You are on page 1of 104

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬

‫الربـــاط – السويسي‬

‫ماستر العلــــوم االدارية والمالــية‬

‫عـــــرض تحــت عنــــوان‬

‫تحصيل الديون العمومية‬

‫تحت اشراف الدكتور عبد الفتاح بلخال‬


‫‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة الباحثين‬

‫عبد العزيز لقصيبي ‪ -‬محمد مهرير‪ -‬سكينة الهاللي‬

‫مريم جبران‪ -‬غـــزالن الزوبير‪ -‬مريم بداه الكـوار‬

‫‪2018-2017‬‬ ‫السنـــة الجامـــعيــة‪:‬‬

‫‪0‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫المقدمة‬
‫تعتبر الديون العمومية في الدول الديموقراطية الحديثة من أهم مصادر تمويل ميزانية هاته‬
‫الدول ‪ ،‬وتنفيد سياستها االقتصادية واالجتماعية ‪،‬الشيء الذي يجعلها تعتني بها اعتناء كبيرا‬
‫‪،‬فتصدر لها نصوص تشريعية وتنظيمية ‪ ،‬وتعمل على تغيير هاته النصوص كلما دعت الحاجة‬
‫الى ذلك ‪ ،‬محاولة منها لضمان تحمل األعباء والتكاليف بصورة عادلة بين جميع مواطنيها‪.‬‬

‫عرف المغرب في العقد األخير من القرن العشرين ‪ ،‬قفزة نوعية في تحديث القوانين المتعلقة‬
‫بتحصيل الديون العمومية وجعلها مسايرة لروح العصر ‪ ،‬إال أنه بدأ في ضبطها و تنظيمها منذ‬
‫اإلستعمار حيث أصدرت في ذلك مجموعة من التشريعات ‪ ،‬كان في مقدمتها ظهير ‪21‬غشت‬
‫‪ 1935‬الذي تم التعامل به لما يقارب ‪80‬سنة ‪ ،‬و نتيجة االختالالت التي كانت تشوب هذا القانون‬
‫‪ ،‬سواء على مستوى الصياغة أو المضمون‪ .‬تم إصدار مدونة جديد لتحصيل الديون العمومية‬
‫بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪1.00.175‬الصادر في ‪28‬من محرم ‪ 1421‬الموافق ‪ 31‬ماي‬
‫‪2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ‪،‬و ذلك لتحسين مردود‬
‫الخزينة من جهة ‪ ،‬و تأسيس نهج جديد في العالقة بين اإلدار ة و المدين من جهة ثانية ‪،‬ومن أهم‬
‫التعديالت التي جاء بها هذا القانون هو جعل المسطرة اإلدارية مرحلة إجبارية قبل سلك المسطر‬
‫ة القضائية قبل ما كانت اختيارية في القانون السابق ‪.‬‬

‫ويقصد بتحصيل الديون العمومية أو ديون الخزينة ‪،‬العملية التي تهدف الى استخالص مجموع‬
‫المبالغ المالية الثابتة والمترتبة في ذمة المدنيين أصليين كانوا أو متضامنين ‪،‬أشخاصا طبعيين أو‬
‫اعتباريين‪. 1‬‬

‫وقد عرف المشرع التحصيل في المادة األولى من المدونة الجديدة بما يلي ‪ ":‬هو مجموع‬
‫العمليات واإلجراءات التي تهدف الى حمل مديني الدولة والجماعات المحلية وهيئاتها‬
‫والمؤسسات واألنظمة الجاري بها العمل ‪ ،‬أو الناتجة عن أحكام مقررات القضاء وعن‬
‫االتفاقيات "‪. 2‬‬

‫‪ - 1‬عبد الرحمان إيليال ‪ ،‬رحيم الطور "تحصيل الديون العمومية على ضوء المدونة الجديدة " مطبعة األمنية اإليداع ‪،‬سنة ‪، 2000‬ص ‪. 5‬‬
‫‪ -- 2‬القانون رقم ‪ 15- 97‬بمثابة مدونة التحصيل الديون العمومية‬

‫‪1‬‬
‫يعتبر الدين العمومي ‪،‬دينا ممتازا على جميع أموال المدين رغبة في إعطاء األولوية لدين‬
‫العمومي عند التحصيل ‪،‬وهي كثيرة لكنها محددة في المادة ‪ 2‬من مدونة تحصيل الديون‬
‫العمومية على سبيل الحصر ال على سبيل المثال حتى تسد على وجه كل من يريد أن يلحق‬
‫بالديون العمومية كل ما ال ينتمي لهذه األنواع المحصورة في هذه المادة ‪ .‬واستثنت الديون ذات‬
‫الطابع التجاري بحيث تبقى خاضعة للقواعد العامة‪.‬‬

‫ويكلف بتحصيل الديون العمومية المحاسبون اآلتي ذكرهم‪:3‬‬

‫الخازن الع ام للمملكة‪ ،‬الخازن الرئيسي‪ ،‬المؤدي الرئيسي لالجور‪ ،‬الخزنة الوزاريون‪ ،‬خزنة‬
‫العماالت و الخزنة االقليميون‪ ،‬الخزنة الجماعيون و القباض و القباض الجماعيون‪ ،‬قباض‬
‫الجمارك و الضرائب غير المباشرة‪ ،‬قباض إدارة الضرائب‪ ،‬كتاب الضبط بمحاكم المملكة‬
‫بالنسبة الى الغرامات و االدانات النقدية و الصوائر القضائية و الرسوم القضائية‪ ،‬االعوان‬
‫المحاسبون بالمؤسسات العمومية‪.‬‬

‫وتجدر االشارة إلى أن عمليات التحصيل التي يقوم بها المحاسب المكلف بالتحصيل أو‬
‫تكون إما رضائية‪ ،‬خالل الفترة الممتدة بين الشروع في‬ ‫القابض لفائدة الخزينة العامة‬
‫التحصيل واإلصدار وتاريخ االستحقاق‪ ،‬وقد تكون جبرية إذا انصرم األجل القانوني دون أداء‬
‫إرادي للدين العمومي‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫تظهر أهمية هذا الموضوع انطالقا من كون الديون العمومية تشكل الحيز االكبر من موارد‬
‫الدولة و بالتالي تلعب دورا استراتيجيا في تمويل النفقات العمومية‪ ،‬وعبرها تحقيق االهداف‬
‫االقتصادية و االجتماعية للدولة‪ ،‬مما يجعلنا أمام ضرورة التعرف على دور المشرع في‬
‫الـتأطير لمختلف الجوانب المتعلقة بعمليات استخالص و تحصيل هذه الديون‪ .‬واإلشكال الذي‬
‫يمكننا طرحه بصدد مناقشتنا لموضوع التحصيل الجبائي هو‪":‬إلى أي حد استطاع المشرع و‬
‫معه القضاء في التوفيق بين حماية حقوق الخزينة في استيفاء ديونها‪ ،‬وتوفير الضمانات‬
‫األساسية للملزم من خالل مساطر التحصيل‪ ،‬وضمان المنازعة أمام القضاء؟"‬

‫‪ 3‬المادة ‪ 3‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫تنبثق عن هذه االشكالية االسئلة الفرعية التالية‪:‬‬


‫‪ -‬ما هي معايير التمييز بين التحصيل الرضائي والتحصيل الجبري؟‬

‫‪ -‬ماهي مسطرة الولوج إلى كل من التحصيل الجبري والرضائي؟‬

‫‪ -‬كيف يتدخل قاضي المستعجالت في حل قضايا تحصيل الديون ؟‬

‫‪ -‬كيف يتدخل قضاء الموضوع في حل تحصيل الديون العمومي ؟‬

‫‪ -‬ماهي االشكاالت القانونية والقضائية المتعلقة بتحصيل الديون العمومية ؟‬

‫‪ -‬ماهي أهم مظاهر حماية حقوق الملزم؟‬

‫ومن خالل التقديم أعاله سنعالج هذا الموضوع من خالل التصميم التالي ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اآلليات القانونية لتحصيل الديون العمومية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المنازعات و االشكاالت المثارة على تحصيل الديون العمومية‬

‫‪3‬‬
‫المبحث االول‪ :‬اآلليات القانونية لتحصيل الديون العمومية‬

‫تعتبر الرضائية في تحصيل الديون العمومية هي األصل‪ ،‬ومعنى ذلك ان يبادر المزم بأداء ما بذمته من ديون‬
‫عمومية لفائدة الدولة عن طواعية وبصفة تلقائة بحلول أجل استحقاقها (المطلب االول)‪ .‬غير ان هذا التحصيل‬
‫قد يصير جبريا في حالة عناد الملزم او تماطله او امتناعه عن الوفاء في االجال المقررة قانونا‪ ،‬عندها تلجأ‬
‫ادارة تحصيل الديون العمومية الى مسطرة التحصيل الجبري التي تهدف الى حمل مديني الدولة والجماعات‬
‫الترابية ومجموعاتها والموسسات العمومية على تسديد ما بذمتهم من ديون بمقتضى القانون واألنظمة الجاري‬
‫بها العمل (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬التحصيل الرضائي للديون العمومية واجاله‬

‫كما هو منصوص عليه في مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬فان تحصيل هذه االخيرة يكون اما رضائيا او‬
‫جبريا‪ ،‬لكن تبقى المرحلة الرضائية هي االصل‪ .‬والتحصيل الرضائي له مزيايا مادية وأخرى معنوية بالنسبة‬
‫للملزم‪ ،‬فاالهمية المادية اذا قام باداء ماعليه من ديون عمومية في الوقت المناسب والمحدد من طرف المشرع‬
‫في القانون ‪ ،15.97‬فانه بذلك االداء التلقائي يكون قد أمن نفسه من اللجوء الى مسطرة التحصيل الجبري من‬
‫تبعات غير مريحة يترتب عنها جزاءات التأخير أو االكراه البدني في حالة عدم االداء‪.‬‬

‫ولم تأتي مدونة تحصيل الديون العمومية بتعريف للتحصيل الرضائي‪ ،‬بيمنا نجد تعريف بالتعليمية التوضيحية‬
‫لمدونة تحصيل الديون العمومية‪ .‬الذي تم ترجمته بأنه تدبير مسطري‪ ،‬لتسديد الديون العمومية‪ ،‬بمبادرة من‬
‫الملزم ‪ . 4‬ومن المسلم به ان هذا التدبير يعرف له آجال معينة يمتد من تاريخ الشروع في التحصيل الي تاريخ‬
‫االستحقاق ويكون أداء الملزم فيها لديونه دون ارغام اوكراه من أي طرف كان‪.‬‬

‫والتحصيل الرضائي للديون العمومية مرتبط بآجال‪ ،‬أذ أن التحصيل الرضائي اليعني أن يتقدم الملزم في أي‬
‫وقت شاء الداء ما بذمته من ديون‪ ،‬بل ربطه بآجال معينة محددة قانونا‪ .‬وسيترتب عن عدم اداء الملزم في هذه‬
‫االجال‪ ،‬خضوعه لمسطرة أخرى تتسم بنوع من االكراه واالجبار في أداء الديون العمومية‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬تنفيذ تحصيل الديون العمومية واجالها‬

‫ويتضح من خالل مدونة تحصيل الديون العمومية أن المشرع عمد الى تنظيم االستحقاق بشقيه‪ ،‬االستحقاق‬
‫بأجل واالستحقاق الفوري انطالقا من تاريخ الشروع في التحصيل‪ .‬وباالشارة الى هذين التاريخين الهامين‪،‬‬

‫ماء العينين الشيخ الكبير‪ ،‬االجال في تحصيل الديون العمومية‪ ،‬شروح عملية ومقارنة‪ ،‬مكتبة الرشاد ‪ ،‬سطات‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،2014 ،‬ص ‪18‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪4‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫وبعد تحديدهما‪ ،‬يتم اخبار الملزمين ‪ ،‬وفقا لمنطوق المادة ‪ 5‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬كما أن عملية‬
‫التحصيل ككل رهينة بتاريخي الشروع في التحصيل واالستحقاق‪.5‬‬

‫وجعل المشرع التحصيل الرضائي وبمبادرة من الملزم هو االصل في تحصيل الديون العمومية‪ ،‬غير أن هذا‬
‫االصل ترد عليه اسثناء وهو حينما تقوم االدارة الضريبية بتحصيل الديون العمومية من المنبع حينما يتعلق‬
‫االمر بالموظفين المأجورين الذين تتكفل دارتهم المشغلة بالتصريح بمدخيلهم ‪ ،‬وتقوم باقتطاع الضريبة‬
‫المفروضة عليهم بواسطة تقنية الحجز عند المنبع ‪.6‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬الشروع في التحصيل‬

‫فبعد تأسيس وعاء الضريبة وتصفيتها وتحديد مبلغها من طرف المديرية العامة للضرائب كجهة آمرة‬
‫بالصرف‪ ،‬تصل الى مرحلة التحصيل من طرف الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬كطرف محاسب يقوم بوظيفة‬
‫التحصيل بناء على أوامر باالستخالص تصدرها الجهة االمرة بالصرف‪.‬‬

‫الجدير بالذكر ان العالقة بين الملزم واالدارة في المادة الضريبية عرفت تطورا ‪ ،‬حيث تغيرت نظرة االدارة‬
‫الضريبية للملزم من مجرد مورد للمالية العمومية للدولة الى مساهم في تأسيس الضريبة‪ ،‬المفروضة عليه‪،‬‬
‫وتحديد وعائها ومبادر الى أدائها‪ ،‬مما حدى بالمشرع الى االهتداء الى تقنيات تستجيب لهذه الفلسفة الجديدة‪،‬‬
‫وتجعل المكلف بالضريبة يسعى من تلقاء نفسه الى أداء واجباته دون سند تنفيذي وفي آجال محددة في بعض‬
‫الضرائب االقرارية كالضريبة على الدخل‪ ،‬والضريبة على الشركات‪ ،‬والضريبة على القيمة المضافة‪( ،‬أوال)‬
‫كما قد يلجأ الى االداء بطريقة رضائية بمجرد علمه بالضريبة المترتبة في ذمته بعد صدور السند التنفيذي‬
‫(ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬االداء قبل صدور السند التنفيذي‬

‫في طار الفلسفة الجديدة لالدارة الجبائية في تعاملها مع الملزمين الخاضعين للضريبة قرر أن تكون بعض‬
‫االداءات تلقائية‪ ،‬وبمبادرة من الملزم عن طريق إقرار عفوي يصدره هذا االخير‪ ،‬وال يتاح لالدارة الضريبية‬
‫ان تحل محل الملزم في تحديد االقرار الضريبي اال اذا تخلى الخاضعين لها‪.‬‬

‫ويعتبر التصريح أو االقرار دليل على وجود مادة ضريبية‪ ،‬كما تعتبر تقنية التصريح من أكثر الوسائل استعماال‬
‫في معظم الدول المتقدمة‪ ،‬التي قامت بتعميمها على مختلف الضرائب المباشرة‪ ،‬وقد سار المشرع المغربي على‬
‫‪7‬‬
‫نفس المنوال في تعميم هذه الوسيلة وتهيىء الظروف المالئمة لممارستها‬

‫ماء العينين الشيخ الكبير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪19‬‬ ‫‪5‬‬

‫سعيد جفري‪ ،‬تدبير المالية العمومية بالمغرب‪ ،‬مطبعة أوماكراف‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،2009 ،‬ص ‪98‬‬ ‫‪6‬‬

‫عبد الرحيم الكنبداري‪ ،‬تحصيل الديون العمومية‪-‬مقاربة قانونية وقضائية‪ -‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2012‬الرباط‪ ،‬ص ‪21‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪5‬‬
‫والتصريح التلقائي يقدم عن طريقه الملزم المادة الخاضعة للضريبة وجميع البيانات المتعلقة بها‪ ،‬مما يتيح‬
‫الدارة الضرائب معرفة وجود مادة خاضعة للضريبة وصدق المعلومات الواردة بشأنها ومسك جميع البيانات‬
‫المتعلقة بها‪ ،‬غير أن هذه البيانات يمكن أن تكون حجة على الملزم في حالة اثبات عكسها من قبل االدارة‬
‫الضريبية التي منحها المشرع المغربي اللجوء لمسطرة التصحيح في حالة عدم صحة المعلومات المقدمة من‬
‫قبل الخاضعين للضريبة‪.‬‬

‫ومن أجل التيسير على الملزمين‪ ،‬وضعت االدارة الضريبية رهن اشارة الملزمين نمادج ومطبوعات جاهزة‬
‫(استمارات) عبارة عن اعالم باالداء يعبئها الملزم الخاضع للضريبة في ثالث نسخ يحتفظ لنفسه بواحدة منها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االداء الرضائي بعد صدور السند التنفيذي‬

‫على الرغم من توجه المشرع الى تبني تقنية التصريح واالداء التلقائيين من طرف الملزم‪ ،‬وان كان االمر‬
‫اليهم اال بعض انواع الضرائب‪ ،‬فان المشرع لن يحيد عن عميلة التحصيل عن طريق السندات التنفيذية بالنسبة‬
‫للعديد من الضرائب والرسوم‪.‬‬

‫ويعرف بعض الفقه السند التنفيذي بكونه عمال قانونيا شكليا وظيفته تأكيد وجود حق موضوعي جدير بالحماية‬
‫لتنفيذيه ‪ ،8‬وهذا الحق الموضوعي مادام وقد صدر يبقى واجب استيفاؤه اما بطريقة رضائية من قبل الملزمين‬
‫او عن طريق التنفيذ الجبري في حالة عدم اداء الضريبة في االجال المقررة قانونا‪.‬‬

‫وقد اختلف الفقه في تقسيم السندات التنفيدية‪ ،‬ويبقى تصنيف الفقيه بيرو أحد ابرز هذه التصنيفات‪ ،‬حيث ميز‬
‫بين ثالثة صناف من السندات‪ :‬السندات القضائية‪ ،‬السندات غير القضائية والسندات االدارية‪.‬‬

‫وقد ميز المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 4‬من مدونة تحصيل الديون العمومية أن الديون العمومية تستوفى‪:‬‬

‫‪ -‬اما عن طريق االداء التلقائي بالنسبة للحقوق الواجب دفعها نقدا‪،‬‬

‫‪ -‬أو بواسطة تصريح الملزمين بالنسبة الى الضرائب المصرح بها ‪،‬‬

‫أو بموجب أوامر بالمداخيل فردية أو جماعية يصدرها وفقا للقانون االمرون بالصرف المختصون‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويتم أصدار أوامر المدخيل الجماعية على شكل‪:‬‬

‫‪ -‬جداول أو قوائم االيرادات بالنسبة الى الضرائب والرسوم‪،‬‬

‫‪ -‬سجالت الحراسة بالنسبة الى المداخيل وعائدات أمالك الدولة‪،‬‬

‫ويتم اصدار أوامر المداخيل الفردية على شكل‪:‬‬

‫عبد الرحيم الكنبداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪23‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪6‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫‪ -‬جداول وقوائم االيرادات الفردية او سندات المداخيل او التصريح للجمرك‪،‬‬

‫‪ -‬مستخرجات سجالت الحقوق الثابتة بالنسبة لحقوق التسجيل والتنمبر‪،‬‬

‫‪ -‬مستخرجات االحكام أو قرارات العجز‪.‬‬

‫يتضح من المادة ‪ 4‬أعاله أن طرق تحصيل الديون العمومية تتباين من ضريبة ألخرى‪ .‬فهي إما أن تؤدى‬
‫تلقائيا بالنسبة للحقوق الواجب دفعها نقدا أو بواسطة تصريح الملزمين‪ ،‬أو بواسطة اوامر بالمداخيل فردية‬
‫كانت أو جماعية التي يصدرها االمرون بالصرف المختصون‪.‬‬

‫وتصدر االدارة اآلمرة بالتحصيل هذه اآلوامر في الحاالت التالية‪ :‬اذا لم تدفع الضريبة وفق المادة ‪ 29‬من‬
‫الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬او في حالة الفرض التلقائي‪ ،‬أو اذا تم فرض الضريبة نتيجة تصحيح‬
‫االقرار‪.‬‬

‫وتفرض جداول المداخيل الجماعية في حالة الفرض الضريبي المتعلق بالضرئب التي تعتمد على‬
‫االحصاء‪ :‬كالضريبة الحضرية‪ ،‬وضريبة النظافة‪ ،‬والضريبة المهنية او البتانتا والضريبة على الدخل فيما‬
‫‪9‬‬
‫يتعلق ببعض أصناف من الدخول وغيرها‬

‫وبغض النظر عن شكل السندات التنفيذية سواء كانت جداول ضريبية‪ ،‬أو أوامر المداخيل‪ ،‬أو قوائم ايرادات‪،‬‬
‫فإن هذه السندات يلزمها بمجرد صدورها أن تذيل بصيغة التنفيذ ستنادا للمادة ‪ 8‬من مدونة تحصيل الديون‬
‫العمومية من طرف الوزير المكلف بالمالية أو الشخص الذي يفوضه لذلك لتنتقل من مجرد سندات تنفيذية الى‬
‫سندات قابلة للتنفيذ‪.‬‬

‫اما المادة ‪ 5‬من القانون ‪ 15.97‬بينت بشكل واضح الكيفية التي يتم بها اخبار الملزمين‪ ،‬بتاريخ الشروع في‬
‫التحصيل‪ ،‬بالنسبة للضرائب والرسوم وكذلك تاريخ االستحقاق باالضافة الى ذلك‪ ،‬أوضحت أن االعالم‬
‫الضريبي‪ ،‬يتم ارساله الى كل ملزم‪ ،‬مقيد بالجداول أو قوائم االيرادات‪ ،‬عن طريق البريد في ظرف مغلق الى‬
‫ك ملزم على حدة ‪ ،‬وعلى أبعد تقدير عند تاريخ الشروع في التحصيل‪.‬‬

‫وبالرجوع للمادة ‪ 5‬أعاله من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وإعادة ترتيبها منطقيا‪ ،‬فقد يتم ارسال الجداول‬
‫وقوائم االيرادات من قبل االدارة المكلفة بالوعاء‪ ،‬كجهة آمرة بالصرف‪ ،‬وهي المديرية العامة للضرائب‪ ،‬السند‬
‫التنفيذي‪ ،‬الى المحاسب المكلف بالتحصيل‪ ،‬خمسة عشر (‪ )15‬يوما على ألقل قبل تاريخ الشروع في‬
‫التحصيل‪ ،‬وبعد ذلك يتطرق الى واجب االدارة ‪ ،‬فيما يتعلق بإعالم الملزمين عن طريق البريد‪ ،‬ويبين هذا‬
‫االعالم المبلغ الواجب اداءه وتاريخي الشروع في التحصيل واالستحقاق‪.‬‬

‫‪ 9‬عبد الحميد حنودي‪ ،‬تحصيل الديون العمومية في التشريع والقضاء المغربي‪ ،‬اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪،‬‬
‫اكدال‪ ،2007-2006 ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪7‬‬
‫وهذا التنصيص على االجال له أهمية بالنسبة للملزم تتمثل في معرفته بالدين العمومي الواجب أداءه وبداية‬
‫تاريخ الشروع في تحصيله وكذا تاريخ استحقاقه على ان اليتفاجأ بمرحلة التحصيل الجبري للدين العمومي‬
‫‪. 10‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االجال المرتبطة بها‬

‫سواء تم اعتماد تصري ح الملزم نتيجة تصريحه التلقائي‪ ،‬وتبنيه من طرف االدارة‪ ،‬أو تعديله‪ ،‬أو إعتماد االدارة‬
‫ألسلوب الفرض التلقائي‪ ،‬فسيترتب عن ذلك نتيجة واحدة وهي صدور السند التنفيذي للدين العمومي‪ ،‬والذي‬
‫سيحدد‪ ،‬بشكل اللبس فيه‪ ،‬تاريخي الشروع في التحصيل واالستحقاق‪ .‬واالستحقاق إما استحقاق بأجل (أوال)‪ ،‬أو‬
‫إما استحقاق فوري ( ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬االستحقاق بأجل‬

‫رتب المشرع المغربي آجاال قانونية متعددة لتحصيل الديون العمومية‪ ،‬تتسم بالمد والجزر‪ ،‬تبعا لفلسفة المشرع‬
‫والغاية لكل منها وأهميتها بالنسبة للملزم وللدولة على السواء‪ ،‬فالدين العمومي يتمايز من حيث الكم والكيف‬
‫واألولوية‪ ،‬فتنويع آجال االستحقاق جاء نتيجة مراعاة طبيعة كل ضريبة‪ .‬أو بعبارة أوسع كل دين عمومي‪.‬‬

‫وهكذا نجد المادة ‪ 13‬من مدونة تحصيل الديون العمومية تنص على أنه تستحق الضرائب والرسوم المدرجة‬
‫في الجداول عند انصرام الشهر الثاني الموالي لشهر الشروع في تحصيلها‪ .‬أي أن تاريخ االستحقاق يبتدأ من‬
‫تاريخ الشروع في تحصيل الضريبة‪ ،‬أي بعد استكمال شهرين‪ ،‬وبالتالي يعد اليوم االخير من الشهر الثاني‬
‫‪11‬‬
‫بمثابة آخر أجل‪ ،‬وإذا صادف هذا اليوم يوم عطلة‪ ،‬يرجأ تاريخ االستحقاق اللى أول يوم عمل موال‬

‫وتستحق الضرائب والرسوم المخصومة من المنبع عند انصرام الشهر الموالي للشهر الذي تم خالله اقتطاعها‬
‫‪12‬‬
‫من االداءات الخاضعة لها‪.‬‬

‫وتشير المادة ‪ 15‬من مدونة تحصيل الديون العمومية على أن الضرائب والرسوم القابلة لالداء تلقائيا بناء على‬
‫تصريح‪ ،‬كذلك الحقوق والرسوم الجمركية‪ ،‬وحقوق التسجيل والتمبر اضافة الى الديون االخرى للجماعات‬
‫الترابية وهيئاتها‪ ،‬فإنها تستحق وفق الشروط المحددة في النصوص المتعلقة بها‪.‬‬

‫أوضحت المادة ‪ 16‬من مدونة تحصيل الديون العمومية أن الديون غير المشار اليها في المواد ‪،15 ،14 ،13‬‬
‫تستحق عند انصرام أجل ثالثين يوما (‪ )30‬من تاريخ اصدارها‪.‬‬

‫ماء العينين الشيخ الكبير‪ ،‬االجال في تحصيل الديون العمومية‪ ،‬شروح عملية ومقارنة‪ ،‬مكتبة الرشاد ‪ ،‬سطات‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،2014 ،‬ص ‪23‬‬ ‫‪10‬‬

‫المادة ‪ 17‬من القانون ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫‪11‬‬

‫المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫‪12‬‬

‫‪8‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫وتنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 16‬على أنه بصرف النظر عن كل أحكام مخالفة‪ ،‬تستحق الغرامات واإلدانات‬
‫النقدية والصوائر والمصاريف القضائية المحكوم بها من طرف المحاكم المملكة ‪ ،‬بعد انصرام أجل (‪ )30‬يوما‬
‫من تاريخ تبليغ االحكام والقرارات المتعلقة بها‪ ،‬والمستنفذة لجميع طرق الطعن العادية‪.‬‬

‫غير أنه تستحق فورا‪ ،‬الغرامات واالدانات النقدية‪ ،‬والصوائر والمصاريف القضائية‪ ،‬الصادر بشانها االحكام‬
‫والقرارات الحضورية‪ ،‬والمستنفذة لطرق الطعن العادية‪ .‬وتحدد شروط وأشكال تحصيل الصوائر والمصاريف‬
‫القضائية بقرار مشترك لوزير العدل والوزير المكلف بالمالية ‪.13‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستحقاق الفوري‬

‫المعروف ان الدين الضريبي يجب ان يحدد له أجال للوفاء به‪ ،‬اال أن االستحقاق الفوري يعتبر استثناءا من‬
‫االصل‪ ،‬وقد حدد المشرع الديون التي تستحق فورا وذلك لكون هذا النوع من الديون اليمكن أن يعطي فيه أي‬
‫اجل للملزم ‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 18‬الشروط التي يجب توافرها للقيام بهذا االستحقاق‪.14‬‬

‫تنص المادة ‪ 18‬من مدونة تحصيل الديون العمومية على أنه تستحق على الفور الضرائب التي يتم اصدارها‬
‫على سبيل التسوية بناء على اقرار الملزم‪ ،‬وكذا قبل انتهاء أجل االستحقاق إذا غادر الملزم التراب الوطني ‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 19‬على أنه تستحق فورا الديون المترتبة على ذمة الملزم‪ ،‬والتي هي في االصل قابلة‬
‫لألدء بأجل‪ ،‬إذا لم يعد هذا الملزم يتوفر على محل اقامة اعتيادي أو محل مؤسسته الرئيسي‪ ،‬او موطن جبائي‬
‫بالمغرب‪.‬‬

‫كما تستحق فورا‪ ،‬اذا شرع الملزم في اضعاف الضمان العام لدائنيه‪ ،‬كما أن يبدي الملزم بعض التصرفات‬
‫المريبة كالحاالت المنصوص عليها في المادة ‪ 19‬السالفة الذكر‪ ،‬فيمكن للقابض وهو يشكل أحد هؤالء الدائنين‪،‬‬
‫‪15‬‬
‫المطالبة بالدين على الفور‪ ،‬بلجؤه لالشعار للغير الحائز لمباغثته‪ ،‬حفاظا على الذمة المالية للخزينة‬

‫كما يسمح المطالبة بها على الفور‪ ،‬باستثناء الضريبة الحضرية‪ ،‬إذا توقف الملزم عن مزاولة النشاط الخاضع‬
‫للضريبة أو عند ادماج او انفصال أو تحويل الشكل القانوني للشركة‪ .‬وفي حالة ما إذا أراد الملزم أن ينتقل‬
‫خارج دائرة اختصاص المحاسب المكلف بالتحصيل يجب اشعار هذا االخير خمسة عشر (‪ )15‬يوما قبل‬
‫‪16‬‬
‫اجراء عملية هذا االنتقال‬

‫‪ 13‬المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬


‫‪ 14‬محمد شكيري‪ ،‬القانون الضريبي المغربي‪ ،‬دراسة تحليلية وعلمية من أجل تبسيط المدونة العامة للضرائب‪ ،‬الشركة المغربية لتوزيع الكتب‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ،2015‬رفقة ملحق تعديلي على ضوء قانون مالية ‪ .2016‬ص ‪235‬‬
‫‪ 15‬محمد نميري‪ ،‬االشعار لغير الحائز أية فعالية ‪ ،‬دفاتر المجلس االعلى‪ ،‬عدد ‪- 2011/16‬ندوة دولية حول االشكاالت القانونية والعملية في المجال‬
‫الضريبي‪ -‬منشورات الحلبي‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪259‬‬
‫‪ 16‬المادة ‪ 19‬من القانون ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‬

‫‪9‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أداء الديون العمومية وجزاءات التأخير‬

‫سنتطرق في هذ الفرع عن الطريقة التي تؤدى بها الديون العمومية (الفقرة االولى) والجزاءات المترتبة في‬
‫حالة التأخير عن االداء (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬طرق االداء‬

‫تنص المادة ‪ 20‬من مدونة تحصيل الديون العمومية على انه "تؤدى الضرائب والرسوم والديون العمومية‬
‫االخرى إما نقدا أو بواسطة تسليم شيك أو عن طريق تحويل أو الدفع لفائدة حساب مفتوح في اسم المحاسب‬
‫‪17‬‬
‫المكلف بالتحصيل أو بأي وسيلة أخرى لألداء منصوص عليها في القاننون الجاري بها العمل"‬

‫ومن خالل المادة ‪ 20‬يظهر أن المشرع نوع من وسائل االداء تسهيال للملزم لألداء مابذمتهم من ديون‬
‫ضريبية‪ ،‬حيث خول للملزم أن يكون أداءه إما نقدا على أن يسلم له وصل مقابل ذلك‪ ،‬وإما بواسطة شيك يتم‬
‫تحريره في اسم القابض المكلف بالتحصيل‪ ،‬وغما بواسطة تحويل أو دفع في حساب مفتوح في اسم القابض‪،‬‬
‫وغالبا مايكون هذا الحساب مفتوحا في مركز الشيكات البريدية‪ ،‬وبصفة عامة يمكن أن يكون األداء بأي وسيلة‬
‫أخرى بشرط أن تكون هذه الوسيلة منصوص عليه في القوانين الجاري بها العمل ‪.18‬‬

‫وبالتالي فتنويع وسا ئل االداء جاء تسهيال على الملزم ألداء مابذمته من ديون عمومية‪ ،‬فإن المشرع المغربي قد‬
‫مزج بين طريقتين لألداء‪ ،‬األولى تقليدية تتمثل في االداء المباشر أو التلقائي للديون العمومية‪ ،‬والثانية عصرية‬
‫ترتبط باالداء إما عن طريق الشيك أو عن طريق تحويل أو بواسطة الدفع لفائدة حساب مفتوح في اسم المكلف‬
‫بالتحصيل ‪.19‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يعتبر بعض الباحثين أن امكانية االداء بأقساط تجسد التحصيل الرضائي في كل تجلياته‪ ،‬كما‬
‫انها تحتسب حسنة للمشرع ‪ ،‬ألنه بتخويله للمحاسب المكلف بالتحصيل امكانية القيام بمصارفة مع الملزم الذي‬
‫يبين حسن نية ورغبة في االداء‪ ،‬لوال ظروف خاصة وقاهرة جعلته غير قادر على أداء مابذمته داخل االجال‬
‫القانونية‪ ،‬يكون قد قام بتحقيق فائدتين‪ :‬االولى تتمثل في تحصيل الدين العمومي لفائدة الخزينة‪ ،‬أما الفائدة الثانية‬
‫فهي اعطاء االمان للملزمين وخلق مناخ للثقة بينهم وبين الخزينة ‪.20‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬جزاءات تأخير االداء‬

‫‪ 17‬المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‬


‫‪ 18‬عبد الرحيم الكنبداري‪ ،‬تحصيل الديون العمومية‪-‬مقاربة قانونية وقضائية‪ -‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2012‬الرباط‪ ،‬ص ‪28‬‬
‫‪ 19‬كريم لحرش‪ ،‬الشرح العملي لمدونة تحصيل الديون اعمومية‪ ،‬سلسلة العمل التشريعي والعمل القضائي‪ ،‬الطبعة ‪ ،2015‬ص ‪42‬‬
‫‪ 20‬ماء العينين الشيخ الكبير‪ ،‬تحصيل الديون العمومية بالمغرب على ضوء القانون ‪ ، 15.97‬الطبعة االولى ‪ ،2012‬ص ‪44‬‬

‫‪10‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫ان تبني المشرع لفلسفة فائدة التأخير تكمن في تعويض الدولة عن الخسارة التي تكبدتها‪ ،‬جراء عدم استيفاء‬
‫الديون العمومية في الوقت المناسب‪ ،‬وكذلك استحضار الفائدة التي جناها الملزم‪ ،‬جراء احتفاظه بأموال ليست‬
‫‪21‬‬
‫له‪ ،‬وانطالقا من هذه الفلسفة ‪ ،‬يعمد المشرع الجبائي الى فرض جزاءات على المتأخرين كعقاب لهم‬

‫نظم المشرع جزاءات التاخير عن االداء من المادة ‪ 21‬الى المادة ‪ 27‬مدونة تحصيل الديون العمومية وهي‬
‫على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ -‬تخضع لزيادة قدرها ‪ % 5‬بالنسبة للشهر االول و ‪ % 0,50‬عن كل جزء شهراضافي بالنسة‬
‫للضرائب والرسوم المدرجة في الجداول أو قوائم االيرادات التي لم تؤدى قبل تاريخ استحقاقها‪.‬‬

‫غير أن الزيادة المذكورة التطبق على الضريبة الحضرية أو ضريبة النظافة عندما اليتجاوز مبلغ حصة أو‬
‫جزأ الحقوق المدرجة في الجداول الف درهم (‪.22 )1.000‬‬

‫‪ -‬وتخضع لزيادة قدرها ‪ % 5‬بالنسبة للشهر االول من التاخير و ‪ % 0,50‬عن كل شهر أو جزء‬
‫شهراضافي تطبق من تاريخ استحقاقها الى تاريخ اصدارها‪.‬‬

‫بالنسبة لتحصيل الجداول أو قوائم االيرادات تطبق زيادة تطبق زيادة قدرها ‪ % 0,50‬عن كل جزأ‬
‫شهر اضافي ينصرم بين تاريخ االصدار وتاريخ األداء ‪.23‬‬

‫‪ -‬اوامر المداخيل المتعلقة بالديون المشاراليها في المادة ‪ ،12‬وهي الديون المتعلقة بالدولة والجماعات‬
‫الترابية وهيئاتها والمؤسسات العمومية‪ ،‬لزيادة بنسبة ‪ % 6‬سنويا‪ .‬وتحتسب هذه الزيادة حسب مدة‬
‫التأخير من ابتداء من تاريخ االستحقاق الى تاريخ األداء‪ ،‬ويعد الجزأ من الشهر بمثابة شهر كامل ‪.24‬‬

‫تطبق الزيادات المشار اليها سابقا عن أصل الدين المستحق باستثناء الغرامات والذعائر‪ ،‬وتطبق مباشرة‬
‫من قبل المحاسبين العمومين المكلفين بالتحصيل ‪.25‬‬

‫وتبقى الحقوق والرسوم الجمركية ورسوم التسجيل وكذا الرسوم والضرائب المحلية خاضعة للفوائد‬
‫والزيادات عن التأخير المقررة في النصوص المنظمة لها ‪.26‬‬

‫وتخضع لزيادة قدرها ‪ % 0,50‬عن كل شهر أو جزأ شهر ضافي اذا لم يتم األداء في االجال المحددة بالنسبة‬
‫للغرامات واالدانات النقدية والصوئر والمصاريف القضائية المحكوم بها من طرف محاكم المملكة‪ ،‬بعد انصرام‬
‫أجل ‪ 30‬يوما من تاريخ تبليغ االحكام والقرارات المتعلقة بها والمستنفذة لجميع طرق الطعن العادية‪.‬‬

‫ماء العينين الشيخ الكبير‪ ،‬اآلجال في تحصيل الديون العمومية‪ ،‬شروح عملية ومقارنة‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬شطات‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2014‬ص ‪41‬‬ ‫‪21‬‬

‫المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫‪22‬‬

‫المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫‪23‬‬

‫المادة ‪ 23‬من القانون ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫‪24‬‬

‫المادة ‪ 24‬من القانون ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫‪25‬‬

‫المادة ‪ 25‬من القانون ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫‪26‬‬

‫‪11‬‬
‫وتعتبر الغرامات واإلدانات النقدية المذكورة ديونا عمومية يتم تحصيلها من قبل من طرف كتاب الظبط بمحاكم‬
‫‪27‬‬
‫المملكة‬

‫وتشير المادة ‪ 26‬من مدونة تحصيل الديونن العمومية الى حاالت االداء او التصريح خارج اآلجال‪ .‬أما في‬
‫حالة االداء خارج االجال فالمدينون يِؤدون غرامة قدرها ‪ % 10‬عالوة على المبالغ الواجب أداءها‪ .‬أما فيما‬
‫يخص إيداع التصريح خارج االجال القانونية بالنسبة للضريبة على اللقيمة المضافة‪ ،‬تطبق زيادة قدرها ‪%15‬‬
‫باإلضافة الى الغرامة السابقة الذكر( ‪ )%10‬اي في هذه الحالة تطبق زيادة قدرها ‪ %25‬على المبلغ الواجب‬
‫أداؤه‪.‬‬

‫ونشير في هذا الصدد الى العالقة التي كانت تربط أطراف العالقة الجبائية‪ ،‬في القوانين السابقة‪ ،‬كان المشرع‬
‫الجبائي يعاقب المتقاعس عن أداء ضريبة التسجيل مثال‪ ،‬بفرض ثالثة أضعاف المبلغ المطلوب‪ ،‬وهي عقوقبة‬
‫شديدة تخلى عنها المشرع المغربي في اطار تليين العالقة بين االدارة الضريبية والملزم ‪.‬والزالت بعض‬
‫األنظمة الضريبية تفرض على الملزم فائدة بنسبة ‪ %100‬بمجرد عدم االداء‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪27‬‬
‫من القانون ‪ 060.82‬بمثابة القانون العام للضرائب بموريتانيا ‪.28‬‬

‫ويتكلف بتحصيل الديون العمومية كما ههو منصوص عليه في المادة ‪ 3‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫والمذكورن على سبيل الحصروهم كاالتي‪:‬‬

‫‪ -‬الخازن العام للمملكة؛‬

‫‪ -‬الخازن الرئيسي؛‬

‫‪ -‬المؤدي الرئيسي لألجور؛‬

‫‪ -‬الخزنة الوزاريون؛‬

‫‪ -‬خزنة العماالت والخزنة اإلقليميون؛‬

‫‪ -‬الخزنة الجماعيون والقباض والقباض الجماعيون؛‬

‫‪ -‬قباض الجمارك والضرائب غير المباشرة؛‬

‫‪ -‬قباض إدارة الضرائب؛‬

‫‪ -‬كتاب الضبط بمحاكم المملكة بالنسبة إلى الغرامات واالدانات النقدية‬

‫والصوائر القضائية والرسوم القضائية؛‬

‫‪ 27‬محمد بفقير‪ ،‬مدونة تحصيل الديون العمومية والعمل القضائي‪ ،‬المغربي‪ ،‬سلسلة القانون والقضاء المغربيين‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى‪ ،2016 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 28‬ماء العينين الشيخ الكبير‪ ،‬االجال في تحصيل الديون العمومية‪-‬شروح عملية ومقرنة‪-‬مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2014‬ص ‪41‬‬

‫‪12‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫‪ -‬األعوان المحاسبون بالمؤسسات العمومية بالنسبة إلى ديون هذه المؤسسات‬

‫عندما يتم التنصيص صراحة على تطبيق أحكام هذا القانون في النصوص المحدثة لها‪.‬‬

‫ويندرج مختلف هؤالء األشخاص المكلفين بالتحصيل ضمن الئحة المحاسبين‬

‫العموميين؛ حيث يقصد بالمحاسب العمومي " ‪:‬كل موظف أو عون مؤهل ألن ينفذ باسم‬

‫إحدى الهيئات عمليات المداخيل أو النفقات أو التصرف في السندات إما بواسطة أموال‬

‫وقيم يتولى حراستها وإما بتحويالت داخلية للحسابات وإما بواسطة محاسبين عموميين‬
‫‪29‬‬
‫آخرين أو حسابات خارجية لألموال المتوفرة التي يراقب حركتها أو يأمر بها‪.‬‬

‫وبعد أن تطرقنا الى مرحلة التحصيل الرضائي للديون العمومية بمختلف محطاتها في هذا المبحث‪ ،‬سنتعرف‬
‫على مرحلة التحصيل الجبري كدرجة ثانية من عملية تحصيل الديون العمومية في المبحث الثاني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحصيل الجبري للديون العمومية‪:‬‬

‫إذا كان األصل في استخالص الديون العمومية يتم بشكل طوعي من قبل الملزم‪ ،‬إذ يبادر‬
‫إلى أداء ما عليه من ديون تجاه الخزينة بمجرد حلول آجال استحقاقها‪ ،‬إال أنه ومع تراجع‬
‫مستوى المواطنة الضريبية أصبح الملزم يتقاعس عن تأدية ما بذمته من ديون‪ ،‬ونظرا للدور‬
‫االستراتيجي الذي تشكله الضريبة فقد وضع المشرع إجراءات خاصة لحمل مديني الدولة على‬
‫دفع ما بذمتهم بشكل جبري‪ ،‬غايته في ذلك ضمان حقوق الخزينة ومحاربة التهرب الضريبي‪.‬‬

‫ويعتبر التحصيل الجبري للديون العمومية *مرحلة ثانية من مراحل التحصيل يتم اللجوء‬
‫إليها في الحاالت التي ال يقوم الملزم بأداء ما بذمته من أموال تعود للدولة بشكل رضائي*‪ ،‬وتمر‬
‫هذه العملية عبر مرحلة إدارية يتم خاللها تحديد أطراف التحصيل الجبري وأهم اإلجراءات‬
‫المتبعة والمتمثلة في‪ ،‬اإلنذار واإلشعار للغير الحائز‪( ،‬الفرع األول) ثم المرور عبر مرحلة‬
‫قضائية لتنفيذ إجراءات الحجز والبيع انتهاءا باللجوء لمسطرة اإلكراه البدني (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ 29‬المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 61.99‬المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين الصادر بموجب الظهير الشريف رقم‬
‫‪ ،1.02.25‬في ‪ 19‬محرم ‪ 1423‬الموافق ل ‪ ) 3‬أبريل( ‪، 2002‬بالجريدة الرسمية عدد ‪ ، 4999‬بتاريخ ‪ 29‬أبريل ‪ ، 2002‬ص‪1168‬‬

‫‪13‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المرحلة اإلدارية في التحصيل الجبري للديون العمومية‪:‬‬

‫تمر عملية التحصيل الجبري للديون العمومية بمرحلة إدارية مهمة‪ ،‬تعمل اإلدارة ‪-‬الخزينة‬
‫العامة‪ -‬على استخالص ديونها التي هي في ذمة الملزم‪ ،‬بموجب إجراءات خاصة حددها‬
‫المشرع في اإلنذار‪ ،‬واإلشعار للغير الحائز‪ ،‬لكن قبل ذلك ال بد من التعرف على أطراف عملية‬
‫التحصيل الجبري والشروط السابقة لها‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أطراف التحصيل الجبري للديون العمومة وشروطه‬

‫لقد حدد المشرع أطراف عملية التحصيل الجبري للديون العمومية من خالل المواد من ‪29‬‬
‫الى ‪ 36‬من القانون رقم ‪ 15-97‬بمثابة م‪-‬ت‪-‬د‪-‬ع‪ ،‬ويجب التمييز في هذا الصدد بين من يقع‬
‫ضدهم التحصيل‪ ،‬واالعوان المؤهلون للقيام باستخالص الديون العمومية بشكل جبري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬من يقع ضدهم ت‪-‬ج‪-‬د‪-‬ع‬

‫يقصد باألشخاص الذين يمكن القيام في حقهم بإجراءات التحصيل الجبري األشخاص الذين‬
‫تتم إجراءات التنفيذ الجبري في مواجهتهم‪ ،30‬وقد حددهم المشرع في المواد ‪ 29‬ومن ‪ 93‬الى‬
‫‪ 99‬م‪-‬ت‪-‬د‪-‬ع‪ ،‬وقد تم التوسيع من دائرة المدينين لضمان حقوق الخزينة في الحفاظ على أموالها‬
‫وهم‪:‬‬

‫المدين األصلي‪ :‬بديهي أن يتحمل الشخص الذي هو مدين للخزينة بشكل مباشر‪ ،‬لذلك جعله‬
‫المشرع أول من تباشر ضد ه إجراءات التحصيل الجبري‪ ،‬ويشترط أن يكون المدين في حالة‬
‫تقاعس عن أداء ما بذمته‪ ،‬كما يجب تجديد مبلغ الدين الواجب أدائه بشكل دقيق‪.31‬‬

‫األشخاص الذين يحلون محل المدين األصلي‪ :‬ويدخل في هذا اإلطار‪ ،‬كل شخص من ذوي‬
‫حقوق المدين سواء أكان من الورثة‪ ،‬إذ يعتبر اإلرث سببا للتملك‪ ،32‬وكذا الموصى لهم من قبل‬

‫‪ 30‬حلرش كرمي‪ ،‬الشرح العملي ملدونة حتصيل الديون العمومية (فقها قانوان وقضاءا)‪ ،‬سلسلة العمل التشريعي واالجتهاد القضائي(‪ ،)5‬مطبعة الرشاد‪-‬سطات‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪ ،2015‬ص‪.58‬‬
‫‪ 31‬حلرش كرمي‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ 32‬املادة ‪ 323‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫المدين األصلي بجزء من ماله‪ ،‬إضافة الى األشخاص الذين جعل المدين موطنه الجبائي لديهم‬
‫بموافقتهم‪.33‬‬

‫األغيار المسؤولين بالتضامن‬

‫‪ -‬المالك الجديد للعقار‪ :‬حيث يتوجب على كل شخص تملك عقارا جديدا ناتج عن عملية تفويت‬
‫البحت في مدى صفاء سج الت العقار اتجاه إدارة الضرائب‪ ،‬وإال تعرض لمسؤولية تضامنية مع‬
‫الملزم األصلي‪ ، 34‬وفي حالة ما إذا كان التفويت جزئيا‪ ،‬فإن مسؤوليته في حدود الجزء موضوع‬
‫عملية التفويت‪.‬‬

‫‪ -‬الممارسون لمهام التوثيق‪ :‬ويشمل كل من العدول والموثقون الذين يسهرون على عملية نقل‬
‫الملكية‪ ،‬وب موجب ذلك يتعين عليهم المطالبة باإلدالء بشهادة مسلمة من طرف مصلحة التحصيل‬
‫تثبت أداء حصص الضرائب والرسوم المثقل بها العقار‪.35‬‬

‫المالك الجديد لألصل التجاري أو مؤسسة تجارية أو صناعية تقليدية أو معدنية‪ :‬تكون الجهة‬
‫المفوت لها األصل التجاري مسؤولة على وجه التضامن مع المفوت بشأن الضرائب والرسوم‬
‫الواجبة على هذا األخير في تاريخ التفويت‪.36‬‬

‫الشركات الضامة أو التابعة‪ :‬في حالة انجاز عملية جديدة على الشكل القانوني للشركة‪ ،‬سواء‬
‫باإلدماج أو االنفصال أو التحويل‪ ،‬فإن الشركة الضامة تضل ملزمة بأداء جميع الواجبات التي‬
‫هي في ذمة الشركة المنحلة‪.37‬‬

‫المديرون أو المتصرفون والمسييرين‪ :‬تبقى مسؤوليتهم على وجه التضامن مع الشركة أو‬
‫المقاولة في حالة ثبوت أعمال تدليسية ناتجة عنها‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذه المسؤولية تتار‬
‫من قبل الخازن العام للملكة الذي يقيم دعوى لهذا الغرض أمام المحاكم االبتدائية‪.38‬‬

‫‪ 33‬املادة ‪ 93‬من مدونة حتصيل الديون العمومية‬


‫‪ 34‬املادة ‪ 94‬من مدونة حتصيل الديون العمومية‬
‫‪ 35‬املادة‪ 95‬من مدونة حتصيل الديون العمومية‬
‫‪ 36‬املادة ‪ 96‬من مدونة حتصيل الديون العمومية‬
‫‪ 37‬املادة ‪ 97‬من مدونة حتصيل الديون العمومية‬
‫‪ 38‬املادة ‪ 98‬من مدونة حتصيل الديون العمومية‬

‫‪15‬‬
‫مالك األصل التجاري‪ :‬الذي يعتبر مسؤوال على وجه التضامن مع المستغل في أداء الضرائب‬
‫والرسوم برسم استغالل ذلك األصل‪.39‬‬

‫ثانيا‪ :‬األشخاص المؤهلون للقيام بإجراءات ت‪-‬ج‪-‬د‪-‬ع‬

‫في مقابل تحديد األشخاص الذين يقع في حقهم التحصيل الجبري‪ ،‬فقد تطرق المشرع من‬
‫خالل المواد من ‪ 30‬إلى ‪ 35‬من مدونة تحصيل الديون العمومية لألشخاص المؤهلون للقيام‬
‫بإجراءات التحصيل الجبري وهم‪:‬‬

‫‪ :‬يتم انتداب هؤالء األشخاص خصيصا لتنفيذ إجراءات التحصيل‬ ‫‪40‬‬


‫مأموري التبليغ والتنفيذ‬
‫الجبري لصالح المحاسب المكلف بالتحصيل‪ ،‬ويخضعون لمراقبتهم‪ ،‬وعند تعيينهم يقومون بأداء‬
‫القسم أمام المحكمة المختصة الموجودة بدائرة عملهم‪ ،‬وقد وفر لهم المشرع الحماية في حالة‬
‫تعرضهم للشتم أو التهديد بمناسبة القيام بعملهم‪ ،‬إذ يجوز لهم تحرير محضر يتم تسليمه إلى‬
‫المحاسب‪ ،‬هذا األخير يرفع األمر لوكيل الملك لدى المحكمة المختصة‪.‬‬

‫أعوان التنفيذات والتبليغات القضائية‬

‫‪-‬المفوضين القضائين‪ :‬خول المشرع من خالل المادة ‪ ٣٤‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع إمكانية اللجوء إلى‬
‫هؤالء األشخاص الموجودين بالمحاكم (اإلبتدائية أواإلستئنافية) سواء كانت عادية أو تجارية أو‬
‫إدارية‪ ،‬للقيام باستخالص الديون العمومية بشكل جبري‪.‬‬

‫‪ -‬الشروط السابقة لمرحلة التحصيل الجبري‬

‫ألزم مشرع مدونة التحصيل الديون العمومية قبل الشروع في تنفيذ إجراءات التحصيل‬
‫الجبري من قبل المحاسب المكلف بالتحصيل ضرورة ارسال اشعار بدون صائر(أ) ثم ترخيص‬
‫مسبق من رئيس اإلدارة(ب)‪.‬‬

‫‪ -‬االشعار بدون صائر‬

‫يعتبر االشعار بدون ضائر من اإلجراءات السابقة لمرحلة التحصيل الجبري للديون العمومية‪،‬‬
‫وهو بمثابة إعالم إلى المدين من أجل حمله على الوفاء الفوري بما في ذمته من ديون اتجاه‬

‫‪ 39‬المادة ‪ 99‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬


‫‪ 40‬املادة ‪ 30‬م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫القابض من جهة‪ ،‬وعزم هذا األخير على ممارسة اإلجراءات التي يفرضها عليه القانون والتي‬
‫ترتب مسؤوليته الشخصية‪ 41‬في حالة التراخي في مباشرتها إلى حين تقادمها‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن المشرع في هذا الصدد اقتصر على مجرد إرسال هذا االشعار للتذكير ولم‬
‫ينص على ضرورة تبليغه‪ ،‬مما يطرح التساؤل حول مدى إمكانية الطعن بالبطالن في إجراءات‬
‫التحصيل الالحقة من طرف المدين في حالة عدم توصله بهذا االشعار‪ ،‬كما أن المدونة‬
‫استوجبت بمقتضى المادة ‪ 36‬اظهار االرسال عبر تقييده في جدول الضرائب والرسوم أو في‬
‫أي سند تنفيذي أخر‪ ،‬وذلك بهدف اثبات واقعة االرسال من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية لضبط تاريخ‬
‫بدء عملية التحصيل الجبري في حالة الضرورة‪ ،42‬ويعتد لهذا التقييد مالم يتم الطعن فيه بالزور‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن إرسال أخر اشعار بدون صائر على أساسه يتم احتساب أجال تبليغ‬
‫اإلنذار‪ ،‬وتحدد المدة الفاصلة بين ارسال أخر إشعار بدون صائر‪ ،‬وتبليغ االنذار في ‪ 20‬يوما‪.43‬‬

‫‪ -‬الحصول على ترخيص مسبق من رئيس االدارة‬

‫ألزم المشرع القابض أو المحاسب المكلف بالتحصيل بضرورة الحصول على إذن مسبق من‬
‫رئيس اإلدارة التي ينتمي إليها أو ممن يفوض إليه ذلك قصد الشروع في مباشرة إجراءات‬
‫التحصيل الجبري‪ ،‬ولقد أغفل المشرع تحديد ما المقصود بعبارة "رئيس اإلدارة"‪ ،‬وبالتالي‬
‫يطرح التساؤل حول صالحيات منح هذا الترخيص‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يؤول االختصاص إلى الخازن الذي يخضع لسلطته الرئاسية المحاسب‬
‫المكلف بالتحصيل كل في نطاقه الترابي‪ ،‬الخازن الجهوي على مستوى الجهة‪ ،‬الخزنة اإلقليمين‬
‫على مستوى اإلقليم‪ ،‬وذلك وفقا لقرار وزير االقتصاد والمالية‪.44‬‬

‫ويهدف المشرع من وراء التنصيص على هذا االجراء إلى مراقبة اإلجراءات اإلدارية المتعلقة‬
‫بالتحصيل وضبط العمل اإلداري‪ ،‬ومن ثم ممارسة الرقابة الداخلية التسلسلية عبر فحص وتدقيق‬

‫‪ 41‬أزوكار عمر‪ ،‬الدليل العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية‪-‬رصد ألكثر من ‪ 300‬قرار قضائي في الموضوع‪ ،-‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،2017،‬ص‪.10‬‬
‫‪ 42‬شعيبة عبد الرزاق‪ ،‬التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2014‬ص‪.38‬‬
‫‪ 43‬المادة ‪ 41‬من من مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫‪ 44‬القرار رقم ‪ 1.479.00‬الصادر في ‪ 4‬رجب ‪2( 1421‬أكتوبر ‪ ،)2000‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4872‬بتاريخ ‪ 14‬ذي القعدة ‪8( 1421‬فبراير ‪،)2001‬‬
‫ص‪.398‬‬
‫أورده شعيبة عبد الرزاق‪ ،‬التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪17‬‬
‫قوائم االستخالص من طرف المسؤولين قبل تسليمها للمحاسبين الذين ال يمكنهم الشروع في‬
‫التحصيل إال بموجب تلك القوانين التي تتضمن وجوبا أسماء المدينين المتقاعسين عن األداء‪.45‬‬

‫‪ -‬التحصيل الجبري للديون العمومية عن طريق اإلنذار واالشعار للغير الحائز‬

‫تقوم اإلدارة‪-‬الخزينة العامة‪ -‬بدور مهم في استخالص ديونها من الملزمين‪ ،‬ويشكل اللجوء الى‬
‫التحصيل الجبري ضمانة أساسية لحماية أموالها‪ ،‬وتوفير أكبر قدر من الموارد العمومية‪ ،‬والتي‬
‫تلعب ديونها التي هي في ذمة الملزم الجزء األكبر منها‪ ،‬ومن أجل ذلك خولها المشرع مجموعة‬
‫من االليات القانونية والمتمثلة أساسا في اإلنذار القانوني (أ) كأول إجراء من إجراءات التحصيل‬
‫الجبري إلى جانب االشعار للغير الحائز (ب) كإجراء جوهري يضمن تحصيل ديون الدولة‬
‫بشكل سريع‪.‬‬

‫‪ -‬اإلنذار كأول اجراء من اجراءات التحصيل الجبري‬

‫ان أهم ميزة ترتبط بتحصيل الديون العمومية تتجلى في تراتبية اجراءات التحصيل الجبري وقد‬
‫رسخ المشرع الجبائي هذه القاعدة من خالل ما تضمنته مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬لتؤكد‬
‫على ضرورة التزام المحاسب المكلف بالتحصيل باحترام تدرج وتراتبية إجراءات التحصيل‬
‫الجبري وفي مقدمتها اإلنذار‪ ،46‬تحت طائلة بطالن باإلجراءات الالحقة‪.‬‬

‫ويعتبر االنذار أول اجراء من إجراءات التحصيل الجبري للديون العمومية تم التنصيص عليه‬
‫في المادة ‪ 40‬م ‪-‬ت‪-‬د‪-‬ع‪ ،‬وهو بمثابة اخطار للمدين قصد اكراهه على وجوب أداء مستحقات‬
‫الخزينة العامة‪.‬‬

‫وليكون هذا اإلنذار صحيحا يلزم ان تتوافر فيه مجموعة من البيانات التي أغفل التنصيص عليها‬
‫يستنبط مجموعة من البيانات والتي يجب ان يتضمنها اإلنذار‬ ‫‪47‬‬
‫المشرع‪ ،‬مما جعل البعض‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪ -‬هوية الملزم بحسب ما إذا كان شخصا طبيعيا أو معنويا‪.‬‬

‫‪ 45‬شعيبة عبد الرزاق‪ ،‬التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ 46‬ماء العينين الشيخ الكبير‪ ،‬اآلجال في تحصيل الديون الضريبية (شروح عملية ومقارنة)‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2014 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ 47‬شعيبة عبد الرزاق‪ ،‬التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.51‬‬

‫‪18‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫موضوع اإلنذار الضريبي إذ يتوجب تحديد طبيعة الضريبة او الدين الواجب استخالصه‬
‫بحسب ما إذا تعلق رسما جمركيا‪ ،‬حقوق التسجيل والتمبر‪ ،‬الغرامات واالدانات النقدية‪.....‬‬

‫اسم المصلحة اإلدارية المكلفة بالتحصيل (القباضة)‪.‬‬

‫‪ -‬صفة المحاسب وموطنه اإلداري الذي سيتم فيه التنفيذ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة الى ان المشرع استوجب ضرورة تبليغ اإلنذار الى المدين داخل اجل ‪ 30‬يوما‬
‫تحتسب ابتداءا من تاريخ استحقاق الدين و‪ 20‬يوما على األقل بعد ارسال اخر اشعار بدون‬
‫صائر‪ .48‬ويمكن ان يبلغ هذا اإلنذار إما عن طريق مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة‪،‬‬
‫وبالوسائل األخرى سواء بالطريقة اإلدارية او عبر البريد المضمون مع االشعار‬
‫بالتوصل‪ .49‬وتحسبا لعدم إمكانية تسلم اإلنذار من قبل المدين بصفة شخصية ضمان وسع‬
‫المشرع من دائرة المعنين بالتبليغ لتشمل كل من أقاربه او خدمه أو مستخدميه أو أي شخص‬
‫اخر يسكن معه‪.50‬‬

‫ويهدف المشرع من كل هذه الشروط المتطلبة في التبليغ توفير أكبر حماية ممكنة للملزم‪،‬‬
‫بمراعات كل الظروف والحاالت التي تعيقه للعلم بحلول اجال استحقاق الدين من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى ضمان حقوق الخزينة في استخالص ديونها داخل اآلجال المحددة‪.‬‬

‫كما أن المشرع تعامل بحزم مع الحاالت التي يرفض فيها المدين أو الشخص الذي يقوم مقامه‬
‫استالم اإلنذار‪ ،‬إذ يعد هذا األخير مبلغا تبليغا صحيحا بعد مرور ‪ 8‬أيام من التاريخ الذي ثم فيه‬
‫رفض استالمه‪ ،‬وفي اليوم العاشر لتاريخ تعليقه في أخر موطن للمدين عندما يتعذر تسلم اإلنذار‬
‫لعدم العثور عليه أو على أي شخص اخر في موطنه أو اقامته السالف ذكرهم‪.‬‬

‫ولإلنذار باعتباره اول اجراء من إجراءات التحصيل الجبري‪ ،‬اثار على مستوى احتساب‬
‫أجل تقادم الدين العمومي والمحدد في ‪ 4‬سنوات‪ ،51‬وبمجرد ممارسته من قبل المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل يصبح قاطعا لتقادم ذلك الذين الواجب على الملزم‪.52‬‬

‫‪ 48‬المادة ‪ 10‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬


‫‪ 49‬المادة ‪ 42‬م‪-‬ت‪-‬ج‪-‬ع‬
‫‪ 50‬المادة ‪ 43‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫‪51‬الفقرة األول من المادة ‪ 123‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫‪52‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 123‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬

‫‪19‬‬
‫ب – االشعار للغير الحائز‬

‫في إطار توسيع قاعدة ضمان استخالص الديون العمومية لتمويل النفقات العامة‪ ،‬خول‬
‫المشرع عبر المواد ‪ 95‬و‪ 100‬و‪ 101‬و‪ 104‬من م‪-‬ت‪-‬د‪-‬ع‪ ،‬للمحاسب المكلف بالتحصيل‬
‫إمكانية متابعة الغير الحائز لألموال المملوكة للمدين األصلي عن طريق ما يسمى بمسطرة‬
‫االشعار للغير الحائز‪ ،‬بهدف اجبارهم على أداء ديون المدين إما بشكل تلقائي أو بناءا على طلب‬
‫المحاسب تحت طائلة ترتيب مسؤوليتهم التضامنية‪.53‬‬

‫وباعتبار االشعار للغير الحائز كألية ابتكرها المشرع ووضعها في متناول المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل لمواجهة المدينين المتهربين من أداء الواجب الضريبي‪ ،‬كما يعد وسيلة لمباغتة الملزم‬
‫السيء النية‪ ،‬بالرغم من صعوبة اثبات هذه األخيرة على مستوى الواقع العملي‪ ،54‬والمفترض‬
‫في العالقة بين إدارة التحصيل والملزم هي عالقة مبينة على أساس المواطنة والوعي‬
‫بالمسؤولية‪ ،‬وال يجب ان تنبني على أساس المباغتة‪.‬‬

‫وبقراءتنا المتمعنة للمواد المنظمة لإلشعار للغير الحائز‪ ،‬نجد ان المشرع لم يتطرق إلى كيفية‬
‫تبليغ االشعار للغير الحائز وشكلياته‪ ،‬مكتفيا بتحديد األشخاص المستهدفين بهذا االجراء‪.‬‬

‫ويمكن تحديد أهم شروط ممارسة االشعار للغير الحائز والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬ان يتعلق االمر بدين عمومي‬


‫‪ -‬ان يكون الدين مستحقا‬
‫‪ -‬ان يكون الغير حائزا ألموال المدين او مدينا له‬

‫كما ينبغي التمييز بين االشعار للغير الحائز من جهة‪ ،‬والحجز لدى الغير من جهة أخرى‪ ،‬هذا‬
‫التمييز يتمثل في كون األول يتسم بطابعه التنفيذي المباشر‪ ،‬حيث يتم التسليم الفوري للمبالغ‬

‫راجع في هذا الصدد المواد ‪ 95‬و‪ 100‬و‪ 101‬و‪ 104‬من م‪-‬ت‪-‬د‪-‬ع‪ ،‬التي تحدد االغيار المتضامنين أو الحائزين وهم‪:‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪ -‬العدول أو الموثقين‬
‫‪ -‬المصفين القضائيين والموثقين وغير من المؤتمنين على األموال‬
‫‪ -‬كتاب الضبط واالعوان القضائيين والمحامين فيما يخص األموال الناتجة عن عملية التفويتات والحراسة القضائية المذاعة لديهم‬
‫‪ -‬المحاسبين العمومين والمقتصدين والمكثرين وكل الحائزين والمكثرين االخرين‬
‫‪ -‬مسيرو الشركات او متصرفوها او مديروها‬

‫‪ 54‬الحايلة الحسين‪ ،‬االشعار للغير الحائز بين هاجس الفعالية واكراهات الواقع‪ ،‬مقال منشور بسلسلة دراسات وابحات‪ ،‬تحت عنوان المنازعات الضربية‬
‫وتحصيل الديون العمومية ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬العدد ‪ ،7‬منشورات مجلة القضاء المدني‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪-‬الرباط‪ ،2014 ،‬ص‪.184‬‬

‫‪20‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫الموجودة لدى الغير الحائز بمجرد طلبها من الحائز‪ ،‬بينما الحجز لدى الغير له طابع تحفظي‬
‫يتجلى في مرحلته األولى‪ ،‬وغايته غل يد المحجوز عليه من التصرف في أمواله المحجوزة لدى‬
‫المحجوز عليه‪.‬‬

‫بعد تعرضنا لمختلف اإلجراءات التي تعرفها المرحلة اإلدارية في التخصيل الجبري للديون‬
‫العمومية‪ ،‬والتي تقوم بها الخزينة العامة بواسطة موظفيها‪ ،‬تجدر اإلشارة الى انه توجد درجات‬
‫أخرى من التحصيل الجبري‪ ،‬تتمثل أساسا‪ ،‬في الحجز‪ ،‬البيع‪ ،‬ثم اللجوء الى تطبيق مسطرة‬
‫االكراه البدني‪ ،‬كل هذه اإلجراءات تتم عن طريق القضاء‪ ،‬وهو ما سنتطرق اليه ضمن الفرع‬
‫الثاني الذي ارتأينا عنونته بالمرحلة القضائية في التحصيل الجبري للديون العمومية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرحلة القضائية في التحصيل الجبري للديون العمومية‪:‬‬

‫امام عدم جدوى الوسائل االدارية في بلوغ الهدف أعاله‪ ،‬يبقى السبيل االوحد هو اللجوء الى‬
‫القضاء قصد حماية مستحقات الخزينة العامة من التهرب و عدم االداء ووضع ضمانات لذلك‪،‬‬
‫بناء على إجراءات قضائية سندها مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬

‫من بين مظاهر المرحلة القضائية‬ ‫‪55‬‬


‫وبذلك‪ ،‬تبقى إجراءات الحجز و البيع و ايضا االكراه البدني‬
‫للتحصيل الجبري للديون العمومية‪.‬‬

‫و بالتالي‪ ،‬سنتناول هذا الفصل من خالل فقرتين اساسيتين‪:‬‬

‫‪ ‬الفقرة االولى‪ :‬التحصيل الجبري للديون العمومية عن طريق الحجز و البيع‪.‬‬


‫‪ ‬الفقرة الثانية‪ :‬االكراه البدني و المساطر الخاصة في التحصيل الجبري للديون العمومية‪.‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬التحصيل الجبري للديون العمومية عن طريق الحجز و البيع ‪:‬‬

‫يعتبر الحجز إجراء من اجراءات التنفيذ الجبري على المدين‪ ،‬و درجة ثانية من درجات‬
‫التحصيل الجبري‪ ،56‬يقوم الدائن من خالله بوضع امالك المدين تحت يد القضاء حفاظا على‬
‫ضمانه العام‪ ،‬مع التنفيذ عليها في المزاد العلني في حالة عدم االداء و استخالص مبلغ الدين و‬

‫‪ 55‬المستجد في هذا االجراء ان المشرع جعله في مدونة التحصيل في درجة اخيرة من درجات التحصيل‪ ،‬في حين كان في المرتبة الثانية في ظهير ‪ 21‬غشت‬
‫‪ 1935‬الملغى مباشرة بعد االنذار‪ ،‬مما يعكس الفلسفة الحقوقية لهذه المدونة‪.‬‬
‫‪ 56‬عبد الرزاق شعيبة‪ ،‬التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي‪ ،‬م‪.‬س ص ‪.80‬‬

‫‪21‬‬
‫المصاريف‪ .‬فالمشرع المغربي منح للخزينة إمكانية إيقاع الحجز على منقوالت المدين متى‬
‫توفرت شروطه‪ ،‬و بيعها لتحصيل ديونها‪.‬‬

‫أ‪ .‬الحجز كوسيلة للتحصيل الجبري‪:‬‬

‫يتبين مما سبق ان الملزم بعد ان ينذر باألداء بصورة قانونية‪ ،‬و تعطى له فرصة الثالثين يوما‬
‫من تاريخ تبليغ االنذار اليه‪ ،‬ليسدد أثناءها ديونه الضريبية‪ ،‬و مع ذلك يتوانى عن االداء خالل‬
‫هذه المدة ألسباب‪ ،57‬يكون من الجائز حجز امواله بعد مضي تلك المدة‪.‬‬

‫إذا كان اإلنذار القانوني فاتحة إجراءات التحصيل الجبري للدين الضريبي‪ ،‬الغاية منه إنذار‬
‫الملزم بالوفاء‪ ،‬فإن الحجز يأتي في المرتبة الثانية كدرجة من درجات التحصيل الجبري‪.‬‬

‫تعريف الحجز‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يبدو من مقتضيات م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع ان المشرع لم يعرف هذا النظام‪ ،‬و لم يورد ما يدل على تحديده‬
‫تاركا ذلك للفقه و للقضاء‪ ،‬و مانحا لهما فرصة تعريفه وفق معطيات مناسبة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فيمكن‬
‫القول بأن المقصود به في إطار مقتضيات المدونة التي هي مقتضيات مالية و إدارية ‪ ،‬هو‬
‫إجراء جبري يسمح للمحاسب المكلف بالتحصيل بأن يحجز مباشرة‪ ،‬االمتعة و المنقوالت‬
‫العائدة للملزم الذي لم يؤد ديونه داخل اجل ‪ 30‬يوما من تاريخ تبليغ االنذار‪ ،‬بقصد بيعها‬
‫بالمزاد العلني‪ ،‬او بواسطة المدين نفسه‪.‬‬

‫و بالتالي‪ ،‬تجدر االشارة الى انه ال يعتبر في جميع األحوال عمال من أعمال التنفيذ‪ ,‬بل قد يكون‬
‫طريقا من طرق التحفظ‪ ,‬و بذلك يكون الحجز نوعين‪ :‬حجز تحفظي و حجز تنفيذي‪.‬‬

‫‪ -2‬الشروط الالزمة لتنفيذ الحجز‪.‬‬

‫‪ ‬وجود دين مقدر و محقق بل و مستحق‪:‬‬

‫هو مبلغ من النقود دائما‪ ،‬على المصالح الضريبية تعيينه‪ ,‬أي تحديد مقدار الدين الضريبي‪ .‬وذلك‬
‫حسب أحكام المادتين ‪ 5‬و ‪ 6‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ,‬و ذلك قبل مباشرة مساطر‬
‫التحصيل‪.‬‬

‫‪ 57‬من هذه االسباب‪ :‬الالمباالة بالواجب الضريبي و انعدام المواطنة و اصرار بعض الملزمين على التهرب من اداء الواجب و عدم اقتناع البعض االخر بما‬
‫فرض عليه من ضرائب و عجز البعض االخر عن االداء اما لعوامل مفتعلة او خارجة عن ارادته‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫استثناءات الحجز‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫قبل دخول م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع حيز التطبيق كان المحاسبون المكلفون بالتحصيل يركنون إلى مقتضيات‬
‫المادة ‪ 458‬ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬أما بعد دخولها حيز التنفيذ فباتوا يعتمدون على مقتضيات المادة ‪ 46‬منها‬
‫والتي حددت األشياء غير القابلة للحجز في‪:‬‬

‫‪ .1‬فراش النوم و المالبس و أواني الطبخ الالزمة للمحجوز عليه و لعائلته‪.‬‬

‫السكنى الرئيسية التي تؤوي عائلته على أساس أال تتعدى ‪ 200000‬درهم‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الكتب و األدوات الالزمة لمهنة المحجوز عليه‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫المواد الغذائية المخصصة لتغذية المحجوز عليه و لعائلته لمدة شهر واحد‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫الحيوانات مصدر قوت المحجوز عليه و كذا العلف الضروري لتربيتها‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫البذور الكافية لبذر مساحة تعادل ‪ 5‬هكتارات‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫األشياء الضرورية لألشخاص المعاقين أو التي تخصص لعالج المرضى‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫‪ .4‬الحجز التحفظي و التنفيذي ‪:‬‬

‫اوال‪ :‬الحجز التحفظي‪:‬‬

‫قرر المشرع الجزائري في المادة ‪ 345‬من قانون اإلجراءات المدنية ما يلي‪ " :‬الحجز‬
‫التحفظي ال يصدر إال في حالة الضرورة‪ ,‬و يستصدر األمر به في ذيل العريضة‪ ,‬و األثر الوحيد‬
‫للحجز التحفظي هو وضع أموال المدين المنقولة تحت تصرف القضاء‪ ,‬و منعه من التصرف فيها‬
‫إضرارا بدائنه"‪.‬‬

‫أ‪ .‬شروط الحجز التحفظي‪:‬‬

‫يثبت الحجز التحفظي للدائن " الدولة" ولو لم يكن بيده سند تنفيذي‪ ,‬أي و لو لم يكن له الحق‬
‫في التنفيذ الجبري‪ ,‬و في هذا الصدد أراد المشرع أن يحيط اإلجراء بشروط تضمن عدم اللجوء‬
‫إلى الحجوز التعسفية‪ ,‬فتطلب أن يكون الدين محقق الوجود‪ ,‬حال األداء و معين المقدار‪ ,‬كما‬
‫اشترط أيضا الحصول على إذن من القضاء قبل إيقاع الحجز التحفظي دون سند تنفيذي ‪ ,‬فهو‬

‫‪23‬‬
‫إجراء وقتي ال يمس أصل الحق وال جوهره‪ ,‬ويصدر عن رئيس المحكمة االبتدائية في نطاق‬
‫الفصل ‪ 148‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ألنه يتم تنفيذه بصورة استعجالية‪ ,‬بعد توافر شروط االستعجال حتى‬
‫يستجاب لطلب الحجز‪ ,‬و مخافة ضياع حق الدائن بسبب تصرف المدين في أمواله تصرفا يضر‬
‫‪58‬‬
‫بحقوق الدائنين و يضعف من الذمة المالية للمدين‪.‬‬

‫فالمحاسبون المكلفون بالتحصيل يستفيدون كسائر الدائنين من المقتضيات المنظمة للحجز‪,‬‬


‫في جميع الحاالت التي ال يخولهم فيها المشرع المبادرة إلى التنفيذ الجبري‪ ,‬و بذلك يكون الحجز‬
‫التحفظي ضروريا بالنسبة للقابض عندما يخشى على ضمان لخزينة من المدين الذي قد يمس به‬
‫أو يبدده أو يحول اتجاه الضمان‪ ,‬و هذا ما أكدت عليه المادة ‪ 53‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬

‫لكن ورود الحجز التحفظي على المنقوالت يكتسي طابع األولوية حسب ما يستفاد من الفصل‬
‫‪ 445‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ,‬و المادة ‪ 36‬م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع التي تنص "يعمل المحاسب المكلف بالتحصيل على‬
‫توجيهه دون أي إجراء لموجب مستخرج جداول موقع من طرفه و يعد اإلنذار بمثابة حجز‬
‫تحفظي‪ ,‬و في هذه الحالة يبين عون الخزينة في المحضر األثاث و األشياء المحجوزة"‪.‬‬

‫ب‪ .‬إجراءات الحجز التحفظي‪:‬‬

‫‪ ‬منع تصرف المدين في األموال المحجوزة بالتفويت‪:‬‬

‫بموجب الفصل ‪ 453‬من ق م م يمنع على المدين المحجوز عليه التصرف في الحجوز أو ترتب‬
‫عليه يضر بمصلحة الدائنين و يقلل من الضمان الذي لهم عليه‪ ،‬لكن من حقه أن ينتفع بماله انتفاع‬
‫الحارس على حقوقه‪ ،‬فكل تفويت لصالح الغير سواء كان تبرعا بعوض أو غير عوض يكون‬
‫باطال و عديم األثر متى لم يكن مؤرخا قبل تبليغ الحجز التحفظي‪.‬‬

‫‪ ‬محضر الحجز‪:‬‬

‫أما اإلجراء الثاني فيتعلق األمر بتحرير محضر الحجز من طرف المأمور وفقا للشروط و‬
‫األحكام المنصوص عليها في الفصل ‪ 455‬من ق م م‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العناصر الواردة بالترخيص كأساس للبيانات االلزامية بمحضر الحجز‪.‬‬

‫‪ 58‬جهد كان حجيبة‪ " ،‬تحصيل الديون الضريبية بين قانون المسطرة المدنية و خصوصيات التشريع الضريبي"‪ ,‬المطبعة و الوراقة الوطنية‪ ,‬الطبعة األولى‬
‫‪ 2006‬ص ‪.326‬‬

‫‪24‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫الترخيص على شكل القائمة االسمية تهيؤها القابض و يجب أن تتضمن العناصر الواردة بالمادة‬
‫‪ 455‬ق‪.‬م‪.‬م و هي‪:‬‬

‫‪ ‬التاريخ الذي أنجزت فيه باإلشارة إلى اليوم‪ ،‬الشهر‪ ،‬و السنة‪.‬‬
‫‪ ‬تعيين المحاسب المكلف بالتحصيل‪.‬‬
‫‪ ‬هوية الملزم حسب ما كان شخصا طبيعيا أو معنويا‪.‬‬
‫‪ ‬اإلشارة إلى مراجع الدين الضريبي و مبلغها المستحق األداء‪.‬‬
‫‪ ‬هوية العون الذي قام بالحجز صفته‪ ,‬اسمه و توقيعه على القائمة التي يتم التصديق عليها من‬
‫طرف المحاسب المكلف بالتحصيل بعد ملئ المطبوع المخصص لهذا اإلجراء الخاص‬
‫باستخالص ديون الدولة‪ ,‬مراقبة كيفية تعبئته‪ ,‬حصر عدد الملزمين المعنيين بالتنفيذ‪ .‬و إعطاء‬
‫ترخيص بذلك إلى العون المكلف بعد التوقيع من طرف رئيس اإلدارة إلى جانب توقيع المحاسب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحرير محضر المحجز بالدقة الالزمة‪:‬‬

‫يجب أن يتضمن محضر الحجز ‪:‬‬

‫‪ ‬األسماء الشخصية ‪،‬العائلية ‪،‬عنوان الدائن طالب الحجز والمدين المحجوز عليه‪.‬‬
‫‪ ‬جرد المنقوالت عند وجود ما يحجز بالمقر المراد إجراء التنفيذ به ‪.‬‬
‫‪ ‬وصف المنقوالت وصفا دقيقا ومفصال‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير قيمة المنقوالت تقديرا يجب أن يفي عند بيعها بمبلغ دين الدولة ‪.‬‬
‫‪ ‬استعانة األعوان القائمين بالتنفيذ بخدمات خبراء متخصصين في تقييم المنقوالت تبعا لنوعها‬
‫وشكلها وقيمتها في السوق تفاديا لكل خطأ في التقدير‪.‬‬
‫‪ ‬تعيين حارس على المحجوزات المدرجة في محضر الحجز مع تدوين اسمه بالمحضر واخذ‬
‫توقيعه‪ ،‬الذي يكتسب بعد ذلك صفة المودع لديه (الحارس القضائي)‪ ،‬الذي يستحق أجرا‬
‫وتعويضا عن هذه المهمة‪ ،‬تصرف له بعد انتهاء مهمته كحارس وبتقديم األشياء المحجوزة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬كيف يتم اللجوء إلى الحراسة القضائية في ميدان استخالص الديون العمومية؟‬

‫إذا كانت لعون التبليغ الكفاءة والجرأة على تعيين حارس على المنقوالت المحجوزة ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫رفع مقال إلى القضاء يطلب إلى المحكمة تعيين حارس له حارسا قضائيا سواء شخص‬
‫طبيعي أو معنوي‪.‬‬
‫مهمة هذا الحارس أن ينوب عن ذوي الشأن في مباشرة أعمال اإلدارة ‪ ،‬فيكون له وحده‬
‫التقاضي بخصوصها ‪ ،‬أما ما يجاوز ذلك فيظل ألصحاب الشأن‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تعيين المدين حارسا على منقوالته‪:‬‬

‫غالبا ما يعهد عون التبليغ والتنفيذ للخزينة بحراسة األشياء المحجوزة إلى الملزم المحجوز على‬
‫منقوالته ألسباب تريح وتالءم اإلدارة والملزم‪ ،‬على حد السواء‪ ،‬ألن الهدف من تعيين الحارس‬
‫هو تفادي اختالس أو استبدال أو إتالف األشياء المحجوزة ‪ ،‬والمحافظة على الشكل والصفة التي‬
‫وجدها عليها العون عند إيقاع الحجز عليها‪.‬‬

‫ويكون من المفروض أن مالكها هو الذي سيحافظ عليها و سيصونها خوفا على تلفها فيما لو رفع‬
‫الحجز عنها‪.‬‬

‫لكن أغلب األحيان يتم استبدال المحجوزات في مثل هذه الحالة بمحجوزات اقل قيمة من األولى‬
‫وفي هذا الصدد يجد المأمور تعليمية تحثه على تعيين شخص آخر غير المدين إذا خاف على‬
‫ضمان حقوق الخزينة‪.‬‬

‫وتنتهي مهمة الحارس إما ببيع المال المحجوز أو بصدور حكم ببطالن الحجز أو سقوطه‪،‬‬
‫أو بالوفاء بالدين أو بنقل األشياء المحجوزة إلى مكان آخر غير ذلك الذي حجزت فيه‪ ،‬أو بإعفاء‬
‫الحارس من مهمته أو موته أو بعزله أو لعدم الوثوق فيه نظرا العتبارات معينة‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬تحويل الحجز التحفظي على منقوالت المدين الى حجز تنفيذي ‪.‬‬

‫لما كان الحجز التحفظي ال يؤدي في حد ذاته إلى الحصول الدائم على حقه بل يقتصر أثره على‬
‫مجرد التحفظ على أموال المدين ومنعه من تهريبها لذا يجب على الدائن الحاجز لكي يستوفي دينه‬
‫جبرا على المدين ‪ ،‬أن يسعى إلى تحويل الحجز الذي قام به ‪ ،‬إلى حجز تنفيذي‪.‬‬

‫وبالنسبة للقابض فانه يقوم بتحرير محضر بتحويل الحجز التحفظي الى حجز تنفيذي ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحجز التنفيذي على منقوالت الملزم ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫تعريف ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫يقصد به التنفيذ على منقوالت المدين‪ ،‬التي توجد في حوزة المنفذ عليه و المملوكة له‪ ،‬و التي‬
‫يضعها القضاء بين يديه إلى أن يتم بيعها بالمزاد العلني‪ ،‬القتضاء حق الحاجز من ثمنها‪.‬‬

‫و الحجز التنفيذي‪ :‬هو وضع مال المدين تحت يد القضاء‪ ،‬تمهيدا لبيعه بالمزاد العلني‪ ،‬و استيفاء‬
‫الحاجز لحقه من حصيلة البيع‪.‬‬

‫شروط الحجز التنفيذي‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫يغل يد المالك المحجوز عليه عن إدارة أمواله المحجوزة‪ ,‬و يكون مآلها‪ ,‬البيع في حالة عدم وفاء‬
‫المدين المحجوز عليه بالدين العالق بذمته‪ ,‬لذلك يجب أن تتوفر الشروط التالية لجواز إيقاعه‪ ,‬و‬
‫هي أن يكون هناك ‪:59‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬سند تنفيذي‬


‫‪ ‬ثانيا‪ :‬دين واجب األداء محددا أو محققا‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬أن يسبق إجراءات الحجز التنفيذي تبليغ السند إلى المحجوز عليه و إنذاره بالوفاء‪.‬‬
‫‪ ‬رابعا‪ :‬أن يقع الحجز على مال أو حق ال يمنع القانون الحجز عليه‪.‬‬

‫و يعتبر السند التنفيذي الركن األساسي في نظرية التنفيذ الجبري حسب القاعدة العامة السائدة التي‬
‫تعتبر أن " ال تنفيذ بغير سند تنفيذي" و في هذا االتجاه يعتبر الجدول الضريبي هو سند الدين‬
‫الذي تصدره اإلدارة بصفتها سلطة عمومية المخول لها هذا االستصدار أي أن لإلدارة الحق و‬
‫األداة و هما أمران و ال يغني احدهما عن األخر‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بمجال استخالص ديون الدولة‪ ،‬فإن التنفيذ عن طريق حجز منقوالت المدين إلى‬
‫شرطين أساسيين‪:‬‬

‫‪ ‬األول‪ :‬يتمثل في التحقق في المكان الواجب تنفيذ الحجز فيه‬


‫‪ ‬الثاني‪ :‬تهيئ محضر بحجز المنقوالت ‪.‬‬

‫‪ 59‬المنازعات القضائية في ميدان تحصيل الديون العمومية‪ ،‬منشورات الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬مارس‪.2005‬‬

‫‪27‬‬
‫إجراءات الحجز التنفيذي‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫االنتقال إلى مكان التنفيذ‪:‬‬ ‫‪o‬‬

‫بعد التأكد من المكان الذي توجد به المنقوالت المراد حجزها‪ ،‬وهو حسب التعليمات المصلحية في‬
‫هذا اإلطار إما سكنى المحجوز عليه أو محل إقامته‪.‬‬

‫وفي الحالة التي يباشر فيها الحجز بسكن الملزم‪ ،‬يتعين على عون التنفيذ أن يصطحب معه "عون‬
‫امرأة " ( إذ انه لم تفصل التعليمات في هذه النقطة هل هي موظفة في نفس القباضة أم من‬
‫المصالح الخارجية للخزينة والى غاية اآلن فان اللجوء إلى هذه الطريقة لم يتم على ارض‬
‫الواقع)‪.‬‬

‫قصد مرافقة العون أثناء إنجاز هذه المهمة أو عريفة تسبقه إلى عين المكان‪ ,‬و ذلك من أجل‬
‫تفادي أي تشكي من طرف صاحب المسكن‪ ,‬بكون عون التنفيذ للخزينة لم يحترم القواعد المنظمة‬
‫لحرمة ا لمنزل‪ .‬ففي مثل هذا الحالة يكون مجبرا على االستعانة بالعريفة أو مقدم الحي بل بعون‬
‫من أعوان القوة العمومية بصفته شرطة قضائية‪ ,‬حتى تحفظ للطرفين كرامتهما و على األخص‬
‫مديني الدولة‪ ,‬فيبقى عون التنفيذ هو المسؤول الوحيد عن وصف و إحصاء المنقوالت‬
‫‪60‬‬
‫المحجوزة‪.‬‬

‫وفيم ا يتعلق بتنفيذ الحجز بالمقر الذي يزاول به الملزم نشاطه المهني ‪،‬فان حضور السلطة‬
‫المحلية إلى جانب عون التنفيذ للخزينة ال يكون ضروريا إال في الحالة التي تتم فيها عرقلة‬
‫إجراءات التنفيذ بالحجز على منقوالت المدين‪ ،‬إما بفعله هو شخصيا "الملزم" أو بفعل غيره‪.‬‬

‫‪ o‬تحرير محضر الحجز التنفيذي ‪:‬‬

‫يجرى الحجز التنفيذي على المنقوالت بموجب محضر يتم تحريره من طرف عون التبليغ والتنفيذ‬
‫للخزينة‪ ،‬حتى يالحظ بنفسه األموال المراد الحجز عليها‪ ،‬ويتمكن من وصفها وصفا دقيقا في‬
‫المحضر مع مراعاة مجموعة من الشروط‪:‬‬

‫‪ ‬ال بد من الحصر والوصف الدقيق في المحضر الذي ينجزه عون التنفيذ‪.‬‬


‫‪ ‬ضرورة اإلشارة إلى السند التنفيذي ‪.‬‬
‫‪ 60‬جهد كان حجيبة‪ "،‬تحصيل الديون الضريبية بين قانون المسطرة المدنية و خصوصيات التشريع الضريبي"‪ ,‬م س‪ ,‬ص ‪.345‬‬

‫‪28‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫‪ ‬ذكر مكان الحجز الذي توجد به المنقوالت المراد الحجز عليها‪.‬‬


‫‪ ‬تهيئ بيان مفصل لمفردات المنقوالت حسب نوعها‪ ،‬أوصافها ‪ ،‬مقدارها ومقاسها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحديد ميعاد البيع الذي يجب أن يكون بعد انتهاء اجل ‪ 8‬أيام من اليوم الذي تم فيه‬
‫الحجز ما لم يتفق الدائن والمدين على اجل آخر‪.‬‬
‫‪ ‬اإلشارة إلى الصعوبات التي اعترضت عملية التنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة توقيع عون التنفيذ على محضر الحجز ‪.‬‬
‫‪ ‬تبليغ المدين بنسخة لمحضر الحجز التنفيذي إما بكيفية مباشرة إذا كان المدين المحجوز عليه‬
‫حاضرا‪ ،‬أو بالطرق القانونية المنصوص عليها بالفصول ‪ 37‬إلى ‪ 39‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫ويترتب على عدم احترام مسطرة التبليغ بطالن التبليغ‪ ،‬وبذلك ينبغي إعادته مما سيعطي ال محالة‬
‫للمنفذ عليه عن طريق الحجز على المنقول بعض الوقت للوفاء بما تخلد بذمته من ديون‪.‬‬

‫فخالل تحرير العون لمحضر الحجز البد أن يتضمن هذا الخير البيانات التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تاريخ تنفيذ الحجز الذي يجب أن يكون معينا باليوم والشهر والسنة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توضيح عنوان المحاسب المكلف بالتحصيل وبتنفيذ الحجز‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االسم العائلي والشخصي للملزم المراد التنفيذ بالحجز على ممتلكاته وكذا مقر سكناه‬
‫إذ ا كان شخصا طبيعيا‪ ،‬أما في حالة الشخص االعتباري تحديد موطنه أو مقره‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اإلشارة إلى طبيعة الدين أو الديون‪ ،‬والمبالغ اإلجمالية لها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تبيان الصوائر المقررة قانونا عن تنفيذ الحجز‪ ،‬أي تكلفة الحجز ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬اسم وصفة وكذا توقيع المأمور المؤهل لتنفيذ الحجز والذي قام به فعال‪.‬‬

‫ولما كانت الغاية من الكشف التفصيلي أي المحضر‪ ،‬هي الحيلولة دون تهريب األموال المحجوزة‬
‫واستبدالها بغيرها‪ ،‬فيجب أن يقوم عون التنفيذ زيادة في االحتراس‪ ،‬بترقيم المنقوالت ترقيما‬
‫تسلسليا ووصفا مانعا للجهل بها‪ ،‬لتفادي أي تغيير في حالتها يضر بحقوق الخزينة‪.‬‬

‫تعيين حارس ليتولى الحرص على المحجوزات ‪:‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪29‬‬
‫إن الهدف من ذلك حسب الفصل ‪ 461‬من ق‪.‬م‪.‬م هو االحتفاظ بها على حالتها وتفادي اختالسها‬
‫أو استبدالها‪ ،‬وفي غالب األحيان يتم اختيار المحجوز عليه ألن في ذلك ضمان الحراسة من‬
‫شخص يخشى على كرامته من خضوعه للعقوبات الجنائية التي ال يرضاها لنفسه إذا صدر منه‬
‫تصرف ينم عن تبديد المحجوزات‪.‬‬

‫هذا بالنسبة للشخص الطبيعي أما الشخص المعنوي‪ ،‬فيتم تعيين ممثله القانوني حارسا على‬
‫األشياء المحجوزة‪ ،‬على أساس موافقته على ذلك ‪.‬‬

‫غير أن مأمور التنفيذ التابع للخزينة العامة يمكنه أن يسند حراسة المحجوزات إلى الشخص‬
‫الذي يراه مناسبا للقيام بهذه المهمة‪ ،‬إذا تبين له أن ضمان الخزينة مهدد بالضياع وال يجوز له أن‬
‫يختار هذا الشخص من بين أصدقاء المحاسب المكلف بالتحصيل أو معارفه أو أقاربه ‪.‬‬

‫كما ال يجوز إناطة مهمة حراسة األشياء المحجوزة للمأمور الذي نفذ عملية الحجز ‪.‬‬

‫إقفال محضر الحجز‪:‬‬ ‫‪o‬‬

‫ويتم تحديد تاريخ البيع في محضر الحجز وتوقيع هذا األخير من طرف األشخاص حاضري‬
‫التنفيذ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعيين تاريخ بيع المحجوزات ‪:‬‬

‫يفيد تحديد تاريخ البيع في مسألتين‪:‬‬

‫يمكن المحاسب الحاجز من انجاز اإلشهار الكافي لألشياء المحجوزة المراد بيعها بكل‬
‫المراحل التي يمر منها و اآلجال المضروبة بإجراء هذا اإلشهار ‪.‬‬
‫به يعرف الملزم المحجوز عليه‪ ،‬الميعاد المعطى له ليتمكن من جمع المبالغ الضرورية‬
‫التي تخوله التخلص من الدين العالق بذمته‪ ,‬قبل الشروع في عملية البيع‪ ،‬بل لكي يتفادى‬
‫عملية البيع أصال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توقيع محضر الحجز وتسليم نسخة منه الى المدين ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫بعد إتمام الشكليات المتطلبة في التنفيذ بواسطة الحجز‪ ،‬يقوم مأمور التبليغ و التنفيذ التابع‬
‫للخزينة بتهييئ محضر الحجز و يوقعه‪ ،‬ثم يطلب من كل شخص حضر عملية الحجز التوقيع إلى‬
‫جانبه‪.‬‬

‫بعد ذلك يسلم نسخة من المحضر و بعد التوقيع بالتسلم‪ ،‬إلى الملزم أو إلى ممثله أو إلى‬
‫الحارس الذي تم تعيينه للمحافظة على المحجوزات وهي تقوم مقام تبليغه ما دام كل المعنيين‬
‫باألمر حاضرين‪ ،‬أما إذا سجل غياب جلهم أو بعضهم فإن مأمور التبليغ و التنفيذ يكون ملزما‬
‫بتبليغهم في محالتهم المختارة‪.‬‬

‫وأخيرا يجب على مأمور التنفيذ أن يؤكد على الملزم‪ ،‬التزامه بإخبار كل دائن يتقدم بعد‬
‫المحاسب ‪ ،‬إليقاع حجز ثاني على نفس المنقوالت‪ ،‬بأنها خاضعة للحجز سلفا‪ ،‬بأن يدلي له بنسخة‬
‫من المحضر‪.‬‬

‫‪ .5‬معيقات الحجز‪:‬‬

‫قد تكتنف عملية حجز منقوالت الملزم معيقات مختلفة والتي حصرتها التعليمية التفسيرية في‬
‫التصرفات التالية ‪:‬‬

‫األداء‪ ،‬غياب المدين‪ ،‬رفض فتح األبواب‪ ،‬عدم وجود منقوالت للحجز عليها‪ ،‬وأخيرا المنازعة‬
‫في الحجز الوارد على بعض الممتلكات‪.‬‬

‫أ‪ -‬األداء‪:‬‬

‫قد يعلن الملزم رغبته في الوفاء بدين الخزينة أثناء سريان مساطر الحجز التنفيذي على‬
‫منقوالته أو بمجرد التحاق عون التنفيذ بمكان الحجز بشرط أداء المبلغ كامال بما في ذلك تكلفة‬
‫الحجز التي تتم تصفيتها على أساس التعرفة المنخفضة أي ‪ %2‬من مبلغ الدين و يطلق على هذه‬
‫الحالة الحجز الموقوف‪ ،‬التي ال يحرر محضر بشأنها بل توضع على قائمة الحجز‪ ,‬مراجع‬
‫الوصوالت التي أدى بها المدين دينه و المسلمة له في الحين مصحوبة باإلشارة إلى الحجز‬
‫الموقوف برمز "‪ "I.S‬و ذلك حسب المادة ‪ 55‬م‪ ,‬ت‪ ,‬د‪ ,‬ع‪.‬‬

‫ب‪ -‬غياب الملزم‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫في حال تخلف المدين أو من ينوب عنه أو لكونه غائبا فعال ال تتم عملية الحجز على المنقوالت‬
‫رغم توفر اإلجراءات األولية التي يجب اتخاذها قبل الشروع في الحجز فان عون التنفيذ و بعد‬
‫تأكده من سبب التغييب أمامه حالتان‪:‬‬

‫‪ ‬حالة الغياب التام عن المحل ‪.‬‬


‫‪ ‬حالة اختفاء أو رحيل المدين دون اإلعالن عن عنوانه الجديد‪.‬‬

‫في كلتا الحالتين يتطلب تحرير محضر تفتيش و ذلك بموجب المادة ‪ 54‬فقرة أولى من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪،‬‬
‫ذلك بحضور السلطة المحلية شريطة أن يقوم بالتقصي و التحري عن المدين للتأكد من غيابه أو‬
‫اختفاءه‪ ،‬أو رحيله إما لدى الجيران أو مالك العمارة التي كان يقطن بها الملزم ولو تطلب األمر‬
‫اللجوء إلى السلطة المحلية من أجل الحصول على العنوان الجديد لتنفيذ الحجز به‪.‬‬

‫د‪ -‬االعتراض على حجز بعض المنقوالت‪:‬‬

‫يراد بهذا االعتراض أثناء سريان مسطرة الحجز أو بعدها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عند التنفيذ‬

‫فإذا رفض المدين إيقاع الحجز على أحد أو بعض المنقوالت التي تم تعدادها و ترقيمها و‬
‫تدوينها بمحضر الحجز فان عون التنفيذ يجد نفسه أمام تعليمات مصلحية تحثه على عدم إيقاف‬
‫عملية الحجز‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بعد التنفيذ‬

‫قد يحصل االعتراض بعد تنفيذ مسطرة الحجز‪ ،‬فان العبء في هذه الحالة يقع على عاتق‬
‫الملزم الذي سيكون مضطرا إلى التقدم إلى القباضة المعنية باألمر‪ ،‬مصحوبا بالحجج التي يثبت‬
‫بها مواجهته هاته بعدم قابلية منقول أو عدة منقوالت للتنفيذ و تم الحجز عليها من طرف عون‬
‫الخزينة‪.‬‬

‫وفي الحالة التي يكون فيها موقفه مؤسسا‪ ،‬فان القابض يصدر أمره إلى العون من أجل إخراج‬
‫األشياء التي تم الحجز عليها خطأ نظرا لعدم خضوعها لقواعد الحجز‪ ،‬مع تصحيح محضر‬

‫‪32‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫الحجز نتيجة لذلك‪ ،‬و التصديق عليها بالموافقة و التوقيع من طرف المحاسب المسؤول‪ ،‬و يبقى‬
‫الحجز الموقع صحيحا نظرا الستجابته للقوانين و األنظمة المعمول بها في هذا الصدد‪.‬‬

‫ب‪ .‬البيع كوسيلة للتحصيل الجبري‪:‬‬

‫إن مال الحجز هو تحويل المال المحجوز الى مبلغ من النقود تحويال جبريا او اراديا بواسطة‬
‫البيع ‪،‬الذي يعتبر في ميدان تحصيل الديون العمومية‪ ،‬مرحلة ثالثة من مراحل التحصيل‬
‫الجبري‪،61‬كما يوصف في إطار الدراسات المتعلقة بالتنفيذ‪ ،‬بكونه إجراء من إجراءات التنفيذ‬
‫‪62‬‬
‫الجبري للحجز‪ ،‬و هدفا رئيسيا له‪ ،‬ووسيلة فعالة لتمكين الحاجز من النقود الكفيلة بتسديد دينه‪.‬‬

‫و من الطبيعي أن المشرع عندما قرر االنتقال الى مرحلة البيع‪ ،‬بعد تسليم نسخة من محضر‬
‫الحجز‪ ،‬الى المحجوز عليه‪ ،‬كانت تدفعه الى ذلك عدة اعتبارات‪:‬‬

‫‪ .1‬إشعار المحجوز عليه بأن له اجال محددا بين تاريخ تمكينه بمحضر الحجز‪ ،‬و الشروع في‬
‫البيع‪ ،‬ليكون في وسعه حل قضيته باألداء‪ ،‬او لينازع امام القضاء في اجراءات التنفيذ اذا‬
‫بدت له اسباب جدية‪.‬‬
‫‪ .2‬رغبة المشرع في تخليص المحجوز عليه من اطالة مدة حجز امواله‪ ،‬و ميله الى التعجيل‬
‫ببيع تلك االموال حتى ال يبقى الحجز قائما و مستمرا بصورة تعسفية‪.‬‬
‫‪ .3‬يمكن للملزم بالضريبة‪ ،‬ان يلتجئ الى االدارة الحاجزة لحثها على االسراع ببيع‬
‫المحجوزات‪ ،‬كما يجوز له ان يستصدر حكم استعجاليا يقضي له بإنجاز عملية البيع‬
‫إنجازا سريعا‪ ،‬خصوصا اذا كان يرى في تأخير البيع سببا لتعريض االشياء المحجوزة‬
‫الى التلف و نقصان القيمة‪ ،‬و ازدياد مصاريف الحراسة‪.‬‬

‫و للتعرف على خصوصيات يتميز بها بيع المنقول الذي وصف بعض الفقه اجراءاته سابقة‬
‫بالبساطة‪ ،‬مقارنة مع اجراءات بيع العقار‪ ،‬مقارنة مع اجراءات بيع العقار‪ ،‬يكون من االنسب‬
‫التعرض الى إجراءات ممهدة للبيع‪ ،‬وإجراءات انجاز البيع‪.‬‬

‫أ‪ .‬إجراءات ممهدة للبيع‪:‬‬

‫‪ 61‬راجع المادة ‪ 39‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع و كذا المادة ‪ 27‬من ظهير ‪ 21/8/1935‬التي كانت تجعله في المرحلة الرابعة بعد االنذار و االكراه البدني و الحجز‪.‬‬
‫‪ 62‬احمد جواهري‪ ،‬التحصيل الجبري للديون العمومية‪ ،‬اطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و‬
‫االجتماعية‪-‬أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2010-2011‬ص‪.205‬‬

‫‪33‬‬
‫ال يستطيع اي قابض ان يجري بيعا للمنقوالت المحجوزة‪ ،‬اال بعد ان يقوم بإجراءات سابقة و‬
‫ممهدة لعملية البيع‪:‬‬

‫اوال‪ :‬الترخيص بالبيع‪:‬‬

‫اذا كانت مقتضيات لقواعد العامة ال تستلزم اي إذن بإجراء بيع المنقوالت المحجوزة‪ ،‬فإن من‬
‫خصوصيات قواعد تحصيل الديون العمومية اال يتم بيعها اال بترخيص يتيح ذلك‪ ،‬و هو‬
‫الترخيص او التأشير على القائمة الذي يحرص على استصداره قبل البدء في الحجز‪ ،‬و الذي‬
‫يصدر مشتمال على السماح له‪ ،‬في حالة تماطل الملزم عن تسديد ديونه بعد إجراء الحجز‪،‬‬
‫بممارسة البيع ‪ ، 63‬و الذي يجد سنده حاليا في المادة ‪ 6458‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع ‪.‬‬

‫وعلى منوال ما اقره المشرع المغربي حاليا في هذا المضمار‪ ،‬دون المشرع التونسي‪ ،65‬اوضح‬
‫المشرع الجزائري الذي اتخذ القانون الفرنسي مصدرا له في الميدان الجبائي‪ ،‬ان المكلف باستفاء‬
‫اموال الدولة‪ ،‬ال يمكنه الشروع في البيع اال بموجب ترخيص بأذن له به ‪.66‬‬

‫ثانيا‪ :‬تاريخ ممارسة البيع‪:‬‬

‫على المكلفين بالتحصيل الذين‬ ‫‪67‬‬


‫اوجب التشريع المغربي كغيره من التشريعات االخرى‪،‬‬
‫يتولون مباشرة بيع المنقوالت و االمتعة المحجوزة‪ ،‬اال يشرعوا فيها اال بعد مضي ثمانية ايام‬
‫كاملة‪ ،‬عمال بالمادة ‪ 59‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ ،‬التي تنص على "اال يتم بيع االثاث و االمتعة اال بعد اجل‬
‫ثمانية ايام ابتداء من تاريخ الحجز" دون احتساب اليوم الذي حجزت فيه أمتعة الملزم‪ ،‬و يوم‬
‫اخباره و اليوم المحدد للبيع احتراما للقانون‪ 68‬الواجب التطبيق في هذا الشأن‪.‬‬

‫‪ 63‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 44‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع على ما يلي‪ ":‬يتضمن هذا الترخيص ايضا االمر بإجراء البيع اذا لم يسدد المدين ما بذمته بعد تنفيذ الحجز"‪.‬‬
‫‪ 64‬إن هذه المادة ال تجيز‪ ":‬القيام بأي بيع اال بموجب الترخيص المنصوص عليه في المادة ‪ 37‬أعاله"‪.‬‬
‫‪ 65‬لم يشترط المشرع التونسي اي ترخيص مما رأيناه في القانون المغربي‪ ،‬بل اكتفى بأن تتم إجراءات البيع و فق مقتضيات قواعد الشريعة العامة بنصه‬
‫بالمادة ‪ 32‬من مجلة المحاسبة العمومية بتونس على ان‪ ":‬يقع بيع المكاسب المعقولة بالمزاد العلني حسب الصيغ المنصوص عليها بمجلة االجراءات المدنية‬
‫و التجارية" اي وفق نصوص الفصول ‪ 390‬الى ‪ 403‬من نفس المجلة االخيرة المتعلقة بعقلة المنقوالت و بيعها‪.‬‬
‫‪ 66‬نصت المادة ‪ 447‬من قانون الضرائب المباشرة الجزائري طبعة ‪ 1987‬ص ‪ 177‬على‪ ":‬ان قابض الضرائب المختلفة القائم بالمتابعة يستطيع ان يقوم‬
‫بالبيع و ذلك بعد رخصة من نائب مدي ر الضرائب للوالية او مدير الضرائب تبعا لقواعد االختصاص المحددة بموجب قرار من وزير المالية"‪.‬‬
‫‪ 67‬راجع المشرع التونسي الذي ينص في المادة ‪ 394‬من مجلة المرافعات المدنية والتجارية المحال عليها بمقتضى المادة ‪ 29‬من مجلة المحاسبة العمومية‬
‫على وقوع البيع باإلشهار عند انتهاء اجل ‪ 8‬ايام من يوم العقلة التنفيذية"‪.‬‬
‫‪68‬المادة ‪ 512‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ " :‬تكون جميع اآلجال المنصوص عليها في هذا القانون كاملة فال يحسب اليوم الذي يتم فيه تسليم االستدعاء او التبليغ او االنذار او‬
‫اي إجراء اخر للشخص نفسه او لموطنه و ال اليوم االخير الذي تنتهي فيه اذا كان اليوم االخير يوم عطلة امتد االجل الى اول يوم عمل بعد"‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫واذا كان التشريعان التونسي و المصري ينصان صراحة على تضمين محضر الحجز" يوم‬
‫البيع و ساعته و المكان الذي يجرى فيه"‪ ،69‬فإن التشريع المغربي ظل ساكتا عن هذا المقتضى‪،‬‬
‫و لم يشر اليه ال في ظهير ‪ 21-8-1935‬و ال في مدونة تحصيل الديون العمومية و ال في قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬و لكن يتجلى من المطبوعات التي يستعملها مأمور التبليغ و التنفيذ التابعون‬
‫للخزينة العامة‪ ،‬انها تتضمن ما يدل على تحديد ميعاد البيع و ساعته"‪ ،‬اال اذا ظهرت صعوبات‬
‫تنفيذية ال تسمح بتحديد ميعاد البيع في محضر الحجز‪ ،‬و في هذه الحالة‪ ،‬يكون بإمكان الجهة‬
‫المنفذة ان تحدد تاريخ البيع و توضحه في إشعار خاص‪ ،‬و تبلغه الى المحجوز عليه و تتحمل‬
‫مصاريف التبليغ‪.‬‬

‫و بالتالي يبدو ان سكوت المشرع عن تحديد تاريخ البيع بمحضر الحجز له ما يبرره‪ ،‬و هو‬
‫ان البيع قد يتعذر إجراؤه في موعده ألسباب طارئة تدعو الى التعجيل به او الى تأجيله الى موعد‬
‫غير الموعد الذي حدد له‪.‬‬

‫و بالتالي‪ ،‬فالعراقيل التي تمنع الحاجز من مواصلة التنفيذ‪ ،‬و تجبره على تأخيره الو موعد اخر‪،‬‬
‫تضطره كذلك الى تبليغ إعالن اخر جديد إلحاطة العموم علما بهذا البيع‪ ،‬تماشيا مع قواعد‬
‫المسطرة المدنية التي تسد الفراغ االجرائي المالحظ على مستوى مدونة تحصيل الديون‬
‫العمومية‪ ،‬و في هذه الحالة يتعين ان يلتجئ الى القيام بإشهار مسبق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اشهار مسبق‪:‬‬

‫من اجل إخبار المواطنين بالبيع المزمع اجراءه‪ ،‬و اطالع الراغبين في اقتناء المحجوزات عن‬
‫طريق الشراء‪ ،‬و إعداد الظروف المساعدة على بيع االمتعة المحجوزة‪ ،‬بثمن يستفيد منه الدائن‬
‫الحاجز و المحجوز ع ليه في ان واحد‪ ،‬اجاز المشرع تحقيقا لهذه االهداف‪ ،‬اتخاذ كل وسائل‬
‫االشهار المناسبة مع اهمية الحجز‪.70‬‬

‫و استنادا للنصوص القانونية المتعلقة باإلخبار واالشهار‪ ،71‬باإلضافة الى المقتضيات السابقة و‬
‫القرارات القضائية التي يوضح البعض منها ان الشهر واجب "حتى يتمكن الراغبون في الشراء‬

‫‪ 69‬المادة ‪ 392‬من مجلة المرافعات المدنية و التجارية بتونس و المادة ‪ 353‬من قانون المرافعات المدنية التجارية بمصر‪.‬‬
‫‪ 70‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 63‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع و كذا الشطر االخير من المادة ‪ 463‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ 71‬المادة ‪ 5‬من الظهير المؤرخ في ‪ 26-4-1919‬المتعلق بالبيوعات العمومية للمنقوالت‪ ،‬اورده احمد جواهري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬و المادتين ‪ 463‬و ‪ 464‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫من االستعداد له‪ ،72‬يجوز لإلدارة المكلفة بالتحصيل‪ ،‬ان تقوم بإشهار موسع‪ ،‬و منتج يعبر عن‬
‫قيمة الشيء المحجوز‪ ،‬و يغري باالشتراك في المزاد العلني مستخدمة في ذلك سائر الوسائل‬
‫المتاحة من لصق و نشر‪.‬‬

‫‪ ‬عملية اللصق‪ :‬تلجأ مصالح الخزينة العامة من قباضات و خزائن جهوية و اقليمية الى‬
‫لصق وتثبيت المطبوعات المتضمنة إلعالن البيع على ابواب االمكنة و المحالت الني‬
‫توجد فيها تلك المحجوزات‪ ،‬و الى تعليقها على الباب الرئيسي للمحكمة و بمقررات‬
‫السلطة المحلية و الجماعات الحضرية و القروية و في السوق االكثر قربا‪ ،‬و الذي تباع‬
‫فيه المحجوزات و في جميع االمكنة التي تظهر ان االشهار بها ناجع و فعال‪.73‬‬
‫‪ ‬عملية النشر ‪ :‬ال تقتصر مصالح الخزينة العامة بالمملكة على عملية اللصق‪ ،‬بل تلجأ الى‬
‫نشر االعالن عن البيع بواسطة اية محكمة تتولى إجراءات المزايدة‪ ،‬ثم تعمد الى نشر‬
‫نفس االعالن على نفقتها بجرائد يومية واسعة االنتشار‪ ،74‬تدعيما لدور المحكمة‪.‬‬

‫و معنى هذا القيام بالبيع يتطلب إشهارا واسعا و إعالنا مكثفا عن طريق الصحف و وسائل االعالم‬
‫المختلفة‪ ،‬مع الحرص على ان يكون المطبوع المعد للصق او النشر موضحا يوم البيع و ساعته و‬
‫مكانه و نوع االشياء المحجوزة ووصفها باإلجمال‪.75‬‬

‫و إذا حدث عائق حال دون إجراء البيع في اليوم و الساعة المحددين باإلعالن‪ ،‬تعين تجديد‬
‫االشهار السابق‪ ،‬رغم سكوت المشرع عن ذلك‪ ،‬بنفس الوسائل‪ ،‬و بنفس االماكن المعلن عنها في‬
‫السابق تعريفا بالبيع المقبل‪ ،‬و اشهارا بتاريخ و مكان اجرائه‪ ،‬و بساعة الشروع فيه‪ .‬فضال عن‬
‫التذكير بالمنقوالت المحجوزة بإيجاز‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مرحلة حصر المنقوالت و التأكد من وجودها‪:‬‬

‫إذا كان المشرع الفرنسي قد نص على ان بإمكان العون القضائي ان يصور عند االقتضاء‬
‫االشياء المحجوزة و يحتفظ بصورها ليستعين بها‪ ،76‬باإلضافة الى محضر الحجز‪ ،‬في التحقق‬

‫‪ 72‬االمر رقم ‪ 179‬الصادر عن المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ ‪ 26-3-2001‬في الملف عدد ‪ ،3/126/2000‬مجلة القصر عدد ‪ 9‬ص ‪.201‬‬
‫‪ 73‬و هو ما نجده منصوص عليه في الفقرة االولى من المادة ‪ 396‬من مجلة المرافعات المدنية و التجارية بتونس‪.‬‬
‫‪ 74‬كانت الخزينة العامة للمملكة تعتمد فيما سبق على النشر الذي تقوم به المحكمة اال انها بعد ان اكتشفت تقصير هذه االخيرة في القيام بتلك العملية على‬
‫الوج ه المطلوب عمدت مؤخرا الى ممارسة نشر اعالنات البيع بجرائد واسعة االنتشار كجريدة الصباح و الحياة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ 75‬احمد جواهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪210‬‬
‫‪ 76‬المادة ‪ 90‬من المرسوم الفرنسي رقم ‪ 755-92‬الصادر بتاريخ ‪ ،1992-7-31‬اورده احمد جواهري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫من تلك المحجوزات‪ ،‬و في التأكد من نقصانها و اتالفها‪ ،77‬او وجودها كاملة حين اقتراب اجل‬
‫بيعها‪ ،‬فإن المشرع المغربي لم يشر لهذه االمكانية في مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬و لكنه‬
‫اقتصر في المادة ‪ 462‬من ق‪.‬م‪.‬م على توضيح ان بيع االشياء المحجوزة‪ ،‬يتم " بعد حصرها‬
‫ووصفها بالمزاد العلني"‪ ،‬بمعنى ان إعادة إحصاء االشياء التي تناولها الحجز بالضبط‪ ،‬هو خطوة‬
‫سابقة على عملية البيع‪ ،‬وشكلية لتبيان الوصف الذي يفيد ان سائر المنقوالت و االمتعة المحددة‬
‫في المحضر االول‪ ،‬لو تكن عرضة ألي اختالس او نقصان‪ ،78‬و هو ما يسهر مأمور التبليغ و‬
‫التنفيذ للخزينة على القيام به مؤازرا بالحارس الذي انيطت به حراسة تلك المحجوزات‪ ،‬و الذي‬
‫يعتبر مسؤوال عن كل خطأ يصدر منه أثناء الحراسة‪ ،‬حيث ان الهدف من تعيين الحارس هو‬
‫تفادي اختالس او استبدال او استبدال او سرقة او اتالف االشياء المحجوزة و المحافظة عليها‬
‫على الشكل و الصفة التي وجدها عليها عون التنفيذ عند ايقاع الحجز عليها‪ ،‬و ذلك تحت‬
‫مسؤوليته‪.79‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فيجب عليه ان يجعلها رهن اشارة ذلك المأمور‪ ،‬ليتمكن من إعادة حصرها و‬
‫مراقبتها و إظهار حالتها‪ ،‬و ما قد يكون ناقصا منها‪.‬‬

‫عموما‪ ،‬يبقى الهدف من ذلك هو‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد مسؤولية الحارس و الطرف الحاجز‪.‬‬


‫‪ ‬عدم بيع منقوالت غير محجوزة و عائدة للمدين‪.‬‬
‫‪ ‬عدم افالت اشياء محجوزة من عملية البيع‪.‬‬
‫‪ ‬جعل المشتري يتلقى ملكية المنقوالت المحجوزة بصورة سلمية و خالية من كل انتقاد‪،‬‬
‫عن طريق المزاد العلني‪.‬‬

‫و المالحظ هو ان اي نقص في المحجوزات ينكشف في المحجوزات بواسطة محظر الجرد او‬


‫عن طريق محظر التأكد من حالتها‪ ،‬يوجب على المأمور ان يبلغه الى المحاسب و لرئيس‬
‫االدارة ليبادرا‪ ،‬على وجه السرعة‪ ،‬الى ممارسة المسطرة الواجبة االتباع في مواجهة الحارس‪،‬‬

‫‪ 77‬المادة ‪ 113‬من المرسوم الفرنسي رقم ‪ 755-92‬الصادر بتاريخ ‪ 1992-7-31‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 78‬ادوليف ريولط‪ :‬تعريب ادريس ملين‪:‬قانون المسطرة المدنية في شروح‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث و الدراسات القضائية‪ ،‬سنة ‪ ،1996‬ص ‪378‬‬
‫‪ 79‬الفصل ‪ 456‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫او غيره ممن كان مسؤوال عن الضرر او النقص الحاصل في تلك المنقوالت التي تم حجزها و‬
‫ضبطها‪ ،‬و التي يتعين بمجرد توفر االوضاع السابقة‪ ،‬إنجاز بيعها‪.‬‬

‫ب‪ .‬إنجاز البيع‪:‬‬

‫ان الحديث عن كيفية انجاز البيع ال يتطلب منا توفر فقط اعمال تمهيدية من ترخيص و تبليغ و‬
‫إشهار و خبرة‪ ،80‬و إعادة إحصاء منقوالت محجوزة‪ ،‬بل يستوجب إيضاح من يتكلف به و مكان‬
‫إجرائه‪ ،‬كما يستلزم اتباع بعض االجراءات لضمان توزيع ثمن البيع‪.‬‬

‫اوال‪ :‬االشخاص المكلفون بالبيع و مكان اجرائه‪:‬‬

‫بالرجوع الى ظهير ‪ 21-8-1935‬يتجلى ان بيع المنقوالت المحجوزة كان مناطا بالجباة‬
‫واعوانهم‪ ،81‬او بمن يقوم مقامهم‪ 82‬في حالة التنفيذ بمكان يبعد عن محل القباضة‪ ،‬ولم يكن هناك‬
‫أي نص يحظر او يبيح للمدين المحجوز عليه امكانية بيع المنقوالت بنفسه‪ ،‬لكن مشرع مدونة‬
‫تحصيل الديون العمومية‪ ،‬تأثرا منه بالقانون الفرنسي الذي ينص على بيع حبي‪،83‬لم يجعل البيع‬
‫مقتصرا على المحاسب‪ ،‬او على من يتولى التنفيذ لحسابه‪ ،‬بل خول للمدين المنفذ عليه‪ ،‬على وجه‬
‫االستثناء‪ ،84‬إمكانية إجراء البيع بنفسه‪ ،‬و هو مستجد من مستجدات المدونة المذكورة‪ ،‬ومزية‬
‫تنضاف الى الضمانات المعطاة للملزم في ميدان التحصيل الجبري ‪،‬وتبعا لهذا الجديد‪ ،‬يكون من‬
‫المفيد ان نشير بإيجاز الى البيع المجرى من طرف المحاسب و من يقوم مقامه‪ ،‬و نلمح الى البيع‬
‫المنجز من طرف المدين نفسه‪ ،‬هذا باإلضافة الى مكان إجراء البيع‪.‬‬

‫أ‪ .‬البيع المجرى من طرف المحاسب‪:‬‬

‫القاعدة العامة ان يتم البيع الجبري من طرف المحاسب المكلف بالتحصيل‪ ،‬او لحسابه من طرف‬
‫مأمور التبليغ و التنفيذ او أعوان كتابة الضبط بالمحاكم او االعوان القضائيين بطلب من‬

‫‪ 80‬يستطيع القابض او اي مكلف بالتحصيل اذا ما كان يجهل قيمة منقول محجوز حجزتا تنفيذيا‪ ،‬ان يتوصل الى القيمة المقدرة لهذا المنقول بمعرفة الخبير‬
‫تكون هي الحد االدنى المطلوب‪ ،‬و في ذلك تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 59‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع بقولها‪" :‬يمكن بعد موافقة الملزم إجراء خبرة حسب ما تفرضه‬
‫طبيعة الشيء المحجوز من اجل تقدير قيمته و ذلك طبقا لمدونة المسطرة المدنية"‪.‬‬
‫‪ 81‬كانت المادة ‪ 45‬من هذا الظهير تنص على ما يلي‪ " :‬يجب اجراء بيع المنقوالت على يد الجباة و اعوان المتابعات لمصلحة التحصيل في جميع المراكز‬
‫الخالية من مكتب الضبط"‪.‬‬
‫‪ 82‬المادة ‪ 49‬من الظهير‪ 1935-21-8‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 83‬المواد ‪ 107‬و ‪ 109‬من المرسوم رقم ‪ 22-755‬بتاريخ ‪ 31-7-1992‬الفرنسي السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 84‬بدليل ان المادة ‪ 61‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع مستهلة بهذه العبارة " استثناء من احكام المادة السابقة"‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫في اي‬ ‫‪86‬‬


‫المحاسب‪ ،‬بحضور السلطة االدارية المحلية او من يمثلها‪ ،85‬عن طريق المزاد العلني‬
‫مكان يمكن الحصول فيه على احسن نتيجة ممكنة‪.‬‬

‫و يستفاد من مقتضيات الفقرة االولى من المادة ‪ 60‬التي حلت محل المادة ‪ 45‬من ظهير ‪-21‬‬
‫‪ 1935-8‬ان بيع المنقوالت المحجوزة‪ ،‬يجب انجازه من طرف المحاسب او ممن يقوم مقامه‪،‬‬
‫لكن بحضور السلطة المحلية او من يمثلها الذي هو حضور استلزمته الغبة المشرع في توطيد‬
‫االمن‪ ،‬وتعزيز االستقرار الذي يجب ان يسود عملية البيع بدءا و انتهاء‪.‬‬

‫و من المستجدات الي تميز مدونة تحصيل الديون العمومية عن ظهير‪ ،1935-8-21‬نصها‬


‫عند الشروع في عملية المزايدة‪ ،‬على تمتيع المحجوز عليه بإمكانية بيع تلك المحجوزات وفق‬
‫مشيئته‪ ،‬و حسب الطريقة التي يرى فيها إرضاء لطلبه‪ ،‬عمال بما ورد في الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 60‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع التي تنص على ان تعرض االشياء المحجوزة للبيع حسب الترتيب الذي يرغب‬
‫فيه صراحة المدين‪.‬‬

‫عموما ‪ ،‬يجب على العون المكلف بالتنفيذ الحضور في المكان الذي تم تحديده قبل الساعة‬
‫المقررة لذلك‪ ،‬كما يجب عليه ان يتقيد بالتعليمات المصلحية التالية‪:‬‬

‫ان يكون مرفوقا بحسب االحوال اما بالسلطة االدارية او بالقوة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ان يشرع بداية في تهيئ الئحة بأسماء المتزايدين بناء على بطاقات تعريفهم الوطنية‪ ،‬وان‬ ‫‪‬‬
‫يحيطهم علما بالكيفية الي سيتم بها الوفاء‪ ،‬هل بواسطة النقود ام عن طريق الشيك‪.‬‬
‫ان يقوم بتنبيه المتزايد بما يترتب من نتائج قضائية عن كل اتفاق محتمل الوقوع من شأنه‬ ‫‪‬‬
‫االخالل بشرعية المزاد العلني‪.‬‬
‫ان يعلن بصوت مرتفع عن الثمن االفتتاحي للبيع الذي تم تحديده من طرفه او من طرف‬ ‫‪‬‬
‫الخبير و تحت إشراف و مراقبة القابض‪.‬‬
‫ان يطرح المحجوزات الى التزايد‪ ،‬و يعمل على تسجيل االثمنة المعلن عنها من طرف‬ ‫‪‬‬
‫المتزايدين تدريجيا‪ ،‬و يعيد المناداة على اخر ثمن ثالث مرات متتالية الى ان يتبين بان‬
‫ليس هناك اي عرض اضافي‪ ،‬فينطق بالعبارة التالية‪ ":‬لزمه الشيء" او "رست على‬

‫‪ 85‬المادة ‪ 60‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬


‫‪ 86‬يعتبر البيع عن طريق المزاد العلني نوعا من انواع البيوعات ال خاصة التي تخضع ألحكام معينة تنظم اجراءاتها و شروط تطبيقها‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫فالن"‪ .‬و يرسي عون التنفيذ المزاد على اخر مزايد الذي قدم أكبر عرض و يؤدي الثمن‬
‫على الفور‪ ،‬اما نقدا او بواسطة شيك معتمد‪ ،‬وتسليم المنقوالت للمشتري رهين بأداء‬
‫‪87‬‬
‫الثمن‪.‬‬
‫ب‪ .‬البيع المجرى من طرف المحجوز عليه‪:‬‬

‫من مستجدات مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬و من دالئل اختالف مقتضيات البيع الواردة بهذه‬
‫المدونة عن مثيلتها المدرجة بقانون المسطرة المدنية‪ ،‬و من مظاهر تغيير ثقافة الجباية‪ ،‬و تحسين‬
‫عالقة الملزم با لخزينة في اصعب مراحل التنفيذ‪ ،‬ان المدونة المذكورة قد خولت للملزم المحجوز‬
‫عليه حق بيع المحجوزات بنفسه لتسديد ما ترتب عليه من ديون‪ ،88‬و حاولت اشراكه في عمل‬
‫تنفيذي تلطيفا النعكاساته النفسية‪ ،‬و ارضاء له في هذا الصدد‪.‬‬

‫و قد عبر المشرع عن هذه االمكانية في الفصل ‪ 8961‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع الذي يستبين ان فسح المجال‬
‫امام المحجوز عليه‪ ،‬ليمارس البيع بنفسه ليس قاعدة‪ ،‬بل هو استثناء و ليس مطلقا‪ ،‬بل هو مقيد‬
‫بشروط‪.‬‬

‫و تبعا لهذا يكون المحجوز عليه‪ ،‬إن رغب في االستفادة من تلك االمكانية ملزما باتخاذ ما يلي‪:90‬‬

‫‪ .1‬تقديم طلب في الموضوع الى رئيس االدارة قبل تاريخ اجراء البيع‪ ،‬ز اذا حدث ان سلم‬
‫المحجوز عليه طلبه الى المحاسب‪ ،‬فإن هذا االخير يدرسه و يذيله برأيه و يوجهه توا الى‬
‫رئيسه االداري من خازن جهوي او اقليمي او خازن عمالة‪ ،‬ليتخذ بشأنه قرارا قد يكون‬
‫رفضا و قد يكون ترخيصا‪.‬‬
‫‪ .2‬ان يصدر عن رئيس االدارة ترخيص يأذن للمحجوز عليه بإجراء البيع بنفسه‪.‬‬
‫‪ .3‬ان يقوم ببيع المحجوزات خالل اجل ‪ 30‬يوما من تاريخ توصله بالترخيص‪.‬‬

‫و في نفص الصدد‪ ،‬يبدو من فقرات المادة ‪ 61‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع ان دور المدين في البيع‪ ،‬ما دامت‬
‫الشروط السابقة قائمة لم ينته بعد‪ ،‬وان مواصلة التنفيذ من طرفه لتحصيل المبلغ الباقي‪ ،‬تبقى من‬

‫‪ 87‬عبد الرزاق شعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.106-105‬‬


‫‪ 88‬تقرير لجنة المالية و التنمية االقتصادية حول مشروع قانون رقم ‪ 15-97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪-‬مجلس النواب الوالية التشريعية ‪-1997‬‬
‫‪ 2002‬ص ‪.8‬‬
‫‪ 89‬الفقرة االولى من الفصل ‪ 61‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع تنص على ما يلي‪" :‬استثناء من احكام المادة السابقة‪ ،‬يمكن للمدين المحجوز عليه‪،‬بطلب منه‪ ،‬و بترخيص من‬
‫رئيس االدارة التابع لها المحاسب بالتحصيل ان يبيع االمتعة المحجوزة بنفسه و يخول له القيام بذلك في اجل ‪ 30‬يوما من تاريخ الترخيص الممنوح له"‪.‬‬
‫‪ 90‬احمد جواهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬

‫‪40‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫اختصاصه‪ ،‬اال اذا تنازل عنه لفائدة مأمور التبليغ و التنفيذ او حل االجل الممنوح له‪ ،‬و لم ينجز‬
‫اي بيع‪.91‬‬

‫و سواء تم البيع من طرف المحاسب او من طرف المدين‪ ،‬فال بد من اختيار محل تتم فيه المزايدة‬
‫يسمى مكان البيع‬

‫ت‪ .‬مكان اجراء البيع‪:‬‬

‫يجرى بي ع المنقوالت المحجوزة اما "في اقرب سوق عمومي او في اي مكان يتوقع الحصول‬
‫فيه على احسن نتيجة"‪ ،92‬كما يمكن ان يتم " في المكان الذي توجد فيه االشياء المحجوزة او في‬
‫قاعة البيوعات‪ ،"93‬في اليوم و الساعة اللذين حددهما المحاسب او مأمور التبليغ و التنفيذ للخزينة‬
‫بمحضر الحجز‪.‬‬

‫ويمكن القول‪ ،‬ان افضل مكان إلجراء البيع هو المحل االقرب من القباضة الحاجزة‪ ،‬او من‬
‫مكان الحجز‪ ،‬لتجنب كثرة النفقات التي تستلزمها عملية نقل المنقوالت من مكان الى اخر‪ ،‬و ما‬
‫قد يصاحب هذه العملية من ضياع مضر بالحاجز و المحجوز عليه‪ ،‬فضال عن اضافة مصاريف‬
‫ترتب على عاتق الملزم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توزيع ثمن البيع‪:‬‬

‫كقاعدة عامة للدائن الحق في اقتضاء دينه من المنتوج المتحصل عليه عن طريق بيع‬
‫المنقوالت المحجوزة طرفه‪ ،‬لكن قد يحصل أن يتدخل دائن آخر في عملية الحجز أو يتعرض‬
‫على ذلك لكي يحفظ حقه في الحصول على دينه بعد البيع‪ ،‬وفي هذه الحالة يختلف االمر بحسب‬
‫‪94‬‬
‫ما إذا تعلق االمر بدائن ممتاز أو دائن عادي‪.‬‬

‫‪ 91‬تنص الفقرة الخيرة من المادة ‪ 61‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع التي ال نظير لها في ظهير ‪ 1935-8-21‬على ما يلي‪ " :‬اذا لم يتم البيع من طرف المدين في االجل‬
‫المحدد يتم اجراؤه وفق الشروط المنصوص عليها في المواد ‪ 62‬الى ‪ 64‬ادناه"‪.‬‬
‫‪ 92‬الفقرة االولى من المادة ‪ 63‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع التي حلت محل المادة ‪ 47‬من ظهير ‪ ، 1935-8-21‬و التي يتشابه مضمونها مع محتوى المادة ‪ 463‬من ق‪.‬م‪.‬م‬
‫التي حلت بدورها محل المادة ‪ 332‬من ق‪.‬م‪.‬م القديم لسنة ‪.1913‬‬
‫‪ 93‬المادة ‪ 110‬من المرسوم الفرنسي رقم ‪ 755-92‬المؤرخ في ‪.1992-7-31‬‬
‫‪ 94‬عبد الرزاق شعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬

‫‪41‬‬
‫البند االول‪ :‬في حالة عدم وجود دائنين متعرضين‪:‬‬

‫اذا كانت الخزينة العامة وحدها دائنا حاجزا‪ ،‬فإنها تتسلم مبلغ الدين من الثمن اي منتوج البيع‬
‫إن كان كافيا‪ ،‬ويدفع المحاسب الباقي بعد خصم المصاريف والزيادات المحتملة الى المدين ‪.‬‬
‫وإذا لم يكن المنتوج كافيا‪ ،‬يأخذها لدائن وينتظر ظهور مبالغ جديدة عائدة الى المدين‪.‬‬

‫و يمكن ان نجمل هذه الحالة في ثالث صور اساسية‪:‬‬

‫الصورة االولى‪ :‬منتوج البيع اقل من مبلغ الدين العمومي‪:‬‬

‫هذه الحالة تنظمها المقتضيات الواردة بالمذكرة التفسيرية لمدونة التحصيل‪ ،‬حيث يتعين على‬
‫المأمور التابع للخزينة‪ ،‬الذي تابع سير مسطرة البيع‪ ،‬دفع منتوج البيع لصندوق المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل‪ ،‬الذي يجب ان يقوم بإدراج ما قبضه في الجدول الضريبي و يمنح للمدين و صال عن‬
‫المبلغ المدفوع مقيدا بأحكام المادة ‪ 27‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع المتعلقة باألداءات الجزئية‪.‬‬

‫الصورة الثانية‪ :‬منتوج البيع مساو للمبالغ الواجبة على المدين‪:‬‬

‫في هذه الحالة‪ ،‬يتعين على المأمور الذي تولى تسيير مسطرة البيع‪ ،‬و بعد ان يتسلم ثمن بيع‬
‫المنقوالت المحجوزة العائدة للمدين‪ ،‬ان يدفع المبلغ بكامله الى صندوق المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل‪ ،‬والذي يدرج ما قبضه على الجداول المتضمنة للديون العمومية ويسلم وصال او‬
‫تصريحا بالدفع الى المدين‪.‬‬

‫الصورة الثالثة‪ :‬منتوج البيع يتجاوز مبلغ الدين المستحق‪:‬‬

‫في هذه الحالة‪ ،‬يرد المحاسب المكلف بالتحصيل الى المدين المحجوز عليه ما تبقى من ثمن‬
‫البيع بعد خصم الدين المستحق و المصاريف و الزيادات المحتملة‪ ،‬و يوقع المدين على محضر‬
‫البيع باالستالم‪.‬‬

‫البند الثاني‪ :‬في حالة وجود دائنين متعرضين‪:‬‬

‫في هذه الحالة‪ ،‬يختلف تطبيق مسطرة التوزيع حسب ما إذا كان الدائنون المتعرضون ممتازون‬
‫ام عاديون‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫الحالة االولى‪ :‬الدائنون المتعرضون العاديون‪:‬‬

‫إذا تزاحم مع الخزينة العامة صاحبة االمتياز بمقتضى المادة ‪ 115‬و ما يليها من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‬
‫دائنون متعرضون عاديون‪ ،‬يتعين على مأمور التبليغ و التنفيذ التابع للخزينة‪ ،‬و بعد ان يكون‬
‫الدائنون العاديون قد عبروا عن موقفهم عن التوزيع داخل االجل القانوني "‪ 30‬يوما" ‪ ،‬ان يقطع‬
‫من محصول البيع المبالغ المستحقة للخزينة‪ ،‬يدفعها في صندوق المكلف بالتحصيل‪ ،‬و يمنح‬
‫للمدين وصال بالدفع‪ ،‬و يودع البلقي بصندوق المحكمة المشرفة على التنفيذ لكي يقوم بتوزيعه‬
‫على باقي الدائنين مع اخبار هؤالء الدائنين باإليداع‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ : :‬الدائنون المتعرضون الممتازون‪:‬‬

‫في الحالة التي يتزاحم فيها مع الخزينة دائنون ممتازون من بين الدائنين المتعرضين‪ ،‬يجب‬
‫على مأمور الخزينة إيداع منتوج البيع بصندوق المحكمة االبتدائية المختصة‪ ،‬و يخبر الدائنين‬
‫المعنيين باإل يداع‪ ،‬بعد ذلك تقوم المحكمة بتوزيع المبالغ المودعة لديها بين الخزينة و الدائنين‬
‫‪95‬‬
‫على اساس امتياز كل منهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المساطر الخاصة و االكراه البدني في التحصيل الجبري للديون العمومية‪:‬‬

‫نظم المشرع بعض المساطر الخاصة لتحصيل الديون العمومية عن طريق الحجز والبيع‪،‬‬
‫وذلك لخصوصية موضوع التنفيذ‪ ،‬كما لو تعلق االمر بالحجز على العقارات أو السفن أو‬
‫‪ ،‬لكن تبقى كلها في إطار الحجز‬ ‫‪96‬‬
‫االصول التجارية‪ ،‬لكونها تتميز بشروط وإجراءات خاصة‬
‫والبيع كدرجة من درجات التحصيل الجبري‪ ،‬ويبقى االكراه البدني آخر وسيلة إلجبار المدين‬
‫ألداء ما بذمته من ديون عمومية‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬المساطر الخاصة في تحصيل الديون العمومية‪:‬‬

‫من الدعاوى التي يتأتى للمحاسب ان يعد وسائل الدفاع بشكل ميسور‪ ،‬و يسهل عليه فيها ممارسة‬
‫إجراءاته االثباتية‪ ،‬طلب التنفيذ على االصول التجارية‪ ،‬و التنفيذ على السفن‪ ،‬و كذا على العقار‪.‬‬

‫‪ 95‬بالنسبة لمراتب االمتياز فهي محددة في المادة ‪1243‬من قانون االلتزامات و العقود‪.‬‬
‫‪ 96‬تنص المادة ‪ 67‬من م ‪.‬ت‪ .‬د‪ .‬ع على أنه"‪ ...‬يتم حجز العقارات وبيعها من طرف أعوان التبليغات و التنفيذات القضائية طبقا الحكام الظهير بمثابة قانون‬
‫بتاريخ ‪ 47 11‬رمضان (‪ 28‬شتنبر ‪ ) 1974‬بالمصادقة على قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫و تبعا لخصوصية هذه الفقرة‪ ،‬ولرغبة في التعرف على كيفية التنفيذ في الطلبات او الدعاوى التي‬
‫هي من مشموالتها‪ ،‬نرى معالجتها من خالل التطرق لثالثة مظاهر او دعاوى على سبيل المثال‬
‫و بالتالي تقسيمه الى ثالث بنود‪:‬‬

‫‪ ‬البند االول‪ :‬طلب التنفيذ على االصل التجاري‪.‬‬


‫‪ ‬البند الثاني‪ :‬طلب التنفيذ على السفن‪.‬‬
‫‪ ‬البند الثالث‪ :‬طلب التنفيذ على العقار‪.‬‬

‫‪ ‬البند االول‪ :‬طلب التنفيذ على االصل التجاري‪.‬‬

‫عرف مشرع مدونة التجارة االصل التجاري و حدده بأنه "مال منقول معنوي يشمل جميع‬
‫االموال المنقولة المخصصة لممارسة نشاط تجاري او عدة أنشطة تجارية"‪ ،97‬لكن هناك من انتقد‬
‫خروج المشرع عن المألوف و اعتبره خوصا في مجال يترك عادة للفقه‪ ،98‬و ظاهرة جديدة في‬
‫‪99‬‬
‫التشريع المغربي يستحسن عدم اللجوء اليها‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فاألصل التجاري يبقى متميزا بكونه ماال منقوال معنويا‪ ،‬مخصصا الستثمار مهنة‬
‫تجارية‪ ،‬و يعتبر جزءا من الذمة المالية للمدين‪ ،‬و يشكل بالنسبة للدائن ماال مؤمنا لحقه‪.‬‬

‫و منه ‪ ،‬فالتنفيذ على االصل التجاري في ميدان تحصيل الديون العمومية يتميز بخصوصية ال‬
‫نظير لها في ميدان تحصيل ديون الخواص‪ ،‬و يقتضي‪ ،‬توضيحا لتلك الخصوصية‪ ،‬اال يتم اللجوء‬
‫الى القضاء لحجزه‪ ،‬بل يعتمد المحاسب المكلف بالتحصيل على ما يخوله له المشرع من إمكانية‬
‫حجزه حجزا مباشرا او اداريا‪ ،‬و طلب ترخيص بيعه بيعا قضائيا‪ ،‬اي ان المحاسب يسلك من‬
‫اجل التنفيذ على االصل اتجاري مرحلتين‪ :‬مرحلة ادارية يقوم فيها بحجزه حجزا اداريا‪ ،‬ومرحلة‬
‫قضائية يلتمس فيها من المحكمة ان تحكم له ببيعه‪.‬‬

‫‪ 97‬راجع المادة ‪ 79‬من مدونة التجارة‪.‬‬


‫‪ 98‬عبد العزيز توفيق‪ ،‬عناصر االصل التجاري‪ ،‬مجلة المحامون‪ ،‬نقابة اسفي العدد ‪ 6‬السنة ‪ ،1998‬ص ‪67‬‬
‫‪ 99‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري المغربي الجديد‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة االولى ‪،1999‬ص ‪.54‬‬

‫‪44‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫أ‪ .‬المرحلة غير القضائية في حجز االصل التجاري‪:‬‬

‫ان حجز االصول التجارية في ميدان تحصيل الديون العمومية ال يتطلب تدخل القضاء‪ ،‬و ال‬
‫يتوقف على حكم قضائي‪ ،‬بل يظل هذا النوع من الحجز محتفظا بطابعه االداري‪ ،‬و خاضعا‬
‫للمسطرة المتبعة من طرف المحاسبين العموميين‪ ،‬عمال بأحكام المواد ‪ 44‬الى ‪ 57‬و بمقتضيات‬
‫المادة ‪ 68‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع التي كانت تنص على ان "يتم تنفيذ حجز االصول التجارية و بيعها وفق‬
‫الشروط و االشكال المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 15-95‬المتعلق بمدونة التجارة‪.‬‬

‫و يبدو من خالل قراءة المادة ‪ 68‬السالفة الذكر قبل تعديلها‪ ،‬ان هناك التباس بسيط كان ينجم‬
‫عن خطأ غير متعمد في إعمال العبارة االولى منها "يتم تنفيذ حجز االصول التجارية و بيعها" و‬
‫عن عدم تتبعها بكيفية مدققة قراءة و تفسيرا‪ ،‬و بالتالي‪ ،‬ادى هذا الى تعديل المادة ‪ 68‬التي‬
‫اصبحت تنص على ان " يتم حجز االصول التجارية طبقا ألحكام الفقرة الثالثة من المادة ‪445‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م من لدن مأموري التبليغ و التنفيذ التابعين للخزينة تنفيذا للترخيص المشار اليه في‬
‫المادة ‪ 37‬اعاله‪ ،‬بناء على طلب من المحاسب المكلف بالتحصيل‪.‬‬

‫ينفذ بيع االصول التجارية وفق الشروط و االشكال المنصوص عليها في القانون رقم ‪15-95‬‬
‫المتعلق بمدونة التجارة"‪.‬‬

‫و من الجلي‪ ،‬ان هذه المادة بصيغتها الحالية اصبحت واضحة و بعيدة عن اي ابهام‪ ،‬و دالة‬
‫داللة قوية على ان المرحلة االدارية لحجز االصول ينهض بها االعوان المنتمون لإلدارة‬
‫المكلفون بالتحصيل‪ ،‬و ان مرحلة البيع القضائي تتم وفق مقتضيات مدونة التجارة‪.‬‬

‫يتم حجز عناصر االصل التجاري كليا أو جزئيا وفق مقتضيات الفقرة الثالثة من الفصل ‪455‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬فقبل مباشرة إجراءات الحجز من طرف مأمور التبليغ والتنفيذ التابع للخزينة يتعين‬
‫عليه‪:‬‬

‫‪ ‬اتخاذ اجراءات تمهيدية قبل الحجز‪:‬‬

‫و ذلك عب ر مراقبة وثائق الملف االداري المتعلقة بالملزم و الذي يراد التنفيذ على اصله‬
‫التجاري‪ ،‬و كذا مراجعة كل االجراءات السابقة الحجز‪ ،‬إذ يتحقق من ارسال اشعار بدون صائر‬
‫و يتأكد من سالمة التبليغ لإلنذار القانوني‪ ،‬حتى ال يحكم بإبطاله او بإلغاء مسطرة التحصيل‪ ،‬و‬

‫‪45‬‬
‫حتى ال يكون في حالة تقديم طلب البيع‪ ،‬عرضة لالحتجاج عله بمقتضيات المادة ‪ 114‬من م‪.‬ت‬
‫التي تجيز لطالب التنفيذ ان يستصدر حكما ببيع االصل التجاري‪ ،‬بعد انصرام ثمانية ايم على‬
‫اشعار المدين او الحائز بتسديد الدين‪ ،‬و بقاء االنذار بعد هذه المدة عديم الفعالية‪ ،‬لذلك يجوز‬
‫انذا ره بضرورة اداء ما عليه من ديون بجميع الوسائل‪ ،‬ولو بمحرر مضمون الوصول عمال‬
‫بالمادة ‪ 255‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫يسعى المحاسب‪ ،‬فضال عما سبق‪ ،‬الى ان يكون السند التنفيذي المتعلق بالملزم واجب التنفيذ‪،‬‬
‫و ان يكون الدين المسجل به حال االداء‪ ،‬كما يحرص‪ ،‬قبل الشروع في الحجز‪ ،‬على االتصال‬
‫بالمحكمة الماسكة للسجل التجاري الستقاء المعلومات المؤكدة لهوية الملزم‪ ،‬و الحصول على‬
‫المعلومات التي تؤكد خضوع االصل التجاري او عدم خضوعه له‪.‬‬

‫‪ ‬اجراء الحجز‪:‬‬

‫ينجز حجز االصول التجارية وفق ما تنص قواعد تحصيل الديون العمومية‪ ،‬و ما تقضي به‬
‫االصول الع امة الواردة بقانون المسطرة المدنية‪ ،‬و المتعلقة بحجز المنقول الموجود بمحل الملزم‪،‬‬
‫و يتم في حالة بقاء االنذار الموجه الى المدين بدون جدوى‪ ،100‬او في حالة ما " إذا أصر اثناء‬
‫الحجز على رفض اداء ما بذمته‪ ،101‬بإعداد محضر ‪ Procès-verbal‬من طرف مأمور التبليغ‬
‫و التنفيذ للخزينة‪.‬‬

‫و حتى يشكل المحضر سندا كتابيا مقنعا للمحاكم‪ ،‬و تضفى عليه الحجية الثبوتية التي ينبغي ان‬
‫تكون موثوقا بها فيما اشتمل عليه من بيانات‪ ،‬ومعلومات يشهد بصحتها موظف قام بتدوينها‪،‬‬
‫يجب ان يعد بكثير من العناية و االهتمام‪ ،‬ويحرر وفقا للمعطيات القانونية المتطلبة في كل‬
‫محضر على حدة‪ ،‬ألن حجيته ال تقتصر على ماله من مصداق تجاه االغيار‪ ،‬بل تمتد الى اعتباره‬
‫في إطار عملية التحصيل الجبري للديون العمومية سندا تنفيذيا و في طلبات بيع االصول التجارية‬
‫شرطا الزما‪ ،102‬كما اكد على ذلك القضاء‪.103‬‬

‫‪ 100‬راجع المادة ‪ 114‬من م‪.‬ت‪ .‬التي تنص على التالي‪ " :‬ي جوز للبائع وللدائن المرتهن المقيد دينهما على األصل التجاري أن يحصال أيضا على األمر‬
‫ببيع األصل التجاري الذي يضمن ما لهما من ديون وذلك من بعد ثمانية أيام من إنذار بالدفع بقي بدون جدوى بعد توجيهه للمدين أو لحائز األصل عند‬
‫االقتضاء‪ .‬يرفع الطلب إلى المحكمة التي يستغل بدائرتها األصل التجاري والتي تبت طبقا لمقتضيات الفقرتين األخيرتين من المادة السابقة‪.‬‬
‫‪ 101‬راجع المادة ‪ 49‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ 102‬احمد جواهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪ 103‬الحكم عدد ‪ 401‬الصادر عن المحكمة التجارية بفاس بتاريخ ‪ 2003-10-7‬في الملف رقم ‪ 4/2003/52‬مجلة المعيار عدد ‪ 30‬ص ‪.330‬‬

‫‪46‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫‪ ‬تعيين الحارس‪:‬‬

‫الحراسة هي االجراء الذي يتخذ بعد ايقاع حجز‪ ،‬درءا لما قد يصدر عن المحجوز عليه من‬
‫تصرفات ضارة بمال محجوز‪ .‬و مما يلفت االنتباه بشأن إعداد محضر الحجز هو ان المادة ‪50‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬جعلت من اجزاء المحضر " تعيين‬ ‫‪104‬‬
‫من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع على خالف المادة ‪455‬‬
‫حارس"‪ ،‬تذكيرا للمأمورين بوجوب تنصيبه و ابرازا ألهميته و إشعارا له بكونه مسؤوال عن‬
‫الحراسة‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬كل تخل عن القيام بهذه المهمة او تقصير الحارس في اداء واجبه الذي تقتضيه القواعد‬
‫القانونية‪ ،‬سيؤدي الى الحكم عليه بما تنص عليه المادة ‪ 51‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع و هو "استبداله و الحكم‬
‫عليه بتعويض عن الضرر‪.‬‬

‫‪ ‬إشهار محضر الحجز‪:‬‬

‫ان المشرع قد اوجب على مأمور التنفيذ او على كل ذي مصلحة في ذلك‪ ،‬ان يبادر الى تقييد‬
‫محضر الحجز بالسجل التجاري‪ ،‬و جعل هذا التقييد ضروريا " و لو اهمل التاجر او الشركة‬
‫تطبيق المقتضيات التشريعية التي تحتم تسجيل التجار و الشركات التجارية في‬ ‫‪105‬‬
‫التجارية‬
‫السجل التجاري"‪ ،‬ألنه يعتبر خاضعا لجميع االلتزامات المرتبطة بهذه الصفة‪ ،‬و الن القصد من‬
‫اجرائه هو اشهار وقوع الحجز و احاطة الدائنين الذين يتعاملون مع صاحب االصل التجاري‪،‬‬
‫علما بالحجز الموقع على ذلك االصل‪ ،‬و بالقيد الذي يثقل مدينهم‪.‬‬

‫ب‪ .‬بيع االصل التجاري عن طريق القضاء‪:‬‬

‫قد يتم بيع االصل التجاري بيعا رضائيا‪ ،‬و يبرم في هذا الصدد عقد رسمي او عرفي عمال باتفاق‬
‫االطراف‪ ،106‬و تماشيا مع القواعد العامة‪ ، 107‬و قد يتم بيعه جبريا عن طريق القضاء الذي يتخذ‬
‫االجراءات الالزمة لذلك‪:‬‬

‫‪ ‬إعالم المحجوز عليه‪:‬‬

‫‪ 104‬اقتصرت هذه المادة في فقراتها ‪1‬و‪2‬و‪3‬و‪4‬و‪6‬و‪ 7‬على ذكر كلمة "محضر" دون االشارة الى حارس او حراسة‪.‬‬
‫‪ 105‬الفقرة الرابعة من المادة ‪ 455‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ 106‬المادة ‪ 230‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪ 107‬راجع المادة ‪ 488‬من ق‪.‬ل‪.‬ع التي تنص على ان "يكون البيع تاما بمجرد تراضي عاقديه"‪ ،‬و قد يتم بيعه جبريا عن طريق القضاء الذي يتخذ االجراءات‬
‫الالزمة لذلك‬

‫‪47‬‬
‫حيث أن من واجب الدائن باعتباره طرفا ايجابيا في خصومة التنفيذ‪ ،‬ان يخبر المحجوز عليه‬
‫باعتزامه التنفيذ على اصله التجاري‪ ،‬تماشيا مع حرص المشرع على ان يتحقق للمدين علم تام‬
‫باإلجراءات التنفيذية و تطبيقا لمبدأ تبليغ االنذار الى المدين او الحائز الوارد بالمادة ‪ 114‬من‬
‫م‪.‬ت التي تنص بصريح العبارة على ما يفيد جواز الحصول "على االمر ببيع االصل‬
‫التجاري‪....‬بعد ثمانية ايام من إنذار بالدفع بقي بدون جدوى"‪.‬‬

‫لذلك فإن تبليغه بطريقة غير سليمة او عدم االدالء بما يفيد للقيام بتبليغه‪ ،‬يجعل طلب البيع غير‬
‫منتج ألثره‪ ،‬وهو ما يفرض على الدائن طالب التنفيذ ان يثبت انجازه و حصوله‪ ،‬و ان يتأكد في‬
‫نفس الوقت من صحة الحجز التنفيذي الذي أجراه‪.108‬‬

‫‪ ‬مقال الدعوى‪:‬‬

‫يمكن للمحاسب ‪ ،‬او من ينوب عنه‪ ،‬بعد التأكد من القيام بعدة اجراءات سبق ذكرها‪ ،‬و بعد‬
‫التحقق من ان إنذار المدين لم يوف بالمقصود منه‪ ،‬ان يودع بالمحكمة مقاال راميا الى التصريح‬
‫ببيع االصل التجاري و مشتمال على أسماء وصفات االطراف و عناوينهم‪ ،‬و كذا الوقائع و‬
‫الوسائل المتمسك بها‪.‬‬

‫و إذا تعبق االمر بشركة تعين ان يسجل بذلك المقال اسمها و نوعها و موطنها‪ ،‬عمال بالمادة‬
‫‪ 32‬من ق‪.‬م‪.‬م و ان تدون به كل المعلومات المطلوبة بصورة ال يشوبها االبهام و العمومية‪ ،‬و إال‬
‫‪109‬‬
‫تم الحكم بعدم قبوله‪.‬‬

‫‪ ‬بيع االصل التجاري المحجوز‪:‬‬

‫لقد أحال المشرع في المادة ‪ 68‬من مدونة تحصيل الديون العمومية بخصوص بيع االصل‬
‫التجاري المحجوز‪ ،‬على االجراءات المنصوص عليها في مدونة التجارة في الباب الرابع من‬
‫الكتاب الثاني المواد ‪ 111‬وما يليها‪ .‬وبمجرد صدور حكم ببيع االصل التجاري المحجوز‪ ،‬فإن‬
‫تنفيذه يستلزم اتباع االجراءات المنصوص عليها في المواد ‪ 115‬إلى ‪ 117‬من مدونة التجارة‪:‬‬

‫‪ 108‬احمد جواهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.317‬‬


‫‪109‬حكم رقم ‪ 1281‬الصادر عن المحكمة االدارية بالرباط بتاريخ ‪ 2007-6-7‬في الملف رقم ‪ 05/3/1124‬مجلة الحقوق المغربية سلسلة االعداد الخاصة‬
‫رقم ‪ 1‬سنة ‪ 2009‬ص‪.300‬‬

‫‪48‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫‪ -‬قبل المزاد العلني‪ :‬وبمجرد ما يصير الحكم قابال للتنفيذ‪ ،‬يقوم كاتب الضبط بتبليغ الحكم‬
‫للمحكوم عليه وإعالن المزاد مع تبيان تاريخه ومدته‪.‬‬

‫‪ -‬أثناء المزاد العلني‪ :‬بعد ‪ 30‬يوم من تبليغ الحكم ومن االشهار القانوني‪ ،‬تجري المزايدة ويبلغ‬
‫عون التنفيذ مالك االصل التجاري والدائنين بوجوب الحضور ثم يرسو المزاد على آخر من تقدم‬
‫بأكبر عرض‪.‬‬

‫‪ ‬البند الثاني‪ :‬طلب التنفيذ على السفن‪:‬‬

‫تعتبر السفينة كيفما كان تعريفها‪ ،‬و خصائصها‪ ،‬و أينما كان محل تسجيلها بالمغرب ماال‬
‫منقوال‪ ،‬و تخضع لقواعد القانون العادي مع مراعاة القواعد الخاصة‪ ،‬كما تدخل في دائرة التعامل‪،‬‬
‫و تصير قابلة للبيع و الشراء و تغدو محل حجز و بيع‪.‬‬

‫و يتضح من خالل ما ذكر‪ ،‬أن بإمكان مصالح الخزينة ان تمارس التنفيذ على السفينة‪ ،‬بالشروع‬
‫في الحجز التحفظي وباالنتقال الى حجز تنفيذي متبعة االحكام التي سنها المشرع لحجزها وبيعها‪،‬‬
‫و التي تتباين مع تلك المتعلقة بحجز المنقوالت‪ ،‬حجزا تحفظيا و تنفيذيا‪.‬‬

‫أ‪ .‬الحجز التحفظي على السفينة‪:‬‬

‫ان الكيفية التي يتم بها إجراء الحجز التحفظي على الباخرة‪ ،‬لم يرد لها تصور شامل بالمادة‬
‫‪ 110‬من ق‪.‬ب‪ ،‬و لم يضبطها نص معين‪:‬‬

‫‪ ‬المرحلة االدارية‪:‬‬

‫هي مجموعة اجراءات ينفذها احد مأموري التبليغ و التنفيذ للخزينة الذي يتصل بمصلحة تسجيل‬
‫البواخر بميناء ربطها من اجل الحصول على كل المعلومات المتعلقة بهوية السفينة ومالكها‬
‫والتأكد من جميع ملحقاتها استعدادا إلنجاز الحجز المذكور‪.‬‬

‫بعد ذلك يقوم بإعداد محضرا يضمنه بشكل دقيق‪ ،‬سائر العناصر التي تعتبر جزءا منها‪ ،‬و يذكر‬
‫فيه غالبا‪:‬‬

‫‪ o‬االسم الكامل للعون المكلف بإجراء الحجز‪.‬‬


‫‪ o‬هوية المالك المدين بالضرائب‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ o‬الحالة المدنية للسفينة‪.‬‬
‫‪ o‬المبلغ الضريبي وطبيعته و مراجع الضريبة المترتبة عليه‪.‬‬
‫‪ o‬خصوصيات السفينة و ملحقاتها و جنسيتها‪.‬‬

‫يبادر نفس المأمور بعد انجاز محضر الحجز الى تقييده داخل اجل ثمانية ايام بمكتب تسجيل‬
‫السفينة او بالمكتب الذي يقع بناؤها في دائرته‪.110‬‬

‫‪ ‬المرحلة القضائية‪:‬‬

‫يسعى المحاسب او من يقوم مقامه الى حجز السفينة حجزا تحفظيا عن طريق القضاء‪ ،‬مستعمال‬
‫لهذا الغرض طلبا استعجاليا‪ ،‬بمجرد صدور قرار المحكمة في الموضوع يتخذ العون المكلف‬
‫بالتنفيذ التابع للمحكمة اجراءاته الالزمة و ينتقل‪ ،‬خوفا من اقالع السفينة‪ ،‬الى الميناء الذي ترسو‬
‫به لتحرير محضر حجز حولها بأقصى ما يمكن من السرعة‪.‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬يقوم بتبليغ البيانات المتعلقة بالباخرة و المذكورة بالحكم الصادر عن المحكمة مرفقة‬
‫بنسخة من المحضر الى محافظ الرهون البحرية‪ ،‬الموجود بميناء ربط السفينة للقيام بتسجيله في‬
‫سجلها و الى المحافظ على الرهون البحرية في الدار البيضاء للقيام بنفس العمل‪ ،‬و الى مالك‬
‫‪111‬‬
‫السفينة‪ ،‬و إشعار هذا االخير بكونه مسؤوال عن حراستها‪.‬‬

‫ب‪ .‬الحجز التنفيذي على السفينة‪:‬‬

‫ان بيع السفينة ال يتم بمجرد قيام المحاسب بإعداد محضر الحجز التنفيذي‪ ،‬و تقييده بمكتب قيد‬
‫السفينة‪ ،‬او في المكتب الذي يقع بناؤها في دائرته‪ ،‬بل يتطلب احترام موجبات يرتكز الطلب‬
‫المقدم الى المحكمة المختصة للحصول على حكم يأذن بذلك البيع‪ ،‬و يستلزم بعد ذلك اجراء‬
‫المزاد العلني تحقيقا لما سبق من االجراءات‪.‬‬

‫اوال‪ :‬موجبات طلب البيع‪:‬‬

‫يتبين من نصوص القانون البحري ان بها خصوصيات تتطلب من المحاسب الحاجز ان‬
‫يراعيها في مقاضاته للملزم بالضرائب‪ ،‬و ان يتمسك بها احتراما لشكليات مسطرة البيع‪ ،‬إذ يكون‬

‫‪ 110‬المادة ‪ 116‬من ق‪.‬ب‪.‬‬


‫‪ 111‬احمد جواهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.328‬‬

‫‪50‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫ملزما بأن يبلغ الى صاحب السفينة او لمن يقوم مقامه‪ ،‬حتى يضع حدا لسفر قد يكون عازما القيام‬
‫او اشعارا بضرورة الحضور امام‬ ‫‪112‬‬
‫به‪ ،‬نسخة من محظر الحجز التنفيذي و استدعاء‬
‫المحكمة‪.113‬‬

‫بعد انصرام اجل ‪ 15‬يوما المعطى للدائنين المقيدين و المدعوين ابتداء من تاريخ تبليغ‬
‫محضر الحجز اليهم‪ ،‬يتحتم على المحاسب المكلف بالتحصيل ان يقدم الى المحكمة التجارية‬
‫المختصة مكانيا‪ ،‬مقاال مشتمال على البيانات الالزمة كتعيين المحاسب تعيينا مؤكدا لصفته في‬
‫التقاضي‪...‬‬

‫كما يجب على المحاسب‪ ،‬تماشيا مع مقتضيات المادتين ‪ 115‬و ‪ 116‬من ق‪.‬ب‪ ،‬ان يدخل‬
‫الدائنين في مقاله االفتتاحي‪ ،‬ليؤكدوا بعد توصلهم باستدعاءات الحضور‪.‬‬

‫فإذا اقتنعت المحكمة بصواب طلب المحاسب الحاجز‪ ،‬و رأت ان مقوماته متوفرة‪ ،‬فإنها‬
‫تصدر أمرها وفق الطلب وتضمنه الثمن الذي يتم به افتتاح البيع‪ ،‬و كذا اليوم الذي سيخصص‬
‫الجراء المزايدة‪ ،114‬و هو ما يستوجب مواالة هذه المرحلة بإشهار البيع إشهارا يحقق الغاية منه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات المزاد العلني‪:‬‬

‫المزاد العلني ما هو في واقع االمر اال اعمال فعلي لمنطوق االمر الذي اصدرته المحكمة‪ ،‬و‬
‫الذي عينت فيه الثمن االفتتاحي للبيع و الشروط المتعلقة به‪ ،‬يخضع فضال عن مقتضيات القانون‬
‫البحري التي هي مقتضيات تتسم باإليجاز و القصور‪ ،‬الى نظريات و احكام قواعد الشريعة‬
‫العامة‪ .‬ويتم اجراءه بعد مضي ‪ 15‬يوما التي كانت مخصصة للنشر و االعالن و إخبار العموم‪.‬‬

‫و االردني‪،116‬‬ ‫‪115‬‬
‫و لئن كان القانون البحري المغربي القريب الشبه من القانون اللبناني‬
‫بخصوص تحديد مكان المزايدة‪ ،‬قد اوضح ان هذا البيع يحصل امام كاتب الضبط ‪117‬التابع‬
‫للمحكمة التي تكفلت باإلجراءات السابقة و الحالية‪ ،‬قد تقتضي المصلحة ألسباب اقتصادية‪،‬‬
‫‪ 112‬يبدو ان هذا التالزم في تبليغ كل من محضر الحجز التنفيذي و االستدعاء الى المدين في نفس الوقت شبيه بالتالزم الذي ينص عليه المشرع المصري في‬
‫الفقرة االولى من المادة ‪ 69‬من قانون التجارة البحرية‪.‬‬
‫‪ 113‬تنص الفقرة االولى من المادة ‪ 115‬من ق‪.‬ب على ما يلي‪ ":‬يجب على الحاجز ان يقوم داخل ثالثة ايام بتبليغ المالك نسخة من المحضر و باستدعائه امام‬
‫محكمة مكان الحجز ليستمع الى قرارها ببيع االشياء المحجوزة"‪.‬‬
‫‪ 114‬المادة ‪ 118‬من ق‪.‬ب‪.‬‬
‫‪ 115‬تنص المادة ‪ 83‬من قانون التجارة البحرية اللبناني على ما يلي‪ ":‬يجري البيع في جلسة للمزايدة العلنية في المحكمة المدنية بعد ‪ 15‬يوما من تعليق‬
‫االعالن‪.‬‬
‫‪ 116‬المادة ‪ 85‬من قانون التجارة البحرية االردني ورد فيها ما يماثل الحكم الوارد بالمادة ‪ 85‬من قانون التجارة البحرية اللبناني‪.‬‬
‫‪ 117‬المادة ‪ 119‬من ق‪.‬ب التي تنص على ان "يجرى البيع الناتج عن حجز امام كاتب الضبط بعد مرور ‪ 15‬يوما على تعليق اعالن‪"....‬‬

‫‪51‬‬
‫كمحاولة الحصول على اثمنة مشجعة وعالية‪ ،‬كاالبتعاد عن مكان قدرت السلطات انه قد يكون‬
‫مسرحا للعنف و االضطراب‪ ،‬ان يجرى وفق مقتضيات المادتين ‪ 63‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع و ‪ 463‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬في السوق االكثر قربا و مردودية‪ ،‬او في اي محل يتفق الكل او االغلبية على صالحيته‬
‫ونجاعته بالنسبة ألطراف النزاع‪ ،‬من دائن و مدين و من ذي اية مصلحة فيه‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فالمتزايد الذي وقف عليه المزاد هو ملزم بدفع ما عليه لكاتب الضبط خالل اربعة‬
‫‪118‬‬
‫و عشرون ساعة‪ ،‬بعد االعالن عن رسو السفينة المباعة عليه‪.‬‬

‫‪ ‬البند الثالث‪ :‬طلب التنفيذ على العقار‪:‬‬

‫يكتسي العقار في حياة االنسان االقتصادية و االجتماعية و التجارية اهمية بالغة‪ ،‬و يشكل‬
‫ضمانة من الضمانات التي ترسخ استقرار المعامالت‪ ،‬و تجعل الدائن واثقا من تحصيل دينه‪،‬‬

‫كما يتطلب عدة اجراءات مكلفة و التزامات متعبة سواء في وقت بيعه‪ ،‬او في حالة جعله محل‬
‫‪119‬‬
‫حقوق و تحمالت‪ ،‬او عند التنفيذ عليه تنفيذا قضائيا ال اداريا‪.‬‬

‫و من اجل االلمام بخصوصيات التنفيذ على عقار الملزم بواسطة القضاء‪ ،‬نتناول بإيجاز‬
‫خطوات حجزه حجزا تحفظيا‪ ،‬وننتقل الى مرحلة حجزه حجزا تنفيذيا‪.‬‬

‫اوال‪ :‬حجز العقار حجزا تحفظيا‪:‬‬

‫لم تكن احالة المشرع في المادة ‪ 67‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع على قواعد المسطرة المدنية المتعلقة بحجز‬
‫العقارات‪ ،‬اال من اجل هدف مقصود و هو تكريس الضمانات المخولة للمدين و عدم حجز عقاره‬
‫حجزا تحفظيا اال بمقتضى قرار قضائي‪.‬‬

‫أ‪ .‬شروط ايقاع الحجز التحفظي‪:‬‬

‫اجاز مشرع م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع للمحاسب العمومي المكلف بالتحصيل‪ ،‬ان يباغت المدين و يحجز امواله‬
‫حجزا تحفظيا مفاجئا‪ ،‬تمهيدا لممارسة اجراءات التحصيل الجبري عليها‪ ،‬خصوصا اذا لم يكن‬
‫للمدين موطن مستقر‪ ،‬او خشي المحاسب فراره‪ ،‬او كانت تأمينات الدين مهددة بالضياع‪.‬‬

‫‪ 118‬تنص المادة ‪ 121‬من ق‪.‬ب على ما يلي‪" :‬ال تقبل اية زيادة بعد ارساء المزايدة و يتعين على من رسا عليه البيع ان يؤدي الثمن بدون صوائر بين يدي‬
‫كاتب الضبط داخل اجل ‪ 24‬ساعة بعد ارساء المزايدة"‪.‬‬
‫‪ 119‬احمد جواهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.347‬‬

‫‪52‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫و بالتالي‪ ،‬تدل المادة ‪ 438‬من ق‪.‬م‪.‬م على ان كل حجز او كل تنفيذ بصفة عامة‪ ،‬ال يمكن القيام‬
‫به‪ ،‬او الشروع فيه اال اذا توفرت مقومات اساسية منها‪:‬‬

‫‪ -‬السند التنفيذي‪ :‬يزيد من تأكيد وجود حق مطالب به‪ ،‬و يكتسي قوة قانونية مادية و‬
‫معنوية‪ ،‬و يتمثل بخصوص الديون العمومية في الجدول الضريبي او غيره‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط المتعلقة بالدين الضريبي‪ :‬و التي تجسدها المادة ‪ 438‬من ق‪.‬م‪.‬م من خالل هذه‬
‫العبارة" بسبب دين مقدر و محقق‪ ،‬بمعنى ان المبرر االساسي الستصدار حكم يقضي‬
‫بالحجز‪ ،‬هو الدين الذي يتعين ان يكون متوفرا على طابع الجدية‪ ،‬و الذي من شروطه‪:‬‬
‫‪ ‬ان يكون مقدرا‪ :‬ان يكون محل الحق المثبت بالجدول محددا و معينا‪.‬‬
‫‪ ‬ان يكون محققا‪ :‬بمعنى ان يكون موجود حاليا و مرتبا بذمة المحجوزة عليه بصورة‬
‫مؤكدة‪ ،‬و هم ما اكده المجلس االعلى في احدى النوازل حينما تبين له انعدام " وجود‬
‫دين محقق في ذمة المحجوز عليه قبل الدائن‪ ،"120‬فقضى بنقض و إحالة قرار محكمة‬
‫االستئناف‪ ،‬و علل قراره بان " الدين المرد المحافظة على الوفاء به بالحجز مجرد‬
‫ادعاء‪ ،‬و لم يقم عليه ما يثبت صحته و حقيقته‪."121‬‬
‫‪ ‬ان يكون الدين حال االداء‪ :‬ال يمكن للمحاسب ان يطلب ايقاع حجز تحفظي على عقار‬
‫اي ملزم‪ ،‬اال اذا كان الدين الذي يطلب به مستحق الداء‪ ،‬و كان لديه ما يثبت عدم تملك‬
‫المدين ألي منقول‪.‬‬
‫ب‪ .‬طلب الحجز التحفظي‪:‬‬

‫يقوم المحاسب العمومي عادة‪ ،‬في حالة عدم المامه بوضعية الملزم المالية‪ ،‬و تشككه فيها‪،‬‬
‫بالتواصل مع المحافظة العقارية‪ ،‬و مع غيرها من االدارات االخرى التي تتوفر على‬
‫مستندات الملزم‪ ،‬بغية ممارسة حق االطالع على تلك المستندات الدالة على العقار‪.‬‬

‫‪ 120‬قرار المجلس االعلى عدد ‪ 337‬الصادر في ‪ 1990-1-21‬في الملف المدني عدد ‪ ،89-359‬مجلة قضاء المجلس االعلى عدد ‪ 44‬ص ‪ 60‬الى ‪63‬‬
‫‪ 121‬نفس القرار السالف‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وانطالقا من هذه المستندات‪ ،‬يتسنى للمحاسب العمومي اعداد طلب الحجز سليما في‬
‫احد‬ ‫‪122‬‬
‫مضمونه‪ ،‬خاليا من االختالالت الشكلية والمسطرية‪ ،‬التي قد تتضرر منها مصلحة‬
‫الطرفين‪.‬‬

‫كذلك يتعين على المحاسب ان يتبع في تقديم طلبه ما يستوجب رفع الدعوى و تقييدها لدى‬
‫المعتمد‬ ‫‪123‬‬ ‫المحاكم من ذكر هوية المدعى عليه‪ ،‬و تبيان وقائع القضية بإيجاز والوسائل‬
‫عليها‪ ،‬تبرير دعواه‪.‬‬

‫ت‪ .‬تقييد قرار الحجز التحفظي و تبليغه‪:‬‬

‫استنادا الى الفقرة الخامسة من المادة ‪ 455‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪ ،‬يبادر المحاسب او من ينوب عنه الى‬
‫تبليغ ذلك القرار للمحافظ على االمالك العقارية ليتولى تقييده بالرسم العقاري‪ ،‬حتى يصبح قرار‬
‫الحجز خاضعا للتسجيل و مشهرا‪ ،‬و حتى يكون المحاسب ذا اسبقية في تفعيل اجراءات التنفيذ‬
‫على العقار‪.‬‬

‫اما فيما يخص تبليغ قرار حجز العقار‪ ،‬وحسب المادة ‪ 39‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬فهي مهمة يتوالها‬
‫العون المكلف بالتبليغ و التابع للمحكمة التي يقع في دائرتها العقار المحجوز‪ ،‬و الذي يستطيع ان‬
‫يسلم الى المحجوز عليه‪ ،‬بعد التوقيع على شهادة التسليم تعبيرا عن سالمة التبليغ‪ ،‬نسخة من قرار‬
‫الحجز و المحضر ان طلبهما منه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسطرة الحجز التنفيذي على العقار‪:‬‬

‫أ‪ .‬إجراءات واجبة االنجاز قبل بيع العقار‪:‬‬

‫عموما‪ ،‬تتمثل هذه االجراءات في‪:‬‬

‫إحضار رسوم الملكية و الوثائق الالزمة‪:‬‬

‫تقتضي عمليات التنفيذ على العقار إحضار عدة مستندات‪ ،‬و من بينها رسوم الملكية باعتبارها من‬
‫وسائل االثبات‪ ،‬و من ادوات تدعيم حق المحجوز عليه الذي يراد التنفيذ عليه‪ ،‬و اقناع‬
‫المتزايدين‪ ،‬و بعث الثقة في نفوسهم‪.‬‬

‫‪ 122‬راجع الفقرة االولى من المادة ‪ 470‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬


‫‪ 123‬مراجعة مقتضيات المادتين ‪ 31‬و ‪ 32‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫تقييد محضر الحجز‪:‬‬

‫حتى تكون لهذا المحضر حجيته‪ ،‬و تثبت قوته كعمل من االعمال القانونية الواجبة التسجيل و‬
‫االشهار‪ ،‬و تطال اثاره عدة اطراف منهم من يكون طرفا في خصومة التنفيذ كالمنفذ عليه‪ ،‬و‬
‫منهم من يكون اجنبيا عنهم‪ ،‬عمال بالفقرة الثانية من المادة ‪ 469‬من ق‪.‬م‪.‬م التي ورد فيها‪ " :‬اذا‬
‫سبق حجز العقار تحفظيا بلغ العون المكلف بالتنفيذ بالطريقة العادية‪ ،‬تحول هطا الحجز الى حجز‬
‫تنفيذي عقاري للمنفذ عليه شخصيا‪ ،‬او في موطنه او محل اقامته"‪.‬‬

‫ب‪ .‬مرحلة اعداد للبيع‪:‬‬

‫بعد اتمام االجراءات السابقةـ يتفرغ المأمور المكلف بالتنفيذ باإلجراءات التالية‪:‬‬

‫دفتر التحمالت‪:‬‬

‫حرصت وزارة العدل على تهيئ نموذج خاص به‪ ،‬يشمل ‪ 14‬مادة و يوجد بكتابات الضبط‬
‫بمختلف المحاكم‪ ،‬و يعتبر تنظيما لعملية البيع‪ ،‬ملزما بما احتوى عليه من مقتضيات التي يرتكز‬
‫‪124‬‬
‫عليها بيع العقار‪ ،‬و التي يستند اليها المشتر ي عند اقتناءه ملكية ما يباع‪.‬‬

‫القيام بإشهار قانوني‪:‬‬

‫لقد اوضح المشرع في الفقرة الثانية من المادة ‪ 471‬من ق‪.‬م‪.‬م ان العون المكلف بالتنفيذ بعد ان‬
‫يحيل االمر بحجز عقار على رئيس المحكمة موقع العقار‪ ،‬يعمل "على اشهار البيع بالتعليق" كما‬
‫اكد في الفقرة االولى من المادة ‪ 474‬على انه يقوم بمجرد وقوع الحجز العقاري‪ ،‬او انصرام‬
‫اجل الشهر المنصوص غ=عليه في الفقرة االخيرة من المادة ‪ 471‬بإجراء االشهار القانوني‪.‬‬

‫المزايدة او السمسرة‪:‬‬

‫يسهر المكلف بالتنفيذ على استدعاء المحجوز عليه‪ ،‬و يخبره بكون حضوره في اليوم الذي عين‬
‫إلجراء المزايدة ضروريا‪ ،‬كما يحرص في االيام العشرة االخيرة من نفس المدة‪ ،‬على تنبيهه و‬
‫تنبيه المتزايدين الذين تم تسجيلهم و قبول عروضهم‪ ،‬الى احترام التاريخ وفق ما تنص عليه‬
‫الفقرتان الثالثة و الرابعة من المادة ‪ 476‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ 124‬احمد جواهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.362‬‬

‫‪55‬‬
‫وعموما‪ ،‬تفتح عملية البيع بعد ‪ 30‬يوم من تاريخ تبليغ الحجز‪ ،‬يتم تحديد المبلغ االفتتاحي للمزاد‬
‫بواسطة خبير معين بناء على أمر مبني على طلب رئيس المحكمة المختصة ثم ينعقد البيع بانتهاء‬
‫مرسى المزاد‪.‬‬

‫لكن المشرع‪ ،‬رغبة منه في االكثار من اليات التحصيل‪ ،‬واشعار الملزمين بأكثر مما يمكن‬
‫من الضمانات الحائلة دون االشتطاط في حقهم‪ ،‬اقدم بمناسبة صدور مدونة تحصيل الديون‬
‫العمومية على سن دعاوى جديدة إلجبار الملزمين على اداء حقوق الدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االكراه البدني في التحصيل الجبري للديون العمومية‪:‬‬

‫يعتبر االكراه البدني آخر درجة من درجات التحصيل الجبري للديون العمومية‪ ،‬يعمد من خاله‬
‫المحاسب المكلف بالتحصيل إلى إرغام المدين في شخصه ألجل استخالص الدين المترتب في‬
‫ذمته ‪،‬وحتى وإن منح له المشرع هذه االمكانية اال أنه وضع لها قيود أو موانع تحول دون تطبيقه‬
‫حفاظا على حقوق المدين وضماناته‪.‬‬

‫ويعرف االستاذ مصطفى التراب االكراه البدني بأنه " وسيلة يتم بواسطتها جبر المدين‬
‫المحكوم عليه بأداء مبلغ مالي على تنفيذ الحكم الصادر عليه عن طريق إيداعه في السجن مدة‬
‫‪125‬‬
‫معينة تتناسب مع مقدار الدين‪".‬‬

‫‪ ‬شروط اللجوء الى مسطرة االكراه البدني ‪:‬‬

‫بالرجوع الى مقتضيات مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬نالحظ ان بإمكان القارئ ان سيستنتج‬
‫منها عدة شروط منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬استنفاد وسائل مالحقة المدين دون جدوى‪:‬‬

‫يقتضي هذا الشرط التذكير بأن المحاسب الذي كان ذا خيار بيم ممارسة الحجز او االكراه‬
‫البدني في إطار المادتين ‪ 27‬و ‪ 50‬من ظهير ‪ ،1935-8-21‬ال يمكنه االن ان يستعمل هذا‬
‫الخيار في إطار مستجدات مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬بل يتعين عليه استعمال اوال سائر‬
‫اجراءات التنفيذ المشار اليها فيما سبق‪ ،‬و يتخذ جميع التحريات بحثا عما قد يكون للملزم من‬
‫اموال مودعة لدى االغيار يستطيع ان يتعرض عليها بواسطة االشعار للغير الحائز‪ ،‬و لكن اذا‬
‫‪ 125‬مصطفى التراب‪ ،‬نظام االكراه البدني كوسيلة لالجبار على التنفيذ‪ ،‬نظرات في الفقه و القانون‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬مطبعة الصومعة ص ‪.78‬‬

‫‪56‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫استنفاده لسائر تلك المساعي‬ ‫‪126‬‬


‫تبين له ان كل المحاوالت لو تحمل الملزم على االداء‪ ،‬و اثبت‬
‫له ان يلجأ الى مسطرة االكراه البدني عمال بالمادة ‪ 76‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ ،‬و هو ما يتطلب منه‬
‫مقاضاة الملزم امام إعداد طلب االكراه‪.‬‬

‫‪ .2‬اعداد طلب االكراه البدني و التأشير عليه‪:‬‬

‫اذا لم يقم الملزم باي اداء يبرئ ذمته تجاه الدولة‪ ،‬فإن المحاسب في القانون المغربي مؤهل‬
‫إلعداد طلب االكراه البدني‪ ،‬ألنه هو المختص بتنفيذ هذه المسطرة‪ ،‬سواء في اطار ظهير ‪-8-21‬‬
‫من طرفه‪ ،‬او في ظل مدونة تحصيل الديون العمومية‪،‬‬ ‫‪127‬‬
‫‪ 1935‬حيث كان الطلب يهيأ و يوقع‬
‫حيث ما يزال االكراه البدني جائز التطبيق بناء على ملتمس يوجه الى المحكمة االبتدائية تحت‬
‫‪128‬‬
‫اشرافه‪.‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬يتم التأشير على هذا الطلب من طرف رئيس االدارة التي ينتمي اليها المحاسب‬
‫عمال بالمادة ‪ 80‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ ،‬ويتم التأكد من سالمته تالفيا ألي خطأ قد يخل بهذه المسطرة‪.‬‬

‫‪ .3‬توجيه طلب االكراه البدني ضد المدين شخصيا‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 80‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ .‬عند طلب اعداد طلب االكراه البدني على ان " يعين المدين‬
‫اسميا" تأكيدا على ان من شروط توظيف االكراه البدني لتحصيل ديون الدولة ان يطبق على‬
‫المدين نفسه وليس على غيره‪.‬‬

‫‪ .4‬عدم وجود مانع قانوني مؤقت او دائم يحول دون تطبيق مسطرة االكراه البدني‪:‬‬

‫لتطبيق مسطرة االكراه البدني في الديون العمومية‪ ،‬يتعين عدم وجود مانع قانوني‪ ،‬سواء اكان‬
‫يكتسي صبغة دائمة او مؤقتة‪ ،‬يحول دون اللجوء الى هذه الوسيلة االذعانية‪ ،‬وهذه الموانع هي‪:‬‬
‫‪129‬‬
‫عدم تجاوز سقف المديونية مبلغ ‪ 8000‬درهم‪.‬‬
‫عدم بلوغ المدين سنة العشرين‪ ،‬او بلغ سنه الستون سنة‪.‬‬
‫المرأة الحامل المزمع اكراهها بدنيا‪.‬‬
‫‪ 126‬محمد النجاري‪ ،‬قاضي تطبيق العقوبة و االكراه البدني‪ ،‬مجلة القصر عدد ‪ 9‬ص‪.32:‬‬
‫‪ 127‬الرجوع الى المادة‪ 30‬مكرر من الظهير المذكور‪.‬‬
‫‪ 128‬الفقرة االولى من المادة ‪ 80‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ 129‬باستثناء الغرامات و االدانات النقدية و الصوائر القضائية في الميدان الجنائي غير خاضعة لهذا السقف‪ ،‬فهي يمكن اللجوء الى االكراه البدني بشأنها حتى‬
‫لو كان اقل من ‪ 8000‬درهم‪.‬‬
‫‪ -‬راجع المادتين ‪ 134‬و ‪ 135‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫المرأة المرضعة‪ ،‬و ذلك في حدود سنتين ابتداء من تاريخ الوالدة‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫االكراه ضد الزوج و زوجته في ان واحد من اجل ديون اخرى‪.‬‬
‫‪ .5‬تحديد مدة االكراه البدني‪:‬‬

‫حسب مقتضيات الفصل ‪ 79‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬فإن مدة االكراه البدني‬
‫تحدد كالتالي‪:‬‬

‫‪ 15 ‬يوما الى ‪ 20‬يوما بالنسبة للديون التي تعادل او يفوق مبلغها ‪ 8000‬درهم و يقل‬
‫عن ‪ 20.000‬درهم‪.‬‬
‫‪ ‬من شهر الى شهرين بالنسبة للديون التي يعادل او يفوق مبلغها ‪ 20.000‬درهم و‬
‫يقل عن ‪ 50.000‬درهم‪.‬‬
‫‪ ‬من ‪ 3‬اشهر الى ‪ 5‬اشهر بالنسبة للديون التي يعادل او يفوق مبلغها ‪ 50.000‬درهم‬
‫و يقل عن ‪ 200.000‬درهم‪.‬‬
‫‪ ‬من ‪ 6‬اشهر الى ‪ 9‬اشهر بالنسبة للديون التي يعادل او يفوق مبلغها ‪ 200.000‬درهم‬
‫و يقل عن ‪ 1.000.000‬درهم‪.‬‬
‫‪ ‬من ‪ 10‬اشهر الى ‪ 15‬اشهر بالنسبة للديون التي يعادل او يفوق مبلغها ‪1.000.000‬‬
‫درهم‪.‬‬

‫ومن الواضح ان القاضي المختص بالبث في الطلبات‪ ،‬يحدد مدة االكراه البدني بالنظر الى المبلغ‬
‫الكلي‪ ،‬لذلك ال يسوغ للمحاسب المكلف بالتحصيل بصفته مطالبا بحقوق الدولة‪ ،‬ان يقسم الدين‬
‫الى اجزاء‪.‬‬

‫‪ .6‬البت في أجل ‪ 30‬يوما لقاضي المستعجالت المتخصص قصد إصدار أمره بتحديد مدة‬
‫االكراه‪:‬‬

‫وان كان المشرع لم يحدد ما لقاضي المستعجالت من سلط بخصوص طلب االكراه البدني‪،‬‬
‫فإنه قد اكتفى بأن حدد له مدة ثالثين يوما ليتسنى له من خاللها‪ ،‬ان يدرك وجه الصواب‬
‫بخصوص االجراء المطلوب‪ ،‬و ان يفصل فيه بأقصى سرعة ممكنة لتحقيق مصلحة عامة تتمثل‬

‫‪ 130‬المادتين ‪ 77‬و ‪ 78‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫في التعجيل بهذا االجراء الستخالص ديون الدولة و عدم اطالة امده‪ ،‬و هو المبرر الذي حدا‬
‫بالمشرع المغربي‪ ،‬على غرار المشرع الفرنسي‪،131‬الى ان ينص في المادة ‪ 80‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‬
‫على وجوب تطبيق االمر المحدد لإلكراه البدني بصورة فورية‪ ،‬لمحاربة كل وسائل التماطل التي‬
‫قد يفتعلها احد الخصوم‪.‬‬

‫‪ ‬تنفيذ قرار االكراه البدني‪:‬‬

‫إن تنفيذ االكراه البدني تتدخل فيه مجموعة من الجهات‪ ،‬بداية من مرحلة تحديد مدة االكراه‬
‫البدني‪ ،‬مرورا باألمر بإلقاء القبض‪ ،‬وصوال إلى تنفيذ االمر وإيداع المعني باألمر بالسجن‪ ،‬ذلك‬
‫عبر اجراءات قانونية محددة‪.‬‬

‫وهنا نبرز اختصاص وكيل الملك بتنفيذ قرار االكراه البدني‪ ،‬حيث ان المادة ‪ 80‬من‬
‫م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع اصدرت في اطارها اوامر بحبس المدين مدة معينة‪ ،‬و جعلت وكيل الملك مختصا‬
‫بتنفيذ تلك االوامر‪.‬‬

‫كذلك فبالرجوع الى القواعد المقررة في قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬نجده تنص على" تقديم‬
‫طلب كتابي من المطالب باإلكراه البدني"‪ ،132‬إلدخال القرار الصادر بشأنه حيز التنفيذ‪ ،‬و هو ما‬
‫يدل على ان المحاسب العمومي باعتباره مكلفا بالتحصيل و صاحب مصلحة في تتبع المساطر و‬
‫االهتمام بها‪ ،‬هو الذي يوافي النيابة العامة بتلك القرارات‪ ،‬و يرفقها بالوثائق الالزمة و بطلبات‬
‫التنفيذ التي تجد فيها وكيل الملك دافعا و سببا رئيسيا‪ ،‬إلصدار االمر باعتقال المكره على يد القوة‬
‫‪133‬‬
‫العمومية‬

‫‪ 131‬معوض عبد التواب‪ ،‬الوسيط في قضاء االمور المستعجلة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬سنة ‪ 1987‬ص ‪.248‬‬
‫‪ 132‬راجع الفقرة الثالثة من المادة ‪ 640‬من قانون المسطرة الجنائية الجديد‪ ،‬التي حلت محل الفقرة الثالثة رقم ‪ 2‬من المادة ‪ 680‬من قانو المسطرة الجنائية‬
‫القديم‪.‬‬
‫‪ 133‬عبد االاله المستاري‪،‬ظهير‪ 20‬فبراير ‪ 1961‬المتعلق بتطبيق االكراه البدني في الديون المدنية و الحاالت التي ترد عليه‪ ،‬مجلة المحامي عدد ‪،40‬ص ‪،25‬‬
‫اورده احمد جواهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.384‬‬

‫‪59‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المنازعات واإلشكاالت المثارة على مستوى تحصيل الديون العمومية‪:‬‬
‫بعد أن تم التطرق في لإلجراءات والمساطر القانونية لتحصيل الديون العمومية‪ ،‬البد من‬
‫الوقوف عند نظام المنازعات القضائية في مجال تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وفق مدونة تحصيل‬
‫الديون العمومية (المطلب األول)‪ ،‬ثم الوقوف على اإلشكاالت القانونية والقضائية التي مازالت‬
‫تعترض مساطر التحصيل في (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬منازعات تحصيل الديون العمومية‬


‫لقد ميز القضاء اإلداري بين مستويين من الدعوى في التحصيل وهما الدعوى في الموضوع‬
‫وأحالها على قاضي الموضوع‪ ،‬والدعوى إليقاف التنفيذ أو لصعوبته وأحالها على القضاء‬
‫االستعجالي‪ .134‬كما جعل من اللجوء للمسطرة اإلدارية كمقدمة لحل النزاع بين المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل والمدين‪ ،135‬إجراءا جوهريا ينتج عنه بطالن المسطرة القضائية‪ ،136‬في حين أن‬
‫األمر يختلف بالنسبة للقضاء االستعجالي الذي وبالنظر إلى خصوصيته الوقتية ال يفترض سلوك‬
‫مسطرة التظلم اإلداري قبل القضائي‪.137‬‬

‫وبذلك سنحاول التطرق بذلك سنحاول الوقوف وبتفصيل على اختصاص القاضي‬
‫االستعجالي في دعاوى تحصيل الديون العمومية (كفرع أول)‪،‬على أن نخصص (الفرع الثاني)‬
‫لمجال اختصاص قضاء الموضوع بشقيه قضاء اإللغاء والقضاء الشامل‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬دعوى تحصيل الديون العمومية على مستوى القضاء االستعجالي ‪.‬‬
‫إن األصل أن تتم المنازعة بصورة عادية أمام قضاء الموضوع الذي يعتبر القضاء العادي‬
‫للفصل في النزاعات‪ ،‬إال أن هناك بعض الحاالت التي تستدعي تدخال سريعا من لدن القاضي‪،‬‬
‫نظرا لوجود خطر محدق وضرر ال يمكن تالفيه إن أثيرت المنازعة أمام قضاء الموضوع‪،‬‬

‫‪134‬عبد الغني خالد" المسطرة في القانون الضريبي"‪ ،‬مطبعة دار النشر المغربية‪ ،2002 ،‬ص‪.374‬‬
‫‪-135‬المادة ‪ 20‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫‪136‬قرار المحكمة االستئنافية اإلدارية بمراكش عدد‪ ،708‬المؤرخ في ‪ 2012-07-05‬اللجوء إلى مسطرة التظلم اإلداري قيل‬
‫المطالبة القضائية إلزامي تحت طائلة عدم القبول‪.‬‬
‫‪-137‬قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ 156‬المؤرخ ‪ ،2003-03-13‬الملف اإلداري عدد ‪" 2002-2-4 2180‬سلوك‬
‫مسطرة التظلم اإلداري قبل االلتجاء إلى القضاء المستعجل لرفع الحجز يعتبر غير الزم لتعارضه مع حالة االستعجال التي يفرضها‬
‫هذا اإلجراء والتي ال تتحمل بطبيعتها االنتظار وتقتضي عرض النزاع على القضاء بأقصى سرعة ممكنة وبالتالي فان احترام هذه‬
‫المسطرة يسري على الدعاوى الموضوعية دون االستعجالية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫وتعتبر المسطرة االستعجالية بذلك من الوسائل التي كرسها المشرع من اجل حماية حقوق‬
‫أطراف المنازعة الجبائية ‪ ،‬على اعتبار أن الوقت يؤدي إلى اضمحالل الفرصة من اجل تحصيل‬
‫الدين بالنسبة لإلدارة الجبائية كما أن الوقت من الممكن أن يضعف المركز المالي للخاضع‬
‫بط ريقة قد تؤدي إلى إعساره‪ ،‬وبالتالي فالقضاء االستعجالي في المنازعة الجبائية يساهم بشكل‬
‫فاعل في حماية روح الحق في المنازعة الجبائية كما يلعب دورا مهما في حماية مرد ودية‬
‫اإلدارة الجبائية‪.138‬‬

‫وقد تعددت التعريفات التي صيغت حول القضاء المستعجل في غياب تعريف قانوني له‪ ،‬بأنه‬
‫" إجراء مختصر واستثنائي يسمح القاضي باتخاذ قرار وقتي في المسائل المتنازع عليها والتي ال‬
‫تحتمل التأخير في إصدار القرار بدون حصول ضرر "وقيل بأنه مسطرة استثنائية وسريعة تسمح‬
‫للمدعي برفع دعوى استعجالية أمام قاض يختص بالبث بصورة مؤقتة في كل نزاع يكتسي صبغة‬
‫االستعجال" وجاء في تعريف القضاء المستعجل في منشور لوزارة العدل ما يلي‪ " :‬تطلق عادة‬
‫كلمة القضاء المستعجل على مسطرة مختصرة‪ ،‬تمكن األطراف في حالة االستعجال من الحصول‬
‫على قرار قضائي في الحين‪ ،‬معجل التنفيذ في نوع من القضايا التي ال يسمح بتأخير البث فيها‬
‫من دون أن تسبب ضررا محققا‪."139‬‬

‫كما انه ال يمكن تصور دعوى استعجالية ضريبية سوى في مادة تحصيل الضريبة نظرا‬
‫للتأثير المباشر الذي تحدثه إجراءات التحصيل في مال الملزم أو ذاته‪ .‬ونظرا كذلك لطبيعة‬
‫الطلبات الموجهة إلى المحاكم في هذا الصدد‪.140‬‬

‫وألهمية هذ ا النوع من القضاء فقد خصه المشرع بثمان مواد في المسطرة المدنية وهي المادة‬
‫‪ 24‬والمواد من ‪ 148‬إلى ‪ ،154‬وكلها تؤكد على إمكانية اللجوء إلى القضاء المستعجل في‬
‫جميع المسائل المستعجلة ولم يخرج قانون المحاكم اإلدارية عن هذا السياق‪ ،‬فقد نص في الفصل‬
‫‪ 19‬منه على أن رئيس المحكمة اإلدارية أو من ينيب عنه يختص بصفته قاضيا للمستعجالت‬
‫بالنظر في الطلبات الوقتية و التحفظية‪.‬‬
‫‪-138‬يوسف الشيهب "تدبير الجبايات الترابية بين مطلب المردودية وضمان حقوق الخاضع للضريبة " دراسة سوسيو قانونية في‬
‫ضوء القانون المغربي والمقارن" أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية سال السنة الجامعية ‪ 2016-2015‬ص ‪.235‬‬
‫‪139‬عبد اللطيف هداية هللا "القضاء المستعجل في القانون المغربي" الطبعة األولى ‪ 1998-1418‬ص ‪11‬و‪.12‬‬
‫‪140‬عبدالغني خالد مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 379‬‬

‫‪61‬‬
‫وبالرغم من أن المشرع قد فرض القضاء االستعجالي في الميدان اإلداري بنص واضح‪ ،‬فانه‬
‫لم يحدد الحاالت التي يختص بها القضاء في المادة الجبائية سواء في قانون المسطرة المدنية أم‬
‫في القانون المحدث للمحاكم اإلدارية وحتى في القوانين الجبائية‪ ،‬لكن بالرجوع للمادة ‪ 19‬نجد‬
‫ذلك محددا في إطار عام يحدد قواعد اإلحالة على قانون المسطرة المدنية ما لم يكن هناك نص‬
‫خاص‪ ،141‬وتكون بذلك المادة ‪ 19‬قد جاءت عامة‪ ،‬وبالتالي تدخل فيها جميع الطلبات المتعلقة‬
‫بالضرائب ما دامت هذه الطلبات تتسم بطابع التوقيت والتحفظ‪ ،‬سواء تعلقت باإلنذار القانوني أو‬
‫مسطرة الحجز أو مسطرة البيع‪.142‬‬

‫ومن اجل تلمس ادوار ومساهمات هذا القضاء وجب تحديد االختصاص وشروط رفع الدعوى‬
‫االستعجالية في المنازعة الجبائية (الفقرة األولى) وكذا مساهمة وقف تحصيل الدين الجبائي في‬
‫حماية حقوق الخاضع (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االختصاص وشروط رفع الدعوى االستعجالية في المنازعة الجبائية ‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫لقد نظم المشرع القضاء االستعجالي في المنازعة الجبائية‪ ،‬و أوكلها إلى المحاكم اإلدارية‬
‫بدرجت يها فبالنسبة للمحاكم االبتدائية اإلدارية فقد نص القانون على انه يختص رئيس المحكمة‬
‫اإلدارية في الدعوى االستعجالية في المنازعات الجبائية‪ ،‬بصفته قاضيا للمستعجالت واألوامر‬
‫القضائية بالنظر في الطلبات الوقتية والتحفظية‪.‬‬

‫وهو نفس الشيء الذي ذهب إليه المشرع الفرنسي وذلك باعتبار هذا النوع من القضايا له‬
‫وضع خاص بكونه يهدف إلى حماية الحقوق التي ال تقبل التأخر في وقت سريع‪ ،‬واإلجراءات‬
‫التي يباشرها رئيس المحكمة اإلدارية بصفته القضائية وترأسه لسلسلة اإلجراءات اإلدارية في‬
‫المحكمة تمكنه من القدرة على تقديم ضمانات إضافية للمتخاصمين في الدعوى االستعجالية في‬
‫‪141‬يونس معاطا " المنازعات في تحصيل الديون العمومية" بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص وحدة‬
‫البحث والتكوين "قانون األعمال" كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات السنة الجامعية ‪ 2011-2010‬ص ‪.124‬‬
‫‪142‬حسن صحيب " القضاء اإلداري المغربي" المجلة المغربية إلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬عدد ‪،80‬‬
‫‪ ، 2008‬ص ‪.557‬‬
‫‪143‬وهذا ما أكدته المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء في أمر لرئيسها إذ جاء في حيثياته " وحيث انه قبل الشروع في تنفيذ الظهير‬
‫الشريف المحدث للمحاكم اإلدارية كان القاضي االستعجالي هو المختص بالنظر في طلبات إيقاف تنفيذ األمر باستخالص الضرائب‬
‫المرفوعة ضد إدارة الضرائب أو الخزينة العامة للمملكة ‪ ،‬وحيث انه بحكم تطبيق المادة ‪ 19‬من القانون المحدث بموجبه المحاكم‬
‫اإلدارية أصبح القاضي االستعجالي اإلداري في وضعية الوريث الشرعي لالختصاصات التي كان يمارسها القاضي االستعجالي‬
‫العادي في مجال الضرائب وتحصيل الديون" حكم أورده الرباط الطبعة األولى ‪ 2015‬ص ‪ EMALI.110‬المحجوب الدربالي‬
‫المنازعات الجبائية المحلية في ضوء المستجدات القانونية وأخر االجتهادات القضائية نشر وتوزيع‬

‫‪62‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫ومعرفة من المشرع بعدم قدرة رئيس المحكمة اإلدارية على تغطية جميع‬ ‫‪144‬‬
‫المنازعة الجبائية‪.‬‬
‫القضايا فقد مكنه من صالحية اختيار من يراه اقدر على مباشرة االختصاص االستعجالي نيابة‬
‫‪145‬‬
‫عنه‪.‬‬

‫وبالتالي نجد أن المشرع عمل على حل إشكالية تحديد االختصاص ومحاولة حل كل تنازع‬
‫فيها قد يضر بالحق في المنازعة الجبائية‪ ،‬وذلك بتحديد الجهة القضائية على وجه الدقة‬
‫والوضوح والتي يمكن اللجوء إليها كقضاء استعجالي حينما يكون النزاع معروضا أمام تلك‬
‫المحكمة‪ ،‬لكن هذا المسعى ال يمكن أن يكتمل دون تحديد شروط واضحة في المنازعة الجبائية‬
‫من اجل أن تقبل في القضاء االستعجالي وهي شروط موضوعية يمكن أن تحمي الحق في‬
‫مسطرة االستعجال والواجب توافرها في موضوع الطلب االستعجالي‪ ،‬والتي ترتبط أساسا‬
‫بشرطين الزمان في كل طلب استعجالي‪ ،‬وهما شرطا االستعجال وعدم المساس بأصل الحق‪.146‬‬

‫أوال‪ :‬شرط االستعجال ‪.‬‬

‫يعتبر االستعجال العنصر األساس والمهم الذي يبرر إحداث قواعد إجرائية خاصة في ميدان‬
‫التقاضي تعرف بمسطرة االستعجال‪ ،‬والذي يتحكم في قواعد الشكل المؤسسة على السرعة‪،‬‬
‫وقواعد الموضوع التي يميزها طابع التوقيت وعدم المساس بالجوهر‪.‬‬

‫فالمشرع المغربي لم يورد تعريفا لالستعجال ولم يحدد ماهيته‪ ،‬وإنما اكتفى في الفصل ‪149‬‬
‫من قانون المسطرة المدنية بالقول بان رئيس المحكمة االبتدائية يختص وحده بالبث بصفته قاضيا‬
‫للمستعجالت كلما توفر عنصر االستعجال دون أن يوضح شروط قيام حالة االستعجال أو يضع‬
‫معايير ثابتة لالستعجال‪ ،‬بل جاءت الصيغة عامة دون تحديد مفهومها أو المقصود منه‪.147‬‬

‫كل هذا يجعل من الصعب إيجاد تعريف ثابت يصلح أن يوضع في نص تشريعي‪ ،‬غير أن‬
‫هذه الصعوبة لم تقعد رجال الفقه والقضاء عن التصدي لتعريفه‪ ،‬بحيث عرفه فريق من الفقهاء‬
‫بأنه الخطر الحقيقي المحدق بالحق المراد المحافظة عليه والذي يلزم درؤه عنه بسرعة ال تكون‬

‫‪-Noureddinr bensouda Analyse de la décision fiscale au Maroc Edition Eddif 2009 p 76.144‬‬
‫‪-145‬يمارس الرئيس األول لمحكمة االستئناف اإلدارية أو نائبه مهام قاضي المستعجالت إذا كان النزاع معروضا عليها‪ .‬المادة‬
‫السادسة من القانون المحدث لمحاكم االستئناف اإلدارية‪21.‬‬
‫‪146‬يوسف الشيهب مرجع سابق ص ‪238‬و‪. 239‬‬
‫‪-147‬يونس معاطا مرجع سابق ص ‪. 126‬‬

‫‪63‬‬
‫عادة في التقاضي العادي ولو قصرت مواعيده‪ ،‬وعرفه فريق آخر بأنه "الخطر المحدق بالحق‬
‫والمطلوب رفعه بإجراء وقتي ال تسعف فيه إجراءات التقاضي العادية"‪.148‬وبالتالي يمكن القول‬
‫أن قيام شرط االستعجال يعتبر مرنا للغاية وخصوصا في المنازعة الجبائية التي تتميز بتداخل‬
‫وتعارض المراكز المالية‪ ،‬مما يؤثر على المركز القانوني لكل طرف وبالتالي تسعى اإلدارة‬
‫الجبائية في حماية مرد وديتها عبر حمايتها من الوقائع اآلنية والتي تتسبب في منعها من استيفاء‬
‫ديونها‪ ،‬كما يحاول الخاضع سلك هذه المسطرة عندما يرى أن مركزه المالي في خطر وخاصة‬
‫عندما تقوم اإلدارة بتحصيل ديون غير مثبتة وقد تؤثر على مركزه المالي تأثيرا غير قابل‬
‫يتعلق بإجراء‬ ‫‪150‬‬
‫لإلصالح‪ .149‬وهكذا فقد اعتبرت المحكمة اإلدارية بفاس في أمر صادر عنها‬
‫خبرة محاسبية لتحديد مدا خيل احد األشخاص عن سنة ‪ 1990‬في مواجهة اإلدارة الضريبية بأنه‬
‫ال يتوفر على أركان شرط االستعجال المذكور‪ ،‬إذ بإمكان المدعي طلبها من قضاء الموضوع‬
‫عند طلبه تصحيح مراكزه القانونية حول نزاعه الضريبي ويستتبع ذلك التصريح بعدم اختصاص‬
‫القضاء االستعجالي للبث في الطلب"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم المس بجوهر الحق في المنازعة الجبائية‪:‬‬


‫ويقصد بعدم المساس بجوهر الحق أو أصل الحق أن قاضي المستعجالت يمنع عليه بأي حال‬
‫من األحوال أن يقضي في أصل الحقوق وااللتزامات واالتفاقات مهما أحاط بها من استعجال‪ ،‬أو‬
‫ترتب عن امتناعه عن القضاء فيها من ضرر للخصوم بحيث يختص بالنظر والحكم فيها قاضي‬
‫الموضوع وحده‪ .151‬غير انه في إطار المنازعات الضريبية خصوصا الطلبات الوقتية المقدمة‬
‫أمام قاضي المستعجالت اإلداري فان شرط عدم المساس بالجوهر‪ ،‬يقتضي من قاضي‬
‫المستعجالت اإلداري أال يغور في الموضوع‪ ،‬وال يحسم في الوثائق المثبة للحق أو النافية له‪ ،‬بل‬

‫‪ -148‬عبد اللطيف هداية هللا "القضاء المستعجل في القانون المغربي" مرجع سابق ص ‪. 76‬‬
‫‪ -149‬يوسف الشيهب مرجع سابق ص ‪.240‬‬
‫‪-150‬امر رقم ‪ 61\95‬ملف رقم‪ 57‬س\ ‪ 95‬صادر بتاريخ ‪ 1995\06\06‬أورده العربي الكزداح في الطعون الجبائية في ظل المحاكم‬
‫اإلدارية بالمغرب ص ‪.350‬‬
‫‪151‬حسن صحيب مرجع سابق ص‪.544‬‬

‫‪64‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫يتفحص ظاهرها فقط إلى الحد الذي يلتمس من خالله جدية النزاع للبث في الطلب قبوال أو‬
‫رفضا‪.152‬‬

‫وقد كرس العمل القضائي هذا االتجاه من خالل ما خول له من سلطة تقديرية‪ ،‬بحيث ذهبت‬
‫المحكمة اإلدارية بوجدة في احد أوامرها إلى اعتبار أن النزاع يكتسي صبغة جدية وان من شان‬
‫البت بقبوله المساس بالجوهر‪ ،‬وقد جاء في بعض حيثياته " لكن انه‪ ،‬وان كان النزاع ال يوجد فيه‬
‫ما ال يمنع قاضي المستعجالت بالمحكمة اإلدارية من إصدار األوامر الوقتية وان اإلجراء‬
‫المطلوب حاليا يتعلق بمشروعية الضريبة بقدر ما يتعلق بطلب وقتي يهدف إلى رفع تعرض‬
‫على مبلغ مالي وانه ال ضرورة إلجراء التظلم اإلداري قبل المطالبة بهذا اإلجراء اعتبارا لحالة‬
‫االستعجال وال لوضع الضمانة‪ ،‬فان البث في الطلب يقتضي تفحص حجج الطرفين احدهما على‬
‫األخرى‪ ،‬خاصة وان الطالبين يدعيان أن بيدهما وثائق تثبت براءة خلفهما الخاص من أي ديون‬
‫ضريبية في حين تؤكد إدارة الضرائب أن األمر يتعلق بجزء آخر من الضرائب غير تلك‬
‫المذكورة في اإلشهاد‪ ،‬وحيث انه قدرنا أن النزاع جدي بين الطرفين وان من شان البث فيه‬
‫المساس بجوهر الحق مما يخرج عن اختصاص قاضي المستعجالت الشيء الذي يستتبع‬
‫‪153‬‬
‫التصريح برفع النظر لعدم االختصاص وإحالة الطالبين على قضاء الموضوع‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مساهمة وقف تحصيل الدين الجبائي في حماية حقوق الخاضع‬
‫إن القاعدة العامة في الدين العمومي هي أداؤها الفوري من قبل الخاضع بمجرد استحقاقه‪،‬‬
‫وذلك راجع لكون أي تخلف عن األداء من قبل الخاضع وفي الوقت المحدد قد يعرض حقوق‬
‫الخزينة للخطر‪ ،‬وسيعطل تنفيذ السياسات العمومية في مختلف المجاالت‪،‬إال انه واستثناء من هذه‬
‫القاعدة خول المشرع الجبائي للخاضعين في حاالت معينة وبتوفر شروط محددة‪ ،‬إمكانية إيقاف‬
‫األداء وتنفيذ الدين الجبائي‪ ،‬رغم ما يطرحه هذا الموضوع من إشكاليات قانونية أمام القضاء‬

‫‪-152‬كريم الحرش " الشرح العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية فقها قانونا وقضاءا " سلسلة العمل التشريعي واالجتهاد القضائي‬
‫العدد ‪ 5‬مكتبة الرشاد‪ -‬سطات الطبعة األولى سنة ‪.2015‬‬
‫‪-153‬امر قاضي المستعجالت بالمحكمة اإلدارية بوجدة رقم ‪ 1995\06\15 -95\57‬ملف ‪ 95\2‬غير منشور‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫اإلداري‪ ،‬باعتبار هذا األخير الضامن للحقوق والحريات الفردية في مواجهة اإلدارة بما تملكه من‬
‫سلطات وامتيازات‪.154‬‬

‫وبالتالي تعتبر الطلبات الرامية إلى إيقاف الدين العمومي طلبات وإجراءات وقتية يكتنفها‬
‫الطابع االستعجالي وال تحتمل أي تأخير‪ ،‬اعتبارا لكون انتظار سلوك اإلجراءات العادية للتقاضي‬
‫من شانه إلحاق أضرار بالغة بالخاضع يصعب أو يستحيل تداركها في المستقبل‪ ،‬حيث يكون‬
‫الخاضع أمام واقع التنفيذ اإلجباري على ممتلكاته العينية والمادية وأحيانا مهددا في حريته في‬
‫حالة اإلكراه البدني‪ ،‬لذ لك يسند للقضاء االستعجالي النظر في هذا النوع من الطلبات‪ ،‬نظرا‬
‫للطابع الذي يتسم به القضاء االستعجالي من سرعة البث ويسر في إجراءات التقاضي‪.155‬‬

‫وبالتالي يعتبر هذا اإلجراء من الضمانات الممنوحة للخاضع في وجه اإلدارة الجبائية‪ ،‬لكن‬
‫هذا اإلجراء وباعتباره يدخل في نطاق اختصاص القضاء االستعجالي‪ ،‬فقد نظم بمجموعة من‬
‫الشروط وذلك لقطع الطريق أمام كل دعوى تهدف باألساس إلى المراوغة والتأخير أو التهرب‬
‫في دفع المستحقات الواجبة لإلدارة الجبائية‪ ،‬وبالتالي وفضال عن الشروط العامة الواجب توفرها‬
‫في الدعوى االستعجالية‪.‬‬

‫إذ أن السبب في إعمال آلية وقف تحصيل الدين الجبائي‪ ،‬يعتبر ضمانة للخاضع في وجه‬
‫اإلدارة الجبائية التي تتوفر على اليد العليا في المجال الجبائي‪ ،‬وبالتالي يقوم الخاضع باللجوء إلى‬
‫القضاء االستعجالي قصد الحصول على أمر قضائي يتيح له وقف إجراءات التحصيل الجبري في‬
‫حقه إلى حين البث النهائي في منازعاته في الجوهر‪ ،‬أي أن هذه المطالبة تكتسي طابعا مؤقتا‬
‫بالنظر إلى االنعكاسات السلبية التي قد ترتب على مباشرة إجراءات التحصيل الجبري في حق‬
‫الخاضع خاصة إذا كان هذا األخير ينازع بشكل جدي في بطالن مسطرة الفرض أو التحصيل‬
‫الجبائي‪ ،‬أي في حا لة التي تظهر جدية دفوعه‪ ،‬بخصوص مدى خضوعه لاللتزام الجبائي وبالتالي‬
‫المنازعة بصفته كخاضع‪ ،‬أو كذلك في الحالة التي ينازع فيها بشكل جدي في سقوط حق اإلدارة‬
‫الجبائية في فرض الجباية عليه أو تحصيلها‪ ،‬لذلك نجد أن دور القضاء االستعجالي في المنازعات‬
‫الجبائية يسعى إلى تكوين توافق وتوازن بين المصلحة العامة المتمثلة في تمكين اإلدارة الجبائية‬
‫‪-154‬مريم الخمليشي‪ ،‬دور القضاء االستعجالي في حماية المركز القانوني للمدين بالجبايات‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية ريمالد العدد ‪ ،115‬مارس‪ -‬ابريل‪ 2014‬ص‪.197‬‬
‫‪-155‬مريم الخمليشي‪ ،‬دور القضاء االستعجالي في حماية المركز القانوني للمدين بالجبايات‪ ،‬مرجع سابق ص‪.199‬‬

‫‪66‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫من مرد وديتها المرتبطة بالجبايات والضرورية الستمرار قدرتها في تقديم الخدمات للمرتفقين‪،‬‬
‫وبين المصلحة الخاصة للخاضع من خالل حماية حقوقه المالية والقانونية من أي تدخل خارج‬
‫عن المشروعية الجبائية وذلك في حالة التنفيذ المباشر لتحصيل الدين الجبائي رغم المنازعة‬
‫الجدية في أساس الجباية ومسطرة فرضها وإجراءات تحصيلها‪ ،‬خاصة إذا كان من شان التنفيذ‬
‫المباشر على أموال المدين أو جسده في حالة اإلكراه البدني أن يؤدي إلى صعوبة إرجاع الوضع‬
‫‪156‬‬
‫إلى ما كان عليه قبل الشروع في مسطرة التحصيل‪.‬‬

‫وبهذا تظهر لنا المساهمة الفاعلة آللية وقف تحصيل الدين الجبائي في حماية حقوق‬
‫الخاضع‪ ،‬فعنصر االستعجال يمكن الخاضع في بعض الحاالت الحرجة والتي يخشى فيها الخاضع‬
‫بان تنفيذ قرار جبائي من الممكن أن ينتج ضررا ال يمكن إصالحه خاصة بالنسبة لألنشطة‬
‫الخاضعة والتي قد تواجه اإلفالس وإيقاف أعمالها‪.157‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مجال تدخل قاضي الموضوع في منازعات تحصيل الديون العمومية‪:‬‬
‫كانت المحاكم العادية هي المختصة بالنظر في جميع المنازعات االدارية بما فيها المنازعات‬
‫الجبائية‪ ،‬و بإحداث المحاكم االدارية اصبحت هذه االخيرة هي المختصة في هذه القضايا‪ 158‬و أن‬
‫ذلك ال يثير اي إشكال قانوني ‪ ،‬غير ان النزاعات المتعلقة بتحصيل الرسوم الجبائية وما يترتب‬
‫عليها من ديون عمومية افرز عدة اشكاالت مرتبطة بالجهة المختصة بالبث في النزاعات التي‬
‫تثار بمناسبة قيام االدارة الجبائية بعمليات التحصيل الجبري‪.‬‬

‫و تداخل االختصاص بين اكثر من جهة قضائية مرده الى تداخل عدة نصوص واردة بمدونة‬
‫تحصيل الديون العمومية‪ .159‬و بقراءة المواد ‪ 67،68،80،98‬و‪ 141‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع يتبين ان‬
‫االختصاص القضائي في المنازعات الجبائية التي تثار بمناسبة تحصيل الديون العمومية بين‬
‫المحاكم االدارية و العادية و التجارية‪.‬‬

‫‪-156‬مريم الخمليشي‪ ،‬دور القضاء االستعجالي في حماية المركز القانوني للمدين بالجبايات‪ ،‬مرجع سابق ص‪.205‬‬
‫‪ -157‬يوسف الشيهب مرجع سابق ص ‪.245‬‬
‫‪ 158‬وهو ما جسده نص المادة‪ 8‬من قانون المحاكم االدارية ‪: " 41.90‬وتختص المحاكم االدارية كذلك بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمعاشات ومنح الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس‬
‫النواب وموظفي إدارة مجلس المستشارين وعن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة باالنتخابات والضرائب ونزع المكية ألجل المنفعة العامة‪،‬‬
‫وبالبت في الدعاوي المتعلقة بتحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة‪".‬‬
‫‪ 159‬أسندت المادة ‪ 141‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع إجراءات التحصيل للمحكمة االدارية التي تستحق في دائرة نفوذها الدين العمومي‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫و بالتالي سنحاول في هذا الفرع الحديث عن طبيعة دعوى التحصيل‪ ،‬ثم الحديث بعد ذلك عن‬
‫االختصاص القضائي في دعاوى المتعلقة بالتحصيل‬

‫الفقرة االولى‪ :‬طبيعة دعوى التحصيل‪:‬‬


‫المنازعات الضريبية بصفة عامة بما فيها منازعات التحصيل تعتبر باستمرار مجاال للقرارات‬
‫التي تتخذها االدارة بشأن تأسيس الوعاء الضريبي او مراجعته او تحصيل مبالغه‪ ،‬و هي كلها‬
‫قرارات –على االقل نظريا‪ -‬قابلة ألن تكون موضوع طعن بسبب تجاوز السلطة‪ ،‬او بحكم‬
‫مضمونها المادي و تأثيرها على الوضعية المادية للملزم ان تكون موضوع امام القضاء‬
‫الشامل‪.160‬‬

‫سوف نحاول تبيان طبيعة التحصيل من خالل االجابة على التساؤل التالي‪ :‬هل دعوى التحصيل‬
‫دعوى االلغاء؟ دعوى قضاء شامل؟ او هما معا؟ لكن قبل ذلك ال بأس ان نميز دعوى التحصيل‬
‫عن دعوى االساس الضريبي او الوعاء الضريبي‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تمييز دعوى التحصيل عن دعوى الوعاء‪:‬‬


‫في كل المنازعات الجبائية بصفة عامة يتم التمييز عادة بين صنفين هامين من النزاعات في‬
‫الوعاء و النزاعات في التحصيل‪ ،‬فالنزاع في الوعاء هو نزاع في اساس الضريبة‪ .‬إال انه قد ال‬
‫ينازع الملزم احيانا االدارة في عمليات الوعاء بمفهومها الدقيق فقط‪ ،‬بل يشمل نزاعه كذلك‬
‫عمليات تصفية الضريبة‪ ،‬بمعنى يشمل احتسابها‪ ،‬و لهذا نجد ان التسمية الحقيقية و الدقيقة لهذا‬
‫الصنف من النزاعات ليست النزاعات في الوعاء‪ ،‬و إنما النزاعات في اساس الضريبة و‬
‫احتسابها‪.‬‬

‫اما النزاعات في التحصيل و إن كانت ترتبط بالنزاع الجبائي في مفهومه الواسع فهي تنصب في‬
‫حقيقة االمر على اجراءات التحصيل فقط‪ ،‬فالملزم في إطار هذه المنازعات ال ينازع اساس‬
‫الضريبة او احتسابها‪ ،‬و انما يعترض قانونا على الزامية الضريبة‪ ،‬بمعنى انه يعترض على اداء‬
‫الضريبة عندما يطالبه بها المحاسب المكلف بالتحصيل‪.‬‬

‫‪ 160‬عبد الرحيم حزيكر‪ ،‬اشكالية تحصيل الضرائب بالمغرب‪-‬محاولة في التأصيل و البحث في سبل تحقيق التوازن بين امتيازات ادارة التحصيل و ضمانات‬
‫الملزم‪ ،‬اطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2003-2004‬ص ‪.298‬‬

‫‪68‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫ل ذلك فعند الطعن امام القضاء‪ ،‬يتعين التمييز بين اختصاصات مديرية الضرائب‪ ،‬المتمثلة في‬
‫فرض الضريبة و احتسابها و مراجعتها و الغائها و لصدار الجداول المتعلقة بها‪ ،‬و الخزينة‬
‫العامة التي يرجع اليها االختصاص في تحمل هذه الجداول و تحصيلها‪.‬‬

‫و بالتالي‪ ،‬فعند توجيه اي دعوى في هذا الشأن يجب مراعاة هذه االختصاصات‪ ،‬فالدعوى‬
‫المتعلقة بأساس الضريبة يجب ان توجه مباشرة ضد المدير العام للضرائب‪ ،‬دون ادخال الخازن‬
‫العام للمملكة في الدعوى‪ ،‬اال ان ما يالحظ في هذا المجال هو ان دعاوى الطعن في اساس الدين‬
‫غالبا ما ترفع ضد الخازن العام للمملكة و القابض المكلف بالتحصيل‪ ،‬اعتقادا من بعض‬
‫الملزمين‪ ،‬او من ينوب عنهم‪ ،‬بأن القابض هو المسؤول االول و االخير عن هذه الضريبة دون‬
‫التمييز بين االدارة المكلفة بالوعاء‪ ،‬اي مديرية الضرائب‪ ،‬و اإلدارة المكلفة بالتحصيل‪ ،‬اي‬
‫الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬او اقحام الخازن العم للمملكة و القابض مع مديرية الضرائب على اساس‬
‫انهما ادارة واحدة‪.‬‬

‫كما ان هذا التمييز ايضا بين دعوى التحصيل و دعوى الوعاء تظهر اهميته كذلك في‬
‫االختصاص القضائي‪ ،‬حيث إن دعوى التحصيل تعرف توزيعا غير دقيقا بين القضاء العادي و‬
‫القضاء االداري‪ ،‬كما سنناقش الحقا في الفقرة الموالية من هذا الفرع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى التحصيل بين القضاء الشامل و قضاء االلغاء‪:‬‬


‫قبل التطرق لطبيعة دعوى التحصيل ال بد ان نشير بداية ان الدعوى عموما يمكن ان تأتي في‬
‫إطار دعوى االلغاء او دعوى القضاء الشامل‪ ،‬و للتمييز بينهما ينبغي التذكير ان دعوى االلغاء‬
‫باقتضاب تسعى الى مراقبة مشروعية القرار االداري‪ ،‬و الحكم بإلغائه بسبب ما يشوبه من‬
‫تجاوز السلطة و الوقوف عند هذا الحد‪ ،‬بينما دعوى القضاء الشامل باقتضاب كذلك تهدف الى‬
‫‪161‬‬
‫تعديل القرار المطعون فيه و تصحيحه و استبداله بقرار اخر يحل محله عند االقتضاء‪.‬‬

‫ان موقف المحاكم االدارية يميل الى اعتبار المنازعات الضريبية عموما منازعات قضاء‬
‫شامل‪ ،162‬و قد زكى الفقه في معظمه هذا التأويل‪ ،‬و رأى فيه اتجاها إيجابيا للقضاء المغربي‪.163‬‬

‫‪ 161‬امينة جبران "القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى القضاء الشامل"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المنشورات الجامعية المغاربية‪،1994 ،‬ص‪.211.‬‬
‫‪ 162‬عبد الرحيم حزيكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪ 163‬محمد السماحي‪،‬مسطرة المنازعة في الضريبة‪،‬دار ابي رقراق‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬ص‪.194‬‬

‫‪69‬‬
‫و اذا كان ذلك يهم المنازعات الضريبية بصفة عامة‪ ،‬فإن منازعات التحصيل تمتاز بخصائص‬
‫خاصة نستطيع من خاللها ان نجزم بأنها من صميم القضاء الشامل‪ ،‬و نميل في هذا الرأي الى ما‬
‫ذهب اليه االستاذ جعفر حسون‪ ،164‬و ذلك نظرا الن اجراءات التحصيل اجراءات تنفيذية ليست‬
‫لها صبغة قرارات ادارية‪ ،‬و هي بهذه الصفة غير قابلة للطعن فيها عن طريق دعوى االلغاء‬
‫بسبب تجاوز السلطة التي تتطلب بالضرورة وجود قرار اداري‪.‬‬

‫و من تم فإن التعرض على االمر بالتحصيل او اجراءات الحجز او البيع‪....‬هو تعرض على‬
‫اجراءات تنفيذية يملك القاضي ازاءها سلطة واسعة تمتد الى التصريح ببطالن االجراء و االمر‬
‫بعدم متابعته بل و احيانا ارجاع الحالة الى ما كانت عليه‪.‬‬

‫و هكذا و استنادا الى المبادئ العامة التي تقضي ان دعوى االلغاء ال يمكن ان يكون‬
‫موضوعها اال قرارا اداريا باعتباره تصرف انفراديا من جهة االدارة ينشئ وضعية قانونية‪ ،‬و‬
‫بالنظر الى االجراءات التنفيذية عموما و اجراءات التحصيل خصوصا ليست إجراءات ادارية‬
‫لكونها تقتصر على اعطاء هذه القرارات طبيعتها التنفيذية على ارض الواقع‪ ،165‬فإنه يمكن‬
‫االستنتاج ان دعوى التحصيل ال يمكن اخضاعها لدعوى االلغاء‪.‬‬

‫و حتى اذا افترضنا جدال قبول دعوى االلغاء من طرف المحكمة فعلينا ان ننظر الى مال هذه‬
‫الدعوى‪ ،‬فإذا ادت الى الغاء القرار‪ ،‬فذلك يعني احالة الملزم من جديد على االدارة التي قد تتدارك‬
‫العيب الذي شاب القرار الملغى بإصدارها قرارا جديدا و الذي قد يصبح بدوره موضوعا للطعن‬
‫‪166‬‬
‫باإللغاء‪ ...‬و بهذا يجد الملزم نفسه في دوامة بين توالي القرارات و توالي الطعون بإلغائها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاص القضائي في دعاوى المتعلقة بالتحصيل‪:‬‬


‫سنتناول في هذه الفقرة االختصاص المحلي و النوعي في المنازعات المتعلقة بالتحصيل‪ ،‬ثم‬
‫نتطرق بعد ذلك اهم االشكاالت التي تثيرها مسألة االختصاص القضائي في ميدان التحصيل‪..‬‬

‫اوال‪ :‬االختصاص المكاني و النوعي في المنازعات المتعلقة بالتحصيل‪:‬‬

‫‪164‬ذ‪.‬جعفر حسون " الطبيعة القانونية للمنازعات الضريبية في ضوء قانون ‪ 90.41‬المحدث و المنظم للمحاكم االدارية" في المجلة ‪ REMALD‬عدد‬
‫‪ 1996/4‬ص ‪.50‬‬
‫‪ 165‬ذ‪.‬جعفر حسون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 166‬عبد القادر ثيعالتي ‪ ،‬النزاع الضريبي في التشريع المغربي‪ ،‬دار النشر المغربية ‪ ،‬طبعة ‪ 2002‬ص ‪.126‬‬

‫‪70‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫أ‪ .‬االختصاص المحلي‪:‬‬


‫من اجل تقريب القضاء من المتقاضين‪ ،‬أنشأ المشرع مجموعة من المحاكم في جميع أنحاء‬
‫المملكة‪ ،‬كما سن قواعد اختصاص لكل محكمة من هذه المحاكم‪ ،‬حتى ال يترك الحرية للمدعي‬
‫‪167‬‬
‫في رفع دعواه الى اية محكمة يختارها‪ ،‬و ما قد يؤدي ذلك الى إرهاق المدعي عليه‪.‬‬

‫و هكذا نص المشرع على ان المحكمة المختصة بالبت في المنازعات الجبائية‪ ،‬المتعلقة‬


‫‪168‬‬
‫بالتحصيل‪ ،‬هي المحكمة الموجودة بالمكان الذي يجب تحصيل الضريبة فيه‪.‬‬

‫و قد راعى المشرع المغربي نفس التحديد لالختصاص المكاني حينما انشأ المحاكم االدارية‬
‫بمقتضى القانون ‪ ، 41-90‬المواد ‪ 30-28‬منه‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 11‬من نفس القانون‪ ،‬على ان‬
‫المحكمة االدارية بالرباط تختص بالبت في النزاعات الراجعة الى اختصاص المحاكم االدارية‬
‫التي تنشأ خارج دوائر اختصاص جميع هذه المحاكم‪.‬‬

‫و ال شك أن إقرار هذه القاعدة سيكون له أثر كبير في مجال المنازعات الضريبية‪ ،‬و التي‬
‫تطرح مشكلة تنازع االختصاص المكاني‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتطبيق المعاهدات و االتفاقيات‬
‫الضريبية الدولية‪.‬‬

‫و في الواقع العملي‪ ،‬فإن مسألة االختصاص المكاني في المنازعات المتعلقة بالتحصيل‪،‬‬


‫أثبتت ان المكلف باألداء يكون مدعيا حينما يسعى الى مقاضاة إدارة التحصيل أثناء مباشرتها‬
‫إلجراءات التحصيل الجبري‪ ،‬و هذا ما يؤدي‪ ،‬بالضرورة‪ ،‬الى مقاضاة االدارة امام المحكمة التي‬
‫توجد في الدائرة التي تستحق فيها الضريبة‪ ،‬و ان عدم مراعاة هذا الجانب يؤدي الى إثارة‬
‫‪169‬‬
‫إشكالية الدفع بعدم االختصاص المكاني‪.‬‬

‫كما يكون ايضا المحاسب المكلف بالتحصيل‪ ،‬في إطار مباشرته إلجراءات التحصيل‬
‫القضائية‪ ،‬اي تلك االجراءات التي تتطلب استصدار ترخيص من القضاء‪ ،‬يستلزمه رفع دعواه‬
‫امام الجهة القضائية المختصة مكانيا بالبت في طلبه‪ ،‬و هكذا فإن القابض البد ان يراعي‬
‫‪167‬‬
‫‪Michel Rousset- la justice administrative est-elle prête à affronter les défis du vingt et unième siècle-REMALD N°‬‬
‫‪40 « 40 ans de justice administrative au Maroc » série « Thémes actuels » N° 14 année 1998.‬‬
‫‪ 168‬تنص المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 41-90‬على انه تطبق امام المحكمة االدارية قواعد االختصاص المحلي المنصوص عليها في الفصل ‪ 27‬و ما يليه الى‬
‫الفصل ‪ 30‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ 169‬لقد حدد المرسوم الصادر في نوفمبر ‪ 1993‬تطبيقا الحكام القانون رقم ‪ 41-90‬المحدث للمحاكم االدارية عدد المحاكم االدارية بالمغرب في ‪ 7‬محاكم و‬
‫عين مقارها بالمدن التالية‪ :‬الرباط‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬فاس‪ ،‬مراكش‪ ،‬مكناس‪ ،‬اكادير‪ ،‬وجدة‪ ،‬كما حدد نفس المرسوم دوائر نفوذ هذه المحاكم‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫االختصاص المكاني للمحكمة التي يريد ان يرفع الدعوى امامها‪ ،170‬حتى ال يواجه بعدم‬
‫االختصاص المكاني‪.‬‬

‫ب‪ .‬االختصاص النوعي‪:‬‬


‫بعد صدور القانون ‪ 41-90‬المحدثة بموجبه محاكم ادارية‪ ،‬اصبحت لهذه االخيرة الوالية العامة‬
‫للنظر في جميع المنازعات الضريبية‪،171‬إذ قبل ذلك كانت المحاكم العادية هي صاحبة‬
‫االختصاص في جميع النزاعات االدارية بما فيها تلك التي تتعلق بالضرائب‪.‬‬

‫و هكذا نجد ان مدونة التحصيل اسندت االختصاص للبت في المنازعات‪ ،‬التي قد تنشأ عن تطبيق‬
‫احكامها‪ ،‬الى المحكمة االدارية لمكان استحقاق الضريبة‪،172‬و هم اسناد يتماشى مع ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 41-90‬من اختصاص هذه المحاكم للبت في الدعاوى المتعلقة‬
‫بتحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة و الديون التي في حكمها‪.‬‬

‫و انطالقا من مدونة التحصيل‪ ،‬يمكن الحديث عن نوعين من المنازعات و هما‪:‬‬

‫‪ ‬المنازعات التي تنشأ عن تطبيق القانون المتعلق بتحصيل الديون العمومية‪ ،‬و هي‬
‫منازعات موضوعية يثيرها الملزم المدين اثناء الطعن في إجراء من اجراءات التحصيل‪،‬‬
‫و هذا النوع من المنازعات ال يثير اي اشكال من حيث الجهة القضائية المختصة‪ ،‬حيث‬
‫نجد المادة ‪ 141‬من مدونة التحصيل صريحة في هذا االطار حينما اسندت االختصاص‬
‫للمحاكم االدارية الموجودة بالمكان الذي تستحق فيه الديون العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬المنازعات التنفيذية‪ ،‬و نقصد بها إجراءات التحصيل القضائية‪ ،‬و هي اجراءات تتطلب‬
‫ترخيصا من القضاء عن طريق استصدار حكم قضائي يحدد امكانية مباشرة المحاسب‪،‬‬
‫المكلف بالتحصيل‪ ،‬التنفيذ على مال المدين بالضريبة‪.‬‬

‫و بهذا اصبحت المحاكم االدارية لها الوالية العامة للنظر في النزاعات الضريبية بما فيها نزاعات‬
‫تحصيل الضرائب‪ ،‬لكن مع ذلك فقد بقيت العديد من نزاعات التحصيل تعرض على القضاء‬
‫العادي المتمثل في المحاكم العادية االبتدائية و التجارية‪.‬‬
‫‪ 170‬نصت المادة ‪ 141‬من القانون رقم ‪ 15-97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية على‪ " :‬تعرض النزاعات التي قد تنشأ عن تطبيق احكام هذا القانون‬
‫على المحاكم االدارية المجودة بالمكان الذي تستحق فيه الديون العمومية‪".‬‬
‫‪ 171‬المادة ‪ 8‬من القانون ‪.41-90‬‬
‫‪ 172‬المادة ‪ 141‬من القانون رقم ‪ 15/97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫و بالتالي فهل هذا التوزيع في اال دوار هو توزيع تشريعي بين هيئات قضائية؟ ام ان االمر يتعلق‬
‫بوجود تنازع في االختصاص بين عدة محاكم لو يستطع المشرع تجاوزه او تدليله في مدونة‬
‫‪173‬‬
‫تحصيل الديون العمومية؟‬

‫و بالتالي‪ ،‬فرغم الوالية العامة التي للمحاكم االدارية في نزاعات تحصيل الضرائب‪ ،‬فأن‬
‫التساؤل الذي يفرض نفسه انه إذا تعلق االمر بمساطر فرعية للتحصيل كالمنازعة في مسطرة‬
‫الحجز العقاري التي تخضع لقانون المسطرة المدنية او المطالبة باالستحقاق الفرعي للمنقول او‬
‫العقار او المنازعة في مسطرة حجز االصل التجاري‪ ،‬و غير ذلك مما له عالقة بالقوانين المدنية‪،‬‬
‫فهل تبق ى مع ذلك المحاكم التدارية مختصة بالبت في النزاع ام ان االختصاص ينتقل الى القضاء‬
‫‪174‬‬
‫العادي المتمثل في المحاكم العادية االبتدائية و المحاكم التجارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إشكاالت التنازع القضائي في دعاوى المنازعة في إجراءات تحصيل الديون‬


‫العمومية‪:‬‬
‫ان التساؤل اعاله يبقى مط روحا خصوصا ان المدونة لم تأتي بحل واضح رغم ما سبقتنا اليه‬
‫بعض االنظمة بالتنصيص صراحة على اختصاص المحاكم العادية كلما تعلق االمر بالمنازعة‬
‫المنصبة على الحجز اداريا‪ ،175‬او قضائيا كما هو الحال في النظام المصري‪ 176‬و الفرنسي‪.177‬‬

‫أ‪ .‬المحاكم االبتدائية‪:‬‬


‫إن تحصيل الديون العمومية بصفة عمومية و الديون الضريبية بصفة خاصة يتطلب في الكثير‬
‫من الحاالت نهج مساطر قضائية من طرف المحاسب المكلف بالتحصيل كمسطرة حجز و بيع‬
‫العقار‪ ،‬مسطرة تطبيق االكراه البدني‪ ،‬طلب الترخيص بفتح االبواب المغلقة في إطار مسطرة‬
‫الحجز‪ ...‬و كل هذه المساطر تختص بها اصال المحاكم االبتدائية العادية‪.‬‬

‫و منذ البداية‪ ،‬يمكن ان نسجل ان مقتضيات المدونة تعرف غموضا كبيرا لتحديد اختصاص‬
‫المحاكم االبتدائية‪ ،‬كما ان االجتهاد القضائي لم يستطع تجلية هذا الغموض بل إن بعض االحكام‬
‫‪ 173‬د‪ .‬احمد قليش و د‪ .‬محمد زنون‪ ،‬المنازعات الجبائية المحلية‪،‬سلسلة المعارف العلمية في الشرح العلمي للمنظومة الجبائية‪ ،‬الطبعة االولى ‪ 2014‬ص‬
‫‪.133‬‬
‫‪ 174‬عبد الرحيم حزيكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪ 175‬المقصود هم اجراءات التنفيذ على االموال من طرف االدارة‪.‬‬
‫‪ 176‬عبد الرحيم حزيكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪ 177‬المادة ‪ 281‬من مجموعة المسطرة الجبائية الفرنسية التي تنص على اختصاص القضاء العادي بالنظر في الطعون المتعلقة بأعمال المتابعة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫كما في حالة اعتبار كل من المحكمة االدارية لوجدة و‬ ‫‪178‬‬
‫اختلفت لدرجة التناقض أحيانا‪،‬‬
‫المحكمة التجارية لفاس نفسهما معا مختصان بإصدار اوامر الحجز التحفظي‪ ،‬حيث إن االمر‬
‫الصادر عن ادارية وجدة عدد ‪ 99/7‬بتاريخ ‪ 99/03/24‬في الملف رقم ‪ 99/7‬قضى باالذن‬
‫لقابض الناظور تحت مسؤوليته و عهدته إجراء حجز تحفظي على اصل تجاري‪ ،‬بينما االمر‬
‫الصادر عن المحكمة التجارية بفاس في الملف رقم ‪ 2000/1449‬بتاريخ ‪2000/09/25‬‬
‫‪179‬‬
‫قضى باالذن الدارة الجمارك بإجراء حجز تحفظي على االصل التجاري لمدينها‪.‬‬

‫و بالتالي فمن بين الحاالت التي تفرض اللجوء الى المحاكم االبتدائية و اخرى تعرف الكثير‬
‫من الغموض نجد‪:‬‬

‫‪ ‬تنص المادة ‪ 52‬من المدونة على انه اذا تعذر على مأمور التبليغ و التنفيذ للخزينة القيام‬
‫بأموريته لكون االبواب مغلقة او نظرا لعدم فتحها له‪ ،‬يرخص له فتحها بواسطة امر‬
‫صادر بناء على طلب وفق شروط الفصل ‪ 148‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬و معلوم ان هذا الفصل ينص‬
‫صراحة على اختصاص المحاكم االبتدائية‪.‬‬

‫‪ ‬تنص المادة ‪ 67‬من المدونة ان حجز العقارات و بيعها يتم من طرف أعوان التبليغات و‬
‫التنفيذات القضائية طبقا ألحكام ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬و إن غموض هذه المادة الناتج عن عدم النص‬
‫الصريح على المحاكم المختصة بالنزاعات المتعلقة بهذه المسطرة جعل التأويالت تختلف‪،‬‬
‫حيث يرى البعض ان االختصاص يعود الى القضاء العادي باإلحالة الصريحة على‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬بينما يرى البعض ان االختصاص يعود الى المحاكم االدارية بدليل ام المادة ‪141‬‬
‫من المدونة تنص على اختصاصها في كافة المنازعات المتعلقة بالتحصيل‪ ،‬و ان الدين‬
‫الضريبي هو المستهدف و ليس العقار و ان قواعد المسطرة المدنية تطبق من طرف‬
‫القضاء االداري باإلحالة الصريحة في الفصل ‪ 7‬من القانون ‪ 41-90‬على هذه القوانين‪.‬‬

‫‪ 178‬كما في حالة اعتبار كل من المحكمة االدارية لوج دة و المحكمة التجارية لفاس نفسهما معا مختصان بإصدار اوامر الحجز التحفظي‪ ،‬حيث إن االمر‬
‫الصادر عن ادارية وجدة‬
‫‪ 179‬ورد عن عبد الرحيم حزيكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.306‬‬

‫‪74‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫‪ ‬و تنص المادة ‪ 80‬من المدونة صراحة على طلب االكراه البدني يوجه الى المحكمة‬
‫االبتدائية التي تبت فيه في إطار القضاء االستعجالي‪ ،‬حيث يكتفي القاضي االستعجالي‬
‫بتحديد مدة االكراه بعد دراسته شكليات الطلب تاركا المجال للمحكمة االدارية قصد البت‬
‫في النزاعات التي تنشأ بعد ذلك طبقا الحكام المادة ‪ ،141‬حيث تشير المادة ‪ 80‬اعاله الى‬
‫ضرورة مراعاتها‪.‬‬

‫ب‪ .‬المحاكم التجارية‪:‬‬


‫كما هو الشأن بالنسبة للمحاكم االبتدائية‪ ،‬فإن مقتضيات المدونة تبقى غامضة في تحديد اختصاص‬
‫المحاكم التجارية‪ ،‬هذا الغموض الذي تركه المشرع لم يزله القضاء و كقاعدة عامة فالمحاكم‬
‫التجارية تختص بالقضايا المتعلقة بحجز و بيع االصول التجارية و إجراءات التصفية و التسوية‬
‫القضائية للمقاوالت‪ ،‬حجز و بيع السفن‪.‬‬

‫‪ ‬فطبقا للمادة ‪ 66‬من المدونة‪ ،‬فإنه يتم حجز السفن و بيعها وفق الشروط و االشكال‬
‫المنصوص عليها في مدونة التجارة البحرية مما يعني ان المحكمة التجارية هي المختصة‬
‫بهذه المسطرة‪.‬‬
‫‪ ‬تنص المادة ‪ 68‬من المدونة ان تنفيذ حجز االصول التجارية يتم وفق الشروط و االشكال‬
‫المنصوص عليها في مدونة التجارة‪ ،‬كما انه و طبقا للمادة الخامسة للقانون ‪95-53‬‬
‫المحدث للمحاكم التجارية‪ ،‬فإن هذه االخيرة هي المختصة بالنظر في النزاعات المتعلقة‬
‫باألصول التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬و على غرار المحاكم االبتدائية‪ ،‬فإن تعليمات الخازن العام حول التحصيل كانت حاسمة‬
‫في تحديد اختصاص المحاكم التجارية في حجز و بيع االصول التجارية و حجز و بيع‬
‫‪180‬‬
‫السفن‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االشكاالت المتعلقة بتحصيل الديون العمومية ‪.‬‬


‫إذا كان اعتماد قانون جديد بمثابة مدونة لتحصيل الديون العمومية ‪ ،‬جاء بهدف تأسيس نهج‬
‫جديد في العالقة بين اإلدارة والمواطن وربح رهان حكامة ضريبية تراعي المصالح العامة‬

‫عبد الرحيم حزيكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.309‬‬ ‫‪180‬‬

‫‪75‬‬
‫للدولة والمركز القانوني للمواطن ‪ ،‬فإن هذا المطلب الزال يحتاج الى المزيد من التدخل على‬
‫المستوى القانوني من خالل إعادة صياغة بعض المقتضيات القانونية وإيجاد الحلول لبعض‬
‫اإلشكاالت المطروحة ‪ .‬عند سلك مسطرة المنازعة القضائية من طرف المدعي أو من طرف‬
‫القاضي المعني بالفصل في هذه المنازعة وقولنا هذا ‪،‬ال يعني أن المقاربة القانونية وحدها‬
‫الكافية للتغلب على هذه اإلشكاالت بل هذه األخيرة تظل قاصرة إذا لم نعمل على تقييم‬
‫السلوكيات والمناخ الذي يفرز هذه اإلشكاالت سواء على مستوى عمل اإلدارة الضريبية داخليا‬
‫وخارجيا وعلى مستوى العمل القضائي ودوره في دعم هذه العملية وذلك من خالل تطبيق‬
‫مبادئ الحكامة لضريبة على مستوى العمل الضريبي والقضائي على حد السواء ‪ .‬هذه‬
‫الضروريات هي وحدها الكفيلة بالتقليص من حجم اإلشكاالت المطروحة على مستوى القانون‬
‫وهي الكفيلة أخيرا ببناء عالقة جديدة بين اإلدارة والمواطن ‪.‬‬

‫سنعمل على تحليل بعض اإلشكاالت مع استحضار البعد الحقوقي والطابع الذي جاءت من‬
‫أجله مدونة تحصيل الديون العمومية ‪ .‬من خالل الفرعين ‪( :‬الفرع األول) سنتحدث عن‬
‫االشكاالت المتعلقة بالمرحلة اإلدارية وعالقتها مع الملزم ‪ ،‬في حين سنعالج في (الفرع الثاني )‬
‫االشكاالت المرتبطة بالمرحلة القضائية والنص القانوني ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬االشكاالت المتعلقة بالمرحلة اإلدارية وعالقتها مع الملزم ‪.‬‬

‫إن ما يميز النزاعات الضريبية عن أغلب النزاعات اإلدارية األخرى هو ضرورة تقديم‬
‫التظلم اإلداري لإلدارة قبل المنازعة أمام القضاء ‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 120‬من مدونة تحصيل‬
‫الديون العمومية على أن المطالبات المتعلقة بإجراءات التحصيل الجبري تحت طائلة عدم‬
‫القبول الى رئيس اإلدارة التي ينتمي إليها المحاسب المكلف بالتحصيل المعني أو من يمثله ‪،‬‬
‫داخل ‪ 60‬يوما الموالي لتاريخ تبليغ اإلجراء مدعمة بالمستندات التي تثبت تكوين الضمانات‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 118‬من المدونة ‪،‬وعندما يكون القرار في غير صالح المدين‬
‫يمكن لألخير أن يرفع دعوى أمام المحكمة المختصة ‪.‬‬

‫و يعاني الجهاز المكلف بالتحصيل غياب على مستوى التواصل مع المدينين ورفض‬
‫اإلدارات المتعاملة مع القباضة اإلدالء لها بالوثائق الالزمة التي تمكنها من القيام بمهمتها هذا‬

‫‪76‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫من جهة أما الجهة الثانية تواجه اإلدارة اكراهات بشرية ومادية ناتج عن قلة الموارد البشرية‬
‫والمالية واللوجستيكية التي تشتغل بها اإلدارة والتي تكون سببا في عدم تداركها لتحصيل الدين‬
‫‪،‬وبالتالي يكون مآله التقادم إما قبل البدء في اإلجراءات الجبرية لتحصيله أو البدء فيها ثم‬
‫التوقف عنها ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلكراهات البشرية والمادية ‪:‬‬

‫تتجلى االكراهات البشرية والمادية في ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬اشكالية الباقي استخالصه ‪.‬‬


‫تعتبر ظاهرة الباقي استخالصه من الظواهر التي تعاني منها مختلف الجماعات الترابية‬
‫‪،‬لتتحول وتصبح ظاهرة وطنية نظرا لتفاقم حجمها دون اتخاد اإلجراءات الحاسمة للقضاء على‬
‫وال يمكننا الحديث عن االشكال المطروح على‬ ‫‪181‬‬
‫الوباء المالي الذي آلم بالميزانيات المحلية‬
‫الباقي استخالصه إال بعد التعريف به كمفهوم ‪.‬‬

‫عرف الباقي استخالصه على أنه "مجموعة من المبالغ المستحقة للجماعات الترابية ‪،‬و التي لم‬
‫يتم استيفاءها في وقتها المحدد‪ .‬لسبب من األسباب‪ ,‬وتدرج في حسابات فصول الميزانية و‬
‫الحساب اإلداري سنة بعد أخرى ‪ ،‬كديون عالقة في ذمة الخاضع للجباية"‪ ،‬وبالتالي تشكل تراكما‬
‫ماليا يستدعي بذل جهود الستخالصها كليا‪ ،‬أو التقليص من حجمها‪،182‬أي أن الباقي استخالصه‬
‫يتشكل من المداخيل التي تم جردها من قبل اإلدارة الجبائية المحلية‪ .‬والتي لم تتمكن من تحصيلها‬
‫في وقتها‪،‬حيث تقوم الجماعة قبل السنة المالية التالية بتوجيه أوامر بالتحصيل بشأنها إلى القابض‬
‫‪183‬‬
‫الجماعي الذي يصبح بمجرد استالمها مسؤوال عن جبايتها‪.‬‬

‫و يشكل الباقي استخالصه عقبة في تنمية الجماعة الترابية‪،184‬كونه معضلة مالية مركبة تتقاطع‬
‫فيها كل االعتبارات السياسية و اإلدارية و االجتماعية و االقتصادية ‪،‬التي لها انعكاساتها السلبية‬

‫‪ - 181‬المادة ‪ 128‬من القانون رقم ‪ ,47.06‬األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.195‬بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2007‬المتعلق بجبايات الجماعات الترابية ‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫‪- Sbihi mohammed ,décentralisation fiscal, l expérience marocaine , revue marocaine de l administration local et‬‬
‫‪devellopment, 2009,p3.‬‬
‫‪ - 183‬كريم االحرش ‪،‬النظام الجبائي المحلي المغربي‪ ,‬في ضوء الممارسة العملية و وقائع االجتهاد القضائي‪ ،‬الطبعة االولى‪ – 2010‬الرباط‪ .‬ص ‪-183‬‬
‫‪.182‬‬
‫‪184 - Amine Mzouri, pourquoi il faut il reconsidérer la fiscalité locale?, sience en fiscalité locale,université med 5,‬‬
‫‪agdal _rabat. 2009-2010.‬‬

‫‪77‬‬
‫على الوضعية المالية للجماعة الترابية ‪.‬هذه االنعكاسات السلبية تحد من مسؤولية الجماعة الترابية‬
‫في مجال التنمية‪ ،‬وتؤثر ذلك على التقديرات السنوية التي تبقى مرهونة بتحصيل أو عدم‬
‫تحصيل المداخيل‪. 185‬‬
‫كما أن العجز الذي يصيب ميزانية الجماعة بسبب عدم تحصيل المداخيل‪ ،‬يدفعها غالبا إلى‬
‫التخلي عن تحقيق العديد من المشاريع المقررة برسم السنة المالية المعينة ‪.‬‬
‫إضافة إلى أن الباقي استخالصه يؤدي إلى توقف الجماعة الترابية عن القيام ببعض النفقات‬
‫اإلجبارية‪ .‬كأجور الموظفين و التعويضات المستحقة فيما يتعلق بالترقية‪ ،‬و يؤثر كذلك على‬
‫النفقات المتعلقة بالتدبير اليومي للجماعة‪ ،‬فيما يخص أداء نفقات استهالك الماء و الكهرباء و‬
‫الهاتف و األكرية ‪...‬‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬فالباقي استخالصه يؤثر سلبا على الفائض التقديري للجماعات الترابية‪ .‬فإذا‬
‫كان الفائض الحقيقي ال يمكن برمجته إال بعد المصادقة على الحساب اإلداري ‪ ،‬فان الفائض‬
‫التقديري تتم برمجته أثناء وضع الميزانية‪ .‬على أن تبقى إمكانية تحقيق المنجزات المقررة في‬
‫إطار الفائض التقديري مرهونة بتحقيق التقديرات المتعلقة بالمداخيل خالل السنة المالية المعنية‪.‬‬
‫فتبقى عملية برمجة الفائض التقديري تأخذ بعين االعتبار الباقي استخالصه الذي دائما يطرح‬
‫كله ‪.‬‬ ‫تحصيل‬ ‫استحالة‬ ‫و‬ ‫بعضه‬ ‫تحصيل‬ ‫إشكال‬
‫بالتالي تبقى آلية برمجة الفائض التقديري للجماعة مرتبطة بالقضاء على الباقي‬
‫استخالصه ‪.‬كما أن معضلة الباقي استخالصه تمتد إلى التأثير على قدرة الجماعة الترابية في‬
‫تحقيق االستقاللية المالية‪ ،‬و ذلك راجع إلى محدودية دورها في العملية الجبائية ‪،‬وخصوصا‬
‫‪186‬‬
‫عملية التحصيل‪.‬‬

‫وكذا محدودية تصرفها في مواردها المالية الذاتية‪ ،‬مما ينعكس على مصداقيتها مع الساكنة‬
‫المحلية ‪ .‬التي تظل في انتظار دا ئم من الجماعة الترابية أن تحقق المشاريع التي وعدت بها في‬
‫المالية ‪.‬‬ ‫السنة‬ ‫برسم‬ ‫مقررة‬ ‫تصبح‬ ‫التي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫االنتخابية‬ ‫برامجها‬

‫‪ .- 185‬صالح الدين اكريالن ‪ ،‬الميثاق الجماعي الجديد النظرية و التطبيق‪،,‬اجهزة الجماعة‪-‬السلطة المحليةة‪-‬الجماعةة و التنميةة ‪،‬الطبعةة االولةى ‪ ,2003‬مطبعةة‬
‫فيديبرانت‪ ،‬ص ‪. 167‬‬

‫‪ - 186‬محمد علةي ادبيةا‪ ،‬اشةكالية االسةتقالل المةالي للجماعةات فةي المغرب‪،‬منشةورات المجلةة المغربيةة لةالدارة المحليةة و التنميةة‪ ،‬الطبعةة االولةى ‪،,2001‬ص‬
‫‪. 231‬‬

‫‪78‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫حتى تتجاوز الجماعات الترابية إشكالية الباقي استخالصه ‪ ،‬فإنها أضحت ملزمة بترشيد عقلنة‬
‫ماليتها ‪،‬بنهجها للحكامة المالية التي ترتكز على عنصر اإلدارة الحديثة و على موارد مالية ذاتية‬
‫كافية‪ ،‬لضمان استقاللية مالية الجماعات الترابية ‪. 187‬‬

‫ثانيا ‪-‬اشكالية قلة الموارد البشرية ‪.‬‬


‫إن التنمية ليس لها عالقة فقط بالنصوص القانونية المنظمة للجبايات المحلية وال لطبيعة‬
‫التنظيمية ‪،‬بل إن األمر يستدعي الوقوف على مستوى الجيد لإلدارة الساهرة على تحصيل المادة‬
‫الجبائية ‪،‬بل إن أهمية اإلدارة المكلفة بالتحصيل وفاعليتها رهين بما تتوفر عليه من إمكانيات‬
‫بشرية ومادية فهذه اإلمكانيات هي وسائلها العملية للقيام بالوسائل المنوطة بها فأي نقص أو‬
‫خصاص في هذه الوسائل ينعكس سلبا على مردوديتها ويحد التالي من أهميتها‪.‬‬

‫يلعب العنصر البشري دورا رائدا و فعاال لكل نشاط إداري ‪،‬ذلك أن قيمة اإلدارة تتوقف على‬
‫قيمة الموظفين الذين يقودونها ‪ ،188‬يتجلى ذلك مستوى وكاالت المداخيل ‪،‬التي هي األخرى‬
‫تعاني من نقص عدد الموظفين واألعوان العاملين بها ‪ ،‬بالقياس مع حجم المهام المنوطة بها في‬
‫ميدان استخالص حقوق الجماعة المحلية ‪ ،‬حيث أن أغلب وكاالت المداخيل تتشكل من عدد قليل‬
‫كميا من الموارد البشرية التي تتوفر عليها الجماعات المحلية ‪.‬‬

‫هذا الضعف في الحجم اإلجمالي للعاملين بالوكالة ‪،‬لم يساعد على دعم أداء هذه األخيرة ‪ ،‬كما‬
‫أنه لم يسمح بمواجهة مختلف المهام المنوطة بها ‪ .‬وترجع أسباب هذا الضعف ‪،‬الى محدودية‬
‫عوامل التحفيز والتعويضات ‪،‬باإلضافة الى نظرة "االحتقار " التي تكون هذه المصلحة موضوعا‬
‫لها من طرف رؤساء المجالس ويعمدون الى تعيين الموظفين واألعوان بها العتبارات تأديبية ‪.‬‬
‫كما نذكر بهذا الصدد ضعف البرامج التكوينية خاصة فيما يتعلق بمجال الجبايات المحلية بالنسبة‬
‫لألعوان ووكالء المداخيل ‪ .‬وهو ماله انعكاس سلبي على الميدان الجبائي بحيث يظل يتسم‬
‫بضعف المردودية بسبب بعض المظاهر السلبية مثل عدم استخالص بعض الرسوم ‪،‬أو تأخير‬
‫إرسال اإلشعارات ‪...‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪187‬‬
‫‪Ahmed essoussi,pour queleque gouvernance financiere publique locale ? les finances des colléctivités locals dns‬‬
‫‪les etats du maghreb, 2011. P 102.‬‬
‫‪ - 188‬بحنوش عبد الكريم ‪،‬الالتركيز اإلداري ودوره في الرفع من مستوى التدبير اإلداري ‪،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‬
‫‪،‬عدد مزدوج ‪، 66.67‬سنة ‪، 2006‬ص ‪. 42‬‬

‫‪79‬‬
‫عموما ‪،‬يعد التحفيز بنوعيه المادي والمعنوي أحد العوامل األساسية التي تدفع العاملين أي‬
‫كان موقعهم الى بدل جهد أكبر واإلقبال على تنفيد مهامهم بجدية وكفاءة للرفع من مستوى عملهم‬
‫ومهامهم ‪ .‬ويجب أن تقوم فلسفة نظام التحفيز ‪،‬على اإلستحقاق والعدل كأساس جوهري لتنفيدها‬
‫‪ . 189‬هذا من جهة ‪ ،‬أما من الجهة اآلخرى نجد اشكال عدم التنسيق بين المصالح المكلفة الجبائية‬
‫وباقي المصالح اإلدارية األخرى‪ ،‬حيث إن عدم تحديد المادة الخاضعة للضريبة بشكل دقيق من‬
‫طرف مصالح الوعاء وكذلك ضعف تعاون السلطات المحلية ومصالح وكالة المحافظة على‬
‫األمالك العقارية يجعل عمل القباض متعبا وشاقا ‪،‬األمر الذي ينعكس سلبا على األداء اإلداري‬
‫لمصالح التحصيل ‪،‬ألن التنسيق الجيد والتواصل الجيد من أبرز مقومات األداء اإلداري ‪.‬‬

‫ومع غياب الثقافة الجبائية و افتقاد الجرأة لمواجهة اإلدارة يفضي الى غياب حيز التواصل‬
‫بين اإلدارة مما ينجم عنه أن الفرد يصبح يفضل المعاناة في صمت أو استعمال عالقات‬
‫شخصية لحل مشاكله مع اإلدارة‪،‬مع تقبل القرارات التعسفية لإلدارة بدل مواجهتها والتعبير عن‬
‫تضررهم منها وذلك خوفا من انتقامها‪ .190‬وهذا إن دل فإنما يدل على العالقة الغير المتوازنة‬
‫التي تربط بين الملزم موضوع إجراءات التحصيل الجبري و اإلدارة المكلفة بالتحصيل ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اإلكراهات التنظيمية والقانونية‬

‫أوال ‪ :‬اشكالية تقديم الضمانات التعجيزية المتعلقة بطلب وقف األداء ‪.‬‬

‫وهذه الضمانات هي التي نصت عليها المادة ‪ 118‬من مدونة تحصيل الديون العمومية والتي‬
‫ينبغي على المدين الذي يطالب بوقف أداء الدين أن يقدمها للمحاسب المكلف بالتحصيل تحت‬
‫طائلة متابعة اإلجراءات الجبرية الموالية الى حين استيفاء الدين ‪ ،‬وتتجلى هذه األخيرة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إيداع في حساب الخزينة ‪.‬‬

‫‪ - 189‬عقلة عبد الحق ‪ ،‬القانون اإلداري الجزء األول المبادئ األسا سية لدراسة القانون والعلم اإلداريين ‪ ،‬مطبعة دار القلم ‪،‬الرباط ‪،‬الطبعة الثانية ‪2004 ،‬‬
‫ص‪.91‬‬
‫‪ - 190‬لحبيب عطشان ‪ ،‬اإلشكاالت العامة لرفع الدعوى الضريبية ومدى تأثيرها في حماية الملزم ‪،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‬
‫‪،‬العدد ‪، 86‬ماي –يونيو ‪، 2006‬ص ‪.112‬‬

‫‪80‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫‪ -‬سندات ممثلة لحقوق دين المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 94-35‬المتعلق ببعض‬
‫سندات الدين القابلة للتداول الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.95.3‬بتاريخ ‪24‬‬
‫من شعبان ‪ 26 ( 1415‬يناير ‪. )1995‬‬
‫‪ -‬سندات عمومية وغيرها من القيم المنقولة ‪.‬‬
‫‪ -‬كفالة بنكية ‪.‬‬
‫‪ -‬ديون على خزينة ‪.‬‬
‫‪ -‬سند التخزين ‪.‬‬
‫‪ -‬رهن أصل تجاري ‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص عقار للرهن الرسمي ‪.‬‬

‫ويمكنه تقديم أشكال أخرى من الضمانات شرط قبولها من طرف المحاسب المكلف بالتحصيل‬
‫‪ .‬فإذا كانت الغاية من وقف األداء هي تخفيف على ذلك المدين الذي يعيش ضغوطات مالية‬
‫ومساعدته على الحفاظ على توازنه المالي ‪ ،‬فإن هذه الضمانات تشكل عقبة أمامه إلستفادته من‬
‫هذا الحق ‪،‬زيادة على تحمله بصوائر هذه الضمانات كما نصت على األخيرة من المادة ‪118‬‬
‫من مدونة تحصيل الديون العمومية ‪.‬‬

‫لذلك غالبا ما يكون تعقيد المساطر اإلدارية المعيقة لإلستفادة من الحقوق سببا في التخلي عنها‬
‫واليأس مع اإلستسالم ألمر الواقع ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬اشكالية متابعة األغيار‪.‬‬

‫من المعلوم أن المدين الجارية في حقه اإلجراءات الجبرية لتحصيل الدين العمومي حتما سيتم‬
‫التنفيد على أمالكه وقد يصل األمر الى التنفيد على جسده ‪،‬وقد يمتد األمر كذلك الى متابعة‬
‫األغيار المسؤولين أو المتضامنين المتعاملين معه ‪،‬والغاية من ذلك هي توسيع موارد الدولة‬
‫حتى ولو كان ذلك على حساب أغيار بريئين من تماطل وتقاعس المدين األصلي عن أدائه‬
‫لديونه وأيا كانت الظروف التي دفعت بهذا األخير الى عدم أدائه لديونه رضائيا ‪ ،‬فهذا األمر لن‬
‫يترتب إال فقدانا للثقة ما بين الشركاء ولن يزيد إال في تفكك العائالت وخصامها كما عبر عن‬

‫‪81‬‬
‫ذلك األستاذ محمد القصري حينما قال "‪ ...‬والواقع العملي أن بعض القباض ينتقون أحد الورثة‬
‫ويتابعونه في إطار المسؤولية التضامنية ‪،‬وقد يترتب على ذلك أداء دين التركة ولو تجاوز‬
‫ماينوبه فيها شرعا على أن يرجع القضاء على باقي الورثة السترجاع المبلغ المستخلص في‬
‫مواجهتهم ‪ ،‬فمثل هاته الحاالت ال تزيد العائلة إال تفككا وخصاما "‪.191‬‬

‫وفي ذات السياق ‪ ،‬وفي إطار حق اإلطالع الممنوح لإلدارة من خالل الباب ‪ 11‬من مدونة‬
‫تحصيل الديون العمومية من مادته ‪ 130‬الفقرة األولى منها ‪ ،‬فإن المشرع يلزم الهيآت‬
‫المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادة ‪ 129‬أن تقدم المعلومات المطلوبة للتعاون مع‬
‫المحاسب لذلك ‪،‬وتحت طائلة غرامة تهديدية قدرها ‪ 500.00‬درهم عن كل يوم تأخر في حدود‬
‫‪ 50.000.00‬درهم ‪ ،‬فعلى مايبدو يعتبر هذا األمر جد مجحف في حق هذه الفئة من األغيار‬
‫المنصوص عليهم في الفقرة األولى من المادة ‪ 129‬من مدونة تحصيل الديون العمومية ‪ ،‬ولن‬
‫نجانب الصواب إذا قلنا بأنها غرامة مبالغ في قيمتها ‪ ،‬وهذا إن دل ‪،‬فإنما يدل على أن للخزينة‬
‫شهية جد مفتوحة على جلب أكبر قدر ممكن من المردودية كلما سنحت لها الفرصة بذلك ‪ ،‬وهذا‬
‫ما يتعارض مع أهم األهداف التي جاءت من أجلها المدونة أال وهي خلق جسر التواصل بين‬
‫اإلدارة والملزمين ‪،‬إذا كيف يمكن الحديث عن هذا المبتغى في ظل جسامة مثل هاته الثغرات‬
‫القانوية ؟‬

‫ولذلك نرى بأن هذه اإلجراءات التي تباشر في حق األغيار تشكل ضربا بمبدأ العدالة‬
‫وذلك عندما يتعلق األمر بحجز وبيع منقوالته‬ ‫‪192‬‬
‫الجبائية كونها تمس بالسالمة المعنوية للغير‬
‫وعقاراته وأصوله التجارية وسفنه ‪ ،‬وذلك ال لشيء فقط لطبيعة العالقة التي تربطه بالمدين‬
‫األصلي وألن الخزينة يجب أن تحصل ذلك الدين مهما كانت نتائجه على آدمية الغير وحقوقه بل‬
‫المهم هم تحقيق مردودية أكبر بإسم مبتغى التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية للبالد ‪.‬‬

‫ثالتا – اشكالية تبليغ االنذار‪:‬‬

‫‪ - 191‬وذلك في مساهمته المعنوية ب "قراءة في المدونة الجديدة لتحصيل الديون العمومية قانون ‪، 97-15‬عن أشغال اليوم الدراسي المنظم من‬
‫طرف الخزينة العامة للملكة والمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية بتعاون مع مؤسسة هانس سايدل األلمانية بالرباط في ‪ 25‬أكتوبر ‪2000‬‬
‫‪،‬والمنشور عن المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة ‪،‬العدد ‪، 31‬سنة ‪. 2001‬‬

‫‪ - 192‬حيث تنص الفقرة األولى من الفقرة األولى من الفصل ‪ 21‬من الدستور على مايلي ‪ ":‬لكل فرد الحق في سالمة شخصه وأقربائه ‪،‬وحماية‬
‫ممتلكاته ‪".‬‬

‫‪82‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫من المعلوم‪ ،‬وكما تطرقنا من قبل على أن اإلنذار هو "اإلجراء الذي بواسطته ينذر المدين‬
‫‪،‬و في حالة تعذر تسليم اإلنذار لغياب المدين أو من يقوم مقامه فإن هذا اإلجراء‬ ‫‪193‬‬
‫بأداء دينه"‬
‫يعتبر مبلغا تبليغا صحيحا في اليوم العاشر الموالي لتاريخ تعليقه في آخر موطن له ‪ ،‬لكن ماذا‬
‫ليس الذي وضعت فيه الجهة‬ ‫‪194‬‬
‫لو لم يتوصل هذا المدين بطي التبليغ كون أن أخر موطن له‬
‫المكلفة بالتبليغ ملصق اإلنذار ‪،‬كما أن هذا الملصق معرض لإلتالف وقد ال يبقى طيلة مدة‬
‫العشرة أيام معلقا في الموطن األخير للمدين ‪ .195‬مما يحول دون توصله به وفي حالة احتجاج‬
‫المدين ب ذلك ‪،‬فإن اإلدارة من جهتها ستتمسك بتطبيقها لقاعدة قانونية صريحة وهي الفقرة‬
‫األخيرة من المادة ‪ 43‬من مدونة تحصيل الديون العمومية التي خولت لها الحق في مواصلة‬
‫اإلجراءات الجبرية بعد مضي أجل ‪ 10‬أيام على اعتبار أن مرور هذا األجل يفيد التبليغ‬
‫الصحيح لإلنذار سواء على المدين بهذا اإلجراء أو لم يعلم به ‪.‬وهنا نكون أمام إشكال متعلق‬
‫‪196‬‬
‫بإثبات التعليق وبقاء اإلنذار معلقا خالل عشرة أيام والوسائل الكفيلة ببقائه ‪.‬‬

‫إن األخد بعين اإلعتبار تعليق اإلنذار بآخر موطن للمدين يعتبر قرينة على وقوع التبليغ‪،‬‬
‫ببقائه‬ ‫الكفيلة‬ ‫الوسائل‬ ‫ثم‬ ‫التعليق‪،‬‬ ‫واقعة‬ ‫إثبات‬ ‫إشكال‬ ‫ويطرح‬
‫معلقا طوال هذه المدة‪ ،‬وكيفية إثباته‪ ،‬أال تعتبر هذه المقتربات الجديدة تراجعا عن إحدى‬
‫الضمانات القانونية األساسية التي كان يوفرها نظام التحصيل الملغى‪ ،‬حيث كانت مسطرة‬
‫التبليغ التي تروم إليها تشكل ضمانة حقيقية للمدين تحميه من كل عملية افتعال التبليغ‪.‬‬
‫يستفاد مما سبق أن المدين الذي يخرع لإلنذار يمكنه أن يوجه تظلما للمحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل ‪،‬كلما شابت هذه العملية أي شائبة سواء تعلق األمر بشكليات اإلنذار أو آجال تبليغه أو‬
‫بالنسبة للطرق التي يتم بها تبليغ هذا اإلجراء المهم من إجراءات التحصيل الجبري ‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫‪- jean MARIE viaaney Robert- Michel guillon. Sylvie TROXILER. Philippe GAUTIER- p. 377‬‬
‫‪ - 194‬المادة ‪ 43‬من مدونة تحصيل الديون العمومية "يسلم اإلنذار للمعني باألمر الذي يشهد بالتوصل على القائمة األصلية‪.‬‬
‫في حالة تعذر تبليغ اإلنذار للشخص نفسه‪ ،‬يسلم في ظرف مختوم في موطنه بين يدي‬
‫أقاربه أو خدمه أو مستخدميه أو أي شخص آخر يسكن معه‪ .‬ويشهد الشخص الذي تسلم‬
‫اإلنذار بالتوصل على األصل"‬
‫‪ - 195‬محمد قصري ‪ ،‬المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء اإلداري ‪،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬الرباط‬
‫‪ 2005،‬ص‪.124‬‬
‫‪ - 196‬ماء العينين الشيخ الكبير‪" ،‬تحصيل الديون العمومية عى ضوء ‪ ، " 15.97‬نشر وتوزيع سومادبل‪ ،‬الطبعة األولى‪.76 2012، ،‬ص‬

‫‪83‬‬
‫ونجدر بالذكر على أن المدونة الجديدة حسمت في مسألة تبليغ اإلنذار ووضعت حدا لجميع‬
‫الم شاكل والعراقيل التي كانت تعوق عملية التبليغ الصحيح وذلك من خالل المقتضيات الجديدة‬
‫‪197‬‬
‫والتي لم تكن موجود في ظهير ‪.1935‬‬

‫وعليه ‪ ،‬يستنتج على أن هذا المقتضى القانوني يغلب مصلحة اإلدارة على مصلحة المدين‪،‬‬
‫وذلك يدل على أن هاجس المشرع هو تبسيط إجراءات التحصيل الجبري لصالح اإلدارة ألن‬
‫هاجسه األكبر هو تحقيق المردودية وال يهم إن كان ذلك على حساب مصلحة المدين ‪.‬‬

‫كخالصة ‪،‬يمكن القول أنه في مقابل المزايا التي كانت تتوخاها المدونة من هذا الطعن‬
‫اإلداري ‪،‬توفير فرص أخرى أمام المدين لتسوية المنازعة ‪،‬تمكين اإلدارة من إصالح األخطاء‬
‫التي تكون قد ارتكبتها ‪ ،‬طرح المنازعة على جهة تتوفر أكثر من غيرها على جميع المعطيات‬
‫الواقعية والبيانات الالزمة ‪،‬وعل أصل الملف الخاص بالمشتكي‪...‬‬

‫فإن سلبيات هذا اإلجراء هي بدورها عديدة وتزيد من تعقيد اإلجراءات التي هي أصال تستغرق‬
‫وقتا حتى يحصل المدين على حل بخصوص خالفه مع اإلدارة ‪،‬كما أنه من باب المساواة أن‬
‫يكون هذا التظلم اختياريا كباقي المنازعات اإلدارية األخرى ‪ .‬وجوب االشارة على أن هناك‬
‫أحكام قضائية صادرة عن المحاكم المغربية ثبت في رفض طلب المسلم الناتج جراء اغفاله‬
‫لمسطرة التظلم اإلداري ‪،‬ومن قبيل ذلك الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‬
‫لم يرفق مقاله‬ ‫"‪ ....‬تبين للمحكمة بعد االضطالع على مختلف معطيات القضية أن المدعي‬
‫بأي تظلم أو مطالبة الى المحاسب المكلف بالتحصيل مما يشكل قرينة على أنه لم يحترم‬
‫المقتضيات المنصوص عليها في المادة ‪ 120‬من مدونة تحصيل الديون العمومية ‪ ...‬مما يتعين‬
‫والحالة هذا التصريح بعدم قبول الطلب" ‪.198‬‬

‫لهذا يكون هذا الرفض سببا في تقييد حقوق الملزمين في التقاضي وضمان محاكمة عادلة‬
‫بإجراء كهذا ‪،‬كونه يخول لإلدارة أن تكون حكما وخصما في اآلن ذاته ‪،‬وهو األمر الذي نراه‬

‫‪ - 197‬كان ينص الفصل ‪35‬من ظهير ‪ 1935/08/ 21‬على ‪ ":‬يسلم اإلنذار إلى المرسل إليه من طرف الجابي‪ ،‬أو عون المتابعات‪ ،‬الذي يعطي به وصال‬
‫على األصل" ‪.‬‬
‫‪- 198‬حكم عدد ‪ 4028‬بملف عدد ‪، 601/7113/2014‬الصادر بتاريخ ‪، 29/12/2014‬عن المحكمة اإلدارية ‪،‬الدار البيضاء ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫مجانيا للصواب ومجانيا للمساعي القضاء اإلداري في تحقيق العدالة وضمان حقوق األفراد في‬
‫‪199‬‬
‫مواجهة اإلدارة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االشكاالت المرتبطة بالمرحلة القضائية والنص القانوني ‪.‬‬

‫ان القارئ لمدونة التحصيل الجديدة سيالحظ أن هاته المدونة بقدر ما حققت مجموعة من‬
‫األهداف ‪،‬خاصة على مستوى تعزيز وتوطيد التوازن بين امتيازات اإلدارة الكلفة بالتحصيل‬
‫وضمانات الملزم ‪ ،‬بقدر ما يالحظ أن هذه المدونة في بعض أحكامها ظلت عاجزة عن إيجاد‬
‫الحلول الناجعة لإلشكاالت التي أصبحت تثير الجدل واختالف الرأي بين الفقه ‪،‬وذلك بسبب‬
‫غموض بعض نصوص مدونة التحصيل تثير الجدل واختالف الرأي بين الفقه ‪،‬وذلك بسبب‬
‫غموض بعض نصوص مدونة التحصيل وعدم انسجام بعض مقتضيات مع البعض اآلخر ‪،‬مما‬
‫يفتح المجال لبروز العديد من اإلشكاالت القانونية التي تواجه المدعي عند مباشرته للدعوى‬
‫الجبائية المتعلقة بتحصيل الديون العمومية ‪.‬‬

‫يعتبر مجال المنازعة في التحصيل ضيق جدا ‪ ،‬حيث يعترض المدعي في هذا المجال على‬
‫اإلنذار باألداء ‪،‬أو بدفع بتقادم المطالبة أو بعدم احترام تدرج إجراءات التحصيل أو المشاركة‬
‫في هذه اإلجراءات ‪ .‬كما يمكن أن يطلب إيقاف البيع ودعوى التحصيل التي شأنها شأن دعوى‬
‫الوع اء المقيدة ببعض الشروط أهمها سبق توجيه مطالبة إدارية‪ .‬إال أن كل هذه الدفوع‬
‫تعتريها مجموعة من العراقيل التي تعيق عملية تحصل الديون العمومية من بينها ‪:‬‬

‫أوال – ايقاف تنفيد تحصيل الديون العمومية‬

‫يقصد بإيقاف تنفيد ‪،‬الحكم الذي بموجبه يرى القاضي بطلب من المعني باألمر أن يوقف مؤقتا‬
‫تنفيد أو إلعمال قرار إداري يكون في نفس الوقت كموضوع دعوى في شرعيته ‪ .‬أما في‬
‫مجال الديون العمومية فيقصد به وقف تنفيد دين عمومي من طرف القضاء لفائدة المدين ‪ ،‬الى‬
‫‪.‬وهذا يختلف كل االختالف عن‬ ‫‪200‬‬
‫حين البث بحكم نهائي في منازعته في موضوع الدين‬

‫‪ -‬سعيد اولعربي‪" ،‬إشكالية تحصيل ديون الدولة "‪ ،‬منشورات الحلبي مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬طبعة ‪2016،‬ص‪.4‬‬ ‫‪199‬‬

‫‪.‬‬
‫‪ -‬سعيد العمري‪"،‬توقيف الديون العمومية أمام القضاء االداري"‪ ،‬ارسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة القاضي عياض‬ ‫‪200‬‬

‫مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪، 2011/2010،‬ص ‪. 29‬‬

‫‪85‬‬
‫ايقاف األداء الضريبي ‪ ،‬نجد المشرع منح لكل شخص مطالب بدين ضريبي أن يلجأ الى‬
‫المحاسب المكلف بالتحصيل من أجل أن يوقف مطالبته بدين ضريبي أو متابعته بإجراء من‬
‫إجراءات التحصيل ‪ ،‬وذلك الى حين البث في شكايته المتعلقة بالدين أو صدور حكم في‬
‫الدعوى المرفوعة أما م الجهة القضائية المختصة ‪،‬وقد أقر المشرع هذا الحق من أجل حماية‬
‫الحقوق المالية للمدين الذي يرى أن تسديد الدين المطالب به في الوقت الحالي سيؤثر سلبيا على‬
‫توازنه المالية‪.‬كون هذه األخيرة تخضع في مسطرة ايقاف األداء الى المسطرة االدارية التي‬
‫ينظر فيها المحاسب العمومي طبقا للمادة ‪ 117‬من مدونة قانون ‪،201 97-15‬و نصت أيضا‬
‫هذه المادة في الفقرة الثانية على ما يلي "‪ ...‬إال أنه يمكن للمدين أن ينازع كال أو بعضا في‬
‫المبالغ المطالب بها ‪،‬أن يوقف أداء الجزء المتنازع فيه شريطة أن يكون قد رفع مطالبته داخل‬
‫اآلجال المنصوص عليها في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل وأن يكون قد كون ضمانات‬
‫من شأنها أن تؤمن تحصيل الديون المتنازع فيها "‪ ،‬مفاد هذه الفقرة على كل مدين يملك الصفة‬
‫يمكنه أن يطلب إيقاف تحصيل الدين العمومي شريطة أن يتقدم بطلب داخل اآلجال المنصوص‬
‫عليه قانوناهذا من جهة ‪،‬أما الجهة الثانية نجد أن ايقاف تنفيد تحصيل الديون العمومية تخصع‬
‫الى المسطرة القضائية التي يتوالها القضاء االستعجالي ويقوم بالنظر فيها‪ .‬واالسثتناء الوحيد‬
‫هو ايقاف تحصيل الديون العمومية بناءا على المادة ‪ . 117‬ألن المشرع نص بشكل صريح‬
‫على امكانية ايقاف تحصيل الديون العمومية بناءا على السلطة التقديرية لإلدارة ‪،‬أن يتقدم‬
‫المدين الذي ينازع في المبالغ التي بذمته ‪،‬ولكن شريطة أن يقدم ما يبرر أنه يمر بوضعية مالية‬
‫صعبة تجعله غير قادر على األداء في تارخ االستحقاق مما يجعل المحاسب المكلف بالتحصيل‬
‫يوافق على التأجيل ‪،‬وهذا مايسمى بتسهيالت في األداء ‪،‬وفي هذا االطار نصت المذكرة‬
‫المصلحية رقم ‪ 4/06‬الصادرة ‪ 6‬يناير ‪ 2006‬عن الخازن العام والمتعلقة بتسهيالت في األداء‬
‫على أنه "ال يحق ألي كان أن يوقف أداء الضريبة أو يعرقل إجراءات التحصيل المتخدة في‬
‫هذا الشأن إال أنه يمكن يمكن للمحاسبين المكلفين بالتحصيل وتحت مسؤوليتهم وبناءا على تقديم‬

‫‪ - 201‬محمد القصري " المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء المغربي"‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة ‪ 2017‬ص ‪. 188‬‬

‫‪86‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫ضمانات ‪،‬أن يمنحوا تسهيالت للملزم الذي يعاني صعوبات مالية ‪،‬لذلك على شكل إيقاف‬
‫لألداء أو األداء بأقساط "‪.‬‬

‫و جاءت المادة ‪ 124‬من مدونة تحصيل الديون العمومية تنص عل أن " ال يحق ألي سلطة‬
‫عمومية أو إدارية أن توقف أو تؤجل تحصيل الضرائب والرسوم والديون األخرى‪ ،‬أو أن‬
‫تعرقل سيره العادي‪ ،‬تحت طائلة إثارة مسؤوليتها الشخصية المالية‪،‬وفق الشروط المحددة في‬
‫الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 8‬شعبان ‪5( 1374‬أبريل ‪ ) 1955‬بشأن مسؤولية المحاسبين‬
‫العموميين ‪ ".‬باإلضافة الى الهيئات المشمولة بالمنع و اآلراء المتضاربة ( ايقاف تحصيل‬
‫الديون العمومية مسألة وقت ودو طابع استعجالي أم مسألة متعلقة بموضوع ) بين الفقهاء‬
‫حول السلطة القضائية وأوامرها الموجهة الى السلطة التنفيذية التي تعرقل عمل االدارة حسب‬
‫المادة ‪ 25‬من المسطرة المدنية‪ ،‬نجد على أن بالرغم من أن النص القانوني صامت في مجال‬
‫المسطرة المعتمدة في هذا اإلطار ‪،‬فإن النصوص التنظيمية عملت على سد هذا الفراغ عندما‬
‫أكدت على أن طلب االستفادة من التسهيالت في األداء يجب أن يكون مكتوبا ‪،‬وهو ما يعطي‬
‫الملزم الحق في رد إداري مكتوب أيضا ‪ ،‬ويقيد هذا الطلب في سجل خاص بالتسهيالت في‬
‫األداء على مستوى القباضة‪، 202‬وتفتح له بطاقة تسمى بطاقة المعلومات تتضمن أكبر قدر ممكن‬
‫من المعلومات حول الملزم من تسهيالت في أداء الدين العمومي ‪،‬حيث تبقى للمحاسب المكلف‬
‫‪203‬‬
‫بالتحصيل قبول أية ضمانة أخرى يرى أنها تؤمن أداء الديون العمومية الواجبة التحصيل ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬االشكاالت المتعلق بحجز العقارات وبيعها ‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 67‬من مدونة تحصيل الديون العمومية على أنه يتم حجز العقارات وبيعها من‬
‫طرف أعوان التبليغات والتنفيذات القضائية طبقا ألحكام قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫إن تطبيق هدا النص بعد تحديد الجهة القضائية المختصة بشكل واضح وصريح ‪ ،‬خلق‬
‫تنازعا بين القضاء العادي واإلداري ‪ ،‬إذ يري البعض أن االختصاص يعود الى القضاء العادي‬
‫باإلحالة الى قانون المسطرة المدنية باعتبار أن هاته الجهة يعود الى القضائية هي المجال‬
‫‪ - 202‬نصت المذكرة رقم ‪ 21‬بتاريخ ‪ 14‬مارس المتعلقة بتنظيم العمل بالقباضات على وجوب تخصيص مكتب لتلقي طلبات الملزمين‬
‫وشكاياتهم وهو األمر الذي أكدته المذكرة ‪ 504‬بتاريخ ‪ 3‬يوليوز ‪ 2001‬المتعلقة بطريقة معالجة الشكايات والتظلمات المقدمة من طرف‬
‫الملزمين ‪.‬‬
‫‪ - 203‬نصت المدونة في هذا اإلطار على ما يلي ‪ ":‬يمكن للمدين أن يعرض أشكاال أخرى من الضمانات على أن يتم فبولها من طرف المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل " انظر المادة ‪ 118‬من مدونة تحصيل الديون العمومية ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الطبيعي للمنازعات حول العقار ‪،‬بينما يرى البعض اآلخر أن االختصاص في ذلك يعود الى‬
‫التي تنص على‬ ‫‪204‬‬
‫المحاكم اإلدارية ‪،‬بدليل أن المادة ‪ 8‬من القانون المحدث للمحاكم االدارية‬
‫الدين الضريبي هو المستهدف باإلجراءات وليس العقار خصوصا وأن المادة ‪ 141‬من مدونة‬
‫تحصيل الديون العمومية تنص على أن تعرض النزاعات التي قد تنشأ عن تطبيق أحكام هذا‬
‫القانون على المحاكم اإلدارية الموجودة بالمكان الذي تستحق فيه الديون العمومية ‪ ،‬وأن‬
‫المسطرة المدنية تطبق كذلك من طرف القضاء اإلداري باإلحالة الصريحة بالفصل السابع من‬
‫القانون ‪ 90-41‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية على قواعد المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫وهكذا نرى أن حالة واحدة تحتمل قراءتين األولى ترجع اختصاص المحاكم االعادية بدليل‬
‫مقتضيات المسطرة المدنية ‪،‬والقراءة الثانية ترجع اختصاص المحاكم اإلدارية بدليل مقتضيات‬
‫القانون المحدث للمحاكم وهو ما يطرح إشكاال على مستوى الحسم في اختصاص أي طرف في‬
‫القضايا المرتبطة بحجز العقارات وبيعها ‪.‬‬

‫ونعتقد هنا أن الرأي القائل بإختصاص المحاكم االبتدائية في حجز العقارات وبيعها هو رأي‬
‫الصواب ‪،‬ألن األمر هنا يتعلق بمنح اإلذن من طرف القضاء بحجز وبيع العقار المملوك للمدين‬
‫بالضريبة ‪ ،‬بعد التأكد من عدم وجود منقوالت أو عدم كفايتها والشروط األخرى المتطلبة في‬
‫تطبيق هذا اإلجراء ‪ ،‬وأن المنازعة في مشروعية هذا اإلجراء تكون آنذاك أمام المحاكم‬
‫اإلدارية ‪،‬ألن األمر يتعلق بمنازعة نشأت بمناسبة تطبيق إحدى إجراءات التحصيل الجبري‬
‫المنصوص عليها في مدونة التحصيل ‪.‬‬

‫كما أن الر أي القائل بإختصاص القضاء اإلداري في حجز الغقار وبيعه ال يصمد وال يستقيم‬
‫في ضوء اإلشكاليات التي يمكن أن تطرح على المستوى العملي ‪ ،‬لذلك فإن المحكمة المختصة‬
‫بحجز العقارات وبيعها ‪ ،‬في إطار تحصيل الديون العمومية تعتبر من صميم القضاء العادي ‪،‬‬
‫خاصة وأن المشرع من خالل المادة ‪ 121‬من مدونة التحصيل ‪،‬وبشكل دقيق ومفصل نص‬
‫على أن دعوى استحقاق المنقوالت ترفع أمام القضاء اإلداري‪ ،‬مستثنيا بذلك دعوى استحقاق‬

‫المادة‪ ، 3‬من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية ‪ ،41-90،‬الصادر ‪ 10‬سبتمنبر ‪ ،1993‬موافق ‪ 22‬من ربيع األول ‪.1414‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪204‬‬

‫‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫العقار مما يعني حتما أن االختصاص القضائي في مجال حجز وبيع العقار يعد من اختصاص‬
‫القضاء العادي باعتبار هذا األخير المجال العقار‪.205‬‬

‫ثالتا ‪-‬اشكالية اإلشعار للغير الحائز وتدرج المتابعات الجبرية للتحصيل ‪.‬‬

‫تثي ير مسطرة االشعار للغير الحائز عدة اشكاالت تنعكس على مصالح المدين ‪ ،‬ذلك ألن‬
‫المشرع لم يوضح موقع هذه المسطرة من درجات المتابعة الجبرية ‪،‬ولم يتطرق لها في الباب‬
‫الثالت المتع لق بالتحصيل الجبري وإجراءاته المتدرجة من إنذار وحجز وبيع وأكراه بدني ‪،‬بل‬
‫تطرق الى ذلك في البابين الرابع والخامس من خالل التزامات األغيار المسؤولين أو‬
‫المتضامنين والمودع لديهم واألغيار الحائزين ‪ ،‬األمر الذي يحيل على أن هذه المسطرة ال‬
‫تخضع لمبدأ تدرج المتابعات ‪،‬بل تخضع لخاصية المباغتة وهو ما يتعارض مع غاية مشرع‬
‫الديون العمومية في تحقيق التوازن ما بين اإلدارة والملزمين كونه يؤثر سلبا على مصالحهم‬
‫‪،‬ألن العالقة ما بين كال الطرفين ينبغي أن تكون قائمة على أساس المواطنة والوعي بالمسؤولية‬
‫وليس المباغتة ‪ .‬ويطرح اشكال ايضا حول ما إذا كانت المنازعة وقتيه أم منازعة في‬
‫الموضوع ‪ ،‬نجد على أن المشرع المغربي ونظيره الفرنسي يتجهان الى نفس االتجاه وهو على‬
‫أن "االشعار للغير الحائز بمثابة تصديق على الحجز وحائز لقوة الشيء المقضي به والمتسم‬
‫بطابع التنفيذ وأنه حجزا تنفيذيا ‪.‬ألن قاعدة تدرج المتابعات الزمة ويترتب على عدم احترامها‬
‫بطالن االشعار ‪.‬‬

‫وأجمع القضاء المغربي على أن المنازعة في صحة أو مشروعية مسطرة "اإلشعار للغير‬
‫الحائز " من اختصاص قضاء الموضوع ‪،‬ألنها اما منصبة على تدرج اإلجراءات ومدى‬
‫احترامها من قبل المحاسب المكلف بالتحصيل أو منصبة على مشروعية الضريبة موضوع‬
‫اإلشعار أو منصبة على صفة الملزم بالضريبة وكلها منازعات يفترض فيها المساس بالجوهر‬
‫وبالتالي تخرج عن اختصاص القضاء االستعجالي الذي ينظر ظاهر النزاع وال يمس بالجوهر‬
‫‪.‬‬

‫‪- 205‬دلك في حالة حجز العقار من طرف أعوان التبليغات والتنفيدات القضائية لدى المحاكم اإلدارية قد ترفع من جهة دعوى استحقاق فرعية‬
‫من طرف الغير أمام المحكمة العادية طبقا للمادة ‪ 482‬و‪ 483‬من قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬وفي هذه الحالة يترتب على دعوى االستحقاق وقف‬
‫التنفيد من طرف القضاء العادي طبقا للمادة ‪ 483‬من مسوة المدنية وتترتب عنه نفس اآلثار القانونية السالفة الذكر وهي إيفاف تنفيد بيع العقار‬
‫من طرف القضاء العادي ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫وعلى ما يبدو جليا من خالل هاته االشكاالت التي ثم التطرق اليها هو التقصير في المقاربة‬
‫الحقوقية وإقصاء الجوانب اإلنسانية في التعامل مع الملزم كشريك في رهانات التنمية‪ ،‬بل أصبح‬
‫ينظر إليه فقط كأرقام ومبالغ مالية عملتها الدرهم ‪.‬‬

‫رابعا ‪ -‬اشكالية المتعلقة بحجز المنقوالت ‪.‬‬

‫يتمتع المحاسب المكلف بالتحصيل بسلطة مباشرة في إيقاع الحجز على منقوالت المدين‬
‫بالضريبة دون الحاجة الى استصدار أمر من المحكمة المختصة ‪ ،‬وتنص مدونة التحصيل في‬
‫هذا اإلطار على أنه ‪":‬غذا وجد مأمور التبليغ والتنفيد للخزينة عند غجراء حجز أ‪ ،‬حجزا سابقا‬
‫قد انصب على أمتعة المدين القابلة للحجز ‪،‬فإن يكتفي بجرد المحجوزات بعد اإلطالع على‬
‫محضر الحجز السابق ‪.‬ويجب تبليغ التدخل في الحجز الى الحجز األول والمدين المحجوز عليه‬
‫‪،‬وإن اقتضى الحال الى المحجوز لديه والحارس ‪.‬‬

‫ويعتبر هذا التبليغ بمثابة تعرض على حصيلة البيع ويخول حق المشاركة في التوزيع إذا لم‬
‫يشمل الحجز السابق جميع األشياء القابلة للحجز يقوم مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة بإجراء‬
‫حجز أوفر ‪،‬ويتم اذا ضم الحجزين ما عدا لذا تم الشروع في بيع األشياء المحجوزة سابقا ‪.206‬‬
‫فمن خالل هذا الفصل يتضح لنا أنه إذا وجد مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة عند إجراء حجز أو‬
‫حجزا سابقا قد انصب على أمتعة المدين القابلة للحجز ‪،‬فإنه يكتفي بجرد المحجوزات بعد‬
‫اإلطالع على محضر الحجز السابق ‪،‬كما يجب أن تبلغ التدخل في الحجز الى الحاجز األول‬
‫والمدين المحجوز عليه أو المحجوز لديه ‪،‬ويعتبر هذا التبليغ بمثابة تعرض على حصيلة البيع‬
‫ويخول المشاركة في التوزيع ‪،‬وإذا لم يشمل الحجز السابق جميع األشياء القابلة للحجز يقوم‬
‫مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة بإجراء حجز أوفر ويتم عند ذلك جمع المحجوزين ما عدا إذا تم‬
‫الشروع في بيع األشياء المحجوزة سابقا ‪ .‬وعليه إذا كانت أموال المدين تعتبر ضمانا عاما لدين‬
‫الدائنين ‪ ،‬فإنه يجوز للمحاسب المكلف بالتحصيل في إطار تحصيل الديون العمومية إيقاع حجز‬

‫‪ - 206‬المادة‪":47‬إ إذا وجد مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة عند إجراء حجز أن حجزا سابقا قد انصب على أمتعة المدين القابلة للحجز‪ ،‬فإنه‬
‫يكتفي بجرد المحجوزات بعد االطالع على محضر الحجزالسابق‪.‬‬
‫ويجب تبليغ التدخل في الحجز إلى الحاجز األول والمدين المحجوز عليه‪ ،‬وإن اقتضىالحال إلى المحجوز لديه والحارس‪.‬‬
‫ويعتبر هذا التبليغ بمثابة تعرض على حصيلة البيع ويخول حق المشاركة في التوزيع‪.‬وإذا لم يشمل الحجز السابق جميع األشياء القابلة للحجز‪،‬‬
‫يقوم مأمور التبليغ والتنفيذللخزينة بإجراء حجز أوفر‪ .‬ويتم إذاك ضم الحجزين معا‪ ،‬عدا إذا تم الشروع في بيع األشياء‬
‫المحجوزة سابقا " ‪،‬من مدونة التحصيل الديون العمومية ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫على هذه األموال لضمان تحصيل الديون العمومية ‪ ،‬كما يجوز للدائن الملك المكري أن يوقع‬
‫حجزا إنتهائيا على األمتعة والمنقوالت الموجودة بالعقار المكتري لضمان استخالص األكرية‬
‫المستحقة طبقا للفصل ‪ 497‬من قانون المسطرة المدنية وذلك بموجب طلب موجه الى رئيس‬
‫المحكمة االبتدائية للمحل الذي أقيم فيه الحجز بعد استدعاء المدين بصفة قانونية ‪.‬‬

‫كما تطرح إشكالية تنازع االختصاص حينما يتدخل المحاسب المكلف بالتحصيل في إطار‬
‫المادة ‪ 47‬المشار إليها في عملية الحجز أما المحكمة اإلبتدائية ‪ ،‬ويباشر المدين الملزم بالضريبة‬
‫دعوتين أمام المحكمة اإلدارية ‪ ،‬األول في الموضوع تتعلق ببطالن الضريبة ‪،‬وأخرى استعجالية‬
‫ترمي الى ايقاف اجراءات الحجز والبيع الى حين البث النهائي في الدعوى األول ‪،‬أي دعوى‬
‫الموضوع وهي الوضعية التي شأنها تخلق تنازعا في االختصاص بين القضاء العادي والقضاء‬
‫اإلداري خول الحجز ‪.‬‬

‫خامسا ‪ -‬اشكاالت اإلكراه البدني في تحصيل الديون العمومية ‪.‬‬

‫إن تطبيق إجراء اإلكراه البدني في الديون العمومية يثير العديد من اإلشكاالت سواء‬
‫القانونية منها أو القضائية وذلك على الرغم من إعادة تنظيم مسطرة اإلكراه البدني من خالل‬
‫نصوص مدونة تحصيل الديون العمومية التي جاءت بالعديد من المستجدات على غرار ما كان‬
‫فإنها لم تسلم من بعض الثغرات والسلبيات الشيء الذي‬ ‫‪207‬‬
‫معموال به في إطار النص القديم‬
‫أفرز عدة إشكاالت منها ما هو قانوني وما هو قضائي مما أدى الى بروز العديد من التأويالت‬
‫والتفسيرات التي تختلف فيما بينها سواء من حيث الجانب اإلداري أو الجانب القضائي ‪.‬‬

‫بالرغم من المراجعة الشمولية التي همت مسطرة اإلكراه البدني في مدونة تحصيل الديون‬
‫العمومية والتي هدف المشرع من خاللها الى تدارك بعض العيوب التي كانت توجه بشدة الى‬
‫ظهير ‪ 21‬غشت ‪ 1935‬وتعارضها مع مبادئ حقوق اإلنسان والحريات الشخصية وذلك عن‬
‫طريق تعزيز الحماية القانونية للملزم بمنحه مجموعة من الضمانات المتمثلة في جعل القضاء‬
‫سلطة رقابية وفعلية على تطبيق هذه الوسيلة االستثنائية وتضيق الخناق على مسطرة اإلكراه‬
‫البدني في حالة إثبات العسر وفي حالة ما إذا كان الدين العمومي يقل عن ‪ 8000‬درهم إال أن‬

‫‪ -‬ظهير ‪ 21‬غشت ‪ 1935‬المتعلق بنظام المتابعات في ميدان الضرائب المباشرة والرسوم المثلة والديون األخرى ‪.‬‬ ‫‪207‬‬

‫‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫أهم ما يالحظ على مدونة تحصيل الديون العمومية في تنظيمها لمسطرة اإلكراه البدني عدم‬
‫معالجتها لإلشكاالت القضائية التي كانت مطروحة في ظل القانون القديم من خالل تبنيها لنظام‬
‫ازدواجية االختصاص بين القضاء العادي والقضاء المتخصص واإلعتماد على نصوص عامة‬
‫وبعيدة عن الدقة المطلوبة في هذا المجال مما فتح المجال لخلق خالفات و ما هذا التوجه الجديد‬
‫إال تعبير من المشرع عن رغبته في األخد بعين االعتبار تحقيق التوازن بين الحفاظ على حقوق‬
‫‪208‬‬
‫خزينة الدولة ومراعاة الحقوق المشروعة للملزم توطيدا للضمانات المخولة لهذا األخير ‪.‬‬

‫وإذا كان أمر تحديد اإلكراه البدني لم يطرح أي اشكال حول االختصاص ‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫المادة ‪ 80‬من مدونة تحصيل الديون العمومية قد أناطت االختصاص به لرئيس المحكمة‬
‫االبتدائية ‪ ،‬إذ يكفي أن يتقدم المحاسب المكلف بالتحصيل بطلب بعد التأشير عليه من لدن رئيس‬
‫المحكمة االبتدائية ‪ ،‬إذ يكفي أن يتقدم المحاسب المكلف بالتحصيل بطلب بعد التأشير عليه من‬
‫لدن رئيس المحكمة االبتدائية ‪ ،‬باعتباره قاضيا لألمور المستعجلة الذي يبث في الطلب‬
‫المعروض عليه داخل أجل ال يتجاوز ثالثين يوما ‪ ،‬ويحدد مدة الحبس ثم يحيله على وكيل الملك‬
‫لدى المحكمة اإلدارية عمال بمقتضيات المادة ‪ 141‬من المدونة ‪.209‬لكن ما هو االشكال الذي يثار‬
‫بحدة عند إيقاف مسطرة اإلكراه البدني بين مؤسسة رئيس المحكمة االبتدائية واالدارية ؟‬

‫وحس ب تصونا ‪ ،‬فكل هاته اإلشكاالت التي تم التطرق إليها في هذا الفرع تمس ببعض حقوق‬
‫الملزم كمواطن وإنسان قبل أن يكون ملزما ضريبا ‪،‬فحينما يتم الحجز عل منقوالت لشخص‬
‫معنوي (الشركات) وبيعها لتسديد دين للدولة فإن صاحب الشركة يتضرر‪ .‬وقد يترتب عنه‬
‫فقدان العديد من أرباب األسر الشغيلة لعملهم ‪.‬‬

‫كما أن المادتين ‪ 77‬و‪ 78‬من مدونة تحصيل الديون العمومية المتعلقتين باالستثناءات الواردة‬
‫على تطبيق مسطرة اإلكراه البدني لم تتطرق الى فئة األشخاص ذوي اإلعاقات البدنية وذوي‬
‫األمراض المزمنة ‪،‬وهذا األمر يتنافى مع مبادئ البروتوكول االختياري التفاقية حقوق‬

‫يونس مليح " مدونة تحصيل الديون العمومية بين إشكال التطبيق وسبل اإلصالح " ‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون واألعمال اإللكترونية‪ ،‬نشربتاريخ ‪4‬يناير‪. 2017‬‬‫‪-‬‬ ‫‪208‬‬

‫‪-‬تنص المادة ‪ 141‬من مدونة تحصيل الديون العمومية على أن ‪":‬تع رض النزاعات التي قد تنشأ عن تطبيق أحكام هذا القانون على المحاكم اإلدارية الموجودة بالمكان‬ ‫‪209‬‬

‫الذي تستحق فيه الديون العمومية ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫االشخاص ذوي االعاقة والذي يعتبر المغرب طرفا فيه ‪ ،210‬كما أن بعض مقتضيات مسطرة‬
‫االكراه البدني تتعارض مع مبادئ اتفاقية حقوق الطفل لمدونة تحصيل الديون العمومية استثنت‬
‫المرأة الحامل والمرضعة في حدود سنتين ابتداء من تاريخ الوالدة ‪،‬في حين لم تأخذ بعين‬
‫الذين تفوق أعمارهم سنتين والذين من حقهم أال يحرموا من رعاية‬ ‫‪211‬‬ ‫االعتبار وضعية أطفال‬
‫والديهم ‪.‬‬

‫كذلك الشأن بالنسبة لإلشكاالت المتعلقة بمرحلة المنازعة فهي تؤثر على حق الملزم في‬
‫التقاضي وهو حق دستوري منصوص عليه في الفصل ‪ 118‬من دستور المملكة المغربية‪...‬‬
‫وغيرها من االشكاالت التي تحدث أثناء المرحلة القضائية إال أننا قمنا بذكر هذه الشكاالت فقط‬
‫على سبيل المثال ال على سبيل الحصر والتي تؤثر على حقوق الملزم وتزيد من مؤشرات‬
‫الالعدالة جبائية في ظل هذا الواقع ‪،‬نتساءل عن ماهي االنعكاسات التي يمكن أن تترتب عن‬
‫تأزم وضعية العدالة الجبائية خالل مراحل التحصيل الجبري للديون العمومية ؟‬

‫‪ - 210‬عرض هذا البروتوكول التوقيع والتصديق واإلنظام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ 106/61‬المؤرخ في تاريخ ‪ 13‬دجنبر ‪، 2006‬وخل حيز النفاذ بتاريخ‬
‫‪ 03‬ماي ‪، 2008‬وفقا للمادة ‪ 13‬من البروتوكول ‪،‬ووانضم اليه المغرب في ‪ 08‬أبريل ‪، 2009‬ونشر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 125977‬شتنبر ‪. 2011‬‬
‫‪ - 211‬التي اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واالنظمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ 44/25‬المؤرخ في ‪ 20‬نونبر ‪، 1989‬ودخلت حيز النفاذ بتاريخ ‪2‬‬
‫شتنبر ‪، 1990‬وفقا للمادة ‪ 49‬من االتفاقية ‪،‬ووقع عليها المغرب في ‪ 26‬يناير ‪، 1990‬وصادق عليها بتاريخ‪ 2 1‬يونيو ‪، 1993‬ونشرت بالجردة الرسمسة عدد ‪ 4440‬بتاريخ‬
‫‪ 19‬دجنبر ‪. 1996‬‬
‫‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫من خالل دراستنا لهذا الموضوع ‪،‬اتضح على أن األهمية الكبرى التي يكتسيها الدين‬
‫العمومي توجب على األجهزة المكلفة بتحصيله اعتماد جميع اآلليات التي يخولها إياها القانون‬
‫‪،‬وذلك من أجل ضمان تحصيله ‪،‬و نظرا لألهمية البارزة التي تحتلها الموارد المالية بالنسبة‬
‫لخزينة الدولة‪ ،‬لقد حاول المشرع وضع إطار قانوني يراعي من خالله الحفاظ على خاصية‬
‫التوازن بين الملزم واإلدارة الضريبة‪ ،‬وتأتى له ذلك من خالل القانون ‪ 97/15‬بمثابة مدونة‬
‫تحصيل الديون العمومية ‪،‬حيث استطاع من خالل هذه األخيرة وضع ضمانات أساسية تراعي‬
‫المصالح المشتركة ما بين الملزم واإلدارة الضريبية ‪ ،‬وتبين ذلك من خالل وضع مسطرة التدرج‬
‫في األداء ‪ ،‬البدء بإتباع إجراءات التحصيل الرضائي وال يتم اللجوء إلى مسطرة التحصيل‬
‫الجبري إال في حالة فشل المرحلة الرضائية ‪ ،‬ناهيك عن تكريس آجال قانونية مهمة يجب‬
‫احترامها من طرف اإلدارة في جميع مراحل التحصيل حتى يتأتى للملزم أداء وجباته الضريبية‬
‫بنوع من االرتياح وبالمقابل كرست مدونة تحصيل الديون العمومية ضمانات مهمة لإلدارة متمثلة‬
‫في األساس في سلطة الجبر واإلكراه في الحاالت التي يمتنع فيها الملزم عن األداء لسبب من‬
‫األسباب الغير المشروعة والغير مبررة‪.‬‬

‫فكل اإلشكاالت التي سبق ذكرها تعمق ال محالة التمثالت السلبية لدى الفئة العريضة من‬
‫الملزمين ‪،‬بحيث يزداد هؤالء حذرا ومقاومة للضريبة والتملص منها متى سمحت لهم الفرصة‬
‫بذلك ‪،‬وفي نهاية األمر يكون التأثير على المردودية عكس ما يطمح إليه المشرع ‪.‬‬

‫لذلك من الضروري اقتراح بعض الممكنات التي من شأنها أن تخلق مناخا عادال لتحصيل‬
‫الديون العمومية وتعزيز مبدأ العدالة الجبائية على‪:‬‬

‫‪ -‬مستوى الترسانة القانونية ‪:‬‬

‫وذلك عبر معالجة االشكاالت المتعلقة بالتبليغ ‪،‬من قبيل ذلك الفقرة االخيرة للمادة ‪ 43‬من‬
‫المدونة تحصيل ‪،‬والتي يجب اعادة النظر فيها بالشكل الذي يأخذ بعين االعتبار عدم امكانية‬
‫توصل المدين الغائب باإلنذار ولو بعد مرور ‪ 10‬أيام من تعليق ملصق اإلنذار ‪ .‬وتيسير‬

‫‪94‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫االستفادة من حق وقف أداء الدين العمومي عن طريق تبسيط الضمانات الواجب تقديمها من‬
‫طرف المدين‪ .‬وتجاوز عنصر المباغتة في االشعار للغير الحائز ‪،‬وأن يكون هذا اإلجراء‬
‫مسبوقا باإلنذار‪ ،‬اعادة صياغة مدونة تحصيل الديون العمومية وفقا لخصوصية المادة الضريبية‬
‫بعيدا عن كثرة اإلحاالت على القوانين األخرى ‪.‬‬

‫‪ -‬مستوى األجهزة القضائية‪:‬‬

‫عبر تغطية ضعف التكوين الجبائي لدى القاضي اإلداري بضرورة التركيز على التخصيص‬
‫في المعهد العالي للقضاء ووزارة المالية لتلقي تكوينات ميدانية في مجال المنازعات في هذا‬
‫كونهم جزء ال يتجزأ من الجهاز‬ ‫المجال‪.‬وباإلضافة الى تأهيل مساعدي القضاة‬
‫القضائي‪،‬وتكوينهم تكوينا يستجيب لعصرنة اإلدارة من جهة ويستجيب لعصرنة اإلدارة من جهة‬
‫ثانية ‪،‬ويستجيب كذلك لمواكبة التغيرات الحاصلة في المجال القانوني في مجال القانوني من‬
‫جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪-‬مستوى االدارة المكلفة بالتحصيل ‪:‬‬

‫عبر التشجيع على األداء الرضائي للديون العمومية ‪،‬وخلق وتعزيز التواصل الجبائي ما بين‬
‫االدارة المكلف بالتحصيل والملزمين مع تقديم المساعدة الضريبية للملزمين ‪،‬وكذا تمكينهم من‬
‫بعض اإلعفاءات من الغرامات والزيادات والذعائر ‪.‬‬

‫على مستوى الملزمين ‪:‬‬

‫من خالل إرساء الثقافة المواطنة الجبائية ‪ ،‬وذلك من خالل وسائل االعالم التي تلعب دورا‬
‫في هامة في التحسيس والتوعية بأهمية الضريبة باعتبارها واجب وطني يتم من خالل تحقيق‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪ .‬وتبني سياسة مالية ناجعة من خالل نخب حقيقية‬
‫ومؤهلة‪،‬تعطي نموذجا للضمير الحي واليقض وتعيد الثقة لدى المواطن المغربي وتشعره‬
‫بالمسؤولية ‪،‬مع زرع روح المواطنة الضريبية في الفضاء المدرسي لتكوين أجيال واعية‬
‫بحقوقها وواجباتها ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الئحة المراجع المعتمدة‬

‫الكتب ‪:‬‬
‫‪ -‬أزوكار عمر‪ ،‬الدليل العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية‪-‬رصد ألكثر من ‪ 300‬قرار قضائي في‬
‫الموضوع‪ ،-‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪.2017،‬‬

‫‪ -‬يونس مليح " مدونة تحصيل الديون العمومية بين إشكال التطبيق وسبل اإلصالح " ‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫القانون واألعمال اإللكترونية‪ ،‬نشربتاريخ ‪4‬يناير‪.2017‬‬

‫‪ -‬محمد القصري " المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء المغربي"‪ ،‬دار أبي‬
‫رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪. 2017‬‬

‫‪ -‬محمد بفقير‪ ،‬مدونة تحصيل الديون العمومية والعمل القضائي‪ ،‬المغربي‪ ،‬سلسلة القانون والقضاء المغربيين‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة االولى‪. 2016 ،‬‬

‫‪ -‬كريم الحرش " الشرح العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية فقها قانونا وقضاءا " سلسلة العمل التشريعي‬
‫واالجتهاد القضائي العدد ‪ 5‬مكتبة الرشاد‪ -‬سطات الطبعة األولى سنة ‪.2015‬‬

‫‪ -‬المحجوب الدربالي المنازعات الجبائية المحلية في ضوء المستجدات القانونية وأخر االجتهادات القضائية‬
‫نشر وتوزيع الرباط الطبعة األولى ‪.2015 EMALI‬‬

‫‪ -‬ماء العينين الشيخ الكبير‪ ،‬االجال في تحصيل الديون العمومية‪ ،‬شروح عملية ومقارنة‪ ،‬مكتبة الرشاد ‪،‬‬
‫سطات‪ ،‬الطبعة االولى‪،2014 ،‬‬

‫‪-‬شعيبة عبد الرزاق‪ ،‬التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2014‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬احمد قليش و د‪ .‬محمد زنون‪ ،‬المنازعات الجبائية المحلية‪ ،‬سلسلة المعارف العلمية في الشرح العلمي‬
‫للمنظومة الجبائية‪ ،‬الطبعة االولى ‪2014‬‬

‫‪96‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫‪ -‬عبد الرزاق شعيبة‪ ،‬التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي‪ ،‬دار النشر االفاق‬
‫المغربية‪ ،‬الطبعة ‪ ، 1‬سنة ‪.2013‬‬

‫‪-‬ماء العينين الشيخ الكبير‪" ،‬تحصيل الديون العمومية عى ضوء ‪ ، " 15.97‬نشر وتوزيع سومادبل‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪. 2012، ،‬‬

‫‪ -‬عبد الرحيم الكنبداري‪ ،‬تحصيل الديون العمومية‪-‬مقاربة قانونية وقضائية‪ -‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى ‪ ،2012‬الرباط‪،‬‬

‫‪ -‬محمد نميري‪ ،‬االشعار لغير الحائز أية فعالية ‪ ،‬دفاتر المجلس االعلى‪ ،‬عدد ‪- 2011/16‬ندوة دولية حول‬
‫االشكاالت القانونية والعملية في المجال الضريبي‪ -‬منشورات الحلبي‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪.‬‬

‫‪-‬كريم االحرش‪ ،‬النظام الجبائي المحلي المغربي‪،,‬في ضوء الممارسة العملية و وقائع االجتهاد القضائي‪،‬‬
‫الطبعة االولى‪ – 2010‬الرباط ‪.‬‬

‫‪ -‬سعيد جفري‪ ،‬تدبير المالية العمومية بالمغرب‪ ،‬مطبعة أوماكراف‪ ،‬الطبعة االولى‪. 2009 ،‬‬

‫‪ -‬لحبيب عطشان ‪ ،‬اإلشكاالت العامة لرفع الدعوى الضريبية ومدى تأثيرها في حماية الملزم ‪،‬المجلة المغربية‬
‫لإلدارة المحلية والتنمية ‪،‬العدد ‪، 86‬ماي –يونيو ‪. 2006‬‬

‫‪ -‬جهد كان حجيبة‪" ،‬تحصيل الديون الضريبية بين قانون المسطرة المدنية و خصوصيات التشريع‬
‫الضريبي"‪،‬المطبعة و الوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 2006‬‬

‫‪ -‬محمد قصري ‪ ،‬المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء اإلداري ‪،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬الرباط ‪. 2005،‬‬

‫عقلة عبد الحق ‪ ،‬القانون اإلداري الجزء األول المبادئ األسا سية لدراسة القانون والعلم اإلداريين ‪ ،‬مطبعة دار‬
‫القلم ‪،‬الرباط ‪،‬الطبعة الثانية ‪.2004 ،‬‬

‫‪-‬صالح الدين اكريالن‪ ,‬الميثاق الجماعي الجديد النظرية و التطبيق‪ ،‬أجهزة الجماعة‪-‬السلطة المحلية‪-‬الجماعة و‬
‫التنمية‪،‬الطبعة األولى ‪ ،2003‬مطبعة فيديبرانت ‪.‬‬

‫‪ -‬محمد السماحي‪ ،‬مسطرة المنازعة في الضريبة‪ ،‬دار ابي رقراق‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪.2003‬‬

‫‪ -‬عبد القادر ثيعالتي ‪ ،‬النزاع الضريبي في التشريع المغربي‪ ،‬دار النشر المغربية ‪ ،‬طبعة ‪.2002‬‬

‫‪-‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري المغربي الجديد‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪.،1999‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ -‬امينة جبران "القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى القضاء الشامل"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المنشورات الجامعية المغاربية‪،‬‬
‫‪،1994‬‬

‫‪ -‬معوض عبد التواب‪ ،‬الوسيط في قضاء االمور المستعجلة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬سنة ‪1987‬‬
‫االطروحات والرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ -‬يوسف الشيهب "تدبير الجبايات الترابية بين مطلب المردودية وضمان حقوق الخاضع للضريبة " دراسة‬
‫سوسيو قانونية في ضوء القانون المغربي والمقارن" أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال السنة الجامعية ‪.2016-2015‬‬

‫‪ -‬يونس معاطا " المنازعات في تحصيل الديون العمومية" بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص وحدة البحث والتكوين "قانون األعمال" كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات السنة‬
‫الجامعية ‪.2011-2010‬‬

‫‪- -‬سعيد العمري‪"،‬توقيف الديون العمومية أمام القضاء االداري"‪ ،‬ارسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2010-2011،‬‬

‫‪ -‬احمد جواهري‪ ،‬التحصيل الجبري للديون العمومية‪،‬اطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪،‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪-‬أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2010-2011‬‬

‫‪ -‬عبد الحميد حنودي‪ ،‬تحصيل الديون العمومية في التشريع والقضاء المغربي‪ ،‬اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬اكدال‪ ،2007-2006 ،‬الرباط‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الرحيم حزيكر‪ ،‬اشكالية تحصيل الضرائب بالمغرب‪-‬محاولة في التأصيل و البحث في سبل تحقيق‬
‫التوازن بين امتيازات ادارة التحصيل و ضمانات الملزم‪ ،‬اطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪. 2003-2004‬‬

‫المقاالت‬

‫‪ -‬مريم الخمليشي‪ ،‬دور القضاء االستعجالي في حماية المركز القانوني للمدين بالجبايات‪ ،‬منشورات المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ريمالد العدد ‪ ،115‬مارس‪ -‬ابريل ‪.2014‬‬

‫الحايلة الحسين‪ ،‬االشعار للغير الحائز بين هاجس الفعالية واكراهات الواقع‪ ،‬مقال منشور بسلسلة دراسات‬ ‫‪-‬‬
‫وابحات‪ ،‬تحت عنوان المنازعات الضربية وتحصيل الديون العمومية ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬العدد ‪ ،7‬منشورات‬
‫مجلة القضاء المدني‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪-‬الرباط‪2014 ،‬‬

‫‪98‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫‪-‬حسن صحيب " القضاء اإلداري المغربي" المجلة المغربية إلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال‬
‫جامعية‪ ،‬عدد ‪.2008 ،80‬‬

‫‪-‬حسن صحيب " القضاء اإلداري المغربي" المجلة المغربية إلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال‬
‫جامعية‪ ،‬عدد ‪.2008 ،80‬‬

‫‪-‬االمر رقم ‪ 179‬الصادر عن المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ ‪ 26-3-2001‬في الملف عدد‬
‫‪ ،3/126/2000‬مجلة القصر عدد ‪. 9‬‬

‫‪ -‬عبد العزيز توفيق‪ ،‬عناصر االصل التجاري‪ ،‬مجلة المحامون‪ ،‬نقابة اسفي العدد ‪ 6‬السنة ‪،1998‬‬

‫محمد النجاري‪ ،‬قاضي تطبيق العقوبة و االكراه البدني‪ ،‬مجلة القصر عدد ‪. 9‬‬

‫‪-‬ذ‪.‬جعفر حسون " الطبيعة القانونية للمنازعات الضريبية في ضوء قانون ‪ 90.41‬المحدث و المنظم للمحاكم‬
‫االدارية" في المجلة ‪ REMALD‬عدد ‪. 1996/4‬‬

‫‪ -‬عبد االاله المستاري‪،‬ظهير‪ 20‬فبراير ‪ 1961‬المتعلق بتطبيق االكراه البدني في الديون المدنية و الحاالت‬
‫التي ترد عليه‪ ،‬مجلة المحامي عدد ‪.40‬‬

‫‪-‬المنازعات القضائية في ميدان تحصيل الديون العمومية‪ ،‬منشورات الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬مارس‪.2005‬‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،47.06‬األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.195‬بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2007‬المتعلق‬
‫بجبايات الجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪ -‬القانون المحدث للمحاكم اإلدارية ‪ ،41-90،‬الصادر ‪ 10‬سبتمنبر ‪ ،1993‬موافق ‪ 22‬من ربيع األول‬
‫‪.1414‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 15/97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 22.01‬المتعلق بالمسطرة الجنائية‪.‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 15-95‬المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتاريخ ‪ 19‬جمادى األولى ‪ 3 - 1417‬أكتوبر ‪1996‬‬
‫بموجب ظهير شريف رقم ‪.1-96-83‬‬

‫‪ -‬قانون ‪ 8/1990‬المتعلق بالتجارة البحرية المصرية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -‬قانون المحاكم االدارية ‪ 41.90‬المنشور الجريدة الرسمية عدد ‪ 4227‬بتاريخ ‪ 18‬جمادى األولى ‪( 1414‬‬
‫‪ 3‬نوفمبر ‪. 1993‬‬

‫‪ - -‬قانون رقم‪ 447.74.1‬بتاريخ ‪ 28‬شتنبر ‪ 1974‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية‬

‫‪ --‬قانون التجارة البحرية لسنة ‪.1972‬‬

‫‪ - -‬قانون ‪ 13‬لسنة ‪ 1968‬بإصدار قانون المرافعات المدنية والتجارية‪ /‬مصر‪.‬‬

‫‪ - -‬قانون التجارة البحرية اللبنانية بتاريخ ‪.18/02/1947‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 26-4-1919‬المتعلق بالبيوعات العمومية للمنقوالت القانون الفرنسي المؤرخ في‬
‫‪. 21/12/1839‬‬

‫‪ -‬قانون االلتزامات و العقود ظهير ‪ 1331-12‬الصادر في غشت ‪.1913‬‬

‫احكام قضائية ‪:‬‬


‫‪ -‬حكم عدد ‪ 4028‬بملف عدد ‪ ، 601/7113/2014‬الصادر بتاريخ ‪، 29/12/2014‬عن المحكمة‬
‫اإلدارية‪ ،‬الدار البيضاء ‪.‬‬

‫‪ -‬قرار المحكمة االستئنافية اإلدارية بمراكش عدد‪ ،708‬المؤرخ في ‪ 2012-07-05‬اللجوء إلى مسطرة‬
‫التظلم اإلداري قبل المطالبة القضائية إلزامي تحت طائلة عدم القبول‪.‬‬

‫‪ -‬حكم رقم ‪ 1281‬الصادر عن المحكمة االدارية بالرباط بتاريخ ‪ 2007-6-7‬في الملف رقم ‪05/3/1124‬‬
‫مجلة الحقوق المغربية سلسلة االعداد الخاصة رقم ‪ 1‬سنة ‪. 2009‬‬

‫الحكم عدد ‪ 401‬الصادر عن المحكمة التجارية بفاس بتاريخ ‪ 2003-10-7‬في الملف رقم ‪4/2003/52‬‬
‫مجلة المعيار عدد ‪.30‬‬

‫‪ -‬قرار المجلس االعلى عدد ‪ 337‬الصادر في ‪ 1990-1-21‬في الملف المدني عدد ‪ ،89-359‬مجلة قضاء‬
‫المجلس االعلى عدد ‪. 44‬‬

‫‪ -‬قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ 156‬المؤرخ ‪ ،2003-03-13‬الملف اإلداري عدد ‪2180‬‬
‫‪.2002-2-4‬‬

‫‪ -‬االمر الصادر عن المحكمة التجارية بفاس في الملف رقم ‪ 2000/1449‬بتاريخ ‪. 2000/09/25‬‬

‫‪ -‬االمر رقم ‪ 179‬الصادر عن المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ ‪ 26-3-2001‬في الملف عدد‬
‫‪.3/126/2000‬‬

‫‪100‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

4872 ‫ الجريدة الرسمية عدد‬،)2000 ‫أكتوبر‬2( 1421 ‫ رجب‬4 ‫ الصادر في‬1.479.00 ‫القرار رقم‬-
.)2001 ‫فبراير‬8( 1421 ‫ ذي القعدة‬14 ‫بتاريخ‬

‫ أورده العربي الكزداح في الطعون‬1995\06\06 ‫ صادر بتاريخ‬95 \‫ س‬57‫ ملف رقم‬61\95 ‫ امر رقم‬-
.‫الجبائية في ظل المحاكم اإلدارية بالمغرب‬

.‫ غير منشور‬95\2 ‫ ملف‬1995\06\15 -95\57 ‫ امر قاضي المستعجالت بالمحكمة اإلدارية بوجدة رقم‬-

. 99 /7 ‫ في الملف رقم‬99/03/24 ‫ بتاريخ‬99/7 ‫ االمر الصادر عن ادارية وجدة عدد‬-

:‫تقارير رسمية‬

‫ بمثابة مدونة تحصيل الديون‬15-97 ‫تقرير لجنة المالية و التنمية االقتصادية حول مشروع قانون رقم‬
.2002-1997 ‫مجلس النواب الوالية التشريعية‬-‫العمومية‬

‫الكتب األجنبية‬

-Ahmed essoussi,pour quelque gouvernance financière publique locale ? les


finances des collectivités locales dans les états du maghreb, 2011
- Noureddinr bensouda Analyse de la décision fiscale au Maroc Edition Eddif
2009.

-Michel Rousset- la justice administrative est-elle prête à affronter les défis du


vingt et unième siècle-REMALD N° 40 « 40 ans de justice administrative au
Maroc » série « Thémes actuels » N° 14 année 1998.

: ‫المقاالت‬

- Amine Mzouri, purqoi il faut il reconsidérer la fiscalité locale?, sience en -


fiscalité locale,université med 5, agdaal _rabat. 2009-2010 .

Sbihi mohammed ,décentralisation fiscal, l expérience marocaine , revue


marocaine de l administration local et développement, 2009.

101
‫الفــــــــــــهرس‬
‫المقدمة ‪1 ..............................................................................................................................‬‬

‫المبحث االول‪ :‬اآلليات القانونية لتحصيل الديون العمومية ‪4 ..............................................................‬‬

‫‪102‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬

‫المطلب االول‪ :‬التحصيل الرضائي للديون العمومية واجاله ‪4 ........................................................‬‬

‫الفرع االول‪ :‬تنفيذ تحصيل الديون العمومية واجالها ‪4 .................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أداء الديون العمومية وجزاءات التأخير‪10 ..............................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحصيل الجبري للديون العمومية‪13 .....................................................................:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المرحلة اإلدارية في التحصيل الجبري للديون العمومية‪14 ........................................ :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرحلة القضائية في التحصيل الجبري للديون العمومية‪21 ....................................... :‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المنازعات واإلشكاالت المثارة على مستوى تحصيل الديون العمومية‪60 ......................... :‬‬

‫المطلب األول‪ :‬منازعات تحصيل الديون العمومية ‪60 .....................................................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬دعوى تحصيل الديون العمومية على مستوى القضاء االستعجالي‪60 ........................... .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مجال تدخل قاضي الموضوع في منازعات تحصيل الديون العمومية‪67 ........................ :‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االشكاالت المتعلقة بتحصيل الديون العمومية ‪75 ...................................................... .‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬االشكاالت المتعلقة بالمرحلة اإلدارية وعالقتها مع الملزم ‪76 .................................... .‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االشكاالت المرتبطة بالمرحلة القضائية والنص القانوني ‪85 .................................... .‬‬

‫خاتمة‪94 ........................................................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع المعتمدة ‪96 ..................................................................................................‬‬

‫‪103‬‬

You might also like