‪.‬‬
‫قرار وزير املالية واخلصخصة رقم ‪ 56- 1610‬بشأن شروط تطبيق التصريح عن بعد ودفع ضريبة‬ ‫‪‬‬
‫القيمة املضافة ( املرسوم املنشور يف اجلريدة الرمسية يف ‪ 7‬ديسمرب ‪.)1556‬‬
‫املادة ‪ 255‬من قانون الضرائب العام ‪" :1212‬ميكن لدافعي الضرائب اخلاضعني للضريبة اإلخنراط‬ ‫‪‬‬
‫عند اإلدارة الضريبية بالوسائل اإللكترونية والتصرحيات املشار إليها يف هذا القانون وفقًا للشروط اليت حيددها‬
‫‪21‬‬
‫الوزير املسؤول عن املالية"‪.‬‬
‫‪ -3‬عالقة الرقمنة بالرقابة اجلبائية ‪:‬‬
‫يف مواجهة التحول الرقمي الذي أتر على مجيع اجلهات املكونة لإلقتصاد (اإلدارة العامة‪ ،‬الشركة‪ ،‬املواطنون )‬
‫إختذ جانب األداء أبعادًا جديدة متثل عصرًا جديدا وهو عصر الرقمنة مما دفع املؤسسات إلكتساب املرونة‬
‫بإستخدام األدوات الرقمية اليت توفر فرصًا حقيقية للبقاء وأن تكون قادرة على املنافسة وحتسني أدائها وتدبري‬
‫الوقت‪.‬‬

‫وتعترب الرقمنة أيضًا حالً موثوقًا للتقليل من نفقات الدولة وحتسني السري العام لل مؤسسات العمومية بشكل‬
‫أسرع وتعزيز عملها‪ .‬كما تعد أيضا إدارة الضرائب النموذج املثايل لإلدارات اليت إستفادت من هذه‬
‫التكنولوجيا اجلديدة حبيث إستخدمت من خالهلا تقنيات البيانات الضخمة وعممت نظام التصريح والدفع‬
‫اإللكتروين‪ .‬وعلى هذا األساس فقد إستفادت الرقابة اجلبائية من دينامية اإلصالحات من خالل إعتماد أسلوب‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪69‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫جديد للتدخل وأدوات جديدة للتنقيب على البيانات‪ ،‬وهو ما يوسع إمكانية التحقيق من قبل املدققني‪ .‬وبالتايل‬
‫ال تقتصر الرقمنة على تنفيذ التقنيات الرقمية اجلديدة فحسب بل تشمل أيضًا إنشاء ثقافة رقمية داخل إدارة‬
‫الضرائب ميكن أن تؤدي إىل تغيري جذري يف ممارسات الرقابة اجلبائية‪.‬‬

‫‪-4‬دور الرقابة اجلبائية يف نظام اإلدارة الضريبية ‪:‬‬


‫هتدف الرقابة اجلبائية إىل حتسني سلوك دافعي الضرائب للتشريعات الضريبية يف نظام اإلسهام الذايت واإلمتثال‬
‫ملصلحة الضرائب يف حتسني اإلحترام العام للقوانني الضريبية وغرس ثقة اجلمهور بأن النظام الضرييب وإدارته‬
‫عادل كما تعد إنتهاكات قوانني الضرائب حتمية ألسباب عديدة لعل أبرزها‪ :‬جهل دافعي الضرائب‪،‬‬
‫واإلمهال ‪ ،‬والتهور‪ ،‬والتهرب الضرييب املتعمد‪ ،‬عدم نضج نظام اإلدارة الضريبية‪.‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬حتديات التحول الرقمي يف املغرب ‪.‬‬

‫‪-1‬سياق التحول الرقمي يف املغرب ‪:‬‬

‫لقد إخنرط املغرب بشكل جلي يف عصر التورة الرقمية اجلديدة وذلك من خالل اإلستراتيجية الوطنية اليت‬
‫هدفت إىل إدخال اإلقتصاد املغريب بأكمله يف جمتمع املعلومات من خالل اجلهود اجل بارة لإلنضمام إىل بقية‬
‫العامل لتقليص الفجوة الرقمية واليت مرت مبراحل عدة أمهها ‪:‬‬

‫املرحلة األوىل (قبل عام ‪ :)2990‬إنشاء اهليئات واملنظمات املسؤولة عن تكنولوجيا املعلومات‬ ‫‪‬‬
‫واإلتصاالت‪:‬‬
‫بعد اإلستقالل ركز املغرب جهوده على تطوير قطاع تكنولوجيا املعلومات واإلتصال‪ ،‬واهلدف من ذلك هو‬
‫الدخول يف التطوير التكنولوجي عرب إنشاء وزارة جديدة مسؤولة عن الربيد واملواصالت السلكية والالسلكية‬
‫يف يف عام ‪ 2906‬و‪ 2984‬مت إنشاء املكتب الوطين للربيد واالتصاالت‪.‬‬

‫املرحلة الثانية (‪ : )2990- 2990‬إبرام عقد الربنامج بني الدولة واملكتب الوطين للربيد‬ ‫‪‬‬
‫واإلتصاالت ‪:‬‬

‫ال يتوقف تطور تكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت عند هذا املستوى‪ ،‬فاإلصالحات اجلذرية تشكل منعطفا‬
‫مهمًا يف السياسات العامة اليت نفذها املغرب أثناء وبعد ‪ 2990‬فقد مت من خالهلا عقد برنامج مربم بني الدولة‬
‫واملكتب الوطين للربيد واالتصاالت ميتد بني ‪ 2990‬و‪ 2997‬هبدف توسيع وحتديث شبكات اإلتصاالت‪.‬‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪70‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫املرحلة الرابعة (‪ :)1224- 2022‬تنفيذ الربنامج الوطين لإلدارة اإللكترونية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تشكيل جلنة اإلدارة اإللكترونية يف فرباير ‪ 1550‬هبدف املسامهة يف تنفيذ الربنامج الوطين اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬
‫مت البدء يف العديد من املشاريع واليت أدى بعضها إىل إجنازات ملموسة ووضع اخلدمات األوىل على اإلنترنت‬
‫مثل‪" :‬اجلمارك اإللكترونية" "دامانكوم للصندوق الوطين للضمان اإلجتماعي" كما عملت احلكومة على إعداد‬
‫مشروع القانون رقم ‪ 52- 00‬الذي يعدل ويكمل القانون ‪ 96- 14‬الذي أتاح إعادة إطالق حترير قطاع‬
‫اإلتصاالت وتشجيع اإلستثمارات اجلديدة‪ .‬ومع ذلك مل حترز العديد من املشاريع األخرى سوى تقدم ضئيل‪.‬‬
‫املرحلة اخلامسة (‪ :)1222- 1225‬اإلستراتيجية اإللكترونية الوطنية ‪: "e-Maroc 20102‬‬ ‫‪‬‬
‫أعد املغرب وألول مرة إستراتيجية لتكنولوجيا املعلومات واإلتصال باملعىن احلقيقي للمصطلح على أساس عدة‬
‫مشاريع لدعم تطوير تكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت‪ .‬والتأكيد على حترير قطاع اإلتصاالت‪ ،‬فقد عملت‬
‫اإلستراتيجية الوطنية "‪ "e-Maroc 2010‬منذ إطالقها يف يناير ‪ 1550‬على إعادة بذل كل اجلهود من‬
‫أجل تطوير جمتمع املعلومات وإقتصاد املعرفة يف أفق ‪.2010‬‬

‫املرحلة السادسة (‪ - )1220- 1222‬خطة ‪ "Maroc Numeric 2013":‬دينامية رقمية‬ ‫‪‬‬


‫جديدة‪:‬‬

‫بدأ اجملتمع املغريب تدرجيياً يتحول إىل جمتمع املعلومات بفضل تكنولوجيا املعلومات ووفقاً إلحتياجات‬
‫وتوقعات املواطنني واجملتمعات والشركات فهذه مرحلة متيزت بتحول املغرب الكبري يف جمال تكنولوجيا‬
‫املعلومات واإلتصاالت‪ .‬كما هدفت إستراتيجية " املغرب الرقمي ‪ "1520‬إىل وضع املغرب بني البلدان الناشئة‬
‫يف هذا اجملال‪ .‬وتبلغ قيمتها ‪ 0.1‬مليار درهم‪ ،‬متحورت حول األنترنت عايل السرعة و احلكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫فقد حدد قطاع تكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت احمللية للشركات الصغرية واملتوسطة أربع حماور رئيسية‬
‫أمهها‪ :‬نشر اإلجراءات التنظيمية‪ ،‬إعتماد جدول التحرير الذي يعطي الرؤية الالزمة للفاعلني احلاليني أو‬
‫احملتملني يف السوق‪ ،‬وضع خطة عمل وطنية لتطوير اإلنترنيت عايل السرعة‪ ،‬مراجعة اإلطار التشريعي‬
‫والتنظيمي‪.‬‬

‫‪-2‬حتديات التحول الرقمي يف املغرب ‪:‬‬


‫يف إطار سياق التحول الرقمي يف املغرب يتضح جليا أن هذا التحول الرقمي يواجه عدة عقبات رئيسية تعيق‬
‫مسار تطوره ولعل أهم التحديات اليت تواجهه هي كاآليت ‪:‬‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪71‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫أوال ‪ :‬التحديات البشرية‬


‫من املهم فهم "رأس املال البشري" كجزء من رأس املال الفكري يف الكيان اإلقتصادي‪ ،‬وتطرح أمهية تنمية‬
‫الرأمسال البشري وإدخال تقنيات رقمية خمتلفة متطلبات جديدة للفرد كمشارك يف هذه العملية ‪ .‬فحسب العامل‬
‫الروسي" ‪ S. P. Kapitsa‬التغيري احلايل هو حتول دميوغرايف عاملي حيث يكون اإلنسان هو الفاعل الرئيسي‬
‫يف تطوير مجيع العمليات اإلجتماعية واإلقتصادية يف العامل "‪ .13‬فقد أدى إنشاء أجهزة الكمبيوتر وإنتشار‬
‫تقنيات املعلومات إىل تفاقم أزمة الفرد وشخصيته وإمكانياته‪ ،‬حبيت طرحت األداة الرقمية حتديات جديدة‬
‫للبشرية متتلت يف نقل العديد من اجملاالت إىل جمال اإلحتراف واملهارة اليت ختص العنصر البشري يف عصر‬
‫التكنولوجيا العالية‪ .‬وبالتايل فنقص املوارد البشرية املؤهلة وبعض اإلحجام عن التغيري وقلة امللفات الشخصية‬
‫املتخصصة يف املهن الرقمية يف السوق الرقمي ونقص املهارات التقنية الرقمية يقف عقبة أمام تنفيد‬
‫إستراتيجيات الرقمنة يف املغرب‪ ،‬ومن هنا تأيت أمهية اإلستثمار يف رأس املال البشري ليحل حمل رأس املال‬
‫املادي يف التسريع التكنولوجي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التحديات اإلجتماعية‬
‫ميكن إدراج النسيج اإلجتماعي ككل يف منطق "األمة الرقمية" كضرورة لضمان التماسك اإلجتماعي‬
‫واإلقتصادي‪" .‬ويعد الوصول إىل اإلنترنت وتقليص الفجوة الرقمية أداة أساسية للتنمية اإلقتصادية وتشكل‬
‫حجر الزاوية يف أي إستراتيجية هتدف إىل أن تصبح من خالهل ا "أمة رقمية"‪ .‬غالبًا ما تدفع املناطق النائية مثن‬
‫التوصيلية الفرعية‪ :‬عدم رقمنة اخلدمات‪ ،‬وضعف الوصول إىل املعلومات واملعرفة‪ ،‬اهلجرة الريفية‪ ،‬ضعف فرص‬
‫العمل للشباب " ‪.14‬‬

‫الفجوة الرقمية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫متت صياغة مصطلح "الفجوة الرقمية" يف النصف الثاين من التسعينيات‪ .‬وهي بالطبع جمموعة اإلختالفات يف‬
‫املمارسات اليت تشكل عدم املساواة اإلجتماعية‪ ،‬كما أشار إليها تقرير منظمة التعاون اإلقتصادي والتنمية‬
‫(‪ )1552‬الذي حيدد الفجوة الرقمية من خالل‪" :‬الفوارق اليت ميكن أن توجد بني املواطنني واألسر‬
‫والشركات واملناطق اجلغرافية فيما يتعلق بالوصول إىل تكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت وإستخدام اإلنترنت‪،‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ .‬ويبني الرسم املبياين‬ ‫ويشمل أيضا قضايا تطوير املهارات الالزمة إلستخدام هذه التقنيات عند توفرها"‬
‫التايل الفجوة الرقمية يف املغرب ‪ ،‬من خالل إستخدام تقنيات املعلومات واإلتصاالت يف املناطق احلضرية‬
‫والريفية‪.‬‬
‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬
‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪72‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫املبيان رقم‪ : 1‬تطور إستخدام تكنولوجيا املعلومات واإل تصاالت يف املغرب ملوسم ‪2018‬‬

‫‪56,80%‬‬
‫الولوج إلى األنترنيت‬ ‫‪82,40%‬‬
‫‪74,20%‬‬
‫‪35,90%‬‬
‫الحاسوب‬ ‫‪72,30%‬‬
‫‪60,60%‬‬
‫‪78,10%‬‬
‫الهاتف الذكي‬ ‫‪91,10%‬‬
‫‪86,30%‬‬
‫‪99,80%‬‬
‫الهاتف المحمول‬ ‫]‪[VALEUR‬‬
‫‪99,85%‬‬
‫‪1,90%‬‬
‫الهاتف الثابت‬ ‫‪31,30%‬‬
‫‪21,80%‬‬

‫‪0,00%‬‬ ‫‪20,00%‬‬ ‫‪40,00%‬‬ ‫‪60,00%‬‬ ‫‪80,00%‬‬ ‫‪100,00%‬‬ ‫‪120,00%‬‬

‫المجال القروي‬ ‫المجال الحضري‬ ‫مجموع السكان‬

‫املصدر‪ :‬جمهود شخصي ‪ +‬دراسة الوكالة الوطنية لتقنني املواصالت ومجع مؤشرات تكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت على املستوى‬
‫الوطين‪.2018،‬‬

‫يتضح من خالل املبيان أعاله أن اجملتمع املغريب ال يعاين بشكل خاص من حيث املعدات وإستخدام اهلواتف‬
‫احملمولة‪ ،‬لكن املشكلة هي أن نسبة أصغر هم من ميلكون هوات تف ذكية(‪ 90.0 ٪‬من األفراد ميتلكون هاتفًا‬
‫خلو يًا ‪ ،‬ولكن ‪ 70.7 ٪‬منهم فقط لديهم هاتف ذكي) وبالتايل يتمتع األفراد بنفاذ حمدود إىل اإلنترنت وهو‬
‫أمر ضروري لتنفيذ إستراتيجية الرقمنة يف املغرب‪.‬‬

‫األمية الرقمية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يتعدى مفهوم األ مية الرقمية التعريف املبسط الذي يقتصر على الكتابة والقراءة‪ ،‬ليشمل عدم معرفة كيفية إستخدام‬
‫التقنيات اجلديدة ‪ ،‬ومن مث فإن األمية الرقمية تشمل عدم القدرة على القراءة والكتابة واحلساب وفهم اجلمل القصرية‬
‫وإستخدام الكمبيوتر‪ " .‬تنتشر األمية الرقمية يف معظم احلواضر والقرى املغربية حيت يتأثر واحد من كل إثنني من‬
‫املغاربة بالفجوة الرقمية ألسباب تتعلق على وجه اخلصوص بتكلفة الوصول لألنترنيت واملعرفة والثقافة واملهارات‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪73‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫هذه األمية الرقمية ال تؤثر فقط على األميني كما هتم صناع القرار واملسؤولني والسياسيني ورجال األعمال‬
‫واملدرسني والطالب "‪ .16‬كما يوضح املبيان أسفله األمية باملغرب ‪:‬‬

‫املبيان رقم‪ : 2‬نسبة األمية حسب العمر و النوع لسنة ‪2016‬‬

‫‪57,90%‬‬

‫‪48,70%‬‬
‫‪44%‬‬
‫‪37,50%‬‬

‫‪28,20%‬‬
‫‪25,40%‬‬

‫‪14%‬‬
‫‪10,70%‬‬
‫‪7,20%‬‬

‫‪ 15‬سنة وما فوق‬ ‫ما بين ‪24- 15‬‬ ‫‪ 25‬سنة وما فوق‬

‫المجموع‬ ‫إنات‬ ‫ذكور‬

‫املصدر‪ :‬جمهود شخصي ‪ +‬تقريراملندوبية السامية للتخطيط للمؤشر اإلجتماعي ‪. 2016‬‬

‫يتبني من خالل املبيان أعاله أن أكثر من تلث السكان البالغني ‪ 10‬عاما فأكتر مل يلحتقوا باملدرسة بنسبة‬
‫‪ ، 44%‬كما تبلغ نسبة األمية بني السكان الذين تتراوح أعمارهم بني ‪ 20‬و ‪ 14‬سنة ‪25.7 ٪‬باإلمجال هذه‬
‫النسبة أعلى بني السكان الذين تبلغ أعمارهم ‪ 20‬عا مًا فأكثر ‪ 07.0 ٪‬لإلمجايل ‪.‬‬

‫ثالتا‪ :‬التحديات التنظيمية‬


‫أوضحت العديد من الدراسات التأثري اإلجيايب إلستخدام التقنيات الرقمية اجلديدة على النمو اإلقتصادي‬
‫وتشري إىل التحديات اليت جيب مواجهتها لتحقيق النجاح يف التحول الرقمي‪ ،‬فقد شهد التحول الرقمي يف‬
‫املغرب أوجه قصور خاصة يف إدارة الربامج الرقمية؛ وعدم وجود رؤية متكاملة للتحول الرقمي‪ ،‬مما يوفر‬
‫إستجابة جزئية ومنعزلة إلحتياجات املواطنني والشركات مل يسمح باإلدارة الفعالة لتنفيذ الربامج الرقمية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التحديات التكنولوجية‬


‫من خالل عامل جديد متعدد األبعاد (عامل اإلنترنت) الذي أصبح معقدًا قدر اإلمكان‪ ،‬نكتشف بإستمرار‬
‫هتديدات تتعلق بالبنية التحتية أو الشخصية‪ .‬أصبح تأمني املعلومات اليت تنقلها أنظمة املعلومات والتحكم فيها‬
‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬
‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪74‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫قضية ملحة بشكل متزايد‪.‬حبيت يننظر إىل" األمن السيرباين" بشكل متزايد على أنه قضية وطنية تؤثر على مجيع‬
‫مستويات اجملتمع‪ .‬وبالنظر إىل التحديات واملخاطر املرتبطة بآفاق فتح وتطوير مشاريع الرقمنة فإن املغرب‬
‫يواجه اآلن واجب إمتالك آليات للدفاع السيرباين لتعزيز أنظمة األمن معلومات لإلدارات واهليئات العامة‬
‫والبىن التحتية من أجل مواجهة أي هتديد أو هجوم‪ ،‬رقمي تقليدي أو غري تقليدي‪ ،‬يف أي وقت ويف أي منطقة‬
‫‪ " ،‬جيب أال خنفي األزمة العميقة اليت يواجهها قطاع األمن السيرباين يف املغرب‪.‬وف قًا لتقرير ‪ ، Kaspersky‬مت‬
‫تسجيل أكثر من ‪ 20.4‬مليون هجوم إلكتروين بني أبريل ويونيو ‪ 1515‬بالتفصيل‪ ،‬مت إكتشاف أكثر من‬
‫‪ 0،611،644‬حادثة تتعلق بالربامج الضارة اليت مت تنزيلها من اإلنترنت بني أبريل ويونيو ‪ .1515‬وإمجاالً ‪،‬‬
‫‪ 17.6 ٪‬من املستخدمني وبذلك حيتل املغرب املرتبة ‪ 32‬يف العامل بني الدول املتأثرة بتهديدات الكمبيوتر‬
‫‪17‬‬
‫املرتبطة بتصفح الويب‪".‬‬

‫‪ -3‬إستراتيجيات الرقمنة يف املغرب ‪:‬‬


‫أوال‪ :‬خطة املغرب الرقمي ‪:2020‬‬
‫إعتمد املغرب خطة جديدة للتنمية الرقمية لعام ‪ . 1515‬ومن بني العناصر الرئيسية هلذه الرؤية اجلديدة‪ :‬رقمنة‬
‫املهنيني‪ ،‬كما هتدف إستراتيجية‬ ‫تكوين‬ ‫اخلدمات اإلدارية وتعميم "الواي فاي" للجميع يف األماكن العامة و‬
‫"املغرب الرقمي ‪ "1515‬إىل‪ :‬تسريع التحول الرقمي للمغرب؛ تقوية مكانة املغرب كقطب رقمي جهوي‬
‫إزاحة العوائق البنيوية وباخلصوص املتعلقة باحلكامة واملؤهالت البشرية‪.‬‬

‫تانيا ‪ :‬إستراجتية التطور الرقمي يف املغرب حبلول ‪: 18 1225- 1212‬‬


‫يدرك املغرب أن الرقمنة عامل مهم يف مواجهة التحديات اإلجتماعية واإلقتصادية‪ ،‬وال سيما يف ثالثة جوانب‪:‬‬

‫حتسني جودة التفاعل بني املواطنني واإلدارات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وفقًا للمذكرة‪ ،‬يقضي املغاربة ما معدله ‪ 05‬ساعة سنويًا يف التفاعل مع اإلدارات العامة املختلفة (فأكثر من‪٪‬‬
‫‪ 80‬من املواطنني بعدم الرضا عن هذه التفاعالت)‪ .‬تقضي الشركات‪ ،‬من جانبها‪ ،‬ما معدله ‪ 155‬ساعة كل‬
‫عام يف اإلتصال باخلدمات العامة‪ ،‬وختفي هذه املعدالت أوقات إتصال أطول بكثري حسب احلالة مما يولد عدم‬
‫الرضا وعلى الرغم من اخلدمات اإللكترونية اليت مت إطالقها‪ ،‬إال أن معدل عدم الرضا ال يزال مرتفعًا (‪91٪‬و‬
‫‪ 87 ٪‬من املواطنني والشركات يقولون إهنم غري راضني متامًا عن اخلدمات اإللكترونية املطبقة) بسبب عدم‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪75‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫إنتهاء رقمنة املساطر بشكل كامل‪ .‬وهذا سببه أن املغرب يواصل بكل جهد تسريع التحول الرقمي واإلستفادة‬
‫من الفوائد املتوقعة للرقمنة وحتسني اإلجراءا ت اإلدارية من خالل وضع املواطن يف قلب هذا التحول الرقمي‪.‬‬

‫حتسني إنتاجية وتنافسية اإلقتصاد املغريب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ضرورة حتسني اإلنتاجية والقدرة التنافسية لإلقتصاد املغريب‪ ،‬الذي يواجه مكاسب إنتاجية منخفضة هيكليًا ‪.‬‬
‫ووفق املذكرة التوجيهية‪ ،‬فإن النمو الذي حدث يف األعوام (‪( 1555 - 1520‬يرجع بشكل رئيسي إىل‬
‫تراكم الرأمسال الثابت فأصبح من الضروري السعي لتحقيق مكاسب إنتاجية للحفاظ على تسريع منو اإلقتصاد‬
‫‪.‬‬

‫احلد من التفاوتات اإل جتماعية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فتحت الرقمنة آفاقًا جديدة من خالل السماح للشرحية السكانية األقل ح ظًا بالوصول إىل املعلومات واملزايا‬
‫اإلجتماعية وخدمات الرعاية الصحية‪ ،‬فضالً عن التعليم‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ :‬التطبيب عن بعد إلعادة رسم‬
‫اخلريطة الصحية وتشغيل إعادة التوازن اإلقليمي لصاحل املناطق ذات الكثافة الطبية املنخفضة أو الفصول الرقمية‬
‫يف املدارس املغربية الواقعة يف املناطق النائية‪.‬‬

‫تتمحور التوجهات العامة حول ثالثة حماور إ ستراتيجية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫"اإلدارة الرقمية"‪ :‬جيمع خمتلف املبادرات اهلادفة إىل ضمان التحول الرقمي لإلدارة املغربية‬

‫" النظام اإليكولوجي الرقمي واالبتكار"‪ :‬يهدف إىل ضمان التنمية املتسارعة لالقتصاد الرقمي‬
‫يف املغرب‬

‫"اإلدماج االجتماعي والتنمية البشرية" ‪ ،‬ويهدف إىل حتسني نوعية حياة املواطنني عرب التكنولوجيا‬
‫الرقمية‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬دعم التحول الضرييب الرقمي يف املغرب‬


‫احملور األول‪ :‬العوملة وإنفتاح األسواق ورقمنة االقتصاد‬

‫‪ -1‬تطور البيئة الرقمية يف املغرب وإنفتاحها على األسواق العاملية ‪:‬‬


‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬
‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪76‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫يعترب اإلقتصاد الرقمي مبتابة الشبكة العاملية لألنشطة اإلقتصادية واإلجتماعية اليت يتم تنشيطها بواسطة منصات‬
‫مثل اإلنترنت واهلاتف احملمول وشبكات اإلستشعار عن بعد‪ ،‬مبا يف ذلك التجارة اإللكترونية‪ .‬فالسياق العاملي‬
‫فرض عوملة اإلقتصاد اليت أدت إىل التخلي عن القوا عد الكالسيكية للتنظيم والتجارة جعلت العامل الصناعي‬
‫القدمي ينخرط يف هذا التطور الرقمي املتسارع اجلديد والتكيف معه‪ .‬فاملغرب ليس مبنأى عن هذا التغيري فهو‬
‫جزء من هذه الدينامية‪ " .‬فالتجارة اإللكترونية" هي أحد احملركات الرئيسية لإلقتصاد الرقمي‪ ،‬مدفوعة باملنصات‬
‫ا لرقمية املخصصة لذلك للتعامل مع السلع واخلدمات فقد شهد هذا القطاع تقدمًا كبريًا يف السنوات األخرية‬
‫يف املغرب‪ ،‬مدعومًا بتطور إستخدام تكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت‪ ،‬وزيادة عدد مستخدمي األنترنيت‬
‫ومستهلكيه من العوامل األخرى اليت سامهت يف منو القطاع عن طريق إ عتماد الدفع بالبطاقات‪ .‬ويف الواقع‪،‬‬
‫"منذ اإلنشاء القانوين ملركز النقديات يف عام ‪ ، 1552‬كان هناك إنتشار حللول الدفع اإللكتروين‪ .‬يف مذكرهتا‬
‫بشأن نشاط الدفع اإللكتروين يف النصف األول من العام ‪ .‬يشري مركز النقديات إىل أن نشاط الدفع عرب‬
‫اإلنترنت ظل يف إجتاه تصاعدي بزيادة قدرها ‪ .10.6٪‬كما "شهدت الزيادة يف عدد املدفوعات عرب‬
‫اإلنترنت تباطؤًا ملحوظًا يف عام ‪ 25.9٪( 1529‬خالل ‪ 9‬أشهر مقابل ‪ 05.2 ٪‬يف العام السابق) لكن‬
‫هذا العام تسارعت النسبة ب‪ .42.4٪‬وبإعتراف اجلميع فإن املبالغ املدفوعة على اإلنترنت تتقدم بسرعة أقل‬
‫‪19‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )18.2٪‬لكنها تصل إىل ‪ 4.2‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 0.1‬مليار العام املاضي خالل نفس الفترة "‬

‫‪ -2‬اإلنفتاح على األسواق العاملية واإلقتصاد الرقمي ‪:‬‬


‫العوملة ليست فقط جمرد ظاهرة إمتداد جغرايف لألنشطة اإلقتصادية ولكنها أيضًا تغري يف جودة األنشطة اإلقتصادية‬
‫والسرعة الثورية للتقدم التقين يف قطاع اخلدمات واإلتصاالت احلديثة ووسائل النقل السريع‪.... ،‬إخل‪ .‬هذه التغيريات‬
‫سامهت يف ظهور ما يسمى مبجتمع املعلومات‪ ،‬وهي أسباب وخصائص العوملة اإلقتصادية‪ .‬يف اإلنتقال من اإلقتصاد‬
‫الدويل الكالسيكي القائم على تبادل املنتجات واخلدمات بني األسواق اإلقليمية حنو إقتصاد عاملي حقيقي أي‬
‫إقتصاد دويل قائم ليس فقط على تقسيم دويل للعمل الذي يتم التعبري عنه من خالل تبادل املنتجات‪ ،‬ولكن أيضًا‬
‫على تدويل عوامل إنتاج السلع وتقدمي اخلدمات‪.‬‬

‫‪-3‬الرقابة اجلبائية يف ظل التحول الرقمي ‪:‬‬


‫تساهم رقمنة اإلقتصاد الضرييب يف إحداث تغيريات يف حياة الناس والدولة ككل حيث أصبح إدخال تقنيات‬
‫املعلومات أحد العوامل اليت تضمن إ ختاذ القرارات اإلدارية السريعة‪ .‬األمر الذي تطلب بدوره اإلستقبال‬
‫الفوري للمعلومات وحتليلها من مجيع املصادر املمكنة‪ .‬كما أدى تطور تدفق املستندات بنشاط يف اجملال‬
‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬
‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪77‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫اإلفتراضي‪ ،‬باملسامهة يف امل زيد من التحول لكل من منوذج من األعمال والعمليات التجارية للمؤسسات ‪،‬‬
‫و أصبح تطوير الرقابة اجلبائية أمر ضروري‪ .‬وهوما يفسر حتسن إدارة الضرائب بشكل كبري يف العديد من‬
‫ال بلدان النامية واملتقدمة يف السنوات األخرية من خالل حتسني آليات مجع املعلومات وزيادة قوة معاجلة البيانات‬
‫مما يسمح للسلطات بتحسني األساليب احلالية جلمع املعلومات الضريبية وحماربة الغش والتهرب الضرييب ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مجع املعلومات الضريبية‬


‫املعلومات الضريبية هي املادة اخلام للرقابة اجلبائية‪ ،‬تعتمد فعالية أي مراقبة ضريبية وحتصيلها بشكل كبري على‬
‫ضمان جمموعة بيانات موثوقة وحملة عامة عن دافع الضرائب ‪.‬فقد أحدث العصر الرقمي ثورة يف عملية اجلمع‬
‫املعلومات بإستخدام الوسائل الرقمية ;حيث سهل تطوير اخلدمات الرقمية تبادل املعلومات بني السلطات‬
‫الضريبية ‪.‬ثانيا ‪ :‬حماربة الغش والتهرب الضرييب‬
‫يشري التهرب الضرييب إىل إستخدام وسائل غري مشروعة من قبل دافع الضرائب لتقليل املبالغ املستحقة من‬
‫الضرائب أو اهلروب منها متامًا‪ .‬يف بادئ األمر ‪ ،‬قد تعمل البيانات الضخمة والتحليالت "مقترنة بالذكاء‬
‫االصطناعي" ‪ ،‬بشكل أفضل ملساعدة املنظمني على حتسني اإلمتثال الضرييب بشكل كبري على سبيل املثال‪ '':‬من‬
‫خالل حتليل البيانات التارخيية حول رد فعل دافعي الضرائب عند إستالم اإلشعارات ‪،‬كما ميكن للمرء توقع‬
‫خطواهتم التالية‪ ،‬وبالتايل القضاء على إمكانية اإلحتيال قبل حدوثه وحتليل اإلجتاهات‪ ،‬واإلبالغ عن مشكالت‬
‫التدقيق احملتملة ‪ ،‬وحتديد احلاالت عالية املخاطر إلجراء مزيد من التحقيق "‪ .20‬بعد ذلك ‪ ،‬يسمح التدقيق‬
‫املتقاطع جملموعة من املعلومات من مصادر خمتلفة باحلصول ع لى رؤية متكاملة لدافعي الضرائب و اإلقرارات‬
‫الضريبية وإستخدام املوارد بالطريقة املثلى‪ ،‬وهو ما جيعل من املمكن التعامل مع التجاوزات الضريبية ‪ .‬وباملثل‪،‬‬
‫ينسهم إستخدام التنقيب عن البيانات بشكل كبري يف إكتشاف حاالت اإلحتيال‪ .‬وفقًا للدراسة اليت أجراها‬
‫‪ )1529( .Pérez López et al‬يف إسبانيا ‪ "،‬أتاح إستخدام تطبيق مناذج الشبكة العصبية من جتزئة‬
‫دافعي الضرائب وكذلك حساب اإلحتمال املتعلق مبيل دافع الضرائب حملاولة التهرب من الضرائب‪ .‬وأظهرت‬
‫النتائج أن النموذج املختار بلغ معدل كفاءة ‪.21" ٪84.0‬‬
‫‪-4‬رقمنة الرقابة اجلبائية دراسة حاليت روسيا واملغرب ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬منوذج روسيا‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪78‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫حدثت تغيريات أساسية يف دعم املعلومات للسلطات الضريبية الروسية‪ ،‬وباخلصوص" مت حتسني النظام اآليل‬
‫"‪ ، AIS "Tax-3" ،TAX"AIS‬ومت إدخال نظام " حساب دافعي الضرائب اإللكتروين "‪ ،‬من أجل‬
‫التقييم خماطر العمل مع األطراف املقابلة ‪ ،‬وحدة برامج إختبار "‪ ، " Climate Control‬وأنظمة ‪ASK‬‬
‫‪ ،VAT-2‬و ‪ ، ASK VAT-3‬واليت متنح احل ق يف إستخدام هنج قائم على املخاطر عند إجراء تدقيق‬
‫ضرييب للمستندات ‪ .‬يف عام ‪ ، 2018‬وفقًا لنتائج أنشطة املراقبة والتحليل بإستخدام ‪ ، ASKNDS-2‬متت‬
‫إضافة ‪ 13‬مليار روبل إضافية إىل امليزانية ‪ .22".‬ويف نفس السياق‪ ،‬أص بح شكل من أشكال التدقيق الضرييب‪،‬‬
‫مثل اإلشراف الضريييب ‪ ،‬الذي تطبقه دائرة الضرائب الفيدرالية منذ ‪ 2‬يناير ‪ 1526‬أداة جديدة ‪-‬املستقبل‬
‫الرقمي للرقابة اجلبائية‪ .‬اإلشراف الضريييب هي شكل جديد من أشكال التدقيق الضرييب الذي يستبدل أشكال‬
‫التقليدية بالتفاعل عرب اإلنترنت بناءً على الوصول عن بنعد ألنظمة معلومات دافعي الضرائب واحملاسبة اخلاصة‬
‫به هذه الطريقة متكن من توفري البيانات الضريبية وتساعد على التنسيق السريع مع هيئة التفتيش ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬منوذج املغرب‬
‫مت تنفيذ العديد من اإلصالحات لتعزيز عمل إدارة الضرائب فيما يتعلق با لرقابة اجلبائية‪ ،‬وال سيما من خالل‬
‫إستخدام تقنيات املعلومات اجلديدة يف املغرب ‪ ،‬فقد شهد عام ‪ 1526‬ظهور أدوات جديدة لتكنولوجيا‬
‫املعلومات للتحضري لعمليات ا لرقابة اجلبائية ‪ ،‬مما دفع إدارة الضرائب إىل حتقيق العديد من التطورات فيما يتعلق‬
‫بضوابط الربجمة وإستخراج البيانات‪ ،‬وهلذه الغاية أترت الرقمنة على عملية ا لرقابة اجلبائية ككل من الربجمة إىل‬
‫التنفيذ وإنتهاءا بالرصد والتقييم ‪ .‬كما أنشأت إدارة الضرائب نظام إزالة الطابع املادي على الربجمة من خالل‬
‫نظام حتليل املخاطر " هذا إجراء مستقل عن التدخل البشري ‪ ,‬يقوم هذا النظام بتحليل املخاطر لإلختيار‬
‫التلقائي إلقرارات ذات الدرجات العالية من املخاطر حتصل من خالهلا إ دارة الضرائب على درجة تسمح هلا‬
‫مبعرفة نوع التدقيق الذي ستقوم به ‪.‬‬
‫‪- 5‬الرقمنة وتسهيل عالقة دافعي الضرائب واخلدمة الضريبية‪:‬‬
‫"متثل اإلدارة اإللكترونية إحدى أولويات الرؤية اإلستراتيجية للمديرية العامة للضرائب حيث أن جل‬
‫اإلجراءات الضريبية سوف تتم مستقبال عرب األنترنت‪ :‬مجيع ملزمي اإلدارة‪ ,‬الضريبية لن يتنقلوا إىل املديرية‬
‫للقيام بتصريح و إستخالص الضرائب أو لطلب إسترجاع الضريبة أوتقدمي شكاية‪ « .‬ولتحقيق هذه الغاية‬
‫الطموحة‪ ،‬فقد وضعت املديرية العامة للضرائب نظاما للخدمات اإللكترونية حيمل إسم « ‪»SIMPL‬‬
‫أو» خدمة الضرائب عرب األنترنت « الذي يسمح للمقاوالت واملهن احلرة من إجناز إقراراهتم وأداءاهتم‬
‫اإللكترونية اخلاصة بالضرائب والرسوم‪ :‬الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل والضريبة على القيمة‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪79‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫املضافة‪ .‬ويشكل تعميم اإلقرار واألداء اإللكترونيني للضرائب إبتداء ا من فاتح يناير ‪ 2017‬تتوجيا ملسرية تسهيل‬
‫املساطر اليت تنهجها املديرية العامة للضرائب"‪.23‬‬

‫‪- 6‬عالقة الرقمنة الضريبية بدافع الضرائب ‪:‬‬

‫هتدف إىل تسهيل العالقات بني اإلدارة ومستخدميها و يعد إلغاء الطابع املادي لإلجراءات الضريبية أحد هذه‬
‫اإلجراءات لتبسيط اإلجراءات يف املديرية العامة الضرائب وتتجلى هذه العالقة يف تبسيط اإلجراءات يعين‬
‫ضمنياً لغة اإلدارة من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى تستخدم اإلقرارات الضريبية أحيانًا مصطلحات فنية غري‬
‫واضحة لدافع الضرائب ‪ ،‬لتبسيط اللغة يف النماذج اإلدارية‪ ،‬إنتقلت املديرية العامة للضرائب إىل إختيار النماذج‬
‫من أجل إعادة كتابة احملتوى بشكل أكثر وضوحًا من قبل جلنة خمصصة هلذه املهمة ‪ ،‬باإلضافة إىل وجود معجم‬
‫مايل على البوابة‪ ،‬مت نشره على الصفحة الرئيسية لبوابة املديرية العامة للضرائب من أجل تسهيل الوصول هلذه‬
‫الوثائق‪ .‬كما ي هدف التبسيط أيضًا إىل تنسيق النصوص القانونية وإنشاء مدونة ال ضرائب عام ‪ 1557‬ويشمل‬
‫التبسيط أيضًا مسح الطابع املادي على اإلجراءات الضريبية اليت يدعمها مشروع ‪ SIT‬؛ ومشاريع اخلدمات‬
‫اإللكترونية ( ‪ Simlp-TVA‬و ‪ Simpl-IS‬و ‪ ،)Simpl-IR‬مت إثراء العالقة مع املواطن من خالل‬
‫اخلدمات الرقمية اجملمعة معًا يف منصات تربط بني العديد من اجلهات الفاعلة العامة واخلاصة واليت جتعل من‬
‫املمكن إنشاء تفاعالت شخصية جديدة سريعة ومرنة بني اإلدارة واملستخدمني مما جيعل التحول الرقمي لإلدارة‬
‫أقرب إىل املستخدمني ويبسط تبادالهتم‪ .‬اآلن يكمل ما يقرب من ثلث دافعي الضرائب إقراراهتم الضريبية عرب‬
‫خدمة عرب اإلنترنت تولد مستوى عا لٍ من الرضا ‪.‬‬
‫‪- 7‬تأهيل رأس املال البشري شرط أساسي ل لتحول الرقمي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التحول يف الوظيفة‬
‫يعتقد أولئك الذين يتخذون هنجًا مدروسًا أن مهارات العمال تتطور بالتوازي مع املتطلبات التكنولوجية‬
‫والتنظيمية اجلديدة بالنسبة للعديد من املهن يف اخلدمة العامة ‪ ،‬و من احملتمل أن تؤدي التقنيات الرقمية إىل‬
‫تعطيل عدد من املهام وتغيري يف الوظائف لكل من‪ ( :‬وكالء اخلطوط األمامية‪ ،‬مشرفوا اخلطوط األمامية‪،‬‬
‫املهنيني)‪.‬‬

‫وكالء اخلطوط األمامية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪80‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫وهذا يعين أن اخلدمات اليت تقدم يف الشباك ‪ ،‬واليت من احمل تمل أن تكون سهلة التشغيل اآليل‪ ،‬ميكن نقلها‬
‫تدرجيياً إىل منصات رقمية يف مواجهة هذا املوقف ‪ ،‬ميكن أن تتطور الوظائف حنو وظيفة تقدمي الدعم ‪ ،‬إمتدادًا‬
‫للتقنيات الرقمية ‪،‬يتم حتويل عمل الوكالء وإثرائه مبسؤوليات جديدة تتطلب العديد من املهارات للعمل بفعالية‬
‫يف هذه البيئة س واء عن طريق اهلاتف أو يف املوقع‪ ،‬واإلجابة على أسئلة املستخدمني وأن يكونوا قادرين على‬
‫حتليل املعلومات الرقمية نظرًا ألن املستندات يتم ترقيمها ونقلها تلقائيًا عن طريق الكمبيوتر‪ ،‬كما يصبح‬
‫الوكيل بعد ذلك الوجه اإلنساين لإلدارة ويتم إستدعاء مهاراته العالئقية من ناحية أخرى وسيكون هناك نوع‬
‫من عدم التخصص يف مهام الوكالء بسبب احلاجة إىل تقدمي خدمات عامة يف مجيع األوقات شخصيًا أو عرب‬
‫اإلنترنت‪.‬‬
‫مشرفوا اخلطوط األمامية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يتم توفري إتقان و مراقبة عمليات العمل والتحكم فيها بشكل متزايد من خالل التكنولوجيا‪ .‬أصبح من املمكن‬
‫اآلن مجع البيانات حول مدة العمليات أ و املوارد الالزمة لتنفيذها‪ ،‬واإلحتياجات اليت يعرب عنها املستخدمون يف‬
‫أغلب األحيان‪ ....‬إخل‪ .‬كما تتوىل آلة املراقبة عمل موظفي املستوى األول وعمليات اإلنتاج ‪ ،‬مما يعين أن‬
‫إشراف املستوى األول يتأثر‪ ،‬وبالتايل ميكن أن يتغري دور مديري اخلطوط األمامية بشكل جذري من خالل‬
‫إعادة تأهيل وظائفهم وتعبئة مهارات حمددة ‪ ،‬كما رأينا مع موظفي اخلطوط األمامية ‪.‬‬
‫املهنيني ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫من املمكن تصور إعادة تركيز الدور والوظيفة حنو "جوهر" املهنة‪ .‬هنا أيضًا ‪ ،‬تعمل رقمنة املعلومات على‬
‫توفري الوقت وحتسني الكفاءة ‪ ،‬ولكن فقط إذا كانت لديك مهارات الكمبيوتر املناسبة ملعاجلة البيانات‬
‫وحتليلها‪ .‬ومتكن ا ملدققني من إعادة التركيز على املشاكل املعقدة أو امللفات اليت تتطلب مهارات قوية يف‬
‫التعامل مع اآلخرين ‪ ،‬باإلضافة إىل معرفة واسعة يف جمال النشاط املعين‪،‬وحترير أنفسهم من بعض املهام اإلجرائية‬
‫‪ :‬مثل االضظرار إىل ملء النماذج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قيادة التغيري‬

‫يف مواجهة التغريات والتطورات يف اإلطار التنظيمي وطرق عملها‪ ،‬إختارت املديرية العامة للضرائب‬
‫إستراتيجية لدعم التغيري( من خالل التكوين املستمر‪ ،‬والتكيف مع اإلبتكارات يف نظام املعلومات‪ ،‬واإلتصال‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪81‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫الداخلي) كلها إجراءات تسمح جلميع املسؤولني أن يشعروا بأهنم حاملي ومستفيدين من التغيريات اجلارية ‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك ‪ ،‬يتأثر دافع الضرا ئب أيضًا بالتغيري والتحديث يف اإلدارة الضريبية لذلك جيب على هذه‬
‫األخرية حشد محلة إعالمية ملشاريع ها اليت تستهدف الشركات واألفراد وذلك من خالل سياسة إتصال‬
‫خارجي تنشر الصورة احلديثة والشفافية لإلدارة الضري بية وتوعية دافعي الضرائب وتعريفه م باخلدمات الضريبية‬
‫اجلديدة عرب اإلنترنت من خالل برامج التكوين و سياسة التواصل‪ .‬ويف هذا اإلطار نذكر‪:‬‬

‫ثالتا ‪ :‬التكوين‬

‫تأيت أمهية التكوين الذي يتم يف جانبه التكوين األساسي( لتوفري التعليم النظري األساسي والتدريب التشغيلي‬
‫للموظفني اجلدد) املستمر( لتقوية مهارات املديرين والوكالء يف جماالت أنشطتهم) ‪ ،‬التدريب يف اخلارج ( من‬
‫أجل تطوير املقارنة مع أكثر األنظمة الضريبية كفاءة على املستوى الدويل)‪ .‬مع ما ينتج عن ذلك من آثار‬
‫إجيابية على إضفاء الطابع املهين على خمتلف مناصب املسؤولية أو اإلدارة أو التنفيذ ‪ .‬وبالتايل تعمل اإلدارة على‬
‫تطوير برامج تكوينية للوكالء لدعم هذه التطورات والتغيريات اليت بدأهتا من أجل التكيف مع بيئتها هبدف‬
‫التكوين و تزويد املستفيدين مبهارات جديدة من خالل نقل أنواع املعرفة وتطوير املعرفة وحتسني مهارات‬
‫التعامل مع اآلخرين‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬التواصل‬

‫من أجل إدارة التغيري بنجاح ‪ ،‬جيب أن نتعامل مع مستويني من اإلتصال‪ :‬داخلي وخارجي‪:‬‬

‫التواصل الداخلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التواصل الداخلي بشكل أساسي يستهدف موظفني إدارة الضرائب أثناء إستخدام التطبيقات واخلدمات‬
‫اإللكترونية لإلدارة وبالتايل فسياسة اإلتصال جيب أن حتقق ستة أهداف أساسية على األقل وهي كاآليت ‪ :‬جعل‬
‫الرؤية معروفة جلميع اجلهات املعنية‪ ،‬إب الغ عن التقدم احملرز يف العملية‪ ،‬التأكيد على صحة التغيري وإتساق‬
‫النهج املعتمد ‪ ،‬تقدير اجلهود اليت تبذهلا اجلهات ا لفاعلة جلعل التغيري حقيقة واقعة‪ ،‬املساعدة يف توقع وحل‬
‫الصعوبات ‪ ،‬نشر القواعد اجلديدة ‪.‬‬

‫التواصل اخلارجي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬
‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪82‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫اخلدمات اإللكترونية متثل فرصة لتغيري صورة اإلدارة يف أذهان املواطنني و لكن هذا ممكن فقط من خالل‬
‫سياسة إتصال مالئمة وحيوية‪ .‬والذي من شأنه أن جيعل تطوير اخلدمات اإللكترونية من أجل اإلستفادة من‬
‫اخلدمات بصورة جيدة خاصة فيما يتعلق بتحسني صورة اإلدارة و دعم إطالق اخلدمات اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -8‬أفاق إصالح اإلدارة الضريبية ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تقيم احل صيلة‬


‫فحسب تصنيف "‪ "Doing Business‬الصادر يف ‪ ، 1528‬حقق املغرب أداءً رائعا من حيث مؤشر "دفع الضرائب"‬
‫حيث إرتفعت من املرتبة ‪ 42‬يف عام ‪ 1527‬إىل املرتبة ‪ 10‬يف عام ‪ ، 1528‬ويرجع الفضل يف ذلك على وجه‬
‫اخلصوص إىل التقدم يف إزالة الطابع املادي‪:‬‬
‫اجلدول رقم ‪ : 1‬توسيع الوعاء الضرييب ما بني ‪2017-2019‬‬
‫امللزمون حدييت‬ ‫النسبة املئوية‪%‬‬ ‫السنوات‬
‫التعريف‬
‫(أي اخلاضعني للضريبة )‬
‫‪99783‬‬ ‫‪14.87%‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪199816‬‬ ‫‪29.8%‬‬ ‫‪2018‬‬


‫‪371 192‬‬ ‫‪55.33%‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪670791‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫اجملموع‬

‫املصدر ‪:‬جمهود شخصي ‪ +‬التقرير السنوي حول أنشطة املديرية العامة للضرائب مابني ‪2017-2019‬‬

‫يتضح من خالل اجلدول أعاله‪ ،‬أن توسيع الوعاء الضرييب قد وصل فيه جمموع امللزمون حدييت النشيطون يف‬
‫املغرب خالل السنوات املذكورة ما بني ‪ 2017-2019‬ما يقار ب ‪ 670791‬من ( خاضع للضريبة)‪ ،‬حيث‬
‫إنتقلت من سنة ‪ 2017‬من ‪ 99783‬إىل سنة ‪ 2019‬حوايل ‪( 371 192‬خاضع للضريبة)‪ ،‬وذ لك راجع‬
‫لتحسني جودة اخلدمات والتقدم امللحوظ يف إزالة الطابع املادي ‪.‬‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪83‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫املبيان رقم‪ :4‬عدد املنخرطون يف اخلدمات اإل لكترونية ما بني ‪1222- 1222‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪642 545‬‬

‫‪2017‬‬ ‫‪408 604‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪232025‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫‪200000‬‬ ‫‪300000‬‬ ‫‪400000‬‬ ‫‪500000‬‬ ‫‪600000‬‬ ‫‪700000‬‬

‫املصدر ‪:‬جمهود شخصي‪+‬التقرير السنوي حول أنشطة املديرية العامة للضرائب مابني ‪2016-2018‬‬

‫حسب املبيان أعاله نالحظ أن هناك زيادة كبرية يف عدد املنخرطون يف اخلدمات اإلليكترونية حيت إنتقلت‬
‫من ‪ 232025‬منخرط يف ‪ 2016‬إىل ‪ 642545‬يف عام ‪ 2018‬وذلك راجع إىل تعميم اإلجراءات‬
‫اإللكترونية واإللتزام باإلقرار اإلليكتروين و الدفع اإلليكتروين على مجيع املنشآت ‪ ،‬بإستثناء املقاوالت اخلاضعة‬
‫للضريبة على الدخل اجلزايف‪ ،‬و كدى املوتقني ابتداءا من ‪ 2018‬مما يفسر أيضا الزيادة املسجلة يف العائدات‬
‫للمدفوعات اإللكترونية وإخنفاض العائد للمدفوعات التقليدية‪ ،‬لذلك سجلت املدفوعات اإلليكترونية يف عام‬
‫‪2016‬زيادة مقابل الدفع التقليدي بفارق ‪ 15%‬مقارنة بالعام السابق ‪ ،‬حيت سجلت معدل منو بلغ‬
‫‪513%‬بني عامي‪.2017- 2016‬واملبيان التايل يوضح نسبة العائدات الضريبية من خالل تفعيل اإلدارة‬
‫اإللكترونية ‪.‬‬
‫املبيان رقم ‪ :5‬العائدات الضريبية (ماليني درهم) ما بني ‪2016 -2019‬‬
‫‪200 000‬‬

‫‪150 000‬‬

‫‪100 000‬‬

‫‪50 000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫العائدات الخام‬ ‫العائدات الصافية‬

‫املصدر ‪:‬جمهود شخصي‪+‬التقرير السنوي حول أنشطة املديرية العامة للضرائب‪2016 – 201 9‬‬
‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬
‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪84‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫يتضح من خالل اجلدول أعاله‪ ،‬تطور العائدات الضريبية ما بني ‪ 2016-2019‬حيث بلغت نسبة العائدات‬
‫الصافية لسنة ‪( 128565 ،2017‬ماليني درهم ) مسجال زيادة بنسبة ‪ 6,3%‬مقارنة بعام ‪ 2016‬وذالك‬
‫راجع لإللتزام باإلقرار والدفع اإللكتروين ومراقبة عدد امللفات كما هو مبني يف اجلدول أسفله ‪.‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫التحقيقات‬


‫‪604 4‬‬ ‫‪4 178‬‬ ‫‪1 936‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪1393‬‬ ‫التحقيقات الشاملة‬

‫‪2 847‬‬ ‫‪3 444‬‬ ‫‪2 041‬‬ ‫‪1847‬‬ ‫‪744‬‬ ‫التحقيقات اخلاصة‬
‫‪7 481‬‬ ‫‪7 622‬‬ ‫‪3977‬‬ ‫‪3258‬‬ ‫‪2167‬‬ ‫اجملموع‬
‫اجلدول رقم ‪ : 2‬عدد امللفات موضوع املراقبة مابني‪2017-2019‬‬

‫املصدر ‪:‬جمهود شخصي‪ +‬التقرير السنوي حول أنشطة املديرية العامة للضرائب ‪2017-2019‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول أعاله ‪ ،‬حتسن كبري يف أداء الرقبة اجلبائية ‪ ،‬ويظهر ذاك من خالل عدد امللفات اليت‬
‫مت التحقق منها ‪ ،‬حيث إرتفع هذا الرقم من ‪ 2167‬يف عام ‪ 2015‬إىل ‪ 7481‬يف عام ‪ 2019‬بفارق‬
‫‪ ،5314‬مت توزيع هذه امللفات بني ملفات التحقي قات الشاملة وامللفات التحقيقات اخلاصة‪ ،‬أما على مستوى‬
‫عائدات املراقبة مابني ‪ 2017-2019‬عرفت تطورا مهما واملبيان التايل يفسر ذلك‪.‬‬

‫املبيان رقم‪ :6‬عائدات املراقبة (ماليني درهم) مابني‪2015-2019‬‬


‫‪14000‬‬

‫‪12000‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪8000‬‬

‫‪6000‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المراقبة بعين المكان‬ ‫المراقبة من خالل تدقيق الوثائق‬ ‫مجموع عائدات المراقبة‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪85‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫املصدر ‪:‬جمهود شخصي‪ +‬التقرير السنوي حول أنشطة املديرية العامة للضرائب ‪2015-2019‬‬
‫حسب املبيان أ عاله ‪ ،‬نالحظ زيادة يف العائدات املراقبة من ‪10775‬سنة ‪2016,‬اىل ‪12070‬سنة ‪2019‬‬
‫كما نالحظ ال زيادة يف عائدات املراقبة يف عني املكان بنسبة ‪ 82%‬لسنة ‪ 2019‬مقارنة بالعام املاضي‪ ،‬وذلك‬
‫راجع لتعزيز املوارد الرقابة اجلبائية يعزى ذلك إىل حتسني النظام املعلومايت وكذلك برجمة عمليات املراقبة عرب نظام‬
‫حتليل املخاطر‪ .‬ويف اجلدول التايل سنحاول احلديت عن توزيع املوارد البشرية ملوسم سنة ‪.2017‬‬
‫املبيان رقم‪ : 7‬إعادة توزيع املوارد البشرية ملوسم سنة‪2017‬‬

‫‪8% 3%‬‬

‫‪19%‬‬ ‫التحصيل اجلربي‬


‫املراقبة بعني املكان‬
‫املراقبة الوعاء الضرييب‬
‫آخر‬
‫‪71%‬‬

‫املصدر ‪:‬جمهود شخصي‪ +‬التقرير السنوي حول أنشطة املديرية العامة للضرائب ‪.2017‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أنه يف ظل تأثري الرقمنة وخالل عام ‪ 1527‬مت إعادة توزيع ‪ 40 ٪‬من املوارد العاملة يف إدارة‬
‫الضرائب ‪ ،‬أي ‪ 918‬موظفًا ‪ 72٪‬منهم مت ختصيصهم للمراقبة الوعاء الضرييب و ‪ 29.4 ٪‬للمراقبة بعني‬
‫املكان‪ .‬يعكس هذا بوضوح إستراتيجية وسياسة املديرية العامة للضرائب اليت تدخل يف تعزيز طاقم املراقبة ‪.‬‬

‫‪ -9‬أفاق إصالح اإلدارة الضريبية ‪:‬‬

‫ال زالت اإلدارة الضريبية رغم اإل صالحات اليت عرفتها تعاين نقائص وصعوبات عديدة وتواجه حتديات كبرية‬
‫أمام التجارة اإل لكترونية اليت مافتئ حجمها يتسع وينمو بسرعة كبرية مما يستلزم التفكري يف إصالح شامل‬
‫ومدروس هلياكل اإل دارة الضريبية ل يستجيب لتحديات املرحلة الراهنة‪ ،‬وا لقضاء على النقائص والصعوبات اليت‬
‫تواجه اإل دارة الضريبية يتطلب إ ختاذ مجلة من التدابري الضرورية ملواجهة حتديات املرحلة الراهنة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬توفري العناصر الفنية واإلدارية ذات الكفاءة العالية واخلربة الواسعة من خالل تكوين متخصص يف الضرائب؛‬
‫‪ -‬تعميم منظومة اإلعالم اآليل يف كافة املصاحل الضرييب وربطها باألنترنت لعصرنتها وضمان جودة اخلدمة‬
‫املقدمة من حيث سرعة وإتقان العمل ؛‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪86‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫‪ -‬تبسيط قوانني الضرائب وإجراءات تنفيذها وتفادي التعديالت املستمرة حىت يسهل على موظفي اإلدارة‬
‫الضريبية واملكلفني بالضريبة إستيعاهبا؛‬
‫‪ -‬ربط اإلدارة الضريبية مبختلف اإلدارات احلكومية بتقنية الربط عن بعد باألنترنيت وإقامة تعاون وثيق لتبادل‬
‫املعلومات للحد من ظاهريت الغش والتهرب الضرييب؛‬
‫‪ -‬القضاء على السلوك البريوقراطي الذي من شأ نه أن يعرقل السري احلسن لإلدارة ويؤثر على نوعية اخلدمة‬
‫املقدمة وهذا من خالل إصدار دليل خاص بأخالقيات املهنة ؛‬
‫‪-‬تكييف التشريعات الضريبية لتواكب طبيعة املعامالت التجارية اإل لكترونية وعصرنة وتطوير اإلدارة الضريبية‬
‫وذلك بتزويدها بكافة اإلمكانيات والوسائل التكنولوجية لإلن تقال من اإلدارة التقليدية إىل اإلدارة اإل لكترونية ؛‬
‫‪ -‬إجراء دورات تدريبية ألعوان اإلدارة الضريبية على إستخدام تكنولوجيا املعلومات واإلتصال ويف جمال‬
‫التجارة اإللكترونية وكيفية م راقبتها والتحكم فيها وذلك باإلستعانة خبربات الدول الرائدة يف هذا اجملال للحد‬
‫من ظاهرة التهرب الضرييب اليت تكثر فيها ؛‬
‫‪ -‬تنظيم أيام إ عالمية مفتوحة حول اإل دارة الضريبية حيث تشكل هذه األ يام فترة مميزة للقاءات والتبادل بني‬
‫اإل دارة واملكلفني بالضريبية لتعزيز عال قة الثقة هبدف ترسيخ الوعي اجلبائي؛‬
‫‪ -‬نشر ثقافة ضريبية جديدة بني املكلفني بالضريبة من خالل تشجيعهم على التصريح الضرييب بإستخدام تقنية‬
‫األنترنت وإستخدام وسائل الدفع اإل لكتروين يف التعامالت التجارية ويف تسديد املستحقات الضريبية؛‬
‫‪-‬ضرورة تكييف التشريعات احلالية مع التجارة اإل لكترونية وذلك خللق مناخ مالئم ملمارستها بوضع قوانني‬
‫وتشريعات تشجع التعامالت التجارية اإل لكترونية وتضبط وتضمن حقوق الولوج إىل األنترنيت وتبادل‬
‫املعلومات وتطوير وسائل اإلتصال التكنولوجي ومنظومة األنترني ت وتشجيع وتعميم وسائل الدفع اإللكتروين ؛‬
‫خامتة ‪:‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق ميكن القول‪ ،‬أن رقمنة النظام الضرييب حتتل أمهية كربى يف هذا العصر القائم على‬
‫املعرفة والتورة الرقمية يف مجيع القطاعات مبا فيها مصلحة الضرائب لدرجة أهنا أصبحت مؤشر لقياس أداء‬
‫الرقابة اجلبائية وتفادي التهرب الضرييب والتحكم يف الكم اهلائل للمعلومات املتعلقة باخلاضعني للضرائب وهو‬
‫ما فرضته الضرورة إىل إقحام رقمنة النظام الضرييب ل زيادة فعالية الرقابة اجلبائية بغية حتسني العمل التشاركي‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪87‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫والتنقل اآلين للبيانات واملعلومات داخل مصاحل الضرائب وخارجها لتسهيل اإلجراءات الضريبية اليت يقوم هبا‬
‫املكلفون بالضريبة من أجل حتسني أداء اإلدارة العمومية عامة ومصلحة الضرائب خاصة‪.‬‬

‫التوصيات ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫التفكري يف وضع شبكة إلكترونية تربط مركز الضرائب مبختلف اإلدارت واهليئات احلكومية لتسهيل‬ ‫‪‬‬
‫عملية تبادل املعلومات؛‬
‫التحسني املستمر ألعوان الضريبة القائمني على الرقابة اجلبائية؛‬ ‫‪‬‬
‫عصرنة اإلدارة اجلبائية من حيت الوسائل التقنية واملوارد البشرية وتزويدها بشبكة معلومات واسعة‬ ‫‪‬‬
‫بني كل مستخدمي الرقابة اجلبائية ؛‬
‫فتح حوار مع املكلفني ملعرفة مدى رضاهم خبدمات مركز الضرائب؛ اإلستفادة من مواقع التواصل‬ ‫‪‬‬
‫اإلجتماعي للتعريف باخلدمات املقدمة من طرف مصلحة الضرائب؛‬
‫حتسني العالقة بني اإلدارة اجلبائية واملكلفني بالضريبة لتقليل الفجوة املوجودة بني الطرفني نتيجة‬ ‫‪‬‬
‫العالقة اجلدلية القائمة بني دفع الضريبة والتهرب منها؛‬
‫ضرورة نشر الوعي واحلس الضرييب حىت تتجسد لدى اجملتمع مسامهة الضرائب يف التنمية اإلقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫واإلجتماعية‪.‬‬
‫اهلوامش واملراجع ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ (1‬نجالء أحمديس‪ :‬الرقمنة وتقنياهتا يف املكتبات العربية ‪ ،1520،‬ص‪. 28 :‬‬

‫‪ (2‬نفس املرجع‪ ،1520،‬ص‪.29 :‬‬


‫‪ (3‬نفس املرجع‪ ،1520،‬ص‪.29 :‬‬

‫‪ (4‬كلود لوران ‪ :‬الرقابة اجلبائية‪ ،‬الفحص الشخصي‪ ،‬فرنسا‪ ، 2990 ،‬ص‪.20 :‬‬

‫‪ (5‬د ستور اململكة املغربية ‪ ، 1522 ،‬ص ‪.10 :‬‬

‫‪ (6‬ظهري الشريف رقم ‪ 219- 57- 2‬الذي يقضي بتنفيذ القانون ‪ 00.50‬املتعلق بالتبادل االلكتروين للمعطيات القانونية‬
‫املنشور باجلريدة الرمسية رقم ‪ 0084‬يف ‪. 1557/21/56‬‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪88‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫‪ (7‬القانون رقم ‪ 62.26‬املتعلق بإحداث وكالة التنمية الرقمية مبوجب ظهري رقم ‪ 2.27.17‬الصادر باجلريدة الرمسية عدد‬
‫‪ 6654‬يف ‪ 24‬شتنرب ‪.1527‬‬

‫‪ (8‬ظهري شريف رقم ‪ 2- 28- 20‬صادر يف ‪ 0‬مجادى اآلخرة ‪ 11( 2409‬فرباير ‪ )1528‬بتنفيذ القانون رقم ‪02- 20‬‬
‫املتعلق باحلق يف احلصول على املعلومات‪ .‬املادة ‪ 1‬ص ‪.2409 :‬‬

‫‪ ( 9‬ظهري شريف رقم ‪ 2- 28- 20‬الصادر يف ‪ 0‬مجادى اآلخرة ‪ 11( 2409‬فرباير ‪ )1528‬بتنفيذ القانون رقم ‪02- 20‬‬
‫املتعلق باحلق يف احلصول على املعلومات‪ .‬املادة ‪ 25‬ص ‪. 2445 :‬‬

‫‪ ( 25‬القانون رقم ‪ 57.50‬املتمم جملموعة القانون اجلنائي فيما يتعلق باجلرائم املتعلقة بنظم املعاجلة األلية للمعطيات الصادر‬
‫بتنفيذ الظهري الشريف رقم ‪ 2.50.297‬بتاريخ ‪ 26‬من رمضان ‪ 22( 2414‬نوفمرب ‪ ،)1550‬اجلريدة الرمسية عدد ‪0272‬‬
‫بتاريخ ‪ 17‬شوال ‪ 11( 2414‬ديسمرب ‪ ،)1550‬الفصل ‪ 657- 0‬ص‪. 158 :‬‬

‫‪ )22‬القانون رقم‪ 57.50 :‬املتمم جملموعة القانون اجلنائي فيما يتعلق باجلرائم املتعلقة بنظم املعاجلة اآللية للمعطيات الفصل‬
‫‪ ، 657 - 4‬ص‪.158 :‬‬

‫‪ )21‬املدونة العامة للضرائبّ‪ ،1515 ،‬ص ‪. 055 :‬‬

‫‪ )20‬تاتيانا أناتوليفنا كورنيفا‪ ،‬وأولغا نيكوالييفنا بوتاشيفا‪ ،‬وتاتيانا إفجينيفنا تاتاروفسكايا‪ ،‬وجالينا ألكساندروفنا شاتونوفا‪:‬‬
‫التحول الرقمي لالقتصاد" التحديات واالجتاهات والفرص اجلديدة‪ :‬تقييم رأس املال البشري يف االقتصاد الرقمي‪،" 1515 .‬‬
‫اجمللد ‪ ،958‬ص‪( :76 :‬تاريخ اإلضطالع‪ )20/02/21 :‬الرابط اإللكتروين‪https://doi.org/10.1007/978- :‬‬
‫‪3-030-11367-4‬‬

‫‪ )24‬ورقة سياسية ‪ :1529‬املغرب‪ ،‬املستقبل" األمة الرقمية" األفريقية؟؛ ص‪ ( .8- 7 :‬تاريخ اإلضطالع‪20/02/18 :‬‬
‫الرابط اإللكتروين‪https://static.latribune.fr :‬‬

‫‪ )20‬م نظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،1552 ،‬ص‪.00 :‬‬

‫‪ )26‬دراسة الوكالة الوطنية لتقنني املواصالت جلمع مؤشرات تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت على املستوى الوطين‬
‫‪. 1529‬‬

‫‪ )27‬األمن السيرباين يف املغرب‪ :‬أكثر من ‪ 20.4‬مليون هجوم مت اكتشافها بني أبريل ويونيو ‪ 15 ،1515‬يوليو ‪1515‬‬
‫الرابط اإللكتروين‪ (https://www.ecoactu.ma :‬تاريخ اإلضطالع ‪.)05: 10 1512/50/56‬‬

‫‪ )28‬خطة التوجه العام للتنمية الرقمية باملغرب يف أفق ‪ ،1510‬بتاريخ مارس ‪.1515‬‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪89‬‬
‫أثر رقمنة النظام الضرييب على أداء الرقابة اجلبائية باملغرب (دراسة وصفية)‬

‫‪ )29‬جريدة الصباح ‪ 18‬أكتوبر ‪" : 1515‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬االرتفاع املذهل"‪،‬الرابط اإللكتروين‪:‬‬


‫‪ ( https://lematin.ma‬تاريخ االطالع ‪. )1512/50/56‬‬

‫‪ )15‬كومار‪ ،‬راجيش(‪ 8‬أغسطس ‪ :)1528‬كيف ميكن للبيانات الضخمة حتسني مجع الضرائب واحلد من التهرب الضرييب؟‬
‫تقرير تقين‪ .‬الرابط اإللكتروين‪ ( https://www.businesstoday.in:‬تاريخ االطالع ‪. )15: 26 ،1512/50/56‬‬

‫‪)12‬سيزار برييز لوبيز‪ ،‬ماريا خيسوس ديلجادو‪ ،‬رودريغيز‪ ،‬وسونيا دي لوكاس سانتوس‪ ":‬كشف االحتيال الضرييب من‬
‫خالل الشبكات العصبية‪ :‬تطبيق يستخدم عينة من دافعي الضرائب الشخصية "‪ ،1529 ،‬أنترنت املستقبل‪ ،‬عدد الصفحات‬
‫(‪ )20- 2‬الرابط اإللكتروين‪ ) https://doi.org/10.3390/fi11040086 :‬تاريخ اإلضطالع ‪.)10/02/21‬‬

‫‪)22- Gorbunov I. A,Yushkin A.V., Journal scientifique, media EL No. FS 77-68405 ISSN‬‬
‫|“ ‪2541-8327, LE CONTRÔLE FISCAL DANS L'ÉCONOMIE NUMÉRIQUE,N° 11, 2019,‬‬
‫‪www.dnevniknauki.ru “.‬‬

‫‪ - 10‬جملة املالية‪ :‬ملف التحديت" مسعى دائم يف عمل وزارة االقتصاد واملالية" العدد ‪ ،01‬مارس ‪ ، 1527‬ص‪20 :‬‬

‫الرابط اإللكتروين‪ ( https://www.finances.gov.ma :‬تاريخ اإلضطالع ‪.)10/02/21‬‬

‫مجلة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ /(SMEC‬المجلد ‪02‬العدد ‪ 01‬سنة ‪0 202‬‬


‫‪P-ISSN: 2710-8708‬‬

‫‪90‬‬

You might also like