You are on page 1of 259

‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪1‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪2‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪3‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪4‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫مقدمة‬
‫إن املغرب بإنخراطه في امليثاق العالمي لحقوق إلانسان الذي نص في ديباجته على أن‬

‫القانون‪ 1‬وضع لحماية ألاشخاص من تسلط إلادارات‪ ،‬جعل من حماية حقوق املواطن أولى‬

‫أولوياته‪ ،‬ويمكن إعتبار دستور ‪ 1122‬أهم خطوة جاء بها في هذا الخصوص‪ ،‬بأن نص على أن بناء‬

‫دولة حديثة وديمقراطية ال يكتمل إال بوضع سياسة جبائية حديثة وعادلة‪ ،‬تروم تجويد الخدمات‬

‫املقدمة للملزمين وتحسين ألاداء لتعزيز القدرة التنافسية والتنمية املستدامة للبلد‪.‬‬

‫لقد كرس املغرب في العقد ألاخير مجهودا جبارا من أجل إلانخراط في إصالح شامل لتعزيز‬

‫أداء التدبير العمومي‪ ،‬مبني أساسا على إصالح إلاجراءات املتعلقة بتدبير موارد امليزانية‪ ،‬من خالل‬

‫عقلنة النظام الجبائي والحد من العبء املالي لإلعانات وإستهداف الطبقات املعوزة‪ ،‬وقد كانت‬

‫التوصيات التي صدرت عن املناظرة الوطنية حول الجبايات املنعقدة بأبريل ‪ 1122‬خير دليل على‬

‫ذلك‪ ،‬حيث ركزت باألساس على تحريك التنمية إلاجتماعية وإلاقتصادية وكانت بمثابة دفعة قوية‬

‫لتعزيز عالقات الثقة والشراكة بين إلادارة الجبائية وامللزم‪ ،‬فلطاملا كانت الرغبة في تحسين العالقة‬

‫بينهما أهم ما سعى إليه املشرع املغربي بحيث عمل على تأطير السلطة التقديرية لإلدارة وتوضيح‬

‫النصوص الجبائية وتحسين ظروف الرقابة الجبائية‪ ،‬كما يجب تبني مقاربة تواصلية أكثر إنفتاحا‬

‫بخصوص حقوق وواجبات امللزمين وكذا هيكلة وتسيير إلادارة الجبائية‪.‬‬

‫‪ -1‬ديباجة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان "لما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق اإلنسان لكيال‬
‫يضطر المرء آخر األمر إلى التمرد على االستبداد والظلم"‬

‫‪5‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ترتيبا على ما سبق فإن إثقال كاهل امللزم بالعديد من إلالتزامات‪ ،‬ومنح إلادارة الضريبية‬

‫مجموعة من السلطات وإلامتيازات غير املألوفة في القوانين العادية‪ ،‬يقتض ي إرساء قواعد تضبط‬

‫التوازن بين أطراف العالقة الجبائية املختلة أصال بوجود إدارة تلعب دور الخصم والحكم في آلان‬

‫نفسه‪ ،‬وتتمتع بإختصاصات واسعة ملمارسة مهامها من جهة‪ ،‬وامللزم كطرف ضعيف ال يملك في‬

‫مواجهتها سوى ما قرره املشرع من ضمانات تكفل حماية حقوقه من جهة أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫ضرورة فتح املجال إلى تدخل القضاء كطرف ثالث في هذه العالقة يكون بمثابة الحكم‪ ،‬تبعا ملا جاء‬

‫في امليثاق العالمي لحقوق إلانسان والذي خول للمواطن الحق في اللجوء إلى املحاكم في حالة‬

‫إلاعتداء على حقوقه ألاساسية التي منحها له القانون‪.1‬‬

‫املشرع املغربي إسوة بالتشريعات املقارنة ألاخرى وحماية للملزم من تسلط إلادارة‪ ،‬إرتأى‬

‫أن يفتح له سبيال قضائيا لتفادي ألاضرار التي قد يحدثها تنفيذ القرار الضريبي عن طريق سلوك‬

‫مسطرة وقف تنفيذ إجراءات تحصيل الدين الضريبي بهدف حماية الحقوق والحريات‪ ،‬والسعي‬

‫لتحقيق التوازن بين وضعيتين متناقضتين‪ ،‬تتمثل ألاولى في حماية حقوق طالب إيقاف التنفيذ من‬

‫الخطر املحدق به من جراء آثار تنفيذ قرارات إلادارة‪ ،‬والثانية في الحفاظ على مستلزمات خزينة‬

‫اململكة‪.‬‬

‫وقد سعت مدونة تحصيل الديون العمومية دائما إلى تحقيق نجاعة جبائية‪ ،‬إال أنها غالبا‬

‫ما تصطدم بالواقع القائم‪ ،‬الذي يعكس صعوبة تحصيل املوارد املتأتية لخزينة الدولة‪ ،‬وهو الواقع‬

‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الذي يدفع باملشرع دائما إلى البحث عن حلول مرحلية وأخرى دائمة من خالل قوانين املالية‪ ،‬تتمثل‬

‫أهمها في إدخال تعديالت بالهياكل إلادارية املكلفة بالتحصيل عن طريق نقل جزء من إختصاصات‬

‫الخزينة العامة للمملكة إلى إدارة الضرائب‪ ،‬وهو ما يكشف عن البعد املالي للسياسة الجبائية‬

‫وتغليب مصالح إلادارة على غيرها‪ ،‬باإلضافة إلى منح إلادارة مجموعة من آلاليات لإلشتغال‬

‫والضغط على امللزم‪( ،‬كاإلشعار للغير الحائز ومسطرة إلاكراه البدني ‪ ،)...‬وباملقابل يبقى للمدين‬

‫حق اللجوء إلى القضاء وخصوصا إلاستعجالي لطلب حماية وقتية إلى حين البت في موضوع النزاع‪.‬‬

‫إن املوضوع قيد الدراسة يتعلق باألساس بإجراء يخص الدين الضريبي‪ ،‬فبالنظر إلى‬

‫العنوان فهو يتكون من إصطالحات "إيقاف" "تنفيذ" و"الدين الضريبي"‪،‬‬

‫وهي مفاهيم عند بحثنا عن معناها وجدنا مايلي‪:‬‬

‫‪ ‬الدين في قاموس املعاني‪ 1‬هو املطلوب للمرء ‪ créance‬واملطلوب منه ‪،Dette‬‬

‫وفي إلاصطالح هو ذلك الدين الذي يكون على ذمة امللزم به‪ ،‬واملشرع لم يقم‬

‫بتعريف الدين الضريبي وإنما عرفه من خالل التطرق إليه من خالل تعريف‬

‫الدين العمومي والذي نظمته ونصت على مشموالته املادة الثانية من املدونة‪،‬‬

‫وإلالتزام الضريبي‪ 2‬في التشريع املغربي ينشأ ويخضع ألنظمة قانونية معينة أثناء‬

‫مرحلة محددة التي قد تكون إما ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ -‬مرحلة تحديد الوعاء؛‬

‫‪ -‬مرحلة تقدير وتحديد مبلغ الدين الضريبي بتصفيته؛‬

‫‪ -‬مرحلة انقضاء الالتزام الضريبي وتدعى مرحلة التحصيل‪.‬‬

‫‪ ‬الضريبة فهي أداء نقدي تفرضه السلطة على ألافراد بطريقة نهائية بقصد‬

‫تغطية ألاعباء العامة‪ 1‬دون أن يعود عليه نفع خاص مقابل دفعه للضريبة‪ ،‬وهي‬

‫عبء مالي تفرضه الدولة على ألافراد بما لها من سيادة لتحقيق املصلحة العامة‬

‫للبالد‪ .‬والضرائب في املغرب إما ضرائب مباشرة " الضريبة على الدخل‬

‫والضريبة على الشركات" أو ضرائب غير مباشرة "الضريبة على القيمة‬

‫املضافة"‪.‬‬

‫‪ ‬إلايقاف في قاموس املعاني يعني إلالغاء وإلانهاء وإلانقطاع عن وجعل الش يء او‬

‫الشخص يتوقف‪.‬‬

‫‪ ‬التنفيذ فمعناه إلاجراء والتطبيق‪.‬‬

‫تبعا لذلك يتبن أن املوضوع من خالل هذه املعاني يحتوي مفاهيم متناقضة فيما بينها أي إلايقاف‬

‫والتنفيذ والدين الضريبي‪ ،‬مما يعكس الصورة الحقيقية للوضعية القانونية إلجراء إيقاف تنفيذ‬

‫الدين الضريبي‪ ،‬فالدين الضريبي يتميز بطابع ألاداء الفوري الذي ال يتحمل التأجيل‪ ،‬ما يعني أن‬

‫‪8‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫محاولة إيقافه يعتبر خروجا عن القاعدة وإستثناء عن ألاصل وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى قيام‬

‫خالف قانوني فقهي وحتى قضائي بهذا الخصوص‪ ،‬خصوصا وأننا نتحدث عن املال العام‪.‬‬

‫عموما إن إيقاف تنفيذ الدين الضريبي هو إجراء وقائي للحد من أثار قاعدة إنعدام ألاثر‬

‫املوقف للطعون التي تؤطر املنازعات إلادارية بصفة عامة‪ ،‬والتي يمكن القول بأن قاعدة ألاداء‬

‫الفوري للدين الضريبي هي إحدى أهم تطبيقاتها في املنازعات الجبائية‪.‬‬

‫واملنازعة في إيقاف تنفيذ الدين الضريبي تتميز بطابع خصوص ي يميزها عن املنازعات‬

‫إلادارية ألاخرى فهي دعوى متفرعة عن دعوى إلالغاء لتجاوز السلطة‪ ،‬الهدف منها إيقاف تنفيذ‬

‫القرار املطعون فيه باإللغاء إلى حين البت في جوهر النزاع‪ ،‬متى وجدت أسباب موجبة إليقافه وذلك‬

‫لتالفي آلاثار الضارة والتي ال يمكن تداركها متى وقع ذلك التنفيذ‪ ،‬وهو نفس املفهوم الذي تضمنه‬

‫تعريف ألاستاذ برنارد باكطو ‪ Bernard PACTEAU‬لهذه الدعوى‪ ،‬حيث عرفها على أنها‪" :‬تجميد‬

‫القرار إلاداري في إنتظار صدور الحكم الفاصل في مشروعيته خالل مدة سريان الدعوى‬

‫املرفوعة في شأنه‪ ،‬ألامر الذي يشكل إلى حد ما إعتقال مؤقت لقرار لم تثبت بعد إدانته‪ ،‬إال أنه‬

‫قرارفي موضع إتهام"‪.1‬‬

‫أهمية املوضوع ودواعي إختياره‪:‬‬

‫إن سبب تركيزنا على هذا املوضوع يعود أساسا إلى كون إيقاف تنفيذ الدين الضريبي يكتس ي‬

‫أهمية قصوى‪ ،‬فهو بمثابة ضمانة إستثنائية للملزم يهدف باألساس إلى تأمين حماية عاجلة في‬

‫‪9‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫مواجهة تنفيذ قرارات إلادارة املطعون في شرعيتها‪ ،‬فهو الحق املخول بمقتض ى القانون لكل شخص‬

‫مطالب بهذا الدين في أن يلجا إلى املحاسب املكلف بالتحصيل من أجل أن يوقف مطالبته بدين‬

‫ضريبي أو متابعته بإجراء من إجراءات املتابعة‪ ،‬وذلك إلى حين البت في شكايته املتعلقة بموضوع‬

‫الدين‪ ،‬وكذا إبراز إتجاه املشرع املغربي من إلاجراءات إلادارية والقضائية املتعلقة بهذا إلاجراء‪،‬‬

‫خصوصا إذا استحضرنا مبدأ املشروعية الذي يشكل قيدا على تصرفات إلادارة ملا تصدره من‬

‫قرارات إدارية لتسيير نشاطاتها‪.‬‬

‫ومن ناحية ثانية فإن موضوع إيقاف تنفيذ الدين الضريبي يتصل بمصلحة الدولة وحماية‬

‫املال العام‪ ،‬ألامر الذي يجعل الخوض فيه ينير الرؤيا أمام القارئ ملعرفة كيفية تعامل املشرع مع‬

‫هذا املجال‪ ،‬كذلك لتوضيح الصورة للمهتمين باملجال وأصحاب القرار للسعي من أجل الوقوف‬

‫على مكامن الضعف والخلل فيه‪.‬‬

‫ولعل من أهم ألاسباب التي أدت بنا كذلك إلى إختيار هذا املوضوع‪ ،‬محاولة إعطاء قيمة‬

‫مضافة للبحوث التي سبق أن تناولت هذا املوضوع وكذلك طرح إشكاليات جديدة من أجل الخوض‬

‫فيها من جديد‪.‬‬

‫وقبل الخوض في متن املوضوع‪ ،‬أود أن أعدد أهداف هذا املوضوع واملتجلية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الوقوف على مضمون العالقة الجدلية بين القاعدة القانونية التي تنادي بضرورة إلالتزام‬

‫باألداء‪ ،‬وإلاستثناء الوارد عليها الذي يوقف هذا ألاداء من أجل حماية حقوق امللزم من أخطاء‬

‫إلادارة‪ ،‬مع إلقاء نظرة حول ما يجري في ألانظمة املقارنة وخصوصا فرنسا التي تعتبر من أهم‬

‫‪10‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫التشريعات التي يستمد منها املغرب تشريعه‪ ،‬من أجل الوصول إلى نتائج علمية توضح الصورة‬

‫للفاعلين إلصالح ما يمكن إصالحه؛‬

‫‪ -‬الوقوف على الحماية القضائية للملزم أثناء املنازعة في هذا إلاجراء؛‬

‫‪ -‬الوقوف على أهم إلاشكاالت القانونية والقضائية التي كانت حجر عثرة أمام فعالية هذا‬

‫النظام الذي وضع باألساس من أجل امللزم‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬

‫ومن هذا املنطلق فإن إلاشكالية املطروحة تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫ما الجدوى من نظام إيقاف تنفيذ الديون الضريبية من خالل مقتضيات القانون‬

‫والقضاء املغربي؟‬

‫ومع هذه إلاشكالية الرئيسية تصادفنا مجموعة من التساؤالت الفرعية التي ترتبط‬

‫بموضوع الدراسة من قبيل‪:‬‬

‫‪ -‬ما مدى قانونية إعتماد القضاء إلاداري إلاستعجالي لنظام إيقاف تنفيذ الديون الضريبية؟‬

‫‪ -‬ما هو ألاساس القانوني الذي يمكن الركون إليه لشرعنة هذا إلاجراء؟‬

‫‪ -‬ما هو موقع إيقاف التنفيذ في املنازعة الجبائية؟‬

‫‪ -‬ما موقف القانون والقضاء من هذا إلاجراء ؟‬

‫‪11‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ -‬كيف سيعمل املشرع على أجرأة هذا النظام الذي أصبح بقوة العادة واملمارسة إجراءا‬

‫قانونيا؟‬

‫‪ -‬هل إستطاعت هذه آلالية أن تقلص ولو بشكل جزئي من مشاكل التحصيل في املغرب؟‬

‫‪ -‬املناهج املعتمدة‪:‬‬

‫‪ -‬وقد إعتمدت في دراستي لهذا املوضوع على املنهج التحليلي القانوني الذي خصصناه‬

‫لدراسة مختلف إلاجراءات التي تستوجبها تسوية املنازعة في إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫طبقا ملقتضيات القانون‪ ،‬مع الرجوع للتطبيقات القضائية املقررة في هذا إلاطار والسيما‬

‫محكمة إلاستئناف ومحكمة النقض‪ ،‬وللتمكن من إلاجابة على إشكالية البحث مع إثبات‬

‫صحة الفرضيات املطروحة‪ ،‬وقد إعتمدت كذلك على املنهج الوصفي‪ ،‬حيث عرضت‬

‫ووصفت واقع املنازعة في إيقاف تنفيذ الدين الضريبي باملحكمة إلادارية بالدار البيضاء‪،‬‬

‫كما تم إلاستدالل بأرقام ونسب لتوضيح املوضوع‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك عملت على إعتماد‬

‫املنهج املقارن كون إيقاف تنفيذ الدين الضريبي تعود نشأته إلى مجلس الدولة الفرنس ي ما‬

‫يحتم علينا ضرورة إلاحتداء بهذا النموذج املتقدم‪.‬‬

‫الصعوبات التي واجهت البحث‪:‬‬

‫قبل إلاجابة عن التساؤالت املطروحة‪ ،‬أود إلاقرار بما واجه البحث من صعوبات‪ ،‬لربما قد‬

‫تكون هي التي كانت املحفز لي للخوض أكثر في خلفيات هذا املوضوع‪ ،‬وقد تمثلت هذه الصعوبات‬

‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الصعوبة ألاولى‪ :‬إن املواضيع املرتبطة باملجال الضريبي تكون في الغالب ملغومة‪ ،‬بمعنى أنه ال‬

‫يسمح لك بالخوض فيها من جميع نواحيها‪ ،‬فالصعوبة التي واجهتنا بهذا الخصوص هي ندرة املراجع‬

‫التي تناقش إلاشكاليات من منطلق علمي أكاديمي مبني على أرقام ومؤشرات علمية من أجل رصد‬

‫مكامن الخلل مما جعلنا نبحث في املراجع باللغة الفرنسية‪ ،‬باإلضافة إلى تقصير الجهات املختصة‬

‫في العمل على تتبع الظواهر من خالل إنجاز إحصائيات مفصلة ودقيقة وجمع وتصنيف املقررات‬

‫القضائية‪ ،‬مما يضيع على الباحث فرصة إلاملام بكل جوانب املوضوع‪.‬‬

‫الصعوبة الثانية‪ :‬صعوبة الوصول إلى قرارات محكمة النقض التي كنا نود إلاستشهاد بها‪ ،‬لكون‬

‫قراراتها تكون نهائية‪ ،‬وعلى أساسها تبنى مجموعة من القواعد خصوصا فيما يخص إيقاف تنفيذ‬

‫الضريبة‪ ،‬فاملحاكم إلادارية تبقى قراراتها نسبية ألنها تعمل بشروط غير موحدة‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫ومن أجل معالجة هذه إلاشكالية‪ ،‬ارتأينا تقسيم هذه الدراسة إلى فصلين‪:‬‬

‫الفصل ألاول‪ :‬التنظيم القانوني واملسطري لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬املنازعة في طلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفصل ألاول‪ :‬التنظيم القانوني واملسطري لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬

‫‪14‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫لقد أناط املشرع املغربي مهمة تحصيل الديون العمومية بما فيها الضرائب للخزينة العامة‬

‫للمملكة‪ ،‬وزودها باإلمكانيات والسلطات بما يضمن لها إستيفاء تلك الديون‪ ،‬وفي املقابل أعطى‬

‫للملزم مجموعة من الضمانات التي تحميه من تعسف إلادارة والتي تخول له الحق في منازعتها في‬

‫حالة ضياع حقه‪ ،‬وبعد صدور املدونة الجديدة لتحصيل الديون العمومية بمقتض ى القانون رقم‬

‫‪ 21/79‬والتي جاءت بمقتضيات جديدة أنيط لها أمر تنظيم وتقنين العالقة بين طرفي املعادلة‬

‫الجبائية‪.‬‬

‫ومن املتعارف عليه أن الدين الضريبي يتميز باألداء الفوري‪ ،‬إذ أن أي فرض ضريبي يعقبه‬

‫مباشرة تنفيذ إستخالص هذه الضريبة‪ ،‬وال يمكن إيقاف هذا التنفيذ إال إذا قدم امللزم سببا كافيا‬

‫لذلك‪ ،‬معززا بضمانة حقيقية نظرا للطابع إلاداري للدين الضريبي‪ ،‬إال أن املحاكم إلادارية وبخالف‬

‫إلادارة الضريبية تسارع إلى قبول النظر في دعوى إيقاف تنفيذ إلاستخالص الضريبي كلما كانت‬

‫املنازعة الضريبية تستند على أسباب جدية‪ ،‬فقاض ي املستعجالت بصفته ضامنا للحق كيفما كانت‬

‫ألاطراف املتخاصمة يستند أثناء نظره في الدعوى إلى املنطق العصري الذي يحكم العالقات بين‬

‫إلادارة واملواطن‪ ،‬والذي مفاده أال يتأذى هذا ألاخير في ذاته أو ماله بدون موجب حق‪.‬‬

‫يرتكز نظام إيقاف تنفيذ الديون الضريبية على مجموعة من املساطر والشكليات التي‬

‫تجعله نظاما مميزا ومستقال بذاته‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وسنحاول من خالل الفصل ألاول تعداد خصائص وشروط هذا النظام (املبحث الثاني)‬

‫بعد التطرق ملاهية إيقاف تنفيذ الديون الضريبية (املبحث ألاول)‪.‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬ماهية طلبات إيقاف تنفيذ إجراءات تحصيل الديون الضريبية‬

‫يكتس ي موضوع إيقاف تنفيذ إجراءات تحصيل الدين الضريبي كمسطرة قضائية أهمية‬

‫قصوى‪ ،‬حيث يعتبر ضمانة إستثنائية سنها املشرع لضمان حق امللزم وحماية أمواله من شطط‬

‫وأخطاء إلادارة‪ ،‬ويهدف إلى تمكين املدين من الحصول على حماية عاجلة في مواجهة تنفيذ قرارات‬

‫إدارية مطعون في شرعيتها‪ ،‬وقد أسند إلاختصاص بهذا الخصوص للقضاء إلاستعجالي الذي يعتبر‬

‫صمام ألامان للمدين املتابع بإجراء من إجراءات تحصيل الدين الضريبي‪ ،‬وهو قضاء يهدف إلى‬

‫مواجهة املسائل التي تحتاج السرعة وإلاستعجال من أجل الحفاظ على حقوق املدين‪ .‬ولإلطالع أكثر‬

‫على حيثيات هذا املوضوع سنتناول أوال إلاطار القانوني لعملية تحصيل الديون الضريبية (املطلب‬

‫ألاول) والطبيعة القانونية لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬إلاطارالقانوني لعملية تحصيل الديون الضريبية‬

‫لقد أصبحت امل داخيل الضريبية تشكل نسبة عالية في مداخيل الدولة‪ ،‬خاصة بعد إعتماد‬

‫الحكومة املغربية مؤخرا على املوارد الداخلية بدل املوارد ألاجنبية من جهة‪ ،‬وبعد أن أصبحت‬

‫الضرائب تشكل املورد الجبائي ألاساس ي بعد تراجع املوارد الجمركية من جهة ثانية‪ ،1‬وهذا وحده‬

‫‪16‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫كاف لتبيان أهمية الدين الضريبي في ميزانية الدولة وكذا في توازن املجتمع املغربي‪ ،‬وفي هذا املطلب‬

‫سنعالج مفهوم تحصيل الدين الضريبي (الفرع ألاول) واملراحل التي يمر منها (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬مفهوم تحصيل الدين الضريبي‬

‫إن مهمة تحصيل الديون العمومية إلى وقت قريب كانت من إختصاص الخزينة العامة‬

‫للمملكة‪ ،‬وهي واحدة من إثني عشر مديرية وقسما لوزارة املالية‪ 1،‬وقد كانت هذه إلادارة تمارس‬

‫مهامها خالل مدة طويلة في ظل ظهير ‪ 11‬نونبر ‪ 2711‬املتعلق بتحصيل ديون الدولة‪ ،‬ثم أعقب ذلك‬

‫صدور نص يؤطر عمليات تحصيل الغرامات النقدية بموجب ظهير ‪ 21‬شتنبر ‪ ،2711‬ثم تاله صدور‬

‫ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 2721‬الذي يسن نظاما خاصا باملتابعات في ميدان الضرائب املباشرة والرسوم‬

‫املماثلة لها والديون التي يتولى إستخالصها مأمورو الخزينة‪ ،‬وعند دخول القانون ‪ 12-71‬املتعلق‬

‫بتنظيم املحاكم إلادارية حيز التطبيق خول لهذه الجهات البت في املنازعات املتعلقة بالتحصيل‪،‬‬

‫حيث تبين بوضوح مدى قصور النصوص املتوفرة في إلاستجابة ملتطلبات املرحلة‪ ،‬فكان على املشرع‬

‫التدخل وذلك بإصدار القانون رقم ‪ 21.79‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية بتاريخ ‪ 12‬ماي‬

‫‪ ،21111‬حيث جاء بمستجدات تتوخى الوضوح في تحديد إلتزامات وحقوق طرفي العالقة الجبائية‪،‬‬

‫‪17‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وهو ما كان من إيجابياته أن يسر السبل أمام القضاء لتفعيل دوره الحمائي للدين العمومي وفق‬

‫أسس جديدة بعد تعريفه بهذا الدين واملدين به‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬تعريف الدين العمومي واملدين به‬

‫أوال‪ :‬تعريف الدين العمومي‬

‫عرفت مدونة التحصيل؛ الدين العمومي من خالل املادة الثانية على أنه "الضرائب‬

‫املباشرة والرسوم املماثلة والحقوق والرسوم الجمركية وحقوق التسجيل والتمبر ومداخيل‬

‫وعائدات أمالك الدولة‪ ،‬وحصيلة إلاستغالالت واملساهمات املالية للدولة والغرامات وإلادانات‬

‫النقدية‪ ،‬وضرائب ورسوم الجماعات املحلية‪ ،‬وسائر الديون ألاخرى لفائدة الدولة والجماعات‬

‫الترابية واملؤسسات العمومية التي يعهد بقبضها إلى املحاسبين املكلفين بالتحصيل بإستثناء‬

‫الديون ذات الطابع التجاري"‪.‬‬

‫وقد إعتمد املشرع من خالل املادة السالفة الذكر على ثالث معايير أساسية لتعريف الدين‬

‫العمومي‪ ،‬يتمثل ألاول في ربط الدين بالوضع القانوني للجهة الدائنة‪ ،‬والثاني في صفة الجهة التي‬

‫عهد إليها بقبضه‪ ،‬وأخيرا بمصدر املديونية‪.‬‬

‫‪ ‬معيارالجهة الدائنة ‪:‬‬

‫وهم ثالث جهات حددتهم املدونة‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ -‬الدولة‪ :‬ديون الدولة غالبا ما تغلب عليهم الديون الضريبية‪ ،‬والديون املنصرفة إليجارات‬

‫ممتلكاتها الخاصة التي يرجع أمر تدبير شؤونها إلدارة أمالك الدولة والديون املترتبة عن ألاوامر‬

‫باإلستخالص التي تصدرها مختلف إلادارات العمومية عن أوضاع معينة‪ 1،‬مع إستبعاد املدونة‬

‫للديون التجارية من دائرة هذا التعريف‪.‬‬

‫‪ -‬الجماعات الترابية‪ :‬بعد دخول القانون الجديد ‪ 19.14‬حيز التنفيذ أصبحت املديرية‬

‫العامة للضرائب تدبر الضرائب الثالث ذات املردود العالي وتتولى تصفيتها‪ ،‬وإصدار الحساب لفائدة‬

‫الجماعات الترابية‪ ،‬ويتعلق ألامر برسم السكن ورسم الخدمات الجماعية والرسم املنهي‪ ،‬أما‬

‫الخزينة العامة فيلقى على عاتقها مهمة التحصيل‪.‬‬

‫‪ -‬املؤسسات العمومية‪ :‬املشرع كان حريصا على ربط تطبيق مساطر مدونة التحصيل‬

‫بالقوانين املحدثة لهذه املؤسسات وضرورة التنصيص على هذه إلامكانية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ -‬وتبقى بعض الضرائب ألاخرى التي لم تتطرق لها مدونة التحصيل‪ ،‬وذلك بسبب نشأتها‬

‫في وضع تعاقدي مدني ضمن إطار القانون الخاص كأكرية بعض املحالت التجارية من ألامالك‬

‫الخاصة أو بطبيعتها كمكوس ورسوم و دمغات‪.‬‬

‫‪ ‬معيارالجهة املوكول إليها القيام بعملية التحصيل‪:‬‬

‫أوردت املادة الثالثة من مدونة تحصيل الديون العمومية تعدادا للجهات املوكول إليهم‬

‫مهمة التحصيل‪ ،‬وهم املحاسبون العموميون واملتمثلين حسب نفس املادة في الخازن العام‬

‫للمملكة‪ ،‬الخزنة الجهويون‪ ،‬الخزنة إلاقليميون‪ ،‬القباض‪ ،‬قباض الجهة‪ ،‬القباض الجماعيون‪،‬‬

‫قباض التسجيل‪ ،1‬كتاب الضبط بمحاكم اململكة بالنسبة للغرامات وإلادانات النقدية والصوائر‬

‫والرسوم القضائية وألاعوان العموميون باملؤسسات العمومية الجارية عليها أحكام مدونة‬

‫التحصيل‪.‬‬

‫‪ ‬معيارمصدرالدين‪:‬‬

‫أي أسباب نشأته‪ ،‬والتي قد تكون من القوانين السارية املفعول في زمان ومكان معين‬

‫كالضرائب ورسوم التسجيل والحقوق الجمركية أو أن تكون ناتجة عن أحكام القضاء‪ 2‬ومقرراته‬

‫‪20‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫لتصير بعد التصفية وإلاصدار دينا عموميا بذمة من صدرت بحقه‪ 1،‬أو من تصرفات مدنية‬

‫كمداخيل إيجارات أمالك الدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع املدينين به‬

‫يسمى املد ين بالدين العمومي في العالقة الجبائية بامللزم أو الخاضع وهو املعني بالدين‬

‫بصفة مباشرة‪ ،‬وقد يستشكل ألامر في بعض ألاحيان حين ينتقل التحصيل من املدين ألاصلي إلى‬

‫أشخاص آخرين والذين أتت على تعدادهم املواد ‪ 72 ،17‬و‪ 77‬إلى غاية ‪ 212‬من املدونة التي وسعت‬

‫دائرة املعنيين لتشغل ألاغيار واملسؤولين في الشركات أو املتضامنين‪.‬‬

‫فبإستقرائنا للمادة ‪ 72‬من مدونة التحصيل يتبين بأن الدين العمومي املتبقي على عاتق‬

‫الشخص املتوفى ينتقل إلى ورثته في حالة عدم تصفية الديون من التركة قبل تقسيمها من جهة‪ ،‬أو‬

‫في حالة عدم قدرة أصولها سداد الديون‪ ،‬وهو ما يبرر مواجهة املحاسب العمومي لهم بالتضامن في‬

‫تحصيل الدين‪ ،‬وقد عمد املحاسب في كثير من الحاالت إلى إعتماد هذه الطريقة من أجل‬

‫إستخالص الدين‪ ،‬إال أن محكمة النقض قلصت من إمكانية اللجوء إليها داعيا إلى أنه يجب على‬

‫‪21‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الورثة أن يؤدوا الضريبة املترتبة بحق الهالك في حدود التركة وأن ال تمتد إلى ألاموال الخاصة‬
‫‪1‬‬
‫بالورثة في حالة عدم كفاية الشركة لسداد الدين‪.‬‬

‫كما أتاح للمحاسب العمومي إمكانية متابعة ألاشخاص الذين جعل املدين موطنه الجبائي‬

‫معهم بشرط حصول موافقة بينهم على ذلك‪ ،‬إال أن عدم إمكانية التثبت من وجود املوافقة جعل‬

‫املوطن الجبائي من عدم وجودها يثير مشاكل عدة‪ ،‬الش يء الذي يجعل ذلك صعبا بالنسبة‬

‫للمحاسب‪.‬‬

‫أما فيما يخص الشركات فإن املسؤولية تكون تضامنية بين الشركاء فيما يخص شركات‬

‫ألاشخاص‪ ،‬وبالتالي مسؤوليتهم بالتضامن لسداد الدين العمومي‪ ،2‬أما املسؤولية بالنسبة‬

‫للشركات في حالة إنحالل أو إندماج أو إنفصال أو تغيير في شكلها القانوني أو بكل تصرف يفض ي إلى‬

‫تغيير في هوية املخاطب بالدين‪ ،‬فهي تلقى على عاتق الشركة التي حلت محلها وذلك في إطار قواعد‬
‫‪3‬‬
‫الحلول وحوالة الذمة بكامل عناصرها موجبها وسالبها‪.‬‬

‫وقد جاءت املدونة من خالل املادة ‪ 211‬بإضافة جديدة بالنسبة لألشخاص املدينين أال‬

‫وهم املصفين القضائيين واملوثقين والحراس‪ ،‬وكذا مصفي الشركات املنحلة وكتاب الضبط‬

‫واملفوضون القضائيون واملحامون الذين يقع عليهم واجب ألاداء التلقائي للديون العمومية حتى ولو‬

‫‪22‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫دون مطالبة بالتسديد من طرف املحاسب املكلف بالتحصيل قبل تسليم ما تبقى من ودائع‬

‫ومستحقات ألصحابها تحت طائلة املماثلة بالتضامن مع املدين‪ ،1‬وقد إشترط املشرع بالنسبة‬

‫لهؤالء ألاشخاص الذين يتلقون أموالا من العموم في شكل ودائع ومستحقات ومحروسات‪ ،‬حبس‬

‫هذه ألاموال وعدم تسليمها للجهة املعنية إال بعد الحصول منهم على وثيقة تبري ذمة امللزم من‬

‫الدين الذي على عاتقه والتي تسمى إبراء جبائي ‪.quitus fiscale‬‬

‫إال أنه وخالفا للمادة ‪ 211‬جاءت املادة ‪ 212‬لتعطي املحاسب الحق في تقديم طلب مباشر‬

‫للمودع لديه بتسليمه أموال املدين‪ ،‬وهو ما يطلق عليه مسطرة إلاشعار للغير الحائز وهو إجراء‬

‫يقوم به املحاسب غالبا مع املؤسسات البنكية ومراكز الشيكات البريدية‪.‬‬

‫على مستوى آخر جاءت املدونة العامة للضرائب بإضافة مستفيضة لألشخاص الذين‬

‫يطلق عليهم مدين من خالل املواد من ‪ 281‬إلى غاية ‪ ،282‬واملتعلقة بالتضامن في تسديد الدين‬

‫الضريبي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تحصيل الدين الضريبي‬

‫إن مصطلح التحصيل يعبر عن عبارات متعددة كاإلستيفاء وإلاستخالص وألاداء‬

‫وإلاستحقاق وهي كلها تعني عملية نقل ألاموال من املنتج الجبائي إلى صندوق إلادارة الجبائية‪ ،‬وهو‬

‫ألامر الذي جعل املشرع يفكر مليا في وضع تعريف دقيق ومعمق من خالل املادة ألاولى من مدونة‬

‫التحصيل التي عرفته على أنه‪" :‬مجموع العمليات وإلاجراءات التي تهدف إلى حمل مديني الدولة‬

‫‪23‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫والجماعات املحلية وهيأتها واملؤسسات العمومية على تسديد ما بذمتهم من ديون بمقتض ى‬
‫‪1‬‬
‫القوانين وألانظمة الجاري بها العمل أو ناتجة عن أحكام وقرارات القضاء أو عن إلاتفاقيات‪".‬‬

‫ويعتبر هذا التعريف بمثابة مدخل رئيس ي لفهم النص التشريعي مضمونا ومحتوى‪.‬‬

‫وقد إعتبر البعض بأن التحصيل مجرد إجراءات ترافعية ‪procédures procédurières‬‬

‫من إنذارات وحجوزات وبيوعات وغيرها من مساطر التنفيذ التي ال تسعف إلاجتهاد الفقهي‪ ،‬فال‬

‫يتطرق لها بالتحليل ألن التشريع الضريبي ليس مجالها‪ ،‬وأن تحديد مدلول املصطلح لم يكن قط‬

‫مثيرا للنقاش كغيره من املفاهيم واملضامين الضريبية‪ ،‬نظرا لعدم تعلقه بما يصطلح عليه "العدالة‬

‫الضريبية" التي ال يكاد يخلو منها أي مرجع يهم املجال الضريبي‪.2‬‬

‫وتحصيل الديون العمومية أو ديون الخزينة هو العملية التي تهدف إلى إستخالص مجموع‬

‫املبالغ املالية املتأتية واملترتبة في ذمة املدينين أصليين كانوا أم متضامنين‪ ،‬أشخاصا طبيعيين أم‬

‫معنويين‪ ،3‬وألاصل في هذه الديون أنها واجبة ألاداء في مقر إدارة التحصيل‪ ،‬حيث يتوجب على امللزم‬

‫أن يقوم من تلقاء نفسه بالوفاء بدينه الضريبي داخل آلاجال القانونية املحددة بالنصوص‬

‫القانونية (التحصيل الرضائي)‪ ،‬وعلى إعتبار أن الدين الضريبي محمول ال مطلوب فإن أي تقاعس‬

‫من جهة امللزم يجعل إلادارة في حالة فشلها في تحصيل ديونها حبيا أو رضائيا‪ ،‬يؤدي إلى إنتهاج‬

‫‪24‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الطرق الجبرية لتحصيل مستحقاتها‪ ،‬نظرا ملا تكتسيه من أهمية في تمويل موارد الخزينة وبالتالي‬

‫النهوض بإقتصاد الدولة‪ ،‬وإستنادا على نصوص مدونة التحصيل فاملشرع خول لإلدارة املكلفة‬

‫بالتحصيل مجموعة من الوسائل وآلاليات لتحصيل ديونها من امللزمين وجبرهم على الدفع وهو ما‬

‫يطلق عليه التحصيل الجبري‪.‬‬

‫سنحاول من خالل الفرع الثاني إلاطالع على مراحل تحصيل الدين الضريبي واملتمثلة‬

‫أساسا في التحصيل الرضائي ( الفقرة ألاولى) والتحصيل الجبري (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل تحصيل الدين الضريبي‬

‫حسب مدونة تحصيل الديون العمومية تنقسم إجراءات التحصيل إلى مرحلتين هما‬

‫مرحلة التحصيل الودي أو الرضائي ثم مرحلة التحصيل الجبري‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬التحصيل الرضائي‬

‫جاء في نص املادة ‪ 9‬من مدونة تحصيل الديون العمومية أن التحصيل الرضائي للضريبة‬

‫يكون خالل الفترة املمتدة من تاريخ الشروع في التحصيل أو إلاصدار أو تاريخ إلاستحقاق‪ 1،‬وهذه‬

‫املادة لم تحدد مفهوم التحصيل الرضائي وإنما قامت بتعريفه من خالل تحديد الفترة الزمنية التي‬

‫يكون فيها التحصيل رضائيا‪ ،‬أما بالرجوع إلى املذكرة التوضيحية للمدونة نجدها تقدم تعريفا‬

‫للتحصيل الرضائي يمكن ترجمته كالتالي "التحصيل الرضائي تدبير مسطري لتسديد الديون‬

‫العمومية بمبادرة من امللزم"‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪« Le recouvrement amiable est la procédure de règlement des créances‬‬

‫‪publiques laissé a l’initiative du redevable »1‬‬

‫وبالتالي فالتحصيل الرضائي ‪ le recouvrement amiable‬هو الذي يتم بمسعى من‬

‫املدين نفسه إستجابة إلعالم أو إلشعار أو دعوة لألداء‪ ،‬فقد إشترط مشرع قوانين التحصيل‬

‫املتعاقبة ووجوب إحترام أجل الوفاء املبينة في املادة ‪ 12‬التي تقض ي بأن الرسوم والضرائب املدرجة‬
‫‪2‬‬
‫في الجداول أو قوائم إلايرادات تكون قابلة لألداء قبل تاريخ إستحقاقها ‪.Exigibilité‬‬

‫وتجدر إلاشارة إلى أن عملية إستخالص الديون الضريبية يمكن أن تعتبر حبية في حالتين ‪:‬‬

‫عندما يتقدم املطالب باألداء برغبة منه إلى مصلحة التحصيل ودفع ما عليه من‬

‫واجبات‪ ،‬وتسمى هذه العملية "عملية الدفع املعجل" ‪. les droits au comptant‬‬

‫إذا تم إستدعاء الخاضع للضريبة‪ ،‬ودعوته للقيام بدفع مستحقات الدولة‪ ،‬لدى‬

‫القباضة التابع لدائرة نفوذها املالي والترابي‪ ،‬ومطالبته بتسديد ما عليه من أداءات ثم وفى بما‬
‫‪3‬‬
‫عليه من ديون‪ ،‬ويطلق على هذه العملية "الدفع املؤجل" ‪. les droits constaté‬‬

‫وقد نظم املشرع قواعد إلاستحقاق (ألجل أم الفوري) من خالل املواد من ‪ 22‬إلى ‪ 27‬من‬

‫مدونة التحصيل‪ ،‬حيث حدد كل من تاريخ الشروع في التحصيل وتاريخ إلاستحقاق وعرفها كما يلي ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ – 2‬تاريخ الشروع في التحصيل‪ :‬تقوم إلادارة بإعداد السند الضريبي أو الورد الذي تقيد‬

‫فيه أسماء امللزمين واملبالغ الضريبية الواجبة ألاداء‪ ،‬وتكون صالحة ملدة سنة واحدة وال يمكن‬

‫تضمينه إال الضرائب عن سنة واحدة وتسمى هذه املرحلة بمرحلة تيهئ الديون الضريبية‪.‬‬

‫ويكون الشروع في التحصيل أو القرار الصادر بشأنه ‪ recouvrement la mise en‬قرار‬

‫تصدره مصلحة الضرائب ويصبح نافذا منذ صدوره ثم تسري املواعيد التي تخضع لها الضرائب‬

‫املبينة فيها منذ ذلك التاريخ‪.1‬‬

‫وتأتي بعد ذلك مرحلة التصديق على الجدول الضريبي بوضع شكلية املصادقة في أعلى‬

‫الصفحة من كل جدول وحصر املبالغ املتضمنة به‪ ،‬لنصل بعد ذلك إلى مرحلة التذييل بالصيغة‬

‫التنفيذية‪ ،‬والتي تضفي على الجدول صفة إلالزامية والتي تمكن املحاسب املكلف بالتحصيل من‬

‫القيام بإجراءات التحصيل الجبري في مواجهة املواطنين داخل أجل أربع سنوات من تاريخ الشروع‬

‫في التحصيل وإال تقادمت الضريبة‪ ،‬وبعد ذلك تقوم إلادارة بإصدار قرارها املسمى بقرار التحصيل‬

‫أو الشروع في التحصيل‪ ،‬وهذا القرار يحدد بإتفاق بين املديرية العامة للضرائب والخزينة العامة‬

‫للمملكة‪ ،‬وإلادارة هنا تكون ملزمة بإخبار امللزمين بتاريخ الشروع في التحصيل مستعملة وسائل‬

‫إلاخبار (ملصقات)‪ ،‬وهذه الجداول وقوائم إلايرادات يجب أن ترسل إلى املحاسب املكلف‬

‫بالتحصيل ‪ 21‬يوما قبل تاريخ الشروع في التحصيل‪ ،‬ليتم بعد ذلك إرسال إلاعالم الضريبي إلى كل‬

‫ملزم مقيد في تلك الجداول أو القوائم ويتضمن هذا إلاعالم املبلغ الواجب أداؤه وتاريخ الشروع في‬

‫‪27‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫التحصيل وإلاستحقاق‪ ،‬ويبدأ تاريخ إلاستحقاق من آخر يوم من الشهر املوالي لتاريخ الشروع في‬

‫التحصيل‪.1‬‬

‫إال أنه وقبل الشروع في التحصيل فإن القباض التابعون للخزينة العامة للمملكة يقومون‬

‫بمعاينة الوثائق واملستندات‪ ،‬وذلك للتأكد من مطابقة الجداول وملخصاتها‪ ،‬بحيث يعمل املحاسب‬

‫على التقريب بين إلاعالمات بأداء الضريبة وما تتضمنه من معلومات ومن جداول التحصيل‪،‬‬

‫وكذلك يحرص على وضوح الوثائق وحسن تهيئتها‪ ،‬وهذه العملية جد مهمة لكون الجداول في بعض‬

‫ألاحيان تحوي مجموعة من ألاخطاء التي يجب على املحاسب التبليغ عنها للمديرية العامة للضرائب‬

‫إلصالحها وتصحيحها وإنجاز جداول جديدة‪.2‬‬

‫‪ – 1‬تاريخ إلاستحقاق‬

‫يقصد باإلستحقاق بمعناه العام‪" :‬طابع دين يكون فيه للدائن الحق في املطالبة بالتنفيذ‬

‫الفوري بدون أن يكون ملزما بالتقيد بأجل وال إنتظار إتمام شرط معلق‪" .3‬‬

‫أ – إلاستحقاق ألجل‪L’exigibilité à terme :‬‬

‫ألاصل أن الديون العمومية مستحقة ألاداء بأجل‪ ،‬أي بطواعية وبطريقة رضائية خالل‬
‫‪1‬‬
‫آجال محددة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫أما التعليمية التفسيرية فقد أكدت على أنه " يعني أن الديون العمومية ال تصبح‬

‫مستحقة إال عند إنصرام أجل عادي معين يبتدئ من تاريخ إنشاء الدين " ‪.2‬‬

‫وبالتالي فال يمكن إجبار املدين على الوفاء بدين ما لم يحل أجل إستحقاقه‪ ،‬كما أنه ال‬

‫يجوز للدائن املطالبة بدين إذا لم يقم بتحديد هذا آلاجل‪.‬‬

‫حدد املشرع املغربي من خالل مدونة التحصيل آجال بعض أنواع الضرائب‪:‬‬

‫‪ ‬الضرائب والرسوم املدرجة بالجداول‪ :‬بعد إنصرام الشهر الثاني املوالي لشهر الشروع‬
‫‪3‬‬
‫في تحصيلها‪.‬‬

‫‪ ‬الضرائب والرسوم املخصومة من املنبع‪ :‬بعد إنصرام الشهر املوالي للشهر الذي تم‬

‫خالله إقتطاعها من ألاداءات الخاضعة لها‪.4‬‬

‫‪ ‬الضرائب القابلة لألداء بناء على تصريح‪ :‬فإن تاريخ إلاستحقاق يحدد وفق الشروط‬

‫املحددة في النصوص وإلاتفاقات املتعلقة بها ‪.5‬‬

‫‪ ‬أما باقي الضرائب غير املشار لها فيما سبق فتستحق عند إنصرام أجل ‪ 21‬يوما من‬

‫تاريخ إصدارها‪ ،‬وفي جميع الحاالت عندما يصادف حلول آلاجل يوم عطلة‪ ،‬يؤجل‬

‫‪29‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تاريخ إلاستحقاق إلى أول يوم موال‪ ،‬وذلك للحصول على آلاجال كاملة وهو ما أكدته‬

‫املادة ‪ 29‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع " عندما يصادف حلول آلاجل يوما معطال أو يوم عطلة‪ ،‬يرجأ‬

‫تاريخ إلاستحقاق إلى أول يوم عمل موال‪.‬‬

‫وتعتبر آلاجال املنصوص عليها في هذه املدونة آجاال كاملة‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫وذلك حرصا من املشرع على إنتفاع املستفيد من آلاجال كاملة‪.‬‬

‫ب – إلاستحقاق الفوري‪:‬‬

‫املعروف أن الدين الضريبي يجب أن يحدد له أجال للوفاء به‪ ،‬إال أن إلاستحقاق الفوري‬

‫يعتبر إستثناء من ألاصل‪ ،‬وقد حدد املشرع الديون التي تستحق فورا وذلك لكون هذا النوع من‬

‫الديون ال يمكن أن يعطى فيه أي أجل للملزم‪ ،‬وحسب نص املادة ‪ 28‬من املدونة‪ ،‬يجب أن يكون‬

‫امللزم في هذه الحالة تتوفر فيه الشروط آلاتية‪:‬‬

‫إختفاءه املباغت‬

‫إستحالة العثور عليه من طرف املحاسب املكلف بالتحصيل وأعوان التبليغ‬

‫والتنفيذ التابعين للخزينة العامة للمملكة‪.‬‬

‫الخوف من ضياع الضمان املخول للخزينة " ‪ "Le gage du trésor‬نظرا ملا يطرأ‬

‫من تغيير على امللزم أثناء حياته وبعد وفاته‪ ،‬والتي تهدد عملية التحصيل‪ ،1‬أما‬

‫‪30‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الضرائب التي يطبق بشأنها إلاستحقاق الفوري‪ ،‬فقد حددها املشرع في املادة ‪28‬‬

‫من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع في ما يلي‪:‬‬

‫‪ – 2‬الجداول وقوائم إلايرادات التي يتم إصدارها على سبيل التسوية فيما يتعلق بالضرائب‬

‫والرسوم املفروض تسديدها أصال بناء على تصريح امللزم‪.‬‬

‫‪ – 1‬الديون املترتبة على ذمة امللزم والقابلة لألداء بأجل إذا لم يعد يتوفر في املغرب على‬

‫محل إقامة إعتيادية أو محل مؤسسته الرئيس ي أو موطنه الجبائي‪.‬‬

‫‪ – 2‬وما عدا رسم السكن‪ ،‬تستحق فورا الديون القابلة لألداء في الحاالت التالية‪:‬‬

‫إنتقال امللزم خارج دائرة إختصاص املحاسب املكلف بالتحصيل ما عدا‬ ‫‪‬‬

‫إذا أشعره بمحل إقامته الجديد ‪ 21‬يوما قبل ذلك‪.‬‬

‫توقيف النشاط‬ ‫‪‬‬

‫إدماج أو إنفصال أو تحويل الشكل القانوني للشركة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وبمعنى آخر إذا طرأ أي تغيير على شخص امللزم وذلك وعيا من املشرع بضرورة إتخاذ إجراء‬

‫آني وسريع لكيال يتهرب امللزم من أداء ما بذمته من ديون تجاه الخزينة‪ ،‬وتفاديا للمنازعات التي تنتج‬

‫عن ذلك‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التحصيل الجبري‬

‫ألاصل في تحصيل الدين الضريبي هو ألاداء الرضائي من طرف امللزم‪ ،‬وعند تخلف هذا ألاخير‬

‫عن إلايفاء بإلتزاماته وأداء ما عليه من ديون في آلاجال املحددة لإلستحقاق؛ خول املشرع لإلدارة‬

‫الحق في اللجوء إلى وسائل التنفيذ الجبري وفق الشروط وإلاجراءات املحددة قانونا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التحصيل الجبري‬

‫إن الخزينة العامة للمملكة قد ال تتمكن من القيام باملهام املنوطة بها واملتمثلة في‬

‫إستخالص الديون الضريبية بإستعمال الطرق الرضائية‪ ،1‬مما يجعلها مضطرة إلى اللجوء إلى طرق‬

‫عادية وإستثنائية بقصد إرغام املدين على الوفاء بإلتزامه‪ 2،‬وفقا ملا تضمنه القانون رقم ‪،21.79‬‬

‫والذي يشكل إلاطار القانوني لتحصيل ديون الدولة من ضرائب ورسوم‪.‬‬

‫وقد أفض ى مجموعة من املهتمين تعريفات مختلفة ملفهوم التحصيل الجبري والتي من‬

‫بينها‪ " :‬يتضمن التحصيل مجموع العمليات التي تمكن املحاسبين املكلفين بها من إستيفاء مبالغ‬

‫متمثلة في ديون الدولة وإذا لم يتم قبضها عند حلول تاريخ إستحقاقها املقرر قانونيا‪ ،‬يصبح‬

‫بإستطاعة هؤالء القيام بمجموع إلاجراءات الالزمة للوصول إلى الحصول على املبالغ الواجبة‬

‫على املدينين‪ ،‬وعلى الخصوص الشروع في تطبيق إجراءات املتابعات وتنفيذها‪".3‬‬

‫‪32‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وباإلضافة إلى إهتمام الفقهاء بهذا املجال‪ ،‬فاملشرع كذلك أواله أهمية عظمى باملقارنة مع‬

‫التحصيل الرضائي‪ ،‬بحيث خصص له مجموعة من النصوص محاولة منه تنظيمه بشكل دقيق‪،‬‬

‫وذلك من أجل إستخالص الدين الضريبي في أحسن الظروف حفاظا على حقوق الخزينة‪ ،‬وأعطى‬

‫بذلك للمحاسب املكلف بالتحصيل سلطات واسعة للقيام بهذه املهمة مع تحميله املسؤولية في‬

‫حاالت إلاخالل بها فهي مسطرة دقيقة‪ ،‬تطلب فيها املشرع املغربي إجراءات سابقة وشروط للقيام‬

‫بها والتي يترتب على إلاخالل بها بطالن مسطرة التحصيل الجبري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط التحصيل الجبري‬

‫‪ ‬ضم الديون الواجبة على امللزم‪:‬‬

‫خالل هذه املرحلة تقوم أجهزة الدولة املكلفة بإستخالص الديون املستحقة لها‪ ،‬بتجميع‬

‫كافة الديون املترتبة على املدين في شكل الئحة تضم مجموع املبلغ املكون للدين الضريبي حتى‬

‫تشمله إجراءات التحصيل الجبري برمته‪ ،1‬ثم تقوم بإخطار امللزم بكافة تلك الديون على أساس‬

‫الحق في إلاعالم‪ ،‬وهو ما نجده في نص املادة ‪ 28‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ " :‬ويشمل التحصيل الجبري مجموع‬

‫املبالغ املستحقة الواجبة على نفس املدين‪".2‬‬

‫‪33‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫واملشرع سن هذه القاعدة نظرا لحرصه الشديد على إخطار امللزم بكافة ديونه قبل إتخاذ‬

‫أي إجراء في حقه من جهة‪ ،‬وكذلك من أجل مواجهة املحاسب املكلف بالتحصيل على أي مبالغ‬

‫أخرى غير متضمنة في الالئحة حفاظا على ضمانات املدين‪.‬‬

‫‪ ‬إرسال آخرإشعاربدون صائر‬

‫جاء في نص املادة ‪ 24‬من مدونة التحصيل ما يلي‪ " :‬ال يمكن مباشرة التحصيل الجبري إال‬

‫بعد إرسال آخر إشعار للمدين بدون صائر‪ ،‬ويجب تقييد تاريخ إرسال هذا إلاشعار في جدول‬

‫الضرائب والرسوم أو في أي سند تنفيذي آخر‪ ،‬ويعتد بهذا التنفيذ ما لم يطعن فيه بالزور‪".1‬‬

‫وقد حدد املشرع املدة الفاصلة بين إرسال آخر إشعار بدون صائر وأولى إجراءات‬

‫التحصيل الجبري املتمثلة في إلانذار القانوني في مدة ‪ 11‬يوما‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 12‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‬

‫على أنه " اليمكن تبليغ إلانذار القانوني إال بعد مض ي أجل ‪ 03‬يوما إبتداء من تاريخ إلاستحقاق‬

‫و‪ 03‬يوما على ألاقل بعد إرسال آخرإشعاراملنصوص عليه في املادة ‪ 03‬أعاله"‪.‬‬

‫فاملشرع فرض على املحاسب املكلف بالتحصيل تذكير امللزم باملبالغ املستحقة عليه قبل‬

‫البدء في إجراءات التحصيل الجبري‪ ،‬على أساس أن يتم تقييد تاريخ إرسال هذا إلاشعار في جداول‬

‫الضرائب والرسوم أو في أي سند تنفيذي آخر‪ ،‬ما لم يتم الطعن في هذا السند بالزور‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تجدر إلاشارة إلى أن املشرع املغربي لم ينص على التبليغ الذي كان معتمدا عليه في ظل ظهير‬

‫‪ 2721‬القديم‪ 1.‬وإكتفى فقط باإلرسال بدون صائر‪ Sommation sans frais‬مع تقييد تاريخه في‬

‫جدول الضرائب والرسوم أو في أي سند تنفيذي آخر دون إلزام املحاسب بتبليغ إلاشعار إلى امللزم‪.2‬‬

‫على الرغم من عدم نص املشرع على أية إجراءات لعدم إثبات توجيه إلاشعار بدون صائر‪،‬‬

‫فإن العمل القضائي سار في إتجاه إلغاء جميع إلاجراءات الالحقة في حالة عدم إلارسال وإثبات‬

‫توصل املدين به‪ ،3‬وعدم التقيد بهذا إلاجراء فرض على القضاء إلغاء كافة إلاجراءات الالحقة‬

‫لإلشعار بدون صائر‪ ،‬إلعتباره ذلك خرقا ألحد أهم الضمانات التي خولها املشرع للملزم قبل اللجوء‬

‫إلى إجراءات التحصيل الجبري إلى جانب إلاذن املسبق من طرف الرئيس ألاعلى املكلف بالتحصيل‪.‬‬

‫إال أننا نتساءل عن الحالة التي ال يعمد فيها املحاسب املكلف بالتحصيل إلى إرسال هذا‬

‫إلاشعار ويقوم مباشرة بإجراءات التحصيل‪ ،‬ولم تجبنا املادة ‪ 24‬عن هذا التساؤل وإنما إكتفت‬

‫‪35‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫بعدم إمكانية مباشرة مسطرة التحصيل الجبري‪ ،‬ولم تتطرق إلى الجزاء في حالة مخالفة أحكام هذه‬

‫املادة‪.‬‬

‫‪ ‬الحصول على ترخيص مسبق‬

‫ال يمكن مباشرة إجراءات التحصيل الجبري إال بموجب قائمة إسمية بمثابة ترخيص تبين‬

‫املدين أو املدينين املشار إليهم في املادة ‪ 17‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬يصدر هذا‬

‫الترخيص عن رئيس إلادارة التي ينتمي إليها املحاسب املكلف بالتحصيل أو عن الشخص املفوض‬

‫من طرفه لذلك‪.1‬‬

‫ويتمثل الترخيص في قائمة إسمية تبين إسم املدينين امللزمين بأداء مبلغ الضريبة‪ ،‬إضافة‬

‫إلى مجموعة من البيانات موقعة من طرف رئيس إلادارة‪.‬‬

‫إال أنه برجوعنا للمادة السالفة الذكر فاملشرع إستثنى من الحصول على الترخيص إلانذار‬

‫القانوني‪ ،‬إذ يرى بعض الفقه‪ " 2‬أن ذلك راجع لتبسيط املساطر إلادارية التي ما فتئ كافة املهتمين‬

‫بهذا املجال ينادون بها ويتوقون إلى إلاسراع في تجسيدها على أرض الواقع‪ ،‬أو ربما لكون‬

‫القباض هم املؤهلون قبل غيرهم ملمارسة إستيفاء ديون الدولة‪ ،‬فقد يكون مشرع مدونة‬

‫التحصيل أخذ بدوره هذه النظرية ليخضع لعملية الشروع في إستخالص الضرائب التي تتطلب‬

‫مصاريف أو صوائر الترخيص إلاداري مستثنيا منها إلاجراءات إلادارية املحضة التي ال تتطلب‬

‫‪36‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تداخل املساطر العامة إلى جانب النصوص القانونية والتنظيمية الخاصة كما هو الشأن‬

‫بالنسبة لإلنذارالضريبي"‪.‬‬

‫وقد سعى املشرع من خالل هذا إلاجراء إلى مراقبة إلاجراءات إلادارية املتعلقة بالتحصيل‬

‫وضبط العمل إلاداري وممارسة نوع من الرقابة الذاتية التسلسلية‪ ،‬أي فحص قوائم إلاستخالص‬

‫ومراقبتها من طرف املسؤولين قبل تسليمها للمحاسبين الذين ال يشرعون في التحصيل إال بموجب‬
‫‪1‬‬
‫تلك القوائم املتضمنة ألسماء امللزمين املتخلفين عن ألاداء ولعناوينهم واملبالغ املترتبة عليهم‪.‬‬

‫وبعد معرفة الشروط السابقة للقيام بالتحصيل الجبري‪ ،‬سننتقل آلان إلى الخوض في‬

‫تفاصيل هذه املرحلة من خالل مناقشة درجاتها‪ ،‬والتي رتبها املشرع من خالل املادة ‪ 27‬من مدونة‬

‫تحصيل الديون العمومية كاآلتي‪ :‬إلانذار‪ ،‬الحجز‪ ،‬البيع ثم إلاكراه البدني‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬درجات التحصيل الجبري‬

‫‪ ‬إلانذار‪Le commandement :‬‬

‫إلانذار هو إلاجراء الذي يمارس ضد الخاضعين املتخلفين عن أداء ديونهم الضريبية‪، 2‬‬

‫تحت طائلة إكراهه بكافة الطرق القانونية‪.3‬‬

‫‪37‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وهو يعتبر قائمة أصلية تتضمن مجموعة من البيانات من بينها مبلغ الدين والجزاءات‬

‫املترتبة عن عدم ألاداء‪ ،‬وتتضمن ما يفيد إجبار املدين على الوفاء بما في ذمته تجاه إلادارة حاال أو‬

‫داخل ألاجل املضروب له‪ ،1‬فهو يعتبر من أهم املراحل التي يجب على املحاسب املكلف بالتحصيل‬

‫املرور بها لكونه إجراءا يحقق في الكثير من الحاالت الهدف منه‪ ،‬وبالتالي إلاستغناء عن إجراءات‬

‫التحصيل الجبري ألاخرى والتي تتطلب املزيد من املصاريف ومنه التخفيف على الجهاز القضائي من‬

‫الطلبات التي يتقدم بها لطلب املساعدة‪.2‬‬

‫رخص املشرع لإلنذار الضريبي مجموعة من املواد التي من شأنها أن تنظمه وهي املواد ‪11‬‬

‫إلى ‪ 12‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬حيث أتت على تبيان الطريقة التي يتم بها إلانذار‬

‫وكذلك ألاشخاص املكلفون به والشروط التي يجب توافرها ليعتبر صحيحا‪.‬‬

‫فإذا كان إلانذار يكتس ي أهمية بالغة في إجراءات التحصيل الجبري‪ ،‬فإن التبليغ هو آلاخر‬

‫له نفس ألاهمية لكونه الوسيلة التي بواسطتها يتم إيصال واقعة املديونية إلى علم امللزم املبلغ إليه‬

‫للوفاء بما بذمته من ديون الدولة‪ ،‬وقد نص املشرع من خالل القانون ‪ 21/79‬على الشروط‬

‫الواجبة توفرها للشروع في عملية تبليغ الدين الضريبي وهي ضرورة أن يكون الدين مستحقا على‬

‫املدين بناء على املواد ‪ 22‬إلى ‪ 21‬بالنسبة للضرائب والرسوم املدرجة في الجداول‪ ،‬وباإلضافة في‬

‫‪38‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تأكيده على وجوب إنصرام ‪ 11‬يوما بعد إرسال آخر إشعار بدون صائر املنصوص عليه في املادة ‪24‬‬

‫من مدونة التحصيل‪.1‬‬

‫أما فيما يخص ألاشخاص املكلفون بتبليغ إلانذار فقد جاءت مدونة التحصيل على‬

‫تعدادهم من خالل املادة ‪ " 11‬يتم تبليغ إلانذار من طرف مأموري التبليغ والتنفيذ للخزينة أو أي‬

‫شخص منتدب لذلك‪.‬‬

‫كما يمكن أن يتم التبليغ بالضريبة إلادارية أو عن طريق البريد املضمون مع إلاشعار‬

‫بالتوصل"‪.‬‬

‫وبالتالي فإن املصلحة التي أوكل لها املشرع هذه املهمة هم أعوان التبليغ والتنفيذ التابعين‬

‫للخزينة العامة للمملكة‪ ،2‬وقد أسندت هذه املهمة إلى إلادارة املكلفة بالتحصيل نظرا لدرايتها‬

‫بالجداول الضريبية وبالعمليات املرتبطة بها التي تخضع إلجراءات خاصة بها‪ ،‬وتحكمها قواعد‬

‫وقوانين تنظيمية محددة‪.‬‬

‫وقد حددت املادة ‪ 12‬من مدونة التحصيل ألاشخاص الذين يقع عليهم وهم كآالتي‪:‬‬

‫‪ ‬التبليغ للمعني باألمر‪ :‬ألاصل في التبليغ يجب أن يقع على الشخص امللزم نفسه أينما عثر‬

‫عليه عون التبليغ والتنفيذ إال أنه وفي حالة تعذر العثور عليه رخص املشرع للعون تسليمه‬

‫‪39‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫للغير الذي أتى على تحديده من خالل املادة ‪ 12‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ .‬ومن خالل املادة ‪ 127‬من‬

‫املدونة العامة للضرائب واملادة ‪ 211‬من القانون رقم ‪ 19/14‬املتعلق بجبايات الجماعات‬

‫املحلية على أنه‪" :‬يجب أن يقوم العون بتقديم الوثيقة املراد تبليغها إلى املعني باألمر في‬

‫ظرف مغلق‪".1‬‬

‫كما تنص املادة ‪ 17‬من مدونة تحصيل الديون العمومية على أن التحصيل الجبري يباشر‬

‫في حق املدينين الذين يؤدوا ما بذمتهم من ديون داخل آلاجال املحددة وتنفذ إجراءات هذا‬

‫التحصيل من طرف مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة العامة‪ ،‬وقد يكون املقصود باملعني‬

‫باألمر املراد تبليغه إما شخصا ذاتيا أو شخصا معنويا‪.2‬‬

‫‪ ‬التبليغ للغير‪ :‬وضع املشرع إمكانية تسليم إلانذار للغير إال أنه وضع معها عدة شروط‬

‫ليكون إلانذار صحيحا مراعيا بذلك ضرورة الحفاظ على ضمانات امللزم تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬ضرورة إيداع إلانذار في ظرف مختوم؛‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬ضرورة تأكد العون من صفة املتسلم؛‬

‫‪ -‬ثالثا‪ :‬ضرورة تسجيل تصريح هذا ألاخير في الخانة املخصصة له مع التوقيع إذا‬

‫كان املتسلم يحسنه‪ ،‬أما إذا كان غير ذلك‪ ،‬يدون العون على أصل قائمة إلانذار‬

‫عبارة "عجز عن التوقيع"‪ ،‬وفي حالة رفض املدين أو الشخص الذي ينوب عنه‬

‫تسلم إلانذار‪ ،‬يتعين على العون في هذه الحالة إلاشارة إلى هذا الرفض من خالل‬

‫‪40‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫عبارة "رفض التوقيع" وتدوينها على أصل القائمة ألاصلية لإلنذار وفي هذه الحالة‬

‫يعتبر إلانذار مبلغا تبليغا صحيحا في اليوم الثامن املوالي للتاريخ املقيد بالقائمة‬

‫الذي تم فيه رفض إستالم إلانذار‪.1‬‬

‫وخالفا ملسطرة "آخر إشعار بدون صائر" فقد ألزم املشرع مأموري التبليغ والتنفيذ‬

‫التابعين للخزينة‪ ،‬أو أي شخص مفوض من قبل املحاسب املكلف بالتحصيل لنفس الغرض –‬

‫كاملفوضين القضائيين على سبيل املثال–‪ ،‬بموجب تبليغ إلانذار للمعني باألمر‪ ،2‬إما بشكل شخص ي‬

‫وذلك بتسليم إلانذار للملزم نفسه‪ ،‬أو من خالل تسليمه وفي ظرف مختوم وفي موطنه ألحد أقاربه‬

‫أو خدمه أو مستخدميه أو أي شخص آخر يسكن معه‪ ،‬مع شهادة من توصل باإلنذار بتسلمه على‬

‫ألاصل‪.3‬‬

‫‪41‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬الحجز‬

‫الحجز هو تلك الوسيلة التنفيذية الجبرية املخولة للمحاسب املكلف بالتحصيل‪،‬‬

‫وبعد إنصرام أجل ثالثين يوما من تبليغ إلانذار‪ ،1‬والتي يكون الغاية منها تثبيت جزء من أموال‬

‫املدين محل التنفيذ لتغطية الدين الضريبي املخلد في ذمته وصوائره‪ ،‬بحيث يصبح مجرد حارس‬

‫لها‪ ،‬ال يجوز له التصرف أو التمتع بها‪ ،2‬إلى أن يتم بيعها الحقا إلستيفاء الدين من حصيلة البيع‪.‬‬

‫كما تمت إلاشارة إلى ذلك سابقا فإنه بمرور ‪ 21‬يوما على إلانذار القانوني يصير بإمكان‬

‫املحاسب اللجوء إلى إجراءات الحجز حيث يعتبر هذا ألاخير إلاجراء الفعلي في املتابعة الجبرية‬

‫لتحصيل الديون الضريبية‪ ،3‬ويخضع الحجز ملجموعة من الضوابط وإلاجراءات التي تنظمه بحيث‪:‬‬

‫‪ ‬ال يمكن اللجوء إليه إال بترخيص مسبق من الرئيس ألاعلى لإلدارة التي ينتمي إليها املحاسب‪.‬‬

‫‪ ‬ال يتم إال بعد مرور ‪ 21‬يوما من تاريخ تبليغ إلانذار‪.4‬‬

‫‪ ‬يمارس الحجز على ألاثاث وألامتعة املنقولة واملحاصيل والثمار طبقا ألحكام املسطرة‬

‫املدنية‪ 1‬إال في حالة خشية ضياع ضمان الخزينة‪ ،‬فيتم الحجز مباشرة إذا ما تم تبليغ‬

‫إلانذار حسب ما حددته املادة ‪ 12‬من املدونة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬تكون غير قابلة للحجز‪:‬‬

‫‪ -‬فراش النوم واملالبس وأواني الطبخ الالزمة للمحجوز عليه ولعائلته؛‬

‫‪ -‬السكنى الرئيسية التي تأوي عائلته على أساس أال تتعدى قيمتها مائتي ألف درهم؛‬

‫‪ -‬الكتب وألادوات الالزمة ملهنة املحجوز عليه؛‬

‫‪ -‬املواد الغذائية املخصصة لتغذية املحجوز عليه ولعائلته ملدة شهر واحد؛‬

‫‪ -‬الحيوانات مصدر قوت املحجوز عليه وكذا العلف الضروري لتربيتها؛‬

‫‪ -‬البذور الكافية لبذور مساحة تعادل ‪ 1‬هكتارات؛‬

‫‪ -‬ألاشياء الضرورية لألشخاص املعاقين أو التي تخصص لعالج املرض ى‪2‬؛‬

‫‪ -‬يكتفي مأمورو التبليغ والتنفيذ للخزينة بجرد املحجوزات إذا تبين أن حجزا سابقا قد‬

‫إنصب على منقوالت املدين بعد إلاطالع على محضر الحجز‪ ،‬وبتبليغه يعتبر بمثابة تعرض‬

‫على حصيلة البيع ويخول حق املشاركة في التوزيع مع تخويل املأمور إمكانية اللجوء إلى‬

‫حجز أوفر لألشياء التي لم يشملها الحجز السابق‪.‬‬

‫‪ ‬إذا أصر املدين أثناء الحجز على رفض أداء ما بذمته يقوم مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة‬

‫بإحصاء املنقوالت ويحرر محضرا بذلك يتضمن‪:‬‬

‫أوال‪ -‬وصف لألمتعة املحجوزة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تحديد تاريخ البيع‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ثالثا‪ -‬تعيين الحارس (الذي يمنع عليه الاستفادة من املحجوزات)‪.1‬‬

‫‪ ‬يرخص للمكلف بالحجز وفق الشروط املنصوص عليها في الفصل ‪ 218‬من قانون املسطرة‬

‫املدنية بفتح أبواب املحالت ذات إلاستعمال املنهي أو املعدة للسكنى وكذا ألاثاث في حدود ما‬

‫تقتضيه مصلحة التنفيذ عندما تكون ألابواب مغلقة أو رفض فتحها ويجوز له أن يطلب‬

‫مساعدة السلطة إلادارية املحلية‪.‬‬

‫‪ ‬يتم تحرير محضر تفتيش من طرف املحاسب املكلف بالتحصيل أو من يمثله وذلك‬

‫بحضور السلطة إلادارية املحلية عند إلاقتضاء في حالة إختفاء أو رحيل املدين دون‬

‫إلاعالن عن عنوانه الجديد وعند إنعدام مواد قابلة للحجز‪.‬‬

‫‪ ‬بمجرد أداء جميع املبالغ بما فيها صوائر الحجز يتم إيقاف الحجز حينا‪.‬‬

‫‪ ‬يثبت عسر املدين وفق ما حددته املادة ‪ 19‬من مدونة التحصيل‪:‬‬

‫‪ -‬إما بمحضر عدم وجود ما يحجز أو حين يتبين عدم وجود أية وسيلة أخرى‬

‫إلستيفاء املبالغ الواجبة في ذمة املدين‪ ،‬بالنسبة للمدينين املعروفين بقدرتهم على‬

‫الوفاء‪.‬‬

‫‪ -‬وإما بشهادة العوز املسلمة من طرف السلطة إلادارية املحلية بالنسبة للمدينين‬

‫املعروفين بعسرهم‪.2‬‬

‫ويمكن التمييز على مستوى مدونة التحصيل‪ ،‬وباعتماد معيار محل الحجز‪ ،‬بين نوعين من‬

‫الحجوز التنفيذية‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬حجز يهم بعض ألاموال الخاصة كالعقارات وألاصول التجارية والسيارات والسفن وغيرها‬

‫مما يتم حجزه بناء على مساطر خاصة‪.‬‬

‫‪ ‬حجز يهم ألاموال املنقولة العادية كاألثاث وألامتعة املنقولة واملحاصيل والثمار‪ ،‬وتشكل‬

‫أحكامه ألاحكام العامة للحجز‪.‬‬

‫وتأكيدا على ضمان إستخالص الدين العمومي نص املشرع ‪ -‬كما تمت إلاشارة إلى ذلك‪ -‬على‬

‫أن التعرض على الحجز من طرف املدين ال يوقف إجراءاته إال إذا تمت وفق مسطرة املنازعة‬

‫الواردة في املواد ‪ 227‬إلى ‪ 212‬من مدونة التحصيل‪ 1‬أو إقدام امللزم على الوفاء بدينه كامال بما في‬

‫ذلك صوائر الحجز وإلانذار ‪ 2‬ومعنى ذلك أن ألاداء الجزئي أو على شكل دفعات ال يوقف الحجز‪. 3‬‬

‫‪ ‬البيع‬

‫يأتي البيع في املرحلة الثالثة بعد إلانذار والحجز‪ ،‬وهو آخر عملية من عمليات التنفيذ‬

‫الجبري التلقائي واملباشر التي تقوم بها إلادارة تنفيذا على منقوالت املدين ويستوجب هو آلاخر‬

‫الحصول على ترخيص‪ ،‬إذ ال يمكن بيع ألاثاث وألامتعة املحجوزة واملحاصيل والثمار التي أوشكت‬

‫‪45‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫على النضج‪ ،‬إال بعد أجل ‪ 8‬أيام من تاريخ الحجز وبيع هاته املنقوالت يتوقف دائما على ضرورة‬

‫الحصول على إذن مسبق من طرف الرئيس ألاعلى املكلف بالتحصيل وهم‪:‬‬

‫‪ o‬الخازن العام للمملكة‪.‬‬

‫‪ o‬املدير العام إلدارة الجمارك والضرائب غير املباشرة‪.‬‬

‫‪ o‬مدير إدارة الضرائب ( رسوم التسجيل)‪.‬‬

‫‪ o‬املدير العام للمؤسسة العمومية‪.‬‬

‫‪ o‬رئيس املحكمة التي ينتمي إليها كاتب الضبط بالنسبة للغرامات وإلادانات النقدية‬

‫والصوائر القضائية والرسوم القضائية‪.1‬‬

‫يتم البيع غالبا بحضور املحاسب املكلف بالتحصيل ومأمور التبليغ‪ ،‬مأمورو كتابة الضبط‬

‫أو املفوضين القضائيين بطلب من املحاسب بحضور السلطة إلادارية وتعرض ألاشياء للبيع حسب‬

‫الترتيب الذي يرغب فيه صراحة املدين وتتم إلاشارة إلى ذلك في املحضر‪.‬‬

‫وفي جميع ألاحوال عند إنتهاء عملية البيع يدفع محصوله في الحال بين يدي مأمور التبليغ‬

‫في حدود املبالغ الواجبة‪ ،‬وفي حالة عدم كفاية محصول البيع يتابع إلاجراء الجبري بالنسبة للباقي‪.2‬‬

‫‪ ‬إلاكراه البدني‬

‫‪46‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يعرف إلاكراه البدني من خالل مقتضيات مدونة تحصيل الديون العمومية بأنه‪" :‬حبس –‬

‫املدين – املحكوم عليه‪ ،‬مدة معينة يحددها الحكم الصادر به طبقا ملقتضيات القانون املنظم‬

‫لهذا إلاجراء القهري إلجباره على أداء ما إلتزم به أو ألزم به قضاء"‪.1‬‬

‫وقد عرفت هذه املسطرة عدة تطورات منذ عهد القوانين اليونانية والرومانية وصوال إلى‬
‫‪4‬‬
‫القوانين املعاصرة‪ ،‬والتي أضحت تشكك في شرعيته‪ 2‬ونجاعته كإجراء قهري‪ 3‬مجهول الهوية‬

‫وغامض املقاصد‪ 5‬وحدس ي املقياس‪ ،6‬فضال عن تطور فكرة الضمان العام والتي أضحت فكرة‬

‫مجرد ال تشمل إال الذمة املالية للمدين دون بدنه‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫قد القى تطبيق إلاكراه البدني خالفا كبيرا في الفقه والقضاء بخصوص مشروعيته خاصة‬

‫بعد مصادقة املغرب في مارس ‪ 2797‬على إتفاقية نيويورك الدولية املتعلقة بالحقوق املدنية‬

‫والسياسية املؤرخة في ‪ 2741/21/24‬و التي جاء في فصلها ‪ 22‬على أنه " ال يجوز سجن إنسان‬

‫فقط على أساس عدم قدرته على الوفاء بإلتزام تعاقدي‪."1‬‬

‫إال أنه ورغم هذه املصادقة فقد إستمرت املحاكم املغربية في تطبيق إلاكراه البدني حتى في‬

‫امليدان التعاقدي‪ ،‬بعلة عدم وجود ما يفيد سمو إلاتفاقية الدولية على التشريع الداخلي وعدم‬

‫وجود ما يفيد ترجيح ألاخذ باإلتفاقية الدولية عند تعارضها مع نص دستوري أو قانوني‪.‬‬

‫إال أن اللجوء لهذه املسطرة رهين بمجموعة من الشروط وإلاجراءات جاءت كالتالي‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 94‬من مدونة التحصيل على أنه " إذا لم تؤد طرق التنفيذ على أموال املدين‬

‫إلى نتيجة‪ ،‬يمكن أن يتابع التحصيل الجبري للضرائب والرسوم والديون العمومية ألاخرى‬

‫بواسطة إلاكراه البدني"‪.‬‬

‫‪ ‬مما يعني أن املشرع قد جعل مباشرة مسطرة إلاكراه البدني آخر درجة من درجات‬

‫التحصيل الجبري‪ ،‬إذا لم تؤد باقي درجات التحصيل إلى نتيجة وتكون درجات التحصيل‬

‫كلها باءت بالفشل‪ ،‬حيث إن التنفيذ على شخص املدين يأتي بعد التنفيذ بواسطة‬

‫إجراءات التحصيل الجبري على أموال املدين السائلة واملنقولة وألاصول التجارية‬

‫‪48‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫والعقارات والسلف‪ ،‬وعندما ال تؤدي هذه إلاجراءات إلى نتيجة تمكن من إستيفاء ديون‬

‫الدولة آنذاك يمكن للمحاسب املكلف بالتحصيل اللجوء إلى مسطرة إلاكراه البدني من‬

‫أجل جبر املدين على إلايفاء بديونه تجاه خزينة الدولة‪ ،‬مع مراعاة املقتضيات القانونية‪.‬‬

‫أما فيما يخص ألاشخاص الذين يطبق في حقهم إلاكراه البدني فهم كآالتي‪:‬‬

‫‪ ‬املدينين الذين لم يثبت عسرهم‪.‬‬

‫‪ ‬املدينين الذين إفتعلوا عسرهم أو عرقلوا إجراءات تحصيل الديون العمومية‪.1‬‬

‫وطلب تطبيق إلاكراه البدني يرفع إلى املحكمة املختصة من طرف املحاسب املكلف‬

‫بالتحصيل ليسلك املسطرة التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يكون الطلب مكتوبا وموقعا من طرف املحاسب املكلف بالتحصيل ومتضمنا إلاسم‬

‫العائلي والشخص ي للمدين وكذا عنوانه مع تحديد مبلغ الدين املراد تحديد إلاكراه البدني‬

‫من أجله‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة تبيان موضوع الدعوى والوقائع والوسائل املثارة مرفقة‬

‫باملستندات التي يتوجب على املحاسب إستعمالها مقابل وصل يسلمه كاتب الضبط‬

‫للمحاسب يثبت فيه عدد املستندات املرفقة ونوعها‪.2‬‬

‫ب‪ -‬أن يؤشر على الطلب قبل عرضه على املحكمة رئيس إلادارة التي ينتمي إليها املحاسب‬

‫املكلف بالتحصيل أو الشخص الذي يفوضه لذلك‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ت‪ -‬البت داخل أجل ‪ 21‬يوما من طرف قاض ي املستعجالت في الطلب املعروض عليه‪ ،1‬وهذا ما‬

‫إفترضته الفقرة الثانية من املادة ‪ 81‬من مدونة التحصيل قصد إصدار أمر بتحديد مدة‬

‫الحبس‪ ،‬مع أن املدونة لم تحدد التاريخ الذي يبدأ منه إحتساب املدة‪ ،‬وهل يدخل في ذلك‬

‫تاريخ الوضع بالبريد أو الوضع بصندوق محكمة أخرى غير املحكمة املختصة وهل يتم‬

‫إحتساب اليوم ألاول وألاخير‪.‬‬

‫ث‪ -‬تنفيذ ألامر إلاستعجالي املحدد ملدة إلاكراه البدني وذلك بصورة آنية‪ ،‬ويعمل وكيل امللك‬

‫لدى املحكمة املختصة على تنفيذه بمجرد التوصل به‪ ،2‬وبعد توصل وكيل امللك باألمر‬

‫إلاستعجالي املحدد ملدة إلاكراه البدني يصدر أوامر إلى رجال القوة العمومية من شرطة‬

‫ودرك بإلقاء القبض على املكره وإيداعه بالسجن‪.‬‬

‫‪ ‬إلاشعارللغيرالحائز ‪Avis à Tiers Détenteur‬‬

‫ظهرت مسطرة إلاشعار للغير الحائز في فرنسا منذ سنة ‪ 2818‬وتعتبر مقتضيات الفصلين‬

‫‪ 141‬و‪ 142‬من كتاب املساطر الجبائية املرجع ألاساس ي لهذا إلاجراء الذي حظي بإهتمام من لدن‬

‫‪50‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إلادارة الجبائية التي خصصت له العديد من الدوريات‪ ،‬ومن لدن القضاء إلاداري الذي تعددت‬

‫تدخالته للسهر على حسن تطبيق املسطرة أو التنصيص على بعض الشكليات التي أهملها املشرع‪.1‬‬

‫وقد إعتبرت محكمة النقض الفرنسية في قرار صادر لها بتاريخ ‪ 11‬يونيو ‪ 2781‬إلاشعار‬

‫للغير الحائز بمثابة حكم بالتصديق على حجز ما للمدين لدى الغير‪ ،‬لتسليم املبالغ التي يحوزها‬

‫وهو مدين بها للملزم وفاء بالضرائب والرسوم والديون ألاخرى الواجبة على هذا الغير واملتمتعة‬

‫بإمتياز الخزينة‪.2‬‬

‫تم نقل هذه املسطرة إلى التشريع املغربي ألول مرة في ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 2721‬من خالل‬

‫مقتضيات املادتين ‪ 42‬و‪ 41‬منه‪ ،‬واملالحظ غياب تعريف لهذا إلاجراء في النصوص القانونية املنظمة‬

‫له وإحجام إلاجتهاد القضائي عن تقديم تعريف موحد وقار له‪ ،‬فبالرجوع إلى التعليمات الصادرة‬

‫عن الخزينة العامة للمملكة نجدها تعرفه على أنه " إجراء يمكن املحاسب العمومي من حيازة‬

‫ألاموال املوجودة بين يدي ألاغيار والتي تعود ملكيتها أو تفترض ملكيتها للملزم‪ ،3‬فهذا إلاجراء‬

‫إلاستثنائي إذن هو إجراء تنفيذي ومباشر ويمكن املحاسب من تحصيل الدين العمومي على خالف‬

‫‪51‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إلاجراءات التحفظية وإجراءات التحصيل الجبري ألاخرى التي غالبا ما يكون القصد منها تحصين‬

‫الدين ما لم يتأت تحصيله‪.1‬‬

‫إال أنه ومنذ صدور قانون ‪ 21/79‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وموضوع‬

‫إلاشعار للغير الحائز يثير غموضا كبيرا لدى معظم املهتمين والباحثين خصوصا في املادة الجبائية‪،‬‬

‫وهذا راجع باألساس إلى كون املشرع لم يوفه حقه إن على مستوى املصطلح وكذلك ما يهم مختلف‬

‫إلاجراءات والشكليات املتطلبة ملمارسته‪.‬‬

‫وإستنادا للمادة ‪ 211‬من مدونة التحصيل‪ ،‬فإن إلاشعار للغير الحائز يلزم ذلك الغير‬

‫بالتسليم الفوري للمبالغ املوجودة في حوزته‪ ،‬وذلك في حدود مبلغ الضريبة الواجب أداءها على‬

‫امللزم‪ ،‬حيث يسلم القابض املكلف بالتحصيل للحائز وصال بالتسليم‪ ،‬والذي يمكن الاعتداد في‬

‫مواجهة امللزم ألاصلي استنادا ملا نصت عليه املادة ‪ 212‬من نفس املدونة‪.‬‬

‫أما في حالة تقاعس الغير الحائز بعد تسلمه لإلشعار عن تسليم ما بحوزته للمحاسب‬

‫املكلف بالتحصيل‪ ،‬يمكن لهذا ألاخير أن يتابعه بمختلف إجراءات التحصيل بإستثناء إلاكراه‬

‫البدني‪ ،‬وذلك على خالف التشريع السابق الذي كان يخول للقابض متابعته بكل إجراءات‬

‫التحصيل‪ ،‬بما في ذلك إكراهه بدنيا على تسليم ما بحوزته‪.2‬‬

‫‪52‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وقد كانت هناك مجموعة من املحاوالت لتعريف هذا إلاجراء‪ ،‬فهناك من ذهب إلى تعريفه‬

‫على أنه وسيلة قانونية تمكن املحاسب املكلف بالتحصيل بصفة مباشرة من إستخالص الضرائب‬

‫والرسوم وغيرها من الديون‪ ،‬وذلك عن طريق توجيه إشعار لألغيار الحائزين ملبالغ يملكها امللزمون‬

‫من أجل الوفاء من هؤالء في حدود ما ترتب في ذمتهم من ديون عمومية‪.1‬‬

‫حاول العمل القضائي تعريف إلاشعار للغير الحائز على أنه إجراء مباغث يترتب عليه حجز‬

‫أموال املدين وتسليمها فورا إلى املحاسب املكلف بالتحصيل‪ ،2‬باإلضافة إلى ذلك أن هناك حكم‬

‫يرى بأن إلاشعار للغير الحائز هو إجراء تنفيذي ومباشر من إجراءات التحصيل الجبري إلستخالص‬

‫الديون العمومية‪.3‬‬

‫وفي حكم آخر جاء فيه " وحيث ملا كان إلاشعار للغير الحائز وسيلة قانونية تمكن‬

‫املحاسب املكلف بالتحصيل بصفة مباشرة من إستخالص الضرائب والرسوم وغيرها من‬

‫الديون العمومية بإمتياز الخزينة في إستخالص الديون الضريبية من يدي امللزمين بهذه‬

‫الديون‪ ،‬في حدود ما ترتب في ذمتهم من ديون عمومية‪ ،‬وكان هذا إلاشعار يدخل في إطار إجراءات‬
‫‪4‬‬
‫التنفيذ الجبري املباشرة ضد امللزم‪".‬‬

‫وفيما يخص مجال تطبيق إلاشعار للغير الحائز قد قام املشرع بتحديد ألاشخاص والديون‬

‫التي ينصب عليها‪ ،‬فبإستقرائنا للمادتين ‪ 211‬و‪ 212‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬فإن هذا‬

‫‪53‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إلاجراء يطبق على ألاغيار الحائزين واملودع لديهم‪ ،‬أما بالنسبة للديون التي تنصب عليها فقد حددت‬

‫املادة ‪ 1‬من املدونة هذه الديون حيث جاء فيها " تعتبرديونا عمومية بمقتض ى هذا القانون‪:‬‬

‫‪ -‬الضرائب املباشرة للدولة والرسوم املماثلة وكذا الضريبة على القيمة املضافة املشار‬

‫إليها بعبارة ‪-‬الضرائب والرسوم‪ -‬في ما يلي هذا القانون‪:‬‬

‫‪ -‬الحقوق والرسوم الجمركية؛‬

‫‪ -‬حقوق التسجيل والتمبروالرسوم املماثلة؛‬

‫‪ -‬مداخيل وعائدات أمالك الدولة؛‬

‫‪ -‬حصيلة إلاستغالالت واملساهمات املالية للدولة؛‬

‫‪ -‬الغرامات وإلادانات النقدية؛‬

‫‪ -‬ضرائب ورسوم الجماعات الترابية وهيأتها‪.‬‬

‫‪ -‬سائر الديون ألاخرى لفائدة الدولة والجماعات املحلية وهيأتها واملؤسسات العمومية‬

‫التي يعهد بقبضها للمحاسبين املكلفين بالتحصيل‪ ،‬بإستثناء الديون ذات الطابع التجاري‬

‫املستحقة لفائدة املؤسسات العمومية‪".‬‬

‫ومن خالل إطالعنا على مقتضيات املادة ‪ 212‬من املدونة نالحظ أن الديون التي يمكن أن‬

‫تكون موضوعا لإلشعار للغير الحائز هي الضرائب والرسوم والديون ألاخرى املتمتعة بإمتياز‬

‫‪54‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الخزينة وهي املنصوص عليها في املادتين ‪ 211‬و‪ 214‬من املدونة‪ ،‬وتمارس هذه إلامتيازات قبل جميع‬

‫إلامتيازات العامة أو الخاصة ألاخرى مع إعتبار إلاستثناءات املحددة في نص املادة ‪ 219‬من نفس‬

‫املدونة‪.‬‬

‫وعليه فإن إلاشعار للغير الحائز هو إجراء يتم بواسطته التعرض على أموال امللزم من‬

‫طرف القابض‪ ،‬مما يحتم على امللزم التوجه إلى القضاء إلاستعجالي للمطالبة إما بإيقافه أو بإلغائه‬

‫أحيانا‪.‬‬

‫وبعد عرض مختلف أشكال ومساطر تحصيل الدين الضريبي والتي وضعها املشرع من أجل‬

‫تنظيم وتقنين هذا املجال بهدف بلوغ ألاهداف املنشودة منه ومسايرة املستجدات‪ ،‬سننتقل آلان إلى‬

‫دراسة بعض إلاجراءات ألاخرى التي وضعها املشرع لحماية الدين الضريبي وامللزم به‪ ،‬بحيث‬

‫سنتناول من خالل هذا املطلب مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي وسبر أغوارها من خالل‬

‫تعريفه (فرع أول) وعرض مالمح إختالفها عن املساطر ألاخرى (فرع ثاني)‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لطلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫لقد نص املشرع خالل سنة ‪ 1117‬صراحة وألول مرة على مسطرة قضائية يمكن بموجبها‬

‫أن يأمر بإيقاف تنفيذ تحصيل الدين الضريبي املستحق إثر مراقبة ضريبية شريطة تكوين ضمانة‬

‫كافية لتأمين هذا الدين‪ ،‬وقد جاء هذا التعديل على إثر التعديل الذي لحق باملادة ‪ 111‬من املدونة‬

‫العامة للضرائب والتي جاء فيها‪ ..." :‬بالرغم من جميع ألاحكام املخالفة‪ ،‬ال يمكن إيقاف تنفيذ‬

‫تحصيل الضرائب والرسوم والواجبات والرسوم املستحقة إثر مراقبة ضريبية‪ ،‬إال بعد وضع‬

‫‪55‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الضمانات الكافية كما هو منصوص عليها في املادة ‪ 111‬من القانون رقم ‪ 11-79‬بمثابة مدونة‬

‫تحصيل الديون العمومية السالف الذكر‪ ،"...‬فكيف عرف املشرع والقضاء هذا النظام؟‬

‫الفرع ألاول‪ :‬تعريف طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫منح املشرع لكل شخص مطالب بدين ضريبي أن يلجأ إلى املحاسب املكلف بالتحصيل‪ ،‬من‬

‫أجل أن يوقف مطالبته بدين ضريبي أو متابعته بإجراء من إجراءات التحصيل‪ ،‬وذلك إلى حين‬

‫البت في شكايته املتعلقة بالدين أو صدور حكم في الدعوى املرفوعة أمام الجهة القضائية‬

‫املختصة‪ ،‬وقد أقر املشرع هذا الحق من أجل حماية الحقوق املالية للمدين الذي يرى أن تسديد‬

‫الدين املطالب به في الوقت الحالي سيؤثر سلبا على توازنه املالي‪ ،‬وتتمثل هذه إلامكانية في طلبات‬

‫إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪.‬‬

‫تعرف طلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية على أنها‪ " :‬املكنة املخولة للقاض ي إلاداري‬

‫حين يعرض عليه طعن في قرار إداري أو تصرف قانوني بأن يصرح بطلب من املدعي بأنه ال ينبغي‬
‫‪1‬‬
‫تنفيذ ذلك التصرف طاملا لم يفصل في صحته‪".‬‬

‫وفي تعريف آخر فإن إيقاف تنفيذ الدين الضريبي يقصد به‪ " 1 :‬الحكم الذي بموجبه يرى‬

‫القاض ي إلاستعجالي بطلب من امللزم وبشروط معينة أن يوقف إجراءات تحصيل الضريبة إلى‬

‫حين البت في جوهرالنزاع أمام قاض ي املوضوع"‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫أما ‪ George Latil‬فقد عرفه بأنه‪" :2‬ألاحقية املخولة للمدين بمقتض ى نص قانوني‬

‫يتضمن شروط صحته"‪.3‬‬

‫وعرفه أيضا ألاستاذان عبد الرحمان أبليال ورحيم الطور بأنه "الحق املخول بمقتض ى‬

‫القانون لكل شخص مطالب بهذا الدين في أن يلجأ إلى املحاسب املكلف بالتحصيل من أجل أن‬

‫يوقف مطا لبته بدين عمومي أو متابعته بإجراء من إجراءات املتابعة‪ ،‬وذلك إلى حين البت في‬

‫شكايته املتعلقة بموضوع الدين‪"4.‬‬

‫تعتبر طلبات إيقاف تنفيذ مسطرة إلاستخالص إجراء وقتيا ومؤقتا يكتنفه الطابع‬

‫إلاستعجالي‪ ،‬بإعتبار أن امللزمين به يكونوا مداهمين بالتنفيذ على ممتلكاتهم وعلى أبدانهم أحيانا‪،‬‬

‫وبالتالي فالقضاء إلاستعجالي يكون املناسب له‪ ،‬ملا يتوفر فيه من سرعة البت وتقصير املواعيد‬

‫إلاجرائية وربطها مع ضرورة توفر عنصر إلاستعجال وعدم املساس بجوهر النزاع‪ ،‬وهذا الطلب‬

‫عبارة عن دعوى يرفعها املدين إلستصدار سند تنفيذي بإيقاف عمليات تحصيل هذا الدين‪ ،‬إما‬

‫لقيام منازعة في إجراءات التحصيل أو سقوط عناصر إلاستحقاق عنه بالتقادم‪ ،‬وإما لقيام منازعة‬

‫في جوهر النزاع ذاته ووعائه أو في كيفية ربطه أو تصفيته أو إصداره‪ ،‬وتأتي دعوى إيقاف إجراءات‬

‫‪57‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫التحصيل للحيلولة دون ما قد يستتبع عمليات التحصيل من أضرار في هذه ألاوضاع‪ ،‬وهي وإن‬

‫كانت فرعا من منازعات التحصيل إال أنها تختلف عن دعوى املنازعة في التحصيل التي تثار أمام‬

‫قضاء املوضوع إما إلثارة أسباب سقوط تحصيل الدين بالتقادم ‪ ،1‬أو لتخطي تراتبية إجراءات‬

‫التحصيل مثال‪.‬‬

‫وقد تيسر توظيف مسلك إيقاف التحصيل لكونه يندرج ضمن إلاطار العام لوالية وقف‬

‫التنفيذ التي يقررها القانون للقضاء بطلب من الشخص الذي تواجهه إجراءات تنفيذ منازع فيها إلى‬

‫غاية الفصل في جوهر النزاع‪ ،‬إال أن ما يميزها هو كون املشرع املغربي لم يفرد لها نصا خاصا بخالف‬

‫املشرع الفرنس ي الذي تطرق لهذه املكنة بصفة صريحة ومن زاويتين‪ ،‬ألاولى بمقتض ى الفصل‪L521 2‬‬

‫من قانون العدالة إلادارية الذي خول للمدين طلب تدخل قاض ي املستعجالت لوقف تحصيل دين‬

‫يتهدده‪ ،‬كما خول له من زاوية ثانية وبمقتض ى إحالة من الفصل ‪ L532-2‬أن يلجأ إلى قاض ي‬

‫املستعجالت كمرجع طعن في إطار الفصل ‪ L277‬من كتاب املساطر الجبائية الفرنس ي‪ ،‬ليقدر ما إذا‬

‫‪58‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫كانت الضمانات املشكلة من طرف امللزم والتي رفضها املحاسب العمومي كفيلة بأن توفر تغطية‬

‫للدين املنازع فيه‪ ،‬وفي حالة إقرار القضاء بكفاية الضمانات فإن املحاسب يتبناها ويوقف إداريا‬

‫عمليات التحصيل‪.‬‬

‫لكن مجلس الدولة الفرنس ي طور املكنة القانونية ملسطرة إلايقاف القضائي للتحصيل بأن‬

‫حلل املدعي من عبء إلاثبات كون مواصلة عملية التحصيل تلحق به أضرارا جسيمة يصعب‬

‫جبرها‪ ،‬حيث قرر إلاكتفاء بإثبات من املدعي املدين بكون التدبير ولو كان تحفظيا قد يلحق به‬

‫ضررا وذلك بمقتض ى قرار له بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪ 1112‬في قضية "‪ 1." JANFIN‬وإنطالقا من هذا‬

‫التحول إعتبر الفقه والقضاء في فرنسا أن إقرار وقف التنفيذ الجديد ‪ Réfère suspension‬الذي‬

‫إستحدثه قانون العدالة إلادارية قد جاء لخلق توازن بين إمتيازات إلادارة العمومية املكلفة‬

‫بالتحصيل وضمانات املدينين ملا يوفره من حقوق أوسع وأشمل من نظام وقف التنفيذ ‪Sursis à‬‬

‫‪ exécution‬الذي كان معموال به سابقا‪.‬‬

‫وتجدر إلاشارة بهذا الخصوص إلى أن النظام املغربي والفرنس ي يقران معا للمقررات‬

‫القضائية التي تصدر عن القضاء إلاستعجالي بالطبيعة الوقتية التي ال يتجاوز مفعولها الحمائي‬

‫الوقت الذي يستغرقه الفصل في الطعن املعروض على قضاء املوضوع‪ ،‬لكن ما يميز هذه املساطر‬

‫هو سرعة وبساطة إجراءاتها وقلة تكلفتها وإستعجال الفصل فيها وقصر آجال الطعن في ألاوامر‬

‫‪59‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫التي تصدر بشأنها‪ ،‬ومزية النفاذ املعجل التي تكون مشمولة بها والتي ال يوقف مفعولها إال قرار عن‬

‫مرجع الدرجة الثانية أو ألاعلى أو عن قضاء املوضوع عند حسم النزاع في الجوهر‪.‬‬

‫غير أن تنوع أشكال املتابعات املتفرعة من إجراءات تحصيل الديون الضريبية وتشبعها‪،‬‬

‫يجر بالتبعية إلى تنوع أشكال تدخل القضاء إلاستعجالي للتعامل مع املواقف وألاوضاع بما يالئمها‬

‫من تدابير وهي أحوال يوظف فيها القضاء الرئاس ي تارة كما في ألاوامر الوالئية التي تصدر في غيبة‬

‫ألاطراف مثل إجراء معاينة إثبات حال أو خبرة أو عرض عيني أو إيداع‪ ،1‬أو إستجواب أو أمر‬

‫بتأجيل بيع املنقوالت املحجوزة من طرف املحاسب إعتمادا على الفصل ‪ 148‬من قانون املسطرة‬

‫املدنية‪ ،‬كما قد يتناول البحث في مدى قانونية تطبيق إلاكراه البدني بحق املدين تارة أخرى‪ ،‬هذا‬

‫ناهيكم عن طلبات التبليغات كإلتماس توجيه تظلم أو إعذار إلى غير ذلك‪ ،‬مما يفصل فيها في إطار‬

‫الفصل ‪ 218‬من قانون املسطرة املدنية إن رفع الطلب لرئيس املحكمة الابتدائية‪ ،‬والفصل ‪ 27‬من‬

‫قانون املحاكم إلادارية إن رفع الطلب لهذه الجهة‪ ،‬وباملقابل قد تنتج عن مسطرة التحصيل عوارض‬

‫تقتض ي إصدار أوامر بناء على طلب كاملعاينات والخبرات كما قد يستدعي ألامر تدابير تحفظية ‪.2‬‬

‫أما في املغرب وفي ظل غياب قواعد خاصة تنظم إيقاف تنفيذ الضريبة فإن هذه املسطرة‬

‫يرجع البت فيها إلى قاض ي املستعجالت وهذا على خالف التشريع الفرنس ي‪ ،3‬الذي أسند في بادئ‬

‫‪60‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ألامر إلاختصاص إلى القضاء الجماعي‪ ،‬ليغيره بعد ذلك بموجب القانون رقم ‪ 21/4/1114‬املتعلق‬

‫باإلستعجال أمام املحاكم إلادارية‪ 1‬الذي حول البت في طلبات وقف التنفيذ إلى القضاء إلاستعجالي‪.‬‬

‫وتتميز مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي كونها إستثناءا من القاعدة‪ ،2‬حيث إن‬

‫املتعارف عليه في املنازعات الجبائية أنه تؤطره قاعدة "أد ثم أشك" والتي تجد مرجعيتها القانونية في‬

‫الفقرة ألاولى من الفصل ‪ 229‬من القانون ‪ 21/79‬التي يجري سياقها على ما يلي‪ " :‬بصرف النظر‬

‫عن أي مطالبة أو دعوى ينبغي على املدينين أو يؤدوا ما بذمتهم من ضرائب ورسوم أخرى طبقا‬

‫للشروط املحددة في هذا القانون"‪.‬‬

‫واملدين من خالل هذه القاعدة ملزم باألداء متى حل أجله‪ ،‬وذلك راجع إلى كون الدين‬

‫الضريبي واجب ألاداء بأكمله بمجرد حلول أجله‪ ،‬وال تمنع الوفاء به أية منازعة قضائية أو غير‬

‫قضائية‪ ،‬وتعتبر قاعدة إنعدام ألاثر املوقف للطعون‪ 3‬من املبادئ العامة للقانون إلاداري كما سبق‬

‫الذكر والتي تعتبر املنازعات الجبائية مجاال من مجاالت إعمالها‪ ،‬وإذا كانت هذه هي القاعدة‪ ،‬فإن‬

‫إلاستثناء‪ 4‬يتمثل في إمكانية إيقاف أداء أو تنفيذ الدين الضريبي مع إستجماع بعض الشروط‬

‫املتطلبة لذلك‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وقد نظم املشرع املغربي هذا إلاجراء من خالل املادة ‪ 11‬من قانون املحاكم إلادارية‪ ،‬حيث‬

‫تحدث عن شرط يمكن للمحكمة بواسطته أن تأمر بصورة إستثنائية بإيقاف تنفيذ قرار إداري‬

‫بهدف إلغاءه ملتمسا وطالبا إلغاؤه بصراحة‪ ،‬ومفهوم املخالفة لهذا النص أن القاض ي إلاداري ال‬

‫يمكنه إيقاف تنفيذ القرار إلاداري الجبائي تلقائيا حتى لو ظهر له من خالل وثائق امللف أن القرار‬

‫موضوع الطعن مشوب بعدم املشروعية‪ ،‬بل ال بد من طلب صريح من رافع دعوى إلالغاء‪ ،1‬ويقدم‬

‫هذا الطلب بشكل مستقل عن دعوى إلالغاء متضمنا كافة البيانات املتطلبة في مقاالت إلادعاء مع‬

‫أداء الرسم القضائي املقرر له‪ ،2‬وهذا الطلب يكون غير مقيد بأجل إال أن يكون الطعن باإللغاء قد‬

‫وقع البت فيه قبل رفع الطلب أو أن يكون التنفيذ قد تم فعال‪ ،3‬ولصحة الطلب يجب أن تكون‬

‫دعوى إلالغاء املرتبطة به منصبة على قرار إداري جبائي‪ ،‬له كامل مقومات القرارات إلادارية بغض‬

‫النظر عما إذا كان هذا القرار سليما أو مشوبا بعيب من العيوب وليست منصبة على مجرد تصرف‬

‫من التصرفات إلادارية التي ال تدخل في عداد القرارات إلادارية الجبائية‪.4‬‬

‫‪62‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وإقرار نظام إيقاف تنفيذ القرارات إلادارية جاء عن طريق إلاجتهاد القضائي‪ ،‬فاملشرع‬

‫املغربي لم ينظم هذه املسطرة بنصوص خاصة وواضحة‪ ،‬مما فتح املجال أمام القضاء إلاداري‬

‫ليجتهد مهتديا في ذلك ببعض النصوص القانونية التي جعلها أساسا لها‪.1‬‬

‫فقد أكد القضاء املغربي على كون إيقاف التنفيذ هو إجراء وقتي وإستعجالي من خالل ألامر‬

‫الصادر عن رئيس املحكمة إلادارية بفاس‪" :2‬حيث إقتصر قضاء هاته املحكمة على إعتبار طلب‬

‫إيقاف تنفيذ إلانذار الضريبي إجراءا وقتيا محددا في الزمن تستدعيه الضرورة امللحة لحل‬

‫مؤقت ال تسعف فيه إجراءات التقاض ي العادية‪ ،‬وتجنب أخطار مواصلة إجراءات التنفيذ‬

‫لحجز أموال الطالب أو بيعها وقد تصيبه في ذاته عن طريق إكراهه بدنيا‪ ،‬وتلك ألاضرار يصعب‬

‫تداركها وإزالة آثارها‪".‬‬

‫وقد جاءت هذه املسطرة من أجل ضمان حقوق مديني خزينة الدولة من تعسف إلادارة‬

‫وألاخطاء التي قد ترتكبها‪ ،‬فامللزم بالدين الضريبي قد ينازع في وجود الدين أو في إستحقاقه أو يدعي‬

‫سقوطه بالتقادم‪ ،‬إال أنه ومع ذلك يكون مهددا بإجراءات التحصيل الجبري في مواجهته والتي قد‬

‫تطال أمواله أو شخصه في بعض ألاحيان بالنسبة للشخص الطبيعي‪ ،‬أما بالنسبة للشخص‬

‫املعنوي فقد يجعلها الدين رغم منازعتها في موضوعه في ضائقة مالية يمكن أن تؤدي بها إلى الحكم‬

‫بتسويتها أو تصفيتها قضائيا‪ ،‬ومن هنا تكمن أهمية مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي في حماية‬

‫ألاشخاص املعنويين كانوا أم الطبيعيين‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييزمسطرة إيقاف تنفيذ الضريبة عن املساطرألاخرى‬

‫من خالل تعريفنا لنظام إيقاف تنفيذ الديون الضريبية صادفنا مجموعة من إلاجراءات‬

‫وألانظمة املشابهة له‪ ،‬مما حتم علينا ضرورة الخوض فيها من أجل إجالء اللبس عن مفهوم إيقاف‬

‫التنفيذ‪ ،‬وهذه إلاجراءات تتجلى في مسطرة منح التسهيالت (الفقرة ألاولى) ومسطرة وقف ألاداء‬

‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬تمييز مسطرة منح التسهيالت عن إيقاف التنفيذ‬

‫تنص الفقرة ألاولى من املادة ‪ 211‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع على أنه " ال يحق ألي سلطة عمومية أو‬

‫إدارية أن توقف أو تؤجل تحصيل الضرائب والرسوم أو أن تعرقل سيره العادي‪ ،‬وإال تمت إثارة‬

‫مسؤوليتها الشخصية واملالية وفقا للشروط املحددة في القانون رقم ‪ 31-77‬املتعلق بمسؤولية‬

‫آلامرين بالصرف أو إلاستخالص‪ ،‬املراقبين واملحاسبين العموميين"‪.‬‬

‫لكن املشرع في الفقرة الثانية من نفس املادة سمح للمحاسب املكلف بالتحصيل أو لرئيس‬

‫إلادارة التي ينتمي إليها‪ ،1‬إمكانية منح تسهيالت لفائدة امللزمين لكن شريطة تقديم الضمانات‬

‫املنصوص عليها في املادة ‪ 228‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وتتمثل هذه التسهيالت في‬

‫إمكانية تقسيم الدين الضريبي إلى أقساط تؤدى في آجال محددة‪ ،‬وبالتالي فإستجابة املحاسب‬

‫‪64‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املكلف بالتحصيل في إمكانية تقسيم هذا الدين‪ ،‬مما يعني أنه في حالة عدم إلاستجابة لهذا الطلب‬

‫أنه ال يمكن للمدين أن ينازع إلادارة فيها‪.‬‬

‫وقد نصت العديد من التشريعات املعاصرة على هذه إلامكانية نظرا لكونها تساعد على‬

‫تحسين وتجويد العالقة بين امللزم وإلادارة باإلضافة إلى الحفاظ على إستقراره املالي‪ ،‬إال أنها قد‬

‫وضعت في نفس آلان شروطا من أجل تقنين هذه إلامكانية وهي ضرورة كون امللزم حسن النية‪ ،‬وأن‬

‫يكون في ضائقة مالية أدت به إلى صعوبة أداء دينه الضريبي في ألاجل القانوني املحدد له‪ ،‬باإلضافة‬

‫إلى ذلك إكتفت بإلزام املدين بتعهد كتابي يلتزم بموجبه بأداء دينه على أقساط‪ ،‬على عكس املشرع‬

‫املغربي للمحاسب املكلف بالتحصيل واملتمثلة في إمكانية تدخله في تقسيم الدين الضريبي إلى‬

‫أقساط‪ ،1‬وفي ظل السلطة التقديرية التي منحها املشرع املغربي للمحاسب املكلف بالتحصيل‬

‫واملتمثلة في إمكانية تدخله في تقسيم الدين الضريبي إلى أقساط‪ ،‬وبالرجوع للمادة ‪ 211‬من املدونة‬

‫والتي تجيز هي ألاخرى للمحاسب املكلف بالتحصيل دفع الضرائب على أقساط مراعاة للظروف‬

‫إلاجتماعية وإلاقتصادية‪ ،2‬فإنه من باب أولى أن يتولى القاض ي ويأمر بتأجيل أداء الدين الضريبي‬
‫‪3‬‬
‫جزئيا أو كليا ومنح مهلة إسترحامية متى كانت الظروف الداعية إلى ذلك قائمة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وقد جاء في املذكرة التفسيرية‪ 1‬عدد ‪ 29‬الصادرة عن الخزينة العامة للمملكة بتاريخ ‪2‬‬

‫مارس ‪ 1111‬في موضوع التسهيالت في ألاداء ما يلي‪ ":‬ال يحق ألي كان أن يوقف أداء الضريبة أو‬

‫يعرقل إجراءات التحصيل املتخذة في هذا الشأن إال أنه يمكن للمحاسبين املكلفين بالتحصيل‬

‫وتحت مسؤوليتهم وبناء على تقديم ضمانات أن يمنحوا تسهيالت للملزم الذي يعاني صعوبات‬

‫مالية وذلك على شكل إيقاف لألداء أو ألاداء بأقساط‪ ".‬وهذه املسطرة هي وحدها التي يمكن‬

‫تسميتها بمسطرة تأجيل الدين الضريبي‪ ،2‬ألن موضوعها هو تأجيل ألاداء أو إرجائه بعد أن حل‬

‫ميعاده‪ ،‬وتختلف عن مسطرة إيقاف تنفيذ الديون الضريبية من عدة نواحي‪ ،‬أولها من حيث‬

‫املوضوع‪ :‬حيث إنه ومن خالل الفقرة الثانية من املادة ‪ 211‬من مدونة التحصيل التي نظم من‬

‫خاللها املشرع مسطرة تأجيل الدين الضريبي‪ ،‬وذلك ملصلحة املدينين الذين ال ينازعون في وجود أو‬

‫إستحقاق ديونهم‪ ،‬وإنما يطلبون من إلادارة الجبائية تأجيل أدائها إلى آجال أخرى‪ ،‬في حين أن‬

‫مسطرة إيقاف التنفيذ قد أقرها القضاء ملصلحة املدينين الذين ينازعون في وجود الدين الضريبي‬

‫أو في إستحقاقه أو يدعون سقوطه بالتقادم‪ ،‬ويطلبون من الجهة القضائية املختصة إيقاف‬

‫تنفيذه مؤقتا إلى غاية الفصل في أصل النزاع‪ ،‬وبالتالي فاإلختالف بين املسطرتين يكمن في كون‬

‫مسطرة منح تسهيالت في ألاداء ال تنطوي على أي أية منازعة ال في أصل الدين وال في إجراءات‬

‫تحصيله‪ ،‬على عكس مسطرة إيقاف التنفيذ التي تعتبر مسطرة نزاعية‪ ،‬أما فيما يخص الجهة‬

‫‪66‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املختصة فإن طلب منح تسهيالت في ألاداء فهو يقدم إلى املحاسب املكلف بالتحصيل أو لرئيس‬

‫إلادارة التي ينتمي إليها ويتم البت فيه من طرفهما كل حسب نطاق إختصاصه‪ ،‬وبالتالي فإن البت‬

‫فيه هو من إختصاص إلادارة على عكس طلب إيقاف التنفيذ الذي يختص فيه القضاء إلاستعجالي‬

‫إلاداري‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تمييزإيقاف التنفيذ عن وقف ألاداء‬

‫عرف وقف أداء الدين الضريبي من طرف بعض الباحثين‪ 1‬على أنه "الحق املخول‬

‫بمقتض ى القانون لكل شخص مطالب بهذا الدين في أن يلتجأ إلى املحاسب املكلف بالتحصيل‬

‫من أجل أن يوقف مطالبته بدين عمومي أو متابعته بإجراء من إجراءات املتابعة‪ ،‬وذلك إلى حين‬

‫البت في شكايته املتعلقة بموضوع الدين أو صدور حكم في الدعوى املرفوعة أمام الجهة‬

‫القضائية املختصة‪".‬‬

‫أما البعض آلاخر فقد عرفه بأنه‪" 2‬الحق املخول بمقتض ى القانون لكل شخص مطالب‬

‫بدين ضريبي أن يلجأ للمحاسب من أجل أن يوقف إجراءات املتابعة إلى حين البت في شكايته‬

‫املتعلقة بموضوع الدين أو صدور حكم في الدعوى املقامة املتعلقة بنفس الدين‪ ،‬وذلك شريطة‬

‫تقديم ضمانة تؤمن أداء هذا الدين‪".‬‬

‫‪67‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وفي تعريف آخر عرف على أنه‪" 1‬الحق الذي منحه املشرع لكل شخص مطالب بدين‬

‫ضريبي أو متابعته بإجراء من إجراءات التحصيل وذلك إلى حين البت في شكايته املتعلقة‬

‫بموضوع الدين‪ ،‬أو صدور حكم في الدعوى املرفوعة أمام الجهة القضائية املختصة‪ ،‬وقد أقر‬

‫املشرع هذا الحق من أجل حماية املدين الذي يرى أن تسديد الدين املطالب به في الوقت الحالي‬

‫سيؤثرسلبا على توازنه املالي وإستقرارنشاطه التجاري‪".‬‬

‫وقد أوجد املشرع مسطرة وقف ألاداء إلادارية ليحقق التوازن بين ضمانات املدين وحقوق‬

‫الدين العمومي وكذلك كحل وسيط يكون فيه الدين في متناول قبضة املحاسب املكلف بتحصيله‪،‬‬

‫بفضل ما يحيط به من ضمانات دون إهدار لحق املدين في املنازعة فيه كحق مشروع‪ ،‬والدين‬

‫العمومي كما ال يخفى على الجميع يحمل في كنهه عنصر الاستحقاق ‪ ،Exigibilité‬ومن تم صيغة‬

‫النفاذ الفوري‪ ،‬فإن أي تصرف قد يصدر من املحاسب يخالف هذه الصيغة سيؤدي به إلى تحمل‬

‫مسؤوليات جمة قد تعرضه للمساءلة إلادارية والزجرية وربما للتأديب املالي‪ ،‬إال إذا كانت لهذا‬

‫املحاسب مبررات جدية وغطاء شرعي مالئم‪ ،‬وطلبات إلايقاف التي يرفعها املدين للمحاسب من‬

‫شأنها أن توفر هذا الغطاء إال أنها محاطة بشروط شكلية وأخرى موضوعية صارمة‪ ،‬إذ تفرض‬

‫قواعد هذا الشكل من الطلبات أن تتضمن كافة البيانات الكفيلة باإلرشاد للدين املعني باإلجراء‪.‬‬

‫وبما أن مدونة التحصيل قد عرفت ألاشخاص الذين يساءلون بالدين الضريبي‪ ،‬فإنها تكون‬

‫قد خولت لهم بذلك صفة الولوج إلى مزية طلب وقف التحصيل متى بوشرت إلاجراءات‪ ،‬إال أنها لم‬

‫تحدد الجهة التي يقدم لها طلب وقف ألاداء‪ ،‬ماعدا ما جاء في سياق الفصل ‪ 211‬من املدونة والذي‬

‫‪68‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫حدد الجهة التي يتعين مخاطبتها في كل مطالبة إدارية تستهدف التحصيل‪ ،‬وخاصا بالذكر رئيس‬

‫إلادارة التي ينتمي إليها املحاسب املكلف بالتحصيل املعني باألمر أو إلى من يمثله‪ ،‬وهو ما يجعل‬

‫الجهة املختصة بتلقي هذه الطلبات هي رئيس إلادارة التي ينتمي إليها املحاسب‪ ،‬وهي الخازن الجهوي‬

‫بالنسبة للديون التي يباشر تحصيلها قباض الخزينة أو املدير الجهوي للضرائب بالنسبة للديون‬

‫التي يباشر تحصيلها قباض الخزينة‪ ،‬أو املدير الجهوي للضرائب بالنسبة للجبايات التي أسند‬

‫تحصيلها ملحصل إدارة الضرائب‪ ،‬أما عمليا فإن الرئيس يتلقى الطلب ويحيله مع الوثائق التي‬

‫تجسد تشكيل الضمانات على املحاسب املكلف بالتحصيل ليقرر مدى كفايتها أو عدم كفايتها‪،‬‬

‫عمال بمقتضيات الفقرة ألاخيرة من الفصل ‪ 229‬بمعنى أن الرئيس يشكل همزة وصل بين املدين‬

‫والقابض‪ ،1‬وباإلضافة إلى أنه وبالرجوع إلى الفصل ‪ 211‬فقد حدد املشرع أجال خاصا بهذا الطلب‬

‫وهو أجل ستين يوما ينطلق إحتسابه من تاريخ تبليغ إجراء من إجراءات التحصيل‪.‬‬

‫ويتبين مما سبق أن مسطرة وقف ألاداء لها ذاتيتها املتميزة وشروطها الشكلية الخاصة‬

‫وقواعدها املوضوعية‪ ،‬إال أن سلطة التقدير فيها ال تخضع للقضاء بل يتبقى بين يدي السلطة‬

‫التقديرية لإلدارة على عكس مسطرة إيقاف التنفيذ فهي مسطرة قضائية تبدأ بمقال وتناقش في‬

‫شكل دعوى ينتهي الفصل فيها بصدور مقرر قضائي مشمول بالنفاذ املعجل وذي مفعول وقتي‪،‬‬

‫وإما إلى التصريح بعدم إختصاص الجهة القضائية التي عرض عليها الطلب أو إلى رفضه‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وفي ظل ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 2721‬كان يثار إشكال عدم التمييز بين وقف ألاداء وإيقاف‬

‫التنفيذ‪ ،1‬حيث إن املشرع وضع صيغة عامة وهي تأجيل الدفع مما طرح إشكاال أمام القضاء حول‬

‫املقصود بالتأجيل‪ ،‬هل وقف ألاداء أم إيقاف التنفيذ‪ ،‬وهو ما حبا باملشرع إلى إعادة تنظيم هذه‬

‫املسطرة من خالل املادتين ‪229‬و ‪ 228‬من مدونة التحصيل اللتان حلتا محل املادة ‪ 21‬من الظهير‬

‫السابق‪ ،‬والتي لم تكن كافية وواضحة لتحمل التأويالت املختلفة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى املادة ‪ 229‬من املدونة نجد أن املشرع قد حدد وجه إلاختالف بين مسطرتي‬

‫إيقاف التنفيذ وطلب الوقف القانوني لألداء‪ ،‬حيث أبرز جليا أن الجهة املختصة بالبت في طلب‬

‫وقف ألاداء هي املحاسب املكلف بالتحصيل‪ ،‬مما يجعلها مسطرة قضائية يختص بالبت فيها‬

‫القضاء إلاستعجالي هذا من ناحية أما من حيث شروط املسطرتين فإن مسطرة وقف ألاداء لها‬

‫شروط شكلية تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬صفة طالب وقف ألاداء‬

‫نص املشرع املغربي على أن املدين بضرائب أو برسوم أو بديون أخرى عمومية هو الذي‬

‫يملك الصفة للمطالبة بوقف ألاداء‪ ،‬وبالرجوع إلى املادة ‪ 229‬من املدونة نجد أنها تتحدث عن‬

‫املدين الذي الشك أنه مفهوم واسع يسع املدين الرئيس ي واملباشر بالدين الضريبي (امللزم)‪ ،‬وأيضا‬

‫ألاشخاص املشار إليهم في املواد ‪ 72‬إلى ‪ ،277‬وطلب وقف ألاداء يجب أن يعبر عنه الطالب بشكل‬

‫‪70‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫صريح ويقدم رفقة املنازعة في أصل الضريبة إلى مصلحة الوعاء التي يجب أن تحيله إلى املحاسب‬

‫املكلف بالتحصيل املعني‪ ،‬وبالتالي يتحرر هذا ألاخير من عبء التأكد من وجود منازعة في أصل‬

‫الضريبة إن قدم له مباشرة من طرف املدين بصفة مستقلة‪ ،‬وبطبيعة الحال وجب أن يكون الطلب‬

‫مستوفيا لجميع العناصر الكافية للداللة على الضريبة (نوعها – طبيعتها –مقدارها‪ -‬السنة‬

‫املتعلقة بها‪ -‬تسمية املدين‪.1)...‬‬

‫ثانيا‪ :‬أجل تقديم طلب وقف ألاداء‬

‫إستنادا إلى املادة ‪ 229‬في فقرتها الثانية نجدها تنص على أن " ‪ ....‬إال أنه يمكن للمدين‬

‫الذي ينازع كال أو بعضا في املبالغ املطالب بها‪ ،‬أن يوقف أداء الجزء املتنازع فيه‪ ،‬شريطة أن‬

‫يكون قد رفع مطالبته داخل آلاجال املنصوص عليها في القوانين وألانظمة الجاري بها العمل‪،"...‬‬

‫مما يعني أن املشرع يضع شرطا لوقف ألاداء وهو ضرورة رفع املدين مطالبته داخل آلاجال‬

‫املنصوص عليها في القوانين وألانظمة الجاري بها العمل‪ ،‬وتعتبر هذه الصياغة أكثر غموضا إذ ال‬

‫يعرف إن كانت عبارة املطالبة منصبة على املنازعة في الدين العمومي بإعتباره أحد الشروط‬

‫ألاساسية لإلستفادة من الوقف أو تنصب على وقف ألاداء‪.2‬‬

‫‪71‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ونعتقد أن أجل وقف ألاداء املقصود هنا هو نفسه أجل تقديم املطالبة التي ينازع الطالب‬

‫من خاللها في أصل الدين‪ ،‬وللتذكير هنا نشير أن املشرع الفرنس ي ألزم بشكل صريح طلب وقف‬

‫ألاداء مع الشكاية املقدمة في املوضوع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضرورة املنازعة في كل أو بعض املبالغ املطالب بها‬

‫يجب على املطالب أن يقوم بتقديم تظلم أو دعوى أمام املحكمة املختصة في نفس‬

‫املوضوع‪ ،‬سواء في مسألة تحديد الوعاء الضريبي أو في إجراءات تحصيل الدين الضريبي‪ ،‬وهذا ما‬

‫يميز مسطرة وقف ألاداء عن مسطرة منح تسهيالت في الوفاء بالدين الضريبي‪ ،1‬فهذا الشرط‬

‫يفرض التالزم الكبير بين املطالبة وبين طلب وقف ألاداء‪ ،‬بحيث إن عدم قبول املطالبة أو رفضها‬

‫يؤدي حتما إلى عدم قبول طلب وقف ألاداء ورفضه‪.‬‬

‫غير أن املالحظة ألاساسية التي تبرز لنا هنا هي أن املشرع لم يرتب جزاء معينا على عدم‬

‫توفير هذا الشرط‪ ،‬كعدم إمكانية وقف ألاداء ومواصلة إجراءات التحصيل‪ ،‬وهذه مالحظة‬

‫أساسية على إعتبار أن نسبة مهمة من طلبات وقف ألاداء تقدم مستقلة إلى القاض ي‪ ،‬وأحيانا دون‬

‫أن تكون هناك منازعة أصال لذلك تبقى أسئلة عديدة مطروحة هنا‪ ،‬أهمها هل املحاسب املكلف‬

‫بالتحصيل سيكون ملزما بالبحث عن حقيقة وجود منازعة في أصل الدين؟ وما هو حجم التنسيق‬

‫الذي يجب أن يكون قا ئما بين الجهة املكلفة بالتحصيل التابعة للخزينة والجهة املكلفة بتحديد‬

‫‪72‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وعاء الدين كمديرية الضرائب مثال؟ وما هي حدود السلطة التقديرية التي يتمتع بها املحاسب في‬

‫تعامله مع هذا الشرط؟‬

‫باإلضافة إلى ذلك فقد وضع املشرع مجموعة من الشروط املوضوعية لوقف ألاداء ولعل‬

‫من أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬يجب أن ينصب طلب وقف ألاداء على الجزء املتنازع فيه‪ :‬أما الباقي من مبلغ الضريبة‬

‫الذي ال يشكل موضوع منازعة فال يقبل تأجيله‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة تقديم ضمانات لتأمين تحصيل الدين الضريبي‪ :‬لقد كان الهدف من إقرار هذا‬

‫الشرط هو حرص املشرع على التصدي للطلبات الكيدية التي يهدف من ورائها بعض‬

‫املدينين الحصول على متسع من الوقت إلخفاء أموالهم وممتلكاتهم التي تعد ضمانا عاما‬

‫للخزينة لتحصيل ديونها‪ ،‬أو التأخير التعسفي في تسديد الدين الضريبي‪ 1،‬الش يء الذي‬

‫يتضح جليا من خالل الفقرة الثانية من املادة ‪ 229‬من مدونة التحصيل التي تنص‬

‫صراحة على ضرورة تقديم ضمانة‪ ،‬وأن يكون املدين قد كون ضمانات من شأنها أن تؤمن‬

‫تحصيل الديون املتنازع فيها‪ ،‬كما أضافت الفقرة ألاخيرة من نفس املادة‪" :‬عند عدم‬

‫تكوين ضمانات أو عندما يعتبراملحاسب املكلف بالتحصيل أن الضمانة املعروضة غير‬

‫كافية‪ ،‬فإنه يتابع إلاجراءات إلى حين إستيفاء الدين"‪ ،‬أما الضمانات الواجب توفيرها‪،‬‬

‫فقد جاءت واردة في املادة ‪ 2 228‬على سبيل املثال وليس الحصر‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ويلعب املحاسب املكلف بالتحصيل ‪ percepteur‬دورا أساسيا في إطار مسطرة وقف‬

‫ألاداء‪ ،‬فهو وحده له الصالحية في قبول وتقدير الضمانات املقترحة من طرف املدين‬

‫بالضريبة‪ ،‬وله سلطة تقديرية في هذا املجال‪ ،‬إال أن بعض املحاسبين يبالغون في هذا‬

‫التقدير ويرفضون الضمانات املقدمة من املدينين رغم أنها تبدو كافية لتأمين الدين أمام‬

‫القضاء‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد صدر عن رئيس محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط ‪ ،1‬أمرا إستعجاليا‬

‫بتاريخ ‪ 21/17/1121‬تحت رقم ‪ 181/21‬في ملف إستعجالي عدد ‪ 214/21/1‬قض ي فيه‬

‫بإيقاف إجراءات التحصيل بعد ما تبين له أن الضمانات املقدمة من املستأنفة كفيلة‬

‫بتأمين الدين املتنازع فيه‪ ،‬ومما جاء فيه "وحيث يعيب املستأنفان على ألامر املستأنف‬

‫مجانبته للصواب فيما قض ى به لغياب التعليل‪ ،‬ولعدم إحترامه مقتضيات الفصول ‪229‬‬

‫و‪ 228‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬غير أنه وخالفا ملا تمسك به الطرف‬

‫املستأنف من خالل وسائل استئنافية فإن ما يستشف من ظاهر أوراق ملف القضية‬

‫تقديم املطالبة لضمانة بنكية تحمل عدد ‪ Z50646‬صالحة لغاية ‪ 2/4/1121‬وتغطي مبلغ‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬

‫‪74‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الدين الضريبي موضوع املطالبة وهو ما يجعلها متفقة وأحكام املادتين ‪ 229‬و‪ 228‬من‬

‫مدونة التحصيل‪ ،‬مما يبقى معه ألامر املستأنف حين قض ى بإيقاف إجراءات تحصيل‬

‫الدين الضريبي موضوع املنازعة لغاية إنتهاء املدة املحددة في الكفالة البنكية مصادفا‬

‫للجواب وواجب التأييد‪".‬‬

‫وحيث قضت املحكمة بقبول إلاستئناف‪ ،‬وتأييد ألامر املستأنف ألن الطالبة قد إستجابت‬

‫ملقتضيات املادتين ‪ 229‬و‪ 228‬من قانون ‪ 21/79‬وأنها كونت الضمانة الكافية بتأمين أداء‬

‫الدين الضريبي"‬

‫وقد كان الظهير السابق ‪ 12‬غشت ‪ 2721‬يشترط تقديم ضمانات حين يتجاوز مبلغ الدين‬

‫‪ 111‬سنتيم‪ ،‬لكن املدونة الجديدة لم تعد تشترط أي حد أدنى ملبلغ الضريبة من أجل تقديم‬

‫الضمانة بل أكدت وعممت ضرورة تقديم الضمانات على كل مدين يطلب تأجيل دينه الضريبي‪.‬‬

‫وهكذا فإن املشرع قد أعطى إمكانية تأجيل الدين الضريبي إذا ما توفرت لديه الشروط‬

‫الكافية‪ ،‬فهي حق مخول لكل من يطالب به متى توفرت فيه الشروط الكافية بغض النظر عن‬

‫صفته (مدينا أصليا مباشرا ومدينا بالتضامن) وإلادارة هنا فقط تنظم هذه املسطرة من خالل ما‬

‫جاء به القانون وليس باإلعتماد على السلطة التقديرية للمحاسب‪.1‬‬

‫وينبغي أن نشير إلى أنه على غرار ذ‪.‬السماحي فإننا ال نجد نصا صريحا يمنح إلاختصاص‬

‫عندنا للقضاء في مجال تأجيل أداء الضريبة‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للقانون الفرنس ي‪ ،‬حيث يتولى‬

‫‪75‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫قاض ي املستعجالت املعين من طرف رئيس املحكمة إلادارية النظر في طلب تأجيل مسطرة‬

‫التحصيل متى تعلق ألامر باملنازعة بين امللزم والخازن حول كفاية الضمانة‪ ،‬إذ يحق للمدين رفع‬

‫طلبه إلى هذا القاض ي داخل أجل ‪ 21‬يوم من تاريخ توصله بقرار املحاسب القاض ي برفض طلب‬

‫عرض الضمانة أو إلاعفاء منها‪ ،‬حيث في هذه الحالة ال يطلب من القاض ي ألامر بتأجيل الضريبة‪،‬‬

‫بل إنما يرجع إليه فقط مالحظة توفر شروطها والقول بكفاية الضمانات املقدمة من أجل ذلك مما‬

‫يتحتم معه قبولها من طرف إلادارة‪.1‬‬

‫أما املشرع املغربي فقد بين من خالل املادة ‪ 229‬أنه في حالة عدم تكوين ضمانات كافية أو‬

‫إذا إعتبرها املحاسب غير كافية فإنه يتابع إجراءات تحصيل الدين الضريبي‪ ،‬وبالتالي لجوء امللزم إلى‬

‫القضاء إلاستعجالي قصد طلب التأجيل‪.‬‬

‫ومن خالل ما تقدم فإن وقف ألاداء تترتب عنه مجموعة من آلاثار ونذكر من بينها‪:‬‬

‫‪ ‬وقف إستحقاق الدين وجميع توابعه‪ :‬غير أن هذا ال يعني وقف القوة التنفيذية للدين‬

‫الضريبي‪ ،‬التي ستبقى مع ذلك قائمة حيث لن يطالها التقادم مهما طالت مدة إستفادة‬

‫املدين من وقف ألاداء‪ ،‬باإلضافة إلى أنه يتم توقيف إجراءات تحصيله‪.2‬‬

‫‪76‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬إلغاء إجراءات املتابعة الجبرية‪ :‬ليس فقط تلك الجارية ضد املدين ألاصلي واملباشر بل‬

‫وأنها حتى تلك الجارية ضد املتضامنين الغير الحائزين‪ ،‬حتى ولو لم يكونوا هم الذين‬

‫تقدموا بطلب وقف ألاداء‪.‬‬

‫‪ ‬إلغاء إلاجراءات التحفظية‪ :‬التي قد يلجأ إليها املحاسب في إطار املواد ‪ 222‬وما يليها من‬

‫املدونة‪.‬‬

‫‪ ‬ومتى صدر عن محكمة املوضوع حكم قض ى برفض مطالب املدين بالضريبة‪ ،‬لزمه في‬

‫حالة إلاستفادة من إرجاء أدائها أن يتحمل باإلضافة إليها الفوائد والغرامات‪.1‬‬

‫ورغم أن املدونة لم تحدد املدى الذي تمتد إليه هذه آلاثار‪ ،‬فمنطقيا وكما هو الحال في‬

‫فرنسا‪ 2‬تمتد إلى حين صدور قرار نهائي بشأن شكاية املدين املتعلقة بأصل الدين الضريبي من طرف‬

‫إلادارة الضريبية املوجهة إليها‪ ،‬كما قد تمتد إلى حين تبليغه بحكم إبتدائي صادر في نفس موضوع‬

‫الشكاية‪.‬‬

‫ورغبة من املشرع في مواجهة أي تقصير قد يحدث من قبل املحاسب املكلف بالتحصيل‪،‬‬

‫إرتأى هذا ألاخير أن ينهج نفس منطق جل التشريعات املعاصرة‪ ،‬بأن يمنع أية سلطة عمومية أو‬

‫إدارية من إيقاف إجراءات إستخالص الديون العمومية بدون تقديم ضمانات تأمين هذا الدين أو‬

‫‪77‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تعرقل سيره العادي تحت طائلة مسؤوليتها الشخصية واملالية ( املادة ‪ 211‬من املدونة العامة‬

‫للضرائب)‪.1‬‬

‫إن مسطرة وقف ألاداء تنصب بصفة عامة على الديون الضريبية التي لم تستخلص بعد‪،‬‬

‫أما التي حصلت فال‪ ،‬وأن املحاسب في الحالة ألاخيرة غير مطالب باإلمتثال إلى طلب من هذا املثيل ما‬

‫دام النص القانوني ال يقض ي بذلك‪ ،‬لكن بالعودة إلى نازلة ‪ SOPPELSA‬إستطاع القاض ي إلاداري‬

‫إيجاد مدخل يلج من خالله املدين الذي أستخلصت ديونه إلى مسطرة وقف ألاداء ليصبح هو‬

‫واملدين الذي لم تستوفى ديونه سيانا في إلاستفادة من هذه املسطرة‪.2‬‬

‫يستوعب هذا املدخل الذي حظي بتأييد جمعية الرؤساء (‪ )TROIKA‬وصادقوا على إعتباره‬

‫إجتهادا قضائيا نموذجيا إمكانيتين يمكن أن يختار املدين بينهما واحدة للمطالبة بإيقاف دينه‬

‫الضريبي املحصل‪:‬‬

‫‪ ‬إلامكانية ألاولى‪ :‬رديفة إلى حد كبير مع مسطرة وقف أداء الدين الضريبي الذي لم‬

‫يستخلص بعد‪ ،‬ومفادها أن املدين يطلب من املحاسب املكلف بالتحصيل دعوته إلى تكوين‬

‫الضمانات الكافية بناء على مقتضيات املادة ‪ 199‬من كتاب املساطر الجبائية وهي مبادرة‬

‫معكوسة ملا إستقر عليه العمل في هذه املسطرة وجوهر إلاختالف‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إذا تلقى املحاسب دعوة املدين وإلتزم حيالها السكوت‪ ،‬وطال ذلك ملدة شهرين أمكن إعتبار‬

‫هذا السكوت بمثابة قرار ضمني برفض طلب املدين قابل للطعن فيه عن طريق دعوى إلالغاء‬

‫بسبب تجاوز السلطة بناء على املادة ‪ 12‬من القانون املتعلق بحقوق املواطنين في عالقتهم مع‬

‫إلادارة‪ ،1‬وباملوازاة مع ذلك يمكنه أن يطلب إيقاف القرار املطعون فيه إستنادا على املادة ‪ 112‬من‬

‫مدونة العدالة إلادارية ‪.2‬‬

‫‪ ‬إلامكانية الثانية‪ :‬فتتسم بقصرها مقارنة مع سالفتها‪ ،‬فهي تتأسس على نفس السبب‬

‫املتمثل في إستكناف املحاسب الرد على دعوة املدين الذي يمكنه آنذاك اللجوء إلى قاض ي‬

‫إلاستعجال الضريبي بناء على الفصل ‪ 197‬من كتاب املساطر الجبائية ليقدر كفاية‬

‫الضمانات‪.‬‬

‫وبين هاتين إلامكانيتين رجح ألاستاذان ‪ GUICHARD‬و ‪ LIEVRE‬إلامكانية الثانية على‬

‫ألاولى للسرعة الكبيرة التي يوفرها القضاء إلاستعجالي الجبائي‪ .3‬أما ألاستاذ ‪ FOUQUET‬فكان أكثر‬

‫دقة حين وظف معيار طبيعة الضمانة كمرجع بين إلامكانيتين‪ ،‬ومضمونه أن الضمانات التي تتميز‬

‫‪79‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫بقيمة واضحة ومقبولة (ضمانة نقدية) يتعين على املحاسب قبولها‪ ،‬وإرجاع ما إستخلصه من مبالغ‬

‫إلى املدين مع القيام بوقف أداء الدين الضريبي‪ ،‬أما إذا قوبل عرض املدين بسكوت املحاسب جاز‬

‫له آنذاك الطعن عن طريق دعوى إلالغاء في هذا السكوت الذي يعتبر رفضا ضمنيا لهذه الضمانة‪،‬‬

‫أما إذا كانت الضمانات ذات قيمة غير واضحة (أصل تجاري) وتستدعي املناقشة لتحديد قيمتها‪،‬‬

‫أمكن للمدين اللجوء إلى القاض ي إلاستعجالي الضريبي لينظر في مدى كفايتها‪.1‬‬

‫وترتيبا على ما سبق تستنتج أن املشرع املغربي نظم العملية الجبائية تنظيما دقيقا‪ ،‬حيث‬

‫تميزت بطبيعة فنية معقدة و متشعبة تتداخل فيها مصالح أطراف عدة يمكن حصرها في طرفين؛‬

‫إلادارة الجبائية التي تحرص على تنفيذ النظام الجبائي‪ ،‬وامللزم الذي يساهم في التنفيذ ويتحمل‬

‫العبء الضريبي‪ ،‬فالعالقة بين الطرفين غير متكافئة طرف قوي هو إلادارة الجبائية وطرف ضعيف‬

‫متمثل في امللزم‪ ،‬إال أنه يمكننا أن نقول أنه بشرعنة القانون ملسطرة إيقاف التنفيذ يكون بذلك قد‬

‫رجح بعض الش يء الكفة لصالح امللزم‪ ،‬إال أنه في نفس الوقت قد قنن هذه املسطرة بمجموعة من‬

‫الخصوصيات والشروط التي قطعت الطريق على امللزم س يء النية الذي يحاول التالعب بأموال‬

‫الخزينة و تضييع وقت القضاء‪ ،‬هذا ما سنعالجه من خالل مناقشة املبحث الثاني بحيث سنطرح‬

‫التساؤل التالي‪:‬‬

‫ما هي هذه الخصوصيات‪ ،‬وكيف كان بإمكان املشرع إستخدامها لضمان حق امللزم وحق‬

‫الخزينة في الوقت نفسه؟‬

‫‪80‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الخصوصيات املسطرية لطلبات وقف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫لقد خولت مدونة تحصيل الديون العمومية للملزم بالضريبة إمكانية اللجوء إلى القضاء‬

‫إلاداري بغية إيقاف إجراءات التحصيل‪ ،‬إال أنها في نفس آلان وضعت أمامه مجموعة من الشروط‬

‫والشكليات التي فرضت عليه ضرورة إحترامها من أجل السير العادي لهاته املسطرة‪.‬‬

‫ولإلحاطة بهذه الشروط‪ ،‬قررنا تناول املوضوع من خالل مطلبين سيخصص أولهما‬

‫للشروط الشكلية (املطلب ألاول) لنأتي بعد ذلك إلى إثارة الشروط املوضوعية (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬الشروط الشكلية لطلبات إيقاف التنفيذ‬

‫لقد وضع املشرع املغربي مجموعة من الشروط الشكلية لتقنين وتسهيل عملية إيقاف‬

‫تنفيذ الديون الضريبية‪ ،‬إال أنها في مجملها تتسم باليسر مقارنة مع مجاالت أخرى‪ ،1‬حيث إن هذا‬

‫ألاخير في بعض ألاحيان يسمح بوقف تنفيذ الدين الضريبي متى توافرت شروطه حتى وإن تبين له أن‬

‫امللزم بإستطاعته إلاستفادة من وقف ألاداء‪ ،‬وفي بعض ألاحيان يمكن له أن يمر من مسطرة إيقاف‬

‫‪81‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫التنفيذ دون اللجوء إلى مسطرة وقف ألاداء‪ ،1‬باإلضافة إلى أنه يمنح امللزم إمكانية إعادة النظر في‬

‫الطلب متى توافر لديه عنصر إلاستعجال أو تغيرت الظروف بعد صدوره‪.‬‬

‫وفي هذا املطلب سنتناول مختلف الشروط الشكلية لطلبات إيقاف التنفيذ‪ ،‬من خالل‬

‫عرض أول للشروط غير املرتبطة بالعريضة (الفرع ألاول) ثم الشروط املرتبطة بالعريضة (الفرع‬

‫الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬الشروط غير املرتبطة بالعريضة‬

‫إن صحة دعوى إيقاف تحصيل الدين الضريبي أمام القضاء إلاستعجالي إلاداري ترتبط‬

‫أساسا باحترام املدعي لقواعد التقاض ي‪ ،‬ونخص بالذكر الشروط الشكلية غير املرتبطة بالعريضة‬

‫والتي تعتبر من ألاساسيات التي ينظر فيها القاض ي قبل الوصول إلى مضمون الدعوى‪ ،‬وهذه‬

‫الشروط تتجلى في ضرورة وجود نزاع بين امللزم وإلادارة الضريبية (الفقرة ألاولى) باإلضافة إلى‬

‫حتمية إستمرارية قابلية التنفيذ (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬وجود نزاع بين امللزم وإلادارة الضريبية‬

‫في أغلب الحاالت يبت القضاء إلاستعجالي املغربي في املنازعات املرتبطة بإيقاف تنفيذ‬

‫الديون الضريبية‪ ،‬دون ألاخذ بعين إلاعتبار كون هذه ألاخيرة قد سبق وعرضت على املحاكم إلادارية‬

‫أم ال‪ ،‬مما يعني أنه ال يشترط تقديم طلب وقف تنفيذ الضريبة باملوازاة مع دعوى الجوهر‪ ،‬بحيث‬

‫‪82‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يعتمد بهذا الخصوص على أحكام املادة ‪ 27‬من قانون املحاكم إلادارية والتي لم تشترط أن يكون‬

‫النزاع معروضا على أنظار املحكمة كي يمارس رئيسها مهام القاض ي إلاستعجالي‪ ،1‬حيث إنه في الكثير‬

‫من الحاالت قبل قاض ي املستعجالت النظر في طلبات إيقاف التنفيذ‪ ،‬رغم أنها ال تزال في مرحلة‬

‫املطالبة التمهيدية أمام إلادارة املكلفة بربط الضريبة‪ ،2‬وحتى أنه يقوم بنفس الش يء في حالة كان‬

‫النزاع معروضا أمام اللجان الضريبية التي تدخلت في إطار مسطرة التصحيح السريعة‪.3‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فقد سارت محكمة النقض في نفس إلاتجاه من خالل إقرار قاض ي‬

‫إستعجالي‪ 4‬بوقف تنفيذ الدين الضريبي قبل قيام امللزم بأي طعن إداري أو قضائي ما دام أنه يحدد‬

‫للملزم أجال قصيرا لتقديم دعوى في املوضوع‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إستمرارية قابلية الضريبة للتنفيذ‬

‫ربط املشرع املغربي بين إيقاف تنفيذ الدين الضريبي وبين ضرورة كون هذا ألاخير ال زال‬

‫قابال للتنفيذ‪ ،‬مما يعني أنه إذا كان امللزم قد أدى دينه طواعية أو تم إسقاطه من طرف الجهة‬

‫‪83‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املصدرة له‪ ،‬أو تم تنفيذه من خالل مباشرة طرق التحصيل الجبري التي أسفرت عن إستيفائه‪ ،‬أو‬

‫أن يكون املدين قد حصل على إيقاف أدائه‪ ،‬وبالتالي وبالنظر إلى هذه الحاالت فإن طلب إيقاف‬

‫تنفيذ الدين الضريبي قد أصبح غير ذي موضوع‪ ،1‬ولهذا يشترط لقبول طلب إيقاف التنفيذ عدم‬

‫تمام تنفيذ الدين الضريبي‪.2‬‬

‫حيث إن الدين يتعين عليه أن يكون حامال لقوته التنفيذية‪ ،‬أي أن يكون قابال للتحصيل‬

‫في أي لحظة وقت تقديم الدعوى‪ ،‬ويتفرع عن هذه املسألة أن ال يكون املدعي قد تحلل من الدين‬

‫محل النزاع‪ ،‬فإن حدث وأثبت املحاسب حصول التسديد فإن الدعوى تصبح الغية‪ .‬كما أنه ال‬

‫يوجد ما يمنع تقديم دعوى إيقاف التحصيل حتى بعد إسقاط إلادارة للدين الضريبي أو صدور‬

‫مقرر نهائي مبرم عن القضاء يقض ي بإلغائها‪ ،‬ألن إدارة التحصيل تعتمد في كثير من ألاحيان إلابقاء‬

‫على إجراءات التحصيل بذريعة عدم توصلها من الجهة الدائنة بسند يحللها‪ ،‬وهو ما الحظته‬

‫محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط في قرار صدر عنها‪ 3‬أقرت فيه الحق للمدين في إستصدار سند‬

‫تنفيذي عن القضاء إلاستعجالي إلاداري إليقاف تحصيل دين ضريبي سلمت عنه مصلحة الوعاء‬

‫إعفاء‪ ،‬ولكن الخزينة العامة إستمرت في عمليات تحصيله رغم علمها بذلك إلاعفاء الذي أدلي به‬

‫أثناء سريان دعوى إلايقاف إبتدائيا‪ ،‬هذا وبعد صدور ألامر باإليقاف يبقى لصاحب املصلحة أن‬

‫يطعن فيه وفق ما تنص عليه املادة ‪ 212‬من قانون املسطرة املدنية الذي يحدد أجل ذلك في ‪21‬‬

‫يوما‪ ،‬وذلك بمقتض ى إحالة من املادة ‪ 9‬من قانون املحاكم إلادارية وهو ما أكدته الفقرة الثانية من‬

‫‪84‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املادة ‪ 7‬من القانون ‪ 1 81.12‬التي أخضعت إستئناف ألاوامر الصادرة عن رؤساء املحاكم إلادارية‬

‫لنفس أجل الطعن املنصوص عليه بالفصلين ‪ 218‬و‪ 212‬من قانون املسطرة املدنية‪.2‬‬

‫وعلى كل حال فإن صدور حكم قضائي وحتى ولو لم يكن نهائيا يقض ي بإلغاء السند‬

‫التنفيذي للدين الضريبي ويشكل صعوبة قانونية في تنفيذ هذا الدين‪ ،‬وذلك لزوال سببه قضاء من‬

‫خالل إلغاء‪ 3‬سنده التنفيذي وبالتالي عدم قابليته للتنفيذ‪ ،‬وهو ما نستشفه من خالل ألامر‬

‫الصادر عن رئيس املحكمة إلادارية بفاس "وحيث ملا صدر حكم عن القضاء إلاداري أعاله يقض ي‬

‫باإلشهاد على مديرية الضرائب بإلغاء الضريبة الجاري تنفيذها في مواجهة الطالب تنشأ‬

‫صعوبة قانونية في تنفيذ الدين الضريبي لزوال سببه قضاء عن طريق إلغاء السند التنفيذي‬

‫ولو إبتداءا‪".‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط املرتبطة بالعريضة‬

‫إن الشروط املرتبطة بالعريضة هي ألاخرى ال تقل أهمية عن سابقتها غير املرتبطة بعريضة‬

‫الدعوى‪ ،‬فاملشرع نظمها هي ألاخرى من خالل الشروط التي سطرها لرافع الدعوى‪ ،‬رغبة منه في‬

‫ضمان السير الجيد للدعوى ولضمان حقوق أطراف الدعوى‪ ،‬وهذه الشروط تتمثل في وجوب‬

‫توجيه العريضة ضد طالب إلايقاف (الفقرة ألاولى) وكذلك ضرورة تقديم املدعي التعليل الكافي‬

‫بشأن الدعوى التي رفعها للقاض ي إلاستعجالي (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬شروط توجيه العريضة ضد طالب إلايقاف‬

‫يعتبر طلب وقف التنفيذ جزءا فرعيا للمنازعة في قانونية قرار فرض الضريبة‪ ،‬وبالتالي‬

‫يجب أن يوجه مبدئيا ضد من يملك الصفة لتمثيل إلادارة املكلفة بربط الضريبة أمام القضاء‪ ،‬أي‬

‫مدير الضرائب بالنسبة للضرائب التي تفرضها مديرية الضرائب‪ ،‬وآلامر بالصرف بالنسبة للجبايات‬

‫املحلية ووزير املالية بالنسبة للضرائب التي تربطها مديرية الجمارك‪ .1‬وتطبيقا ملقتضيات الفصل‬

‫‪ 211‬من قانون املسطرة املدنية ينبغي أن يقبل طلب وقف تنفيذ الضريبة الذي يرفع ضد أتباع‬

‫الشخص الذي يملك الصفة لتمثيل إلادارة املكلفة بربط الضريبة‪ ،‬إذا تبين أنهم من قاموا بفرضها‬

‫فعليا‪ ،‬وبالنظر إلى بعض ألاوامر إلاستعجالية نجد بأن تقديم طلب إيقاف التنفيذ يكون سابقا‬

‫ألوانه إذا لم تكن إجراءات التحصيل جارية في مواجهة طالب إلايقاف‪ ،‬أي إذا لم تباشر إلادارة‬

‫املكلفة بالتحصيل إجراءات التحصيل ضده‪ ،2‬مما يبين جليا ضرورة سلوك إلادارة املكلفة‬

‫بالتحصيل إجراءات تحصيل الدين لتجعل طلب إلايقاف مقبوال وإال سيكون الطلب سابقا ألوانه‬

‫ومفتقرا إلى شرط املصلحة القائمة والحالة التي عليها إعتمادها باإلضافة إلى إفتقاره لعنصر‬

‫إلاستعجال املبني عليه القضاء إلاستعجالي‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شرط التعليل الكافي‬

‫تفتتح دعوى إيقاف إجراءات تحصيل الدين الضريبي أمام القضاء إلاستعجالي إلاداري‬

‫بمقال يرفع بواسطة محام‪ 1‬يتضمن في ديباجته ما يفيد توجيهه لقاض ي املستعجالت إلاداري‪ ،‬مع‬

‫بيان أطراف الدعوى وملخص للوقائع يكفي للتعريف بطبيعة الدين وقدره والسنة التي يرتبط بها‬

‫الدين املعني بالطلب ونوع إلاجراء التنفيذي املنازع فيه‪ ،‬مع املراجعة إلادارية تفاديا لكل غموض قد‬

‫يفض ي إلى عدم قبول الطلب أو إلى صعوبة في تنفيذ ألامر بعد صدوره‪.‬‬

‫ويحاول املقال شرح الوسائل القانونية والواقعية التي تبرر الطلب ويعكس قدر إلامكان‬

‫تجليات حالة إلاستعجال وإستثنائية الحالة‪ ،‬مع تجسيد ملادية وضعية الخطر لكن مع إلاكتفاء‬

‫باإلشارة فقط لعناصر الجدية دون التوسع فيها تفاديا للمساس باملوضوع الذي يفض ي إلى التصريح‬

‫بعدم إختصاص القضاء‪ ،‬ونستحضر هنا ألامر إلاستعجالي الصادر عن محكمة إلاستئناف إلادارية‬

‫بالرباط‪ 2‬والذي جاء فيه " حيث يعيب املستأنفان على ألامر املستأنف مجانبته للصواب فيما‬

‫قض ى به لغياب التعليل ولعدم إحترامه مقتضيات الفصول ‪ 119‬و‪ 111‬من مدونة تحصيل‬

‫الديون العمومية"‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ويرفق بالطلب نسخة من املستند الذي يثبت مباشرة التحصيل ككشف للوضعية‬

‫الجبائية أو نسخة مصادق عليها من إلاشعار الضريبي أو من إلانذار القانوني‪.1‬‬

‫ويجب على الطالب الحرص على إثبات وجود منازعة جدية بحيث يجب عليه إلادالء بما‬

‫يثبت وجود الدعوى أو املنازعة املسبقة‪ ،‬ويتعلق ألامر إما بنسخة مؤشر عليها في مقال املنازعة‬

‫قضائيا في وعاء الدين أو في صحة إجراءات تحصيله وبرسالة التظلم إلاداري‪.‬‬

‫وبالتالي فالطالب عليه أن يستعرض جميع الوسائل التي من شأنها أن تجعل تعليله كافيا‬

‫وتجعل من دعواه جدية كما أن عليه أن يبين بأن تحصيل الضرائب محل النزاع سيلحق به أضرارا‬
‫‪2‬‬
‫يصعب تداركها‪.‬‬

‫لم يكن املشرع املغربي متشددا أثناء تحديده للشروط الشكلية ملسطرة إيقاف التنفيذ‬

‫بهدف تيسير هذه املسطرة‪ ،‬وذلك بالنظر لوضع امللزم الذي غالبا ما يجهل مضامين القانون‬

‫الضريبي‪ ،‬وإن كان هذا ال يعني تحميل إلادارة املسؤولية في أغلب ألاحيان‪ ،‬فقد منحها ضمنيا‬

‫مجموعة من السلطات وإلامتيازات الغير املألوفة في القوانين العادية من أجل إرساء قواعد تضبط‬

‫مجال تدخل إلادارة وحدوده قصد الحفاظ على حقوق الخزينة مع إرساء ضمانات قانونية لفائدة‬

‫امللزم‪ ،‬وهو ما سنشتفه من خالل مضمون املطلب الثاني‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الشروط املوضوعية لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬

‫إن مجرد رفع دعوى التحصيل وفق الحاالت السالفة الذكر بهدف إرجاء الدين أو إيقاف‬

‫التنفيذ‪ ،‬ال يمكن إعتباره سوى طلب وقتي يدخل ضمن إختصاص القضاء إلاستعجالي‪ ،‬غير أن هذا‬

‫القضاء ال ينعقد له إلاختصاص بالنظر في الدعوى على أنها معجلة إال إذا توفرت فيها الشروط‬

‫التالية‪ :‬شرط الجدية في املنازعة وعدم املساس بجوهر النزاع (الفرع ألاول) و شرط إلاستعجال‬

‫وتقديم الضمانة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬شرط جدية املنازعة وعدم املساس بجوهرالنزاع‬

‫في إطار البحث عن شروط إيقاف تنفيذ الدين الضريبي أمام القضاء إلاستعجالي‪ ،‬نجد أن‬

‫ثمة شرطين متالزمين‪ ،‬إستقر عليهما العمل القضائي عند إنشاء املحاكم إلادارية وهما شرطي جدية‬

‫املنازعة (الفرع ألاول)‪ ،‬وعدم املساس بجوهر النزاع (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬شرط جدية املنازعة‬

‫إن تقديم طلب املنازعة في الضريبة أمام قضاء املوضوع ال يكفي وحده لقبول طلب وقف‬

‫تنفيذها من طرف قاض ي املستعجالت‪ ،‬وأنه ال بد من توافر شرط املنازعة الجدية‪ ،‬وقد إستقر‬

‫عمل القضاء بعد تباين توجهات املحاكم على إعتماد املنحى الذي إتخذته محكمة النقض ملدلول‬

‫جدية املنازعة الذي ينبغي تبنيه للقول بتحقق ذلك العنصر في املنازعة املرفوعة أمام قضاء‬

‫املوضوع واملرتبطة بدعوى إيقاف التحصيل‪ ،‬ولعل ما يتميز به هذا الشرط عن شرط إلاستعجال‬

‫‪89‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫هو أنه يأخذ وضعه في دائرة املشروعية‪ ،1‬وقد ذهب بعض الفقه وهو بصدد تحديد مفهوم الجدية‬

‫إلى القول بأنه يتجلى فيما يؤسس عليه الطاعن طلبه من أسباب توحي ألقل وهلة بإحتمال إلغاء‬

‫القرار املطلوب وقف تنفيذه‪ ،‬وأن ال يكون املقصود من الطلب مجرد عرقلة نشاط إلادارة‪.‬‬

‫والاجتهاد القضائي الفرنس ي نص على هذا الشرط ألول مرة سنة ‪ 2728‬في قرار مجلس‬

‫الدولة الفرنس ي الصادر بتاريخ ‪ 21‬نونبر ‪ 2728‬الذي أشار فيه بشكل صريح بجدية ألاسباب القائم‬

‫عليها الطعن باإللغاء‪.‬‬

‫‪"Considérant qui il résulte de l'examen du pouvoir quelle caractères sérieux des‬‬

‫"…‪moyennes développés à son appui‬‬

‫ونظرا ألهمية وجود شرط الجدية كشرط ثاني وضروري للحكم بإيقاف تنفيذ القرار‬

‫إلاداري‪ ،‬فإن املشرع الفرنس ي نص عليه صراحة بموجب املرسوم الصادر يوم ‪ 21‬يوليوز ‪2742‬‬

‫بشأن مجلس الدولة في املادة ‪ 11‬الفقرة الرابعة وكذلك نصت عليه املادة ‪ 211‬من قانون املحاكم‬

‫إلادارية ومحاكم الاستئناف إلادارية‪.‬‬

‫أما املشرع املصري فلم يشترط سوى شرط موضوعي واحد من أجل إيقاف تنفيذ القرار‬

‫إلاداري املطعون فيه باإللغاء وهو شرط الاستعجال املعبر عنه في املادة ‪ 14‬من قانون مجلس‬

‫الدولة‪ ،‬إال أن فقهاء القانون إلاداري والقضاء إلاداري أضافا شرط الجدية بصريح العبارة منذ‬

‫ألاحكام ألاولى الصادرة عن مجلس الدولة املصري في مادة إيقاف التنفيذ‪ ،‬واملتمثل في قيام دعوى‬

‫‪90‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إلالغاء على أسباب جدية‪ ،‬ونظرا لعدم تقنين شرط الجدية بنص قانون فإن الفقه والقضاء‬

‫إلاداري أضافوا شرط الجدية منذ ألاحكام ألاولى الصادرة عن مجلس الدولة املصري‪ ،‬فقد أوضحت‬

‫املحكمة إلادارية العليا ملصر في حكمها الصادر في ‪ 2711/22/21‬أن سلطة إيقاف التنفيذ مشتقة‬

‫من سلطة إلالغاء وفرع منها‪ ،‬ومردها إلى الرقابة القانونية التي يسلطها القضاء إلاداري على القرار‬

‫على أساس وزنه بميزان مبدأ املشروعية‪ ،‬فوجب على القضاء إلاداري أال يوقف قرارا إداريا‪ ،‬إال إذا‬

‫تبين له على حسب الظاهر من ألاوراق ومع عدم املساس بأصل طلب إلالغاء‪ ،‬أن طلب إيقاف‬

‫التنفيذ يقوم على ركنين ألاول قيام الاستعجال أي أن يترتب على تنفيذه نتائج يتعذر تداركها‪،‬‬

‫والثاني يتصل بمبدأ املشروعية‪.‬‬

‫إن الاجتهاد القضائي املصري يشدد أحيانا في التأكد من وجود الجدية في الطلب‪ ،‬ولم‬

‫يستثني منه إال الحالة التي يكون فيها الوقت املحدد لتنفيذ القرار وشيكا‪ ،‬حيث ال يسمح للقاض ي‬

‫ببحث مدى مشروعية القرار إلاداري وهو ما تم تأكيده في الحكم محكمة القضاء إلاداري ‪ 719‬ب‬

‫‪" 41/4/7‬إن تراخي جهة إلادارة في البت في موضوع تأدية نجل املدعي المتحان شهادة الثانوية‬

‫العامة في هذا العام إلى وقت وشيك قبل حلول موعد هذا الامتحان بأيام معدودات ال يترك أمام‬

‫املحكمة إال ميعادا ضيقا ال يتسع للتمكين من حيث عناصر مشروعية أو عدم مشروعية القرار‬

‫املطعون فيه"‪.‬‬

‫أما باملغرب فإن محكمة النقض عرفت شرط املنازعة الجدية كونها منازعة امللزم في صفته‬

‫كخاضع للضريبة أو في قانونية تأسيس وفرض تلك الضريبة‪ ،‬حيث جاء في قرار محكمة النقض‬

‫‪91‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وهي ترد على الوسيلة املتعلقة بجدية النزاع‪ 1‬املستمدة من إجراء خبرة في موضوع النزاع‪" :‬لكن‬

‫حيث إن إلاجتهاد القضائي الذي كرسته محكمة النقض‪ ،2‬قد إستقر على أن جدية املنازعة‬

‫تتجلى إما في منازعة امللزم في وضعيته كخاضع للضريبة أو في قانونية تأسيس وفرض تلك‬

‫الضريبة وأنه بالرجوع إلى ظاهر أوراق امللف يتبين أن املستأنفة تستكثر تقديرات إلادارة‬

‫الجبائية املطالب بها وال تنازع بصورة جدية في صفتها كملزمة بالضريبة أو في مسطرة فرضها‬

‫وكان ما أثيربدون أساس‪".‬‬

‫وقد حاولت بعض الكتابات‪ 3‬إيجاد حاالت تعكس جدية املنازعة التي تبرر طلبات إيقاف‬

‫تنفيذ الدين الضريبي والتي تبنتها املحاكم إلادارية بتصرف وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬توفر املدين على شروط إلاعفاء الكلي أو الجزئي من دين أو ضريبة؛‬

‫‪ ‬تمسك املدين بتقادم مسقط للمديونية إن في التصفية وإلاصدار أو في التحصيل‪4‬؛‬

‫‪ ‬صدور حكم أول يعلن إلغاء الدين ولو لم يصبح نهائيا بسبب الطعن فيه؛‬

‫‪ ‬مباشرة إجراءات التحصيل حتى قبل حلول تاريخ إلاستحقاق‪.‬‬

‫لكن رغم ذلك يمكن إجمال مهمة قاض ي املستعجالت في إستنباط عنصر الجدية في عملية‬

‫قياس تقديرية ‪ Evaluation/ Estimation‬ملدى ورود إحتماالت جدية لإلستجابة لدعوى‬

‫املوضوع‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إال أن جانبا من الفقه ‪ 1‬يعيب على املقررات إلاستعجالية عدم إعتماد عنصر جدية دعوى‬

‫املوضوع في التعليالت‪ ،‬وهو ما ينتج عنه حرمان أطراف املنازعة من فهم الحيثيات وإستيعاب‬

‫القواعد التي أفضت إلى نتيجة املقرر القضائي‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فقد ربط بعض الفقه‪ 2‬بين شرط الجدية وإحتمال وجود الحق املدعي به‪،‬‬

‫إذ يكفي لنشأة الدعوى املستعجلة أن يكون هناك إحتمال لوجود هذا الحق‪ ،‬فإذا لم يوجد هذا‬

‫إلاحتمال وجب على قاض ي املستعجالت رفض الدعوى وهذا إلاحتمال –حسب الفقهاء‪ -‬يتوافر فيه‬

‫شرطان وهما‪:‬‬

‫‪ ‬وجود قاعدة قانونية تحمي حقا مما يطلب املدعي حمايته بالدعوى املوضوعية التي غالبا‬

‫ما ترفع الدعوى لخدمتها‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن تعطي وقائع القضية إحتماال بوجود الحق محل الحماية املوضوعية من الناحية‬

‫الفعلية‪ ،‬ألن املدعي ال يحتج عليه بإثبات الواقعة القانونية سبب الحق‪ ،‬بل يكفي أن يبين‬

‫من الوقائع ما من شأنه أن يعطي إحتماال لوجود هذا الحق‪.‬‬

‫وبالتالي يتبين أن طالب وقف التنفيذ يجب عليه أن يبين ألاسباب القانونية والواقعية التي‬

‫يستند إليها في الطلب املوضوعي‪ ،‬والتي ترجح إحتمال إلغاء الدين الضريبي محل املنازعة املوضوعية‬

‫على تأكيده‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وجدية املنازعة تتخذ صورا متعددة‪ 1‬يمكننا أن نستخلصها من خالل إستقرائنا لبعض‬

‫ألاحكام واملقررات الصادرة عن القضاء‪ ،‬فاملدين يمكنه أن ينازع في مبدأ فرض الضريبة أو الصفة‪،‬‬

‫ويعتبر هذا القسم من أهم الصور التي تبرز جدية املنازعة والتي تبرر منح إيقاف التنفيذ ويدخل في‬

‫هذا إلاطار مجموعة من الحاالت نجملها كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬حالة كون املدعي أجنبيا عن الدين املفروض عليه‪2‬؛‬

‫‪ ‬حالة توقف املدين عن مزاولة نشاطه املنهي‪3‬؛‬

‫‪ ‬حالة عدم ممارسة املدين للنشاط املفروضة عليه الضريبة أصال؛‬

‫‪ ‬حالة إعفاء املدين كليا أو جزئيا من الدين الضريبي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فإن املنازعة في تأسيس الضريبة يعتبر من أهم صور املنازعة الجدية‬

‫حيث قد تنصب هذه ألاخيرة إما على‪:‬‬

‫حالة املنازعة في مسطرة الفرض التلقائي للدين الضريبي؛‬

‫حالة املنازعة في مسطرة تصحيح وعاء الدين الضريبي؛‬

‫‪94‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫حالة املنازعة في تأسيس الدين الضريبي لخرق حقوق الدفاع‪.‬‬

‫ومن صور جدية املنازعة كذلك نجد املنازعة في قانونية إجراءات تحصيل الدين الضريبي‬

‫والتي من أبرز حاالتها‪:‬‬

‫‪ ‬حالة تقادم إجراءات تحصيل الدين الضريبي؛‬

‫‪ ‬حالة عدم إحترام مبدأ تدرج إجراءات التحصيل‪.‬‬

‫كما سبق البيان تعتبر املنازعة في تقادم الدين الضريبي من أهم صور املنازعة الجدية‪ ،‬وهنا‬

‫نتحدث عن تقادم الدين الضريبي من إجراءات تحصيل الدين الضريبي‪ ،‬كذلك الشأن بالنسبة‬

‫لتقادم إجراءات تأسيسه‪ ،1‬وتقادم الدين الضريبي يعتبر من أهم ألاسباب التي من أجلها يمنح‬

‫القاض ي إلاستعجالي إيقاف التنفيذ وذلك لسهولة إثبات الجدية في املنازعة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شرط عدم املساس بجوهرالنزاع‬

‫يقصد بالجوهر كل ما يتعلق بالحق وجودا وعدما‪ ،‬وكل ما يمس صحته أو يؤثر في كيانه أو‬

‫يغير فيه أو حتى آلاثار القانونية التي رتبها القانون له التي قصدها أطراف العقد‪ ،2‬أما املساس‬

‫باملوضوع فهو أال ينظر قاض ي ألامور املستعجلة في موضوع الدعوى وال في أصل الحق‪ ،‬على أن هذا‬

‫ال يمنع من أن يتفحص موضوع الدعوى بشكل عرض ي بالقدر الذي يكفي لتكوين قناعته‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫واملشرع املغربي لم يعرف شرط عدم املساس بأصل الحق‪ ،‬لكن تمت فقط إلاشارة إليه في‬

‫نص الفصل ‪ 211‬من قانون املسطرة املدنية "ال تبت ألاوامر إلاستعجالية إال في إلاجراءات الوقتية‬
‫‪1‬‬
‫وال تمس بما يمكن أن يقض ى به في الجوهر‪".‬‬

‫أما الفقه فقد عرفه كما يلي "أال ينظر قاض ي ألامور املستعجلة في موضوع الدعوى وال في‬

‫أصل الحق على أن هذا ال يمنع من أن يتفحص موضوع الدعوى بشكل عرض ي وبالقدر الذي‬

‫يكفي لتكوين قناعته‪".2‬‬

‫وبالنسبة للقضاء فقد بين من خالل محكمة النقض بأن ‪" :3‬قاض ي املستعجالت ليس‬

‫ممنوعا من مناقشة ظاهر ما هو معروض عليه للتأكد من جدية طلب إيقاف التنفيذ‬

‫وإستخالصه من ظاهر معطيات النزاع ما يفيد هذه الجدية ال يشكل مساسا بجوهرالنزاع‪".‬‬

‫وقاض ي ألامور املستعجلة يجب عليه عند البت في طلب إيقاف التنفيذ أن يمارس‬

‫إختصاصاته دون املساس بأصل الحق‪ ،‬إذ ال يحق له أن يعمد إلى تغيير أو تعديل املركز القانوني‬

‫ألحد الطرفين‪ ،‬وهو ما نستشفه من خالل إحدى ألاوامر إلاستعجالية‪ 4‬الصادرة عن محكمة‬

‫إلاستئناف إلادارية بالرباط التي تصب في نفس املنحى والذي قض ى بما يلي‪" :‬حيث يعيب الطرف‬

‫املستأنف ألامراملستأنف بمجانبته للصواب ذلك أن تفويت العقارللغيرسوف يؤدي إلى تغييرفي‬

‫‪96‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املراكز القانونية لألطراف سيما أن تقييد مشروع نزع امللكية على الرسمين العقاريين‬

‫للمستأنف عليه يسقط بمرور سنتين عند عدم متابعة املساطر الواجبة قانونا‪ ،‬كما أن التقييد‬

‫إلاحتياطي ال يمنع من تفويت العقار وأن الحجز التحفظي هو في حدود املبالغ التي تم تسديدها‬

‫من طرف الدولة املغربية"‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق فال يجوز لقاض ي املستعجالت وهو بصدد البت في طلب إيقاف دين‬

‫ضريبي أن يتصدى ملوضوع النزاع‪ ،‬سواء كان يؤكد وجود الدين الضريبي أو يقرر بطالنه‪ ،‬إذ في ذلك‬

‫مساس بأصل الحق املتنازع عليه وتحديد مراكز الخصوم ويجوز له أن يبني حكمه على إحتمال‬

‫وجود الحق املدعى به ال غير‪ ،‬دون الدخول في التفاصيل والخوض فيها‪.‬‬

‫وإذا نظرنا بتمعن إلى مفهوم جدية املنازعة وعدم املساس بأصل النزاع نجد أن هناك عالقة‬

‫قائمة بينهما تتجلى في‪:‬‬

‫‪ ‬أن جدية املنازعة هي شرط بتحققه ينعقد إختصاص قاض ي املستعجالت‪ ،‬واملساس‬

‫بجوهر النزاع يتحقق عندما تكون املنازعة جدية وموضوعية‪ ،‬وبالتالي فإن شرط الجدية‬

‫ال يعني أن الفصل في طلب إلايقاف من شأنه املساس بأصل الحق‪.1‬‬

‫‪ ‬من جهة أخرى فجدية املنازعة قيد بتحققه تخرج الدعوى عن نطاق إختصاصه‪ ،‬وبالتالي‬

‫فإن الطلب إلاستعجالي يصبح ماسا بأصل الحق املدعى به‪ ،‬مما يعني أن يمنع قاض ي‬

‫املستعجالت من الفصل فيه وتفرض عليه أن يحكم بعدم إختصاصه بالنظر في الطلب‪.1‬‬

‫‪97‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وشرط عدم املساس بالجوهر قائم على خاصيتين أساسيتين هما‪:‬‬

‫خاصية الوقت‪:‬‬

‫فهو شرط ضروري في القضايا إلاستعجالية‪ ،‬حيث إنه وبالرجوع للفصل ‪ 211‬من‬

‫قانون املسطرة املدنية "ال تبت ألاوامر إلاستعجالية إال في إلاجراءات الوقتية‪ "...‬ذلك‬

‫أنه إذا كان إلاجراء وقتيا فهو يعني أن ألامر الاستعجالي ال يمس بما يمكن أن يقض ى به‬

‫في الجوهر‪ ،‬أما إذا كان ألامر فاصال‪ ،‬فإن ذلك يعني مساس ألامر إلاستعجالي باملوضوع‬

‫أي بما يمكن أن يقض ى به في الجوهر‪.2‬‬

‫خاصية إقتصارالبحث في ظاهرألاوراق واملستندات‪:‬‬

‫إن املتعارف عليه فيما يخص إختصاصات القضاء إلاستعجالي خالل البت في‬

‫ألامور املستعجلة‪ ،‬هو إلاقتصار فقط على النظر على ظاهر املستندات بدون التعمق‬

‫فيها‪ ،‬ألنه في هذه الحالة إذا تخطى حدود عمله سيقض ي بعدم إلاختصاص النوعي‬

‫وبالتالي ضياع حق امللزم والحماية التي كان يأملها من خالل العمل على إقناع‬

‫القاض ي‪.3‬‬

‫‪98‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شرط إلاستعجال وتقديم الضمانة الالزمة‬

‫من خالل هذا الفرع سنستوضح خصائص ومميزات كل من شرطي إلاستعجال (الفقرة‬

‫ألاولى) وتقديم الضمانة عند اللزوم (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬شرط إلاستعجال‬

‫إن عنصر إلاستعجال من أهم العناصر التي ترتكز عليها دعوى إيقاف إجراءات التحصيل‬

‫كعنصر يبرر مراجعة قاض ي املستعجالت‪ ،‬فهو يتالزم مع مفهوم الخطر‪ ،‬وإلى حد توجه فيه بعض‬

‫الفقه إلى تعريف إلاستعجال بأنه "الخطر الحقيقي املحدق بالحق املراد املحافظة عليه والذي‬

‫لزم درؤه عنه بسرعة ال تكون عادة في التقاض ي العادي ولو قصرت مواعيده‪.1‬‬

‫ومفهوم عنصر إلاستعجال حالة محكومة بتغيير دائم ينتج عن الظروف الزمانية واملكانية‬

‫املحيطة به‪ ،‬ألنه حالة تنشأ من واقع ومن طبيعة الحق املطلوب صيانته‪ ،‬فهي ليست من فعل‬

‫الخصوم أو إتفاقهم‪ ،‬وهو ما يجعل تعريف هذا العنصر صعبا وال يمكن إلاحاطة بمعناه التام ويرى‬

‫‪ PRONCES‬أن عدم وجود تعريف محدود وموحد لحالة الاستعجال يؤدي إلى نتائج طيبة‪ ،‬إذ يكون‬

‫للقاض ي حرية واسعة في التقدير بأن يضع في إعتباره كل ظروف الدعوى‪ ،‬ألامر الذي يجعله قادرا‬

‫على إيجاد الحل املناسب على ضوء الوقائع املعروضة عليه‪ ،2‬باإلضافة إلى ذلك يمكن وصف‬

‫‪99‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إلاستعجال باملبدأ املرن وغير املحدد بحيث يمكن للقاض ي إلاستعجالي إستخالصه من ظروف‬

‫ومالبسات كل دعوى ومن طبيعة الحق املراد املحافظة عليه أو إلاجراء الوقتي املراد اتخاذه‪.1‬‬

‫وإلاجتهاد القضائي أقر هذا إلاتجاه معتبرا أن "عنصر إلاستعجال يكون مفترضا في كل‬

‫الطلبات الرامية إلى إيقاف إجراءات التحصيل ما دام يعتبر طلبا إستعجاليا وال ش يء في القانون‬
‫‪2‬‬
‫ينفي عنه هذه الصفة"‪.‬‬

‫وقد ذهب البعض إلى تعريفه على أنه "الخطر الحقيقي الذي يهدد الحق املراد املحافظة‬

‫عليه بإتخاذ إجراءات سريعة ال تحتمل التأخير وإلانتظار‪ ،‬وال يمكن أن تتحقق عن طريق قضاء‬

‫املحاكم إلادارية ولو بتقصير مدة البت في الجوهر‪ ،‬فاملراد به تفادي ضرر مؤكد يصعب تداركه‬

‫إذا حدث كإثبات حالة يخش ى من زوال معاملها مع مرور الوقت‪ ،‬فهو يتحدد بظروف كل دعوى‬

‫ومالبستها وظروف الحق املراد املحافظة عليه‪"3.‬‬

‫فبالنسبة لفرنسا فمجلس الدولة الفرنس ي إعتبر أن تحصيل الضريبة ولو كانت محل‬

‫منازعة جدية لن يكون له سوى نتائج مالية‪ ،‬ما دام أنه بإمكان امللزم أن يسترد مبلغ الضريبة الذي‬

‫أداه‪ ،‬إذا تبين أن الضريبة غير مشروعة‪ ،‬إال أن صدور قانون العدالة إلادارية قد جعل مجلس‬

‫‪100‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الدولة يراجع موقفه وكان القرار الصادر بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪ 1112‬في قضية ‪ JANFIN‬إيذانا بهذا‬
‫‪1‬‬
‫التحول‪.‬‬

‫فإذا كان مجلس الدولة هو من أسس لظهور شرطي الاستعجال والجدية‪ ،‬فقد عمل املشرع‬

‫الفرنس ي على تبني هذا إلاجتهاد‪ ،‬وعمل على تقنينهما بموجب مرسوم ‪ 2742/19/21‬كشرطين الزمين‬

‫ملنح إيقاف التنفيذ القرارات إلادارية من خالل املادة ‪ 11‬من قانون مجلس الدولة‪ ،‬كما نصت املادة‬

‫‪ 211‬من مدونة املحاكم إلادارية على نفس الشرطين بنفس التعبير‪ ،‬فاإلستعجال يحظى بحيز هام‬

‫ضمن آلاليات التي يفحصها القاض ي إلاداري من أجل الحسم في طلب إيقاف تنفيذ القرارات‬

‫إلادارية أو رفضها‪ ،‬فقد كان قضاء مجلس الدولة الفرنس ي أول من ابتكر شرطي الاستعجال‬

‫والجدية‪ ،‬وكانت أحكامه ألاولى تقتصر على مجرد التحقق من وجود ضرر بسيط‪ ،‬ثم بعدها أصبح‬

‫يبحث عن الضرر الذي يراه كافيا لتبرير طلب إلايقاف كالضرر الجسيم‪ ،‬ثم بعد ذلك أصبح مجلس‬

‫الدولة الفرنس ي يتصدى لألسباب الجدية قبل التصدي ملسألة الضرر‪ ،‬لكن بعد صدور مرسوم‬

‫املحاكم إلادارية لسنة ‪ 2712‬أصبح مجلس الدولة يبحث عن شرط الضرر قبل شرط الجدية‪.‬‬

‫وفي مصر فاملشرع املصري سار على نفس نهج املشرع الفرنس ي‪ ،‬إذ نص على شرط‬

‫إلاستعجال من خالل مقتضيات املادة ‪ 17‬من قانون مجلس الدولة رقم ‪ 2791/19‬والتي جاء فيها‪" :‬‬

‫يجوز للمحكمة أن تأمر بوقف تنفيذ قرار إداري إذا رأت أن نتائج التنفيذ قد ال يتعذر تداركها"‪،‬‬

‫بمعنى أنه يكون من شأن تنفيذ القرار قبل الفصل في دعوى إلغائه ترتيب بنتائج يتعذر تداركها فيما‬

‫‪101‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫لو قض ي بإلغاء القرار أن إستحالة إعمال أثر إلالغاء من إعادة الحالة ملا كانت عليه قبل صدور‬

‫القرار‪.‬‬

‫وفي املغرب إعتبر القضاء أن وصول مسطرة التحصيل إلى مراحل متقدمة كالحجز‬

‫والتنفيذ على ألاصل التجاري ببيعه وتطبيق إلاكراه البدني‪ ،‬تنتج بالفعل عواقب لها تأثير على‬

‫مستقبل املقاولة خاصة إن تعلق ألامر بحجز منقوالتها‪ ،‬وكذا الشأن بالنسبة لإلشعار للغير الحائز‬

‫الذي يطبق على الحسابات البنكية ويشل حركة ألاموال التي تشكل شريان الحياة لكل مقاولة‪،1‬‬

‫وهو ما قد يسفر عن إعاقة سير املقاولة وأن الشروع في إجراءات التحصيل يوفر عنصر‬

‫إلاستعجال الذي يوفر الطلب ألن إنكشاف الديون الضريبية التي على املقاولة يؤدي إلى إنقاص‬

‫لعناصر إلائتمان‪ ،‬وبالتالي مطالبة الغير لديونهم قبل حلول آجالها العادية‪.‬‬

‫وقد نص املشرع الكويتي في املادة ‪ 22‬من قانون إلاجراءات الجديد الصادر سنة ‪:2778‬‬

‫"على أن املسائل املستعجلة هي التي يخش ى عليها من فوات الوقت"‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن القضاء الفرنس ي على مستوى مجلس الدولة ال يقض ي بوقف التنفيذ‪،‬‬

‫إال إذا أثبت امللزم أن أداء الضريبة سبب ضررا يصعب إصالحه ويدقق في طبيعة ذلك الضرر‪ ،‬إذ‬

‫يعتبر مجلس الدولة الفرنس ي أن املقاولة تتعرض لضرر يصعب إصالحه إذا تم تحصيل الضريبة‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬بسبب الوضعية املالية للشركة املتمثلة في خسائر هامة في إلاستغالل وإجبارية‬

‫التسريح‪.1‬‬

‫‪ ‬وألنه سيؤدي إلى تصفية الشركة التي يحصل من إستغاللها امللزم وشريكه على‬

‫دخلهما الوحيد‪.2‬‬

‫‪ ‬ألنه سيؤدي إلى تصفية ألاصل التجاري‪.3‬‬

‫‪ ‬ألنه يؤدي إلى توقيف املقاولة عن ألاداء‪.4‬‬

‫‪ ‬ألنه سيؤدي إلى إفالس الشركة الطاعنة والقذف بعمالها إلى أحضان البطالة‬

‫بالنظر إلى وضعيتها املالية الصعبة املتمثلة في تراكم حجوزات ثقيلة‪".5‬‬

‫وهنا يجب على املدين دعم طلبه بكل مستند يزكي به تحقق حصول أضرار جسيمة له من‬
‫‪6‬‬
‫إجراءات التحصيل يصعب جبرها‪.‬‬

‫والقضاء املغربي قد ربط شرط الجدية بشرط إلاستعجال‪ ،1‬ولكنه غالبا ال يدقق في‬

‫الشرطين كثيرا‪ ،‬ففي بعض ألاحيان يربط الشرطين معا وأحيانا أخرى يعتبر أن عنصر إلاستعجال‬

‫مفترض في مجال إيقاف تنفيذ إستخالص الضرائب‪.2‬‬

‫‪103‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وبناء على ما سبق يمكننا أن نخلص إلى أن عنصر إلاستعجال يرتكز على فكرتين‬

‫أساسيتين‪:‬‬

‫‪ o‬الفكرة ألاولى‪ :‬هي فكرة الخطر املهدد للحق املطلوب املحافظة عليه‪ ،‬بإتخاذ إجراءات‬
‫‪3‬‬
‫إلاستعجال‬ ‫وقتية توفر له الحماية العاجلة‪ ،‬بحيث وصف ألاستاذ عبد هللا درميش‬

‫قائال‪" :‬إلاستعجال بمثابة إلاسعافات ألاولية التي تقدم للمريض الذي يوجد في حالة‬

‫خطيرة جدا قبل ممارسة الفحوص الطبية عليه أو إجراء عملية جراحية عليه‪".‬‬

‫‪ o‬الفكرة الثانية‪ :‬تتجسد في الضرر املؤكد الذي يتعذر تداركه إذا حدث‪ ،‬ويصعب تفاديه‬

‫باللجوء إلى إلاجراءات العادية للتقاض ي‪ .‬وهو ما سارت عليه املحكمة إلادارية بالرباط من‬

‫خالل ألامر إلاستعجالي‪ 4‬الذي جاء فيه " حيث إستقر عمل قاض ي املستعجالت بهذه‬

‫املحكمة على قبول املطالبة بإيقاف إجراءات تنفيذ الدين العمومي كإجراء وقتي إلى‬

‫غاية البت إداريا أو قضائيا في جوهر النزاع في إطار القواعد العامة لإلستعجال وحيادا‬

‫على ضوابط إيقاف ألاداء والتنفيذ املنصوص عليها في املادتين ‪ 119‬و‪ 111‬من مدونة‬

‫التحصيل متى توافرت في الطلب حالة إلاستعجال بمفهوم الضرر الذي يصعب تدارك‬

‫‪104‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫نتائجه بعد التنفيذ‪ ،‬وجدية السبب املستمد من املنازعة في صفة امللزم كخاضع للدين‬

‫العمومي أو في مسطرة فرض هذا الدين أو تحصيله آلايلة بحسب الظاهرإلى إلالغاء‪".‬‬

‫وإذا كانا شرطا جدية املنازعة وإلاستعجال أهم ما إستلزمه القضاء إلاستعجالي ملنح إيقاف‬

‫تنفيذ الديون الضريبية‪ ،‬فإن املشرع والقضاء قد فرضا في بعض الحاالت تقديم الضمانات التي من‬

‫شأنها أن تؤمن أداء الدين الضريبي‪ ،‬مما يحتم علينا بحث شرط تقديم الضمانات كقيد يرد على‬

‫سلطة القاض ي التقديرية في إطار إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شرط تقديم الضمانات عند اللزوم‬

‫يدخل طلب إيقاف تنفيذ الدين الضريبي في زمرة الطلبات إلاستعجالية التي يختص‬

‫القضاء إلاستعجالي بالبت فيها‪ ،‬وإذا كانت الشروط التي سبق عرضها شروطا يشترك فيها طلب‬

‫إيقاف التنفيذ مع غيره من الدعاوى إلاستعجالية‪ ،‬فإنه يختص بشرط تقديم الضمانة عند‬

‫اللزوم والذي ينم عن خصوصية نابعة من املنازعة الجبائية‪.‬‬

‫حيث إنه في الكثير من ألاحيان نجد أن جل املحاكم إلادارية أصبحت تشترط على‬

‫املدعي عند ضعف سبب طلب إيقاف تحصيل الدين الضريبي أن يدعمه بتقديم الضمانة‬

‫الكفيلة بتيسير إستخالص الدين حالة ثبوته بشكل نهائي‪ ،‬وهو ما جاء في أمر إستعجالي عن‬

‫املحكمة إلادارية بمكناس بتاريخ ‪ 1121/12/14‬ما يلي‪ :‬وحيث إن الطلب والحالة هذه يفتقر‬

‫‪105‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إلى عنصرالجدية والطالبة لم تقدم الضمانة املشترطة طبقا للمادتين ‪ 119‬و‪ 111‬من مدونة‬

‫تحصيل الديون العمومية‪".1‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون‪ 2‬والفقه والقضاء فقد تم إلاتفاق على أنه إليقاف املتابعة في‬

‫املجال الجبائي‪ ،‬يجب أداء الضرائب أو تقديم ضمانة كافية لتغطية الدين وتوابعه‪ ،‬وأن عدم‬

‫تقديمها يعجل من طلبات إيقاف تنفيذ أوامر التحصيل التي ال ترتكز على أساس صحيح‪،‬‬

‫وذلك لئن كانت املنازعة هي حق من حقوق امللزم‪ ،‬إال أنها في املقابل يجب أن ال تضيع حقا من‬

‫حقوق الدولة التي تسعى من ورائه إلى تحقيق منفعة عامة‪.3‬‬

‫وقد جاء في الفقرة ألاولى للفصل ‪ 212‬من قانون املسطرة املدنية ما يلي‪" :‬تكون ألاوامر‬

‫إلاستعجالية مشمولة بالتنفيذ املعجل بقوة القانون ويمكن للقاض ي مع ذلك أن يقيد‬

‫التنفيذ بتقديم كفالة‪ ".‬وهو ما سارت عليه كذلك املادتين ‪ 229‬و‪ 228‬من القانون رقم‬

‫‪ ،21/79‬إال أن نص املادتين يثير جدال واسعا بشأن معرفة الجهة املخاطبة أهي إلادارة أم‬

‫القضاء؟‬

‫لقد أقر العمل القضائي أن إعتبار خطاب املادتين ينصرف لطلبات تأجيل ألاداء‬

‫إلادارية التي ترفع للمحاسبين العموميين‪ ،‬وال تعني القضاء في ش يء‪ ،‬لكن القضاء راجع نفسه‬

‫وصار يتفاعل مع شرط الضمانة وإستوعبه بشكل جيد‪ ،‬حيث عمل عليه ليكون مقياسا‬

‫‪106‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يساوي به بين حقوق املدين وحقوق الدولة‪ ،‬وتعامل معه كوسيلة دائمة لعدالة منصفة‬

‫وحمائية للمدين وللدين العمومي في نفس الوقت بأهون الضررين‪ ،‬والغرفة التجارية بمحكمة‬

‫النقض أبلغ وصف لذلك‪ ،‬حيث لم تعد تكتفي بإشتراط قيام منازعة جدية في عناصر تحقق‬

‫الدين وتصفيته في دعاوى إيقاف مسطرة بيع ألاصول التجارية إلستخالص دين ضريبي‪ ،‬بل‬

‫ذهبت أبعد من القضاء إلاداري املختص حين إشترط إضافة لوجود منازعة جدية ضرورة‬

‫تشكيل ضمانة من تلك املنصوص عليها في الفصل ‪ 228‬من مدونة التحصيل تكون كافية‬

‫لتغطية املديونية بأصلها وملحقاتها من الذعائر وغرامات التأخير والصوائر‪.1‬‬

‫إال أنه في بعض الحاالت قد يعفى املدين من تقديم الضمانة‪ ،‬بحيث إنه إذا كان ينازع‬

‫بصفة جدية في موضوع الدين فإنه ال يلزم بتكوين الضمانة التي تؤمن أداء الدين املنازع فيه في‬

‫حال تأكيده‪ ،‬حيث إن القضاء أصبح يمنح إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬دونما حاجة إلى تقديم‬

‫ضمانة للمدينين الذي ينازعون بصفة جدية في الدين‪ ،2‬وقد ينازع كذلك املدين في سالمة‬

‫وقانونية إجراءات تحصيله وإذا توفر شرط الجدية فإن الطالب يستفيد من وقف التنفيذ‬

‫دونما حاجة إلى تقديم الضمانة‪ ،‬وبهذا الخصوص سنستشهد بقرار إستعجالي‪ 3‬صادر عن‬

‫محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط جاء فيه‪" :‬وحيث إن العمل القضائي إستقر على إمكانية‬

‫قبول املطالبة القضائية بإيقاف إجراءات تحصيل الدين العمومي حيادا على مقتضيات‬

‫املادتين ‪ 119‬و‪ 111‬من مدونة تحصيل الديون العمومية اللتان تشترطان وجوب تقديم‬

‫‪107‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الضمانة‪ ،‬متى توفرت في الطلب عنصرالجدية املستشف من منازعة املدعي في صفته كملزم‬

‫أو في عدم قانونية مسطرتي فرض الضريبة وتحصيلها بحيث يكون من املرجح إلغاء الدين‬

‫املنازع فيه من طرف محكمة املوضوع دون أن يؤدي ذلك إلى املساس بالجوهر‪ ،‬ومتى توفر‬

‫أيضا عنصر إلاستعجال بمعنى الخطر املحدق باملركز القانوني للطالب الذي يتعذر تدارك‬

‫نتائجه في حال إلغاء الدين املطلوب إيقاف إجراءات تحصيله"‪.‬‬

‫فمحكمة إلاستئناف إلادارية قد ذهبت إلى إعفاء املدين من الضمانة في حالة تواجد‬

‫عنصر الجدية‪ ،‬ويشترط تقديمها في الحالة التي يظهر له أن النزاع يفتقر لهذا العنصر‪ ،‬وقد‬

‫جاءت الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 111‬من املدونة العامة للضرائب املتعلقة بحظر إيقاف‬

‫تحصيل الديون املترتبة عن الضرائب والواجبات والرسوم املستحقة إثر مراقبة ضريبية‪ ،‬وذلك‬

‫بالرغم من جميع ألاحكام املخالفة‪ ،‬إال بعد تشكيل الضمانات الكافية املنصوص عليها بالفصل‬

‫‪ 228‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬

‫أما في فرنسا فقد أصبح بإمكان املدين أن يستفيد من إلايقاف التلقائي للتحصيل‬

‫بمجرد إستظهاره بما يفيد منازعته في الدين متى كان الدين أقل من ‪ 2111‬يورو‪ ،‬ويتجه إلى‬

‫تقدير كل حالة بحالة في ما يفوق هذا السقف‪ ،1‬رغم أن مجلس الدولة أصدر قرارا في قضية‬

‫‪ 2JANFIN‬رخص فيه للقضاء بإيقاف إجراءات التحصيل الجبري في إطار املادة ‪ L-521‬من‬

‫‪108‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫قانون العدالة إلادارية‪ 1‬باإلعتماد فقط على عنصري إلاستعجال وجدية املنازعة املرتبطة‬

‫أساسا بقيام شك كبير في مدى مشروعية إجراءات تأسيس الدين وتحصيله‪.‬‬

‫وفي املغرب تعامل القضاء إلاستعجالي مع الشروط التي وضعتها مدونة التحصيل‪،‬‬

‫خاصة منها إلزامية تقديم الضمانة وسلوك مسطرة التظلم املسبق‪ ،‬بما يمكنه من توظيفها‬

‫بطريقة نافعة ال تتعارض مع الضمانات الفعلية التي توفرها العدالة لكال طرفي العالقة في‬

‫ميدان تحصيل الديون العمومية من جهة‪ ،‬وبما ينسجم مع املتطلبات الحمائية الخاصة بكل‬

‫طرف منهما من جهة أخرى‪ ،‬تماشيا مع أهداف إحداث قضاء إستعجالي إداري كأداة فعالة في‬

‫صيانة الحقوق‪ ،2‬باإلضافة إلى ذلك فقد أخذ القضاء إلاستعجالي بضرورة تقديم الضمانات‬

‫الكافية عند اللزوم وذلك إلعتبارات لعل من أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬أن القضاء إلاداري قد إستقر بعد طول إختالف على تحديد الحاالت التي يلزم فيها‬

‫املدين بتقديم الضمانة وكذا الحاالت التي يعفى فيها من تقديمها‪ ،‬مما ال يدع أي‬

‫مجال لإلختالف حول هذه النقطة‪.‬‬

‫‪ ‬أن املشرع قد تدخل بعد طول ترقب ومنع القضاء إلاستعجالي إلاداري من إيقاف‬

‫تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬إال إذا قدم املدين الضمانات املنصوص عليها في املادتين ‪229‬‬

‫و‪ 228‬من قانون ‪ ،21/79‬وذلك فيما يتعلق بالضرائب والرسوم املستحقة على إثر‬

‫‪109‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫مراقبة ضريبية‪ ،1‬وبالتالي يتوجب على طالب إيقاف تحصيل الدين الضريبي العمل‬

‫على توفير الضمانات الكافية‪.‬‬

‫ويمكن إجمال الحاالت التي يلزم فيها طالب إيقاف تنفيذ الدين الضريبي بتقديم الضمانات‬

‫املنصوص عليها في املادتين ‪229‬و‪ 228‬من القانون رقم ‪:21/79‬‬

‫‪ -2‬الحالة التي ال ينازع فيها منازعة جدية في صفته كمدين أو في مسطرة تأسيس الدين‬

‫املنازع فيه‪ ،‬أو في مسطرة تحصيله أو في تقادمه‪ ،‬لكنه ينازع بشكل جدي في تقدير الدين‬

‫الضريبي أو في قيمته‪.‬‬

‫‪ -1‬الحالة التي ينازع فيها طالب إيقاف التنفيذ في الضرائب والرسوم املستحقة على إثر‬

‫مراقبة ضريبية (املادة ‪ 111‬من م‪.‬ع‪.‬ض)‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فإن من أهم ألاسباب التي يستند عليها الطالب إليقاف التنفيذ هي تقادم‬

‫الدين الضريبي وخاصة الذي يطال إجراءات تحصيل الدين العمومي‪ ،‬بحيث يمكنه إلاستفادة من‬

‫إيقاف إجراءات التحصيل بالرغم من عدم تقديم الضمانة الالزمة‪.2‬‬

‫إن املشرع منح الخزينة العامة للمملكة عدة صالحيات تتعلق بتحصيل دينها الضريبي‪،‬‬

‫الش يء الذي قد يجعلها تخل ببعض الضمانات القانونية املخولة للملزمين من مثل‪ :‬التبليغ بفرض‬

‫‪110‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الضريبة‪ ،‬إ حترام إلاجراءات املسطرية املتعلقة بتصحيح أسس الضريبة أو الفرض التلقائي لها‪،‬‬

‫إلاعفاءات الجبائية إلى غير ذلك‪ ،‬مما يؤدي إلى نشوء نزاع بينها وبين امللزم‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫خاتمة الفصل ألاول‪:‬‬

‫لقد حاول املشرع من خالل مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬منح امللزم مجموعة من‬

‫التسهيالت أثناء تسديد الديون الضريبية‪ ،‬من أجل مساعدته وتشجيعه على ألاداء في أحسن‬

‫الظروف‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك قام بوضع مجموعة من الشروط القانونية والشكليات النظامية من‬

‫أجل حماية امللزم من تعسف إلادارة‪ ،‬بحيث ال يمكن مباشرة مختلف إجراءات التحصيل إال بعد‬

‫إستيفائها‪ ،‬مما جعل امللزم يتخلى عن نظرته الكالسيكية لإلدارة على أنها السلطة التي تسعى فقط‬

‫لنهب أمواله وبالتالي ربط جسور الثقة والتواصل بين الطرفين‪.‬‬

‫وما نلحظه في آلاونة ألاخيرة‪ ،‬أن املشرع قد قدم مجموعة من التنازالت لصالح امللزم‬

‫بالضريبة‪ ،‬خالفا ملا كان عليه الوضع سابقا في ظل ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 2721‬بحيث أعطي امللزم‬

‫إختيارات متعددة لألداء منها الرضائي والذي يتسم باملرونة وعدم التشدد‪ ،‬وذلك من خالل آلاجال‬

‫املمنوحة للملزم من أجل ألاداء‪ ،‬زد على ذلك طرق ألاداء الكثيرة وكذلك التساهالت في ألاداء‪،‬‬

‫وألاخذ بعين إلاعتبار الوضعية إلاجتماعية واملالية للملزم أو ما يطلق عليه "شخصنة الضريبة"‪،‬‬

‫بحيث إن إلادارة في السنوات ألاخيرة أصبحت تتعامل مع امللزم حسن النية بطرق مشجعة جدا‪ ،‬أما‬

‫في الحالة الثانية فهناك التحصيل الجبري وهو يطبق على امللزم املمتنع عن ألاداء أو امللزم املعسر‪،‬‬

‫فهنا وضع املشرع طرقا ومساطر للتعامل مع الطرفين‪ ،‬حيث عمل على مساعدة املعسر من خالل‬

‫مجموعة من املساطر إلادارية من قبيل الطلبات والتظلمات إلاستعطافية ملساعدته على ألاداء دون‬

‫‪112‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إلاضرار به‪ ،‬وباألخص الشركات التي تكون مالذا للعديد من العمال التابعين لها‪ ،‬والتي جعلها املشرع‬

‫من أولى أولوياته كونها من النسيج إلاقتصادي للبلد‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فالقضاء هو آلاخر له الدور املهم في ضمان حقوق طرفي العالقة‬

‫الجبائية‪ ،‬فبفضله أصبح للملزم الحق في إيقاف تنفيذ إجراءات التحصيل التي تفرضها عليه إلادارة‬

‫إن بوجه حق أو ال‪ ،‬فهذه الوسيلة الجديدة كانت خطوة نوعية تحسب للقضاء إلاداري الذي يعتبر‬

‫من أهم روادها بحيث ظل يناضل من أجلها إلى حدود سنة ‪ 1117‬بحيث جاءت مباركتها من طرف‬

‫القانون‪ ،‬وإن لم تكن مقصودة فقد أضافت الكثير للمنازعة الجبائية وأعطت للملزم نفسا جديدا‬

‫من أجل طرق باب القضاء والوثوق به بعدما كان يخاف من اللجوء إليه‪ .‬ولئن كانت املنازعة حقا‬

‫من حقوق امللزم‪ ،‬إال أنها في املقابل يجب أن ال تضيع حقا من حقوق الدولة التي تسعى من ورائه إلى‬

‫تحقيق منفعة عامة‪.‬‬

‫فالقضاء إلاداري من خالل مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي عمل على سد النقص‬

‫الحاصل في فصول املدونة‪ ،‬والتي عمل العديد من املناصرين لحقوق امللزم على تفسيرها لصالحه‪،‬‬

‫بحيث سار املشرع بهذا الشأن على خطى املشرع الفرنس ي الذي عمل على صيانة حقوق إلانسان‬

‫قبل إلالتفات إلى تحصيل الدين الضريبي محافظا بذلك على تعهده القاض ي بإحترام حقوق‬

‫إلانسان‪.‬‬

‫إال أننا من خالل بحثنا في ثنايا هذا املوضوع تبين بأن املشرع كان متحفظا جدا في مناقشة‬

‫هذا النظام‪ ،‬فعدم التنصيص صراحة على قانونية هذا إلاجراء يحسب كنقطة سلبية على املشرع‬

‫‪113‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املغربي الذي ال طاملا نادى بضرورة العمل على تسهيل سيرورة حياة املواطن‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬

‫فبتعداد الشروط التي وضعها هذا ألاخير من أجل رفع طلب إيقاف تنفيذ الدين الضريبي والتي‬

‫تعتبر إلى حد ما غير عادلة بغض النظر عن طبيعة امللزم الذي يتعامل معه املشرع‪ ،‬وباألخص‬

‫تأكيده على ضرورة تقديم الضمانات يجعل من هذا إلاجراء إجراءا تعجيزيا‪ ،‬وبالتالي خرق جسور‬

‫الثقة بين املشرع وامللزم بالضريبة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬املنازعة القضائية في طلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬

‫‪115‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫لقد شكل موضوع تحصيل الديون العمومية ولعقود مضت أحد أهم إنشغاالت الدارسين‬

‫والباحثين واملحللين في املجال املالي للدولة‪ ،‬ملا يثيره من إشكاالت تصل إلى حد التعقيد‪ ،‬فال الفقه‬

‫إستطاع أن يضع أجوبة شافية ملختلف هذه إلاشكاالت وال إلاجتهاد القضائي قام بدوره بحلها من‬

‫خالل املنازعات الكثيرة التي طرحتها مساطر التحصيل‪ ،‬فتعدد ألاجهزة إلادارية املكلفة بالتحصيل‬

‫وتنازع إلاختصاص بين املحاكم ساهم بشكل كبير في بلورة العديد من إلاشكاالت‪ ،‬وخلق نوعا من‬

‫الغموض بخصوص املسألة إلى جانب تعدد النصوص القانونية املنظمة واملؤطرة لتحصيل الدين‬

‫الضريبي‪.‬‬

‫فليس كل ما يعرض على الجهات إلادارية سيعرض بالضرورة على الجهاز القضائي‪ ،‬ألنه قد‬

‫تكون هناك منازعات قد تمت تسويتها في املرحلة إلادارية‪ ،‬لهذا فإن النزاعات التي تعرض على‬

‫القضاء ما هي إال النزاعات التي إستمر الخالف بشأنها ولم تكن في صالح أحد أطراف النزاع‪ ،‬إن كان‬

‫ألامر كذلك فاملرحلة القضائية ال تخلو من أهمية فهي املرحلة الحقيقية للمنازعات في إيقاف‬

‫تحصيل الدين الضريبي إعتبارا ملا توفره من حياد وإستغاللية ودراية أعمق بالنصوص‪.‬‬

‫وقد عرف القضاء الاستعجالي العادي منازعات تحصيل الدين الضريبي‪ ،‬وفصل فيها‬

‫وتعامل معها قبل دخول قانون املحاكم إلادارية حيز التنفيذ‪ ،‬حيث لم تكن آنذاك قواعد‬

‫إلاختصاص تطرح إشكاال‪ ،‬ألن املشرع أسند إلاختصاص للمحاكم إلابتدائية للنظر في هذه القضايا‬

‫أيا كانت طبيعتها‪ ،‬إال أنه ومع بداية العمل بمبدأ إزدواجية القضاء أصبح من املحتم دراسة‬

‫إختصاصات كل محكمة على حدة للنظر في املنازعات الجبائية‪ ،‬وفي هذا املجال فقد تبين فعال بأن‬

‫‪116‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املحاكم إلادارية قد أثبتت جدارتها وقدرتها على التعامل مع املستجدات‪ ،‬مما خول لها فرض واليتها‬

‫على املنازعات الجبائية‪.‬‬

‫تتميز الدعوى الجبائية املرفوعة أمام املحاكم إلادارية بنوع من الخصوصية ألن أحد‬

‫أطرافها هي إلادارة بإعتبارها صاحبة سلطة عامة "الطرف القوي في العالقة الجبائية" إال أن‬

‫املشرع قد كرس مجموعة من آلاليات من أجل الحفاظ على حقوق وضمانات امللزم ‪ -‬الطرف‬

‫الضعيف‪ -‬بحيث خول له الحق في اللجوء إلى القضاء‪ ،‬وحمل القضاء بدوره مهمة إنصاف املكلف‬

‫الذي لم يتم إنصافه بالحلول إلادارية‪.‬‬

‫من خالل هذا الفصل سنحاول تحليل مفهوم املنازعة في إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫ومجال تخصص القضاء فيها (املبحث ألاول) باإلضافة إلى التطرق إلى أهم إلاشكاالت التي يثيرها‬

‫تطبيق هذه املسطرة (املبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املبحث ألاول‪ :‬والية القضاء في منازعات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫إن مجاالت تدخل القضاء ما فتئت تتسع بتنوع أشكال املنازعات وتتوزع على مختلف‬

‫تخصصات املحاكم لتشمل القضايا إلادارية‪ ،‬التجارية‪ ،‬إلاجتماعية أو ألاسرية‪ ،‬فتوسع نطاقها في‬

‫امليدان إلاداري سيعرف حضورا ملفتا في مجال تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وذلك بفعل ما تحدثه‬

‫إجراءات التحصيل من تأثير مباشر على الذمة املالية للمدين‪ ،1‬وربما على مصيره املنهي أو التجاري‬

‫بسبب السلطات وإلامتيازات التي تتمتع بها جهة التحصيل بمناسبة القيام بوظائفها في إستيفاء‬

‫الديون الضريبية‪ ،‬تطبيقا للقوانين وألانظمة واللوائح والتصرفات‪ 2‬التي أنتجت الدين الضريبي‬

‫الجاري جبايته‪ ،3‬ألامر الذي يدفع امللزم للجوء إلى القضاء من أجل طلب الحماية الوقتية بينما‬

‫يستكمل إجراءات منازعته ضد إلادارة التي لم تنصفه بتعسفها وغلوها في إستعمال سلطتها‬

‫التقديرية أو فيما يخص تقديم الضمانات الالزمة لوقف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬وهو ما جعل‬

‫القضاء يتدخل في عمل إلادارة وسلطاتها وذلك بمراقبة مساطرها وإجراءاتها من أجل حماية امللزم‬

‫ومعالجة النزاعات رغم الحجية الوقتية التي تطبع قراراته‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ولإلملام بمختلف جوانب هذا التدخل‪ ،‬إرتأينا معالجة هذا املبحث من خالل مناقشة تنازع‬

‫إلاختصاص القضائي في هذه املنازعات من جهة (املطلب ألاول) ومن جهة ثانية دعتنا الضرورة إلى‬

‫سرد املسار الذي تسلكه هذه املسطرة أمام القضاء (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬تنازع إلاختصاص القضائي للبت في منازعات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫تنص املادة ‪ 212‬من مدونة تحصيل الديون العمومية على أن جميع املنازعات التي تنشأ‬

‫عن تطبيق مدونة التحصيل الجديدة تختص بها املحاكم إلادارية باملكان الذي تستحق فيه تلك‬

‫الديون موضوع مسطرة إلاستخالص‪ ،‬كما أن املادة ‪ 211‬من نفس املدونة تنص على أنه "ال يحق‬

‫ألي سلطة عمومية أو إدارية أن توقف أو تؤجل أداء الضرائب أو الرسوم والديون ألاخرى"‪ ،‬وبما‬

‫أنها لم تتطرق للسلطة القضائية فقد بقى لها كامل إلاختصاص والصالحية في إلاستجابة لطلبات‬

‫وقف تنفيذ الدين الضريبي متى تحققت شروط قيام ذلك‪ ،‬وملا كان القضاء إلاستعجالي باملحكمة‬

‫إلادارية يعتبر جزءا من هاته املحكمة ويستمد إختصاصه من إختصاصها‪ ،‬أمكن القول بأن‬

‫القضاء إلاستعجالي يختص بالبت في جميع الطلبات املتعلقة بإيقاف إجراءات التحصيل الجبري‬

‫للديون الضريبية بما فيها إلانذار والحجز والبيع وإلاكراه البدني‪ ،‬ما دام أن محكمة املوضوع‬

‫مختصة بقوة القانون بالبت في جميع املنازعات املتعلقة بمسطرة مباشرة تلك إلاجراءات‪ ،‬وبالتالي‬

‫يكون القضاء إلاستعجالي مؤهال للبت في طلبات إيقاف التنفيذ‪.‬‬

‫وإذا كانت املحاكم إلادارية تقض ي بإنعقاد إلاختصاص ملحاكم املوضوع في املادة ‪ 11‬من‬

‫القانون ‪ ،12/71‬فإن بعض املحاكم ألاخرى التي تجعل إلاختصاص لقاض ي املستعجالت تستند على‬

‫‪119‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ما جرى به العمل قبل إحداث املحاكم إلادارية‪ ،‬أو ما تنص عليه املادة ‪ 27‬من نفس القانون‪ ،‬في‬

‫حين أن محاكم أخرى تستند على املادة ‪ 217‬من قانون املسطرة املدنية‪.‬‬

‫إذن ما هي حدود سلطة القضاء بأنواعه في التدخل في هاته املنازعات؟‬

‫الفرع ألاول‪ :‬حدود إختصاص القضاء إلاستعجالي للبت في منازعات إيقاف تنفيذ الدين‬

‫الضريبي‬

‫إن املشرع املغربي لم يقم بتعريف القضاء إلاستعجالي وإنما قام بالتطرق له من حيث‬

‫خصوصياته حيث أفرد له الفصل الرابع من قانون املسطرة املدنية املتعلق باملسطرة الخاصة‬

‫لإلستعجال من ‪ 218‬إلى ‪ ،212‬وقد كان مستفيضا مقارنة بالقضاء إلاداري الذي خصه فقط بمادة‬

‫وحيدة وواحدة وهي املادة ‪ 27‬من القانون املحدث للمحاكم إلادارية وكذلك نفس الش ئ للقانون‬

‫‪ 81.12‬املحدث ملحاكم إلاستئناف إلادارية من خالل املادة السادسة‪ ،‬فهو قضاء إستثنائي يختلف‬

‫عن قضاء املوضوع ألنه ال يفصل في املنازعة وإنما يعالج قضايا وقتية وتحفظية‪ ،‬كرفع الضرر أو‬

‫إيقاف تنفيذ قرار أو إلاعالن عن صعوبة في التنفيذ‪ ،‬وذلك لغاية منع تسبب القرار الضريبي في‬

‫أضرار بليغة سيصعب تداركها في حالة قيام املحكمة من خالل دعوى املوضوع بتعديل قرار أو‬

‫إلغائه‪ ،‬وال يمكن تصور دعوى إستعجالية ضريبية سوى في مادة تحصيل الضريبة‪ ،‬نظرا للتأثير‬

‫‪120‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املباشر الذي تحدثه إجراءات التحصيل في مال امللزم أو ذاته ونظرا كذلك لطبيعة الطلبات‬

‫املوجهة إلى املحاكم في هذا الصدد‪.1‬‬

‫أما الفقه فقد عرفه على أنه " قضاء يقصد به الفصل في املنازعات التي يخش ى عليها من‬

‫فوات الوقت فصال مؤقتا ال يمس أصل الحق‪ ،‬وإنما يقتصر على الحكم بإتخاذ إجراء وقتي ملزم‬

‫للطرفين بقصد املحافظة على ألاوضاع القائمة وإحترام الحقوق الظاهرة أو صيانة مصالح‬
‫‪2‬‬
‫الطرفين املتنازعين"‪.‬‬

‫فهو يعتبر أداة لحماية امللزم من تعسف إلادارة‪ ،‬حيث تم إعتبار هذا القضاء من متعلقات‬

‫"العدالة الفعلية" التي تطرق لها الفصل ‪ 8‬من إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان والفصل ‪ 22‬من‬

‫إلاتفاقية ألاوربية لحقوق إلانسان‪ ،‬فقد ظهر في املسطرة القضائية لسنة ‪ ،2722‬وتم التطرق له في‬

‫البابين ألاول والثاني من القسم الخامس‪ ،‬غير أن العمل كان محصورا على املحاكم العصرية ولم‬

‫يعمم تطبيقه في جميع محاكم اململكة إال بعد صدور ظهير التوحيد والتعريب واملغربة‪ ،‬إبتداء من‬

‫فاتح يناير ‪ ،2744‬وهو ما تجلى في قانون املسطرة املدنية لسنة ‪ 2791‬الذي خص القضاء‬

‫إلاستعجالي بالبابين ألاول والثاني من القسم الرابع‪ ،‬حيث أفرد الباب ألاول لألوامر املبينة على‬

‫الطلب واملعاينات (الفصل ‪ )218‬والباب الثاني للمستعجالت (الفصول ‪ 217‬إلى ‪ )211‬ثم ظهر في‬

‫القانون ‪ 12-71‬املحدث للمحاكم إلادارية‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ومن أجل تبيان الدور الفعال لهذا القضاء في البت في طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪،‬‬

‫قمنا بإدراج النشاط املفصل للمحكمة إلادارية بالدار البيضاء سنة ‪ 1122‬وتوصلنا من خالل‬

‫ألارقام املدرجة بالجدول إلى أن القضاء إلاستعجالي أبرز جدارته بهذا الخصوص‪ ،‬فبالنظر إلى سنة‬

‫‪ 1121‬نجد بأن املخلف منها كان ‪ 1‬قضية وسنة ‪ 7 ،1122‬قضايا وهو باملقارنة مع أنواع القضايا‬

‫ألاخرى إنجاز يحسب للقضاء إلاستعجالي فيما يخص إيقاف التنفيذ‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫جدول رقم ‪ :1‬نشاط املحكمة إلادارية بالدارالبيضاء سنة ‪0311‬‬

‫الباقي بدون‬ ‫القضايا‬ ‫القضايا‬ ‫القضايا‬ ‫املخلف‬ ‫نوع القضايا‬

‫حكم سنة‬ ‫املحكومة‬ ‫الرائجة سنة‬ ‫املسجلة‬ ‫سنة ‪0313‬‬

‫‪0311‬‬ ‫سنة‬ ‫‪0311‬‬ ‫سنة ‪0311‬‬

‫‪0311‬‬

‫‪543‬‬ ‫‪867‬‬ ‫‪1410‬‬ ‫‪1004‬‬ ‫‪633‬‬ ‫إلاستعجالي‬

‫‪1080‬‬ ‫‪510‬‬ ‫‪1590‬‬ ‫‪755‬‬ ‫‪835‬‬ ‫الضرائب ‪ +‬تحصيل‬

‫ديون الخزينة‬

‫‪9‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪0‬‬ ‫إيقاف التنفيذ‬

‫‪1632‬‬ ‫‪1420‬‬ ‫‪3052‬‬ ‫‪1811‬‬ ‫‪1241‬‬ ‫املجموع العام‬

‫‪ ‬املصدر‪ :‬وزارة العدل والحريات‪ ،‬مديرية الدراسات والتعاون والتحديث‪ ،‬قسم‬

‫الدراسات‪.‬‬

‫رسم بياني رقم ‪ :1‬يبين نشاط املحكمة إلادارية بالدارالبيضاء سنة ‪0311‬‬

‫‪123‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املصدرتركيب شخص ي‬

‫والقضاء إلاستعجالي يخضع في تنظيمه لقواعد مسطرية خاصة قد دأب كل من الفقه‬

‫والقضاء على تنظيم هذا الفرع الجديد نظرا ملردوديته في املجال‪ ،‬وقد عرفته وزارة العدل بالقول‬

‫" تطلق كلمة القضاء املستعجل على مسطرة مختصرة تمكن ألاطراف في حالة إلاستعجال من‬

‫الحصول على قرار قضائي في الحين معجل التنفيذ في نوع من القضايا ال يسمح بتأخيرالبت فيها‬
‫‪1‬‬
‫من دون أن تسبب ضررا محققا‪".‬‬

‫وهو املبدأ الذي عملت املحاكم إلادارية باملغرب على إحترامه بعد أن أعلنت هذه املحاكم‬

‫إختصاصها في هذا املوضوع‪:‬‬

‫‪124‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫"حيث إستقر قضاء هذه املحكمة على أن طلب إلايقاف املؤقت ألي أمر باالستخالص إلى حين‬

‫البت في موضوعه‪ ،‬طلب وقتي لكونه محددا في الزمن وتستدعيه الضرورة امللحة لحل مؤقت‬

‫يحافظ على مصالح الخصوم وال يمس املوضوع وال تسعف فيه إجراءات التقاض ي العادية‬

‫ويجنب أخطار مواصلة إجراءات التنفيذ التي قد تصيب أموال الطالب بحبسها وحجزها‪،‬‬

‫وبالتالي تأثيرها على مركزه املالي‪ ،‬كما قد تصيبه في ذاته عن طريق إكراهه بدنيا‪ ،‬وتلكم أضرار‬

‫يصعب تداركها أو إزالة آثارها مما يرجع لنا كقاض ي للمستعجالت إختصاص البت في الطلب في‬

‫نطاق مقتضيات الفصل ‪ 19‬من القانون املحدث للمحاكم إلادارية‪".‬‬

‫التساؤل الذي يمكن أن يتبادر إلى ذهن البعض هو مدى إمكانية عرض طلبات إيقاف‬

‫تنفيذ الدين الضريبي أمام قضاء املوضوع‪ ،1‬كما هو الحال بالنسبة لطلبات إيقاف تنفيذ القرارات‬

‫إلادارية التي تقدم إلى محكمة املوضوع بإعتبار أن محكمة ألاصل هي محكمة الفرع‪ ،‬وفي هذا إلاطار‬

‫ذهبت املحكمة إلادارية بفاس كمحكمة موضوع إلى الحكم بتأجيل تنفيذ الضريبة إلى حين إنتهاء‬

‫املسطرة إلادارية‪ ،‬وإذا كان لهذا إلاتجاه القضائي ما يبرره من كون محكمة املوضوع املعروض عليها‬

‫النزاع في الجوهر هي املؤهلة إلتخاذ إلاجراء املطلوب حوله‪ ،‬وأن الطالب بإلتجائه لقضاء املوضوع‬

‫يكون قد تنازل عن مزية إلاستعجال واليسر في إلاجراء املناسب حوله‪ ،‬فإن هذا إلاتجاه لم تسايره‬

‫الغرفة إلادارية‪ 2‬التي إعتبرت أن القضاء إلاستعجالي هو املختص بإتخاذ كل إجراء وقتي يتعلق‬

‫بإيقاف تنفيذ الدين الضريبي دون محكمة املوضوع ألنه يتميز بكون مقرراته تواجه سلطة عامة‬

‫‪125‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تتمتع إجراءاتها بالنفاذ الفوري‪ ،‬وهو مما يعطي للوظيفة القضائية بعدا حمائيا يجعله يسابق هذا‬

‫املفعول لدرء ما قد ينتج عنه من أضرار‪.‬‬

‫إال أننا في بعض ألاحيان نقع في مفارقة حين يكون النزاع معروضا أمام محكمة املوضوع‪،‬‬

‫ويجب أن نتناول الجهة القضائية املكلفة بالبت في هذه الطلبات واملتمثلة أساسا في رئيس املحكمة‬

‫إلادارية أوال والرئيس ألاول بمحكمة إلاستئناف وإلادارية ثانيا‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬إختصاص رئيس املحكمة إلادارية‬

‫يختص القضاء إلاستعجالي بالنظر في طلبات إيقاف التنفيذ الضريبي‪ ،‬وذلك ملا يتوفر عليه‬

‫هذا القضاء من سرعة البت وتقصير في املواعيد ويسر في إلاجراءات‪ ،‬مما يشكل إمتيازا وضمانا‬

‫للتقاض ي في هذا الشأن‪ ،1‬بإعتبار أن امللزم بها يكون مداهما بالتنفيذ على أمواله وعقاره وجسده‬

‫أحيانا‪ ،‬وهو ما نستشفه من خالل ألامر الصادر عن رئيس املحكمة إلادارية بالرباط‪" 2‬حيث جرى‬

‫عمل قضاء هذه املحكمة على قبول املطالبة بإيقاف تنفيذ الدين العمومي في إطار القواعد‬

‫العامة لإلستعجال وحيادا على ضوابط إيقاف ألاداء والتنفيذ املنصوص عليها في املادتين ‪119‬‬

‫و‪ 111‬من مدونة تحصيل الديون العمومية متى كانت مبنية على أسباب جدية من قبيل خرق‬

‫مسطرة فرض أو تحصيل هذا الدين فضال عن حالة إلاستعجال املتجلية في ألاضرار املتعذر‬

‫تدارك نتائجها فيما لو تم التنفيذ‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫نص الفصل ‪ 27‬من قانون املحاكم إلادارية على أنه‪" :‬يختص رئيس املحكمة إلادارية أو‬

‫من ينيبه عنه بصفته قاضيا للمستعجالت القضائية بالنظر في الطلبات الوقتية والتحفظية"‪،‬‬

‫مما يعني أنه أعطى إلاختصاص لرؤساء املحاكم إلادارية للبت في القضايا إلاستعجالية‪ ،‬حيث يمكن‬

‫من خاللها لقاض ي املستعجالت أن يتدخل ملنع الدائن من تنفيذ الدين لسبب من ألاسباب‪ ،‬إال أن‬

‫الدائن هنا هو الدولة ومنع الدولة من إستخالص ديونها له أثر على املالية العمومية‪ ،‬بينما يقتض ي‬

‫املنطق العصري الذي يحكم العالقات بين إلادارة واملواطن‪ ،‬أن ال يمس هذا ألاخير في ذاته أو ماله‬

‫بدون موجب حق وأن تكون للقضاء الكلمة النهائية في جميع ألامور بصفته ضامنا للحق كيفما كانت‬

‫ألاطراف املتخاصمة‪ ،‬ومع هذا التراجع أصبح بعض الفقه يقر بضرورة إنتقال هذه إلاختصاصات‬

‫التي كانت لرئيس املحكمة إلابتدائية إلى رئيس املحكمة إلادارية بعدما مارسها القاض ي إلاستعجالي‬

‫العادي قبل إحداث املحاكم إلادارية‪ ،1‬حيث إنه في هذه املرحلة كان يتميز بقلة الدعاوى التي بت‬

‫فيها القضاء العادي‪ ،‬ولعل هذا يرجع إلى بطء بت القضاء العادي حتى في القضايا ذات الطابع‬

‫العادي‪ ،‬فضال على عدم تشجيع املواطنين للمبادرة في مقاضاة الدولة‪ 2‬وقد رحب معظم العمل‬

‫القضائي بهذا إلانتقال ملسايرة التوجه الجديد للدولة الحديثة‪.‬‬

‫يعتبر رئيس املحكمة إلادارية بصفته قاضيا للمستعجالت طبقا ملقتضيات الفصل ‪ 124‬من‬

‫قانون املسطرة املدنية املشرف على إجراءات التنفيذ‪ ،‬كذلك له الصالحية للنظر في الطلبات‬

‫املستشكل تنفيذها والتي توجد بدائرة نفوذها ويمكنه كذلك البت فيها‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يشمل إختصاص رئيس املحكمة إلادارية البت في ألاوامر الوالئية التي يصدرها بناء على‬

‫طلب من ألاطراف كما تنص عليها املسطرة املدنية‪ ،1‬باإلضافة إلى ذلك فإن قاض ي املستعجالت‬

‫إلادارية يبت في طلبات وقف تنفيذ تحصيل الدين الضريبي‪ ،‬ويتدخل في إجراءات إيقاف إجراءات‬

‫بيع املنقوالت املحجوزة ويوقف مفعول إلانذار القانوني وكذلك إلاشعار للغير الحائز‪ ،‬إال أن املشرع‬

‫قد قيده بشروط وهي ضرورة إحترامه للقواعد العامة التي تحدد مجال تدخله‪.2‬‬

‫يبين التطور العددي للملفات املعروضة على مختلف املحاكم إلادارية خالل الفترة ‪- 1121‬‬

‫‪ 1122‬إلاقبال امللموس للملزمين على هذا إلاجراء‪ ،‬الش يء الذي يعبر بوضوح عن فعاليته ونفس‬

‫املالحظة سنالمسها من خالل إلاطالع على إحصائيات معظم املحاكم إلادارية باملغرب‪.‬‬

‫وبالنظر إلى هذه الجداول يتبين بأن البت في القضايا املنصبة على إيقاف التنفيذ ما بين‬

‫‪ 1121‬و‪ 1122‬يتزايد من ‪ 22‬بالنسبة ل ‪ 1121‬إلى ‪ 14‬في ‪ ،1122‬باإلضافة إلى ذلك فالقضايا املتعلقة‬

‫بإيقاف التنفيذ ال تشغل حيزا كبيرا باملقارنة مع القضايا ألاخرى‪ ،‬حيث نلحظ بأن الدعاوى املنصبة‬

‫على الضرائب وتحصيل ديون الخزينة تسيطر على النسبة ألاكبر‪ ،‬وفي نفس الوقت فإنه بالنظر إلى‬

‫الدعاوى ألاخرى‪ ،‬فإن القضاء إلاداري أبان عن كفاءة كبيرة في البت في إيقاف تنفيذ الدين‬

‫الضريبي‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫جدول رقم ‪ :0‬النشاط املفصل ملجموع املحاكم إلادارية سنة ‪0311‬‬

‫الباقي بدون‬ ‫القضايا‬ ‫القضايا‬ ‫القضايا‬ ‫املخلف‬ ‫نوع القضايا‬

‫حكم سنة‬ ‫املحكومة‬ ‫الرائجة‬ ‫املسجلة‬ ‫سنة‬

‫‪0311‬‬ ‫سنة‬ ‫سنة ‪0311‬‬ ‫سنة‬ ‫‪0313‬‬

‫‪0311‬‬ ‫‪0311‬‬

‫‪911‬‬ ‫‪0167‬‬ ‫‪0701‬‬ ‫‪0017‬‬ ‫‪317‬‬ ‫إلاستعجالي‬

‫‪2994‬‬ ‫‪2309‬‬ ‫‪5302‬‬ ‫‪2626‬‬ ‫‪2676‬‬ ‫الضرائب ‪ +‬تحصيل ديون‬

‫الخزينة‬

‫‪69‬‬ ‫‪036‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪016‬‬ ‫‪09‬‬ ‫إيقاف التنفيذ‬

‫‪3829‬‬ ‫‪5722‬‬ ‫‪9551‬‬ ‫‪6229‬‬ ‫‪3322‬‬ ‫املجموع العام‬

‫‪ ‬املصدر‪ :‬وزارة العدل والحريات‪ ،‬مديرية الدراسات والتعاون والتحديث‪ ،‬قسم‬

‫الدراسات‪.‬‬

‫رسم بياني رقم ‪ :0‬يبين النشاط املفصل ملجموع املحاكم إلادارية سنة ‪0311‬‬

‫‪129‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املصدر‪ :‬تركيب شخص ي‬

‫إال أن الخزينة ونظرا ملا لها من سلطة تستمدها من القانون نفسه ولكونها إدارة حساسة‪،‬‬

‫تسعى دائما من خاللها إلى إرغام املدينين على الرضو لقوانينها وإلاعتراف بسيادة الدولة عليهم‪،‬‬

‫وهو ما جعل القضاء يتردد في البداية في إصدار أوامر إستعجالية لصالح امللزمين ضدا عن مصلحة‬

‫الخزينة‪ ،‬ومرد ذلك التردد غموض النصوص الجبائية حول هذا املوضوع‪ ،‬فمن جهة نص ظهير ‪12‬‬

‫غشت ‪ 2721‬في فصليه ‪ 22‬و‪ 21‬على عدم السماح بإيقاف مسطرة إستخالص الضريبة في حالة‬

‫عرض النزاع على أنظار املحاكم‪ ،‬إال إذا قدم امللزم ضمانة للقابض تحسبا لعدم قبوله للطلب‪ ،‬وهو‬

‫ألامر الذي أكدته املادة ‪ 229‬من مدونة التحصيل حيث جعلته إلادارة شرطا‪ ،‬نفس الش يء بالنسبة‬

‫للقضاء قبل أن يعمل على تجاوزه‪.1‬‬

‫‪130‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وبالرجوع إلى إلاحصائيات التي أنجزناها باملحكمة إلادارية بالدار البيضاء بقسم إلاستعجال‬

‫للفترة ‪ 1121 -1121‬حصلنا على املؤشرات التالية‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :0‬قرارات القضاء إلاستعجالي بخصوص دعاوى إيقاف التنفيذ املرفوعة إليه‬

‫باملحكمة إلادارية‪ -‬الدارالبيضاء‪-‬‬

‫‪0316‬‬ ‫‪0310‬‬ ‫‪0310‬‬ ‫‪0311‬‬ ‫‪0313‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪73‬‬ ‫قبول الطلب ( لصالح امللزم)‬

‫‪33‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪99‬‬ ‫رفض الطلب (لصالح إلادارة)‬

‫‪11‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫غيرمحكوم‬

‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫تنازل‬

‫‪20‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪178‬‬ ‫املجموع‬

‫‪ ‬تركيب شخص ي‬

‫‪131‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫رسم بياني رقم ‪ :0‬أحكام القضاء إلاستعجالي في طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ‪-‬‬

‫املحكمة إلادارية الدارالبيضاء‪-‬‬

‫‪ ‬تركيب شخص ي‬

‫فمن خالل هذه ألارقام يتبين جليا بأن القضاء تخطى تلك املرحلة التي كان محظورا عليه‬

‫أن يصدر أوامر ضد إلادارة‪ ،‬الش يء الذي يمكننا أن نقول عنه بأنه شجع امللزم على الدفاع عن‬

‫حقوقه من تعسف إلادارة‪ ،‬وبالتالي الوقوف معها أمام نفس القاض ي للطعن في قراراتها املشوبة‬

‫بعيب ما‪.‬‬

‫وقد أثار البحث في تحديد الجهة املختصة للبت في منازعات وقف تنفيذ الدين الضريبي‬
‫‪1‬‬
‫إختالفا كبيرا وسط املحاكم إلادارية‪ ،‬مما ينتج عنه خلط بين مسطرة إيقاف تنفيذ القرار إلاداري‬

‫‪132‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إستنادا إلى الفصل ‪ 11‬من قانون ‪ 71/12‬املحدث للمحاكم إلادارية‪ ،‬ومسطرة إيقاف تنفيذ‬

‫إستخالص الدين الضريبي في إطار القواعد العامة لإلستعجال إستنادا للمادة ‪ 27‬من القانون‬

‫املحدث للمحاكم إلادارية‪ ،‬ومثار إلاشكال هو السند القانوني التي تعتمده هاته املحاكم للنظر في‬

‫تلك الطلبات‪.‬‬

‫إن املحاكم إلادارية إستطاعت أن تضطلع بدور مهم في إعادة الثقة للمواطنين والتأكيد‬

‫على أن القانون يعلو فوق الجميع ولو تعلق ألامر بالدولة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للخزينة العامة‬

‫للمملكة‪ ،‬وهو ما يفسر إلارتفاع النسبي في عدد القضايا املتعلقة باملنازعات الجبائية نخص بالذكر‬

‫املنازعة املتعلقة بإيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :6‬تطور الدعاوى املنصبة على إيقاف تنفيذ الديون الضريبية بجهة الدارالبيضاء‬

‫الكبرى خالل الفترة ‪0316 -0313‬‬

‫عدد الدعاوى‬ ‫السنوات‬

‫‪297‬‬ ‫‪1121‬‬

‫‪291‬‬ ‫‪1122‬‬

‫‪81‬‬ ‫‪1121‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪1122‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪1121‬‬

‫‪ ‬تركيب شخص ي‬

‫‪133‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫رسم بياني رقم ‪ :6‬يبين تطور املنازعة في إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬

‫‪ ‬تركيب شخص ي‬

‫فمن خالل هذا الرسم البياني يتوضح جليا تراجع الطلبات املنصبة على إيقاف تنفيذ‬

‫الديون الضريبية من سنة ‪ 1121‬إلى سنة ‪ ،1121‬ومرد ذلك حسب بعض املتخصصين في املجال‬

‫والقائمين عليه في الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬بأنه خالل سنة ‪ 1121‬تمت تصفية أغلب امللفات من‬

‫خالل إلاعفاء الذي جاءت به املديرية العامة للضرائب من أجل تشجيع امللزم على أداء ديونه بشكل‬

‫حبي‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن املناظرة الوطنية حول الجبايات املنعقدة بأبريل ‪ 1122‬كان لها ألاثر‬

‫الكبير على إجراء إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪ ،‬فكلمة السيد رئيس الحكومة عبد إلاله بنكيران‬

‫جاءت بمستجد فيما يخص إجراءات التحصيل الجبري‪ ،‬فهذا ألاخير قام بتوقيف إجراء إلاشعار‬

‫للغير الحائز‪ ،‬والذي كان يعتبر من أهم ألاسباب التي تقوم عليها املنازعة في إيقاف تنفيذ الدين‬

‫الضريبي‪ ،‬ورغم أن هذا إلايقاف ليس له إلى آلان أي أساس قانوني إال أن إدارات التحصيل لم تعد‬

‫‪134‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تلجا إليه كثيرا‪ ،‬هذا وال ننس ى كذلك بأن إدارة الضرائب وعمال بمقتضيات الدستور الجديد والتي‬

‫تنص على العمل على ربط جسور الثقة والشراكة بين إلادارة وامللزم لم تعد تلجأ كثيرا إلى إلاجراءات‬

‫الجبرية التي لها أثر على الذمة املالية والبدنية للملزم‪ ،‬هذا وإن دل إنما يدل على إمكانية التنبؤ‬

‫بمستقبل عالقة جيدة بين امللزم وإلادارة وهو ما يتبين من خالل الجدول آلاتي‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :1‬يبين موقع كل إجراء في منازعة إيقاف تنفيذ الديون الضريبية أمام املحكمة‬

‫إلادارية الدارالبيضاء خالل سنة ‪.0311‬‬

‫عدد ألاحكام‬ ‫إلاجراء‬

‫‪31‬‬ ‫إلانذار‬

‫‪61‬‬ ‫الحجز‬

‫‪30‬‬ ‫البيع‬

‫‪33‬‬ ‫إلاكراه البدني‬

‫‪11‬‬ ‫إلاشعارللغيرالحائز‬

‫‪ ‬تركيب شخص ي‬

‫رسم بياني رقم ‪ :1‬توزيع إلاجراءات موضوع إيقاف تنفيذ الديون الضريبية باملحكمة‬

‫إلادارية بالدارالبيضاء برسم سنة ‪0311‬‬

‫‪135‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬تركيب شخص ي‬

‫وكما نرى فإن الخزينة العامة للمملكة لم تعد تلجأ كثيرا لإلجراءات الجبرية الزجرية‬

‫كاإلكراه البدني وإلاشعار للغير الحائز‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إختصاص الرئيس ألاول ملحكمة إلاستئناف إلادارية‬

‫نص القانون ‪ 81.12‬املحدث ملحاكم إلاستئناف إلادارية من خالل املادة ‪ 4‬منه على ما يلي‪" :‬‬

‫يمارس الرئيس ألاول ملحكمة إلاستئناف إلادارية أو نائبه مهام قاض ي املستعجالت إذا كان النزاع‬

‫معروضا عليها‪".‬‬

‫وقد وضع هذا القانون حدا لإلشكال الذي كان يثار قبل إحداث املحاكم إلادارية املتعلق‬

‫بمدى إكتساب الرئيس ألاول للغرفة صفة قاض ي مستعجالت مؤهل للنظر في طلب إيقاف تحصيل‬

‫‪136‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫دين ضريبي تجري مناقشة أسسه في املوضوع أمام الغرفة التي يترأسها‪ ،‬حيث أعطت هذه املادة‬
‫‪1‬‬
‫لرؤساء هاته املحاكم إمكانية إنتداب قاض ي إستعجالي يكون مؤهال على خالف املحاكم العادية‪.‬‬

‫وفي هذا إلاطار فإن إختصاص الرئيس ألاول ملحكمة إلاستئناف إلادارية يرتبط بكون النزاع‬

‫في موضوع الدين الضريبي معروض على محكمة إلاستئناف‪ ،‬مما يعني أن املدين لم يصبح مهددا‬

‫بعمليات التحصيل إال بعد إحالة ملف املوضوع بشأن ألاسس أو الوعاء على مرجع الدرجة الثانية‪،‬‬

‫وأن وضعية الخطر الداهم هذه هي التي إضطرته إلى مراجعة الرئيس ألاول وألول مرة في هذه‬

‫املرحلة املتقدمة من النزاع‪ ،‬ليس بإعتباره مرجعا إستئنافيا وإنما في إطار واليته كقاض‬

‫للمستعجالت يبت في النازلة إبتدائيا‪.2‬‬

‫وبالنظر إلى إلاحصائيات التي وصلنا إليها بخصوص النشاط املفصل ملحكمة إلاستئناف‬

‫إلادارية بكل من مراكش والرباط‪ ،‬نخلص إلى أن القضايا املتعلقة بإيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪،‬‬

‫يتم الحكم فيها بطريقة إستعجالية فبالنظر إلى عدد القضايا املخلفة من سنة ‪ 1121‬هي صفر‬

‫قضية بالنسبة ملراكش وقضيتين بالنسبة للرباط‪ ،‬وعدد القضايا املخلفة من سنة ‪ 1122‬بالنسبة‬

‫ملراكش هي قضية واحدة وبالنسبة للرباط ‪ ،1‬مما يدل على نجاعة القضاء إلاداري بهذا الخصوص‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫جدول رقم ‪ :33‬نشاط محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط سنة ‪0311‬‬

‫الباقي بدون‬ ‫القضايا‬ ‫القضايا‬ ‫املخلف القضايا‬ ‫نوع القضايا‬

‫املحكومة حكم سنة‬ ‫الرائجة‬ ‫املسجلة‬ ‫سنة‬

‫‪0311‬‬ ‫سنة‬ ‫سنة ‪0311‬‬ ‫سنة ‪0311‬‬ ‫‪0313‬‬

‫‪0311‬‬

‫‪92‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪403‬‬ ‫‪295‬‬ ‫‪108‬‬ ‫القضايا إلاستعجالية‬

‫املستأنفة‬

‫‪1453‬‬ ‫‪1038‬‬ ‫‪2491‬‬ ‫‪817‬‬ ‫‪1674‬‬ ‫الضرائب ‪ +‬تحصيل‬

‫ديون الخزينة‬

‫‪4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪2‬‬ ‫إيقاف التنفيذ املعجل‬

‫‪1549‬‬ ‫‪1361‬‬ ‫‪2910‬‬ ‫‪1126‬‬ ‫‪1784‬‬ ‫املجموع العام‬

‫‪ ‬املصدر‪ :‬وزارة العدل والحريات‪ ،‬مديرية الدراسات والتعاون والتحديث‪ ،‬قسم‬

‫الدراسات‪.‬‬

‫رسم بياني رقم ‪ :3‬يمثل نشاط محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط سنة ‪0311‬‬

‫‪138‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املصدر‪ :‬تركيب شخص ي‬

‫‪139‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫جدول رقم ‪ :39‬نشاط محكمة إلاستئناف إلادارية بمراكش سنة ‪0311‬‬

‫الباقي بدون‬ ‫القضايا‬ ‫القضايا‬ ‫املخلف القضايا‬ ‫نوع القضايا‬

‫املحكومة حكم سنة‬ ‫الرائجة‬ ‫املسجلة‬ ‫سنة‬

‫‪0311‬‬ ‫سنة‬ ‫سنة ‪0311‬‬ ‫سنة ‪0311‬‬ ‫‪0313‬‬

‫‪0311‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪07‬‬ ‫القضايا إلاستعجالية‬

‫املستأنفة‬

‫‪119‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪033‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪110‬‬ ‫الضرائب ‪ +‬تحصيل‬

‫ديون الخزينة‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫إيقاف التنفيذ املعجل‬

‫‪183‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪428‬‬ ‫‪287‬‬ ‫‪141‬‬ ‫املجموع العام‬

‫‪ ‬املصدر‪ :‬وزارة العدل والحريات‪ ،‬مديرية الدراسات والتعاون والتحديث‪ ،‬قسم‬

‫الدراسات‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫رسم بياني رقم ‪ :9‬يمثل نشاط محكمة إلاستئناف إلادارية بمراكش سنة‬

‫‪0311‬‬

‫املصدرتركيب شخص ي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تنازع إلاختصاص بين املحاكم التجارية وإلابتدائية‬

‫عندما أحدث املشرع املغربي املحاكم إلادارية باململكة بواسطة القانون رقم ‪ ،41.90‬أوكل‬

‫إليها جميع النزاعات املتعلقة بالضرائب وكذا النزاعات املتعلقة بتحصيلها‪ ،‬وإختلف بذلك عن‬

‫املشرع الفرنس ي الذي خص املحاكم العادية باملنازعات املتعلقة بالضرائب غير املباشرة والرسوم‬

‫املشابهة ورسوم التسجيل والتمبر‪ ،‬في حين خص القضاء إلاداري بالضرائب املباشرة والضرائب‬

‫على قدر املعامالت والرسوم املشابهة‪ ،‬كما إختلف عن املشرع املصري الذي جعل الطعون في ربط‬

‫الضرائب على إيرادات الثروة العقارية من إختصاص املحاكم إلادارية بينما جعل املنازعات املتعلقة‬

‫بضريبة الدخل وضريبة الدمغة والتسجيل وإلاستهالك واملالهي من إختصاص املحاكم العادية‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫أما املشرع املغربي من خالل نصوص قانون املسطرة املدنية ومدونة التجارة ومدونة‬

‫تحصيل الديون العمومية واملدونة العامة للضرائب‪ ،‬فقد أعطى للقاض ي الحق في التدخل في‬

‫مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي للمحاكم التجارية واملحاكم إلابتدائية‪.‬‬

‫فكيف يكون هذا التدخل؟ وما هي حدوده؟ وكيف سيعمل املشرع على تنظيم هذا التنازع‬

‫فيما بين مختلف هذه املحاكم؟‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬إختصاص املحاكم التجارية‬

‫جاء في نص املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 12-71‬املحدث للمحاكم التجارية ما يلي‪:‬‬

‫"يمارس رئيس املحكمة التجارية إلاختصاصات املسندة إلى رئيس املحكمة إلابتدائية بموجب‬

‫قانون املسطرة املدنية وكذا إلاختصاصات املخولة في املادة التجارية‪".‬‬

‫وجاء في نص املادة ‪ 12‬من نفس القانون ما يلي‪:‬‬

‫"يمكن لرئيس املحكمة التجارية بصفته قاضيا لألمور املستعجلة وفي حدود إختصاص‬

‫املحكمة أن يأمر بكل التدابير التي ال تمس أي منازعة جدية‪ ،‬وإذا كان النزاع معروضا على‬

‫محكمة إلاستئناف التجارية‪ ،‬مارس هذه املهام رئيسها ألاول‪.‬‬

‫يمكن لرئيس املحكمة التجارية ضمن نفس النطاق أن يأمر بكل التدابير التحفظية أو‬

‫بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه لدرء ضرر حال أو لوضع حد إلضطراب ثبت جليا أنه غير‬

‫مشروع‪".‬‬

‫‪142‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إن املتعارف عليه أن رئيس املحكمة التجارية يختص بوصفه قاضيا لألمور املستعجلة إذا‬

‫تعلق ألامر بطلبات تهدف إلى التدخل إلتخاذ تدابير ذات طابع وقتي‪ ،‬شريطة توفر شرطي‬

‫إلاستعجال وعدم املساس بجوهر النزاع‪.‬‬

‫فبالنظر إلى كون دور رئيس املحكمة التجارية يمتد إلى ممارسته نوع من إلاشراف القضائي‬

‫على املقاوالت عن طريق ممارسة بعض املساطر املرتبطة باإلشكاالت في التنفيذ سواء على مستوى‬

‫معالجة صعوبات املقاولة أو التنفيذ على ممتلكات التجار املرتبطة بإستغالل ألاصول التجارية‪،‬‬

‫وبحكم تقييد التنفيذ على هذه ألاصول بضرورة إخضاع بيعها ملسطرة قضائية إلزامية‪.‬‬

‫ويتجلى دور القاض ي املنتدب في إيقاف تحصيل الدين الضريبي كقاض ي يمتلك زمام املبادرة‬

‫في املساطر الجماعية‪ ،‬غير أن أوامره رغم أنها تتميز باإلستعجال إال أنها تبقى ذات طابع خاص‪ ،‬ألنها‬

‫في بعض ألاحيان يمكنها أن تحمل مساسا باملوضوع‪ ،‬ففي فرنسا تدعو إلى إعتبار رئيس املحكمة‬

‫التجارية قاضيا للمستعجالت نظرا لكون قانون صعوبات املقاوالت هناك يمنح للقاض ي املنتدب‬

‫جميع الصالحيات الضرورية للبت في املنازعات التي يمكن أن تسند في القانون العام لقاض ي‬

‫املستعجالت‪ ،1‬وطبقا ملقتضيات املادة ‪ 412‬من مدونة التجارة فالقاض ي املنتدب يحرص على‬

‫ضمان التطبيق السليم والشامل ملبدأ إيقاف املتابعات الفردية‪ ،‬وكذا إيقاف إجراءات التنفيذ في ما‬

‫يخص ميدان إيقاف تحصيل الديون الضريبية‪ ،‬وإستنادا إلى الفصل ‪ 8‬من مدونة التحصيل والذي‬

‫‪143‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يعتبر بأن جداول الضرائب وقوائم إلايرادات وأوامر املداخيل سندات تنفيذية تتجاوز الحظر‬

‫القانوني ملبدأ إيقاف املتابعات الفردية كونها تتميز بطابع النفاذ الفوري‪.‬‬

‫لكن بالرجوع إلى الفقرة الرابعة من نفس الفصل‪ ،‬نجد بأن القباض التابعون للخزينة‬

‫العامة للمملكة‪ ،‬ومحصلو الصندوق الوطني للضمان إلاجتماعي أصبحوا يعملون على التصريح‬

‫بديون إداراتهم في مواجهة املقاوالت وألاشخاص الذين تطالهم مساطر املعالجة‪.‬‬

‫أما الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 211‬من املدونة العامة للضرائب‪ ،1‬فقد فرضت على املقاولة‬

‫عند إيداع طلب املعالجة أن تدلي بإقرار بإفتتاح املسطرة بحقها لدى إدارة الضرائب‪ ،‬تحت طائلة‬

‫عدم إمكانية مواجهة إلادارة بسقوط الواجبات الضريبية ومن تم بمفعول إيقاف املتابعات عن‬

‫الفترة السابقة لفتح املسطرة‪.2‬‬

‫وهو ما ييسر لهؤالء املحاسبين دون غيرهم مواكبة مسطرة املعالجة وتتبعها في كافة‬

‫املراحل‪ ،‬وهذا إلاجراء يعتبر بمثابة وسيلة منحها القانون ملحصلي الضرائب في مساطر معالجة‬

‫صعوبات املقاولة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فرغم أن املشرع املغربي خول للقاض ي املنتدب صالحيات السهر‬

‫وإلاشراف على تصفية أصول املقاولة‪ ،‬إال أن الصعوبات وإلاستشكاالت املتعلقة بالتنفيذ تبقى من‬

‫‪144‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إختصاص رئيس املحكمة‪ ،1‬وبالتالي يكون ألامر إلاستعجالي القاض ي بوجود صعوبة في تنفيذ‬

‫سندات الديون الضريبية موقفا للتحصيل على هذا املستوى‪.‬‬

‫فاملادة ‪ 48‬من مدونة التحصيل أقرت تدخل القاض ي إلاستعجالي باملحاكم التجارية في‬

‫الصعوبات التي تعترض بيع ألاصول التجارية‪ ،‬حيث أحالت بشأنها على الفصول ‪ 222‬وما يليها من‬

‫مدونة التجارة‪ ،‬وبإعتبار ملا لألصل التجاري من قيمة تفوق قيمة العقار املؤسس عليه ألنه مال‬

‫منقول ذو طبيعة خاصة ملا يتضمنه من عناصر معنوية‪ ،‬ما يجعله متميزا عن املنقوالت املادية‬

‫امللموسة التي ال تخضع في بيعها من حيث املبدأ إلى قيد قضائي بخالف ألاصل التجاري‪ ،‬الذي‬

‫يقتض ي إستصدار أمر من رئيس املحكمة التجارية ببيعه‪ ،2‬وفي حالة لم يسدد املدين املحجوز عليه‬

‫مالك ألاصل التجاري ما بذمته خالل ‪ 8‬أيام من تاريخ الحجز‪ 3‬يقوم املحاسب املكلف بالتحصيل‬

‫بتوجيه طلب البيع إلى رئيس املحكمة التجارية بإعتباره قاضيا للمستعجالت‪ ،‬كما أقرت ذلك‬

‫محكمة النقض معتبرة بأن املحكمة التجارية هي املختصة نوعيا بالبت في تقدير مدى لزوم بيع‬

‫ألاصل التجاري‪ ،4‬ويمكن أن يحكم بالبيع أو الرفض ويمكنه كذلك أن يقض ي بإيقاف إجراءات‬

‫الحجز التنفيذي ومنح مهلة شهرين للمدين للتحلل مما بذمته‪ ،5‬وفي الحالة هاته إذا كان الجواب‬

‫‪145‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫بالبيع‪ ،‬فالقابض يشرع في تنفيذ ألامر بالبيع بعد مرور ‪ 21‬يوما من تاريخ تبليغه لألطراف املعنية‪،‬‬

‫وقاض ي املستعجالت التجاري محكوما بالنظر في إلاشكاالت التي يثيرها حجز وبيع ألاصول التجارية‪،‬‬

‫ويمكنه بالتالي أن يوقف تحصيل الدين الضريبي ويرفض طلبات البيع‪.‬‬

‫بهذا الخصوص أقرت املحاكم التجارية ضرورة تقديم املدين ملا يثبت جدية منازعته أمام‬

‫القضاء‪ ،‬باإلضافة إلى تشكيل ضمانة كما نص على ذلك الفصل ‪ 228‬من مدونة التحصيل‪ ،1‬وهو‬

‫تغير مفاجئ عرفته املحكمة التجارية بعدما كانت هذه ألاخيرة تأمر برفض طلب البيع بمجرد شروع‬

‫املدين في سلوك مسطرة املنازعة سواء في الوعاء أو التحصيل أو حتى بمجرد تقديم رسالة تظلم‪،‬‬

‫وقد إستندت بهذا الخصوص على املادة ‪ 128‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،2‬وعلى كون املنازعة في‬

‫الدين تسقط عنه وصف الدين املصفى واملحقق ‪. liquide et exigible‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إختصاص املحاكم إلابتدائية‬

‫جاء في الفصل ‪ 218‬من قانون املسطرة املدنية ما يلي‪" :‬يختص رؤساء املحاكم إلابتدائية‬

‫وحدهم بالبت في كل مقال يستهدف الحصول على أمر بإثبات حال أو توجيه إنذار أو إجراء‬

‫مستعجل في أي مادة لم يرد بشأنها نص خاص‪".‬‬

‫فاملشرع من خالل هذا إلاجراء قيد املحاسب املكلف بالتحصيل بضرورة إستصداره ألمر‬

‫من القضاء الرئاس ي يكون بمثابة ترخيص‪ ،‬يعتبر بمثابة ضمانة للمدين أثناء التنفيذ على أمواله‪،‬‬

‫‪146‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ويتجلى تدخل القاض ي إلاستعجالي من خالل الحجز التحفظي الذي يعتبر إجراء إحترازيا‪ 1‬يجري‬

‫تقييده على صحيفة العقار‪ ،2‬والذي ألزم به املشرع املغربي املحاسب بأمر من رئيس املحكمة‪،‬‬

‫ف تدخل قاض ي التنفيذ يتضح من خالل تحويل الحجز التحفظي إلى حجز تنفيذي وكذا الشأن‬

‫بالنسبة إلجراء البيوعات العقارية‪ 3،‬التي تتخللها أوامر حسب ألاحوال تتراوح بين رفض البيع لعدم‬

‫كفاية العروض بهدف إعادته أو التصديق عليه مع ألاوامر املتعلقة بتوزيع منتوج البيع واملحاصة‪،‬‬

‫وكلها مساطر مقيدة بضمانات لكال طرفي العالقة في تحصيل الدين الضريبي‪ 4‬تتجلى في فرض‬

‫اللجوء إلى القضاء إلاستعجالي الوالئي للمحكمة إلابتدائية التي يوجد بدائرتها العقار املراد التنفيذ‬

‫عليه‪ ،‬أما فيما يخص إلاطار القانوني لألوامر الوالئية أو الرئاسية التي تصدر عن رئيس املحكمة أو‬

‫من ينوب عنه فيتم تنظيمها من خالل مقتضيات الفصل ‪ 218‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬وتتميز‬

‫هذه ألاخيرة عن قضايا ألامور املستعجلة كون ألاولى ال تستوجب حضور ألاطراف‪ ،‬والثانية أن‬

‫الرئيس ال يفصل فيها إال بعد إستدعاء لألطراف وعقد جلسة لعرض وجتهي نظرهما (الفصل ‪212‬‬

‫من قانون املسطرة املدنية) ما لم يتعلق ألامر بحالة من إلاستعجال القصوى حيث يمكنه أن‬

‫‪147‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يستغني عن إستدعائهم ‪ 1‬ويباشر الفصل في الطلب على حالته‪ ،‬عالوة على ذلك فاألوامر الوالئية ال‬

‫تستأنف إال في حالة رفض الطلب وفي هذه الحالة يمكن للطالب أن يطعن في هذا القرار‪ ،‬حيث إنه‬

‫وطبقا ملقتضيات الفصل ‪ 212‬من املسطرة املدنية فإن لألطراف الحق في إلاستئناف داخل أجل‬

‫خمسة عشر يوما من تبليغ ألامر‪ ،‬سواء كان ألامر مقبوال أو مرفوضا‪ ،‬إال أن هناك بعض الحاالت‬

‫إلاستثنائية التي ال تحتمل الطعن بهذا الخصوص ألنها تتعلق بإثبات حال أو توجيه إنذار‪.‬‬

‫بناء على ما تقدم‪ ،‬وبعد رصد مختلف الجهات التي لها الوالية للبت في منازعة إيقاف تنفيذ‬

‫الدين الضريبي واملتجلية في املحكمة إلادارية واملحكمة التجارية واملحكمة إلابتدائية‪ ،‬حيث كل‬

‫واحدة تستند إلى نص خاص بها لتبرر إختصاصها‪ ،‬سننتقل آلان إلى رسم املسار الذي تتخذه هذه‬

‫الدعوى‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مساردعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬

‫ملعالجة مسار دعوى إيقاف تنفيذ الدين الضريبي يجب أوال معرفة مختلف إلاجراءات‬

‫والشكليات التي يجب أن تتوفر في الدعوى قبل وصولها إلى يد القاض ي إلاستعجالي‪ ،‬بحيث من‬

‫خالل هذا املطلب سأحاول إيضاح الكيفية التي يتم بها رفع الدعوى إلى القضاء‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفرع ألاول‪ :‬إلاجراءات املتعلقة برفع الدعوى إلاستعجالية‬

‫لقد إشترط املشرع في مقال رفع الدعوى أمام املحكمة إلادارية أن يكون مكتوبا ومستوفيا‬

‫للمعلومات املنصوص عليها في الفصل ‪ 21‬من قانون املسطرة املدنية املغربي‪ ،‬وموقعا عليه من‬

‫طرف محام مسجل بإحدى هيئات املحامين باملغرب‪ ،‬وأن يتم تسجيل ذلك املقال بكتابة ضبط‬

‫املحكمة إلادارية‪ ،‬أن يوكل به إلى قاض مقرر وإلى املفوض امللكي للدفاع عن القانون والحق‪ ،1‬وذلك‬

‫ملتابعة ملف الدعوى والتأكد من مدى إحترام إلاجراءات القانونية والتحقيق في القضية إذا تطلبت‬

‫الضرورة ذلك‪ ،‬وأن يكون متضمنا البيانات املرتبطة باملنازعة الجبائية لتيسير سريان الدعوى‬

‫إلاستعجالية‪ ،‬وقد أفرد املشرع مادة خاصة بهذه الشكليات وهي املادة الثالثة من القانون ‪.12/71‬‬

‫وفي هذه الفقرة سنتناول أوال موضوع الدعوى ثم إلاجراءات املتعلقة بجلسات املحكمة‬

‫إلادارية‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬إلاجراءات املتعلقة بموضوع دعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬

‫ترفع القضايا إلى املحكمة إلادارية بمقال مكتوب يوقعه محام مسجل في جدول هيئة من‬

‫هيئات املحامين باملغرب ضمانا إلستيفاء إلاجراءات شروطها القانونية املتمثلة في مايلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إستيفاء املقال للمعلومات القانونية‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ب‪ -‬يشترط في مقال الدعوى أن يكون مستوفيا البيانات واملعلومات املنصوص عليها في‬

‫الفصل ‪ 00‬من قانون املسطرة املدنية املغربي‪ " :‬الذي يقض ي بضرورة توفر مقال الدعوى‬

‫أو املحضر أو العريضة على ألاسماء العائلية والشخصية وصفة أو مهنة وموطن أو محل‬

‫إقامة املدعى عليه واملدعي‪ ،‬وكذا عند إلاقتضاء أسماء وصفة وموطن وكيل املدعي‪ ،‬وإذا كان‬

‫أحد ألاطراف شركة وجب أن يتضمن املقال أو املحضر إسمها ونوعها ومركزها‪.‬‬

‫وكما يجب أن يبين بإيجاز في املقاالت واملحاضر عالوة على ذلك‪ ،‬موضوع الدعوى والوقائع‬

‫والوسائل املثارة‪ ،‬وترفق بالطلب املستندات التي ينوي املدعي إستعمالها عند إلاقتضاء‪ ،‬وفي حالة‬

‫تقديم الطلب بمقال مكتوب ضد عدة مدعى عليهم‪ ،‬وجب على املدعي أن يرفق املقال بعدد من‬

‫النسخ مساو لعدد الخصوم‪ ،‬وتظل للقاض ي الصالحية ‪ -‬عند إلاقتضاء ‪ -‬في تحديد البيانات غير‬

‫التامة والتي تم إغفالها‪ ،‬وترفع طلبات إيقاف تحصيل الديون الضريبية أمام القضاء إلاستعجالي‪،‬‬

‫كما تقدم بها املقاالت العادية أمام املحكمة إلادارية وذلك وفقا ملقتضيات املادة ‪ 122‬من القانون‬

‫املحدث للمحاكم إلادارية مع بعض إلاختالفات كعدم تقييد الطلبات إلاستعجالية بآجال معينة‬

‫بخالف الطلبات املقدمة أمام قضاء املوضوع‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫أما املشرع الفرنس ي فقد أضاف بعض الشروط الخاصة‪ ،‬وتتمثل في أن يقدم طلب إيقاف‬

‫التنفيذ باملوازاة مع دعوى في املوضوع‪ ،‬وأن تكون منصبة على أساس وأصل الدين املطالب به في‬

‫إطار دعوى املوضوع‪.1‬‬

‫ت‪ -‬تسجيل املقال بكتابة ضبط املحكمة إلادارية‬

‫يجب تسجيل مقال الدعوى لدى كتابة ضبط املحكمة املختصة‪ ،‬ويتولى كاتب ضبط‬

‫املحكمة تسليم وصل بإيداع املقال‪ ،‬يتكون ذلك املقال من نسخة منه يوضع عليها خاتم كتابة‬

‫الضبط و تاريخ إلايداع مع بيان الوثائق املرفقة‪.‬‬

‫ويجوز لرئيس املحكمة إلادارية أن يمنح املساعدة القضائية طبقا للمسطرة املعمول بها في‬

‫هذا املجال‪ ،2‬باإلضافة إلى ذلك فمقال الدعوى يجب أن ال يحيد عن موضوع التظلم إلاداري الذي‬

‫يسبق لزوما النزاع القضائي لكن مع ذلك بإمكان امللزم أن يحتج بأساس قانوني جديد أو بأي وسيلة‬

‫جديدة‪.3‬‬

‫د‪ -‬أن يوكل بملف الدعوى إلى قاض مقرر ومفوض ملكي للدفاع عن القانون والحق‬

‫بعد تسجيل مقال الدعوى‪ ،‬يحيل رئيس املحكمة امللف حاال إلى قاض مقرر يقوم بتعيينه‬

‫وإلى املفوض امللكي للدفاع عن القانون والحق‪ ،‬وذلك ملتابعة ملف الدعوى وفق النصوص التالية‪:‬‬

‫‪151‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪217‬ـ‪ 222،221،224‬من قانون املسطرة املدنية املغربي‪ ،1‬والطلب يجب أن يرفق بكافة الوثائق التي‬

‫تفيد الدعوى كنسخة من ألامر بالتحصيل أو قائمة إلايرادات أو ألامر باإلستخالص أو من مقرر‬

‫اللجان الضريبية‪.‬‬

‫فاملادة السابعة من قانون ‪ 12/71‬أحالت على أحكام قانون املسطرة املدنية والتي تهتم‬

‫بتقييد الدعوى إلاستعجالية‪ ،‬والتي تأتي بصورتين إحداهما تكون بمقال مكتوب يوقعه املدعي أو‬

‫وكيله‪ ،‬فيسمى حينها باملقال إلافتتاحي الذي يعلن عن بداية النزاع‪ ،‬أما الصورة الثانية فتكون‬

‫بطلب وهو عبارة عن محضر يحرره كاتب الضبط لدى املحكمة إلادارية وقت تصريح املعني ويوقعه‬

‫أو يشار إليه في املحضر‪ ،‬إال أنه ال يمكن له التوقيع (الفقرة ألاولى من الفصل ‪ 22‬من قانون‬

‫املسطرة املدنية)‪.‬‬

‫وقد نص الفصل ‪ 221‬من قانون املسطرة املدنية على أن املقال يجب أن يتضمن مجموعة‬

‫من البيانات الشكلية والتي تم إلاشارة إليها سابقا‪ ،‬حيث إنه إذا رفض الطلب بعدم قبوله شكال‪،‬‬

‫لنقص في إحدى العناصر فهذا ال يمنع من إعادة رفع الدعوى من جديد طاملا أن العيب مس فقط‬

‫جانبا شكليا‪ ،3‬وبعد إستيفاء هذه البيانات يتم تقييد املقال إلاستعجالي بطلب من القاض ي لدى‬

‫كتابة الضبط حسب الترتيب التسلسلي لتلقيها وتاريخها وبيان أسماء ألاطراف وكذا تاريخ إلاستدعاء‬

‫‪152‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫مقابل وصل يسلمه كاتب الضبط للمدعي‪ ،‬ليعين رئيس املحكمة أو نائبه تاريخ الجلسة إما وفق‬

‫أحكام الفصل ‪ 217‬من قانون املسطرة املدنية أو حسب مقتضيات الفصل ‪ 211‬من نفس القانون‪.‬‬

‫فاملشرع من خالل املواد ‪ 72‬إلى ‪ 77‬و ‪ 211‬من مدونة تحصيل الديون العمومية نص على‬

‫أن ألاشخاص املعنيين بالدعوى إلاستعجالية هم املدينون الحقيقيون أو خلفهم الخاص أو العام‬

‫أو ألاشخاص الذين يمارسون مهام توثيقية واملودع لديهم وألاغيار الحائزين ألموال املدين باإلضافة‬

‫إلى املفوت إليه امللزم‪ ،‬بالتأكد من أداء الضرائب والرسوم الواجبة على املفوت في حالة تفويت أصل‬

‫تجاري أو مؤسسة تجارية أو صناعية تقليدية أو معدنية بعوض أو بدون عوض‪ ،‬والشركات‬

‫الضامنة أو التي تنبثق عن إلادماج أو إلانفصال أو التحويل واملدبرين أو املتصرفين أو املسيرين‬

‫واملصفين القضائيين ومصفي الشركات املنحلة واملؤتمنين على أموال املدين وكتاب الضبط‬

‫وألاعوان التنفيذيين‪ ،1‬وهؤالء ألاشخاص يكتسبون الصفة‪ 2‬واملصلحة للمطالبة إليقاف تنفيذ‬

‫إجراءات تحصيل الدين الضريبي متى كانت حقوقهم متضررة‪.‬‬

‫أما الفصل ‪ 21‬من ق‪.‬م‪.‬م املحال عليه بموجب املادة ‪ 2‬من القانون ‪ ،12/71‬فقد نص على‬

‫ضرورة تحديد أطراف الدعوى‪ ،‬وخصوصا أن هذا يطرح إشكاال فيما يخص تحديد الجهة املدعى‬

‫عليها‪ ،‬بحيث إن املنازعة إذا انصبت على الوعاء فهي ترفع ضد مدير الضرائب‪ ،‬وإذا تعلقت‬

‫بالتحصيل فإن املدعى عليه هو الخازن العام‪ ،‬أما فيما يخص الجبايات املحلية فالدعوى ترفع ضد‬

‫‪153‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫آلامر بالصرف وبالنسبة للجمارك فإن الطلب القضائي الذي يرفع بشأنها يرفع ضد وزير املالية‪،1‬‬

‫وبالرجوع إلى املادة ‪ 121‬من ق‪.‬م‪.‬م فإن الجهة التي يجب أن ترفع ضدها هذه الدعوى الخزينة‬

‫العامة للمملكة في شخص الخازن العام تحت طائلة عدم القبول‪.‬‬

‫إن املتعارف عليه فيما يخص إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬كون هذا ألاخير يتعلق فقط‬

‫بإيقاف إجراءات التحصيل دون النظر إلى موضوع املنازعة‪ ،‬لذلك فكيفما كان املوضوع الذي‬

‫إنصب عليه إلايقاف فال بد من إدخال الخازن العام في الدعوى‪ ،‬نفس الش يء بالنسبة للدعوى التي‬

‫تنصب على الوعاء فهي ألاخرى يجب إدخال مدير الضرائب في الدعوى‪ ،‬وبالتالي فإن إلاشكال الذي‬

‫يمكن أن يتبلور هنا هو ما موقع امللزم بين إلادارة والقضاء في حالة ما إذا تم رفع الدعوى ضد‬

‫القابض دون الخازن العام؟‬

‫ويرى دمحم بيصة بأن طلب إيقاف تنفيذ الضريبة بإعتباره منتوجا فرعيا للمنازعة في قانونية‬

‫قرار فرض الضريبة‪ ،‬ينبغي مبدئيا أن يوجه ضد مدير الضرائب بالنسبة للضرائب التي تفرضها‬

‫مديرية الضرائب وليس ضد الخازن العام الذي له الصفة في تمثيل إلادارة املكلفة بتحصيل‬
‫‪2‬‬
‫الضريبة متى تعلق الطلب القضائي بإيقاف تنفيذ قرارات هذه إلادارة‪.‬‬

‫من جهة أخرى وبالرجوع إلى نص الفصل ألاول من قانون املسطرة املدنية نجد بأنه‪:‬‬

‫" ال يصح التقاض ي إال ملن له الصفة وألاهلية واملصلحة إلثبات حقوقه‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يثيرالقاض ي تلقائيا إنعدام الصفة أو ألاهلية أو املصلحة‪".‬‬

‫مما ينم على ألاهمية البالغة التي يكتسيها هذا الشق إلاجرائي‪ ،‬حيث إن املنازعة الجدية‬

‫التي يقوم عليها طلب إيقاف التنفيذ تتجلى في منازعة امللزم في صفته كخاضع للضريبة‪ ،‬والصفة‬

‫تعتبر شرطا أساسيا لرفع الدعوى سواء كانت موضوعية أو إستعجالية‪ ،‬ويتجسد هذا الشرط في‬
‫‪1‬‬
‫أن يكون صاحب الحق املراد حمايته باإلجراء الوقتي املستعجل هو نفسه رافع الدعوى‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمصلحة فهي أهم ما تقوم عليه الدعوى‪ ،‬إذ ال دعوى حيث ال مصلحة‪ ،‬وقد‬

‫ذهب بعض الفقه‪ 2‬إلى إعتبارها الشرط الوحيد الذي تستقيم به الدعوى فمن كانت حقوقه مهددة‬

‫وعرضة للضرر جاز له أن يرفع الدعوى حماية لها ولتوافرها على عنصر املصلحة‪ ،‬وهو ما يؤكده‬

‫الحكم القضائي املصري‪ 3‬آلاتي‪ ،‬بل حتى أنه يجعل من الصفة قرينة املصلحة "املصلحة‬

‫الشخصية املباشرة في رفع الدعوى وهذه الصفة يتعين أن تتوافر في املدعي عليه كقاعدة عامة‪،‬‬

‫وإال كانت الدعوى غير مقبولة لرفعها من غير ذي صفة‪ ،‬غير أنه حين يبحث القاض ي املستعجل‬

‫شرط الصفة يلتقي بأن يثبت وجوده حسب ظاهر املستندات وألاوراق دون أن يتعلق في صميم‬

‫املوضوع‪ ،‬فيكفي القاض ي أن الدعوى مرفوعة من غير ذي صفة ليقض ي بعدم قبولها إلنتفاء‬

‫الصفة "‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫في ألاخير تأتي ألاهلية‪ ،‬والتي تنقسم إلى أهلية وجوب وأهلية أداء‪ ،‬حيث إن ألاولى تعني‬

‫صالحية الشخص لثبوت الحقوق وإلالتزامات له وعليه‪ ،‬أما الثانية فيراد بها صالحية الشخص‬

‫ملمارسة التصرفات والحقوق والتحمل باإللتزامات على وجه يعتد به قانونا‪.1‬‬

‫إن تحقيق الصفة واملصلحة هو مضمون كل ألاحكام وألاوامر القضائية التي تجسد طلبات‬

‫إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬حيث إن إلادارة تجعل من هذه الشروط نقط قوة تدعم بها موقفها‬

‫أمام املحكمة إلادارية‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى ما تحدثنا عنه سابقا فيما يخص الصفة إلاجرائية التي خولها املشرع ألطراف‬

‫الدعوى‪ ،‬نجد بأن لهذه ألاخيرة قاعدة تقول بأن ال بطالن بدون ضرر‪ ،‬والذي معناه أنه إذا لم يكن‬

‫هناك خلل في الدعوى ولم يكن يتعلق بأطرافها‪ 2‬وال يشكل ضررا لهم‪ ،‬فإن الدعوى تقبل سواء‬

‫رفعت ضد الخازن أم القابض والجواب على الدعوى في هذه الحالة يعنون لصالحه رغم عدم‬

‫إدخاله في الدعوى‪ ،‬وبالتالي تحقق الغاية من إلاجراء‪.‬‬

‫مما يعني أن إدخال إلادارة املكلفة بالتحصيل هو أمر ضروري لقيام دعوى إيقاف تنفيذ‬

‫إجراءات إستخالص الديون الضريبية‪ 3‬عندما تكون املنازعة منصبة على تأسيس الضريبة‪ ،‬وقد‬

‫‪156‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تدخل بعض ألاساتذة‪ 1‬لحل هذا إلاشكال بحيث خلصوا إلى أنه يجب إدخال جميع ألاطراف وإلاشارة‬

‫إليهم في الدعوى سواء إنصبت على التأسيس أو إلاستخالص‪.‬‬

‫والفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 211‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع على أنه " ‪ ...‬عند عدم رد إلادارة داخل أجل‬

‫ستين يوما املوالي لتاريخ توصلها باملطالبة‪ ،‬كما في الحالة التي يكون القرار في غير صالح املدين‪،‬‬

‫يمكن لهذا ألاخير رفع دعوى أمام املحكمة املختصة‪ ".‬وبالتالي فلم تحدد أجال معينا يمكن للمدين‬

‫من خالله رفع النزاع أمام القضاء‪ ،‬وفي نفس الوقت فبالنظر للمادة املوالية املتعلقة بإسترداد‬

‫ألاشياء املحجوزة نجد بأن املشرع قد حدد صراحة أجل اللجوء إلى القضاء واملتمثلة في ‪ 21‬يوما‪.2‬‬

‫ولعل سكوت املدونة عن هذا ألاجل من أجل إخضاعه للقواعد العامة‪ ،3‬أما بالنسبة‬

‫للمحاكم إلادارية فقد حددت هذا ألاجل في ‪ 21‬يوما‪ 4‬كاملة ال تشمل اليوم ألاول الذي تم فيه‬

‫التبليغ وال اليوم ألاخير من ألاجل‪ ،‬وعدم احترام هذا ألاجل يؤدي إلى رفض الدعوى شكال من‬

‫املحكمة نظرا لكون هذه ألاخيرة من النظام العام‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إلاجراءات املتعلقة بجلسات املحكمة إلادارية‬

‫إن إجراءات الجلسة وصدور ألاحكام في النزاعات إلادارية إلاستعجالية ال تختلف كثيرا عن‬

‫إجراءات النزاعات العادية‪ ،‬فقبل صدور الحكم البد أن تلجأ املحكمة إلى مجموعة من إلاجراءات‬

‫‪157‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫التمهيدية‪ ،‬كما سبق الذكر حتى تصبح القضية جاهزة أي بعد أن يكون كل طرف قد إستنفذ‬

‫جميع وسائل دفاعه وعقب على كل دفوعات الطرف آلاخر‪ ،‬ليتم على إثر ذلك إصدار القاض ي‬

‫املقرر لألمر بالتخلي يبلغ للطرفين الستدعائهما للجلسة‪ ،‬إال أن حضورهما ليس ضروريا‪.‬‬

‫‪ ‬إلاجراءات املتعلقة بالجلسة‬

‫من املعلوم وكقاعدة عامة أن تكون هذه الجلسات علنية‪ ،‬ويمكن في حاالت خاصة إما‬

‫بنص قانوني أو بأمر من املحكمة جعلها سرية وتعتبر الخصومات الضريبية بصفة خاصة املجال‬

‫ألاوسع إلعمال هذا إلاستثناء حفاظا على ألاسرار املهنية للمكلفين‪ ،‬والواقع أن مختلف ألانظمة‬

‫الضريبية‪ ،‬خاصة املتقدمة منها قد نصت صراحة في قوانينها على جعل الجلسة في الخصومة‬

‫املتعلقة بضرائب معينة سرية‪ ،‬خاصة إذا كانت من نوع الضرائب املتعلقة بالدخل أو الرسوم‬

‫امللحقة بها‪ ،‬أو الغرامات الجبائية ملا تتميز به من طبيعة سرية والتي ال يجوز للغير إلاطالع عليها‪ ،‬من‬

‫بين هذه القوانين القانون الفرنس ي والقانون الجزائري املتعلق بالضرائب املباشرة‪ ،‬غير أننا ال نجد‬

‫في نظامنا املغربي نصا صريحا يلزم هيئة املحكمة بالبت في خصومة ضريبية في جلسة سرية ليبقى‬

‫هذا ألامر متوقفا على سلطة القاض ي التقديرية‪ ،‬فالطابع السري للجلسات في أغلبية الخصومات‬

‫الضريبية نتج عنه عدم سماح القضاء للغير بالتدخل‪ ،‬كما يمنع كل ضم للطلبات التي ال تقدم من‬

‫املكلفين أنفسهم‪ ،‬وإلاشكال الذي يثار بهذا الخصوص هو في حالة وجود دعوى تتناول منازعة‬

‫ضريبية من الواجب الفصل فيها في جلسة علنية‪ ،‬ودعوى أخرى تفرض أن يحكم فيها في جلسة‬

‫سرية‪ ،‬هنا املجلس ألاعلى الفرنس ي حكم بعدم جواز ضم الدعوتين لكي ينظرا معا في جلسة غير‬

‫علنية‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وقد ألزم القانون حضور املفوض امللكي للجلسة‪ ،‬لعرض آرائه املكتوبة والشفوية على هيئة‬

‫املحكمة بكامل إلاستقالل‪ ،‬ومع ذلك وخالفا ملا هو عليه ألامر بالنسبة للنيابة العامة فإن املفوض‬

‫امللكي ال يشارك في إصدار الحكم‪ ،‬وبذلك تكون القضية جاهزة للبت فيها والنطق بالحكم‪.‬‬

‫إستنادا إلى الفصل ‪ 217‬من قانون املسطرة املدنية والفصل ‪ 241‬منه فإن القاض ي‬

‫إلاستعجالي هو الذي يقوم بتحديد اليوم والساعة التي سوف تعقد فيها الجلسة وإستدعاء ألاطراف‬

‫وذلك قبل الشروع في الجلسة‪ ،‬أما وبالرجوع إلى الفصل ‪ 112‬من نفس القانون املذكور‪ ،‬فإن‬

‫جلسات القضاء املستعجل تعقد خارج املواعيد العادية‪ ،‬وتنعقد الجلسة التي تكون عمومية‬

‫وعلنية بعد إستدعاء ألاطراف بإحدى الطرق القانونية‪ ،‬حيث يتم الفصل في الدعوى إلاستعجالية‬

‫فورا أو تؤخر إلى جلسة مقبلة حسب ما أقره الفصل ‪ 14‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬إلاجراءات املتعلقة بصدور ألاحكام‬

‫تعقد هيئة املحكمة جلساتها بعد إنتهاء املدة املحددة لتبادل املذكرات بين طرفي النزاع‪،1‬‬

‫وبعد إستعمال مختلف وسائل التحضير املتاحة قانونا من أجل تكوين عقيدة القاض ي وإقتناعه‬

‫للفصل في الدعوى على أساس دراية كاملة بالوقائع‪.2‬‬

‫بعد قفل باب املرافعة وحجز امللف للمداولة‪ 3‬قصد النطق بالحكم والتأكد من إستيفاء‬

‫الشروط الشكلية‪ ،‬التي في حالة تخلف أحد ما تقض ي برفض إلاعتراض‪ ،‬غير أنها إذا قضت بقبول‬

‫إلاعتراض شكال‪ ،‬فإنها تصدر حكمها في أصل النزاع‪.‬‬

‫هنا يثار إشكال حول ما حدود السلطة التقديرية للمحكمة في تفسير النصوص القانونية‬

‫وأيضا في تقدير شرعية قرار املحكمة إلادارية؟‬

‫للمحكمة سلطات واسعة في النزاع الضريبي‪ ،‬فلها سلطة إسقاط مبلغ الضريبة كليا أو‬

‫جزئيا أو إبقائه على ما هو عليه‪ ،‬كما لها سلطة إيقاف تنفيذ قرار إلادارة املتعلق باملتابعات وإلاكراه‬

‫في مجال إستخالص الضرائب ولكن بالرغم من سلطات القاض ي فإنه ال يملك أن يحكم إال في‬

‫حدود طلبات الخصوم‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫والحكم في الدعاوى إلاستعجالية يتميز بكونه معجل التنفيذ وهو مكمل للحكم‬

‫باإلستقاللية‪ ،‬ويمكن أن يصدر وإن لم ترفع دعوى في موضوعه بخصوص النزاع‪ ،‬وقد أحال املشرع‬

‫فيما يخص شكليات الحكم على الفصل ‪ 11‬من ق‪.‬م‪.‬م بحيث يصدره قاض ي املستعجالت في‬

‫املحكمة‪.‬‬

‫فاألحكام إلاستعجالية كغيرها من ألاحكام القضائية فهي قابلة للطعن فيها باإلستئناف‬

‫حيث تظل هذه املرحلة ملتزمة بقاعدة إعداد إلاستعجال‪ ،‬عدا ما قرره املشرع من تقصير أجل‬

‫تقديم إلاستئناف من ‪ 21‬يوما إلى النصف (أي ‪ 21‬يوما)‪ ،‬وتتعدد طرق إستئناف هذه ألاحكام حيث‬

‫نذكر منها تعرض الغير خارج الخصومة‪ 1‬وما أجازه الطعن عن طريق النقض في ألاحكام املستعجلة‬

‫من خالل املواد ‪ 244، -241 – 241‬حيث جعل تقديم الطعن بالنقض في أجل ال يتعدى ‪ 21‬يوما‬

‫والحكم هو من صنع البشر‪ ،‬وبالتالي يمكن أن تشوبه بعض النواقص لهذا فتح املشرع باب الطعن‬

‫في طرق الطعن العادية وطرق الطعن غير العادية والتي سنتطرق لها خالل الفقرة القادمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البت في دعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬

‫إن ألاساس في القانون املغربي هو أن ألاحكام التي لم تحز قوة ألامر املقض ى به‪ ،‬ال يمكن‬

‫القيام بإجراءات التنفيذ بشأنها‪ ،‬ما دامت قابلة للطعن‪ ،‬مما يعني أن قوتها التنفيذية تبقى غير‬

‫ممكنة ومعطلة إلى أن تحوز قوة ألامر املقض ى به‪ ،‬إال أن املشرع أخذ بعين إلاعتبار الضرر الذي‬

‫يمكن أن يتعرض له الدائن أو املحكوم له من جراء هذا التأخر‪ ،‬وبالتالي التنصيص على إمكانية‬

‫‪161‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫التنفيذ إستثناء‪ ،‬وهو ما عبر عنه بالنفاذ املعجل‪ ،1‬وقد نص الفصل ‪ 219‬من ق‪.‬م‪.‬م بصيغة‬

‫الوجوب ألامر بالنفاذ املعجل رغم التعرض أو إلاستئناف وبدون كفالة إذا كان هناك سند رسمي‪،‬‬

‫أو تعهد معترف به أو حكم سابق غير مستأنف‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬تنفيذ طلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬

‫تعرف ألاوامر الصادرة عن القضاء إلاستعجالي بكونها تكون مشمولة بالنفاذ املعجل‪،2‬‬

‫لكون حجيتها وقتية وإلعتبار أحكامها غير قطعية‪ ،‬فهي ال تحوز القوة التنفيذية في حدود التدبير‬

‫املأمور به‪ ،3‬ويكون بإمكان املطالب إلاستفادة من القرار فور إلاعالن عن إلايقاف الفوري للمتابعات‬

‫لحين صدور مقرر آخر ومباشرة تنفيذه‪ ،‬إال أن الطابع الوقتي الذي تكتسيه‪ ،‬يجعل من الحجية‬

‫التي إستندت إليها تنتهي بإنتهاء الوضع الذي صدرت في إطاره وبالتالي إمكانية التراجع عن القرار في‬

‫حالة تغير ألاسباب والوقائع‪.4‬‬

‫‪162‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وفيما يخص تنفيذ هذه القرارات فيمكننا الوقوف على حالتين أساسيتين‪ 1،‬أولهما النفاذ‬

‫املعجل املتعلق بالتنفيذ على ألاصل‪ ،‬ويتم بواسطته تسليم املستفيد النسخة التنفيذية بمجرد‬

‫النطق باألمر والحصول على املوافقة على التنفيذ مباشرة بعد وضع الطلب لدى رئيس كتابة‬

‫الضبط وأداء رسوم التنفيذ وتنقالت أعوان التنفيذ‪ ،‬والحالة الثانية هي النفاذ املؤجل على املسودة‬

‫وفي هذه الحالة فاملستفيد عليه أن ينتظر أن تسلم النسخة التنفيذية وتطبع وترقم ويقوم العون‬

‫بمباشرة إجراءات تبليغها‪ 2،‬إال أن املالحظ في الحياة العملية أن تنفيذ هذه املقررات القضائية يجد‬

‫رفضا من طرف القباض والخزنة حيث يلجؤون في الغالب إلى الطعن فيها بالرغم أنها ال توقف تنفيذ‬

‫ألاوامر إلاستعجالية املشمولة بالنفاذ املعجل‪ ،‬وهو ما يضعنا أمام متاهة وإطالة في إلاجراءات‪،‬‬

‫خصوصا إذا تحدثنا عن إثارة مسؤولية املحاسب العمومي الذي يتحمل آلاثار الناتجة عن عدم‬

‫قيامه باإلجراءات الالزمة لتنفيذ القرارات الصادرة‪ ،3‬حيث تم تجريم هذا الفعل ووصفه بجريمة‬

‫بالغدر ‪ ،La concussion4‬ومن جهة أخرى فيما يخص غرامات التأخير فهي ال تسقط حتى وإن تم‬

‫إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬ومن أجل الحفاظ على التوازن في العالقة الجبائية يجب على املشرع‬

‫‪163‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املغربي أن يسير على غرار قرينه الفرنس ي بأن يمنح للمحاسب الصالحيات للقيام باإلجراءات‬

‫التحفظية الالزمة من أجل صيانة حق الخزينة من امللزم س يء النية‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن في أوامر إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬

‫إن ألاوامر الصادرة عن القضاء إلاستعجالي ليست أوامر خالية من الخطأ‪ ،‬وبالتالي ورغم‬

‫ألاخذ بعين إلاعتبار إمتيازها بالنفاذ املعجل‪ ،‬فهي ألاخرى قابلة للطعن فيها إذا رغب في ذلك املتضرر‬

‫سواء كانت إلادارة أو امللزم‪ ،‬وإبطال هذه ألاحكام ال يكون بدعوى أصلية أو عن طريق الدفع‬

‫بالبطالن‪ ،‬بل بسلوك طريقة من طرق الطعن القانونية‪ ،‬ويقصد بطرق الطعن الوسائل القانونية‬

‫التي يضعها املشرع في متناول أطراف النزاع إذا لحق بهم ضرر معين‪ ،‬فهي تسمح إلختبار جديد‬

‫للدعوى التي يتم الفصل فيها من جهة إلالغاء الكلي أو الجزئي أو نقض ألاحكام املطعون فيها‪ ،‬بأن‬

‫تنشأ وسيلة إجرائية عادلة لضمان الحقوق الفردية تجاه إلاحكام السريعة أو غير املدروسة‪.‬‬

‫وطرق الطعن نوعان هناك طرق عادية وطرق غير عادية‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬طرق الطعن العادية‬

‫‪ ‬محكمة إلاستئناف‬

‫نصت املادة ‪ 212‬من قانون املسطرة املدنية على أنه يمكن لكل طرف من أطراف ألامر‬

‫إلاستعجالي‪ ،‬أن يقدم طعنا داخل أجل ‪ 21‬يوما من تبليغ ألامر‪ ،‬ويتم الطعن بواسطة عريضة تودع‬

‫بصندوق املحكمة التي أصدرت ألامر‪ ،‬لتقوم بعد ذلك كتابة الضبط بجرد وثائق ومستندات امللف‬

‫‪164‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫لترسلها ملحكمة الدرجة الثانية التي يتواجد بها ألاطراف‪ ،‬حيث وبصدور القانون ‪ 81.12‬املتعلق‬

‫بإحداث محاكم إلاستئناف إلادارية تم تحديد املحاكم حسب إلاختصاص الترابي‪ ،‬محكمة‬

‫إلاستئناف إلادارية الرباط و محكمة إلاستئناف إلادارية مراكش‪.‬‬

‫و لإلستئناف أثران‪:‬‬

‫‪ -‬ألاول‪ :‬يوقف التنفيذ أي أنه يوقف أثر الحكم املطعون فيه‬

‫‪ -‬الثاني‪ :‬ينشر الدعوى أمام املرجع إلاستئنافي‪ ،‬فمحكمة إلاستئناف هي محكمة أساس‬

‫ولها نفس إمتيازات محكمة الدرجة ألاولى‪ 1‬وبإمكانها البت في امللف والتحقيق فيه‪ ،‬ويمكن‬

‫أن تعيد ألامر إلى ما كان عليه قبل صدور ألامر إلاستعجالي ألاول وبالتالي مواصلة إجراءات‬

‫التحصيل من النقطة التي توقفت عندها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طرق الطعن غيرالعادية‬

‫‪ ‬الطعن بالنقض ‪:‬‬

‫بالرجوع إلى مقتضيات املادة ‪ 24‬من القانون‪ 81.12‬املتعلق بإحداث محاكم إلاستئناف‬

‫إلادارية‪ ،‬وكذا مواد الفصل ألاول من القسم الرابع من قانون املسطرة املدنية‪ ،2‬فإن ألطراف‬

‫املنازعة في تحصيل الدين الضريبي الحق في الطعن بالنقض في ألاوامر والقرارات الصادرة عن‬

‫محاكم إلاستئناف‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إن الطعن بالنقض ال يوقف تنفيذ الدين الضريبي إال ضمن إلاستثناءات الثالثة املحددة‬

‫حصرا‪ ،1‬وهو ما يثير إشكاالت تتعلق خاصة بمسألة التأثير املوقف للطعن بالنقض للبيوعات‬

‫املنصبة على العقارات املحفظة في إطار إجراءات التحصيل‪ ،‬حيث تشترط مصالح التنفيذ املشرفة‬

‫على هذه البيوعات إلادالء بقرار محكمة النقض‪ ،‬أو بشهادة بعدم الطعن بالنقض في قرار محكمة‬

‫إلاستئناف إلادارية القاض ي بتأييد أمر رفض طلب إيقاف التحصيل‪.‬‬

‫واملشرع املغربي قد حدد من خالل الفصل ‪ 217‬من ق‪.‬م‪.‬م أسباب الطعن بالنقض‪ 2‬التي ال‬

‫يمكن أن يرتكز الطاعن إال على واحدة منها أو على بعضها أو عليها جمعاء‪ ،‬لكن دون غيرها‪،3‬‬

‫فوضوح هذه ألاسباب والتقيد بها يسهل من عمل محكمة النقض‪ ،4‬التي تعتبر محكمة قانون‪ ،‬مما‬

‫يعني تقنين اللجوء إليها من طرف كل من خسر دعواه‪ ،‬هذا وقد أقفل املشرع الفرنس ي هذا الباب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬

‫‪166‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫أمام مواطنيه‪ ،‬وذلك بحصر أسباب النقض في سبب واحد ووحيد وهو مخالفة الحكم أو القرار‬

‫املطعون فيه لقواعد القانون‪.1‬‬

‫وبالنظر إلى املنازعات الضريبية فإن معظم أسباب النقض‪ ،‬تتمحور أساسا حول إنعدام‬

‫التعليل من جهة وهو يعني تبرير منطوق الحكم أو القرار املطعون فيه بكيفية منطقية ومستساغة‬

‫عقال‪ ،2‬وعلى مخالفة القانون من جهة ثانية وهو عيب من العيوب الشكلية وكلها أسباب تتعلق‬

‫باملوضوع‪.‬‬

‫‪ ‬الطعن عن طريق تعرض الخارج عن الخصومة‬

‫هو طريقة من طرق الطعن غير العادية في ألاحكام‪ ،‬ووضعه املشرع كآلية بأيدي أشخاص‬

‫ليسوا طرفا بالنزاع وإنما تضررت مصالحهم منه‪ ،‬وهذا النوع من الطعن يرد على جميع ألاحكام‬

‫الفاصلة في النزاع سواء كانت صادرة بالدرجة ألاخيرة أم إلابتدائية‪ ،‬حتى يمكن التعرض عليها رغم‬

‫قابلية إستئنافها‪ ،‬إال أن التعرض فيما يخص ألاحكام إلاستعجالية‪ ،‬بالرجوع إلى الفصل ‪ 3212‬من‬

‫قانون املسطرة املدنية‪ ،‬يمكن سلوكه إن لم يكن الطالب قد إستدعي في الدعوى‪ ،‬ومن جهة أخرى‬

‫‪167‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫فإن الفقه‪ 1‬والقضاء قد أجازوا هذه إلامكانية وال سيما أن ألاحكام املذكورة تقبل التنفيذ املعجل‬

‫حكما‪ ،‬وقد يحصل أن يمس بحقوق الغير‪ ،‬وهذا النوع من الطعون في غالب ألاحيان يكون غير‬

‫موقف لتنفيذ الدين الضريبي بسبب مزية النفاذ املعجل التي تطبع ألاوامر إلاستعجالية بقوة‬

‫القانون‪.2‬‬

‫‪ ‬الطعن بإعادة النظر‪:‬‬

‫لقد تم التطرق إلى هذا الطعن من طرف املشرع من خالل املادة ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬أما فيما‬

‫يخص القضايا إلاستعجالية ونظرا لطبيعتها الوقتية ال يمكنها اللجوء إلى هذا النوع من الطعن‪ ،‬وهو‬

‫ما أكدته محكمة النقض في إحدى قراراتها التي جاء فيها‪" :‬ألاوامر التي يصدرها قاض املستعجالت‬

‫بصفته هذه ودون البت في جوهرالنزاع‪ ،‬ال يمكن أن تكون موضوع طلب بإعادة النظر"‪.‬‬

‫والرسم التوضيحي املبين أدناه يوضح مجمل طرق الطعن التي يمكن أن يلجأ إليها امللزم‬

‫بالدين الضريبي في مجملها سواء ما تعلق منها بالقضاء الشامل أو قضاء إلالغاء‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪169‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫رسم توضيحي رقم ‪ :1‬لطرق الطعن في املنازعات الجبائية‬

‫منازعات التحصيل‬

‫(داخل اجل ‪ 33‬يوما من تاريخ تبليغ إلاجراء)‬

‫‪ -‬قانونية إلاجراء املتخذ من حيث الشكل‬

‫‪ -‬عدم إعتبارأداءات يكون قد قام بها املدين‬

‫الطعن اإلداري‬
‫الطعن اإلداري‬

‫أجل جواب اإلدارة ‪ 66‬يوما‬ ‫خالل أجل ‪ 6‬اشهر‬

‫‪ -‬مطالبة الغير بالشيء‬


‫أمام الخازن العام للمملكة أو الخازن‬ ‫أمام مدير الضرائب بالنسبة‬
‫المحجوز‪.‬‬ ‫بالش ي‬ ‫المستحقةالغير‬
‫للضرائبمطالبة‬
‫اإلقليمي الرئيس المباشر للمحاسب‬ ‫للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬طلب وقف التنفيذ‪.‬‬ ‫الكلف بالتحصيل‬

‫الشروط‪:‬‬

‫‪ -‬اإلستعجال‬

‫‪ -‬جدية المنازعة‬ ‫أمام اآلمر بالصرف بالنسبة‬


‫للضرائب المستحقة للجماعات‬
‫‪ -‬المنازعة في أصل‬
‫الترابية‪.‬‬
‫الدين ككل‪.‬‬

‫الطعن القضائي‬ ‫الطعن القضائي‬

‫‪ -‬التعرض على‬ ‫المحكمة اإلبتدائية‬


‫المحكمة اإلدارية‬
‫إجراءات اإلكراه‬
‫البدني‪ ،‬حجز وبيع‬ ‫قاضي اإلستعجال‬
‫القضاء الشامل‬
‫العقارات‪.‬‬

‫‪ -‬التعرض على‬ ‫المحكمة اإلدارية‬


‫إجراءات اإلنذار‪،‬‬
‫الحجز وبيع األمتعة‬ ‫قاضي الموضوع‬
‫‪170‬‬
‫المنقولة‪.‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ -‬التعرض على‬
‫إجراءات الحجز‬ ‫المحكمة التجارية‬
‫وبيع األصل التجاري‬
‫والسفن‪.‬‬
‫إن النظر إلى النزاع الضريبي في مفهومه الضيق‪ ،‬كخالف بين طرفين هما إلادارة وامللزم‪،‬‬

‫يدفع فيه كل طرف بموقف متعارض مع موقف الطرف آلاخر أمام جهاز قضائي يفصل بينهما‬

‫بإصدار حكم تنفيذي وملزم‪ ،‬زد على ذلك الغموض الذي يكتنف نصوص مدونة التحصيل والذي‬

‫يؤدي في الغالب إلى سوء التأويل والانحراف عن الغاية التي وجد من أجلها‪ ،‬يجعل املشرع والقضاء‬

‫يفكران بشكل جدي في مختلف الثغرات التي لم يتم التطرق لها والتي تسبب في إثارة إشكاالت تجعل‬

‫من امللزم مقيدا بينها وبين تعسف إلادارة‪.‬‬

‫لذلك سنحاول أن نعرض مختلف هاته إلاشكاالت من خالل القيام بإستقراء متمعن‬

‫للنصوص القانونية التي جاءت بهذا الصدد‪ ،‬مع إلاستشهاد بأحكام وأوامر قضائية صادرة عن‬

‫محكمة النقض ومحكمة إلاستئناف إلادارية واملحاكم إلادارية‪ ،‬لنكون بذلك قد أزلنا اللبس عن‬

‫موقف كل منهما من مسطرة إيقاف التنفيذ‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املبحث الثاني‪ :‬إلاشكاالت الكبرى لدعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬

‫لقد دأب العمل القضائي على العمل على توضيح الرؤى لإلدارة الضريبية‪ ،‬من أجل‬

‫إستيعاب أن إلاختصاص في ما يخص املنازعة في إيقاف تنفيذ الدين الضريبي يعود للمحاكم‬

‫إلادارية متمثلة في القضاء إلاستعجالي‪ ،‬وذلك من خالل القرارات وألاحكام التي يصدرها‪ ،‬واملتضمنة‬

‫لألساس التي تقوم عليه من شروط وقواعد تنظيمية‪ ،‬ونظرا ألهمية دور القاض ي وخصوصا أثناء‬

‫الفصل في النزاعات املعروضة عليه‪ ،‬حيث يعمل في نفس الوقت على خلق التوازن بين القاعدة‬

‫القانونية وبين إلاجتهاد القضائي من أجل ضمان حق الخزينة وحق امللزم في آلان نفسه‪.‬‬

‫فالقضاء إلاداري غالبا ما يسترشد بالقاعدة القانونية مطبقا املبادئ القارة املتمثلة في‬

‫التفسير الضيق للقانون الجبائي وتفسير الشك لصالح امللزم وإلقاء عبء إثبات الواقعة املنشئة‬

‫للضريبة وصحة سلوك مسطرة فرضها أو تصحيح وعائها على عاتق إلادارة‪ ،‬هذا فضال عن القواعد‬

‫العامة التي تحكم النزاع الضريبي‪ ،‬كقاعدة عدم رجعية القوانين وقاعدة ال ضريبة وال إعفاء إال‬

‫بنص القانون وإستبعاد أسلوب القياس في املجال الضريبي والدور إلايجابي للقاض ي إلاداري في إطار‬

‫مسطرة الفرض التلقائي للضريبة أو مسطرة مراجعتها‪.‬‬

‫وقد حاول جاهدا إليجاد نقطة توازن بينه وبين إلادارة‪ ،‬وذلك من أجل تعدي التطبيق‬

‫الجاف واملجرد للنص القانوني‪ ،‬وإلانصهار في مسلسل تأويل منهجي وسليم لهذا النص من شأنه أن‬

‫يجعل القاض ي يحافظ على موارد الدولة‪ ،‬وفي نفس الوقت يضمن حقوق امللزم من التعسف‬

‫‪172‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫والشطط الذي تستعمله إلادارة أحيانا‪ ،‬وذلك تكريسا ملبدأ املشروعية وإعمال الضمانات الشكلية‬

‫والجوهرية املقررة قانونا‪ ،‬وبالتالي الوصول إلى تحقيق الهدف املنشود من فرض الضريبة املتمثل في‬

‫تغذية موارد الدولة من أجل ضمان حقوق املواطنين‪.‬‬

‫لذلك سنقف على مختلف إلاشكاالت التي يثرها تطبيق مسطرة إيقاف تنفيذ الدين‬

‫الضريبي من خالل عرض موقف كل من القانون (املطلب ألاول) والقضاء (املطلب الثاني) منها‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬موقف القانون من طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫إن القارئ غير املتمعن ملواد مدونة تحصيل الديون العمومية سيتراءى له أن ألامر بسيط‬

‫كل البساطة‪ ،‬وأن هذه املواد مجرد مساطر عادية تتبع في تحصيل الضريبة‪ ،‬لكنه من خالل‬

‫التطبيق العملي والفعلي لبنودها يتبين أن هناك ثغرات تعتري إجراءات التحصيل‪ ،‬مما جعل‬

‫القضاء يتدخل لتحليل ما إستشكل على ألاطراف وبيان الطريق السوي للمنازعة في تحصيل‬

‫الضريبة‪ ،‬وهو ما سنتناوله من خالل هذا املطلب الذي سنتطرق فيه إلى موقف القانون من‬

‫مسطرة إيقاف التنفيذ من خالل قواعده الخاصة (فرع أول) وقواعده العامة (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬موقف القواعد الخاصة من مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫جعل املشرع من مدونة تحصيل الديون العمومية واملدونة العامة للضرائب املرجع‬

‫ألاساس ي ألجرأة مسطرة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي من خالل مجموعة من الشروط والشكليات‬

‫التي سبق التطرق لها‪ ،‬إال أن هذه القوانين وعلى رأي معظم الفقهاء والباحثين في املجال‪ ،‬يكتنفها‬

‫‪173‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الغموض واللبس‪ ،‬مما يؤدي إلى طرح العديد من التساؤالت بهذا الخصوص من قبيل شرعية هذا‬

‫إلاجراء والجهة املختصة للبت في املنازعة فيه‪.‬‬

‫فكيف إذن تنظر هذه القواعد الخاصة إلى هذه املسطرة؟‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬مدونة تحصيل الديون العمومية‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬املادة ‪ 119‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‬

‫وظفت معظم املحاكم إلادارية باملغرب فيما يخص مسألة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫حيثيات تفتقد إلى أسس قانونية واضحة نذكر على سبيل املثال ما ورد في أحد ألاحكام الصادرة عن‬

‫املحكمة إلادارية بالرباط‪" 1‬إن من باب حسن العدالة ألامر بإيقاف إجراءات الحجز التنفيذي‬

‫املنصب على منقوالت املدعي إلى غاية البت في دعوى املوضوع تفاديا إلى إرجاع الحالة إلى ما‬

‫كانت عليه في حالة صدور حكم في هذه الدعوى يقض ي ببطالن تلك إلاجراءات" وهناك حكم آخر‬

‫صدر عن نفس املحكمة جاء فيه " لئن كان إيقاف تنفيذ ألامر بالتحصيل يقتض ي تقديم ضمانة‬

‫للخزينة العامة للمملكة تكون كافية لتغطية الدين الضريبي‪ ،‬فإن املحكمة إلادارية يمكنها وفي‬

‫إطار تحقيق العدالة‪ ،‬ألامر بإيقاف بيع املنقوالت املحجوزة حجزا تنفيذيا إلى حين البت في‬

‫موضوع الطعن املقدم أمامها"‪ .‬وهذا مرده كون املشرع لم ينظم هذا إلاجراء بقوانين موحدة‪ ،‬مما‬

‫يفتح املجال أمام املحاكم للعمل بشروط غير موحدة‪ ،‬إال أن هذا التضارب في املواقف والتوجهات‬

‫قد أثر بشكل واضح على توجه محكمة النقض التي عملت على التنصيص على توحيد شروط‬

‫‪174‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬والتي حددتها في شرط الجدية‪ 1‬وشرط إلاستعجال‪ 2‬وشرط تقديم‬

‫الضمانة‪.3‬‬

‫أما مدونة تحصيل الديون العمومية من خالل املادة ‪ 229‬فقد تطرقت لثالث شروط من‬

‫أجل قبول طلب إيقاف تنفيذ الدين الضريبي والتي حددتها في‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون الدين متنازعا فيه إما كال أو بعضا‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون الطالب قد رفع مطالبته داخل آلاجال املنصوص عليها في القانون‪ ،‬بحيث إنه إذا‬

‫كان النزاع منصبا على إجراءات تحصيل الدين فإن امللزم حينها يكون ملزما بسلوك مسطرة‬

‫املطالبة املنصوص عليها في املادة ‪.211‬‬

‫‪ ‬أن يكون قد كون ضمانات لتأمين تحصيل الدين املتنازع عليه وقد حددت املادة ‪ 228‬من‬

‫املدونة بعض أشكال الضمانات املمكن عرضها على املحاسب املكلف بالتحصيل‪.‬‬

‫لذلك فإن مقتضيات املادة ‪ 229‬ال تقرر جعل أداء الضريبة محل النزاع شرطا لقبول‬

‫إيقاف التنفيذ‪ ،‬وإنما تخاطب املحاسبين املكلفين بالتحصيل بمتابعة التحصيل بالرغم من كل‬

‫مطالبة أو طعن قضائي أو إداري‪ ،‬وهو أمر بديهي في إطار املنازعات الجبائية على وجه الخصوص‬

‫والتي تؤطرها قاعدة إنعدام ألاثر املوقف للطعون‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫من جهة ثانية وبالتفكير العقالني السليم ودون الرجوع إلى مقتضيات املادة ‪ ،229‬فإن‬

‫جعل أداء الضريبة محل النزاع شرطا لقبول دعوى إيقاف تنفيذها يعتبر أمرا ال يتوافق ومقتض ى‬

‫العقل‪ ،‬ألنه إذا تم أداء الضريبة فال حاجة للطلب إلى إيقاف تنفيذها أصال‪ ،‬ألن الغاية ألاساسية‬
‫‪1‬‬
‫من إلايقاف هي التحلل من الدين مؤقتا إلى غاية البت في أصل النزاع‪.‬‬

‫أما الفقه فقد سار على عكس ما أتت به املادة ‪ 229‬فمن خالل شرح الفقرة ألاولى من‬

‫الفصل ‪ 21‬من ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 2721‬التي كانت سارية املفعول قبل دخول مدونة التحصيل حيز‬

‫التنفيذ والتي كانت تقابلها املادة ‪ 229‬بما يلي‪" :‬نعتقد ‪ ...‬أنه إذا كان الفصل ‪ 11‬من ظهير ‪1701‬‬

‫يحتم على القباض عدم تأجيل إستخالص الضرائب وما في حكمها‪ ،‬فإن هذا املقتض ى يخصهم‬

‫بالدرجة ألاولى بمعنى أن النص يتوجه إليهم ما داموا مكلفين باإلستخالص‪ ،‬وبالتالي فإن ذلك ال‬

‫يشكل قاعدة ملزمة بالنسبة للمحكمة‪ ،‬بمعنى أن امللزم بالضريبة حينما يقدم املنازعة أمام‬

‫املحكمة فهي تنظر في مدى جدية هذه املنازعة من عدمها‪ ،‬وال تنظر في واقعة ألاداء هل تم أم لم‬

‫يتم‪ ،‬هذا ألاداء ال يعتبر شكلية من شكليات إقامة الدعوى‪ ،‬كلما كان هناك هو أن املوظف‬

‫املكلف باإلستخالص ال يلتفت إلى ما قام به امللزم من منازعة‪ ،‬بل يتابع عملية إلاستخالص‬

‫بكيفية معتادة وكأن هذه املنازعة لم تقدم أصال ما دام ليس لها أي أثر واقف‪ 2".‬مما يعني بأن‬

‫أداء الضريبة ال يمكن أن يكون شرطا من أجل إقامة دعوى إيقافها‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫عالوة على ذلك فإنه بإستقرائنا للفقرتين الثانية والثالثة من املادة ‪ 229‬بحيث جاء فيها‬

‫بهذا الخصوص ما يلي‪ ":‬عند عدم تكوين ضمانات أو عندما يعتبر املحاسب املكلف بالتحصيل‬

‫أن الضمانات املعروضة عليه غيركافية‪ ،‬فإنه يتابع إلاجراءات إلى حين إستيفاء الدين‪".‬‬

‫مما يعني بأن املدين ال يكفي فقط أن يقدم الضمانات لكي يقبل طلبه القاض ي بإيقاف‬

‫إجراءات إستخالص الديون الضريبية‪ ،‬وإنما عليه أن يكونها بالفعل وأن تكون واقعية‪ ،‬ويجب عليه‬

‫أن يبدي إستعداده ألدائها بأن يقدم كفالة بنكية أو سندات تخزين أو أن يسجل لدى املحافظة‬

‫العقارية رهنا رسميا على عقاره املقدم كضمانة‪ ،‬أما في حالة إلاخالل بتلك الشروط فإن املحاسب‬

‫املكلف بالتحصيل له الحق في الشروع في إستخالص ديونه التي قدم امللزم الطلب بشأنها‪ ،‬وهذا‬

‫إلاتجاه عابه املشرع الفرنس ي حيث إن هذا ألاخير لم يجعل من تكوين الضمانات محل نزاع في حالة‬

‫ما إذا تقدم امللزم بعرضها على أساس أنه عازم على تكوينها مع سير إلاجراءات‪ ،1‬وبالتالي فعلى‬

‫املحاسب أن ال يعطي للضمانات هاته ألاهمية الكبرى ألنه في كل ألاحوال امللزم ليس عليه أن يكونها‬

‫حتى يقبل طلب وقف ألاداء شكال‪ ،‬وبالتالي فإن املحاسب يجب عليه أن يوقف ألاداء وبشكل قانوني‬

‫أثناء طلب امللزم ذلك‪ ،‬ألنه حينها الضريبة تصبح غير مستحقة‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وبخصوص تقديم الضمانة فإن القضاء قد ربط املطالبة بإيقاف التنفيذ بضرورة سلوك‬

‫مسطرة الطعن إلاداري لدى القابض املالي إليقاف ألاداء بعد تكوين الضمانة الكفيلة بإستخالص‬

‫الدين العمومي كما هي واردة في الفصل ‪ 228‬من مدونة التحصيل‪.1‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬املادة ‪ 106‬من مدونة التحصيل‬

‫لقد جاء في نص املادة ‪ 211‬من مدونة تحصيل الديون العمومية ما يلي‪" :‬ال يحق ألي‬

‫سلطة عمومية أو إدارية أن توقف أو تؤجل تحصيل الضرائب والرسوم والديون ألاخرى‪ ،‬أو‬

‫أن تعرقل سيره العادي تحت طائلة إثارة مسؤوليتها الشخصية املالية‪ ،‬وفق الشروط‬

‫املحددة في الظهير الشريف املؤرخ في ‪ 1‬شعبان ‪ 0 ( 1796‬أبريل ‪ )1711‬بشأن مسؤولية‬

‫املحاسبين العموميين‪".‬‬

‫فاإلدارة هنا توجه الخطاب إلى القضاء ملنعه من الحكم بإيقاف تنفيذ إستخالص‬

‫الديون الضريبية‪ ،‬إال أنه من خالل العديد من القراءات التي قام بها الباحثين‪ 2‬في املجال فإن‬

‫هناك من إتجه إلى القول بأن املادة ليست موجهة للجهاز القضائي على إعتبار التأويالت آلاتية‪:‬‬

‫‪ ‬لم تحدد املادة ‪ 211‬من مدونة التحصيل بصريح العبارة الجهة املقصودة من منع إلايقاف‬

‫أو التأجيل‪ ،‬وبالتالي ليس هناك من مبرر يجعلنا نجزم بأن الخطاب موجه للقضاء‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬بالرجوع إلى املادة ‪ 22‬من ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 2721‬والتي حلت محلها املادة ‪ 211‬من املدونة‬

‫الجديدة نجد بأن هذه ألاخيرة كانت أكثر تحديدا للمخاطب بحيث كانت تتوجه بالخطاب‬
‫‪1‬‬
‫إلى املوظفين إلاداريين‪.‬‬

‫‪ ‬أما ألاستاذ دمحم قصري‪ 2‬فيرى بأن املادة تخص فقط املوظفين أو السلطة إلادارية دون‬

‫السلطة القضائية‪.‬‬

‫هذا من ناحية‪ ،‬أما من ناحية أخرى فهناك العديد من الباحثين املناهضين لتبني مسطرة‬

‫إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬والذين يدعون بأن الشروط التي تقوم عليها هذه املسطرة هي من‬

‫مخلفات إلاستعمار الفرنس ي وبالتالي ضرورة تقريرها بنص تشريعي‪ ،3‬وهو ما ال يتوفر بهذا‬

‫الخصوص‪ ،‬وبالتالي صحة إدعائهم القاض ي بإنعدام ألاساس القانوني لهذه املسطرة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن املشرع بعد إحداث القانون املنظم للمحاكم إلادارية قد جاء بمادة‬

‫تنظم إيقاف تنفيذ القرارات إلادارية والتي ترتبط أساسا بمنازعات تجاوز السلطة‪ ،‬وبالتالي سكوت‬

‫املشرع عن املنازعات الجبائية التي ترتبط بالقضاء الشامل‪ ،‬مما يعني إستبعاد مسطرة إيقاف‬

‫التنفيذ من امليدان الجبائي‪.4‬‬

‫‪179‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وإنطالقا مما سبق فإننا نخلص إلى غياب السند القانوني ملسطرة إيقاف التنفيذ‪ 1‬وهو ما‬

‫يدافع عنه العديد من الباحثين تبعا ملجموعة من إلاعتبارات‪:‬‬

‫‪ ‬إن القاعدة في أداء الدين الضريبي هي ألاداء داخل ألاجل بغض النظر عن أي‬

‫شكاية أو مطالبة‪ ،‬وبالتالي ففي حالة ورود حالة خاصة أو إستثناء فعلى املشرع أن‬

‫يشرعها بنص قانوني صريح وواضح‪ ،‬وإلاستثناء الوحيد املذكور هو املادة ‪ 229‬من‬

‫مدونة التحصيل‪ ،‬إال أنه في نفس الوقت هذا إلاتجاه لم يبني موقفه على أساس‬

‫قوي‪ ،‬بحيث أيضا ليس هناك نص قانوني صريح يلغي إمكانية طلب وقف التنفيذ‪،2‬‬

‫فلما ال يعمل القضاء على سد هذا الفراغ الذي نس ي أو تناس ى املشرع التطرق له‬

‫بهذا الخصوص‪ 3‬وذلك إعماال ملفهوم املخالفة للمبدأ الذي يقض ي بأنه ال إجتهاد مع‬

‫وجود نص قانوني‪ ،‬وبالتالي فإن هذا الرأي يكون مجانبا للصواب‪.‬‬

‫‪ ‬أن البعض‪ 4‬اتجه إلى إعتبار أن املادة ‪ 27‬من القانون املحدث للمحاكم إلادارية غير‬

‫كافية إلعطاء إلاختصاص للقضاء إلاستعجالي للبت في طلب إيقاف التنفيذ‪ ،‬ومرد‬

‫ذلك كون هذا الطلب ال يتمتع بالطابع إلاستعجالي والوقتي وإنما هو مسألة‬

‫‪180‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫موضوع‪ ،‬مستندين في ذلك على شرط عدم املساس بجوهر النزاع الذي يعتبر ركيزة‬

‫القضاء إلاستعجالي‪ ،‬وبالتالي فإن النظر في طلب وقف التنفيذ قد يمس بأصل‬

‫الحق‪.‬‬

‫لكن إلى أي حد هذا الطرح يعتبر صحيحا؟ فبالرجوع إلى تحديد مفهوم أصل الحق‪ ،1‬نجد‬

‫بأن املنحازين إلى هذا الطرح لم يميزوا بين املساس بأصل الحق وبين تفحص وتحسس ظاهر‬

‫املستندات والوثائق املقدمة للقاض ي إلاستعجالي من أجل تبيان جدية املنازعة‪ ،‬الش يء الذي ال يمت‬

‫بصلة للمساس بجوهر النزاع‪ ،‬باإلضافة إلى أن عدم املساس بأصل الحق يتم التحقق منه إنطالقا‬

‫من منطوق ألامر وليس من حيثياته‪ ،‬لذلك فليس بالضرورة إذا تفحص القاض ي املستندات نقول‬

‫بأنه مس بجوهر النزاع‪.‬‬

‫ولئن كان القضاء قد إستقر على كون املطالبة بإيقاف تنفيذ الدين مشروطة بسلوك‬

‫مسطرة التظلم إلاداري لدى القابض إليقاف ألاداء بعد تكوين الضمانة الكفيلة بإستخالص الدين‬

‫الضريبي وفق مقتضيات املادة ‪ 228‬من مدونة التحصيل‪ ،‬إال أنه إستثنى الحالة التي تكون فيها‬

‫املنازعة جدية شريطة توفر حالة إلاستعجال كذلك إذا كانت املنازعة جدية وشاملة ملبلغ الدين‪.2‬‬

‫‪181‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املادة ‪ 060‬من املدونة العامة للضرائب‬

‫دخلت املادة ‪ 111‬من املدونة العامة للضرائب حيز التنفيذ إبتداء من فاتح يناير ‪1117‬‬

‫لإلعتراف وألول مرة بمسطرة إيقاف التنفيذ‪ ،‬وفي نفس الوقت للرد تشريعيا على العمل القضائي‬

‫الذي يبرر ألامر بإيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬كون الفروض إلاستدراكية الناتجة عن املراجعة تأتي‬

‫خارج املنظومة الضريبية املغربية‪ ،‬وهي بالتالي حظرت إيقاف تحصيل الديون املترتبة عن الضرائب‬

‫والرسوم والواجبات املستحقة إثر مراقبة ضريبية وذلك بالرغم من جميع ألاحكام املخالفة إال بعد‬

‫تشكيل الضمانات الكافية املنصوص عليها بالفصل ‪ 228‬من مدونة التحصيل‪.‬‬

‫إال أن املشرع من خالل املادة ‪ 111‬قد وضع نفسه أمام إحتمال ثاني وهو شرعنة إيقاف‬

‫التنفيذ‪ ،‬بحيث إنه بربطه بين إيقاف التنفيذ وضرورة تقديم الضمانة قد قدم إعترافا غير مباشر‬

‫باملسطرة‪ ،‬وبالتالي عدم جدوى أي نقاش سيقام الحقا عن قانونية هذا إلاجراء‪.‬‬

‫وتأكيدا ملوقف املشرع فقد جاء في أمر لرئيس املحكمة إلادارية بالدار البيضاء ما يلي‪:‬‬

‫" وتطبيقا ملقتضيات القانون رقم ‪ 61/73‬املحدث للمحاكم إلادارية واملادة ‪ 060‬من‬

‫املدونة العامة للضرائب‪.‬‬

‫‪ ...‬نأمربإيقاف إجراءات تنفيذ تحصيل الضريبة‪".‬‬

‫ونظرا ملا تطرحه هذه املسطرة من إشكاالت للباحثين فقد تعرض لها الفقه والقضاء‬

‫بموقفين متناقضين‪:‬‬

‫‪182‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬إلاتجاه ألاول‪ :‬يعتبر بأن املادة تتعلق بالضريبة املبنية على مراقبة قانونية غير‬

‫منازع في إجراءاتها واملحتسبة على تقديرات اللجن الضريبة‪ ،‬إال أننا نعيب على‬

‫هذا التوجه‪ ،‬وذلك لكون املشرع لم يميز في املادة بين الضريبة املترتبة عن مراقبة‬

‫منازع في إجراءاتها أو غير منازع في إجراءاتها‪ ،‬وبالتالي ففي هذه الحالة ال يجب‬

‫التمييز مادام تم السكوت عليه من طرف املشرع‪ ،‬وفي هذا إلاطار فبالنظر إلى‬

‫ألاحكام الواردة بهذا الشأن نجد بأنها تكون مجانبة للصواب وبالتالي تعسفية في‬
‫‪1‬‬
‫حق املدعي‪.‬‬

‫‪ ‬إلاتجاه الثاني‪ :‬هذا إلاتجاه ذهب إلى إعتبار أن املادة تخاطب املحاسبين‬

‫إلاداريين املكلفين بالتحصيل دون القضاء‪ ،‬إال أن ذلك يعتبر غير صحيح ألننا‬

‫بالنظر إلى املدونة العامة للضرائب‪ ،‬نجد بأن املادة ‪ 111‬جاءت بالباب املتعلق‬

‫باملسطرة القضائية وبالتالي فهي تعني القضاء‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فاملشرع من‬

‫خالل املادة ‪ 229‬قد ميز بين املسطرة إلادارية واملسطرة القضائية‪ ،‬وبالتالي فهذا‬

‫إلاتجاه مبني على أساس خاطئ مما سيؤدي حتما إلى عدم الحكم بالصواب في‬

‫املنازعات القضائية املتعلقة بهذا املجال‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف القواعد العامة من إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‬

‫إن القانون الضريبي يتميز بالدقة والتعقيد‪ ،‬مما يزيد من صعوبة القاض ي في ضبطه‬

‫وإستيعاب فلسفته القانونية‪ ،‬وما يزيد ألامر حدة إحالة هذا ألاخير تنظيم العديد من إلاجراءات‬

‫على قانون املسطرة املدنية‪ ،‬كون املغرب لم يتوفر على قانون ضريبي إال بعد صدور كتاب املساطر‬

‫الجبائية سنة ‪ ،1111‬الش يء الذي زاد من حتمية الارتباط الدائم بين القانون الضريبي وفروع‬

‫القانون ألاخرى‪.‬‬

‫ولعل أهم القوانين التي يلجأ إليها املشرع من أجل تنظيم وتقنين مسطرة إيقاف تنفيذ‬

‫الدين الضريبي‪ ،‬هي قانون املسطرة املدنية والقانون املحدث للمحاكم إلادارية‪.‬‬

‫فما موقف هذه القوانين من إيقاف تنفيذ الدين الضريبي؟‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬املادة ‪ 06‬من قانون املحاكم إلادارية‬

‫تنص املادة ‪ 11‬من قانون املحاكم إلادارية على أن‪ " :‬للمحاكم إلادارية أن تأمر بصورة‬

‫إستثنائية بوقف تنفيذ قرار إداري رفع إليها بهدف إلغائه إذا التمس ذلك منها طالب إلالغاء‬

‫صراحة‪".‬‬

‫فمن خالل هذه املادة حدد املشرع طريقا خاصا إليقاف تنفيذ القرارات إلادارية املطعون‬

‫فيها بسبب تجاوز السلطة‪ ،‬ومن تم فقاض ي املستعجالت إلاداري ال يجوز له التعدي على‬

‫إختصاصات محكمة املوضوع حتى ولو لم يرفع الطالب دعوى إلالغاء أمامها‪ ،‬مادام أن الطلب‬

‫‪184‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يدخل في إختصاص املحكمة وبهذا الخصوص ورد أمر قضائي عن قاض ي املستعجالت باملحكمة‬

‫إلادارية بالرباط جاء فيه‪:‬‬

‫" حيث إن طلب املدعي يهدف إلى إيقاف إجراءات تحصيل وتنفيذ الضرائب املفروضة عليه‬

‫خالل السنوات ‪ 1719‬إلى ‪ 0330‬حسب ما هو مفصل أعاله‪.‬‬

‫لكن حيث إن املدعي تقدم بمقال للمنازعة في الضرائب املذكورة أمام قضاء املوضوع حسب ما‬

‫هو ثابت بنسخة املقال املرفقة باملقال إلاستعجالي‪ ،‬وأن إلاختصاص للبت في طلبات إيقاف‬

‫تنفيذ املقررات إلادارية وكذا ألاوامر بتحصيل الضرائب ينعقد ملحكمة املوضوع وليس قاض ي‬

‫املستعجالت‪ ،‬وذلك حسب مفهوم املادة ‪ 06‬من القانون ‪ 61/73‬املحدث للمحاكم إلادارية‪ ،‬وأن‬

‫الهدف من ذلك هو تمكين املحكمة من الوقوف على مدى جدية طلب إيقاف التنفيذ من خالل‬

‫دعوى املوضوع املرفوعة أمامها وحيث إنه أمام هذه املعطيات يتعين التصريح بعدم‬

‫إختصاصنا –بصفتنا قاضيا للمستعجالت‪ -‬للبت في الطلب‪" 1.‬‬

‫فإلى أي حد يعتبر هذا ألامر القضائي صحيحا؟‬

‫فبالنظر إلى ما جاء به حكم قضائي آخر للمحكمة إلادارية بالرباط " إلايقاف يعني إيقاف‬

‫أضرار في أي وقت وقبل الفصل في الدعوى املوضوعية‪ ،‬وأن الهدف من إلايقاف هو –غل يد‬

‫إلادارة وإلاستمرارفي تنفيذ القرارأو نتائجه إلى حين إفراغ الخصومة من مضمونها‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وبالنظر إلى الطبيعة إلاستعجالية لألمر بوقف التنفيذ نجعله حكما قضائيا مشموال‬

‫بالتنفيذ املعجل‪".‬‬

‫وبالتالي من خالل الحكمين نجد بأن هناك إختالفا جليا في تفسير مقتضيات هذه املادة‪،‬‬

‫ألامر الذي يجعل لها إيجابيات من قبيل كون هذه املادة تحمي امللزم من تعسف إلادارة وكذلك‬

‫حمايته من أخطاء القاض ي في حكمه في الخصومة‪ ،‬وفي نفس الوقت فهذه املادة لها مجموعة من‬

‫السلبيات وخصوصا بالنسبة ملن يفسرها بالطريقة املتشددة‪ ،‬حيث إنهم يكونوا متشددين في منح‬

‫القرار بإيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬ألنهم يشترطوا تقديم طلب إيقاف تنفيذ القرار إلاداري متى‬

‫كان النزاع املثار بشأن القرار املراد إيقاف تنفيذه معروضا أمام الجهة نفسها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املادة ‪ 17‬من قانون املحاكم إلادارية‬

‫إن رئيس املحكمة إلادارية يختص بإصدار أوامر وقتية بإيقاف إجراءات تحصيل الديون‬

‫الضريبية‪ ،‬وذلك عمال بمقتضيات املادة ‪ 8‬من القانون ‪ ،12/71‬كما أن املادة ‪ 27‬منحته صالحيات‬

‫أخرى واسعة للبت في الطلبات الوقتية والتحفظية كلما كانت املحكمة إلادارية مختصة بالنظر في‬

‫أصل النزاع‪.1‬‬

‫إال أن إلادارة الضريبية كانت تنفي إلاختصاص عن القاض ي إلاستعجالي فيما يخص البت في‬

‫طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬ومرد ذلك كون الشروط‪ 2‬التي جاءت بها مدونة تحصيل‬

‫‪186‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الديون العمومية ال تتوافق والشروط التي وضعها القضاء بإحالة منه على القواعد العامة املتمثلة‬

‫في املسطرة املدنية‪.1‬‬

‫إال أن محكمة النقض قد وجدت السبيل إلى التمييز بين ما هو من إختصاص إلادارة وما‬

‫هو من إختصاص القضاء‪ ،‬حيث بينت بأن القواعد الخاصة لم تنظم هذا إلاجراء وبالتالي يجب‬
‫‪2‬‬
‫الرجوع إلى القواعد العامة‪ ،‬واملتمثلة في املادة ‪ 27‬من قانون املحاكم إلادارية‪.‬‬

‫وفي نفس إلاتجاه فقد إعتبر البعض بأن "القضاء إلاستعجالي فرع من أصل‪ ،‬فإذا كانت‬

‫املحكمة مختصة بالبت في موضوع املنازعة‪ ،‬فكيف ننكر عن القضاء إلاستعجالي الذي هو فرع‬

‫منها إختصاصه بالبت في الطلبات الوقتية والتحفظية ذات الصلة بنفس املوضوع‪".3‬‬

‫ويتضح من خالل ما تم تناوله خالل املطلب ألاول بخصوص موقف القانون من إجراء‬

‫إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬سواء ما تعلق منه بالقواعد العامة أو القواعد الخاصة‪ ،‬بأن املشرع‬

‫ترك فراغا كبيرا جعل من امللزم بالدين في خطر حقيقي‪ ،‬وخصوصا فيما يتعلق بتعسف إلادارة‪،‬‬

‫والتي تجعل من إغناء الخزينة العامة هدفها الوحيد متناسية بذلك وضعية املدين‪ ،‬إال أن القضاء‬

‫من خالل عمله املكثف بهذا املجال جعله يلم بهذا إلاجراء‪ ،‬بل وأكثر من ذلك فقد عمل على تنظيمه‬

‫من خالل نصوص قانونية أهمها القانون املحدث للمحاكم لإلدارية بإحالة على قانون املسطرة‬

‫املدنية‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ومن خالل إلاحصائيات التي أعددناها بهذا الصدد باملحكمة إلادارية بالدار البيضاء‬

‫بالقسم الاستعجالي للسنوات ‪ 1121 -1121‬وجدنا ما يلي‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :31‬جرد قرارات القضاء إلاستعجالي خالل الفترة ‪0316-0313‬‬

‫‪0316‬‬ ‫‪0310‬‬ ‫‪0310‬‬ ‫‪0311‬‬ ‫‪0313‬‬ ‫السنوات‬

‫‪2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪74‬‬ ‫قرارات لصالح امللزم‬

‫‪4‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪99‬‬ ‫قرارات لصالح إلادارة‬

‫‪7‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪292‬‬ ‫‪292‬‬ ‫املجموع‬

‫تركيب شخص ي‬

‫‪188‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫رسم مبياني رقم ‪ :1‬يبين نسبة القرارات التي كانت لصالح كل من امللزم وإلادارة‬

‫تركيب شخص ي‬

‫فبإستقرائنا لهذه املؤشرات نجد بأن مجموع القرارات التي كانت لصالح امللزم خالل الفترة‬

‫‪ 1121 -1121‬هي في املجموع ‪ ،114‬أي ما يمثل ‪ %11‬من مجموع ألاوامر الصادرة خالل هذه الفترة‪،‬‬

‫والقرارات التي كانت لصالح إلادارة خالل نفس الفترة هي في املجموع ‪ 121‬بنسبة ‪ ،%18‬مما يعني أن‬

‫هناك تغليب لحق امللزم على حق إلادارة وإن كان نسبيا‪ ،‬وبالتالي نستنتج بأن القضاء قد وفق إلى‬

‫حد ما في التوفيق بين ضمانات امللزم وحقوق الخزينة العامة للمملكة‪.‬‬

‫ولعل من أهم إلاشكاالت التي يواجها كذلك هذا إلاجراء‪ ،‬إلاشكاالت املرتبطة بإجراءات‬

‫تحصيل الدين الضريبي والتي سأتطرق لها من خالل املطلب الثاني‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املطلب الثاني‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة بإجراءات تحصيل الدين الضريبي‬

‫إن املالحظ من إستقراء مدونة تحصيل الدين الضريبي في الجانب املتعلق بإيقاف تنفيذ‬

‫الدين الضريبي أن بعض مقتضياتها الخاصة بمتابعة الدين الضريبي كالحجز على ألاصل التجاري‬

‫والحجز على العقار وإجراء إلاكراه البدني وإلاشعار للغير الحائز تتسم إجماال بالغموض وتطرح‬

‫إشكاالت عديدة بخصوص تنازع إلاختصاص بين املحاكم العادية التجارية وإلادارية‪.‬‬

‫ومن خالل هذا املطلب سنعالج إلاشكاالت التي تطرح أثناء تنفيذ إلاجراءات العادية‬

‫للتحصيل (فرع أول)‪ ،‬ثم أثناء إلاجراءات إلاستثنائية (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة باإلجراءات العادية للتحصيل الجبري‬

‫إن أهم املنازعات التي تعرض على رؤساء املحاكم إلادارية فيما يخص الطلبات الوقتية‬

‫والتحفظية‪ ،‬هي باألساس منازعات لها عالقة مباشرة بإيقاف مسطرة التحصيل وخاصة منها تلك‬

‫املتعلقة بالتنفيذ على أموال املدين‪ ،‬ونخص بالذكر مساطر إيقاف بيع املحجوز ورفع الحجز‬

‫بأنواعه‪.‬‬

‫فما هو موقف املشرع والقضاء من هذا إلاجراء؟‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬إلاشكاليات املرتبطة بحجزألاصل التجاري‬

‫بإستقرائنا ألحكام القضاء إلاداري يتضح أنه ال يمكن مباشرة مسطرة الحجز إال بعد‬

‫إستيفاء القابض أو املحاسب املكلف بالتحصيل للمرحلة ألاولى‪ ،‬وإال كانت إلاجراءات معيبة وفي‬

‫‪190‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ذلك ضمانة وحماية للملزم بالضريبة‪ ،‬الذي يبقى الطرف ألاساس ي في العالقة الضريبية ألنه من‬

‫يتحمل أداء الضريبة‪ ،‬وبالتالي تمويل النفقات العامة للدولة‪ ،1‬وهذا ما يعبر عنه بأنسنة إجراءات‬

‫التحصيل أي إضفاء الصبغة إلانسانية واملرونة على هذه إلاجراءات بهدف التعامل مع امللزم بأداء‬

‫الضريبة كإنسان شريك أساس ي في عملية التحصيل وليس رقم يحتسب في هذه العملية‪.2‬‬

‫فالفصل ‪ 48‬من مدونة تحصيل الديون العمومية ينص على أنه يتم الحجز على ألاموال‬

‫التجارية وبيعها وفقا للشروط وألاحكام املنصوص عليها بالفقرة الثالثة من الفصل ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬م‬

‫من لدن مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة‪ ،‬بعد الترخيص املشار إليه باملادة ‪ 29‬من نفس‬

‫القانون بناءا على طلب من املحاسب املكلف بالتحصيل‪ ،‬وينفذ بيع ألاصول التجارية وفق الشروط‬

‫وألاشكال املنصوص عليها في القانون ‪ 21/71‬املتعلق بمدونة التجارة‪ .‬وقد أصبح القابض املالي في‬

‫غنى عن إستصدار أمر قضائي بحجز ألاصل التجاري‪ ،‬مما يعني أن املشرع أجاز له إيقاع الحجز‬

‫مباشرة على املدين‪ ،‬وهو ما يؤدي في كثير من الحاالت إلى التعسف في حقوقه ألنه في الغالب يقوم‬

‫القابض بتنفيذ الحجز على عناصره املادية واملعنوية‪ ،‬وبالتالي إلاضرار باألصل وإنقاص قيمته‪،‬‬

‫ليقوم برفع دعوى أمام املحكمة التجارية موضوعها بيع ألاصل التجاري ككل‪ ،‬وفي هذا املنحى وردت‬

‫عدة قرارات‪ 3‬تؤيد البيع إلاجمالي لألصل التجاري والذي جاء فيه "وحيث إنه بخصوص ما تمسكت‬

‫به املستأنفة من كون الدين املتنازع فيه منازعة جدية‪ ،‬فذلك مردود على إعتبار أن املستأنفة‬

‫‪191‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫لم تدل بما يفيد أنها سلكت املساطر املخولة لها قانونا للطعن سواء في الوعاء الضريبي أو‬

‫مسطرة التحصيل أمام املحكمة املختصة‪ ،‬مما يبقى معه الطعن غير مبرر ويتعين رده وتأييد‬

‫الحكم املطعون فيه‪ ".‬ليقوم بعد ذلك بالتقدم بطلب إيقاف إجراءات البيع املحجوز أمام القضاء‬

‫إلاداري‪ ،‬وبالتالي الوقوع في إشكالية تنازع إلاختصاص بين املحكمة التجارية واملحكمة إلادارية ‪.1‬‬

‫وقد أناط املشرع إلاختصاص في البت في القضايا إلاستعجالية للقضاء إلاستعجالي‪ ،‬ولكن‬

‫وبصفة إستثنائية إذا قام امللزم برفع دعوى في املوضوع تتعلق ببطالن مسطرة الحجز‪ ،‬ففي هاته‬

‫الحالة وتطبيقا للفصل ‪ 48‬من القانون رقم ‪212/79‬و الفصول ‪ 222‬و‪ 221‬و‪ 222‬من القانون‬

‫‪ 12/71‬فإن إلاختصاص يعطى للمحكمة التجارية‪ ،‬وال يمكن القول بأن بت املحكمة التجارية في‬

‫طلب بيع ألاصل التجاري يحجب إلاختصاص عن القضاء إلاداري سواء كمحكمة موضوع أو‬

‫كقضاء إستعجالي‪ ،‬مادام أن إلاجراءات التي كانت سابقة لعملية حجز ألاصل التجاري التي تمت من‬

‫طرف القابض املالي باطلة‪ ،‬مما تختص بتقييمها املحكمة إلادارية املختصة مكانيا‪ ،‬ففي هذه‬

‫الحاالت إذا كانت إلاجراءات السابقة للحجز مشوبة بالبطالن ال يجب عرضها على املحكمة‬

‫التجارية‪ ،‬ومن ناحية أخرى إذا تبين لقاض ي املستعجالت من ظاهر أوراق امللف جدية النزاع‪ ،‬فعليه‬

‫أن يقض ي بإيقاف إجراءات بيع منقوالت ألاصل التجاري‪ ،‬والتساؤل املطروح هنا هو أنه في حالة لم‬

‫يقض ي القضاء إلاستعجالي بإيقاف إجراءات البيع من ناحية‪ ،‬ولنتصور كذلك وجود دعوى موازية‬

‫‪192‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تقض ي بإفراغ املحل التجاري لألسباب الواردة في الفصل ‪ 471‬من قانون الالتزامات والعقود بين‬

‫املالك ومكتسب الحق التجاري طبقا لظهير ‪ 2711/1/11‬من ناحية ثانية‪ ،‬فهل يجوز للمحكمة‬

‫التجارية أن تباشر بإجراءات البيع‪ 1‬وملن سيكون إلاختصاص في هذه الحالة؟‬

‫فاملحكمة التجارية بفاس ‪ 2‬قضت بأنه تبين لها من ظاهر ألاوراق عدم جدية السبب‬

‫املتعلق ببطالن مسطرة الحجز على ألاصل التجاري لعدم التبليغ باإلنذار القانوني مناط الحجز‪" :‬‬

‫علما بأن ألامر في هاته النازلة كما هو ظاهر من وقائعها يتعلق بدعوى بيع ألاصل التجاري برمته‬

‫معروض على القضاء التجاري في إطار مقتضيات الفصل ‪ 31‬من القانون ‪ 11/79‬ومدونة‬

‫التجارة وخصوصا البنود ‪ 111‬و‪ 110‬و‪ 110‬من القانون ‪ ،10/71‬وأن تقديم دعوى بشأن بطالن‬

‫مسطرة الحجز لإلخالل بإجراءات تبليغ إلانذار القانوني املتطلب الحجز‪ ،‬يقتض ي تقديم‬

‫املطالبة بإيقاف البت أمام القضاء التجاري‪ ،‬لغاية البت في دعوى بطالن مسطرة الحجزالواقع‬

‫على ألاصل التجاري‪ ،‬وأن مثل هذا الطلب يوازي املطالبة بإيقاف تنفيذ بيع منقوالت ألاصل‬

‫التجاري لغاية البت في دعوى املوضوع مما يبقى معه الطلب غيرمقبول"‪.‬‬

‫أما إذا حصل العكس‪ ،‬أي أن القاض ي تبين له من ظاهر ألاوراق أن مسطرة الحجز تشوبها‬

‫إخالالت قانونية تتمثل في عدم التبليغ باإلنذار القانوني وعدم توجيه إلاشعار بدون صائر قبله‪،‬‬

‫ففي هذه الحالة وكما يعتقد ألاستاذ دمحم قصري فإن إجراءات الدعوى أمام املحكمة التجارية‬

‫ستتوقف إلى غاية البت فيها أمام محكمة املوضوع واملتمثلة في املحكمة إلادارية‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫والقاض ي التجاري له الصالحية للبت في طلبات البيع إلاجمالي لألصل التجاري في إطار‬

‫مقتضيات الفصلين ‪ 48‬من مدونة تحصيل الديون العمومية والفصل ‪ 222‬من مدونة التجارة‪،‬‬

‫وأن يتحقق من إستيفاء إجراءات التحصيل السابقة للحجز دون أن يتعدى ذلك مناقشة الوعاء‬

‫الضريبي‪ ،‬وهو التوجه الذي تبنته الغرفة التجارية بمحكمة النقض‪ 1‬حيث ألزمت تبليغ إلانذار‬

‫باألداء للمدين كشرط إلستصدار الحكم ببيع أصله التجاري املرهون في إطار إستخالص الدين‪.‬‬

‫أما القاض ي إلاداري فهو يتمتع بوالية عامة للبت في منازعات التحصيل‪ ،‬سواء منها‬

‫املوضوعية أو إلاستعجالية‪ ،‬فامللزم هنا يلجأ إلى القاض ي إلاداري إذا كانت منازعته جدية وتتوفر‬

‫على حالة إلاستعجال‪ ،‬من أجل املطالبة بإيقاف إجراءات تحصيل الدين الضريبي لغاية البت‬

‫النهائي في جوهر النزاع‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة بحجزالعقارات‬

‫إن ألاصل في الحجز العقاري أن ينصب على عقار مملوك للمدين شخصيا‪ ،‬فالتنفيذ ال‬

‫يعدو أن يكون ترجمة واقعية لعالقة املديونية‪ ،‬حيث يظهر الدائن الحاجز بمظهر الطرف إلايجابي‬

‫في هذه العملية‪ ،‬في حين يظهر املدين املحجوز عليه كطرف سلبي‪ ،‬والتنفيذ قد يجري على أموال‬

‫‪194‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الكفيل الذي قدم أدلة كضمانة عينية أو أعطى ضمانة شخصية من أجل سداد دين املدين‬

‫ألاصلي‪.1‬‬

‫وإذا نظرنا إلى الطبيعة القانونية للحجز فهي تتنافى مع قابليته لإليقاف‪ ،‬ذلك أنه وسيلة‬

‫لضمان ديون الخزينة وألامر بإيقافه يؤدي منطقيا إلى رفعه‪ ،‬وتمكين امللزم من التصرف بحرية في‬

‫ممتلكاته مع إحتمال تملصه من أداء الديون املترتبة بذمته‪ ،‬لذلك فاإلشكال الجوهري الذي يطرح‬

‫في هذه الحالة أن معظم الطلبات الرامية إلى رفع الحجز تثير في الغالب املساس بأصل الحق‬
‫‪2‬‬
‫وبالطابع الوقتي لإلستعجال‪.‬‬

‫وبإستقرائنا ملا جاء في نص املادة‪ 49 3‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬نجد بأن‬

‫املشرع لم يقم بتحديد الجهة القضائية التي يجب أن تبت في النزاع املتعلق بالحجز على العقارات‪،‬‬

‫وإنما إكتفى باإلشارة لألشخاص الذين يقومون بتنفيذ هذا الحجز واملتجليين في أعوان التبليغات‬

‫والتنفيذات القضائية‪ ،‬وهو ما سيجعل امللزم وإلادارة يدخالن في دوامة تنازع إلاختصاص بين‬

‫املحاكم العادية باإلحالة على قانون املسطرة املدنية وبين املحاكم إلادارية باإلحالة على الباب‬

‫الثالث من القانون ‪ 12/71‬املحدث للمحاكم إلادارية‪ ،‬الذي ينص على أن إلاختصاص يعود لهاته‬

‫املحاكم فيما يخص جميع املنازعات املتعلقة بتحصيل الديون العمومية‪ ،‬وفي حالة املنازعة على‬

‫‪195‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫العقار فإن املحكمة تضع بإعتبارها أن إستخالص الدين الضريبي هو الهدف وليس العقار‪ 1‬وهو ما‬

‫يتبين من خالل رجوعه إلى ق‪.‬م‪.‬م باإلحالة الواردة بالفصل ‪ 9‬من القانون ‪.12/71‬‬

‫فبالنسبة إلختصاص املحكمة إلابتدائية بهذا الخصوص فإن الفصلين ‪ 181‬و‪ 182‬من‬

‫ق‪.‬م‪.‬م‪ 2‬قد أشارا إلى أن املطالب يمكنه رفع دعواه أمام املحكمة إلابتدائية‪ ،‬وخصوصا فيما يتعلق‬

‫باملنازعات املنصبة على إيقاع الحجز على العقار‪ ،‬والذي يؤدي إلى رفع دعوى إلاستحقاق الفرعي‬

‫أمام املحكمة إلابتدائية‪ ،‬وهو ما يؤدي غالبا إلى وقف تنفيذ الدين الضريبي والتي يمكن الطعن فيها‬

‫من خالل ما جاء في الفصل ‪ 181‬من نفس القانون‪ 3‬والتي يترتب عنها هي ألاخرى إيقاف تنفيذ الدين‬

‫الضريبي‪.‬‬

‫وتبقى دعوى إلاستحقاق الفرعية للعقار املحجوز على إعتبار أن هذه الدعوى تشكل‬

‫أحدى صور املنازعات املوضوعية املتعلقة بتنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬وإلاشكال املثار هل رفع دعوى‬

‫إلاستحقاق يوقف إجراءات تنفيذ الدين الضريبي بصفة تلقائية؟ وقد إختلفت إلاجابات بشأن ذلك‬

‫‪196‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫إلى اتجاهين‪ ،‬اتجاه أول قال بأن الدعوى املذكورة توقف تلقائيا إجراءات التنفيذ‪ ،‬وذهب إتجاه ثاني‬

‫إلى القول بضرورة صدور حكم يقض ي باإليقاف‪.1‬‬

‫وبالرجوع إلى مقتضيات الفصل ‪ 181‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي ينص على أنه "يجب أن يقدم كل‬

‫طعن مشار إليه في الفصل السابق املتعلق بدعوى إلاستحقاق‪ ،‬يتضح إذن أن املشرع وضع‬

‫الشروط املتطلبة بخصوص مسطرة رفع دعوى إلاستحقاق الفرعية وتشترك الدعوتان في ألاثر‬

‫املترتب على رفعهما وخاصة منه ما يتعلق بأثرهما في وقف إجراءات التنفيذ من خالل نقط إختالف‬

‫بين الدعوتين فيما يخص مثال وقت رفع الدعوى‪ ،‬فالظاهر من خالل إستقراء الفصول ‪ 181‬و‪182‬‬

‫و‪ 181‬أنه يشترط لقبول املنازعة أن ترفع قبل تاريخ السمسرة لكن في املقابل هذا إلاجراء ال يمنع من‬

‫تقديم دعوى الاستحقاق بعد انتهاء إجراءات إعداد العقار للبيع‪ ،‬لتبدأ مرحلة بيع العقار باملزاد‬

‫العلني ويتولى ذلك أعوان التبليغات والتنفيذات القضائية وذلك بإجراء السمسرة في اليوم املعين‬

‫للبيع‪.2‬‬

‫وهذا ال يعني أن للمحكمة إلادارية ال تتدخل بهذا الخصوص‪ ،‬فهي تتدخل حين ينصب‬

‫النزاع على إجراء سابق للحجز‪ ،‬ويتعلق ألامر ببطالن مسطرة الحجز على العقار نخص بالذكر عدم‬

‫قيام املحاسب بتبليغ إلانذار القانوني أو عدم قيام القابض بتوجيه إلانذار بدون صائر‪ ،‬وهو ما‬

‫يدفع امللزم إلى تقديم طلب إيقاف إجراءات تحصيل الديون العمومية أمام القضاء إلاستعجالي‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وقد نظم املشرع املغربي من خالل قانون املسطرة املدنية خمسة أنواع من الحجوز من بينها‬

‫الحجز التحفظي والحجز التنفيذي‪ ،‬فاألول يهدف إلى التحفظ على أموال املدين ومنعه من‬

‫التصرف فيها تصرفا يضر بدائنه‪ ،‬وبعضها يرمي إلى التنفيذ على هذه ألاموال‪.‬‬

‫وقد أجاز مشرع مدونة التحصيل للمحاسب املكلف بالتحصيل مباغتة املدين وحجز‬

‫أمواله حجزا تحفظيا مفاجئا تمهيدا ملمارسة إجراءات التحصيل الجبري عليها‪ ،1‬ومن أجل تحقيق‬

‫أثار الحجز أوجب املشرع توفر شروط معينة نص عليها في املادة ‪ 128‬من ق‪.‬م‪.‬م أولها السند‬

‫التنفيذي الذي يخول للدائن الحق في التنفيذ الجبري‪.‬‬

‫ومن بين آلاثار التي تترتب على حجز عقارات امللزم حجزا تحفظيا‪ ،‬عدم السماح له‬

‫بالتصرف في عقاره‪ ،‬ألن الهدف من إيقاع ذلك الحجز هو منع املدين من تفويته وأن كل تفويت مع‬

‫وجود الحجز يعتبر باطال وغير ذي أثر قانونا وقضاء‪ ،‬ويالحظ على الفصل ‪ 112‬برمته أن املشرع‬

‫أتاح للدائن طلب الحجز التحفظي كوسيلة للحفاظ على ضمانة املقرر له على أموال املدين ولم‬

‫يقيد الدائن بعد أن إطمأن على ضمانه بتوقيع الحجز‪ ،‬بأن يكون قد قدم دعوى في املوضوع أو‬

‫أعطاه أجال معينا لذلك‪ ،2‬غير أن بلورة تلك آلاثار بصفة فعلية يتوقف على إعداد طلب في‬

‫املوضوع ومعرفة املحكمة املختصة بالبت فيه إلصدار قرار يقض ي بالحجز‪.‬‬

‫وقد تقاطعت أراء القضاء بخصوص فرض الحجز التحفظي على العقار من أجل ضمان‬

‫أداء الدين الضريبي‪ ،‬فهناك من ذهب إلى أنه يجب أن يتم الحجز على العقار لضمان حقوق‬

‫‪198‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الخزينة‪ 1‬وهناك من إدعى العكس بأنه ال ضرورة من الحجز على العقار لذلك‪ ،‬وهو ما يتضح جليا‬

‫من خالل قرار ملحكمة الاستئناف إلادارية جاء فيه ما يلي ‪" :2‬حيث يعيب الطرف املستأنف ألامر‬

‫املستأنف مجانبته للصواب ذلك أن تفويت العقار للغير سوف يؤدي إلى تغيير في املراكز‬

‫القانونية لألطراف سيما أن تقييد مشروع نزع امللكية على الرسمين العقاريين للمستأنف عليه‪،‬‬

‫يسقط بمرورسنتين عند عدم متابعة املساطرالواجبة قانونا كما أن التقييد إلاحتياطي ال يمنع‬

‫من تفويت العقار وأن الحجز التحفظي هو في حدود املبالغ التي تم تسديدها من طرف الدولة‬

‫املغربية‪".‬‬

‫لكن الظاهر من وثائق امللف أن املستأنفة لئن أنجزت تقييدا إحتياطيا بتاريخ ‪37/11/0337‬‬

‫ضمانا لحقوقها في نقل ملكية ألارض الواقعة بالرسمين العقاريين ‪/01310‬دو ‪/01319‬د فإن‬

‫طلبها الحالي بإجراء حجز تحفظي يبقى مؤسسا‪ ،‬ما دام أن الحجز التحفظي ليس بالضرورة أن‬

‫يكون من أجل دين في ذمة املحجوز عليه وإنما يمكن أن يقع من أجل ضمان حق عيني‪ ،‬سيما‬

‫أن تنفيذ الطرف املستأنف للتعويض املحكوم به في إطار إلاعتداء املادي على ألارض أعاله‬

‫يجعل الطلب هو حفاظا على املبلغ املالي املؤدى‪ ،‬وبالتالي يكون الحجزالتحفظي املطلوب مرتكزا‬

‫على أساس وألامر املستأنف جاء معرضا لإللغاء‪".‬‬

‫أما فيما يخص الحجز التنفيذي العقاري فإن املشرع املغربي قد تناوله في الفصول من‬

‫‪ 147‬إلى ‪ 189‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وإشترط مجموعة من إلاجراءات ملباشرة نزع ملكية العقار من املحجوزات‬

‫‪199‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫عليهم‪ ،‬حيث يقوم مأمور التبليغ والتنفيذ بعد الحصول على السند التنفيذي بتحويل الحجز‬

‫التحفظي إلى حجز تنفيذي وذلك بمجرد تقديم طلب في املوضوع إلى رئيس مصلحة كتابة الضبط‪،‬‬

‫ويتعين على مأمور التبليغ أن يحرص على تبليغ نسخة منه إلى املدين إشعارا له بأن املحكمة تعتزم‬

‫تحويل حجز عقاره حجزا تحفظيا إلى حجز تنفيذي طبقا ملقتضيات ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وعملية حجز العقار‬

‫ولو كان عقارا غير محفظ تتوجب إعالم العموم بمجريات مسطرة النزع الجبري للملكية‪ ،‬حتى ال‬

‫يمس التنفيذ بحقوق الغير الذي ال عالقة له بالسند التنفيذي الذي يجري التنفيذ إستنادا له‪،‬‬

‫ولذلك ألزم املشرع شهر عملية حجز العقار‪ ،1‬بحيث ال يكفي تقييد محضر الحجز بالسجل‬

‫الخاص من طرف رئيس املحكمة‪ ،‬بل يوجب إشهار الحجز عن طريق تعليق إعالن باملوضوع‬

‫بسبورة إلاعالنات القضائية باملحكمة وذلك ملدة ‪ 21‬يوما إلحاطة شركاء املنفذ عليه علما بمحضر‬
‫‪2‬‬
‫الحجز‪.‬‬

‫وإستنادا إلى الفصل ‪ 49‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬نجد بأن إلاشكاالت التي‬

‫تعترض تنفيذ الحجز هي غالبا ناتجة عن تطبيق قواعد املسطرة املدنية‪ ،‬مما يختص به القضاء‬

‫العادي دون إلاداري الذي يختص باملنازعات املتعلقة بإجراءات تحصيله‪ ،‬كما هي منصوص عليها‬

‫بنفس القانون متى كانت إلادارة تتمتع بسلطة التنفيذ التلقائي ملباشرة تلك إلاجراءات‪.‬‬

‫وحسب ألاستاذ قصري فإن القاعدة املذكورة يمكن أن ينتج عنها آلاثار التالية‪:‬‬

‫‪200‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬حجز العقار حجزا تنفيذيا إلستخالص الدين العمومي مما يختص به القضاء‬

‫العادي‪.‬‬

‫‪ ‬الطعون املتعلقة باإلجراءات املوالية للحجز سواء كانت موضوعية أو إستعجالية‬

‫مما يختص به القضاء العادي دون إلاداري‪.‬‬

‫‪ ‬إجراءات التحصيل الجبري السابقة على الحجز من توجيه إشعار بدون صائر وتبليغ‬

‫إلانذار القانوني عالوة على إدعاء التقادم مما يختص بالبت في العيوب املنعاة عليها‬

‫واملطالبة ببطالنها القضاء إلاداري‪.‬‬

‫‪ ‬إيقاف تنفيذ بيع العقار املحجوز لإلخالالت التي شابت إجراءات التحصيل السابقة‬

‫على الحجز مما يختص به القضاء إلاداري إلاستعجالي وله في هذا املجال أن يأمر‬

‫بإيقاف إجراءات بيع العقار املحجوز حجزا تنفيذيا الجارية مسطرة تنفيذه أمام‬

‫املحكمة العادية متى ظهر له من واقع النزاع خرق واضح وسافر إلجراءات التحصيل‬

‫مناط الحجز لغاية البت في جوهر النزاع املتعلق ببطالن تلك املسطرة أمام قضاء‬
‫‪1‬‬
‫موضوع املحكمة إلادارية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة بحجزاملنقوالت‬

‫‪201‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يتمتع املحاسب املكلف بالتحصيل بسلطة مباشرة في إيقاع الحجز على منقوالت املدين‬

‫بالضريبة دونما الحاجة إلى إستصدار أمر من املحكمة املختصة‪ ،‬وتنص مدونة التحصيل في هذا‬

‫إلاطار على أنه ‪:‬‬

‫"إذا وجد مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة عند إجراء حجز أن حجزا سابقا قد إنصب على‬

‫أمتعة املدين القابلة للحجز‪ ،‬فإنه يكتفي بجرد املحجوزات بعد إلاطالع على محضر الحجز‬

‫السابق"‪.‬‬

‫ويجب تبليغ التدخل في الحجز إلى الحاجز ألاول واملدين املحجوز عليه‪ ،‬وإن إقتض ى الحال‬

‫إلى املحجوز لديه والحارس‪ ،‬ويعتبر هذا التبليغ بمثابة تعرض على حصيلة البيع ويخول حق‬

‫املشاركة في التوزيع‪ ،‬إذا لم يشمل الحجز السابق جميع ألاشياء القابلة للحجز يقوم مأمور التبليغ‬

‫والتنفيذ للخزينة بإجراء حجز أوفر‪ ،‬ويتم إذا ضم الحجزين معا عدا إذا تم الشروع في بيع ألاشياء‬

‫املحجوزة سابقا‪.1‬‬

‫وعليه وإذا كانت أموال املدين تعتبر ضمانا عاما لدين الدائنين‪ ،‬فإنه يجوز للمحاسب‬

‫املكلف بالتحصيل في إطار تحصيل الديون العمومية إيقاع حجز على هذه ألاموال لضمان تحصيل‬

‫الديون العمومية‪ ،‬كما يجوز للدائن املالك املكري أن يوقع حجزا إرتهانيا على ألامتعة واملنقوالت‬

‫املوجودة بالعقار املكتري لضمان إستخالص ألاكرية املستحقة طبقا للفصل ‪ 179‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وذلك‬

‫‪202‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫بموجب طلب موجه إلى رئيس املحكمة إلابتدائية للمحل الذي أقيم فيه الحجز بعد إستدعاء‬

‫املدين بصفة قانونية‪.‬‬

‫كما تطرح إشكالية تنازع إلاختصاص حينما يتدخل املحاسب املكلف بالتحصيل في إطار‬

‫املادة ‪ 19‬املشار إليها في عملية الحجز أمام املحكمة الابتدائية‪ ،‬ويباشر املدين امللزم بالضريبة‬

‫دعوتين أمام املحكمة إلادارية‪ ،‬ألاولى في املوضوع وهي الوضعية التي من شأنها أن تخلق تنازعا في‬

‫إلاختصاص بين القضاء العادي والقضاء إلاداري حول الحجز‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة باإلجراءات إلاستثنائية للتحصيل الجبري‬

‫نظمت مدونة تحصيل الديون العمومية مسطرة إلاكراه البدني بمقتضيات املواد من ‪94‬‬

‫إلى ‪ ،82‬إال أن تحديد الدور الذي يملكه القاض ي إلاداري في هذا إيقاف تنفيذ إلاكراه البدني هو ما‬

‫يثير العديد من إلاشكاالت‪ ،‬ولعل ما يزيد ألامر غموضا ما تنص عليه املادة ‪ 21‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع من‬

‫إبقاء إلاكراه البدني خاضعا للفصول ‪ 491‬إلى ‪ 489‬من قانون املسطرة الجنائية‪.‬‬

‫فكيف سيتالفى كل من القضاء والقانون هذا إلاشكال؟‬

‫‪203‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬إلاشكاالت املتعلقة بإيقاف تنفيذ إلاكراه البدني‬

‫لقد كرست مسطرة إلاكراه البدني في ميدان التحصيل عدة إشكاليات أمام القضاء‪ ،‬وال‬

‫سيما فيما يتعلق بتحديد طبيعته وأثره أيضا‪ ،1‬باإلضافة إلى أن املشرع لم يقم بتعيين الجهة‬

‫القضائية املختصة بالبت في املنازعات التي تثار بهذا الخصوص‪ ،‬وهذا ما يحدث تضاربا في‬

‫إلاختصاص بين املحاكم إلابتدائية وإلادارية فلكل منهما النص الذي يستند إليه‪ ،‬فبالنسبة‬

‫للمحاكم إلابتدائية فهي تستند على الفصل ‪ 81‬من املدونة الذي ينص صراحة على أن رئيس‬

‫املحكمة إلابتدائية بوصفه قاض ي للمستعجالت هو الذي يرفع إليه طلب إلاكراه البدني‪ ،‬أما‬

‫مقتضيات الفصل ‪ 412‬من قانون املسطرة الجنائية الذي يقض ي صراحة بأنه " إذا وقع نزاع‬

‫أحضر املحكوم عليه باإلكراه البدني املقبوض عليه أو املوجود في حالة إعتقال إلى املحكمة‬

‫إلابتدائية للبت في النزاع "‪.‬‬

‫واملحكمة إلادارية تعتمد على مقتضيات املادة ‪ 21‬من قانون ‪ 12/71‬املعدلة للفصل ‪ 47‬من‬

‫ظهير ‪ 12‬غشت‪ 2721 ،‬والتي تم تأكيدها بمقتضيات املادة ‪ 212‬من مدونة التحصيل‪ ،‬والتي تسند‬

‫إلاختصاص للمحاكم إلادارية للبت في النزاعات التي قد تنشأ عن تطبيق أحكام مدونة التحصيل‬

‫وإنسجاما مع املادة الثامنة من القانون ‪ 12/71‬املحدث بموجبه املحاكم إلادارية‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وموضوع تنازع إلاختصاص بشأن إلاكراه البدني فيما يخص الديون الضريبية وإيقافه‪،‬‬

‫يكتس ي أهمية متزايدة بالنظر لنوعية الجهة القضائية التي تتجاذب إلاختصاص وهي العادي‬

‫وإلاداري‪.1‬‬

‫وقد تضاربت آلاراء بهذا الاتجاه حيث تمخضت عن ذلك ثالث إتجاهات متضاربة‪:‬‬

‫‪ ‬إلاتجاه ألاول‪ :‬إلاختصاص للقضاء العادي‬

‫يتأسس هذا إلاتجاه على أن قانون إحداث املحاكم إلادارية لم يتضمن أي نص قانوني‬

‫ينص على منح إلاختصاص لرئيس املحكمة إلابتدائية للبت في مثل هذه الطلبات‪ ،‬وأن املحاكم‬

‫إلادارية غير منتشرة عبر أقاليم اململكة‪ ،‬وأن ألامر يتعلق بالحرية الشخصية للمدين التي تتطلب‬

‫البت في الوضعية بأقص ى ما يمكن من سرعة في إطار تقريب القضاء من املتقاضين‪ ،2‬وكذلك نفس‬

‫الش يء حدث في مدونة تحصيل الديون العمومية التي لم تأت بأي جديد في هذا املجال‪ ،‬لذلك فإنه‬

‫يتعين اللجوء إلى القواعد العامة املنصوص عليها في قانون املسطرة الجنائية خصوصا الفصل ‪482‬‬

‫منه‪ ،‬والذي يطابق الفصل ‪ 412‬من القانون الجديد والذي يسند إلاختصاص صراحة إلى رئيس‬

‫املحكمة إلابتدائية للبت في تلك الطلبات‪ ،‬وتطبيقا لذلك فقد صدر قرار إستعجالي ‪ 3‬من املحكمة‬

‫إلابتدائية بعين الشق جاء فيه‪" :‬حيث إن النزاع في صحة إجراءات إلاكراه البدني الذي يلجأ إليه‬

‫املدين هو غير النزاع الذي ينصب على الضريبة نفسها حول إستحقاقها‪ ،‬فالنزاع ألاول منفصل‬

‫‪205‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تمام الفصل عن النزاع الثاني‪ ،‬إذ يتعلق ألاول بالحرية الشخصية للملزم ومراقبة مدى توفر‬

‫الشروط القانونية إلكراهه على ألاداء عن طريق الزج به في السجن وهذا من إختصاص رئيس‬

‫املحكمة إلابتدائية بصريح الفصل ‪ 310‬من قانون املسطرة الجنائية بكلتا فقرتيه ألاولى‬

‫والثانية‪ ،‬والذي لم يطرأ عليه تعديل أو تغيير‪.‬‬

‫أما النزاع املتعلق بإطار الضريبة من حيث إلاستحقاق أو عدمه فهو من إختصاص املحكمة‬

‫إلادارية دون جدال‪ ،‬ولذلك فإن الدفع بعدم إلاختصاص هو دفع غيرمبني على أساس قانوني"‪.‬‬

‫وبالتالي فإن الفصل ‪ 482‬نص صراحة على أن املحكمة املختصة للبت في مسطرة إلاكراه‬

‫البدني هي املحكمة إلابتدائية وبالضبط أمام رئيس هذه املحكمة‪ ،1‬وتبعا لذلك فإن طلب رفع حالة‬

‫إلاكراه البدني املرفوعة إلى املحكمة إلادارية تدخل ضمن إختصاصها‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬إلاتجاه الثاني‪ :‬إلاختصاص للقضاء إلاداري‬

‫يستند هذا إلاتجاه على مقتضيات الفصل ‪ 212‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪،‬‬

‫والذي جعل من املحاكم إلادارية في شخص رؤسائها هي املختصة للبت في تلك املنازعات‪ ،‬ويرى هذا‬

‫إلاتجاه أنه ال مانع من إمكانية رفع طلب إلايقاف ولو كان املعني باألمر معتقال‪ ،‬ويبين أنصار هذا‬

‫إلاتجاه أن معارض ي هذا إلاتجاه يتحججون بكون املحاكم إلادارية ال تتوفر على نيابات عامة‪ ،‬إال أن‬

‫أنصار هذا الاتجاه أكدوا على أن ذلك ال يمكن أن يقف حائال دون نظر هاته املحاكم في طلبات‬

‫النزاعات في إلاكراه البدني‪ ،‬بإعتبار أن املحاسب يعتبر طرفا رئيسيا في مثل هذه الطلبات‪ ،‬وأن وكيل‬

‫امللك املصدر لألمر باإلعتقال يمكن أن يكون طرفا في الدعوى إلادارية‪ ،‬كما أن عليه أن ينفذ الحكم‬

‫أو ألامر الصادر عن املحكمة إلادارية بمجرد توصله به قانونيا‪.1‬‬

‫حيث جاء في قرار إستعجالي صادر عن رئيس املحكمة إلابتدائية بوزان جاء فيه" حيث إن‬

‫الطلب يرمي إلى التصريح ببطالن مسطرة إلاكراه البدني الجاري في حق الطالب وحيث تقدم‬

‫املطلوب ضد قابض وزان بالدفع بعدم إلاختصاص لفائدة املحكمة إلادارية‪ ،‬وحيث إنه‬

‫باإلطالع على ظاهر وثائق امللف يتضح بأن ألامر يتعلق بتطبيق مسطرة إلاكراه البدني ضد‬

‫الطالب من أجل إمتناعه عن أداء واجب الضرائب املترتبة ضده‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وحيث إن الثابت من مقتضيات الفصل ‪ 106‬من القانون رقم ‪ 11/79‬بمثابة مدونة‬

‫التحصيل أن إلاكراه البدني في ميدان تحصيل الغرامات وإلادانات النقدية هي التي تبقى‬

‫خاضعة لوحدها ملقتضيات الفصول ‪ 106‬إلى ‪ 319‬من قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬مما يعني أن‬

‫إلاكراه البدني في ميدان تحصيل الضرائب يبقى خاضعا ملقتضيات هذه املدونة التي تجعل‬

‫جميع املنازعات التي قد تنشا عن تطبيقها على املحاكم إلادارية دون غيرها مما يبقى معه رئيس‬

‫املحكمة الابتدائية غيرمختص للبت في الطلب"‪.‬‬

‫إال أن هذا إلاتجاه قد إصطدم بمعارضة شديدة من طرف النيابات العامة للمملكة‪ ،‬حيث‬

‫إن السادة وكالء امللك قد رفضوا في الكثير من ألاحيان تنفيذ بعض ألاوامر إلاستعجالية الصادرة‬

‫عن رؤساء املحاكم إلادارية القاضية بإيقاف تنفيذ مسطرة إلاكراه البدني إلستخالص ديون‬

‫الدولة‪ ،‬بعلة أنها صادرة عن جهة غير مختصة وأن إلاختصاص يعود لرؤساء املحاكم إلابتدائية‬
‫‪1‬‬
‫العادية‪ ،‬بإعتبار أن النيابة العامة توجد بمقر هاته املحاكم‪.‬‬

‫هذا وقد أشار ألاستاذ دمحم ملزوغي في أحد مقاالته إلى إلاشكالية التي يطرحها تنفيذ ألامر‬

‫إلاستعجالي الصادر عن رئيس املحكمة إلادارية بالرباط بتاريخ ‪ 11/17/2777‬تحت عدد ‪ 241‬الذي‬

‫قض ى بإيقاف تنفيذ مسطرة إلاكراه البدني رغم أن املدين كان في حالة إعتقال حيث طرحت‬

‫إشكالية تنفيذ هذا ألامر من طرف النيابة العامة ‪.2‬‬

‫‪ ‬إلاتجاه الثالث‪ :‬الوسط‬

‫‪208‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫هذا إلاتجاه يميز بين الحالة التي ينازع فيها املدين في مسطرة إلاكراه البدني ويكون معتقال‪،‬‬

‫حيث ينعقد إلاختصاص في هذه الحالة لرئيس املحكمة إلابتدائية والحالة التي يكون فيها املدين في‬

‫طور البحث عنه بأمر من وكيل امللك أو يكون في حالة سراح‪ ،‬حيث ينعقد إلاختصاص في هذه‬

‫الحالة لرئيس املحكمة إلادارية‪ ،1‬وينطلق هذا إلاتجاه في تأسيس موقفه هذا على مقتضيات الفصل‬

‫‪ 482‬من قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬وتطبيقا لذلك فقد صدر قرار عن رئيس املحكمة إلادارية بوجدة‬

‫صرح فيه بعدم إلاختصاص النوعي للبت في الطلب في ظل القانون القديم ‪ 2721/18/12‬جاء فيه‬

‫"حيث لئن كان الفصل ‪ 37‬من القانون املتعلق بمسطرة تحصيل الضرائب والرسوم التي في‬

‫حكمها كما وقع تعديله باملادة ‪ 03‬من قانون املحاكم إلادارية‪ ،‬يعطي الوالية العامة للمحاكم‬

‫إلادارية للبت في جميع املنازعات الناشئة عن تطبيق الظهير املذكور‪ ،‬سواء كانت موضوعية‬

‫فقد ظل قيد الفصل ‪ 310‬من قانون املسطرة الجنائية الذي لم يطله أي تعديل أو نسخ واردا‪،‬‬

‫وكإستثناء من تلك الوالية حينما يكون املدين بالضريبة أو الرسوم التي في حكمها معتقال عن‬

‫طريق إلاكراه البدني والتصريح بعدم صحتها‪ ،‬ومرد ذلك أن ألامر يتعلق بالحرية الشخصية‬

‫للمعني باإلعتقال عن طريق تنفيذ إلاكراه البدني وتواجد النيابة العامة بمقر هاته املحاكم‬

‫املتخذة لإلجراء املذكور واملؤهلة لرفع حالة إلاعتقال في حالة إلاستجابة للطلب حول إيقاف‬

‫مسطرة إلاكراه البدني‪.‬‬

‫وحيث ملا كان الطالب معتقال في إطار تنفيذ إلاكراه البدني في ظل مقتضيات ظهير‬

‫‪ 01/31/1701‬تبقى مقتضيات الفصل ‪ 310‬من قانون املسطرة الجنائية هي الواجبة التطبيق‬

‫‪209‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫في النازلة ويكون معها رئيس املحكمة إلابتدائية هو املختص بالبت في الطلب ووكيل امللك بها هو‬

‫املؤهل قانونا لرفع حالة الاعتقال وإطالق سراح الطالب في إطار تنفيذ أمر رئيس املحكمة في‬

‫حالة إلاستجابة للطلب دون القضاء إلاستعجالي لهاته املحكمة‪". 1‬‬

‫وقد حسم الفقه املغربي ومحاكم املوضوع والغرفة إلادارية ملحكمة النقض هذا إلاشكال‪،‬‬

‫حيث بمقتضاه طلب الطاعن نقض القرار الصادر عن رئيس املحكمة إلابتدائية بوزان والذي صرح‬

‫فيه الرئيس بعدم إختصاصه للبت في طلب املنازعة في مسطرة إلاكراه البدني في الديون الضريبية‬

‫معتبرا أن إلاختصاص ينعقد للمحكمة إلادارية‪ ،‬حيث أجابت الغرفة إلادارية في قرارها الذي جاء‬

‫فيه ‪" :2‬حيث صح ما نعاه املستأنف على الحكم املستأنف‪ ،‬ذلك أنه إذا كان النزاع يتعلق بصحة‬

‫إجراءات إلاكراه البدني‪ ،‬فإن إلاختصاص يبقى منعقدا لرئيس املحكمة‪ ،‬أما إذا كان النزاع‬

‫يتعلق بصحة إجراءات إلاكراه البدني بت الرئيس املذكور في الخالف بطريقة املسطرة‬

‫املستعجلة وينفذ حكمه بالرغم من إستئنافه‪.‬‬

‫وحيث إنه مما يؤكد إلاختصاص املذكور أن تحديد إلاكراه البدني من أجل دين عام‬

‫يختص به رئيس املحكمة إلابتدائية حسب نص املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 11/79‬املتعلق‬

‫بتحصيل الديون العمومية لهذه ألاسباب قض ى املجلس ألاعلى لرئيس املحكمة إلابتدائية بوزان‬

‫وإرجاع امللف إليه ملواصلة النظرفي الطلب "‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫بالتالي فإن هذا القرار قد حسم إلاشكال بخصوص الجهة املختصة للبت في طلبات املنازعة‬

‫في مسطرة إلاكراه البدني‪ ،‬فهو قد منح إلاختصاص لرئيس املحكمة إلابتدائية‪ ،‬ولم يميز بين الحالة‬

‫التي يكون فيها املدين معتقال أو الحالة التي يكون فيها في حالة سراح‪ ،‬مع العلم أن املدين في النازلة‬

‫التي صدر فيها قرار محكمة النقض كان معتقال‪ ،‬لكن لطاملا أن القرار جاء بصيغة عامة فإنه ال‬

‫يمكن الحديث عن تجزئة إلاختصاص‪.‬‬

‫ومن خالل دراسة مستفيضة ملختلف إلاشكاالت‪ ،‬نستنتج بأنه قبل إحداث املحاكم‬

‫إلادارية كانت املحاكم إلابتدائية هي املختصة بالنظر في جميع املنازعات الجبائية‪ ،‬سواء كانت‬

‫منازعة في أساس الضريبة أو منازعة في إجراءات تحصيلها‪ ،‬وكما نصت املادة ‪ 8‬من قانون ‪12/71‬‬

‫املحدثة للمحاكم إلادارية‪ ،‬فإن هذه ألاخيرة هي التي تختص بالنظر في الدعاوى املتعلقة بتحصيل‬

‫الديون املستحقة للخزينة‪.1‬‬

‫ما يجعلنا نقول بأن مسطرة إلاكراه البدني قد أفرزت عدة إشكاالت‪ ،‬لعل أبرزها إشكالية‬

‫إختصاص القضاء إلاستعجالي إلاداري للبت في طلبات إيقاف مسطرة إلاكراه البدني على ضوء‬

‫التعارض والتناقض القائم بين فصول املدونة‪.‬‬

‫إال أنه إلى جانب هذا إلاختصاص العام الذي يعود للمحاكم إلادارية فيما يتعلق بالنزاعات‬

‫التي تنشأ عن تطبيق القانون املتعلق بتحصيل الديون العمومية‪ ،‬ال بد من إلاشارة إلى إلازدواجية في‬

‫‪211‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪1‬‬
‫إلاختصاص القضائي فيما يتعلق بإجراءات التحصيل القضائية للضريبة كحجز العقارات وبيعها‬

‫وتحديد مدة إلاكراه البدني ‪ 2‬وإثارة املسؤولية التضامنية ملتصرفي الشركات‪ ،‬إفتعال العسر‪ ،‬طلب‬

‫إصدار أمر بفتح أبواب مغلقة‪ ،‬حجز وبيع ألاصول التجارية وحجز السفن وبيعها وتبقى قائمة مما‬

‫يؤدي إلى مجموعة من إلاشكاليات التي تعترض تطبيق مدونة التحصيل‪ ،‬إن على املستوى إلاداري‬

‫وعلى املستوى القضائي‪.‬‬

‫وقد ذ هب جانب من القضاء إلى إعتبار أن البت في الطلبات الهادفة إلبطال مسطرة إلاكراه‬

‫البدني طلبات موضوعية ومنها ألامر الصادر عن محكمة وجدة والذي جاء فيه‪ ": 3‬لكن حيث إن‬

‫الطلب الهادف إلى إبطال مسطرة إلاكراه البدني هو نفسه موضوع الحق وال يعتبر إجراءا وقتيا‪،‬‬

‫مما يجعل البت فيه سلبا أو إيجابا من شأنه املساس بجوهر الحق وهو ما يخرج عن إختصاص‬

‫قاض ي املستعجالت"‪.‬‬

‫في حين إعتبرته أحكام أخرى طلبا يدخل في عداد الطلبات الوقتية الخاضعة ملقتضيات‬

‫املادة ‪ 217‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬وهو ما سار على تأكيده عمل املحاكم إلادارية وكذا الغرفة‬

‫إلادارية بمحكمة النقض‪ ،‬غير أن إلاشكال ألاهم الذي ال يزال يطبع عمل القضاء املغربي‪ ،‬وهو عدم‬

‫الحسم في مدى السلطة التي يملكها رئيس املحكمة إلادارية للبت في دعاوى إلاكراه البدني‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وهكذا ذهبت بعض ألاوامر إلى إعتبار قاض ي املستعجالت إلاداري مختص فقط بالنظر في‬

‫الطلبات الرامية إلى التصريح بإيقاف مسطرة إلاكراه البدني التي يحركها القباض التابعون للخزينة‬

‫العامة‪ ،‬وال تتعدى صالحيته إلى التصدي للمسطرة التي يحركها السيد وكيل امللك بناء على طلب‬

‫القابض املكلف بالتحصيل أو غيره‪ ،‬وهذا ما نستشفه من ألامر الصادر عن قاض ي املستعجالت‬

‫إلاداري بمكناس ‪ 1‬عندما إعتبر " أن املحكمة إلادارية سواء في إطار قضاء ألامور املستعجلة أو‬

‫قضاء املوضوع وإن كانت مختصة بالبت في املادة الضريبية من حيث املبدأ‪ ،‬إال أن قانون‬

‫‪ 61/73‬لم ينقل صالحية البت في جميع املنازعات املتعلقة بهذه املادة ومنها النزاع املتعلق‬

‫بتطبيق مسطرة إلاكراه البدني‪ ،‬والذي أبقاه املشرع بيد القضاء العادي عمال بمقتضيات‬

‫الفصل ‪ 03‬مكرر من ظهير ‪ 01/31/1701‬الخاص بطرق إستيفاء ديون الدولة ومستحقاتها‬

‫واملتابعات واملطالبات الضريبية‪ ،...‬لذا ينبغي التصريح بعدم إلاختصاص"‪.‬‬

‫أما الغرفة إلادارية بمحكمة النقض فقد ميزت بين إبطال مسطرة إلاكراه البدني التي تعد‬

‫من إختصاص قضاء املوضوع‪ ،‬وبين مسطرة إيقاف تنفيذه الذي إعتبره إجراء وقتيا يدخل في نطاق‬

‫إختصاص قاض ي املستعجالت إلاداري‪.‬‬

‫وبغض النظر عن إلاشكاالت املتعلقة بمدى صالحية قاض ي املستعجالت إلاداري في توجيه‬

‫ألامر للنيابة العامة من أجل إطالق سراح املدين املعتقل‪ ،‬فإن هناك إتجاها عاما يرى‪ 2‬أن‬

‫مقتضيات املادة ‪ 482‬من قانون املسطرة الجنائية التي تسند إلاختصاص لرئيس املحكمة إلابتدائية‬

‫‪213‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫فيما يتعلق باملنازعة في صحة إجراءات إلاكراه البدني‪ ،‬أصبحت متجاوزة وتم نسخها ضمنيا‬

‫بمقتض ى القانون رقم ‪ 21/79‬وأن ال مانع للملزم من طلب إيقاف إجراءات إلاكراه البدني بإعتبار‬

‫أن في مثل هذه الطلبات يعتبر املحاسب هو الطرف الرئيس ي وأن وكيل امللك املصدر لألمر‬

‫باإلعتقال عليه أن ينفذ الحكم أو ألامر الصادر عن املحكمة إلادارية بمجرد توصله به قانونا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة بإيقاف تنفيذ إلاشعارللغيرالحائز )‪(ATD‬‬

‫في إطار توسيع ضمان إستخالص الدين العمومي لتمويل النفقات العامة خولت مدونة‬

‫التحصيل من خالل الفصول ‪ 211 ،211 ،71‬من القانون‪ 21/79‬متابعة الغير الحائز لألموال‬

‫اململوكة للمدين ألاصلي عن طريق ما يسمى مسطرة إلاشعار للغير الحائز‪ ،‬إذ ألزم املشرع الغير‬

‫املودعة لديه أموال املدين ألاصلي بأداء الضرائب وباقي الديون العمومية إما تلقائيا أو بناء على‬

‫طلب املحاسب تحت طائلة ترتيب مسؤولية باألداء على وجه التضامن‪.‬‬

‫وإلاشعار للغير الحائز هو إجراء يتم بواسطته التعرض على أموال امللزم من طرف القابض‬

‫وامللزم ال يملك إال املطالبة برفعه عن طريق الدعوى إلاستعجالية أو املطالبة بإلغائه في الحاالت‬

‫ألاخرى‪ ،‬وبالتالي ال يبقى مجال إلعادة تكييف الطعن في إلاشعار على أساس أنه مطالبة بإيقاف‬

‫إجراءات التحصيل‪.‬‬

‫ويعد إيقاف إجراءات التحصيل بواسطة إلاشعار للغير الحائز من إختصاص القضاء‬

‫إلاستعجالي إلاداري‪ ،‬ألن هذا إلايقاف يكون مؤقتا إلى حين البت في دعوى املوضوع‪ ،‬وبالتالي‬

‫فاإليقاف يهدف إلى تالفي وقوع خطر‪ ،‬بيد أن القاض ي املغربي قد ربط إجراءات التحصيل بعنصر‬

‫‪214‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الجدية كشرط من شروط اللجوء إلى القاض ي الاستعجالي‪ ،1‬ولعل أهمية هذا الشرط تظهر من‬

‫خالل مجموعة من ألاوامر إلاستعجالية الصادرة عن مختلف املحاكم إلادارية التي تنص عليه‪،‬‬

‫حيث نجد في أمر صادر عن املحكمة إلادارية بأكادير بإيقاف إجراءات التحصيل موضوع إلاشعار‬

‫للغير الحائز جاء فيه‪" :‬يشترط لوقف وتأجيل إجراءات إلاستخالص الجبري والديون الضريبية‬

‫والرسوم التي في حكمها‪:‬‬

‫‪ -‬جدية املنازعة في املوضوع" ‪.2‬‬

‫ونفس الش يء أكدته املحكمة إلادارية بالبيضاء والتي جاء في تعليل أحد أوامرها ما يلي‪ ..." :‬وحيث‬

‫يختص القاض ي إلاستعجالي ‪ ...‬وإلايقاف املوقف إلجراءات تحصيل الديون الضريبية كلما توفر‬

‫عنصر إلاستعجال وتحقق شرط الجدية املستمد من الوسائل املعتمدة في الطلب‪"...‬‬

‫هكذا وقد ألزمت املادة ‪ 71‬من املدونة كال من املوثق والعدل وكل شخص آمر يقوم مقام‬

‫توثيقه في حالة إنتقال ملكية عقار‪ ،‬أن يطلب إلادالء بشهادة مسلمة من قطاع التحصيل الضريبي‬

‫تفيد أداء الرسوم والضرائب املتعلقة بالعقار موضوع التفويت برسم السنة الجارية وكذا السنوات‬

‫الباقية تحت طائلة ترتيب املسؤولية القضائية عوض املدينين املباشرين باألداء‪ ،‬كما أوجبت املادة‬

‫‪ 211‬من املدونة ألاشخاص الحائزين ألموال املدين من متصرفين املوثقين ومتصرفين الشركات‬

‫وكتاب الضبط وألاعوان القضائيين واملحاسبين واملؤسسات البنكية بأداء الديون العمومية‬

‫الواجبة على املدينين املباشرين قبل تسليمها إياهم إما تلقائيا أو بناء على طلب‪ ،‬ولو مع وجود‬

‫‪215‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫تعرض من طرف املدعي أو الغير ما لم يكن يتعلق بأصحاب إلامتياز املنصوص عليهم بالفصل ‪211‬‬

‫من قانون إلالتزامات والعقود والفصل ‪ 219‬من مدونة التحصيل‪.‬‬

‫وينص الفصل ‪ 211‬من نفس القانون على أنه ال يمكن إلزام ألاغيار الحائزين املودع لديهم‬

‫املشار إليهم في املادتين ‪ 211‬و‪ 212‬بنفس الطريقة املستعملة ضد امللزمين أنفسهم لدفع املبالغ‬

‫املوجودة لديهم واملتمتعة بإمتياز الحزينة –املحاسب املكلف بالتحصيل‪ -‬بإستثناء اللجوء إلى‬

‫مسطرة إلاكراه البدني‪.‬‬

‫يقول ألاستاذ دمحم قصري " من املسلم أن إلاشعار للغير الحائز يعتبر إجراء من إجراءات‬

‫تحصيل الدين العمومي املنصوص عليه في القانون ‪ ،11/79‬وهو بذلك يخضع ملبدأ تدرج‬

‫املتابعات املنصوص عليها باملادة ‪ 07‬من هذا القانون‪ ،‬وال يجوز للقابض املالي املكلف‬

‫بالتحصيل أن يلجأ إلى مسطرة إلاشعار للغير الحائز إال بعد توجيه إشعار بدون صائر وتبليغ‬

‫إلانذار القانوني بوسائل التبليغ املنصوص عليها بالقانون ‪ 11/79‬املتعلق بتحصيل الديون‬

‫العمومية‪." 1‬‬

‫فاملادة ‪ 217‬نصت على ما يلي على ما يلي‪" :‬يختص رئيس املحكمة إلابتدائية وحده بالبت‬

‫بصفته قاضيا للمستعجالت كلما توفر عنصر إلاستعجال في الصعوبات املتعلقة بتنفيذ حكم أو‬

‫سند قابل للتنفيذ أو ألامر بالحراسة القضائية أو أي إجراء آخر تحفظي سواء كان النزاع في‬

‫الجوهر قد أحيل على املحكمة أم ال‪ ،‬باإلضافة إلى الحاالت املشار إليها في الفصل السابق والتي‬

‫‪216‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يمكن لرئيس املحكمة إلابتدائية أن يبت فيها بصفته قاضيا للمستعجالت" وباإلحالة على نص‬

‫املادة ‪ 211‬من ق‪.‬م‪.‬م فإن املطالب يمكنه أن يرجع للقضاء إلاستعجالي متى توفرت الشروط املشار‬

‫إليها في نفس املادة ‪ 1‬التي تخول له ذلك‪ ،‬ففي إطار املنازعات الجبائية خصوصا الطلبات الوقتية‬

‫املقدمة أمام قاض ي املستعجالت إلاداري‪ ،‬فإن شرط عدم املساس بالجوهر يقتض ي من القاض ي أن‬

‫ال يغور في املوضوع وال يحسم في الوثائق املثبتة للحق أو النافية له‪ ،‬بل يتفحص فقط ظاهرها إلى‬

‫الحد الذي يلتمس من خالله جدية النزاع للبت في الطلب قبوال أو رفضا‪ ،‬وفي مجال إلاشعار للغير‬

‫الحائز فاملطالبة لرفع هذا الحجز‪ ،‬فقد صدرت عدة قرارات عن الغرفة إلادارية بمحكمة النقض‬

‫تعتبر قاض ي املستعجالت غير مختص في هذا الطلب ملساسه بما يمكن أن يقض ى به في الجوهر‪،‬‬

‫واملحكمة إلادارية فقد سارت على نفس املنوال فمن خالل القرار الصادر عن محكمة الاستئناف‬

‫إلادارية بالرباط " حيث يعيب الطرف املستأنف ألامر املستأنف بخرقه ملقتضيات املادة ‪ 19‬من‬

‫قانون ‪ 31/01‬املنظم ملهنة املحاماة بأن أداءات املحامين يديرها مجلس الهيئة ولخرقه املادة‬

‫‪ 101‬من مدونة تحصيل الديون العمومية لعدم إحترام الدعوى الحالية ملقتضيات هذه املادة‬

‫وأن رفع الحجز ليس إجراءا وقتيا مما يجعل قاض ي ألامور املستعجلة غير مختص للبت في‬

‫الطلب‪.‬‬

‫لكن حيث من جهة لم يثبت من ظاهر وثائق امللف ما يفيد تفعيل مقتضيات املادة ‪ 19‬من‬

‫قانون ‪ 31/01‬املحتج بها يكون هيئة املحامين التي ينتمي إليها املستأنف عليه هي من جهة تتكلف‬

‫بالودائع و أداءات املحامين‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن الشهادة الصادرة بتاريخ ‪ 01/39/0337‬عن‬

‫‪217‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫البنك املغربي للتجارة الخارجية تتضمن بان حساب الزبناء تحت رقم ‪.311‬‬

‫‪ 063333331061331130391‬هو نفس الحساب الذي أنجزه بصدده إلاشعار للغير الحائز‬

‫بتاريخ ‪ 17/36/0311‬ومن تم الش يء في القانون يمنع القاض ي إلاداري لألمور املستعجلة دون أن‬

‫يشكل تدخله مساسا باملوضوع من حماية املراكز القانونية لألطراف إذا كانت واضحة وذلك‬

‫بالتدخل إلرجاع ألامور إلى نصابها بعد تحقق عنصر إلاستعجال للحد من مفعول إلاجراء املتخذ‬

‫لدرء الخطر الذي يهدد الحق املراد حمايته املتمثل في ودائع الزبناء الذين ال عالقة لهم بالدين‬

‫الضريبي الذي بوشر إلاجراء بسببه الش يء الذي تبقى معه أسباب إلاستئناف املثارة غير مرتكز‬

‫على أساس وألامر املستأنف صائبا وواجب التأييد وقد قضت املحكمة بقبول إلاستئناف وتأييد‬
‫‪1‬‬
‫الحكم املستأنف"‪.‬‬

‫وإذا كان للملزم الحق في مراجعة القضاء إلاستعجالي لرفع التعرض على أمواله التي بين‬

‫يدي الحائز فإن من واجبه أن يرفع دعوى في املوضوع للمنازعة في وجود إلالتزام أو في مبالغ الدين‬

‫أو في إستحقاقه أو في أي سبب آخر متعلق بالوعاء أو بشكلية إلاجراء‪ ،2‬وبالرجوع إلى نص املادة‬

‫‪ 217‬فالصياغة غير مفهومة أن كان على امللزم أن يلجأ إلى القضاء إلاستعجالي أم إلى قضاء‬

‫املوضوع‪ ،‬و قد دأب العمل القضائي على تنفيذ ألاوامر والقرارات التي يصدرها في مجال إلايقاف‬

‫على رفع دعوى في املوضوع داخل أجل يحدده حتى ال تفقد هذه ألاوامر والقرارات طبيعتها املؤقتة‪،‬‬

‫وهو ما يجعل امللزم مخيرا بين إحتمالين وهما املنازعة إما في الوعاء أو في شكلية إلاجراء‪ ،‬حيث إن‬

‫‪218‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ألاولى تنصب على وجود إلالتزام الضريبي من جهة والتي تعني املنازعة في وجود الواقعة املنشئة‬

‫للضريبة وفي حالة ما إذا كان النشاط قد توقف ففي هذه الحالة يعفى املطالب من سلوك مسطرة‬

‫التظلم إلاداري ومن تقديم الضمانات‪ ،‬وبالتالي يحق للملزم اللجوء إلى املحكمة للمطالبة برفع‬

‫التعرض على أمواله وللمطالبة بإبطال إلالتزام موضوع إلاشعار للغير الحائز‪ ،‬ومن جهة ثانية فقد‬

‫تنصب على مبلغ الدين أو إستحقاقه‪.‬‬

‫أما املنازعة في شكلية إلاجراء فهي تتمحور حول عدم توفر الشروط الالزمة للقيام باإلشعار‬

‫للغير الحائز‪ ،‬والتي قدم بعضا منها القضاء كعدم إلاشارة إلى طبيعة الدين والذي يجب أن يكون‬

‫دينا ممتازا وأن يكون مستحقا‪ ،‬ليتمكن الحائز من دفع املسؤولية عنه على إعتبار أن أحكام‬

‫التضامن تفرض عليه التأكد من ذلك باإلدالء بمستخرج من الجداول الضريبية‪.‬‬

‫وبالتالي يمكننا أن نخلص إلى أن إلاشعار للغير الحائز يثير عدة إشكاالت قانونية لعل أهمها‬

‫تحديد طبيعة املنازعة فيه‪ ،‬حيث إنها يمكن أن تكون وقتية‪ ،‬وبالتالي يكون إلاختصاص لقاض ي‬

‫املستعجالت‪ ،‬أو أن تكون املنازعة موضوعية أي بالبت فيها من طرف قضاء املوضوع‪.‬‬

‫إن إلاشعار للغير الحائز إذا تم إعتباره حجزا تنفيذيا على أموال املدين‪ ،‬ففي هذه الحالة‬

‫يسعى القاض ي إلى البحث في مدى مشروعيته على ضوء مدونة تحصيل الديون العمومية وبالتالي‬

‫الخوض في منازعة موضوعية وبالتالي الاختصاص يكون ملحكمة املوضوع ملا في ذلك من مساس‬

‫بجوهر النزاع بالرغم من توافر حالة إلاستعجال املتمثلة في ألاضرار الالحقة لإلجراء‪ ،‬وفي هذا‬

‫الخصوص صدرت عدة قرارات عن الغرفة إلادارية ملحكمة النقض " يعتبر إلاشعار للغير الحائز‬

‫‪219‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الذي أوقعه القابض إجراءا من إجراءات التحصيل وأن القول بعدم تطابقه مع القانون شكل‬

‫منازعة موضوعية تمس جوهر الحق الذي يخرج عن نطاق إختصاص قاض ي املستعجالت‪ ،‬وأن‬

‫ألامر املستأنف حينما إعتبر أن الحجز املذكور مخالف للمادة ‪ 310‬من مدونة التجارة وقض ى‬

‫برفعه على هذا ألاساس يكون قد تجاوز حدود إختصاص قاض ي املستعجالت نظرا ملساسه‬

‫بجوهر الحق فيكون بذلك غير مصادف للصواب ويتعين إلغاؤه والتصريح من جديد بعدم‬
‫‪1‬‬
‫إختصاص قاض ي املستعجالت للبت في الطلب‪".‬‬

‫أما املحكمة إلادارية بالرباط من خالل أمر إستعجالي فقد إعتبرت أن " قاض ي‬

‫املستعجالت له الحق أن يقبل املطالبة بإيقاف إجراءات تنفيذ الدين العمومي كإجراء وقتي إلى‬

‫غاية البت إداريا أو قضائيا في جوهر النزاع في إطار القواعد العامة لإلستعجال وحيادا على‬

‫ضوابط إيقاف ألاداء والتنفيذ املنصوص عليه في املادتين ‪ 119‬و‪ 111‬من مدونة تحصيل‬

‫الديون العمومية متى توافرت في الطلب حالة إلاستعجال بمفهوم الضرر الذي يصعب تدارك‬

‫نتائجه بعد التنفيذ‪ ،‬وجدية السبب بمفهوم املنازعة في صفة امللزم كخاضع للدين العمومي أو‬

‫في مسطرة فرضه أو تحصيله آلايلة بحسب الظاهر إلى إلغاء وعاء الدين العمومي أو مسطرة‬

‫تحصيله موضوعا‪ 2".‬وهو ما يعني أن املحكمة تعتبر أن إلاختصاص يعود للقضاء املستعجل لرفع‬

‫الحجز املضروب على الحساب البنكي بواسطة إلاشعار للغير الحائز لكونه يتميز بطابع إلاستعجال‬

‫وال يتعلق باملنازعة في املوضوع‪ ،‬وذلك للحد من الخطر املحدق بامللزم ولصيانة حقه‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫وفي توجه آخر فقد إستند البعض على مقتضيات املادة ‪ 1211‬من القانون ‪ 21/79‬والتي‬

‫تنص صراحة إلى ضرورة املرور من مسطرة الطعن إلاداري قبل اللجوء إلى القضاء إلاستعجالي‪،‬‬

‫حيث جاء في قرار عن محكمة الاستئناف إلادارية بالرباط ما يلي‪ ":‬حيث ملا كان من الثابت أن‬

‫املقال إلاستئنافي مرفوع من طرف املديرية العامة للضرائب وموقع من طرف رئيس مصلحة‬

‫الشؤون القضائية ووفقا ألحكام املادة ‪ 111‬من قانون املسطرة املدنية واملادة ‪ 066‬من املدونة‬

‫العامة للضرائب فإنه ال أساس ملا تمسك به املستأنف عليهم مما يتعين معه رد الدفع املثار‪.‬‬

‫في الوسيلة ألاولى‪ :‬املتعلقة بخرق مقتضيات املادة ‪ 611‬من قانون الالتزامات والعقود‬

‫حيث ملا كان الثابت أنه وإن كان ألاصل في ألاحكام وألاوامر الصادرة في القضايا إلاستعجالية أنها‬

‫ال تحوز حجية ألامر املقض ي بإعتبارها وقتية وال تؤثر في أصل املوضوع فإنه ليس معنى هذا جواز‬

‫إثارة النزاع الذي فصل فيه قاض ي ألامور املستعجلة من جديد متى كان مركزالخصوم هو نفسه‬

‫والظروف التي إنتهت بالحكم هي بعينها ولم يطرأ عليها أي تغيير فإن الثابت من ظاهر املستندات‬

‫أن ألامر إلاستعجالي املتمسك به الصادر في امللف رقم ‪ 000/1/10‬القاض ي بعدم قبول الطلب‬

‫مؤسس على عدم تقديم دعوى املوضوع وكان الثابت أن الطلب الحالي الصادر فيه ألامر‬

‫‪221‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املستأنف قض ى بقبول الطلب إلستيفائه للشرط املذكور فإنه ال أساس للدفع بأسبقية البت‬

‫مما تكون معه الوسيلة املثارة عديمة ألاساس ويتعين ردها‪.‬‬

‫في الوسيلة املتعلقة بخرق مقتضيات املادة ‪ 060‬من املدونة العامة للضرائب‪:‬‬

‫حيث ملا كان الثابت أنه وبموجب املادة ‪ 060‬من املدونة العامة للضرائب أنه بالرغم من جميع‬

‫ألاحكام املخالفة ال يمكن إيقاف تنفيذ تحصيل الضرائب والواجبات والرسوم املفروضة إثر‬

‫مراقبة ضريبية إال بعد وضع الضمانات الكافية املنصوص عليها في املادة ‪ 111‬من‬

‫القانون‪ 11/79‬بشأن مدونة تحصيل الديون العمومية وكان الثابت من ظاهر املستندات أن‬

‫الضريبة املأمور بإيقاف إجراءات تحصيلها تتعلق بالضريبة على الدخل "ألارباح العقارية"‬

‫الناتجة عن عملية تفويت عقار محفظ برسم سنة ‪ IRF0331‬جدول ‪ 13133311‬وأن عملية‬

‫الفرض تمت في إطار الفرض التلقائي حسب ما تدعيه املستأنفة وكان الثابت من ظاهر‬

‫مستندات القضية املستأنف عليهم أدلوا بتصريحهم بالبيع يتعلق بالضريبة العامة على الدخل‬

‫‪ IGR‬جدول ‪ 63133300‬وكذا وصل أداء يتعلق بها مؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ 0337‬وهي وثائق ال تخص‬

‫الضريبة املأمور بإيقاف إجراءات تحصيلها فضال على أن الشهادة إلادارية املتعلقة بالتسجيل‬

‫في الضريبة املؤرخة في ‪ 03‬يوليوز ‪ 0311‬هي في اسم السيد فالن وحده وان البيع أساس الضريبة‬

‫موضوع طلب إلايقاف في اسم فالن ومن معه‪.‬‬

‫وحيث تأسيسا عليه يكون طلب إلايقاف املؤقت إلجراءات تحصيل الضريبة موضوع الجدول‬

‫رقم ‪ 13133311‬طلبا غير جدي‪ ،‬وأن ألامر املستأنف بإستجابته له يكون غير مصادف للصواب‬

‫‪222‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ألامر الذي يتعين معه التصريح بإلغائه والحكم تصديا برفض الطلب وإبقاء الصائر على‬
‫‪1‬‬
‫رافعيه‪".‬‬

‫إال أنه وبالنظر إلى شروط قيام إلاستعجال فإننا نصل إلى أن هذه املادة تتعارض كليا مع‬

‫مقتضيات املادتين ‪229‬و ‪ 228‬من نفس القانون‪ ،‬حيث في هذه الحالة يكون النزاع من إختصاص‬

‫القضاء املستعجل ملا يتطلبه من سرعة البت فيها‪.‬‬

‫وبالنظر إلى موقع مسطرة إلاشعار للغير الحائز بين إجراءات التحصيل ألاخرى فهي ألاخرى‬

‫يسري عليها مبدأ تدرج املتابعات املنصوص عليه في مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬ملا يترتب عن‬

‫ذلك من أثار قانونية بخصوص إيقاف إجراءات تنفيذه أمام القضاء إلاستعجالي والقضاء ببطالنه‬

‫موضوعا‪ ،‬حيث إن املحاسب املكلف بالتحصيل محاصر بضرورة إحترام إلاجراءات السابقة لهذا‬
‫‪2‬‬
‫إلاجراء وهي توجيه إلاشعار بدون صائر وتبليغ إلانذار القانوني بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫إال أن التساؤل الذي يطرح بهذا الخصوص هو هل خول املشرع للمحاسب املكلف‬

‫بالتحصيل الشروع في إجراءات الحجز لدى الغير بمجرد إستيفاء هذه الشروط وبمجرد إستصدار‬

‫ألامر القانوني لذلك؟‬

‫‪3‬‬
‫بهذا الخصوص ذهبت املحكمة إلادارية بالدار البيضاء من خالل أمر لها إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪223‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫"وحيث إن إستصدار أمر بإيقاف إجراءات تحصيل الدين الضريبي املنازع فيه لغاية البت‬

‫النهائي في الجوهر أو بأمر قضائي أضحى نهائيا بعد تأييده بمقتض ى قرار إستئنافي عدد ‪ 11‬بامللف‬

‫‪ 0/31/171‬مؤداه عدم جواز اتخاذ أي إجراء من إجراءات التحصيل الجبري في مواجهة الطالبة‬

‫عن طريق مسطرة إلاشعار للغير الحائز بخصوص ذات الدين تحت طائلة إعتباره الغيا بإعتبار‬

‫أن ألاحكام القضائية القابلة للتنفيذ تسمو على القاعدة القانونية وعلى كل إجراء من‬

‫إلاجراءات إلادارية‪ ،‬مما يبقى معه مسطرة إلاشعار للغير الحائز الواقعة على حسابات العارضة‬

‫غيرمرتكزة على أساس قانوني والطلب حول رفع الحجزعليها مؤسسا‪".‬‬

‫مما يجعلنا نستبين أنه في حالة ما لم يتوفر شرط عدم املساس بجوهر النزاع‪ ،‬فإن‬

‫إلاختصاص يرفع عن قاض ي املستعجالت وهو ما أكده العمل القضائي من خالل قرارات املحاكم‬

‫إلادارية ومحكمة إلاستئناف ومحكمة النقض‪ ،‬لكن في الوقت نفسه فقد أضاف القضاء أنه في‬

‫حالة إذا كانت املراكز القانونية لألطراف واضحة إزاء الحجز‪ ،‬فإن القاض ي إلاستعجالي يمكن أن‬

‫يتدخل لحماية تلك املراكز باإلستجابة لرفع طلب الحجز املفروض على أموال املطالب في إطار‬
‫‪1‬‬
‫مسطرة إلاشعار للغير الحائز‪.‬‬

‫وبالتالي يتبين بأن املطالب يمكنه أن يطلب حماية قضائية على أمواله من القاض ي‬

‫إلاستعجالي متى توافرت فيه الشروط الالزمة لذلك‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫خاتمة الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن القانون الضريبي يقوم على عدة مبادئ وقواعد قانونية تتجاهل في أغلبها القواعد‬

‫املعمول بها في إطار القانون املدني بإعتباره الشريعة العامة‪ ،‬وفي نفس آلان فهو ينظم العالقة بين‬

‫امللزمين وإلادارة الضريبية‪ ،‬حيث يفرض قواعد خاصة للطريقة التي يتعين التعامل بها مع الطعن‬

‫القضائي في مجال النزاعات الضريبية‪ ،‬فاألحكام العامة التي تنص عليها املسطرة املدنية هي نفسها‬

‫التي تطبق في هذا الصدد‪ ،‬إال فيما يتعلق بالتشديد على ضرورة إستنفاذ جميع املراحل واملقتضيات‬

‫ووسائل الطعن إلادارية قبل أن يلجأ إلى القضاء‪ ،‬وأيضا إلزام الطرفين معا بإحترام الشروط‬

‫املسطرية ألاخرى املتعلقة بإحترام آلاجال وإلاجراءات الشكلية الخاصة بالطعون‪.‬‬

‫فمن خالل هذا الفصل حاولنا الوقوف على مظاهر والية القضاء إلاستعجالي في مادة‬

‫املنازعات الضريبية والدور املنوط به بهذا الخصوص‪ ،‬باإلضافة إلى إلاشكاالت التي تثار غداة البت‬

‫في هذه القضايا‪ ،‬خاصة أن مدونة تحصيل الديون العمومية يكتنفها الكثير من الغموض الذي‬

‫بالضرورة يفض ي إلى سوء التأويل‪ ،‬مما فتح املجال أمام القضاء إلاداري ليقول كلمته في املجال‬

‫خصوصا وأن هذا ألاخير قد تلقى إرثا غنيا من إلاجتهادات القضائية التي صاغتها املمارسة اليومية‬

‫للقضاء العادي على مدى عقود من الزمن‪ ،‬من خالل ما إستجمعه من أحكام ومقررات المست‬

‫الشروط ألاساسية للولوج لهذا النوع من القضاء نخص بالذكر جدية النزاع وإلاستعجال وتقديم‬

‫الضمانات الكافية‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ولعل أهم مؤشر يمكن أن تتوضح من خالله والية القضاء إلاستعجالي في مادة إيقاف‬

‫تنفيذ الدين الضريبي يكمن في التعديل الذي جاءت به السلطة التشريعية في الفقرة الخامسة من‬

‫املادة ‪ 111‬من املدونة العامة للضرائب‪ ،‬حيث إن املشرع عمل على التعامل مع القضاء بالنص‬

‫القانوني من أجل تقنين تدخل هذا ألاخير في منازعات التحصيل‪ ،‬غير مدرك بأنه في الوقت نفسه‬

‫قد شرعن إجراءا عمل القضاء جاهدا من أجل تفعيله‪ ،‬لينص بعد ذلك من خالل املادة ‪ 229‬من‬

‫مدونة تحصيل الديون العمومية على مجموعة من الشروط التي تخول للمطالب إمكانية مطالبته‬

‫أمام القضاء إيقاف تنفيذ دينه الضريبي وهي‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون الدين متنازعا فيه إما كال أو بعضا؛‬

‫‪ ‬أن يكون الطالب قد رفع مطالبته داخل آلاجال املحددة؛‬

‫‪ ‬أن يكون قد كون ضمانات كافية‪.‬‬

‫وفيما يخص شرط الضمانة فهو ال يتوافق مع املنطق‪ ،‬وهو ما أكده القضاء بحيث دعا إلى‬

‫أنه يجب النظر إلى جدية النزاع وليس إلى واقعة ألاداء‪ ،‬ليكون بذلك قد سار على نفس املوقف‬

‫الذي سار عليه املشرع الفرنس ي الذي لم يعطي للضمانة أهمية قصوى ولم يجعل منها محل نزاع‪.‬‬

‫ولئن كان عدم تنظيم إيقاف تنفيذ الدين الضريبي بقوانين موحدة‪ ،‬سيؤدي حتما إلى فتح‬

‫املجال للمحاكم إلادارية للعمل بشروط غير موحدة‪ ،‬وبالتالي إدخال امللزم في دوامة تنازع‬

‫إلاختصاص بين املحاكم من ناحية‪ ،‬ومن ناحية ثانية عدم توحد شروط العمل بين مختلف محاكم‬

‫‪226‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الدولة‪ ،‬مما يعني إنعدام العدالة الجبائية‪ ،‬وهو الش يء الذي إقتض ى ضرورة تدخل محكمة النقض‬

‫لتوحيد هذه الشروط بحيث حددتها في شرط الجدية وإلاستعجال وتقديم الضمانة‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫خاتمة عامة‬

‫إن الدين الضريبي يتميز بطابع ألاداء الفوري‪ ،‬حيث إن أي فرض ضريبي يعقبه مباشرة‬

‫تنفيذ إستخالص هذه الضريبة‪ ،‬وقد أعطى املشرع املغربي لإلدارة الضريبية في شخص الخازن‬

‫العام مسؤولية تحصيل هذا الدين‪ ،‬وفي املقابل أكد على ضرورة أن يتم ذلك وقفا لإلجراءات‬

‫والشروط التي حددتها مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وإيمانا منه بعدم نجاعة املسطرة إلادارية‬

‫لم يحدد املشرع آجاال للملزم لعرض النزاع على القضاء‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للمنازعة في الوعاء‬

‫الضريبي‪ ،‬إذ أبقى ألاجل مفتوحا أمام امللزم لرفع قضيته على القضاء إلاداري‪.‬‬

‫فبالرجوع للمقتضيات القانونية املؤطرة ملوضوع إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪ ،‬نجد بأنه‬

‫تجسده املادة ‪ 229‬من مدونة تحصيل الديون العمومية واملادتين ‪ 27‬و‪ 11‬من القانون املحدث‬

‫للمحاكم إلادارية واملادة ‪ 111‬من املدونة العامة للضرائب‪ ،‬فرغبة منه في تقنين وتنظيم هذا إلاجراء‬

‫وضع املشرع مجموعة من الشروط الشكلية واملوضوعية‪ ،‬ليتمكن من رفع دعوى إيقاف التنفيذ‬

‫أمام القضاء‪ ،‬أهمها شرط إلاستعجال وشرط جدية املنازعة‪ ،‬مما يطرح إشكاالت عديدة تتمثل‬

‫باألساس في تنازع إلاختصاص بين املحاكم التجارية وإلادارية والعادية‪.‬‬

‫أما املشرع الفرنس ي قد وصل إلى درجة متقدمة في تنظيم هذا إلاجراء‪ ،‬فقد تطرق له بصفة‬

‫مباشرة وصريحة من خالل الفصل ألاول من ‪ L521‬من قانون العدالة إلادارية والذي خول الحق‬

‫للمدين طلب تدخل قاض ي املستعجالت لوقف تحصيل الدين الضريبي‪ ،‬والفصل ‪ L532-3‬والذي‬

‫‪228‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫يخول للملزم أن يلجأ لقاض ي املستعجالت كمرجع طعن في إطار الفصل ‪ L277‬من كتاب املساطر‬

‫الجبائية الفرنس ي ليقدر كفاية الضمانات‪ ،‬باإلضافة إلى أنه حلل امللزم من عبء إلاثبات‪.‬‬

‫وإيمانا منه بالدور الرقابي الفعال الذي يلعبه القضاء من أجل إلغاء قرارات إلادارة متى‬

‫شابها عيب من العيوب تجعلها غير مشروعة‪ ،‬أعطى املشرع للملزم الحق في اللجوء إليه من أجل‬

‫حماية حقوقه‪ ،‬بحيث يكون فيها امللزم وإلادارة في كفين كخصمين ال يمكن ألحدهما التعسف على‬

‫آلاخر ويبقى لكل واحد منهما إيجاد الحلول املناسبة إلنقاذ نفسه‪ ،‬فاملشرع بجعله املواطن شريكا في‬

‫تدبير املال العام عليه أن ال يجعل منه مجرد رقم لهوية جبائية ملدين بأموال الدولة‪ ،‬بل يجب أن‬

‫ينصبه كذلك عضوا فاعال في جباية الدين الضريبي يعي حقوقه وإلتزاماته وأن كل تخلف من مدين‬

‫سيفض ي بالضرورة إلى إعادة توزيع عبئه بين الجميع فيزيد بذلك من أعبائهم‪ ،‬وبالتالي فاملشرع عليه‬

‫أن يكرس ثقافة املواطنة الحقة والشعور باإلنتماء مع ما يرتبط معهما من حقوق وإلتزامات ‪bon‬‬

‫‪.citoyen= bon contribuable bon redevable‬‬

‫فالقاض ي إلاداري أصبحت له جرأة كبيرة بأن أصبح يتصدى لقرارات إلادارة في إطار مبدأ‬

‫املشروعية‪ ،‬وبالشكل الذي يوازي بين إلامتياز الذي تملكه إلادارة من أجل تحقيق املصلحة العامة‬

‫وبين مصلحة ألافراد الخاصة‪ ،‬الش يء الذي يجعل من نظام إيقاف تنفيذ القرار الضريبي الذي‬

‫نصت عليه املادة ‪ 11‬من قانون ‪ 71-12‬حماية حقيقية للمخاطبين بالقرارات إلادارية كلما توافرت‬

‫شروط الحكم بذلك‪ ،‬فبإحصائنا مللفات منازعات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي باملحكمة إلادارية‬

‫بالدار البيضاء خالل الفترة ‪ ،1121-1121‬وجدنا بأن ‪ 11%‬من الطلبات التي تبت فيها املحكمة‬

‫تكون لصالح امللزم‪ ،‬وهي نتيجة معبرة جدا عن فعالية هذا النظام والجدوى منه واملتمثلة في حماية‬

‫‪229‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املدين من تعسف إلادارة باألساس‪ ،‬أما من ناحية ثانية قد تبين لنا ضعف الخلية القانونية لإلدارة‬

‫الضريبية التي تسهر على متابعة الدعاوى أمام املحكمة إلادارية‪ ،‬ولعل أهم أسباب ذلك ضعف‬

‫تكوين هذه ألاطر وعدم إنتقاء املهارات الالزمة للقيام بالدور املنوط بهم على أحسن وجه‪ ،‬باإلضافة‬

‫إلى أن هناك بعض املحاسبين ال يزالون متمسكين بحرفية بعض إلاجراءات ويدافعون عنها بشكل‬

‫رهيب وال يواكبون إلاجتهادات القضائية‪ ،‬رغم أن القضاء املغربي حاول سد الكثير من الثغرات‬

‫وإزالة اللبس الذي كان يعم نصوص مدونة التحصيل‪ ،‬الش يء الذي يؤدي بالطبع إلى تضييع مبالغ‬

‫طائلة على خزينة الدولة‪.‬‬

‫واملنازعة في إيقاف تنفيذ الضريبية تصادفها مجموعة من املشاكل التي من شأنها تغيير‬

‫منحى القرار لصالح أحد ألاطراف على آلاخر ولعل من أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬عدم وجود قاض ي جبائي مختص‪ ،‬متكون تكوينا دقيقا يتالءم والتقنية التي تتميز بها‬

‫املنازعات الضريبية؛‬

‫‪ ‬تضارب إلاختصاص النوعي في مجال منازعات التحصيل‪.‬‬

‫ومن خالل تفحصنا لتقرير املجلس ألاعلى للحسابات لسنة ‪ ،1122‬وجدنا بأن قضاتهم قاموا‬

‫بتحليل عينة من ألاحكام والقرارات املحتفظ بها لدى املديرية العامة للضرائب وقد خلصوا إلى أن‬

‫أهم أسباب إلغاء الضرائب من طرف املحاكم إلادارية تتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تصحيحات وتسويات غير مبررة بشكل كافي؛‬

‫‪ ‬غيب في املسطرة ال سيما تلك املتعلقة بالتبليغ؛‬

‫‪230‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬عدم إلادالء أثناء املحاكمة بالوثائق الداعمة لفرض الضريبة؛‬

‫‪ ‬عدم إحترام القواعد املتعلقة باإلعفاء والتقادم؛‬

‫‪ ‬عدم القدرة على إثبات الواقعة املنشئة للضريبة‪.‬‬

‫مما جعله يوص ي بمايلي‪:‬‬

‫‪ ‬تعزيز التواصل بين املصالح املركزية واملصالح الجهوية؛‬

‫‪ ‬توحيد آجال رفع الدعوى الضريبية أمام القضاء؛‬

‫‪ ‬تحديد أطراف كل نوع من أنواع املنازعات بشكل ال لبس فيه وال غموض؛‬

‫‪ ‬إعادة النظر في صيغة ومواد اختصاص املحاكم إلادارية في املادة الجبائية‪.‬‬

‫وفي الختام وبعد إلاطالع على مختلف الجوانب القانونية والقضائية املتعلقة بهذا النظام‬

‫سنعمل على إقتراح مجموعة من التوصيات التي نأمل أن يتفطن لها املشرع من أجل املض ي قدما‬

‫بهذا إلاجراء وجعله أدالة فعالة لحماية امللزم من ناحية‪ ،‬وتحصيل ديون الدولة من ناحية أخرى‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة تقرير املشرع لنظام إيقاف التنفيذ بنص تشريعي واضح وصريح يقوم على‬

‫شروط تتماش ى مع مبادئ وأسس القانون املغربي؛‬

‫‪ ‬ضرورة توحيد شروط قيام دعوى إيقاف تنفيذ الدين الضريبي؛‬

‫‪ ‬يجب على املشرع أن يحسم في إلاختصاص للقضاء إلاستعجالي ألن املادة ‪ 106‬تضع‬

‫مشكال بهذا الخصوص؛‬

‫‪231‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬إعادة النظر في املادة ‪ 060‬فيما يخص حظر إيقاف تنفيذ الديون املترتبة عن مراقبة إال‬

‫بعد تشكيل الضمانة؛‬

‫‪ ‬يجب أن ال يضع املشرع أداء الضريبة شرطا من أجل إقامة دعوى إيقاف تنفيذ الدين‬

‫الضريبي‪ ،‬ألن ذلك ال يتوافق مع منطق العقل؛‬

‫‪ ‬يجب عليه ( كما جاء في التشريع الفرنس ي) أن ال يعطي للضمانة أهمية كبرى وأن ال‬

‫يجعل منها محل نزاع‪ ،‬في حالة ما إذا تقدم امللزم بعرضها على أنه عازم على تكوينها مع‬

‫سير إلاجراءات‪ ،‬ألنه في كل ألاحوال ليس عليه أن يكونها قبل أن يقبل طلبه شكال‪ ،‬مما‬

‫يعني أن املحاسب عليه أن يوقف ألاداء بشكل قانوني متى طلب امللزم ذلك‪.‬‬

‫ليبقى التساؤل املطروح في ألاخير هو ما تفسير التناقص املالحظ في عدد قضايا إيقاف التنفيذ؟ هل‬

‫هو مؤشر على تطور إلادارة الضريبية؟ أم هو مؤشر على إنتشار الوعي الجبائي بين امللزمين؟ أم هو‬

‫تراجع ملعيار الثقة بين امللزم وإلادارة والقضاء؟‬

‫ونرجو من هللا عز وجل أن يعيننا على تدارك النقص الذي شاب هذا البحث في بحوثنا‬

‫القادمة‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫امللحق‬

‫‪233‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الئحة املراجع‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب العامة‬

‫‪ ‬احميدو اكيري و دمحم محجوبي‪" :‬املفوض امللكي و مهامه لدى املحكمة إلادارية" مطبعة‬

‫الكاتب العربي دمشق‪ ،‬الطبعة ألاولى‪.2771‬‬

‫‪ ‬أدولف ريبولط‪" :‬املسطرة املدنية في شروح"‪ ،‬تعريب إدريس ملين‪ ،‬منشورات جمعية‬

‫تنمية البحوث والدراسات القضائية‪ ،‬مطبعة ألامنية الرباط‪.2771 ،‬‬

‫‪ ‬الحسن كثير‪" :‬التبليغ في املادة الجبائية على ضوء التشريع الجبائي و إلاجتهاد القضائي"‬

‫مطبعة ألامنية الرباط‪ ،‬ماي ‪.1114‬‬

‫‪ ‬الكزبري مأمون‪" :‬نظرية إلالتزامات في ضوء قانون إلالتزامات والعقود املغربي"‪ ،‬الجزء‬

‫ألاول‪ ،‬مصادر إلالتزامات‪ ،‬مطبعة دار القلم بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.2791‬‬

‫‪ ‬املهدي شيبو‪" :‬مؤسسة القاض ي املنتدب في مساطر معالجة صعوبات املقاولة"‪،‬‬

‫املطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.1114‬‬

‫‪ ‬رزق هللا أنطاكي‪" :‬أصول املحاكمات في املواد املدنية والتجارية"‪ ،‬منشأة املعارف‬

‫إلاسكندرية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬سعاد بنور‪" :‬العمل القضائي في املادة الجبائية دراسة تحليلية قانونية‪،‬فقهية وقضائية‬

‫مع أحدث إلاجتهادات القضائية الصادرة عن املجلس ألاعلى" دار القلم للطباعة والنشر‬

‫والتوزيع الرباط‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.1112‬‬

‫‪ - ‬سعيد جفري‪" :‬تدبير املالية العمومية باملغرب" مطبعة أوماكراف سطات‪ ،‬الطبعة ألاولى‬

‫‪.1117‬‬

‫‪ ‬عبد هللا حداد‪" :‬القضاء إلاداري على ضوء القانون املحدث للمحاكم إلادارية"‬

‫منشورات عكاظ ‪ -‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2771‬‬

‫‪ ‬عبد العزيز توفيق‪" :‬شرح قانون املسطرة املدنية والتنظيم القضائي" الجزء الثاني –‬

‫املكتبة القانونية‪ -‬الطبعة الثانية ‪.2778‬‬

‫‪ ‬عبد القادر التيعالتي‪" :‬النزاع الضريبي في التشريع املغربي" ( الوجيز في املنازعات‬

‫الضريبية على أسس فرض الضريبة وإحتسابها)‪ ،‬مطبعة دار النشر املغربية الدار‬

‫البيضاء ‪.2779‬‬

‫‪ ‬عبد الكريم الطالب‪" :‬الشرح العملي لقانون املسطرة املدنية"‪ ،‬املطبعة والوراقة‬

‫الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة الخامسة أبريل ‪.1117‬‬

‫‪ ‬دمحم شكيري‪" :‬التشريع الضريبي املغربي‪ ،‬قانون الضريبة على القيمة املضافة ‪ -‬قانون‬

‫الضريبة على الشركات –قانون الضريبة على الدخل – وفق التعديالت لقانون املالية‬

‫‪ 1779 – 1773‬مع الشرح والتعليق"‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2779‬‬

‫‪235‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬دمحم علي راتب‪" :‬قضاء ألامور املستعجلة"‪ ،‬الجزء ألاول‪ ،‬نشر عالم الكتب القاهرة الطبعة‬

‫السادسة‪.‬‬

‫‪ ‬دمحم قصري‪" :‬املنازعات الجبائية املتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء‬

‫املغربي"‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1117‬‬

‫‪ ‬يونس معاطا‪" :‬املنازعات في تحصيل الديون الضريبية باملغرب" السلسلة املغربية‬

‫للعلوم والتقنيات الضريبية‪ ،‬طوب بريس الرباط العدد ألاول يناير ‪.1121‬‬

‫‪ ‬الكتب املتخصصة‬

‫‪ ‬جهد كان حجيبة‪" :‬تحصيل الديون الضريبية بين قانون املسطرة املدنية وخصوصيات‬

‫التشريع الضريبي"‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.1114‬‬

‫‪ ‬حسن الرميلي‪ " :‬إلاكراه البدني على ضوء التشريع املغربي واملقارن"‪ ،‬نشر البديع‬

‫مراكش الطبعة ألاولى ‪.2779‬‬

‫‪ ‬خميس السيد إسماعيل‪" :‬موسوعة القضاء إلاداري‪-‬دعوى إلالغاء ووقف تنفيذ القرار‬

‫إلاداري وقضاء التنفيذ وإشكاالته والصيغ القانونية أمام مجلس الدولة مع املبادئ‬

‫العامة للقضاء املستعجل طبقا ألحدث التعديالت"‪ -‬دار محمود للنشر والتوزيع‪ -‬مصر‬

‫‪.1111‬‬

‫‪236‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬رشيد وهابي وعبد اللطيف أمسادر‪" :‬القضاء الرئاس ي وقضاء ألامور املستعجلة‬

‫باملغرب خالل ثمانين سنة"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء الطبعة ألاولى‪.1121 ،‬‬

‫‪ ‬عبد هللا بونيت‪" :‬إيقاف تنفيذ القرار إلاداري على ضوء إلاجتهاد القضائي املغربي‬

‫واملقارن‪-‬دراسة تطبيقية‪ ، "-‬مطبعة كانبريت الرباط‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.1117‬‬

‫‪ ‬عبد الرحمان أبليال ورحيم الطور ‪" :‬تحصيل الضرائب والديون العمومية على ضوء‬

‫املدونة الجديدة ( قانون ‪ ") 11/79‬مطبعة ألامنية الرباط ‪.1111‬‬

‫‪ ‬عبد اللطيف هداية هللا‪" :‬القضاء املستعجل في القانون املغربي"‪ ،‬مطبعة النجاح‬

‫الجديدة الطبعة ألاولى ‪.2778‬‬

‫‪ ‬عبد الغني خالد‪" :‬املسطرة في القانون الضريبي املغربي"‪ ،‬مطبعة دار النشر املغربية عين‬

‫السبع‪-‬الدار البيضاء ‪.1111‬‬

‫‪ ‬عزمي عبد الفتاح‪" :‬قواعد التنفيذ الجبري" دار الفكر العربي القاهرة ‪.2771‬‬

‫‪ ‬دمحم السماحي‪" :‬مسطرة املنازعة في الضريبة" مطبعة أبي رقراق للطباعة والنشر‬

‫الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.1112‬‬

‫‪ ‬دمحم مرزاق وعبد الرحمان أبليال‪" :‬املنازعات الجبائية باملغرب بين النظرية والتطبيق"‪،‬‬

‫مطبعة ألامنية الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2778‬‬

‫‪ ‬عصمت عبد هللا الشيخ‪" :‬جدوى نظام وقف تنفيذ القرارات إلادارية في تحقيق التوازن‬

‫املطلوب بين إلادارة وإلافراد‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪.1114/1111‬‬

‫‪237‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬صبري دمحم السنوس ي‪" :‬إلاجراءات أمام القضاء إلاداري"‪ ،‬دار النهضة العربية كلية‬

‫الحقوق جامعة القاهرة س ‪.2778‬‬

‫‪ ‬دمحم منقار بنيس‪" :‬القضاء الاستعجالي"‪،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات‬

‫القضائية ‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2778‬‬

‫‪ ‬يونس الزهري‪" :‬الحجز التنفيذي على العقار في القانون املغربي الجزء ألاول"‪ ،‬املطبعة‬

‫والوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.1119‬‬

‫‪ ‬ألاطروحات و الرسائل ‪:‬‬

‫‪ ‬احمد حضراني‪ " :‬النظام الجبائي املحلي على ضوء التشريع املغربي واملقارن" أطروحة‬

‫لنيل دكتوراه الدولة في القانون العام – جامعة الحسن الثاني – كلية العلوم القانونية‬

‫الاقتصادية والاجتماعية بالدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1111 – 2777‬‬

‫‪ ‬حمادة بن املختار‪" :‬السندات التنفيذية إلستخالص ديون الدولة من طرف قباض‬

‫الخزينة"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق –كلية الحقوق –الرباط اكدال‪-‬جامعة دمحم‬

‫الخامس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1111‬‬

‫‪ ‬عبد الحميد الحنودي‪" :‬تحصيل الديون العمومية في التشريع والقضاء املغربي"‪،‬‬

‫أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة دمحم الخامس أكدال ‪.1114‬‬

‫‪ ‬عبد الرحيم حزيكر‪" :‬إشكالية تحصيل الضرائب باملغرب‪ ،‬محاولة في التأصيل والبحث‬

‫في سبيل تحقيق التوازن بين إمتيازات إدارة التحصيل وضمانات امللزم" أطروحة لنيل‬

‫‪238‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الدكتوراه وحدة املالية العامة‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية الحقوق الدار البيضاء ‪-1112‬‬

‫‪.1111‬‬

‫‪ ‬عبد القادر مساعد‪" :‬القضاء إلاداري ضمانة للحقوق والحريات" أطروحة لنيل‬

‫الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق اكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1111‬‬

‫‪ ‬دمحم بيصة‪" :‬املنازعة في قرارات املنازعة في قانونية قرارات إلادارة املكلفة بفرض الضريبة‬

‫بين دعوى إلالغاء وطعون القضاء الشامل"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه‪ ،‬جامعة الحسن‬

‫الثاني كلية الحقوق الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1111-1112‬‬

‫‪ ‬آمال بنعيدي‪ ":‬قراءة في بعض إشكاليات مسطرة فض املنازعات الضريبية في الوعاء"‬

‫رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون الخاص كلية الحقوق سطات‪،‬‬

‫السنة الجامعية ‪.1117-1118‬‬

‫‪ ‬سعيد العمري‪" :‬إيقاف تنفيذ الديون العمومية أمام القضاء إلاداري"‪ ،‬رسالة لنيل‬

‫دبلوم املاستر في القانون الخاص –جامعة القاض ي عياض‪ -‬مراكش ‪.1122- 1121‬‬

‫‪ ‬عبد هللا نشيط‪" :‬املنازعات الجبائي أمام القضاء إلاداري"‪ ،‬بحث لنيل شهادة املاستر‬

‫شعبة القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق السويس ي الرباط‪ ،‬يونيو ‪.1121‬‬

‫‪ ‬عبد الرحيم بشكار‪ ":‬إيقاف الدين الضريبي في املنازعة الجبائية"رسالة لنيل دبلوم‬

‫الدراسات العليا املعمقة في القانون العام‪ ،‬جامعة دمحم الخامس اكدال‪-‬الرباط‪.1119 -‬‬

‫‪239‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬علوش ي عبد الناصر‪" :‬إيقاف إجراءات تحصيل الديون العمومية أمام القضاء‬

‫إلاستعجالي"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في قانون املنازعات‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل كلية‬

‫العلوم القانونية إلاقتصادية وإلاجتماعية مكناس‪.1121 -1117 ،‬‬

‫‪ ‬فاطمة الزهراء ايت الستر‪ ":‬إلاشعار للغير الحائز كآلية من آليات التنفيذ الجبري للديون‬

‫العمومية" رسالة لنيل دبلوم املاستر جامعة القاض ي عياض مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‬

‫‪.1121-1122‬‬

‫‪ ‬ملياء رافع " املنازعة في تحصيل الضريبة بين النظرية والتطبيق" رسالة لنيل دبلوم ماستر‬

‫قانون ألاعمال‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية الاقتصادية والاجتماعية –‬

‫مراكش‪.1121- 1117 -‬‬

‫‪ ‬دمحم أمين راسيمي‪" :‬القضاء إلاداري إلاستعجالي في املادة الضريبية" رسالة لنيل دبلوم‬

‫املاستر قانون عام‪ ،‬جامعة الحسن ألاول‪ -‬سطات‪0310/0310 ، -‬‬

‫‪ ‬مريم أيت بوسلهام‪" :‬إلاكراه البدني كإجراء استثنائي لتحصيل الديون العمومية‬

‫(مقاربة قانونية‪-‬قضائية)" رسالة لنيل دبلوم املاستر جامعة الحسن ألاول سطات –‬

‫قانون عام‪.1122 -‬‬

‫‪ ‬مريم لفريد‪" :‬املنازعات الضريبية في مجال التحصيل" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬

‫املعمقة‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية الاقتصادية والاجتماعية عين الشق‬

‫الدار البيضاء السنة الدراسية ‪.1111/2777‬‬

‫‪240‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬ياية زين العابدين‪" :‬مسطرة الحجز على ضوء مدونة التحصيل"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬

‫املاستر قانون عام‪ ،‬جامعة الحسن ألاول –سطات‪ -‬السنة الجامعية ‪.1122‬‬

‫‪ ‬املـج ـالت واملـقـاالت‪:‬‬

‫‪ ‬أحمد أجعون‪" :‬املحافظ العقاري‪ ،‬اختصاصاته‪ ،‬مسؤوليته ووضعيته إلادارية"‪ ،‬املجلة‬

‫املغربية لإلدارة املحلية والتنمية عدد مزدوج ‪ 11/11‬يناير‪ -‬ابريل ‪.1111‬‬

‫‪ ‬إبراهيم زعيم‪" :‬مسطرة وقف التنفيذ ومسطرة الاستعجال في املادة إلادارية‪ ،‬أي ترابط‬

‫بينهما" م‪.‬م‪.‬إ‪.‬م‪,‬ت‪ ،‬العدد ‪ 21‬يوليوز‪-‬غشت ‪.2771‬‬

‫‪ ‬إبراهيم عقاش‪" :‬إجراءات التحصيل الجبري في مدونة تحصيل الديون العمومية"‪،‬‬

‫مجلة املناهج‪ ،‬عدد مزدوج ‪.1114 ،21/7‬‬

‫‪ ‬الحسن سيمو‪" :‬إلاجراءات املتبعة أمام القضاء إلاستعجالي"‪" ،‬في إلاجراءات املتبعة‬

‫أمام املحاكم إلادارية"‪ .‬منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية سلسلة‬

‫"مواضيع الساعة" عدد ‪.7‬‬

‫‪ ‬املهدي شيبو‪" :‬مؤسسة القاض ي املنتدب في مساطر معالجة صعوبات املقاولة"‪.-‬‬

‫الطبعة ألاولى‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية الرباط سنة ‪.1114‬‬

‫‪ ‬حسن العفوي‪" :‬املنازعة في الضريبة أمام القضاء بين التأسيس والتحصيل" مقال‬

‫منشور بالندوة الجهوية الثامنة "املنازعات الانتخابية والجبائية من خالل اجتهادات‬

‫املجلس ألاعلى "الرباط يومي ‪ 21‬و‪ 22‬ماي إحتفاءا بالذكرى الخمسينية لتأسيس املجلس‬

‫ألاعلى‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬حسن صحيب‪" :‬القضاء إلاداري املغربي"‪ ،‬منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية‬

‫والتنمية‪ -‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬ع‪ 81‬الطبعة ألاولى ‪.1118‬‬

‫‪ ‬حلمي نفطاطة وسمير نور‪" :‬إيقاف تنفيذ إجراءات على ضوء العمل القضائي والتشريع‬

‫الضريبي"‪ ،‬دفاتر املجلس ألاعلى عدد‪.1122/24‬‬

‫‪ ‬عبد هللا العبوني‪" :‬مسطرة بطالن إجراءات التبليغ في ضوء العمل القضائي املغربي"‬

‫مجلة إلاشعاع عدد ‪.11‬‬

‫‪ ‬عبد الرحمان أبليال‪" :‬ألاوامر القضائية املتعلقة بوقف تنفيذ التحصيل الجبري للديون‬

‫الضريبية" مقال منشور باملؤلف الجماعي "املنازعات الانتخابية والجبائية من خالل‬

‫اجتهادات املجلس ألاعلى"‪ ،‬نشر جمعية التكافل الاجتماعي لقضاة وموظفي املجلس ألاعلى‪،‬‬

‫مطبعة ألامنية الرباط‪.1119 -‬‬

‫‪ ‬عبد الرحيم حزيكر‪ " :‬نحو تشريع ضريبي يؤسس لتواصل جيد"‪ ،‬مجلة القصر‪ ،‬العدد‬

‫‪ 22‬يناير ‪.1114‬‬

‫‪ ‬عبد العالي مجبر‪ " :‬طلبات إيقاف النفاذ املعجل وإيقاف التنفيذ أمام محكمة‬

‫إلاستئناف" ‪ ،‬مقال منشور بمجلة املعيار عدد ‪ 11‬يونيو ‪.1122‬‬

‫‪ ‬عبد الغني خالد‪" :‬ضمانات تحصيل الدين الضريبي "‪ ،‬مقال منشور بدفاتر املجلس‬

‫ألاعلى في الندوة الوطنية حول موضوع‪ :‬إلاشكاالت القانونية والعملية في املجال الضريبي‬

‫‪،‬عدد ‪.1122/24‬‬

‫‪242‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬عبد اللطيف العمراني ومراد الخروبي‪" :‬إلاصالح الجديد في ميدان تحصيل الضرائب‬

‫والديون العمومية"‪ ،‬منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية عدد ‪11/1111‬‬

‫سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.1111‬‬

‫‪ ‬عزيز بودالي‪ " :‬إيقاف تنفيذ القرارات إلادارية"‪ ،‬م‪.‬م‪.‬إ‪.‬م‪.‬ت‪ ،‬سلسلة دراسات‪ ،‬العدد ‪-21‬‬

‫‪ 21‬يناير ‪ -‬يونيو ‪.2774‬‬

‫‪ ‬عبد هللا درميش‪" :‬موقع القضاء إلاستعجالي من القضاء بصفة عامة" مقال منشور‬

‫بمجلة ندوة القضاء املستعجل التي نظمها املركز العربي للبحوث القانونية والقضائية‬

‫بتاريخ ‪ 9-1‬فبراير ‪.2784‬‬

‫‪ ‬دمحم البخاري‪" :‬مسطرة تطبيق إلاكراه البدني لتحصيل الديون العمومية على ضوء‬

‫مدونة تحصيل الديون العمومية" منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪،‬‬

‫سلسلة مواضيع الساعة ‪ ،‬عدد ‪.1112 – 22‬‬

‫‪ ‬دمحم املقريني‪" :‬املنازعات الضريبية في مرحلة التحصيل‪ -‬التعرض على املتابعات وفقا‬

‫للقانون رقم ‪ ،"11.79‬أعمال الندوة الوطنية حول "املنازعات الضريبية ‪ 1 -1‬دجنبر ‪1117‬‬

‫‪ .‬عدد خاص ملجلتي القسطاس والزيتونة‪.‬‬

‫‪ ‬دمحم النجاري‪" :‬مهام رئيس املحكمة إلادارية بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬مقال منشور بنشرة‬

‫محكمة إلاستئناف بالرباط ‪ ،‬عدد خاص الطبعة ألاولى ‪.1111‬‬

‫‪243‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬دمحم النجاري " طلبات إيقاف مسطرة استخالص الديون العمومية على ضوء مدونة‬

‫التحصيل الجديدة"‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية للتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 11/11‬عن‬

‫شهري ماي وغشت ‪.1111‬‬

‫‪ ‬دمحم النجاري‪" :‬تساؤالت حول اختصاص املحاكم إلادارية في مسطرة منازعات تحصيل‬

‫الضرائب على ضوء املدونة الجديدة"‪ ،‬دراسة منشورة ضمن منشورات املجلة املغربية‬

‫لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة عدد ‪.1111/22‬‬

‫‪ ‬دمحم الوزاني‪" :‬دور القضاء إلاداري في تحقيق التوازن بين أطراف الدعوى إلادارية" ‪،‬‬

‫املجلة الغربية لإلدارة املحلية والتنمية عدد ‪.29/1111‬‬

‫‪ ‬دمحم اليونس ي‪" :‬تعليق على حكم عدد ‪ 13‬املؤرخ في ‪ 0‬يناير ‪ 0330‬الصادر عن الغرفة‬

‫إلادارية باملجلس ألاعلى" ( ملف إداري عدد ‪ 1301‬بتاريخ ‪ ،)6/1/0331‬منشور باملجلة‬

‫املغربية للمملكة عدد ‪ 2‬يوليوز ‪.1111‬‬

‫‪ ‬دمحم بناني‪" :‬التقريرالسنوي للمجلس ألاعلى عن السنة القضائية ‪ ،"1771‬مطبعة ألامنية‬

‫دجنبر ‪.2777‬‬

‫‪ ‬دمحم بنعزي‪" :‬وقف تنفيذ تحصيل الدين الضريبي على ضوء املادة ‪ 060‬من املدونة‬

‫العامة للضرائب"‪ ،‬دفاتر املجلس ألاعلى عدد‪.1122/24‬‬

‫‪ ‬مصطفى التراب‪" :‬مدى املفارقة واملقاربة بين الحجز لدى الغير وإلاشعار للغير الحائز"‪،‬‬

‫املختصر العملي في القضاء والقانون مقاالت قانونية وبحوث متخصصة‪ ،‬مطبعة ألامنية‪،‬‬

‫الرباط‪ ،‬الطبعة ألاولى‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬دمحم شكيري‪" :‬القانون رقم ‪ 79/11‬املتعلق بتحصيل الضرائب والديون العمومية‪:‬قراءة‬

‫أولية"‪ ،‬منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬عدد‬

‫‪.1112-22‬‬

‫‪ ‬دمحم شكيري‪" :‬تأجيل الوفاء بالدين الضريبي باملغرب بين إرادة املشرع وإجتهاد القضاء"‪،‬‬

‫مجلة دفاتر املجلس ألاعلى ع ‪.8/1111‬‬

‫‪ ‬دمحم ملزوغي‪" :‬التنفيذ الجبري عن طريق إلاكراه البدني من خالل مستجدات مدونة‬

‫تحصيل الديون العمومية"‪ ،‬منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ‪،‬سلسلة‬

‫مواضيع الساعة ‪،‬عدد ‪.1112 -22‬‬

‫‪ ‬دمحم قصري‪" :‬نماذج من إلاشكاالت التي يثيرها تطبيق القانون املتعلق بتحصيل الدين‬

‫العمومي أمام القضاء الاستعجالي"‪ ،‬الندوة الوطنية حول إلاشكاالت القانونية والعملية‬

‫في املجال الضريبي‪ ،‬دفاتر املجلس ألاعلى ‪،‬عدد ‪.1122/24‬‬

‫‪ ‬دمحم قصري‪" :‬تنازع الاختصاص بين املحاكم حول مدونة تحصيل الديون العمومية"‪،‬‬

‫مقال منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية عدد مزدوج ‪ 11-12‬يوليوز –أكتوبر‬

‫‪.1112‬‬

‫‪ ‬دمحم قصري‪ " :‬املنازعات الجبائية املتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء‬

‫إلاداري"‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية م‪.‬م‪.‬إ‪.‬م‪.‬ت العدد ‪ 41‬مطبعة املعارف الجديدة ‪،‬‬

‫الرباط ‪.1111‬‬

‫‪245‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬دمحم قصري‪" :‬قراءة في املدونة الجديدة لتحصيل الديون العمومية"‪ ،‬املجلة املغربية‬

‫لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة عدد ‪.22،1112‬‬

‫‪ ‬يوسف بنباصر‪" :‬الدليل العملي والقضائي في مسطرة إلاكراه البدني" سلسلة بنباصر‬

‫للدراسات القانونية وألابحاث القضائية‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬املطبعة والوراقة‬

‫الوطنية‪ -‬مراكش سنة ‪.1114‬‬

‫‪ ‬يونس الزهري‪" :‬الحجز التنفيذي على العقار في القانون املغربي"‪ ،‬مجلة ألامالك العدد‬

‫‪.1/1‬‬

‫‪ ‬الـنـ ـدوات‪:‬‬

‫‪ ‬سلوى الفاس ي الفهري‪" :‬إيقاف التنفيذ في إستخالص الدين الضريبي أمام القضاء‬

‫املستعجل"‪ -‬الندوة الجهوية املنظمة إحتفاءا بالذكرى الخمسينية لتأسيس املجلس‬

‫ألاعلى‪ -‬الرباط في ‪ 22 -21‬ماي ‪ ،1119‬املنازعات الانتخابية والجبائية من خالل اجتهادات‬

‫املجلس ألاعلى‪.‬‬

‫‪ ‬عبد الرحمان حداد‪ " :‬إلاشعار للغير الحائز بين التشريع واملمارسة القضائية" عرض‬

‫مقدم بالندوة الوطنية حول املنازعات الضريبية التي نظمته كلية العلوم القانونية‬

‫الاقتصادية والاجتماعية بمكناس‪ ،‬بتعاون مع هيئة املحامين بمكناس يومي ‪ 1‬و‪ 1‬دجنبر‬

‫‪ ،1117‬نشرت بعدد خاص بمجلتي القسطاس والزيتونة‪ ،‬مطبعة سلسبيل يوليوز ‪.1121‬‬

‫‪246‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬عبد الغني يفوت‪ " :‬وقف تنفيذ القرارات إلادارية في القانون إلاداري املغربي واملقارن"‪،‬‬

‫الندوة ألاولى للقضاء إلاداري التي انعقدت باملعهد الوطني للدراسات القضائية‪ 28 ،‬ماي‬

‫‪.2771‬‬

‫‪ ‬دمحم نميري‪ " :‬إلاشعار للغير الحائز أية فعالية " مداخلة بالندوة الوطنية حول موضوع ‪:‬‬

‫إلاشكاالت القانونية والعملية في املجال الضريبي‪ ،‬دفاتر املجلس ألاعلى عدد ‪.1122/24‬‬

‫‪ ‬النصوص القانونية و الظهائر‪:‬‬

‫‪ ‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 669.96.1‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 01( 1076‬شتنبر ‪)1796‬‬

‫باملصادقة على قانون املسطرة املدنية‪.‬‬

‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 011.30.1‬صادر في ‪ 01‬رجب ‪ 0 ( 1600‬أكتوبر ‪ )0330‬بتنفيذ القانون‬

‫رقم ‪ 00.31‬املتعلق باملسطرة الجنائية‪.‬‬

‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.71.001‬بتاريخ ‪ 00‬من ربيع ألاول ‪ 13 ( 1616‬شتنبر ‪ ،)1770‬بتنفيذ‬

‫القانون ‪ 61/73‬املحدثة بموجبه املحاكم إلادارية‪.‬‬

‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 39.33.1‬صادر في ‪ 11‬من محرم ‪ 16( 1609‬فبراير ‪ )0333‬بتنفيذ‬

‫القانون رقم ‪ 13.30‬املحدثة بموجبه محاكم إلاستئناف إلادارية‪.‬‬

‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.33.191‬صادر في ‪ 01‬من محرم ‪ 0 ( 1601‬ماي ‪ )0333‬بتنفيذ القانون‬

‫‪ 11.79‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪ ‬القانون رقم ‪ 11/71‬املتعلقة بمدونة التجارة الصادر ألامر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬

‫‪ 1.73.10‬بتاريخ ‪ 11‬ربيع ألاول ‪( 1619‬فاتح أغسطس ‪ ،)1773‬الجريدة الرسمية عدد‬

‫‪ 6611‬بتاريخ ‪.30/13/1773‬‬

‫‪ ‬املدونة العامة للضرائب ‪0310‬‬

‫‪ ‬قانون إلالتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪ ‬القواميس‪:‬‬

‫‪ ‬معجم املصطلحات القانونية لجيرار كورنو‪ :‬ترجمة منصور القاض ي‪ ،‬الطبعة ألاولى‬

‫بيروت ‪1611‬ه ‪ ،1771-‬مجد املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬

‫الجريدة الرسمية ‪.1‬‬

‫‪ ‬املواقع إلالكترونية‪:‬‬

‫‪www.finance.gov.ma ‬‬

‫‪www.tgr.gov.ma/wps/ ‬‬

‫‪www.justice.gov.ma ‬‬

‫‪ ‬املراجع باللغة الفرنسية‬

‫‪‬‬ ‫‪Anas Ben Salah ZEMRANI : "La fiscalité face au développement‬‬

‫‪économique et sociale du Maroc"3 éme Edition, la Porte, Rabat 1982.‬‬

‫‪248‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

 Antoine BROCCA: " le recouvrement de l’impayé :la pratique , la loi et la

jurisprudence" Edition DUNOD ,Paris 1985.

 A.LIEVRE et M. GUICHARD: "Lamy contrôle fiscale et contentieux",

actualité n°24, Paris 2007.

 BARBARIN Marie Masclet : Le contentieux de recouvrement de l’impôt

(LGDJ)" , tome243.

 Buisson JACQUES: "Le sursis au paiement de l’impôt (LGDJ)" ,

bibliothèque des sciences financières , tome 33 ,1996.

 Cyielle DAVID et autre: "Les grands arrêts de la jurisprudence

fiscale" ,3eme édition ,Dalloz Paris 2003.

 Gustave Peser: "Contentieux administratif" ,12 éme ed, Dalloz, paris 2001.

 George Latil: "Contentieux fiscal : Réclamation, sursis de paiement,

recours juridictionnels modèles et formules", Editions Francis le Febre, le vallois

PARIS 2002.

 J.P CASIMIR: "contrôle fiscal" , 8eme édition group revue fiduciaire Paris

2002.

 J.LABIC Juris: "classeur marocain" 1923-1950, tome 2 ,6eme édition

techniques, S .A Paris 1977.

249
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

 Jacque BORE:" La cassation en matière civile" préface de Piérre RAYNAUD,

Sirey, Paris 1980, n 1054 et n 2041.

 Joéle FOSSERALL: "Cas d’ouverture à cassation" Juris classeur, procédure

civile, T .5,1981, FASC.

 Karim SID AHMED: "Droits fondamentaux du contribuable et procédures

fiscales", étude comparative, librairie L’Harmattan, Paris 2007.

 Marc LOZE: Les finances de l’Etat" Edition LA PORTE a Rabat en 1971.

 MAFTAH Abderrahmane: "le sursis a exécution de la procédure de

recouvrement des créances publiques entre la volanté de législateur et

jurisprudence", Mémoire pour L’obtention du diplôme d’étude supérieure

approfondies, Université Mohamed I, FSJES OUJDA, année 2007 -2008.

 PISCERI JULIEN: " L’office de juge administratif des réfères " thèse pour le

doctorat de droit publique, Université du sud TOULON VAR, version 1-25 mars

2009.

 PIASECKI julien: "Autorité de chose ordonnée" ou "chose jugée au

provisoire" in l’Office du juge administratif des réfères.

 OLIVIER FOUQUET: "sursis de paiement :comment faire appliquer la loi "

R.C.F , septembre 2007.

250
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

 manuel des fiches procédures de recouvrement. DOBB .TGR 2003.

 Décision du conseil d’état du: 25avril 2001 Ministre de l’économie des

finance l’industriel/S.A.M.L jan fin n°230166 ET 230345

WWW.CONSEILDETAT.FM LE 08 DECEMBRE.

251
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫رقم‬


‫الجدول‬
‫‪77‬‬ ‫جدول نشاط املحكمة إلادارية بالدار البيضاء سنة ‪1122‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪211‬‬ ‫النشاط املفصل ملجموع املحاكم إلادارية سنة ‪1122‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪211‬‬ ‫جدول قرارات القضاء إلاستعجالي بخصوص دعاوى إيقاف التنفيذ‬ ‫‪2‬‬
‫املرفوعة إليه‬
‫‪219‬‬ ‫جدول تطور الدعاوى املنصبة على إيقاف تنفيذ الدين الضريبي بجهة‬ ‫‪1‬‬
‫الدار البيضاء الكبرى خالل الفترة ‪1121 -1121‬‬
‫‪218‬‬ ‫جدول يبين موقع كل إجراء في منازعة إيقاف تنفيذ الدين الضريبي أمام‬ ‫‪1‬‬
‫املحكمة إلادارية الدار البيضاء خالل سنة ‪1122‬‬
‫‪222‬‬ ‫جدول نشاط محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط سنة ‪1122‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪221‬‬ ‫جدول نشاط محكمة إلاستئناف إلادارية بمراكش سنة ‪1122‬‬ ‫‪9‬‬

‫فهرس الجداول‬

‫‪252‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪211‬‬ ‫جدول جرد قرارات القضاء إلاستعجالي خالل الفترة ‪1121-1121‬‬ ‫‪8‬‬

‫فهرس الرسوم البيانية‬

‫الرقم‬ ‫العنوان‬ ‫رقم الرسم‬


‫البياني‬
‫‪77‬‬ ‫مبيان نشاط املحكمة إلادارية بالدار البيضاء سنة ‪1122‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪211‬‬ ‫مبيان النشاط املفصل ملجموع املحاكم إلادارية سنة ‪1122‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪214‬‬ ‫مبيان قرارات القضاء إلاستعجالي بخصوص دعاوى إيقاف‬ ‫‪2‬‬
‫التنفيذ املرفوعة إليه‬
‫‪219‬‬ ‫مبيان تطور الدعاوى املنصبة على إيقاف تنفيذ الدين‬ ‫‪1‬‬
‫الضريبي بجهة الدار البيضاء الكبرى خالل الفترة ‪-1121‬‬
‫‪1121‬‬
‫‪217‬‬ ‫مبيان يبين موقع كل إجراء في منازعة إيقاف تنفيذ الدين‬ ‫‪1‬‬
‫الضريبي أمام املحكمة إلادارية الدار البيضاء خالل سنة‬
‫‪1122‬‬
‫‪222‬‬ ‫مبيان نشاط محكمة إلاستئناف إلادارية بالرباط سنة ‪1122‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪221‬‬ ‫مبيان نشاط محكمة إلاستئناف إلادارية بمراكش سنة ‪1122‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪212‬‬ ‫جدول جرد قرارات القضاء إلاستعجالي خالل الفترة ‪-1121‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪1121‬‬
‫‪229‬‬ ‫رسم توضيحي لطرق الطعن في املنازعات الجبائية‬ ‫‪7‬‬
‫‪253‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫ا‬

‫لفهرس‬

‫مقدمة‪2 ..................................................................................................................................................‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬التنظيم القانوني واملسطري لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية ‪21 ......................‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬ماهية طلبات إيقاف تنفيذ إجراءات تحصيل الديون الضريبية‪24 ........................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬إلاطار القانوني لعملية تحصيل الديون الضريبية‪24 ........................................‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬مفهوم تحصيل الدين الضريبي‪29 ..................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬تعريف الدين العمومي واملدين به‪28 ..................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تحصيل الدين الضريبي‪12 ................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل تحصيل الدين الضريبي‪11 .................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬التحصيل الرضائي‪11 ..........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التحصيل الجبري‪21 ...........................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لطلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪14 .............................‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬تعريف طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪14 ..............................................‬‬

‫‪254‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز مسطرة إيقاف تنفيذ الضريبة عن املساطر ألاخرى‪41 ........................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬تمييز مسطرة منح التسهيالت عن إيقاف التنفيذ‪41 ........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تمييز إيقاف التنفيذ عن وقف ألاداء‪49 ...........................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الخصوصيات املسطرية لطلبات وقف تنفيذ الدين الضريبي‪81 ...........................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬الشروط الشكلية لطلبات إيقاف التنفيذ‪81 .....................................................‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬الشروط غير املرتبطة بالعريضة‪82 ................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬وجود نزاع بين امللزم وإلادارة الضريبية‪82 ..........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إستمرارية قابلية الضريبة للتنفيذ‪81 ..............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط املرتبطة بالعريضة‪84 ......................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬شروط توجيه العريضة ضد طالب إلايقاف‪89 ..................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شرط التعليل الكافي‪88 ......................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الشروط املوضوعية لطلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪71 ......................‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬شرط جدية املنازعة وعدم املساس بجوهر النزاع‪71 .....................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬شرط جدية املنازعة‪71 .........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شرط عدم املساس بجوهر النزاع‪74 ................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شرط إلاستعجال وتقديم الضمانة الالزمة‪211 ............................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬شرط إلاستعجال‪211 ...........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شرط تقديم الضمانات عند اللزوم‪214 ...........................................‬‬
‫خاتمة الفصل ألاول‪222 .......................................................................................................................:‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املنازعة القضائية في طلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪224 .................................‬‬

‫‪255‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫املبحث ألاول‪ :‬والية القضاء في منازعات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪227 .....................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬تنازع إلاختصاص القضائي للبت في منازعات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي ‪211‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬حدود إختصاص القضاء إلاستعجالي للبت في منازعات إيقاف تنفيذ الدين‬
‫الضريبي‪212 .........................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬إختصاص رئيس املحكمة إلادارية‪219 ................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إختصاص الرئيس ألاول ملحكمة إلاستئناف إلادارية ‪229 ................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تنازع إلاختصاص بين املحاكم التجارية وإلابتدائية‪211 .................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬إختصاص املحاكم التجارية‪212 ..........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إختصاص املحاكم إلابتدائية‪219 ......................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬مسار دعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪217 ..............................................‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬إلاجراءات املتعلقة برفع الدعوى إلاستعجالية‪211 .........................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬إلاجراءات املتعلقة بموضوع دعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‬
‫‪211 .................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إلاجراءات املتعلقة بجلسات املحكمة إلادارية‪218 ...........................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬البت في دعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪241 ........................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬تنفيذ طلبات إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪242 ..............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن في أوامر إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪241 ........................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬إلاشكاالت الكبرى لدعوى إيقاف تنفيذ الديون الضريبية‪292 ...............................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬موقف القانون من طلبات إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪291 .............................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬مدونة تحصيل الديون العمومية‪291 .................................................‬‬

‫‪256‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املادة ‪ 060‬من املدونة العامة للضرائب‪282 .....................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬موقف القواعد العامة من إيقاف تنفيذ الدين الضريبي‪281 ........................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬املادة ‪ 06‬من قانون املحاكم إلادارية‪281 .............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬املادة ‪ 17‬من قانون املحاكم إلادارية‪289 ...........................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة بإجراءات تحصيل الدين الضريبي‪272 ..............................‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة باإلجراءات العادية للتحصيل الجبري‪272 .......................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬إلاشكاليات املرتبطة بحجز ألاصل التجاري‪272 ................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة بحجز العقارات‪271 ..........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة باإلجراءات إلاستثنائية للتحصيل الجبري‪111 ................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬إلاشكاالت املتعلقة بإيقاف تنفيذ إلاكراه البدني‪111 .........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إلاشكاالت املرتبطة بإيقاف تنفيذ إلاشعار للغير الحائز )‪(ATD‬‬
‫‪121 .................................................................................................................................‬‬
‫خاتمة الفصل الثاني‪114 ......................................................................................................................:‬‬
‫خاتمة عامة‪117 .....................................................................................................................................‬‬
‫امللحق‪121 ..............................................................................................................................................‬‬
‫الئحة املراجع‪121 ..................................................................................................................................‬‬
‫الفهرس‪111 ............................................................................................................................................‬‬

‫‪257‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪258‬‬
‫سلسلة االحباث اجلامعية و االكادميية‬

‫‪259‬‬

You might also like