You are on page 1of 43

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫وحدة المنازعات الضريبية‬ ‫ماستر قانون المنازعات‬
‫الفوج الثاني‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫مـ ــنازعـ ـ ـ ـ ــات تحصيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن الضريبـ ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫تحت إشراف‪:‬‬

‫الدكتور المحج ـ ـوب الدربال ـي‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫✓ ن ـ ـ ـورة جـ ـ ـ ـ ـبران‬
‫✓ عادل احـ ـساي ـن ـي‬
‫✓ ح ـم ـ ـ ـ ـزة ل ـ ـ ـ ـ ـقـ ـوز‬

‫السنة الجامعية ‪2019 / 2018‬‬


‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر تحصيل الديون العمومية بصفة عامة‪ ،‬وتحصيل الدين الضريبي‬
‫خصوصا من أهم موضوعات المالية العامة‪ ،‬التي لم تنل كل ما تستحق بفعل عوامل‬
‫استئثار قضايا الوعاء بالعناية أكثر على حساب مادة التحصيل وسيادة ثقافة تنحو نحو‬
‫إختزال هذه المادة األخيرة تقريبا في االستيفاء التلقائي أو الطوعي لديون الدولة ‪،1‬‬
‫غير أنه مع تراكم الباقي استخالصه وتفاقم ظاهرة التملص من الوفاء بالديون‬
‫العمومية‪ ،‬قفز بالموضوع إلى واجهة االهتمام‪.‬‬
‫ولعل من أهم مظاهر اإلهنمام هذا إصدار القانون رقم ‪ 2 15-97‬بمثابة مدونة‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫تحصيل الديون العمومية الذي شكل حدثا قانونيا هاما جدا‪ ،‬ذلك أن إصالح المنظومة‬
‫القانونية العامة المتعلقة بمجال األعمال إبنداء من صدور مدونة التجارة وقوانين جديدة‬
‫للشركات ومدونة جديدة للجمارك والضرائب غير المباشرة وغيرها من اإلصالحات‬
‫القانونية وقبلها إحداث محاكم متخصصة في المجال اإلداري والتجاري‪ ،‬كل ذلك كان‬
‫سيظل ناقصا وغير فعال دون إعادة النظر جذريا في مسطرة وأليات تحصيل الديون‬
‫العمومية بإعتبار تجاوز وعدم مالئمة التشريع القديم المتمثل أساسا في ظهير ‪21‬‬
‫غشت ‪ 1935‬المتعلق بنظام المتابعات في ميدان الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‬
‫والديون األحرى من جهة‪ ،‬والظهير الصادر في ‪ 22‬نونبر ‪ 1924‬الخاص بتحصيل‬
‫ديون الدولة من جهة أخرى ‪،3‬وهكذا جاءت مدونة تحصيل الديون العمومية في الوقت‬
‫المناسب تكريسا لدولة الحق والقانون واستجابتا لتطورات األوساط االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية في هذا المجال‪.‬‬
‫وقد عرف القانون رقم ‪ 15-97‬في المادة األولى منه التحصيل بأنه مجموع‬
‫العمليات واإلجراءات التي تهدف إلى حمل مديني الدولة والجماعات الترابية وهيأتها‬

‫‪ 1‬سعيد اولعربي‪ ،‬إشكالية تحصيل ديون الدولة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،2016 ،‬الصفحة ‪.11‬‬
‫‪ 2‬ظهير شريف رقم ‪ 1.00.175‬صادر في ‪ 28‬من محرم ‪ 1421‬الموافق ل ‪ 3‬ماي ‪ 2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪15-97‬‬
‫بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4800‬بتاريخ فاتح يونيو ‪.2000‬‬
‫‪ 3‬عبد اللطيف العمراني ومراد الخروبي‪ ،‬اإلصالح الجديد في ميدان تحصيل الضرائب والديون العمومية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2000 ،‬الصفحة ‪.17‬‬
‫‪1‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫والمؤسسات العمومية على تسديد ما بذمتهم من ديون بمقتضى القوانين واألنظمة‬


‫الجاري بها العمل‪ ،‬أو ناتجة عن أحكام وقرارات القضاء أو عن االثفاقات‪ ،‬كما أن‬
‫المادة الثانية من نفس القانون جعلت في حكم الديون العمومية كل من الضرائب‬
‫المباشرة للدولة والرسوم المماثلة وكذا الضريبة على القيمة المضافة المشار إليها‬
‫بعبارة " الضرائب والرسوم " ‪ ،‬وكذلك ضرائب ورسوم الجماعات الترابية وهيئاتها‪.‬‬
‫وتنبع أهمية موضوع منازعات تحصيل الدين الضريبي من خالل األهمية التي‬
‫تحظى بها الضرائب في المشاركة في تمويل وتحمل النفقات العمومية حسب القدرة‬
‫التكليفية لكل مواطن‪ ،‬وهو ما جاء في ثنايا الدستور‪ 4‬المغربي في الفصل ‪ 39‬منه‪،‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫كما أن منازعات تحصيل الدين الضريبي تعرف ارتفاعا مضطردا أمام القضاء‬
‫اإلداري بالنظر إلى الغموض الذي يكتسي بعض بنود النص القانوني المنظم لعملية‬
‫التحصيل‪ ،‬كما تبرز أهمية هذا الموضوع من خالل تحوالت مواقف القضاء اإلداري‬
‫في الوقت الراهن بخصوص بعض القضايا التي تطرحها منازعات التحصيل‪.‬‬
‫وانطالقا من هذه األهمية تبرز اإلشكالية المحورية لموضوع منازعات‬
‫تحصيل الدين الضريبي في ما مدى فعالية القضاء اإلداري في تطبيق مقتضيات‬
‫تحصيل الديون العمومية بالشكل الذي يحقق العدالة؟‬
‫وعلى ضوء هذه اإلشكالية وكإجابة مؤقتة لها يمكن القول على ان القضاء‬
‫اإلداري بتعامله مع مقتضيات مدونة تحصيل الديون العمومية في إطار منازعات‬
‫تحصيل الدين الضريبي قد استطاع فرض رقابته على اإلدارة الضريبية من خالل‬
‫إجراءات التحصيل وكذلك ساهم بأحكامه الجرأة االنشائية بتحقيق التوازن بين أطراف‬
‫العالقة الضريبية‪.‬‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 1432‬الموافق ل ‪ 29‬يوليو ‪2011‬بيتنفيذ نص الدستور‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ ،2001‬الصفحة ‪.3600‬‬

‫‪2‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫وعلى هذا األساس سنحاول مقاربة هذا الموضوع من خالل اعتماد على‬
‫التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬رقابة القاضي الضريبي على إجراءات تحصيل الدين‬


‫الضريبي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القاضي الضريبي ومنازعات تقادم وإيقاف الدين‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الضريبي‬

‫‪3‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫المبحث األول‪ :‬رقابة القاضي الضريبي على إجراءات‬


‫تحصيل الدين الضريبي‬

‫إن مصطلح التحصيل يعبر عن عبارات متعددة كاإلستيفاء واألداء واإلستحقاق‬


‫كلها تفيد إجراءات وعمليات من خاللها يتم أداء ما بدمة الملزم إتجاه اإلدارة الضريبية‪،‬‬
‫وتحصيل الدين الضريبي وفق مدونة تحصيل الديون العمومية يكون إما رضائي‬
‫يبتدئ من تاريخ الشروع في التحصيل أو اإلصدار إلى تاريخ اإلستحقاق أو يكون‬
‫جبريا يطبق على المدين الذي لم يؤد ما بذمته داحل اجل األداء الرضائي‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫وهكذا فقد ألزم المشرع المغربي في إطار مسطرة التحصيل الجبري اإلدارة‬
‫الضريبية بضرورة التقيد بإجراءات التحصيل الجبري للدين الضريبي كضمانات‬
‫للملزم وذلك من حيث إحترام التسلسل (المطلب األول) وكذلك من حيث صحة‬
‫اإلجراءات المتخذة من لدن اإلدارة الضريبية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المنازعة لعدم تسلسل إجراءات التحصيل‬


‫حدد المشرع المغربي درجات تحصيل الدين العمومي سواء أكان ضريبي أو‬
‫غير ذلك بموجب المادة ‪ 39‬من مدونة تحصيل الديون العمومية والتي تنص على أن‬
‫"تباشر إجراءات التحصيل الجبري لديون العمومية حسب الترتيب التالي‪ - :‬اإلنذار؛‬
‫‪ -‬الحجز؛ ‪ -‬البيع‪.‬‬
‫ويمكن أيضا اللجوء إلى اإلكراه البدني لتحصيل الضرائب والرسوم والديون العمومية‬
‫األخرى وفق الشروط المنصوص عليها في المواد ‪ 76‬إلى ‪."83‬‬
‫وتشمل إجراءات التحصيل تلك اإلجراءات التي ألزم المشرع المحاسب‬
‫المكلف بالتحصيل أن يقوم بها قبل مباشرة التحصيل الجبري للدين الضريبي (الفقرة‬
‫االولى )‪ ،‬كما تشمل إجراءات التحصيل كذلك ما نصت عليه المادة ‪ 39‬في إطار‬
‫إجراءات التحصيل الجبري (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫الفقرة االولى‪ :‬اإلجراءات السابقة للتحصيل الجبري للدين الضريبي‬

‫بالرجوع للمادة ‪ 36‬من مدونة تحصيل الديون العمومية فالمشرع نص على‬


‫أنه " ال يمكن مباشرة التحصيل الجبري إال بعد إرسال اخر إشعار للمدين دون‬
‫صائر‪ ،‬ويجب تقييد تاريخ إرسال هذا اإلشعار في جدول الضرائب والرسوم أو في‬
‫أي سند تنفيذي اخر‪ ،‬ويعتد بهذا التقييد ما لم يطعن فيه بالزور"‪ ،‬كما نص المشرع‬
‫بموجب المادة ‪ 37‬على ضرورة الحصول على ترخيص مسبق من رئيس اإلدارة‬
‫التي ينتمي إليها المحاسب المكلف بالتحصيل أو من الشخص المفوض له ذلك‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫أوال‪ :‬اإلشعار‬

‫ويعتبر إرسال اخر إشعار بدون صائر إجراء شكليا ً من إجراءات التحصيل‬
‫الرضائي للدين الضريبي يهدف إلى تنبيه الملزم وتذكيره بالمديونية التي لم يتم سددها‬
‫بعد في إطار التحصيل الرضائي للدين الضريبي‪ ،‬وتظهر أهمية هذا اإلجراء من‬
‫خالل ضرورة تقييده في جدول الضرائب أو الرسوم متى تعلق االمر بالضرائب أو‬
‫الرسوم‪ ،‬وإما تقييده في أي سند تنفيذي أخر متى تعلق األمر بديون عمومية أخرى‪.‬‬

‫والمثير لإلنتباه في هدا الصدد كون المشرع إقتصر فقط على مجرد إرسال‬
‫هذا اإلشعار ولم ينص على التبليغ مما يشكل ضربا في أحد الضمانات التي يتمتع بها‬
‫المدين‪ ،‬خصوصا ً وأن اإلدارة توجه هذا اإلنذار بالبريد العادي دون المضمون مع‬
‫اإلشعار بالتوصل ‪.5‬‬
‫إذن فاإلشكال الذي يطرحه هذا اإلجراء يتمثل في ما الفائدة من إرسال اإلشعار‬
‫ما لم يتم التوصل به من طرف الملزم وما هي األثر المترتبة عن عدم إحترام هذا‬
‫اإلجراء قبل الشروع في مسطرة التحصيل الجبري؟‬

‫‪ 5‬محمد موفيد‪ ،‬منازعات التحصيل الضريبي أمام القضاء اإلداري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بسطات‪ ،2014-2013 ،‬الصفحة ‪.28‬‬
‫‪5‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫لقد ذهب العمل القضائي إلى إلزام القابض باإلدالء بما يفيد أنه وجه إشعار‬
‫دون صائر إلى الملزم قبل مباشرة إجراءات التحصيل الجبري تحت طائلة بطالن‬
‫إجراءات التحصيل الجبري حيث جاء في أحد قرارات‪6‬محكمة النقض " لكن حيث‬
‫أن المحكمة لما تبت لها من وثائق الملف أن القابض لم يدل بما يفيد أنه وجه إشعار‬
‫دون صائر إلى المعني باألمر قبل مباشرة إجراءات التحصيل في حقه‪ ،‬وأن قوائم‬
‫اإلنذ ارات المدلى بها من طرفه خالية من أي تقييد يفيد ذلك‪ ،‬واعتبرت أن إجراءات‬
‫التحصيل الجبري المذكورة باطلة طبقا ً لمقتضيات المادة ‪ 36‬من مدونة تحصيل الديون‬
‫العمومية‪ ،‬مع ما يترتب عن ذلك قانونا من إبطال إلجراء اإلنذار العقاري‪ ،‬تكون قد‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫بنت قضاءها على أساس سليم من القانون‪ ،‬ولم تخرق المقتضيات القانونية المحتج بها‬
‫في شيء‪ ،‬وما بالوسيلة على غير أساس" ‪ ،‬وعلى نفس المنوال سارت عليه محاكم‬
‫الموضوع‪ ،‬حيث قضت محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش في قرار ‪ 7‬حديث لها بما‬
‫يلى " ‪ ...‬لكن حيث إنه خالفا لما أثير بمقتضى سبب اإلستئناف فإنه بإستقراء المادة‬
‫‪ 36‬من مدونة تحصيل الديون العمومية يتضح أنه ال يمكن مباشرة التحصيل الجبري‬
‫إال بعد إرسال آخر إشعار للمدين دون صوائر‪ ،‬وانه لما أحجمت إدارة الضرائب عن‬
‫اإلدالء بوثيقة تؤكد تحقق الشرط المذكور قبل مباشرة إجراءات التحصيل الجبري‪،‬‬
‫فإن تلك اإلجراءات تكون باطلة وأن ما تمسكت به اإلدارة بمقتضى وسائل استئنافها‬
‫غير منتج ألن العبرة من تنصيص المشرع على إرسال اإلشعار بدون صائر تكون‬
‫بتوصل الملزم به بصفة قانونية بإعتباره إجراء حاسما يفصل بين مرحلتي التحصيل‬
‫الرضائي والجبري مما تبقى معه جهة التحصيل ملزمة بتبليغه للملزم ومطالبة بإثبات‬
‫التوصل به ‪ ...‬مما يبقى معه الحكم المستأنف لما قضى بإلغاء إجراءات التحصيل‬
‫لتلك العلة صائبا وواجب التأييد "‪.‬‬

‫‪ 6‬قرار محكمة النقض عدد‪ 515/1‬الصادر بتاريخ ‪ 2013/5/30‬في الملف اإلداري عدد‪ ،2012/1/4/1615‬أورده عمر‬
‫أزوكار‪ ،‬الدليل العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،2017 ،‬‬
‫الصفحة ‪.13‬‬
‫‪ 7‬قرار محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش عدد ‪ 662‬الصادر بتاريخ ‪ 2019/4/3‬في الملف عدد ‪،2018/7209/2237‬‬
‫غير منشور‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫أما في ما يخص اإلكتفاء بإرسال اإلشعار دون تبليغه‪ ،‬فمحاكم الموضوع تستند‬
‫على قضاء محكمة النقض في هذا اإلطار و تحديداً في قراره عدد ‪ 93‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 2011/10/27‬في الملف عدد ‪ 806/4/2/2009‬المؤيد للحكم بعدم قانونية اإلشعار‬
‫بدون صائر الذي لم يقع تبليغه إلى المدين‪ ،‬وهذا ما يستفاد من ما جاء في قرار لمحكمة‬
‫االستئناف اإلدارية بالرباط " ‪...‬يتضح بأن جهة الخزينة قد تخلفت عن اإلدالء بما‬
‫يفيد تبليغها إلى المستأنف أخر إندار بدون صائر بخصوص الضرائب موضوع الطلب‬
‫الوارد ذكرها أعاله‪ ،‬خارقة بذلك مقتضيات الفصلين ‪ 36‬و‪ 41‬من القانون ‪97-15‬‬
‫المنظم لمدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬مما يجعل الحكم (المستأنف) مجانبا‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫للصواب‪ ،‬وهو ما يقتضي إلغاءه‪...‬وذلك تماشيا مع ما درج عليه العمل القضائي‬


‫اإلداري كما يصادف في قرار الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض عدد ‪ 93‬بتاريخ‬
‫‪ 2011/10/27‬في الملف رقم ‪ 2009/2/4/806‬الذي أوجب على محكمة الموضوع‬
‫التحقق من تبليغ اإلشعار بدون صائر إلى الملزم وعدم االعتداد بمجرد توجيه أو‬
‫إرسال ذلك اإلشعار" ‪.8‬‬
‫وقضاء الموضوع اإلداري مازال على نفس النهج إلى حد األن‪ ،‬حيث صدر‬
‫عن محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش قرار ‪ 9‬حديث سنة ‪ 2019‬جاء فيه " ‪ ...‬لكن‬
‫حيث تبين للمحكمة من خالل إطالعها على الوثائق المدلى بها من طرف إدارة‬
‫الضرائب رفقة مقال استئنافها أنها ال تتضمن ما يفيد توصل المستأنف عليه سواء‬
‫بأخر إشعارات بدون صائر المؤرخة في ‪ 2014/07/22‬و‪2015/03/04‬‬
‫و‪ ،2015/10/31‬أو باإلنذار المؤرخ في ‪ ،2014/06/13‬مما تكون معه مسطرة‬
‫االشعار للغير الحائز التي باشرها القابض في مواجهة المستأنف عليه مخالفة لقانون‬
‫كما إنتهى إلى ذلك عن صواب الحكم المستأنف الذي يتعين الحكم بتأييده "‪.‬‬

‫‪ 8‬قرار محكمة اإلستئناف اإلدارية بالرباط عدد‪ 3928‬الصادر بتاريخ ‪ 2012/10/15‬في الملف عدد ‪ ،771/12/9‬أورده‬
‫عمر أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.13‬‬
‫‪ 9‬قرار محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش عدد ‪ 381‬الصادر بتاريخ ‪ 2019/02/21‬في الملف عدد‬
‫‪ ،2018/7209/1823‬غير منشور‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫وبذلك فإن عدم تبليغ إشعار بدون صائر يعد خرق لمبدأ تدرج إجراءات‬
‫تحصيل الدين العمومي بصفة عامة والدين الضريبي بصفة خاصة‪ ،‬مما يترتب عنه‬
‫بطالن ما يستتبعه من إجراءات التحصيل‪.‬‬
‫وفي ما يخص موعد توجيه اإلشعار بدون صائر‪ ،‬فإنه يتوجب على المحاسب‬
‫أن يقوم بهذا اإلجراء داخل عشرة أيام بعد تاريخ اإلستحقاق وذلك على أبعد تقدير‬
‫وهذا ما يستفاد من المادة ‪ 41‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحصول على ترخيص مسبق‬

‫فقد عمل المشرع في إطار اإلجراءات السابقة إلجراءات التحصيل الجبري‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫للدي ن الضريبي إلى سن أحد اإلجراءات التي ال تقل أهمية عن إرسال أخر إشعار‬
‫بدون صائر وهو ضرورة حصول المحاسب المكلف بالتحصيل على ترخيص مسبق‬
‫يعد بمثابة اإلذن له بالتنفيذ على أموال المدين‪.‬‬
‫وتبرز أهمية هذا اإلجراء من خالل ما رتبه المشرع من جزاء على مخالفته‬
‫بموجب المادة ‪ 35‬من مدونة تحصيل الديون العمومية والتي جاء فيها "‪ ....‬يمنع تحت‬
‫طائلة العزل على مأموري التبليغ والتنفيذ للخزينة وعلى أي شخص مؤهل لذلك‪،‬‬
‫القيام بأعمال التحصيل الجبري دون ترخيص مسبق وفق األشكال المحددة في هذا‬
‫القانون"‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد أقرت محكمة النقض عدم أحقية القابض لممارسة الحجز إال‬
‫بناء على سند تنفيذي‪ ،‬لذلك قضت ببطالن حجز مبالغ مالية من حساب أحد األفراد‬
‫‪10‬‬
‫لها " ‪ ...‬ومن جهة ثالثة‪،‬‬ ‫في غياب اإلدالء بالسند التنفيذي‪ ،‬حيث جاء في قرار‬
‫فإن محكمة اإلستئناف اإلدارية لما تبت لها من وثائق الملف أن المطلوب في النقض‬
‫قد نازع في حجز وسحب المبلغ المذكور من حسابه وأن القابض لم يدلي بالسند‬
‫التنفيذي الذي على أساسه تم حجز وسحب ذلك المبلغ‪ ،‬واعتبرت أن إجراء الحجز‬

‫‪ 10‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 1098‬الصادر بتاريخ ‪ 2012/12/27‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،2012/1/4/692‬أورده‬
‫عمر أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.42‬‬
‫‪8‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫وسحب غير مؤسس وتم إجراءه بدون وجه حق ويبقى واجب اإللغاء مع ترتيب األثر‬
‫القانونية على ذلك بتمكين المطلوب في النقض من المبلغ المسحوب من حسابه البنكي‪،‬‬
‫تكون قد بنت قضاءها على أساس سليم من القانون وعللت قرارها تعليل كافي ‪."....‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن هذا اإلجراء ترد عليه بعض االستثناءات بموجب المادة‬
‫‪ 53‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬بحيث أنه عندما يتعلق األمر بأخذ المدين‬
‫لألثاث والثمار خفية ويخشى معها ضياع ضمان الخزينة فإن المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل إذ ا بلغ إلى علمه ذلك يجري مباشرة حجز على المحاصيل أو الثمار من‬
‫دون الحاجة إلى ترخيص‪ ،‬وهذا ما تزكيه محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط في قرار‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ 11‬لها جاء فيه " ‪ ...‬حيث إن القابض لذى إخباره لقيام الشركة المستأنف عليها بنقل‬
‫االليات من الورش ونظرا ألنية هذا التصرف من حيث الزمان والمكان ولعدم حصول‬
‫المستأنف عليها على ترخيص بإستغالل الملك العمومي مؤقتا وعدم توفر الجماعة‬
‫والقابض على عنوان مقرها االجتماعي‪ ،‬يكون اإلنذار بمثابة حجز تحفظي المتخذ من‬
‫طرفه ( القابض ) ‪ ...‬إجراء قانونيا مشروعا والحكم المستأنف لما نحى غير هذا‬
‫المنحى يكون مجانبا للصواب وواجب اإللغاء في الشق القاضي بإلغاء مسطرة‬
‫التحصيل "‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬درجات التحصيل الجبري للدين الضريبي‬

‫إذا كان مشرع مدونة تحصيل الديون العمومية قد أقر على ضرورة إحترام‬
‫اإلدارة الضريبية لدرجات التحصيل الجبري للدين الضريبي‪ ،‬فإن مسطرة اإلشعار‬
‫للغير الحائز تثير إشكال فيما يخص مدى خضوعها للتسلسل في إجراءات التحصيل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الملزم وضرورة الخضوع للتدرج في إجراءات التحصيل‬

‫أثار ترتيب إجراءات التحصيل الجبري نقاشا واسعا في ظل النظام السابق‬


‫للتحصيل‪ ،‬وذلك لكون الفصل ‪ 27‬من ظهير ‪ 21‬غشت ‪ 1935‬كان ينص على أن‬

‫‪ 11‬قرار محكمة االستئناف بالرباط عدد ‪ 120‬الصادر بتاريخ ‪ 2012/1/16‬في الملف عدد ‪ ،398/11/9‬أشار إليه عمر‬
‫أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.44‬‬
‫‪9‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫درجات المتابعات ترتب كالتالي‪ -1 :‬اإلنذار‪ -2 ،‬أ‪ .‬اإلكراه البدني ب‪ .‬الحجز‪-3 ،‬‬
‫البيع‪.‬‬
‫كما أن الفصل ‪ 30‬من ذات الظهير نص على جواز إجراء اإلكراه البدني من‬
‫أجل استخالص الضرائب وغيرها من الديون الواجب الوفاء بها حيال المدينين الذين‬
‫لم يكونوا في ظرف ‪ 20‬يوم الموالية لتاريخ تبليغ اإلنذار إما قد باشروا أداء دينهم‬
‫بتمامه‪ ،‬أو قد أبدو عسرهم‪.‬‬
‫ومشرع مدونة تحصيل الديون العمومية الجديدة حسم هذا اإلشكال القانوني‪،‬‬
‫حيث تطرقت المدونة في المادة ‪ 39‬بكل وضوح لدرجات التحصيل الجبري حسب‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ترتيبها المنطقي اإلنذار والحجز تم البيع‪ ،‬وأضافت نفس المادة في الفقرة األخيرة أنه‬
‫يمكن اللجوء إلى اإلكراه البدني وفق الشروط المنصوص عليها في المواد ‪ 76‬إلى‬
‫‪ ،83‬وبهذا المقتضى الجديد يكون مشرع المدونة قد منح مديني الدولة فرصة أخيرة‬
‫لتمكينهم من التحلل من ديونهم الضريبية قبل أن تصبح خاضعة لصوائر وإضافات‬
‫مالية تفوق في بعض األحيان أصل الدين الضريبي‪ ،‬لذلك فبعد إستفاء اآلجال المحددة‬
‫للتحصيل الر ضائي‪ ،‬يكون القابض في هذه المرحلة ملزما بإتباع مختلف التدابير‬
‫واإلجراءات قصد الضغط على المدين ألداء ديون الخزينة ‪.12‬‬
‫والقضا ء اإلداري من جانبه إستقر على ضرورة إحترام اإلدارة لمبدأ تسلسل‬
‫إجراءات التحصيل تحت طائلة بطالن اإلجراء الالحق لإلجراء السابق‪ ،‬ذلك أنه من‬
‫حق الخاضع على الضريبة في حالة ما إذا عمدت مصالح الخزينة إلى إجراء حجز‬
‫على عقاره مثال دون سلوك اإلجراءات السابقة لهذا االجراء‪ ،‬فمن حقه الطعن في‬
‫هذه اإلجراءات لعدم إحترام مبدأ تدرج المتابعة والمطالبة ببطالن إجراءات التحصيل‬
‫الجبري‪.‬‬
‫لذلك فالقضاء يمارس رقابته على اإلدارة من حيث مدى إحترامها لمبدأ تسلسل‬
‫إجراءات التحصيل‪ ،‬وفي هذا المضمار قضى المجلس األعلى سابقا في إحدى قراراته‬

‫‪ 12‬نجالء أحمينة‪ " ،‬اإلجراءات العادية واالستثنائية لتحصيل الديون العمومية "‪ ،‬منشور بمجلة المنارة‪ ،‬عدد خاص‬
‫‪ ،2018‬الصفحة ‪.289‬‬
‫‪10‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫‪ 13‬بما يلى " ‪ ...‬لكن حيث إن المادتين ‪ 36‬و‪ 41‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫توجب على القابض إحترام تدرج إجراءات التحصيل وقطعها مرحلة مرحلة وفي‬
‫اآلجل المنصوص عليه في القانون وذلك بالقيام باإلجراء السابق تراعي فيه الشكليات‬
‫القانونية ثم الذي يليه بنفس الكيفية تحت طائلة بطالن تلك اإلجراءات‪ ،‬وهذه المسطرة‬
‫مستقلة بذاتها وال تتعلق بمقتضيات المادة ‪ 119‬من نفس المدونة وليست تعرضا على‬
‫االجراء المتخذ من حيث الشكل يستوجب التكوين المسبق للضمانات المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 118‬ويكون ما أثير بدون أساس‪ ....‬لكن حيث إن المستأنف لم يثبت تبليغ‬
‫اإلشعار بدون صائر إلى المستأنف عليه حتى يكون صحيحا ومنتجا ألثاره‪ ،‬ألن هذا‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫التبليغ يعتبر ضمانة جوهرية للمدين قبل فرض غرامات التأخير عليه وال يكفي تقييد‬
‫تاريخ اإلرسال بالجدول الضريبي وإحترام اآلجل القانوني لمباشرة إجراءات‬
‫التحصيل الالحقة بل البد من تبليغ اإلشعار المذكور تحت طائلة بطالن تلك اإلجراءات‬
‫وأن الحكم المستأنف لما صار على هذا النوع كان صائبا وواجب التأييد "‪.‬‬
‫وعلى منوال الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى أوضحت إدارية الرباط في حكم‬
‫‪ 14‬لها ما يلي " ‪ ...‬لكن حيث من جهة أخرى‪ ،‬تنص المادة ‪ 39‬من نفس المدونة على‬
‫أن إجراءات التحصيل للديون العمومية تباشر حسب الترتيب ابتداء من اإلنذار ثم‬
‫الحجز ثم البيع‪ ،‬وطبقا لمقتضيات المادة ‪ 36‬فإنه ال يمكن مباشرة التحصيل الجبري‬
‫إال بعد إرسال آخر إشعار للمدين دون صائر ويجب تقييد تاريخ إرساله في جدول‬
‫الضرائب والرسوم أو أي سند تنفيذي أخر‪ ،‬ويعتد بهذا التقييد ما لم يطعن فيه بالزور‪.‬‬
‫وحيث بالرجوع إلى اإلنذارات المحتج بها من طرف القابض‪ ،‬يتضح أن االنذارين‬
‫األول والثالث ‪ ...‬يخصان الضريبة على القيمة المضافة والضريبة العامة على الدخل‬
‫وال عالقة لهما بالضرائب موضوع النزاع‪ ،‬كما أن اإلنذار الرابع رقم ‪ 433‬بتاريخ‬

‫‪ 13‬قرار المجلس األعلى عدد‪ 53‬الصادر بتاريخ ‪ 2004/2/21‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،2003/2/4/785‬أورده محمد‬
‫قصري‪ ،‬المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار ابي رقراق‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،2009 ،‬الصفحة ‪ 552‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ 14‬حكم إدارية الرباط عدد ‪ 88‬الصادر بتاريخ ‪ 2008/1/9‬في الملف رقم ‪ ،06/148‬حكم غير منشور‪ ،‬أوردته لمياء‬
‫رافع‪ ،‬المنازعة في تحصيل الضريبة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية بمراكش‪ ،2010/2009 ،‬الصفحة ‪.59‬‬
‫‪11‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫‪ 2006/5/10‬وإن أشير إليه في طلب مذكرة الجواب‪ ،‬إال أنه لم يقع االدالء به‪ ،‬في‬
‫حين أن اإلنذار الثاني رقم ‪ 2359‬بتاريخ ‪ 2005/5/11‬يتعلق فقط بالضريبة على‬
‫الشركات دون الضريبة المهنية‪ ،‬كما تم بشأنه اللجوء إلى مسطرة التعليق طبقا للمادة‬
‫‪ 43‬من المدونة ‪ ...‬باإلضافة إلى أنه لم يدل بما يفيد أنه قام كذلك بإرسال أخر إشعار‬
‫بدون صائر وتقييده في الجدول الضريبي عمال بمقتضيات المادة ‪ 36‬أعاله‪ ،‬األمر‬
‫الذي تكون معه إجراءات التحصيل التي باشرها القابض سواء بالنسبة للضريبة على‬
‫الشركات أو الضريبة المهنية غير سليمة ويتعين التصريح ببطالنها "‪.‬‬
‫وعموما يتبين من خالل رصدنا لهذه المقررات القضائية بأن إجراءات‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫التحصيل الجبري إجراءات واردة على سبيل الترتيب وال يمكن ألإدارة الضضريبية‬
‫أن تحل إجراء الحق محل إجراء سابق وإال إعتبرت معه مسطرة التحصيل الجبري‬
‫للدين الضريبي باطلة‪ ،‬ذلك ان المشرع والقضاء أيضا من خالل إقرار مبدأ تدرج‬
‫المتابعة كان الهدف منه حماية الملزم الضريبي بإعتباره الطرف الضعيف في الحلقة‬
‫الجبائية والحد من تعسف اإلدارة الضريبية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسطرة اإلشعار للغير الحائز وإشكالية الخضوع للتدرج في‬


‫إجراءات التحصيل‬

‫يشكل اإلشعار للغير الحائز وسيلة قانونية تمكن المحاسب من إستخالص الدين‬
‫الضريبي المتمتع بإمتياز الخزينة بين يدي األغيار الحائزين لها‪ ،‬ذلك أن اللجوء إليها‬
‫ال يكون إال بعد استنفاذ مرحلة التحصيل الرضائي التي منحها المشرع للمدين من‬
‫أجل تسوية وضعيته بشكل حبي‪ ،‬فهي إذن مسطرة جبرية تنطوي على وسيلة االكراه‬
‫المباشر‪ ،‬كما أنها تعد مسطرة بسيطة ال تتطلب كثرة اإلجراءات الشكلية المطلوبة في‬
‫غيرها من إجراءات التحصيل الجبري‪ ،‬الشيء الذي جعل منها الوسيلة األنجع بالنسبة‬
‫للمكلفين بتحصيل الديون الضريبية ‪.15‬‬

‫محمد موفيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.86‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪12‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫ومشرع مدونة تحصيل الديون العمومية لم يدرج مسطرة االشعار للغير الحائز‬
‫في درجات المتابعة المنصوص عليها في المادة ‪ 39‬من المدونة‪ ،‬الشيء الذي أدى‬
‫معه إلى التساؤل حول مدى خضوع هذه المسطرة للتدرج في إجراءات التحصيل‬
‫والذي يعد من أهم حقوق الملزم‪ ،‬إذ كيف يعقل أن تلجأ اإلدارة الضريبية للحجز‬
‫مباشرة على أموال المدين بواسطة مسطرة االشعار للغير الحائز بدون إحترام مبدأ‬
‫تدرج المتابعة الذي يقتضي أوال إنذار المدين‪ ،‬تم الحجز فالبيع مع إمكانية سلوك‬
‫مسطرة االكراه البدني‪.‬‬

‫وأمام هذا الغموض التشريعي الذي يعتري مسطرة اإلشعار للغير الحائز فيما‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫يخص مدى خضوعها لمبدأ التدرج في المتابعة‪ ،‬فقد تدخل القضاء اإلداري من خالل‬
‫مجموعة من المقررات القضائية لتكييف اإلشعار للغير الحائز ضمن اإلجراءات‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 39‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وفي هذا قضت‬
‫إدارية أكادير بأن الحجز بواسطة اإلشعار للغير للحائز يعتبر في حد ذاته حجزا تنفيذيا‬
‫على أموال المدين‪ ،‬ومن تم يشترط أن ينصب على أموال المدين دون غيره‪ ،‬وأن‬
‫تحترم بشأنه قاعدة ندرج المتابعات كما هي منصوص عليها في القانون ‪ 15-97‬من‬
‫توجيه اإلنذار بدون صائر وتبليغ قانوني لإلنذار الضريبي قبل الحجز‪ ،‬وأن كل إخالل‬
‫بهذه الشروط يجعل إجراء الحجز غير مبرر ‪.16‬‬
‫والقضاء اإلداري مازال مستقر على هذا التوجه الذي يعتبر مسطرة اإلشعار‬
‫للغير الحائز تدخل ضمن اإلجراءات الجبرية المنصوص عليها في المادة ‪ 39‬من‬
‫مدونة التحصيل‪ ،‬إذ يجب أن تحترم بشأنها قاعدة تدرج المتابعات تحت طائلة بطالن‬
‫إجراءات التحصيل الجبري للدين الضريبي‪ ،‬وفي هذا قضت إدارية البيضاء في حكم‬
‫حديث لها صادر سنة ‪ 2018‬بما يلي " ‪ ...‬وحيث أسس المدعي طلبه على وسلتين‪،‬‬
‫كون الجهة المدعى عليها قد قامت بسلوك مسطرة اإلشعار للغير الحائز بدون إحترام‬
‫المقتضيات المنصوص عليها في المادتين ‪ 36‬و‪ 39‬من مدونة تحصيل الديون‬

‫‪ 16‬حكم إدارية أكدير عدد ‪ 2009/29‬الصادر بتاريخ ‪ 2009/01/28‬في الملف عدد ‪ ،2009/29‬أشار إليه محمد موفيد‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.87‬‬
‫‪13‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫العمومية من خالل عدم إحترام مبدأ التدرج في المتابعات وكذا كونه معفى مؤقتا من‬
‫أداء الضريبة على األراضي المبنية برسم السنوات ‪.2013/2012/2011‬‬
‫وحيث أمسك المجلس المدعى عليه عن الجواب بخصوص ما تمسك به المدعي من‬
‫بطالن مسطرة اإلشعار للغير الحائز ولم يدلي بأية وثيقة تفيد احترامه لمبدأ التدرج‬
‫في إجراءات التحصيل الجبري‪ ،‬طبقا لمقتضيات المادتين ‪ 36‬و‪ 39‬من المدونة السالفة‬
‫الذكر التي تنص على أن إجراءات التحصيل الجبري للديون العمومية تباشر حسب‬
‫الترتيب بدءا باإلنذار ثم الحجز ثم البيع فاإلكراه البدني‪ .‬كما أنه ال يمكن الشروع فيها‬
‫إال بعد إرسال أخر إشعار للمدين بدون صائر مع وجوب تقييد تاريخ إرساله في‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫جداول الضرائب والرسوم أو في أي سند تنفيذي أخر‪ ،‬ويعتد بهذا التقييد ما لم يطعن‬
‫فيه بالزور‪ ،‬وأنه ونظرا لعدم إحترام مسطرة اإلنذار القانوني‪ ،‬قبل اللجوء إلى مباشرة‬
‫مسطرة اإلشعار للغير الحائز مما يشكل ذلك خرقا لمبدأ التدرج في المتابعة‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي يترتب عنه بطالن الحجز الذي باشر القابض على الحساب البنكي للمدعي‬
‫عن طريق اإلشعار لغير الحائز لعدم سلوك اإلجراءات السابقة عليه طبقا للقانون‬
‫‪.17 " ......‬‬
‫وما يثير االستغراب أن نفس المحكمة ‪ -‬إدارية البيضاء ‪ -‬سبق لها وفي ظرف‬
‫مدة زمنية ال تتعدى ‪ 15‬يوما عن صدور الحكم المذكور أعاله‪ ،‬أن إعتبرت مسطرة‬
‫االشعار للغير الحائز غير مخاطبة بالتراتبية التي تنطبق على إجراءات التحصيل‬
‫‪18‬‬
‫حديث لها " ‪...‬‬ ‫الجبري طبقا للمادة ‪ 39‬من مدونة التحصيل‪ ،‬وقد جاء في حكم‬
‫وحيث أنه فيما يخص الوسيلة الثانية المستمدة من عدم إحترام مبدأ تدرج المتابعات‬
‫طبقا لمدونة التحصيل فإن المشرع حدد على سبيل الحصر على مستوى الباب الثالث‬
‫من نفس المدونة وذلك بموجب المادة ‪ 39‬منها إجراءات التحصيل الجبري وهي‬
‫اإلنذار ثم الحجز والبيع‪ ،‬بينما نظم مسطرة اإلشعار الغير الحائز في الباب الخامس‬
‫من المدونة في إطار التزامات المودع لديهم واالغيار والحائزين وبالتالي فإنه ال يتعين‬

‫‪ 17‬حكم إدارية البيضاء عدد ‪ 162‬الصادر بتاريخ ‪ 2018/01/18‬في الملف عدد ‪ ،17/7113/583‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ 18‬حكم إدارية البيضاء عدد ‪ 37‬الصادر بتاريخ ‪ 2018/01/03‬في الملف عدد ‪ ،2016/7113/744‬غير منشور‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫مخاطبة المسطرة المذكورة بالتراتبية التي تنطبق على إجراءات التحصيل الجبري‬
‫أعاله مما يجعل الوسيلة المثارة غير جديرة باإلعتبار ويتعين ردها ‪."...‬‬
‫وعلى العموم فإن مسطرة إشعار الغير الحائز من ناحية خضوعها لمبدأ تدرج‬
‫المتابعات من عدمه تبقى إشكالية قائمة تحتاج لتدخل تشريعي للحسم فيها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنازعة في صحة إجراءات التحصيل‬

‫إنطالقا من المادة ‪ 39‬من مدونة تحصيل الديون العمومية فإن إجراءات‬


‫التحصيل الجبري للدين الضريبي أخضعها المشرع لمبدأ التدرج في التحصيل نظرا‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫لما تنطوي عليه من خطورة‪ ،‬لذلك سنعمل على دراسة صحة كل إجراء على حدة من‬
‫خالل ما تطلبه المشرع من شروط لصحته على ضوء ما إستقر عليه العمل القضائي‪،‬‬
‫لذلك يحتل الطعن أمام القضاء في عدم صحة إجراءات التحصيل أهم األسباب التي‬
‫يعتمد عليها الملزم في منازعات التحصيل‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المنازعة في صحة اإلنذار والحجز‬

‫يعتبر اإلنذار أول إجراء من إجراءات التحصيل للدين الضريبي الذي من‬
‫خالله ينذر الملزم بالضريبة والمتأخر عن األداء بتسديد دينه الجبائي (أوال)‪ ،‬ويقصد‬
‫ب الحجز كدرجة من درجات التحصيل الجبري تلك الوسيلة التنفيذية الجبرية المخولة‬
‫للمحاسب المكلف بالتحصيل والتي تهدف إلى تثبيت جزء من أموال المدين مجل‬
‫التنفيذ لتغطية الدين الضريبي المتخلد في ذمته (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلنذار‬

‫يجب أن تتوفر في اإلنذار القانوني مجموعة من البيانات‪ ،‬وأن يستجيب لعدة‬


‫مقتضيات تشريعية وقضائية حتى يتم االعتداد به‪ ،‬لذلك البد من توفر بعض الشروط‬
‫السابقة لتوجيه اإلنذار القانوني وكذا تبليغه تبليغا صحيحا‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫تنص المادة ‪ 41‬من مدونة تحصيل الديون العمومية على أنه ال يمكن تبليغ‬
‫اإلنذ ار إال بعد مضي أجل تالتين يوما إبتداء من تاريخ اإلستحقاق و‪ 20‬يوما من‬
‫تاريخ توجيه اخر إشعار بدون صائر‪ ،‬و عليه فإن اإلدارة تتقيد بهذا اآلجال حتى يعتد‬
‫باإلنذار بحيث يتوجب إحترام مدة عشرين يوما ً بين تاريخ إرسال اخر إشعار بدون‬
‫صائر من جهة و تاريخ توجيه اإلنذار القانوني باألداء و هذا ما أقرته محكمة‬
‫اإلستئناف اإلدارية بالرباط في قرار‪ 19‬لها جاء فيه " ‪...‬فالثابت من أوراق الملف أن‬
‫القابض المكلف بالتحصيل و تبليغ المستأنف باإلنذار القانوني رقم ‪ 3251‬بتاريخ‬
‫‪ ،2009/7/22‬بادر إلى توجيه اجر إشعار بدون صائر بتاريخ ‪ 2009/6/2‬عن رسم‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫السكن و الخدمات الجماعية المفروض عن سنة ‪ 2008‬كما تم تقييد التاريخ المذكور‬


‫بالجدول الضريبي و الذي يفيد في احترام األجل الذي يفصل بين أرسال الشعار‬
‫وتبليغ اإلنذار ‪.".....‬‬

‫وفي نفس السياق قد أقر القضاء أنه يتوجب على القابض في حالة تعدد الدين‬
‫الضريبي لنفس الملزم أن يخص كل دين عمومي بإنذار‪ ،‬بحيث ال يحق له جمع الدين‬
‫الضريبي للملزم في إنذار واحد تحت طائلة البطالن وهذا ما جاء في قرار لمحكمة‬
‫النقض " لكن حيث إن محكمة اإلستئناف لما تبين لها أن كل إندار من اإلنذارات التي‬
‫يحتج بها القابض في قطع التقادم في مواجهة المدين تتعلق بضريبة بعينها إعتمادا‬
‫على المراجع المشار إليها ال بمجموع الدين الضريبي ‪ ،‬وما دام كل إندار تم سلوكه‬
‫بخصوص ضريبة معينة قد تبت بجرد كل إنذار من اإلنذارات المتوصل بها بطريقة‬
‫قانونية وما تضمنته من ضرائب محددة وأن ما قضى به الحكم المستأنف صائب‬
‫ومطابق لمقتضيات الفصل ‪ 123‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.20 "...‬‬
‫وتجدر اإلشارة أنه ال يعتد بمستخرج الجداول الضريبية في إطار اإلنذارات‬
‫الجماعية وال تقوم مقام اإلنذار القانوني بوصفه إجراء من إجراءات تحصيل الدين‬

‫‪ 19‬قرار محكمة اإلستئناف اإلدارية بالرباط عدد ‪ 1518‬الصادر بتاريخ ‪ 2012/4/9‬في الملف عدد ‪ ،9/10/499‬أورده‬
‫عمر أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.21‬‬
‫‪ 20‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 618‬الصادر بتاريخ ‪ 2012 /8/23‬في الملف عدد ‪ ،9/10/499‬أشار إليه عمر أزوكار‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.22‬‬
‫‪16‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫الضريبي‪ ،‬رغم أن اإلدارة الضريبية الزالت تتمسك لحد األن باإلنذارات الجماعية‬
‫في مواجهة الملزم رغم أن القضاء أكد على أن تبليغات الجداول الجماعية ال تعتبر‬
‫ذات حجية التي يتمتع بها اإلنذار القانوني ‪.21‬‬
‫وبالرجوع للمادة ‪ 41‬فقد حاول المشرع تنظيم تبليغ اإلنذار بحيث خصه‬
‫بمجموعة من األحكام حتى يعتد به صحيحاً‪ ،‬ألن اإلنذار ال يأتي مفعوله إال إدا بلغ‬
‫للمعني باألمر‪ ،‬فالتبليغ هو الذي يجعل الملزم في حالة مطل‪ ،‬لذلك فإن اإلنذار ال ينتج‬
‫أثره إال بعد توصل المدين به وإال حق للمدين طلب بطالن إجراءات التحصيل المحتج‬
‫بها في مواجهته‪ ،‬وهذا ما ذهبت إليه محكمة النقض في قرار لها "‪...‬ألن توجيه اإلنذار‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ال ينتج أتره إال بعد توصل المدين به‪ ،‬والمحكمة لما قضت بإبطال إجراءات التحصيل‬
‫وبرفع الحجز تكون قد بنت قضاءها على أساس سليم ‪.22"....‬‬
‫غير أنه قد يتعذر تبليغ الملزم فيتم تبليغ الغير نيابة عنه وهذا ما أقره المشرع‬
‫بحيث أجاز إمكانية تسليم اإلنذار إلى أحد أقارب المدين أو مستخدميه أو أي شخص‬
‫اخر يسكن معه‪ ،‬لذلك وجب بيان االسم الكامل للمبلغ إليه لمعرفة هل يدخل ضمن‬
‫األشخاص المخول لهم القانون النيابة عن المعني باألمر‪ ،‬وهذا ما أقرته محكمة النقض‬
‫‪23‬‬
‫" لكن حيث إنه بالرجوع إلى اإلنذارات القانونية المشار إليها أعاله‬ ‫في قرارها‬
‫يتبين أنها جميعها باستثناء اإلنذار عدد ‪ 2002/4130‬أشير فيها إلى أنها بلغت للشركة‬
‫دون أي إشارة للشخص الذي توصل بهذه اإلنذارات‪ ،‬مما بقيت معه هذه اإلنذارات‬
‫غير مبلغة تبليغا قانونياُ‪."...‬‬
‫إن تبليغ اإلنذار قد يصطدم برفض الملزم تسليم اإلنذار أو عدم العتور عليه‬
‫والمشرع عالج هذه اإلشكالية من خالل الفقرتين الرابعة و الخامسة من المادة ‪،43‬‬
‫حيث اعتبر في حالة الرفض أن التبليغ يصير صحيحا بإنصرام أجل ‪ 8‬أيام من تاريخ‬
‫الرفض‪ ،‬أما بخصوص حالة عدم العتور على الملزم فإن التبليغ يعتبر صحيحا بعد‬

‫‪ 21‬لمياء رافع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.61‬‬


‫‪ 22‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 72‬الصادر بتاريخ ‪ 2013/01/17‬في الملف عدد ‪ ،2012/1/4/501‬أشار إليه عمر‬
‫أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.30‬‬
‫‪ 23‬قرار للمجلس األعلى (محكمة النقض حالياً) عدد ‪ 2011‬الصادر بتاريخ ‪ 2008/03/05‬في الملف عدد‬
‫‪ 2008/2/4/3019‬والملف ‪ ٍ ،2006/2/4/3020‬أشار إليه عمر أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.30‬‬
‫‪17‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫‪ 10‬أيام من تعليقه في أخر موطن له‪ ،‬غير أن اللجوء لمسطرة تعليق اإلنذار يتطلب‬
‫إثبات تعدر تبليغ الملزم بمقتضى محضر قانوني محرر بهذه الواقعة وإال اعتبر التبليغ‬
‫غير منتج ألثاره القانونية‪ ،‬وهذا ما ذهبت إليه محكمة النقض في قرارها ‪... " 24‬فانه‬
‫ال يعتد بتعليق االنذار في أخر موطن للملزم كإجراء صحيح تطبيقا للمادة ‪ 43‬من‬
‫مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬إال إذا تعدر تبليغه فعال بالطرق العادية وإدالء اإلدارة‬
‫المكلفة بالتحصيل بما يثبت ذلك ‪ ،"...‬إن مسألة حصول التبليغ بعد مرور مدة زمنية‬
‫على تعليق اإلشعار في أخر موطن للمدين قد يعتبر وسيلة في يد اإلدارة لتبرير‬
‫عجزها عن مالحقة المدين‪ ،‬و لدى ال يجب أن يكون هو القاعدة‪ ،‬و بناء عليه فاإلدارة‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫تتحمل عبء إثب ات قيامها باإلجراءات السابقة‪ ،‬وأنه لم يكن أمامها بد من اللجوء إلى‬
‫هذه الوسيلة ‪.25‬‬
‫بقي أن نشير في األخير أن منازعات التحصيل ال تصنف ضمن منازعات‬
‫اإللغاء حتى يعتد بقاعدة العلم اليقيني بحيث ال تقوم مقام التبليغ بالضريبة أو باإلنذار‬
‫في إطار التحصيل الجبري للدين الضريبي‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الحجز‬

‫يشكل الحجز المسطرة الموالية إلجراء اإلنذار القانوني و هو ينصب على‬


‫المنقوالت و العقارات‪ ،‬يبقى أهم ما أشار إليه مشرع مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫بالنسبة لهدا اإلجراء هو إستبعاد بعض األشياء من هذه المسطرة و المحددة في المادة‬
‫‪ ،26 46‬قد إشترط المشرع في إطار الحجز وجوب إحترام مجموعة من الشكليات‬
‫الواجبة االتباع تحت طائلة عدم االعتداد بالحجز‪ ،‬كما خص القانون بعض األموال‬
‫القابلة للحجز بمقتضيات تتالءم و طبيعتها‪ ،‬لذلك فإنا الحجز يطرح بعض اإلشكاليات‬

‫‪ 24‬قرار محكمة النقض عدد‪ 758/1‬الصادر بتاريخ ‪ 2014/06/5‬في الملف عدد ‪ ،2013/1/4/805‬أشار إليه محمد‬
‫بفقير‪ ،‬العمل القضائي للغرفة اإلدارية بمحكمة النقض خالل سنتي ‪ 2014‬و‪ ،2015‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪ ،2016 ،‬الصفحة ‪.94‬‬
‫‪ 25‬عبد الرحمان ابليال ورحيم الطور‪ ،‬تحصيل الضرائب والديون العمومية على ضوء المدونة الجديدة‪ ،‬مطبعة‬
‫األمنية‪ ،2000،‬الصفحة ‪.40‬‬
‫‪ 26‬إبراهيم عقاش‪" ،‬إجراءات التحصيل الجبرية في مدونة تحصيل الديون العمومية"‪ ،‬مجلة المناهح‪ ،‬عدد ‪ 9‬و‪،10‬‬
‫‪ ،2006‬الصفحة ‪.62‬‬
‫‪18‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫ترتبط بشروط ممارسة الحجز وإجراءاته إضافة إلى طبيعة الحجز في التحصيل‬
‫الجبري‪.‬‬
‫لقد ألزم المشرع القابض في إطار شروط ممارسة الحجز الحصول على‬
‫ترخيص من طرف رئيس اإلدارة التابع لها قبل مباشرة الحجز مع مراعاة االستثناء‬
‫الوارد في المادة ‪ 53‬من المدونة‪ ،‬إضافة إلى أن إجراءات الحجز ال يمكن اللجوء إليها‬
‫إال بعد إنقضاء آجل ‪ 30‬يوما من تاريخ تبليغ اإلنذار القانوني ‪.27‬‬
‫وإذا كانت الشروط المذكورة أعاله ال تثير أي إشكال من الناحية العملية‪ ،‬فإن‬
‫االمتيازات الممنوحة لإلدارة الضريبية والتي تخول لها حق الحجز عن األمتعة‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫وغيرها من المنقوالت التي يملكها المدين أينما وجدت‪ ،‬وكذا على المعدات والسلع‬
‫الموجودة في المؤسسة المفروضة عليها الضريبة والمخصصة إلستغاللها ‪ ،28‬فإن‬
‫بعض المحاسبون يلجأون عند إنتقالهم إلى المحل المفروض عليه الضريبة إلى حجز‬
‫المنقوالت المتواجدة بالمحل دون التأكد من صفة مالكها‪ ،‬وفي هذا قضت إدارية‬
‫مراكش في حكم لها " لكن حيث إن اإلمتياز الذي تمنحه المادة ‪ 105‬للخزينة لتحصيل‬
‫الضرائ ب والرسوم يسري على المنقوالت التي يملكها المدين وتلك التي توجد في‬
‫المؤسسة المفروضة عليه الضريبة أمام الحجز الذي باشرته الخزينة والذي يشكل‬
‫موضوع الطعن في النازلة فقد إنصب على منقوالت ال تملكها الشركة الخاضعة من‬
‫جهة‪ ،‬وليست موجودة فيها ومخصصة إلستغاللها وإنما توجد في حوزة المدعية‬
‫وتخصص لممارسة نشاطها هي‪ ،‬ال لنشاط الملزم التي لم يبق لها وجود مادي بالمحل‬
‫المستغل حاليا من طرف المدعية‪ ،‬وبذلك يكون إستناد القابض للمادة ‪ 105‬في غير‬
‫محله ‪.29 "...‬‬
‫ولما كانت إجراءات التحصيل الجبري مبنية على سند قانوني ثابت وهو‬
‫الجدول الضريبي‪ ،‬فال يحتاج األمر إلى البدء بالحجز التحفظي ولكن يصار إلى الحجز‬

‫‪ 27‬تراجع بهذا الشأن مقتضيات المادة ‪ 44‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫‪ 28‬تراجع المادة ‪ 105‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫‪ 29‬حكم إدارية مراكش عدد ‪ 2006/12/311‬الصادر بتاريخ ‪ ،372007/8‬أوردته لمياء رافع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‬
‫‪.63‬‬
‫‪19‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫التنفيذي مباشرة ‪ ،30‬وعليه فالحجز الذي تتحدث عنه المدونة هو الحجز التنفيذي رغم‬
‫عدم التنصيص صراحة على ذلك بإستثناء ما نص عليه المشرع في المادة ‪ 29‬من‬
‫المدونة‪ ،‬أمام هذه الطبيعة للحجز في إطار إجراءات التحصيل الجبري يطرح السؤال‬
‫في ما مدى إمكانية اللجوء إلى القضاء االستعجالي لرفع هذا الحجز؟‬
‫مادام أن هذا الحجز يرتكز على سند تنفيذي بمثابة أمر بالتحصيل فإنه ال‬
‫يتصور اللجوء إلى القضاء االستعجالي لرفع الحجز ألن الفصل في طلب الحجز‬
‫رهين بمناقشة صحة السند من طرف القضاء االستعجالي وهذا محضور على هذا‬
‫الصنف من القضاء‪ ،‬وفي هذا صدر حكم ‪ 31‬إلدارية وجدة والذي جاء فيه " ‪ ...‬ومن‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ثم فتقدير ما إذا كان الطالب هو المالك الحقيقي للمحجوز دون المحجوز عليه في‬
‫ضوء الوسائل والمستندات المضافة للملف يفضي إلى المساس بجوهر الحق‬
‫المحضور تناوله على قاضي المستعجالت بالتفسير والتأويل‪ ،‬ومن تم فالبت في الطلب‬
‫من شأنه المساس بما يمكن أن يقضي به في الجوهر‪ ،‬ومن تم يتعين التصريح رفع‬
‫النظر عن عدم اإلختصاص ‪"...‬‬
‫أما إذا قضى قضاء الموضوع بإلغاء أمر بالتحصيل فإن الرجوع إلى القضاء‬
‫االستعجالي لرفع الحجز يكون ممكنا ألنه ال يعدو إال أن يكون كاشفا لما قضى به في‬
‫الموضوع ‪.32‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المنازعة في صحة البيع واإلكراه البدني‬

‫سنحاول في هذا اإلطار الوقوف عند المنازعة في مدى صحة البيع واإلكراه‬
‫البدني كأخير إجرائين للتحصيل الجبري للدين الضريبي‪.‬‬

‫‪ 30‬عبد الرحيم حزيكر‪ ،‬إشكالية تحصيل الضرائب بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالبيضاء‪ ،2003/2003 ،‬الصفحة ‪.96‬‬
‫‪ 31‬أمر إستعجالي للمحكمة اإلدارية بوحدة عدد ‪2001/70‬الصادر بتاريخ ‪ ،2001/8/30‬أورده أحمد بوعشيق‪ ،‬الدليل‬
‫العملي لإلجتهاد القضائي في المادة اإلدارية‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة المعارف الجديد‪ ،‬الرباط‪،2004 ،‬‬
‫الصفحة ‪.110‬‬
‫‪ 32‬عمر أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحتان ‪ 47‬و‪.48‬‬
‫‪20‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫أوال‪ :‬البيع‬
‫للقيام بإجراءات البع كدرجة ثالثة من إجراءات التحصيل الجبري‪ ،‬فالبد توفر‬
‫بعض الشروط أولها حصول المحاسب المكلف بالتحصيل على ترخيص من رئيس‬
‫اإلدارة طبقا للمادة ‪ 37‬من مدونة التحصيل ‪ ،33‬وكذا إنصرام أجل ‪ 8‬أيام من تاريخ‬
‫الحجز مالم يتم االتفاق بين القابض أو ممثله والمدين الملزم بالدين الضريبي على‬
‫أجل أقل ‪ ،34‬كما يجب أن يتم البيع من قبل المحاسب المكلف بالتحصيل أو لحسابه‬
‫من طرف مأمور التبليغ أو التنفيذ التابع للخزينة‪ ،‬وإما بطلب من المحاسب لمأموري‬
‫كتابات الضبط أو المفوضين القضائيين ‪ ،35‬أو إستثناء من قبل المدين وبتوفر شروط‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫محددة ‪.36‬‬
‫ومشرع مدونة تحصيل الديون العمومية مراعاة منه لمصلحة المدين المحجوز‬
‫عليه‪ ،‬نص في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 60‬على ضرورة مراعاة الترتيب الذي‬
‫يرغب فيه المدين في إطار بيع األشياء المحجوزة‪ ،‬وفي نفس السياق أشارت المدونة‬
‫في المادة ‪ 62‬أنه يمكن للمحاسبين أو ممثلهم أو مأموري التبليغ والتنفيذ للخزينة أو‬
‫مأموري كتاب الضبط أو المفوضين القضائيين حينما يتم بيع المحجوزات متفرقة أو‬
‫على شكل حصص أن يوقفوا البيع بمجرد ما يكون محصوله كافيا لتسديد مجموع‬
‫المبالغ الواجبة‪.‬‬
‫بقي أن نشير في األخير أنه عندما يكون محل الحجز أصل تجاري فإن‬
‫اإلختصاص يعود للمحكمة التجارية بالبيع اإلجمالي لألصل التجاري إستيفاء دين‬
‫عمومي‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 68‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وفي هذا قضت‬
‫محكمة النقض في قرار لها " ‪ ...‬ومن جهة أخر فإن محكمة االستئناف قضت‬
‫بإختصاص المحكمة اإلدارية لكون الدعوى أي طلب تحويل حجز تحفظي إلى تنفيذي‬
‫تهدف في النهاية إلى تحصيل دين مستحق للخزينة العامة‪ ،‬وذلك أن الحجز المذكور‬

‫‪ 33‬تراجع المادة ‪ 58‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬


‫‪ 34‬تراجع المادة ‪ 59‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫‪ 35‬تراجع المادة ‪ 60‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫‪36‬تراجع المادة ‪ 61‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫ينصب على عقار‪ ،‬وهو تعليل ال يطابق واقع الملف الذي يشتمل على محضر حجز‬
‫تحفظي على محل تجاري‪ ،‬والواقع الذي من شأنه أن يجعل االختصاص منعقدا‬
‫للمحكمة التجارية طبقا للفقرة الثامنة من المادة ‪ 68‬من مدونة تحصيل الديون‬
‫العمومية‪.37 " ...‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلكراه البدني‬

‫إذا لم تِؤدي طرق التنفيذ الجبري لتحصيل الدين الضريبي إلى نتيجة‪ ،‬فإنه يتابع‬
‫التحصيل الجبري بواسطة اإلكراه البدني بإعتباره أخر درجة من درجات التحصيل‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫مع مراعاة بطبيعة الحال االستثناءات الواردة في المادتين ‪ 77‬و‪ 78‬من مدونة‬
‫التحصيل‪.‬‬
‫ويرجع اإلختصاص في البت في طلبات اإلكراه البدني وكذلك تحديد مدته في‬
‫مواجهة المدين بدين عمومي إلى رئيس المحكمة االبتدائية بصفته قاضيا للمستعجالت‬
‫‪.38‬‬
‫وتطرح المنازعة في صحة اإلكراه البدني إشكالية حول تنازع االختصاص‬
‫القضائي فهل ينعقد االختصاص للقضاء العادي أم للقضاء اإلداري‪ ،‬ذلك أن المشرع‬
‫في إطار المادة ‪ 141‬من المدونة أسند االختصاص للمحاكم اإلدارية للبت في جميع‬
‫النزاعات الناشئة عن تطبيق مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وفي سبيل اإلجابة عن‬
‫ذلك نستحضر قرار لمحكمة النقض جاء فيه " ‪ ...‬وحيث إنه لئن كانت المادة ‪141‬‬
‫من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬تسند االختصاص في النزاعات الناشئة عن‬
‫تطبيقها للمحاكم اإلدارية الموجودة بالمكان الذي تستحق فيه الديون العمومية كأصل‬
‫عام‪ ،‬فإن المادة ‪ 80‬هي من تسند االختصاص فيما يتعلق باإلكراه البدني للمحكمة‬

‫‪ 37‬قرار المجلس األعلى سابقا عدد ‪ 757‬الصادر بتاريخ ‪ 2010/10/21‬في الملف عدد ‪ ،2010/1/4/408‬أورده عمر‬
‫أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.83‬‬
‫‪ 38‬تراجع المادة ‪ 80‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫‪22‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫االبتدائية‪ ،‬حيث يتولى قاضي المستعجالت البت في الطلب مع مراعاة مقتضيات‬


‫المادة ‪ 141‬المشار إليها‪ ،‬فيكون الحكم المستأنف في غير محله وواجب اإللغاء " ‪.39‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المدينين الذين صدر في حقهم االكراه البدني يمكنهم أن‬
‫يتجنبوا األداء شريطة المنازعة في مسطرة اإلكراه البدني‪ ،‬وتتم هذه المنازعة في‬
‫حاالت معينة‪ ،‬كحالة عدم توصل المدين باإلنذار المتعلق باإلكراه البدني‪ ،‬باإلضافة‬
‫كذلك الى حالة عدم صحة اإلجراءات المتعلقة باألسباب الراجعة الى اللجوء الى‬
‫مسطرة االكراه البدني وكذلك الجهة القضائية المختصة باألمر بتنفيذ االكراه البدني‪.40‬‬
‫وما نسجله في هذا اإلطار أن مشرع مدونة تحصيل الديون العمومية لما اعتبر‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫االكراه البدني أخر درجة من درجات التحصيل الجبري للدين الضريبي يكون قد أخل‬
‫بااللتزامات الدولية‪ ،‬بحيث يعتبر من بين المصادقين على اتفاقية االعالن العالمي‬
‫لحقوق االنسان لعام ‪ ،1948‬والتي نصت في المادة ‪ 11‬منها على انه ال يمكن حبس‬
‫شخص عن ط ريق االكراه‪ ،‬لذلك ينبغي على المشرع مراجعة فصول االكراه البدني‬
‫في مدونة التحصيل العمومية‪ ،‬وذلك بحذفها من دراجات التحصيل الجبري واالكتفاء‬
‫بمسطرة البيع كأخر اجراء لتحصيل الجبري‪.‬‬

‫‪ 39‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 563‬الصادر بتاريخ ‪ 2010/8/19‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،2010/1/4/505‬أشار إليه‬
‫عمر أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.110‬‬
‫‪ 40‬عبد المجيد الزالل‪ ،‬دور القضاء في النزاعات الناشئة عن تطبيق مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫السلك العالي في التدبير اإلداري‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة بالرباط‪ ،2005/2004،‬الصفحة‪.45‬‬

‫‪23‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القاضي الضريبي ومنازعات تقادم وإيقاف‬


‫الدين الضريبي‬

‫إن اللجوء إلى القضاء يعد المرحلة األخيرة والحاسمة في منازعات التحصيل‬
‫والتي تأتي بعد أن يقطع النزاع الضريبي أشواطا هامة بحثا عن حل رضائي بين‬
‫أطراف العالقة الضريبية‪ ،‬وتشكل اإلدارة الضريبية الطرف القوي في النزاع‬
‫الضريبي بالنظر لالمتيازات التي خصها بها المشرع‪ ،‬عكس الملزم الضريبي الذي‬
‫يحظى بحقوق ضئيلة بالمقارنة نع اإلدارة الضريبية‪ ،‬فضال عن أن تلك الحقوق تظل‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫في حاجة دائمة لقضاء فعال يحميها من كل تعسف أو تسلط من قبل اإلدارة الضريبية‪.‬‬

‫ومن هنا تبرز أهمية القضاء اإلداري في منازعات التحصيل الضريبي من‬
‫خالل سعيه لتحقيق تلك المعادلة الصعبة المتمثلة في التوفيق بين حقوق الملزم‬
‫وسلطات اإلدارة الضريبية‪ ،‬خاصة أمام إشكاليتي التقادم (المطلب األول) وإيقاف‬
‫إجراءات تحصيل الدين الضريبي (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬منازعة التقادم في تحصيل الدين الضريبي‬

‫يشكل التقادم في ميدان التحصيل الجبري محورا للنزاع بين اإلدارة الضريبية‬
‫والملزم‪ ،‬والقضاء اإلداري تدخل لحسم العديد من اإلشكاالت بهذا الخصوص‪ ،‬محاوال‬
‫وضع حد لبعض التأويالت التعسفية التي كانت اإلدارة تحاول إعطائها لبعض المواد‬
‫المرتبطة بالتقادم في ميدان التحصيل الضريبي‬
‫وإذا كان األصل في تنظيم إستخالص الديون العمومية بصفة عامة والدين‬
‫الضريبي بالخصوص هو المقتضيات المنظمة داخل المدونة (الفقرة األولى)‪ ،‬فإن‬
‫المشرع المغربي قد خول للمحاسب المكلف بالتحصيل إمكانية اللجوء إلى القواعد‬
‫العامة من أجل قطع تقادم إجراءات إستخالص الديون الضريبية‪ ،‬وذلك من خالل‬

‫‪24‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫اللجوء إلى المقتضيات المنصوص عليها في الفصلين ‪ 381‬و‪ 382‬من ظهير‬


‫االلتزامات والعقود (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قطع التقادم على ضوء مدونة تحصيل الديون العمومية‬

‫يعرف التقادم أنه ذلك السبب إلنقضاء الحقوق المتعلقة بالذمة المالية والسيما‬
‫االلتزامات إذا توانى صاحبها عن ممارستها أو أهمل المطالبة بها خالل مدة معينة‬
‫يحددها القانون ‪ ،41‬والتقادم في المادة الضريبية هو ذلك اآلجل القانوني الخاص‬
‫بفرض الضريبة واستحقاقها‪ ،‬وعليه فاإلدارة الضريبية إذا لم تتمكن من تأسيس‬
‫وتحصيل الضريبة داخل االجل القانوني المحدد‪ ،‬فإنه يسقط حقها في إستخالص‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الضرائب والرسوم المستحقة لفائدتها‪.‬‬


‫ومشرع مدونة تحصيل الديون العمومية حدد مدة التقادم في ميدان التحصيل‬
‫الضريبي في اجل أربعة سنوات تبتدئ من تاريخ الشروع في التحصيل‪ ،‬كما تتقادم‬
‫الديون التي يستخلصها المحاسبين المكلفين بالتحصيل وفقا ً لآلجال التي تقررها‬
‫النصوص المتعلقة بها‪.42‬‬
‫وينقطع التقادم المذكور بكل إجراء من إجراءات التحصيل الجبري يتم بمسعى‬
‫من المحاسب المكلف بالتحصيل‪ ،‬كما ينقطع بكل إجراء من اإلجراءات المنصوص‬
‫عليها في الفصول ‪ 381‬و‪ 382‬من ظهير االلتزامات والعقود ‪.43‬‬
‫وهكذا تشكل دعوى التقادم من أهم الدعوى المقدمة ضد القابض وأكترها اتارة‬
‫امام القضاء اإلداري وأنجعها بالنسبة للملزمين‪ ،‬و لعل السبب الرئيسي لهذا هو تراخي‬
‫المكلفون بالتحصيل بالقيام بإجراءات استخالص الدين الضريبي داخل االجل القانوني‬
‫مما يؤدي إلى سقوط حق الخزينة إتجاه المدين ‪ ،44‬و في غالب األحوال فإن المكلفون‬
‫بالتحصيل يتشبثون بتحصيل الدين الضريبي بالرغم من عدم قيامهم بأي إجراء من‬

‫‪ 41‬مأمون الكزبرى‪ ،‬نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الصفحة ‪.516‬‬
‫‪ 42‬يمكن مراجعة المواد ‪ 123‬و‪ 138‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫‪ 43‬ظهير شريف صادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود المغربي‪،‬‬
‫النشرة الفرنسية للجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،46‬بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1913‬الصفحة ‪.78‬‬
‫‪ 44‬مريم الخمليشي‪ ،‬الحماية القضائية للملزم في المنازعات الجبائية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتورة في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بفاس‪ ،2014-2013 ،‬الصفحة ‪.275‬‬
‫‪25‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫إجراءات التحصيل وبذلك يقع عبئ إثبات وجود سبب من أسباب إنقطاع التقادم‬
‫الرباعي إلجراءات تحصيل الدين الضريبي على عاتق القابض‪ ،‬و في هذا قضت‬
‫إدارية اكادير بقبول طلب المدعي الرامي للحكم بتقادم حق الخزينة العامة في‬
‫استخالص الضريبة على القيمة المضافة برسم سنوات ‪ 1993‬و ‪ 1994‬و ‪ 1995‬لما‬
‫تبت للقاضي أن المحاسب المكلف بالتحصيل ترك اجل التقادم يمر دون القيام بأي‬
‫إجراء قاطع للتقادم ‪ ،45‬و نفس المنحى يسير عليه القضاء اإلداري لحدود ‪2018‬‬
‫حيث جاء في حكم إلدارية الدار البيضاء ما يلي " ‪....‬و حيث في ما يخص الوسيلة‬
‫األولى فإن الثابت قانونا أن الخزينة العامة و في إطار سعيها لتحصيل الضرائب من‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الملزمين بأدائها فهي ملزمة باحترام قواعد االستخالص و اجاله القانونية و تسلسل‬
‫متابعة االستخالص طبقا لمقتضيات المادة ‪ 123‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫التي تنص على تقادم إجراءات تحصيل الضرائب و الرسوم و الحقوق الجمركية و‬
‫حقوق التسجيل والتمبر بمضي أربع سنوات من تاريخ الشروع في تحصيلها‪ ،‬فضال‬
‫على مقتضيات المادة ‪ 125‬من ذات المدونة التي أقرت على أن المحاسبين المكلفين‬
‫بالتحصيل الدين تركوا اجل للتقادم يمر دون القيام بأي إجراء من إجراءات‬
‫التحصيل‪...‬وحيت أمام صحة هذه الوسيلة و بدون حاجة إلى مناقشة باقي الوسائل‬
‫األخرى و التي يستقيم الحكم بدونها مما يناسب التصريح بسقوط حق الخزينة العامة‬
‫في تحصيل الضريبة موضوع الدعوى‪. 46 "...‬‬
‫وفي هذا اإلطار نتساءل هل أي إجراء من إجراءات التحصيل التي تقوم به‬
‫اإلدارة المكلفة بالتحصيل يمكن إعتباره قاطع للتقادم حتى وإن تبت عدم صحة هذا‬
‫اإلجراء؟‬
‫إن القضاء اإلداري لم يجعل مجرد سلوك إجراءات التحصيل إجراء قاطع‬
‫التقادم‪ ،‬بل البد من أن تكون هذه اإلجراءات سليمة وصحيحة لتنتج اترها‪ ،‬وفي هذا‬

‫‪ 45‬حكم ادارية اكادير بتاريخ ‪ 2012/10/11‬في الملف عدد ‪ ،2011/2017‬أورده محمد موفيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‬
‫‪.77‬‬
‫‪ 46‬حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء رقم ‪ 396‬الصادر بتاريخ ‪ 2018/02/14‬في الملف رقم ‪،2017/7113/780‬‬
‫غير منشور‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫جاء قرار‪ 47‬لمحكمة النقض " ‪ ....‬كون اإلنذار المحتج به لقطع التقادم قد أتبع بشأنه‬
‫أسلوب التعليق من غير أن يثبت بداية تعدر تبليغه على المستأنف وكذا بما يثبت التنفيذ‬
‫الفعلي لإلجراء‪ ،‬فإنه يكون مخالف لضوابط المعتمدة في صحة تبليغه كما هي‬
‫منصوص عليها في المادة ‪ 43‬من مدونة تحصيل الديون العمومية وال يعتد به بالتالي‬
‫في قطع التقادم‪."...‬‬
‫كما ان القضاء اإلداري اعتبر ان مجرد توجيه االعالم الى الملزم دون التحقق‬
‫من توصله به ال يعتبر إجراء قاطع للتقادم‪ ،‬وبهذا قضت محكمة النقض في قرار لها‬
‫"‪ ...‬حيث تعيب الطاعنة القرار المطعون بخرق القاعدة وعدم االرتكاز على أساس‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ذلك ان المحكمة مصدرته اعتبرت ان إدارة الضرائب قامت بتوجيه اعالمات باألداء‬
‫‪ ...‬واعتبرتها قاطعة للتقادم في حين ان اإلجراءات القاطعة للتقادم هي تلك التي تصل‬
‫الى علم الملزم ومن شأنها ان تجعله في حالة مطل وال يكفي مجرد توجيه االعالمات‬
‫المشار اليه الى الطاعنة دون ان تتحقق من توصلها بها تكون قد بنت قضائها على‬
‫غير أساس سليم وعرضت قضائها للنقض " ‪.48‬‬
‫وبذلك فمتى تبت صحة إجراءات التحصيل الجبري خصوصا منه اإلنذار‬
‫اعتبرت قاطعة للتقادم فماذا ادن عن االشعار بدون صائر باعتباره اجراء سابق‬
‫إلجراءات التحصيل الجبري للدين الضريبي خصوصا ان هذا االجراء يكون بموجب‬
‫ارسال هذا االشعار مع تقيد هذا االرسال في جداول الضرائب دون الزام اإلدارة من‬
‫تأكد بتوصل الملزم بهذا االشعار‪ ،‬فالقضاء استقر الى اعتبار االشعار بدون سائر‬
‫اجراء من إجراءات التحصيل القاطعة للتقادم ان وقع تبليغه الى الملزم باألداء او الى‬
‫من يقوم مقامه‪ ،‬وهذا ما جاء في قرار لمحكمة النقض " لكن حيث انه ال يكفي القابض‬
‫المكلف بالتحصيل تسجيله ارسال اإلنذار بدون صائر الى الملزم لقطع التقادم وانما‬
‫يتعين ان تصل المطالبة موضوع ذلك اإلنذار الى علم هذا األخير لترتيب االثار‬

‫‪ 47‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 284‬الصادر بتاريخ ‪ 2014/03/06‬في الملف عدد ‪ ،2012/1/4/2381‬أورده عمر‬
‫أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.143‬‬
‫‪ 48‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 2/803‬الصادر بتاريخ ‪ 2015/11/12‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،15/2/4/605‬أورده محمد‬
‫بفقير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪ 181‬وما يليها‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫القانونية و التي من شأنها ان تجعله في حالة مطل طبقا للفصل ‪ 381‬من قانون‬
‫االلتزامات و العقود المحال عليه بالمادة ‪ 123‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪،‬‬
‫وبالتالي فإن تمسك القابض المستأنف بإرساله لإلنذارات بدون صائر الى‬
‫المستأنف عليه وبتسجيله لمراجع هذا االرسال بسجالته ال يترتب عنه قطع التقادم في‬
‫غياب ما يثبت توصل المستأنف عليه بهذا اإلنذارات ‪.49 "...‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬قطع التقادم وفقا لظهير االلتزامات والعقود‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 123‬من مدونة التحصيل فإن المشرع في إطار قطع تقادم‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫تحصيل الدين الضريبي يكون كذلك حتى بإحدى اإلجراءات المنصوص عليها في‬
‫الفصلين ‪ 381‬و‪ 382‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وإذا رجعنا لهذين الفصلين فإن‬
‫التقادم ينقطع بكل مطالبة قضائية أو غير قضائية يكون لها تاريخ ثابت تجعل المدين‬
‫في حالة مطل‪ ،‬وكذلك بطلب قبول الدين في تفليسة المدين أو ألي إجراء تحفظي أو‬
‫تنفيذي أو بكل طلب يقدم للحصول على اإلذن في مباشرة هذه اإلجراءات على أموال‬
‫المدين‪ ،‬كما ينقطع كذلك بإقرار المدين‪.‬‬
‫وهكذا يتبين أن المشرع المغربي بإحالته على ظهير االلتزامات والعقود يكون‬
‫قد منح المحاسب المكلف بالتحصيل مجاال واسعا لقطع التقادم‪ ،‬بحيث يسمح له باللجوء‬
‫إلى هذه اإلجراءات لتبرير قطع التقادم‪ ،‬على إعتبار أنها تتيح مرونة كبيرة في التعاطي‬
‫معها‪ ،‬لذلك ينبغي تعزيز حماية الملزم وضمان عدم ضياع حق الخزينة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل وضع منطق التوازن في الحسبان‪ ،‬وذلك بإلزام المحاسب باللجوء أوال إلى‬
‫اإلجراءات المتضمنة في مدونة التحصيل في مرحلة أولى تم اللجوء استنادا إلى‬
‫اإلجراءات المنصوصة عليها في ظهير االلتزامات والعقود ‪.50‬‬

‫‪ 49‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 967‬الصادر بتاريخ ‪ 2007/11/07‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،2006/2/4/2025‬أورده عمر‬
‫أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.125‬‬
‫‪ 50‬مهدي خرجوج‪ " ،‬قطع التقادم في المادة الجبائية "‪ ،‬مجلة القانون المغربي‪ ،‬العدد ‪ 33‬دجنبر ‪ ،2016‬مطبعة دار‬
‫السالم‪ ،‬الرباط‪ ،‬الصفحة ‪.205‬‬
‫‪28‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫والتساؤل المطروح هنا‪ ،‬هل األسباب القاطعة للتقادم تحصيل الدين الضريبي‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 123‬والتي أحالت على الفصلين ‪ 381‬و‪ 382‬من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود كانت على سبيل الحصر أم على سبيل المثال؟‬
‫في هذا صدر قرار ‪ 51‬لمحكمة النقض جاء فيه " ‪ ...‬لكن حيث إن ما ورد بهذا‬
‫الفرع من الوسيلة المنصب على عدم إعتبار المحكمة للفصل ‪ 380‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود باإلضافة إلى أنه جاء غامضا ومبهم وغير مقبول ألنه لم يبين‬
‫اإلجراءات الحبية أو الجبرية التي لم تأخد بها المحكمة والسنوات المتعلقة بها وتاريخ‬
‫تلك اإلجراءات‪ ،‬فإن طرق قطع إجراءات تحصيل الضرائب والرسوم محددة قانونا‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫وحصرا بالمادة ‪ 123‬من مدونة تحصيل الديون العمومية المحيلة على الفصلين ‪381‬‬
‫و‪ 382‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬وليس ضمن اإلحالة هذه ما يحيل في المادة‬
‫‪ 123‬المذكورة على الفصل ‪ 380‬من قانون االلتزامات والعقود ‪ ،"...‬وبهذا تكون‬
‫محكمة النقض قد أقرت قاعدة حصرية طرق قطع تقادم تحصيل الدين الضريبي في‬
‫المادة ‪ 123‬من مدونة التحصيل‪.‬‬
‫وارتباطا بقطع التقادم على ضوء ظهير االلتزامات والعقود بموجب اإلحالة‬
‫الواردة في المادة ‪ 123‬من مدونة التحصيل‪ ،‬فالقضاء اإلداري أعطى تفسيرا للمطالبة‬
‫القضائية التي تقطع التقادم بمفهوم الفصل ‪ 381‬من ظهير االلتزامات والعقود‪،‬‬
‫واعتبرها تلك المطالبة التي يقيمها الدائن أو نائبه‪ ،‬أما إذا رفعت من قبل المدين نفسه‬
‫إلعالن براءة ذمته أو إلبطال السند الذي أنشأ الدين‪ ،‬فال تعتبر قاطعة للتقادم‪ ،‬وهذا‬
‫ما أكدته محكمة النقض في قرار ‪ 52‬لها " ‪ ...‬وحيث إن المطالبة القضائية التي تقطع‬
‫التقادم بمفهوم الفصل ‪ 381‬من قانون االلتزامات والعقود هي مطالبة الدائن المدين‬
‫بحقه مطالبة قضائية ‪ ....‬وإذا رفعت الدعوى من المدين نفسه بإعالن براءة ذمته‪ ،‬أو‬
‫إلبطال السند الذي أنشأ الدين‪ ،‬لم تكن هذه الدعوى قاطعة للتقادم‪ ،‬وأن محكمة‬

‫‪ 51‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 1314/1‬الصادر بتاريخ ‪ 2015/6/25‬في الملف عدد ‪ ،3333/4/1/14‬أورده محمد بفقير‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪ 155‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 52‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 1/787‬الصادر بتاريخ ‪ 2014/06/12‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،13/1/4/759‬أورده محمد‬
‫بفقير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪ 102‬وما يليها‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫االستئناف اإلدارية لما ألغت الحكم المستأنف وقضت بسقوط حق الخزينة العامة‬
‫للمملكة في استخالص الضريبة موضوع المنازعة استنادا الى أن الدعوى التي رفعتها‬
‫المطلوبة في النقض أمام المحكمة اإلدارية بفاس ضد مديرية الضرائب بتاريخ‬
‫‪ 2003/12/08‬من أجل المنازعة في الوعاء الضريبي ال يمكن أن يستفيد منها القابض‬
‫في قطع تقادم إجراءات التحصيل‪ ،‬ألنها ال تحمل معنى المطالبة بالوفاء بالدين‪ ،‬تكون‬
‫قد فسرت الفصل ‪ 381‬من قانون االلتزامات والعقود تفسيرا صحيحا وعللت قرارها‬
‫تعليال سليما بهذا الخصوص ‪."...‬‬
‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 381‬من ظهير االلتزامات والعقود فإن التقادم ينقطع‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫كذلك بكل إجراء تحفظي أو تنفيذي يباشر على أموال المدين أو بكل طلب يقدم‬
‫للحصول على اإلذن في مباشرة هذه اإلجراءات‪ ،‬وبالتالي هل يمكن إعتبار تقديم‬
‫المحاسب لطلب لبيع األصل التجاري إلى رئيس المحكمة التجارية إجراء قاطع‬
‫للتقادم؟ وهل يمكن إعتبار كذلك إشعار الغير الحائز ضمن اإلجراءات التنفيذية القاطعة‬
‫للتقادم؟ وفي هذا قضت محكمة النقض بأن تقديم المحاسب لطلب بيع األصل التجاري‬
‫إلى رئيس المحكمة التجارية إجراء قاطع للتقادم ‪ ،53‬وكذلك أن اإلشعار للغير الحائز‬
‫يصنف ضمن االجراءات التنفيذية لتحصيل الدين الضريبي القاطعة للتقادم ‪.54‬‬
‫ويعد كذلك االعتراف أو األداء الجزئي وما في حكمه من بين اإلجراءات‬
‫القاطعة للتقادم بموجب الفصل ‪ 382‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫هل يمكن اعتبار الموقف السلبي للملزم بالضريبة بمثابة إقراره بمديونيته فيكون له‬
‫أثار على قطع التقادم؟‬
‫لقد ذهب قضاء النقض إلى اعتبار ان المحكمة التي دفع أمامها الطالب بكون‬
‫تبليغ المطلوبة باإلنذار وعدم الطعن فيه يعني إقرارها بالمديونية لم تكن ملزمة للجواب‬

‫‪ 53‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 973‬الصادر بتاريخ ‪ 2007/11/14‬في الملف عدد ‪ ،2015/2/4/2736‬أورده عمر‬
‫أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.134‬‬
‫‪ 54‬قرار محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط عدد ‪ 122‬الصادر بتاريخ ‪ 2012/1/16‬في الملف عدد ‪ ،9/10/180‬أورده‬
‫عمر أزوكار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.134‬‬
‫‪30‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫عن الدفع المذكور‪ ،‬ألن عدم طعنها – الطالبة ‪ -‬ال يمكن اعتباره إقرارا ال صريحا‬
‫وال ضمنيا وال تنطبق عليه مقتضيات الفصل ‪ 382‬من ظهير االلتزامات والعقود ‪،.55‬‬
‫وفي نفس السياق فانه ال يعتد باألداء الجزئي كإجراء قاطع للتقادم ان شمل‬
‫ديون عمومية قد طالها التقادم‪ ،‬ويثير األداء الجزئي للضريبة اشكال في الحالة التي‬
‫يكون فيها الملزم مدين بعدة ضرائب‪ ،‬فهل ينسحب األداء الجزئي على باقي الضرائب‬
‫األخرى من زاوية التقادم؟‬
‫لقد دهب قضاء محكمة النقض الى اتجاه استقالل كل ضريبة بوجودها القانوني‬
‫عن غيرها من الضرائب‪ ،‬وعليه فأداء الملزم للضريبة معينة بشكل جزئي وما ينتج‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫عن دلك من قطع للتقادم ال ينسحب على ضريبة أخرى ادا لم يؤديها الملزم‪ ،‬او لم يقم‬
‫‪56‬‬
‫‪ ،‬وبهذا فالقضاء اإلداري المغربي استقر‬ ‫المحاسب تجاهها بأي اجراء قضائي‬
‫بخصوص إشكالية استقالل الضرائب عن بعضها في احتساب التقادم على استقالل‬
‫كل ضريبة عن غيرها من الضرائب في احتساب التقادم وبذلك يكون قد قطع الطريق‬
‫على المحاسبين المكلفين بالتحصيل الذين يحاولون دمج الضرائب في بعضها فيما‬
‫يتعلق بأجل التقادم‪.‬‬
‫من خالل ما سبق فإن القضاء اإلداري يضطلع بدور فعال في إقرار مبدأ‬
‫الشرعية على تصرفات اإلدارة التحصيلة في الحالة التي تتراخى فيها هذه األخيرة‬
‫عن القيام بإجراءات تحصيل الدين الضريبي الى حين مرور الوقت القانوني‪ ،‬حيث‬
‫عمل القضاء على الغاء عملية التحصيل متى ثبت له مرور امد التقادم دون ان تثبت‬
‫اإلدارة قيامها بإجراء من اإلجراءات القاطعة له‪ ،‬والعمل القضائي في هذا اإلطار قد‬
‫عمد الى تحقيق التوازن بين طرفي المنازعة الضريبية من اجل إقرار عدالة التحصيل‬
‫الضريبي‪.‬‬

‫‪ 55‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 673‬الصادر بتاريخ ‪ 2015/9/10‬في الملف عدد ‪ ،2014/2/4/3062‬منشور بمجلة‬
‫قضاء محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،80‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬الصفحة ‪ 284‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ 56‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 1/1099‬الصادر بتاريخ ‪ 2015/06/04‬في الملف عدد ‪ ،12/1/4/855‬أورده محمد بفقير‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪ 138‬وما يليها‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القضاء اإلسعجالي في منازعات التحصيل‬

‫ان القضاء اإلداري االستعجالي يؤدي أدوار هامة في حماية وحصانة حقوق‬
‫الملزمين ذلك انه يشكل المسطرة السريعة للبت في المنازعات المستعجلة الناشئة عن‬
‫تطبيق النصوص الضريبية قصد توفير حماية مؤقتة للحق‪ ،‬والمشرع المغربي اناط‬
‫بهذا النوع من القضاء صالحية حماية حقوق الملزمين من التصرفات المباغتة‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل إيقاف إجراءات التنفيذ الجبري (الفقرة األولى)‪ ،‬لكن تبقى مسطرة إيقاف‬
‫التحصيل تطرح بعض اإلشكاالت سنحاول الوقوف عليها (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬القضاء االستعجالي وإيقاف تحصيل الدين الضريبي‬

‫ينحصر اختصاص القضاء االستعجالي باتخاذ اإلجراءات الوقتية التي تفرضها‬


‫حالة االستعجال مع عدم المساس بأصل الحق‪ ،‬وتعتبر الطلبات الرامية الى إيقاف‬
‫الدين العمومي إجراءات وقتية يطبعها االستعجال‪ ،‬لذلك فالتوجه الى القضاء‬
‫االستعجالي إليقاف إجراءات تحصيل دين ضريبي يهدف باألساس الى منع تسبب‬
‫القرار الضريبي في اضرار للملزم يصعب تداركها ادا ما تم االنتظار الى حين صدور‬
‫الحكم النهائي في الموضوع‪.‬‬
‫تجد مسطرة إيقاف إجراءات التحصيل الجبري سندها القانوني في المادة ‪124‬‬
‫من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬ادا كان من حق القضاء االستعجالي إيقاف‬
‫إجراءات التحصيل فإن هذا االمر رهين بتوفر مجموعة من الشروط التي استقر عليها‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬ويتعلق االمر هنا بكل من شرط االستعجال والجدية وكذا عدم‬
‫المساس بأصل الحق‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد صدر عن رئيس المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء امر‬
‫استعجالي استجاب للطلب المتعلق بإيقاف إجراءات التحصيل بناء على توفر عنصر‬
‫االستعجال و الجدية في المنازعة‪ ،‬فقد جاء فيه"‪...‬وحيث انه استنادا الى ما تم ذكره‬
‫وفي غياب وجود نص صريح ال لبس وال غموض فيه‪ ،‬وفي ضل تواتر االجتهاد‬

‫‪32‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫القضائي الذي يربط إيقاف تنفيذ إجراءات التحصيل بجدية الوسائل‪ ،‬وان تقديم الجدية‬
‫يرجع الى السلطة التقديرية للمحكمة‪ ،‬وعليه يبقى من باب حسن سير العدالة و الحفاظ‬
‫على المراكز القانونية لكال الطرفين اعتبار مدى جدية الوسائل وحالة االستعجال في‬
‫طلب إيقاف إجراءات تحصيل الضريبة الحضرية و ضريبة النظافة لفائدة المدعى‬
‫عليه و المتنازع بشأنها‪ ،‬وعليه ومن باب حسن العدالة ال نرى مانعا من االستجابة‬
‫اليه مؤقتا الى حين البت في دعوى الموضوع المعروضة على انظار المحكمة "‪.57‬‬

‫أ مام توفر هذا الشروط التي تؤطر القضاء االستعجالي بصفة عامة يطرح‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫السؤال في نطاق طلب إيقاف إجراءات الدين الضريبي هل يتوجب تقديم الضامنة‬
‫المنصوص عليه في المادتين ‪117‬و ‪ 118‬وكذا التظلم اإلداري كشرطين كذلك في‬
‫إيقاف إجراءات التحصيل؟‬

‫وفي هذا ذهب الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض في احدى قراراتها ‪ .." 58‬لكن‬
‫حيث ان طلب إيقاف إجراءات التحصيل تعتبر طلبا استعجاليا بطبيعته وال شيء في‬
‫القانون ينفي عنه هذه الصفة مادام االمر في التحصيل يهدد الذمة المالية للملزم وان‬
‫الضمانة المنصوص عليها في المادة ‪ 117‬من نفس القانون والتظلم اإلداري ال يكونان‬
‫الزمين اال في حالة المنازعة في قيمة الضريبة او جزء منها‪ ،‬اما المنازعة في فرضها‬
‫بصورة جدية كما هو المر في نازلة الحال‪ ،‬فال يستدعي تقديم الضمانة او التظلم‬
‫المذكورين‪ ،‬االمر الذي يجعل الطلب يتوفر على شرطين لالستعجال والجدية ويكون‬
‫ما اثير بدون أساس "‪.‬‬

‫‪ 57‬امر استعجالي صادر عن رئيس المحكمة االدارية بالدار البيضاء عدد ‪ 2274‬الصادر بتاريخ ‪ 2012/5/21‬في الملف‬
‫عدد ‪ ،1/12/1141‬اورده محمد مفيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.91‬‬
‫‪ 58‬قرار الغرفة إدارية عدد ‪ 843‬الصادر بتاريخ ‪ 2006/6/11‬في الملف عدد ‪ ،2006/2/4/2564‬اودته مريم‬
‫الخمليشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.293‬‬
‫‪33‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬بعض إشكاالت مسطرة إيقاف إجراءات تحصيل الدين‬


‫الضريبي‬
‫تعد مسطرة إيقاف إجراءات الدين الضريبي مسطرة قضائية تتيح للملزم أمام‬
‫السلطات الممنوحة لإلدارة الضريبية اللجوء إلى اقضاء اإلداري من أجل إستصدار‬
‫أمر بإيقاف إجراءات تحصيل الديون الضريبية المتنازع في شرعيتها إلى أن يبت‬
‫القضاء اإلداري في الموضوع‪ ،‬والتطبيق العملي لمسطرة إيقاف إجراءات التحصيل‬
‫أفرز بعض اإلشكاالت‪ ،‬والتي من بينها إيقاف مسطرة إشعار الغير الحائز أمام القضاء‬
‫اإلستعجالي‪ ،‬ترتبط في مدى خضوع هذا اإليقاف للقضاء اإلداري االستعجالي‪ ،‬بحيث‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫أن اإلشعار للغير الحائز هو تلك الوسيلة القانونية التي تمكن المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل في تنفيد الديون العمومية تنفيدا جبريا فهو بمتابة حجز تنفيذي على أموال‬
‫المدين‪ ،‬وعليه فإذا نزع الملزم في هذا اإلجراء على إعتباره باطال من الناحية القانونية‬
‫وبذلك فالبت في هذا النزاع يقتضي بالضرورة فحص وتقييم هذا اإلجراء للقول‬
‫بصحته أو بطالنه‪ ،‬مما يضفي عليها الطابع الموضوعي المحض لمساسها بجوهر‬
‫الحق‪ ،‬وبالتالي تكون المحكمة اإلدارية كمحكمة موضوع هي المختصة بالنظر فيها‬
‫وليس القضاء االستعجالي‪.‬‬
‫فقد ذهبت المحاكم اإلدارية في نفس االتجاه‪ ،‬حيث اعتبرت إدارية فاس أن‬
‫طلب رفع الحجز ال يعتبر وقتيا ما دام أنه لرفع الحجز ينبغي إبطاله‪ ،‬وعليه فقاضي‬
‫الموضوع هو المختص وليس قاضي األمور المستعجلة ‪ ،59‬غير أن القضاء اإلداري‬
‫االستعجالي أقر بالتدخل في رفع مسطرة اإلشعار للغير الحائز‪ ،‬لكن تدخله يبقى‬
‫مشروطا بتوفر عنصر االستعجال والجدية وعدم المساس بجوهر الحق " ‪ ...‬وحيث‬
‫أن اإلشعار للغير الحائز يترتب عليه التسليم الفوري للمبالغ المحجوزة مما يجعل‬
‫شرط االستعجال قائم في النازلة ‪ ...‬وحيث إنه بالنظر لألثار الفوري لإلشعار للغير‬

‫‪ 59‬أمر إستعجالي صادر عن رئيس المحكمة اإلدارية بفاس رقم ‪ 416/10‬الصادر بتاريخ ‪ 2010/11/27‬في الملف عدد‬
‫‪ ،382/1/10‬أورده محمد موفيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.102‬‬
‫‪34‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫الحائز كإجراء تنفيذي مباغت ارتأينا األمر برفع الحجز على الحساب البني للطالب‬
‫" ‪.60‬‬
‫يستنتج مما سبق أنه بالنظر للطابع الفجائي لمسطرة اإلشعار للغير الحائز‬
‫والذي تستخدمه اإلدارة الضريبية من أجل حشد المداخل الضريبية بدون مراعاة‬
‫حقوق الملزمين هو ما إستلزم تدخل القضاء االستعجالي إلنصاف الملزمين‪ ،‬وبذلك‬
‫تم إقرار للقضاء االستعجالي اإلختصاص بالبت في طلبات رفع االشعار للغير الحائز‪.‬‬
‫وعموما فإن تحقيق التوازن بين أطراف العالقة الضريبية على ضوء‬
‫منازعات تحصيل الدين الضريبي من خالل دعوى التقادم ومسطرة إيقاف إجراءات‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫التحصيل شهدت تدخال إيجابــــيا للقضـــاء اإلداري المغربي والذي سعى للحرص‬
‫على حماية الملزم الضريبي من تعسف اإلدارة الضريبية‪ ،‬ولعل تشدد القضاء اإلداري‬
‫في التعامل مع اإلجراءات القاطعة للتقادم في مواجهة اإلدارة الضريبية وحماية الملزم‬
‫خير دليل على جرأة القضاء اإلداري ودوره الفعال في تحقيق األمن القانون الضريبي‬
‫والعدالة الضريبية‪.‬‬

‫‪ 60‬أمر إستعجالي صادر عن رئيس المحكمة اإلدارية بالبيضاء بتاريخ ‪ 2010/3/9‬في الملف العدد ‪،2010/03/59‬‬
‫أشار إليه محمد موفيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.102‬‬
‫‪35‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫شكلت مدونة تحصيل الديون العمومية محطة مهمة في اإلصالح القانوني‪،‬‬
‫والتي تهدف الى دعم االقتصاد الوطني قصد تحقيق معادلة قانونية من خالل تفعيل‬
‫سبل تحصيل الضريبة من جهة وتحسيس المواطن بالضريبة بكونها واجب وطني‬
‫يجد سنده في الدستور‪.‬‬
‫وأمام ضعف ألية التواصل ما بين اإلدارة الضريبية والملزم بما يضمن مساهمة‬
‫هذا األخير في تحمل أعباد الدولة المالية من خالل إلتزامه بالوفاء الرضائي للدين‬
‫الضريبي‪ ،‬كان البد من سن إجراءات من شأنها أن تجبر الملزم بأداء ما بذمته‪ ،‬وإذا‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫كانت هذه اإلجراءات تشكل ضمانات بالنسبة لإلدارة الضريبية فإنها تنطوي على‬
‫خطورة بخصوص طابعها الجبري تجاه الملزم‪.‬‬
‫ونطرا لخطورة إجراءات التحصيل الجبري والتي قد تصل الى المس بحرية‬
‫الملزم فقد أدى القضاء اإلداري أدوار مشرقة في تطبيقه لمقتضيات هذه المدونة‪ ،‬حيث‬
‫إستطاع بأحكامه الجرأة فرض رقابته على اإلدارة الضريبية في كافة مراحل تحصيل‬
‫الدين الضريبي‪ ،‬ومن جهة أخرى ساهم في تحقيق التوازن بين اإلدارة الضريبية‬
‫والملزم الضريبي من خالل تجاوز ما يطرحه تقادم الدين الضريبي من إشكاالت‬
‫تعترض منظومة التحصيل‪ ،‬والقضاء اإلداري لم يكتفي في رقابته على إجراءات‬
‫التحصيل الجبري على احترام التسلسل و صحة اإلجراءات وانما تعداه بما يضمن‬
‫التوازن ما بين أطراف العالقة الضريبية وذلك باقراره إلمكانية إيقاف إجراءات‬
‫التحصيل الجبري و بشكل استعجالي‪.‬‬
‫وإلعطاء نوع من الفعالية والنجاعة لمنظومة تحصيل الدين الضريبي فإنه ال‬
‫يسعنا إال أن نعرض بعض المقترحات التي من شأنها أن تخفف من منازعات‬
‫التحصيل‪:‬‬
‫‪ -‬تجويد النصوص القانونية المؤطرة لعملية التحصيل وتجميعها في مدونة واحدة‬
‫تشمل كل اإلجراءات اإلدارية والقضائية للتحصيل تراعى فيها خصوصية الدين‬
‫الضريبي وعدم اإلحالة إلى نصوص القانون الخاص؛‬
‫‪36‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫‪ -‬العمل على خلق وعي جبائي حقيقي من خالل تعزيز الية التواصل بين الدارة‬
‫الضريبية والملزم حتى ال تبقى الضريبة عبارة عن اكراه يحاول الملزمين بها‬
‫اإلفالت منه؛‬
‫‪ -‬الرفع من جودة استقبال الملزم‪ ،‬وذلك عبر تفعيل الوسائل التكنولوجيا؛‬
‫‪ -‬تطوير وعصرنة مؤسسة التقادم‪ ،‬من خالل توخي الوضوح التشريعي وتبني معيار‬
‫موجد في بدء سريان أجل التقادم؛‬
‫‪ -‬تأهيل الموارد البشرية العاملة في إدارة التحصيل من خالل تكوينهم وتحفيزهم‬
‫وفي المقابل اعتماد مقاربة دقيقة لمسألتهم؛‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ -‬إعطاء الفعالية للقضاء ودلك للوصول الى هدفه والمتمثل في تحقيق العدل وإلحاق‬
‫الحقوق بأصحابها‪ ،‬وذلك عبر إحداث قضاء ضريبي متخصص؛‬
‫‪ -‬العناية بالجانب التكويني للقضاة ومساعدهم؛‬
‫‪ -‬البد من التأكيد على عدم كفاية الحل التشريعي‪ ،‬مالم يصاحبه إصالح شمولي يقوم‬
‫على أساس تقديم الحلول الشافية من منطلق التشخيص الشمولي والعميق ألمراض‬
‫التحصيل‪ ،‬ذلك أن التحصيل قضية وطنية تنهض بها سياسة عمومية فعالة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬سعيد اولعربي‪ ،‬إشكالية تحصيل ديون الدولة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف العمراني ومراد الخروبي‪ ،‬اإلصالح الجديد في ميدان تحصيل‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الضرائب والديون العمومية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -‬عمر أزوكار‪ ،‬الدليل العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.2017 ،‬‬
‫‪ -‬مأمون الكزبرى‪ ،‬نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪.‬‬
‫‪ -‬محمد قصري‪ ،‬المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار ابي رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬محمد بفقير‪ ،‬العمل القضائي للغرفة اإلدارية بمحكمة النقض خالل سنتي ‪2014‬‬
‫و‪ ،2015‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان ابليال ورحيم الطور‪ ،‬تحصيل الضرائب والديون العمومية على ضوء‬
‫المدونة الجديدة‪ ،‬مطبعة األمنية‪.2000،‬‬
‫‪ -‬أحمد بوعشيق‪ ،‬الدليل العملي لإلجتهاد القضائي في المادة اإلدارية‪ ،‬الجزء الثالث‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة المعارف الجديد‪ ،‬الرباط‪.2004 ،‬‬

‫‪38‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫األطاريح والرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ -‬عبد الرحيم حزيكر‪ ،‬إشكالية تحصيل الضرائب بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه‬
‫في القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية بالبيضاء‪.2003/2003 ،‬‬
‫‪ -‬مريم الخمليشي‪ ،‬الحماية القضائية للملزم في المنازعات الجبائية‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتورة في القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية بفاس‪.2014-2013 ،‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ -‬محمد موفيد‪ ،‬منازعات التحصيل الضريبي أمام القضاء اإلداري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية بسطات‪.2014-2013 ،‬‬
‫‪ -‬لمياء رافع‪ ،‬المنازعة في تحصيل الضريبة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماستر‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية بمراكش‪.2010/2009 ،‬‬
‫‪ -‬عبد المجيد الزالل‪ ،‬دور القضاء في النزاعات الناشئة عن تطبيق مدونة تحصيل‬
‫الديون العمومية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم السلك العالي في التدبير اإلداري‪ ،‬المدرسة‬
‫الوطنية لإلدارة بالرباط‪.2005/2004،‬‬

‫المقاالت والمجالت‪:‬‬

‫نجالء أحمينة‪ " ،‬اإلجراءات العادية واالستثنائية لتحصيل الديون العمومية "‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫منشور بمجلة المنارة‪ ،‬عدد خاص ‪.2018‬‬
‫‪ -‬إبراهيم عقاش‪" ،‬إجراءات التحصيل الجبرية في مدونة تحصيل الديون العمومية"‪،‬‬
‫مجلة المناهح‪ ،‬عدد ‪ 9‬و‪.10‬‬
‫‪39‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫‪ -‬مهدي خرجوج‪ " ،‬قطع التقادم في المادة الجبائية "‪ ،‬مجلة القانون المغربي‪ ،‬العدد‬
‫‪ 33‬دجنبر ‪ ،2016‬مطبعة دار السالم‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ -‬مجلة قضاء محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،80‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪.‬‬

‫القوانين‪:‬‬

‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 1432‬الموافق ل ‪ 29‬يوليو‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪2011‬بيتنفيذ نص الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 30‬يوليوز‬


‫‪ ،2001‬الصفحة ‪.3600‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف صادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬بمثابة‬
‫قانون االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬النشرة الفرنسية للجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪،46‬‬
‫بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1913‬الصفحة ‪.78‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.00.175‬صادر في ‪ 28‬من محرم ‪ 1421‬الموافق ل ‪ 3‬ماي‬
‫‪ 2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 15-97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 4800‬بتاريخ فاتح يونيو ‪.2000‬‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫مـــــنازعــــــــات تــــــــحــــصــــيــــــــل الــــــــــــديـــــــــن الــــــضــــــريــــــبـــــــي‬

‫مقدمة‪1..................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬رقابة القاضي الضريبي على إجراءات تحصيل الدين‬
‫الضريبي ‪4......................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المنازعة لعدم تسلسل إجراءات التحصيل ‪4............................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬اإلجراءات السابقة للتحصيل الجبري للدين الضريبي ‪5...............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬درجات التحصيل الجبري للدين الضريبي ‪9..........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المنازعة في صحة إجراءات التحصيل ‪15.............................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المنازعة في صحة اإلنذار والحجز ‪15.................................................‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المنازعة في صحة البيع واإلكراه البدني ‪20............................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القاضي الضريبي ومنازعات تقادم وإيقاف الدين‬


‫الضريبي‪24.....................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬منازعة التقادم في تحصيل الدين الضريبي ‪24.........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬قطع التقادم على ضوء مدونة تحصيل الديون العمومية ‪25...........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬قطع التقادم وفقا لظهير االلتزامات والعقود ‪28.........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القضاء اإلسعجالي في منازعات التحصيل ‪32.........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬القضاء االستعجالي وإيقاف تحصيل الدين الضريبي ‪32..............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬بعض إشكاالت مسطرة إيقاف إجراءات تحصيل الدين الضريبي ‪34.................‬‬

‫خاتمة ‪36.......................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪38..............................................................‬‬
‫الفهرس ‪41.....................................................................‬‬

‫‪41‬‬

You might also like