You are on page 1of 29

‫ماستر العق ار والتعمير‬

‫مادة المنازعات العق ارية‬

‫عرض ت ح ت عنوان‪:‬‬
‫منازع ات الجماع ات التراب ية‬

‫‪ ‬إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬


‫‪ ‬انجاز الطلبة‬
‫زكرياء العماري‬ ‫أيوب الصديق‬
‫بوشعيب قاديب‬
‫خالد البلوي‬

‫الـــمـــوســــم الــــــجـــامــــعــــي‪2019/2018 :‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫تعتبر الجماعات الترابية وحدات ترابية داخلة في حكم القانون العام تتمتع بالشخصية المعنوية‬

‫واإلستقالل المالي‪،‬هذا مانصت عليه المادة األولى من الميثاق الجماعي الذي عدل وتمم بالقانون‬

‫‪،08.17‬والدستور الحالي للملكة المغربية في فصله ‪ 135‬نص على أن الجماعات الترابية‬

‫أشخاص إعتبارية خاضعة للقانون العام تسير شؤونها بكيفية ديمقراطية‪،‬والجماعات الترابية بهذه‬

‫الصفات يثبت لها حق التملك‪.‬‬

‫ويقصد بأمالك الجماعات الترابية كافة األموال العقارية والمنقولة‪،‬التي تمتلكها هذه األخيرة ملكية‬

‫تامة كاملة أو تتصرف فيها تصرفا كامال أو يعود إليها تدبيرها في حدود مايسمح به القانون‪،‬‬

‫والتي إكتسبتها أو أصبحت تحت تصرفها على إثر إقتنائها من الدولة أو من غيرها تبعا للقواد‬

‫القانونية أو التنظيمية‪،‬أو نزعت ملكيتها طبقا لما يقضي به قانون نزع الملكية أو حصلت عليها‬

‫جراء مبادالت أو عن طريق هبات ‪،...‬وأمالك الجماعات الترابية على نوعين أمالك عامة‬

‫وأمالك خاصة‪.‬‬

‫فاألمالك العامة الجماعية هي تلك العقارات التي تمتلكها الجماعات الترابية المتمثلة في الجماعات‬

‫والعماالت واألقاليم والجهات ملكية قانونية نامة وتكون مرصودة إلستعمال العموم أو لتسيير‬

‫المرافق العمومية الجماعية‪،‬ومن أهم خصائصها أنها تخضع لقواعد القانون العام‪،‬وغير قابلة‬

‫للتفويت‪،‬والحجز أو إكتساب ملكتها بالتقادم‪،‬واليجوز نزع ملكيتها تطبيقا لمقتضيات الفصل ‪ 4‬من‬

‫القانون ‪ 7.81‬المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة واإلحتالل المؤقت‪.‬‬

‫أما األمالك الخاصة الجماعية هي األمالك التي تمتلكها الجماعات كملكية األفراد لعقاراتهم‪،‬‬

‫وتتصرف فيها بجميع انواع التصرفات المعروفة في القانون المدني‪،‬من بيع وكراء وغير ذلك‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫واألمالك الجماعية سواء منها العامة أو الخاصة لها دور كبير في تنمية الجماعة‪،‬إن على‬

‫المستوى اإلجتماعي أو اإلقتصادي أو الثقافي‪،‬وهذه األمالك األهمية إال أنها التخلوا من إشكاالت‬

‫وهو ما سنحاول التطرق له في هذا العرض على ضوء اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫إلى أي حد ساهمت النصوص القانونية المتعلقة بالجماعات الترابية عامة والحضرية والقروية‬

‫خاصة في حل المنازعات وتوفير حماية ألمالكها وحفظ حقوق األطراف ؟‬

‫لإلجابة عن هذه اإلشكالية سنقسم الدراسة في هذا العرض إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المنازعات المتعلقة بتكوين األمالك الجماعية‬

‫المبحث الثاني‪:‬المنازعات المتعلقة بتدبير األمالك الجماعية‬

‫‪3‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬المنازعات المتعلقة بتكوين أمالك الجماعات ‪.‬‬
‫للجماعات الترابية عامة والجماعات القروية‪ 1‬والحضرية ‪2‬خاصة ‪ ،‬أمالك عامة وخاصة اهتم‬

‫المشرع بتنظيمها منذ عهد الحماية ‪.‬وقد أقر لها عدة طرق لتكوينها ومن ابرزها االقتناء‬

‫بالتراضي ونزع الملكية واالعتداء المادي ‪ ،‬وتنازل الدولة عن بعض امالكها لفائدتها ‪ ،‬باالضافة‬

‫الى الحاق بعض االمالك بها حسب القانون ‪ 25.90‬المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات‬

‫السكنية ‪.3‬‬

‫ولجوء هذه الجماعات لبعض هذه الطرق في التكوين لتوفير أرصدة عقارية ‪،‬وتحقيق التنمية‬

‫المحلية قد يولد نزاعات ناشئة باالساس اما عن تعسفها نظرا لمركزها القوي التي تتمتع فيه‬

‫بامتيازات السلطة العامة ‪ ،‬مما يضطر معه الخواص الى مقاضاة الجماعة ‪ ،‬وبالتالي الزامها‬

‫باحترام المساطر والشكليات القانونية ‪ ،4‬أو منازعات ناشئة عن عدم احترام بعض االفراد‬

‫لمساطر قانونية ينتج عنها مقاضاتهم من طرف الجماعة ‪.‬‬

‫وسنكتفي في هذا المبحث التطرق ألهم المنازعات التي تثار في تكوين أمالك الجماعات ‪ ،‬اذ‬

‫أهمها يتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالعتداء المادي – كمطلب أول – ثم تلك المتعلقة‬

‫بالحاق بعض االمالك الخاصة بالتجزئات العقارية بأمالك الجماعات كمطلب ثان ‪.‬‬

‫‪ 1‬التي ينظم أمالكها الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 26‬شوال ‪ 1373‬الموافق ل‪ 28‬يونيو ‪ 1954‬بشان االمالك التي تمتلكها الجماعات‬
‫القروية ‪.‬الجريدة الرسمية عدد‪ 2177‬بتاريخ ‪16‬يوليوز ‪ 1954‬ص ‪.2027‬‬
‫‪ 2‬والمنظمة أمالكها بظهير شريف صادر بتاريخ ‪ 17‬صفر ‪ ، 1340‬الموافق ل ‪ 19‬اكتوبر ‪ 1921‬المتعلق باالمالك الخاصة بالبلديات ‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد‪ 446‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر‪،1921‬ص ‪ .1022‬كما تم تتميمه وتغييره بالظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪28‬ربيع‬
‫االول ‪ 1356‬الموافق ل ‪ 12‬مايو ‪. 1937‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1286‬بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪ ،1937‬ص ‪1058‬‬
‫‪ 3‬القانون ‪ 25.90‬المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات الذي صدر بتنفيده الظهير الشريف رقم ‪7.1.92‬‬
‫الصادر في ‪ 15‬من ذي الحجة ‪ 1412‬الموافق ل ‪ 17‬يونيو ‪ ، 1992‬الجريد الرسمية عدد‪ 4159‬بتاريخ ‪ 14‬محرم ‪ 1413‬الموافق ل‬
‫‪ 15‬يوليوز ‪ ، 1992‬ص ‪ .880‬كما تم تعديله بالقانون ‪ 66.12‬المتعلق بزجر المخالفات في مجال التعمير والبناء الصادر بتنفيده الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.16.124‬بتاريخ ‪ 21‬من ذي الحجة ‪ 1437‬المافق ل ‪ 19‬سبتمبر ‪ ، 2016‬ص ‪6630‬‬
‫‪ 4‬محمد المجدوبي " مناز عات امالك الجماعات الترابية على ضوء اجتهاد القضاء االداري المغربي " سلسة البحث االكاديمي ‪ ،‬مطبعة‬
‫االمنية الرباط ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2014‬ص ‪23‬‬

‫‪4‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬منازعات نزع الملكية واالعتداء المادي ‪.‬‬

‫لقد تبين من خالل احصاء مواضيع الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الجماعات ‪ ،‬ان نسبة‬

‫كبيرة منها تتعلق أساسا بمنازعات عقارية ناتجة أساسا عن اقدام االدارة اما على نزع الملكية في‬

‫اطار المسطرة المعمول بها ‪ ،‬واما بالترامي عليها مباشرة واحتاللها دون اللجوء الى مسطرة‬
‫‪5‬‬
‫نزع الملكية كما نص على ذلك القانون‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬منازعات نزع الملكية ‪.‬‬

‫لم يعرف المشرع المغربي نزع الملكية الجل المنفعة العامة مكتفيا في القانون ‪ 6 7.81‬بالنص‬

‫في الفصل االول على " ان نزع ملكية العقارات كال او بعضا أو ملكية الحقوق العينية العقارية ال‬

‫يجوز الحكم به اال اذا اعلنت المنفعة العامة ‪ ،‬وال يمكن اجراؤه اال طبق الكيفيات المقررة في هذا‬

‫القانون مع مراعاة االستثناءات المدخلة عليه كال او بعضا بموجب تشريعات خاصة ‪ ".‬وباستقراء‬

‫هذا القانون نجد ان هذه الكيفيات منظمة بشكل دقيق وفق مسطرتين أولها ادارية وثانية قضائية ‪.‬‬

‫وسنتعرض لكل مرحلة على حدى من خالل بعض االجراءات التي تثار فيها نزاعات بين‬

‫الجماعة والمراد نزع ملكيته ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬قرار اعالن المنفعة العامة ‪ ،‬وهو من أهم مراحل مسطرة نزع الملكية ‪ ،‬اذ هو مرحلة‬

‫حاسمة به يتقرر اضفاء صبغة المنفعة العامة على الملكية الخاصة لالفراد ‪ ،‬بحيث يصبح‬

‫صاحب االرض مدعنا بما أصبحت ملكيته مقيدة به من حيث تخصيصها النجاز مشروع يكتسي‬

‫صبغة المنفعة العامة‪ .7‬اال ان االدارة قد يحصل ان تتعسف أحيانا في طبيعة المنفعة العامة‬

‫المقررة وخاصة انها تخضع لسلطتها التقديرية ‪ ،‬لكن المشرع اعطى للمراد نزع ملكيته حق‬

‫‪ 5‬دورية وزير الداخلية رقم ‪/21‬ق ت م ‪ 2 /‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪2006‬موجهة الى السادة والة وعمال العماالت واالقاليم وعمال‬
‫المقاطعات بالمملكة حول ضبط المنازعات القضائية للجماعات المحلية وهيئاتها ‪.‬‬
‫‪ 6‬القانون ‪ 7.81‬المتعلق بنزع الملكية الجل المنفعة العامة وباالحتاللل المؤقت ‪ ،‬الصادر بتنفيده الظهير الشريف رقم ‪1.81.254‬‬
‫الصادر في ‪11‬رجب ‪ 1402‬المافق ل ‪ 6‬مايو ‪ ، 1982‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3685‬بتاريخ ‪ 15‬يونيو ‪ ، 1983‬ص ‪980‬‬
‫‪ 7‬المصطفى التراب "القضاء االداري وحماية الملكية العقارية "مطبعة االمنية ‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ، 2013‬ص ‪30‬‬

‫‪5‬‬
‫المنازعة في هذا القرار عن طريق دعوى االلغاء ‪.‬فقد كان القضاء في مجال نزع الملكية ‪،‬‬

‫يقتصر فقط على التاكد من اعالن المنفعة العامة من عدمها ‪ ،‬واقترانها بنزع الملكية ‪ ،‬ولم يكن له‬

‫النظر في أكثر من ذلك ‪ ،‬لكن بدأت الغرفة االدارية بالمجلس االعلى سابقا محكمة النقض حاليا‬

‫في االخد بنظرية المالئمة‪ 8‬اذ أصبح القاضي االداري ال يكتفي بالنظر الى المنفعة العامة نظرة‬

‫مجردة ‪ ،‬بل يتجاوز ذلك الى النظر فيما يعود به القرار من فائدة تحقق أكبر قدر من المصلحة‬

‫العامة ‪ ،‬يمكن للقاضي االداري في هذا المجال أن يوازن بين الفوائد التي يستحقها المشروع‬

‫المزمع انشاؤه ‪ ،‬والمصالح الخاصة التي سيمس بها ‪ .9‬وعليه فان كل شخص ينازع الجماعة في‬

‫اصدارها لمقرر المنفعة العامة يمكن ان يطعن امام قضاء االلغاء الذي يقوم بالتأكد من توفر‬

‫شرط المنفعة العامة المبررة لنزع الملكية ‪ ،‬واذا توفرت عليه ان يقدرها ويوازن بينها وبين‬

‫االضرار الممكن احداثها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تحديد التعويض ‪ .‬ان حرمان الخواص من ملكيتهم جبرا على االقل يقتضي حصولهم‬

‫على تعويضات كافية وعادلة ‪ ،‬وهو االمر الذي تثار فيه نزاعات خاصة وان المكلف بتحديد هذا‬

‫التعويض هي لجان ادارية لها عالقة مباشرة بالجماعة في حالة كانت هي نازعة الملكية‪ ،‬لكن‬

‫المشرع اعطى امكانية المنازعة في مشروعية وعدالة هذا التعويض ‪ ،‬وطلب الزيادة فيه ‪ ،‬اذ‬

‫يتولى القاضي االداري النظر في شرعية التعويض المحدد من طرف االدارة وله كذلك حق‬

‫االستعانة بالخبرة أو أكثر حسب سلطته التقديرية بناءا على عناصر التعويض المحددة في المادة‬

‫‪ 20‬من القانون ‪7.81‬وهو ما أكدته العديد من القرارت القضائية منها القرار الذي جاء فيه " ان‬

‫التعويض المقترح من لدن اللجنة االدارية للتقييم ال يعدو ان يكون مجرد اقتراح يتوقف نفاده على‬

‫قبوله من طرف المنزوعة ملكيته وفق ما يقتضي الفصل ‪ 42‬من قانون نزع الملكية‪ .‬وانه ال مانع‬

‫‪ 8‬التي يمكن تعريفها بأنها تقوم االخد بعين االعتبار قبل تقدير المنفعة العامة بمعرفة ما يتحقق من مزايا و فوائد والوقوف على ما ترتبه‬
‫من أضرار واعتداءات على الملكية الخاصة لالفراد ‪ ،‬واالضرار الناتجة عن ذلك بمختلف انواعها‬
‫‪ 9‬من الحيتيات التي جاءت في قرار صادر عن المجلس االعلى عدد‪ 5000‬بتاريخ ‪ 05/05/1997‬في الملف رقم ‪ ، 95/63‬اورده‬
‫المصطفى التراب ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪31‬‬

‫‪6‬‬
‫من اعتماد خبرات مماثلة تنصب على نفس المرسوم القاضي بنزع الملكية طالما ان المحكمة‬

‫كونت قناعتها من خالل العناصر الواردة في تلك الخبرات‪ 10"...‬وفي نظرنا المتواضع وتفاديا‬

‫لمنازعات التعويض والحيف الذي قد يتعرض له نازع الملكية ‪ ،‬حبدا لو تم االعتماد على عقود‬

‫المقارنة في تحديد هذا التعويض ‪ ،‬أي تلك التي تم تفويتها بنفس المنطقة ولها نفس المساحة ‪،‬‬

‫ولما ال االعتماد على أثمنة مرجعية كما هو معمول به في المجال الضريبي كلما اتاحت‬

‫االمكانية ذلك‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬منازعات االعتداء المادي‬

‫يتحقق االعتداء المادي عندما تلجأ الجماعة الحضرية او القرويه الى االستيالء على عقارات‬

‫الخواص بطريقه غير مشروعه ‪،‬ودون التباع االجراءات المنصوص عليها في قانون نزع‬

‫الملكية‪ .‬وحيث ان الملكيه كما هو مسلم به من اقدس الحقوق واقدمها ‪ ،‬اذ قررت كل الشرائع‬

‫السماوية النهي عن االعتداء عليها واكدت ذلك كل الدساتير الوطنية‪ .‬فان كل اعتداء على الملكية‬

‫اال ويجعل العدالة تتدخل لتقول كلمتها وبالتالي لكل شخص تعتدي الجماعة على ملكيته طلب‬

‫حماية قضائية‪.‬‬

‫يعود االختصاص في قضايا االعتداء المادي الى القضاء االستعجالي االداري ‪،‬الذي له الحق‬

‫في وضع حد لهذا االعتداء برفعه او بايقاف االشغال المباشرة على العقارات ‪،‬كما لقضاء‬

‫الموضوع كذلك في طلب رفع االعتداء عن الضرر الذي يلحق صاحب العقاروالنظر في دعاوى‬

‫التعويض‪.‬‬

‫‪ 10‬قرار الغرفة االدارية بالمجلس االعلى عدد‪471‬بتاريخ ‪ 09/11/1995‬ملف اداري عدد ‪ 97/10309‬أورده محمد المجدوبي ‪ ،‬م س‬
‫‪ ،‬ص ‪44‬‬

‫‪7‬‬
‫فبالنسبة للتعويض فلكل معتدي على عقاره حق الحصول على التعويض عن فقدان حق الرقبة‬

‫والتعويض عن الحرمان من االستغالل ‪،‬وهذا ما نستنتجه من احد االحكام‪ 11‬الصادرة عن ادارية‬

‫الرباط الذي جاء فيه "وحيث ان االعتداء المادي يكون واضحا عندما تلجأ االدارة الى تنفيذ‬

‫اجراء يتبين في ظاهره عدم امكان اسناده الى نص تشريعي او تنظيمي‪ ،‬فان المشرع حدد لالدارة‬

‫الطرق القانونية لنزع ملكية االراضي للمنفعة العامة‪ ،‬وان وضع اليد في غياب المساطر المحددة‬

‫قانونا يجعل واقعه االعتداء المادي و مسؤولية االدارة قائمة عن مختلف االضرار التي تنتج عن‬

‫ذلك والتي تشمل التعويض عن فقدان الرقبة و عن االحتالل غير المشروع و عن الحرمان من‬

‫االستغالل"‬

‫ويحكم التعويض في اطار االعتداء المادي عدة مقتضيات تشكل ضمانة للمعتدى عليه ‪،‬اولهاأن‬

‫تحديد التعويض ال يراعي فيه جانب المصلحة العامة‪ 12‬وبالتالي فال مجال تطبيق مقتضيات‬

‫الفصل ‪ 20‬من قانون نزع الملكية‪ ،‬وبالتالي جرد االدارة المعتدية من امتيازات هذا الفصل ‪،‬وهذا‬

‫ما اكدته العديد من القرارات االدارية الذي جاء في احداها" حيث ان المحكمة اي محكمة‬

‫االستئناف االدارية بالرباط الصادر عنها القرار المطعون فيه بالنقض لما عللت قرارها بكون‬

‫الدعوى ترمي الى المطالبة بالتعويض في اطار االعتداء المادي الذي تعرض له العقار فانها لم‬

‫تكن ملزمة تطبيق مقتضيات قانون نزع الملكية الجل المنفعة العامة ‪،‬وبالتالي فاناعتمادها قيمة‬

‫باالضافة الى‬ ‫‪13‬‬


‫التعويض الحالية يكون مطابقا للقانون وقرارها معلل بما فيه الكفاية "‬

‫مقتضى جد مهم يتعلق بكون دعوى التعويض عن االعتداء المادي غير خاضعه للتقادم ‪ ،‬وهو‬

‫ما اكدته العديد من القرارات القضائية منها قرارمحكمة االستئناف االدارية بالرباط جاء فيه‬

‫مايلي" يشكل االعتداء المادي واقعه مستمرة ال تسقط بالتقادم مادامت االدارة لم ترفع يدها عن‬

‫العقار المستولى عليه ولم تقم بجبر الضرر الناتج عنه ومن ثم فانه ال تسري عليه احكام التقادم‬

‫‪ 11‬حكم المحكمة االدارية بالرباط رقم ‪ 04‬بتاريخ ‪ 2‬يناير ‪ 2006‬في الملف رقم ‪ 02-700‬أورده محمد مجدوبي ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪55‬‬
‫‪ 12‬المصطفى التراب ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪116‬‬
‫‪ 13‬قرار الغرفة االدارية بالمجلس االعلى عدد ‪ 19‬بتاريخ ‪ ، 2010/01/06‬اورده المصطفى التراب ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪119‬‬

‫‪8‬‬
‫النعدام صلته بالمشروعية" ‪ 14‬وكذلك حكم للمحكمة االدارية بمراكش تحت عدد ‪ 763‬بتاريخ‬

‫‪ 2011//10 18‬الذي اكدت فيه على ما يلي "حيث يهدف الطلب الى تحميل الجماعة الحضرية‬

‫لجمعة سحيم مسؤولية االعتداء المادي الواقع على عقار المدعي الكائن بحي الزراقة بجمعة‬

‫سحيم اقليم اسفي والحكم عليها بادائها له تعويضا قدره ‪ 452.000.00‬درهم عن حرمانه من‬

‫االستغالل مع النفاذ المعجل ‪.‬وحيث دفعت الجماعة المدعى عليها بتقادم الدعوى طبقا للفصل‬

‫‪ 106‬من قانون االلتزامات والعقود الذي ينص على ان دعوى التعويض من جراء جريمة او‬

‫شبه جريمة تتقادم بمضي خمس سنوات تبتدئ من الوقت الذي بلغ فيه الى علم الفريق المتضرر‬

‫و من هو المسؤول عنه‪ ،‬وتتقادم في جميع االحوال بمرور ‪ 20‬سنه تبتدئ من وقت حدوث‬

‫الضرر‪ ،‬لكن حيث استقر العمل القضائي في المادةاالدارية على اعتبار واقعه االعتداء المادي‬

‫المنسوب الى االدارة واقعة مستمرة ومتجددة في الزمن ال تخضع للتقادم المنصوص عليه في‬

‫الفصل ‪ 106‬المذكور مما يتعين رد دفع بهذا الصدد"‪.15‬‬

‫واخيرا بعد الحكم بالتعويض ‪،‬واستحقاقه من طرف المعتدى على عقاره نتساءل هل الحكم‬

‫بالتعويض يتبعه الحكم بنقل الملكيه الى االدارة ؟ فمن الناحية القانونية ‪ ،‬ان ااالعتداءعلى عقار‬

‫الغير بدون اتباع اجرات نزع الملكيه هو في الحقيقه خروج عن المشروعية وضرب للمبدا‬

‫الدستوري الذي يكرس حماية وقداسه حق الملكية و هو االمر الذي أقرته بعض القرارات‬

‫االدارية ‪ ،‬والتي اعتبرت أن الجماعة لها حيازه مادية فقط وليس قانونية نظرا لعدم عدم‬

‫مشروعية مدخلها‪ ،‬ومن القرارات السارية نحو هذا التوجه ‪:‬قرار صدر عن الغرفة االدارية‬

‫بالمجلس االعلى ‪،‬اعتبر ان نقل ملكيه عقار الى االدارة في اطار نزع الملكية الجبري ‪،‬ال يتم اال‬

‫في اطار المسطرة القانونية المنصوص عليها في القانون المتعلق بنزع الملكية الجل المنفعة‬

‫‪ 14‬قرار المحكمة االستئنافية االدارية بالرباط عدد‪ 500‬بتاريخ ‪ 2007/07/18‬في الملف رقم ‪ ، 2007/06/117‬اورده المصطفى‬
‫التراب ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪121‬‬
‫‪ 15‬حكم المحكمة االدارية بمراكش عدد ‪ 763‬بتاريخ ‪ 18.10.2011‬في الملف عدد‪ / 2011/12/1380‬أورده محمد المجدوبي ‪ ،‬م س ‪،‬‬
‫ص ‪63‬‬

‫‪9‬‬
‫العامة واالحتالل المؤقت استنادا الى أحكام الدستور التي تقضي بان الحق الملكية مضمون وان‬

‫القانون وحده هو الذي يحد من مداه‪ ،‬وان االدارة حينما تقوم باالستيالء على ملك الغير خارج‬

‫االطار القانوني المشروع ‪،‬فان هذا يشكل اعتداء ماديا ال يمكن للقضاء أن يكرسه ويضفي‬

‫المشروعية عليه وذلك من خالل نقل ملكية العقار المستولى عليه الى االدارة المسؤوله عن هذا‬

‫العمل المادي على اثر الحكم بالتعويض عن الرقبة لفائدة المالك ‪.16‬لكن غالبية العمل القضائي‬

‫االداري يسير في اتجاه اخر وهو اعتبار االعتداء المادي بمثابه مسطرة نزع ملكيه غير مباشرة‬

‫يتم االستجابة الى طلب االدارة بنقل الملكيه اليها بعد تعويضها للمعتدى عليه و ذلك رغبة في‬

‫الحفاظ على المال العام‪ ،‬وتجنب الصعوبات التي تثار اثناء الرغبة في تحفيظ هذه العقارات اذا‬

‫ان المحافظ العقاري ال يمكنه تحفيظ االمالك بدون حصوله على حكم نهائي يقضي بنقل الملكية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنازعات المتعلقة بالحاق الطرق واالزقة بملك الجماعة‬

‫باالضافة الى منازعات االعتداء المادي‪ ،‬و نزع الملكية الجل المنفعة العامة التي تحتل الحيز‬

‫االكبر في المنازعات العقارية للجماعة الحضرية أو القروية‪ .‬نجد كذلك بعض المنازعات‬

‫المتعلقه بابرز طرق تكوين االمالك‪ ،‬و المتعلقة بالحاق الطرق ‪،‬وشبكات الماء والكهرباء‪،‬‬

‫والمساحات المغروسة بملك الجماعة العام ‪.‬اذ أنه قبل صدور القانون ‪ 90. 12‬كان المشرع‬

‫يخول امكانية احداث تجزئات عقارية في عقارات غير محفظة ‪ ،‬وبالتالي ينتج عن التسليم‬

‫النهائي لالشغال مباشرة الحاق االزقه‪ ،‬والطرق وماهو مشار اليه اعاله بالملك العام للجماعة‬

‫الحضرية او القروية ‪.‬و لتفادي المنازعات في هذا الشأن يتعين على كل من الوالة والعمال و‬

‫رؤساء الجماعات تحفيظ األمالك الخاصة بهذه الجماعات‪ . 17‬ما يعني ان هذه االمالك الجماعية‬

‫غير المحفظة ال تبرز فيها أي منازعات اال ما تعلق بالتحفيظ ‪ ،‬بل االكثر من ذلك يصعب‬

‫‪ 16‬قرار الغرفة االدارية بالمجلس االعلى بتاريخ ‪ 2005/12/28‬تحت عدد ‪ 698‬في الملفين االداريين رقم ‪ 2567/3/4/2005‬و‬
‫‪04/4/3/2889‬‬
‫‪ 17‬دوري وزير الداخلية رقم ‪.57‬م م ج م بتاريخ ‪ 1995‬موجهة الى السادة الوالة وعمال العماالت واالقاليم ورؤساء الجماعات حول‬
‫تحفيظ الممتلكات الخاصة بهم‬

‫‪10‬‬
‫تصورها حتى عند رغبة الجماعة في تحفيظ هذه االمالك ذلك انه ال يتصور ان يتعرض شخص‬

‫على تحفيظ طريق او مساحة مخصصة لعامة الناس ‪.18‬‬

‫من جهه اخرى نجد أنه بعد صدور القانون ‪ 25.90‬أصبح المشرع المغربي يشترط قبل االذن‬

‫في احداث تجزئة‪ ،‬ضرورة ان يكون العقار محفظ ‪،‬أو على االقل في طور التحفيظ مع انتهاء‬

‫اجل التعرضات‪ ،‬وبالتالي تلحق الى الملك العام للجماعة االزقة والطرقات واالجنة العمومية‬

‫‪،‬انسجاما و أحكام المادة ‪ 29‬من القانون نفسه التي جاء فيه" يترتب على التسليم النهائي قيام‬

‫أعاله‬ ‫‪19‬‬
‫رئيس الجماعة الحضرية او القروية بعد موافقة اللجنة المشار اليها في الماده ‪24‬‬

‫‪،‬بتسليم شهادة تثبت ان الطرق و مختلف الشبكات توجد في حالة سليمة‪.‬‬

‫يتوقف عن تسليم الشهادة المنصوص عليها اعاله الحاق طرق التجزئة او المجموعة السكنية‬

‫وشبكات الماء والمجاري والكهرباء والمساحات غير المبنية المغروسة باالمالك العامة للجماعة‬

‫الحضرية و القروية‪.‬‬

‫يكون الحاق الطرق والشبكات والمساحات المشار اليها اعاله باالمالك العامة للجماعة محل‬

‫محضر يجب قيده باسمها في الصك العقاري االصلي للعقار موضوع التجزئة ‪ ،‬ويباشر هذا‬

‫التقييد مجانا من الجماعة الحضرية و القروية التي يعنيها األمر"‬

‫ورغم ان المشرع المغربي نص صراحة على هذه المسطرة اال ان الواقع العملي نجد فيه‬

‫تقاعس الجماعة غالبا في تقييد هذه االمالك في اسمها‪ ،‬وهو ما يولد بعض المنازعات المتمثلة‬

‫‪ 18‬هذا بالنسبة لملك الجماعة العام أما الملك الخاص للجماعة فيتصور ذلك والمنازعات المتعلقة بتحفيظ امالكها وتحديدها كثيرة ‪ ،‬شأنها‬
‫شأن امالك الخواص‬
‫‪ 19‬وتتالف هذه اللجنة من‬
‫‪-‬ممثل الجماعة رئيسا‬
‫‪-‬المهندس المعماري المزاول عمله في الجماعة أو المهندس المعماري للعمالة واالقليم‪.‬‬
‫‪-‬المهندس المزاول عمله في الجماعة أو مهندس العمالة اواالقليم‬
‫‪-‬ممثل السلطة االدارية المحلية‬
‫‪-‬ممثل ا لمصالح الخارجية للتعمير أو اذا كانت التجزئة تقع بدائرة اختصاص وكالة حضرية ممثل هذه الوكالة‬
‫‪-‬ممثل مصالح المحافظة على االمالك العقارية‬
‫‪-‬م مثل الوزارة المكلفة بالتجهيز والنقل اذا تعلق االمر بتجزئةة مجاورة للملك العام البحري او طرق المواصاللت البرية غير الجماعية‬
‫‪-‬ممثل المصالح المكلفة بتوزيع الماء والكهرباء‬

‫‪11‬‬
‫اساسا في حصول بعض أصحاب التجزئات على شهادة الملكية ب اسمائهم ‪20‬وتفويت االمالك‬

‫المفترض الحاقها للملك الجماعي لالغيار ‪،‬بل ااالكثر من ذلك حصولهم على رخص البناء في‬

‫أماكن مخصصة حسب دفتر الشروط والتحمالت لمرافق عمومية او اجزاء من الملك العمومي‬

‫البلدي‪. 21‬هذا باالضافه الى المنازعات التي تتمخض عن االيداع الجزئي الشغال التجزئة الذي‬

‫يفتح الباب على مصراعيه لمخالفة أحكام قوانين التعمير و دفتر الشروط والتحمالت‪.‬و نخلص‬

‫الى القول انه جل المنازعات المرتبطة بهذه بوسيلة تكوين امالك الجماعة هذه سببها بعض‬

‫رؤساء الجماعات الذين يتواطون مع أصحاب التجزئات العقارية‪.22‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المنازعات المتعلقة بتدبير األمالك الجماعية‪.‬‬

‫بعد أن تطرقنا في المبحث األول للمنازعات المتعلقة بأساليب تكوين األمالك الجماعية‪،‬في هذا‬

‫المبحث أن الجماعات وهي بصدد قيامها بأعمال التدبير لممتلكاتها قد يكون سببا إلثارة بعض‬

‫المنازعات بينها و بين األطراف اآلخرين‪ .‬وهذه النزاعات التي قد تثار في هذا المضمار تختلف‬

‫طبيعتها و كذا كيفية تعامل القضاء معها بحسب تدبير الجماعة ألمالكها الخاصة أو العامة والتي‬

‫من الواجب أن تعتني بها و تستغلها إستغالال حسنا‪ .‬و من شأن هذا اإلستغالل‪23‬أن يوفر لها‬

‫موارد مالية هامة عالوة على تحقيق الخدمات المتوخاة من وراء هذه األمالك‪ .‬و على إعتبار‬

‫أمالك الجماعة الخاصة مثلها مثل باقي أمالك الخواص من حيث الخصائص و العمليات التي‬

‫ترد عليها و تبعا لذالك نفس النزاعات التي قد تثار بشأنها لذالك سوف نتحدث عن أهم المنازعات‬

‫المتعلقة فقط باألمالك العامة الجماعية و التي تتمثل في النزاعات الناشئة عن الترخيص بشغل‬

‫الملك العام‪ ،‬هذا األخير الذي يتم وفق مسطرة تمنح على أساسها هذه الرخص شريطة أن تطبق‬

‫‪ 20‬أحمد العطاري " المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري ‪ ،‬الجزء ‪ "1‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬طبعة ‪ ، 2018‬ص ‪ ،88‬بتصرف‬
‫‪ 21‬على سبيل المثال نجد هذا الواقع في مدينة حد السوالم كنمودج ‪.‬اذ ان اغلب االماكن التي يفترض فيها ان تكون مساحات خضراء‬
‫تابعة للملك العام الجماعي ‪ ،‬نجد فيها منشئات تابعة للخواص‪.‬‬
‫‪ 22‬باالضافة الى تقصير الجماعات في مراقبة امالكها وذلك بعدم مباشرة تحفيظها أو تقييدها في الصك العقاري ‪ ،‬باالضافة الى عدم‬
‫التمسك بالمقتضيات التي جاء بها ظهير االمالك البلدية الذي ينص على ان امالكها ال يبطل حقها فيها بمرور الزمن‬
‫‪23‬محمد بوجيدة تدبير األمالك العامة للجماعات المحلية و هيئاتها‪ ،‬رخصة شغل الملك العام الجماعي مؤقتا‪ -‬سلسلة المرشد اإلداري‬
‫عدد‪ 4‬ص‪.33‬‬

‫‪12‬‬
‫بشكل موحد ‪.‬على كل األشخاص الذين يتقدمون لطلب رخص شغل الملك العام ‪24‬وتملك الجماعة‬

‫كامل الصالحية في سحب الرخصة لمن سبقت و أن سلمتها له إذا دعت ذالك المصلحة العامة أو‬

‫إخالل المحتل للملك العام الجماعي بأحد اإللتزامات الملقاة عليه الشيء الذي ينتج عنه مجموعة‬

‫من المنازعات التي عرضت على القضاء للفصل فيها (مطلب أول) كما أن أداء اإلتاوة مقابل‬

‫شغل الملك العام الجماعي أفرز مجموعة من النزاعات (مطلب ثاني)‬

‫المطلب األول ‪ :‬منازعات سحب الترخيص بإستغالل األمالك العامة الجماعية‪.‬‬

‫يعتبر الترخيص بإستعمال الملك العام الجماعي ترخيصا مؤقتا ينتهي بإنتهاء مدته المحددة‬

‫بموجب قرار الترخيص‪ ،‬وهذا هو المآل العادي له غير أنه قد يحدث أن تعمد اإلدارة إلى سحب‬

‫الترخيص من المستفيد قبل إنتهاء مدته و هو حق لها غير أنه مقيد بإحترامها للمتضيات القانونية‬
‫‪25‬‬
‫الواجبة‪.‬‬

‫و من تم فإن اإلدارة تتوفر على سلطة تقديرية لسحب الترخيص متى إستلزمت المصلحة العامة‬

‫ذالك (فقرة أولى) و كذا عند إخالل المستفيد من الترخيص بإلتزاماته (فقرة ثانية) فهو حق مكفول‬

‫لها غير أنه و في مقابل ذالك يفرض القضاء رقابته على صحة قراراتها‪ ،‬سواء من حيث‬

‫المشروعية أو من حيث المالئمة‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬سحب الترخيص إلعتبارات المصلحة العامة‪.‬‬

‫تقوم الجماعة بسحب الترخيص بإستغالل األمالك العامة الجماعية بمقتضى الفصل ‪ 6‬من ظهير‬

‫‪ 1918‬الذي نص على انه يمكن للجهة مانحة الترخيص سحبه في أي وقت و قبل إنتهاء مدته‬

‫إلعتبارات المصلحة العامة و إشترطت لذالك فقط توجيه إنذار للمستفيد حدد له المشرع مدة ثالثة‬

‫‪24‬محمد المجدوبي منازعات أمالك الجماعات الترابية على ضوء إجتهاد القضاء اإلداري المغربي " م س ص ‪. 74‬‬
‫‪ 25‬حورية اليوسفي رخص إستغالل األمالك العامة الجماعية على ضوء التشريع و القضاء مطبعة المعارف الجديدة طبعة ‪ 2018‬ص‬
‫‪.66‬‬

‫‪13‬‬
‫أشهر و من تم فإن سحب الترخيص إلعتبارات المصلحة العامة هو حق تمارسه الجماعة‬

‫بمقتضى القانون و هو ما أكده القضاء في عدة مناسبات‪ ،‬حيث جاء في قرار للمحكمة اإلدارية‬

‫بوجدة ما يلي "قرار الترخيص بإستغالل الرصيف يعد من القرارات المؤقتة التي ال تخول حقوقا‬

‫مكتسبة أو مراكز قانونية محددة و يجوز للسلطة اإلدارية التي سلمته التراجع عنه كلما إقتضت‬
‫‪26‬‬
‫المصلحة العامة ذالك "‬

‫غير أن سلطة اإلدارة هذه في سحب الترخيص بإستغالل األمالك الجماعية العامة تظل مقيدة‬

‫بحيث يبقى للقضاء حق مراقبة مدى إلتزام الجماعة باإلجراءات المسطرية المقررة قانونيا و كذا‬

‫مدى شرعية السبب الذي استندت عليه الجماعة للقول بالمصلحة العامة و هل يشكل فعال مصلحة‬

‫عامة أوال ‪ .27‬و في هذا اإلطار تدخل القضاء اإلداري المغربي وأقربوجوب إثبات شرط‬

‫المصلحة العامة حيث إعتبرت المحكمة اإلدارية بمكناس أن إثبات المصلحة العامة أمر ال محيد‬

‫عنه عند رغبة الجماعة في سحب الترخيص و قد جاء في الحكم المذكور ما يلي "إستنادا إلى‬

‫المادة ‪ 11‬من كناش الشروط يمكن للمجلس الجماعي إلغاء الترخيص بإستغالل المحطة الطرقية‬

‫في حالة الضرورة (كلمة الضرورة مقترنة بالمصلحة العامة) لذالك وجب إثباتها من طرف‬

‫الجهة اإلدارية مصدرة اإللغاء"‪28‬و في حكم آخر للمحكمة اإلدارية بالرباط تضمن ما يلي "لئن‬

‫كانت مقتضيات الفصل ‪ 6‬من ظهير ‪ 1918‬المتعلق باإلعتماد المؤقت يمنح لإلدارة السلطة في‬

‫تقدير المصلحة العامة عند قيامها بسحب رخصة اإلستغالل المؤقت ‪ ،‬فإن ذالك ال يمنع القضاء‬
‫‪29‬‬
‫من مراقبة تجليات المصلحة العامة حينما تكون محل منازعة أمامه"‬

‫‪26‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ ‪ 2000-11-15‬أورده خرائط ميمون األمالك العمومية بين اإلستعمال الجماعي و الخصوصي‬
‫مقال منشور بمجلة أمالك الدولة العدد األول ‪ 2012‬ص ‪. 117‬‬
‫‪27‬حورية اليوسفي م‪.‬س ص ‪.67‬‬
‫‪28‬حكم المحكمة اإلدارية بمكناس صادر بتاريخ ‪ 1997/07/21‬مجلة المحامي عدد ‪ 35‬سنة ‪ 1999‬ص ‪.218‬‬
‫‪29‬حكم للمحكمة اإلدارية بالرباط تحت عدد ‪ 578‬بتاريخ ‪ 1997/07/08‬منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد ‪ 32‬سنة‬
‫‪ 2000‬ص ‪.184‬‬

‫‪14‬‬
‫و ال ريب أن الرقابة التي يفرضها القضاء من األهمية بمكان‪ ،‬ألنها تضع الحد ألي إنحراف من‬

‫جانب الجماعة و تقلل من عمليات سحب الترخيص ألجل المنفعة العامة متى كان ذالك غير‬
‫‪30‬‬
‫مرتكز على أساس‪.‬‬

‫كما أن القضاء اإلداري يحرص على مراقبة إحترام اإلدارة للمسطرة الواجبة بمقتضى القانون‬

‫بحيث إعتبرت محكمة اإلستئناف اإلدارية بالرباط في إحدى قراراتها الصادرة ضد المجلس‬

‫الجماعي لمدينة خريبكة أنه بعدم إحترام هذا األخير لمقتضيات الفصل ‪ 6‬من ظهير ‪1918‬‬

‫المتعلق بشغل الملك العام مؤقتا (المستأنف عليه) و ذالك بإشعار المستأنفة بسحب رخصة‬

‫إستغالل الملك العام الجماعي ثالثة أشهر قبل السحب يكون قد أضر بالمستأنفة من جراء عدم‬

‫أخذها لإلحتياطات الالزمة قبل اإلقدام على عملية الهدم و إن التعويض المحكوم به جاء مناسبا‬
‫‪31‬‬
‫لجبر الضرر مما يجعل الحكم المستأنف صائبا و واجب التأييد‪.‬‬

‫إن الجرأة التي تميز بها القضاء اإلداري ليس في مراقبة مدى شرعية المسطرة المتبعة من قبل‬

‫اإلدارة عند سحبها للترخيص و إلغاء القرار بناء على ذالك‪ ،‬و لكن هذه الجرأة تتجسد في إقراره‬

‫بتعويض لفائدة المستفيدة جراء الضرر الذي لحقها و إن لم ينص القانون على ذالك ‪.‬‬

‫إن تميز القضاء اإلداري بهذه الميزة تماشيا مع كونه قضاء إنشاء من شأنه أن يعزز أهمية الدور‬

‫الذي تشكله الرقابة القضائية ‪ ،‬فمن خالل تدخله بفرض تعويضات لصالح المستفيد عند تضرره‬

‫من سحب الترخيص دون سند شرعي ‪ ،‬يكون قد ساهم في تقوية ثقة المستفيد من رخص إستغالل‬

‫األمالك الجماعية العامة ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬سحب الترخيص عند إخالل المستفيد بإلتزاماته‪.‬‬

‫‪ 30‬حورية اليوسفي م‪.‬س ص ‪.68‬‬


‫‪31‬قرار لمحكمة اإلستئناف اإلدارية بالرباط تحت عدد ‪ 274‬بتاريخ ‪ 2007/05/09‬في الملف رقم ‪ 6/7/71‬أورده المجدوبي محمد م‪.‬س‬
‫ص ‪.84‬‬

‫‪15‬‬
‫تعمد الجماعة إلى سحب الترخيص من المستفيد عند إخالله باإللتزامات الملقاة على عاتقه‬

‫بموجب قرار الترخيص الممنوح له و هذا ما أكده المجلس األعلى في قراره رقم ‪ 152‬الصادر‬

‫في ‪ 6‬يوليوز ‪1961‬‬

‫في الملف اإلداري ‪32 ،61/6880‬إذ جاء فيه ما نصه "إن سحب الترخيص بشغل الملك العام‬

‫الجماعي يجب أن يكون مثبتا إما على إخالل المرخص له بإلتزاماته و إما لسبب ‪"........‬‬

‫و يجب أن يتم السحب بعد التأكد من المخالفات المرتكبة من قبل المستغل و هو ما يتطلب إنجاز‬

‫محضر معاينة في الموضوع من قبل لجنة مختصة ذالك ‪،‬أن محضر المعاينة يقوم حجة ضد‬

‫المستفيد و لصالح الجماعة بحيث يتضمن موعد إنتقال اللجنة إلى الملك‪ ،‬و المالحظات التي‬

‫عاينتها من قبيل عدم إلتزام المستغل مثال بإستغالل الملك فيما تم الترخيص به أم عدم إلتزامه‬

‫بالمحافظة على الملك و هذا حتى يتسم قرار الجماعة بالمشروعية و حتى تتجنب إلغاءه أمام‬

‫القضاء لعيب السبب أو الشطط في إستعمال السلطة‪33‬و قضت المحكمة اإلدارية بأكادير في‬

‫حكمها الصادر في ‪ 2013/11/12‬بما يلي "و حيث إن الثابت من وثائق الملف أن المدعى‬

‫عليهم لم يقوموا بتسليم القطعة األرضية موضوع االحتالل المؤقت إلى الطرف المدعي بعد وفاة‬

‫مورثهم‪ .‬و حيث إن عدم إحترام مقتضيات قرار االحتالل المؤقت للملك العمومي يترتب عنه‬
‫‪34‬‬
‫إخالء المدعى عليهم لهذا الملك "‬

‫و يالحظ أن الجماعة نادرا ما تلجأ إلى سحب الترخيص بإستغالل الملك العام عند إخالل المستفيد‬

‫بإلتزاماته و ما يؤكد ذالك شح القضايا المعروضة على القصاء في هذا الشقالذي من شأنه أن‬

‫يعلن على حسن إدارة الجماعة و نجاعة مراقبة السلطة المحلية و على قدرتهم على القضاء على‬

‫‪ 32‬محمد شوراق تدبير أمالك الجماعات الحضرية و القروية في ضوء الميثاق الجماعي دار السالم الطبعة األولى ‪ 2007‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ 33‬حورية اليوسفي م‪.‬س ص ‪. 70‬‬
‫‪ 34‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بأكادير تحت عدد ‪ 2013/1063‬بتاريخ ‪ 2013/11/12‬أورده داحا حمدات االحتالل المؤقت للملك‬
‫العمومي النظام القانوني و المنازعات‪ -‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬قانون المنازعات العمومية كلية الحقوق ظهر‬
‫المهراز جامعة سيدي محمد بن عبدهللا ‪ .‬فاس ‪ 2015/2014‬ص ‪. 62‬‬

‫‪16‬‬
‫التجاوزات التي تصدر من أصحاب التراخيص و هو األمر الصحيح و الذي يجنب الجماعة عددا‬
‫‪35‬‬
‫من النزاعات التي يمكن أن تحل على المستوى اإلداري و بعيدا عن القضاء‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المنازعات المتعلقة باإلتاوة المستحقة مقابل اإلستغالل‪.‬‬

‫يلزم كل مستغل للملك العام الجماعي بأداء مقابل إستغالله لذالك الملك‪ ،‬حيث أن اإلستغالل‬

‫الخاص للملك الجماعي العام ينطوي على حرمان الغير من اإلنتفاع به‪ ،‬كما ينطوي على‬
‫‪36‬‬
‫إستعمال هذا الملك في غير ما خصص له‪.‬‬

‫إن مسألة تحديد اإلتاوة المستحقة للجماعة مقابل شغل الملك العام تعرف عددا من اإلختالالت‬

‫ذالك أن ظهير ‪ 1918‬لم يضع معايير موضوعية و دقيقة لتحديد إتاوة إستغالل تراعي عدة‬

‫جوانب من بينها موقع الملك العام‪ ،‬موضوع اإلستغالل‪،‬مساحته‪ ،‬أهمية المشروع المزمعإنجازه ‪،‬‬

‫الربح الذي سيجنيه المرخص له باإلستغالل و غيرها ‪ ،‬بل إكتفى في الفصل السابع منه بالحديث‬

‫عن واجب إستغالل الملك العمومي دون التطرق لهذه العناصر المذكورة أعاله‪37.‬كما أن القانون‬

‫رقم ‪ 89.30‬المحدد لنظام الضرائب المستحقة للجماعات المحلية و هيآتها قد تضمن مجموعة‬

‫من األحكام التي تهم عمليات شغل الملك العام الجماعي‪ ،‬و أول مالحظة تثير الباحث بخصوص‬

‫هذا القانون هي أنه جاء متناقضا مع أحكام ظهير ‪ 1918‬المتعلق بشغل الملك العام‪38.‬ذالك أنه‬

‫إغفل اإلعتماد على هذا األخير‪ ،‬كما أنه لم يشملجميع حاالت شغل الملك العام و هو األمر الذي‬

‫نتج عنه إعتماد الجماعات على نصين متناقضين مما رتب العديد من اإلشكاالت في تحديد اإلتاوة‬

‫المستحقة عن شغل الملك العام موضوع الرخصة‪ .‬في هذا الصدد طرحت العديد من النازعات‬

‫حول اإلتاوات و مدى أحقية فرضها (فقرة ثانية) و أدائها مقابل شغل الملك (فقرة أولى) كما أن‬

‫‪ 35‬حورية اليوسفي م‪.‬س ص ‪.71‬‬


‫‪ 36‬محمد مومن "اإلستغالاللمؤقت للملك العام الجماعي في القانون المغربي "دار وليلي للطباعة و النشر" الطبعة األولى ‪ 2003‬ص‬
‫‪. 63‬‬
‫‪ 37‬داحا حمدات م‪.‬س ص ‪. 12‬‬
‫‪ 38‬بوجيدة محمد م‪.‬س ص ‪. 24‬‬

‫‪17‬‬
‫رغبة اإلدارة في الرفع من مداخيلها و التطور الزمني يحتمان مسألة الزيادة في اإلتاوة المحددة‬

‫في قرار الترخيص غير أنه في غالب األوقات ال يستسيغ صاحب رخصة إستغالل الملك العام‬

‫هذه الزيادة و هو ما يدفعه للجوء إلى القضاء‪ (39‬فقرة ثالثة)‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬منازعات أداء اإلتاوة‪.‬‬

‫يعمد بعض المستفيدين من إستغالل األمالك العامة الجماعية في حاالت عديدة إلى التقاعس عن‬

‫أداء المبالغ المقررة كإتاوة مقابل هذا اإلستغالل‪ ،‬و هو األمر الذي يضر بميزانية الجماعة مما‬

‫يدفع بها إلى اللجوء إلى القضاء إلستصدار أحكام تقضي بتمكينها من هذه المبالغ ‪.‬‬

‫و في هذا الصدد صدر قرار عن محكمة اإلستئناف اإلدارية بالرباط تحت عدد ‪ 228‬بتاريخ‬

‫‪ 2013/01/21‬جاء فيه ما يلي "و حيث دفع المستأنف (المدعي) بكون الرسم على اإلستغالل‬

‫المؤقت للملك العام (‪ )R.O.T‬برسم سنوات ‪ 2003‬على ‪ 2007‬هو رسم نوعي يفترض حول‬

‫حصول الملزم على ترخيص قصد شغل الملك العام المؤقت و أنه و أمام عدم تسلمه مثل ذالك‬

‫الترخيص فإن فرض تلك الرسوم يبقى باطال ملتمسا الحكم بإلغاء جميع الرسوم الجبائية ‪.......‬‬

‫غير أنه و خالفا لما تمسك به الطرف المستأنف فإنه و فضال عن كونه لم يقم بالتظلم بخصوص‬

‫فرض الرسم الجماعي المطعون فيه داخل األجل القانوني بإعتبار تحقق علمه اليقيني بفرض‬

‫ذالك الرسم في مواجهته على األقل منذ ‪ 2010/10/29‬تاريخ تقديمه لتظلمه األول بشأن‬

‫المسطرة تحصيل ذالك التوجيب كما هو ثابت في أخر الفقرة األولى من الصفحة الثانية من الحكم‬

‫الصادر عن المحكمة اإلدارية بفاس عدد ‪ 778‬بتاريخ ‪ 2011/05/17‬في الملف رقم‬

‫‪ 2011/09/01‬و عدم تقديمه لتظلمه بشأن مسطرة الفرض إال بتاريخ ‪ 2011/09/21‬و هو ما‬

‫يبقى معه طعنة موضوع الدعوى الراهنة مقدما خالفا للمقرر قانونيا‪ ،‬فإنه و فضال عن ذالك‬

‫فباإلطالع على الحكم المذكور آنفا يتضح بأن المستأنف عليه لم ينازع في جميع أطوار تلك‬

‫‪39‬حورية اليوسفي م‪.‬س ص ‪. 74‬‬

‫‪18‬‬
‫المسطرة في صفته كخاضع لرسم اإلستغالل المؤقت للملك العام المطعون و لم ينف عن نفسه‬

‫صفة الخاضع لذالك الرسم ‪ ،‬و يكون بذالك الحكم المستأنف حيث قضى برفض الطلب مصادقا‬
‫‪40‬‬
‫للصواب فيما ذهب إليه و واجب التأييد "‬

‫و قضت المحكمة اإلدارية بالرباط حكمها الصادر بتاريخ ‪ 2013/04/22‬أيضا بأداء المستفيد‬

‫لواجبات إستغالل الملك العام و جاء فيه ما يلي " و حيث ينص الفصل ‪ 7‬من ظهير ‪ 30‬نونبر‬

‫‪ 1918‬على أنه (يوجب شغل األمالك أداء مبلغ سنوي يعين قدره في القرار المتعلق بذالك‪)....‬‬

‫فضال عن أن المادة ‪ 3‬من قرار االحتالل المؤقت الذي جاء فيه (يؤدي المستفيد ‪ .....‬إتاوة سنوية‬

‫قابلة للمراجعة قدرها ‪ 450,00‬درهما ‪...‬‬

‫و حيث إن المحكمة بإطالعها على الفواتير من سنة ‪ 2007‬إلى متم ‪ 2012‬تبين لها أنها لم‬

‫تؤدى‪ ،‬مما يجعل المدعى عليه مدينا بها و لم يوف ما بذمته الشيء الذي تكون معه هذه‬
‫‪41‬‬
‫المستحقات واجبة األداء و يتعين على المدعى عليه تصفيتها و براءة ذمته منها"‬

‫كما جاء في حكم لها تحت عدد ‪ 4953‬ما يلي "حيث إن الخبير إحترم في تقريره كافة الشروط‬

‫الشكلية المتطلبة قانونا و ضمنه كافة العناصر و المعطيات التي من شأنها أن تساعد المحكمة‬

‫على البت في الطلب و حيث إن المحكمة و إنطالقا من العناصر التي أفرزتها الخبرة قد إرتأت‬

‫المصادقة على تقرير الخبرة و بالتالي يكون الدين المتخلد في ذمة المدعى عليها هو‬
‫‪42‬‬
‫‪ 951.100,18‬درهما "‬

‫‪40‬قرار صادر عن محكمة اإلستئناف اإلدارية بالرباط عدد ‪ 228‬في الملف عدد ‪ 12/9/911‬بتاريخ ‪ 2013/01/21‬غير منشور أوردته‬
‫حورية اليوسفي م‪.‬س ص ‪. 75‬‬
‫‪ 41‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط تحت عدد ٍ‪ 1421‬بتاريخ ‪ 2013/04/22‬أورده داحا حمدات م‪.‬س ص ‪. 61‬‬
‫‪42‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط تحت عدد ‪ 4953‬بتاريخ ‪ 2013/12/31‬أورده داحا حمدات م‪.‬س ص ‪. 60‬‬

‫‪19‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المنازعات المتعلقة بالطعن في صحة فرض اإلتاوة‪.‬‬

‫ترتبط هذه النزاعات باألساس باإلشكالية المتعلقة بالوعاء العقاري موضوع رخصة أستغالل‬

‫الملك العام الجماعي‪ ،‬بحيث إن غياب معيار واضح يستند عليه إلضفاء صفة العمومية على ملك‬

‫ما أوقع الجماعات في هفوات ترتب عليها فرض إتاوات عن إستغالل العامة للجماعة على‬

‫حاالت إستغالل أمالك تتفق وصفة الملك العام و من بين النزاعات التي طرحت هناك النزاعات‬

‫التي قامت بناء على فرض إتاوة مقابل تعليق المحامون و األطباء للوحات تحمل أسماءهم على‬

‫واجهات العمارات‪.‬‬

‫في حين إعتبر المجلس الجماعي لوحة المحامي منقوال يشغل حيزا من الملك العام لغرض مهني‬

‫بناء للقانون ‪ 89.30‬الذي يحدد بموجبه نظام الضرائب المستحقة للجماعات و هيآتها ‪ ،‬دفع‬

‫المحامون هذه اللوحة ال تعلق إستنادا إلى القانون المذكور بل إلى مقتضيات القانون النظم لمهنة‬

‫المحاماة كما ال يتطلب تعليقها شغل أي حيز من الملك العام فضال على أنها ال تتضمن أي عنوان‬

‫أو إشهار لوجود المانع القانوني المتمثل في المقتضيات القانونية التي يفرضها قانون مهنة‬

‫المحاماة ‪43.‬و كان السؤال المطروح هو ما مدى وجوب إتاوة على اللوحة التي يعلقها المحامي‬

‫بإعتبارها منقوال يشغل حيزا من الملك العام لغرض مهني ؟‬

‫شكل عرض النزاعات التي أثارتها هذه اإلشكالية على القضاء فرصة لهذا األخير ليتدخل‬

‫بإجتهادات قارة غير أن المالحظ أن موقف المحاكم اإلدارية في هذا الباب قد تميزت باإلنقسام‬

‫‪،‬ذالك أنه سبقوأن عرضت هذه المسألة على المحكمة اإلدارية بأكادير و التي قضت في حكمها‬

‫عدد ‪ 1‬بتاريخ ‪ 26‬ماي ‪ 1994‬بأن اللوحة المرخص للمحام بوصفها داخل مكتبه أو خارجها‬

‫ليست من المنقوالت التي تشغل حيزا و قضاء من الملك الجماعي بصفة مؤقتة أو دائمة كما‬

‫يتطلب ذالك الفصل ‪ 189‬من القانون ‪ 89.30‬و ذالك لإلعتبارات التالية ‪:‬‬

‫‪ 43‬أمزيد الجياللي الضريبة على اللوحة المهنية للمحام مقال منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد ‪ 1995/13‬ص‬
‫‪.134‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ .1‬عدم تطابق اللوحة المهنية مع أي صنف من أصناف المنقوالت المحددة حصرا في‬

‫المادة ‪ 192‬من ظهير ‪ 21‬نونبر ‪. 1989‬‬

‫‪ .2‬عدم وجوب الحصول على الترخيص الخاص لإلستفادة من شغل الملك العام الجماعي‬

‫كما تستوجب ذالك المادة ‪ 192‬من نفس الظهير‪.‬‬

‫‪ .3‬عدم إثبات المجلس الجماعي لما يقيد شغل اللوحة المهنية لحيز من فضاء الملك‬

‫الجماعي و طلب الترخيص الالزم إلحتالله ‪.‬‬

‫و أيضا عرضت نفس اإلشكالية القانونية على المحكمة اإلدارية بالرباط و التي قضت في حكمها‬

‫عدد ‪ 87‬بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪ 1995‬و بعد لجوءها إلى خبرة بخالف ما قضت به المحكمة‬

‫اإلدارية بأكادير و أقرت صحة فرض اإلتاوة مقابل تعليق المحامي للوحته مرتكزا في ذالك على‬

‫إعتبارين أساسين ‪:‬‬

‫‪ .1‬إعتبار اللوحة من المنقوالت التي عددتها على سبيل الحصر المادة ‪ 1925‬من ظهير‬

‫‪ 21‬نونبر ‪. 1989‬‬

‫‪ .2‬اللوحة المهنية في حكم المنقول الشاغل لحيز من فضاء الملك الجماعي العام لمجرد‬
‫‪44‬‬
‫أنها على ممر عمومي ‪.‬‬

‫وأمام هذا اإلنقسام في توجهات المحاكم اإلدارية كان لزاما على محكمة النقض أن تحسم األمر و‬

‫هو ما تجسد في قرار لها تحت عدد ‪ 100‬بتاريخ ‪ 1996/02/13‬بحيث جاء فيه "أن تعليق‬

‫المحامي بباب مكتبة أو باب البناية اللوحة ال يجعل منها منقوال يتوفر على المواصفات التي‬

‫قصدها المشرع في الفصل ‪ )....( 192‬و حيث إن المحامي حين يعلق اللوحة ال يقوم بعملية‬

‫إشهار و ال دعاية إنما يستجيب لمقتضيات قانون المهنة الذي يخول له هذا الحق "‪ 45‬و من تم‬

‫‪ 44‬أمزيد الجياللي م‪.‬س ص ‪134‬‬


‫‪ 45‬قرار صادر عن محكمة النقض (المجلس األعلى سابقا) عدد ‪ 100‬بتاريخ ‪ 1996/02/13‬في الملف اإلداري عدد ‪95/5/10314‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 50.49‬سنة ‪ 1997‬ص ‪.131‬‬

‫‪21‬‬
‫تكون محكمة النقض قد حسمت األمر بعدم إعتبارها للوحة المحام من قبل اللوحات التي تحدث‬

‫عنها الفصل ‪ 192‬من القانون رقم ‪ 89.30‬و قد كانت محكمة النقض محقة في ذالك بحيث إن‬
‫‪46‬‬
‫إعتبار لوحة المحامي منقوال يشغل حيزا من الملك العام في توسيع في تعريف الملك العام ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬المنازعات المتعلقة بالزيادة في قيمة اإلتاوة‪.‬‬

‫تعمد اإلدارة أحيانا إلى الزيادة في قيمة اإلتاوة المفروضة على المستفيد من شغل الملك العام‬

‫الجماعي خاصة أن موارد هذا اإلستغالل من المفروض أن تشكل إمدادات هامة لميزانية‬

‫الجماعة غير أنه هذه الزيادة غالبا ما ال تلقى أي ترحيب من لدن المستفيد و هو ما يدفعه إلى‬
‫‪47‬‬
‫اللجوء إلى القضاء اإلداري ألجل حفظ قيمة اإلتاوة ‪.‬‬

‫و في هذا الصدد صدر عن المحكمة اإلدارية بوجدة حكم رقم ‪ 18‬قضى لصالح المستفيد مستندا‬

‫في ذالك على عدم إحترام قرار الزيادة في قيمة اإلتاوة للضوابط القانونية و حيث جاء فيه مايلي‬

‫"لئن كانت الرسوم المستحقة لفائدة الجماعةعن إستغالل ملك جماعي يتم بواسطة قرار جبائي إال‬

‫أن سعرها و الزيادة فيها يجب أن يحدد في نطاق القوانين و األنظمة المعمول بها وأن عدم بيان‬

‫المجلس لكيفية تحديد مبلغ الزيادة وإتسام هذا المبلغ بالغلو يجعل قراره مشوبا بتجاوز السلطة‬
‫‪48‬‬
‫"‬

‫و في حكم آخر للمحكمة اإلدارية بالرباط جاء فيه ما يلي "و حيث إنه و بعد دراسة المحكمة‬

‫لكافة معطيات القضية و اإلحاطة بمالبساتها يتبين لها أن جوهر النزاع بين الطرفين يتوقف على‬

‫معرفة مدى أحقية اإلدارة في الزيادة في اإلتاوة المستحقة عن إستغالل الملك العام بصورة مؤقتة‬

‫بشكل منفرد منها و مطالبة الشركة الطاعنة بها دون أن ينص على ذالك في قرار الترخيص‬

‫األول ‪.‬‬

‫‪ 46‬حورية اليوسفي م‪.‬س ص‪.78‬‬


‫‪ 47‬حورية اليوسفي م‪.‬س ص‪.78‬‬
‫‪48‬حكم للمحكمة اإلدارية بوجدة عدد ‪ 18‬بتاريخ ‪ 2002/02/23‬في الملف عدد ‪ 2004/49‬مجلة المناظرة عدد ‪ 2008.12‬ص ‪.40‬‬

‫‪22‬‬
‫و حيث إنه و بالرجوع إلى قرار الترخيص الذي إستفادت منه الشركة الطاعنة فهو ال يتضن أي‬

‫إشارة إلى األوقات التي يمكن لإلدارة خاللها ان تقرر تغيير اإلتاوة السنوية الواردة فيه مما‬

‫يترتب عنه أن األحقية التي منحها المشرع لإلدارة من أجل إقرار تلك الزيادة أصبحت الغية‬

‫طالما لم يتم التنصيص صراحة على تاريخها في القرار األول ‪.‬‬

‫وبالتالي يكون من الواجب عليها في حالة إذا ما أرادت الرفع من مبلغ اإلتاوة سلوك القواعد‬

‫العامة المعمول بها في الزيادة في مبلغ اإلتاوة أي سلوك القواعد العامة المعمول بها في الزيادة‬

‫في المبالغ المستحقة على طرف معين في مواجهة الطرف اآلخر كيف ما كان نوع تلك العالقة‬

‫التي تربطهما و طبيعتها‪ ،‬أي اللجوء إلى القضاء الذي يبقى هو الجهة المختصة لتقرير تلك‬

‫الزيادة أو أن تكون هذه األخيرة قد وقع إرتضاؤها من طرف المستحقة عليه و هو ما ال ينطبق‬

‫على نازلة الحال و حيث إنه تأسيسا على ما ذكر يكون قرار اإلدارة المطلوبة في الطعن بالزيادة‬

‫في اإلتاوة السنوية الواجبة على الشركة الطاعنة‪ .‬رغم عدم التنصيص على ذالك في بداية‬

‫الترخيص و دون اللجوء إلى القضاء من أجل‬

‫‪49‬‬
‫إقرارها مشوبا بعدم المشروعية لعيب مخالفة القانون و يبرر بالتالي الحق في إلغائه "‬

‫يالحظ أن الحكم المذكور أقر لمشروعية الزيادة في اإلتاوة المستحقة عن شغل الملك العام‬

‫وجوب أن تكون إما منصوصا عليها في قرار الترخيص أو مقبولة من طرف المستفيد أو أن يتم‬

‫تقريرها من قبل القضاء ‪.‬‬

‫و نعتقد أنه كان على المحكمة أال تحدد الحاالت التي تتم بها الزيادة و أنما تحدد المعايير التي‬

‫يمكن اإلستناد عليها الزيادة في قيمة اإلتاوة و هو ما إقتربت منه محكمة النقض في قرار لها‬

‫قضت فيه بأن "إذا كان تحديد رسوم إحتالل الملك البلدي و مراجعة قيمتها فإنها ملزمة باإلدالء‬

‫‪ 49‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 1176‬بتاريخ ‪ 2004/11109‬أورده لعروسي المهدي إستغالل الملك العمومي للدولة و‬
‫المؤسسات العمومية بين القانون و الممارسة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في القانون الخاص وحدة التكوين و البحث‬
‫‪:‬المهن القضائية و القانونية و االقتصادية و االجتماعية بالسويسي جامعة محمد الخامس بالرباط ‪ 2009/2008‬ص ‪. 25‬‬

‫‪23‬‬
‫‪50‬‬
‫بمقاييس موضوعية مسبقا"‬

‫و يعاب على القرار المذكور أنه إن كان تحدث عن المقاييس الموضوعية فإنه لم يناقشها و لم‬

‫يحدد المقصود بها و في هذا الباب يصح أن يكون من قبيل المقاييس الموضوعية تحديد قيمة‬

‫الزيادة في اإلتاوة وفقا لمساحة الملك المستغل و لموقعه و لنوع النشاط الممارس فيه و هو ما‬

‫ذهبت إليه محكمة اإلستئناف بمراكش بما يلي "لئن كان للبلدية في نطاق المصلحة العامة و‬

‫بهدف الزيادة في مداخيلها الحق في مراجعة الوجيبة التي تؤدى مقابل إستغالل أرضها من‬

‫طرف من يشغلها فإن هذه المراجعة يجب أن تكون مناسبة ألهمية المحل المستغل متساوية‬

‫بالنسبة لجميع المستفيدين من رخص مماثلة و خاضعة لمقاييس موضوعية ‪ ،‬و يتم بالشطط في‬

‫إستعمال السلطة القرار القاضي بالزيادة في اإلتاوة دون إحترام المقاييس و التقييد بتعرفة أسعار‬
‫‪51‬‬
‫مهيئة مسبقا"‬

‫و هو نفس المنحنى الذي أكده قرار لمحكمة النقض حيث جاء فيه ما يلي "إن المجلس الجماعي‬

‫و إن كان له الحق في تغيير واجب اإلستغالل تحقيقا للمصلحة العامة و الزيادة في مداخيله فإن‬

‫هذه الزيادة يجب أن تكون مناسبة ألهمية المحل و تكون خاضعة لمعايير الموضوعية‪ ،.......‬و‬

‫لما كانت هذه الزيادة لم تتم وفق الشروط فإن المقرر اإلداري المطعون فيه الذي إتخذ على‬

‫أساسه األمر بإستخالص مبلغتلك الزيادة يكون متسما بالشطط في إستعمال السلطة و يتعرض‬

‫بالتالي لإللغاء" ‪.52‬‬

‫‪ 50‬قرار لمحكمة النقض عدد ‪ 151‬بتاريخ ‪ 1992/06/4‬في الملف عدد ‪ 91/10209‬أوردته حورية اليوسفي م‪.‬س ص ‪. 79‬‬
‫‪ 51‬قرار لمحكمة اإلستئناف بمراكش أورده محمد مومن م‪.‬س ص ‪. 67‬‬
‫‪ 52‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 305‬بتاريخ ‪ 1990/08/23‬بالملف اإلداري عدد ‪ 89/10087‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد‬
‫‪ 1991/45‬ص ‪. 149‬‬

‫‪24‬‬
‫خاتمة‬

‫صفوة القول‪،‬إن األمالك الجماعية تشكل تروة مادية هامة توظفها الجماعات في مواجهة ظروف‬

‫المستقبل ومخططاتها الجماعية على إعتبار أن العقار أساس التنمية‪،‬فقوة الجماعة تقاس بحجم‬

‫رصيدها العقاري‪،‬والشك أن األمالك العقارية تشكل إحدى األدوات الرئيسية في رسم السياسات‬

‫العمومية‪.‬‬

‫وفي هذا البحث حاولنا الوقوف على أهم المنازعات المثارة بخصوص تكوين الملك الجماعي‪،‬‬

‫سيما المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة واإلعتداء المادي بإعتبارهما أسوب من أساليب‬

‫تملك الجماعات الترابية (حضرية وقروية)‪،‬وذلك من خالل تطور رقابة القضاء اإلداري‬

‫المغربي على قرارات نزع الملكية‪ ،‬والذي كان يقتصر على مجرد التأكد من مدى وجود المنفهة‬

‫العامة من عدمها إلى تكييف الوقائع المرتبطة بهذه القرارات ثم تطرقنا إلى أهمية التعويض في‬

‫مجال نزع الملكية بحيث يجب أن يكون عادال‪،‬دون أن ننسى المنازعات المرتبطة باإلعتداء‬

‫المادي‪ ،‬بعد ذلك عرجنا على اهم المنازعات المتعلقة بتدبير الملك الجماعي وما يمكن تسجيله‬

‫في هذا اإلطارهو أن مسطرة الترخيص بشغل الملك العام الجماعي تتميز بالتعقيد وهو األمر‬

‫الذي يحول دون تدبير أمالكها بالشكل المرغوب فيه‪.‬‬

‫ومن خالل التطرق لهذا الموضوع ظهر لنا جليا مدى صعوبة التطرق ومعالجة جوانبه‪،‬‬

‫واإلحاطة بجميع المنازعات المرتبطة باألمالك الجماعية‪،‬نظرا لعدم إهتمام الباحثين بالممتلكات‬

‫الجماعية في شقها المرتبط بالمنازعاتا العقارية‪،‬على الرغم من الدور المهم الذي اضحت تلعبه‬

‫الجماعات الترابية في المجال اإلقتصادي والتي تهدف من ورائه إلى تنمية المجتمع المحلي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫* أحمد العطاري " المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري ‪ ،‬الجزء ‪ "1‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬طبعة ‪2018‬‬

‫* محمد المجدوبي " منازعات امالك الجماعات الترابية على ضوء اجتهاد القضاء االداري المغربي " سلسة‬

‫البحث االكاديمي ‪ ،‬مطبعة االمنية الرباط ‪ ،‬الطبعة االولى ‪2014‬‬

‫* المصطفى التراب "القضاء االداري وحماية الملكية العقارية "مطبعة االمنية ‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪2013‬‬

‫* محمد بوجيدة تدبير األمالك العامة للجماعات المحلية و هيئاتها‪ ،‬رخصة شغل الملك العام الجماعي مؤقتا‪-‬‬

‫سلسلة المرشد اإلداري عدد‪4‬‬

‫* حورية اليوسفي رخص إستغالل األمالك العامة الجماعية على ضوء التشريع و القضاء مطبعة المعارف‬

‫الجديدة طبعة ‪2018‬‬

‫* محمد شوراق تدبير أمالك الجماعات الحضرية و القروية في ضوء الميثاق الجماعي دار السالم الطبعة األولى‬

‫‪2007‬‬

‫* داحا حمدات االحتالل المؤقت للملك العمومي النظام القانوني و المنازعات‪ -‬رسالة لنيل شهادة الماستر في‬

‫القانون العام‪ ،‬قانون المنازعات العمومية كلية الحقوق ظهر المهراز جامعة سيدي محمد بن عبدهللا ‪ .‬فاس‬

‫‪2015/2014‬‬

‫* محمد مومن "اإلستغالاللمؤقت للملك العام الجماعي في القانون المغربي "دار وليلي للطباعة و النشر" الطبعة‬

‫األولى‬

‫* أمزيد الجياللي الضريبة على اللوحة المهنية للمحام مقال منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد‬

‫‪1995/13‬‬

‫‪26‬‬
‫* لعروسي المهدي إستغالل الملك العمومي للدولة و المؤسسات العمومية بين القانون و الممارسة رسالة لنيل‬

‫دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في القانون الخاص وحدة التكوين و البحث ‪:‬المهن القضائية و القانونية و‬

‫االقتصادية و االجتماعية بالسويسي جامعة محمد الخامس بالرباط ‪2009/2008‬‬

‫‪27‬‬
‫الفهرس‬

‫المبحث االول ‪ :‬المنازعات المتعلقة بتكوين أمالك الجماعات‪4......................................‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬منازعات نزع الملكية واالعتداء المادي‪5...........................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬منازعات نزع الملكية‪5...............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬منازعات االعتداء المادي‪7.............................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنازعات المتعلقة بالحاق الطرق واالزقة بملك الجماعة‪10......................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المنازعات المتعلقة بتدبير األمالك الجماعية‪12....................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬منازعات سحب الترخيص بإستغالل األمالك العامة الجماعية‪13................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬سحب الترخيص إلعتبارات المصلحة العامة‪13....................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬سحب الترخيص عند إخالل المستفيد بإلتزاماته‪15..................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المنازعات المتعلقة باإلتاوة المستحقة مقابل اإلستغالل‪17........................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬منازعات أداء اإلتاوة‪18..............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المنازعات المتعلقة بالطعن في صحة فرض اإلتاوة‪20.............................‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬المنازعات المتعلقة بالزيادة في قيمة اإلتاوة‪22......................................‬‬

‫خاتمة ‪25..............................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع‪26.....................................................................................‬‬

‫‪28‬‬
29

You might also like