Professional Documents
Culture Documents
الربـــاط – السويسي
0
تحصيل الديون العمومية
المقدمة
تعتبر الديون العمومية في الدول الديموقراطية الحديثة من أهم مصادر تمويل ميزانية هاته
الدول ،وتنفيد سياستها االقتصادية واالجتماعية ،الشيء الذي يجعلها تعتني بها اعتناء كبيرا
،فتصدر لها نصوص تشريعية وتنظيمية ،وتعمل على تغيير هاته النصوص كلما دعت الحاجة
الى ذلك ،محاولة منها لضمان تحمل األعباء والتكاليف بصورة عادلة بين جميع مواطنيها.
عرف المغرب في العقد األخير من القرن العشرين ،قفزة نوعية في تحديث القوانين المتعلقة
بتحصيل الديون العمومية وجعلها مسايرة لروح العصر ،إال أنه بدأ في ضبطها و تنظيمها منذ
اإلستعمار حيث أصدرت في ذلك مجموعة من التشريعات ،كان في مقدمتها ظهير 21غشت
1935الذي تم التعامل به لما يقارب 80سنة ،و نتيجة االختالالت التي كانت تشوب هذا القانون
،سواء على مستوى الصياغة أو المضمون .تم إصدار مدونة جديد لتحصيل الديون العمومية
بمقتضى الظهير الشريف رقم 1.00.175الصادر في 28من محرم 1421الموافق 31ماي
2000بتنفيذ القانون رقم 15.97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ،و ذلك لتحسين مردود
الخزينة من جهة ،و تأسيس نهج جديد في العالقة بين اإلدار ة و المدين من جهة ثانية ،ومن أهم
التعديالت التي جاء بها هذا القانون هو جعل المسطرة اإلدارية مرحلة إجبارية قبل سلك المسطر
ة القضائية قبل ما كانت اختيارية في القانون السابق .
ويقصد بتحصيل الديون العمومية أو ديون الخزينة ،العملية التي تهدف الى استخالص مجموع
المبالغ المالية الثابتة والمترتبة في ذمة المدنيين أصليين كانوا أو متضامنين ،أشخاصا طبعيين أو
اعتباريين. 1
وقد عرف المشرع التحصيل في المادة األولى من المدونة الجديدة بما يلي ":هو مجموع
العمليات واإلجراءات التي تهدف الى حمل مديني الدولة والجماعات المحلية وهيئاتها
والمؤسسات واألنظمة الجاري بها العمل ،أو الناتجة عن أحكام مقررات القضاء وعن
االتفاقيات ". 2
- 1عبد الرحمان إيليال ،رحيم الطور "تحصيل الديون العمومية على ضوء المدونة الجديدة " مطبعة األمنية اإليداع ،سنة ، 2000ص . 5
-- 2القانون رقم 15- 97بمثابة مدونة التحصيل الديون العمومية
1
يعتبر الدين العمومي ،دينا ممتازا على جميع أموال المدين رغبة في إعطاء األولوية لدين
العمومي عند التحصيل ،وهي كثيرة لكنها محددة في المادة 2من مدونة تحصيل الديون
العمومية على سبيل الحصر ال على سبيل المثال حتى تسد على وجه كل من يريد أن يلحق
بالديون العمومية كل ما ال ينتمي لهذه األنواع المحصورة في هذه المادة .واستثنت الديون ذات
الطابع التجاري بحيث تبقى خاضعة للقواعد العامة.
الخازن الع ام للمملكة ،الخازن الرئيسي ،المؤدي الرئيسي لالجور ،الخزنة الوزاريون ،خزنة
العماالت و الخزنة االقليميون ،الخزنة الجماعيون و القباض و القباض الجماعيون ،قباض
الجمارك و الضرائب غير المباشرة ،قباض إدارة الضرائب ،كتاب الضبط بمحاكم المملكة
بالنسبة الى الغرامات و االدانات النقدية و الصوائر القضائية و الرسوم القضائية ،االعوان
المحاسبون بالمؤسسات العمومية.
وتجدر االشارة إلى أن عمليات التحصيل التي يقوم بها المحاسب المكلف بالتحصيل أو
تكون إما رضائية ،خالل الفترة الممتدة بين الشروع في القابض لفائدة الخزينة العامة
التحصيل واإلصدار وتاريخ االستحقاق ،وقد تكون جبرية إذا انصرم األجل القانوني دون أداء
إرادي للدين العمومي.
أهمية الموضوع:
تظهر أهمية هذا الموضوع انطالقا من كون الديون العمومية تشكل الحيز االكبر من موارد
الدولة و بالتالي تلعب دورا استراتيجيا في تمويل النفقات العمومية ،وعبرها تحقيق االهداف
االقتصادية و االجتماعية للدولة ،مما يجعلنا أمام ضرورة التعرف على دور المشرع في
الـتأطير لمختلف الجوانب المتعلقة بعمليات استخالص و تحصيل هذه الديون .واإلشكال الذي
يمكننا طرحه بصدد مناقشتنا لموضوع التحصيل الجبائي هو":إلى أي حد استطاع المشرع و
معه القضاء في التوفيق بين حماية حقوق الخزينة في استيفاء ديونها ،وتوفير الضمانات
األساسية للملزم من خالل مساطر التحصيل ،وضمان المنازعة أمام القضاء؟"
2
تحصيل الديون العمومية
ومن خالل التقديم أعاله سنعالج هذا الموضوع من خالل التصميم التالي :
3
المبحث االول :اآلليات القانونية لتحصيل الديون العمومية
تعتبر الرضائية في تحصيل الديون العمومية هي األصل ،ومعنى ذلك ان يبادر المزم بأداء ما بذمته من ديون
عمومية لفائدة الدولة عن طواعية وبصفة تلقائة بحلول أجل استحقاقها (المطلب االول) .غير ان هذا التحصيل
قد يصير جبريا في حالة عناد الملزم او تماطله او امتناعه عن الوفاء في االجال المقررة قانونا ،عندها تلجأ
ادارة تحصيل الديون العمومية الى مسطرة التحصيل الجبري التي تهدف الى حمل مديني الدولة والجماعات
الترابية ومجموعاتها والموسسات العمومية على تسديد ما بذمتهم من ديون بمقتضى القانون واألنظمة الجاري
بها العمل (المطلب الثاني).
كما هو منصوص عليه في مدونة تحصيل الديون العمومية ،فان تحصيل هذه االخيرة يكون اما رضائيا او
جبريا ،لكن تبقى المرحلة الرضائية هي االصل .والتحصيل الرضائي له مزيايا مادية وأخرى معنوية بالنسبة
للملزم ،فاالهمية المادية اذا قام باداء ماعليه من ديون عمومية في الوقت المناسب والمحدد من طرف المشرع
في القانون ،15.97فانه بذلك االداء التلقائي يكون قد أمن نفسه من اللجوء الى مسطرة التحصيل الجبري من
تبعات غير مريحة يترتب عنها جزاءات التأخير أو االكراه البدني في حالة عدم االداء.
ولم تأتي مدونة تحصيل الديون العمومية بتعريف للتحصيل الرضائي ،بيمنا نجد تعريف بالتعليمية التوضيحية
لمدونة تحصيل الديون العمومية .الذي تم ترجمته بأنه تدبير مسطري ،لتسديد الديون العمومية ،بمبادرة من
الملزم . 4ومن المسلم به ان هذا التدبير يعرف له آجال معينة يمتد من تاريخ الشروع في التحصيل الي تاريخ
االستحقاق ويكون أداء الملزم فيها لديونه دون ارغام اوكراه من أي طرف كان.
والتحصيل الرضائي للديون العمومية مرتبط بآجال ،أذ أن التحصيل الرضائي اليعني أن يتقدم الملزم في أي
وقت شاء الداء ما بذمته من ديون ،بل ربطه بآجال معينة محددة قانونا .وسيترتب عن عدم اداء الملزم في هذه
االجال ،خضوعه لمسطرة أخرى تتسم بنوع من االكراه واالجبار في أداء الديون العمومية.
ويتضح من خالل مدونة تحصيل الديون العمومية أن المشرع عمد الى تنظيم االستحقاق بشقيه ،االستحقاق
بأجل واالستحقاق الفوري انطالقا من تاريخ الشروع في التحصيل .وباالشارة الى هذين التاريخين الهامين،
ماء العينين الشيخ الكبير ،االجال في تحصيل الديون العمومية ،شروح عملية ومقارنة ،مكتبة الرشاد ،سطات ،الطبعة االولى ،2014 ،ص 18 4
4
تحصيل الديون العمومية
وبعد تحديدهما ،يتم اخبار الملزمين ،وفقا لمنطوق المادة 5من مدونة تحصيل الديون العمومية ،كما أن عملية
التحصيل ككل رهينة بتاريخي الشروع في التحصيل واالستحقاق.5
وجعل المشرع التحصيل الرضائي وبمبادرة من الملزم هو االصل في تحصيل الديون العمومية ،غير أن هذا
االصل ترد عليه اسثناء وهو حينما تقوم االدارة الضريبية بتحصيل الديون العمومية من المنبع حينما يتعلق
االمر بالموظفين المأجورين الذين تتكفل دارتهم المشغلة بالتصريح بمدخيلهم ،وتقوم باقتطاع الضريبة
المفروضة عليهم بواسطة تقنية الحجز عند المنبع .6
فبعد تأسيس وعاء الضريبة وتصفيتها وتحديد مبلغها من طرف المديرية العامة للضرائب كجهة آمرة
بالصرف ،تصل الى مرحلة التحصيل من طرف الخزينة العامة للمملكة ،كطرف محاسب يقوم بوظيفة
التحصيل بناء على أوامر باالستخالص تصدرها الجهة االمرة بالصرف.
الجدير بالذكر ان العالقة بين الملزم واالدارة في المادة الضريبية عرفت تطورا ،حيث تغيرت نظرة االدارة
الضريبية للملزم من مجرد مورد للمالية العمومية للدولة الى مساهم في تأسيس الضريبة ،المفروضة عليه،
وتحديد وعائها ومبادر الى أدائها ،مما حدى بالمشرع الى االهتداء الى تقنيات تستجيب لهذه الفلسفة الجديدة،
وتجعل المكلف بالضريبة يسعى من تلقاء نفسه الى أداء واجباته دون سند تنفيذي وفي آجال محددة في بعض
الضرائب االقرارية كالضريبة على الدخل ،والضريبة على الشركات ،والضريبة على القيمة المضافة( ،أوال)
كما قد يلجأ الى االداء بطريقة رضائية بمجرد علمه بالضريبة المترتبة في ذمته بعد صدور السند التنفيذي
(ثانيا)
في طار الفلسفة الجديدة لالدارة الجبائية في تعاملها مع الملزمين الخاضعين للضريبة قرر أن تكون بعض
االداءات تلقائية ،وبمبادرة من الملزم عن طريق إقرار عفوي يصدره هذا االخير ،وال يتاح لالدارة الضريبية
ان تحل محل الملزم في تحديد االقرار الضريبي اال اذا تخلى الخاضعين لها.
ويعتبر التصريح أو االقرار دليل على وجود مادة ضريبية ،كما تعتبر تقنية التصريح من أكثر الوسائل استعماال
في معظم الدول المتقدمة ،التي قامت بتعميمها على مختلف الضرائب المباشرة ،وقد سار المشرع المغربي على
7
نفس المنوال في تعميم هذه الوسيلة وتهيىء الظروف المالئمة لممارستها
سعيد جفري ،تدبير المالية العمومية بالمغرب ،مطبعة أوماكراف ،الطبعة االولى ،2009 ،ص 98 6
عبد الرحيم الكنبداري ،تحصيل الديون العمومية-مقاربة قانونية وقضائية -مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة االولى ،2012الرباط ،ص 21 7
5
والتصريح التلقائي يقدم عن طريقه الملزم المادة الخاضعة للضريبة وجميع البيانات المتعلقة بها ،مما يتيح
الدارة الضرائب معرفة وجود مادة خاضعة للضريبة وصدق المعلومات الواردة بشأنها ومسك جميع البيانات
المتعلقة بها ،غير أن هذه البيانات يمكن أن تكون حجة على الملزم في حالة اثبات عكسها من قبل االدارة
الضريبية التي منحها المشرع المغربي اللجوء لمسطرة التصحيح في حالة عدم صحة المعلومات المقدمة من
قبل الخاضعين للضريبة.
ومن أجل التيسير على الملزمين ،وضعت االدارة الضريبية رهن اشارة الملزمين نمادج ومطبوعات جاهزة
(استمارات) عبارة عن اعالم باالداء يعبئها الملزم الخاضع للضريبة في ثالث نسخ يحتفظ لنفسه بواحدة منها.
على الرغم من توجه المشرع الى تبني تقنية التصريح واالداء التلقائيين من طرف الملزم ،وان كان االمر
اليهم اال بعض انواع الضرائب ،فان المشرع لن يحيد عن عميلة التحصيل عن طريق السندات التنفيذية بالنسبة
للعديد من الضرائب والرسوم.
ويعرف بعض الفقه السند التنفيذي بكونه عمال قانونيا شكليا وظيفته تأكيد وجود حق موضوعي جدير بالحماية
لتنفيذيه ،8وهذا الحق الموضوعي مادام وقد صدر يبقى واجب استيفاؤه اما بطريقة رضائية من قبل الملزمين
او عن طريق التنفيذ الجبري في حالة عدم اداء الضريبة في االجال المقررة قانونا.
وقد اختلف الفقه في تقسيم السندات التنفيدية ،ويبقى تصنيف الفقيه بيرو أحد ابرز هذه التصنيفات ،حيث ميز
بين ثالثة صناف من السندات :السندات القضائية ،السندات غير القضائية والسندات االدارية.
وقد ميز المشرع المغربي من خالل المادة 4من مدونة تحصيل الديون العمومية أن الديون العمومية تستوفى:
-أو بواسطة تصريح الملزمين بالنسبة الى الضرائب المصرح بها ،
أو بموجب أوامر بالمداخيل فردية أو جماعية يصدرها وفقا للقانون االمرون بالصرف المختصون، -
6
تحصيل الديون العمومية
يتضح من المادة 4أعاله أن طرق تحصيل الديون العمومية تتباين من ضريبة ألخرى .فهي إما أن تؤدى
تلقائيا بالنسبة للحقوق الواجب دفعها نقدا أو بواسطة تصريح الملزمين ،أو بواسطة اوامر بالمداخيل فردية
كانت أو جماعية التي يصدرها االمرون بالصرف المختصون.
وتصدر االدارة اآلمرة بالتحصيل هذه اآلوامر في الحاالت التالية :اذا لم تدفع الضريبة وفق المادة 29من
الضريبة على القيمة المضافة ،او في حالة الفرض التلقائي ،أو اذا تم فرض الضريبة نتيجة تصحيح
االقرار.
وتفرض جداول المداخيل الجماعية في حالة الفرض الضريبي المتعلق بالضرئب التي تعتمد على
االحصاء :كالضريبة الحضرية ،وضريبة النظافة ،والضريبة المهنية او البتانتا والضريبة على الدخل فيما
9
يتعلق ببعض أصناف من الدخول وغيرها
وبغض النظر عن شكل السندات التنفيذية سواء كانت جداول ضريبية ،أو أوامر المداخيل ،أو قوائم ايرادات،
فإن هذه السندات يلزمها بمجرد صدورها أن تذيل بصيغة التنفيذ ستنادا للمادة 8من مدونة تحصيل الديون
العمومية من طرف الوزير المكلف بالمالية أو الشخص الذي يفوضه لذلك لتنتقل من مجرد سندات تنفيذية الى
سندات قابلة للتنفيذ.
اما المادة 5من القانون 15.97بينت بشكل واضح الكيفية التي يتم بها اخبار الملزمين ،بتاريخ الشروع في
التحصيل ،بالنسبة للضرائب والرسوم وكذلك تاريخ االستحقاق باالضافة الى ذلك ،أوضحت أن االعالم
الضريبي ،يتم ارساله الى كل ملزم ،مقيد بالجداول أو قوائم االيرادات ،عن طريق البريد في ظرف مغلق الى
ك ملزم على حدة ،وعلى أبعد تقدير عند تاريخ الشروع في التحصيل.
وبالرجوع للمادة 5أعاله من مدونة تحصيل الديون العمومية ،وإعادة ترتيبها منطقيا ،فقد يتم ارسال الجداول
وقوائم االيرادات من قبل االدارة المكلفة بالوعاء ،كجهة آمرة بالصرف ،وهي المديرية العامة للضرائب ،السند
التنفيذي ،الى المحاسب المكلف بالتحصيل ،خمسة عشر ( )15يوما على ألقل قبل تاريخ الشروع في
التحصيل ،وبعد ذلك يتطرق الى واجب االدارة ،فيما يتعلق بإعالم الملزمين عن طريق البريد ،ويبين هذا
االعالم المبلغ الواجب اداءه وتاريخي الشروع في التحصيل واالستحقاق.
9عبد الحميد حنودي ،تحصيل الديون العمومية في التشريع والقضاء المغربي ،اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس،
اكدال ،2007-2006 ،الرباط ،ص .87
7
وهذا التنصيص على االجال له أهمية بالنسبة للملزم تتمثل في معرفته بالدين العمومي الواجب أداءه وبداية
تاريخ الشروع في تحصيله وكذا تاريخ استحقاقه على ان اليتفاجأ بمرحلة التحصيل الجبري للدين العمومي
. 10
سواء تم اعتماد تصري ح الملزم نتيجة تصريحه التلقائي ،وتبنيه من طرف االدارة ،أو تعديله ،أو إعتماد االدارة
ألسلوب الفرض التلقائي ،فسيترتب عن ذلك نتيجة واحدة وهي صدور السند التنفيذي للدين العمومي ،والذي
سيحدد ،بشكل اللبس فيه ،تاريخي الشروع في التحصيل واالستحقاق .واالستحقاق إما استحقاق بأجل (أوال) ،أو
إما استحقاق فوري ( ثانيا)
رتب المشرع المغربي آجاال قانونية متعددة لتحصيل الديون العمومية ،تتسم بالمد والجزر ،تبعا لفلسفة المشرع
والغاية لكل منها وأهميتها بالنسبة للملزم وللدولة على السواء ،فالدين العمومي يتمايز من حيث الكم والكيف
واألولوية ،فتنويع آجال االستحقاق جاء نتيجة مراعاة طبيعة كل ضريبة .أو بعبارة أوسع كل دين عمومي.
وهكذا نجد المادة 13من مدونة تحصيل الديون العمومية تنص على أنه تستحق الضرائب والرسوم المدرجة
في الجداول عند انصرام الشهر الثاني الموالي لشهر الشروع في تحصيلها .أي أن تاريخ االستحقاق يبتدأ من
تاريخ الشروع في تحصيل الضريبة ،أي بعد استكمال شهرين ،وبالتالي يعد اليوم االخير من الشهر الثاني
11
بمثابة آخر أجل ،وإذا صادف هذا اليوم يوم عطلة ،يرجأ تاريخ االستحقاق اللى أول يوم عمل موال
وتستحق الضرائب والرسوم المخصومة من المنبع عند انصرام الشهر الموالي للشهر الذي تم خالله اقتطاعها
12
من االداءات الخاضعة لها.
وتشير المادة 15من مدونة تحصيل الديون العمومية على أن الضرائب والرسوم القابلة لالداء تلقائيا بناء على
تصريح ،كذلك الحقوق والرسوم الجمركية ،وحقوق التسجيل والتمبر اضافة الى الديون االخرى للجماعات
الترابية وهيئاتها ،فإنها تستحق وفق الشروط المحددة في النصوص المتعلقة بها.
أوضحت المادة 16من مدونة تحصيل الديون العمومية أن الديون غير المشار اليها في المواد ،15 ،14 ،13
تستحق عند انصرام أجل ثالثين يوما ( )30من تاريخ اصدارها.
ماء العينين الشيخ الكبير ،االجال في تحصيل الديون العمومية ،شروح عملية ومقارنة ،مكتبة الرشاد ،سطات ،الطبعة االولى ،2014 ،ص 23 10
8
تحصيل الديون العمومية
وتنص الفقرة الثانية من المادة 16على أنه بصرف النظر عن كل أحكام مخالفة ،تستحق الغرامات واإلدانات
النقدية والصوائر والمصاريف القضائية المحكوم بها من طرف المحاكم المملكة ،بعد انصرام أجل ( )30يوما
من تاريخ تبليغ االحكام والقرارات المتعلقة بها ،والمستنفذة لجميع طرق الطعن العادية.
غير أنه تستحق فورا ،الغرامات واالدانات النقدية ،والصوائر والمصاريف القضائية ،الصادر بشانها االحكام
والقرارات الحضورية ،والمستنفذة لطرق الطعن العادية .وتحدد شروط وأشكال تحصيل الصوائر والمصاريف
القضائية بقرار مشترك لوزير العدل والوزير المكلف بالمالية .13
المعروف ان الدين الضريبي يجب ان يحدد له أجال للوفاء به ،اال أن االستحقاق الفوري يعتبر استثناءا من
االصل ،وقد حدد المشرع الديون التي تستحق فورا وذلك لكون هذا النوع من الديون اليمكن أن يعطي فيه أي
اجل للملزم ،وقد حددت المادة 18الشروط التي يجب توافرها للقيام بهذا االستحقاق.14
تنص المادة 18من مدونة تحصيل الديون العمومية على أنه تستحق على الفور الضرائب التي يتم اصدارها
على سبيل التسوية بناء على اقرار الملزم ،وكذا قبل انتهاء أجل االستحقاق إذا غادر الملزم التراب الوطني ،
حيث نصت المادة 19على أنه تستحق فورا الديون المترتبة على ذمة الملزم ،والتي هي في االصل قابلة
لألدء بأجل ،إذا لم يعد هذا الملزم يتوفر على محل اقامة اعتيادي أو محل مؤسسته الرئيسي ،او موطن جبائي
بالمغرب.
كما تستحق فورا ،اذا شرع الملزم في اضعاف الضمان العام لدائنيه ،كما أن يبدي الملزم بعض التصرفات
المريبة كالحاالت المنصوص عليها في المادة 19السالفة الذكر ،فيمكن للقابض وهو يشكل أحد هؤالء الدائنين،
15
المطالبة بالدين على الفور ،بلجؤه لالشعار للغير الحائز لمباغثته ،حفاظا على الذمة المالية للخزينة
كما يسمح المطالبة بها على الفور ،باستثناء الضريبة الحضرية ،إذا توقف الملزم عن مزاولة النشاط الخاضع
للضريبة أو عند ادماج او انفصال أو تحويل الشكل القانوني للشركة .وفي حالة ما إذا أراد الملزم أن ينتقل
خارج دائرة اختصاص المحاسب المكلف بالتحصيل يجب اشعار هذا االخير خمسة عشر ( )15يوما قبل
16
اجراء عملية هذا االنتقال
9
الفرع الثاني :أداء الديون العمومية وجزاءات التأخير
سنتطرق في هذ الفرع عن الطريقة التي تؤدى بها الديون العمومية (الفقرة االولى) والجزاءات المترتبة في
حالة التأخير عن االداء (الفقرة الثانية).
تنص المادة 20من مدونة تحصيل الديون العمومية على انه "تؤدى الضرائب والرسوم والديون العمومية
االخرى إما نقدا أو بواسطة تسليم شيك أو عن طريق تحويل أو الدفع لفائدة حساب مفتوح في اسم المحاسب
17
المكلف بالتحصيل أو بأي وسيلة أخرى لألداء منصوص عليها في القاننون الجاري بها العمل"
ومن خالل المادة 20يظهر أن المشرع نوع من وسائل االداء تسهيال للملزم لألداء مابذمتهم من ديون
ضريبية ،حيث خول للملزم أن يكون أداءه إما نقدا على أن يسلم له وصل مقابل ذلك ،وإما بواسطة شيك يتم
تحريره في اسم القابض المكلف بالتحصيل ،وغما بواسطة تحويل أو دفع في حساب مفتوح في اسم القابض،
وغالبا مايكون هذا الحساب مفتوحا في مركز الشيكات البريدية ،وبصفة عامة يمكن أن يكون األداء بأي وسيلة
أخرى بشرط أن تكون هذه الوسيلة منصوص عليه في القوانين الجاري بها العمل .18
وبالتالي فتنويع وسا ئل االداء جاء تسهيال على الملزم ألداء مابذمته من ديون عمومية ،فإن المشرع المغربي قد
مزج بين طريقتين لألداء ،األولى تقليدية تتمثل في االداء المباشر أو التلقائي للديون العمومية ،والثانية عصرية
ترتبط باالداء إما عن طريق الشيك أو عن طريق تحويل أو بواسطة الدفع لفائدة حساب مفتوح في اسم المكلف
بالتحصيل .19
وفي هذا الصدد ،يعتبر بعض الباحثين أن امكانية االداء بأقساط تجسد التحصيل الرضائي في كل تجلياته ،كما
انها تحتسب حسنة للمشرع ،ألنه بتخويله للمحاسب المكلف بالتحصيل امكانية القيام بمصارفة مع الملزم الذي
يبين حسن نية ورغبة في االداء ،لوال ظروف خاصة وقاهرة جعلته غير قادر على أداء مابذمته داخل االجال
القانونية ،يكون قد قام بتحقيق فائدتين :االولى تتمثل في تحصيل الدين العمومي لفائدة الخزينة ،أما الفائدة الثانية
فهي اعطاء االمان للملزمين وخلق مناخ للثقة بينهم وبين الخزينة .20
10
تحصيل الديون العمومية
ان تبني المشرع لفلسفة فائدة التأخير تكمن في تعويض الدولة عن الخسارة التي تكبدتها ،جراء عدم استيفاء
الديون العمومية في الوقت المناسب ،وكذلك استحضار الفائدة التي جناها الملزم ،جراء احتفاظه بأموال ليست
21
له ،وانطالقا من هذه الفلسفة ،يعمد المشرع الجبائي الى فرض جزاءات على المتأخرين كعقاب لهم
نظم المشرع جزاءات التاخير عن االداء من المادة 21الى المادة 27مدونة تحصيل الديون العمومية وهي
على الشكل التالي:
-تخضع لزيادة قدرها % 5بالنسبة للشهر االول و % 0,50عن كل جزء شهراضافي بالنسة
للضرائب والرسوم المدرجة في الجداول أو قوائم االيرادات التي لم تؤدى قبل تاريخ استحقاقها.
غير أن الزيادة المذكورة التطبق على الضريبة الحضرية أو ضريبة النظافة عندما اليتجاوز مبلغ حصة أو
جزأ الحقوق المدرجة في الجداول الف درهم (.22 )1.000
-وتخضع لزيادة قدرها % 5بالنسبة للشهر االول من التاخير و % 0,50عن كل شهر أو جزء
شهراضافي تطبق من تاريخ استحقاقها الى تاريخ اصدارها.
بالنسبة لتحصيل الجداول أو قوائم االيرادات تطبق زيادة تطبق زيادة قدرها % 0,50عن كل جزأ
شهر اضافي ينصرم بين تاريخ االصدار وتاريخ األداء .23
-اوامر المداخيل المتعلقة بالديون المشاراليها في المادة ،12وهي الديون المتعلقة بالدولة والجماعات
الترابية وهيئاتها والمؤسسات العمومية ،لزيادة بنسبة % 6سنويا .وتحتسب هذه الزيادة حسب مدة
التأخير من ابتداء من تاريخ االستحقاق الى تاريخ األداء ،ويعد الجزأ من الشهر بمثابة شهر كامل .24
تطبق الزيادات المشار اليها سابقا عن أصل الدين المستحق باستثناء الغرامات والذعائر ،وتطبق مباشرة
من قبل المحاسبين العمومين المكلفين بالتحصيل .25
وتبقى الحقوق والرسوم الجمركية ورسوم التسجيل وكذا الرسوم والضرائب المحلية خاضعة للفوائد
والزيادات عن التأخير المقررة في النصوص المنظمة لها .26
وتخضع لزيادة قدرها % 0,50عن كل شهر أو جزأ شهر ضافي اذا لم يتم األداء في االجال المحددة بالنسبة
للغرامات واالدانات النقدية والصوئر والمصاريف القضائية المحكوم بها من طرف محاكم المملكة ،بعد انصرام
أجل 30يوما من تاريخ تبليغ االحكام والقرارات المتعلقة بها والمستنفذة لجميع طرق الطعن العادية.
ماء العينين الشيخ الكبير ،اآلجال في تحصيل الديون العمومية ،شروح عملية ومقارنة ،مكتبة الرشاد ،شطات ،الطبعة االولى ،2014ص 41 21
11
وتعتبر الغرامات واإلدانات النقدية المذكورة ديونا عمومية يتم تحصيلها من قبل من طرف كتاب الظبط بمحاكم
27
المملكة
وتشير المادة 26من مدونة تحصيل الديونن العمومية الى حاالت االداء او التصريح خارج اآلجال .أما في
حالة االداء خارج االجال فالمدينون يِؤدون غرامة قدرها % 10عالوة على المبالغ الواجب أداءها .أما فيما
يخص إيداع التصريح خارج االجال القانونية بالنسبة للضريبة على اللقيمة المضافة ،تطبق زيادة قدرها %15
باإلضافة الى الغرامة السابقة الذكر( )%10اي في هذه الحالة تطبق زيادة قدرها %25على المبلغ الواجب
أداؤه.
ونشير في هذا الصدد الى العالقة التي كانت تربط أطراف العالقة الجبائية ،في القوانين السابقة ،كان المشرع
الجبائي يعاقب المتقاعس عن أداء ضريبة التسجيل مثال ،بفرض ثالثة أضعاف المبلغ المطلوب ،وهي عقوقبة
شديدة تخلى عنها المشرع المغربي في اطار تليين العالقة بين االدارة الضريبية والملزم .والزالت بعض
األنظمة الضريبية تفرض على الملزم فائدة بنسبة %100بمجرد عدم االداء ،وهذا ما نصت عليه المادة 27
من القانون 060.82بمثابة القانون العام للضرائب بموريتانيا .28
ويتكلف بتحصيل الديون العمومية كما ههو منصوص عليه في المادة 3من مدونة تحصيل الديون العمومية
والمذكورن على سبيل الحصروهم كاالتي:
-الخازن الرئيسي؛
-الخزنة الوزاريون؛
27محمد بفقير ،مدونة تحصيل الديون العمومية والعمل القضائي ،المغربي ،سلسلة القانون والقضاء المغربيين ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدارالبيضاء ،الطبعة
االولى ،2016 ،ص .17
28ماء العينين الشيخ الكبير ،االجال في تحصيل الديون العمومية-شروح عملية ومقرنة-مكتبة الرشاد ،سطات ،الطبعة االولى ،2014ص 41
12
تحصيل الديون العمومية
عندما يتم التنصيص صراحة على تطبيق أحكام هذا القانون في النصوص المحدثة لها.
العموميين؛ حيث يقصد بالمحاسب العمومي " :كل موظف أو عون مؤهل ألن ينفذ باسم
إحدى الهيئات عمليات المداخيل أو النفقات أو التصرف في السندات إما بواسطة أموال
وقيم يتولى حراستها وإما بتحويالت داخلية للحسابات وإما بواسطة محاسبين عموميين
29
آخرين أو حسابات خارجية لألموال المتوفرة التي يراقب حركتها أو يأمر بها.
وبعد أن تطرقنا الى مرحلة التحصيل الرضائي للديون العمومية بمختلف محطاتها في هذا المبحث ،سنتعرف
على مرحلة التحصيل الجبري كدرجة ثانية من عملية تحصيل الديون العمومية في المبحث الثاني.
إذا كان األصل في استخالص الديون العمومية يتم بشكل طوعي من قبل الملزم ،إذ يبادر
إلى أداء ما عليه من ديون تجاه الخزينة بمجرد حلول آجال استحقاقها ،إال أنه ومع تراجع
مستوى المواطنة الضريبية أصبح الملزم يتقاعس عن تأدية ما بذمته من ديون ،ونظرا للدور
االستراتيجي الذي تشكله الضريبة فقد وضع المشرع إجراءات خاصة لحمل مديني الدولة على
دفع ما بذمتهم بشكل جبري ،غايته في ذلك ضمان حقوق الخزينة ومحاربة التهرب الضريبي.
ويعتبر التحصيل الجبري للديون العمومية *مرحلة ثانية من مراحل التحصيل يتم اللجوء
إليها في الحاالت التي ال يقوم الملزم بأداء ما بذمته من أموال تعود للدولة بشكل رضائي* ،وتمر
هذه العملية عبر مرحلة إدارية يتم خاللها تحديد أطراف التحصيل الجبري وأهم اإلجراءات
المتبعة والمتمثلة في ،اإلنذار واإلشعار للغير الحائز( ،الفرع األول) ثم المرور عبر مرحلة
قضائية لتنفيذ إجراءات الحجز والبيع انتهاءا باللجوء لمسطرة اإلكراه البدني (الفرع الثاني).
29المادة 2من القانون رقم 61.99المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين الصادر بموجب الظهير الشريف رقم
،1.02.25في 19محرم 1423الموافق ل ) 3أبريل( ، 2002بالجريدة الرسمية عدد ، 4999بتاريخ 29أبريل ، 2002ص1168
13
الفرع األول :المرحلة اإلدارية في التحصيل الجبري للديون العمومية:
تمر عملية التحصيل الجبري للديون العمومية بمرحلة إدارية مهمة ،تعمل اإلدارة -الخزينة
العامة -على استخالص ديونها التي هي في ذمة الملزم ،بموجب إجراءات خاصة حددها
المشرع في اإلنذار ،واإلشعار للغير الحائز ،لكن قبل ذلك ال بد من التعرف على أطراف عملية
التحصيل الجبري والشروط السابقة لها.
لقد حدد المشرع أطراف عملية التحصيل الجبري للديون العمومية من خالل المواد من 29
الى 36من القانون رقم 15-97بمثابة م-ت-د-ع ،ويجب التمييز في هذا الصدد بين من يقع
ضدهم التحصيل ،واالعوان المؤهلون للقيام باستخالص الديون العمومية بشكل جبري.
يقصد باألشخاص الذين يمكن القيام في حقهم بإجراءات التحصيل الجبري األشخاص الذين
تتم إجراءات التنفيذ الجبري في مواجهتهم ،30وقد حددهم المشرع في المواد 29ومن 93الى
99م-ت-د-ع ،وقد تم التوسيع من دائرة المدينين لضمان حقوق الخزينة في الحفاظ على أموالها
وهم:
المدين األصلي :بديهي أن يتحمل الشخص الذي هو مدين للخزينة بشكل مباشر ،لذلك جعله
المشرع أول من تباشر ضد ه إجراءات التحصيل الجبري ،ويشترط أن يكون المدين في حالة
تقاعس عن أداء ما بذمته ،كما يجب تجديد مبلغ الدين الواجب أدائه بشكل دقيق.31
األشخاص الذين يحلون محل المدين األصلي :ويدخل في هذا اإلطار ،كل شخص من ذوي
حقوق المدين سواء أكان من الورثة ،إذ يعتبر اإلرث سببا للتملك ،32وكذا الموصى لهم من قبل
30حلرش كرمي ،الشرح العملي ملدونة حتصيل الديون العمومية (فقها قانوان وقضاءا) ،سلسلة العمل التشريعي واالجتهاد القضائي( ،)5مطبعة الرشاد-سطات ،الطبعة األوىل
،2015ص.58
31حلرش كرمي ،نفس املرجع ،ص.59
32املادة 323من مدونة األسرة.
14
تحصيل الديون العمومية
المدين األصلي بجزء من ماله ،إضافة الى األشخاص الذين جعل المدين موطنه الجبائي لديهم
بموافقتهم.33
-المالك الجديد للعقار :حيث يتوجب على كل شخص تملك عقارا جديدا ناتج عن عملية تفويت
البحت في مدى صفاء سج الت العقار اتجاه إدارة الضرائب ،وإال تعرض لمسؤولية تضامنية مع
الملزم األصلي ، 34وفي حالة ما إذا كان التفويت جزئيا ،فإن مسؤوليته في حدود الجزء موضوع
عملية التفويت.
-الممارسون لمهام التوثيق :ويشمل كل من العدول والموثقون الذين يسهرون على عملية نقل
الملكية ،وب موجب ذلك يتعين عليهم المطالبة باإلدالء بشهادة مسلمة من طرف مصلحة التحصيل
تثبت أداء حصص الضرائب والرسوم المثقل بها العقار.35
المالك الجديد لألصل التجاري أو مؤسسة تجارية أو صناعية تقليدية أو معدنية :تكون الجهة
المفوت لها األصل التجاري مسؤولة على وجه التضامن مع المفوت بشأن الضرائب والرسوم
الواجبة على هذا األخير في تاريخ التفويت.36
الشركات الضامة أو التابعة :في حالة انجاز عملية جديدة على الشكل القانوني للشركة ،سواء
باإلدماج أو االنفصال أو التحويل ،فإن الشركة الضامة تضل ملزمة بأداء جميع الواجبات التي
هي في ذمة الشركة المنحلة.37
المديرون أو المتصرفون والمسييرين :تبقى مسؤوليتهم على وجه التضامن مع الشركة أو
المقاولة في حالة ثبوت أعمال تدليسية ناتجة عنها ،وتجدر اإلشارة إلى أن هذه المسؤولية تتار
من قبل الخازن العام للملكة الذي يقيم دعوى لهذا الغرض أمام المحاكم االبتدائية.38
15
مالك األصل التجاري :الذي يعتبر مسؤوال على وجه التضامن مع المستغل في أداء الضرائب
والرسوم برسم استغالل ذلك األصل.39
في مقابل تحديد األشخاص الذين يقع في حقهم التحصيل الجبري ،فقد تطرق المشرع من
خالل المواد من 30إلى 35من مدونة تحصيل الديون العمومية لألشخاص المؤهلون للقيام
بإجراءات التحصيل الجبري وهم:
-المفوضين القضائين :خول المشرع من خالل المادة ٣٤من م.ت.د.ع إمكانية اللجوء إلى
هؤالء األشخاص الموجودين بالمحاكم (اإلبتدائية أواإلستئنافية) سواء كانت عادية أو تجارية أو
إدارية ،للقيام باستخالص الديون العمومية بشكل جبري.
ألزم مشرع مدونة التحصيل الديون العمومية قبل الشروع في تنفيذ إجراءات التحصيل
الجبري من قبل المحاسب المكلف بالتحصيل ضرورة ارسال اشعار بدون صائر(أ) ثم ترخيص
مسبق من رئيس اإلدارة(ب).
يعتبر االشعار بدون ضائر من اإلجراءات السابقة لمرحلة التحصيل الجبري للديون العمومية،
وهو بمثابة إعالم إلى المدين من أجل حمله على الوفاء الفوري بما في ذمته من ديون اتجاه
16
تحصيل الديون العمومية
القابض من جهة ،وعزم هذا األخير على ممارسة اإلجراءات التي يفرضها عليه القانون والتي
ترتب مسؤوليته الشخصية 41في حالة التراخي في مباشرتها إلى حين تقادمها.
والجدير بالذكر أن المشرع في هذا الصدد اقتصر على مجرد إرسال هذا االشعار للتذكير ولم
ينص على ضرورة تبليغه ،مما يطرح التساؤل حول مدى إمكانية الطعن بالبطالن في إجراءات
التحصيل الالحقة من طرف المدين في حالة عدم توصله بهذا االشعار ،كما أن المدونة
استوجبت بمقتضى المادة 36اظهار االرسال عبر تقييده في جدول الضرائب والرسوم أو في
أي سند تنفيذي أخر ،وذلك بهدف اثبات واقعة االرسال من جهة ،ومن جهة ثانية لضبط تاريخ
بدء عملية التحصيل الجبري في حالة الضرورة ،42ويعتد لهذا التقييد مالم يتم الطعن فيه بالزور.
وتجدر اإلشارة إلى أن إرسال أخر اشعار بدون صائر على أساسه يتم احتساب أجال تبليغ
اإلنذار ،وتحدد المدة الفاصلة بين ارسال أخر إشعار بدون صائر ،وتبليغ االنذار في 20يوما.43
ألزم المشرع القابض أو المحاسب المكلف بالتحصيل بضرورة الحصول على إذن مسبق من
رئيس اإلدارة التي ينتمي إليها أو ممن يفوض إليه ذلك قصد الشروع في مباشرة إجراءات
التحصيل الجبري ،ولقد أغفل المشرع تحديد ما المقصود بعبارة "رئيس اإلدارة" ،وبالتالي
يطرح التساؤل حول صالحيات منح هذا الترخيص.
وفي هذا الصدد ،يؤول االختصاص إلى الخازن الذي يخضع لسلطته الرئاسية المحاسب
المكلف بالتحصيل كل في نطاقه الترابي ،الخازن الجهوي على مستوى الجهة ،الخزنة اإلقليمين
على مستوى اإلقليم ،وذلك وفقا لقرار وزير االقتصاد والمالية.44
ويهدف المشرع من وراء التنصيص على هذا االجراء إلى مراقبة اإلجراءات اإلدارية المتعلقة
بالتحصيل وضبط العمل اإلداري ،ومن ثم ممارسة الرقابة الداخلية التسلسلية عبر فحص وتدقيق
41أزوكار عمر ،الدليل العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية-رصد ألكثر من 300قرار قضائي في الموضوع ،-مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
الطبعة األولى ،2017،ص.10
42شعيبة عبد الرزاق ،التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي ،الطبعة األولى ،2014ص.38
43المادة 41من من مدونة تحصيل الديون العمومية
44القرار رقم 1.479.00الصادر في 4رجب 2( 1421أكتوبر ،)2000الجريدة الرسمية عدد 4872بتاريخ 14ذي القعدة 8( 1421فبراير ،)2001
ص.398
أورده شعيبة عبد الرزاق ،التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي ،م س ،ص .40
17
قوائم االستخالص من طرف المسؤولين قبل تسليمها للمحاسبين الذين ال يمكنهم الشروع في
التحصيل إال بموجب تلك القوانين التي تتضمن وجوبا أسماء المدينين المتقاعسين عن األداء.45
تقوم اإلدارة-الخزينة العامة -بدور مهم في استخالص ديونها من الملزمين ،ويشكل اللجوء الى
التحصيل الجبري ضمانة أساسية لحماية أموالها ،وتوفير أكبر قدر من الموارد العمومية ،والتي
تلعب ديونها التي هي في ذمة الملزم الجزء األكبر منها ،ومن أجل ذلك خولها المشرع مجموعة
من االليات القانونية والمتمثلة أساسا في اإلنذار القانوني (أ) كأول إجراء من إجراءات التحصيل
الجبري إلى جانب االشعار للغير الحائز (ب) كإجراء جوهري يضمن تحصيل ديون الدولة
بشكل سريع.
ان أهم ميزة ترتبط بتحصيل الديون العمومية تتجلى في تراتبية اجراءات التحصيل الجبري وقد
رسخ المشرع الجبائي هذه القاعدة من خالل ما تضمنته مدونة تحصيل الديون العمومية ،لتؤكد
على ضرورة التزام المحاسب المكلف بالتحصيل باحترام تدرج وتراتبية إجراءات التحصيل
الجبري وفي مقدمتها اإلنذار ،46تحت طائلة بطالن باإلجراءات الالحقة.
ويعتبر االنذار أول اجراء من إجراءات التحصيل الجبري للديون العمومية تم التنصيص عليه
في المادة 40م -ت-د-ع ،وهو بمثابة اخطار للمدين قصد اكراهه على وجوب أداء مستحقات
الخزينة العامة.
وليكون هذا اإلنذار صحيحا يلزم ان تتوافر فيه مجموعة من البيانات التي أغفل التنصيص عليها
يستنبط مجموعة من البيانات والتي يجب ان يتضمنها اإلنذار 47
المشرع ،مما جعل البعض
وهي:
45شعيبة عبد الرزاق ،التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي ،م س ،ص.39
46ماء العينين الشيخ الكبير ،اآلجال في تحصيل الديون الضريبية (شروح عملية ومقارنة) ،مكتبة الرشاد ،سطات ،الطبعة األولى ،2014 ،ص.44
47شعيبة عبد الرزاق ،التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي ،م س ،ص.51
18
تحصيل الديون العمومية
موضوع اإلنذار الضريبي إذ يتوجب تحديد طبيعة الضريبة او الدين الواجب استخالصه
بحسب ما إذا تعلق رسما جمركيا ،حقوق التسجيل والتمبر ،الغرامات واالدانات النقدية.....
وتجدر اإلشارة الى ان المشرع استوجب ضرورة تبليغ اإلنذار الى المدين داخل اجل 30يوما
تحتسب ابتداءا من تاريخ استحقاق الدين و 20يوما على األقل بعد ارسال اخر اشعار بدون
صائر .48ويمكن ان يبلغ هذا اإلنذار إما عن طريق مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة،
وبالوسائل األخرى سواء بالطريقة اإلدارية او عبر البريد المضمون مع االشعار
بالتوصل .49وتحسبا لعدم إمكانية تسلم اإلنذار من قبل المدين بصفة شخصية ضمان وسع
المشرع من دائرة المعنين بالتبليغ لتشمل كل من أقاربه او خدمه أو مستخدميه أو أي شخص
اخر يسكن معه.50
ويهدف المشرع من كل هذه الشروط المتطلبة في التبليغ توفير أكبر حماية ممكنة للملزم،
بمراعات كل الظروف والحاالت التي تعيقه للعلم بحلول اجال استحقاق الدين من جهة ،ومن
جهة أخرى ضمان حقوق الخزينة في استخالص ديونها داخل اآلجال المحددة.
كما أن المشرع تعامل بحزم مع الحاالت التي يرفض فيها المدين أو الشخص الذي يقوم مقامه
استالم اإلنذار ،إذ يعد هذا األخير مبلغا تبليغا صحيحا بعد مرور 8أيام من التاريخ الذي ثم فيه
رفض استالمه ،وفي اليوم العاشر لتاريخ تعليقه في أخر موطن للمدين عندما يتعذر تسلم اإلنذار
لعدم العثور عليه أو على أي شخص اخر في موطنه أو اقامته السالف ذكرهم.
ولإلنذار باعتباره اول اجراء من إجراءات التحصيل الجبري ،اثار على مستوى احتساب
أجل تقادم الدين العمومي والمحدد في 4سنوات ،51وبمجرد ممارسته من قبل المحاسب المكلف
بالتحصيل يصبح قاطعا لتقادم ذلك الذين الواجب على الملزم.52
19
ب – االشعار للغير الحائز
في إطار توسيع قاعدة ضمان استخالص الديون العمومية لتمويل النفقات العامة ،خول
المشرع عبر المواد 95و 100و 101و 104من م-ت-د-ع ،للمحاسب المكلف بالتحصيل
إمكانية متابعة الغير الحائز لألموال المملوكة للمدين األصلي عن طريق ما يسمى بمسطرة
االشعار للغير الحائز ،بهدف اجبارهم على أداء ديون المدين إما بشكل تلقائي أو بناءا على طلب
المحاسب تحت طائلة ترتيب مسؤوليتهم التضامنية.53
وباعتبار االشعار للغير الحائز كألية ابتكرها المشرع ووضعها في متناول المحاسب المكلف
بالتحصيل لمواجهة المدينين المتهربين من أداء الواجب الضريبي ،كما يعد وسيلة لمباغتة الملزم
السيء النية ،بالرغم من صعوبة اثبات هذه األخيرة على مستوى الواقع العملي ،54والمفترض
في العالقة بين إدارة التحصيل والملزم هي عالقة مبينة على أساس المواطنة والوعي
بالمسؤولية ،وال يجب ان تنبني على أساس المباغتة.
وبقراءتنا المتمعنة للمواد المنظمة لإلشعار للغير الحائز ،نجد ان المشرع لم يتطرق إلى كيفية
تبليغ االشعار للغير الحائز وشكلياته ،مكتفيا بتحديد األشخاص المستهدفين بهذا االجراء.
ويمكن تحديد أهم شروط ممارسة االشعار للغير الحائز والمتمثلة في:
كما ينبغي التمييز بين االشعار للغير الحائز من جهة ،والحجز لدى الغير من جهة أخرى ،هذا
التمييز يتمثل في كون األول يتسم بطابعه التنفيذي المباشر ،حيث يتم التسليم الفوري للمبالغ
راجع في هذا الصدد المواد 95و 100و 101و 104من م-ت-د-ع ،التي تحدد االغيار المتضامنين أو الحائزين وهم: 53
-العدول أو الموثقين
-المصفين القضائيين والموثقين وغير من المؤتمنين على األموال
-كتاب الضبط واالعوان القضائيين والمحامين فيما يخص األموال الناتجة عن عملية التفويتات والحراسة القضائية المذاعة لديهم
-المحاسبين العمومين والمقتصدين والمكثرين وكل الحائزين والمكثرين االخرين
-مسيرو الشركات او متصرفوها او مديروها
54الحايلة الحسين ،االشعار للغير الحائز بين هاجس الفعالية واكراهات الواقع ،مقال منشور بسلسلة دراسات وابحات ،تحت عنوان المنازعات الضربية
وتحصيل الديون العمومية ،الجزء األول ،العدد ،7منشورات مجلة القضاء المدني ،مطبعة المعارف الجديدة-الرباط ،2014 ،ص.184
20
تحصيل الديون العمومية
الموجودة لدى الغير الحائز بمجرد طلبها من الحائز ،بينما الحجز لدى الغير له طابع تحفظي
يتجلى في مرحلته األولى ،وغايته غل يد المحجوز عليه من التصرف في أمواله المحجوزة لدى
المحجوز عليه.
بعد تعرضنا لمختلف اإلجراءات التي تعرفها المرحلة اإلدارية في التخصيل الجبري للديون
العمومية ،والتي تقوم بها الخزينة العامة بواسطة موظفيها ،تجدر اإلشارة الى انه توجد درجات
أخرى من التحصيل الجبري ،تتمثل أساسا ،في الحجز ،البيع ،ثم اللجوء الى تطبيق مسطرة
االكراه البدني ،كل هذه اإلجراءات تتم عن طريق القضاء ،وهو ما سنتطرق اليه ضمن الفرع
الثاني الذي ارتأينا عنونته بالمرحلة القضائية في التحصيل الجبري للديون العمومية .
امام عدم جدوى الوسائل االدارية في بلوغ الهدف أعاله ،يبقى السبيل االوحد هو اللجوء الى
القضاء قصد حماية مستحقات الخزينة العامة من التهرب و عدم االداء ووضع ضمانات لذلك،
بناء على إجراءات قضائية سندها مدونة تحصيل الديون العمومية.
الفقرة االولى :التحصيل الجبري للديون العمومية عن طريق الحجز و البيع :
يعتبر الحجز إجراء من اجراءات التنفيذ الجبري على المدين ،و درجة ثانية من درجات
التحصيل الجبري ،56يقوم الدائن من خالله بوضع امالك المدين تحت يد القضاء حفاظا على
ضمانه العام ،مع التنفيذ عليها في المزاد العلني في حالة عدم االداء و استخالص مبلغ الدين و
55المستجد في هذا االجراء ان المشرع جعله في مدونة التحصيل في درجة اخيرة من درجات التحصيل ،في حين كان في المرتبة الثانية في ظهير 21غشت
1935الملغى مباشرة بعد االنذار ،مما يعكس الفلسفة الحقوقية لهذه المدونة.
56عبد الرزاق شعيبة ،التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي ،م.س ص .80
21
المصاريف .فالمشرع المغربي منح للخزينة إمكانية إيقاع الحجز على منقوالت المدين متى
توفرت شروطه ،و بيعها لتحصيل ديونها.
يتبين مما سبق ان الملزم بعد ان ينذر باألداء بصورة قانونية ،و تعطى له فرصة الثالثين يوما
من تاريخ تبليغ االنذار اليه ،ليسدد أثناءها ديونه الضريبية ،و مع ذلك يتوانى عن االداء خالل
هذه المدة ألسباب ،57يكون من الجائز حجز امواله بعد مضي تلك المدة.
إذا كان اإلنذار القانوني فاتحة إجراءات التحصيل الجبري للدين الضريبي ،الغاية منه إنذار
الملزم بالوفاء ،فإن الحجز يأتي في المرتبة الثانية كدرجة من درجات التحصيل الجبري.
يبدو من مقتضيات م.ت.د.ع ان المشرع لم يعرف هذا النظام ،و لم يورد ما يدل على تحديده
تاركا ذلك للفقه و للقضاء ،و مانحا لهما فرصة تعريفه وفق معطيات مناسبة .وبالتالي ،فيمكن
القول بأن المقصود به في إطار مقتضيات المدونة التي هي مقتضيات مالية و إدارية ،هو
إجراء جبري يسمح للمحاسب المكلف بالتحصيل بأن يحجز مباشرة ،االمتعة و المنقوالت
العائدة للملزم الذي لم يؤد ديونه داخل اجل 30يوما من تاريخ تبليغ االنذار ،بقصد بيعها
بالمزاد العلني ،او بواسطة المدين نفسه.
و بالتالي ،تجدر االشارة الى انه ال يعتبر في جميع األحوال عمال من أعمال التنفيذ ,بل قد يكون
طريقا من طرق التحفظ ,و بذلك يكون الحجز نوعين :حجز تحفظي و حجز تنفيذي.
هو مبلغ من النقود دائما ،على المصالح الضريبية تعيينه ,أي تحديد مقدار الدين الضريبي .وذلك
حسب أحكام المادتين 5و 6من مدونة تحصيل الديون العمومية ,و ذلك قبل مباشرة مساطر
التحصيل.
57من هذه االسباب :الالمباالة بالواجب الضريبي و انعدام المواطنة و اصرار بعض الملزمين على التهرب من اداء الواجب و عدم اقتناع البعض االخر بما
فرض عليه من ضرائب و عجز البعض االخر عن االداء اما لعوامل مفتعلة او خارجة عن ارادته.
22
تحصيل الديون العمومية
قبل دخول م.ت.د.ع حيز التطبيق كان المحاسبون المكلفون بالتحصيل يركنون إلى مقتضيات
المادة 458ق.م.م ،أما بعد دخولها حيز التنفيذ فباتوا يعتمدون على مقتضيات المادة 46منها
والتي حددت األشياء غير القابلة للحجز في:
السكنى الرئيسية التي تؤوي عائلته على أساس أال تتعدى 200000درهم. .2
المواد الغذائية المخصصة لتغذية المحجوز عليه و لعائلته لمدة شهر واحد. .4
الحيوانات مصدر قوت المحجوز عليه و كذا العلف الضروري لتربيتها. .5
قرر المشرع الجزائري في المادة 345من قانون اإلجراءات المدنية ما يلي " :الحجز
التحفظي ال يصدر إال في حالة الضرورة ,و يستصدر األمر به في ذيل العريضة ,و األثر الوحيد
للحجز التحفظي هو وضع أموال المدين المنقولة تحت تصرف القضاء ,و منعه من التصرف فيها
إضرارا بدائنه".
يثبت الحجز التحفظي للدائن " الدولة" ولو لم يكن بيده سند تنفيذي ,أي و لو لم يكن له الحق
في التنفيذ الجبري ,و في هذا الصدد أراد المشرع أن يحيط اإلجراء بشروط تضمن عدم اللجوء
إلى الحجوز التعسفية ,فتطلب أن يكون الدين محقق الوجود ,حال األداء و معين المقدار ,كما
اشترط أيضا الحصول على إذن من القضاء قبل إيقاع الحجز التحفظي دون سند تنفيذي ,فهو
23
إجراء وقتي ال يمس أصل الحق وال جوهره ,ويصدر عن رئيس المحكمة االبتدائية في نطاق
الفصل 148من ق.م.م ،ألنه يتم تنفيذه بصورة استعجالية ,بعد توافر شروط االستعجال حتى
يستجاب لطلب الحجز ,و مخافة ضياع حق الدائن بسبب تصرف المدين في أمواله تصرفا يضر
58
بحقوق الدائنين و يضعف من الذمة المالية للمدين.
لكن ورود الحجز التحفظي على المنقوالت يكتسي طابع األولوية حسب ما يستفاد من الفصل
445من ق.م.م ,و المادة 36م.ت.د.ع التي تنص "يعمل المحاسب المكلف بالتحصيل على
توجيهه دون أي إجراء لموجب مستخرج جداول موقع من طرفه و يعد اإلنذار بمثابة حجز
تحفظي ,و في هذه الحالة يبين عون الخزينة في المحضر األثاث و األشياء المحجوزة".
بموجب الفصل 453من ق م م يمنع على المدين المحجوز عليه التصرف في الحجوز أو ترتب
عليه يضر بمصلحة الدائنين و يقلل من الضمان الذي لهم عليه ،لكن من حقه أن ينتفع بماله انتفاع
الحارس على حقوقه ،فكل تفويت لصالح الغير سواء كان تبرعا بعوض أو غير عوض يكون
باطال و عديم األثر متى لم يكن مؤرخا قبل تبليغ الحجز التحفظي.
محضر الحجز:
أما اإلجراء الثاني فيتعلق األمر بتحرير محضر الحجز من طرف المأمور وفقا للشروط و
األحكام المنصوص عليها في الفصل 455من ق م م.
58جهد كان حجيبة " ،تحصيل الديون الضريبية بين قانون المسطرة المدنية و خصوصيات التشريع الضريبي" ,المطبعة و الوراقة الوطنية ,الطبعة األولى
2006ص .326
24
تحصيل الديون العمومية
الترخيص على شكل القائمة االسمية تهيؤها القابض و يجب أن تتضمن العناصر الواردة بالمادة
455ق.م.م و هي:
التاريخ الذي أنجزت فيه باإلشارة إلى اليوم ،الشهر ،و السنة.
تعيين المحاسب المكلف بالتحصيل.
هوية الملزم حسب ما كان شخصا طبيعيا أو معنويا.
اإلشارة إلى مراجع الدين الضريبي و مبلغها المستحق األداء.
هوية العون الذي قام بالحجز صفته ,اسمه و توقيعه على القائمة التي يتم التصديق عليها من
طرف المحاسب المكلف بالتحصيل بعد ملئ المطبوع المخصص لهذا اإلجراء الخاص
باستخالص ديون الدولة ,مراقبة كيفية تعبئته ,حصر عدد الملزمين المعنيين بالتنفيذ .و إعطاء
ترخيص بذلك إلى العون المكلف بعد التوقيع من طرف رئيس اإلدارة إلى جانب توقيع المحاسب.
األسماء الشخصية ،العائلية ،عنوان الدائن طالب الحجز والمدين المحجوز عليه.
جرد المنقوالت عند وجود ما يحجز بالمقر المراد إجراء التنفيذ به .
وصف المنقوالت وصفا دقيقا ومفصال.
تقدير قيمة المنقوالت تقديرا يجب أن يفي عند بيعها بمبلغ دين الدولة .
استعانة األعوان القائمين بالتنفيذ بخدمات خبراء متخصصين في تقييم المنقوالت تبعا لنوعها
وشكلها وقيمتها في السوق تفاديا لكل خطأ في التقدير.
تعيين حارس على المحجوزات المدرجة في محضر الحجز مع تدوين اسمه بالمحضر واخذ
توقيعه ،الذي يكتسب بعد ذلك صفة المودع لديه (الحارس القضائي) ،الذي يستحق أجرا
وتعويضا عن هذه المهمة ،تصرف له بعد انتهاء مهمته كحارس وبتقديم األشياء المحجوزة.
ثالثا :كيف يتم اللجوء إلى الحراسة القضائية في ميدان استخالص الديون العمومية؟
إذا كانت لعون التبليغ الكفاءة والجرأة على تعيين حارس على المنقوالت المحجوزة .
25
رفع مقال إلى القضاء يطلب إلى المحكمة تعيين حارس له حارسا قضائيا سواء شخص
طبيعي أو معنوي.
مهمة هذا الحارس أن ينوب عن ذوي الشأن في مباشرة أعمال اإلدارة ،فيكون له وحده
التقاضي بخصوصها ،أما ما يجاوز ذلك فيظل ألصحاب الشأن.
غالبا ما يعهد عون التبليغ والتنفيذ للخزينة بحراسة األشياء المحجوزة إلى الملزم المحجوز على
منقوالته ألسباب تريح وتالءم اإلدارة والملزم ،على حد السواء ،ألن الهدف من تعيين الحارس
هو تفادي اختالس أو استبدال أو إتالف األشياء المحجوزة ،والمحافظة على الشكل والصفة التي
وجدها عليها العون عند إيقاع الحجز عليها.
ويكون من المفروض أن مالكها هو الذي سيحافظ عليها و سيصونها خوفا على تلفها فيما لو رفع
الحجز عنها.
لكن أغلب األحيان يتم استبدال المحجوزات في مثل هذه الحالة بمحجوزات اقل قيمة من األولى
وفي هذا الصدد يجد المأمور تعليمية تحثه على تعيين شخص آخر غير المدين إذا خاف على
ضمان حقوق الخزينة.
وتنتهي مهمة الحارس إما ببيع المال المحجوز أو بصدور حكم ببطالن الحجز أو سقوطه،
أو بالوفاء بالدين أو بنقل األشياء المحجوزة إلى مكان آخر غير ذلك الذي حجزت فيه ،أو بإعفاء
الحارس من مهمته أو موته أو بعزله أو لعدم الوثوق فيه نظرا العتبارات معينة.
خامسا :تحويل الحجز التحفظي على منقوالت المدين الى حجز تنفيذي .
لما كان الحجز التحفظي ال يؤدي في حد ذاته إلى الحصول الدائم على حقه بل يقتصر أثره على
مجرد التحفظ على أموال المدين ومنعه من تهريبها لذا يجب على الدائن الحاجز لكي يستوفي دينه
جبرا على المدين ،أن يسعى إلى تحويل الحجز الذي قام به ،إلى حجز تنفيذي.
وبالنسبة للقابض فانه يقوم بتحرير محضر بتحويل الحجز التحفظي الى حجز تنفيذي .
26
تحصيل الديون العمومية
يقصد به التنفيذ على منقوالت المدين ،التي توجد في حوزة المنفذ عليه و المملوكة له ،و التي
يضعها القضاء بين يديه إلى أن يتم بيعها بالمزاد العلني ،القتضاء حق الحاجز من ثمنها.
و الحجز التنفيذي :هو وضع مال المدين تحت يد القضاء ،تمهيدا لبيعه بالمزاد العلني ،و استيفاء
الحاجز لحقه من حصيلة البيع.
يغل يد المالك المحجوز عليه عن إدارة أمواله المحجوزة ,و يكون مآلها ,البيع في حالة عدم وفاء
المدين المحجوز عليه بالدين العالق بذمته ,لذلك يجب أن تتوفر الشروط التالية لجواز إيقاعه ,و
هي أن يكون هناك :59
و يعتبر السند التنفيذي الركن األساسي في نظرية التنفيذ الجبري حسب القاعدة العامة السائدة التي
تعتبر أن " ال تنفيذ بغير سند تنفيذي" و في هذا االتجاه يعتبر الجدول الضريبي هو سند الدين
الذي تصدره اإلدارة بصفتها سلطة عمومية المخول لها هذا االستصدار أي أن لإلدارة الحق و
األداة و هما أمران و ال يغني احدهما عن األخر.
وفيما يتعلق بمجال استخالص ديون الدولة ،فإن التنفيذ عن طريق حجز منقوالت المدين إلى
شرطين أساسيين:
59المنازعات القضائية في ميدان تحصيل الديون العمومية ،منشورات الخزينة العامة للمملكة ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،مارس.2005
27
إجراءات الحجز التنفيذي: ج-
بعد التأكد من المكان الذي توجد به المنقوالت المراد حجزها ،وهو حسب التعليمات المصلحية في
هذا اإلطار إما سكنى المحجوز عليه أو محل إقامته.
وفي الحالة التي يباشر فيها الحجز بسكن الملزم ،يتعين على عون التنفيذ أن يصطحب معه "عون
امرأة " ( إذ انه لم تفصل التعليمات في هذه النقطة هل هي موظفة في نفس القباضة أم من
المصالح الخارجية للخزينة والى غاية اآلن فان اللجوء إلى هذه الطريقة لم يتم على ارض
الواقع).
قصد مرافقة العون أثناء إنجاز هذه المهمة أو عريفة تسبقه إلى عين المكان ,و ذلك من أجل
تفادي أي تشكي من طرف صاحب المسكن ,بكون عون التنفيذ للخزينة لم يحترم القواعد المنظمة
لحرمة ا لمنزل .ففي مثل هذا الحالة يكون مجبرا على االستعانة بالعريفة أو مقدم الحي بل بعون
من أعوان القوة العمومية بصفته شرطة قضائية ,حتى تحفظ للطرفين كرامتهما و على األخص
مديني الدولة ,فيبقى عون التنفيذ هو المسؤول الوحيد عن وصف و إحصاء المنقوالت
60
المحجوزة.
وفيم ا يتعلق بتنفيذ الحجز بالمقر الذي يزاول به الملزم نشاطه المهني ،فان حضور السلطة
المحلية إلى جانب عون التنفيذ للخزينة ال يكون ضروريا إال في الحالة التي تتم فيها عرقلة
إجراءات التنفيذ بالحجز على منقوالت المدين ،إما بفعله هو شخصيا "الملزم" أو بفعل غيره.
يجرى الحجز التنفيذي على المنقوالت بموجب محضر يتم تحريره من طرف عون التبليغ والتنفيذ
للخزينة ،حتى يالحظ بنفسه األموال المراد الحجز عليها ،ويتمكن من وصفها وصفا دقيقا في
المحضر مع مراعاة مجموعة من الشروط:
28
تحصيل الديون العمومية
ويترتب على عدم احترام مسطرة التبليغ بطالن التبليغ ،وبذلك ينبغي إعادته مما سيعطي ال محالة
للمنفذ عليه عن طريق الحجز على المنقول بعض الوقت للوفاء بما تخلد بذمته من ديون.
فخالل تحرير العون لمحضر الحجز البد أن يتضمن هذا الخير البيانات التالية:
أوال :تاريخ تنفيذ الحجز الذي يجب أن يكون معينا باليوم والشهر والسنة.
ثانيا :توضيح عنوان المحاسب المكلف بالتحصيل وبتنفيذ الحجز.
ثالثا :االسم العائلي والشخصي للملزم المراد التنفيذ بالحجز على ممتلكاته وكذا مقر سكناه
إذ ا كان شخصا طبيعيا ،أما في حالة الشخص االعتباري تحديد موطنه أو مقره
االجتماعي.
رابعا :اإلشارة إلى طبيعة الدين أو الديون ،والمبالغ اإلجمالية لها.
خامسا :تبيان الصوائر المقررة قانونا عن تنفيذ الحجز ،أي تكلفة الحجز .
سادسا :اسم وصفة وكذا توقيع المأمور المؤهل لتنفيذ الحجز والذي قام به فعال.
ولما كانت الغاية من الكشف التفصيلي أي المحضر ،هي الحيلولة دون تهريب األموال المحجوزة
واستبدالها بغيرها ،فيجب أن يقوم عون التنفيذ زيادة في االحتراس ،بترقيم المنقوالت ترقيما
تسلسليا ووصفا مانعا للجهل بها ،لتفادي أي تغيير في حالتها يضر بحقوق الخزينة.
29
إن الهدف من ذلك حسب الفصل 461من ق.م.م هو االحتفاظ بها على حالتها وتفادي اختالسها
أو استبدالها ،وفي غالب األحيان يتم اختيار المحجوز عليه ألن في ذلك ضمان الحراسة من
شخص يخشى على كرامته من خضوعه للعقوبات الجنائية التي ال يرضاها لنفسه إذا صدر منه
تصرف ينم عن تبديد المحجوزات.
هذا بالنسبة للشخص الطبيعي أما الشخص المعنوي ،فيتم تعيين ممثله القانوني حارسا على
األشياء المحجوزة ،على أساس موافقته على ذلك .
غير أن مأمور التنفيذ التابع للخزينة العامة يمكنه أن يسند حراسة المحجوزات إلى الشخص
الذي يراه مناسبا للقيام بهذه المهمة ،إذا تبين له أن ضمان الخزينة مهدد بالضياع وال يجوز له أن
يختار هذا الشخص من بين أصدقاء المحاسب المكلف بالتحصيل أو معارفه أو أقاربه .
كما ال يجوز إناطة مهمة حراسة األشياء المحجوزة للمأمور الذي نفذ عملية الحجز .
ويتم تحديد تاريخ البيع في محضر الحجز وتوقيع هذا األخير من طرف األشخاص حاضري
التنفيذ.
يمكن المحاسب الحاجز من انجاز اإلشهار الكافي لألشياء المحجوزة المراد بيعها بكل
المراحل التي يمر منها و اآلجال المضروبة بإجراء هذا اإلشهار .
به يعرف الملزم المحجوز عليه ،الميعاد المعطى له ليتمكن من جمع المبالغ الضرورية
التي تخوله التخلص من الدين العالق بذمته ,قبل الشروع في عملية البيع ،بل لكي يتفادى
عملية البيع أصال.
ثانيا :توقيع محضر الحجز وتسليم نسخة منه الى المدين .
30
تحصيل الديون العمومية
بعد إتمام الشكليات المتطلبة في التنفيذ بواسطة الحجز ،يقوم مأمور التبليغ و التنفيذ التابع
للخزينة بتهييئ محضر الحجز و يوقعه ،ثم يطلب من كل شخص حضر عملية الحجز التوقيع إلى
جانبه.
بعد ذلك يسلم نسخة من المحضر و بعد التوقيع بالتسلم ،إلى الملزم أو إلى ممثله أو إلى
الحارس الذي تم تعيينه للمحافظة على المحجوزات وهي تقوم مقام تبليغه ما دام كل المعنيين
باألمر حاضرين ،أما إذا سجل غياب جلهم أو بعضهم فإن مأمور التبليغ و التنفيذ يكون ملزما
بتبليغهم في محالتهم المختارة.
وأخيرا يجب على مأمور التنفيذ أن يؤكد على الملزم ،التزامه بإخبار كل دائن يتقدم بعد
المحاسب ،إليقاع حجز ثاني على نفس المنقوالت ،بأنها خاضعة للحجز سلفا ،بأن يدلي له بنسخة
من المحضر.
.5معيقات الحجز:
قد تكتنف عملية حجز منقوالت الملزم معيقات مختلفة والتي حصرتها التعليمية التفسيرية في
التصرفات التالية :
األداء ،غياب المدين ،رفض فتح األبواب ،عدم وجود منقوالت للحجز عليها ،وأخيرا المنازعة
في الحجز الوارد على بعض الممتلكات.
أ -األداء:
قد يعلن الملزم رغبته في الوفاء بدين الخزينة أثناء سريان مساطر الحجز التنفيذي على
منقوالته أو بمجرد التحاق عون التنفيذ بمكان الحجز بشرط أداء المبلغ كامال بما في ذلك تكلفة
الحجز التي تتم تصفيتها على أساس التعرفة المنخفضة أي %2من مبلغ الدين و يطلق على هذه
الحالة الحجز الموقوف ،التي ال يحرر محضر بشأنها بل توضع على قائمة الحجز ,مراجع
الوصوالت التي أدى بها المدين دينه و المسلمة له في الحين مصحوبة باإلشارة إلى الحجز
الموقوف برمز " "I.Sو ذلك حسب المادة 55م ,ت ,د ,ع.
31
في حال تخلف المدين أو من ينوب عنه أو لكونه غائبا فعال ال تتم عملية الحجز على المنقوالت
رغم توفر اإلجراءات األولية التي يجب اتخاذها قبل الشروع في الحجز فان عون التنفيذ و بعد
تأكده من سبب التغييب أمامه حالتان:
في كلتا الحالتين يتطلب تحرير محضر تفتيش و ذلك بموجب المادة 54فقرة أولى من م.ت.د.ع،
ذلك بحضور السلطة المحلية شريطة أن يقوم بالتقصي و التحري عن المدين للتأكد من غيابه أو
اختفاءه ،أو رحيله إما لدى الجيران أو مالك العمارة التي كان يقطن بها الملزم ولو تطلب األمر
اللجوء إلى السلطة المحلية من أجل الحصول على العنوان الجديد لتنفيذ الحجز به.
فإذا رفض المدين إيقاع الحجز على أحد أو بعض المنقوالت التي تم تعدادها و ترقيمها و
تدوينها بمحضر الحجز فان عون التنفيذ يجد نفسه أمام تعليمات مصلحية تحثه على عدم إيقاف
عملية الحجز.
قد يحصل االعتراض بعد تنفيذ مسطرة الحجز ،فان العبء في هذه الحالة يقع على عاتق
الملزم الذي سيكون مضطرا إلى التقدم إلى القباضة المعنية باألمر ،مصحوبا بالحجج التي يثبت
بها مواجهته هاته بعدم قابلية منقول أو عدة منقوالت للتنفيذ و تم الحجز عليها من طرف عون
الخزينة.
وفي الحالة التي يكون فيها موقفه مؤسسا ،فان القابض يصدر أمره إلى العون من أجل إخراج
األشياء التي تم الحجز عليها خطأ نظرا لعدم خضوعها لقواعد الحجز ،مع تصحيح محضر
32
تحصيل الديون العمومية
الحجز نتيجة لذلك ،و التصديق عليها بالموافقة و التوقيع من طرف المحاسب المسؤول ،و يبقى
الحجز الموقع صحيحا نظرا الستجابته للقوانين و األنظمة المعمول بها في هذا الصدد.
إن مال الحجز هو تحويل المال المحجوز الى مبلغ من النقود تحويال جبريا او اراديا بواسطة
البيع ،الذي يعتبر في ميدان تحصيل الديون العمومية ،مرحلة ثالثة من مراحل التحصيل
الجبري،61كما يوصف في إطار الدراسات المتعلقة بالتنفيذ ،بكونه إجراء من إجراءات التنفيذ
62
الجبري للحجز ،و هدفا رئيسيا له ،ووسيلة فعالة لتمكين الحاجز من النقود الكفيلة بتسديد دينه.
و من الطبيعي أن المشرع عندما قرر االنتقال الى مرحلة البيع ،بعد تسليم نسخة من محضر
الحجز ،الى المحجوز عليه ،كانت تدفعه الى ذلك عدة اعتبارات:
.1إشعار المحجوز عليه بأن له اجال محددا بين تاريخ تمكينه بمحضر الحجز ،و الشروع في
البيع ،ليكون في وسعه حل قضيته باألداء ،او لينازع امام القضاء في اجراءات التنفيذ اذا
بدت له اسباب جدية.
.2رغبة المشرع في تخليص المحجوز عليه من اطالة مدة حجز امواله ،و ميله الى التعجيل
ببيع تلك االموال حتى ال يبقى الحجز قائما و مستمرا بصورة تعسفية.
.3يمكن للملزم بالضريبة ،ان يلتجئ الى االدارة الحاجزة لحثها على االسراع ببيع
المحجوزات ،كما يجوز له ان يستصدر حكم استعجاليا يقضي له بإنجاز عملية البيع
إنجازا سريعا ،خصوصا اذا كان يرى في تأخير البيع سببا لتعريض االشياء المحجوزة
الى التلف و نقصان القيمة ،و ازدياد مصاريف الحراسة.
و للتعرف على خصوصيات يتميز بها بيع المنقول الذي وصف بعض الفقه اجراءاته سابقة
بالبساطة ،مقارنة مع اجراءات بيع العقار ،مقارنة مع اجراءات بيع العقار ،يكون من االنسب
التعرض الى إجراءات ممهدة للبيع ،وإجراءات انجاز البيع.
61راجع المادة 39من م.ت.د.ع و كذا المادة 27من ظهير 21/8/1935التي كانت تجعله في المرحلة الرابعة بعد االنذار و االكراه البدني و الحجز.
62احمد جواهري ،التحصيل الجبري للديون العمومية ،اطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،جامعة محمد الخامس،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و
االجتماعية-أكدال الرباط ،السنة الجامعية ،2010-2011ص.205
33
ال يستطيع اي قابض ان يجري بيعا للمنقوالت المحجوزة ،اال بعد ان يقوم بإجراءات سابقة و
ممهدة لعملية البيع:
اذا كانت مقتضيات لقواعد العامة ال تستلزم اي إذن بإجراء بيع المنقوالت المحجوزة ،فإن من
خصوصيات قواعد تحصيل الديون العمومية اال يتم بيعها اال بترخيص يتيح ذلك ،و هو
الترخيص او التأشير على القائمة الذي يحرص على استصداره قبل البدء في الحجز ،و الذي
يصدر مشتمال على السماح له ،في حالة تماطل الملزم عن تسديد ديونه بعد إجراء الحجز،
بممارسة البيع ، 63و الذي يجد سنده حاليا في المادة 6458من م.ت.د.ع .
وعلى منوال ما اقره المشرع المغربي حاليا في هذا المضمار ،دون المشرع التونسي ،65اوضح
المشرع الجزائري الذي اتخذ القانون الفرنسي مصدرا له في الميدان الجبائي ،ان المكلف باستفاء
اموال الدولة ،ال يمكنه الشروع في البيع اال بموجب ترخيص بأذن له به .66
63تنص الفقرة الثانية من المادة 44من م.ت.د.ع على ما يلي ":يتضمن هذا الترخيص ايضا االمر بإجراء البيع اذا لم يسدد المدين ما بذمته بعد تنفيذ الحجز".
64إن هذه المادة ال تجيز ":القيام بأي بيع اال بموجب الترخيص المنصوص عليه في المادة 37أعاله".
65لم يشترط المشرع التونسي اي ترخيص مما رأيناه في القانون المغربي ،بل اكتفى بأن تتم إجراءات البيع و فق مقتضيات قواعد الشريعة العامة بنصه
بالمادة 32من مجلة المحاسبة العمومية بتونس على ان ":يقع بيع المكاسب المعقولة بالمزاد العلني حسب الصيغ المنصوص عليها بمجلة االجراءات المدنية
و التجارية" اي وفق نصوص الفصول 390الى 403من نفس المجلة االخيرة المتعلقة بعقلة المنقوالت و بيعها.
66نصت المادة 447من قانون الضرائب المباشرة الجزائري طبعة 1987ص 177على ":ان قابض الضرائب المختلفة القائم بالمتابعة يستطيع ان يقوم
بالبيع و ذلك بعد رخصة من نائب مدي ر الضرائب للوالية او مدير الضرائب تبعا لقواعد االختصاص المحددة بموجب قرار من وزير المالية".
67راجع المشرع التونسي الذي ينص في المادة 394من مجلة المرافعات المدنية والتجارية المحال عليها بمقتضى المادة 29من مجلة المحاسبة العمومية
على وقوع البيع باإلشهار عند انتهاء اجل 8ايام من يوم العقلة التنفيذية".
68المادة 512من ق.م.م " :تكون جميع اآلجال المنصوص عليها في هذا القانون كاملة فال يحسب اليوم الذي يتم فيه تسليم االستدعاء او التبليغ او االنذار او
اي إجراء اخر للشخص نفسه او لموطنه و ال اليوم االخير الذي تنتهي فيه اذا كان اليوم االخير يوم عطلة امتد االجل الى اول يوم عمل بعد".
34
تحصيل الديون العمومية
واذا كان التشريعان التونسي و المصري ينصان صراحة على تضمين محضر الحجز" يوم
البيع و ساعته و المكان الذي يجرى فيه" ،69فإن التشريع المغربي ظل ساكتا عن هذا المقتضى،
و لم يشر اليه ال في ظهير 21-8-1935و ال في مدونة تحصيل الديون العمومية و ال في قانون
المسطرة المدنية ،و لكن يتجلى من المطبوعات التي يستعملها مأمور التبليغ و التنفيذ التابعون
للخزينة العامة ،انها تتضمن ما يدل على تحديد ميعاد البيع و ساعته" ،اال اذا ظهرت صعوبات
تنفيذية ال تسمح بتحديد ميعاد البيع في محضر الحجز ،و في هذه الحالة ،يكون بإمكان الجهة
المنفذة ان تحدد تاريخ البيع و توضحه في إشعار خاص ،و تبلغه الى المحجوز عليه و تتحمل
مصاريف التبليغ.
و بالتالي يبدو ان سكوت المشرع عن تحديد تاريخ البيع بمحضر الحجز له ما يبرره ،و هو
ان البيع قد يتعذر إجراؤه في موعده ألسباب طارئة تدعو الى التعجيل به او الى تأجيله الى موعد
غير الموعد الذي حدد له.
و بالتالي ،فالعراقيل التي تمنع الحاجز من مواصلة التنفيذ ،و تجبره على تأخيره الو موعد اخر،
تضطره كذلك الى تبليغ إعالن اخر جديد إلحاطة العموم علما بهذا البيع ،تماشيا مع قواعد
المسطرة المدنية التي تسد الفراغ االجرائي المالحظ على مستوى مدونة تحصيل الديون
العمومية ،و في هذه الحالة يتعين ان يلتجئ الى القيام بإشهار مسبق.
من اجل إخبار المواطنين بالبيع المزمع اجراءه ،و اطالع الراغبين في اقتناء المحجوزات عن
طريق الشراء ،و إعداد الظروف المساعدة على بيع االمتعة المحجوزة ،بثمن يستفيد منه الدائن
الحاجز و المحجوز ع ليه في ان واحد ،اجاز المشرع تحقيقا لهذه االهداف ،اتخاذ كل وسائل
االشهار المناسبة مع اهمية الحجز.70
و استنادا للنصوص القانونية المتعلقة باإلخبار واالشهار ،71باإلضافة الى المقتضيات السابقة و
القرارات القضائية التي يوضح البعض منها ان الشهر واجب "حتى يتمكن الراغبون في الشراء
69المادة 392من مجلة المرافعات المدنية و التجارية بتونس و المادة 353من قانون المرافعات المدنية التجارية بمصر.
70الفقرة الثانية من المادة 63من م.ت.د.ع و كذا الشطر االخير من المادة 463من ق.م.م.
71المادة 5من الظهير المؤرخ في 26-4-1919المتعلق بالبيوعات العمومية للمنقوالت ،اورده احمد جواهري ،مرجع سابق ،و المادتين 463و 464من
ق.م.م.
35
من االستعداد له ،72يجوز لإلدارة المكلفة بالتحصيل ،ان تقوم بإشهار موسع ،و منتج يعبر عن
قيمة الشيء المحجوز ،و يغري باالشتراك في المزاد العلني مستخدمة في ذلك سائر الوسائل
المتاحة من لصق و نشر.
عملية اللصق :تلجأ مصالح الخزينة العامة من قباضات و خزائن جهوية و اقليمية الى
لصق وتثبيت المطبوعات المتضمنة إلعالن البيع على ابواب االمكنة و المحالت الني
توجد فيها تلك المحجوزات ،و الى تعليقها على الباب الرئيسي للمحكمة و بمقررات
السلطة المحلية و الجماعات الحضرية و القروية و في السوق االكثر قربا ،و الذي تباع
فيه المحجوزات و في جميع االمكنة التي تظهر ان االشهار بها ناجع و فعال.73
عملية النشر :ال تقتصر مصالح الخزينة العامة بالمملكة على عملية اللصق ،بل تلجأ الى
نشر االعالن عن البيع بواسطة اية محكمة تتولى إجراءات المزايدة ،ثم تعمد الى نشر
نفس االعالن على نفقتها بجرائد يومية واسعة االنتشار ،74تدعيما لدور المحكمة.
و معنى هذا القيام بالبيع يتطلب إشهارا واسعا و إعالنا مكثفا عن طريق الصحف و وسائل االعالم
المختلفة ،مع الحرص على ان يكون المطبوع المعد للصق او النشر موضحا يوم البيع و ساعته و
مكانه و نوع االشياء المحجوزة ووصفها باإلجمال.75
و إذا حدث عائق حال دون إجراء البيع في اليوم و الساعة المحددين باإلعالن ،تعين تجديد
االشهار السابق ،رغم سكوت المشرع عن ذلك ،بنفس الوسائل ،و بنفس االماكن المعلن عنها في
السابق تعريفا بالبيع المقبل ،و اشهارا بتاريخ و مكان اجرائه ،و بساعة الشروع فيه .فضال عن
التذكير بالمنقوالت المحجوزة بإيجاز.
إذا كان المشرع الفرنسي قد نص على ان بإمكان العون القضائي ان يصور عند االقتضاء
االشياء المحجوزة و يحتفظ بصورها ليستعين بها ،76باإلضافة الى محضر الحجز ،في التحقق
72االمر رقم 179الصادر عن المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ 26-3-2001في الملف عدد ،3/126/2000مجلة القصر عدد 9ص .201
73و هو ما نجده منصوص عليه في الفقرة االولى من المادة 396من مجلة المرافعات المدنية و التجارية بتونس.
74كانت الخزينة العامة للمملكة تعتمد فيما سبق على النشر الذي تقوم به المحكمة اال انها بعد ان اكتشفت تقصير هذه االخيرة في القيام بتلك العملية على
الوج ه المطلوب عمدت مؤخرا الى ممارسة نشر اعالنات البيع بجرائد واسعة االنتشار كجريدة الصباح و الحياة االقتصادية.
75احمد جواهري ،مرجع سابق ،ص 210
76المادة 90من المرسوم الفرنسي رقم 755-92الصادر بتاريخ ،1992-7-31اورده احمد جواهري ،مرجع سابق.
36
تحصيل الديون العمومية
من تلك المحجوزات ،و في التأكد من نقصانها و اتالفها ،77او وجودها كاملة حين اقتراب اجل
بيعها ،فإن المشرع المغربي لم يشر لهذه االمكانية في مدونة تحصيل الديون العمومية ،و لكنه
اقتصر في المادة 462من ق.م.م على توضيح ان بيع االشياء المحجوزة ،يتم " بعد حصرها
ووصفها بالمزاد العلني" ،بمعنى ان إعادة إحصاء االشياء التي تناولها الحجز بالضبط ،هو خطوة
سابقة على عملية البيع ،وشكلية لتبيان الوصف الذي يفيد ان سائر المنقوالت و االمتعة المحددة
في المحضر االول ،لو تكن عرضة ألي اختالس او نقصان ،78و هو ما يسهر مأمور التبليغ و
التنفيذ للخزينة على القيام به مؤازرا بالحارس الذي انيطت به حراسة تلك المحجوزات ،و الذي
يعتبر مسؤوال عن كل خطأ يصدر منه أثناء الحراسة ،حيث ان الهدف من تعيين الحارس هو
تفادي اختالس او استبدال او استبدال او سرقة او اتالف االشياء المحجوزة و المحافظة عليها
على الشكل و الصفة التي وجدها عليها عون التنفيذ عند ايقاع الحجز عليها ،و ذلك تحت
مسؤوليته.79
وبالتالي ،فيجب عليه ان يجعلها رهن اشارة ذلك المأمور ،ليتمكن من إعادة حصرها و
مراقبتها و إظهار حالتها ،و ما قد يكون ناقصا منها.
37
او غيره ممن كان مسؤوال عن الضرر او النقص الحاصل في تلك المنقوالت التي تم حجزها و
ضبطها ،و التي يتعين بمجرد توفر االوضاع السابقة ،إنجاز بيعها.
ان الحديث عن كيفية انجاز البيع ال يتطلب منا توفر فقط اعمال تمهيدية من ترخيص و تبليغ و
إشهار و خبرة ،80و إعادة إحصاء منقوالت محجوزة ،بل يستوجب إيضاح من يتكلف به و مكان
إجرائه ،كما يستلزم اتباع بعض االجراءات لضمان توزيع ثمن البيع.
بالرجوع الى ظهير 21-8-1935يتجلى ان بيع المنقوالت المحجوزة كان مناطا بالجباة
واعوانهم ،81او بمن يقوم مقامهم 82في حالة التنفيذ بمكان يبعد عن محل القباضة ،ولم يكن هناك
أي نص يحظر او يبيح للمدين المحجوز عليه امكانية بيع المنقوالت بنفسه ،لكن مشرع مدونة
تحصيل الديون العمومية ،تأثرا منه بالقانون الفرنسي الذي ينص على بيع حبي،83لم يجعل البيع
مقتصرا على المحاسب ،او على من يتولى التنفيذ لحسابه ،بل خول للمدين المنفذ عليه ،على وجه
االستثناء ،84إمكانية إجراء البيع بنفسه ،و هو مستجد من مستجدات المدونة المذكورة ،ومزية
تنضاف الى الضمانات المعطاة للملزم في ميدان التحصيل الجبري ،وتبعا لهذا الجديد ،يكون من
المفيد ان نشير بإيجاز الى البيع المجرى من طرف المحاسب و من يقوم مقامه ،و نلمح الى البيع
المنجز من طرف المدين نفسه ،هذا باإلضافة الى مكان إجراء البيع.
القاعدة العامة ان يتم البيع الجبري من طرف المحاسب المكلف بالتحصيل ،او لحسابه من طرف
مأمور التبليغ و التنفيذ او أعوان كتابة الضبط بالمحاكم او االعوان القضائيين بطلب من
80يستطيع القابض او اي مكلف بالتحصيل اذا ما كان يجهل قيمة منقول محجوز حجزتا تنفيذيا ،ان يتوصل الى القيمة المقدرة لهذا المنقول بمعرفة الخبير
تكون هي الحد االدنى المطلوب ،و في ذلك تنص الفقرة الثانية من المادة 59من م.ت.د.ع بقولها" :يمكن بعد موافقة الملزم إجراء خبرة حسب ما تفرضه
طبيعة الشيء المحجوز من اجل تقدير قيمته و ذلك طبقا لمدونة المسطرة المدنية".
81كانت المادة 45من هذا الظهير تنص على ما يلي " :يجب اجراء بيع المنقوالت على يد الجباة و اعوان المتابعات لمصلحة التحصيل في جميع المراكز
الخالية من مكتب الضبط".
82المادة 49من الظهير 1935-21-8السالف الذكر.
83المواد 107و 109من المرسوم رقم 22-755بتاريخ 31-7-1992الفرنسي السالف الذكر.
84بدليل ان المادة 61من م.ت.د.ع مستهلة بهذه العبارة " استثناء من احكام المادة السابقة".
38
تحصيل الديون العمومية
و يستفاد من مقتضيات الفقرة االولى من المادة 60التي حلت محل المادة 45من ظهير -21
1935-8ان بيع المنقوالت المحجوزة ،يجب انجازه من طرف المحاسب او ممن يقوم مقامه،
لكن بحضور السلطة المحلية او من يمثلها الذي هو حضور استلزمته الغبة المشرع في توطيد
االمن ،وتعزيز االستقرار الذي يجب ان يسود عملية البيع بدءا و انتهاء.
عموما ،يجب على العون المكلف بالتنفيذ الحضور في المكان الذي تم تحديده قبل الساعة
المقررة لذلك ،كما يجب عليه ان يتقيد بالتعليمات المصلحية التالية:
ان يكون مرفوقا بحسب االحوال اما بالسلطة االدارية او بالقوة العمومية.
ان يشرع بداية في تهيئ الئحة بأسماء المتزايدين بناء على بطاقات تعريفهم الوطنية ،وان
يحيطهم علما بالكيفية الي سيتم بها الوفاء ،هل بواسطة النقود ام عن طريق الشيك.
ان يقوم بتنبيه المتزايد بما يترتب من نتائج قضائية عن كل اتفاق محتمل الوقوع من شأنه
االخالل بشرعية المزاد العلني.
ان يعلن بصوت مرتفع عن الثمن االفتتاحي للبيع الذي تم تحديده من طرفه او من طرف
الخبير و تحت إشراف و مراقبة القابض.
ان يطرح المحجوزات الى التزايد ،و يعمل على تسجيل االثمنة المعلن عنها من طرف
المتزايدين تدريجيا ،و يعيد المناداة على اخر ثمن ثالث مرات متتالية الى ان يتبين بان
ليس هناك اي عرض اضافي ،فينطق بالعبارة التالية ":لزمه الشيء" او "رست على
39
فالن" .و يرسي عون التنفيذ المزاد على اخر مزايد الذي قدم أكبر عرض و يؤدي الثمن
على الفور ،اما نقدا او بواسطة شيك معتمد ،وتسليم المنقوالت للمشتري رهين بأداء
87
الثمن.
ب .البيع المجرى من طرف المحجوز عليه:
من مستجدات مدونة تحصيل الديون العمومية ،و من دالئل اختالف مقتضيات البيع الواردة بهذه
المدونة عن مثيلتها المدرجة بقانون المسطرة المدنية ،و من مظاهر تغيير ثقافة الجباية ،و تحسين
عالقة الملزم با لخزينة في اصعب مراحل التنفيذ ،ان المدونة المذكورة قد خولت للملزم المحجوز
عليه حق بيع المحجوزات بنفسه لتسديد ما ترتب عليه من ديون ،88و حاولت اشراكه في عمل
تنفيذي تلطيفا النعكاساته النفسية ،و ارضاء له في هذا الصدد.
و قد عبر المشرع عن هذه االمكانية في الفصل 8961من م.ت.د.ع الذي يستبين ان فسح المجال
امام المحجوز عليه ،ليمارس البيع بنفسه ليس قاعدة ،بل هو استثناء و ليس مطلقا ،بل هو مقيد
بشروط.
و تبعا لهذا يكون المحجوز عليه ،إن رغب في االستفادة من تلك االمكانية ملزما باتخاذ ما يلي:90
.1تقديم طلب في الموضوع الى رئيس االدارة قبل تاريخ اجراء البيع ،ز اذا حدث ان سلم
المحجوز عليه طلبه الى المحاسب ،فإن هذا االخير يدرسه و يذيله برأيه و يوجهه توا الى
رئيسه االداري من خازن جهوي او اقليمي او خازن عمالة ،ليتخذ بشأنه قرارا قد يكون
رفضا و قد يكون ترخيصا.
.2ان يصدر عن رئيس االدارة ترخيص يأذن للمحجوز عليه بإجراء البيع بنفسه.
.3ان يقوم ببيع المحجوزات خالل اجل 30يوما من تاريخ توصله بالترخيص.
و في نفص الصدد ،يبدو من فقرات المادة 61من م.ت.د.ع ان دور المدين في البيع ،ما دامت
الشروط السابقة قائمة لم ينته بعد ،وان مواصلة التنفيذ من طرفه لتحصيل المبلغ الباقي ،تبقى من
40
تحصيل الديون العمومية
اختصاصه ،اال اذا تنازل عنه لفائدة مأمور التبليغ و التنفيذ او حل االجل الممنوح له ،و لم ينجز
اي بيع.91
و سواء تم البيع من طرف المحاسب او من طرف المدين ،فال بد من اختيار محل تتم فيه المزايدة
يسمى مكان البيع
يجرى بي ع المنقوالت المحجوزة اما "في اقرب سوق عمومي او في اي مكان يتوقع الحصول
فيه على احسن نتيجة" ،92كما يمكن ان يتم " في المكان الذي توجد فيه االشياء المحجوزة او في
قاعة البيوعات ،"93في اليوم و الساعة اللذين حددهما المحاسب او مأمور التبليغ و التنفيذ للخزينة
بمحضر الحجز.
ويمكن القول ،ان افضل مكان إلجراء البيع هو المحل االقرب من القباضة الحاجزة ،او من
مكان الحجز ،لتجنب كثرة النفقات التي تستلزمها عملية نقل المنقوالت من مكان الى اخر ،و ما
قد يصاحب هذه العملية من ضياع مضر بالحاجز و المحجوز عليه ،فضال عن اضافة مصاريف
ترتب على عاتق الملزم.
كقاعدة عامة للدائن الحق في اقتضاء دينه من المنتوج المتحصل عليه عن طريق بيع
المنقوالت المحجوزة طرفه ،لكن قد يحصل أن يتدخل دائن آخر في عملية الحجز أو يتعرض
على ذلك لكي يحفظ حقه في الحصول على دينه بعد البيع ،وفي هذه الحالة يختلف االمر بحسب
94
ما إذا تعلق االمر بدائن ممتاز أو دائن عادي.
91تنص الفقرة الخيرة من المادة 61من م.ت.د.ع التي ال نظير لها في ظهير 1935-8-21على ما يلي " :اذا لم يتم البيع من طرف المدين في االجل
المحدد يتم اجراؤه وفق الشروط المنصوص عليها في المواد 62الى 64ادناه".
92الفقرة االولى من المادة 63من م.ت.د.ع التي حلت محل المادة 47من ظهير ، 1935-8-21و التي يتشابه مضمونها مع محتوى المادة 463من ق.م.م
التي حلت بدورها محل المادة 332من ق.م.م القديم لسنة .1913
93المادة 110من المرسوم الفرنسي رقم 755-92المؤرخ في .1992-7-31
94عبد الرزاق شعيبة ،مرجع سابق ،ص .108
41
البند االول :في حالة عدم وجود دائنين متعرضين:
اذا كانت الخزينة العامة وحدها دائنا حاجزا ،فإنها تتسلم مبلغ الدين من الثمن اي منتوج البيع
إن كان كافيا ،ويدفع المحاسب الباقي بعد خصم المصاريف والزيادات المحتملة الى المدين .
وإذا لم يكن المنتوج كافيا ،يأخذها لدائن وينتظر ظهور مبالغ جديدة عائدة الى المدين.
هذه الحالة تنظمها المقتضيات الواردة بالمذكرة التفسيرية لمدونة التحصيل ،حيث يتعين على
المأمور التابع للخزينة ،الذي تابع سير مسطرة البيع ،دفع منتوج البيع لصندوق المحاسب المكلف
بالتحصيل ،الذي يجب ان يقوم بإدراج ما قبضه في الجدول الضريبي و يمنح للمدين و صال عن
المبلغ المدفوع مقيدا بأحكام المادة 27من م.ت.د.ع المتعلقة باألداءات الجزئية.
في هذه الحالة ،يتعين على المأمور الذي تولى تسيير مسطرة البيع ،و بعد ان يتسلم ثمن بيع
المنقوالت المحجوزة العائدة للمدين ،ان يدفع المبلغ بكامله الى صندوق المحاسب المكلف
بالتحصيل ،والذي يدرج ما قبضه على الجداول المتضمنة للديون العمومية ويسلم وصال او
تصريحا بالدفع الى المدين.
في هذه الحالة ،يرد المحاسب المكلف بالتحصيل الى المدين المحجوز عليه ما تبقى من ثمن
البيع بعد خصم الدين المستحق و المصاريف و الزيادات المحتملة ،و يوقع المدين على محضر
البيع باالستالم.
في هذه الحالة ،يختلف تطبيق مسطرة التوزيع حسب ما إذا كان الدائنون المتعرضون ممتازون
ام عاديون.
42
تحصيل الديون العمومية
إذا تزاحم مع الخزينة العامة صاحبة االمتياز بمقتضى المادة 115و ما يليها من م.ت.د.ع
دائنون متعرضون عاديون ،يتعين على مأمور التبليغ و التنفيذ التابع للخزينة ،و بعد ان يكون
الدائنون العاديون قد عبروا عن موقفهم عن التوزيع داخل االجل القانوني " 30يوما" ،ان يقطع
من محصول البيع المبالغ المستحقة للخزينة ،يدفعها في صندوق المكلف بالتحصيل ،و يمنح
للمدين وصال بالدفع ،و يودع البلقي بصندوق المحكمة المشرفة على التنفيذ لكي يقوم بتوزيعه
على باقي الدائنين مع اخبار هؤالء الدائنين باإليداع.
في الحالة التي يتزاحم فيها مع الخزينة دائنون ممتازون من بين الدائنين المتعرضين ،يجب
على مأمور الخزينة إيداع منتوج البيع بصندوق المحكمة االبتدائية المختصة ،و يخبر الدائنين
المعنيين باإل يداع ،بعد ذلك تقوم المحكمة بتوزيع المبالغ المودعة لديها بين الخزينة و الدائنين
95
على اساس امتياز كل منهم.
الفقرة الثانية :المساطر الخاصة و االكراه البدني في التحصيل الجبري للديون العمومية:
نظم المشرع بعض المساطر الخاصة لتحصيل الديون العمومية عن طريق الحجز والبيع،
وذلك لخصوصية موضوع التنفيذ ،كما لو تعلق االمر بالحجز على العقارات أو السفن أو
،لكن تبقى كلها في إطار الحجز 96
االصول التجارية ،لكونها تتميز بشروط وإجراءات خاصة
والبيع كدرجة من درجات التحصيل الجبري ،ويبقى االكراه البدني آخر وسيلة إلجبار المدين
ألداء ما بذمته من ديون عمومية.
من الدعاوى التي يتأتى للمحاسب ان يعد وسائل الدفاع بشكل ميسور ،و يسهل عليه فيها ممارسة
إجراءاته االثباتية ،طلب التنفيذ على االصول التجارية ،و التنفيذ على السفن ،و كذا على العقار.
95بالنسبة لمراتب االمتياز فهي محددة في المادة 1243من قانون االلتزامات و العقود.
96تنص المادة 67من م .ت .د .ع على أنه" ...يتم حجز العقارات وبيعها من طرف أعوان التبليغات و التنفيذات القضائية طبقا الحكام الظهير بمثابة قانون
بتاريخ 47 11رمضان ( 28شتنبر ) 1974بالمصادقة على قانون المسطرة المدنية.
43
و تبعا لخصوصية هذه الفقرة ،ولرغبة في التعرف على كيفية التنفيذ في الطلبات او الدعاوى التي
هي من مشموالتها ،نرى معالجتها من خالل التطرق لثالثة مظاهر او دعاوى على سبيل المثال
و بالتالي تقسيمه الى ثالث بنود:
عرف مشرع مدونة التجارة االصل التجاري و حدده بأنه "مال منقول معنوي يشمل جميع
االموال المنقولة المخصصة لممارسة نشاط تجاري او عدة أنشطة تجارية" ،97لكن هناك من انتقد
خروج المشرع عن المألوف و اعتبره خوصا في مجال يترك عادة للفقه ،98و ظاهرة جديدة في
99
التشريع المغربي يستحسن عدم اللجوء اليها.
وبالتالي ،فاألصل التجاري يبقى متميزا بكونه ماال منقوال معنويا ،مخصصا الستثمار مهنة
تجارية ،و يعتبر جزءا من الذمة المالية للمدين ،و يشكل بالنسبة للدائن ماال مؤمنا لحقه.
و منه ،فالتنفيذ على االصل التجاري في ميدان تحصيل الديون العمومية يتميز بخصوصية ال
نظير لها في ميدان تحصيل ديون الخواص ،و يقتضي ،توضيحا لتلك الخصوصية ،اال يتم اللجوء
الى القضاء لحجزه ،بل يعتمد المحاسب المكلف بالتحصيل على ما يخوله له المشرع من إمكانية
حجزه حجزا مباشرا او اداريا ،و طلب ترخيص بيعه بيعا قضائيا ،اي ان المحاسب يسلك من
اجل التنفيذ على االصل اتجاري مرحلتين :مرحلة ادارية يقوم فيها بحجزه حجزا اداريا ،ومرحلة
قضائية يلتمس فيها من المحكمة ان تحكم له ببيعه.
44
تحصيل الديون العمومية
ان حجز االصول التجارية في ميدان تحصيل الديون العمومية ال يتطلب تدخل القضاء ،و ال
يتوقف على حكم قضائي ،بل يظل هذا النوع من الحجز محتفظا بطابعه االداري ،و خاضعا
للمسطرة المتبعة من طرف المحاسبين العموميين ،عمال بأحكام المواد 44الى 57و بمقتضيات
المادة 68من م.ت.د.ع التي كانت تنص على ان "يتم تنفيذ حجز االصول التجارية و بيعها وفق
الشروط و االشكال المنصوص عليها في القانون رقم 15-95المتعلق بمدونة التجارة.
و يبدو من خالل قراءة المادة 68السالفة الذكر قبل تعديلها ،ان هناك التباس بسيط كان ينجم
عن خطأ غير متعمد في إعمال العبارة االولى منها "يتم تنفيذ حجز االصول التجارية و بيعها" و
عن عدم تتبعها بكيفية مدققة قراءة و تفسيرا ،و بالتالي ،ادى هذا الى تعديل المادة 68التي
اصبحت تنص على ان " يتم حجز االصول التجارية طبقا ألحكام الفقرة الثالثة من المادة 445
من ق.م.م من لدن مأموري التبليغ و التنفيذ التابعين للخزينة تنفيذا للترخيص المشار اليه في
المادة 37اعاله ،بناء على طلب من المحاسب المكلف بالتحصيل.
ينفذ بيع االصول التجارية وفق الشروط و االشكال المنصوص عليها في القانون رقم 15-95
المتعلق بمدونة التجارة".
و من الجلي ،ان هذه المادة بصيغتها الحالية اصبحت واضحة و بعيدة عن اي ابهام ،و دالة
داللة قوية على ان المرحلة االدارية لحجز االصول ينهض بها االعوان المنتمون لإلدارة
المكلفون بالتحصيل ،و ان مرحلة البيع القضائي تتم وفق مقتضيات مدونة التجارة.
يتم حجز عناصر االصل التجاري كليا أو جزئيا وفق مقتضيات الفقرة الثالثة من الفصل 455
من ق.م.م ،فقبل مباشرة إجراءات الحجز من طرف مأمور التبليغ والتنفيذ التابع للخزينة يتعين
عليه:
و ذلك عب ر مراقبة وثائق الملف االداري المتعلقة بالملزم و الذي يراد التنفيذ على اصله
التجاري ،و كذا مراجعة كل االجراءات السابقة الحجز ،إذ يتحقق من ارسال اشعار بدون صائر
و يتأكد من سالمة التبليغ لإلنذار القانوني ،حتى ال يحكم بإبطاله او بإلغاء مسطرة التحصيل ،و
45
حتى ال يكون في حالة تقديم طلب البيع ،عرضة لالحتجاج عله بمقتضيات المادة 114من م.ت
التي تجيز لطالب التنفيذ ان يستصدر حكما ببيع االصل التجاري ،بعد انصرام ثمانية ايم على
اشعار المدين او الحائز بتسديد الدين ،و بقاء االنذار بعد هذه المدة عديم الفعالية ،لذلك يجوز
انذا ره بضرورة اداء ما عليه من ديون بجميع الوسائل ،ولو بمحرر مضمون الوصول عمال
بالمادة 255من ق.ل.ع.
يسعى المحاسب ،فضال عما سبق ،الى ان يكون السند التنفيذي المتعلق بالملزم واجب التنفيذ،
و ان يكون الدين المسجل به حال االداء ،كما يحرص ،قبل الشروع في الحجز ،على االتصال
بالمحكمة الماسكة للسجل التجاري الستقاء المعلومات المؤكدة لهوية الملزم ،و الحصول على
المعلومات التي تؤكد خضوع االصل التجاري او عدم خضوعه له.
اجراء الحجز:
ينجز حجز االصول التجارية وفق ما تنص قواعد تحصيل الديون العمومية ،و ما تقضي به
االصول الع امة الواردة بقانون المسطرة المدنية ،و المتعلقة بحجز المنقول الموجود بمحل الملزم،
و يتم في حالة بقاء االنذار الموجه الى المدين بدون جدوى ،100او في حالة ما " إذا أصر اثناء
الحجز على رفض اداء ما بذمته ،101بإعداد محضر Procès-verbalمن طرف مأمور التبليغ
و التنفيذ للخزينة.
و حتى يشكل المحضر سندا كتابيا مقنعا للمحاكم ،و تضفى عليه الحجية الثبوتية التي ينبغي ان
تكون موثوقا بها فيما اشتمل عليه من بيانات ،ومعلومات يشهد بصحتها موظف قام بتدوينها،
يجب ان يعد بكثير من العناية و االهتمام ،ويحرر وفقا للمعطيات القانونية المتطلبة في كل
محضر على حدة ،ألن حجيته ال تقتصر على ماله من مصداق تجاه االغيار ،بل تمتد الى اعتباره
في إطار عملية التحصيل الجبري للديون العمومية سندا تنفيذيا و في طلبات بيع االصول التجارية
شرطا الزما ،102كما اكد على ذلك القضاء.103
100راجع المادة 114من م.ت .التي تنص على التالي " :ي جوز للبائع وللدائن المرتهن المقيد دينهما على األصل التجاري أن يحصال أيضا على األمر
ببيع األصل التجاري الذي يضمن ما لهما من ديون وذلك من بعد ثمانية أيام من إنذار بالدفع بقي بدون جدوى بعد توجيهه للمدين أو لحائز األصل عند
االقتضاء .يرفع الطلب إلى المحكمة التي يستغل بدائرتها األصل التجاري والتي تبت طبقا لمقتضيات الفقرتين األخيرتين من المادة السابقة.
101راجع المادة 49من م.ت.د.ع.
102احمد جواهري ،مرجع سابق ،ص .309
103الحكم عدد 401الصادر عن المحكمة التجارية بفاس بتاريخ 2003-10-7في الملف رقم 4/2003/52مجلة المعيار عدد 30ص .330
46
تحصيل الديون العمومية
تعيين الحارس:
الحراسة هي االجراء الذي يتخذ بعد ايقاع حجز ،درءا لما قد يصدر عن المحجوز عليه من
تصرفات ضارة بمال محجوز .و مما يلفت االنتباه بشأن إعداد محضر الحجز هو ان المادة 50
من ق.م.م ،جعلت من اجزاء المحضر " تعيين 104
من م.ت.د.ع على خالف المادة 455
حارس" ،تذكيرا للمأمورين بوجوب تنصيبه و ابرازا ألهميته و إشعارا له بكونه مسؤوال عن
الحراسة.
وبالتالي ،كل تخل عن القيام بهذه المهمة او تقصير الحارس في اداء واجبه الذي تقتضيه القواعد
القانونية ،سيؤدي الى الحكم عليه بما تنص عليه المادة 51من م.ت.د.ع و هو "استبداله و الحكم
عليه بتعويض عن الضرر.
ان المشرع قد اوجب على مأمور التنفيذ او على كل ذي مصلحة في ذلك ،ان يبادر الى تقييد
محضر الحجز بالسجل التجاري ،و جعل هذا التقييد ضروريا " و لو اهمل التاجر او الشركة
تطبيق المقتضيات التشريعية التي تحتم تسجيل التجار و الشركات التجارية في 105
التجارية
السجل التجاري" ،ألنه يعتبر خاضعا لجميع االلتزامات المرتبطة بهذه الصفة ،و الن القصد من
اجرائه هو اشهار وقوع الحجز و احاطة الدائنين الذين يتعاملون مع صاحب االصل التجاري،
علما بالحجز الموقع على ذلك االصل ،و بالقيد الذي يثقل مدينهم.
قد يتم بيع االصل التجاري بيعا رضائيا ،و يبرم في هذا الصدد عقد رسمي او عرفي عمال باتفاق
االطراف ،106و تماشيا مع القواعد العامة ، 107و قد يتم بيعه جبريا عن طريق القضاء الذي يتخذ
االجراءات الالزمة لذلك:
104اقتصرت هذه المادة في فقراتها 1و2و3و4و6و 7على ذكر كلمة "محضر" دون االشارة الى حارس او حراسة.
105الفقرة الرابعة من المادة 455من ق.م.م.
106المادة 230من ق.ل.ع
107راجع المادة 488من ق.ل.ع التي تنص على ان "يكون البيع تاما بمجرد تراضي عاقديه" ،و قد يتم بيعه جبريا عن طريق القضاء الذي يتخذ االجراءات
الالزمة لذلك
47
حيث أن من واجب الدائن باعتباره طرفا ايجابيا في خصومة التنفيذ ،ان يخبر المحجوز عليه
باعتزامه التنفيذ على اصله التجاري ،تماشيا مع حرص المشرع على ان يتحقق للمدين علم تام
باإلجراءات التنفيذية و تطبيقا لمبدأ تبليغ االنذار الى المدين او الحائز الوارد بالمادة 114من
م.ت التي تنص بصريح العبارة على ما يفيد جواز الحصول "على االمر ببيع االصل
التجاري....بعد ثمانية ايام من إنذار بالدفع بقي بدون جدوى".
لذلك فإن تبليغه بطريقة غير سليمة او عدم االدالء بما يفيد للقيام بتبليغه ،يجعل طلب البيع غير
منتج ألثره ،وهو ما يفرض على الدائن طالب التنفيذ ان يثبت انجازه و حصوله ،و ان يتأكد في
نفس الوقت من صحة الحجز التنفيذي الذي أجراه.108
مقال الدعوى:
يمكن للمحاسب ،او من ينوب عنه ،بعد التأكد من القيام بعدة اجراءات سبق ذكرها ،و بعد
التحقق من ان إنذار المدين لم يوف بالمقصود منه ،ان يودع بالمحكمة مقاال راميا الى التصريح
ببيع االصل التجاري و مشتمال على أسماء وصفات االطراف و عناوينهم ،و كذا الوقائع و
الوسائل المتمسك بها.
و إذا تعبق االمر بشركة تعين ان يسجل بذلك المقال اسمها و نوعها و موطنها ،عمال بالمادة
32من ق.م.م و ان تدون به كل المعلومات المطلوبة بصورة ال يشوبها االبهام و العمومية ،و إال
109
تم الحكم بعدم قبوله.
لقد أحال المشرع في المادة 68من مدونة تحصيل الديون العمومية بخصوص بيع االصل
التجاري المحجوز ،على االجراءات المنصوص عليها في مدونة التجارة في الباب الرابع من
الكتاب الثاني المواد 111وما يليها .وبمجرد صدور حكم ببيع االصل التجاري المحجوز ،فإن
تنفيذه يستلزم اتباع االجراءات المنصوص عليها في المواد 115إلى 117من مدونة التجارة:
48
تحصيل الديون العمومية
-قبل المزاد العلني :وبمجرد ما يصير الحكم قابال للتنفيذ ،يقوم كاتب الضبط بتبليغ الحكم
للمحكوم عليه وإعالن المزاد مع تبيان تاريخه ومدته.
-أثناء المزاد العلني :بعد 30يوم من تبليغ الحكم ومن االشهار القانوني ،تجري المزايدة ويبلغ
عون التنفيذ مالك االصل التجاري والدائنين بوجوب الحضور ثم يرسو المزاد على آخر من تقدم
بأكبر عرض.
تعتبر السفينة كيفما كان تعريفها ،و خصائصها ،و أينما كان محل تسجيلها بالمغرب ماال
منقوال ،و تخضع لقواعد القانون العادي مع مراعاة القواعد الخاصة ،كما تدخل في دائرة التعامل،
و تصير قابلة للبيع و الشراء و تغدو محل حجز و بيع.
و يتضح من خالل ما ذكر ،أن بإمكان مصالح الخزينة ان تمارس التنفيذ على السفينة ،بالشروع
في الحجز التحفظي وباالنتقال الى حجز تنفيذي متبعة االحكام التي سنها المشرع لحجزها وبيعها،
و التي تتباين مع تلك المتعلقة بحجز المنقوالت ،حجزا تحفظيا و تنفيذيا.
ان الكيفية التي يتم بها إجراء الحجز التحفظي على الباخرة ،لم يرد لها تصور شامل بالمادة
110من ق.ب ،و لم يضبطها نص معين:
المرحلة االدارية:
هي مجموعة اجراءات ينفذها احد مأموري التبليغ و التنفيذ للخزينة الذي يتصل بمصلحة تسجيل
البواخر بميناء ربطها من اجل الحصول على كل المعلومات المتعلقة بهوية السفينة ومالكها
والتأكد من جميع ملحقاتها استعدادا إلنجاز الحجز المذكور.
بعد ذلك يقوم بإعداد محضرا يضمنه بشكل دقيق ،سائر العناصر التي تعتبر جزءا منها ،و يذكر
فيه غالبا:
49
oالحالة المدنية للسفينة.
oالمبلغ الضريبي وطبيعته و مراجع الضريبة المترتبة عليه.
oخصوصيات السفينة و ملحقاتها و جنسيتها.
يبادر نفس المأمور بعد انجاز محضر الحجز الى تقييده داخل اجل ثمانية ايام بمكتب تسجيل
السفينة او بالمكتب الذي يقع بناؤها في دائرته.110
المرحلة القضائية:
يسعى المحاسب او من يقوم مقامه الى حجز السفينة حجزا تحفظيا عن طريق القضاء ،مستعمال
لهذا الغرض طلبا استعجاليا ،بمجرد صدور قرار المحكمة في الموضوع يتخذ العون المكلف
بالتنفيذ التابع للمحكمة اجراءاته الالزمة و ينتقل ،خوفا من اقالع السفينة ،الى الميناء الذي ترسو
به لتحرير محضر حجز حولها بأقصى ما يمكن من السرعة.
بعد ذلك ،يقوم بتبليغ البيانات المتعلقة بالباخرة و المذكورة بالحكم الصادر عن المحكمة مرفقة
بنسخة من المحضر الى محافظ الرهون البحرية ،الموجود بميناء ربط السفينة للقيام بتسجيله في
سجلها و الى المحافظ على الرهون البحرية في الدار البيضاء للقيام بنفس العمل ،و الى مالك
111
السفينة ،و إشعار هذا االخير بكونه مسؤوال عن حراستها.
ان بيع السفينة ال يتم بمجرد قيام المحاسب بإعداد محضر الحجز التنفيذي ،و تقييده بمكتب قيد
السفينة ،او في المكتب الذي يقع بناؤها في دائرته ،بل يتطلب احترام موجبات يرتكز الطلب
المقدم الى المحكمة المختصة للحصول على حكم يأذن بذلك البيع ،و يستلزم بعد ذلك اجراء
المزاد العلني تحقيقا لما سبق من االجراءات.
يتبين من نصوص القانون البحري ان بها خصوصيات تتطلب من المحاسب الحاجز ان
يراعيها في مقاضاته للملزم بالضرائب ،و ان يتمسك بها احتراما لشكليات مسطرة البيع ،إذ يكون
50
تحصيل الديون العمومية
ملزما بأن يبلغ الى صاحب السفينة او لمن يقوم مقامه ،حتى يضع حدا لسفر قد يكون عازما القيام
او اشعارا بضرورة الحضور امام 112
به ،نسخة من محظر الحجز التنفيذي و استدعاء
المحكمة.113
بعد انصرام اجل 15يوما المعطى للدائنين المقيدين و المدعوين ابتداء من تاريخ تبليغ
محضر الحجز اليهم ،يتحتم على المحاسب المكلف بالتحصيل ان يقدم الى المحكمة التجارية
المختصة مكانيا ،مقاال مشتمال على البيانات الالزمة كتعيين المحاسب تعيينا مؤكدا لصفته في
التقاضي...
كما يجب على المحاسب ،تماشيا مع مقتضيات المادتين 115و 116من ق.ب ،ان يدخل
الدائنين في مقاله االفتتاحي ،ليؤكدوا بعد توصلهم باستدعاءات الحضور.
فإذا اقتنعت المحكمة بصواب طلب المحاسب الحاجز ،و رأت ان مقوماته متوفرة ،فإنها
تصدر أمرها وفق الطلب وتضمنه الثمن الذي يتم به افتتاح البيع ،و كذا اليوم الذي سيخصص
الجراء المزايدة ،114و هو ما يستوجب مواالة هذه المرحلة بإشهار البيع إشهارا يحقق الغاية منه.
المزاد العلني ما هو في واقع االمر اال اعمال فعلي لمنطوق االمر الذي اصدرته المحكمة ،و
الذي عينت فيه الثمن االفتتاحي للبيع و الشروط المتعلقة به ،يخضع فضال عن مقتضيات القانون
البحري التي هي مقتضيات تتسم باإليجاز و القصور ،الى نظريات و احكام قواعد الشريعة
العامة .ويتم اجراءه بعد مضي 15يوما التي كانت مخصصة للنشر و االعالن و إخبار العموم.
و االردني،116 115
و لئن كان القانون البحري المغربي القريب الشبه من القانون اللبناني
بخصوص تحديد مكان المزايدة ،قد اوضح ان هذا البيع يحصل امام كاتب الضبط 117التابع
للمحكمة التي تكفلت باإلجراءات السابقة و الحالية ،قد تقتضي المصلحة ألسباب اقتصادية،
112يبدو ان هذا التالزم في تبليغ كل من محضر الحجز التنفيذي و االستدعاء الى المدين في نفس الوقت شبيه بالتالزم الذي ينص عليه المشرع المصري في
الفقرة االولى من المادة 69من قانون التجارة البحرية.
113تنص الفقرة االولى من المادة 115من ق.ب على ما يلي ":يجب على الحاجز ان يقوم داخل ثالثة ايام بتبليغ المالك نسخة من المحضر و باستدعائه امام
محكمة مكان الحجز ليستمع الى قرارها ببيع االشياء المحجوزة".
114المادة 118من ق.ب.
115تنص المادة 83من قانون التجارة البحرية اللبناني على ما يلي ":يجري البيع في جلسة للمزايدة العلنية في المحكمة المدنية بعد 15يوما من تعليق
االعالن.
116المادة 85من قانون التجارة البحرية االردني ورد فيها ما يماثل الحكم الوارد بالمادة 85من قانون التجارة البحرية اللبناني.
117المادة 119من ق.ب التي تنص على ان "يجرى البيع الناتج عن حجز امام كاتب الضبط بعد مرور 15يوما على تعليق اعالن"....
51
كمحاولة الحصول على اثمنة مشجعة وعالية ،كاالبتعاد عن مكان قدرت السلطات انه قد يكون
مسرحا للعنف و االضطراب ،ان يجرى وفق مقتضيات المادتين 63من م.ت.د.ع و 463من
ق.م.م ،في السوق االكثر قربا و مردودية ،او في اي محل يتفق الكل او االغلبية على صالحيته
ونجاعته بالنسبة ألطراف النزاع ،من دائن و مدين و من ذي اية مصلحة فيه.
وبالتالي ،فالمتزايد الذي وقف عليه المزاد هو ملزم بدفع ما عليه لكاتب الضبط خالل اربعة
118
و عشرون ساعة ،بعد االعالن عن رسو السفينة المباعة عليه.
يكتسي العقار في حياة االنسان االقتصادية و االجتماعية و التجارية اهمية بالغة ،و يشكل
ضمانة من الضمانات التي ترسخ استقرار المعامالت ،و تجعل الدائن واثقا من تحصيل دينه،
كما يتطلب عدة اجراءات مكلفة و التزامات متعبة سواء في وقت بيعه ،او في حالة جعله محل
119
حقوق و تحمالت ،او عند التنفيذ عليه تنفيذا قضائيا ال اداريا.
و من اجل االلمام بخصوصيات التنفيذ على عقار الملزم بواسطة القضاء ،نتناول بإيجاز
خطوات حجزه حجزا تحفظيا ،وننتقل الى مرحلة حجزه حجزا تنفيذيا.
لم تكن احالة المشرع في المادة 67من م.ت.د.ع على قواعد المسطرة المدنية المتعلقة بحجز
العقارات ،اال من اجل هدف مقصود و هو تكريس الضمانات المخولة للمدين و عدم حجز عقاره
حجزا تحفظيا اال بمقتضى قرار قضائي.
اجاز مشرع م.ت.د.ع للمحاسب العمومي المكلف بالتحصيل ،ان يباغت المدين و يحجز امواله
حجزا تحفظيا مفاجئا ،تمهيدا لممارسة اجراءات التحصيل الجبري عليها ،خصوصا اذا لم يكن
للمدين موطن مستقر ،او خشي المحاسب فراره ،او كانت تأمينات الدين مهددة بالضياع.
118تنص المادة 121من ق.ب على ما يلي" :ال تقبل اية زيادة بعد ارساء المزايدة و يتعين على من رسا عليه البيع ان يؤدي الثمن بدون صوائر بين يدي
كاتب الضبط داخل اجل 24ساعة بعد ارساء المزايدة".
119احمد جواهري ،مرجع سابق ،ص .347
52
تحصيل الديون العمومية
و بالتالي ،تدل المادة 438من ق.م.م على ان كل حجز او كل تنفيذ بصفة عامة ،ال يمكن القيام
به ،او الشروع فيه اال اذا توفرت مقومات اساسية منها:
-السند التنفيذي :يزيد من تأكيد وجود حق مطالب به ،و يكتسي قوة قانونية مادية و
معنوية ،و يتمثل بخصوص الديون العمومية في الجدول الضريبي او غيره.
-الشروط المتعلقة بالدين الضريبي :و التي تجسدها المادة 438من ق.م.م من خالل هذه
العبارة" بسبب دين مقدر و محقق ،بمعنى ان المبرر االساسي الستصدار حكم يقضي
بالحجز ،هو الدين الذي يتعين ان يكون متوفرا على طابع الجدية ،و الذي من شروطه:
ان يكون مقدرا :ان يكون محل الحق المثبت بالجدول محددا و معينا.
ان يكون محققا :بمعنى ان يكون موجود حاليا و مرتبا بذمة المحجوزة عليه بصورة
مؤكدة ،و هم ما اكده المجلس االعلى في احدى النوازل حينما تبين له انعدام " وجود
دين محقق في ذمة المحجوز عليه قبل الدائن ،"120فقضى بنقض و إحالة قرار محكمة
االستئناف ،و علل قراره بان " الدين المرد المحافظة على الوفاء به بالحجز مجرد
ادعاء ،و لم يقم عليه ما يثبت صحته و حقيقته."121
ان يكون الدين حال االداء :ال يمكن للمحاسب ان يطلب ايقاع حجز تحفظي على عقار
اي ملزم ،اال اذا كان الدين الذي يطلب به مستحق الداء ،و كان لديه ما يثبت عدم تملك
المدين ألي منقول.
ب .طلب الحجز التحفظي:
يقوم المحاسب العمومي عادة ،في حالة عدم المامه بوضعية الملزم المالية ،و تشككه فيها،
بالتواصل مع المحافظة العقارية ،و مع غيرها من االدارات االخرى التي تتوفر على
مستندات الملزم ،بغية ممارسة حق االطالع على تلك المستندات الدالة على العقار.
120قرار المجلس االعلى عدد 337الصادر في 1990-1-21في الملف المدني عدد ،89-359مجلة قضاء المجلس االعلى عدد 44ص 60الى 63
121نفس القرار السالف.
53
وانطالقا من هذه المستندات ،يتسنى للمحاسب العمومي اعداد طلب الحجز سليما في
احد 122
مضمونه ،خاليا من االختالالت الشكلية والمسطرية ،التي قد تتضرر منها مصلحة
الطرفين.
كذلك يتعين على المحاسب ان يتبع في تقديم طلبه ما يستوجب رفع الدعوى و تقييدها لدى
المعتمد 123 المحاكم من ذكر هوية المدعى عليه ،و تبيان وقائع القضية بإيجاز والوسائل
عليها ،تبرير دعواه.
استنادا الى الفقرة الخامسة من المادة 455من ق.م.م ،يبادر المحاسب او من ينوب عنه الى
تبليغ ذلك القرار للمحافظ على االمالك العقارية ليتولى تقييده بالرسم العقاري ،حتى يصبح قرار
الحجز خاضعا للتسجيل و مشهرا ،و حتى يكون المحاسب ذا اسبقية في تفعيل اجراءات التنفيذ
على العقار.
اما فيما يخص تبليغ قرار حجز العقار ،وحسب المادة 39من ق.م.م ،فهي مهمة يتوالها
العون المكلف بالتبليغ و التابع للمحكمة التي يقع في دائرتها العقار المحجوز ،و الذي يستطيع ان
يسلم الى المحجوز عليه ،بعد التوقيع على شهادة التسليم تعبيرا عن سالمة التبليغ ،نسخة من قرار
الحجز و المحضر ان طلبهما منه.
تقتضي عمليات التنفيذ على العقار إحضار عدة مستندات ،و من بينها رسوم الملكية باعتبارها من
وسائل االثبات ،و من ادوات تدعيم حق المحجوز عليه الذي يراد التنفيذ عليه ،و اقناع
المتزايدين ،و بعث الثقة في نفوسهم.
54
تحصيل الديون العمومية
حتى تكون لهذا المحضر حجيته ،و تثبت قوته كعمل من االعمال القانونية الواجبة التسجيل و
االشهار ،و تطال اثاره عدة اطراف منهم من يكون طرفا في خصومة التنفيذ كالمنفذ عليه ،و
منهم من يكون اجنبيا عنهم ،عمال بالفقرة الثانية من المادة 469من ق.م.م التي ورد فيها " :اذا
سبق حجز العقار تحفظيا بلغ العون المكلف بالتنفيذ بالطريقة العادية ،تحول هطا الحجز الى حجز
تنفيذي عقاري للمنفذ عليه شخصيا ،او في موطنه او محل اقامته".
بعد اتمام االجراءات السابقةـ يتفرغ المأمور المكلف بالتنفيذ باإلجراءات التالية:
دفتر التحمالت:
حرصت وزارة العدل على تهيئ نموذج خاص به ،يشمل 14مادة و يوجد بكتابات الضبط
بمختلف المحاكم ،و يعتبر تنظيما لعملية البيع ،ملزما بما احتوى عليه من مقتضيات التي يرتكز
124
عليها بيع العقار ،و التي يستند اليها المشتر ي عند اقتناءه ملكية ما يباع.
لقد اوضح المشرع في الفقرة الثانية من المادة 471من ق.م.م ان العون المكلف بالتنفيذ بعد ان
يحيل االمر بحجز عقار على رئيس المحكمة موقع العقار ،يعمل "على اشهار البيع بالتعليق" كما
اكد في الفقرة االولى من المادة 474على انه يقوم بمجرد وقوع الحجز العقاري ،او انصرام
اجل الشهر المنصوص غ=عليه في الفقرة االخيرة من المادة 471بإجراء االشهار القانوني.
المزايدة او السمسرة:
يسهر المكلف بالتنفيذ على استدعاء المحجوز عليه ،و يخبره بكون حضوره في اليوم الذي عين
إلجراء المزايدة ضروريا ،كما يحرص في االيام العشرة االخيرة من نفس المدة ،على تنبيهه و
تنبيه المتزايدين الذين تم تسجيلهم و قبول عروضهم ،الى احترام التاريخ وفق ما تنص عليه
الفقرتان الثالثة و الرابعة من المادة 476من ق.م.م.
55
وعموما ،تفتح عملية البيع بعد 30يوم من تاريخ تبليغ الحجز ،يتم تحديد المبلغ االفتتاحي للمزاد
بواسطة خبير معين بناء على أمر مبني على طلب رئيس المحكمة المختصة ثم ينعقد البيع بانتهاء
مرسى المزاد.
لكن المشرع ،رغبة منه في االكثار من اليات التحصيل ،واشعار الملزمين بأكثر مما يمكن
من الضمانات الحائلة دون االشتطاط في حقهم ،اقدم بمناسبة صدور مدونة تحصيل الديون
العمومية على سن دعاوى جديدة إلجبار الملزمين على اداء حقوق الدولة.
يعتبر االكراه البدني آخر درجة من درجات التحصيل الجبري للديون العمومية ،يعمد من خاله
المحاسب المكلف بالتحصيل إلى إرغام المدين في شخصه ألجل استخالص الدين المترتب في
ذمته ،وحتى وإن منح له المشرع هذه االمكانية اال أنه وضع لها قيود أو موانع تحول دون تطبيقه
حفاظا على حقوق المدين وضماناته.
ويعرف االستاذ مصطفى التراب االكراه البدني بأنه " وسيلة يتم بواسطتها جبر المدين
المحكوم عليه بأداء مبلغ مالي على تنفيذ الحكم الصادر عليه عن طريق إيداعه في السجن مدة
125
معينة تتناسب مع مقدار الدين".
بالرجوع الى مقتضيات مدونة تحصيل الديون العمومية ،نالحظ ان بإمكان القارئ ان سيستنتج
منها عدة شروط منها ما يلي:
يقتضي هذا الشرط التذكير بأن المحاسب الذي كان ذا خيار بيم ممارسة الحجز او االكراه
البدني في إطار المادتين 27و 50من ظهير ،1935-8-21ال يمكنه االن ان يستعمل هذا
الخيار في إطار مستجدات مدونة تحصيل الديون العمومية ،بل يتعين عليه استعمال اوال سائر
اجراءات التنفيذ المشار اليها فيما سبق ،و يتخذ جميع التحريات بحثا عما قد يكون للملزم من
اموال مودعة لدى االغيار يستطيع ان يتعرض عليها بواسطة االشعار للغير الحائز ،و لكن اذا
125مصطفى التراب ،نظام االكراه البدني كوسيلة لالجبار على التنفيذ ،نظرات في الفقه و القانون ،الجزء االول ،مطبعة الصومعة ص .78
56
تحصيل الديون العمومية
اذا لم يقم الملزم باي اداء يبرئ ذمته تجاه الدولة ،فإن المحاسب في القانون المغربي مؤهل
إلعداد طلب االكراه البدني ،ألنه هو المختص بتنفيذ هذه المسطرة ،سواء في اطار ظهير -8-21
من طرفه ،او في ظل مدونة تحصيل الديون العمومية، 127
1935حيث كان الطلب يهيأ و يوقع
حيث ما يزال االكراه البدني جائز التطبيق بناء على ملتمس يوجه الى المحكمة االبتدائية تحت
128
اشرافه.
بعد ذلك ،يتم التأشير على هذا الطلب من طرف رئيس االدارة التي ينتمي اليها المحاسب
عمال بالمادة 80من م.ت.د.ع ،ويتم التأكد من سالمته تالفيا ألي خطأ قد يخل بهذه المسطرة.
تنص المادة 80من م.ت.د.ع .عند طلب اعداد طلب االكراه البدني على ان " يعين المدين
اسميا" تأكيدا على ان من شروط توظيف االكراه البدني لتحصيل ديون الدولة ان يطبق على
المدين نفسه وليس على غيره.
.4عدم وجود مانع قانوني مؤقت او دائم يحول دون تطبيق مسطرة االكراه البدني:
لتطبيق مسطرة االكراه البدني في الديون العمومية ،يتعين عدم وجود مانع قانوني ،سواء اكان
يكتسي صبغة دائمة او مؤقتة ،يحول دون اللجوء الى هذه الوسيلة االذعانية ،وهذه الموانع هي:
129
عدم تجاوز سقف المديونية مبلغ 8000درهم.
عدم بلوغ المدين سنة العشرين ،او بلغ سنه الستون سنة.
المرأة الحامل المزمع اكراهها بدنيا.
126محمد النجاري ،قاضي تطبيق العقوبة و االكراه البدني ،مجلة القصر عدد 9ص.32:
127الرجوع الى المادة 30مكرر من الظهير المذكور.
128الفقرة االولى من المادة 80من م.ت.د.ع.
129باستثناء الغرامات و االدانات النقدية و الصوائر القضائية في الميدان الجنائي غير خاضعة لهذا السقف ،فهي يمكن اللجوء الى االكراه البدني بشأنها حتى
لو كان اقل من 8000درهم.
-راجع المادتين 134و 135من م.ت.د.ع.
57
المرأة المرضعة ،و ذلك في حدود سنتين ابتداء من تاريخ الوالدة.
130
االكراه ضد الزوج و زوجته في ان واحد من اجل ديون اخرى.
.5تحديد مدة االكراه البدني:
حسب مقتضيات الفصل 79من مدونة تحصيل الديون العمومية ،فإن مدة االكراه البدني
تحدد كالتالي:
15 يوما الى 20يوما بالنسبة للديون التي تعادل او يفوق مبلغها 8000درهم و يقل
عن 20.000درهم.
من شهر الى شهرين بالنسبة للديون التي يعادل او يفوق مبلغها 20.000درهم و
يقل عن 50.000درهم.
من 3اشهر الى 5اشهر بالنسبة للديون التي يعادل او يفوق مبلغها 50.000درهم
و يقل عن 200.000درهم.
من 6اشهر الى 9اشهر بالنسبة للديون التي يعادل او يفوق مبلغها 200.000درهم
و يقل عن 1.000.000درهم.
من 10اشهر الى 15اشهر بالنسبة للديون التي يعادل او يفوق مبلغها 1.000.000
درهم.
ومن الواضح ان القاضي المختص بالبث في الطلبات ،يحدد مدة االكراه البدني بالنظر الى المبلغ
الكلي ،لذلك ال يسوغ للمحاسب المكلف بالتحصيل بصفته مطالبا بحقوق الدولة ،ان يقسم الدين
الى اجزاء.
.6البت في أجل 30يوما لقاضي المستعجالت المتخصص قصد إصدار أمره بتحديد مدة
االكراه:
وان كان المشرع لم يحدد ما لقاضي المستعجالت من سلط بخصوص طلب االكراه البدني،
فإنه قد اكتفى بأن حدد له مدة ثالثين يوما ليتسنى له من خاللها ،ان يدرك وجه الصواب
بخصوص االجراء المطلوب ،و ان يفصل فيه بأقصى سرعة ممكنة لتحقيق مصلحة عامة تتمثل
58
تحصيل الديون العمومية
في التعجيل بهذا االجراء الستخالص ديون الدولة و عدم اطالة امده ،و هو المبرر الذي حدا
بالمشرع المغربي ،على غرار المشرع الفرنسي،131الى ان ينص في المادة 80من م.ت.د.ع
على وجوب تطبيق االمر المحدد لإلكراه البدني بصورة فورية ،لمحاربة كل وسائل التماطل التي
قد يفتعلها احد الخصوم.
إن تنفيذ االكراه البدني تتدخل فيه مجموعة من الجهات ،بداية من مرحلة تحديد مدة االكراه
البدني ،مرورا باألمر بإلقاء القبض ،وصوال إلى تنفيذ االمر وإيداع المعني باألمر بالسجن ،ذلك
عبر اجراءات قانونية محددة.
وهنا نبرز اختصاص وكيل الملك بتنفيذ قرار االكراه البدني ،حيث ان المادة 80من
م.ت.د.ع اصدرت في اطارها اوامر بحبس المدين مدة معينة ،و جعلت وكيل الملك مختصا
بتنفيذ تلك االوامر.
كذلك فبالرجوع الى القواعد المقررة في قانون المسطرة الجنائية ،نجده تنص على" تقديم
طلب كتابي من المطالب باإلكراه البدني" ،132إلدخال القرار الصادر بشأنه حيز التنفيذ ،و هو ما
يدل على ان المحاسب العمومي باعتباره مكلفا بالتحصيل و صاحب مصلحة في تتبع المساطر و
االهتمام بها ،هو الذي يوافي النيابة العامة بتلك القرارات ،و يرفقها بالوثائق الالزمة و بطلبات
التنفيذ التي تجد فيها وكيل الملك دافعا و سببا رئيسيا ،إلصدار االمر باعتقال المكره على يد القوة
133
العمومية
131معوض عبد التواب ،الوسيط في قضاء االمور المستعجلة ،منشأة المعارف ،االسكندرية ،سنة 1987ص .248
132راجع الفقرة الثالثة من المادة 640من قانون المسطرة الجنائية الجديد ،التي حلت محل الفقرة الثالثة رقم 2من المادة 680من قانو المسطرة الجنائية
القديم.
133عبد االاله المستاري،ظهير 20فبراير 1961المتعلق بتطبيق االكراه البدني في الديون المدنية و الحاالت التي ترد عليه ،مجلة المحامي عدد ،40ص ،25
اورده احمد جواهري ،مرجع سابق ،ص .384
59
المبحث الثاني :المنازعات واإلشكاالت المثارة على مستوى تحصيل الديون العمومية:
بعد أن تم التطرق في لإلجراءات والمساطر القانونية لتحصيل الديون العمومية ،البد من
الوقوف عند نظام المنازعات القضائية في مجال تحصيل الديون العمومية ،وفق مدونة تحصيل
الديون العمومية (المطلب األول) ،ثم الوقوف على اإلشكاالت القانونية والقضائية التي مازالت
تعترض مساطر التحصيل في (المطلب الثاني).
وبذلك سنحاول التطرق بذلك سنحاول الوقوف وبتفصيل على اختصاص القاضي
االستعجالي في دعاوى تحصيل الديون العمومية (كفرع أول)،على أن نخصص (الفرع الثاني)
لمجال اختصاص قضاء الموضوع بشقيه قضاء اإللغاء والقضاء الشامل.
الفرع األول :دعوى تحصيل الديون العمومية على مستوى القضاء االستعجالي .
إن األصل أن تتم المنازعة بصورة عادية أمام قضاء الموضوع الذي يعتبر القضاء العادي
للفصل في النزاعات ،إال أن هناك بعض الحاالت التي تستدعي تدخال سريعا من لدن القاضي،
نظرا لوجود خطر محدق وضرر ال يمكن تالفيه إن أثيرت المنازعة أمام قضاء الموضوع،
134عبد الغني خالد" المسطرة في القانون الضريبي" ،مطبعة دار النشر المغربية ،2002 ،ص.374
-135المادة 20من مدونة تحصيل الديون العمومية.
136قرار المحكمة االستئنافية اإلدارية بمراكش عدد ،708المؤرخ في 2012-07-05اللجوء إلى مسطرة التظلم اإلداري قيل
المطالبة القضائية إلزامي تحت طائلة عدم القبول.
-137قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى ،عدد 156المؤرخ ،2003-03-13الملف اإلداري عدد " 2002-2-4 2180سلوك
مسطرة التظلم اإلداري قبل االلتجاء إلى القضاء المستعجل لرفع الحجز يعتبر غير الزم لتعارضه مع حالة االستعجال التي يفرضها
هذا اإلجراء والتي ال تتحمل بطبيعتها االنتظار وتقتضي عرض النزاع على القضاء بأقصى سرعة ممكنة وبالتالي فان احترام هذه
المسطرة يسري على الدعاوى الموضوعية دون االستعجالية.
60
تحصيل الديون العمومية
وتعتبر المسطرة االستعجالية بذلك من الوسائل التي كرسها المشرع من اجل حماية حقوق
أطراف المنازعة الجبائية ،على اعتبار أن الوقت يؤدي إلى اضمحالل الفرصة من اجل تحصيل
الدين بالنسبة لإلدارة الجبائية كما أن الوقت من الممكن أن يضعف المركز المالي للخاضع
بط ريقة قد تؤدي إلى إعساره ،وبالتالي فالقضاء االستعجالي في المنازعة الجبائية يساهم بشكل
فاعل في حماية روح الحق في المنازعة الجبائية كما يلعب دورا مهما في حماية مرد ودية
اإلدارة الجبائية.138
وقد تعددت التعريفات التي صيغت حول القضاء المستعجل في غياب تعريف قانوني له ،بأنه
" إجراء مختصر واستثنائي يسمح القاضي باتخاذ قرار وقتي في المسائل المتنازع عليها والتي ال
تحتمل التأخير في إصدار القرار بدون حصول ضرر "وقيل بأنه مسطرة استثنائية وسريعة تسمح
للمدعي برفع دعوى استعجالية أمام قاض يختص بالبث بصورة مؤقتة في كل نزاع يكتسي صبغة
االستعجال" وجاء في تعريف القضاء المستعجل في منشور لوزارة العدل ما يلي " :تطلق عادة
كلمة القضاء المستعجل على مسطرة مختصرة ،تمكن األطراف في حالة االستعجال من الحصول
على قرار قضائي في الحين ،معجل التنفيذ في نوع من القضايا التي ال يسمح بتأخير البث فيها
من دون أن تسبب ضررا محققا."139
كما انه ال يمكن تصور دعوى استعجالية ضريبية سوى في مادة تحصيل الضريبة نظرا
للتأثير المباشر الذي تحدثه إجراءات التحصيل في مال الملزم أو ذاته .ونظرا كذلك لطبيعة
الطلبات الموجهة إلى المحاكم في هذا الصدد.140
وألهمية هذ ا النوع من القضاء فقد خصه المشرع بثمان مواد في المسطرة المدنية وهي المادة
24والمواد من 148إلى ،154وكلها تؤكد على إمكانية اللجوء إلى القضاء المستعجل في
جميع المسائل المستعجلة ولم يخرج قانون المحاكم اإلدارية عن هذا السياق ،فقد نص في الفصل
19منه على أن رئيس المحكمة اإلدارية أو من ينيب عنه يختص بصفته قاضيا للمستعجالت
بالنظر في الطلبات الوقتية و التحفظية.
-138يوسف الشيهب "تدبير الجبايات الترابية بين مطلب المردودية وضمان حقوق الخاضع للضريبة " دراسة سوسيو قانونية في
ضوء القانون المغربي والمقارن" أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية سال السنة الجامعية 2016-2015ص .235
139عبد اللطيف هداية هللا "القضاء المستعجل في القانون المغربي" الطبعة األولى 1998-1418ص 11و.12
140عبدالغني خالد مرجع سابق ،ص . 379
61
وبالرغم من أن المشرع قد فرض القضاء االستعجالي في الميدان اإلداري بنص واضح ،فانه
لم يحدد الحاالت التي يختص بها القضاء في المادة الجبائية سواء في قانون المسطرة المدنية أم
في القانون المحدث للمحاكم اإلدارية وحتى في القوانين الجبائية ،لكن بالرجوع للمادة 19نجد
ذلك محددا في إطار عام يحدد قواعد اإلحالة على قانون المسطرة المدنية ما لم يكن هناك نص
خاص ،141وتكون بذلك المادة 19قد جاءت عامة ،وبالتالي تدخل فيها جميع الطلبات المتعلقة
بالضرائب ما دامت هذه الطلبات تتسم بطابع التوقيت والتحفظ ،سواء تعلقت باإلنذار القانوني أو
مسطرة الحجز أو مسطرة البيع.142
ومن اجل تلمس ادوار ومساهمات هذا القضاء وجب تحديد االختصاص وشروط رفع الدعوى
االستعجالية في المنازعة الجبائية (الفقرة األولى) وكذا مساهمة وقف تحصيل الدين الجبائي في
حماية حقوق الخاضع (الفقرة الثانية)
الفقرة األولى :االختصاص وشروط رفع الدعوى االستعجالية في المنازعة الجبائية .
143
لقد نظم المشرع القضاء االستعجالي في المنازعة الجبائية ،و أوكلها إلى المحاكم اإلدارية
بدرجت يها فبالنسبة للمحاكم االبتدائية اإلدارية فقد نص القانون على انه يختص رئيس المحكمة
اإلدارية في الدعوى االستعجالية في المنازعات الجبائية ،بصفته قاضيا للمستعجالت واألوامر
القضائية بالنظر في الطلبات الوقتية والتحفظية.
وهو نفس الشيء الذي ذهب إليه المشرع الفرنسي وذلك باعتبار هذا النوع من القضايا له
وضع خاص بكونه يهدف إلى حماية الحقوق التي ال تقبل التأخر في وقت سريع ،واإلجراءات
التي يباشرها رئيس المحكمة اإلدارية بصفته القضائية وترأسه لسلسلة اإلجراءات اإلدارية في
المحكمة تمكنه من القدرة على تقديم ضمانات إضافية للمتخاصمين في الدعوى االستعجالية في
141يونس معاطا " المنازعات في تحصيل الديون العمومية" بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص وحدة
البحث والتكوين "قانون األعمال" كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات السنة الجامعية 2011-2010ص .124
142حسن صحيب " القضاء اإلداري المغربي" المجلة المغربية إلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،عدد ،80
، 2008ص .557
143وهذا ما أكدته المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء في أمر لرئيسها إذ جاء في حيثياته " وحيث انه قبل الشروع في تنفيذ الظهير
الشريف المحدث للمحاكم اإلدارية كان القاضي االستعجالي هو المختص بالنظر في طلبات إيقاف تنفيذ األمر باستخالص الضرائب
المرفوعة ضد إدارة الضرائب أو الخزينة العامة للمملكة ،وحيث انه بحكم تطبيق المادة 19من القانون المحدث بموجبه المحاكم
اإلدارية أصبح القاضي االستعجالي اإلداري في وضعية الوريث الشرعي لالختصاصات التي كان يمارسها القاضي االستعجالي
العادي في مجال الضرائب وتحصيل الديون" حكم أورده الرباط الطبعة األولى 2015ص EMALI.110المحجوب الدربالي
المنازعات الجبائية المحلية في ضوء المستجدات القانونية وأخر االجتهادات القضائية نشر وتوزيع
62
تحصيل الديون العمومية
ومعرفة من المشرع بعدم قدرة رئيس المحكمة اإلدارية على تغطية جميع 144
المنازعة الجبائية.
القضايا فقد مكنه من صالحية اختيار من يراه اقدر على مباشرة االختصاص االستعجالي نيابة
145
عنه.
وبالتالي نجد أن المشرع عمل على حل إشكالية تحديد االختصاص ومحاولة حل كل تنازع
فيها قد يضر بالحق في المنازعة الجبائية ،وذلك بتحديد الجهة القضائية على وجه الدقة
والوضوح والتي يمكن اللجوء إليها كقضاء استعجالي حينما يكون النزاع معروضا أمام تلك
المحكمة ،لكن هذا المسعى ال يمكن أن يكتمل دون تحديد شروط واضحة في المنازعة الجبائية
من اجل أن تقبل في القضاء االستعجالي وهي شروط موضوعية يمكن أن تحمي الحق في
مسطرة االستعجال والواجب توافرها في موضوع الطلب االستعجالي ،والتي ترتبط أساسا
بشرطين الزمان في كل طلب استعجالي ،وهما شرطا االستعجال وعدم المساس بأصل الحق.146
يعتبر االستعجال العنصر األساس والمهم الذي يبرر إحداث قواعد إجرائية خاصة في ميدان
التقاضي تعرف بمسطرة االستعجال ،والذي يتحكم في قواعد الشكل المؤسسة على السرعة،
وقواعد الموضوع التي يميزها طابع التوقيت وعدم المساس بالجوهر.
فالمشرع المغربي لم يورد تعريفا لالستعجال ولم يحدد ماهيته ،وإنما اكتفى في الفصل 149
من قانون المسطرة المدنية بالقول بان رئيس المحكمة االبتدائية يختص وحده بالبث بصفته قاضيا
للمستعجالت كلما توفر عنصر االستعجال دون أن يوضح شروط قيام حالة االستعجال أو يضع
معايير ثابتة لالستعجال ،بل جاءت الصيغة عامة دون تحديد مفهومها أو المقصود منه.147
كل هذا يجعل من الصعب إيجاد تعريف ثابت يصلح أن يوضع في نص تشريعي ،غير أن
هذه الصعوبة لم تقعد رجال الفقه والقضاء عن التصدي لتعريفه ،بحيث عرفه فريق من الفقهاء
بأنه الخطر الحقيقي المحدق بالحق المراد المحافظة عليه والذي يلزم درؤه عنه بسرعة ال تكون
-Noureddinr bensouda Analyse de la décision fiscale au Maroc Edition Eddif 2009 p 76.144
-145يمارس الرئيس األول لمحكمة االستئناف اإلدارية أو نائبه مهام قاضي المستعجالت إذا كان النزاع معروضا عليها .المادة
السادسة من القانون المحدث لمحاكم االستئناف اإلدارية21.
146يوسف الشيهب مرجع سابق ص 238و. 239
-147يونس معاطا مرجع سابق ص . 126
63
عادة في التقاضي العادي ولو قصرت مواعيده ،وعرفه فريق آخر بأنه "الخطر المحدق بالحق
والمطلوب رفعه بإجراء وقتي ال تسعف فيه إجراءات التقاضي العادية".148وبالتالي يمكن القول
أن قيام شرط االستعجال يعتبر مرنا للغاية وخصوصا في المنازعة الجبائية التي تتميز بتداخل
وتعارض المراكز المالية ،مما يؤثر على المركز القانوني لكل طرف وبالتالي تسعى اإلدارة
الجبائية في حماية مرد وديتها عبر حمايتها من الوقائع اآلنية والتي تتسبب في منعها من استيفاء
ديونها ،كما يحاول الخاضع سلك هذه المسطرة عندما يرى أن مركزه المالي في خطر وخاصة
عندما تقوم اإلدارة بتحصيل ديون غير مثبتة وقد تؤثر على مركزه المالي تأثيرا غير قابل
يتعلق بإجراء 150
لإلصالح .149وهكذا فقد اعتبرت المحكمة اإلدارية بفاس في أمر صادر عنها
خبرة محاسبية لتحديد مدا خيل احد األشخاص عن سنة 1990في مواجهة اإلدارة الضريبية بأنه
ال يتوفر على أركان شرط االستعجال المذكور ،إذ بإمكان المدعي طلبها من قضاء الموضوع
عند طلبه تصحيح مراكزه القانونية حول نزاعه الضريبي ويستتبع ذلك التصريح بعدم اختصاص
القضاء االستعجالي للبث في الطلب".
-148عبد اللطيف هداية هللا "القضاء المستعجل في القانون المغربي" مرجع سابق ص . 76
-149يوسف الشيهب مرجع سابق ص .240
-150امر رقم 61\95ملف رقم 57س\ 95صادر بتاريخ 1995\06\06أورده العربي الكزداح في الطعون الجبائية في ظل المحاكم
اإلدارية بالمغرب ص .350
151حسن صحيب مرجع سابق ص.544
64
تحصيل الديون العمومية
يتفحص ظاهرها فقط إلى الحد الذي يلتمس من خالله جدية النزاع للبث في الطلب قبوال أو
رفضا.152
وقد كرس العمل القضائي هذا االتجاه من خالل ما خول له من سلطة تقديرية ،بحيث ذهبت
المحكمة اإلدارية بوجدة في احد أوامرها إلى اعتبار أن النزاع يكتسي صبغة جدية وان من شان
البت بقبوله المساس بالجوهر ،وقد جاء في بعض حيثياته " لكن انه ،وان كان النزاع ال يوجد فيه
ما ال يمنع قاضي المستعجالت بالمحكمة اإلدارية من إصدار األوامر الوقتية وان اإلجراء
المطلوب حاليا يتعلق بمشروعية الضريبة بقدر ما يتعلق بطلب وقتي يهدف إلى رفع تعرض
على مبلغ مالي وانه ال ضرورة إلجراء التظلم اإلداري قبل المطالبة بهذا اإلجراء اعتبارا لحالة
االستعجال وال لوضع الضمانة ،فان البث في الطلب يقتضي تفحص حجج الطرفين احدهما على
األخرى ،خاصة وان الطالبين يدعيان أن بيدهما وثائق تثبت براءة خلفهما الخاص من أي ديون
ضريبية في حين تؤكد إدارة الضرائب أن األمر يتعلق بجزء آخر من الضرائب غير تلك
المذكورة في اإلشهاد ،وحيث انه قدرنا أن النزاع جدي بين الطرفين وان من شان البث فيه
المساس بجوهر الحق مما يخرج عن اختصاص قاضي المستعجالت الشيء الذي يستتبع
153
التصريح برفع النظر لعدم االختصاص وإحالة الطالبين على قضاء الموضوع.
الفقرة الثانية :مساهمة وقف تحصيل الدين الجبائي في حماية حقوق الخاضع
إن القاعدة العامة في الدين العمومي هي أداؤها الفوري من قبل الخاضع بمجرد استحقاقه،
وذلك راجع لكون أي تخلف عن األداء من قبل الخاضع وفي الوقت المحدد قد يعرض حقوق
الخزينة للخطر ،وسيعطل تنفيذ السياسات العمومية في مختلف المجاالت،إال انه واستثناء من هذه
القاعدة خول المشرع الجبائي للخاضعين في حاالت معينة وبتوفر شروط محددة ،إمكانية إيقاف
األداء وتنفيذ الدين الجبائي ،رغم ما يطرحه هذا الموضوع من إشكاليات قانونية أمام القضاء
-152كريم الحرش " الشرح العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية فقها قانونا وقضاءا " سلسلة العمل التشريعي واالجتهاد القضائي
العدد 5مكتبة الرشاد -سطات الطبعة األولى سنة .2015
-153امر قاضي المستعجالت بالمحكمة اإلدارية بوجدة رقم 1995\06\15 -95\57ملف 95\2غير منشور.
65
اإلداري ،باعتبار هذا األخير الضامن للحقوق والحريات الفردية في مواجهة اإلدارة بما تملكه من
سلطات وامتيازات.154
وبالتالي تعتبر الطلبات الرامية إلى إيقاف الدين العمومي طلبات وإجراءات وقتية يكتنفها
الطابع االستعجالي وال تحتمل أي تأخير ،اعتبارا لكون انتظار سلوك اإلجراءات العادية للتقاضي
من شانه إلحاق أضرار بالغة بالخاضع يصعب أو يستحيل تداركها في المستقبل ،حيث يكون
الخاضع أمام واقع التنفيذ اإلجباري على ممتلكاته العينية والمادية وأحيانا مهددا في حريته في
حالة اإلكراه البدني ،لذ لك يسند للقضاء االستعجالي النظر في هذا النوع من الطلبات ،نظرا
للطابع الذي يتسم به القضاء االستعجالي من سرعة البث ويسر في إجراءات التقاضي.155
وبالتالي يعتبر هذا اإلجراء من الضمانات الممنوحة للخاضع في وجه اإلدارة الجبائية ،لكن
هذا اإلجراء وباعتباره يدخل في نطاق اختصاص القضاء االستعجالي ،فقد نظم بمجموعة من
الشروط وذلك لقطع الطريق أمام كل دعوى تهدف باألساس إلى المراوغة والتأخير أو التهرب
في دفع المستحقات الواجبة لإلدارة الجبائية ،وبالتالي وفضال عن الشروط العامة الواجب توفرها
في الدعوى االستعجالية.
إذ أن السبب في إعمال آلية وقف تحصيل الدين الجبائي ،يعتبر ضمانة للخاضع في وجه
اإلدارة الجبائية التي تتوفر على اليد العليا في المجال الجبائي ،وبالتالي يقوم الخاضع باللجوء إلى
القضاء االستعجالي قصد الحصول على أمر قضائي يتيح له وقف إجراءات التحصيل الجبري في
حقه إلى حين البث النهائي في منازعاته في الجوهر ،أي أن هذه المطالبة تكتسي طابعا مؤقتا
بالنظر إلى االنعكاسات السلبية التي قد ترتب على مباشرة إجراءات التحصيل الجبري في حق
الخاضع خاصة إذا كان هذا األخير ينازع بشكل جدي في بطالن مسطرة الفرض أو التحصيل
الجبائي ،أي في حا لة التي تظهر جدية دفوعه ،بخصوص مدى خضوعه لاللتزام الجبائي وبالتالي
المنازعة بصفته كخاضع ،أو كذلك في الحالة التي ينازع فيها بشكل جدي في سقوط حق اإلدارة
الجبائية في فرض الجباية عليه أو تحصيلها ،لذلك نجد أن دور القضاء االستعجالي في المنازعات
الجبائية يسعى إلى تكوين توافق وتوازن بين المصلحة العامة المتمثلة في تمكين اإلدارة الجبائية
-154مريم الخمليشي ،دور القضاء االستعجالي في حماية المركز القانوني للمدين بالجبايات ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة
المحلية والتنمية ريمالد العدد ،115مارس -ابريل 2014ص.197
-155مريم الخمليشي ،دور القضاء االستعجالي في حماية المركز القانوني للمدين بالجبايات ،مرجع سابق ص.199
66
تحصيل الديون العمومية
من مرد وديتها المرتبطة بالجبايات والضرورية الستمرار قدرتها في تقديم الخدمات للمرتفقين،
وبين المصلحة الخاصة للخاضع من خالل حماية حقوقه المالية والقانونية من أي تدخل خارج
عن المشروعية الجبائية وذلك في حالة التنفيذ المباشر لتحصيل الدين الجبائي رغم المنازعة
الجدية في أساس الجباية ومسطرة فرضها وإجراءات تحصيلها ،خاصة إذا كان من شان التنفيذ
المباشر على أموال المدين أو جسده في حالة اإلكراه البدني أن يؤدي إلى صعوبة إرجاع الوضع
156
إلى ما كان عليه قبل الشروع في مسطرة التحصيل.
وبهذا تظهر لنا المساهمة الفاعلة آللية وقف تحصيل الدين الجبائي في حماية حقوق
الخاضع ،فعنصر االستعجال يمكن الخاضع في بعض الحاالت الحرجة والتي يخشى فيها الخاضع
بان تنفيذ قرار جبائي من الممكن أن ينتج ضررا ال يمكن إصالحه خاصة بالنسبة لألنشطة
الخاضعة والتي قد تواجه اإلفالس وإيقاف أعمالها.157
الفرع الثاني :مجال تدخل قاضي الموضوع في منازعات تحصيل الديون العمومية:
كانت المحاكم العادية هي المختصة بالنظر في جميع المنازعات االدارية بما فيها المنازعات
الجبائية ،و بإحداث المحاكم االدارية اصبحت هذه االخيرة هي المختصة في هذه القضايا 158و أن
ذلك ال يثير اي إشكال قانوني ،غير ان النزاعات المتعلقة بتحصيل الرسوم الجبائية وما يترتب
عليها من ديون عمومية افرز عدة اشكاالت مرتبطة بالجهة المختصة بالبث في النزاعات التي
تثار بمناسبة قيام االدارة الجبائية بعمليات التحصيل الجبري.
و تداخل االختصاص بين اكثر من جهة قضائية مرده الى تداخل عدة نصوص واردة بمدونة
تحصيل الديون العمومية .159و بقراءة المواد 67،68،80،98و 141من م.ت.د.ع يتبين ان
االختصاص القضائي في المنازعات الجبائية التي تثار بمناسبة تحصيل الديون العمومية بين
المحاكم االدارية و العادية و التجارية.
-156مريم الخمليشي ،دور القضاء االستعجالي في حماية المركز القانوني للمدين بالجبايات ،مرجع سابق ص.205
-157يوسف الشيهب مرجع سابق ص .245
158وهو ما جسده نص المادة 8من قانون المحاكم االدارية : " 41.90وتختص المحاكم االدارية كذلك بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص
التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمعاشات ومنح الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس
النواب وموظفي إدارة مجلس المستشارين وعن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة باالنتخابات والضرائب ونزع المكية ألجل المنفعة العامة،
وبالبت في الدعاوي المتعلقة بتحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة".
159أسندت المادة 141من م.ت.د.ع إجراءات التحصيل للمحكمة االدارية التي تستحق في دائرة نفوذها الدين العمومي.
67
و بالتالي سنحاول في هذا الفرع الحديث عن طبيعة دعوى التحصيل ،ثم الحديث بعد ذلك عن
االختصاص القضائي في دعاوى المتعلقة بالتحصيل
سوف نحاول تبيان طبيعة التحصيل من خالل االجابة على التساؤل التالي :هل دعوى التحصيل
دعوى االلغاء؟ دعوى قضاء شامل؟ او هما معا؟ لكن قبل ذلك ال بأس ان نميز دعوى التحصيل
عن دعوى االساس الضريبي او الوعاء الضريبي.
اما النزاعات في التحصيل و إن كانت ترتبط بالنزاع الجبائي في مفهومه الواسع فهي تنصب في
حقيقة االمر على اجراءات التحصيل فقط ،فالملزم في إطار هذه المنازعات ال ينازع اساس
الضريبة او احتسابها ،و انما يعترض قانونا على الزامية الضريبة ،بمعنى انه يعترض على اداء
الضريبة عندما يطالبه بها المحاسب المكلف بالتحصيل.
160عبد الرحيم حزيكر ،اشكالية تحصيل الضرائب بالمغرب-محاولة في التأصيل و البحث في سبل تحقيق التوازن بين امتيازات ادارة التحصيل و ضمانات
الملزم ،اطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،السنة الجامعية ،2003-2004ص .298
68
تحصيل الديون العمومية
ل ذلك فعند الطعن امام القضاء ،يتعين التمييز بين اختصاصات مديرية الضرائب ،المتمثلة في
فرض الضريبة و احتسابها و مراجعتها و الغائها و لصدار الجداول المتعلقة بها ،و الخزينة
العامة التي يرجع اليها االختصاص في تحمل هذه الجداول و تحصيلها.
و بالتالي ،فعند توجيه اي دعوى في هذا الشأن يجب مراعاة هذه االختصاصات ،فالدعوى
المتعلقة بأساس الضريبة يجب ان توجه مباشرة ضد المدير العام للضرائب ،دون ادخال الخازن
العام للمملكة في الدعوى ،اال ان ما يالحظ في هذا المجال هو ان دعاوى الطعن في اساس الدين
غالبا ما ترفع ضد الخازن العام للمملكة و القابض المكلف بالتحصيل ،اعتقادا من بعض
الملزمين ،او من ينوب عنهم ،بأن القابض هو المسؤول االول و االخير عن هذه الضريبة دون
التمييز بين االدارة المكلفة بالوعاء ،اي مديرية الضرائب ،و اإلدارة المكلفة بالتحصيل ،اي
الخزينة العامة للمملكة ،او اقحام الخازن العم للمملكة و القابض مع مديرية الضرائب على اساس
انهما ادارة واحدة.
كما ان هذا التمييز ايضا بين دعوى التحصيل و دعوى الوعاء تظهر اهميته كذلك في
االختصاص القضائي ،حيث إن دعوى التحصيل تعرف توزيعا غير دقيقا بين القضاء العادي و
القضاء االداري ،كما سنناقش الحقا في الفقرة الموالية من هذا الفرع.
ان موقف المحاكم االدارية يميل الى اعتبار المنازعات الضريبية عموما منازعات قضاء
شامل ،162و قد زكى الفقه في معظمه هذا التأويل ،و رأى فيه اتجاها إيجابيا للقضاء المغربي.163
161امينة جبران "القضاء اإلداري ،دعوى القضاء الشامل" ،الطبعة األولى ،المنشورات الجامعية المغاربية،1994 ،ص.211.
162عبد الرحيم حزيكر ،مرجع سابق ،ص .300
163محمد السماحي،مسطرة المنازعة في الضريبة،دار ابي رقراق ،الطبعة الثانية ،سنة ،2003ص.194
69
و اذا كان ذلك يهم المنازعات الضريبية بصفة عامة ،فإن منازعات التحصيل تمتاز بخصائص
خاصة نستطيع من خاللها ان نجزم بأنها من صميم القضاء الشامل ،و نميل في هذا الرأي الى ما
ذهب اليه االستاذ جعفر حسون ،164و ذلك نظرا الن اجراءات التحصيل اجراءات تنفيذية ليست
لها صبغة قرارات ادارية ،و هي بهذه الصفة غير قابلة للطعن فيها عن طريق دعوى االلغاء
بسبب تجاوز السلطة التي تتطلب بالضرورة وجود قرار اداري.
و من تم فإن التعرض على االمر بالتحصيل او اجراءات الحجز او البيع....هو تعرض على
اجراءات تنفيذية يملك القاضي ازاءها سلطة واسعة تمتد الى التصريح ببطالن االجراء و االمر
بعدم متابعته بل و احيانا ارجاع الحالة الى ما كانت عليه.
و هكذا و استنادا الى المبادئ العامة التي تقضي ان دعوى االلغاء ال يمكن ان يكون
موضوعها اال قرارا اداريا باعتباره تصرف انفراديا من جهة االدارة ينشئ وضعية قانونية ،و
بالنظر الى االجراءات التنفيذية عموما و اجراءات التحصيل خصوصا ليست إجراءات ادارية
لكونها تقتصر على اعطاء هذه القرارات طبيعتها التنفيذية على ارض الواقع ،165فإنه يمكن
االستنتاج ان دعوى التحصيل ال يمكن اخضاعها لدعوى االلغاء.
و حتى اذا افترضنا جدال قبول دعوى االلغاء من طرف المحكمة فعلينا ان ننظر الى مال هذه
الدعوى ،فإذا ادت الى الغاء القرار ،فذلك يعني احالة الملزم من جديد على االدارة التي قد تتدارك
العيب الذي شاب القرار الملغى بإصدارها قرارا جديدا و الذي قد يصبح بدوره موضوعا للطعن
166
باإللغاء ...و بهذا يجد الملزم نفسه في دوامة بين توالي القرارات و توالي الطعون بإلغائها.
164ذ.جعفر حسون " الطبيعة القانونية للمنازعات الضريبية في ضوء قانون 90.41المحدث و المنظم للمحاكم االدارية" في المجلة REMALDعدد
1996/4ص .50
165ذ.جعفر حسون ،مرجع سابق ،ص .51
166عبد القادر ثيعالتي ،النزاع الضريبي في التشريع المغربي ،دار النشر المغربية ،طبعة 2002ص .126
70
تحصيل الديون العمومية
و قد راعى المشرع المغربي نفس التحديد لالختصاص المكاني حينما انشأ المحاكم االدارية
بمقتضى القانون ، 41-90المواد 30-28منه ،كما نصت المادة 11من نفس القانون ،على ان
المحكمة االدارية بالرباط تختص بالبت في النزاعات الراجعة الى اختصاص المحاكم االدارية
التي تنشأ خارج دوائر اختصاص جميع هذه المحاكم.
و ال شك أن إقرار هذه القاعدة سيكون له أثر كبير في مجال المنازعات الضريبية ،و التي
تطرح مشكلة تنازع االختصاص المكاني ،خاصة فيما يتعلق بتطبيق المعاهدات و االتفاقيات
الضريبية الدولية.
كما يكون ايضا المحاسب المكلف بالتحصيل ،في إطار مباشرته إلجراءات التحصيل
القضائية ،اي تلك االجراءات التي تتطلب استصدار ترخيص من القضاء ،يستلزمه رفع دعواه
امام الجهة القضائية المختصة مكانيا بالبت في طلبه ،و هكذا فإن القابض البد ان يراعي
167
Michel Rousset- la justice administrative est-elle prête à affronter les défis du vingt et unième siècle-REMALD N°
40 « 40 ans de justice administrative au Maroc » série « Thémes actuels » N° 14 année 1998.
168تنص المادة 10من القانون رقم 41-90على انه تطبق امام المحكمة االدارية قواعد االختصاص المحلي المنصوص عليها في الفصل 27و ما يليه الى
الفصل 30من قانون المسطرة المدنية.
169لقد حدد المرسوم الصادر في نوفمبر 1993تطبيقا الحكام القانون رقم 41-90المحدث للمحاكم االدارية عدد المحاكم االدارية بالمغرب في 7محاكم و
عين مقارها بالمدن التالية :الرباط ،الدار البيضاء ،فاس ،مراكش ،مكناس ،اكادير ،وجدة ،كما حدد نفس المرسوم دوائر نفوذ هذه المحاكم.
71
االختصاص المكاني للمحكمة التي يريد ان يرفع الدعوى امامها ،170حتى ال يواجه بعدم
االختصاص المكاني.
و هكذا نجد ان مدونة التحصيل اسندت االختصاص للبت في المنازعات ،التي قد تنشأ عن تطبيق
احكامها ،الى المحكمة االدارية لمكان استحقاق الضريبة،172و هم اسناد يتماشى مع ما نصت
عليه المادة 8من القانون 41-90من اختصاص هذه المحاكم للبت في الدعاوى المتعلقة
بتحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة و الديون التي في حكمها.
المنازعات التي تنشأ عن تطبيق القانون المتعلق بتحصيل الديون العمومية ،و هي
منازعات موضوعية يثيرها الملزم المدين اثناء الطعن في إجراء من اجراءات التحصيل،
و هذا النوع من المنازعات ال يثير اي اشكال من حيث الجهة القضائية المختصة ،حيث
نجد المادة 141من مدونة التحصيل صريحة في هذا االطار حينما اسندت االختصاص
للمحاكم االدارية الموجودة بالمكان الذي تستحق فيه الديون العمومية.
المنازعات التنفيذية ،و نقصد بها إجراءات التحصيل القضائية ،و هي اجراءات تتطلب
ترخيصا من القضاء عن طريق استصدار حكم قضائي يحدد امكانية مباشرة المحاسب،
المكلف بالتحصيل ،التنفيذ على مال المدين بالضريبة.
و بهذا اصبحت المحاكم االدارية لها الوالية العامة للنظر في النزاعات الضريبية بما فيها نزاعات
تحصيل الضرائب ،لكن مع ذلك فقد بقيت العديد من نزاعات التحصيل تعرض على القضاء
العادي المتمثل في المحاكم العادية االبتدائية و التجارية.
170نصت المادة 141من القانون رقم 15-97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية على " :تعرض النزاعات التي قد تنشأ عن تطبيق احكام هذا القانون
على المحاكم االدارية المجودة بالمكان الذي تستحق فيه الديون العمومية".
171المادة 8من القانون .41-90
172المادة 141من القانون رقم 15/97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية.
72
تحصيل الديون العمومية
و بالتالي فهل هذا التوزيع في اال دوار هو توزيع تشريعي بين هيئات قضائية؟ ام ان االمر يتعلق
بوجود تنازع في االختصاص بين عدة محاكم لو يستطع المشرع تجاوزه او تدليله في مدونة
173
تحصيل الديون العمومية؟
و بالتالي ،فرغم الوالية العامة التي للمحاكم االدارية في نزاعات تحصيل الضرائب ،فأن
التساؤل الذي يفرض نفسه انه إذا تعلق االمر بمساطر فرعية للتحصيل كالمنازعة في مسطرة
الحجز العقاري التي تخضع لقانون المسطرة المدنية او المطالبة باالستحقاق الفرعي للمنقول او
العقار او المنازعة في مسطرة حجز االصل التجاري ،و غير ذلك مما له عالقة بالقوانين المدنية،
فهل تبق ى مع ذلك المحاكم التدارية مختصة بالبت في النزاع ام ان االختصاص ينتقل الى القضاء
174
العادي المتمثل في المحاكم العادية االبتدائية و المحاكم التجارية.
و منذ البداية ،يمكن ان نسجل ان مقتضيات المدونة تعرف غموضا كبيرا لتحديد اختصاص
المحاكم االبتدائية ،كما ان االجتهاد القضائي لم يستطع تجلية هذا الغموض بل إن بعض االحكام
173د .احمد قليش و د .محمد زنون ،المنازعات الجبائية المحلية،سلسلة المعارف العلمية في الشرح العلمي للمنظومة الجبائية ،الطبعة االولى 2014ص
.133
174عبد الرحيم حزيكر ،مرجع سابق ،ص .305
175المقصود هم اجراءات التنفيذ على االموال من طرف االدارة.
176عبد الرحيم حزيكر ،مرجع سابق ،ص .306
177المادة 281من مجموعة المسطرة الجبائية الفرنسية التي تنص على اختصاص القضاء العادي بالنظر في الطعون المتعلقة بأعمال المتابعة.
73
كما في حالة اعتبار كل من المحكمة االدارية لوجدة و 178
اختلفت لدرجة التناقض أحيانا،
المحكمة التجارية لفاس نفسهما معا مختصان بإصدار اوامر الحجز التحفظي ،حيث إن االمر
الصادر عن ادارية وجدة عدد 99/7بتاريخ 99/03/24في الملف رقم 99/7قضى باالذن
لقابض الناظور تحت مسؤوليته و عهدته إجراء حجز تحفظي على اصل تجاري ،بينما االمر
الصادر عن المحكمة التجارية بفاس في الملف رقم 2000/1449بتاريخ 2000/09/25
179
قضى باالذن الدارة الجمارك بإجراء حجز تحفظي على االصل التجاري لمدينها.
و بالتالي فمن بين الحاالت التي تفرض اللجوء الى المحاكم االبتدائية و اخرى تعرف الكثير
من الغموض نجد:
تنص المادة 52من المدونة على انه اذا تعذر على مأمور التبليغ و التنفيذ للخزينة القيام
بأموريته لكون االبواب مغلقة او نظرا لعدم فتحها له ،يرخص له فتحها بواسطة امر
صادر بناء على طلب وفق شروط الفصل 148من ق.م.م ،و معلوم ان هذا الفصل ينص
صراحة على اختصاص المحاكم االبتدائية.
تنص المادة 67من المدونة ان حجز العقارات و بيعها يتم من طرف أعوان التبليغات و
التنفيذات القضائية طبقا ألحكام ق.م.م ،و إن غموض هذه المادة الناتج عن عدم النص
الصريح على المحاكم المختصة بالنزاعات المتعلقة بهذه المسطرة جعل التأويالت تختلف،
حيث يرى البعض ان االختصاص يعود الى القضاء العادي باإلحالة الصريحة على
ق.م.م ،بينما يرى البعض ان االختصاص يعود الى المحاكم االدارية بدليل ام المادة 141
من المدونة تنص على اختصاصها في كافة المنازعات المتعلقة بالتحصيل ،و ان الدين
الضريبي هو المستهدف و ليس العقار و ان قواعد المسطرة المدنية تطبق من طرف
القضاء االداري باإلحالة الصريحة في الفصل 7من القانون 41-90على هذه القوانين.
178كما في حالة اعتبار كل من المحكمة االدارية لوج دة و المحكمة التجارية لفاس نفسهما معا مختصان بإصدار اوامر الحجز التحفظي ،حيث إن االمر
الصادر عن ادارية وجدة
179ورد عن عبد الرحيم حزيكر ،مرجع سابق ،ص .306
74
تحصيل الديون العمومية
و تنص المادة 80من المدونة صراحة على طلب االكراه البدني يوجه الى المحكمة
االبتدائية التي تبت فيه في إطار القضاء االستعجالي ،حيث يكتفي القاضي االستعجالي
بتحديد مدة االكراه بعد دراسته شكليات الطلب تاركا المجال للمحكمة االدارية قصد البت
في النزاعات التي تنشأ بعد ذلك طبقا الحكام المادة ،141حيث تشير المادة 80اعاله الى
ضرورة مراعاتها.
فطبقا للمادة 66من المدونة ،فإنه يتم حجز السفن و بيعها وفق الشروط و االشكال
المنصوص عليها في مدونة التجارة البحرية مما يعني ان المحكمة التجارية هي المختصة
بهذه المسطرة.
تنص المادة 68من المدونة ان تنفيذ حجز االصول التجارية يتم وفق الشروط و االشكال
المنصوص عليها في مدونة التجارة ،كما انه و طبقا للمادة الخامسة للقانون 95-53
المحدث للمحاكم التجارية ،فإن هذه االخيرة هي المختصة بالنظر في النزاعات المتعلقة
باألصول التجارية.
و على غرار المحاكم االبتدائية ،فإن تعليمات الخازن العام حول التحصيل كانت حاسمة
في تحديد اختصاص المحاكم التجارية في حجز و بيع االصول التجارية و حجز و بيع
180
السفن.
75
للدولة والمركز القانوني للمواطن ،فإن هذا المطلب الزال يحتاج الى المزيد من التدخل على
المستوى القانوني من خالل إعادة صياغة بعض المقتضيات القانونية وإيجاد الحلول لبعض
اإلشكاالت المطروحة .عند سلك مسطرة المنازعة القضائية من طرف المدعي أو من طرف
القاضي المعني بالفصل في هذه المنازعة وقولنا هذا ،ال يعني أن المقاربة القانونية وحدها
الكافية للتغلب على هذه اإلشكاالت بل هذه األخيرة تظل قاصرة إذا لم نعمل على تقييم
السلوكيات والمناخ الذي يفرز هذه اإلشكاالت سواء على مستوى عمل اإلدارة الضريبية داخليا
وخارجيا وعلى مستوى العمل القضائي ودوره في دعم هذه العملية وذلك من خالل تطبيق
مبادئ الحكامة لضريبة على مستوى العمل الضريبي والقضائي على حد السواء .هذه
الضروريات هي وحدها الكفيلة بالتقليص من حجم اإلشكاالت المطروحة على مستوى القانون
وهي الكفيلة أخيرا ببناء عالقة جديدة بين اإلدارة والمواطن .
سنعمل على تحليل بعض اإلشكاالت مع استحضار البعد الحقوقي والطابع الذي جاءت من
أجله مدونة تحصيل الديون العمومية .من خالل الفرعين ( :الفرع األول) سنتحدث عن
االشكاالت المتعلقة بالمرحلة اإلدارية وعالقتها مع الملزم ،في حين سنعالج في (الفرع الثاني )
االشكاالت المرتبطة بالمرحلة القضائية والنص القانوني .
إن ما يميز النزاعات الضريبية عن أغلب النزاعات اإلدارية األخرى هو ضرورة تقديم
التظلم اإلداري لإلدارة قبل المنازعة أمام القضاء ،حيث تنص المادة 120من مدونة تحصيل
الديون العمومية على أن المطالبات المتعلقة بإجراءات التحصيل الجبري تحت طائلة عدم
القبول الى رئيس اإلدارة التي ينتمي إليها المحاسب المكلف بالتحصيل المعني أو من يمثله ،
داخل 60يوما الموالي لتاريخ تبليغ اإلجراء مدعمة بالمستندات التي تثبت تكوين الضمانات
المنصوص عليها في المادة 118من المدونة ،وعندما يكون القرار في غير صالح المدين
يمكن لألخير أن يرفع دعوى أمام المحكمة المختصة .
و يعاني الجهاز المكلف بالتحصيل غياب على مستوى التواصل مع المدينين ورفض
اإلدارات المتعاملة مع القباضة اإلدالء لها بالوثائق الالزمة التي تمكنها من القيام بمهمتها هذا
76
تحصيل الديون العمومية
من جهة أما الجهة الثانية تواجه اإلدارة اكراهات بشرية ومادية ناتج عن قلة الموارد البشرية
والمالية واللوجستيكية التي تشتغل بها اإلدارة والتي تكون سببا في عدم تداركها لتحصيل الدين
،وبالتالي يكون مآله التقادم إما قبل البدء في اإلجراءات الجبرية لتحصيله أو البدء فيها ثم
التوقف عنها .
عرف الباقي استخالصه على أنه "مجموعة من المبالغ المستحقة للجماعات الترابية ،و التي لم
يتم استيفاءها في وقتها المحدد .لسبب من األسباب ,وتدرج في حسابات فصول الميزانية و
الحساب اإلداري سنة بعد أخرى ،كديون عالقة في ذمة الخاضع للجباية" ،وبالتالي تشكل تراكما
ماليا يستدعي بذل جهود الستخالصها كليا ،أو التقليص من حجمها،182أي أن الباقي استخالصه
يتشكل من المداخيل التي تم جردها من قبل اإلدارة الجبائية المحلية .والتي لم تتمكن من تحصيلها
في وقتها،حيث تقوم الجماعة قبل السنة المالية التالية بتوجيه أوامر بالتحصيل بشأنها إلى القابض
183
الجماعي الذي يصبح بمجرد استالمها مسؤوال عن جبايتها.
و يشكل الباقي استخالصه عقبة في تنمية الجماعة الترابية،184كونه معضلة مالية مركبة تتقاطع
فيها كل االعتبارات السياسية و اإلدارية و االجتماعية و االقتصادية ،التي لها انعكاساتها السلبية
- 181المادة 128من القانون رقم ,47.06األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.07.195بتاريخ 30نوفمبر 2007المتعلق بجبايات الجماعات الترابية .
182
- Sbihi mohammed ,décentralisation fiscal, l expérience marocaine , revue marocaine de l administration local et
devellopment, 2009,p3.
- 183كريم االحرش ،النظام الجبائي المحلي المغربي ,في ضوء الممارسة العملية و وقائع االجتهاد القضائي ،الطبعة االولى – 2010الرباط .ص -183
.182
184 - Amine Mzouri, pourquoi il faut il reconsidérer la fiscalité locale?, sience en fiscalité locale,université med 5,
agdal _rabat. 2009-2010.
77
على الوضعية المالية للجماعة الترابية .هذه االنعكاسات السلبية تحد من مسؤولية الجماعة الترابية
في مجال التنمية ،وتؤثر ذلك على التقديرات السنوية التي تبقى مرهونة بتحصيل أو عدم
تحصيل المداخيل. 185
كما أن العجز الذي يصيب ميزانية الجماعة بسبب عدم تحصيل المداخيل ،يدفعها غالبا إلى
التخلي عن تحقيق العديد من المشاريع المقررة برسم السنة المالية المعينة .
إضافة إلى أن الباقي استخالصه يؤدي إلى توقف الجماعة الترابية عن القيام ببعض النفقات
اإلجبارية .كأجور الموظفين و التعويضات المستحقة فيما يتعلق بالترقية ،و يؤثر كذلك على
النفقات المتعلقة بالتدبير اليومي للجماعة ،فيما يخص أداء نفقات استهالك الماء و الكهرباء و
الهاتف و األكرية ...
عالوة على ذلك ،فالباقي استخالصه يؤثر سلبا على الفائض التقديري للجماعات الترابية .فإذا
كان الفائض الحقيقي ال يمكن برمجته إال بعد المصادقة على الحساب اإلداري ،فان الفائض
التقديري تتم برمجته أثناء وضع الميزانية .على أن تبقى إمكانية تحقيق المنجزات المقررة في
إطار الفائض التقديري مرهونة بتحقيق التقديرات المتعلقة بالمداخيل خالل السنة المالية المعنية.
فتبقى عملية برمجة الفائض التقديري تأخذ بعين االعتبار الباقي استخالصه الذي دائما يطرح
كله . تحصيل استحالة و بعضه تحصيل إشكال
بالتالي تبقى آلية برمجة الفائض التقديري للجماعة مرتبطة بالقضاء على الباقي
استخالصه .كما أن معضلة الباقي استخالصه تمتد إلى التأثير على قدرة الجماعة الترابية في
تحقيق االستقاللية المالية ،و ذلك راجع إلى محدودية دورها في العملية الجبائية ،وخصوصا
186
عملية التحصيل.
وكذا محدودية تصرفها في مواردها المالية الذاتية ،مما ينعكس على مصداقيتها مع الساكنة
المحلية .التي تظل في انتظار دا ئم من الجماعة الترابية أن تحقق المشاريع التي وعدت بها في
المالية . السنة برسم مقررة تصبح التي و ، االنتخابية برامجها
.- 185صالح الدين اكريالن ،الميثاق الجماعي الجديد النظرية و التطبيق،,اجهزة الجماعة-السلطة المحليةة-الجماعةة و التنميةة ،الطبعةة االولةى ,2003مطبعةة
فيديبرانت ،ص . 167
- 186محمد علةي ادبيةا ،اشةكالية االسةتقالل المةالي للجماعةات فةي المغرب،منشةورات المجلةة المغربيةة لةالدارة المحليةة و التنميةة ،الطبعةة االولةى ،,2001ص
. 231
78
تحصيل الديون العمومية
حتى تتجاوز الجماعات الترابية إشكالية الباقي استخالصه ،فإنها أضحت ملزمة بترشيد عقلنة
ماليتها ،بنهجها للحكامة المالية التي ترتكز على عنصر اإلدارة الحديثة و على موارد مالية ذاتية
كافية ،لضمان استقاللية مالية الجماعات الترابية . 187
يلعب العنصر البشري دورا رائدا و فعاال لكل نشاط إداري ،ذلك أن قيمة اإلدارة تتوقف على
قيمة الموظفين الذين يقودونها ،188يتجلى ذلك مستوى وكاالت المداخيل ،التي هي األخرى
تعاني من نقص عدد الموظفين واألعوان العاملين بها ،بالقياس مع حجم المهام المنوطة بها في
ميدان استخالص حقوق الجماعة المحلية ،حيث أن أغلب وكاالت المداخيل تتشكل من عدد قليل
كميا من الموارد البشرية التي تتوفر عليها الجماعات المحلية .
هذا الضعف في الحجم اإلجمالي للعاملين بالوكالة ،لم يساعد على دعم أداء هذه األخيرة ،كما
أنه لم يسمح بمواجهة مختلف المهام المنوطة بها .وترجع أسباب هذا الضعف ،الى محدودية
عوامل التحفيز والتعويضات ،باإلضافة الى نظرة "االحتقار " التي تكون هذه المصلحة موضوعا
لها من طرف رؤساء المجالس ويعمدون الى تعيين الموظفين واألعوان بها العتبارات تأديبية .
كما نذكر بهذا الصدد ضعف البرامج التكوينية خاصة فيما يتعلق بمجال الجبايات المحلية بالنسبة
لألعوان ووكالء المداخيل .وهو ماله انعكاس سلبي على الميدان الجبائي بحيث يظل يتسم
بضعف المردودية بسبب بعض المظاهر السلبية مثل عدم استخالص بعض الرسوم ،أو تأخير
إرسال اإلشعارات ...
- 187
Ahmed essoussi,pour queleque gouvernance financiere publique locale ? les finances des colléctivités locals dns
les etats du maghreb, 2011. P 102.
- 188بحنوش عبد الكريم ،الالتركيز اإلداري ودوره في الرفع من مستوى التدبير اإلداري ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية
،عدد مزدوج ، 66.67سنة ، 2006ص . 42
79
عموما ،يعد التحفيز بنوعيه المادي والمعنوي أحد العوامل األساسية التي تدفع العاملين أي
كان موقعهم الى بدل جهد أكبر واإلقبال على تنفيد مهامهم بجدية وكفاءة للرفع من مستوى عملهم
ومهامهم .ويجب أن تقوم فلسفة نظام التحفيز ،على اإلستحقاق والعدل كأساس جوهري لتنفيدها
. 189هذا من جهة ،أما من الجهة اآلخرى نجد اشكال عدم التنسيق بين المصالح المكلفة الجبائية
وباقي المصالح اإلدارية األخرى ،حيث إن عدم تحديد المادة الخاضعة للضريبة بشكل دقيق من
طرف مصالح الوعاء وكذلك ضعف تعاون السلطات المحلية ومصالح وكالة المحافظة على
األمالك العقارية يجعل عمل القباض متعبا وشاقا ،األمر الذي ينعكس سلبا على األداء اإلداري
لمصالح التحصيل ،ألن التنسيق الجيد والتواصل الجيد من أبرز مقومات األداء اإلداري .
ومع غياب الثقافة الجبائية و افتقاد الجرأة لمواجهة اإلدارة يفضي الى غياب حيز التواصل
بين اإلدارة مما ينجم عنه أن الفرد يصبح يفضل المعاناة في صمت أو استعمال عالقات
شخصية لحل مشاكله مع اإلدارة،مع تقبل القرارات التعسفية لإلدارة بدل مواجهتها والتعبير عن
تضررهم منها وذلك خوفا من انتقامها .190وهذا إن دل فإنما يدل على العالقة الغير المتوازنة
التي تربط بين الملزم موضوع إجراءات التحصيل الجبري و اإلدارة المكلفة بالتحصيل .
أوال :اشكالية تقديم الضمانات التعجيزية المتعلقة بطلب وقف األداء .
وهذه الضمانات هي التي نصت عليها المادة 118من مدونة تحصيل الديون العمومية والتي
ينبغي على المدين الذي يطالب بوقف أداء الدين أن يقدمها للمحاسب المكلف بالتحصيل تحت
طائلة متابعة اإلجراءات الجبرية الموالية الى حين استيفاء الدين ،وتتجلى هذه األخيرة فيما يلي:
- 189عقلة عبد الحق ،القانون اإلداري الجزء األول المبادئ األسا سية لدراسة القانون والعلم اإلداريين ،مطبعة دار القلم ،الرباط ،الطبعة الثانية 2004 ،
ص.91
- 190لحبيب عطشان ،اإلشكاالت العامة لرفع الدعوى الضريبية ومدى تأثيرها في حماية الملزم ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية
،العدد ، 86ماي –يونيو ، 2006ص .112
80
تحصيل الديون العمومية
-سندات ممثلة لحقوق دين المنصوص عليها في القانون رقم 94-35المتعلق ببعض
سندات الدين القابلة للتداول الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.95.3بتاريخ 24
من شعبان 26 ( 1415يناير . )1995
-سندات عمومية وغيرها من القيم المنقولة .
-كفالة بنكية .
-ديون على خزينة .
-سند التخزين .
-رهن أصل تجاري .
-تخصيص عقار للرهن الرسمي .
ويمكنه تقديم أشكال أخرى من الضمانات شرط قبولها من طرف المحاسب المكلف بالتحصيل
.فإذا كانت الغاية من وقف األداء هي تخفيف على ذلك المدين الذي يعيش ضغوطات مالية
ومساعدته على الحفاظ على توازنه المالي ،فإن هذه الضمانات تشكل عقبة أمامه إلستفادته من
هذا الحق ،زيادة على تحمله بصوائر هذه الضمانات كما نصت على األخيرة من المادة 118
من مدونة تحصيل الديون العمومية .
لذلك غالبا ما يكون تعقيد المساطر اإلدارية المعيقة لإلستفادة من الحقوق سببا في التخلي عنها
واليأس مع اإلستسالم ألمر الواقع .
من المعلوم أن المدين الجارية في حقه اإلجراءات الجبرية لتحصيل الدين العمومي حتما سيتم
التنفيد على أمالكه وقد يصل األمر الى التنفيد على جسده ،وقد يمتد األمر كذلك الى متابعة
األغيار المسؤولين أو المتضامنين المتعاملين معه ،والغاية من ذلك هي توسيع موارد الدولة
حتى ولو كان ذلك على حساب أغيار بريئين من تماطل وتقاعس المدين األصلي عن أدائه
لديونه وأيا كانت الظروف التي دفعت بهذا األخير الى عدم أدائه لديونه رضائيا ،فهذا األمر لن
يترتب إال فقدانا للثقة ما بين الشركاء ولن يزيد إال في تفكك العائالت وخصامها كما عبر عن
81
ذلك األستاذ محمد القصري حينما قال " ...والواقع العملي أن بعض القباض ينتقون أحد الورثة
ويتابعونه في إطار المسؤولية التضامنية ،وقد يترتب على ذلك أداء دين التركة ولو تجاوز
ماينوبه فيها شرعا على أن يرجع القضاء على باقي الورثة السترجاع المبلغ المستخلص في
مواجهتهم ،فمثل هاته الحاالت ال تزيد العائلة إال تفككا وخصاما ".191
وفي ذات السياق ،وفي إطار حق اإلطالع الممنوح لإلدارة من خالل الباب 11من مدونة
تحصيل الديون العمومية من مادته 130الفقرة األولى منها ،فإن المشرع يلزم الهيآت
المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادة 129أن تقدم المعلومات المطلوبة للتعاون مع
المحاسب لذلك ،وتحت طائلة غرامة تهديدية قدرها 500.00درهم عن كل يوم تأخر في حدود
50.000.00درهم ،فعلى مايبدو يعتبر هذا األمر جد مجحف في حق هذه الفئة من األغيار
المنصوص عليهم في الفقرة األولى من المادة 129من مدونة تحصيل الديون العمومية ،ولن
نجانب الصواب إذا قلنا بأنها غرامة مبالغ في قيمتها ،وهذا إن دل ،فإنما يدل على أن للخزينة
شهية جد مفتوحة على جلب أكبر قدر ممكن من المردودية كلما سنحت لها الفرصة بذلك ،وهذا
ما يتعارض مع أهم األهداف التي جاءت من أجلها المدونة أال وهي خلق جسر التواصل بين
اإلدارة والملزمين ،إذا كيف يمكن الحديث عن هذا المبتغى في ظل جسامة مثل هاته الثغرات
القانوية ؟
ولذلك نرى بأن هذه اإلجراءات التي تباشر في حق األغيار تشكل ضربا بمبدأ العدالة
وذلك عندما يتعلق األمر بحجز وبيع منقوالته 192
الجبائية كونها تمس بالسالمة المعنوية للغير
وعقاراته وأصوله التجارية وسفنه ،وذلك ال لشيء فقط لطبيعة العالقة التي تربطه بالمدين
األصلي وألن الخزينة يجب أن تحصل ذلك الدين مهما كانت نتائجه على آدمية الغير وحقوقه بل
المهم هم تحقيق مردودية أكبر بإسم مبتغى التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية للبالد .
- 191وذلك في مساهمته المعنوية ب "قراءة في المدونة الجديدة لتحصيل الديون العمومية قانون ، 97-15عن أشغال اليوم الدراسي المنظم من
طرف الخزينة العامة للملكة والمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية بتعاون مع مؤسسة هانس سايدل األلمانية بالرباط في 25أكتوبر 2000
،والمنشور عن المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،العدد ، 31سنة . 2001
- 192حيث تنص الفقرة األولى من الفقرة األولى من الفصل 21من الدستور على مايلي ":لكل فرد الحق في سالمة شخصه وأقربائه ،وحماية
ممتلكاته ".
82
تحصيل الديون العمومية
من المعلوم ،وكما تطرقنا من قبل على أن اإلنذار هو "اإلجراء الذي بواسطته ينذر المدين
،و في حالة تعذر تسليم اإلنذار لغياب المدين أو من يقوم مقامه فإن هذا اإلجراء 193
بأداء دينه"
يعتبر مبلغا تبليغا صحيحا في اليوم العاشر الموالي لتاريخ تعليقه في آخر موطن له ،لكن ماذا
ليس الذي وضعت فيه الجهة 194
لو لم يتوصل هذا المدين بطي التبليغ كون أن أخر موطن له
المكلفة بالتبليغ ملصق اإلنذار ،كما أن هذا الملصق معرض لإلتالف وقد ال يبقى طيلة مدة
العشرة أيام معلقا في الموطن األخير للمدين .195مما يحول دون توصله به وفي حالة احتجاج
المدين ب ذلك ،فإن اإلدارة من جهتها ستتمسك بتطبيقها لقاعدة قانونية صريحة وهي الفقرة
األخيرة من المادة 43من مدونة تحصيل الديون العمومية التي خولت لها الحق في مواصلة
اإلجراءات الجبرية بعد مضي أجل 10أيام على اعتبار أن مرور هذا األجل يفيد التبليغ
الصحيح لإلنذار سواء على المدين بهذا اإلجراء أو لم يعلم به .وهنا نكون أمام إشكال متعلق
196
بإثبات التعليق وبقاء اإلنذار معلقا خالل عشرة أيام والوسائل الكفيلة ببقائه .
إن األخد بعين اإلعتبار تعليق اإلنذار بآخر موطن للمدين يعتبر قرينة على وقوع التبليغ،
ببقائه الكفيلة الوسائل ثم التعليق، واقعة إثبات إشكال ويطرح
معلقا طوال هذه المدة ،وكيفية إثباته ،أال تعتبر هذه المقتربات الجديدة تراجعا عن إحدى
الضمانات القانونية األساسية التي كان يوفرها نظام التحصيل الملغى ،حيث كانت مسطرة
التبليغ التي تروم إليها تشكل ضمانة حقيقية للمدين تحميه من كل عملية افتعال التبليغ.
يستفاد مما سبق أن المدين الذي يخرع لإلنذار يمكنه أن يوجه تظلما للمحاسب المكلف
بالتحصيل ،كلما شابت هذه العملية أي شائبة سواء تعلق األمر بشكليات اإلنذار أو آجال تبليغه أو
بالنسبة للطرق التي يتم بها تبليغ هذا اإلجراء المهم من إجراءات التحصيل الجبري .
193
- jean MARIE viaaney Robert- Michel guillon. Sylvie TROXILER. Philippe GAUTIER- p. 377
- 194المادة 43من مدونة تحصيل الديون العمومية "يسلم اإلنذار للمعني باألمر الذي يشهد بالتوصل على القائمة األصلية.
في حالة تعذر تبليغ اإلنذار للشخص نفسه ،يسلم في ظرف مختوم في موطنه بين يدي
أقاربه أو خدمه أو مستخدميه أو أي شخص آخر يسكن معه .ويشهد الشخص الذي تسلم
اإلنذار بالتوصل على األصل"
- 195محمد قصري ،المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء اإلداري ،مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة األولى ،الرباط
2005،ص.124
- 196ماء العينين الشيخ الكبير" ،تحصيل الديون العمومية عى ضوء ، " 15.97نشر وتوزيع سومادبل ،الطبعة األولى.76 2012، ،ص
83
ونجدر بالذكر على أن المدونة الجديدة حسمت في مسألة تبليغ اإلنذار ووضعت حدا لجميع
الم شاكل والعراقيل التي كانت تعوق عملية التبليغ الصحيح وذلك من خالل المقتضيات الجديدة
197
والتي لم تكن موجود في ظهير .1935
وعليه ،يستنتج على أن هذا المقتضى القانوني يغلب مصلحة اإلدارة على مصلحة المدين،
وذلك يدل على أن هاجس المشرع هو تبسيط إجراءات التحصيل الجبري لصالح اإلدارة ألن
هاجسه األكبر هو تحقيق المردودية وال يهم إن كان ذلك على حساب مصلحة المدين .
كخالصة ،يمكن القول أنه في مقابل المزايا التي كانت تتوخاها المدونة من هذا الطعن
اإلداري ،توفير فرص أخرى أمام المدين لتسوية المنازعة ،تمكين اإلدارة من إصالح األخطاء
التي تكون قد ارتكبتها ،طرح المنازعة على جهة تتوفر أكثر من غيرها على جميع المعطيات
الواقعية والبيانات الالزمة ،وعل أصل الملف الخاص بالمشتكي...
فإن سلبيات هذا اإلجراء هي بدورها عديدة وتزيد من تعقيد اإلجراءات التي هي أصال تستغرق
وقتا حتى يحصل المدين على حل بخصوص خالفه مع اإلدارة ،كما أنه من باب المساواة أن
يكون هذا التظلم اختياريا كباقي المنازعات اإلدارية األخرى .وجوب االشارة على أن هناك
أحكام قضائية صادرة عن المحاكم المغربية ثبت في رفض طلب المسلم الناتج جراء اغفاله
لمسطرة التظلم اإلداري ،ومن قبيل ذلك الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء
لم يرفق مقاله " ....تبين للمحكمة بعد االضطالع على مختلف معطيات القضية أن المدعي
بأي تظلم أو مطالبة الى المحاسب المكلف بالتحصيل مما يشكل قرينة على أنه لم يحترم
المقتضيات المنصوص عليها في المادة 120من مدونة تحصيل الديون العمومية ...مما يتعين
والحالة هذا التصريح بعدم قبول الطلب" .198
لهذا يكون هذا الرفض سببا في تقييد حقوق الملزمين في التقاضي وضمان محاكمة عادلة
بإجراء كهذا ،كونه يخول لإلدارة أن تكون حكما وخصما في اآلن ذاته ،وهو األمر الذي نراه
- 197كان ينص الفصل 35من ظهير 1935/08/ 21على ":يسلم اإلنذار إلى المرسل إليه من طرف الجابي ،أو عون المتابعات ،الذي يعطي به وصال
على األصل" .
- 198حكم عدد 4028بملف عدد ، 601/7113/2014الصادر بتاريخ ، 29/12/2014عن المحكمة اإلدارية ،الدار البيضاء .
84
تحصيل الديون العمومية
مجانيا للصواب ومجانيا للمساعي القضاء اإلداري في تحقيق العدالة وضمان حقوق األفراد في
199
مواجهة اإلدارة .
ان القارئ لمدونة التحصيل الجديدة سيالحظ أن هاته المدونة بقدر ما حققت مجموعة من
األهداف ،خاصة على مستوى تعزيز وتوطيد التوازن بين امتيازات اإلدارة الكلفة بالتحصيل
وضمانات الملزم ،بقدر ما يالحظ أن هذه المدونة في بعض أحكامها ظلت عاجزة عن إيجاد
الحلول الناجعة لإلشكاالت التي أصبحت تثير الجدل واختالف الرأي بين الفقه ،وذلك بسبب
غموض بعض نصوص مدونة التحصيل تثير الجدل واختالف الرأي بين الفقه ،وذلك بسبب
غموض بعض نصوص مدونة التحصيل وعدم انسجام بعض مقتضيات مع البعض اآلخر ،مما
يفتح المجال لبروز العديد من اإلشكاالت القانونية التي تواجه المدعي عند مباشرته للدعوى
الجبائية المتعلقة بتحصيل الديون العمومية .
يعتبر مجال المنازعة في التحصيل ضيق جدا ،حيث يعترض المدعي في هذا المجال على
اإلنذار باألداء ،أو بدفع بتقادم المطالبة أو بعدم احترام تدرج إجراءات التحصيل أو المشاركة
في هذه اإلجراءات .كما يمكن أن يطلب إيقاف البيع ودعوى التحصيل التي شأنها شأن دعوى
الوع اء المقيدة ببعض الشروط أهمها سبق توجيه مطالبة إدارية .إال أن كل هذه الدفوع
تعتريها مجموعة من العراقيل التي تعيق عملية تحصل الديون العمومية من بينها :
يقصد بإيقاف تنفيد ،الحكم الذي بموجبه يرى القاضي بطلب من المعني باألمر أن يوقف مؤقتا
تنفيد أو إلعمال قرار إداري يكون في نفس الوقت كموضوع دعوى في شرعيته .أما في
مجال الديون العمومية فيقصد به وقف تنفيد دين عمومي من طرف القضاء لفائدة المدين ،الى
.وهذا يختلف كل االختالف عن 200
حين البث بحكم نهائي في منازعته في موضوع الدين
-سعيد اولعربي" ،إشكالية تحصيل ديون الدولة " ،منشورات الحلبي مطبعة المعارف الجديدة ،طبعة 2016،ص.4 199
.
-سعيد العمري"،توقيف الديون العمومية أمام القضاء االداري" ،ارسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة القاضي عياض 200
85
ايقاف األداء الضريبي ،نجد المشرع منح لكل شخص مطالب بدين ضريبي أن يلجأ الى
المحاسب المكلف بالتحصيل من أجل أن يوقف مطالبته بدين ضريبي أو متابعته بإجراء من
إجراءات التحصيل ،وذلك الى حين البث في شكايته المتعلقة بالدين أو صدور حكم في
الدعوى المرفوعة أما م الجهة القضائية المختصة ،وقد أقر المشرع هذا الحق من أجل حماية
الحقوق المالية للمدين الذي يرى أن تسديد الدين المطالب به في الوقت الحالي سيؤثر سلبيا على
توازنه المالية.كون هذه األخيرة تخضع في مسطرة ايقاف األداء الى المسطرة االدارية التي
ينظر فيها المحاسب العمومي طبقا للمادة 117من مدونة قانون ،201 97-15و نصت أيضا
هذه المادة في الفقرة الثانية على ما يلي " ...إال أنه يمكن للمدين أن ينازع كال أو بعضا في
المبالغ المطالب بها ،أن يوقف أداء الجزء المتنازع فيه شريطة أن يكون قد رفع مطالبته داخل
اآلجال المنصوص عليها في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل وأن يكون قد كون ضمانات
من شأنها أن تؤمن تحصيل الديون المتنازع فيها " ،مفاد هذه الفقرة على كل مدين يملك الصفة
يمكنه أن يطلب إيقاف تحصيل الدين العمومي شريطة أن يتقدم بطلب داخل اآلجال المنصوص
عليه قانوناهذا من جهة ،أما الجهة الثانية نجد أن ايقاف تنفيد تحصيل الديون العمومية تخصع
الى المسطرة القضائية التي يتوالها القضاء االستعجالي ويقوم بالنظر فيها .واالسثتناء الوحيد
هو ايقاف تحصيل الديون العمومية بناءا على المادة . 117ألن المشرع نص بشكل صريح
على امكانية ايقاف تحصيل الديون العمومية بناءا على السلطة التقديرية لإلدارة ،أن يتقدم
المدين الذي ينازع في المبالغ التي بذمته ،ولكن شريطة أن يقدم ما يبرر أنه يمر بوضعية مالية
صعبة تجعله غير قادر على األداء في تارخ االستحقاق مما يجعل المحاسب المكلف بالتحصيل
يوافق على التأجيل ،وهذا مايسمى بتسهيالت في األداء ،وفي هذا االطار نصت المذكرة
المصلحية رقم 4/06الصادرة 6يناير 2006عن الخازن العام والمتعلقة بتسهيالت في األداء
على أنه "ال يحق ألي كان أن يوقف أداء الضريبة أو يعرقل إجراءات التحصيل المتخدة في
هذا الشأن إال أنه يمكن يمكن للمحاسبين المكلفين بالتحصيل وتحت مسؤوليتهم وبناءا على تقديم
- 201محمد القصري " المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء المغربي" ،دار أبي رقراق للطباعة والنشر ،الطبعة
الثالثة 2017ص . 188
86
تحصيل الديون العمومية
ضمانات ،أن يمنحوا تسهيالت للملزم الذي يعاني صعوبات مالية ،لذلك على شكل إيقاف
لألداء أو األداء بأقساط ".
و جاءت المادة 124من مدونة تحصيل الديون العمومية تنص عل أن " ال يحق ألي سلطة
عمومية أو إدارية أن توقف أو تؤجل تحصيل الضرائب والرسوم والديون األخرى ،أو أن
تعرقل سيره العادي ،تحت طائلة إثارة مسؤوليتها الشخصية المالية،وفق الشروط المحددة في
الظهير الشريف المؤرخ في 8شعبان 5( 1374أبريل ) 1955بشأن مسؤولية المحاسبين
العموميين ".باإلضافة الى الهيئات المشمولة بالمنع و اآلراء المتضاربة ( ايقاف تحصيل
الديون العمومية مسألة وقت ودو طابع استعجالي أم مسألة متعلقة بموضوع ) بين الفقهاء
حول السلطة القضائية وأوامرها الموجهة الى السلطة التنفيذية التي تعرقل عمل االدارة حسب
المادة 25من المسطرة المدنية ،نجد على أن بالرغم من أن النص القانوني صامت في مجال
المسطرة المعتمدة في هذا اإلطار ،فإن النصوص التنظيمية عملت على سد هذا الفراغ عندما
أكدت على أن طلب االستفادة من التسهيالت في األداء يجب أن يكون مكتوبا ،وهو ما يعطي
الملزم الحق في رد إداري مكتوب أيضا ،ويقيد هذا الطلب في سجل خاص بالتسهيالت في
األداء على مستوى القباضة، 202وتفتح له بطاقة تسمى بطاقة المعلومات تتضمن أكبر قدر ممكن
من المعلومات حول الملزم من تسهيالت في أداء الدين العمومي ،حيث تبقى للمحاسب المكلف
203
بالتحصيل قبول أية ضمانة أخرى يرى أنها تؤمن أداء الديون العمومية الواجبة التحصيل .
تنص المادة 67من مدونة تحصيل الديون العمومية على أنه يتم حجز العقارات وبيعها من
طرف أعوان التبليغات والتنفيذات القضائية طبقا ألحكام قانون المسطرة المدنية .
إن تطبيق هدا النص بعد تحديد الجهة القضائية المختصة بشكل واضح وصريح ،خلق
تنازعا بين القضاء العادي واإلداري ،إذ يري البعض أن االختصاص يعود الى القضاء العادي
باإلحالة الى قانون المسطرة المدنية باعتبار أن هاته الجهة يعود الى القضائية هي المجال
- 202نصت المذكرة رقم 21بتاريخ 14مارس المتعلقة بتنظيم العمل بالقباضات على وجوب تخصيص مكتب لتلقي طلبات الملزمين
وشكاياتهم وهو األمر الذي أكدته المذكرة 504بتاريخ 3يوليوز 2001المتعلقة بطريقة معالجة الشكايات والتظلمات المقدمة من طرف
الملزمين .
- 203نصت المدونة في هذا اإلطار على ما يلي ":يمكن للمدين أن يعرض أشكاال أخرى من الضمانات على أن يتم فبولها من طرف المحاسب المكلف
بالتحصيل " انظر المادة 118من مدونة تحصيل الديون العمومية .
87
الطبيعي للمنازعات حول العقار ،بينما يرى البعض اآلخر أن االختصاص في ذلك يعود الى
التي تنص على 204
المحاكم اإلدارية ،بدليل أن المادة 8من القانون المحدث للمحاكم االدارية
الدين الضريبي هو المستهدف باإلجراءات وليس العقار خصوصا وأن المادة 141من مدونة
تحصيل الديون العمومية تنص على أن تعرض النزاعات التي قد تنشأ عن تطبيق أحكام هذا
القانون على المحاكم اإلدارية الموجودة بالمكان الذي تستحق فيه الديون العمومية ،وأن
المسطرة المدنية تطبق كذلك من طرف القضاء اإلداري باإلحالة الصريحة بالفصل السابع من
القانون 90-41المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية على قواعد المسطرة المدنية .
وهكذا نرى أن حالة واحدة تحتمل قراءتين األولى ترجع اختصاص المحاكم االعادية بدليل
مقتضيات المسطرة المدنية ،والقراءة الثانية ترجع اختصاص المحاكم اإلدارية بدليل مقتضيات
القانون المحدث للمحاكم وهو ما يطرح إشكاال على مستوى الحسم في اختصاص أي طرف في
القضايا المرتبطة بحجز العقارات وبيعها .
ونعتقد هنا أن الرأي القائل بإختصاص المحاكم االبتدائية في حجز العقارات وبيعها هو رأي
الصواب ،ألن األمر هنا يتعلق بمنح اإلذن من طرف القضاء بحجز وبيع العقار المملوك للمدين
بالضريبة ،بعد التأكد من عدم وجود منقوالت أو عدم كفايتها والشروط األخرى المتطلبة في
تطبيق هذا اإلجراء ،وأن المنازعة في مشروعية هذا اإلجراء تكون آنذاك أمام المحاكم
اإلدارية ،ألن األمر يتعلق بمنازعة نشأت بمناسبة تطبيق إحدى إجراءات التحصيل الجبري
المنصوص عليها في مدونة التحصيل .
كما أن الر أي القائل بإختصاص القضاء اإلداري في حجز الغقار وبيعه ال يصمد وال يستقيم
في ضوء اإلشكاليات التي يمكن أن تطرح على المستوى العملي ،لذلك فإن المحكمة المختصة
بحجز العقارات وبيعها ،في إطار تحصيل الديون العمومية تعتبر من صميم القضاء العادي ،
خاصة وأن المشرع من خالل المادة 121من مدونة التحصيل ،وبشكل دقيق ومفصل نص
على أن دعوى استحقاق المنقوالت ترفع أمام القضاء اإلداري ،مستثنيا بذلك دعوى استحقاق
المادة ، 3من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية ،41-90،الصادر 10سبتمنبر ،1993موافق 22من ربيع األول .1414 - 204
.
88
تحصيل الديون العمومية
العقار مما يعني حتما أن االختصاص القضائي في مجال حجز وبيع العقار يعد من اختصاص
القضاء العادي باعتبار هذا األخير المجال العقار.205
ثالتا -اشكالية اإلشعار للغير الحائز وتدرج المتابعات الجبرية للتحصيل .
تثي ير مسطرة االشعار للغير الحائز عدة اشكاالت تنعكس على مصالح المدين ،ذلك ألن
المشرع لم يوضح موقع هذه المسطرة من درجات المتابعة الجبرية ،ولم يتطرق لها في الباب
الثالت المتع لق بالتحصيل الجبري وإجراءاته المتدرجة من إنذار وحجز وبيع وأكراه بدني ،بل
تطرق الى ذلك في البابين الرابع والخامس من خالل التزامات األغيار المسؤولين أو
المتضامنين والمودع لديهم واألغيار الحائزين ،األمر الذي يحيل على أن هذه المسطرة ال
تخضع لمبدأ تدرج المتابعات ،بل تخضع لخاصية المباغتة وهو ما يتعارض مع غاية مشرع
الديون العمومية في تحقيق التوازن ما بين اإلدارة والملزمين كونه يؤثر سلبا على مصالحهم
،ألن العالقة ما بين كال الطرفين ينبغي أن تكون قائمة على أساس المواطنة والوعي بالمسؤولية
وليس المباغتة .ويطرح اشكال ايضا حول ما إذا كانت المنازعة وقتيه أم منازعة في
الموضوع ،نجد على أن المشرع المغربي ونظيره الفرنسي يتجهان الى نفس االتجاه وهو على
أن "االشعار للغير الحائز بمثابة تصديق على الحجز وحائز لقوة الشيء المقضي به والمتسم
بطابع التنفيذ وأنه حجزا تنفيذيا .ألن قاعدة تدرج المتابعات الزمة ويترتب على عدم احترامها
بطالن االشعار .
وأجمع القضاء المغربي على أن المنازعة في صحة أو مشروعية مسطرة "اإلشعار للغير
الحائز " من اختصاص قضاء الموضوع ،ألنها اما منصبة على تدرج اإلجراءات ومدى
احترامها من قبل المحاسب المكلف بالتحصيل أو منصبة على مشروعية الضريبة موضوع
اإلشعار أو منصبة على صفة الملزم بالضريبة وكلها منازعات يفترض فيها المساس بالجوهر
وبالتالي تخرج عن اختصاص القضاء االستعجالي الذي ينظر ظاهر النزاع وال يمس بالجوهر
.
- 205دلك في حالة حجز العقار من طرف أعوان التبليغات والتنفيدات القضائية لدى المحاكم اإلدارية قد ترفع من جهة دعوى استحقاق فرعية
من طرف الغير أمام المحكمة العادية طبقا للمادة 482و 483من قانون المسطرة المدنية ،وفي هذه الحالة يترتب على دعوى االستحقاق وقف
التنفيد من طرف القضاء العادي طبقا للمادة 483من مسوة المدنية وتترتب عنه نفس اآلثار القانونية السالفة الذكر وهي إيفاف تنفيد بيع العقار
من طرف القضاء العادي .
89
وعلى ما يبدو جليا من خالل هاته االشكاالت التي ثم التطرق اليها هو التقصير في المقاربة
الحقوقية وإقصاء الجوانب اإلنسانية في التعامل مع الملزم كشريك في رهانات التنمية ،بل أصبح
ينظر إليه فقط كأرقام ومبالغ مالية عملتها الدرهم .
يتمتع المحاسب المكلف بالتحصيل بسلطة مباشرة في إيقاع الحجز على منقوالت المدين
بالضريبة دون الحاجة الى استصدار أمر من المحكمة المختصة ،وتنص مدونة التحصيل في
هذا اإلطار على أنه ":غذا وجد مأمور التبليغ والتنفيد للخزينة عند غجراء حجز أ ،حجزا سابقا
قد انصب على أمتعة المدين القابلة للحجز ،فإن يكتفي بجرد المحجوزات بعد اإلطالع على
محضر الحجز السابق .ويجب تبليغ التدخل في الحجز الى الحجز األول والمدين المحجوز عليه
،وإن اقتضى الحال الى المحجوز لديه والحارس .
ويعتبر هذا التبليغ بمثابة تعرض على حصيلة البيع ويخول حق المشاركة في التوزيع إذا لم
يشمل الحجز السابق جميع األشياء القابلة للحجز يقوم مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة بإجراء
حجز أوفر ،ويتم اذا ضم الحجزين ما عدا لذا تم الشروع في بيع األشياء المحجوزة سابقا .206
فمن خالل هذا الفصل يتضح لنا أنه إذا وجد مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة عند إجراء حجز أو
حجزا سابقا قد انصب على أمتعة المدين القابلة للحجز ،فإنه يكتفي بجرد المحجوزات بعد
اإلطالع على محضر الحجز السابق ،كما يجب أن تبلغ التدخل في الحجز الى الحاجز األول
والمدين المحجوز عليه أو المحجوز لديه ،ويعتبر هذا التبليغ بمثابة تعرض على حصيلة البيع
ويخول المشاركة في التوزيع ،وإذا لم يشمل الحجز السابق جميع األشياء القابلة للحجز يقوم
مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة بإجراء حجز أوفر ويتم عند ذلك جمع المحجوزين ما عدا إذا تم
الشروع في بيع األشياء المحجوزة سابقا .وعليه إذا كانت أموال المدين تعتبر ضمانا عاما لدين
الدائنين ،فإنه يجوز للمحاسب المكلف بالتحصيل في إطار تحصيل الديون العمومية إيقاع حجز
- 206المادة":47إ إذا وجد مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة عند إجراء حجز أن حجزا سابقا قد انصب على أمتعة المدين القابلة للحجز ،فإنه
يكتفي بجرد المحجوزات بعد االطالع على محضر الحجزالسابق.
ويجب تبليغ التدخل في الحجز إلى الحاجز األول والمدين المحجوز عليه ،وإن اقتضىالحال إلى المحجوز لديه والحارس.
ويعتبر هذا التبليغ بمثابة تعرض على حصيلة البيع ويخول حق المشاركة في التوزيع.وإذا لم يشمل الحجز السابق جميع األشياء القابلة للحجز،
يقوم مأمور التبليغ والتنفيذللخزينة بإجراء حجز أوفر .ويتم إذاك ضم الحجزين معا ،عدا إذا تم الشروع في بيع األشياء
المحجوزة سابقا " ،من مدونة التحصيل الديون العمومية .
90
تحصيل الديون العمومية
على هذه األموال لضمان تحصيل الديون العمومية ،كما يجوز للدائن الملك المكري أن يوقع
حجزا إنتهائيا على األمتعة والمنقوالت الموجودة بالعقار المكتري لضمان استخالص األكرية
المستحقة طبقا للفصل 497من قانون المسطرة المدنية وذلك بموجب طلب موجه الى رئيس
المحكمة االبتدائية للمحل الذي أقيم فيه الحجز بعد استدعاء المدين بصفة قانونية .
كما تطرح إشكالية تنازع االختصاص حينما يتدخل المحاسب المكلف بالتحصيل في إطار
المادة 47المشار إليها في عملية الحجز أما المحكمة اإلبتدائية ،ويباشر المدين الملزم بالضريبة
دعوتين أمام المحكمة اإلدارية ،األول في الموضوع تتعلق ببطالن الضريبة ،وأخرى استعجالية
ترمي الى ايقاف اجراءات الحجز والبيع الى حين البث النهائي في الدعوى األول ،أي دعوى
الموضوع وهي الوضعية التي شأنها تخلق تنازعا في االختصاص بين القضاء العادي والقضاء
اإلداري خول الحجز .
إن تطبيق إجراء اإلكراه البدني في الديون العمومية يثير العديد من اإلشكاالت سواء
القانونية منها أو القضائية وذلك على الرغم من إعادة تنظيم مسطرة اإلكراه البدني من خالل
نصوص مدونة تحصيل الديون العمومية التي جاءت بالعديد من المستجدات على غرار ما كان
فإنها لم تسلم من بعض الثغرات والسلبيات الشيء الذي 207
معموال به في إطار النص القديم
أفرز عدة إشكاالت منها ما هو قانوني وما هو قضائي مما أدى الى بروز العديد من التأويالت
والتفسيرات التي تختلف فيما بينها سواء من حيث الجانب اإلداري أو الجانب القضائي .
بالرغم من المراجعة الشمولية التي همت مسطرة اإلكراه البدني في مدونة تحصيل الديون
العمومية والتي هدف المشرع من خاللها الى تدارك بعض العيوب التي كانت توجه بشدة الى
ظهير 21غشت 1935وتعارضها مع مبادئ حقوق اإلنسان والحريات الشخصية وذلك عن
طريق تعزيز الحماية القانونية للملزم بمنحه مجموعة من الضمانات المتمثلة في جعل القضاء
سلطة رقابية وفعلية على تطبيق هذه الوسيلة االستثنائية وتضيق الخناق على مسطرة اإلكراه
البدني في حالة إثبات العسر وفي حالة ما إذا كان الدين العمومي يقل عن 8000درهم إال أن
-ظهير 21غشت 1935المتعلق بنظام المتابعات في ميدان الضرائب المباشرة والرسوم المثلة والديون األخرى . 207
.
91
أهم ما يالحظ على مدونة تحصيل الديون العمومية في تنظيمها لمسطرة اإلكراه البدني عدم
معالجتها لإلشكاالت القضائية التي كانت مطروحة في ظل القانون القديم من خالل تبنيها لنظام
ازدواجية االختصاص بين القضاء العادي والقضاء المتخصص واإلعتماد على نصوص عامة
وبعيدة عن الدقة المطلوبة في هذا المجال مما فتح المجال لخلق خالفات و ما هذا التوجه الجديد
إال تعبير من المشرع عن رغبته في األخد بعين االعتبار تحقيق التوازن بين الحفاظ على حقوق
208
خزينة الدولة ومراعاة الحقوق المشروعة للملزم توطيدا للضمانات المخولة لهذا األخير .
وإذا كان أمر تحديد اإلكراه البدني لم يطرح أي اشكال حول االختصاص ،على اعتبار أن
المادة 80من مدونة تحصيل الديون العمومية قد أناطت االختصاص به لرئيس المحكمة
االبتدائية ،إذ يكفي أن يتقدم المحاسب المكلف بالتحصيل بطلب بعد التأشير عليه من لدن رئيس
المحكمة االبتدائية ،إذ يكفي أن يتقدم المحاسب المكلف بالتحصيل بطلب بعد التأشير عليه من
لدن رئيس المحكمة االبتدائية ،باعتباره قاضيا لألمور المستعجلة الذي يبث في الطلب
المعروض عليه داخل أجل ال يتجاوز ثالثين يوما ،ويحدد مدة الحبس ثم يحيله على وكيل الملك
لدى المحكمة اإلدارية عمال بمقتضيات المادة 141من المدونة .209لكن ما هو االشكال الذي يثار
بحدة عند إيقاف مسطرة اإلكراه البدني بين مؤسسة رئيس المحكمة االبتدائية واالدارية ؟
وحس ب تصونا ،فكل هاته اإلشكاالت التي تم التطرق إليها في هذا الفرع تمس ببعض حقوق
الملزم كمواطن وإنسان قبل أن يكون ملزما ضريبا ،فحينما يتم الحجز عل منقوالت لشخص
معنوي (الشركات) وبيعها لتسديد دين للدولة فإن صاحب الشركة يتضرر .وقد يترتب عنه
فقدان العديد من أرباب األسر الشغيلة لعملهم .
كما أن المادتين 77و 78من مدونة تحصيل الديون العمومية المتعلقتين باالستثناءات الواردة
على تطبيق مسطرة اإلكراه البدني لم تتطرق الى فئة األشخاص ذوي اإلعاقات البدنية وذوي
األمراض المزمنة ،وهذا األمر يتنافى مع مبادئ البروتوكول االختياري التفاقية حقوق
يونس مليح " مدونة تحصيل الديون العمومية بين إشكال التطبيق وسبل اإلصالح " ،مقال منشور بمجلة القانون واألعمال اإللكترونية ،نشربتاريخ 4يناير. 2017- 208
-تنص المادة 141من مدونة تحصيل الديون العمومية على أن ":تع رض النزاعات التي قد تنشأ عن تطبيق أحكام هذا القانون على المحاكم اإلدارية الموجودة بالمكان 209
92
تحصيل الديون العمومية
االشخاص ذوي االعاقة والذي يعتبر المغرب طرفا فيه ،210كما أن بعض مقتضيات مسطرة
االكراه البدني تتعارض مع مبادئ اتفاقية حقوق الطفل لمدونة تحصيل الديون العمومية استثنت
المرأة الحامل والمرضعة في حدود سنتين ابتداء من تاريخ الوالدة ،في حين لم تأخذ بعين
الذين تفوق أعمارهم سنتين والذين من حقهم أال يحرموا من رعاية 211 االعتبار وضعية أطفال
والديهم .
كذلك الشأن بالنسبة لإلشكاالت المتعلقة بمرحلة المنازعة فهي تؤثر على حق الملزم في
التقاضي وهو حق دستوري منصوص عليه في الفصل 118من دستور المملكة المغربية...
وغيرها من االشكاالت التي تحدث أثناء المرحلة القضائية إال أننا قمنا بذكر هذه الشكاالت فقط
على سبيل المثال ال على سبيل الحصر والتي تؤثر على حقوق الملزم وتزيد من مؤشرات
الالعدالة جبائية في ظل هذا الواقع ،نتساءل عن ماهي االنعكاسات التي يمكن أن تترتب عن
تأزم وضعية العدالة الجبائية خالل مراحل التحصيل الجبري للديون العمومية ؟
- 210عرض هذا البروتوكول التوقيع والتصديق واإلنظام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة 106/61المؤرخ في تاريخ 13دجنبر ، 2006وخل حيز النفاذ بتاريخ
03ماي ، 2008وفقا للمادة 13من البروتوكول ،ووانضم اليه المغرب في 08أبريل ، 2009ونشر بالجريدة الرسمية عدد 125977شتنبر . 2011
- 211التي اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واالنظمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة 44/25المؤرخ في 20نونبر ، 1989ودخلت حيز النفاذ بتاريخ 2
شتنبر ، 1990وفقا للمادة 49من االتفاقية ،ووقع عليها المغرب في 26يناير ، 1990وصادق عليها بتاريخ 2 1يونيو ، 1993ونشرت بالجردة الرسمسة عدد 4440بتاريخ
19دجنبر . 1996
.
93
خاتمة :
من خالل دراستنا لهذا الموضوع ،اتضح على أن األهمية الكبرى التي يكتسيها الدين
العمومي توجب على األجهزة المكلفة بتحصيله اعتماد جميع اآلليات التي يخولها إياها القانون
،وذلك من أجل ضمان تحصيله ،و نظرا لألهمية البارزة التي تحتلها الموارد المالية بالنسبة
لخزينة الدولة ،لقد حاول المشرع وضع إطار قانوني يراعي من خالله الحفاظ على خاصية
التوازن بين الملزم واإلدارة الضريبة ،وتأتى له ذلك من خالل القانون 97/15بمثابة مدونة
تحصيل الديون العمومية ،حيث استطاع من خالل هذه األخيرة وضع ضمانات أساسية تراعي
المصالح المشتركة ما بين الملزم واإلدارة الضريبية ،وتبين ذلك من خالل وضع مسطرة التدرج
في األداء ،البدء بإتباع إجراءات التحصيل الرضائي وال يتم اللجوء إلى مسطرة التحصيل
الجبري إال في حالة فشل المرحلة الرضائية ،ناهيك عن تكريس آجال قانونية مهمة يجب
احترامها من طرف اإلدارة في جميع مراحل التحصيل حتى يتأتى للملزم أداء وجباته الضريبية
بنوع من االرتياح وبالمقابل كرست مدونة تحصيل الديون العمومية ضمانات مهمة لإلدارة متمثلة
في األساس في سلطة الجبر واإلكراه في الحاالت التي يمتنع فيها الملزم عن األداء لسبب من
األسباب الغير المشروعة والغير مبررة.
فكل اإلشكاالت التي سبق ذكرها تعمق ال محالة التمثالت السلبية لدى الفئة العريضة من
الملزمين ،بحيث يزداد هؤالء حذرا ومقاومة للضريبة والتملص منها متى سمحت لهم الفرصة
بذلك ،وفي نهاية األمر يكون التأثير على المردودية عكس ما يطمح إليه المشرع .
لذلك من الضروري اقتراح بعض الممكنات التي من شأنها أن تخلق مناخا عادال لتحصيل
الديون العمومية وتعزيز مبدأ العدالة الجبائية على:
وذلك عبر معالجة االشكاالت المتعلقة بالتبليغ ،من قبيل ذلك الفقرة االخيرة للمادة 43من
المدونة تحصيل ،والتي يجب اعادة النظر فيها بالشكل الذي يأخذ بعين االعتبار عدم امكانية
توصل المدين الغائب باإلنذار ولو بعد مرور 10أيام من تعليق ملصق اإلنذار .وتيسير
94
تحصيل الديون العمومية
االستفادة من حق وقف أداء الدين العمومي عن طريق تبسيط الضمانات الواجب تقديمها من
طرف المدين .وتجاوز عنصر المباغتة في االشعار للغير الحائز ،وأن يكون هذا اإلجراء
مسبوقا باإلنذار ،اعادة صياغة مدونة تحصيل الديون العمومية وفقا لخصوصية المادة الضريبية
بعيدا عن كثرة اإلحاالت على القوانين األخرى .
عبر تغطية ضعف التكوين الجبائي لدى القاضي اإلداري بضرورة التركيز على التخصيص
في المعهد العالي للقضاء ووزارة المالية لتلقي تكوينات ميدانية في مجال المنازعات في هذا
كونهم جزء ال يتجزأ من الجهاز المجال.وباإلضافة الى تأهيل مساعدي القضاة
القضائي،وتكوينهم تكوينا يستجيب لعصرنة اإلدارة من جهة ويستجيب لعصرنة اإلدارة من جهة
ثانية ،ويستجيب كذلك لمواكبة التغيرات الحاصلة في المجال القانوني في مجال القانوني من
جهة أخرى .
عبر التشجيع على األداء الرضائي للديون العمومية ،وخلق وتعزيز التواصل الجبائي ما بين
االدارة المكلف بالتحصيل والملزمين مع تقديم المساعدة الضريبية للملزمين ،وكذا تمكينهم من
بعض اإلعفاءات من الغرامات والزيادات والذعائر .
من خالل إرساء الثقافة المواطنة الجبائية ،وذلك من خالل وسائل االعالم التي تلعب دورا
في هامة في التحسيس والتوعية بأهمية الضريبة باعتبارها واجب وطني يتم من خالل تحقيق
التنمية االقتصادية واالجتماعية .وتبني سياسة مالية ناجعة من خالل نخب حقيقية
ومؤهلة،تعطي نموذجا للضمير الحي واليقض وتعيد الثقة لدى المواطن المغربي وتشعره
بالمسؤولية ،مع زرع روح المواطنة الضريبية في الفضاء المدرسي لتكوين أجيال واعية
بحقوقها وواجباتها .
95
الئحة المراجع المعتمدة
الكتب :
-أزوكار عمر ،الدليل العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية-رصد ألكثر من 300قرار قضائي في
الموضوع ،-مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى.2017،
-يونس مليح " مدونة تحصيل الديون العمومية بين إشكال التطبيق وسبل اإلصالح " ،مقال منشور بمجلة
القانون واألعمال اإللكترونية ،نشربتاريخ 4يناير.2017
-محمد القصري " المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء المغربي" ،دار أبي
رقراق للطباعة والنشر ،الطبعة الثالثة . 2017
-محمد بفقير ،مدونة تحصيل الديون العمومية والعمل القضائي ،المغربي ،سلسلة القانون والقضاء المغربيين،
مطبعة النجاح الجديدة ،الدارالبيضاء ،الطبعة االولى. 2016 ،
-كريم الحرش " الشرح العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية فقها قانونا وقضاءا " سلسلة العمل التشريعي
واالجتهاد القضائي العدد 5مكتبة الرشاد -سطات الطبعة األولى سنة .2015
-المحجوب الدربالي المنازعات الجبائية المحلية في ضوء المستجدات القانونية وأخر االجتهادات القضائية
نشر وتوزيع الرباط الطبعة األولى .2015 EMALI
-ماء العينين الشيخ الكبير ،االجال في تحصيل الديون العمومية ،شروح عملية ومقارنة ،مكتبة الرشاد ،
سطات ،الطبعة االولى،2014 ،
-شعيبة عبد الرزاق ،التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي ،الطبعة األولى .2014
-د .احمد قليش و د .محمد زنون ،المنازعات الجبائية المحلية ،سلسلة المعارف العلمية في الشرح العلمي
للمنظومة الجبائية ،الطبعة االولى 2014
96
تحصيل الديون العمومية
-عبد الرزاق شعيبة ،التحصيل الجبري للديون العمومية في ضوء القانون المغربي ،دار النشر االفاق
المغربية ،الطبعة ، 1سنة .2013
-ماء العينين الشيخ الكبير" ،تحصيل الديون العمومية عى ضوء ، " 15.97نشر وتوزيع سومادبل ،الطبعة
األولى. 2012، ،
-عبد الرحيم الكنبداري ،تحصيل الديون العمومية-مقاربة قانونية وقضائية -مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة
االولى ،2012الرباط،
-محمد نميري ،االشعار لغير الحائز أية فعالية ،دفاتر المجلس االعلى ،عدد - 2011/16ندوة دولية حول
االشكاالت القانونية والعملية في المجال الضريبي -منشورات الحلبي ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط .
-كريم االحرش ،النظام الجبائي المحلي المغربي،,في ضوء الممارسة العملية و وقائع االجتهاد القضائي،
الطبعة االولى – 2010الرباط .
-سعيد جفري ،تدبير المالية العمومية بالمغرب ،مطبعة أوماكراف ،الطبعة االولى. 2009 ،
-لحبيب عطشان ،اإلشكاالت العامة لرفع الدعوى الضريبية ومدى تأثيرها في حماية الملزم ،المجلة المغربية
لإلدارة المحلية والتنمية ،العدد ، 86ماي –يونيو . 2006
-جهد كان حجيبة" ،تحصيل الديون الضريبية بين قانون المسطرة المدنية و خصوصيات التشريع
الضريبي"،المطبعة و الوراقة الوطنية ،الطبعة األولى . 2006
-محمد قصري ،المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء اإلداري ،مطبعة المعارف
الجديدة ،الطبعة األولى ،الرباط . 2005،
عقلة عبد الحق ،القانون اإلداري الجزء األول المبادئ األسا سية لدراسة القانون والعلم اإلداريين ،مطبعة دار
القلم ،الرباط ،الطبعة الثانية .2004 ،
-صالح الدين اكريالن ,الميثاق الجماعي الجديد النظرية و التطبيق ،أجهزة الجماعة-السلطة المحلية-الجماعة و
التنمية،الطبعة األولى ،2003مطبعة فيديبرانت .
-محمد السماحي ،مسطرة المنازعة في الضريبة ،دار ابي رقراق ،الطبعة الثانية ،سنة .2003
-عبد القادر ثيعالتي ،النزاع الضريبي في التشريع المغربي ،دار النشر المغربية ،طبعة .2002
-فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري المغربي الجديد ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة االولى
.،1999
97
-امينة جبران "القضاء اإلداري ،دعوى القضاء الشامل" ،الطبعة األولى ،المنشورات الجامعية المغاربية،
،1994
-معوض عبد التواب ،الوسيط في قضاء االمور المستعجلة ،منشأة المعارف ،االسكندرية ،سنة 1987
االطروحات والرسائل الجامعية:
-يوسف الشيهب "تدبير الجبايات الترابية بين مطلب المردودية وضمان حقوق الخاضع للضريبة " دراسة
سوسيو قانونية في ضوء القانون المغربي والمقارن" أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال السنة الجامعية .2016-2015
-يونس معاطا " المنازعات في تحصيل الديون العمومية" بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
الخاص وحدة البحث والتكوين "قانون األعمال" كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات السنة
الجامعية .2011-2010
- -سعيد العمري"،توقيف الديون العمومية أمام القضاء االداري" ،ارسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون
الخاص ،جامعة القاضي عياض ،مراكش ،السنة الجامعية . 2010-2011،
-احمد جواهري ،التحصيل الجبري للديون العمومية،اطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق،جامعة محمد
الخامس،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية-أكدال الرباط ،السنة الجامعية .2010-2011
-عبد الحميد حنودي ،تحصيل الديون العمومية في التشريع والقضاء المغربي ،اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه
في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،اكدال ،2007-2006 ،الرباط.
-عبد الرحيم حزيكر ،اشكالية تحصيل الضرائب بالمغرب-محاولة في التأصيل و البحث في سبل تحقيق
التوازن بين امتيازات ادارة التحصيل و ضمانات الملزم ،اطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،السنة الجامعية
. 2003-2004
المقاالت
-مريم الخمليشي ،دور القضاء االستعجالي في حماية المركز القانوني للمدين بالجبايات ،منشورات المجلة
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ريمالد العدد ،115مارس -ابريل .2014
الحايلة الحسين ،االشعار للغير الحائز بين هاجس الفعالية واكراهات الواقع ،مقال منشور بسلسلة دراسات -
وابحات ،تحت عنوان المنازعات الضربية وتحصيل الديون العمومية ،الجزء األول ،العدد ،7منشورات
مجلة القضاء المدني ،مطبعة المعارف الجديدة-الرباط2014 ،
98
تحصيل الديون العمومية
-حسن صحيب " القضاء اإلداري المغربي" المجلة المغربية إلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال
جامعية ،عدد .2008 ،80
-حسن صحيب " القضاء اإلداري المغربي" المجلة المغربية إلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال
جامعية ،عدد .2008 ،80
-االمر رقم 179الصادر عن المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ 26-3-2001في الملف عدد
،3/126/2000مجلة القصر عدد . 9
-عبد العزيز توفيق ،عناصر االصل التجاري ،مجلة المحامون ،نقابة اسفي العدد 6السنة ،1998
محمد النجاري ،قاضي تطبيق العقوبة و االكراه البدني ،مجلة القصر عدد . 9
-ذ.جعفر حسون " الطبيعة القانونية للمنازعات الضريبية في ضوء قانون 90.41المحدث و المنظم للمحاكم
االدارية" في المجلة REMALDعدد . 1996/4
-عبد االاله المستاري،ظهير 20فبراير 1961المتعلق بتطبيق االكراه البدني في الديون المدنية و الحاالت
التي ترد عليه ،مجلة المحامي عدد .40
-المنازعات القضائية في ميدان تحصيل الديون العمومية ،منشورات الخزينة العامة للمملكة ،مطبعة المعارف
الجديدة ،الرباط ،مارس.2005
النصوص القانونية:
-القانون رقم ،47.06األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.07.195بتاريخ 30نوفمبر 2007المتعلق
بجبايات الجماعات الترابية.
-القانون المحدث للمحاكم اإلدارية ،41-90،الصادر 10سبتمنبر ،1993موافق 22من ربيع األول
.1414
-القانون رقم 15-95المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتاريخ 19جمادى األولى 3 - 1417أكتوبر 1996
بموجب ظهير شريف رقم .1-96-83
99
-قانون المحاكم االدارية 41.90المنشور الجريدة الرسمية عدد 4227بتاريخ 18جمادى األولى ( 1414
3نوفمبر . 1993
-القانون رقم 26-4-1919المتعلق بالبيوعات العمومية للمنقوالت القانون الفرنسي المؤرخ في
. 21/12/1839
-قرار المحكمة االستئنافية اإلدارية بمراكش عدد ،708المؤرخ في 2012-07-05اللجوء إلى مسطرة
التظلم اإلداري قبل المطالبة القضائية إلزامي تحت طائلة عدم القبول.
-حكم رقم 1281الصادر عن المحكمة االدارية بالرباط بتاريخ 2007-6-7في الملف رقم 05/3/1124
مجلة الحقوق المغربية سلسلة االعداد الخاصة رقم 1سنة . 2009
الحكم عدد 401الصادر عن المحكمة التجارية بفاس بتاريخ 2003-10-7في الملف رقم 4/2003/52
مجلة المعيار عدد .30
-قرار المجلس االعلى عدد 337الصادر في 1990-1-21في الملف المدني عدد ،89-359مجلة قضاء
المجلس االعلى عدد . 44
-قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى ،عدد 156المؤرخ ،2003-03-13الملف اإلداري عدد 2180
.2002-2-4
-االمر رقم 179الصادر عن المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ 26-3-2001في الملف عدد
.3/126/2000
100
تحصيل الديون العمومية
4872 الجريدة الرسمية عدد،)2000 أكتوبر2( 1421 رجب4 الصادر في1.479.00 القرار رقم-
.)2001 فبراير8( 1421 ذي القعدة14 بتاريخ
أورده العربي الكزداح في الطعون1995\06\06 صادر بتاريخ95 \ س57 ملف رقم61\95 امر رقم-
.الجبائية في ظل المحاكم اإلدارية بالمغرب
. غير منشور95\2 ملف1995\06\15 -95\57 امر قاضي المستعجالت بالمحكمة اإلدارية بوجدة رقم-
:تقارير رسمية
بمثابة مدونة تحصيل الديون15-97 تقرير لجنة المالية و التنمية االقتصادية حول مشروع قانون رقم
.2002-1997 مجلس النواب الوالية التشريعية-العمومية
الكتب األجنبية
: المقاالت
101
الفــــــــــــهرس
المقدمة 1 ..............................................................................................................................
102
تحصيل الديون العمومية
الفرع األول :المرحلة اإلدارية في التحصيل الجبري للديون العمومية14 ........................................ :
الفرع الثاني :المرحلة القضائية في التحصيل الجبري للديون العمومية21 ....................................... :
المبحث الثاني :المنازعات واإلشكاالت المثارة على مستوى تحصيل الديون العمومية60 ......................... :
الفرع األول :دعوى تحصيل الديون العمومية على مستوى القضاء االستعجالي60 ........................... .
الفرع الثاني :مجال تدخل قاضي الموضوع في منازعات تحصيل الديون العمومية67 ........................ :
المطلب الثاني :االشكاالت المتعلقة بتحصيل الديون العمومية 75 ...................................................... .
الفرع األول :االشكاالت المتعلقة بالمرحلة اإلدارية وعالقتها مع الملزم 76 .................................... .
الفرع الثاني :االشكاالت المرتبطة بالمرحلة القضائية والنص القانوني 85 .................................... .
خاتمة94 ........................................................................................................................
103