Professional Documents
Culture Documents
1
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
2
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
3
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
4
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
مقدمة
إن املغرب بإنخراطه في امليثاق العالمي لحقوق إلانسان الذي نص في ديباجته على أن
القانون 1وضع لحماية ألاشخاص من تسلط إلادارات ،جعل من حماية حقوق املواطن أولى
أولوياته ،ويمكن إعتبار دستور 1122أهم خطوة جاء بها في هذا الخصوص ،بأن نص على أن بناء
دولة حديثة وديمقراطية ال يكتمل إال بوضع سياسة جبائية حديثة وعادلة ،تروم تجويد الخدمات
املقدمة للملزمين وتحسين ألاداء لتعزيز القدرة التنافسية والتنمية املستدامة للبلد.
لقد كرس املغرب في العقد ألاخير مجهودا جبارا من أجل إلانخراط في إصالح شامل لتعزيز
أداء التدبير العمومي ،مبني أساسا على إصالح إلاجراءات املتعلقة بتدبير موارد امليزانية ،من خالل
عقلنة النظام الجبائي والحد من العبء املالي لإلعانات وإستهداف الطبقات املعوزة ،وقد كانت
التوصيات التي صدرت عن املناظرة الوطنية حول الجبايات املنعقدة بأبريل 1122خير دليل على
ذلك ،حيث ركزت باألساس على تحريك التنمية إلاجتماعية وإلاقتصادية وكانت بمثابة دفعة قوية
لتعزيز عالقات الثقة والشراكة بين إلادارة الجبائية وامللزم ،فلطاملا كانت الرغبة في تحسين العالقة
بينهما أهم ما سعى إليه املشرع املغربي بحيث عمل على تأطير السلطة التقديرية لإلدارة وتوضيح
النصوص الجبائية وتحسين ظروف الرقابة الجبائية ،كما يجب تبني مقاربة تواصلية أكثر إنفتاحا
-1ديباجة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان "لما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق اإلنسان لكيال
يضطر المرء آخر األمر إلى التمرد على االستبداد والظلم"
5
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ترتيبا على ما سبق فإن إثقال كاهل امللزم بالعديد من إلالتزامات ،ومنح إلادارة الضريبية
مجموعة من السلطات وإلامتيازات غير املألوفة في القوانين العادية ،يقتض ي إرساء قواعد تضبط
التوازن بين أطراف العالقة الجبائية املختلة أصال بوجود إدارة تلعب دور الخصم والحكم في آلان
نفسه ،وتتمتع بإختصاصات واسعة ملمارسة مهامها من جهة ،وامللزم كطرف ضعيف ال يملك في
مواجهتها سوى ما قرره املشرع من ضمانات تكفل حماية حقوقه من جهة أخرى ،باإلضافة إلى
ضرورة فتح املجال إلى تدخل القضاء كطرف ثالث في هذه العالقة يكون بمثابة الحكم ،تبعا ملا جاء
في امليثاق العالمي لحقوق إلانسان والذي خول للمواطن الحق في اللجوء إلى املحاكم في حالة
املشرع املغربي إسوة بالتشريعات املقارنة ألاخرى وحماية للملزم من تسلط إلادارة ،إرتأى
أن يفتح له سبيال قضائيا لتفادي ألاضرار التي قد يحدثها تنفيذ القرار الضريبي عن طريق سلوك
مسطرة وقف تنفيذ إجراءات تحصيل الدين الضريبي بهدف حماية الحقوق والحريات ،والسعي
لتحقيق التوازن بين وضعيتين متناقضتين ،تتمثل ألاولى في حماية حقوق طالب إيقاف التنفيذ من
الخطر املحدق به من جراء آثار تنفيذ قرارات إلادارة ،والثانية في الحفاظ على مستلزمات خزينة
اململكة.
وقد سعت مدونة تحصيل الديون العمومية دائما إلى تحقيق نجاعة جبائية ،إال أنها غالبا
ما تصطدم بالواقع القائم ،الذي يعكس صعوبة تحصيل املوارد املتأتية لخزينة الدولة ،وهو الواقع
1
6
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الذي يدفع باملشرع دائما إلى البحث عن حلول مرحلية وأخرى دائمة من خالل قوانين املالية ،تتمثل
أهمها في إدخال تعديالت بالهياكل إلادارية املكلفة بالتحصيل عن طريق نقل جزء من إختصاصات
الخزينة العامة للمملكة إلى إدارة الضرائب ،وهو ما يكشف عن البعد املالي للسياسة الجبائية
وتغليب مصالح إلادارة على غيرها ،باإلضافة إلى منح إلادارة مجموعة من آلاليات لإلشتغال
والضغط على امللزم( ،كاإلشعار للغير الحائز ومسطرة إلاكراه البدني ،)...وباملقابل يبقى للمدين
حق اللجوء إلى القضاء وخصوصا إلاستعجالي لطلب حماية وقتية إلى حين البت في موضوع النزاع.
إن املوضوع قيد الدراسة يتعلق باألساس بإجراء يخص الدين الضريبي ،فبالنظر إلى
وفي إلاصطالح هو ذلك الدين الذي يكون على ذمة امللزم به ،واملشرع لم يقم
بتعريف الدين الضريبي وإنما عرفه من خالل التطرق إليه من خالل تعريف
الدين العمومي والذي نظمته ونصت على مشموالته املادة الثانية من املدونة،
وإلالتزام الضريبي 2في التشريع املغربي ينشأ ويخضع ألنظمة قانونية معينة أثناء
7
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الضريبة فهي أداء نقدي تفرضه السلطة على ألافراد بطريقة نهائية بقصد
تغطية ألاعباء العامة 1دون أن يعود عليه نفع خاص مقابل دفعه للضريبة ،وهي
عبء مالي تفرضه الدولة على ألافراد بما لها من سيادة لتحقيق املصلحة العامة
للبالد .والضرائب في املغرب إما ضرائب مباشرة " الضريبة على الدخل
املضافة".
إلايقاف في قاموس املعاني يعني إلالغاء وإلانهاء وإلانقطاع عن وجعل الش يء او
الشخص يتوقف.
تبعا لذلك يتبن أن املوضوع من خالل هذه املعاني يحتوي مفاهيم متناقضة فيما بينها أي إلايقاف
والتنفيذ والدين الضريبي ،مما يعكس الصورة الحقيقية للوضعية القانونية إلجراء إيقاف تنفيذ
الدين الضريبي ،فالدين الضريبي يتميز بطابع ألاداء الفوري الذي ال يتحمل التأجيل ،ما يعني أن
8
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
محاولة إيقافه يعتبر خروجا عن القاعدة وإستثناء عن ألاصل وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى قيام
خالف قانوني فقهي وحتى قضائي بهذا الخصوص ،خصوصا وأننا نتحدث عن املال العام.
عموما إن إيقاف تنفيذ الدين الضريبي هو إجراء وقائي للحد من أثار قاعدة إنعدام ألاثر
املوقف للطعون التي تؤطر املنازعات إلادارية بصفة عامة ،والتي يمكن القول بأن قاعدة ألاداء
واملنازعة في إيقاف تنفيذ الدين الضريبي تتميز بطابع خصوص ي يميزها عن املنازعات
إلادارية ألاخرى فهي دعوى متفرعة عن دعوى إلالغاء لتجاوز السلطة ،الهدف منها إيقاف تنفيذ
القرار املطعون فيه باإللغاء إلى حين البت في جوهر النزاع ،متى وجدت أسباب موجبة إليقافه وذلك
لتالفي آلاثار الضارة والتي ال يمكن تداركها متى وقع ذلك التنفيذ ،وهو نفس املفهوم الذي تضمنه
تعريف ألاستاذ برنارد باكطو Bernard PACTEAUلهذه الدعوى ،حيث عرفها على أنها" :تجميد
القرار إلاداري في إنتظار صدور الحكم الفاصل في مشروعيته خالل مدة سريان الدعوى
املرفوعة في شأنه ،ألامر الذي يشكل إلى حد ما إعتقال مؤقت لقرار لم تثبت بعد إدانته ،إال أنه
إن سبب تركيزنا على هذا املوضوع يعود أساسا إلى كون إيقاف تنفيذ الدين الضريبي يكتس ي
أهمية قصوى ،فهو بمثابة ضمانة إستثنائية للملزم يهدف باألساس إلى تأمين حماية عاجلة في
9
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
مواجهة تنفيذ قرارات إلادارة املطعون في شرعيتها ،فهو الحق املخول بمقتض ى القانون لكل شخص
مطالب بهذا الدين في أن يلجا إلى املحاسب املكلف بالتحصيل من أجل أن يوقف مطالبته بدين
ضريبي أو متابعته بإجراء من إجراءات املتابعة ،وذلك إلى حين البت في شكايته املتعلقة بموضوع
الدين ،وكذا إبراز إتجاه املشرع املغربي من إلاجراءات إلادارية والقضائية املتعلقة بهذا إلاجراء،
خصوصا إذا استحضرنا مبدأ املشروعية الذي يشكل قيدا على تصرفات إلادارة ملا تصدره من
ومن ناحية ثانية فإن موضوع إيقاف تنفيذ الدين الضريبي يتصل بمصلحة الدولة وحماية
املال العام ،ألامر الذي يجعل الخوض فيه ينير الرؤيا أمام القارئ ملعرفة كيفية تعامل املشرع مع
هذا املجال ،كذلك لتوضيح الصورة للمهتمين باملجال وأصحاب القرار للسعي من أجل الوقوف
ولعل من أهم ألاسباب التي أدت بنا كذلك إلى إختيار هذا املوضوع ،محاولة إعطاء قيمة
مضافة للبحوث التي سبق أن تناولت هذا املوضوع وكذلك طرح إشكاليات جديدة من أجل الخوض
فيها من جديد.
وقبل الخوض في متن املوضوع ،أود أن أعدد أهداف هذا املوضوع واملتجلية فيما يلي:
-الوقوف على مضمون العالقة الجدلية بين القاعدة القانونية التي تنادي بضرورة إلالتزام
باألداء ،وإلاستثناء الوارد عليها الذي يوقف هذا ألاداء من أجل حماية حقوق امللزم من أخطاء
إلادارة ،مع إلقاء نظرة حول ما يجري في ألانظمة املقارنة وخصوصا فرنسا التي تعتبر من أهم
10
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
التشريعات التي يستمد منها املغرب تشريعه ،من أجل الوصول إلى نتائج علمية توضح الصورة
-الوقوف على أهم إلاشكاالت القانونية والقضائية التي كانت حجر عثرة أمام فعالية هذا
إشكالية البحث:
ما الجدوى من نظام إيقاف تنفيذ الديون الضريبية من خالل مقتضيات القانون
والقضاء املغربي؟
ومع هذه إلاشكالية الرئيسية تصادفنا مجموعة من التساؤالت الفرعية التي ترتبط
-ما مدى قانونية إعتماد القضاء إلاداري إلاستعجالي لنظام إيقاف تنفيذ الديون الضريبية؟
-ما هو ألاساس القانوني الذي يمكن الركون إليه لشرعنة هذا إلاجراء؟
11
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
-كيف سيعمل املشرع على أجرأة هذا النظام الذي أصبح بقوة العادة واملمارسة إجراءا
قانونيا؟
-هل إستطاعت هذه آلالية أن تقلص ولو بشكل جزئي من مشاكل التحصيل في املغرب؟
-املناهج املعتمدة:
-وقد إعتمدت في دراستي لهذا املوضوع على املنهج التحليلي القانوني الذي خصصناه
لدراسة مختلف إلاجراءات التي تستوجبها تسوية املنازعة في إيقاف تنفيذ الدين الضريبي
طبقا ملقتضيات القانون ،مع الرجوع للتطبيقات القضائية املقررة في هذا إلاطار والسيما
محكمة إلاستئناف ومحكمة النقض ،وللتمكن من إلاجابة على إشكالية البحث مع إثبات
صحة الفرضيات املطروحة ،وقد إعتمدت كذلك على املنهج الوصفي ،حيث عرضت
ووصفت واقع املنازعة في إيقاف تنفيذ الدين الضريبي باملحكمة إلادارية بالدار البيضاء،
كما تم إلاستدالل بأرقام ونسب لتوضيح املوضوع ،باإلضافة إلى ذلك عملت على إعتماد
املنهج املقارن كون إيقاف تنفيذ الدين الضريبي تعود نشأته إلى مجلس الدولة الفرنس ي ما
قبل إلاجابة عن التساؤالت املطروحة ،أود إلاقرار بما واجه البحث من صعوبات ،لربما قد
تكون هي التي كانت املحفز لي للخوض أكثر في خلفيات هذا املوضوع ،وقد تمثلت هذه الصعوبات
فيما يلي:
12
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الصعوبة ألاولى :إن املواضيع املرتبطة باملجال الضريبي تكون في الغالب ملغومة ،بمعنى أنه ال
يسمح لك بالخوض فيها من جميع نواحيها ،فالصعوبة التي واجهتنا بهذا الخصوص هي ندرة املراجع
التي تناقش إلاشكاليات من منطلق علمي أكاديمي مبني على أرقام ومؤشرات علمية من أجل رصد
مكامن الخلل مما جعلنا نبحث في املراجع باللغة الفرنسية ،باإلضافة إلى تقصير الجهات املختصة
في العمل على تتبع الظواهر من خالل إنجاز إحصائيات مفصلة ودقيقة وجمع وتصنيف املقررات
القضائية ،مما يضيع على الباحث فرصة إلاملام بكل جوانب املوضوع.
الصعوبة الثانية :صعوبة الوصول إلى قرارات محكمة النقض التي كنا نود إلاستشهاد بها ،لكون
قراراتها تكون نهائية ،وعلى أساسها تبنى مجموعة من القواعد خصوصا فيما يخص إيقاف تنفيذ
الضريبة ،فاملحاكم إلادارية تبقى قراراتها نسبية ألنها تعمل بشروط غير موحدة.
خطة البحث:
ومن أجل معالجة هذه إلاشكالية ،ارتأينا تقسيم هذه الدراسة إلى فصلين:
الفصل ألاول :التنظيم القانوني واملسطري لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية.
13
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الفصل ألاول :التنظيم القانوني واملسطري لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية
14
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لقد أناط املشرع املغربي مهمة تحصيل الديون العمومية بما فيها الضرائب للخزينة العامة
للمملكة ،وزودها باإلمكانيات والسلطات بما يضمن لها إستيفاء تلك الديون ،وفي املقابل أعطى
للملزم مجموعة من الضمانات التي تحميه من تعسف إلادارة والتي تخول له الحق في منازعتها في
حالة ضياع حقه ،وبعد صدور املدونة الجديدة لتحصيل الديون العمومية بمقتض ى القانون رقم
21/79والتي جاءت بمقتضيات جديدة أنيط لها أمر تنظيم وتقنين العالقة بين طرفي املعادلة
الجبائية.
ومن املتعارف عليه أن الدين الضريبي يتميز باألداء الفوري ،إذ أن أي فرض ضريبي يعقبه
مباشرة تنفيذ إستخالص هذه الضريبة ،وال يمكن إيقاف هذا التنفيذ إال إذا قدم امللزم سببا كافيا
لذلك ،معززا بضمانة حقيقية نظرا للطابع إلاداري للدين الضريبي ،إال أن املحاكم إلادارية وبخالف
إلادارة الضريبية تسارع إلى قبول النظر في دعوى إيقاف تنفيذ إلاستخالص الضريبي كلما كانت
املنازعة الضريبية تستند على أسباب جدية ،فقاض ي املستعجالت بصفته ضامنا للحق كيفما كانت
ألاطراف املتخاصمة يستند أثناء نظره في الدعوى إلى املنطق العصري الذي يحكم العالقات بين
إلادارة واملواطن ،والذي مفاده أال يتأذى هذا ألاخير في ذاته أو ماله بدون موجب حق.
يرتكز نظام إيقاف تنفيذ الديون الضريبية على مجموعة من املساطر والشكليات التي
15
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وسنحاول من خالل الفصل ألاول تعداد خصائص وشروط هذا النظام (املبحث الثاني)
املبحث ألاول :ماهية طلبات إيقاف تنفيذ إجراءات تحصيل الديون الضريبية
يكتس ي موضوع إيقاف تنفيذ إجراءات تحصيل الدين الضريبي كمسطرة قضائية أهمية
قصوى ،حيث يعتبر ضمانة إستثنائية سنها املشرع لضمان حق امللزم وحماية أمواله من شطط
وأخطاء إلادارة ،ويهدف إلى تمكين املدين من الحصول على حماية عاجلة في مواجهة تنفيذ قرارات
إدارية مطعون في شرعيتها ،وقد أسند إلاختصاص بهذا الخصوص للقضاء إلاستعجالي الذي يعتبر
صمام ألامان للمدين املتابع بإجراء من إجراءات تحصيل الدين الضريبي ،وهو قضاء يهدف إلى
مواجهة املسائل التي تحتاج السرعة وإلاستعجال من أجل الحفاظ على حقوق املدين .ولإلطالع أكثر
على حيثيات هذا املوضوع سنتناول أوال إلاطار القانوني لعملية تحصيل الديون الضريبية (املطلب
ألاول) والطبيعة القانونية لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية (املطلب الثاني).
لقد أصبحت امل داخيل الضريبية تشكل نسبة عالية في مداخيل الدولة ،خاصة بعد إعتماد
الحكومة املغربية مؤخرا على املوارد الداخلية بدل املوارد ألاجنبية من جهة ،وبعد أن أصبحت
الضرائب تشكل املورد الجبائي ألاساس ي بعد تراجع املوارد الجمركية من جهة ثانية ،1وهذا وحده
16
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
كاف لتبيان أهمية الدين الضريبي في ميزانية الدولة وكذا في توازن املجتمع املغربي ،وفي هذا املطلب
سنعالج مفهوم تحصيل الدين الضريبي (الفرع ألاول) واملراحل التي يمر منها (الفرع الثاني).
إن مهمة تحصيل الديون العمومية إلى وقت قريب كانت من إختصاص الخزينة العامة
للمملكة ،وهي واحدة من إثني عشر مديرية وقسما لوزارة املالية 1،وقد كانت هذه إلادارة تمارس
مهامها خالل مدة طويلة في ظل ظهير 11نونبر 2711املتعلق بتحصيل ديون الدولة ،ثم أعقب ذلك
صدور نص يؤطر عمليات تحصيل الغرامات النقدية بموجب ظهير 21شتنبر ،2711ثم تاله صدور
ظهير 12غشت 2721الذي يسن نظاما خاصا باملتابعات في ميدان الضرائب املباشرة والرسوم
املماثلة لها والديون التي يتولى إستخالصها مأمورو الخزينة ،وعند دخول القانون 12-71املتعلق
بتنظيم املحاكم إلادارية حيز التطبيق خول لهذه الجهات البت في املنازعات املتعلقة بالتحصيل،
حيث تبين بوضوح مدى قصور النصوص املتوفرة في إلاستجابة ملتطلبات املرحلة ،فكان على املشرع
التدخل وذلك بإصدار القانون رقم 21.79بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية بتاريخ 12ماي
،21111حيث جاء بمستجدات تتوخى الوضوح في تحديد إلتزامات وحقوق طرفي العالقة الجبائية،
17
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وهو ما كان من إيجابياته أن يسر السبل أمام القضاء لتفعيل دوره الحمائي للدين العمومي وفق
عرفت مدونة التحصيل؛ الدين العمومي من خالل املادة الثانية على أنه "الضرائب
املباشرة والرسوم املماثلة والحقوق والرسوم الجمركية وحقوق التسجيل والتمبر ومداخيل
وعائدات أمالك الدولة ،وحصيلة إلاستغالالت واملساهمات املالية للدولة والغرامات وإلادانات
النقدية ،وضرائب ورسوم الجماعات املحلية ،وسائر الديون ألاخرى لفائدة الدولة والجماعات
الترابية واملؤسسات العمومية التي يعهد بقبضها إلى املحاسبين املكلفين بالتحصيل بإستثناء
وقد إعتمد املشرع من خالل املادة السالفة الذكر على ثالث معايير أساسية لتعريف الدين
العمومي ،يتمثل ألاول في ربط الدين بالوضع القانوني للجهة الدائنة ،والثاني في صفة الجهة التي
18
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
-الدولة :ديون الدولة غالبا ما تغلب عليهم الديون الضريبية ،والديون املنصرفة إليجارات
ممتلكاتها الخاصة التي يرجع أمر تدبير شؤونها إلدارة أمالك الدولة والديون املترتبة عن ألاوامر
باإلستخالص التي تصدرها مختلف إلادارات العمومية عن أوضاع معينة 1،مع إستبعاد املدونة
-الجماعات الترابية :بعد دخول القانون الجديد 19.14حيز التنفيذ أصبحت املديرية
العامة للضرائب تدبر الضرائب الثالث ذات املردود العالي وتتولى تصفيتها ،وإصدار الحساب لفائدة
الجماعات الترابية ،ويتعلق ألامر برسم السكن ورسم الخدمات الجماعية والرسم املنهي ،أما
-املؤسسات العمومية :املشرع كان حريصا على ربط تطبيق مساطر مدونة التحصيل
19
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
-وتبقى بعض الضرائب ألاخرى التي لم تتطرق لها مدونة التحصيل ،وذلك بسبب نشأتها
في وضع تعاقدي مدني ضمن إطار القانون الخاص كأكرية بعض املحالت التجارية من ألامالك
أوردت املادة الثالثة من مدونة تحصيل الديون العمومية تعدادا للجهات املوكول إليهم
مهمة التحصيل ،وهم املحاسبون العموميون واملتمثلين حسب نفس املادة في الخازن العام
للمملكة ،الخزنة الجهويون ،الخزنة إلاقليميون ،القباض ،قباض الجهة ،القباض الجماعيون،
قباض التسجيل ،1كتاب الضبط بمحاكم اململكة بالنسبة للغرامات وإلادانات النقدية والصوائر
والرسوم القضائية وألاعوان العموميون باملؤسسات العمومية الجارية عليها أحكام مدونة
التحصيل.
معيارمصدرالدين:
أي أسباب نشأته ،والتي قد تكون من القوانين السارية املفعول في زمان ومكان معين
كالضرائب ورسوم التسجيل والحقوق الجمركية أو أن تكون ناتجة عن أحكام القضاء 2ومقرراته
20
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لتصير بعد التصفية وإلاصدار دينا عموميا بذمة من صدرت بحقه 1،أو من تصرفات مدنية
يسمى املد ين بالدين العمومي في العالقة الجبائية بامللزم أو الخاضع وهو املعني بالدين
بصفة مباشرة ،وقد يستشكل ألامر في بعض ألاحيان حين ينتقل التحصيل من املدين ألاصلي إلى
أشخاص آخرين والذين أتت على تعدادهم املواد 72 ،17و 77إلى غاية 212من املدونة التي وسعت
فبإستقرائنا للمادة 72من مدونة التحصيل يتبين بأن الدين العمومي املتبقي على عاتق
الشخص املتوفى ينتقل إلى ورثته في حالة عدم تصفية الديون من التركة قبل تقسيمها من جهة ،أو
في حالة عدم قدرة أصولها سداد الديون ،وهو ما يبرر مواجهة املحاسب العمومي لهم بالتضامن في
تحصيل الدين ،وقد عمد املحاسب في كثير من الحاالت إلى إعتماد هذه الطريقة من أجل
إستخالص الدين ،إال أن محكمة النقض قلصت من إمكانية اللجوء إليها داعيا إلى أنه يجب على
21
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الورثة أن يؤدوا الضريبة املترتبة بحق الهالك في حدود التركة وأن ال تمتد إلى ألاموال الخاصة
1
بالورثة في حالة عدم كفاية الشركة لسداد الدين.
كما أتاح للمحاسب العمومي إمكانية متابعة ألاشخاص الذين جعل املدين موطنه الجبائي
معهم بشرط حصول موافقة بينهم على ذلك ،إال أن عدم إمكانية التثبت من وجود املوافقة جعل
املوطن الجبائي من عدم وجودها يثير مشاكل عدة ،الش يء الذي يجعل ذلك صعبا بالنسبة
للمحاسب.
أما فيما يخص الشركات فإن املسؤولية تكون تضامنية بين الشركاء فيما يخص شركات
ألاشخاص ،وبالتالي مسؤوليتهم بالتضامن لسداد الدين العمومي ،2أما املسؤولية بالنسبة
للشركات في حالة إنحالل أو إندماج أو إنفصال أو تغيير في شكلها القانوني أو بكل تصرف يفض ي إلى
تغيير في هوية املخاطب بالدين ،فهي تلقى على عاتق الشركة التي حلت محلها وذلك في إطار قواعد
3
الحلول وحوالة الذمة بكامل عناصرها موجبها وسالبها.
وقد جاءت املدونة من خالل املادة 211بإضافة جديدة بالنسبة لألشخاص املدينين أال
وهم املصفين القضائيين واملوثقين والحراس ،وكذا مصفي الشركات املنحلة وكتاب الضبط
واملفوضون القضائيون واملحامون الذين يقع عليهم واجب ألاداء التلقائي للديون العمومية حتى ولو
22
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
دون مطالبة بالتسديد من طرف املحاسب املكلف بالتحصيل قبل تسليم ما تبقى من ودائع
ومستحقات ألصحابها تحت طائلة املماثلة بالتضامن مع املدين ،1وقد إشترط املشرع بالنسبة
لهؤالء ألاشخاص الذين يتلقون أموالا من العموم في شكل ودائع ومستحقات ومحروسات ،حبس
هذه ألاموال وعدم تسليمها للجهة املعنية إال بعد الحصول منهم على وثيقة تبري ذمة امللزم من
الدين الذي على عاتقه والتي تسمى إبراء جبائي .quitus fiscale
إال أنه وخالفا للمادة 211جاءت املادة 212لتعطي املحاسب الحق في تقديم طلب مباشر
للمودع لديه بتسليمه أموال املدين ،وهو ما يطلق عليه مسطرة إلاشعار للغير الحائز وهو إجراء
على مستوى آخر جاءت املدونة العامة للضرائب بإضافة مستفيضة لألشخاص الذين
يطلق عليهم مدين من خالل املواد من 281إلى غاية ،282واملتعلقة بالتضامن في تسديد الدين
الضريبي.
وإلاستحقاق وهي كلها تعني عملية نقل ألاموال من املنتج الجبائي إلى صندوق إلادارة الجبائية ،وهو
ألامر الذي جعل املشرع يفكر مليا في وضع تعريف دقيق ومعمق من خالل املادة ألاولى من مدونة
التحصيل التي عرفته على أنه" :مجموع العمليات وإلاجراءات التي تهدف إلى حمل مديني الدولة
23
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
والجماعات املحلية وهيأتها واملؤسسات العمومية على تسديد ما بذمتهم من ديون بمقتض ى
1
القوانين وألانظمة الجاري بها العمل أو ناتجة عن أحكام وقرارات القضاء أو عن إلاتفاقيات".
ويعتبر هذا التعريف بمثابة مدخل رئيس ي لفهم النص التشريعي مضمونا ومحتوى.
وقد إعتبر البعض بأن التحصيل مجرد إجراءات ترافعية procédures procédurières
من إنذارات وحجوزات وبيوعات وغيرها من مساطر التنفيذ التي ال تسعف إلاجتهاد الفقهي ،فال
يتطرق لها بالتحليل ألن التشريع الضريبي ليس مجالها ،وأن تحديد مدلول املصطلح لم يكن قط
مثيرا للنقاش كغيره من املفاهيم واملضامين الضريبية ،نظرا لعدم تعلقه بما يصطلح عليه "العدالة
وتحصيل الديون العمومية أو ديون الخزينة هو العملية التي تهدف إلى إستخالص مجموع
املبالغ املالية املتأتية واملترتبة في ذمة املدينين أصليين كانوا أم متضامنين ،أشخاصا طبيعيين أم
معنويين ،3وألاصل في هذه الديون أنها واجبة ألاداء في مقر إدارة التحصيل ،حيث يتوجب على امللزم
أن يقوم من تلقاء نفسه بالوفاء بدينه الضريبي داخل آلاجال القانونية املحددة بالنصوص
القانونية (التحصيل الرضائي) ،وعلى إعتبار أن الدين الضريبي محمول ال مطلوب فإن أي تقاعس
من جهة امللزم يجعل إلادارة في حالة فشلها في تحصيل ديونها حبيا أو رضائيا ،يؤدي إلى إنتهاج
24
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الطرق الجبرية لتحصيل مستحقاتها ،نظرا ملا تكتسيه من أهمية في تمويل موارد الخزينة وبالتالي
النهوض بإقتصاد الدولة ،وإستنادا على نصوص مدونة التحصيل فاملشرع خول لإلدارة املكلفة
بالتحصيل مجموعة من الوسائل وآلاليات لتحصيل ديونها من امللزمين وجبرهم على الدفع وهو ما
سنحاول من خالل الفرع الثاني إلاطالع على مراحل تحصيل الدين الضريبي واملتمثلة
حسب مدونة تحصيل الديون العمومية تنقسم إجراءات التحصيل إلى مرحلتين هما
جاء في نص املادة 9من مدونة تحصيل الديون العمومية أن التحصيل الرضائي للضريبة
يكون خالل الفترة املمتدة من تاريخ الشروع في التحصيل أو إلاصدار أو تاريخ إلاستحقاق 1،وهذه
املادة لم تحدد مفهوم التحصيل الرضائي وإنما قامت بتعريفه من خالل تحديد الفترة الزمنية التي
يكون فيها التحصيل رضائيا ،أما بالرجوع إلى املذكرة التوضيحية للمدونة نجدها تقدم تعريفا
للتحصيل الرضائي يمكن ترجمته كالتالي "التحصيل الرضائي تدبير مسطري لتسديد الديون
25
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املدين نفسه إستجابة إلعالم أو إلشعار أو دعوة لألداء ،فقد إشترط مشرع قوانين التحصيل
املتعاقبة ووجوب إحترام أجل الوفاء املبينة في املادة 12التي تقض ي بأن الرسوم والضرائب املدرجة
2
في الجداول أو قوائم إلايرادات تكون قابلة لألداء قبل تاريخ إستحقاقها .Exigibilité
وتجدر إلاشارة إلى أن عملية إستخالص الديون الضريبية يمكن أن تعتبر حبية في حالتين :
عندما يتقدم املطالب باألداء برغبة منه إلى مصلحة التحصيل ودفع ما عليه من
واجبات ،وتسمى هذه العملية "عملية الدفع املعجل" . les droits au comptant
إذا تم إستدعاء الخاضع للضريبة ،ودعوته للقيام بدفع مستحقات الدولة ،لدى
القباضة التابع لدائرة نفوذها املالي والترابي ،ومطالبته بتسديد ما عليه من أداءات ثم وفى بما
3
عليه من ديون ،ويطلق على هذه العملية "الدفع املؤجل" . les droits constaté
وقد نظم املشرع قواعد إلاستحقاق (ألجل أم الفوري) من خالل املواد من 22إلى 27من
مدونة التحصيل ،حيث حدد كل من تاريخ الشروع في التحصيل وتاريخ إلاستحقاق وعرفها كما يلي :
26
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
– 2تاريخ الشروع في التحصيل :تقوم إلادارة بإعداد السند الضريبي أو الورد الذي تقيد
فيه أسماء امللزمين واملبالغ الضريبية الواجبة ألاداء ،وتكون صالحة ملدة سنة واحدة وال يمكن
تضمينه إال الضرائب عن سنة واحدة وتسمى هذه املرحلة بمرحلة تيهئ الديون الضريبية.
تصدره مصلحة الضرائب ويصبح نافذا منذ صدوره ثم تسري املواعيد التي تخضع لها الضرائب
وتأتي بعد ذلك مرحلة التصديق على الجدول الضريبي بوضع شكلية املصادقة في أعلى
الصفحة من كل جدول وحصر املبالغ املتضمنة به ،لنصل بعد ذلك إلى مرحلة التذييل بالصيغة
التنفيذية ،والتي تضفي على الجدول صفة إلالزامية والتي تمكن املحاسب املكلف بالتحصيل من
القيام بإجراءات التحصيل الجبري في مواجهة املواطنين داخل أجل أربع سنوات من تاريخ الشروع
في التحصيل وإال تقادمت الضريبة ،وبعد ذلك تقوم إلادارة بإصدار قرارها املسمى بقرار التحصيل
أو الشروع في التحصيل ،وهذا القرار يحدد بإتفاق بين املديرية العامة للضرائب والخزينة العامة
للمملكة ،وإلادارة هنا تكون ملزمة بإخبار امللزمين بتاريخ الشروع في التحصيل مستعملة وسائل
إلاخبار (ملصقات) ،وهذه الجداول وقوائم إلايرادات يجب أن ترسل إلى املحاسب املكلف
بالتحصيل 21يوما قبل تاريخ الشروع في التحصيل ،ليتم بعد ذلك إرسال إلاعالم الضريبي إلى كل
ملزم مقيد في تلك الجداول أو القوائم ويتضمن هذا إلاعالم املبلغ الواجب أداؤه وتاريخ الشروع في
27
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
التحصيل وإلاستحقاق ،ويبدأ تاريخ إلاستحقاق من آخر يوم من الشهر املوالي لتاريخ الشروع في
التحصيل.1
إال أنه وقبل الشروع في التحصيل فإن القباض التابعون للخزينة العامة للمملكة يقومون
بمعاينة الوثائق واملستندات ،وذلك للتأكد من مطابقة الجداول وملخصاتها ،بحيث يعمل املحاسب
على التقريب بين إلاعالمات بأداء الضريبة وما تتضمنه من معلومات ومن جداول التحصيل،
وكذلك يحرص على وضوح الوثائق وحسن تهيئتها ،وهذه العملية جد مهمة لكون الجداول في بعض
ألاحيان تحوي مجموعة من ألاخطاء التي يجب على املحاسب التبليغ عنها للمديرية العامة للضرائب
– 1تاريخ إلاستحقاق
يقصد باإلستحقاق بمعناه العام" :طابع دين يكون فيه للدائن الحق في املطالبة بالتنفيذ
الفوري بدون أن يكون ملزما بالتقيد بأجل وال إنتظار إتمام شرط معلق" .3
ألاصل أن الديون العمومية مستحقة ألاداء بأجل ،أي بطواعية وبطريقة رضائية خالل
1
آجال محددة.
28
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
أما التعليمية التفسيرية فقد أكدت على أنه " يعني أن الديون العمومية ال تصبح
مستحقة إال عند إنصرام أجل عادي معين يبتدئ من تاريخ إنشاء الدين " .2
وبالتالي فال يمكن إجبار املدين على الوفاء بدين ما لم يحل أجل إستحقاقه ،كما أنه ال
حدد املشرع املغربي من خالل مدونة التحصيل آجال بعض أنواع الضرائب:
الضرائب والرسوم املدرجة بالجداول :بعد إنصرام الشهر الثاني املوالي لشهر الشروع
3
في تحصيلها.
الضرائب والرسوم املخصومة من املنبع :بعد إنصرام الشهر املوالي للشهر الذي تم
الضرائب القابلة لألداء بناء على تصريح :فإن تاريخ إلاستحقاق يحدد وفق الشروط
أما باقي الضرائب غير املشار لها فيما سبق فتستحق عند إنصرام أجل 21يوما من
تاريخ إصدارها ،وفي جميع الحاالت عندما يصادف حلول آلاجل يوم عطلة ،يؤجل
29
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تاريخ إلاستحقاق إلى أول يوم موال ،وذلك للحصول على آلاجال كاملة وهو ما أكدته
املادة 29من م.ت.د.ع " عندما يصادف حلول آلاجل يوما معطال أو يوم عطلة ،يرجأ
1
وذلك حرصا من املشرع على إنتفاع املستفيد من آلاجال كاملة.
ب – إلاستحقاق الفوري:
املعروف أن الدين الضريبي يجب أن يحدد له أجال للوفاء به ،إال أن إلاستحقاق الفوري
يعتبر إستثناء من ألاصل ،وقد حدد املشرع الديون التي تستحق فورا وذلك لكون هذا النوع من
الديون ال يمكن أن يعطى فيه أي أجل للملزم ،وحسب نص املادة 28من املدونة ،يجب أن يكون
إختفاءه املباغت
الخوف من ضياع الضمان املخول للخزينة " "Le gage du trésorنظرا ملا يطرأ
من تغيير على امللزم أثناء حياته وبعد وفاته ،والتي تهدد عملية التحصيل ،1أما
30
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الضرائب التي يطبق بشأنها إلاستحقاق الفوري ،فقد حددها املشرع في املادة 28
– 2الجداول وقوائم إلايرادات التي يتم إصدارها على سبيل التسوية فيما يتعلق بالضرائب
– 1الديون املترتبة على ذمة امللزم والقابلة لألداء بأجل إذا لم يعد يتوفر في املغرب على
– 2وما عدا رسم السكن ،تستحق فورا الديون القابلة لألداء في الحاالت التالية:
إنتقال امللزم خارج دائرة إختصاص املحاسب املكلف بالتحصيل ما عدا
وبمعنى آخر إذا طرأ أي تغيير على شخص امللزم وذلك وعيا من املشرع بضرورة إتخاذ إجراء
آني وسريع لكيال يتهرب امللزم من أداء ما بذمته من ديون تجاه الخزينة ،وتفاديا للمنازعات التي تنتج
عن ذلك.
31
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ألاصل في تحصيل الدين الضريبي هو ألاداء الرضائي من طرف امللزم ،وعند تخلف هذا ألاخير
عن إلايفاء بإلتزاماته وأداء ما عليه من ديون في آلاجال املحددة لإلستحقاق؛ خول املشرع لإلدارة
الحق في اللجوء إلى وسائل التنفيذ الجبري وفق الشروط وإلاجراءات املحددة قانونا.
إن الخزينة العامة للمملكة قد ال تتمكن من القيام باملهام املنوطة بها واملتمثلة في
إستخالص الديون الضريبية بإستعمال الطرق الرضائية ،1مما يجعلها مضطرة إلى اللجوء إلى طرق
عادية وإستثنائية بقصد إرغام املدين على الوفاء بإلتزامه 2،وفقا ملا تضمنه القانون رقم ،21.79
وقد أفض ى مجموعة من املهتمين تعريفات مختلفة ملفهوم التحصيل الجبري والتي من
بينها " :يتضمن التحصيل مجموع العمليات التي تمكن املحاسبين املكلفين بها من إستيفاء مبالغ
متمثلة في ديون الدولة وإذا لم يتم قبضها عند حلول تاريخ إستحقاقها املقرر قانونيا ،يصبح
بإستطاعة هؤالء القيام بمجموع إلاجراءات الالزمة للوصول إلى الحصول على املبالغ الواجبة
32
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وباإلضافة إلى إهتمام الفقهاء بهذا املجال ،فاملشرع كذلك أواله أهمية عظمى باملقارنة مع
التحصيل الرضائي ،بحيث خصص له مجموعة من النصوص محاولة منه تنظيمه بشكل دقيق،
وذلك من أجل إستخالص الدين الضريبي في أحسن الظروف حفاظا على حقوق الخزينة ،وأعطى
بذلك للمحاسب املكلف بالتحصيل سلطات واسعة للقيام بهذه املهمة مع تحميله املسؤولية في
حاالت إلاخالل بها فهي مسطرة دقيقة ،تطلب فيها املشرع املغربي إجراءات سابقة وشروط للقيام
بها والتي يترتب على إلاخالل بها بطالن مسطرة التحصيل الجبري.
خالل هذه املرحلة تقوم أجهزة الدولة املكلفة بإستخالص الديون املستحقة لها ،بتجميع
كافة الديون املترتبة على املدين في شكل الئحة تضم مجموع املبلغ املكون للدين الضريبي حتى
تشمله إجراءات التحصيل الجبري برمته ،1ثم تقوم بإخطار امللزم بكافة تلك الديون على أساس
الحق في إلاعالم ،وهو ما نجده في نص املادة 28من م.ت.د.ع " :ويشمل التحصيل الجبري مجموع
33
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
واملشرع سن هذه القاعدة نظرا لحرصه الشديد على إخطار امللزم بكافة ديونه قبل إتخاذ
أي إجراء في حقه من جهة ،وكذلك من أجل مواجهة املحاسب املكلف بالتحصيل على أي مبالغ
جاء في نص املادة 24من مدونة التحصيل ما يلي " :ال يمكن مباشرة التحصيل الجبري إال
بعد إرسال آخر إشعار للمدين بدون صائر ،ويجب تقييد تاريخ إرسال هذا إلاشعار في جدول
الضرائب والرسوم أو في أي سند تنفيذي آخر ،ويعتد بهذا التنفيذ ما لم يطعن فيه بالزور".1
وقد حدد املشرع املدة الفاصلة بين إرسال آخر إشعار بدون صائر وأولى إجراءات
التحصيل الجبري املتمثلة في إلانذار القانوني في مدة 11يوما ،حيث تنص املادة 12من م.ت.د.ع
على أنه " اليمكن تبليغ إلانذار القانوني إال بعد مض ي أجل 03يوما إبتداء من تاريخ إلاستحقاق
و 03يوما على ألاقل بعد إرسال آخرإشعاراملنصوص عليه في املادة 03أعاله".
فاملشرع فرض على املحاسب املكلف بالتحصيل تذكير امللزم باملبالغ املستحقة عليه قبل
البدء في إجراءات التحصيل الجبري ،على أساس أن يتم تقييد تاريخ إرسال هذا إلاشعار في جداول
الضرائب والرسوم أو في أي سند تنفيذي آخر ،ما لم يتم الطعن في هذا السند بالزور.
34
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تجدر إلاشارة إلى أن املشرع املغربي لم ينص على التبليغ الذي كان معتمدا عليه في ظل ظهير
2721القديم 1.وإكتفى فقط باإلرسال بدون صائر Sommation sans fraisمع تقييد تاريخه في
جدول الضرائب والرسوم أو في أي سند تنفيذي آخر دون إلزام املحاسب بتبليغ إلاشعار إلى امللزم.2
على الرغم من عدم نص املشرع على أية إجراءات لعدم إثبات توجيه إلاشعار بدون صائر،
فإن العمل القضائي سار في إتجاه إلغاء جميع إلاجراءات الالحقة في حالة عدم إلارسال وإثبات
توصل املدين به ،3وعدم التقيد بهذا إلاجراء فرض على القضاء إلغاء كافة إلاجراءات الالحقة
لإلشعار بدون صائر ،إلعتباره ذلك خرقا ألحد أهم الضمانات التي خولها املشرع للملزم قبل اللجوء
إلى إجراءات التحصيل الجبري إلى جانب إلاذن املسبق من طرف الرئيس ألاعلى املكلف بالتحصيل.
إال أننا نتساءل عن الحالة التي ال يعمد فيها املحاسب املكلف بالتحصيل إلى إرسال هذا
إلاشعار ويقوم مباشرة بإجراءات التحصيل ،ولم تجبنا املادة 24عن هذا التساؤل وإنما إكتفت
35
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
بعدم إمكانية مباشرة مسطرة التحصيل الجبري ،ولم تتطرق إلى الجزاء في حالة مخالفة أحكام هذه
املادة.
ال يمكن مباشرة إجراءات التحصيل الجبري إال بموجب قائمة إسمية بمثابة ترخيص تبين
املدين أو املدينين املشار إليهم في املادة 17من مدونة تحصيل الديون العمومية ،يصدر هذا
الترخيص عن رئيس إلادارة التي ينتمي إليها املحاسب املكلف بالتحصيل أو عن الشخص املفوض
ويتمثل الترخيص في قائمة إسمية تبين إسم املدينين امللزمين بأداء مبلغ الضريبة ،إضافة
إال أنه برجوعنا للمادة السالفة الذكر فاملشرع إستثنى من الحصول على الترخيص إلانذار
القانوني ،إذ يرى بعض الفقه " 2أن ذلك راجع لتبسيط املساطر إلادارية التي ما فتئ كافة املهتمين
بهذا املجال ينادون بها ويتوقون إلى إلاسراع في تجسيدها على أرض الواقع ،أو ربما لكون
القباض هم املؤهلون قبل غيرهم ملمارسة إستيفاء ديون الدولة ،فقد يكون مشرع مدونة
التحصيل أخذ بدوره هذه النظرية ليخضع لعملية الشروع في إستخالص الضرائب التي تتطلب
مصاريف أو صوائر الترخيص إلاداري مستثنيا منها إلاجراءات إلادارية املحضة التي ال تتطلب
36
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تداخل املساطر العامة إلى جانب النصوص القانونية والتنظيمية الخاصة كما هو الشأن
بالنسبة لإلنذارالضريبي".
وقد سعى املشرع من خالل هذا إلاجراء إلى مراقبة إلاجراءات إلادارية املتعلقة بالتحصيل
وضبط العمل إلاداري وممارسة نوع من الرقابة الذاتية التسلسلية ،أي فحص قوائم إلاستخالص
ومراقبتها من طرف املسؤولين قبل تسليمها للمحاسبين الذين ال يشرعون في التحصيل إال بموجب
1
تلك القوائم املتضمنة ألسماء امللزمين املتخلفين عن ألاداء ولعناوينهم واملبالغ املترتبة عليهم.
وبعد معرفة الشروط السابقة للقيام بالتحصيل الجبري ،سننتقل آلان إلى الخوض في
تفاصيل هذه املرحلة من خالل مناقشة درجاتها ،والتي رتبها املشرع من خالل املادة 27من مدونة
إلانذار هو إلاجراء الذي يمارس ضد الخاضعين املتخلفين عن أداء ديونهم الضريبية، 2
37
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وهو يعتبر قائمة أصلية تتضمن مجموعة من البيانات من بينها مبلغ الدين والجزاءات
املترتبة عن عدم ألاداء ،وتتضمن ما يفيد إجبار املدين على الوفاء بما في ذمته تجاه إلادارة حاال أو
داخل ألاجل املضروب له ،1فهو يعتبر من أهم املراحل التي يجب على املحاسب املكلف بالتحصيل
املرور بها لكونه إجراءا يحقق في الكثير من الحاالت الهدف منه ،وبالتالي إلاستغناء عن إجراءات
التحصيل الجبري ألاخرى والتي تتطلب املزيد من املصاريف ومنه التخفيف على الجهاز القضائي من
رخص املشرع لإلنذار الضريبي مجموعة من املواد التي من شأنها أن تنظمه وهي املواد 11
إلى 12من مدونة تحصيل الديون العمومية ،حيث أتت على تبيان الطريقة التي يتم بها إلانذار
فإذا كان إلانذار يكتس ي أهمية بالغة في إجراءات التحصيل الجبري ،فإن التبليغ هو آلاخر
له نفس ألاهمية لكونه الوسيلة التي بواسطتها يتم إيصال واقعة املديونية إلى علم امللزم املبلغ إليه
للوفاء بما بذمته من ديون الدولة ،وقد نص املشرع من خالل القانون 21/79على الشروط
الواجبة توفرها للشروع في عملية تبليغ الدين الضريبي وهي ضرورة أن يكون الدين مستحقا على
املدين بناء على املواد 22إلى 21بالنسبة للضرائب والرسوم املدرجة في الجداول ،وباإلضافة في
38
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تأكيده على وجوب إنصرام 11يوما بعد إرسال آخر إشعار بدون صائر املنصوص عليه في املادة 24
أما فيما يخص ألاشخاص املكلفون بتبليغ إلانذار فقد جاءت مدونة التحصيل على
تعدادهم من خالل املادة " 11يتم تبليغ إلانذار من طرف مأموري التبليغ والتنفيذ للخزينة أو أي
كما يمكن أن يتم التبليغ بالضريبة إلادارية أو عن طريق البريد املضمون مع إلاشعار
بالتوصل".
وبالتالي فإن املصلحة التي أوكل لها املشرع هذه املهمة هم أعوان التبليغ والتنفيذ التابعين
للخزينة العامة للمملكة ،2وقد أسندت هذه املهمة إلى إلادارة املكلفة بالتحصيل نظرا لدرايتها
بالجداول الضريبية وبالعمليات املرتبطة بها التي تخضع إلجراءات خاصة بها ،وتحكمها قواعد
وقد حددت املادة 12من مدونة التحصيل ألاشخاص الذين يقع عليهم وهم كآالتي:
التبليغ للمعني باألمر :ألاصل في التبليغ يجب أن يقع على الشخص امللزم نفسه أينما عثر
عليه عون التبليغ والتنفيذ إال أنه وفي حالة تعذر العثور عليه رخص املشرع للعون تسليمه
39
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
للغير الذي أتى على تحديده من خالل املادة 12من م.ت.د.ع .ومن خالل املادة 127من
املدونة العامة للضرائب واملادة 211من القانون رقم 19/14املتعلق بجبايات الجماعات
املحلية على أنه" :يجب أن يقوم العون بتقديم الوثيقة املراد تبليغها إلى املعني باألمر في
ظرف مغلق".1
كما تنص املادة 17من مدونة تحصيل الديون العمومية على أن التحصيل الجبري يباشر
في حق املدينين الذين يؤدوا ما بذمتهم من ديون داخل آلاجال املحددة وتنفذ إجراءات هذا
التحصيل من طرف مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة العامة ،وقد يكون املقصود باملعني
التبليغ للغير :وضع املشرع إمكانية تسليم إلانذار للغير إال أنه وضع معها عدة شروط
ليكون إلانذار صحيحا مراعيا بذلك ضرورة الحفاظ على ضمانات امللزم تتمثل في:
-ثالثا :ضرورة تسجيل تصريح هذا ألاخير في الخانة املخصصة له مع التوقيع إذا
كان املتسلم يحسنه ،أما إذا كان غير ذلك ،يدون العون على أصل قائمة إلانذار
عبارة "عجز عن التوقيع" ،وفي حالة رفض املدين أو الشخص الذي ينوب عنه
تسلم إلانذار ،يتعين على العون في هذه الحالة إلاشارة إلى هذا الرفض من خالل
40
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
عبارة "رفض التوقيع" وتدوينها على أصل القائمة ألاصلية لإلنذار وفي هذه الحالة
يعتبر إلانذار مبلغا تبليغا صحيحا في اليوم الثامن املوالي للتاريخ املقيد بالقائمة
وخالفا ملسطرة "آخر إشعار بدون صائر" فقد ألزم املشرع مأموري التبليغ والتنفيذ
التابعين للخزينة ،أو أي شخص مفوض من قبل املحاسب املكلف بالتحصيل لنفس الغرض –
كاملفوضين القضائيين على سبيل املثال– ،بموجب تبليغ إلانذار للمعني باألمر ،2إما بشكل شخص ي
وذلك بتسليم إلانذار للملزم نفسه ،أو من خالل تسليمه وفي ظرف مختوم وفي موطنه ألحد أقاربه
أو خدمه أو مستخدميه أو أي شخص آخر يسكن معه ،مع شهادة من توصل باإلنذار بتسلمه على
ألاصل.3
41
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الحجز
وبعد إنصرام أجل ثالثين يوما من تبليغ إلانذار ،1والتي يكون الغاية منها تثبيت جزء من أموال
املدين محل التنفيذ لتغطية الدين الضريبي املخلد في ذمته وصوائره ،بحيث يصبح مجرد حارس
لها ،ال يجوز له التصرف أو التمتع بها ،2إلى أن يتم بيعها الحقا إلستيفاء الدين من حصيلة البيع.
كما تمت إلاشارة إلى ذلك سابقا فإنه بمرور 21يوما على إلانذار القانوني يصير بإمكان
املحاسب اللجوء إلى إجراءات الحجز حيث يعتبر هذا ألاخير إلاجراء الفعلي في املتابعة الجبرية
لتحصيل الديون الضريبية ،3ويخضع الحجز ملجموعة من الضوابط وإلاجراءات التي تنظمه بحيث:
ال يمكن اللجوء إليه إال بترخيص مسبق من الرئيس ألاعلى لإلدارة التي ينتمي إليها املحاسب.
يمارس الحجز على ألاثاث وألامتعة املنقولة واملحاصيل والثمار طبقا ألحكام املسطرة
املدنية 1إال في حالة خشية ضياع ضمان الخزينة ،فيتم الحجز مباشرة إذا ما تم تبليغ
42
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
-السكنى الرئيسية التي تأوي عائلته على أساس أال تتعدى قيمتها مائتي ألف درهم؛
-املواد الغذائية املخصصة لتغذية املحجوز عليه ولعائلته ملدة شهر واحد؛
-يكتفي مأمورو التبليغ والتنفيذ للخزينة بجرد املحجوزات إذا تبين أن حجزا سابقا قد
إنصب على منقوالت املدين بعد إلاطالع على محضر الحجز ،وبتبليغه يعتبر بمثابة تعرض
على حصيلة البيع ويخول حق املشاركة في التوزيع مع تخويل املأمور إمكانية اللجوء إلى
إذا أصر املدين أثناء الحجز على رفض أداء ما بذمته يقوم مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة
43
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يرخص للمكلف بالحجز وفق الشروط املنصوص عليها في الفصل 218من قانون املسطرة
املدنية بفتح أبواب املحالت ذات إلاستعمال املنهي أو املعدة للسكنى وكذا ألاثاث في حدود ما
تقتضيه مصلحة التنفيذ عندما تكون ألابواب مغلقة أو رفض فتحها ويجوز له أن يطلب
يتم تحرير محضر تفتيش من طرف املحاسب املكلف بالتحصيل أو من يمثله وذلك
بحضور السلطة إلادارية املحلية عند إلاقتضاء في حالة إختفاء أو رحيل املدين دون
بمجرد أداء جميع املبالغ بما فيها صوائر الحجز يتم إيقاف الحجز حينا.
-إما بمحضر عدم وجود ما يحجز أو حين يتبين عدم وجود أية وسيلة أخرى
إلستيفاء املبالغ الواجبة في ذمة املدين ،بالنسبة للمدينين املعروفين بقدرتهم على
الوفاء.
-وإما بشهادة العوز املسلمة من طرف السلطة إلادارية املحلية بالنسبة للمدينين
املعروفين بعسرهم.2
ويمكن التمييز على مستوى مدونة التحصيل ،وباعتماد معيار محل الحجز ،بين نوعين من
الحجوز التنفيذية:
44
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
حجز يهم بعض ألاموال الخاصة كالعقارات وألاصول التجارية والسيارات والسفن وغيرها
حجز يهم ألاموال املنقولة العادية كاألثاث وألامتعة املنقولة واملحاصيل والثمار ،وتشكل
وتأكيدا على ضمان إستخالص الدين العمومي نص املشرع -كما تمت إلاشارة إلى ذلك -على
أن التعرض على الحجز من طرف املدين ال يوقف إجراءاته إال إذا تمت وفق مسطرة املنازعة
الواردة في املواد 227إلى 212من مدونة التحصيل 1أو إقدام امللزم على الوفاء بدينه كامال بما في
ذلك صوائر الحجز وإلانذار 2ومعنى ذلك أن ألاداء الجزئي أو على شكل دفعات ال يوقف الحجز. 3
البيع
يأتي البيع في املرحلة الثالثة بعد إلانذار والحجز ،وهو آخر عملية من عمليات التنفيذ
الجبري التلقائي واملباشر التي تقوم بها إلادارة تنفيذا على منقوالت املدين ويستوجب هو آلاخر
الحصول على ترخيص ،إذ ال يمكن بيع ألاثاث وألامتعة املحجوزة واملحاصيل والثمار التي أوشكت
45
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
على النضج ،إال بعد أجل 8أيام من تاريخ الحجز وبيع هاته املنقوالت يتوقف دائما على ضرورة
الحصول على إذن مسبق من طرف الرئيس ألاعلى املكلف بالتحصيل وهم:
oرئيس املحكمة التي ينتمي إليها كاتب الضبط بالنسبة للغرامات وإلادانات النقدية
يتم البيع غالبا بحضور املحاسب املكلف بالتحصيل ومأمور التبليغ ،مأمورو كتابة الضبط
أو املفوضين القضائيين بطلب من املحاسب بحضور السلطة إلادارية وتعرض ألاشياء للبيع حسب
الترتيب الذي يرغب فيه صراحة املدين وتتم إلاشارة إلى ذلك في املحضر.
وفي جميع ألاحوال عند إنتهاء عملية البيع يدفع محصوله في الحال بين يدي مأمور التبليغ
في حدود املبالغ الواجبة ،وفي حالة عدم كفاية محصول البيع يتابع إلاجراء الجبري بالنسبة للباقي.2
إلاكراه البدني
46
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يعرف إلاكراه البدني من خالل مقتضيات مدونة تحصيل الديون العمومية بأنه" :حبس –
املدين – املحكوم عليه ،مدة معينة يحددها الحكم الصادر به طبقا ملقتضيات القانون املنظم
وقد عرفت هذه املسطرة عدة تطورات منذ عهد القوانين اليونانية والرومانية وصوال إلى
4
القوانين املعاصرة ،والتي أضحت تشكك في شرعيته 2ونجاعته كإجراء قهري 3مجهول الهوية
وغامض املقاصد 5وحدس ي املقياس ،6فضال عن تطور فكرة الضمان العام والتي أضحت فكرة
47
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
قد القى تطبيق إلاكراه البدني خالفا كبيرا في الفقه والقضاء بخصوص مشروعيته خاصة
بعد مصادقة املغرب في مارس 2797على إتفاقية نيويورك الدولية املتعلقة بالحقوق املدنية
والسياسية املؤرخة في 2741/21/24و التي جاء في فصلها 22على أنه " ال يجوز سجن إنسان
إال أنه ورغم هذه املصادقة فقد إستمرت املحاكم املغربية في تطبيق إلاكراه البدني حتى في
امليدان التعاقدي ،بعلة عدم وجود ما يفيد سمو إلاتفاقية الدولية على التشريع الداخلي وعدم
وجود ما يفيد ترجيح ألاخذ باإلتفاقية الدولية عند تعارضها مع نص دستوري أو قانوني.
إال أن اللجوء لهذه املسطرة رهين بمجموعة من الشروط وإلاجراءات جاءت كالتالي:
تنص املادة 94من مدونة التحصيل على أنه " إذا لم تؤد طرق التنفيذ على أموال املدين
إلى نتيجة ،يمكن أن يتابع التحصيل الجبري للضرائب والرسوم والديون العمومية ألاخرى
مما يعني أن املشرع قد جعل مباشرة مسطرة إلاكراه البدني آخر درجة من درجات
التحصيل الجبري ،إذا لم تؤد باقي درجات التحصيل إلى نتيجة وتكون درجات التحصيل
كلها باءت بالفشل ،حيث إن التنفيذ على شخص املدين يأتي بعد التنفيذ بواسطة
إجراءات التحصيل الجبري على أموال املدين السائلة واملنقولة وألاصول التجارية
48
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
والعقارات والسلف ،وعندما ال تؤدي هذه إلاجراءات إلى نتيجة تمكن من إستيفاء ديون
الدولة آنذاك يمكن للمحاسب املكلف بالتحصيل اللجوء إلى مسطرة إلاكراه البدني من
أجل جبر املدين على إلايفاء بديونه تجاه خزينة الدولة ،مع مراعاة املقتضيات القانونية.
أما فيما يخص ألاشخاص الذين يطبق في حقهم إلاكراه البدني فهم كآالتي:
وطلب تطبيق إلاكراه البدني يرفع إلى املحكمة املختصة من طرف املحاسب املكلف
أ -أن يكون الطلب مكتوبا وموقعا من طرف املحاسب املكلف بالتحصيل ومتضمنا إلاسم
العائلي والشخص ي للمدين وكذا عنوانه مع تحديد مبلغ الدين املراد تحديد إلاكراه البدني
من أجله ،باإلضافة إلى ضرورة تبيان موضوع الدعوى والوقائع والوسائل املثارة مرفقة
باملستندات التي يتوجب على املحاسب إستعمالها مقابل وصل يسلمه كاتب الضبط
ب -أن يؤشر على الطلب قبل عرضه على املحكمة رئيس إلادارة التي ينتمي إليها املحاسب
49
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ت -البت داخل أجل 21يوما من طرف قاض ي املستعجالت في الطلب املعروض عليه ،1وهذا ما
إفترضته الفقرة الثانية من املادة 81من مدونة التحصيل قصد إصدار أمر بتحديد مدة
الحبس ،مع أن املدونة لم تحدد التاريخ الذي يبدأ منه إحتساب املدة ،وهل يدخل في ذلك
تاريخ الوضع بالبريد أو الوضع بصندوق محكمة أخرى غير املحكمة املختصة وهل يتم
ث -تنفيذ ألامر إلاستعجالي املحدد ملدة إلاكراه البدني وذلك بصورة آنية ،ويعمل وكيل امللك
لدى املحكمة املختصة على تنفيذه بمجرد التوصل به ،2وبعد توصل وكيل امللك باألمر
إلاستعجالي املحدد ملدة إلاكراه البدني يصدر أوامر إلى رجال القوة العمومية من شرطة
ظهرت مسطرة إلاشعار للغير الحائز في فرنسا منذ سنة 2818وتعتبر مقتضيات الفصلين
141و 142من كتاب املساطر الجبائية املرجع ألاساس ي لهذا إلاجراء الذي حظي بإهتمام من لدن
50
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إلادارة الجبائية التي خصصت له العديد من الدوريات ،ومن لدن القضاء إلاداري الذي تعددت
تدخالته للسهر على حسن تطبيق املسطرة أو التنصيص على بعض الشكليات التي أهملها املشرع.1
وقد إعتبرت محكمة النقض الفرنسية في قرار صادر لها بتاريخ 11يونيو 2781إلاشعار
للغير الحائز بمثابة حكم بالتصديق على حجز ما للمدين لدى الغير ،لتسليم املبالغ التي يحوزها
وهو مدين بها للملزم وفاء بالضرائب والرسوم والديون ألاخرى الواجبة على هذا الغير واملتمتعة
بإمتياز الخزينة.2
تم نقل هذه املسطرة إلى التشريع املغربي ألول مرة في ظهير 12غشت 2721من خالل
مقتضيات املادتين 42و 41منه ،واملالحظ غياب تعريف لهذا إلاجراء في النصوص القانونية املنظمة
له وإحجام إلاجتهاد القضائي عن تقديم تعريف موحد وقار له ،فبالرجوع إلى التعليمات الصادرة
عن الخزينة العامة للمملكة نجدها تعرفه على أنه " إجراء يمكن املحاسب العمومي من حيازة
ألاموال املوجودة بين يدي ألاغيار والتي تعود ملكيتها أو تفترض ملكيتها للملزم ،3فهذا إلاجراء
إلاستثنائي إذن هو إجراء تنفيذي ومباشر ويمكن املحاسب من تحصيل الدين العمومي على خالف
51
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إلاجراءات التحفظية وإجراءات التحصيل الجبري ألاخرى التي غالبا ما يكون القصد منها تحصين
إال أنه ومنذ صدور قانون 21/79بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ،وموضوع
إلاشعار للغير الحائز يثير غموضا كبيرا لدى معظم املهتمين والباحثين خصوصا في املادة الجبائية،
وهذا راجع باألساس إلى كون املشرع لم يوفه حقه إن على مستوى املصطلح وكذلك ما يهم مختلف
وإستنادا للمادة 211من مدونة التحصيل ،فإن إلاشعار للغير الحائز يلزم ذلك الغير
بالتسليم الفوري للمبالغ املوجودة في حوزته ،وذلك في حدود مبلغ الضريبة الواجب أداءها على
امللزم ،حيث يسلم القابض املكلف بالتحصيل للحائز وصال بالتسليم ،والذي يمكن الاعتداد في
مواجهة امللزم ألاصلي استنادا ملا نصت عليه املادة 212من نفس املدونة.
أما في حالة تقاعس الغير الحائز بعد تسلمه لإلشعار عن تسليم ما بحوزته للمحاسب
املكلف بالتحصيل ،يمكن لهذا ألاخير أن يتابعه بمختلف إجراءات التحصيل بإستثناء إلاكراه
البدني ،وذلك على خالف التشريع السابق الذي كان يخول للقابض متابعته بكل إجراءات
52
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وقد كانت هناك مجموعة من املحاوالت لتعريف هذا إلاجراء ،فهناك من ذهب إلى تعريفه
على أنه وسيلة قانونية تمكن املحاسب املكلف بالتحصيل بصفة مباشرة من إستخالص الضرائب
والرسوم وغيرها من الديون ،وذلك عن طريق توجيه إشعار لألغيار الحائزين ملبالغ يملكها امللزمون
حاول العمل القضائي تعريف إلاشعار للغير الحائز على أنه إجراء مباغث يترتب عليه حجز
أموال املدين وتسليمها فورا إلى املحاسب املكلف بالتحصيل ،2باإلضافة إلى ذلك أن هناك حكم
يرى بأن إلاشعار للغير الحائز هو إجراء تنفيذي ومباشر من إجراءات التحصيل الجبري إلستخالص
الديون العمومية.3
وفي حكم آخر جاء فيه " وحيث ملا كان إلاشعار للغير الحائز وسيلة قانونية تمكن
املحاسب املكلف بالتحصيل بصفة مباشرة من إستخالص الضرائب والرسوم وغيرها من
الديون العمومية بإمتياز الخزينة في إستخالص الديون الضريبية من يدي امللزمين بهذه
الديون ،في حدود ما ترتب في ذمتهم من ديون عمومية ،وكان هذا إلاشعار يدخل في إطار إجراءات
4
التنفيذ الجبري املباشرة ضد امللزم".
وفيما يخص مجال تطبيق إلاشعار للغير الحائز قد قام املشرع بتحديد ألاشخاص والديون
التي ينصب عليها ،فبإستقرائنا للمادتين 211و 212من مدونة تحصيل الديون العمومية ،فإن هذا
53
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إلاجراء يطبق على ألاغيار الحائزين واملودع لديهم ،أما بالنسبة للديون التي تنصب عليها فقد حددت
املادة 1من املدونة هذه الديون حيث جاء فيها " تعتبرديونا عمومية بمقتض ى هذا القانون:
-الضرائب املباشرة للدولة والرسوم املماثلة وكذا الضريبة على القيمة املضافة املشار
-سائر الديون ألاخرى لفائدة الدولة والجماعات املحلية وهيأتها واملؤسسات العمومية
التي يعهد بقبضها للمحاسبين املكلفين بالتحصيل ،بإستثناء الديون ذات الطابع التجاري
ومن خالل إطالعنا على مقتضيات املادة 212من املدونة نالحظ أن الديون التي يمكن أن
تكون موضوعا لإلشعار للغير الحائز هي الضرائب والرسوم والديون ألاخرى املتمتعة بإمتياز
54
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الخزينة وهي املنصوص عليها في املادتين 211و 214من املدونة ،وتمارس هذه إلامتيازات قبل جميع
إلامتيازات العامة أو الخاصة ألاخرى مع إعتبار إلاستثناءات املحددة في نص املادة 219من نفس
املدونة.
وعليه فإن إلاشعار للغير الحائز هو إجراء يتم بواسطته التعرض على أموال امللزم من
طرف القابض ،مما يحتم على امللزم التوجه إلى القضاء إلاستعجالي للمطالبة إما بإيقافه أو بإلغائه
أحيانا.
وبعد عرض مختلف أشكال ومساطر تحصيل الدين الضريبي والتي وضعها املشرع من أجل
تنظيم وتقنين هذا املجال بهدف بلوغ ألاهداف املنشودة منه ومسايرة املستجدات ،سننتقل آلان إلى
دراسة بعض إلاجراءات ألاخرى التي وضعها املشرع لحماية الدين الضريبي وامللزم به ،بحيث
سنتناول من خالل هذا املطلب مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي وسبر أغوارها من خالل
تعريفه (فرع أول) وعرض مالمح إختالفها عن املساطر ألاخرى (فرع ثاني).
لقد نص املشرع خالل سنة 1117صراحة وألول مرة على مسطرة قضائية يمكن بموجبها
أن يأمر بإيقاف تنفيذ تحصيل الدين الضريبي املستحق إثر مراقبة ضريبية شريطة تكوين ضمانة
كافية لتأمين هذا الدين ،وقد جاء هذا التعديل على إثر التعديل الذي لحق باملادة 111من املدونة
العامة للضرائب والتي جاء فيها ..." :بالرغم من جميع ألاحكام املخالفة ،ال يمكن إيقاف تنفيذ
تحصيل الضرائب والرسوم والواجبات والرسوم املستحقة إثر مراقبة ضريبية ،إال بعد وضع
55
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الضمانات الكافية كما هو منصوص عليها في املادة 111من القانون رقم 11-79بمثابة مدونة
تحصيل الديون العمومية السالف الذكر ،"...فكيف عرف املشرع والقضاء هذا النظام؟
منح املشرع لكل شخص مطالب بدين ضريبي أن يلجأ إلى املحاسب املكلف بالتحصيل ،من
أجل أن يوقف مطالبته بدين ضريبي أو متابعته بإجراء من إجراءات التحصيل ،وذلك إلى حين
البت في شكايته املتعلقة بالدين أو صدور حكم في الدعوى املرفوعة أمام الجهة القضائية
املختصة ،وقد أقر املشرع هذا الحق من أجل حماية الحقوق املالية للمدين الذي يرى أن تسديد
الدين املطالب به في الوقت الحالي سيؤثر سلبا على توازنه املالي ،وتتمثل هذه إلامكانية في طلبات
تعرف طلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية على أنها " :املكنة املخولة للقاض ي إلاداري
حين يعرض عليه طعن في قرار إداري أو تصرف قانوني بأن يصرح بطلب من املدعي بأنه ال ينبغي
1
تنفيذ ذلك التصرف طاملا لم يفصل في صحته".
وفي تعريف آخر فإن إيقاف تنفيذ الدين الضريبي يقصد به " 1 :الحكم الذي بموجبه يرى
القاض ي إلاستعجالي بطلب من امللزم وبشروط معينة أن يوقف إجراءات تحصيل الضريبة إلى
56
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
أما George Latilفقد عرفه بأنه" :2ألاحقية املخولة للمدين بمقتض ى نص قانوني
وعرفه أيضا ألاستاذان عبد الرحمان أبليال ورحيم الطور بأنه "الحق املخول بمقتض ى
القانون لكل شخص مطالب بهذا الدين في أن يلجأ إلى املحاسب املكلف بالتحصيل من أجل أن
يوقف مطا لبته بدين عمومي أو متابعته بإجراء من إجراءات املتابعة ،وذلك إلى حين البت في
تعتبر طلبات إيقاف تنفيذ مسطرة إلاستخالص إجراء وقتيا ومؤقتا يكتنفه الطابع
إلاستعجالي ،بإعتبار أن امللزمين به يكونوا مداهمين بالتنفيذ على ممتلكاتهم وعلى أبدانهم أحيانا،
وبالتالي فالقضاء إلاستعجالي يكون املناسب له ،ملا يتوفر فيه من سرعة البت وتقصير املواعيد
إلاجرائية وربطها مع ضرورة توفر عنصر إلاستعجال وعدم املساس بجوهر النزاع ،وهذا الطلب
عبارة عن دعوى يرفعها املدين إلستصدار سند تنفيذي بإيقاف عمليات تحصيل هذا الدين ،إما
لقيام منازعة في إجراءات التحصيل أو سقوط عناصر إلاستحقاق عنه بالتقادم ،وإما لقيام منازعة
في جوهر النزاع ذاته ووعائه أو في كيفية ربطه أو تصفيته أو إصداره ،وتأتي دعوى إيقاف إجراءات
57
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
التحصيل للحيلولة دون ما قد يستتبع عمليات التحصيل من أضرار في هذه ألاوضاع ،وهي وإن
كانت فرعا من منازعات التحصيل إال أنها تختلف عن دعوى املنازعة في التحصيل التي تثار أمام
قضاء املوضوع إما إلثارة أسباب سقوط تحصيل الدين بالتقادم ،1أو لتخطي تراتبية إجراءات
التحصيل مثال.
وقد تيسر توظيف مسلك إيقاف التحصيل لكونه يندرج ضمن إلاطار العام لوالية وقف
التنفيذ التي يقررها القانون للقضاء بطلب من الشخص الذي تواجهه إجراءات تنفيذ منازع فيها إلى
غاية الفصل في جوهر النزاع ،إال أن ما يميزها هو كون املشرع املغربي لم يفرد لها نصا خاصا بخالف
املشرع الفرنس ي الذي تطرق لهذه املكنة بصفة صريحة ومن زاويتين ،ألاولى بمقتض ى الفصلL521 2
من قانون العدالة إلادارية الذي خول للمدين طلب تدخل قاض ي املستعجالت لوقف تحصيل دين
يتهدده ،كما خول له من زاوية ثانية وبمقتض ى إحالة من الفصل L532-2أن يلجأ إلى قاض ي
املستعجالت كمرجع طعن في إطار الفصل L277من كتاب املساطر الجبائية الفرنس ي ،ليقدر ما إذا
58
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
كانت الضمانات املشكلة من طرف امللزم والتي رفضها املحاسب العمومي كفيلة بأن توفر تغطية
للدين املنازع فيه ،وفي حالة إقرار القضاء بكفاية الضمانات فإن املحاسب يتبناها ويوقف إداريا
عمليات التحصيل.
لكن مجلس الدولة الفرنس ي طور املكنة القانونية ملسطرة إلايقاف القضائي للتحصيل بأن
حلل املدعي من عبء إلاثبات كون مواصلة عملية التحصيل تلحق به أضرارا جسيمة يصعب
جبرها ،حيث قرر إلاكتفاء بإثبات من املدعي املدين بكون التدبير ولو كان تحفظيا قد يلحق به
ضررا وذلك بمقتض ى قرار له بتاريخ 11أبريل 1112في قضية " 1." JANFINوإنطالقا من هذا
التحول إعتبر الفقه والقضاء في فرنسا أن إقرار وقف التنفيذ الجديد Réfère suspensionالذي
إستحدثه قانون العدالة إلادارية قد جاء لخلق توازن بين إمتيازات إلادارة العمومية املكلفة
بالتحصيل وضمانات املدينين ملا يوفره من حقوق أوسع وأشمل من نظام وقف التنفيذ Sursis à
وتجدر إلاشارة بهذا الخصوص إلى أن النظام املغربي والفرنس ي يقران معا للمقررات
القضائية التي تصدر عن القضاء إلاستعجالي بالطبيعة الوقتية التي ال يتجاوز مفعولها الحمائي
الوقت الذي يستغرقه الفصل في الطعن املعروض على قضاء املوضوع ،لكن ما يميز هذه املساطر
هو سرعة وبساطة إجراءاتها وقلة تكلفتها وإستعجال الفصل فيها وقصر آجال الطعن في ألاوامر
59
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
التي تصدر بشأنها ،ومزية النفاذ املعجل التي تكون مشمولة بها والتي ال يوقف مفعولها إال قرار عن
مرجع الدرجة الثانية أو ألاعلى أو عن قضاء املوضوع عند حسم النزاع في الجوهر.
غير أن تنوع أشكال املتابعات املتفرعة من إجراءات تحصيل الديون الضريبية وتشبعها،
يجر بالتبعية إلى تنوع أشكال تدخل القضاء إلاستعجالي للتعامل مع املواقف وألاوضاع بما يالئمها
من تدابير وهي أحوال يوظف فيها القضاء الرئاس ي تارة كما في ألاوامر الوالئية التي تصدر في غيبة
ألاطراف مثل إجراء معاينة إثبات حال أو خبرة أو عرض عيني أو إيداع ،1أو إستجواب أو أمر
بتأجيل بيع املنقوالت املحجوزة من طرف املحاسب إعتمادا على الفصل 148من قانون املسطرة
املدنية ،كما قد يتناول البحث في مدى قانونية تطبيق إلاكراه البدني بحق املدين تارة أخرى ،هذا
ناهيكم عن طلبات التبليغات كإلتماس توجيه تظلم أو إعذار إلى غير ذلك ،مما يفصل فيها في إطار
الفصل 218من قانون املسطرة املدنية إن رفع الطلب لرئيس املحكمة الابتدائية ،والفصل 27من
قانون املحاكم إلادارية إن رفع الطلب لهذه الجهة ،وباملقابل قد تنتج عن مسطرة التحصيل عوارض
تقتض ي إصدار أوامر بناء على طلب كاملعاينات والخبرات كما قد يستدعي ألامر تدابير تحفظية .2
أما في املغرب وفي ظل غياب قواعد خاصة تنظم إيقاف تنفيذ الضريبة فإن هذه املسطرة
يرجع البت فيها إلى قاض ي املستعجالت وهذا على خالف التشريع الفرنس ي ،3الذي أسند في بادئ
60
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ألامر إلاختصاص إلى القضاء الجماعي ،ليغيره بعد ذلك بموجب القانون رقم 21/4/1114املتعلق
باإلستعجال أمام املحاكم إلادارية 1الذي حول البت في طلبات وقف التنفيذ إلى القضاء إلاستعجالي.
وتتميز مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي كونها إستثناءا من القاعدة ،2حيث إن
املتعارف عليه في املنازعات الجبائية أنه تؤطره قاعدة "أد ثم أشك" والتي تجد مرجعيتها القانونية في
الفقرة ألاولى من الفصل 229من القانون 21/79التي يجري سياقها على ما يلي " :بصرف النظر
عن أي مطالبة أو دعوى ينبغي على املدينين أو يؤدوا ما بذمتهم من ضرائب ورسوم أخرى طبقا
واملدين من خالل هذه القاعدة ملزم باألداء متى حل أجله ،وذلك راجع إلى كون الدين
الضريبي واجب ألاداء بأكمله بمجرد حلول أجله ،وال تمنع الوفاء به أية منازعة قضائية أو غير
قضائية ،وتعتبر قاعدة إنعدام ألاثر املوقف للطعون 3من املبادئ العامة للقانون إلاداري كما سبق
الذكر والتي تعتبر املنازعات الجبائية مجاال من مجاالت إعمالها ،وإذا كانت هذه هي القاعدة ،فإن
إلاستثناء 4يتمثل في إمكانية إيقاف أداء أو تنفيذ الدين الضريبي مع إستجماع بعض الشروط
املتطلبة لذلك.
61
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وقد نظم املشرع املغربي هذا إلاجراء من خالل املادة 11من قانون املحاكم إلادارية ،حيث
تحدث عن شرط يمكن للمحكمة بواسطته أن تأمر بصورة إستثنائية بإيقاف تنفيذ قرار إداري
بهدف إلغاءه ملتمسا وطالبا إلغاؤه بصراحة ،ومفهوم املخالفة لهذا النص أن القاض ي إلاداري ال
يمكنه إيقاف تنفيذ القرار إلاداري الجبائي تلقائيا حتى لو ظهر له من خالل وثائق امللف أن القرار
موضوع الطعن مشوب بعدم املشروعية ،بل ال بد من طلب صريح من رافع دعوى إلالغاء ،1ويقدم
هذا الطلب بشكل مستقل عن دعوى إلالغاء متضمنا كافة البيانات املتطلبة في مقاالت إلادعاء مع
أداء الرسم القضائي املقرر له ،2وهذا الطلب يكون غير مقيد بأجل إال أن يكون الطعن باإللغاء قد
وقع البت فيه قبل رفع الطلب أو أن يكون التنفيذ قد تم فعال ،3ولصحة الطلب يجب أن تكون
دعوى إلالغاء املرتبطة به منصبة على قرار إداري جبائي ،له كامل مقومات القرارات إلادارية بغض
النظر عما إذا كان هذا القرار سليما أو مشوبا بعيب من العيوب وليست منصبة على مجرد تصرف
62
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وإقرار نظام إيقاف تنفيذ القرارات إلادارية جاء عن طريق إلاجتهاد القضائي ،فاملشرع
املغربي لم ينظم هذه املسطرة بنصوص خاصة وواضحة ،مما فتح املجال أمام القضاء إلاداري
ليجتهد مهتديا في ذلك ببعض النصوص القانونية التي جعلها أساسا لها.1
فقد أكد القضاء املغربي على كون إيقاف التنفيذ هو إجراء وقتي وإستعجالي من خالل ألامر
الصادر عن رئيس املحكمة إلادارية بفاس" :2حيث إقتصر قضاء هاته املحكمة على إعتبار طلب
إيقاف تنفيذ إلانذار الضريبي إجراءا وقتيا محددا في الزمن تستدعيه الضرورة امللحة لحل
مؤقت ال تسعف فيه إجراءات التقاض ي العادية ،وتجنب أخطار مواصلة إجراءات التنفيذ
لحجز أموال الطالب أو بيعها وقد تصيبه في ذاته عن طريق إكراهه بدنيا ،وتلك ألاضرار يصعب
وقد جاءت هذه املسطرة من أجل ضمان حقوق مديني خزينة الدولة من تعسف إلادارة
وألاخطاء التي قد ترتكبها ،فامللزم بالدين الضريبي قد ينازع في وجود الدين أو في إستحقاقه أو يدعي
سقوطه بالتقادم ،إال أنه ومع ذلك يكون مهددا بإجراءات التحصيل الجبري في مواجهته والتي قد
تطال أمواله أو شخصه في بعض ألاحيان بالنسبة للشخص الطبيعي ،أما بالنسبة للشخص
املعنوي فقد يجعلها الدين رغم منازعتها في موضوعه في ضائقة مالية يمكن أن تؤدي بها إلى الحكم
بتسويتها أو تصفيتها قضائيا ،ومن هنا تكمن أهمية مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي في حماية
63
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
من خالل تعريفنا لنظام إيقاف تنفيذ الديون الضريبية صادفنا مجموعة من إلاجراءات
وألانظمة املشابهة له ،مما حتم علينا ضرورة الخوض فيها من أجل إجالء اللبس عن مفهوم إيقاف
التنفيذ ،وهذه إلاجراءات تتجلى في مسطرة منح التسهيالت (الفقرة ألاولى) ومسطرة وقف ألاداء
(الفقرة الثانية).
تنص الفقرة ألاولى من املادة 211من م.ت.د.ع على أنه " ال يحق ألي سلطة عمومية أو
إدارية أن توقف أو تؤجل تحصيل الضرائب والرسوم أو أن تعرقل سيره العادي ،وإال تمت إثارة
مسؤوليتها الشخصية واملالية وفقا للشروط املحددة في القانون رقم 31-77املتعلق بمسؤولية
لكن املشرع في الفقرة الثانية من نفس املادة سمح للمحاسب املكلف بالتحصيل أو لرئيس
إلادارة التي ينتمي إليها ،1إمكانية منح تسهيالت لفائدة امللزمين لكن شريطة تقديم الضمانات
املنصوص عليها في املادة 228من مدونة تحصيل الديون العمومية ،وتتمثل هذه التسهيالت في
إمكانية تقسيم الدين الضريبي إلى أقساط تؤدى في آجال محددة ،وبالتالي فإستجابة املحاسب
64
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املكلف بالتحصيل في إمكانية تقسيم هذا الدين ،مما يعني أنه في حالة عدم إلاستجابة لهذا الطلب
وقد نصت العديد من التشريعات املعاصرة على هذه إلامكانية نظرا لكونها تساعد على
تحسين وتجويد العالقة بين امللزم وإلادارة باإلضافة إلى الحفاظ على إستقراره املالي ،إال أنها قد
وضعت في نفس آلان شروطا من أجل تقنين هذه إلامكانية وهي ضرورة كون امللزم حسن النية ،وأن
يكون في ضائقة مالية أدت به إلى صعوبة أداء دينه الضريبي في ألاجل القانوني املحدد له ،باإلضافة
إلى ذلك إكتفت بإلزام املدين بتعهد كتابي يلتزم بموجبه بأداء دينه على أقساط ،على عكس املشرع
املغربي للمحاسب املكلف بالتحصيل واملتمثلة في إمكانية تدخله في تقسيم الدين الضريبي إلى
أقساط ،1وفي ظل السلطة التقديرية التي منحها املشرع املغربي للمحاسب املكلف بالتحصيل
واملتمثلة في إمكانية تدخله في تقسيم الدين الضريبي إلى أقساط ،وبالرجوع للمادة 211من املدونة
والتي تجيز هي ألاخرى للمحاسب املكلف بالتحصيل دفع الضرائب على أقساط مراعاة للظروف
إلاجتماعية وإلاقتصادية ،2فإنه من باب أولى أن يتولى القاض ي ويأمر بتأجيل أداء الدين الضريبي
3
جزئيا أو كليا ومنح مهلة إسترحامية متى كانت الظروف الداعية إلى ذلك قائمة.
65
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وقد جاء في املذكرة التفسيرية 1عدد 29الصادرة عن الخزينة العامة للمملكة بتاريخ 2
مارس 1111في موضوع التسهيالت في ألاداء ما يلي ":ال يحق ألي كان أن يوقف أداء الضريبة أو
يعرقل إجراءات التحصيل املتخذة في هذا الشأن إال أنه يمكن للمحاسبين املكلفين بالتحصيل
وتحت مسؤوليتهم وبناء على تقديم ضمانات أن يمنحوا تسهيالت للملزم الذي يعاني صعوبات
مالية وذلك على شكل إيقاف لألداء أو ألاداء بأقساط ".وهذه املسطرة هي وحدها التي يمكن
تسميتها بمسطرة تأجيل الدين الضريبي ،2ألن موضوعها هو تأجيل ألاداء أو إرجائه بعد أن حل
ميعاده ،وتختلف عن مسطرة إيقاف تنفيذ الديون الضريبية من عدة نواحي ،أولها من حيث
املوضوع :حيث إنه ومن خالل الفقرة الثانية من املادة 211من مدونة التحصيل التي نظم من
خاللها املشرع مسطرة تأجيل الدين الضريبي ،وذلك ملصلحة املدينين الذين ال ينازعون في وجود أو
إستحقاق ديونهم ،وإنما يطلبون من إلادارة الجبائية تأجيل أدائها إلى آجال أخرى ،في حين أن
مسطرة إيقاف التنفيذ قد أقرها القضاء ملصلحة املدينين الذين ينازعون في وجود الدين الضريبي
أو في إستحقاقه أو يدعون سقوطه بالتقادم ،ويطلبون من الجهة القضائية املختصة إيقاف
تنفيذه مؤقتا إلى غاية الفصل في أصل النزاع ،وبالتالي فاإلختالف بين املسطرتين يكمن في كون
مسطرة منح تسهيالت في ألاداء ال تنطوي على أي أية منازعة ال في أصل الدين وال في إجراءات
تحصيله ،على عكس مسطرة إيقاف التنفيذ التي تعتبر مسطرة نزاعية ،أما فيما يخص الجهة
66
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املختصة فإن طلب منح تسهيالت في ألاداء فهو يقدم إلى املحاسب املكلف بالتحصيل أو لرئيس
إلادارة التي ينتمي إليها ويتم البت فيه من طرفهما كل حسب نطاق إختصاصه ،وبالتالي فإن البت
فيه هو من إختصاص إلادارة على عكس طلب إيقاف التنفيذ الذي يختص فيه القضاء إلاستعجالي
إلاداري.
عرف وقف أداء الدين الضريبي من طرف بعض الباحثين 1على أنه "الحق املخول
بمقتض ى القانون لكل شخص مطالب بهذا الدين في أن يلتجأ إلى املحاسب املكلف بالتحصيل
من أجل أن يوقف مطالبته بدين عمومي أو متابعته بإجراء من إجراءات املتابعة ،وذلك إلى حين
البت في شكايته املتعلقة بموضوع الدين أو صدور حكم في الدعوى املرفوعة أمام الجهة
القضائية املختصة".
أما البعض آلاخر فقد عرفه بأنه" 2الحق املخول بمقتض ى القانون لكل شخص مطالب
بدين ضريبي أن يلجأ للمحاسب من أجل أن يوقف إجراءات املتابعة إلى حين البت في شكايته
املتعلقة بموضوع الدين أو صدور حكم في الدعوى املقامة املتعلقة بنفس الدين ،وذلك شريطة
67
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وفي تعريف آخر عرف على أنه" 1الحق الذي منحه املشرع لكل شخص مطالب بدين
ضريبي أو متابعته بإجراء من إجراءات التحصيل وذلك إلى حين البت في شكايته املتعلقة
بموضوع الدين ،أو صدور حكم في الدعوى املرفوعة أمام الجهة القضائية املختصة ،وقد أقر
املشرع هذا الحق من أجل حماية املدين الذي يرى أن تسديد الدين املطالب به في الوقت الحالي
وقد أوجد املشرع مسطرة وقف ألاداء إلادارية ليحقق التوازن بين ضمانات املدين وحقوق
الدين العمومي وكذلك كحل وسيط يكون فيه الدين في متناول قبضة املحاسب املكلف بتحصيله،
بفضل ما يحيط به من ضمانات دون إهدار لحق املدين في املنازعة فيه كحق مشروع ،والدين
العمومي كما ال يخفى على الجميع يحمل في كنهه عنصر الاستحقاق ،Exigibilitéومن تم صيغة
النفاذ الفوري ،فإن أي تصرف قد يصدر من املحاسب يخالف هذه الصيغة سيؤدي به إلى تحمل
مسؤوليات جمة قد تعرضه للمساءلة إلادارية والزجرية وربما للتأديب املالي ،إال إذا كانت لهذا
املحاسب مبررات جدية وغطاء شرعي مالئم ،وطلبات إلايقاف التي يرفعها املدين للمحاسب من
شأنها أن توفر هذا الغطاء إال أنها محاطة بشروط شكلية وأخرى موضوعية صارمة ،إذ تفرض
قواعد هذا الشكل من الطلبات أن تتضمن كافة البيانات الكفيلة باإلرشاد للدين املعني باإلجراء.
وبما أن مدونة التحصيل قد عرفت ألاشخاص الذين يساءلون بالدين الضريبي ،فإنها تكون
قد خولت لهم بذلك صفة الولوج إلى مزية طلب وقف التحصيل متى بوشرت إلاجراءات ،إال أنها لم
تحدد الجهة التي يقدم لها طلب وقف ألاداء ،ماعدا ما جاء في سياق الفصل 211من املدونة والذي
68
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
حدد الجهة التي يتعين مخاطبتها في كل مطالبة إدارية تستهدف التحصيل ،وخاصا بالذكر رئيس
إلادارة التي ينتمي إليها املحاسب املكلف بالتحصيل املعني باألمر أو إلى من يمثله ،وهو ما يجعل
الجهة املختصة بتلقي هذه الطلبات هي رئيس إلادارة التي ينتمي إليها املحاسب ،وهي الخازن الجهوي
بالنسبة للديون التي يباشر تحصيلها قباض الخزينة أو املدير الجهوي للضرائب بالنسبة للديون
التي يباشر تحصيلها قباض الخزينة ،أو املدير الجهوي للضرائب بالنسبة للجبايات التي أسند
تحصيلها ملحصل إدارة الضرائب ،أما عمليا فإن الرئيس يتلقى الطلب ويحيله مع الوثائق التي
تجسد تشكيل الضمانات على املحاسب املكلف بالتحصيل ليقرر مدى كفايتها أو عدم كفايتها،
عمال بمقتضيات الفقرة ألاخيرة من الفصل 229بمعنى أن الرئيس يشكل همزة وصل بين املدين
والقابض ،1وباإلضافة إلى أنه وبالرجوع إلى الفصل 211فقد حدد املشرع أجال خاصا بهذا الطلب
وهو أجل ستين يوما ينطلق إحتسابه من تاريخ تبليغ إجراء من إجراءات التحصيل.
ويتبين مما سبق أن مسطرة وقف ألاداء لها ذاتيتها املتميزة وشروطها الشكلية الخاصة
وقواعدها املوضوعية ،إال أن سلطة التقدير فيها ال تخضع للقضاء بل يتبقى بين يدي السلطة
التقديرية لإلدارة على عكس مسطرة إيقاف التنفيذ فهي مسطرة قضائية تبدأ بمقال وتناقش في
شكل دعوى ينتهي الفصل فيها بصدور مقرر قضائي مشمول بالنفاذ املعجل وذي مفعول وقتي،
وإما إلى التصريح بعدم إختصاص الجهة القضائية التي عرض عليها الطلب أو إلى رفضه.
69
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وفي ظل ظهير 12غشت 2721كان يثار إشكال عدم التمييز بين وقف ألاداء وإيقاف
التنفيذ ،1حيث إن املشرع وضع صيغة عامة وهي تأجيل الدفع مما طرح إشكاال أمام القضاء حول
املقصود بالتأجيل ،هل وقف ألاداء أم إيقاف التنفيذ ،وهو ما حبا باملشرع إلى إعادة تنظيم هذه
املسطرة من خالل املادتين 229و 228من مدونة التحصيل اللتان حلتا محل املادة 21من الظهير
وبالرجوع إلى املادة 229من املدونة نجد أن املشرع قد حدد وجه إلاختالف بين مسطرتي
إيقاف التنفيذ وطلب الوقف القانوني لألداء ،حيث أبرز جليا أن الجهة املختصة بالبت في طلب
وقف ألاداء هي املحاسب املكلف بالتحصيل ،مما يجعلها مسطرة قضائية يختص بالبت فيها
القضاء إلاستعجالي هذا من ناحية أما من حيث شروط املسطرتين فإن مسطرة وقف ألاداء لها
نص املشرع املغربي على أن املدين بضرائب أو برسوم أو بديون أخرى عمومية هو الذي
يملك الصفة للمطالبة بوقف ألاداء ،وبالرجوع إلى املادة 229من املدونة نجد أنها تتحدث عن
املدين الذي الشك أنه مفهوم واسع يسع املدين الرئيس ي واملباشر بالدين الضريبي (امللزم) ،وأيضا
ألاشخاص املشار إليهم في املواد 72إلى ،277وطلب وقف ألاداء يجب أن يعبر عنه الطالب بشكل
70
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
صريح ويقدم رفقة املنازعة في أصل الضريبة إلى مصلحة الوعاء التي يجب أن تحيله إلى املحاسب
املكلف بالتحصيل املعني ،وبالتالي يتحرر هذا ألاخير من عبء التأكد من وجود منازعة في أصل
الضريبة إن قدم له مباشرة من طرف املدين بصفة مستقلة ،وبطبيعة الحال وجب أن يكون الطلب
مستوفيا لجميع العناصر الكافية للداللة على الضريبة (نوعها – طبيعتها –مقدارها -السنة
إستنادا إلى املادة 229في فقرتها الثانية نجدها تنص على أن " ....إال أنه يمكن للمدين
الذي ينازع كال أو بعضا في املبالغ املطالب بها ،أن يوقف أداء الجزء املتنازع فيه ،شريطة أن
يكون قد رفع مطالبته داخل آلاجال املنصوص عليها في القوانين وألانظمة الجاري بها العمل،"...
مما يعني أن املشرع يضع شرطا لوقف ألاداء وهو ضرورة رفع املدين مطالبته داخل آلاجال
املنصوص عليها في القوانين وألانظمة الجاري بها العمل ،وتعتبر هذه الصياغة أكثر غموضا إذ ال
يعرف إن كانت عبارة املطالبة منصبة على املنازعة في الدين العمومي بإعتباره أحد الشروط
71
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ونعتقد أن أجل وقف ألاداء املقصود هنا هو نفسه أجل تقديم املطالبة التي ينازع الطالب
من خاللها في أصل الدين ،وللتذكير هنا نشير أن املشرع الفرنس ي ألزم بشكل صريح طلب وقف
يجب على املطالب أن يقوم بتقديم تظلم أو دعوى أمام املحكمة املختصة في نفس
املوضوع ،سواء في مسألة تحديد الوعاء الضريبي أو في إجراءات تحصيل الدين الضريبي ،وهذا ما
يميز مسطرة وقف ألاداء عن مسطرة منح تسهيالت في الوفاء بالدين الضريبي ،1فهذا الشرط
يفرض التالزم الكبير بين املطالبة وبين طلب وقف ألاداء ،بحيث إن عدم قبول املطالبة أو رفضها
غير أن املالحظة ألاساسية التي تبرز لنا هنا هي أن املشرع لم يرتب جزاء معينا على عدم
توفير هذا الشرط ،كعدم إمكانية وقف ألاداء ومواصلة إجراءات التحصيل ،وهذه مالحظة
أساسية على إعتبار أن نسبة مهمة من طلبات وقف ألاداء تقدم مستقلة إلى القاض ي ،وأحيانا دون
أن تكون هناك منازعة أصال لذلك تبقى أسئلة عديدة مطروحة هنا ،أهمها هل املحاسب املكلف
بالتحصيل سيكون ملزما بالبحث عن حقيقة وجود منازعة في أصل الدين؟ وما هو حجم التنسيق
الذي يجب أن يكون قا ئما بين الجهة املكلفة بالتحصيل التابعة للخزينة والجهة املكلفة بتحديد
72
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وعاء الدين كمديرية الضرائب مثال؟ وما هي حدود السلطة التقديرية التي يتمتع بها املحاسب في
باإلضافة إلى ذلك فقد وضع املشرع مجموعة من الشروط املوضوعية لوقف ألاداء ولعل
من أهمها:
يجب أن ينصب طلب وقف ألاداء على الجزء املتنازع فيه :أما الباقي من مبلغ الضريبة
ضرورة تقديم ضمانات لتأمين تحصيل الدين الضريبي :لقد كان الهدف من إقرار هذا
الشرط هو حرص املشرع على التصدي للطلبات الكيدية التي يهدف من ورائها بعض
املدينين الحصول على متسع من الوقت إلخفاء أموالهم وممتلكاتهم التي تعد ضمانا عاما
للخزينة لتحصيل ديونها ،أو التأخير التعسفي في تسديد الدين الضريبي 1،الش يء الذي
يتضح جليا من خالل الفقرة الثانية من املادة 229من مدونة التحصيل التي تنص
صراحة على ضرورة تقديم ضمانة ،وأن يكون املدين قد كون ضمانات من شأنها أن تؤمن
تحصيل الديون املتنازع فيها ،كما أضافت الفقرة ألاخيرة من نفس املادة" :عند عدم
كافية ،فإنه يتابع إلاجراءات إلى حين إستيفاء الدين" ،أما الضمانات الواجب توفيرها،
73
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ألاداء ،فهو وحده له الصالحية في قبول وتقدير الضمانات املقترحة من طرف املدين
بالضريبة ،وله سلطة تقديرية في هذا املجال ،إال أن بعض املحاسبين يبالغون في هذا
التقدير ويرفضون الضمانات املقدمة من املدينين رغم أنها تبدو كافية لتأمين الدين أمام
القضاء.
وفي هذا الصدد صدر عن رئيس محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط ،1أمرا إستعجاليا
بتأمين الدين املتنازع فيه ،ومما جاء فيه "وحيث يعيب املستأنفان على ألامر املستأنف
مجانبته للصواب فيما قض ى به لغياب التعليل ،ولعدم إحترامه مقتضيات الفصول 229
و 228من مدونة تحصيل الديون العمومية ،غير أنه وخالفا ملا تمسك به الطرف
املستأنف من خالل وسائل استئنافية فإن ما يستشف من ظاهر أوراق ملف القضية
تقديم املطالبة لضمانة بنكية تحمل عدد Z50646صالحة لغاية 2/4/1121وتغطي مبلغ
-
-
-
-
-
-
-
-
74
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الدين الضريبي موضوع املطالبة وهو ما يجعلها متفقة وأحكام املادتين 229و 228من
مدونة التحصيل ،مما يبقى معه ألامر املستأنف حين قض ى بإيقاف إجراءات تحصيل
الدين الضريبي موضوع املنازعة لغاية إنتهاء املدة املحددة في الكفالة البنكية مصادفا
وحيث قضت املحكمة بقبول إلاستئناف ،وتأييد ألامر املستأنف ألن الطالبة قد إستجابت
ملقتضيات املادتين 229و 228من قانون 21/79وأنها كونت الضمانة الكافية بتأمين أداء
الدين الضريبي"
وقد كان الظهير السابق 12غشت 2721يشترط تقديم ضمانات حين يتجاوز مبلغ الدين
111سنتيم ،لكن املدونة الجديدة لم تعد تشترط أي حد أدنى ملبلغ الضريبة من أجل تقديم
الضمانة بل أكدت وعممت ضرورة تقديم الضمانات على كل مدين يطلب تأجيل دينه الضريبي.
وهكذا فإن املشرع قد أعطى إمكانية تأجيل الدين الضريبي إذا ما توفرت لديه الشروط
الكافية ،فهي حق مخول لكل من يطالب به متى توفرت فيه الشروط الكافية بغض النظر عن
صفته (مدينا أصليا مباشرا ومدينا بالتضامن) وإلادارة هنا فقط تنظم هذه املسطرة من خالل ما
وينبغي أن نشير إلى أنه على غرار ذ.السماحي فإننا ال نجد نصا صريحا يمنح إلاختصاص
عندنا للقضاء في مجال تأجيل أداء الضريبة ،كما هو الشأن بالنسبة للقانون الفرنس ي ،حيث يتولى
75
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
قاض ي املستعجالت املعين من طرف رئيس املحكمة إلادارية النظر في طلب تأجيل مسطرة
التحصيل متى تعلق ألامر باملنازعة بين امللزم والخازن حول كفاية الضمانة ،إذ يحق للمدين رفع
طلبه إلى هذا القاض ي داخل أجل 21يوم من تاريخ توصله بقرار املحاسب القاض ي برفض طلب
عرض الضمانة أو إلاعفاء منها ،حيث في هذه الحالة ال يطلب من القاض ي ألامر بتأجيل الضريبة،
بل إنما يرجع إليه فقط مالحظة توفر شروطها والقول بكفاية الضمانات املقدمة من أجل ذلك مما
أما املشرع املغربي فقد بين من خالل املادة 229أنه في حالة عدم تكوين ضمانات كافية أو
إذا إعتبرها املحاسب غير كافية فإنه يتابع إجراءات تحصيل الدين الضريبي ،وبالتالي لجوء امللزم إلى
ومن خالل ما تقدم فإن وقف ألاداء تترتب عنه مجموعة من آلاثار ونذكر من بينها:
وقف إستحقاق الدين وجميع توابعه :غير أن هذا ال يعني وقف القوة التنفيذية للدين
الضريبي ،التي ستبقى مع ذلك قائمة حيث لن يطالها التقادم مهما طالت مدة إستفادة
املدين من وقف ألاداء ،باإلضافة إلى أنه يتم توقيف إجراءات تحصيله.2
76
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إلغاء إجراءات املتابعة الجبرية :ليس فقط تلك الجارية ضد املدين ألاصلي واملباشر بل
وأنها حتى تلك الجارية ضد املتضامنين الغير الحائزين ،حتى ولو لم يكونوا هم الذين
إلغاء إلاجراءات التحفظية :التي قد يلجأ إليها املحاسب في إطار املواد 222وما يليها من
املدونة.
ومتى صدر عن محكمة املوضوع حكم قض ى برفض مطالب املدين بالضريبة ،لزمه في
ورغم أن املدونة لم تحدد املدى الذي تمتد إليه هذه آلاثار ،فمنطقيا وكما هو الحال في
فرنسا 2تمتد إلى حين صدور قرار نهائي بشأن شكاية املدين املتعلقة بأصل الدين الضريبي من طرف
إلادارة الضريبية املوجهة إليها ،كما قد تمتد إلى حين تبليغه بحكم إبتدائي صادر في نفس موضوع
الشكاية.
إرتأى هذا ألاخير أن ينهج نفس منطق جل التشريعات املعاصرة ،بأن يمنع أية سلطة عمومية أو
إدارية من إيقاف إجراءات إستخالص الديون العمومية بدون تقديم ضمانات تأمين هذا الدين أو
77
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تعرقل سيره العادي تحت طائلة مسؤوليتها الشخصية واملالية ( املادة 211من املدونة العامة
للضرائب).1
إن مسطرة وقف ألاداء تنصب بصفة عامة على الديون الضريبية التي لم تستخلص بعد،
أما التي حصلت فال ،وأن املحاسب في الحالة ألاخيرة غير مطالب باإلمتثال إلى طلب من هذا املثيل ما
دام النص القانوني ال يقض ي بذلك ،لكن بالعودة إلى نازلة SOPPELSAإستطاع القاض ي إلاداري
إيجاد مدخل يلج من خالله املدين الذي أستخلصت ديونه إلى مسطرة وقف ألاداء ليصبح هو
يستوعب هذا املدخل الذي حظي بتأييد جمعية الرؤساء ( )TROIKAوصادقوا على إعتباره
إجتهادا قضائيا نموذجيا إمكانيتين يمكن أن يختار املدين بينهما واحدة للمطالبة بإيقاف دينه
الضريبي املحصل:
إلامكانية ألاولى :رديفة إلى حد كبير مع مسطرة وقف أداء الدين الضريبي الذي لم
يستخلص بعد ،ومفادها أن املدين يطلب من املحاسب املكلف بالتحصيل دعوته إلى تكوين
الضمانات الكافية بناء على مقتضيات املادة 199من كتاب املساطر الجبائية وهي مبادرة
78
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إذا تلقى املحاسب دعوة املدين وإلتزم حيالها السكوت ،وطال ذلك ملدة شهرين أمكن إعتبار
هذا السكوت بمثابة قرار ضمني برفض طلب املدين قابل للطعن فيه عن طريق دعوى إلالغاء
بسبب تجاوز السلطة بناء على املادة 12من القانون املتعلق بحقوق املواطنين في عالقتهم مع
إلادارة ،1وباملوازاة مع ذلك يمكنه أن يطلب إيقاف القرار املطعون فيه إستنادا على املادة 112من
إلامكانية الثانية :فتتسم بقصرها مقارنة مع سالفتها ،فهي تتأسس على نفس السبب
املتمثل في إستكناف املحاسب الرد على دعوة املدين الذي يمكنه آنذاك اللجوء إلى قاض ي
إلاستعجال الضريبي بناء على الفصل 197من كتاب املساطر الجبائية ليقدر كفاية
الضمانات.
ألاولى للسرعة الكبيرة التي يوفرها القضاء إلاستعجالي الجبائي .3أما ألاستاذ FOUQUETفكان أكثر
دقة حين وظف معيار طبيعة الضمانة كمرجع بين إلامكانيتين ،ومضمونه أن الضمانات التي تتميز
79
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
بقيمة واضحة ومقبولة (ضمانة نقدية) يتعين على املحاسب قبولها ،وإرجاع ما إستخلصه من مبالغ
إلى املدين مع القيام بوقف أداء الدين الضريبي ،أما إذا قوبل عرض املدين بسكوت املحاسب جاز
له آنذاك الطعن عن طريق دعوى إلالغاء في هذا السكوت الذي يعتبر رفضا ضمنيا لهذه الضمانة،
أما إذا كانت الضمانات ذات قيمة غير واضحة (أصل تجاري) وتستدعي املناقشة لتحديد قيمتها،
أمكن للمدين اللجوء إلى القاض ي إلاستعجالي الضريبي لينظر في مدى كفايتها.1
وترتيبا على ما سبق تستنتج أن املشرع املغربي نظم العملية الجبائية تنظيما دقيقا ،حيث
تميزت بطبيعة فنية معقدة و متشعبة تتداخل فيها مصالح أطراف عدة يمكن حصرها في طرفين؛
إلادارة الجبائية التي تحرص على تنفيذ النظام الجبائي ،وامللزم الذي يساهم في التنفيذ ويتحمل
العبء الضريبي ،فالعالقة بين الطرفين غير متكافئة طرف قوي هو إلادارة الجبائية وطرف ضعيف
متمثل في امللزم ،إال أنه يمكننا أن نقول أنه بشرعنة القانون ملسطرة إيقاف التنفيذ يكون بذلك قد
رجح بعض الش يء الكفة لصالح امللزم ،إال أنه في نفس الوقت قد قنن هذه املسطرة بمجموعة من
الخصوصيات والشروط التي قطعت الطريق على امللزم س يء النية الذي يحاول التالعب بأموال
الخزينة و تضييع وقت القضاء ،هذا ما سنعالجه من خالل مناقشة املبحث الثاني بحيث سنطرح
التساؤل التالي:
ما هي هذه الخصوصيات ،وكيف كان بإمكان املشرع إستخدامها لضمان حق امللزم وحق
80
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لقد خولت مدونة تحصيل الديون العمومية للملزم بالضريبة إمكانية اللجوء إلى القضاء
إلاداري بغية إيقاف إجراءات التحصيل ،إال أنها في نفس آلان وضعت أمامه مجموعة من الشروط
والشكليات التي فرضت عليه ضرورة إحترامها من أجل السير العادي لهاته املسطرة.
ولإلحاطة بهذه الشروط ،قررنا تناول املوضوع من خالل مطلبين سيخصص أولهما
للشروط الشكلية (املطلب ألاول) لنأتي بعد ذلك إلى إثارة الشروط املوضوعية (املطلب الثاني).
لقد وضع املشرع املغربي مجموعة من الشروط الشكلية لتقنين وتسهيل عملية إيقاف
تنفيذ الديون الضريبية ،إال أنها في مجملها تتسم باليسر مقارنة مع مجاالت أخرى ،1حيث إن هذا
ألاخير في بعض ألاحيان يسمح بوقف تنفيذ الدين الضريبي متى توافرت شروطه حتى وإن تبين له أن
امللزم بإستطاعته إلاستفادة من وقف ألاداء ،وفي بعض ألاحيان يمكن له أن يمر من مسطرة إيقاف
81
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
التنفيذ دون اللجوء إلى مسطرة وقف ألاداء ،1باإلضافة إلى أنه يمنح امللزم إمكانية إعادة النظر في
الطلب متى توافر لديه عنصر إلاستعجال أو تغيرت الظروف بعد صدوره.
وفي هذا املطلب سنتناول مختلف الشروط الشكلية لطلبات إيقاف التنفيذ ،من خالل
عرض أول للشروط غير املرتبطة بالعريضة (الفرع ألاول) ثم الشروط املرتبطة بالعريضة (الفرع
الثاني).
إن صحة دعوى إيقاف تحصيل الدين الضريبي أمام القضاء إلاستعجالي إلاداري ترتبط
أساسا باحترام املدعي لقواعد التقاض ي ،ونخص بالذكر الشروط الشكلية غير املرتبطة بالعريضة
والتي تعتبر من ألاساسيات التي ينظر فيها القاض ي قبل الوصول إلى مضمون الدعوى ،وهذه
الشروط تتجلى في ضرورة وجود نزاع بين امللزم وإلادارة الضريبية (الفقرة ألاولى) باإلضافة إلى
في أغلب الحاالت يبت القضاء إلاستعجالي املغربي في املنازعات املرتبطة بإيقاف تنفيذ
الديون الضريبية ،دون ألاخذ بعين إلاعتبار كون هذه ألاخيرة قد سبق وعرضت على املحاكم إلادارية
أم ال ،مما يعني أنه ال يشترط تقديم طلب وقف تنفيذ الضريبة باملوازاة مع دعوى الجوهر ،بحيث
82
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يعتمد بهذا الخصوص على أحكام املادة 27من قانون املحاكم إلادارية والتي لم تشترط أن يكون
النزاع معروضا على أنظار املحكمة كي يمارس رئيسها مهام القاض ي إلاستعجالي ،1حيث إنه في الكثير
من الحاالت قبل قاض ي املستعجالت النظر في طلبات إيقاف التنفيذ ،رغم أنها ال تزال في مرحلة
املطالبة التمهيدية أمام إلادارة املكلفة بربط الضريبة ،2وحتى أنه يقوم بنفس الش يء في حالة كان
النزاع معروضا أمام اللجان الضريبية التي تدخلت في إطار مسطرة التصحيح السريعة.3
باإلضافة إلى ذلك فقد سارت محكمة النقض في نفس إلاتجاه من خالل إقرار قاض ي
إستعجالي 4بوقف تنفيذ الدين الضريبي قبل قيام امللزم بأي طعن إداري أو قضائي ما دام أنه يحدد
ربط املشرع املغربي بين إيقاف تنفيذ الدين الضريبي وبين ضرورة كون هذا ألاخير ال زال
قابال للتنفيذ ،مما يعني أنه إذا كان امللزم قد أدى دينه طواعية أو تم إسقاطه من طرف الجهة
83
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املصدرة له ،أو تم تنفيذه من خالل مباشرة طرق التحصيل الجبري التي أسفرت عن إستيفائه ،أو
أن يكون املدين قد حصل على إيقاف أدائه ،وبالتالي وبالنظر إلى هذه الحاالت فإن طلب إيقاف
تنفيذ الدين الضريبي قد أصبح غير ذي موضوع ،1ولهذا يشترط لقبول طلب إيقاف التنفيذ عدم
حيث إن الدين يتعين عليه أن يكون حامال لقوته التنفيذية ،أي أن يكون قابال للتحصيل
في أي لحظة وقت تقديم الدعوى ،ويتفرع عن هذه املسألة أن ال يكون املدعي قد تحلل من الدين
محل النزاع ،فإن حدث وأثبت املحاسب حصول التسديد فإن الدعوى تصبح الغية .كما أنه ال
يوجد ما يمنع تقديم دعوى إيقاف التحصيل حتى بعد إسقاط إلادارة للدين الضريبي أو صدور
مقرر نهائي مبرم عن القضاء يقض ي بإلغائها ،ألن إدارة التحصيل تعتمد في كثير من ألاحيان إلابقاء
على إجراءات التحصيل بذريعة عدم توصلها من الجهة الدائنة بسند يحللها ،وهو ما الحظته
محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط في قرار صدر عنها 3أقرت فيه الحق للمدين في إستصدار سند
تنفيذي عن القضاء إلاستعجالي إلاداري إليقاف تحصيل دين ضريبي سلمت عنه مصلحة الوعاء
إعفاء ،ولكن الخزينة العامة إستمرت في عمليات تحصيله رغم علمها بذلك إلاعفاء الذي أدلي به
أثناء سريان دعوى إلايقاف إبتدائيا ،هذا وبعد صدور ألامر باإليقاف يبقى لصاحب املصلحة أن
يطعن فيه وفق ما تنص عليه املادة 212من قانون املسطرة املدنية الذي يحدد أجل ذلك في 21
يوما ،وذلك بمقتض ى إحالة من املادة 9من قانون املحاكم إلادارية وهو ما أكدته الفقرة الثانية من
84
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املادة 7من القانون 1 81.12التي أخضعت إستئناف ألاوامر الصادرة عن رؤساء املحاكم إلادارية
لنفس أجل الطعن املنصوص عليه بالفصلين 218و 212من قانون املسطرة املدنية.2
وعلى كل حال فإن صدور حكم قضائي وحتى ولو لم يكن نهائيا يقض ي بإلغاء السند
التنفيذي للدين الضريبي ويشكل صعوبة قانونية في تنفيذ هذا الدين ،وذلك لزوال سببه قضاء من
خالل إلغاء 3سنده التنفيذي وبالتالي عدم قابليته للتنفيذ ،وهو ما نستشفه من خالل ألامر
الصادر عن رئيس املحكمة إلادارية بفاس "وحيث ملا صدر حكم عن القضاء إلاداري أعاله يقض ي
باإلشهاد على مديرية الضرائب بإلغاء الضريبة الجاري تنفيذها في مواجهة الطالب تنشأ
صعوبة قانونية في تنفيذ الدين الضريبي لزوال سببه قضاء عن طريق إلغاء السند التنفيذي
ولو إبتداءا".
إن الشروط املرتبطة بالعريضة هي ألاخرى ال تقل أهمية عن سابقتها غير املرتبطة بعريضة
الدعوى ،فاملشرع نظمها هي ألاخرى من خالل الشروط التي سطرها لرافع الدعوى ،رغبة منه في
ضمان السير الجيد للدعوى ولضمان حقوق أطراف الدعوى ،وهذه الشروط تتمثل في وجوب
توجيه العريضة ضد طالب إلايقاف (الفقرة ألاولى) وكذلك ضرورة تقديم املدعي التعليل الكافي
85
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يعتبر طلب وقف التنفيذ جزءا فرعيا للمنازعة في قانونية قرار فرض الضريبة ،وبالتالي
يجب أن يوجه مبدئيا ضد من يملك الصفة لتمثيل إلادارة املكلفة بربط الضريبة أمام القضاء ،أي
مدير الضرائب بالنسبة للضرائب التي تفرضها مديرية الضرائب ،وآلامر بالصرف بالنسبة للجبايات
املحلية ووزير املالية بالنسبة للضرائب التي تربطها مديرية الجمارك .1وتطبيقا ملقتضيات الفصل
211من قانون املسطرة املدنية ينبغي أن يقبل طلب وقف تنفيذ الضريبة الذي يرفع ضد أتباع
الشخص الذي يملك الصفة لتمثيل إلادارة املكلفة بربط الضريبة ،إذا تبين أنهم من قاموا بفرضها
فعليا ،وبالنظر إلى بعض ألاوامر إلاستعجالية نجد بأن تقديم طلب إيقاف التنفيذ يكون سابقا
ألوانه إذا لم تكن إجراءات التحصيل جارية في مواجهة طالب إلايقاف ،أي إذا لم تباشر إلادارة
املكلفة بالتحصيل إجراءات التحصيل ضده ،2مما يبين جليا ضرورة سلوك إلادارة املكلفة
بالتحصيل إجراءات تحصيل الدين لتجعل طلب إلايقاف مقبوال وإال سيكون الطلب سابقا ألوانه
ومفتقرا إلى شرط املصلحة القائمة والحالة التي عليها إعتمادها باإلضافة إلى إفتقاره لعنصر
86
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تفتتح دعوى إيقاف إجراءات تحصيل الدين الضريبي أمام القضاء إلاستعجالي إلاداري
بمقال يرفع بواسطة محام 1يتضمن في ديباجته ما يفيد توجيهه لقاض ي املستعجالت إلاداري ،مع
بيان أطراف الدعوى وملخص للوقائع يكفي للتعريف بطبيعة الدين وقدره والسنة التي يرتبط بها
الدين املعني بالطلب ونوع إلاجراء التنفيذي املنازع فيه ،مع املراجعة إلادارية تفاديا لكل غموض قد
يفض ي إلى عدم قبول الطلب أو إلى صعوبة في تنفيذ ألامر بعد صدوره.
ويحاول املقال شرح الوسائل القانونية والواقعية التي تبرر الطلب ويعكس قدر إلامكان
تجليات حالة إلاستعجال وإستثنائية الحالة ،مع تجسيد ملادية وضعية الخطر لكن مع إلاكتفاء
باإلشارة فقط لعناصر الجدية دون التوسع فيها تفاديا للمساس باملوضوع الذي يفض ي إلى التصريح
بعدم إختصاص القضاء ،ونستحضر هنا ألامر إلاستعجالي الصادر عن محكمة إلاستئناف إلادارية
بالرباط 2والذي جاء فيه " حيث يعيب املستأنفان على ألامر املستأنف مجانبته للصواب فيما
قض ى به لغياب التعليل ولعدم إحترامه مقتضيات الفصول 119و 111من مدونة تحصيل
الديون العمومية".
87
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ويرفق بالطلب نسخة من املستند الذي يثبت مباشرة التحصيل ككشف للوضعية
ويجب على الطالب الحرص على إثبات وجود منازعة جدية بحيث يجب عليه إلادالء بما
يثبت وجود الدعوى أو املنازعة املسبقة ،ويتعلق ألامر إما بنسخة مؤشر عليها في مقال املنازعة
وبالتالي فالطالب عليه أن يستعرض جميع الوسائل التي من شأنها أن تجعل تعليله كافيا
وتجعل من دعواه جدية كما أن عليه أن يبين بأن تحصيل الضرائب محل النزاع سيلحق به أضرارا
2
يصعب تداركها.
لم يكن املشرع املغربي متشددا أثناء تحديده للشروط الشكلية ملسطرة إيقاف التنفيذ
بهدف تيسير هذه املسطرة ،وذلك بالنظر لوضع امللزم الذي غالبا ما يجهل مضامين القانون
الضريبي ،وإن كان هذا ال يعني تحميل إلادارة املسؤولية في أغلب ألاحيان ،فقد منحها ضمنيا
مجموعة من السلطات وإلامتيازات الغير املألوفة في القوانين العادية من أجل إرساء قواعد تضبط
مجال تدخل إلادارة وحدوده قصد الحفاظ على حقوق الخزينة مع إرساء ضمانات قانونية لفائدة
88
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إن مجرد رفع دعوى التحصيل وفق الحاالت السالفة الذكر بهدف إرجاء الدين أو إيقاف
التنفيذ ،ال يمكن إعتباره سوى طلب وقتي يدخل ضمن إختصاص القضاء إلاستعجالي ،غير أن هذا
القضاء ال ينعقد له إلاختصاص بالنظر في الدعوى على أنها معجلة إال إذا توفرت فيها الشروط
التالية :شرط الجدية في املنازعة وعدم املساس بجوهر النزاع (الفرع ألاول) و شرط إلاستعجال
في إطار البحث عن شروط إيقاف تنفيذ الدين الضريبي أمام القضاء إلاستعجالي ،نجد أن
ثمة شرطين متالزمين ،إستقر عليهما العمل القضائي عند إنشاء املحاكم إلادارية وهما شرطي جدية
إن تقديم طلب املنازعة في الضريبة أمام قضاء املوضوع ال يكفي وحده لقبول طلب وقف
تنفيذها من طرف قاض ي املستعجالت ،وأنه ال بد من توافر شرط املنازعة الجدية ،وقد إستقر
عمل القضاء بعد تباين توجهات املحاكم على إعتماد املنحى الذي إتخذته محكمة النقض ملدلول
جدية املنازعة الذي ينبغي تبنيه للقول بتحقق ذلك العنصر في املنازعة املرفوعة أمام قضاء
املوضوع واملرتبطة بدعوى إيقاف التحصيل ،ولعل ما يتميز به هذا الشرط عن شرط إلاستعجال
89
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
هو أنه يأخذ وضعه في دائرة املشروعية ،1وقد ذهب بعض الفقه وهو بصدد تحديد مفهوم الجدية
إلى القول بأنه يتجلى فيما يؤسس عليه الطاعن طلبه من أسباب توحي ألقل وهلة بإحتمال إلغاء
القرار املطلوب وقف تنفيذه ،وأن ال يكون املقصود من الطلب مجرد عرقلة نشاط إلادارة.
والاجتهاد القضائي الفرنس ي نص على هذا الشرط ألول مرة سنة 2728في قرار مجلس
الدولة الفرنس ي الصادر بتاريخ 21نونبر 2728الذي أشار فيه بشكل صريح بجدية ألاسباب القائم
ونظرا ألهمية وجود شرط الجدية كشرط ثاني وضروري للحكم بإيقاف تنفيذ القرار
إلاداري ،فإن املشرع الفرنس ي نص عليه صراحة بموجب املرسوم الصادر يوم 21يوليوز 2742
بشأن مجلس الدولة في املادة 11الفقرة الرابعة وكذلك نصت عليه املادة 211من قانون املحاكم
أما املشرع املصري فلم يشترط سوى شرط موضوعي واحد من أجل إيقاف تنفيذ القرار
إلاداري املطعون فيه باإللغاء وهو شرط الاستعجال املعبر عنه في املادة 14من قانون مجلس
الدولة ،إال أن فقهاء القانون إلاداري والقضاء إلاداري أضافا شرط الجدية بصريح العبارة منذ
ألاحكام ألاولى الصادرة عن مجلس الدولة املصري في مادة إيقاف التنفيذ ،واملتمثل في قيام دعوى
90
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إلالغاء على أسباب جدية ،ونظرا لعدم تقنين شرط الجدية بنص قانون فإن الفقه والقضاء
إلاداري أضافوا شرط الجدية منذ ألاحكام ألاولى الصادرة عن مجلس الدولة املصري ،فقد أوضحت
املحكمة إلادارية العليا ملصر في حكمها الصادر في 2711/22/21أن سلطة إيقاف التنفيذ مشتقة
من سلطة إلالغاء وفرع منها ،ومردها إلى الرقابة القانونية التي يسلطها القضاء إلاداري على القرار
على أساس وزنه بميزان مبدأ املشروعية ،فوجب على القضاء إلاداري أال يوقف قرارا إداريا ،إال إذا
تبين له على حسب الظاهر من ألاوراق ومع عدم املساس بأصل طلب إلالغاء ،أن طلب إيقاف
التنفيذ يقوم على ركنين ألاول قيام الاستعجال أي أن يترتب على تنفيذه نتائج يتعذر تداركها،
إن الاجتهاد القضائي املصري يشدد أحيانا في التأكد من وجود الجدية في الطلب ،ولم
يستثني منه إال الحالة التي يكون فيها الوقت املحدد لتنفيذ القرار وشيكا ،حيث ال يسمح للقاض ي
ببحث مدى مشروعية القرار إلاداري وهو ما تم تأكيده في الحكم محكمة القضاء إلاداري 719ب
" 41/4/7إن تراخي جهة إلادارة في البت في موضوع تأدية نجل املدعي المتحان شهادة الثانوية
العامة في هذا العام إلى وقت وشيك قبل حلول موعد هذا الامتحان بأيام معدودات ال يترك أمام
املحكمة إال ميعادا ضيقا ال يتسع للتمكين من حيث عناصر مشروعية أو عدم مشروعية القرار
املطعون فيه".
أما باملغرب فإن محكمة النقض عرفت شرط املنازعة الجدية كونها منازعة امللزم في صفته
كخاضع للضريبة أو في قانونية تأسيس وفرض تلك الضريبة ،حيث جاء في قرار محكمة النقض
91
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وهي ترد على الوسيلة املتعلقة بجدية النزاع 1املستمدة من إجراء خبرة في موضوع النزاع" :لكن
حيث إن إلاجتهاد القضائي الذي كرسته محكمة النقض ،2قد إستقر على أن جدية املنازعة
تتجلى إما في منازعة امللزم في وضعيته كخاضع للضريبة أو في قانونية تأسيس وفرض تلك
الضريبة وأنه بالرجوع إلى ظاهر أوراق امللف يتبين أن املستأنفة تستكثر تقديرات إلادارة
الجبائية املطالب بها وال تنازع بصورة جدية في صفتها كملزمة بالضريبة أو في مسطرة فرضها
وقد حاولت بعض الكتابات 3إيجاد حاالت تعكس جدية املنازعة التي تبرر طلبات إيقاف
تنفيذ الدين الضريبي والتي تبنتها املحاكم إلادارية بتصرف وهي كاآلتي:
صدور حكم أول يعلن إلغاء الدين ولو لم يصبح نهائيا بسبب الطعن فيه؛
لكن رغم ذلك يمكن إجمال مهمة قاض ي املستعجالت في إستنباط عنصر الجدية في عملية
املوضوع.
92
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إال أن جانبا من الفقه 1يعيب على املقررات إلاستعجالية عدم إعتماد عنصر جدية دعوى
املوضوع في التعليالت ،وهو ما ينتج عنه حرمان أطراف املنازعة من فهم الحيثيات وإستيعاب
ومن جهة أخرى فقد ربط بعض الفقه 2بين شرط الجدية وإحتمال وجود الحق املدعي به،
إذ يكفي لنشأة الدعوى املستعجلة أن يكون هناك إحتمال لوجود هذا الحق ،فإذا لم يوجد هذا
إلاحتمال وجب على قاض ي املستعجالت رفض الدعوى وهذا إلاحتمال –حسب الفقهاء -يتوافر فيه
شرطان وهما:
وجود قاعدة قانونية تحمي حقا مما يطلب املدعي حمايته بالدعوى املوضوعية التي غالبا
يجب أن تعطي وقائع القضية إحتماال بوجود الحق محل الحماية املوضوعية من الناحية
الفعلية ،ألن املدعي ال يحتج عليه بإثبات الواقعة القانونية سبب الحق ،بل يكفي أن يبين
وبالتالي يتبين أن طالب وقف التنفيذ يجب عليه أن يبين ألاسباب القانونية والواقعية التي
يستند إليها في الطلب املوضوعي ،والتي ترجح إحتمال إلغاء الدين الضريبي محل املنازعة املوضوعية
على تأكيده.
93
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وجدية املنازعة تتخذ صورا متعددة 1يمكننا أن نستخلصها من خالل إستقرائنا لبعض
ألاحكام واملقررات الصادرة عن القضاء ،فاملدين يمكنه أن ينازع في مبدأ فرض الضريبة أو الصفة،
ويعتبر هذا القسم من أهم الصور التي تبرز جدية املنازعة والتي تبرر منح إيقاف التنفيذ ويدخل في
باإلضافة إلى ذلك فإن املنازعة في تأسيس الضريبة يعتبر من أهم صور املنازعة الجدية
94
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ومن صور جدية املنازعة كذلك نجد املنازعة في قانونية إجراءات تحصيل الدين الضريبي
كما سبق البيان تعتبر املنازعة في تقادم الدين الضريبي من أهم صور املنازعة الجدية ،وهنا
نتحدث عن تقادم الدين الضريبي من إجراءات تحصيل الدين الضريبي ،كذلك الشأن بالنسبة
لتقادم إجراءات تأسيسه ،1وتقادم الدين الضريبي يعتبر من أهم ألاسباب التي من أجلها يمنح
يقصد بالجوهر كل ما يتعلق بالحق وجودا وعدما ،وكل ما يمس صحته أو يؤثر في كيانه أو
يغير فيه أو حتى آلاثار القانونية التي رتبها القانون له التي قصدها أطراف العقد ،2أما املساس
باملوضوع فهو أال ينظر قاض ي ألامور املستعجلة في موضوع الدعوى وال في أصل الحق ،على أن هذا
ال يمنع من أن يتفحص موضوع الدعوى بشكل عرض ي بالقدر الذي يكفي لتكوين قناعته.
95
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
واملشرع املغربي لم يعرف شرط عدم املساس بأصل الحق ،لكن تمت فقط إلاشارة إليه في
نص الفصل 211من قانون املسطرة املدنية "ال تبت ألاوامر إلاستعجالية إال في إلاجراءات الوقتية
1
وال تمس بما يمكن أن يقض ى به في الجوهر".
أما الفقه فقد عرفه كما يلي "أال ينظر قاض ي ألامور املستعجلة في موضوع الدعوى وال في
أصل الحق على أن هذا ال يمنع من أن يتفحص موضوع الدعوى بشكل عرض ي وبالقدر الذي
وبالنسبة للقضاء فقد بين من خالل محكمة النقض بأن " :3قاض ي املستعجالت ليس
ممنوعا من مناقشة ظاهر ما هو معروض عليه للتأكد من جدية طلب إيقاف التنفيذ
وإستخالصه من ظاهر معطيات النزاع ما يفيد هذه الجدية ال يشكل مساسا بجوهرالنزاع".
وقاض ي ألامور املستعجلة يجب عليه عند البت في طلب إيقاف التنفيذ أن يمارس
إختصاصاته دون املساس بأصل الحق ،إذ ال يحق له أن يعمد إلى تغيير أو تعديل املركز القانوني
ألحد الطرفين ،وهو ما نستشفه من خالل إحدى ألاوامر إلاستعجالية 4الصادرة عن محكمة
إلاستئناف إلادارية بالرباط التي تصب في نفس املنحى والذي قض ى بما يلي" :حيث يعيب الطرف
املستأنف ألامراملستأنف بمجانبته للصواب ذلك أن تفويت العقارللغيرسوف يؤدي إلى تغييرفي
96
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املراكز القانونية لألطراف سيما أن تقييد مشروع نزع امللكية على الرسمين العقاريين
للمستأنف عليه يسقط بمرور سنتين عند عدم متابعة املساطر الواجبة قانونا ،كما أن التقييد
إلاحتياطي ال يمنع من تفويت العقار وأن الحجز التحفظي هو في حدود املبالغ التي تم تسديدها
ومن خالل ما سبق فال يجوز لقاض ي املستعجالت وهو بصدد البت في طلب إيقاف دين
ضريبي أن يتصدى ملوضوع النزاع ،سواء كان يؤكد وجود الدين الضريبي أو يقرر بطالنه ،إذ في ذلك
مساس بأصل الحق املتنازع عليه وتحديد مراكز الخصوم ويجوز له أن يبني حكمه على إحتمال
وإذا نظرنا بتمعن إلى مفهوم جدية املنازعة وعدم املساس بأصل النزاع نجد أن هناك عالقة
أن جدية املنازعة هي شرط بتحققه ينعقد إختصاص قاض ي املستعجالت ،واملساس
بجوهر النزاع يتحقق عندما تكون املنازعة جدية وموضوعية ،وبالتالي فإن شرط الجدية
من جهة أخرى فجدية املنازعة قيد بتحققه تخرج الدعوى عن نطاق إختصاصه ،وبالتالي
فإن الطلب إلاستعجالي يصبح ماسا بأصل الحق املدعى به ،مما يعني أن يمنع قاض ي
املستعجالت من الفصل فيه وتفرض عليه أن يحكم بعدم إختصاصه بالنظر في الطلب.1
97
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
خاصية الوقت:
فهو شرط ضروري في القضايا إلاستعجالية ،حيث إنه وبالرجوع للفصل 211من
قانون املسطرة املدنية "ال تبت ألاوامر إلاستعجالية إال في إلاجراءات الوقتية "...ذلك
أنه إذا كان إلاجراء وقتيا فهو يعني أن ألامر الاستعجالي ال يمس بما يمكن أن يقض ى به
في الجوهر ،أما إذا كان ألامر فاصال ،فإن ذلك يعني مساس ألامر إلاستعجالي باملوضوع
إن املتعارف عليه فيما يخص إختصاصات القضاء إلاستعجالي خالل البت في
ألامور املستعجلة ،هو إلاقتصار فقط على النظر على ظاهر املستندات بدون التعمق
فيها ،ألنه في هذه الحالة إذا تخطى حدود عمله سيقض ي بعدم إلاختصاص النوعي
وبالتالي ضياع حق امللزم والحماية التي كان يأملها من خالل العمل على إقناع
القاض ي.3
98
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
من خالل هذا الفرع سنستوضح خصائص ومميزات كل من شرطي إلاستعجال (الفقرة
إن عنصر إلاستعجال من أهم العناصر التي ترتكز عليها دعوى إيقاف إجراءات التحصيل
كعنصر يبرر مراجعة قاض ي املستعجالت ،فهو يتالزم مع مفهوم الخطر ،وإلى حد توجه فيه بعض
الفقه إلى تعريف إلاستعجال بأنه "الخطر الحقيقي املحدق بالحق املراد املحافظة عليه والذي
لزم درؤه عنه بسرعة ال تكون عادة في التقاض ي العادي ولو قصرت مواعيده.1
ومفهوم عنصر إلاستعجال حالة محكومة بتغيير دائم ينتج عن الظروف الزمانية واملكانية
املحيطة به ،ألنه حالة تنشأ من واقع ومن طبيعة الحق املطلوب صيانته ،فهي ليست من فعل
الخصوم أو إتفاقهم ،وهو ما يجعل تعريف هذا العنصر صعبا وال يمكن إلاحاطة بمعناه التام ويرى
PRONCESأن عدم وجود تعريف محدود وموحد لحالة الاستعجال يؤدي إلى نتائج طيبة ،إذ يكون
للقاض ي حرية واسعة في التقدير بأن يضع في إعتباره كل ظروف الدعوى ،ألامر الذي يجعله قادرا
على إيجاد الحل املناسب على ضوء الوقائع املعروضة عليه ،2باإلضافة إلى ذلك يمكن وصف
99
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إلاستعجال باملبدأ املرن وغير املحدد بحيث يمكن للقاض ي إلاستعجالي إستخالصه من ظروف
ومالبسات كل دعوى ومن طبيعة الحق املراد املحافظة عليه أو إلاجراء الوقتي املراد اتخاذه.1
وإلاجتهاد القضائي أقر هذا إلاتجاه معتبرا أن "عنصر إلاستعجال يكون مفترضا في كل
الطلبات الرامية إلى إيقاف إجراءات التحصيل ما دام يعتبر طلبا إستعجاليا وال ش يء في القانون
2
ينفي عنه هذه الصفة".
وقد ذهب البعض إلى تعريفه على أنه "الخطر الحقيقي الذي يهدد الحق املراد املحافظة
عليه بإتخاذ إجراءات سريعة ال تحتمل التأخير وإلانتظار ،وال يمكن أن تتحقق عن طريق قضاء
املحاكم إلادارية ولو بتقصير مدة البت في الجوهر ،فاملراد به تفادي ضرر مؤكد يصعب تداركه
إذا حدث كإثبات حالة يخش ى من زوال معاملها مع مرور الوقت ،فهو يتحدد بظروف كل دعوى
فبالنسبة لفرنسا فمجلس الدولة الفرنس ي إعتبر أن تحصيل الضريبة ولو كانت محل
منازعة جدية لن يكون له سوى نتائج مالية ،ما دام أنه بإمكان امللزم أن يسترد مبلغ الضريبة الذي
أداه ،إذا تبين أن الضريبة غير مشروعة ،إال أن صدور قانون العدالة إلادارية قد جعل مجلس
100
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الدولة يراجع موقفه وكان القرار الصادر بتاريخ 11أبريل 1112في قضية JANFINإيذانا بهذا
1
التحول.
فإذا كان مجلس الدولة هو من أسس لظهور شرطي الاستعجال والجدية ،فقد عمل املشرع
الفرنس ي على تبني هذا إلاجتهاد ،وعمل على تقنينهما بموجب مرسوم 2742/19/21كشرطين الزمين
ملنح إيقاف التنفيذ القرارات إلادارية من خالل املادة 11من قانون مجلس الدولة ،كما نصت املادة
211من مدونة املحاكم إلادارية على نفس الشرطين بنفس التعبير ،فاإلستعجال يحظى بحيز هام
ضمن آلاليات التي يفحصها القاض ي إلاداري من أجل الحسم في طلب إيقاف تنفيذ القرارات
إلادارية أو رفضها ،فقد كان قضاء مجلس الدولة الفرنس ي أول من ابتكر شرطي الاستعجال
والجدية ،وكانت أحكامه ألاولى تقتصر على مجرد التحقق من وجود ضرر بسيط ،ثم بعدها أصبح
يبحث عن الضرر الذي يراه كافيا لتبرير طلب إلايقاف كالضرر الجسيم ،ثم بعد ذلك أصبح مجلس
الدولة الفرنس ي يتصدى لألسباب الجدية قبل التصدي ملسألة الضرر ،لكن بعد صدور مرسوم
املحاكم إلادارية لسنة 2712أصبح مجلس الدولة يبحث عن شرط الضرر قبل شرط الجدية.
وفي مصر فاملشرع املصري سار على نفس نهج املشرع الفرنس ي ،إذ نص على شرط
إلاستعجال من خالل مقتضيات املادة 17من قانون مجلس الدولة رقم 2791/19والتي جاء فيها" :
يجوز للمحكمة أن تأمر بوقف تنفيذ قرار إداري إذا رأت أن نتائج التنفيذ قد ال يتعذر تداركها"،
بمعنى أنه يكون من شأن تنفيذ القرار قبل الفصل في دعوى إلغائه ترتيب بنتائج يتعذر تداركها فيما
101
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لو قض ي بإلغاء القرار أن إستحالة إعمال أثر إلالغاء من إعادة الحالة ملا كانت عليه قبل صدور
القرار.
وفي املغرب إعتبر القضاء أن وصول مسطرة التحصيل إلى مراحل متقدمة كالحجز
والتنفيذ على ألاصل التجاري ببيعه وتطبيق إلاكراه البدني ،تنتج بالفعل عواقب لها تأثير على
مستقبل املقاولة خاصة إن تعلق ألامر بحجز منقوالتها ،وكذا الشأن بالنسبة لإلشعار للغير الحائز
الذي يطبق على الحسابات البنكية ويشل حركة ألاموال التي تشكل شريان الحياة لكل مقاولة،1
وهو ما قد يسفر عن إعاقة سير املقاولة وأن الشروع في إجراءات التحصيل يوفر عنصر
إلاستعجال الذي يوفر الطلب ألن إنكشاف الديون الضريبية التي على املقاولة يؤدي إلى إنقاص
لعناصر إلائتمان ،وبالتالي مطالبة الغير لديونهم قبل حلول آجالها العادية.
وقد نص املشرع الكويتي في املادة 22من قانون إلاجراءات الجديد الصادر سنة :2778
والجدير بالذكر أن القضاء الفرنس ي على مستوى مجلس الدولة ال يقض ي بوقف التنفيذ،
إال إذا أثبت امللزم أن أداء الضريبة سبب ضررا يصعب إصالحه ويدقق في طبيعة ذلك الضرر ،إذ
يعتبر مجلس الدولة الفرنس ي أن املقاولة تتعرض لضرر يصعب إصالحه إذا تم تحصيل الضريبة:
102
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
التسريح.1
وألنه سيؤدي إلى تصفية الشركة التي يحصل من إستغاللها امللزم وشريكه على
دخلهما الوحيد.2
ألنه سيؤدي إلى إفالس الشركة الطاعنة والقذف بعمالها إلى أحضان البطالة
وهنا يجب على املدين دعم طلبه بكل مستند يزكي به تحقق حصول أضرار جسيمة له من
6
إجراءات التحصيل يصعب جبرها.
والقضاء املغربي قد ربط شرط الجدية بشرط إلاستعجال ،1ولكنه غالبا ال يدقق في
الشرطين كثيرا ،ففي بعض ألاحيان يربط الشرطين معا وأحيانا أخرى يعتبر أن عنصر إلاستعجال
103
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وبناء على ما سبق يمكننا أن نخلص إلى أن عنصر إلاستعجال يرتكز على فكرتين
أساسيتين:
oالفكرة ألاولى :هي فكرة الخطر املهدد للحق املطلوب املحافظة عليه ،بإتخاذ إجراءات
3
إلاستعجال وقتية توفر له الحماية العاجلة ،بحيث وصف ألاستاذ عبد هللا درميش
قائال" :إلاستعجال بمثابة إلاسعافات ألاولية التي تقدم للمريض الذي يوجد في حالة
خطيرة جدا قبل ممارسة الفحوص الطبية عليه أو إجراء عملية جراحية عليه".
oالفكرة الثانية :تتجسد في الضرر املؤكد الذي يتعذر تداركه إذا حدث ،ويصعب تفاديه
باللجوء إلى إلاجراءات العادية للتقاض ي .وهو ما سارت عليه املحكمة إلادارية بالرباط من
خالل ألامر إلاستعجالي 4الذي جاء فيه " حيث إستقر عمل قاض ي املستعجالت بهذه
املحكمة على قبول املطالبة بإيقاف إجراءات تنفيذ الدين العمومي كإجراء وقتي إلى
غاية البت إداريا أو قضائيا في جوهر النزاع في إطار القواعد العامة لإلستعجال وحيادا
على ضوابط إيقاف ألاداء والتنفيذ املنصوص عليها في املادتين 119و 111من مدونة
التحصيل متى توافرت في الطلب حالة إلاستعجال بمفهوم الضرر الذي يصعب تدارك
104
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
نتائجه بعد التنفيذ ،وجدية السبب املستمد من املنازعة في صفة امللزم كخاضع للدين
العمومي أو في مسطرة فرض هذا الدين أو تحصيله آلايلة بحسب الظاهرإلى إلالغاء".
وإذا كانا شرطا جدية املنازعة وإلاستعجال أهم ما إستلزمه القضاء إلاستعجالي ملنح إيقاف
تنفيذ الديون الضريبية ،فإن املشرع والقضاء قد فرضا في بعض الحاالت تقديم الضمانات التي من
شأنها أن تؤمن أداء الدين الضريبي ،مما يحتم علينا بحث شرط تقديم الضمانات كقيد يرد على
يدخل طلب إيقاف تنفيذ الدين الضريبي في زمرة الطلبات إلاستعجالية التي يختص
القضاء إلاستعجالي بالبت فيها ،وإذا كانت الشروط التي سبق عرضها شروطا يشترك فيها طلب
إيقاف التنفيذ مع غيره من الدعاوى إلاستعجالية ،فإنه يختص بشرط تقديم الضمانة عند
حيث إنه في الكثير من ألاحيان نجد أن جل املحاكم إلادارية أصبحت تشترط على
املدعي عند ضعف سبب طلب إيقاف تحصيل الدين الضريبي أن يدعمه بتقديم الضمانة
الكفيلة بتيسير إستخالص الدين حالة ثبوته بشكل نهائي ،وهو ما جاء في أمر إستعجالي عن
املحكمة إلادارية بمكناس بتاريخ 1121/12/14ما يلي :وحيث إن الطلب والحالة هذه يفتقر
105
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إلى عنصرالجدية والطالبة لم تقدم الضمانة املشترطة طبقا للمادتين 119و 111من مدونة
وبالرجوع إلى القانون 2والفقه والقضاء فقد تم إلاتفاق على أنه إليقاف املتابعة في
املجال الجبائي ،يجب أداء الضرائب أو تقديم ضمانة كافية لتغطية الدين وتوابعه ،وأن عدم
تقديمها يعجل من طلبات إيقاف تنفيذ أوامر التحصيل التي ال ترتكز على أساس صحيح،
وذلك لئن كانت املنازعة هي حق من حقوق امللزم ،إال أنها في املقابل يجب أن ال تضيع حقا من
وقد جاء في الفقرة ألاولى للفصل 212من قانون املسطرة املدنية ما يلي" :تكون ألاوامر
إلاستعجالية مشمولة بالتنفيذ املعجل بقوة القانون ويمكن للقاض ي مع ذلك أن يقيد
التنفيذ بتقديم كفالة ".وهو ما سارت عليه كذلك املادتين 229و 228من القانون رقم
،21/79إال أن نص املادتين يثير جدال واسعا بشأن معرفة الجهة املخاطبة أهي إلادارة أم
القضاء؟
لقد أقر العمل القضائي أن إعتبار خطاب املادتين ينصرف لطلبات تأجيل ألاداء
إلادارية التي ترفع للمحاسبين العموميين ،وال تعني القضاء في ش يء ،لكن القضاء راجع نفسه
وصار يتفاعل مع شرط الضمانة وإستوعبه بشكل جيد ،حيث عمل عليه ليكون مقياسا
106
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يساوي به بين حقوق املدين وحقوق الدولة ،وتعامل معه كوسيلة دائمة لعدالة منصفة
وحمائية للمدين وللدين العمومي في نفس الوقت بأهون الضررين ،والغرفة التجارية بمحكمة
النقض أبلغ وصف لذلك ،حيث لم تعد تكتفي بإشتراط قيام منازعة جدية في عناصر تحقق
الدين وتصفيته في دعاوى إيقاف مسطرة بيع ألاصول التجارية إلستخالص دين ضريبي ،بل
ذهبت أبعد من القضاء إلاداري املختص حين إشترط إضافة لوجود منازعة جدية ضرورة
تشكيل ضمانة من تلك املنصوص عليها في الفصل 228من مدونة التحصيل تكون كافية
إال أنه في بعض الحاالت قد يعفى املدين من تقديم الضمانة ،بحيث إنه إذا كان ينازع
بصفة جدية في موضوع الدين فإنه ال يلزم بتكوين الضمانة التي تؤمن أداء الدين املنازع فيه في
حال تأكيده ،حيث إن القضاء أصبح يمنح إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،دونما حاجة إلى تقديم
ضمانة للمدينين الذي ينازعون بصفة جدية في الدين ،2وقد ينازع كذلك املدين في سالمة
وقانونية إجراءات تحصيله وإذا توفر شرط الجدية فإن الطالب يستفيد من وقف التنفيذ
دونما حاجة إلى تقديم الضمانة ،وبهذا الخصوص سنستشهد بقرار إستعجالي 3صادر عن
محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط جاء فيه" :وحيث إن العمل القضائي إستقر على إمكانية
قبول املطالبة القضائية بإيقاف إجراءات تحصيل الدين العمومي حيادا على مقتضيات
املادتين 119و 111من مدونة تحصيل الديون العمومية اللتان تشترطان وجوب تقديم
107
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الضمانة ،متى توفرت في الطلب عنصرالجدية املستشف من منازعة املدعي في صفته كملزم
أو في عدم قانونية مسطرتي فرض الضريبة وتحصيلها بحيث يكون من املرجح إلغاء الدين
املنازع فيه من طرف محكمة املوضوع دون أن يؤدي ذلك إلى املساس بالجوهر ،ومتى توفر
أيضا عنصر إلاستعجال بمعنى الخطر املحدق باملركز القانوني للطالب الذي يتعذر تدارك
فمحكمة إلاستئناف إلادارية قد ذهبت إلى إعفاء املدين من الضمانة في حالة تواجد
عنصر الجدية ،ويشترط تقديمها في الحالة التي يظهر له أن النزاع يفتقر لهذا العنصر ،وقد
جاءت الفقرة الرابعة من الفصل 111من املدونة العامة للضرائب املتعلقة بحظر إيقاف
تحصيل الديون املترتبة عن الضرائب والواجبات والرسوم املستحقة إثر مراقبة ضريبية ،وذلك
بالرغم من جميع ألاحكام املخالفة ،إال بعد تشكيل الضمانات الكافية املنصوص عليها بالفصل
أما في فرنسا فقد أصبح بإمكان املدين أن يستفيد من إلايقاف التلقائي للتحصيل
بمجرد إستظهاره بما يفيد منازعته في الدين متى كان الدين أقل من 2111يورو ،ويتجه إلى
تقدير كل حالة بحالة في ما يفوق هذا السقف ،1رغم أن مجلس الدولة أصدر قرارا في قضية
2JANFINرخص فيه للقضاء بإيقاف إجراءات التحصيل الجبري في إطار املادة L-521من
108
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
قانون العدالة إلادارية 1باإلعتماد فقط على عنصري إلاستعجال وجدية املنازعة املرتبطة
وفي املغرب تعامل القضاء إلاستعجالي مع الشروط التي وضعتها مدونة التحصيل،
خاصة منها إلزامية تقديم الضمانة وسلوك مسطرة التظلم املسبق ،بما يمكنه من توظيفها
بطريقة نافعة ال تتعارض مع الضمانات الفعلية التي توفرها العدالة لكال طرفي العالقة في
ميدان تحصيل الديون العمومية من جهة ،وبما ينسجم مع املتطلبات الحمائية الخاصة بكل
طرف منهما من جهة أخرى ،تماشيا مع أهداف إحداث قضاء إستعجالي إداري كأداة فعالة في
صيانة الحقوق ،2باإلضافة إلى ذلك فقد أخذ القضاء إلاستعجالي بضرورة تقديم الضمانات
أن القضاء إلاداري قد إستقر بعد طول إختالف على تحديد الحاالت التي يلزم فيها
املدين بتقديم الضمانة وكذا الحاالت التي يعفى فيها من تقديمها ،مما ال يدع أي
أن املشرع قد تدخل بعد طول ترقب ومنع القضاء إلاستعجالي إلاداري من إيقاف
تنفيذ الدين الضريبي ،إال إذا قدم املدين الضمانات املنصوص عليها في املادتين 229
و 228من قانون ،21/79وذلك فيما يتعلق بالضرائب والرسوم املستحقة على إثر
109
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
مراقبة ضريبية ،1وبالتالي يتوجب على طالب إيقاف تحصيل الدين الضريبي العمل
ويمكن إجمال الحاالت التي يلزم فيها طالب إيقاف تنفيذ الدين الضريبي بتقديم الضمانات
-2الحالة التي ال ينازع فيها منازعة جدية في صفته كمدين أو في مسطرة تأسيس الدين
املنازع فيه ،أو في مسطرة تحصيله أو في تقادمه ،لكنه ينازع بشكل جدي في تقدير الدين
الضريبي أو في قيمته.
-1الحالة التي ينازع فيها طالب إيقاف التنفيذ في الضرائب والرسوم املستحقة على إثر
باإلضافة إلى ذلك فإن من أهم ألاسباب التي يستند عليها الطالب إليقاف التنفيذ هي تقادم
الدين الضريبي وخاصة الذي يطال إجراءات تحصيل الدين العمومي ،بحيث يمكنه إلاستفادة من
إن املشرع منح الخزينة العامة للمملكة عدة صالحيات تتعلق بتحصيل دينها الضريبي،
الش يء الذي قد يجعلها تخل ببعض الضمانات القانونية املخولة للملزمين من مثل :التبليغ بفرض
110
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الضريبة ،إ حترام إلاجراءات املسطرية املتعلقة بتصحيح أسس الضريبة أو الفرض التلقائي لها،
إلاعفاءات الجبائية إلى غير ذلك ،مما يؤدي إلى نشوء نزاع بينها وبين امللزم.
111
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لقد حاول املشرع من خالل مدونة تحصيل الديون العمومية ،منح امللزم مجموعة من
التسهيالت أثناء تسديد الديون الضريبية ،من أجل مساعدته وتشجيعه على ألاداء في أحسن
الظروف ،باإلضافة إلى ذلك قام بوضع مجموعة من الشروط القانونية والشكليات النظامية من
أجل حماية امللزم من تعسف إلادارة ،بحيث ال يمكن مباشرة مختلف إجراءات التحصيل إال بعد
إستيفائها ،مما جعل امللزم يتخلى عن نظرته الكالسيكية لإلدارة على أنها السلطة التي تسعى فقط
وما نلحظه في آلاونة ألاخيرة ،أن املشرع قد قدم مجموعة من التنازالت لصالح امللزم
بالضريبة ،خالفا ملا كان عليه الوضع سابقا في ظل ظهير 12غشت 2721بحيث أعطي امللزم
إختيارات متعددة لألداء منها الرضائي والذي يتسم باملرونة وعدم التشدد ،وذلك من خالل آلاجال
املمنوحة للملزم من أجل ألاداء ،زد على ذلك طرق ألاداء الكثيرة وكذلك التساهالت في ألاداء،
وألاخذ بعين إلاعتبار الوضعية إلاجتماعية واملالية للملزم أو ما يطلق عليه "شخصنة الضريبة"،
بحيث إن إلادارة في السنوات ألاخيرة أصبحت تتعامل مع امللزم حسن النية بطرق مشجعة جدا ،أما
في الحالة الثانية فهناك التحصيل الجبري وهو يطبق على امللزم املمتنع عن ألاداء أو امللزم املعسر،
فهنا وضع املشرع طرقا ومساطر للتعامل مع الطرفين ،حيث عمل على مساعدة املعسر من خالل
مجموعة من املساطر إلادارية من قبيل الطلبات والتظلمات إلاستعطافية ملساعدته على ألاداء دون
112
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إلاضرار به ،وباألخص الشركات التي تكون مالذا للعديد من العمال التابعين لها ،والتي جعلها املشرع
باإلضافة إلى ذلك فالقضاء هو آلاخر له الدور املهم في ضمان حقوق طرفي العالقة
الجبائية ،فبفضله أصبح للملزم الحق في إيقاف تنفيذ إجراءات التحصيل التي تفرضها عليه إلادارة
إن بوجه حق أو ال ،فهذه الوسيلة الجديدة كانت خطوة نوعية تحسب للقضاء إلاداري الذي يعتبر
من أهم روادها بحيث ظل يناضل من أجلها إلى حدود سنة 1117بحيث جاءت مباركتها من طرف
القانون ،وإن لم تكن مقصودة فقد أضافت الكثير للمنازعة الجبائية وأعطت للملزم نفسا جديدا
من أجل طرق باب القضاء والوثوق به بعدما كان يخاف من اللجوء إليه .ولئن كانت املنازعة حقا
من حقوق امللزم ،إال أنها في املقابل يجب أن ال تضيع حقا من حقوق الدولة التي تسعى من ورائه إلى
فالقضاء إلاداري من خالل مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي عمل على سد النقص
الحاصل في فصول املدونة ،والتي عمل العديد من املناصرين لحقوق امللزم على تفسيرها لصالحه،
بحيث سار املشرع بهذا الشأن على خطى املشرع الفرنس ي الذي عمل على صيانة حقوق إلانسان
قبل إلالتفات إلى تحصيل الدين الضريبي محافظا بذلك على تعهده القاض ي بإحترام حقوق
إلانسان.
إال أننا من خالل بحثنا في ثنايا هذا املوضوع تبين بأن املشرع كان متحفظا جدا في مناقشة
هذا النظام ،فعدم التنصيص صراحة على قانونية هذا إلاجراء يحسب كنقطة سلبية على املشرع
113
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املغربي الذي ال طاملا نادى بضرورة العمل على تسهيل سيرورة حياة املواطن ،باإلضافة إلى ذلك
فبتعداد الشروط التي وضعها هذا ألاخير من أجل رفع طلب إيقاف تنفيذ الدين الضريبي والتي
تعتبر إلى حد ما غير عادلة بغض النظر عن طبيعة امللزم الذي يتعامل معه املشرع ،وباألخص
تأكيده على ضرورة تقديم الضمانات يجعل من هذا إلاجراء إجراءا تعجيزيا ،وبالتالي خرق جسور
114
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
115
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لقد شكل موضوع تحصيل الديون العمومية ولعقود مضت أحد أهم إنشغاالت الدارسين
والباحثين واملحللين في املجال املالي للدولة ،ملا يثيره من إشكاالت تصل إلى حد التعقيد ،فال الفقه
إستطاع أن يضع أجوبة شافية ملختلف هذه إلاشكاالت وال إلاجتهاد القضائي قام بدوره بحلها من
خالل املنازعات الكثيرة التي طرحتها مساطر التحصيل ،فتعدد ألاجهزة إلادارية املكلفة بالتحصيل
وتنازع إلاختصاص بين املحاكم ساهم بشكل كبير في بلورة العديد من إلاشكاالت ،وخلق نوعا من
الغموض بخصوص املسألة إلى جانب تعدد النصوص القانونية املنظمة واملؤطرة لتحصيل الدين
الضريبي.
فليس كل ما يعرض على الجهات إلادارية سيعرض بالضرورة على الجهاز القضائي ،ألنه قد
تكون هناك منازعات قد تمت تسويتها في املرحلة إلادارية ،لهذا فإن النزاعات التي تعرض على
القضاء ما هي إال النزاعات التي إستمر الخالف بشأنها ولم تكن في صالح أحد أطراف النزاع ،إن كان
ألامر كذلك فاملرحلة القضائية ال تخلو من أهمية فهي املرحلة الحقيقية للمنازعات في إيقاف
تحصيل الدين الضريبي إعتبارا ملا توفره من حياد وإستغاللية ودراية أعمق بالنصوص.
وقد عرف القضاء الاستعجالي العادي منازعات تحصيل الدين الضريبي ،وفصل فيها
وتعامل معها قبل دخول قانون املحاكم إلادارية حيز التنفيذ ،حيث لم تكن آنذاك قواعد
إلاختصاص تطرح إشكاال ،ألن املشرع أسند إلاختصاص للمحاكم إلابتدائية للنظر في هذه القضايا
أيا كانت طبيعتها ،إال أنه ومع بداية العمل بمبدأ إزدواجية القضاء أصبح من املحتم دراسة
إختصاصات كل محكمة على حدة للنظر في املنازعات الجبائية ،وفي هذا املجال فقد تبين فعال بأن
116
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املحاكم إلادارية قد أثبتت جدارتها وقدرتها على التعامل مع املستجدات ،مما خول لها فرض واليتها
تتميز الدعوى الجبائية املرفوعة أمام املحاكم إلادارية بنوع من الخصوصية ألن أحد
أطرافها هي إلادارة بإعتبارها صاحبة سلطة عامة "الطرف القوي في العالقة الجبائية" إال أن
املشرع قد كرس مجموعة من آلاليات من أجل الحفاظ على حقوق وضمانات امللزم -الطرف
الضعيف -بحيث خول له الحق في اللجوء إلى القضاء ،وحمل القضاء بدوره مهمة إنصاف املكلف
من خالل هذا الفصل سنحاول تحليل مفهوم املنازعة في إيقاف تنفيذ الدين الضريبي
ومجال تخصص القضاء فيها (املبحث ألاول) باإلضافة إلى التطرق إلى أهم إلاشكاالت التي يثيرها
117
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إن مجاالت تدخل القضاء ما فتئت تتسع بتنوع أشكال املنازعات وتتوزع على مختلف
تخصصات املحاكم لتشمل القضايا إلادارية ،التجارية ،إلاجتماعية أو ألاسرية ،فتوسع نطاقها في
امليدان إلاداري سيعرف حضورا ملفتا في مجال تحصيل الديون العمومية ،وذلك بفعل ما تحدثه
إجراءات التحصيل من تأثير مباشر على الذمة املالية للمدين ،1وربما على مصيره املنهي أو التجاري
بسبب السلطات وإلامتيازات التي تتمتع بها جهة التحصيل بمناسبة القيام بوظائفها في إستيفاء
الديون الضريبية ،تطبيقا للقوانين وألانظمة واللوائح والتصرفات 2التي أنتجت الدين الضريبي
الجاري جبايته ،3ألامر الذي يدفع امللزم للجوء إلى القضاء من أجل طلب الحماية الوقتية بينما
يستكمل إجراءات منازعته ضد إلادارة التي لم تنصفه بتعسفها وغلوها في إستعمال سلطتها
التقديرية أو فيما يخص تقديم الضمانات الالزمة لوقف تنفيذ الدين الضريبي ،وهو ما جعل
القضاء يتدخل في عمل إلادارة وسلطاتها وذلك بمراقبة مساطرها وإجراءاتها من أجل حماية امللزم
118
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ولإلملام بمختلف جوانب هذا التدخل ،إرتأينا معالجة هذا املبحث من خالل مناقشة تنازع
إلاختصاص القضائي في هذه املنازعات من جهة (املطلب ألاول) ومن جهة ثانية دعتنا الضرورة إلى
سرد املسار الذي تسلكه هذه املسطرة أمام القضاء (املطلب الثاني).
املطلب ألاول :تنازع إلاختصاص القضائي للبت في منازعات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي
تنص املادة 212من مدونة تحصيل الديون العمومية على أن جميع املنازعات التي تنشأ
عن تطبيق مدونة التحصيل الجديدة تختص بها املحاكم إلادارية باملكان الذي تستحق فيه تلك
الديون موضوع مسطرة إلاستخالص ،كما أن املادة 211من نفس املدونة تنص على أنه "ال يحق
ألي سلطة عمومية أو إدارية أن توقف أو تؤجل أداء الضرائب أو الرسوم والديون ألاخرى" ،وبما
أنها لم تتطرق للسلطة القضائية فقد بقى لها كامل إلاختصاص والصالحية في إلاستجابة لطلبات
وقف تنفيذ الدين الضريبي متى تحققت شروط قيام ذلك ،وملا كان القضاء إلاستعجالي باملحكمة
إلادارية يعتبر جزءا من هاته املحكمة ويستمد إختصاصه من إختصاصها ،أمكن القول بأن
القضاء إلاستعجالي يختص بالبت في جميع الطلبات املتعلقة بإيقاف إجراءات التحصيل الجبري
للديون الضريبية بما فيها إلانذار والحجز والبيع وإلاكراه البدني ،ما دام أن محكمة املوضوع
مختصة بقوة القانون بالبت في جميع املنازعات املتعلقة بمسطرة مباشرة تلك إلاجراءات ،وبالتالي
وإذا كانت املحاكم إلادارية تقض ي بإنعقاد إلاختصاص ملحاكم املوضوع في املادة 11من
القانون ،12/71فإن بعض املحاكم ألاخرى التي تجعل إلاختصاص لقاض ي املستعجالت تستند على
119
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ما جرى به العمل قبل إحداث املحاكم إلادارية ،أو ما تنص عليه املادة 27من نفس القانون ،في
حين أن محاكم أخرى تستند على املادة 217من قانون املسطرة املدنية.
الفرع ألاول :حدود إختصاص القضاء إلاستعجالي للبت في منازعات إيقاف تنفيذ الدين
الضريبي
إن املشرع املغربي لم يقم بتعريف القضاء إلاستعجالي وإنما قام بالتطرق له من حيث
خصوصياته حيث أفرد له الفصل الرابع من قانون املسطرة املدنية املتعلق باملسطرة الخاصة
لإلستعجال من 218إلى ،212وقد كان مستفيضا مقارنة بالقضاء إلاداري الذي خصه فقط بمادة
وحيدة وواحدة وهي املادة 27من القانون املحدث للمحاكم إلادارية وكذلك نفس الش ئ للقانون
81.12املحدث ملحاكم إلاستئناف إلادارية من خالل املادة السادسة ،فهو قضاء إستثنائي يختلف
عن قضاء املوضوع ألنه ال يفصل في املنازعة وإنما يعالج قضايا وقتية وتحفظية ،كرفع الضرر أو
إيقاف تنفيذ قرار أو إلاعالن عن صعوبة في التنفيذ ،وذلك لغاية منع تسبب القرار الضريبي في
أضرار بليغة سيصعب تداركها في حالة قيام املحكمة من خالل دعوى املوضوع بتعديل قرار أو
إلغائه ،وال يمكن تصور دعوى إستعجالية ضريبية سوى في مادة تحصيل الضريبة ،نظرا للتأثير
120
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املباشر الذي تحدثه إجراءات التحصيل في مال امللزم أو ذاته ونظرا كذلك لطبيعة الطلبات
أما الفقه فقد عرفه على أنه " قضاء يقصد به الفصل في املنازعات التي يخش ى عليها من
فوات الوقت فصال مؤقتا ال يمس أصل الحق ،وإنما يقتصر على الحكم بإتخاذ إجراء وقتي ملزم
للطرفين بقصد املحافظة على ألاوضاع القائمة وإحترام الحقوق الظاهرة أو صيانة مصالح
2
الطرفين املتنازعين".
فهو يعتبر أداة لحماية امللزم من تعسف إلادارة ،حيث تم إعتبار هذا القضاء من متعلقات
"العدالة الفعلية" التي تطرق لها الفصل 8من إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان والفصل 22من
إلاتفاقية ألاوربية لحقوق إلانسان ،فقد ظهر في املسطرة القضائية لسنة ،2722وتم التطرق له في
البابين ألاول والثاني من القسم الخامس ،غير أن العمل كان محصورا على املحاكم العصرية ولم
يعمم تطبيقه في جميع محاكم اململكة إال بعد صدور ظهير التوحيد والتعريب واملغربة ،إبتداء من
فاتح يناير ،2744وهو ما تجلى في قانون املسطرة املدنية لسنة 2791الذي خص القضاء
إلاستعجالي بالبابين ألاول والثاني من القسم الرابع ،حيث أفرد الباب ألاول لألوامر املبينة على
الطلب واملعاينات (الفصل )218والباب الثاني للمستعجالت (الفصول 217إلى )211ثم ظهر في
121
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ومن أجل تبيان الدور الفعال لهذا القضاء في البت في طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي،
قمنا بإدراج النشاط املفصل للمحكمة إلادارية بالدار البيضاء سنة 1122وتوصلنا من خالل
ألارقام املدرجة بالجدول إلى أن القضاء إلاستعجالي أبرز جدارته بهذا الخصوص ،فبالنظر إلى سنة
1121نجد بأن املخلف منها كان 1قضية وسنة 7 ،1122قضايا وهو باملقارنة مع أنواع القضايا
122
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
0311
ديون الخزينة
الدراسات.
رسم بياني رقم :1يبين نشاط املحكمة إلادارية بالدارالبيضاء سنة 0311
123
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املصدرتركيب شخص ي
والقضاء على تنظيم هذا الفرع الجديد نظرا ملردوديته في املجال ،وقد عرفته وزارة العدل بالقول
" تطلق كلمة القضاء املستعجل على مسطرة مختصرة تمكن ألاطراف في حالة إلاستعجال من
الحصول على قرار قضائي في الحين معجل التنفيذ في نوع من القضايا ال يسمح بتأخيرالبت فيها
1
من دون أن تسبب ضررا محققا".
وهو املبدأ الذي عملت املحاكم إلادارية باملغرب على إحترامه بعد أن أعلنت هذه املحاكم
124
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
"حيث إستقر قضاء هذه املحكمة على أن طلب إلايقاف املؤقت ألي أمر باالستخالص إلى حين
البت في موضوعه ،طلب وقتي لكونه محددا في الزمن وتستدعيه الضرورة امللحة لحل مؤقت
يحافظ على مصالح الخصوم وال يمس املوضوع وال تسعف فيه إجراءات التقاض ي العادية
ويجنب أخطار مواصلة إجراءات التنفيذ التي قد تصيب أموال الطالب بحبسها وحجزها،
وبالتالي تأثيرها على مركزه املالي ،كما قد تصيبه في ذاته عن طريق إكراهه بدنيا ،وتلكم أضرار
يصعب تداركها أو إزالة آثارها مما يرجع لنا كقاض ي للمستعجالت إختصاص البت في الطلب في
التساؤل الذي يمكن أن يتبادر إلى ذهن البعض هو مدى إمكانية عرض طلبات إيقاف
تنفيذ الدين الضريبي أمام قضاء املوضوع ،1كما هو الحال بالنسبة لطلبات إيقاف تنفيذ القرارات
إلادارية التي تقدم إلى محكمة املوضوع بإعتبار أن محكمة ألاصل هي محكمة الفرع ،وفي هذا إلاطار
ذهبت املحكمة إلادارية بفاس كمحكمة موضوع إلى الحكم بتأجيل تنفيذ الضريبة إلى حين إنتهاء
املسطرة إلادارية ،وإذا كان لهذا إلاتجاه القضائي ما يبرره من كون محكمة املوضوع املعروض عليها
النزاع في الجوهر هي املؤهلة إلتخاذ إلاجراء املطلوب حوله ،وأن الطالب بإلتجائه لقضاء املوضوع
يكون قد تنازل عن مزية إلاستعجال واليسر في إلاجراء املناسب حوله ،فإن هذا إلاتجاه لم تسايره
الغرفة إلادارية 2التي إعتبرت أن القضاء إلاستعجالي هو املختص بإتخاذ كل إجراء وقتي يتعلق
بإيقاف تنفيذ الدين الضريبي دون محكمة املوضوع ألنه يتميز بكون مقرراته تواجه سلطة عامة
125
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تتمتع إجراءاتها بالنفاذ الفوري ،وهو مما يعطي للوظيفة القضائية بعدا حمائيا يجعله يسابق هذا
إال أننا في بعض ألاحيان نقع في مفارقة حين يكون النزاع معروضا أمام محكمة املوضوع،
ويجب أن نتناول الجهة القضائية املكلفة بالبت في هذه الطلبات واملتمثلة أساسا في رئيس املحكمة
يختص القضاء إلاستعجالي بالنظر في طلبات إيقاف التنفيذ الضريبي ،وذلك ملا يتوفر عليه
هذا القضاء من سرعة البت وتقصير في املواعيد ويسر في إلاجراءات ،مما يشكل إمتيازا وضمانا
للتقاض ي في هذا الشأن ،1بإعتبار أن امللزم بها يكون مداهما بالتنفيذ على أمواله وعقاره وجسده
أحيانا ،وهو ما نستشفه من خالل ألامر الصادر عن رئيس املحكمة إلادارية بالرباط" 2حيث جرى
عمل قضاء هذه املحكمة على قبول املطالبة بإيقاف تنفيذ الدين العمومي في إطار القواعد
العامة لإلستعجال وحيادا على ضوابط إيقاف ألاداء والتنفيذ املنصوص عليها في املادتين 119
و 111من مدونة تحصيل الديون العمومية متى كانت مبنية على أسباب جدية من قبيل خرق
مسطرة فرض أو تحصيل هذا الدين فضال عن حالة إلاستعجال املتجلية في ألاضرار املتعذر
126
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
نص الفصل 27من قانون املحاكم إلادارية على أنه" :يختص رئيس املحكمة إلادارية أو
من ينيبه عنه بصفته قاضيا للمستعجالت القضائية بالنظر في الطلبات الوقتية والتحفظية"،
مما يعني أنه أعطى إلاختصاص لرؤساء املحاكم إلادارية للبت في القضايا إلاستعجالية ،حيث يمكن
من خاللها لقاض ي املستعجالت أن يتدخل ملنع الدائن من تنفيذ الدين لسبب من ألاسباب ،إال أن
الدائن هنا هو الدولة ومنع الدولة من إستخالص ديونها له أثر على املالية العمومية ،بينما يقتض ي
املنطق العصري الذي يحكم العالقات بين إلادارة واملواطن ،أن ال يمس هذا ألاخير في ذاته أو ماله
بدون موجب حق وأن تكون للقضاء الكلمة النهائية في جميع ألامور بصفته ضامنا للحق كيفما كانت
ألاطراف املتخاصمة ،ومع هذا التراجع أصبح بعض الفقه يقر بضرورة إنتقال هذه إلاختصاصات
التي كانت لرئيس املحكمة إلابتدائية إلى رئيس املحكمة إلادارية بعدما مارسها القاض ي إلاستعجالي
العادي قبل إحداث املحاكم إلادارية ،1حيث إنه في هذه املرحلة كان يتميز بقلة الدعاوى التي بت
فيها القضاء العادي ،ولعل هذا يرجع إلى بطء بت القضاء العادي حتى في القضايا ذات الطابع
العادي ،فضال على عدم تشجيع املواطنين للمبادرة في مقاضاة الدولة 2وقد رحب معظم العمل
يعتبر رئيس املحكمة إلادارية بصفته قاضيا للمستعجالت طبقا ملقتضيات الفصل 124من
قانون املسطرة املدنية املشرف على إجراءات التنفيذ ،كذلك له الصالحية للنظر في الطلبات
املستشكل تنفيذها والتي توجد بدائرة نفوذها ويمكنه كذلك البت فيها.
127
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يشمل إختصاص رئيس املحكمة إلادارية البت في ألاوامر الوالئية التي يصدرها بناء على
طلب من ألاطراف كما تنص عليها املسطرة املدنية ،1باإلضافة إلى ذلك فإن قاض ي املستعجالت
إلادارية يبت في طلبات وقف تنفيذ تحصيل الدين الضريبي ،ويتدخل في إجراءات إيقاف إجراءات
بيع املنقوالت املحجوزة ويوقف مفعول إلانذار القانوني وكذلك إلاشعار للغير الحائز ،إال أن املشرع
قد قيده بشروط وهي ضرورة إحترامه للقواعد العامة التي تحدد مجال تدخله.2
يبين التطور العددي للملفات املعروضة على مختلف املحاكم إلادارية خالل الفترة - 1121
1122إلاقبال امللموس للملزمين على هذا إلاجراء ،الش يء الذي يعبر بوضوح عن فعاليته ونفس
املالحظة سنالمسها من خالل إلاطالع على إحصائيات معظم املحاكم إلادارية باملغرب.
وبالنظر إلى هذه الجداول يتبين بأن البت في القضايا املنصبة على إيقاف التنفيذ ما بين
1121و 1122يتزايد من 22بالنسبة ل 1121إلى 14في ،1122باإلضافة إلى ذلك فالقضايا املتعلقة
بإيقاف التنفيذ ال تشغل حيزا كبيرا باملقارنة مع القضايا ألاخرى ،حيث نلحظ بأن الدعاوى املنصبة
على الضرائب وتحصيل ديون الخزينة تسيطر على النسبة ألاكبر ،وفي نفس الوقت فإنه بالنظر إلى
الدعاوى ألاخرى ،فإن القضاء إلاداري أبان عن كفاءة كبيرة في البت في إيقاف تنفيذ الدين
الضريبي.
128
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
0311 0311
الخزينة
الدراسات.
رسم بياني رقم :0يبين النشاط املفصل ملجموع املحاكم إلادارية سنة 0311
129
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إال أن الخزينة ونظرا ملا لها من سلطة تستمدها من القانون نفسه ولكونها إدارة حساسة،
تسعى دائما من خاللها إلى إرغام املدينين على الرضو لقوانينها وإلاعتراف بسيادة الدولة عليهم،
وهو ما جعل القضاء يتردد في البداية في إصدار أوامر إستعجالية لصالح امللزمين ضدا عن مصلحة
الخزينة ،ومرد ذلك التردد غموض النصوص الجبائية حول هذا املوضوع ،فمن جهة نص ظهير 12
غشت 2721في فصليه 22و 21على عدم السماح بإيقاف مسطرة إستخالص الضريبة في حالة
عرض النزاع على أنظار املحاكم ،إال إذا قدم امللزم ضمانة للقابض تحسبا لعدم قبوله للطلب ،وهو
ألامر الذي أكدته املادة 229من مدونة التحصيل حيث جعلته إلادارة شرطا ،نفس الش يء بالنسبة
130
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وبالرجوع إلى إلاحصائيات التي أنجزناها باملحكمة إلادارية بالدار البيضاء بقسم إلاستعجال
جدول رقم :0قرارات القضاء إلاستعجالي بخصوص دعاوى إيقاف التنفيذ املرفوعة إليه
تركيب شخص ي
131
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
رسم بياني رقم :0أحكام القضاء إلاستعجالي في طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي -
تركيب شخص ي
فمن خالل هذه ألارقام يتبين جليا بأن القضاء تخطى تلك املرحلة التي كان محظورا عليه
أن يصدر أوامر ضد إلادارة ،الش يء الذي يمكننا أن نقول عنه بأنه شجع امللزم على الدفاع عن
حقوقه من تعسف إلادارة ،وبالتالي الوقوف معها أمام نفس القاض ي للطعن في قراراتها املشوبة
بعيب ما.
وقد أثار البحث في تحديد الجهة املختصة للبت في منازعات وقف تنفيذ الدين الضريبي
1
إختالفا كبيرا وسط املحاكم إلادارية ،مما ينتج عنه خلط بين مسطرة إيقاف تنفيذ القرار إلاداري
132
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إستنادا إلى الفصل 11من قانون 71/12املحدث للمحاكم إلادارية ،ومسطرة إيقاف تنفيذ
إستخالص الدين الضريبي في إطار القواعد العامة لإلستعجال إستنادا للمادة 27من القانون
املحدث للمحاكم إلادارية ،ومثار إلاشكال هو السند القانوني التي تعتمده هاته املحاكم للنظر في
تلك الطلبات.
إن املحاكم إلادارية إستطاعت أن تضطلع بدور مهم في إعادة الثقة للمواطنين والتأكيد
على أن القانون يعلو فوق الجميع ولو تعلق ألامر بالدولة ،كما هو الحال بالنسبة للخزينة العامة
للمملكة ،وهو ما يفسر إلارتفاع النسبي في عدد القضايا املتعلقة باملنازعات الجبائية نخص بالذكر
جدول رقم :6تطور الدعاوى املنصبة على إيقاف تنفيذ الديون الضريبية بجهة الدارالبيضاء
297 1121
291 1122
81 1121
12 1122
12 1121
تركيب شخص ي
133
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
رسم بياني رقم :6يبين تطور املنازعة في إيقاف تنفيذ الديون الضريبية
تركيب شخص ي
فمن خالل هذا الرسم البياني يتوضح جليا تراجع الطلبات املنصبة على إيقاف تنفيذ
الديون الضريبية من سنة 1121إلى سنة ،1121ومرد ذلك حسب بعض املتخصصين في املجال
والقائمين عليه في الخزينة العامة للمملكة ،بأنه خالل سنة 1121تمت تصفية أغلب امللفات من
خالل إلاعفاء الذي جاءت به املديرية العامة للضرائب من أجل تشجيع امللزم على أداء ديونه بشكل
حبي ،باإلضافة إلى ذلك فإن املناظرة الوطنية حول الجبايات املنعقدة بأبريل 1122كان لها ألاثر
الكبير على إجراء إيقاف تنفيذ الديون الضريبية ،فكلمة السيد رئيس الحكومة عبد إلاله بنكيران
جاءت بمستجد فيما يخص إجراءات التحصيل الجبري ،فهذا ألاخير قام بتوقيف إجراء إلاشعار
للغير الحائز ،والذي كان يعتبر من أهم ألاسباب التي تقوم عليها املنازعة في إيقاف تنفيذ الدين
الضريبي ،ورغم أن هذا إلايقاف ليس له إلى آلان أي أساس قانوني إال أن إدارات التحصيل لم تعد
134
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تلجا إليه كثيرا ،هذا وال ننس ى كذلك بأن إدارة الضرائب وعمال بمقتضيات الدستور الجديد والتي
تنص على العمل على ربط جسور الثقة والشراكة بين إلادارة وامللزم لم تعد تلجأ كثيرا إلى إلاجراءات
الجبرية التي لها أثر على الذمة املالية والبدنية للملزم ،هذا وإن دل إنما يدل على إمكانية التنبؤ
بمستقبل عالقة جيدة بين امللزم وإلادارة وهو ما يتبين من خالل الجدول آلاتي:
جدول رقم :1يبين موقع كل إجراء في منازعة إيقاف تنفيذ الديون الضريبية أمام املحكمة
31 إلانذار
61 الحجز
30 البيع
11 إلاشعارللغيرالحائز
تركيب شخص ي
رسم بياني رقم :1توزيع إلاجراءات موضوع إيقاف تنفيذ الديون الضريبية باملحكمة
135
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تركيب شخص ي
وكما نرى فإن الخزينة العامة للمملكة لم تعد تلجأ كثيرا لإلجراءات الجبرية الزجرية
نص القانون 81.12املحدث ملحاكم إلاستئناف إلادارية من خالل املادة 4منه على ما يلي" :
يمارس الرئيس ألاول ملحكمة إلاستئناف إلادارية أو نائبه مهام قاض ي املستعجالت إذا كان النزاع
معروضا عليها".
وقد وضع هذا القانون حدا لإلشكال الذي كان يثار قبل إحداث املحاكم إلادارية املتعلق
بمدى إكتساب الرئيس ألاول للغرفة صفة قاض ي مستعجالت مؤهل للنظر في طلب إيقاف تحصيل
136
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
دين ضريبي تجري مناقشة أسسه في املوضوع أمام الغرفة التي يترأسها ،حيث أعطت هذه املادة
1
لرؤساء هاته املحاكم إمكانية إنتداب قاض ي إستعجالي يكون مؤهال على خالف املحاكم العادية.
وفي هذا إلاطار فإن إختصاص الرئيس ألاول ملحكمة إلاستئناف إلادارية يرتبط بكون النزاع
في موضوع الدين الضريبي معروض على محكمة إلاستئناف ،مما يعني أن املدين لم يصبح مهددا
بعمليات التحصيل إال بعد إحالة ملف املوضوع بشأن ألاسس أو الوعاء على مرجع الدرجة الثانية،
وأن وضعية الخطر الداهم هذه هي التي إضطرته إلى مراجعة الرئيس ألاول وألول مرة في هذه
املرحلة املتقدمة من النزاع ،ليس بإعتباره مرجعا إستئنافيا وإنما في إطار واليته كقاض
وبالنظر إلى إلاحصائيات التي وصلنا إليها بخصوص النشاط املفصل ملحكمة إلاستئناف
إلادارية بكل من مراكش والرباط ،نخلص إلى أن القضايا املتعلقة بإيقاف تنفيذ الدين الضريبي،
يتم الحكم فيها بطريقة إستعجالية فبالنظر إلى عدد القضايا املخلفة من سنة 1121هي صفر
قضية بالنسبة ملراكش وقضيتين بالنسبة للرباط ،وعدد القضايا املخلفة من سنة 1122بالنسبة
ملراكش هي قضية واحدة وبالنسبة للرباط ،1مما يدل على نجاعة القضاء إلاداري بهذا الخصوص.
137
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
0311
املستأنفة
ديون الخزينة
الدراسات.
رسم بياني رقم :3يمثل نشاط محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط سنة 0311
138
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
139
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
0311
املستأنفة
ديون الخزينة
الدراسات.
140
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
رسم بياني رقم :9يمثل نشاط محكمة إلاستئناف إلادارية بمراكش سنة
0311
املصدرتركيب شخص ي
عندما أحدث املشرع املغربي املحاكم إلادارية باململكة بواسطة القانون رقم ،41.90أوكل
إليها جميع النزاعات املتعلقة بالضرائب وكذا النزاعات املتعلقة بتحصيلها ،وإختلف بذلك عن
املشرع الفرنس ي الذي خص املحاكم العادية باملنازعات املتعلقة بالضرائب غير املباشرة والرسوم
املشابهة ورسوم التسجيل والتمبر ،في حين خص القضاء إلاداري بالضرائب املباشرة والضرائب
على قدر املعامالت والرسوم املشابهة ،كما إختلف عن املشرع املصري الذي جعل الطعون في ربط
الضرائب على إيرادات الثروة العقارية من إختصاص املحاكم إلادارية بينما جعل املنازعات املتعلقة
بضريبة الدخل وضريبة الدمغة والتسجيل وإلاستهالك واملالهي من إختصاص املحاكم العادية.
141
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
أما املشرع املغربي من خالل نصوص قانون املسطرة املدنية ومدونة التجارة ومدونة
تحصيل الديون العمومية واملدونة العامة للضرائب ،فقد أعطى للقاض ي الحق في التدخل في
فكيف يكون هذا التدخل؟ وما هي حدوده؟ وكيف سيعمل املشرع على تنظيم هذا التنازع
"يمارس رئيس املحكمة التجارية إلاختصاصات املسندة إلى رئيس املحكمة إلابتدائية بموجب
"يمكن لرئيس املحكمة التجارية بصفته قاضيا لألمور املستعجلة وفي حدود إختصاص
املحكمة أن يأمر بكل التدابير التي ال تمس أي منازعة جدية ،وإذا كان النزاع معروضا على
يمكن لرئيس املحكمة التجارية ضمن نفس النطاق أن يأمر بكل التدابير التحفظية أو
بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه لدرء ضرر حال أو لوضع حد إلضطراب ثبت جليا أنه غير
مشروع".
142
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إن املتعارف عليه أن رئيس املحكمة التجارية يختص بوصفه قاضيا لألمور املستعجلة إذا
تعلق ألامر بطلبات تهدف إلى التدخل إلتخاذ تدابير ذات طابع وقتي ،شريطة توفر شرطي
فبالنظر إلى كون دور رئيس املحكمة التجارية يمتد إلى ممارسته نوع من إلاشراف القضائي
على املقاوالت عن طريق ممارسة بعض املساطر املرتبطة باإلشكاالت في التنفيذ سواء على مستوى
معالجة صعوبات املقاولة أو التنفيذ على ممتلكات التجار املرتبطة بإستغالل ألاصول التجارية،
وبحكم تقييد التنفيذ على هذه ألاصول بضرورة إخضاع بيعها ملسطرة قضائية إلزامية.
ويتجلى دور القاض ي املنتدب في إيقاف تحصيل الدين الضريبي كقاض ي يمتلك زمام املبادرة
في املساطر الجماعية ،غير أن أوامره رغم أنها تتميز باإلستعجال إال أنها تبقى ذات طابع خاص ،ألنها
في بعض ألاحيان يمكنها أن تحمل مساسا باملوضوع ،ففي فرنسا تدعو إلى إعتبار رئيس املحكمة
التجارية قاضيا للمستعجالت نظرا لكون قانون صعوبات املقاوالت هناك يمنح للقاض ي املنتدب
جميع الصالحيات الضرورية للبت في املنازعات التي يمكن أن تسند في القانون العام لقاض ي
املستعجالت ،1وطبقا ملقتضيات املادة 412من مدونة التجارة فالقاض ي املنتدب يحرص على
ضمان التطبيق السليم والشامل ملبدأ إيقاف املتابعات الفردية ،وكذا إيقاف إجراءات التنفيذ في ما
يخص ميدان إيقاف تحصيل الديون الضريبية ،وإستنادا إلى الفصل 8من مدونة التحصيل والذي
143
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يعتبر بأن جداول الضرائب وقوائم إلايرادات وأوامر املداخيل سندات تنفيذية تتجاوز الحظر
القانوني ملبدأ إيقاف املتابعات الفردية كونها تتميز بطابع النفاذ الفوري.
لكن بالرجوع إلى الفقرة الرابعة من نفس الفصل ،نجد بأن القباض التابعون للخزينة
العامة للمملكة ،ومحصلو الصندوق الوطني للضمان إلاجتماعي أصبحوا يعملون على التصريح
أما الفقرة الثالثة من الفصل 211من املدونة العامة للضرائب ،1فقد فرضت على املقاولة
عند إيداع طلب املعالجة أن تدلي بإقرار بإفتتاح املسطرة بحقها لدى إدارة الضرائب ،تحت طائلة
عدم إمكانية مواجهة إلادارة بسقوط الواجبات الضريبية ومن تم بمفعول إيقاف املتابعات عن
وهو ما ييسر لهؤالء املحاسبين دون غيرهم مواكبة مسطرة املعالجة وتتبعها في كافة
املراحل ،وهذا إلاجراء يعتبر بمثابة وسيلة منحها القانون ملحصلي الضرائب في مساطر معالجة
صعوبات املقاولة.
باإلضافة إلى ذلك فرغم أن املشرع املغربي خول للقاض ي املنتدب صالحيات السهر
وإلاشراف على تصفية أصول املقاولة ،إال أن الصعوبات وإلاستشكاالت املتعلقة بالتنفيذ تبقى من
144
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إختصاص رئيس املحكمة ،1وبالتالي يكون ألامر إلاستعجالي القاض ي بوجود صعوبة في تنفيذ
فاملادة 48من مدونة التحصيل أقرت تدخل القاض ي إلاستعجالي باملحاكم التجارية في
الصعوبات التي تعترض بيع ألاصول التجارية ،حيث أحالت بشأنها على الفصول 222وما يليها من
مدونة التجارة ،وبإعتبار ملا لألصل التجاري من قيمة تفوق قيمة العقار املؤسس عليه ألنه مال
منقول ذو طبيعة خاصة ملا يتضمنه من عناصر معنوية ،ما يجعله متميزا عن املنقوالت املادية
امللموسة التي ال تخضع في بيعها من حيث املبدأ إلى قيد قضائي بخالف ألاصل التجاري ،الذي
يقتض ي إستصدار أمر من رئيس املحكمة التجارية ببيعه ،2وفي حالة لم يسدد املدين املحجوز عليه
مالك ألاصل التجاري ما بذمته خالل 8أيام من تاريخ الحجز 3يقوم املحاسب املكلف بالتحصيل
بتوجيه طلب البيع إلى رئيس املحكمة التجارية بإعتباره قاضيا للمستعجالت ،كما أقرت ذلك
محكمة النقض معتبرة بأن املحكمة التجارية هي املختصة نوعيا بالبت في تقدير مدى لزوم بيع
ألاصل التجاري ،4ويمكن أن يحكم بالبيع أو الرفض ويمكنه كذلك أن يقض ي بإيقاف إجراءات
الحجز التنفيذي ومنح مهلة شهرين للمدين للتحلل مما بذمته ،5وفي الحالة هاته إذا كان الجواب
145
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
بالبيع ،فالقابض يشرع في تنفيذ ألامر بالبيع بعد مرور 21يوما من تاريخ تبليغه لألطراف املعنية،
وقاض ي املستعجالت التجاري محكوما بالنظر في إلاشكاالت التي يثيرها حجز وبيع ألاصول التجارية،
بهذا الخصوص أقرت املحاكم التجارية ضرورة تقديم املدين ملا يثبت جدية منازعته أمام
القضاء ،باإلضافة إلى تشكيل ضمانة كما نص على ذلك الفصل 228من مدونة التحصيل ،1وهو
تغير مفاجئ عرفته املحكمة التجارية بعدما كانت هذه ألاخيرة تأمر برفض طلب البيع بمجرد شروع
املدين في سلوك مسطرة املنازعة سواء في الوعاء أو التحصيل أو حتى بمجرد تقديم رسالة تظلم،
وقد إستندت بهذا الخصوص على املادة 128من قانون املسطرة املدنية ،2وعلى كون املنازعة في
جاء في الفصل 218من قانون املسطرة املدنية ما يلي" :يختص رؤساء املحاكم إلابتدائية
وحدهم بالبت في كل مقال يستهدف الحصول على أمر بإثبات حال أو توجيه إنذار أو إجراء
فاملشرع من خالل هذا إلاجراء قيد املحاسب املكلف بالتحصيل بضرورة إستصداره ألمر
من القضاء الرئاس ي يكون بمثابة ترخيص ،يعتبر بمثابة ضمانة للمدين أثناء التنفيذ على أمواله،
146
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ويتجلى تدخل القاض ي إلاستعجالي من خالل الحجز التحفظي الذي يعتبر إجراء إحترازيا 1يجري
تقييده على صحيفة العقار ،2والذي ألزم به املشرع املغربي املحاسب بأمر من رئيس املحكمة،
ف تدخل قاض ي التنفيذ يتضح من خالل تحويل الحجز التحفظي إلى حجز تنفيذي وكذا الشأن
بالنسبة إلجراء البيوعات العقارية 3،التي تتخللها أوامر حسب ألاحوال تتراوح بين رفض البيع لعدم
كفاية العروض بهدف إعادته أو التصديق عليه مع ألاوامر املتعلقة بتوزيع منتوج البيع واملحاصة،
وكلها مساطر مقيدة بضمانات لكال طرفي العالقة في تحصيل الدين الضريبي 4تتجلى في فرض
اللجوء إلى القضاء إلاستعجالي الوالئي للمحكمة إلابتدائية التي يوجد بدائرتها العقار املراد التنفيذ
عليه ،أما فيما يخص إلاطار القانوني لألوامر الوالئية أو الرئاسية التي تصدر عن رئيس املحكمة أو
من ينوب عنه فيتم تنظيمها من خالل مقتضيات الفصل 218من قانون املسطرة املدنية ،وتتميز
هذه ألاخيرة عن قضايا ألامور املستعجلة كون ألاولى ال تستوجب حضور ألاطراف ،والثانية أن
الرئيس ال يفصل فيها إال بعد إستدعاء لألطراف وعقد جلسة لعرض وجتهي نظرهما (الفصل 212
من قانون املسطرة املدنية) ما لم يتعلق ألامر بحالة من إلاستعجال القصوى حيث يمكنه أن
147
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يستغني عن إستدعائهم 1ويباشر الفصل في الطلب على حالته ،عالوة على ذلك فاألوامر الوالئية ال
تستأنف إال في حالة رفض الطلب وفي هذه الحالة يمكن للطالب أن يطعن في هذا القرار ،حيث إنه
وطبقا ملقتضيات الفصل 212من املسطرة املدنية فإن لألطراف الحق في إلاستئناف داخل أجل
خمسة عشر يوما من تبليغ ألامر ،سواء كان ألامر مقبوال أو مرفوضا ،إال أن هناك بعض الحاالت
إلاستثنائية التي ال تحتمل الطعن بهذا الخصوص ألنها تتعلق بإثبات حال أو توجيه إنذار.
بناء على ما تقدم ،وبعد رصد مختلف الجهات التي لها الوالية للبت في منازعة إيقاف تنفيذ
الدين الضريبي واملتجلية في املحكمة إلادارية واملحكمة التجارية واملحكمة إلابتدائية ،حيث كل
واحدة تستند إلى نص خاص بها لتبرر إختصاصها ،سننتقل آلان إلى رسم املسار الذي تتخذه هذه
الدعوى.
ملعالجة مسار دعوى إيقاف تنفيذ الدين الضريبي يجب أوال معرفة مختلف إلاجراءات
والشكليات التي يجب أن تتوفر في الدعوى قبل وصولها إلى يد القاض ي إلاستعجالي ،بحيث من
خالل هذا املطلب سأحاول إيضاح الكيفية التي يتم بها رفع الدعوى إلى القضاء.
148
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لقد إشترط املشرع في مقال رفع الدعوى أمام املحكمة إلادارية أن يكون مكتوبا ومستوفيا
للمعلومات املنصوص عليها في الفصل 21من قانون املسطرة املدنية املغربي ،وموقعا عليه من
طرف محام مسجل بإحدى هيئات املحامين باملغرب ،وأن يتم تسجيل ذلك املقال بكتابة ضبط
املحكمة إلادارية ،أن يوكل به إلى قاض مقرر وإلى املفوض امللكي للدفاع عن القانون والحق ،1وذلك
ملتابعة ملف الدعوى والتأكد من مدى إحترام إلاجراءات القانونية والتحقيق في القضية إذا تطلبت
الضرورة ذلك ،وأن يكون متضمنا البيانات املرتبطة باملنازعة الجبائية لتيسير سريان الدعوى
إلاستعجالية ،وقد أفرد املشرع مادة خاصة بهذه الشكليات وهي املادة الثالثة من القانون .12/71
وفي هذه الفقرة سنتناول أوال موضوع الدعوى ثم إلاجراءات املتعلقة بجلسات املحكمة
إلادارية.
الفقرة ألاولى :إلاجراءات املتعلقة بموضوع دعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية
ترفع القضايا إلى املحكمة إلادارية بمقال مكتوب يوقعه محام مسجل في جدول هيئة من
هيئات املحامين باملغرب ضمانا إلستيفاء إلاجراءات شروطها القانونية املتمثلة في مايلي:
149
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ب -يشترط في مقال الدعوى أن يكون مستوفيا البيانات واملعلومات املنصوص عليها في
الفصل 00من قانون املسطرة املدنية املغربي " :الذي يقض ي بضرورة توفر مقال الدعوى
أو املحضر أو العريضة على ألاسماء العائلية والشخصية وصفة أو مهنة وموطن أو محل
إقامة املدعى عليه واملدعي ،وكذا عند إلاقتضاء أسماء وصفة وموطن وكيل املدعي ،وإذا كان
أحد ألاطراف شركة وجب أن يتضمن املقال أو املحضر إسمها ونوعها ومركزها.
وكما يجب أن يبين بإيجاز في املقاالت واملحاضر عالوة على ذلك ،موضوع الدعوى والوقائع
والوسائل املثارة ،وترفق بالطلب املستندات التي ينوي املدعي إستعمالها عند إلاقتضاء ،وفي حالة
تقديم الطلب بمقال مكتوب ضد عدة مدعى عليهم ،وجب على املدعي أن يرفق املقال بعدد من
النسخ مساو لعدد الخصوم ،وتظل للقاض ي الصالحية -عند إلاقتضاء -في تحديد البيانات غير
التامة والتي تم إغفالها ،وترفع طلبات إيقاف تحصيل الديون الضريبية أمام القضاء إلاستعجالي،
كما تقدم بها املقاالت العادية أمام املحكمة إلادارية وذلك وفقا ملقتضيات املادة 122من القانون
املحدث للمحاكم إلادارية مع بعض إلاختالفات كعدم تقييد الطلبات إلاستعجالية بآجال معينة
150
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
أما املشرع الفرنس ي فقد أضاف بعض الشروط الخاصة ،وتتمثل في أن يقدم طلب إيقاف
التنفيذ باملوازاة مع دعوى في املوضوع ،وأن تكون منصبة على أساس وأصل الدين املطالب به في
يجب تسجيل مقال الدعوى لدى كتابة ضبط املحكمة املختصة ،ويتولى كاتب ضبط
املحكمة تسليم وصل بإيداع املقال ،يتكون ذلك املقال من نسخة منه يوضع عليها خاتم كتابة
ويجوز لرئيس املحكمة إلادارية أن يمنح املساعدة القضائية طبقا للمسطرة املعمول بها في
هذا املجال ،2باإلضافة إلى ذلك فمقال الدعوى يجب أن ال يحيد عن موضوع التظلم إلاداري الذي
يسبق لزوما النزاع القضائي لكن مع ذلك بإمكان امللزم أن يحتج بأساس قانوني جديد أو بأي وسيلة
جديدة.3
د -أن يوكل بملف الدعوى إلى قاض مقرر ومفوض ملكي للدفاع عن القانون والحق
بعد تسجيل مقال الدعوى ،يحيل رئيس املحكمة امللف حاال إلى قاض مقرر يقوم بتعيينه
وإلى املفوض امللكي للدفاع عن القانون والحق ،وذلك ملتابعة ملف الدعوى وفق النصوص التالية:
151
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
217ـ 222،221،224من قانون املسطرة املدنية املغربي ،1والطلب يجب أن يرفق بكافة الوثائق التي
تفيد الدعوى كنسخة من ألامر بالتحصيل أو قائمة إلايرادات أو ألامر باإلستخالص أو من مقرر
اللجان الضريبية.
فاملادة السابعة من قانون 12/71أحالت على أحكام قانون املسطرة املدنية والتي تهتم
بتقييد الدعوى إلاستعجالية ،والتي تأتي بصورتين إحداهما تكون بمقال مكتوب يوقعه املدعي أو
وكيله ،فيسمى حينها باملقال إلافتتاحي الذي يعلن عن بداية النزاع ،أما الصورة الثانية فتكون
بطلب وهو عبارة عن محضر يحرره كاتب الضبط لدى املحكمة إلادارية وقت تصريح املعني ويوقعه
أو يشار إليه في املحضر ،إال أنه ال يمكن له التوقيع (الفقرة ألاولى من الفصل 22من قانون
املسطرة املدنية).
وقد نص الفصل 221من قانون املسطرة املدنية على أن املقال يجب أن يتضمن مجموعة
من البيانات الشكلية والتي تم إلاشارة إليها سابقا ،حيث إنه إذا رفض الطلب بعدم قبوله شكال،
لنقص في إحدى العناصر فهذا ال يمنع من إعادة رفع الدعوى من جديد طاملا أن العيب مس فقط
جانبا شكليا ،3وبعد إستيفاء هذه البيانات يتم تقييد املقال إلاستعجالي بطلب من القاض ي لدى
كتابة الضبط حسب الترتيب التسلسلي لتلقيها وتاريخها وبيان أسماء ألاطراف وكذا تاريخ إلاستدعاء
152
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
مقابل وصل يسلمه كاتب الضبط للمدعي ،ليعين رئيس املحكمة أو نائبه تاريخ الجلسة إما وفق
أحكام الفصل 217من قانون املسطرة املدنية أو حسب مقتضيات الفصل 211من نفس القانون.
فاملشرع من خالل املواد 72إلى 77و 211من مدونة تحصيل الديون العمومية نص على
أن ألاشخاص املعنيين بالدعوى إلاستعجالية هم املدينون الحقيقيون أو خلفهم الخاص أو العام
أو ألاشخاص الذين يمارسون مهام توثيقية واملودع لديهم وألاغيار الحائزين ألموال املدين باإلضافة
إلى املفوت إليه امللزم ،بالتأكد من أداء الضرائب والرسوم الواجبة على املفوت في حالة تفويت أصل
تجاري أو مؤسسة تجارية أو صناعية تقليدية أو معدنية بعوض أو بدون عوض ،والشركات
واملصفين القضائيين ومصفي الشركات املنحلة واملؤتمنين على أموال املدين وكتاب الضبط
وألاعوان التنفيذيين ،1وهؤالء ألاشخاص يكتسبون الصفة 2واملصلحة للمطالبة إليقاف تنفيذ
أما الفصل 21من ق.م.م املحال عليه بموجب املادة 2من القانون ،12/71فقد نص على
ضرورة تحديد أطراف الدعوى ،وخصوصا أن هذا يطرح إشكاال فيما يخص تحديد الجهة املدعى
عليها ،بحيث إن املنازعة إذا انصبت على الوعاء فهي ترفع ضد مدير الضرائب ،وإذا تعلقت
بالتحصيل فإن املدعى عليه هو الخازن العام ،أما فيما يخص الجبايات املحلية فالدعوى ترفع ضد
153
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
آلامر بالصرف وبالنسبة للجمارك فإن الطلب القضائي الذي يرفع بشأنها يرفع ضد وزير املالية،1
وبالرجوع إلى املادة 121من ق.م.م فإن الجهة التي يجب أن ترفع ضدها هذه الدعوى الخزينة
إن املتعارف عليه فيما يخص إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،كون هذا ألاخير يتعلق فقط
بإيقاف إجراءات التحصيل دون النظر إلى موضوع املنازعة ،لذلك فكيفما كان املوضوع الذي
إنصب عليه إلايقاف فال بد من إدخال الخازن العام في الدعوى ،نفس الش يء بالنسبة للدعوى التي
تنصب على الوعاء فهي ألاخرى يجب إدخال مدير الضرائب في الدعوى ،وبالتالي فإن إلاشكال الذي
يمكن أن يتبلور هنا هو ما موقع امللزم بين إلادارة والقضاء في حالة ما إذا تم رفع الدعوى ضد
ويرى دمحم بيصة بأن طلب إيقاف تنفيذ الضريبة بإعتباره منتوجا فرعيا للمنازعة في قانونية
قرار فرض الضريبة ،ينبغي مبدئيا أن يوجه ضد مدير الضرائب بالنسبة للضرائب التي تفرضها
مديرية الضرائب وليس ضد الخازن العام الذي له الصفة في تمثيل إلادارة املكلفة بتحصيل
2
الضريبة متى تعلق الطلب القضائي بإيقاف تنفيذ قرارات هذه إلادارة.
من جهة أخرى وبالرجوع إلى نص الفصل ألاول من قانون املسطرة املدنية نجد بأنه:
" ال يصح التقاض ي إال ملن له الصفة وألاهلية واملصلحة إلثبات حقوقه.
154
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
مما ينم على ألاهمية البالغة التي يكتسيها هذا الشق إلاجرائي ،حيث إن املنازعة الجدية
التي يقوم عليها طلب إيقاف التنفيذ تتجلى في منازعة امللزم في صفته كخاضع للضريبة ،والصفة
تعتبر شرطا أساسيا لرفع الدعوى سواء كانت موضوعية أو إستعجالية ،ويتجسد هذا الشرط في
1
أن يكون صاحب الحق املراد حمايته باإلجراء الوقتي املستعجل هو نفسه رافع الدعوى.
أما بالنسبة للمصلحة فهي أهم ما تقوم عليه الدعوى ،إذ ال دعوى حيث ال مصلحة ،وقد
ذهب بعض الفقه 2إلى إعتبارها الشرط الوحيد الذي تستقيم به الدعوى فمن كانت حقوقه مهددة
وعرضة للضرر جاز له أن يرفع الدعوى حماية لها ولتوافرها على عنصر املصلحة ،وهو ما يؤكده
الحكم القضائي املصري 3آلاتي ،بل حتى أنه يجعل من الصفة قرينة املصلحة "املصلحة
الشخصية املباشرة في رفع الدعوى وهذه الصفة يتعين أن تتوافر في املدعي عليه كقاعدة عامة،
وإال كانت الدعوى غير مقبولة لرفعها من غير ذي صفة ،غير أنه حين يبحث القاض ي املستعجل
شرط الصفة يلتقي بأن يثبت وجوده حسب ظاهر املستندات وألاوراق دون أن يتعلق في صميم
املوضوع ،فيكفي القاض ي أن الدعوى مرفوعة من غير ذي صفة ليقض ي بعدم قبولها إلنتفاء
الصفة ".
155
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
في ألاخير تأتي ألاهلية ،والتي تنقسم إلى أهلية وجوب وأهلية أداء ،حيث إن ألاولى تعني
صالحية الشخص لثبوت الحقوق وإلالتزامات له وعليه ،أما الثانية فيراد بها صالحية الشخص
إن تحقيق الصفة واملصلحة هو مضمون كل ألاحكام وألاوامر القضائية التي تجسد طلبات
إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،حيث إن إلادارة تجعل من هذه الشروط نقط قوة تدعم بها موقفها
وبالرجوع إلى ما تحدثنا عنه سابقا فيما يخص الصفة إلاجرائية التي خولها املشرع ألطراف
الدعوى ،نجد بأن لهذه ألاخيرة قاعدة تقول بأن ال بطالن بدون ضرر ،والذي معناه أنه إذا لم يكن
هناك خلل في الدعوى ولم يكن يتعلق بأطرافها 2وال يشكل ضررا لهم ،فإن الدعوى تقبل سواء
رفعت ضد الخازن أم القابض والجواب على الدعوى في هذه الحالة يعنون لصالحه رغم عدم
مما يعني أن إدخال إلادارة املكلفة بالتحصيل هو أمر ضروري لقيام دعوى إيقاف تنفيذ
إجراءات إستخالص الديون الضريبية 3عندما تكون املنازعة منصبة على تأسيس الضريبة ،وقد
156
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تدخل بعض ألاساتذة 1لحل هذا إلاشكال بحيث خلصوا إلى أنه يجب إدخال جميع ألاطراف وإلاشارة
والفقرة ألاخيرة من املادة 211من م.ت.د.ع على أنه " ...عند عدم رد إلادارة داخل أجل
ستين يوما املوالي لتاريخ توصلها باملطالبة ،كما في الحالة التي يكون القرار في غير صالح املدين،
يمكن لهذا ألاخير رفع دعوى أمام املحكمة املختصة ".وبالتالي فلم تحدد أجال معينا يمكن للمدين
من خالله رفع النزاع أمام القضاء ،وفي نفس الوقت فبالنظر للمادة املوالية املتعلقة بإسترداد
ألاشياء املحجوزة نجد بأن املشرع قد حدد صراحة أجل اللجوء إلى القضاء واملتمثلة في 21يوما.2
ولعل سكوت املدونة عن هذا ألاجل من أجل إخضاعه للقواعد العامة ،3أما بالنسبة
للمحاكم إلادارية فقد حددت هذا ألاجل في 21يوما 4كاملة ال تشمل اليوم ألاول الذي تم فيه
التبليغ وال اليوم ألاخير من ألاجل ،وعدم احترام هذا ألاجل يؤدي إلى رفض الدعوى شكال من
إن إجراءات الجلسة وصدور ألاحكام في النزاعات إلادارية إلاستعجالية ال تختلف كثيرا عن
إجراءات النزاعات العادية ،فقبل صدور الحكم البد أن تلجأ املحكمة إلى مجموعة من إلاجراءات
157
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
التمهيدية ،كما سبق الذكر حتى تصبح القضية جاهزة أي بعد أن يكون كل طرف قد إستنفذ
جميع وسائل دفاعه وعقب على كل دفوعات الطرف آلاخر ،ليتم على إثر ذلك إصدار القاض ي
املقرر لألمر بالتخلي يبلغ للطرفين الستدعائهما للجلسة ،إال أن حضورهما ليس ضروريا.
من املعلوم وكقاعدة عامة أن تكون هذه الجلسات علنية ،ويمكن في حاالت خاصة إما
بنص قانوني أو بأمر من املحكمة جعلها سرية وتعتبر الخصومات الضريبية بصفة خاصة املجال
ألاوسع إلعمال هذا إلاستثناء حفاظا على ألاسرار املهنية للمكلفين ،والواقع أن مختلف ألانظمة
الضريبية ،خاصة املتقدمة منها قد نصت صراحة في قوانينها على جعل الجلسة في الخصومة
املتعلقة بضرائب معينة سرية ،خاصة إذا كانت من نوع الضرائب املتعلقة بالدخل أو الرسوم
امللحقة بها ،أو الغرامات الجبائية ملا تتميز به من طبيعة سرية والتي ال يجوز للغير إلاطالع عليها ،من
بين هذه القوانين القانون الفرنس ي والقانون الجزائري املتعلق بالضرائب املباشرة ،غير أننا ال نجد
في نظامنا املغربي نصا صريحا يلزم هيئة املحكمة بالبت في خصومة ضريبية في جلسة سرية ليبقى
هذا ألامر متوقفا على سلطة القاض ي التقديرية ،فالطابع السري للجلسات في أغلبية الخصومات
الضريبية نتج عنه عدم سماح القضاء للغير بالتدخل ،كما يمنع كل ضم للطلبات التي ال تقدم من
املكلفين أنفسهم ،وإلاشكال الذي يثار بهذا الخصوص هو في حالة وجود دعوى تتناول منازعة
ضريبية من الواجب الفصل فيها في جلسة علنية ،ودعوى أخرى تفرض أن يحكم فيها في جلسة
سرية ،هنا املجلس ألاعلى الفرنس ي حكم بعدم جواز ضم الدعوتين لكي ينظرا معا في جلسة غير
علنية.
158
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وقد ألزم القانون حضور املفوض امللكي للجلسة ،لعرض آرائه املكتوبة والشفوية على هيئة
املحكمة بكامل إلاستقالل ،ومع ذلك وخالفا ملا هو عليه ألامر بالنسبة للنيابة العامة فإن املفوض
امللكي ال يشارك في إصدار الحكم ،وبذلك تكون القضية جاهزة للبت فيها والنطق بالحكم.
إستنادا إلى الفصل 217من قانون املسطرة املدنية والفصل 241منه فإن القاض ي
إلاستعجالي هو الذي يقوم بتحديد اليوم والساعة التي سوف تعقد فيها الجلسة وإستدعاء ألاطراف
وذلك قبل الشروع في الجلسة ،أما وبالرجوع إلى الفصل 112من نفس القانون املذكور ،فإن
جلسات القضاء املستعجل تعقد خارج املواعيد العادية ،وتنعقد الجلسة التي تكون عمومية
وعلنية بعد إستدعاء ألاطراف بإحدى الطرق القانونية ،حيث يتم الفصل في الدعوى إلاستعجالية
فورا أو تؤخر إلى جلسة مقبلة حسب ما أقره الفصل 14من ق.م.م.
159
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تعقد هيئة املحكمة جلساتها بعد إنتهاء املدة املحددة لتبادل املذكرات بين طرفي النزاع،1
وبعد إستعمال مختلف وسائل التحضير املتاحة قانونا من أجل تكوين عقيدة القاض ي وإقتناعه
بعد قفل باب املرافعة وحجز امللف للمداولة 3قصد النطق بالحكم والتأكد من إستيفاء
الشروط الشكلية ،التي في حالة تخلف أحد ما تقض ي برفض إلاعتراض ،غير أنها إذا قضت بقبول
هنا يثار إشكال حول ما حدود السلطة التقديرية للمحكمة في تفسير النصوص القانونية
للمحكمة سلطات واسعة في النزاع الضريبي ،فلها سلطة إسقاط مبلغ الضريبة كليا أو
جزئيا أو إبقائه على ما هو عليه ،كما لها سلطة إيقاف تنفيذ قرار إلادارة املتعلق باملتابعات وإلاكراه
في مجال إستخالص الضرائب ولكن بالرغم من سلطات القاض ي فإنه ال يملك أن يحكم إال في
160
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
والحكم في الدعاوى إلاستعجالية يتميز بكونه معجل التنفيذ وهو مكمل للحكم
باإلستقاللية ،ويمكن أن يصدر وإن لم ترفع دعوى في موضوعه بخصوص النزاع ،وقد أحال املشرع
فيما يخص شكليات الحكم على الفصل 11من ق.م.م بحيث يصدره قاض ي املستعجالت في
املحكمة.
فاألحكام إلاستعجالية كغيرها من ألاحكام القضائية فهي قابلة للطعن فيها باإلستئناف
حيث تظل هذه املرحلة ملتزمة بقاعدة إعداد إلاستعجال ،عدا ما قرره املشرع من تقصير أجل
تقديم إلاستئناف من 21يوما إلى النصف (أي 21يوما) ،وتتعدد طرق إستئناف هذه ألاحكام حيث
نذكر منها تعرض الغير خارج الخصومة 1وما أجازه الطعن عن طريق النقض في ألاحكام املستعجلة
من خالل املواد 244، -241 – 241حيث جعل تقديم الطعن بالنقض في أجل ال يتعدى 21يوما
والحكم هو من صنع البشر ،وبالتالي يمكن أن تشوبه بعض النواقص لهذا فتح املشرع باب الطعن
في طرق الطعن العادية وطرق الطعن غير العادية والتي سنتطرق لها خالل الفقرة القادمة.
إن ألاساس في القانون املغربي هو أن ألاحكام التي لم تحز قوة ألامر املقض ى به ،ال يمكن
القيام بإجراءات التنفيذ بشأنها ،ما دامت قابلة للطعن ،مما يعني أن قوتها التنفيذية تبقى غير
ممكنة ومعطلة إلى أن تحوز قوة ألامر املقض ى به ،إال أن املشرع أخذ بعين إلاعتبار الضرر الذي
يمكن أن يتعرض له الدائن أو املحكوم له من جراء هذا التأخر ،وبالتالي التنصيص على إمكانية
161
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
التنفيذ إستثناء ،وهو ما عبر عنه بالنفاذ املعجل ،1وقد نص الفصل 219من ق.م.م بصيغة
الوجوب ألامر بالنفاذ املعجل رغم التعرض أو إلاستئناف وبدون كفالة إذا كان هناك سند رسمي،
تعرف ألاوامر الصادرة عن القضاء إلاستعجالي بكونها تكون مشمولة بالنفاذ املعجل،2
لكون حجيتها وقتية وإلعتبار أحكامها غير قطعية ،فهي ال تحوز القوة التنفيذية في حدود التدبير
املأمور به ،3ويكون بإمكان املطالب إلاستفادة من القرار فور إلاعالن عن إلايقاف الفوري للمتابعات
لحين صدور مقرر آخر ومباشرة تنفيذه ،إال أن الطابع الوقتي الذي تكتسيه ،يجعل من الحجية
التي إستندت إليها تنتهي بإنتهاء الوضع الذي صدرت في إطاره وبالتالي إمكانية التراجع عن القرار في
162
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وفيما يخص تنفيذ هذه القرارات فيمكننا الوقوف على حالتين أساسيتين 1،أولهما النفاذ
املعجل املتعلق بالتنفيذ على ألاصل ،ويتم بواسطته تسليم املستفيد النسخة التنفيذية بمجرد
النطق باألمر والحصول على املوافقة على التنفيذ مباشرة بعد وضع الطلب لدى رئيس كتابة
الضبط وأداء رسوم التنفيذ وتنقالت أعوان التنفيذ ،والحالة الثانية هي النفاذ املؤجل على املسودة
وفي هذه الحالة فاملستفيد عليه أن ينتظر أن تسلم النسخة التنفيذية وتطبع وترقم ويقوم العون
بمباشرة إجراءات تبليغها 2،إال أن املالحظ في الحياة العملية أن تنفيذ هذه املقررات القضائية يجد
رفضا من طرف القباض والخزنة حيث يلجؤون في الغالب إلى الطعن فيها بالرغم أنها ال توقف تنفيذ
ألاوامر إلاستعجالية املشمولة بالنفاذ املعجل ،وهو ما يضعنا أمام متاهة وإطالة في إلاجراءات،
خصوصا إذا تحدثنا عن إثارة مسؤولية املحاسب العمومي الذي يتحمل آلاثار الناتجة عن عدم
قيامه باإلجراءات الالزمة لتنفيذ القرارات الصادرة ،3حيث تم تجريم هذا الفعل ووصفه بجريمة
بالغدر ،La concussion4ومن جهة أخرى فيما يخص غرامات التأخير فهي ال تسقط حتى وإن تم
إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،ومن أجل الحفاظ على التوازن في العالقة الجبائية يجب على املشرع
163
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املغربي أن يسير على غرار قرينه الفرنس ي بأن يمنح للمحاسب الصالحيات للقيام باإلجراءات
إن ألاوامر الصادرة عن القضاء إلاستعجالي ليست أوامر خالية من الخطأ ،وبالتالي ورغم
ألاخذ بعين إلاعتبار إمتيازها بالنفاذ املعجل ،فهي ألاخرى قابلة للطعن فيها إذا رغب في ذلك املتضرر
سواء كانت إلادارة أو امللزم ،وإبطال هذه ألاحكام ال يكون بدعوى أصلية أو عن طريق الدفع
بالبطالن ،بل بسلوك طريقة من طرق الطعن القانونية ،ويقصد بطرق الطعن الوسائل القانونية
التي يضعها املشرع في متناول أطراف النزاع إذا لحق بهم ضرر معين ،فهي تسمح إلختبار جديد
للدعوى التي يتم الفصل فيها من جهة إلالغاء الكلي أو الجزئي أو نقض ألاحكام املطعون فيها ،بأن
تنشأ وسيلة إجرائية عادلة لضمان الحقوق الفردية تجاه إلاحكام السريعة أو غير املدروسة.
محكمة إلاستئناف
نصت املادة 212من قانون املسطرة املدنية على أنه يمكن لكل طرف من أطراف ألامر
إلاستعجالي ،أن يقدم طعنا داخل أجل 21يوما من تبليغ ألامر ،ويتم الطعن بواسطة عريضة تودع
بصندوق املحكمة التي أصدرت ألامر ،لتقوم بعد ذلك كتابة الضبط بجرد وثائق ومستندات امللف
164
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لترسلها ملحكمة الدرجة الثانية التي يتواجد بها ألاطراف ،حيث وبصدور القانون 81.12املتعلق
بإحداث محاكم إلاستئناف إلادارية تم تحديد املحاكم حسب إلاختصاص الترابي ،محكمة
و لإلستئناف أثران:
-الثاني :ينشر الدعوى أمام املرجع إلاستئنافي ،فمحكمة إلاستئناف هي محكمة أساس
ولها نفس إمتيازات محكمة الدرجة ألاولى 1وبإمكانها البت في امللف والتحقيق فيه ،ويمكن
أن تعيد ألامر إلى ما كان عليه قبل صدور ألامر إلاستعجالي ألاول وبالتالي مواصلة إجراءات
بالرجوع إلى مقتضيات املادة 24من القانون 81.12املتعلق بإحداث محاكم إلاستئناف
إلادارية ،وكذا مواد الفصل ألاول من القسم الرابع من قانون املسطرة املدنية ،2فإن ألطراف
املنازعة في تحصيل الدين الضريبي الحق في الطعن بالنقض في ألاوامر والقرارات الصادرة عن
محاكم إلاستئناف.
165
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إن الطعن بالنقض ال يوقف تنفيذ الدين الضريبي إال ضمن إلاستثناءات الثالثة املحددة
حصرا ،1وهو ما يثير إشكاالت تتعلق خاصة بمسألة التأثير املوقف للطعن بالنقض للبيوعات
املنصبة على العقارات املحفظة في إطار إجراءات التحصيل ،حيث تشترط مصالح التنفيذ املشرفة
على هذه البيوعات إلادالء بقرار محكمة النقض ،أو بشهادة بعدم الطعن بالنقض في قرار محكمة
واملشرع املغربي قد حدد من خالل الفصل 217من ق.م.م أسباب الطعن بالنقض 2التي ال
يمكن أن يرتكز الطاعن إال على واحدة منها أو على بعضها أو عليها جمعاء ،لكن دون غيرها،3
فوضوح هذه ألاسباب والتقيد بها يسهل من عمل محكمة النقض ،4التي تعتبر محكمة قانون ،مما
يعني تقنين اللجوء إليها من طرف كل من خسر دعواه ،هذا وقد أقفل املشرع الفرنس ي هذا الباب
-
-
-
166
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
أمام مواطنيه ،وذلك بحصر أسباب النقض في سبب واحد ووحيد وهو مخالفة الحكم أو القرار
وبالنظر إلى املنازعات الضريبية فإن معظم أسباب النقض ،تتمحور أساسا حول إنعدام
التعليل من جهة وهو يعني تبرير منطوق الحكم أو القرار املطعون فيه بكيفية منطقية ومستساغة
عقال ،2وعلى مخالفة القانون من جهة ثانية وهو عيب من العيوب الشكلية وكلها أسباب تتعلق
باملوضوع.
هو طريقة من طرق الطعن غير العادية في ألاحكام ،ووضعه املشرع كآلية بأيدي أشخاص
ليسوا طرفا بالنزاع وإنما تضررت مصالحهم منه ،وهذا النوع من الطعن يرد على جميع ألاحكام
الفاصلة في النزاع سواء كانت صادرة بالدرجة ألاخيرة أم إلابتدائية ،حتى يمكن التعرض عليها رغم
قابلية إستئنافها ،إال أن التعرض فيما يخص ألاحكام إلاستعجالية ،بالرجوع إلى الفصل 3212من
قانون املسطرة املدنية ،يمكن سلوكه إن لم يكن الطالب قد إستدعي في الدعوى ،ومن جهة أخرى
167
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
فإن الفقه 1والقضاء قد أجازوا هذه إلامكانية وال سيما أن ألاحكام املذكورة تقبل التنفيذ املعجل
حكما ،وقد يحصل أن يمس بحقوق الغير ،وهذا النوع من الطعون في غالب ألاحيان يكون غير
موقف لتنفيذ الدين الضريبي بسبب مزية النفاذ املعجل التي تطبع ألاوامر إلاستعجالية بقوة
القانون.2
لقد تم التطرق إلى هذا الطعن من طرف املشرع من خالل املادة 111من ق.م.م ،أما فيما
يخص القضايا إلاستعجالية ونظرا لطبيعتها الوقتية ال يمكنها اللجوء إلى هذا النوع من الطعن ،وهو
ما أكدته محكمة النقض في إحدى قراراتها التي جاء فيها" :ألاوامر التي يصدرها قاض املستعجالت
بصفته هذه ودون البت في جوهرالنزاع ،ال يمكن أن تكون موضوع طلب بإعادة النظر".
والرسم التوضيحي املبين أدناه يوضح مجمل طرق الطعن التي يمكن أن يلجأ إليها امللزم
بالدين الضريبي في مجملها سواء ما تعلق منها بالقضاء الشامل أو قضاء إلالغاء.
168
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
169
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
منازعات التحصيل
الطعن اإلداري
الطعن اإلداري
الشروط:
-اإلستعجال
-التعرض على
إجراءات الحجز المحكمة التجارية
وبيع األصل التجاري
والسفن.
إن النظر إلى النزاع الضريبي في مفهومه الضيق ،كخالف بين طرفين هما إلادارة وامللزم،
يدفع فيه كل طرف بموقف متعارض مع موقف الطرف آلاخر أمام جهاز قضائي يفصل بينهما
بإصدار حكم تنفيذي وملزم ،زد على ذلك الغموض الذي يكتنف نصوص مدونة التحصيل والذي
يؤدي في الغالب إلى سوء التأويل والانحراف عن الغاية التي وجد من أجلها ،يجعل املشرع والقضاء
يفكران بشكل جدي في مختلف الثغرات التي لم يتم التطرق لها والتي تسبب في إثارة إشكاالت تجعل
لذلك سنحاول أن نعرض مختلف هاته إلاشكاالت من خالل القيام بإستقراء متمعن
للنصوص القانونية التي جاءت بهذا الصدد ،مع إلاستشهاد بأحكام وأوامر قضائية صادرة عن
محكمة النقض ومحكمة إلاستئناف إلادارية واملحاكم إلادارية ،لنكون بذلك قد أزلنا اللبس عن
171
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لقد دأب العمل القضائي على العمل على توضيح الرؤى لإلدارة الضريبية ،من أجل
إستيعاب أن إلاختصاص في ما يخص املنازعة في إيقاف تنفيذ الدين الضريبي يعود للمحاكم
إلادارية متمثلة في القضاء إلاستعجالي ،وذلك من خالل القرارات وألاحكام التي يصدرها ،واملتضمنة
لألساس التي تقوم عليه من شروط وقواعد تنظيمية ،ونظرا ألهمية دور القاض ي وخصوصا أثناء
الفصل في النزاعات املعروضة عليه ،حيث يعمل في نفس الوقت على خلق التوازن بين القاعدة
القانونية وبين إلاجتهاد القضائي من أجل ضمان حق الخزينة وحق امللزم في آلان نفسه.
فالقضاء إلاداري غالبا ما يسترشد بالقاعدة القانونية مطبقا املبادئ القارة املتمثلة في
التفسير الضيق للقانون الجبائي وتفسير الشك لصالح امللزم وإلقاء عبء إثبات الواقعة املنشئة
للضريبة وصحة سلوك مسطرة فرضها أو تصحيح وعائها على عاتق إلادارة ،هذا فضال عن القواعد
العامة التي تحكم النزاع الضريبي ،كقاعدة عدم رجعية القوانين وقاعدة ال ضريبة وال إعفاء إال
بنص القانون وإستبعاد أسلوب القياس في املجال الضريبي والدور إلايجابي للقاض ي إلاداري في إطار
وقد حاول جاهدا إليجاد نقطة توازن بينه وبين إلادارة ،وذلك من أجل تعدي التطبيق
الجاف واملجرد للنص القانوني ،وإلانصهار في مسلسل تأويل منهجي وسليم لهذا النص من شأنه أن
يجعل القاض ي يحافظ على موارد الدولة ،وفي نفس الوقت يضمن حقوق امللزم من التعسف
172
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
والشطط الذي تستعمله إلادارة أحيانا ،وذلك تكريسا ملبدأ املشروعية وإعمال الضمانات الشكلية
والجوهرية املقررة قانونا ،وبالتالي الوصول إلى تحقيق الهدف املنشود من فرض الضريبة املتمثل في
لذلك سنقف على مختلف إلاشكاالت التي يثرها تطبيق مسطرة إيقاف تنفيذ الدين
الضريبي من خالل عرض موقف كل من القانون (املطلب ألاول) والقضاء (املطلب الثاني) منها.
إن القارئ غير املتمعن ملواد مدونة تحصيل الديون العمومية سيتراءى له أن ألامر بسيط
كل البساطة ،وأن هذه املواد مجرد مساطر عادية تتبع في تحصيل الضريبة ،لكنه من خالل
التطبيق العملي والفعلي لبنودها يتبين أن هناك ثغرات تعتري إجراءات التحصيل ،مما جعل
القضاء يتدخل لتحليل ما إستشكل على ألاطراف وبيان الطريق السوي للمنازعة في تحصيل
الضريبة ،وهو ما سنتناوله من خالل هذا املطلب الذي سنتطرق فيه إلى موقف القانون من
مسطرة إيقاف التنفيذ من خالل قواعده الخاصة (فرع أول) وقواعده العامة (فرع ثان).
الفرع ألاول :موقف القواعد الخاصة من مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي
جعل املشرع من مدونة تحصيل الديون العمومية واملدونة العامة للضرائب املرجع
ألاساس ي ألجرأة مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي من خالل مجموعة من الشروط والشكليات
التي سبق التطرق لها ،إال أن هذه القوانين وعلى رأي معظم الفقهاء والباحثين في املجال ،يكتنفها
173
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الغموض واللبس ،مما يؤدي إلى طرح العديد من التساؤالت بهذا الخصوص من قبيل شرعية هذا
وظفت معظم املحاكم إلادارية باملغرب فيما يخص مسألة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي
حيثيات تفتقد إلى أسس قانونية واضحة نذكر على سبيل املثال ما ورد في أحد ألاحكام الصادرة عن
املحكمة إلادارية بالرباط" 1إن من باب حسن العدالة ألامر بإيقاف إجراءات الحجز التنفيذي
املنصب على منقوالت املدعي إلى غاية البت في دعوى املوضوع تفاديا إلى إرجاع الحالة إلى ما
كانت عليه في حالة صدور حكم في هذه الدعوى يقض ي ببطالن تلك إلاجراءات" وهناك حكم آخر
صدر عن نفس املحكمة جاء فيه " لئن كان إيقاف تنفيذ ألامر بالتحصيل يقتض ي تقديم ضمانة
للخزينة العامة للمملكة تكون كافية لتغطية الدين الضريبي ،فإن املحكمة إلادارية يمكنها وفي
إطار تحقيق العدالة ،ألامر بإيقاف بيع املنقوالت املحجوزة حجزا تنفيذيا إلى حين البت في
موضوع الطعن املقدم أمامها" .وهذا مرده كون املشرع لم ينظم هذا إلاجراء بقوانين موحدة ،مما
يفتح املجال أمام املحاكم للعمل بشروط غير موحدة ،إال أن هذا التضارب في املواقف والتوجهات
قد أثر بشكل واضح على توجه محكمة النقض التي عملت على التنصيص على توحيد شروط
174
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،والتي حددتها في شرط الجدية 1وشرط إلاستعجال 2وشرط تقديم
الضمانة.3
أما مدونة تحصيل الديون العمومية من خالل املادة 229فقد تطرقت لثالث شروط من
أجل قبول طلب إيقاف تنفيذ الدين الضريبي والتي حددتها في:
أن يكون الطالب قد رفع مطالبته داخل آلاجال املنصوص عليها في القانون ،بحيث إنه إذا
كان النزاع منصبا على إجراءات تحصيل الدين فإن امللزم حينها يكون ملزما بسلوك مسطرة
أن يكون قد كون ضمانات لتأمين تحصيل الدين املتنازع عليه وقد حددت املادة 228من
املدونة بعض أشكال الضمانات املمكن عرضها على املحاسب املكلف بالتحصيل.
لذلك فإن مقتضيات املادة 229ال تقرر جعل أداء الضريبة محل النزاع شرطا لقبول
إيقاف التنفيذ ،وإنما تخاطب املحاسبين املكلفين بالتحصيل بمتابعة التحصيل بالرغم من كل
مطالبة أو طعن قضائي أو إداري ،وهو أمر بديهي في إطار املنازعات الجبائية على وجه الخصوص
175
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
من جهة ثانية وبالتفكير العقالني السليم ودون الرجوع إلى مقتضيات املادة ،229فإن
جعل أداء الضريبة محل النزاع شرطا لقبول دعوى إيقاف تنفيذها يعتبر أمرا ال يتوافق ومقتض ى
العقل ،ألنه إذا تم أداء الضريبة فال حاجة للطلب إلى إيقاف تنفيذها أصال ،ألن الغاية ألاساسية
1
من إلايقاف هي التحلل من الدين مؤقتا إلى غاية البت في أصل النزاع.
أما الفقه فقد سار على عكس ما أتت به املادة 229فمن خالل شرح الفقرة ألاولى من
الفصل 21من ظهير 12غشت 2721التي كانت سارية املفعول قبل دخول مدونة التحصيل حيز
التنفيذ والتي كانت تقابلها املادة 229بما يلي" :نعتقد ...أنه إذا كان الفصل 11من ظهير 1701
يحتم على القباض عدم تأجيل إستخالص الضرائب وما في حكمها ،فإن هذا املقتض ى يخصهم
بالدرجة ألاولى بمعنى أن النص يتوجه إليهم ما داموا مكلفين باإلستخالص ،وبالتالي فإن ذلك ال
يشكل قاعدة ملزمة بالنسبة للمحكمة ،بمعنى أن امللزم بالضريبة حينما يقدم املنازعة أمام
املحكمة فهي تنظر في مدى جدية هذه املنازعة من عدمها ،وال تنظر في واقعة ألاداء هل تم أم لم
يتم ،هذا ألاداء ال يعتبر شكلية من شكليات إقامة الدعوى ،كلما كان هناك هو أن املوظف
املكلف باإلستخالص ال يلتفت إلى ما قام به امللزم من منازعة ،بل يتابع عملية إلاستخالص
بكيفية معتادة وكأن هذه املنازعة لم تقدم أصال ما دام ليس لها أي أثر واقف 2".مما يعني بأن
176
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
عالوة على ذلك فإنه بإستقرائنا للفقرتين الثانية والثالثة من املادة 229بحيث جاء فيها
بهذا الخصوص ما يلي ":عند عدم تكوين ضمانات أو عندما يعتبر املحاسب املكلف بالتحصيل
أن الضمانات املعروضة عليه غيركافية ،فإنه يتابع إلاجراءات إلى حين إستيفاء الدين".
مما يعني بأن املدين ال يكفي فقط أن يقدم الضمانات لكي يقبل طلبه القاض ي بإيقاف
إجراءات إستخالص الديون الضريبية ،وإنما عليه أن يكونها بالفعل وأن تكون واقعية ،ويجب عليه
أن يبدي إستعداده ألدائها بأن يقدم كفالة بنكية أو سندات تخزين أو أن يسجل لدى املحافظة
العقارية رهنا رسميا على عقاره املقدم كضمانة ،أما في حالة إلاخالل بتلك الشروط فإن املحاسب
املكلف بالتحصيل له الحق في الشروع في إستخالص ديونه التي قدم امللزم الطلب بشأنها ،وهذا
إلاتجاه عابه املشرع الفرنس ي حيث إن هذا ألاخير لم يجعل من تكوين الضمانات محل نزاع في حالة
ما إذا تقدم امللزم بعرضها على أساس أنه عازم على تكوينها مع سير إلاجراءات ،1وبالتالي فعلى
املحاسب أن ال يعطي للضمانات هاته ألاهمية الكبرى ألنه في كل ألاحوال امللزم ليس عليه أن يكونها
حتى يقبل طلب وقف ألاداء شكال ،وبالتالي فإن املحاسب يجب عليه أن يوقف ألاداء وبشكل قانوني
أثناء طلب امللزم ذلك ،ألنه حينها الضريبة تصبح غير مستحقة.
177
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وبخصوص تقديم الضمانة فإن القضاء قد ربط املطالبة بإيقاف التنفيذ بضرورة سلوك
مسطرة الطعن إلاداري لدى القابض املالي إليقاف ألاداء بعد تكوين الضمانة الكفيلة بإستخالص
لقد جاء في نص املادة 211من مدونة تحصيل الديون العمومية ما يلي" :ال يحق ألي
سلطة عمومية أو إدارية أن توقف أو تؤجل تحصيل الضرائب والرسوم والديون ألاخرى ،أو
أن تعرقل سيره العادي تحت طائلة إثارة مسؤوليتها الشخصية املالية ،وفق الشروط
املحاسبين العموميين".
فاإلدارة هنا توجه الخطاب إلى القضاء ملنعه من الحكم بإيقاف تنفيذ إستخالص
الديون الضريبية ،إال أنه من خالل العديد من القراءات التي قام بها الباحثين 2في املجال فإن
هناك من إتجه إلى القول بأن املادة ليست موجهة للجهاز القضائي على إعتبار التأويالت آلاتية:
لم تحدد املادة 211من مدونة التحصيل بصريح العبارة الجهة املقصودة من منع إلايقاف
أو التأجيل ،وبالتالي ليس هناك من مبرر يجعلنا نجزم بأن الخطاب موجه للقضاء.
178
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
بالرجوع إلى املادة 22من ظهير 12غشت 2721والتي حلت محلها املادة 211من املدونة
الجديدة نجد بأن هذه ألاخيرة كانت أكثر تحديدا للمخاطب بحيث كانت تتوجه بالخطاب
1
إلى املوظفين إلاداريين.
أما ألاستاذ دمحم قصري 2فيرى بأن املادة تخص فقط املوظفين أو السلطة إلادارية دون
السلطة القضائية.
هذا من ناحية ،أما من ناحية أخرى فهناك العديد من الباحثين املناهضين لتبني مسطرة
إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،والذين يدعون بأن الشروط التي تقوم عليها هذه املسطرة هي من
مخلفات إلاستعمار الفرنس ي وبالتالي ضرورة تقريرها بنص تشريعي ،3وهو ما ال يتوفر بهذا
الخصوص ،وبالتالي صحة إدعائهم القاض ي بإنعدام ألاساس القانوني لهذه املسطرة.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن املشرع بعد إحداث القانون املنظم للمحاكم إلادارية قد جاء بمادة
تنظم إيقاف تنفيذ القرارات إلادارية والتي ترتبط أساسا بمنازعات تجاوز السلطة ،وبالتالي سكوت
املشرع عن املنازعات الجبائية التي ترتبط بالقضاء الشامل ،مما يعني إستبعاد مسطرة إيقاف
179
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وإنطالقا مما سبق فإننا نخلص إلى غياب السند القانوني ملسطرة إيقاف التنفيذ 1وهو ما
إن القاعدة في أداء الدين الضريبي هي ألاداء داخل ألاجل بغض النظر عن أي
شكاية أو مطالبة ،وبالتالي ففي حالة ورود حالة خاصة أو إستثناء فعلى املشرع أن
يشرعها بنص قانوني صريح وواضح ،وإلاستثناء الوحيد املذكور هو املادة 229من
مدونة التحصيل ،إال أنه في نفس الوقت هذا إلاتجاه لم يبني موقفه على أساس
قوي ،بحيث أيضا ليس هناك نص قانوني صريح يلغي إمكانية طلب وقف التنفيذ،2
فلما ال يعمل القضاء على سد هذا الفراغ الذي نس ي أو تناس ى املشرع التطرق له
بهذا الخصوص 3وذلك إعماال ملفهوم املخالفة للمبدأ الذي يقض ي بأنه ال إجتهاد مع
أن البعض 4اتجه إلى إعتبار أن املادة 27من القانون املحدث للمحاكم إلادارية غير
كافية إلعطاء إلاختصاص للقضاء إلاستعجالي للبت في طلب إيقاف التنفيذ ،ومرد
ذلك كون هذا الطلب ال يتمتع بالطابع إلاستعجالي والوقتي وإنما هو مسألة
180
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
موضوع ،مستندين في ذلك على شرط عدم املساس بجوهر النزاع الذي يعتبر ركيزة
القضاء إلاستعجالي ،وبالتالي فإن النظر في طلب وقف التنفيذ قد يمس بأصل
الحق.
لكن إلى أي حد هذا الطرح يعتبر صحيحا؟ فبالرجوع إلى تحديد مفهوم أصل الحق ،1نجد
بأن املنحازين إلى هذا الطرح لم يميزوا بين املساس بأصل الحق وبين تفحص وتحسس ظاهر
املستندات والوثائق املقدمة للقاض ي إلاستعجالي من أجل تبيان جدية املنازعة ،الش يء الذي ال يمت
بصلة للمساس بجوهر النزاع ،باإلضافة إلى أن عدم املساس بأصل الحق يتم التحقق منه إنطالقا
من منطوق ألامر وليس من حيثياته ،لذلك فليس بالضرورة إذا تفحص القاض ي املستندات نقول
ولئن كان القضاء قد إستقر على كون املطالبة بإيقاف تنفيذ الدين مشروطة بسلوك
مسطرة التظلم إلاداري لدى القابض إليقاف ألاداء بعد تكوين الضمانة الكفيلة بإستخالص الدين
الضريبي وفق مقتضيات املادة 228من مدونة التحصيل ،إال أنه إستثنى الحالة التي تكون فيها
املنازعة جدية شريطة توفر حالة إلاستعجال كذلك إذا كانت املنازعة جدية وشاملة ملبلغ الدين.2
181
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
دخلت املادة 111من املدونة العامة للضرائب حيز التنفيذ إبتداء من فاتح يناير 1117
لإلعتراف وألول مرة بمسطرة إيقاف التنفيذ ،وفي نفس الوقت للرد تشريعيا على العمل القضائي
الذي يبرر ألامر بإيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،كون الفروض إلاستدراكية الناتجة عن املراجعة تأتي
خارج املنظومة الضريبية املغربية ،وهي بالتالي حظرت إيقاف تحصيل الديون املترتبة عن الضرائب
والرسوم والواجبات املستحقة إثر مراقبة ضريبية وذلك بالرغم من جميع ألاحكام املخالفة إال بعد
إال أن املشرع من خالل املادة 111قد وضع نفسه أمام إحتمال ثاني وهو شرعنة إيقاف
التنفيذ ،بحيث إنه بربطه بين إيقاف التنفيذ وضرورة تقديم الضمانة قد قدم إعترافا غير مباشر
باملسطرة ،وبالتالي عدم جدوى أي نقاش سيقام الحقا عن قانونية هذا إلاجراء.
وتأكيدا ملوقف املشرع فقد جاء في أمر لرئيس املحكمة إلادارية بالدار البيضاء ما يلي:
" وتطبيقا ملقتضيات القانون رقم 61/73املحدث للمحاكم إلادارية واملادة 060من
ونظرا ملا تطرحه هذه املسطرة من إشكاالت للباحثين فقد تعرض لها الفقه والقضاء
بموقفين متناقضين:
182
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إلاتجاه ألاول :يعتبر بأن املادة تتعلق بالضريبة املبنية على مراقبة قانونية غير
منازع في إجراءاتها واملحتسبة على تقديرات اللجن الضريبة ،إال أننا نعيب على
هذا التوجه ،وذلك لكون املشرع لم يميز في املادة بين الضريبة املترتبة عن مراقبة
منازع في إجراءاتها أو غير منازع في إجراءاتها ،وبالتالي ففي هذه الحالة ال يجب
التمييز مادام تم السكوت عليه من طرف املشرع ،وفي هذا إلاطار فبالنظر إلى
ألاحكام الواردة بهذا الشأن نجد بأنها تكون مجانبة للصواب وبالتالي تعسفية في
1
حق املدعي.
إلاتجاه الثاني :هذا إلاتجاه ذهب إلى إعتبار أن املادة تخاطب املحاسبين
إلاداريين املكلفين بالتحصيل دون القضاء ،إال أن ذلك يعتبر غير صحيح ألننا
بالنظر إلى املدونة العامة للضرائب ،نجد بأن املادة 111جاءت بالباب املتعلق
باملسطرة القضائية وبالتالي فهي تعني القضاء ،باإلضافة إلى ذلك فاملشرع من
خالل املادة 229قد ميز بين املسطرة إلادارية واملسطرة القضائية ،وبالتالي فهذا
إلاتجاه مبني على أساس خاطئ مما سيؤدي حتما إلى عدم الحكم بالصواب في
183
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إن القانون الضريبي يتميز بالدقة والتعقيد ،مما يزيد من صعوبة القاض ي في ضبطه
وإستيعاب فلسفته القانونية ،وما يزيد ألامر حدة إحالة هذا ألاخير تنظيم العديد من إلاجراءات
على قانون املسطرة املدنية ،كون املغرب لم يتوفر على قانون ضريبي إال بعد صدور كتاب املساطر
الجبائية سنة ،1111الش يء الذي زاد من حتمية الارتباط الدائم بين القانون الضريبي وفروع
القانون ألاخرى.
ولعل أهم القوانين التي يلجأ إليها املشرع من أجل تنظيم وتقنين مسطرة إيقاف تنفيذ
الدين الضريبي ،هي قانون املسطرة املدنية والقانون املحدث للمحاكم إلادارية.
تنص املادة 11من قانون املحاكم إلادارية على أن " :للمحاكم إلادارية أن تأمر بصورة
إستثنائية بوقف تنفيذ قرار إداري رفع إليها بهدف إلغائه إذا التمس ذلك منها طالب إلالغاء
صراحة".
فمن خالل هذه املادة حدد املشرع طريقا خاصا إليقاف تنفيذ القرارات إلادارية املطعون
فيها بسبب تجاوز السلطة ،ومن تم فقاض ي املستعجالت إلاداري ال يجوز له التعدي على
إختصاصات محكمة املوضوع حتى ولو لم يرفع الطالب دعوى إلالغاء أمامها ،مادام أن الطلب
184
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يدخل في إختصاص املحكمة وبهذا الخصوص ورد أمر قضائي عن قاض ي املستعجالت باملحكمة
" حيث إن طلب املدعي يهدف إلى إيقاف إجراءات تحصيل وتنفيذ الضرائب املفروضة عليه
لكن حيث إن املدعي تقدم بمقال للمنازعة في الضرائب املذكورة أمام قضاء املوضوع حسب ما
هو ثابت بنسخة املقال املرفقة باملقال إلاستعجالي ،وأن إلاختصاص للبت في طلبات إيقاف
تنفيذ املقررات إلادارية وكذا ألاوامر بتحصيل الضرائب ينعقد ملحكمة املوضوع وليس قاض ي
املستعجالت ،وذلك حسب مفهوم املادة 06من القانون 61/73املحدث للمحاكم إلادارية ،وأن
الهدف من ذلك هو تمكين املحكمة من الوقوف على مدى جدية طلب إيقاف التنفيذ من خالل
دعوى املوضوع املرفوعة أمامها وحيث إنه أمام هذه املعطيات يتعين التصريح بعدم
فبالنظر إلى ما جاء به حكم قضائي آخر للمحكمة إلادارية بالرباط " إلايقاف يعني إيقاف
أضرار في أي وقت وقبل الفصل في الدعوى املوضوعية ،وأن الهدف من إلايقاف هو –غل يد
إلادارة وإلاستمرارفي تنفيذ القرارأو نتائجه إلى حين إفراغ الخصومة من مضمونها.
185
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وبالنظر إلى الطبيعة إلاستعجالية لألمر بوقف التنفيذ نجعله حكما قضائيا مشموال
بالتنفيذ املعجل".
وبالتالي من خالل الحكمين نجد بأن هناك إختالفا جليا في تفسير مقتضيات هذه املادة،
ألامر الذي يجعل لها إيجابيات من قبيل كون هذه املادة تحمي امللزم من تعسف إلادارة وكذلك
حمايته من أخطاء القاض ي في حكمه في الخصومة ،وفي نفس الوقت فهذه املادة لها مجموعة من
السلبيات وخصوصا بالنسبة ملن يفسرها بالطريقة املتشددة ،حيث إنهم يكونوا متشددين في منح
القرار بإيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،ألنهم يشترطوا تقديم طلب إيقاف تنفيذ القرار إلاداري متى
كان النزاع املثار بشأن القرار املراد إيقاف تنفيذه معروضا أمام الجهة نفسها.
إن رئيس املحكمة إلادارية يختص بإصدار أوامر وقتية بإيقاف إجراءات تحصيل الديون
الضريبية ،وذلك عمال بمقتضيات املادة 8من القانون ،12/71كما أن املادة 27منحته صالحيات
أخرى واسعة للبت في الطلبات الوقتية والتحفظية كلما كانت املحكمة إلادارية مختصة بالنظر في
أصل النزاع.1
إال أن إلادارة الضريبية كانت تنفي إلاختصاص عن القاض ي إلاستعجالي فيما يخص البت في
طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،ومرد ذلك كون الشروط 2التي جاءت بها مدونة تحصيل
186
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الديون العمومية ال تتوافق والشروط التي وضعها القضاء بإحالة منه على القواعد العامة املتمثلة
إال أن محكمة النقض قد وجدت السبيل إلى التمييز بين ما هو من إختصاص إلادارة وما
هو من إختصاص القضاء ،حيث بينت بأن القواعد الخاصة لم تنظم هذا إلاجراء وبالتالي يجب
2
الرجوع إلى القواعد العامة ،واملتمثلة في املادة 27من قانون املحاكم إلادارية.
وفي نفس إلاتجاه فقد إعتبر البعض بأن "القضاء إلاستعجالي فرع من أصل ،فإذا كانت
املحكمة مختصة بالبت في موضوع املنازعة ،فكيف ننكر عن القضاء إلاستعجالي الذي هو فرع
منها إختصاصه بالبت في الطلبات الوقتية والتحفظية ذات الصلة بنفس املوضوع".3
ويتضح من خالل ما تم تناوله خالل املطلب ألاول بخصوص موقف القانون من إجراء
إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،سواء ما تعلق منه بالقواعد العامة أو القواعد الخاصة ،بأن املشرع
ترك فراغا كبيرا جعل من امللزم بالدين في خطر حقيقي ،وخصوصا فيما يتعلق بتعسف إلادارة،
والتي تجعل من إغناء الخزينة العامة هدفها الوحيد متناسية بذلك وضعية املدين ،إال أن القضاء
من خالل عمله املكثف بهذا املجال جعله يلم بهذا إلاجراء ،بل وأكثر من ذلك فقد عمل على تنظيمه
من خالل نصوص قانونية أهمها القانون املحدث للمحاكم لإلدارية بإحالة على قانون املسطرة
املدنية.
187
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ومن خالل إلاحصائيات التي أعددناها بهذا الصدد باملحكمة إلادارية بالدار البيضاء
تركيب شخص ي
188
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
رسم مبياني رقم :1يبين نسبة القرارات التي كانت لصالح كل من امللزم وإلادارة
تركيب شخص ي
فبإستقرائنا لهذه املؤشرات نجد بأن مجموع القرارات التي كانت لصالح امللزم خالل الفترة
1121 -1121هي في املجموع ،114أي ما يمثل %11من مجموع ألاوامر الصادرة خالل هذه الفترة،
والقرارات التي كانت لصالح إلادارة خالل نفس الفترة هي في املجموع 121بنسبة ،%18مما يعني أن
هناك تغليب لحق امللزم على حق إلادارة وإن كان نسبيا ،وبالتالي نستنتج بأن القضاء قد وفق إلى
ولعل من أهم إلاشكاالت التي يواجها كذلك هذا إلاجراء ،إلاشكاالت املرتبطة بإجراءات
189
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إن املالحظ من إستقراء مدونة تحصيل الدين الضريبي في الجانب املتعلق بإيقاف تنفيذ
الدين الضريبي أن بعض مقتضياتها الخاصة بمتابعة الدين الضريبي كالحجز على ألاصل التجاري
والحجز على العقار وإجراء إلاكراه البدني وإلاشعار للغير الحائز تتسم إجماال بالغموض وتطرح
إشكاالت عديدة بخصوص تنازع إلاختصاص بين املحاكم العادية التجارية وإلادارية.
ومن خالل هذا املطلب سنعالج إلاشكاالت التي تطرح أثناء تنفيذ إلاجراءات العادية
إن أهم املنازعات التي تعرض على رؤساء املحاكم إلادارية فيما يخص الطلبات الوقتية
والتحفظية ،هي باألساس منازعات لها عالقة مباشرة بإيقاف مسطرة التحصيل وخاصة منها تلك
املتعلقة بالتنفيذ على أموال املدين ،ونخص بالذكر مساطر إيقاف بيع املحجوز ورفع الحجز
بأنواعه.
بإستقرائنا ألحكام القضاء إلاداري يتضح أنه ال يمكن مباشرة مسطرة الحجز إال بعد
إستيفاء القابض أو املحاسب املكلف بالتحصيل للمرحلة ألاولى ،وإال كانت إلاجراءات معيبة وفي
190
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ذلك ضمانة وحماية للملزم بالضريبة ،الذي يبقى الطرف ألاساس ي في العالقة الضريبية ألنه من
يتحمل أداء الضريبة ،وبالتالي تمويل النفقات العامة للدولة ،1وهذا ما يعبر عنه بأنسنة إجراءات
التحصيل أي إضفاء الصبغة إلانسانية واملرونة على هذه إلاجراءات بهدف التعامل مع امللزم بأداء
الضريبة كإنسان شريك أساس ي في عملية التحصيل وليس رقم يحتسب في هذه العملية.2
فالفصل 48من مدونة تحصيل الديون العمومية ينص على أنه يتم الحجز على ألاموال
التجارية وبيعها وفقا للشروط وألاحكام املنصوص عليها بالفقرة الثالثة من الفصل 111من ق.م.م
من لدن مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة ،بعد الترخيص املشار إليه باملادة 29من نفس
القانون بناءا على طلب من املحاسب املكلف بالتحصيل ،وينفذ بيع ألاصول التجارية وفق الشروط
وألاشكال املنصوص عليها في القانون 21/71املتعلق بمدونة التجارة .وقد أصبح القابض املالي في
غنى عن إستصدار أمر قضائي بحجز ألاصل التجاري ،مما يعني أن املشرع أجاز له إيقاع الحجز
مباشرة على املدين ،وهو ما يؤدي في كثير من الحاالت إلى التعسف في حقوقه ألنه في الغالب يقوم
القابض بتنفيذ الحجز على عناصره املادية واملعنوية ،وبالتالي إلاضرار باألصل وإنقاص قيمته،
ليقوم برفع دعوى أمام املحكمة التجارية موضوعها بيع ألاصل التجاري ككل ،وفي هذا املنحى وردت
عدة قرارات 3تؤيد البيع إلاجمالي لألصل التجاري والذي جاء فيه "وحيث إنه بخصوص ما تمسكت
به املستأنفة من كون الدين املتنازع فيه منازعة جدية ،فذلك مردود على إعتبار أن املستأنفة
191
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لم تدل بما يفيد أنها سلكت املساطر املخولة لها قانونا للطعن سواء في الوعاء الضريبي أو
مسطرة التحصيل أمام املحكمة املختصة ،مما يبقى معه الطعن غير مبرر ويتعين رده وتأييد
الحكم املطعون فيه ".ليقوم بعد ذلك بالتقدم بطلب إيقاف إجراءات البيع املحجوز أمام القضاء
إلاداري ،وبالتالي الوقوع في إشكالية تنازع إلاختصاص بين املحكمة التجارية واملحكمة إلادارية .1
وقد أناط املشرع إلاختصاص في البت في القضايا إلاستعجالية للقضاء إلاستعجالي ،ولكن
وبصفة إستثنائية إذا قام امللزم برفع دعوى في املوضوع تتعلق ببطالن مسطرة الحجز ،ففي هاته
الحالة وتطبيقا للفصل 48من القانون رقم 212/79و الفصول 222و 221و 222من القانون
12/71فإن إلاختصاص يعطى للمحكمة التجارية ،وال يمكن القول بأن بت املحكمة التجارية في
طلب بيع ألاصل التجاري يحجب إلاختصاص عن القضاء إلاداري سواء كمحكمة موضوع أو
كقضاء إستعجالي ،مادام أن إلاجراءات التي كانت سابقة لعملية حجز ألاصل التجاري التي تمت من
طرف القابض املالي باطلة ،مما تختص بتقييمها املحكمة إلادارية املختصة مكانيا ،ففي هذه
الحاالت إذا كانت إلاجراءات السابقة للحجز مشوبة بالبطالن ال يجب عرضها على املحكمة
التجارية ،ومن ناحية أخرى إذا تبين لقاض ي املستعجالت من ظاهر أوراق امللف جدية النزاع ،فعليه
أن يقض ي بإيقاف إجراءات بيع منقوالت ألاصل التجاري ،والتساؤل املطروح هنا هو أنه في حالة لم
يقض ي القضاء إلاستعجالي بإيقاف إجراءات البيع من ناحية ،ولنتصور كذلك وجود دعوى موازية
192
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تقض ي بإفراغ املحل التجاري لألسباب الواردة في الفصل 471من قانون الالتزامات والعقود بين
املالك ومكتسب الحق التجاري طبقا لظهير 2711/1/11من ناحية ثانية ،فهل يجوز للمحكمة
فاملحكمة التجارية بفاس 2قضت بأنه تبين لها من ظاهر ألاوراق عدم جدية السبب
املتعلق ببطالن مسطرة الحجز على ألاصل التجاري لعدم التبليغ باإلنذار القانوني مناط الحجز" :
علما بأن ألامر في هاته النازلة كما هو ظاهر من وقائعها يتعلق بدعوى بيع ألاصل التجاري برمته
معروض على القضاء التجاري في إطار مقتضيات الفصل 31من القانون 11/79ومدونة
التجارة وخصوصا البنود 111و 110و 110من القانون ،10/71وأن تقديم دعوى بشأن بطالن
مسطرة الحجز لإلخالل بإجراءات تبليغ إلانذار القانوني املتطلب الحجز ،يقتض ي تقديم
املطالبة بإيقاف البت أمام القضاء التجاري ،لغاية البت في دعوى بطالن مسطرة الحجزالواقع
على ألاصل التجاري ،وأن مثل هذا الطلب يوازي املطالبة بإيقاف تنفيذ بيع منقوالت ألاصل
التجاري لغاية البت في دعوى املوضوع مما يبقى معه الطلب غيرمقبول".
أما إذا حصل العكس ،أي أن القاض ي تبين له من ظاهر ألاوراق أن مسطرة الحجز تشوبها
إخالالت قانونية تتمثل في عدم التبليغ باإلنذار القانوني وعدم توجيه إلاشعار بدون صائر قبله،
ففي هذه الحالة وكما يعتقد ألاستاذ دمحم قصري فإن إجراءات الدعوى أمام املحكمة التجارية
ستتوقف إلى غاية البت فيها أمام محكمة املوضوع واملتمثلة في املحكمة إلادارية.
193
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
والقاض ي التجاري له الصالحية للبت في طلبات البيع إلاجمالي لألصل التجاري في إطار
مقتضيات الفصلين 48من مدونة تحصيل الديون العمومية والفصل 222من مدونة التجارة،
وأن يتحقق من إستيفاء إجراءات التحصيل السابقة للحجز دون أن يتعدى ذلك مناقشة الوعاء
الضريبي ،وهو التوجه الذي تبنته الغرفة التجارية بمحكمة النقض 1حيث ألزمت تبليغ إلانذار
باألداء للمدين كشرط إلستصدار الحكم ببيع أصله التجاري املرهون في إطار إستخالص الدين.
أما القاض ي إلاداري فهو يتمتع بوالية عامة للبت في منازعات التحصيل ،سواء منها
املوضوعية أو إلاستعجالية ،فامللزم هنا يلجأ إلى القاض ي إلاداري إذا كانت منازعته جدية وتتوفر
على حالة إلاستعجال ،من أجل املطالبة بإيقاف إجراءات تحصيل الدين الضريبي لغاية البت
إن ألاصل في الحجز العقاري أن ينصب على عقار مملوك للمدين شخصيا ،فالتنفيذ ال
يعدو أن يكون ترجمة واقعية لعالقة املديونية ،حيث يظهر الدائن الحاجز بمظهر الطرف إلايجابي
في هذه العملية ،في حين يظهر املدين املحجوز عليه كطرف سلبي ،والتنفيذ قد يجري على أموال
194
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الكفيل الذي قدم أدلة كضمانة عينية أو أعطى ضمانة شخصية من أجل سداد دين املدين
ألاصلي.1
وإذا نظرنا إلى الطبيعة القانونية للحجز فهي تتنافى مع قابليته لإليقاف ،ذلك أنه وسيلة
لضمان ديون الخزينة وألامر بإيقافه يؤدي منطقيا إلى رفعه ،وتمكين امللزم من التصرف بحرية في
ممتلكاته مع إحتمال تملصه من أداء الديون املترتبة بذمته ،لذلك فاإلشكال الجوهري الذي يطرح
في هذه الحالة أن معظم الطلبات الرامية إلى رفع الحجز تثير في الغالب املساس بأصل الحق
2
وبالطابع الوقتي لإلستعجال.
وبإستقرائنا ملا جاء في نص املادة 49 3من مدونة تحصيل الديون العمومية ،نجد بأن
املشرع لم يقم بتحديد الجهة القضائية التي يجب أن تبت في النزاع املتعلق بالحجز على العقارات،
وإنما إكتفى باإلشارة لألشخاص الذين يقومون بتنفيذ هذا الحجز واملتجليين في أعوان التبليغات
والتنفيذات القضائية ،وهو ما سيجعل امللزم وإلادارة يدخالن في دوامة تنازع إلاختصاص بين
املحاكم العادية باإلحالة على قانون املسطرة املدنية وبين املحاكم إلادارية باإلحالة على الباب
الثالث من القانون 12/71املحدث للمحاكم إلادارية ،الذي ينص على أن إلاختصاص يعود لهاته
املحاكم فيما يخص جميع املنازعات املتعلقة بتحصيل الديون العمومية ،وفي حالة املنازعة على
195
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
العقار فإن املحكمة تضع بإعتبارها أن إستخالص الدين الضريبي هو الهدف وليس العقار 1وهو ما
يتبين من خالل رجوعه إلى ق.م.م باإلحالة الواردة بالفصل 9من القانون .12/71
فبالنسبة إلختصاص املحكمة إلابتدائية بهذا الخصوص فإن الفصلين 181و 182من
ق.م.م 2قد أشارا إلى أن املطالب يمكنه رفع دعواه أمام املحكمة إلابتدائية ،وخصوصا فيما يتعلق
باملنازعات املنصبة على إيقاع الحجز على العقار ،والذي يؤدي إلى رفع دعوى إلاستحقاق الفرعي
أمام املحكمة إلابتدائية ،وهو ما يؤدي غالبا إلى وقف تنفيذ الدين الضريبي والتي يمكن الطعن فيها
من خالل ما جاء في الفصل 181من نفس القانون 3والتي يترتب عنها هي ألاخرى إيقاف تنفيذ الدين
الضريبي.
وتبقى دعوى إلاستحقاق الفرعية للعقار املحجوز على إعتبار أن هذه الدعوى تشكل
أحدى صور املنازعات املوضوعية املتعلقة بتنفيذ الدين الضريبي ،وإلاشكال املثار هل رفع دعوى
إلاستحقاق يوقف إجراءات تنفيذ الدين الضريبي بصفة تلقائية؟ وقد إختلفت إلاجابات بشأن ذلك
196
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إلى اتجاهين ،اتجاه أول قال بأن الدعوى املذكورة توقف تلقائيا إجراءات التنفيذ ،وذهب إتجاه ثاني
وبالرجوع إلى مقتضيات الفصل 181من ق.م.م الذي ينص على أنه "يجب أن يقدم كل
طعن مشار إليه في الفصل السابق املتعلق بدعوى إلاستحقاق ،يتضح إذن أن املشرع وضع
الشروط املتطلبة بخصوص مسطرة رفع دعوى إلاستحقاق الفرعية وتشترك الدعوتان في ألاثر
املترتب على رفعهما وخاصة منه ما يتعلق بأثرهما في وقف إجراءات التنفيذ من خالل نقط إختالف
بين الدعوتين فيما يخص مثال وقت رفع الدعوى ،فالظاهر من خالل إستقراء الفصول 181و182
و 181أنه يشترط لقبول املنازعة أن ترفع قبل تاريخ السمسرة لكن في املقابل هذا إلاجراء ال يمنع من
تقديم دعوى الاستحقاق بعد انتهاء إجراءات إعداد العقار للبيع ،لتبدأ مرحلة بيع العقار باملزاد
العلني ويتولى ذلك أعوان التبليغات والتنفيذات القضائية وذلك بإجراء السمسرة في اليوم املعين
للبيع.2
وهذا ال يعني أن للمحكمة إلادارية ال تتدخل بهذا الخصوص ،فهي تتدخل حين ينصب
النزاع على إجراء سابق للحجز ،ويتعلق ألامر ببطالن مسطرة الحجز على العقار نخص بالذكر عدم
قيام املحاسب بتبليغ إلانذار القانوني أو عدم قيام القابض بتوجيه إلانذار بدون صائر ،وهو ما
يدفع امللزم إلى تقديم طلب إيقاف إجراءات تحصيل الديون العمومية أمام القضاء إلاستعجالي.
197
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وقد نظم املشرع املغربي من خالل قانون املسطرة املدنية خمسة أنواع من الحجوز من بينها
الحجز التحفظي والحجز التنفيذي ،فاألول يهدف إلى التحفظ على أموال املدين ومنعه من
التصرف فيها تصرفا يضر بدائنه ،وبعضها يرمي إلى التنفيذ على هذه ألاموال.
وقد أجاز مشرع مدونة التحصيل للمحاسب املكلف بالتحصيل مباغتة املدين وحجز
أمواله حجزا تحفظيا مفاجئا تمهيدا ملمارسة إجراءات التحصيل الجبري عليها ،1ومن أجل تحقيق
أثار الحجز أوجب املشرع توفر شروط معينة نص عليها في املادة 128من ق.م.م أولها السند
ومن بين آلاثار التي تترتب على حجز عقارات امللزم حجزا تحفظيا ،عدم السماح له
بالتصرف في عقاره ،ألن الهدف من إيقاع ذلك الحجز هو منع املدين من تفويته وأن كل تفويت مع
وجود الحجز يعتبر باطال وغير ذي أثر قانونا وقضاء ،ويالحظ على الفصل 112برمته أن املشرع
أتاح للدائن طلب الحجز التحفظي كوسيلة للحفاظ على ضمانة املقرر له على أموال املدين ولم
يقيد الدائن بعد أن إطمأن على ضمانه بتوقيع الحجز ،بأن يكون قد قدم دعوى في املوضوع أو
أعطاه أجال معينا لذلك ،2غير أن بلورة تلك آلاثار بصفة فعلية يتوقف على إعداد طلب في
املوضوع ومعرفة املحكمة املختصة بالبت فيه إلصدار قرار يقض ي بالحجز.
وقد تقاطعت أراء القضاء بخصوص فرض الحجز التحفظي على العقار من أجل ضمان
أداء الدين الضريبي ،فهناك من ذهب إلى أنه يجب أن يتم الحجز على العقار لضمان حقوق
198
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الخزينة 1وهناك من إدعى العكس بأنه ال ضرورة من الحجز على العقار لذلك ،وهو ما يتضح جليا
من خالل قرار ملحكمة الاستئناف إلادارية جاء فيه ما يلي " :2حيث يعيب الطرف املستأنف ألامر
املستأنف مجانبته للصواب ذلك أن تفويت العقار للغير سوف يؤدي إلى تغيير في املراكز
القانونية لألطراف سيما أن تقييد مشروع نزع امللكية على الرسمين العقاريين للمستأنف عليه،
يسقط بمرورسنتين عند عدم متابعة املساطرالواجبة قانونا كما أن التقييد إلاحتياطي ال يمنع
من تفويت العقار وأن الحجز التحفظي هو في حدود املبالغ التي تم تسديدها من طرف الدولة
املغربية".
لكن الظاهر من وثائق امللف أن املستأنفة لئن أنجزت تقييدا إحتياطيا بتاريخ 37/11/0337
ضمانا لحقوقها في نقل ملكية ألارض الواقعة بالرسمين العقاريين /01310دو /01319د فإن
طلبها الحالي بإجراء حجز تحفظي يبقى مؤسسا ،ما دام أن الحجز التحفظي ليس بالضرورة أن
يكون من أجل دين في ذمة املحجوز عليه وإنما يمكن أن يقع من أجل ضمان حق عيني ،سيما
أن تنفيذ الطرف املستأنف للتعويض املحكوم به في إطار إلاعتداء املادي على ألارض أعاله
يجعل الطلب هو حفاظا على املبلغ املالي املؤدى ،وبالتالي يكون الحجزالتحفظي املطلوب مرتكزا
أما فيما يخص الحجز التنفيذي العقاري فإن املشرع املغربي قد تناوله في الفصول من
147إلى 189من ق.م.م ،وإشترط مجموعة من إلاجراءات ملباشرة نزع ملكية العقار من املحجوزات
199
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
عليهم ،حيث يقوم مأمور التبليغ والتنفيذ بعد الحصول على السند التنفيذي بتحويل الحجز
التحفظي إلى حجز تنفيذي وذلك بمجرد تقديم طلب في املوضوع إلى رئيس مصلحة كتابة الضبط،
ويتعين على مأمور التبليغ أن يحرص على تبليغ نسخة منه إلى املدين إشعارا له بأن املحكمة تعتزم
تحويل حجز عقاره حجزا تحفظيا إلى حجز تنفيذي طبقا ملقتضيات ق.م.م ،وعملية حجز العقار
ولو كان عقارا غير محفظ تتوجب إعالم العموم بمجريات مسطرة النزع الجبري للملكية ،حتى ال
يمس التنفيذ بحقوق الغير الذي ال عالقة له بالسند التنفيذي الذي يجري التنفيذ إستنادا له،
ولذلك ألزم املشرع شهر عملية حجز العقار ،1بحيث ال يكفي تقييد محضر الحجز بالسجل
الخاص من طرف رئيس املحكمة ،بل يوجب إشهار الحجز عن طريق تعليق إعالن باملوضوع
بسبورة إلاعالنات القضائية باملحكمة وذلك ملدة 21يوما إلحاطة شركاء املنفذ عليه علما بمحضر
2
الحجز.
وإستنادا إلى الفصل 49من مدونة تحصيل الديون العمومية ،نجد بأن إلاشكاالت التي
تعترض تنفيذ الحجز هي غالبا ناتجة عن تطبيق قواعد املسطرة املدنية ،مما يختص به القضاء
العادي دون إلاداري الذي يختص باملنازعات املتعلقة بإجراءات تحصيله ،كما هي منصوص عليها
بنفس القانون متى كانت إلادارة تتمتع بسلطة التنفيذ التلقائي ملباشرة تلك إلاجراءات.
وحسب ألاستاذ قصري فإن القاعدة املذكورة يمكن أن ينتج عنها آلاثار التالية:
200
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
حجز العقار حجزا تنفيذيا إلستخالص الدين العمومي مما يختص به القضاء
العادي.
إجراءات التحصيل الجبري السابقة على الحجز من توجيه إشعار بدون صائر وتبليغ
إلانذار القانوني عالوة على إدعاء التقادم مما يختص بالبت في العيوب املنعاة عليها
إيقاف تنفيذ بيع العقار املحجوز لإلخالالت التي شابت إجراءات التحصيل السابقة
على الحجز مما يختص به القضاء إلاداري إلاستعجالي وله في هذا املجال أن يأمر
بإيقاف إجراءات بيع العقار املحجوز حجزا تنفيذيا الجارية مسطرة تنفيذه أمام
املحكمة العادية متى ظهر له من واقع النزاع خرق واضح وسافر إلجراءات التحصيل
مناط الحجز لغاية البت في جوهر النزاع املتعلق ببطالن تلك املسطرة أمام قضاء
1
موضوع املحكمة إلادارية.
201
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يتمتع املحاسب املكلف بالتحصيل بسلطة مباشرة في إيقاع الحجز على منقوالت املدين
بالضريبة دونما الحاجة إلى إستصدار أمر من املحكمة املختصة ،وتنص مدونة التحصيل في هذا
"إذا وجد مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة عند إجراء حجز أن حجزا سابقا قد إنصب على
أمتعة املدين القابلة للحجز ،فإنه يكتفي بجرد املحجوزات بعد إلاطالع على محضر الحجز
السابق".
ويجب تبليغ التدخل في الحجز إلى الحاجز ألاول واملدين املحجوز عليه ،وإن إقتض ى الحال
إلى املحجوز لديه والحارس ،ويعتبر هذا التبليغ بمثابة تعرض على حصيلة البيع ويخول حق
املشاركة في التوزيع ،إذا لم يشمل الحجز السابق جميع ألاشياء القابلة للحجز يقوم مأمور التبليغ
والتنفيذ للخزينة بإجراء حجز أوفر ،ويتم إذا ضم الحجزين معا عدا إذا تم الشروع في بيع ألاشياء
املحجوزة سابقا.1
وعليه وإذا كانت أموال املدين تعتبر ضمانا عاما لدين الدائنين ،فإنه يجوز للمحاسب
املكلف بالتحصيل في إطار تحصيل الديون العمومية إيقاع حجز على هذه ألاموال لضمان تحصيل
الديون العمومية ،كما يجوز للدائن املالك املكري أن يوقع حجزا إرتهانيا على ألامتعة واملنقوالت
املوجودة بالعقار املكتري لضمان إستخالص ألاكرية املستحقة طبقا للفصل 179من ق.م.م ،وذلك
202
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
بموجب طلب موجه إلى رئيس املحكمة إلابتدائية للمحل الذي أقيم فيه الحجز بعد إستدعاء
كما تطرح إشكالية تنازع إلاختصاص حينما يتدخل املحاسب املكلف بالتحصيل في إطار
املادة 19املشار إليها في عملية الحجز أمام املحكمة الابتدائية ،ويباشر املدين امللزم بالضريبة
دعوتين أمام املحكمة إلادارية ،ألاولى في املوضوع وهي الوضعية التي من شأنها أن تخلق تنازعا في
نظمت مدونة تحصيل الديون العمومية مسطرة إلاكراه البدني بمقتضيات املواد من 94
إلى ،82إال أن تحديد الدور الذي يملكه القاض ي إلاداري في هذا إيقاف تنفيذ إلاكراه البدني هو ما
يثير العديد من إلاشكاالت ،ولعل ما يزيد ألامر غموضا ما تنص عليه املادة 21من م.ت.د.ع من
إبقاء إلاكراه البدني خاضعا للفصول 491إلى 489من قانون املسطرة الجنائية.
203
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
لقد كرست مسطرة إلاكراه البدني في ميدان التحصيل عدة إشكاليات أمام القضاء ،وال
سيما فيما يتعلق بتحديد طبيعته وأثره أيضا ،1باإلضافة إلى أن املشرع لم يقم بتعيين الجهة
القضائية املختصة بالبت في املنازعات التي تثار بهذا الخصوص ،وهذا ما يحدث تضاربا في
إلاختصاص بين املحاكم إلابتدائية وإلادارية فلكل منهما النص الذي يستند إليه ،فبالنسبة
للمحاكم إلابتدائية فهي تستند على الفصل 81من املدونة الذي ينص صراحة على أن رئيس
املحكمة إلابتدائية بوصفه قاض ي للمستعجالت هو الذي يرفع إليه طلب إلاكراه البدني ،أما
مقتضيات الفصل 412من قانون املسطرة الجنائية الذي يقض ي صراحة بأنه " إذا وقع نزاع
أحضر املحكوم عليه باإلكراه البدني املقبوض عليه أو املوجود في حالة إعتقال إلى املحكمة
واملحكمة إلادارية تعتمد على مقتضيات املادة 21من قانون 12/71املعدلة للفصل 47من
ظهير 12غشت 2721 ،والتي تم تأكيدها بمقتضيات املادة 212من مدونة التحصيل ،والتي تسند
إلاختصاص للمحاكم إلادارية للبت في النزاعات التي قد تنشأ عن تطبيق أحكام مدونة التحصيل
204
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وموضوع تنازع إلاختصاص بشأن إلاكراه البدني فيما يخص الديون الضريبية وإيقافه،
يكتس ي أهمية متزايدة بالنظر لنوعية الجهة القضائية التي تتجاذب إلاختصاص وهي العادي
وإلاداري.1
وقد تضاربت آلاراء بهذا الاتجاه حيث تمخضت عن ذلك ثالث إتجاهات متضاربة:
يتأسس هذا إلاتجاه على أن قانون إحداث املحاكم إلادارية لم يتضمن أي نص قانوني
ينص على منح إلاختصاص لرئيس املحكمة إلابتدائية للبت في مثل هذه الطلبات ،وأن املحاكم
إلادارية غير منتشرة عبر أقاليم اململكة ،وأن ألامر يتعلق بالحرية الشخصية للمدين التي تتطلب
البت في الوضعية بأقص ى ما يمكن من سرعة في إطار تقريب القضاء من املتقاضين ،2وكذلك نفس
الش يء حدث في مدونة تحصيل الديون العمومية التي لم تأت بأي جديد في هذا املجال ،لذلك فإنه
يتعين اللجوء إلى القواعد العامة املنصوص عليها في قانون املسطرة الجنائية خصوصا الفصل 482
منه ،والذي يطابق الفصل 412من القانون الجديد والذي يسند إلاختصاص صراحة إلى رئيس
املحكمة إلابتدائية للبت في تلك الطلبات ،وتطبيقا لذلك فقد صدر قرار إستعجالي 3من املحكمة
إلابتدائية بعين الشق جاء فيه" :حيث إن النزاع في صحة إجراءات إلاكراه البدني الذي يلجأ إليه
املدين هو غير النزاع الذي ينصب على الضريبة نفسها حول إستحقاقها ،فالنزاع ألاول منفصل
205
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تمام الفصل عن النزاع الثاني ،إذ يتعلق ألاول بالحرية الشخصية للملزم ومراقبة مدى توفر
الشروط القانونية إلكراهه على ألاداء عن طريق الزج به في السجن وهذا من إختصاص رئيس
املحكمة إلابتدائية بصريح الفصل 310من قانون املسطرة الجنائية بكلتا فقرتيه ألاولى
أما النزاع املتعلق بإطار الضريبة من حيث إلاستحقاق أو عدمه فهو من إختصاص املحكمة
إلادارية دون جدال ،ولذلك فإن الدفع بعدم إلاختصاص هو دفع غيرمبني على أساس قانوني".
وبالتالي فإن الفصل 482نص صراحة على أن املحكمة املختصة للبت في مسطرة إلاكراه
البدني هي املحكمة إلابتدائية وبالضبط أمام رئيس هذه املحكمة ،1وتبعا لذلك فإن طلب رفع حالة
206
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يستند هذا إلاتجاه على مقتضيات الفصل 212من مدونة تحصيل الديون العمومية،
والذي جعل من املحاكم إلادارية في شخص رؤسائها هي املختصة للبت في تلك املنازعات ،ويرى هذا
إلاتجاه أنه ال مانع من إمكانية رفع طلب إلايقاف ولو كان املعني باألمر معتقال ،ويبين أنصار هذا
إلاتجاه أن معارض ي هذا إلاتجاه يتحججون بكون املحاكم إلادارية ال تتوفر على نيابات عامة ،إال أن
أنصار هذا الاتجاه أكدوا على أن ذلك ال يمكن أن يقف حائال دون نظر هاته املحاكم في طلبات
النزاعات في إلاكراه البدني ،بإعتبار أن املحاسب يعتبر طرفا رئيسيا في مثل هذه الطلبات ،وأن وكيل
امللك املصدر لألمر باإلعتقال يمكن أن يكون طرفا في الدعوى إلادارية ،كما أن عليه أن ينفذ الحكم
حيث جاء في قرار إستعجالي صادر عن رئيس املحكمة إلابتدائية بوزان جاء فيه" حيث إن
الطلب يرمي إلى التصريح ببطالن مسطرة إلاكراه البدني الجاري في حق الطالب وحيث تقدم
املطلوب ضد قابض وزان بالدفع بعدم إلاختصاص لفائدة املحكمة إلادارية ،وحيث إنه
باإلطالع على ظاهر وثائق امللف يتضح بأن ألامر يتعلق بتطبيق مسطرة إلاكراه البدني ضد
207
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
التحصيل أن إلاكراه البدني في ميدان تحصيل الغرامات وإلادانات النقدية هي التي تبقى
خاضعة لوحدها ملقتضيات الفصول 106إلى 319من قانون املسطرة الجنائية ،مما يعني أن
إلاكراه البدني في ميدان تحصيل الضرائب يبقى خاضعا ملقتضيات هذه املدونة التي تجعل
جميع املنازعات التي قد تنشا عن تطبيقها على املحاكم إلادارية دون غيرها مما يبقى معه رئيس
إال أن هذا إلاتجاه قد إصطدم بمعارضة شديدة من طرف النيابات العامة للمملكة ،حيث
إن السادة وكالء امللك قد رفضوا في الكثير من ألاحيان تنفيذ بعض ألاوامر إلاستعجالية الصادرة
عن رؤساء املحاكم إلادارية القاضية بإيقاف تنفيذ مسطرة إلاكراه البدني إلستخالص ديون
الدولة ،بعلة أنها صادرة عن جهة غير مختصة وأن إلاختصاص يعود لرؤساء املحاكم إلابتدائية
1
العادية ،بإعتبار أن النيابة العامة توجد بمقر هاته املحاكم.
هذا وقد أشار ألاستاذ دمحم ملزوغي في أحد مقاالته إلى إلاشكالية التي يطرحها تنفيذ ألامر
إلاستعجالي الصادر عن رئيس املحكمة إلادارية بالرباط بتاريخ 11/17/2777تحت عدد 241الذي
قض ى بإيقاف تنفيذ مسطرة إلاكراه البدني رغم أن املدين كان في حالة إعتقال حيث طرحت
208
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
هذا إلاتجاه يميز بين الحالة التي ينازع فيها املدين في مسطرة إلاكراه البدني ويكون معتقال،
حيث ينعقد إلاختصاص في هذه الحالة لرئيس املحكمة إلابتدائية والحالة التي يكون فيها املدين في
طور البحث عنه بأمر من وكيل امللك أو يكون في حالة سراح ،حيث ينعقد إلاختصاص في هذه
الحالة لرئيس املحكمة إلادارية ،1وينطلق هذا إلاتجاه في تأسيس موقفه هذا على مقتضيات الفصل
482من قانون املسطرة الجنائية ،وتطبيقا لذلك فقد صدر قرار عن رئيس املحكمة إلادارية بوجدة
صرح فيه بعدم إلاختصاص النوعي للبت في الطلب في ظل القانون القديم 2721/18/12جاء فيه
"حيث لئن كان الفصل 37من القانون املتعلق بمسطرة تحصيل الضرائب والرسوم التي في
حكمها كما وقع تعديله باملادة 03من قانون املحاكم إلادارية ،يعطي الوالية العامة للمحاكم
إلادارية للبت في جميع املنازعات الناشئة عن تطبيق الظهير املذكور ،سواء كانت موضوعية
فقد ظل قيد الفصل 310من قانون املسطرة الجنائية الذي لم يطله أي تعديل أو نسخ واردا،
وكإستثناء من تلك الوالية حينما يكون املدين بالضريبة أو الرسوم التي في حكمها معتقال عن
طريق إلاكراه البدني والتصريح بعدم صحتها ،ومرد ذلك أن ألامر يتعلق بالحرية الشخصية
للمعني باإلعتقال عن طريق تنفيذ إلاكراه البدني وتواجد النيابة العامة بمقر هاته املحاكم
املتخذة لإلجراء املذكور واملؤهلة لرفع حالة إلاعتقال في حالة إلاستجابة للطلب حول إيقاف
وحيث ملا كان الطالب معتقال في إطار تنفيذ إلاكراه البدني في ظل مقتضيات ظهير
209
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
في النازلة ويكون معها رئيس املحكمة إلابتدائية هو املختص بالبت في الطلب ووكيل امللك بها هو
املؤهل قانونا لرفع حالة الاعتقال وإطالق سراح الطالب في إطار تنفيذ أمر رئيس املحكمة في
وقد حسم الفقه املغربي ومحاكم املوضوع والغرفة إلادارية ملحكمة النقض هذا إلاشكال،
حيث بمقتضاه طلب الطاعن نقض القرار الصادر عن رئيس املحكمة إلابتدائية بوزان والذي صرح
فيه الرئيس بعدم إختصاصه للبت في طلب املنازعة في مسطرة إلاكراه البدني في الديون الضريبية
معتبرا أن إلاختصاص ينعقد للمحكمة إلادارية ،حيث أجابت الغرفة إلادارية في قرارها الذي جاء
فيه " :2حيث صح ما نعاه املستأنف على الحكم املستأنف ،ذلك أنه إذا كان النزاع يتعلق بصحة
إجراءات إلاكراه البدني ،فإن إلاختصاص يبقى منعقدا لرئيس املحكمة ،أما إذا كان النزاع
يتعلق بصحة إجراءات إلاكراه البدني بت الرئيس املذكور في الخالف بطريقة املسطرة
وحيث إنه مما يؤكد إلاختصاص املذكور أن تحديد إلاكراه البدني من أجل دين عام
يختص به رئيس املحكمة إلابتدائية حسب نص املادة 13من القانون رقم 11/79املتعلق
بتحصيل الديون العمومية لهذه ألاسباب قض ى املجلس ألاعلى لرئيس املحكمة إلابتدائية بوزان
210
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
بالتالي فإن هذا القرار قد حسم إلاشكال بخصوص الجهة املختصة للبت في طلبات املنازعة
في مسطرة إلاكراه البدني ،فهو قد منح إلاختصاص لرئيس املحكمة إلابتدائية ،ولم يميز بين الحالة
التي يكون فيها املدين معتقال أو الحالة التي يكون فيها في حالة سراح ،مع العلم أن املدين في النازلة
التي صدر فيها قرار محكمة النقض كان معتقال ،لكن لطاملا أن القرار جاء بصيغة عامة فإنه ال
ومن خالل دراسة مستفيضة ملختلف إلاشكاالت ،نستنتج بأنه قبل إحداث املحاكم
إلادارية كانت املحاكم إلابتدائية هي املختصة بالنظر في جميع املنازعات الجبائية ،سواء كانت
منازعة في أساس الضريبة أو منازعة في إجراءات تحصيلها ،وكما نصت املادة 8من قانون 12/71
املحدثة للمحاكم إلادارية ،فإن هذه ألاخيرة هي التي تختص بالنظر في الدعاوى املتعلقة بتحصيل
ما يجعلنا نقول بأن مسطرة إلاكراه البدني قد أفرزت عدة إشكاالت ،لعل أبرزها إشكالية
إختصاص القضاء إلاستعجالي إلاداري للبت في طلبات إيقاف مسطرة إلاكراه البدني على ضوء
إال أنه إلى جانب هذا إلاختصاص العام الذي يعود للمحاكم إلادارية فيما يتعلق بالنزاعات
التي تنشأ عن تطبيق القانون املتعلق بتحصيل الديون العمومية ،ال بد من إلاشارة إلى إلازدواجية في
211
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
1
إلاختصاص القضائي فيما يتعلق بإجراءات التحصيل القضائية للضريبة كحجز العقارات وبيعها
وتحديد مدة إلاكراه البدني 2وإثارة املسؤولية التضامنية ملتصرفي الشركات ،إفتعال العسر ،طلب
إصدار أمر بفتح أبواب مغلقة ،حجز وبيع ألاصول التجارية وحجز السفن وبيعها وتبقى قائمة مما
يؤدي إلى مجموعة من إلاشكاليات التي تعترض تطبيق مدونة التحصيل ،إن على املستوى إلاداري
وقد ذ هب جانب من القضاء إلى إعتبار أن البت في الطلبات الهادفة إلبطال مسطرة إلاكراه
البدني طلبات موضوعية ومنها ألامر الصادر عن محكمة وجدة والذي جاء فيه ": 3لكن حيث إن
الطلب الهادف إلى إبطال مسطرة إلاكراه البدني هو نفسه موضوع الحق وال يعتبر إجراءا وقتيا،
مما يجعل البت فيه سلبا أو إيجابا من شأنه املساس بجوهر الحق وهو ما يخرج عن إختصاص
قاض ي املستعجالت".
في حين إعتبرته أحكام أخرى طلبا يدخل في عداد الطلبات الوقتية الخاضعة ملقتضيات
املادة 217من قانون املسطرة املدنية ،وهو ما سار على تأكيده عمل املحاكم إلادارية وكذا الغرفة
إلادارية بمحكمة النقض ،غير أن إلاشكال ألاهم الذي ال يزال يطبع عمل القضاء املغربي ،وهو عدم
الحسم في مدى السلطة التي يملكها رئيس املحكمة إلادارية للبت في دعاوى إلاكراه البدني.
212
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وهكذا ذهبت بعض ألاوامر إلى إعتبار قاض ي املستعجالت إلاداري مختص فقط بالنظر في
الطلبات الرامية إلى التصريح بإيقاف مسطرة إلاكراه البدني التي يحركها القباض التابعون للخزينة
العامة ،وال تتعدى صالحيته إلى التصدي للمسطرة التي يحركها السيد وكيل امللك بناء على طلب
القابض املكلف بالتحصيل أو غيره ،وهذا ما نستشفه من ألامر الصادر عن قاض ي املستعجالت
إلاداري بمكناس 1عندما إعتبر " أن املحكمة إلادارية سواء في إطار قضاء ألامور املستعجلة أو
قضاء املوضوع وإن كانت مختصة بالبت في املادة الضريبية من حيث املبدأ ،إال أن قانون
61/73لم ينقل صالحية البت في جميع املنازعات املتعلقة بهذه املادة ومنها النزاع املتعلق
بتطبيق مسطرة إلاكراه البدني ،والذي أبقاه املشرع بيد القضاء العادي عمال بمقتضيات
أما الغرفة إلادارية بمحكمة النقض فقد ميزت بين إبطال مسطرة إلاكراه البدني التي تعد
من إختصاص قضاء املوضوع ،وبين مسطرة إيقاف تنفيذه الذي إعتبره إجراء وقتيا يدخل في نطاق
وبغض النظر عن إلاشكاالت املتعلقة بمدى صالحية قاض ي املستعجالت إلاداري في توجيه
ألامر للنيابة العامة من أجل إطالق سراح املدين املعتقل ،فإن هناك إتجاها عاما يرى 2أن
مقتضيات املادة 482من قانون املسطرة الجنائية التي تسند إلاختصاص لرئيس املحكمة إلابتدائية
213
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
فيما يتعلق باملنازعة في صحة إجراءات إلاكراه البدني ،أصبحت متجاوزة وتم نسخها ضمنيا
بمقتض ى القانون رقم 21/79وأن ال مانع للملزم من طلب إيقاف إجراءات إلاكراه البدني بإعتبار
أن في مثل هذه الطلبات يعتبر املحاسب هو الطرف الرئيس ي وأن وكيل امللك املصدر لألمر
باإلعتقال عليه أن ينفذ الحكم أو ألامر الصادر عن املحكمة إلادارية بمجرد توصله به قانونا.
في إطار توسيع ضمان إستخالص الدين العمومي لتمويل النفقات العامة خولت مدونة
التحصيل من خالل الفصول 211 ،211 ،71من القانون 21/79متابعة الغير الحائز لألموال
اململوكة للمدين ألاصلي عن طريق ما يسمى مسطرة إلاشعار للغير الحائز ،إذ ألزم املشرع الغير
املودعة لديه أموال املدين ألاصلي بأداء الضرائب وباقي الديون العمومية إما تلقائيا أو بناء على
طلب املحاسب تحت طائلة ترتيب مسؤولية باألداء على وجه التضامن.
وإلاشعار للغير الحائز هو إجراء يتم بواسطته التعرض على أموال امللزم من طرف القابض
وامللزم ال يملك إال املطالبة برفعه عن طريق الدعوى إلاستعجالية أو املطالبة بإلغائه في الحاالت
ألاخرى ،وبالتالي ال يبقى مجال إلعادة تكييف الطعن في إلاشعار على أساس أنه مطالبة بإيقاف
إجراءات التحصيل.
ويعد إيقاف إجراءات التحصيل بواسطة إلاشعار للغير الحائز من إختصاص القضاء
إلاستعجالي إلاداري ،ألن هذا إلايقاف يكون مؤقتا إلى حين البت في دعوى املوضوع ،وبالتالي
فاإليقاف يهدف إلى تالفي وقوع خطر ،بيد أن القاض ي املغربي قد ربط إجراءات التحصيل بعنصر
214
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الجدية كشرط من شروط اللجوء إلى القاض ي الاستعجالي ،1ولعل أهمية هذا الشرط تظهر من
خالل مجموعة من ألاوامر إلاستعجالية الصادرة عن مختلف املحاكم إلادارية التي تنص عليه،
حيث نجد في أمر صادر عن املحكمة إلادارية بأكادير بإيقاف إجراءات التحصيل موضوع إلاشعار
للغير الحائز جاء فيه" :يشترط لوقف وتأجيل إجراءات إلاستخالص الجبري والديون الضريبية
ونفس الش يء أكدته املحكمة إلادارية بالبيضاء والتي جاء في تعليل أحد أوامرها ما يلي ..." :وحيث
يختص القاض ي إلاستعجالي ...وإلايقاف املوقف إلجراءات تحصيل الديون الضريبية كلما توفر
هكذا وقد ألزمت املادة 71من املدونة كال من املوثق والعدل وكل شخص آمر يقوم مقام
توثيقه في حالة إنتقال ملكية عقار ،أن يطلب إلادالء بشهادة مسلمة من قطاع التحصيل الضريبي
تفيد أداء الرسوم والضرائب املتعلقة بالعقار موضوع التفويت برسم السنة الجارية وكذا السنوات
الباقية تحت طائلة ترتيب املسؤولية القضائية عوض املدينين املباشرين باألداء ،كما أوجبت املادة
211من املدونة ألاشخاص الحائزين ألموال املدين من متصرفين املوثقين ومتصرفين الشركات
وكتاب الضبط وألاعوان القضائيين واملحاسبين واملؤسسات البنكية بأداء الديون العمومية
الواجبة على املدينين املباشرين قبل تسليمها إياهم إما تلقائيا أو بناء على طلب ،ولو مع وجود
215
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تعرض من طرف املدعي أو الغير ما لم يكن يتعلق بأصحاب إلامتياز املنصوص عليهم بالفصل 211
وينص الفصل 211من نفس القانون على أنه ال يمكن إلزام ألاغيار الحائزين املودع لديهم
املشار إليهم في املادتين 211و 212بنفس الطريقة املستعملة ضد امللزمين أنفسهم لدفع املبالغ
املوجودة لديهم واملتمتعة بإمتياز الحزينة –املحاسب املكلف بالتحصيل -بإستثناء اللجوء إلى
يقول ألاستاذ دمحم قصري " من املسلم أن إلاشعار للغير الحائز يعتبر إجراء من إجراءات
تحصيل الدين العمومي املنصوص عليه في القانون ،11/79وهو بذلك يخضع ملبدأ تدرج
املتابعات املنصوص عليها باملادة 07من هذا القانون ،وال يجوز للقابض املالي املكلف
بالتحصيل أن يلجأ إلى مسطرة إلاشعار للغير الحائز إال بعد توجيه إشعار بدون صائر وتبليغ
إلانذار القانوني بوسائل التبليغ املنصوص عليها بالقانون 11/79املتعلق بتحصيل الديون
العمومية." 1
فاملادة 217نصت على ما يلي على ما يلي" :يختص رئيس املحكمة إلابتدائية وحده بالبت
بصفته قاضيا للمستعجالت كلما توفر عنصر إلاستعجال في الصعوبات املتعلقة بتنفيذ حكم أو
سند قابل للتنفيذ أو ألامر بالحراسة القضائية أو أي إجراء آخر تحفظي سواء كان النزاع في
الجوهر قد أحيل على املحكمة أم ال ،باإلضافة إلى الحاالت املشار إليها في الفصل السابق والتي
216
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يمكن لرئيس املحكمة إلابتدائية أن يبت فيها بصفته قاضيا للمستعجالت" وباإلحالة على نص
املادة 211من ق.م.م فإن املطالب يمكنه أن يرجع للقضاء إلاستعجالي متى توفرت الشروط املشار
إليها في نفس املادة 1التي تخول له ذلك ،ففي إطار املنازعات الجبائية خصوصا الطلبات الوقتية
املقدمة أمام قاض ي املستعجالت إلاداري ،فإن شرط عدم املساس بالجوهر يقتض ي من القاض ي أن
ال يغور في املوضوع وال يحسم في الوثائق املثبتة للحق أو النافية له ،بل يتفحص فقط ظاهرها إلى
الحد الذي يلتمس من خالله جدية النزاع للبت في الطلب قبوال أو رفضا ،وفي مجال إلاشعار للغير
الحائز فاملطالبة لرفع هذا الحجز ،فقد صدرت عدة قرارات عن الغرفة إلادارية بمحكمة النقض
تعتبر قاض ي املستعجالت غير مختص في هذا الطلب ملساسه بما يمكن أن يقض ى به في الجوهر،
واملحكمة إلادارية فقد سارت على نفس املنوال فمن خالل القرار الصادر عن محكمة الاستئناف
إلادارية بالرباط " حيث يعيب الطرف املستأنف ألامر املستأنف بخرقه ملقتضيات املادة 19من
قانون 31/01املنظم ملهنة املحاماة بأن أداءات املحامين يديرها مجلس الهيئة ولخرقه املادة
101من مدونة تحصيل الديون العمومية لعدم إحترام الدعوى الحالية ملقتضيات هذه املادة
وأن رفع الحجز ليس إجراءا وقتيا مما يجعل قاض ي ألامور املستعجلة غير مختص للبت في
الطلب.
لكن حيث من جهة لم يثبت من ظاهر وثائق امللف ما يفيد تفعيل مقتضيات املادة 19من
قانون 31/01املحتج بها يكون هيئة املحامين التي ينتمي إليها املستأنف عليه هي من جهة تتكلف
بالودائع و أداءات املحامين ،ومن جهة أخرى فإن الشهادة الصادرة بتاريخ 01/39/0337عن
217
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
البنك املغربي للتجارة الخارجية تتضمن بان حساب الزبناء تحت رقم .311
بتاريخ 17/36/0311ومن تم الش يء في القانون يمنع القاض ي إلاداري لألمور املستعجلة دون أن
يشكل تدخله مساسا باملوضوع من حماية املراكز القانونية لألطراف إذا كانت واضحة وذلك
بالتدخل إلرجاع ألامور إلى نصابها بعد تحقق عنصر إلاستعجال للحد من مفعول إلاجراء املتخذ
لدرء الخطر الذي يهدد الحق املراد حمايته املتمثل في ودائع الزبناء الذين ال عالقة لهم بالدين
الضريبي الذي بوشر إلاجراء بسببه الش يء الذي تبقى معه أسباب إلاستئناف املثارة غير مرتكز
على أساس وألامر املستأنف صائبا وواجب التأييد وقد قضت املحكمة بقبول إلاستئناف وتأييد
1
الحكم املستأنف".
وإذا كان للملزم الحق في مراجعة القضاء إلاستعجالي لرفع التعرض على أمواله التي بين
يدي الحائز فإن من واجبه أن يرفع دعوى في املوضوع للمنازعة في وجود إلالتزام أو في مبالغ الدين
أو في إستحقاقه أو في أي سبب آخر متعلق بالوعاء أو بشكلية إلاجراء ،2وبالرجوع إلى نص املادة
217فالصياغة غير مفهومة أن كان على امللزم أن يلجأ إلى القضاء إلاستعجالي أم إلى قضاء
املوضوع ،و قد دأب العمل القضائي على تنفيذ ألاوامر والقرارات التي يصدرها في مجال إلايقاف
على رفع دعوى في املوضوع داخل أجل يحدده حتى ال تفقد هذه ألاوامر والقرارات طبيعتها املؤقتة،
وهو ما يجعل امللزم مخيرا بين إحتمالين وهما املنازعة إما في الوعاء أو في شكلية إلاجراء ،حيث إن
218
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ألاولى تنصب على وجود إلالتزام الضريبي من جهة والتي تعني املنازعة في وجود الواقعة املنشئة
للضريبة وفي حالة ما إذا كان النشاط قد توقف ففي هذه الحالة يعفى املطالب من سلوك مسطرة
التظلم إلاداري ومن تقديم الضمانات ،وبالتالي يحق للملزم اللجوء إلى املحكمة للمطالبة برفع
التعرض على أمواله وللمطالبة بإبطال إلالتزام موضوع إلاشعار للغير الحائز ،ومن جهة ثانية فقد
أما املنازعة في شكلية إلاجراء فهي تتمحور حول عدم توفر الشروط الالزمة للقيام باإلشعار
للغير الحائز ،والتي قدم بعضا منها القضاء كعدم إلاشارة إلى طبيعة الدين والذي يجب أن يكون
دينا ممتازا وأن يكون مستحقا ،ليتمكن الحائز من دفع املسؤولية عنه على إعتبار أن أحكام
وبالتالي يمكننا أن نخلص إلى أن إلاشعار للغير الحائز يثير عدة إشكاالت قانونية لعل أهمها
تحديد طبيعة املنازعة فيه ،حيث إنها يمكن أن تكون وقتية ،وبالتالي يكون إلاختصاص لقاض ي
املستعجالت ،أو أن تكون املنازعة موضوعية أي بالبت فيها من طرف قضاء املوضوع.
إن إلاشعار للغير الحائز إذا تم إعتباره حجزا تنفيذيا على أموال املدين ،ففي هذه الحالة
يسعى القاض ي إلى البحث في مدى مشروعيته على ضوء مدونة تحصيل الديون العمومية وبالتالي
الخوض في منازعة موضوعية وبالتالي الاختصاص يكون ملحكمة املوضوع ملا في ذلك من مساس
بجوهر النزاع بالرغم من توافر حالة إلاستعجال املتمثلة في ألاضرار الالحقة لإلجراء ،وفي هذا
الخصوص صدرت عدة قرارات عن الغرفة إلادارية ملحكمة النقض " يعتبر إلاشعار للغير الحائز
219
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الذي أوقعه القابض إجراءا من إجراءات التحصيل وأن القول بعدم تطابقه مع القانون شكل
منازعة موضوعية تمس جوهر الحق الذي يخرج عن نطاق إختصاص قاض ي املستعجالت ،وأن
ألامر املستأنف حينما إعتبر أن الحجز املذكور مخالف للمادة 310من مدونة التجارة وقض ى
برفعه على هذا ألاساس يكون قد تجاوز حدود إختصاص قاض ي املستعجالت نظرا ملساسه
بجوهر الحق فيكون بذلك غير مصادف للصواب ويتعين إلغاؤه والتصريح من جديد بعدم
1
إختصاص قاض ي املستعجالت للبت في الطلب".
أما املحكمة إلادارية بالرباط من خالل أمر إستعجالي فقد إعتبرت أن " قاض ي
املستعجالت له الحق أن يقبل املطالبة بإيقاف إجراءات تنفيذ الدين العمومي كإجراء وقتي إلى
غاية البت إداريا أو قضائيا في جوهر النزاع في إطار القواعد العامة لإلستعجال وحيادا على
ضوابط إيقاف ألاداء والتنفيذ املنصوص عليه في املادتين 119و 111من مدونة تحصيل
الديون العمومية متى توافرت في الطلب حالة إلاستعجال بمفهوم الضرر الذي يصعب تدارك
نتائجه بعد التنفيذ ،وجدية السبب بمفهوم املنازعة في صفة امللزم كخاضع للدين العمومي أو
في مسطرة فرضه أو تحصيله آلايلة بحسب الظاهر إلى إلغاء وعاء الدين العمومي أو مسطرة
تحصيله موضوعا 2".وهو ما يعني أن املحكمة تعتبر أن إلاختصاص يعود للقضاء املستعجل لرفع
الحجز املضروب على الحساب البنكي بواسطة إلاشعار للغير الحائز لكونه يتميز بطابع إلاستعجال
وال يتعلق باملنازعة في املوضوع ،وذلك للحد من الخطر املحدق بامللزم ولصيانة حقه.
220
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
وفي توجه آخر فقد إستند البعض على مقتضيات املادة 1211من القانون 21/79والتي
تنص صراحة إلى ضرورة املرور من مسطرة الطعن إلاداري قبل اللجوء إلى القضاء إلاستعجالي،
حيث جاء في قرار عن محكمة الاستئناف إلادارية بالرباط ما يلي ":حيث ملا كان من الثابت أن
املقال إلاستئنافي مرفوع من طرف املديرية العامة للضرائب وموقع من طرف رئيس مصلحة
الشؤون القضائية ووفقا ألحكام املادة 111من قانون املسطرة املدنية واملادة 066من املدونة
العامة للضرائب فإنه ال أساس ملا تمسك به املستأنف عليهم مما يتعين معه رد الدفع املثار.
في الوسيلة ألاولى :املتعلقة بخرق مقتضيات املادة 611من قانون الالتزامات والعقود
حيث ملا كان الثابت أنه وإن كان ألاصل في ألاحكام وألاوامر الصادرة في القضايا إلاستعجالية أنها
ال تحوز حجية ألامر املقض ي بإعتبارها وقتية وال تؤثر في أصل املوضوع فإنه ليس معنى هذا جواز
إثارة النزاع الذي فصل فيه قاض ي ألامور املستعجلة من جديد متى كان مركزالخصوم هو نفسه
والظروف التي إنتهت بالحكم هي بعينها ولم يطرأ عليها أي تغيير فإن الثابت من ظاهر املستندات
أن ألامر إلاستعجالي املتمسك به الصادر في امللف رقم 000/1/10القاض ي بعدم قبول الطلب
مؤسس على عدم تقديم دعوى املوضوع وكان الثابت أن الطلب الحالي الصادر فيه ألامر
221
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املستأنف قض ى بقبول الطلب إلستيفائه للشرط املذكور فإنه ال أساس للدفع بأسبقية البت
في الوسيلة املتعلقة بخرق مقتضيات املادة 060من املدونة العامة للضرائب:
حيث ملا كان الثابت أنه وبموجب املادة 060من املدونة العامة للضرائب أنه بالرغم من جميع
ألاحكام املخالفة ال يمكن إيقاف تنفيذ تحصيل الضرائب والواجبات والرسوم املفروضة إثر
مراقبة ضريبية إال بعد وضع الضمانات الكافية املنصوص عليها في املادة 111من
القانون 11/79بشأن مدونة تحصيل الديون العمومية وكان الثابت من ظاهر املستندات أن
الضريبة املأمور بإيقاف إجراءات تحصيلها تتعلق بالضريبة على الدخل "ألارباح العقارية"
الناتجة عن عملية تفويت عقار محفظ برسم سنة IRF0331جدول 13133311وأن عملية
الفرض تمت في إطار الفرض التلقائي حسب ما تدعيه املستأنفة وكان الثابت من ظاهر
مستندات القضية املستأنف عليهم أدلوا بتصريحهم بالبيع يتعلق بالضريبة العامة على الدخل
IGRجدول 63133300وكذا وصل أداء يتعلق بها مؤرخ في 10ماي 0337وهي وثائق ال تخص
الضريبة املأمور بإيقاف إجراءات تحصيلها فضال على أن الشهادة إلادارية املتعلقة بالتسجيل
في الضريبة املؤرخة في 03يوليوز 0311هي في اسم السيد فالن وحده وان البيع أساس الضريبة
وحيث تأسيسا عليه يكون طلب إلايقاف املؤقت إلجراءات تحصيل الضريبة موضوع الجدول
رقم 13133311طلبا غير جدي ،وأن ألامر املستأنف بإستجابته له يكون غير مصادف للصواب
222
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ألامر الذي يتعين معه التصريح بإلغائه والحكم تصديا برفض الطلب وإبقاء الصائر على
1
رافعيه".
إال أنه وبالنظر إلى شروط قيام إلاستعجال فإننا نصل إلى أن هذه املادة تتعارض كليا مع
مقتضيات املادتين 229و 228من نفس القانون ،حيث في هذه الحالة يكون النزاع من إختصاص
وبالنظر إلى موقع مسطرة إلاشعار للغير الحائز بين إجراءات التحصيل ألاخرى فهي ألاخرى
يسري عليها مبدأ تدرج املتابعات املنصوص عليه في مدونة تحصيل الديون العمومية ،ملا يترتب عن
ذلك من أثار قانونية بخصوص إيقاف إجراءات تنفيذه أمام القضاء إلاستعجالي والقضاء ببطالنه
موضوعا ،حيث إن املحاسب املكلف بالتحصيل محاصر بضرورة إحترام إلاجراءات السابقة لهذا
2
إلاجراء وهي توجيه إلاشعار بدون صائر وتبليغ إلانذار القانوني بطريقة صحيحة.
إال أن التساؤل الذي يطرح بهذا الخصوص هو هل خول املشرع للمحاسب املكلف
بالتحصيل الشروع في إجراءات الحجز لدى الغير بمجرد إستيفاء هذه الشروط وبمجرد إستصدار
3
بهذا الخصوص ذهبت املحكمة إلادارية بالدار البيضاء من خالل أمر لها إلى ما يلي:
223
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
"وحيث إن إستصدار أمر بإيقاف إجراءات تحصيل الدين الضريبي املنازع فيه لغاية البت
النهائي في الجوهر أو بأمر قضائي أضحى نهائيا بعد تأييده بمقتض ى قرار إستئنافي عدد 11بامللف
0/31/171مؤداه عدم جواز اتخاذ أي إجراء من إجراءات التحصيل الجبري في مواجهة الطالبة
عن طريق مسطرة إلاشعار للغير الحائز بخصوص ذات الدين تحت طائلة إعتباره الغيا بإعتبار
أن ألاحكام القضائية القابلة للتنفيذ تسمو على القاعدة القانونية وعلى كل إجراء من
إلاجراءات إلادارية ،مما يبقى معه مسطرة إلاشعار للغير الحائز الواقعة على حسابات العارضة
مما يجعلنا نستبين أنه في حالة ما لم يتوفر شرط عدم املساس بجوهر النزاع ،فإن
إلاختصاص يرفع عن قاض ي املستعجالت وهو ما أكده العمل القضائي من خالل قرارات املحاكم
إلادارية ومحكمة إلاستئناف ومحكمة النقض ،لكن في الوقت نفسه فقد أضاف القضاء أنه في
حالة إذا كانت املراكز القانونية لألطراف واضحة إزاء الحجز ،فإن القاض ي إلاستعجالي يمكن أن
يتدخل لحماية تلك املراكز باإلستجابة لرفع طلب الحجز املفروض على أموال املطالب في إطار
1
مسطرة إلاشعار للغير الحائز.
وبالتالي يتبين بأن املطالب يمكنه أن يطلب حماية قضائية على أمواله من القاض ي
224
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إن القانون الضريبي يقوم على عدة مبادئ وقواعد قانونية تتجاهل في أغلبها القواعد
املعمول بها في إطار القانون املدني بإعتباره الشريعة العامة ،وفي نفس آلان فهو ينظم العالقة بين
امللزمين وإلادارة الضريبية ،حيث يفرض قواعد خاصة للطريقة التي يتعين التعامل بها مع الطعن
القضائي في مجال النزاعات الضريبية ،فاألحكام العامة التي تنص عليها املسطرة املدنية هي نفسها
التي تطبق في هذا الصدد ،إال فيما يتعلق بالتشديد على ضرورة إستنفاذ جميع املراحل واملقتضيات
ووسائل الطعن إلادارية قبل أن يلجأ إلى القضاء ،وأيضا إلزام الطرفين معا بإحترام الشروط
فمن خالل هذا الفصل حاولنا الوقوف على مظاهر والية القضاء إلاستعجالي في مادة
املنازعات الضريبية والدور املنوط به بهذا الخصوص ،باإلضافة إلى إلاشكاالت التي تثار غداة البت
في هذه القضايا ،خاصة أن مدونة تحصيل الديون العمومية يكتنفها الكثير من الغموض الذي
بالضرورة يفض ي إلى سوء التأويل ،مما فتح املجال أمام القضاء إلاداري ليقول كلمته في املجال
خصوصا وأن هذا ألاخير قد تلقى إرثا غنيا من إلاجتهادات القضائية التي صاغتها املمارسة اليومية
للقضاء العادي على مدى عقود من الزمن ،من خالل ما إستجمعه من أحكام ومقررات المست
الشروط ألاساسية للولوج لهذا النوع من القضاء نخص بالذكر جدية النزاع وإلاستعجال وتقديم
الضمانات الكافية.
225
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ولعل أهم مؤشر يمكن أن تتوضح من خالله والية القضاء إلاستعجالي في مادة إيقاف
تنفيذ الدين الضريبي يكمن في التعديل الذي جاءت به السلطة التشريعية في الفقرة الخامسة من
املادة 111من املدونة العامة للضرائب ،حيث إن املشرع عمل على التعامل مع القضاء بالنص
القانوني من أجل تقنين تدخل هذا ألاخير في منازعات التحصيل ،غير مدرك بأنه في الوقت نفسه
قد شرعن إجراءا عمل القضاء جاهدا من أجل تفعيله ،لينص بعد ذلك من خالل املادة 229من
مدونة تحصيل الديون العمومية على مجموعة من الشروط التي تخول للمطالب إمكانية مطالبته
وفيما يخص شرط الضمانة فهو ال يتوافق مع املنطق ،وهو ما أكده القضاء بحيث دعا إلى
أنه يجب النظر إلى جدية النزاع وليس إلى واقعة ألاداء ،ليكون بذلك قد سار على نفس املوقف
الذي سار عليه املشرع الفرنس ي الذي لم يعطي للضمانة أهمية قصوى ولم يجعل منها محل نزاع.
ولئن كان عدم تنظيم إيقاف تنفيذ الدين الضريبي بقوانين موحدة ،سيؤدي حتما إلى فتح
املجال للمحاكم إلادارية للعمل بشروط غير موحدة ،وبالتالي إدخال امللزم في دوامة تنازع
إلاختصاص بين املحاكم من ناحية ،ومن ناحية ثانية عدم توحد شروط العمل بين مختلف محاكم
226
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الدولة ،مما يعني إنعدام العدالة الجبائية ،وهو الش يء الذي إقتض ى ضرورة تدخل محكمة النقض
لتوحيد هذه الشروط بحيث حددتها في شرط الجدية وإلاستعجال وتقديم الضمانة.
227
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
خاتمة عامة
إن الدين الضريبي يتميز بطابع ألاداء الفوري ،حيث إن أي فرض ضريبي يعقبه مباشرة
تنفيذ إستخالص هذه الضريبة ،وقد أعطى املشرع املغربي لإلدارة الضريبية في شخص الخازن
العام مسؤولية تحصيل هذا الدين ،وفي املقابل أكد على ضرورة أن يتم ذلك وقفا لإلجراءات
والشروط التي حددتها مدونة تحصيل الديون العمومية ،وإيمانا منه بعدم نجاعة املسطرة إلادارية
لم يحدد املشرع آجاال للملزم لعرض النزاع على القضاء ،كما هو الشأن بالنسبة للمنازعة في الوعاء
الضريبي ،إذ أبقى ألاجل مفتوحا أمام امللزم لرفع قضيته على القضاء إلاداري.
فبالرجوع للمقتضيات القانونية املؤطرة ملوضوع إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ،نجد بأنه
تجسده املادة 229من مدونة تحصيل الديون العمومية واملادتين 27و 11من القانون املحدث
للمحاكم إلادارية واملادة 111من املدونة العامة للضرائب ،فرغبة منه في تقنين وتنظيم هذا إلاجراء
وضع املشرع مجموعة من الشروط الشكلية واملوضوعية ،ليتمكن من رفع دعوى إيقاف التنفيذ
أمام القضاء ،أهمها شرط إلاستعجال وشرط جدية املنازعة ،مما يطرح إشكاالت عديدة تتمثل
أما املشرع الفرنس ي قد وصل إلى درجة متقدمة في تنظيم هذا إلاجراء ،فقد تطرق له بصفة
مباشرة وصريحة من خالل الفصل ألاول من L521من قانون العدالة إلادارية والذي خول الحق
للمدين طلب تدخل قاض ي املستعجالت لوقف تحصيل الدين الضريبي ،والفصل L532-3والذي
228
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
يخول للملزم أن يلجأ لقاض ي املستعجالت كمرجع طعن في إطار الفصل L277من كتاب املساطر
الجبائية الفرنس ي ليقدر كفاية الضمانات ،باإلضافة إلى أنه حلل امللزم من عبء إلاثبات.
وإيمانا منه بالدور الرقابي الفعال الذي يلعبه القضاء من أجل إلغاء قرارات إلادارة متى
شابها عيب من العيوب تجعلها غير مشروعة ،أعطى املشرع للملزم الحق في اللجوء إليه من أجل
حماية حقوقه ،بحيث يكون فيها امللزم وإلادارة في كفين كخصمين ال يمكن ألحدهما التعسف على
آلاخر ويبقى لكل واحد منهما إيجاد الحلول املناسبة إلنقاذ نفسه ،فاملشرع بجعله املواطن شريكا في
تدبير املال العام عليه أن ال يجعل منه مجرد رقم لهوية جبائية ملدين بأموال الدولة ،بل يجب أن
ينصبه كذلك عضوا فاعال في جباية الدين الضريبي يعي حقوقه وإلتزاماته وأن كل تخلف من مدين
سيفض ي بالضرورة إلى إعادة توزيع عبئه بين الجميع فيزيد بذلك من أعبائهم ،وبالتالي فاملشرع عليه
أن يكرس ثقافة املواطنة الحقة والشعور باإلنتماء مع ما يرتبط معهما من حقوق وإلتزامات bon
فالقاض ي إلاداري أصبحت له جرأة كبيرة بأن أصبح يتصدى لقرارات إلادارة في إطار مبدأ
املشروعية ،وبالشكل الذي يوازي بين إلامتياز الذي تملكه إلادارة من أجل تحقيق املصلحة العامة
وبين مصلحة ألافراد الخاصة ،الش يء الذي يجعل من نظام إيقاف تنفيذ القرار الضريبي الذي
نصت عليه املادة 11من قانون 71-12حماية حقيقية للمخاطبين بالقرارات إلادارية كلما توافرت
شروط الحكم بذلك ،فبإحصائنا مللفات منازعات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي باملحكمة إلادارية
بالدار البيضاء خالل الفترة ،1121-1121وجدنا بأن 11%من الطلبات التي تبت فيها املحكمة
تكون لصالح امللزم ،وهي نتيجة معبرة جدا عن فعالية هذا النظام والجدوى منه واملتمثلة في حماية
229
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املدين من تعسف إلادارة باألساس ،أما من ناحية ثانية قد تبين لنا ضعف الخلية القانونية لإلدارة
الضريبية التي تسهر على متابعة الدعاوى أمام املحكمة إلادارية ،ولعل أهم أسباب ذلك ضعف
تكوين هذه ألاطر وعدم إنتقاء املهارات الالزمة للقيام بالدور املنوط بهم على أحسن وجه ،باإلضافة
إلى أن هناك بعض املحاسبين ال يزالون متمسكين بحرفية بعض إلاجراءات ويدافعون عنها بشكل
رهيب وال يواكبون إلاجتهادات القضائية ،رغم أن القضاء املغربي حاول سد الكثير من الثغرات
وإزالة اللبس الذي كان يعم نصوص مدونة التحصيل ،الش يء الذي يؤدي بالطبع إلى تضييع مبالغ
واملنازعة في إيقاف تنفيذ الضريبية تصادفها مجموعة من املشاكل التي من شأنها تغيير
عدم وجود قاض ي جبائي مختص ،متكون تكوينا دقيقا يتالءم والتقنية التي تتميز بها
املنازعات الضريبية؛
ومن خالل تفحصنا لتقرير املجلس ألاعلى للحسابات لسنة ،1122وجدنا بأن قضاتهم قاموا
بتحليل عينة من ألاحكام والقرارات املحتفظ بها لدى املديرية العامة للضرائب وقد خلصوا إلى أن
230
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
تحديد أطراف كل نوع من أنواع املنازعات بشكل ال لبس فيه وال غموض؛
وفي الختام وبعد إلاطالع على مختلف الجوانب القانونية والقضائية املتعلقة بهذا النظام
سنعمل على إقتراح مجموعة من التوصيات التي نأمل أن يتفطن لها املشرع من أجل املض ي قدما
بهذا إلاجراء وجعله أدالة فعالة لحماية امللزم من ناحية ،وتحصيل ديون الدولة من ناحية أخرى:
ضرورة تقرير املشرع لنظام إيقاف التنفيذ بنص تشريعي واضح وصريح يقوم على
يجب على املشرع أن يحسم في إلاختصاص للقضاء إلاستعجالي ألن املادة 106تضع
231
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
إعادة النظر في املادة 060فيما يخص حظر إيقاف تنفيذ الديون املترتبة عن مراقبة إال
يجب أن ال يضع املشرع أداء الضريبة شرطا من أجل إقامة دعوى إيقاف تنفيذ الدين
يجب عليه ( كما جاء في التشريع الفرنس ي) أن ال يعطي للضمانة أهمية كبرى وأن ال
يجعل منها محل نزاع ،في حالة ما إذا تقدم امللزم بعرضها على أنه عازم على تكوينها مع
سير إلاجراءات ،ألنه في كل ألاحوال ليس عليه أن يكونها قبل أن يقبل طلبه شكال ،مما
يعني أن املحاسب عليه أن يوقف ألاداء بشكل قانوني متى طلب امللزم ذلك.
ليبقى التساؤل املطروح في ألاخير هو ما تفسير التناقص املالحظ في عدد قضايا إيقاف التنفيذ؟ هل
هو مؤشر على تطور إلادارة الضريبية؟ أم هو مؤشر على إنتشار الوعي الجبائي بين امللزمين؟ أم هو
ونرجو من هللا عز وجل أن يعيننا على تدارك النقص الذي شاب هذا البحث في بحوثنا
القادمة.
232
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
امللحق
233
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الئحة املراجع
الكتب:
الكتب العامة
احميدو اكيري و دمحم محجوبي" :املفوض امللكي و مهامه لدى املحكمة إلادارية" مطبعة
أدولف ريبولط" :املسطرة املدنية في شروح" ،تعريب إدريس ملين ،منشورات جمعية
الحسن كثير" :التبليغ في املادة الجبائية على ضوء التشريع الجبائي و إلاجتهاد القضائي"
الكزبري مأمون" :نظرية إلالتزامات في ضوء قانون إلالتزامات والعقود املغربي" ،الجزء
ألاول ،مصادر إلالتزامات ،مطبعة دار القلم بيروت ،الطبعة الثالثة .2791
رزق هللا أنطاكي" :أصول املحاكمات في املواد املدنية والتجارية" ،منشأة املعارف
234
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
سعاد بنور" :العمل القضائي في املادة الجبائية دراسة تحليلية قانونية،فقهية وقضائية
مع أحدث إلاجتهادات القضائية الصادرة عن املجلس ألاعلى" دار القلم للطباعة والنشر
- سعيد جفري" :تدبير املالية العمومية باملغرب" مطبعة أوماكراف سطات ،الطبعة ألاولى
.1117
عبد هللا حداد" :القضاء إلاداري على ضوء القانون املحدث للمحاكم إلادارية"
عبد العزيز توفيق" :شرح قانون املسطرة املدنية والتنظيم القضائي" الجزء الثاني –
الضريبية على أسس فرض الضريبة وإحتسابها) ،مطبعة دار النشر املغربية الدار
البيضاء .2779
عبد الكريم الطالب" :الشرح العملي لقانون املسطرة املدنية" ،املطبعة والوراقة
دمحم شكيري" :التشريع الضريبي املغربي ،قانون الضريبة على القيمة املضافة -قانون
الضريبة على الشركات –قانون الضريبة على الدخل – وفق التعديالت لقانون املالية
235
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
دمحم علي راتب" :قضاء ألامور املستعجلة" ،الجزء ألاول ،نشر عالم الكتب القاهرة الطبعة
السادسة.
دمحم قصري" :املنازعات الجبائية املتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء
للعلوم والتقنيات الضريبية ،طوب بريس الرباط العدد ألاول يناير .1121
الكتب املتخصصة
جهد كان حجيبة" :تحصيل الديون الضريبية بين قانون املسطرة املدنية وخصوصيات
حسن الرميلي " :إلاكراه البدني على ضوء التشريع املغربي واملقارن" ،نشر البديع
خميس السيد إسماعيل" :موسوعة القضاء إلاداري-دعوى إلالغاء ووقف تنفيذ القرار
إلاداري وقضاء التنفيذ وإشكاالته والصيغ القانونية أمام مجلس الدولة مع املبادئ
العامة للقضاء املستعجل طبقا ألحدث التعديالت" -دار محمود للنشر والتوزيع -مصر
.1111
236
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
رشيد وهابي وعبد اللطيف أمسادر" :القضاء الرئاس ي وقضاء ألامور املستعجلة
باملغرب خالل ثمانين سنة" ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء الطبعة ألاولى.1121 ،
عبد هللا بونيت" :إيقاف تنفيذ القرار إلاداري على ضوء إلاجتهاد القضائي املغربي
عبد الرحمان أبليال ورحيم الطور " :تحصيل الضرائب والديون العمومية على ضوء
عبد اللطيف هداية هللا" :القضاء املستعجل في القانون املغربي" ،مطبعة النجاح
عبد الغني خالد" :املسطرة في القانون الضريبي املغربي" ،مطبعة دار النشر املغربية عين
عزمي عبد الفتاح" :قواعد التنفيذ الجبري" دار الفكر العربي القاهرة .2771
دمحم السماحي" :مسطرة املنازعة في الضريبة" مطبعة أبي رقراق للطباعة والنشر
دمحم مرزاق وعبد الرحمان أبليال" :املنازعات الجبائية باملغرب بين النظرية والتطبيق"،
عصمت عبد هللا الشيخ" :جدوى نظام وقف تنفيذ القرارات إلادارية في تحقيق التوازن
237
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
صبري دمحم السنوس ي" :إلاجراءات أمام القضاء إلاداري" ،دار النهضة العربية كلية
يونس الزهري" :الحجز التنفيذي على العقار في القانون املغربي الجزء ألاول" ،املطبعة
احمد حضراني " :النظام الجبائي املحلي على ضوء التشريع املغربي واملقارن" أطروحة
لنيل دكتوراه الدولة في القانون العام – جامعة الحسن الثاني – كلية العلوم القانونية
الخزينة" ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق –كلية الحقوق –الرباط اكدال-جامعة دمحم
عبد الرحيم حزيكر" :إشكالية تحصيل الضرائب باملغرب ،محاولة في التأصيل والبحث
في سبيل تحقيق التوازن بين إمتيازات إدارة التحصيل وضمانات امللزم" أطروحة لنيل
238
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الدكتوراه وحدة املالية العامة ،جامعة الحسن الثاني ،كلية الحقوق الدار البيضاء -1112
.1111
عبد القادر مساعد" :القضاء إلاداري ضمانة للحقوق والحريات" أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق اكدال الرباط ،السنة الجامعية .1111
دمحم بيصة" :املنازعة في قرارات املنازعة في قانونية قرارات إلادارة املكلفة بفرض الضريبة
بين دعوى إلالغاء وطعون القضاء الشامل" ،أطروحة لنيل الدكتوراه ،جامعة الحسن
رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون الخاص كلية الحقوق سطات،
سعيد العمري" :إيقاف تنفيذ الديون العمومية أمام القضاء إلاداري" ،رسالة لنيل
دبلوم املاستر في القانون الخاص –جامعة القاض ي عياض -مراكش .1122- 1121
عبد هللا نشيط" :املنازعات الجبائي أمام القضاء إلاداري" ،بحث لنيل شهادة املاستر
عبد الرحيم بشكار ":إيقاف الدين الضريبي في املنازعة الجبائية"رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا املعمقة في القانون العام ،جامعة دمحم الخامس اكدال-الرباط.1119 -
239
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
علوش ي عبد الناصر" :إيقاف إجراءات تحصيل الديون العمومية أمام القضاء
إلاستعجالي" ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في قانون املنازعات ،جامعة موالي إسماعيل كلية
فاطمة الزهراء ايت الستر ":إلاشعار للغير الحائز كآلية من آليات التنفيذ الجبري للديون
العمومية" رسالة لنيل دبلوم املاستر جامعة القاض ي عياض مراكش ،السنة الجامعية
.1121-1122
ملياء رافع " املنازعة في تحصيل الضريبة بين النظرية والتطبيق" رسالة لنيل دبلوم ماستر
قانون ألاعمال ،جامعة القاض ي عياض ،كلية العلوم القانونية الاقتصادية والاجتماعية –
دمحم أمين راسيمي" :القضاء إلاداري إلاستعجالي في املادة الضريبية" رسالة لنيل دبلوم
مريم أيت بوسلهام" :إلاكراه البدني كإجراء استثنائي لتحصيل الديون العمومية
(مقاربة قانونية-قضائية)" رسالة لنيل دبلوم املاستر جامعة الحسن ألاول سطات –
مريم لفريد" :املنازعات الضريبية في مجال التحصيل" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا
املعمقة ،جامعة الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية الاقتصادية والاجتماعية عين الشق
240
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
ياية زين العابدين" :مسطرة الحجز على ضوء مدونة التحصيل" ،رسالة لنيل دبلوم
املاستر قانون عام ،جامعة الحسن ألاول –سطات -السنة الجامعية .1122
إبراهيم زعيم" :مسطرة وقف التنفيذ ومسطرة الاستعجال في املادة إلادارية ،أي ترابط
الحسن سيمو" :إلاجراءات املتبعة أمام القضاء إلاستعجالي"" ،في إلاجراءات املتبعة
أمام املحاكم إلادارية" .منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية سلسلة
حسن العفوي" :املنازعة في الضريبة أمام القضاء بين التأسيس والتحصيل" مقال
املجلس ألاعلى "الرباط يومي 21و 22ماي إحتفاءا بالذكرى الخمسينية لتأسيس املجلس
ألاعلى.
241
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
حسن صحيب" :القضاء إلاداري املغربي" ،منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية
حلمي نفطاطة وسمير نور" :إيقاف تنفيذ إجراءات على ضوء العمل القضائي والتشريع
عبد هللا العبوني" :مسطرة بطالن إجراءات التبليغ في ضوء العمل القضائي املغربي"
عبد الرحمان أبليال" :ألاوامر القضائية املتعلقة بوقف تنفيذ التحصيل الجبري للديون
اجتهادات املجلس ألاعلى" ،نشر جمعية التكافل الاجتماعي لقضاة وموظفي املجلس ألاعلى،
عبد الرحيم حزيكر " :نحو تشريع ضريبي يؤسس لتواصل جيد" ،مجلة القصر ،العدد
22يناير .1114
عبد العالي مجبر " :طلبات إيقاف النفاذ املعجل وإيقاف التنفيذ أمام محكمة
عبد الغني خالد" :ضمانات تحصيل الدين الضريبي " ،مقال منشور بدفاتر املجلس
ألاعلى في الندوة الوطنية حول موضوع :إلاشكاالت القانونية والعملية في املجال الضريبي
،عدد .1122/24
242
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
عبد اللطيف العمراني ومراد الخروبي" :إلاصالح الجديد في ميدان تحصيل الضرائب
والديون العمومية" ،منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية عدد 11/1111
عزيز بودالي " :إيقاف تنفيذ القرارات إلادارية" ،م.م.إ.م.ت ،سلسلة دراسات ،العدد -21
عبد هللا درميش" :موقع القضاء إلاستعجالي من القضاء بصفة عامة" مقال منشور
بمجلة ندوة القضاء املستعجل التي نظمها املركز العربي للبحوث القانونية والقضائية
دمحم البخاري" :مسطرة تطبيق إلاكراه البدني لتحصيل الديون العمومية على ضوء
مدونة تحصيل الديون العمومية" منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية،
دمحم املقريني" :املنازعات الضريبية في مرحلة التحصيل -التعرض على املتابعات وفقا
للقانون رقم ،"11.79أعمال الندوة الوطنية حول "املنازعات الضريبية 1 -1دجنبر 1117
دمحم النجاري" :مهام رئيس املحكمة إلادارية بين النظرية والتطبيق" ،مقال منشور بنشرة
243
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
دمحم النجاري " طلبات إيقاف مسطرة استخالص الديون العمومية على ضوء مدونة
التحصيل الجديدة" ،املجلة املغربية لإلدارة املحلية للتنمية ،عدد مزدوج 11/11عن
دمحم النجاري" :تساؤالت حول اختصاص املحاكم إلادارية في مسطرة منازعات تحصيل
الضرائب على ضوء املدونة الجديدة" ،دراسة منشورة ضمن منشورات املجلة املغربية
دمحم الوزاني" :دور القضاء إلاداري في تحقيق التوازن بين أطراف الدعوى إلادارية" ،
دمحم اليونس ي" :تعليق على حكم عدد 13املؤرخ في 0يناير 0330الصادر عن الغرفة
دجنبر .2777
دمحم بنعزي" :وقف تنفيذ تحصيل الدين الضريبي على ضوء املادة 060من املدونة
مصطفى التراب" :مدى املفارقة واملقاربة بين الحجز لدى الغير وإلاشعار للغير الحائز"،
املختصر العملي في القضاء والقانون مقاالت قانونية وبحوث متخصصة ،مطبعة ألامنية،
244
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
أولية" ،منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،عدد
.1112-22
دمحم شكيري" :تأجيل الوفاء بالدين الضريبي باملغرب بين إرادة املشرع وإجتهاد القضاء"،
دمحم ملزوغي" :التنفيذ الجبري عن طريق إلاكراه البدني من خالل مستجدات مدونة
تحصيل الديون العمومية" ،منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ،سلسلة
دمحم قصري" :نماذج من إلاشكاالت التي يثيرها تطبيق القانون املتعلق بتحصيل الدين
العمومي أمام القضاء الاستعجالي" ،الندوة الوطنية حول إلاشكاالت القانونية والعملية
دمحم قصري" :تنازع الاختصاص بين املحاكم حول مدونة تحصيل الديون العمومية"،
مقال منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية عدد مزدوج 11-12يوليوز –أكتوبر
.1112
دمحم قصري " :املنازعات الجبائية املتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء
إلاداري" ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية م.م.إ.م.ت العدد 41مطبعة املعارف الجديدة ،
الرباط .1111
245
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
دمحم قصري" :قراءة في املدونة الجديدة لتحصيل الديون العمومية" ،املجلة املغربية
يوسف بنباصر" :الدليل العملي والقضائي في مسطرة إلاكراه البدني" سلسلة بنباصر
للدراسات القانونية وألابحاث القضائية ،السنة الثالثة ،العدد الرابع ،املطبعة والوراقة
يونس الزهري" :الحجز التنفيذي على العقار في القانون املغربي" ،مجلة ألامالك العدد
.1/1
الـنـ ـدوات:
سلوى الفاس ي الفهري" :إيقاف التنفيذ في إستخالص الدين الضريبي أمام القضاء
املجلس ألاعلى.
عبد الرحمان حداد " :إلاشعار للغير الحائز بين التشريع واملمارسة القضائية" عرض
مقدم بالندوة الوطنية حول املنازعات الضريبية التي نظمته كلية العلوم القانونية
الاقتصادية والاجتماعية بمكناس ،بتعاون مع هيئة املحامين بمكناس يومي 1و 1دجنبر
،1117نشرت بعدد خاص بمجلتي القسطاس والزيتونة ،مطبعة سلسبيل يوليوز .1121
246
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
عبد الغني يفوت " :وقف تنفيذ القرارات إلادارية في القانون إلاداري املغربي واملقارن"،
الندوة ألاولى للقضاء إلاداري التي انعقدت باملعهد الوطني للدراسات القضائية 28 ،ماي
.2771
دمحم نميري " :إلاشعار للغير الحائز أية فعالية " مداخلة بالندوة الوطنية حول موضوع :
إلاشكاالت القانونية والعملية في املجال الضريبي ،دفاتر املجلس ألاعلى عدد .1122/24
ظهير شريف بمثابة قانون رقم 669.96.1بتاريخ 11رمضان 01( 1076شتنبر )1796
247
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
القانون رقم 11/71املتعلقة بمدونة التجارة الصادر ألامر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
6611بتاريخ .30/13/1773
القواميس:
معجم املصطلحات القانونية لجيرار كورنو :ترجمة منصور القاض ي ،الطبعة ألاولى
املواقع إلالكترونية:
www.finance.gov.ma
www.tgr.gov.ma/wps/
www.justice.gov.ma
248
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
(LGDJ)" , tome243.
Gustave Peser: "Contentieux administratif" ,12 éme ed, Dalloz, paris 2001.
PARIS 2002.
J.P CASIMIR: "contrôle fiscal" , 8eme édition group revue fiduciaire Paris
2002.
249
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
PISCERI JULIEN: " L’office de juge administratif des réfères " thèse pour le
doctorat de droit publique, Université du sud TOULON VAR, version 1-25 mars
2009.
250
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
WWW.CONSEILDETAT.FM LE 08 DECEMBRE.
251
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
فهرس الجداول
252
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
211 جدول جرد قرارات القضاء إلاستعجالي خالل الفترة 1121-1121 8
ا
لفهرس
مقدمة2 ..................................................................................................................................................
الفصل ألاول :التنظيم القانوني واملسطري لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية 21 ......................
املبحث ألاول :ماهية طلبات إيقاف تنفيذ إجراءات تحصيل الديون الضريبية24 ........................
املطلب ألاول :إلاطار القانوني لعملية تحصيل الديون الضريبية24 ........................................
الفرع ألاول :مفهوم تحصيل الدين الضريبي29 ..................................................................
الفقرة ألاولى :تعريف الدين العمومي واملدين به28 ..................................................
الفقرة الثانية :تحصيل الدين الضريبي12 ................................................................
الفرع الثاني :مراحل تحصيل الدين الضريبي11 .................................................................
الفقرة ألاولى :التحصيل الرضائي11 ..........................................................................
الفقرة الثانية :التحصيل الجبري21 ...........................................................................
املطلب الثاني :الطبيعة القانونية لطلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي14 .............................
الفرع ألاول :تعريف طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي14 ..............................................
254
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
الفرع الثاني :تمييز مسطرة إيقاف تنفيذ الضريبة عن املساطر ألاخرى41 ........................
الفقرة ألاولى :تمييز مسطرة منح التسهيالت عن إيقاف التنفيذ41 ........................
الفقرة الثانية :تمييز إيقاف التنفيذ عن وقف ألاداء49 ...........................................
املبحث الثاني :الخصوصيات املسطرية لطلبات وقف تنفيذ الدين الضريبي81 ...........................
املطلب ألاول :الشروط الشكلية لطلبات إيقاف التنفيذ81 .....................................................
الفرع ألاول :الشروط غير املرتبطة بالعريضة82 ................................................................
الفقرة ألاولى :وجود نزاع بين امللزم وإلادارة الضريبية82 ..........................................
الفقرة الثانية :إستمرارية قابلية الضريبة للتنفيذ81 ..............................................
الفرع الثاني :الشروط املرتبطة بالعريضة84 ......................................................................
الفقرة ألاولى :شروط توجيه العريضة ضد طالب إلايقاف89 ..................................
الفقرة الثانية :شرط التعليل الكافي88 ......................................................................
املطلب الثاني :الشروط املوضوعية لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية71 ......................
الفرع ألاول :شرط جدية املنازعة وعدم املساس بجوهر النزاع71 .....................................
الفقرة ألاولى :شرط جدية املنازعة71 .........................................................................
الفقرة الثانية :شرط عدم املساس بجوهر النزاع74 ................................................
الفرع الثاني :شرط إلاستعجال وتقديم الضمانة الالزمة211 ............................................
الفقرة ألاولى :شرط إلاستعجال211 ...........................................................................
الفقرة الثانية :شرط تقديم الضمانات عند اللزوم214 ...........................................
خاتمة الفصل ألاول222 .......................................................................................................................:
الفصل الثاني :املنازعة القضائية في طلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية224 .................................
255
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
املبحث ألاول :والية القضاء في منازعات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي227 .....................................
املطلب ألاول :تنازع إلاختصاص القضائي للبت في منازعات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي 211
الفرع ألاول :حدود إختصاص القضاء إلاستعجالي للبت في منازعات إيقاف تنفيذ الدين
الضريبي212 .........................................................................................................................
الفقرة ألاولى :إختصاص رئيس املحكمة إلادارية219 ................................................
الفقرة الثانية :إختصاص الرئيس ألاول ملحكمة إلاستئناف إلادارية 229 ................
الفرع الثاني :تنازع إلاختصاص بين املحاكم التجارية وإلابتدائية211 .................................
الفقرة ألاولى :إختصاص املحاكم التجارية212 ..........................................................
الفقرة الثانية :إختصاص املحاكم إلابتدائية219 ......................................................
املطلب الثاني :مسار دعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية217 ..............................................
الفرع ألاول :إلاجراءات املتعلقة برفع الدعوى إلاستعجالية211 .........................................
الفقرة ألاولى :إلاجراءات املتعلقة بموضوع دعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية
211 .................................................................................................................................
الفقرة الثانية :إلاجراءات املتعلقة بجلسات املحكمة إلادارية218 ...........................
الفرع الثاني :البت في دعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية241 ........................................
الفقرة ألاولى :تنفيذ طلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية242 ..............................
الفقرة الثانية :الطعن في أوامر إيقاف تنفيذ الديون الضريبية241 ........................
املبحث الثاني :إلاشكاالت الكبرى لدعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية292 ...............................
املطلب ألاول :موقف القانون من طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي291 .............................
الفقرة ألاولى :مدونة تحصيل الديون العمومية291 .................................................
256
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
257
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
258
سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية
259