Professional Documents
Culture Documents
من جانب أخر فإنه يقصد بالدين العام في هذا النطاق سائر الديون (باستثناء الديون ذات الطابع التجاري) التي لفائدة الدولة والجماعات
الترابية وهيئاتها واملؤسسات العمومية ،املعهود بقبضتها إلى املحاسبين املكلفين بالتحصيل والتي مصدرها إما :القانون واألنظمة السارية ،أو
األحكام والقرارات القضائية أو االتفاقات1.
وفي السياق ذاته فإنه يراد بامليزانية العامة مجموع العمليات املتعلقة باملداخيل والنفقات املتوقعة أو املنجزة ،في إطار قانون املالية خالل
فترة معينة .وتحدد امليزانية العامة مجمل املداخيل والنفقات ،وتبين بدقة تفاصيل كل منها .وتتكون املداخيل سنويا من موارد جبائية وأخرى
غير جبائية ،وتحتل املوارد الجبائية املرتبة األولى داخل امليزانية العامة .ويأتي في مقدمة هذه املوارد الجبائية الضرائب املباشرة والرسوم
الجمركية والضرائب غير املباشرة ،التي غالبا ما تعرف نموا سنويا متصاعدا.
والضريبة في منظور غالبية الباحثين ،عبارة عن أداء نقدي تفرضه السلطة العامة عن طريق اإلجبار ،بهدف تغطية األعباء العامة وتنفيذ
األهداف االقتصادية واالجتماعية للدولة ،وتوزيع تلك األعباء والتكاليف بين املواطنين حسب قدرتهم .ومن أجل تحقيق تلك الغايات ،فهي
تؤدى بصفة نهائية وليس لدافعها الحق في استرجاع مبالغها .
وعلى صعيد آخر ،فإنه من بين املالحظ أن السلطة املخول لها تحديد وعاء الضريبة وربطها هي اإلدارة العامة للضرائب ،أما تحصيلها فأضحى
بمقتض ى قوانين املالية األخيرة عملية مشتركة بين هذه األخيرة وبين الخزينة العامة للمملكة .وتنقسم الضرائب إلى قسمين :ضرائب مباشرة،
وأخرى غير مباشرة.
نظرا لكون الدين الجبائي ودوره في اإلنفاق العام ،وما يحققه من منافع عامة للمجتمع ،فقد أحاطه املشرع بحماية خاصة .كما أن الفقه
والقضاء أولياه العناية الالزمة ،والكل في إطار نظرة شمولية تتوخى خلق توزان بين املصلحة الخاصة واملصلحة العامة ،أو على وجه التدقيق
بين مصلحة األفراد واملصلحة الجبائية ،مع ترجيح كفة هذه األخيرة كلما اقتض ى ذلك الحفاظ على املال العام.
وقد عرف املشرع املغربي تحصيل الديون العمومية ،في مدونة تحصيل الديون العمومية ،أنه " :يقصد بالتحصيل مجموع العمليات
واإلجراءات التي تهدف إلى حمل مديني الدولة والجماعات املحلية وهيآتها واملؤسسات العمومية على تسديد ما بذمتهم من ديون بمقتض ى
القوانين واألنظمة الجاري بها العمل ،أو ناتجة عن أحكام وقرارات القضاء أو عن االتفاقات2".
كما حدد املشرع الديون العمومية أيضا ،وفق ذات القانون ،بالقول إلى أنه "تعتبر ديونا عمومية بمقتض ى هذا القانون:
-الضرائب املباشرة للدولة والرسوم املماثلة وكذا الضريبة على القيمة املضافة،
املشار إليها بعبارة " الضرائب والرسوم " فيما يلي من هذا القانون؛
-الحقوق والرسوم الجمركية؛
1عبد الحميد الحمداني :دراسة أولية لبعض مقتضيات مدونة تحصيل الديون العمومية ،عرض قدم في إطار الدورات التكوينية التي نظمتها الخزينة العامة لفائدة القباض ،خالل سنتي 2000و
2001بمراكش ،إصدار وزارة املالية ،الخزينة العامة للمملكة ،السنة لم تذكر ،ص .6 :
2قانون رقم 15.97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ،الباب األول :ميدان التطبيق ،املادة 1
2
-حقوق التسجيل والتمبر والرسوم املماثلة؛
-مداخيل وعائدات أمالك الدولة؛
-حصيلة االستغالالت واملساهمات املالية للدولة؛
-الغرامات واإلدانات النقدية؛
-ضرائب ورسوم الجماعات املحلية وهيئاتها؛
-سائر الديون األخرى لفائدة الدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية التي
يعهد بقبضها للمحاسبين املكلفين بالتحصيل ،باستثناء الديون ذات الطابع التجاري املستحقة لفائدة املؤسسات العمومية1".
تتمتع الدولة ،ممثلة في اإلدارة الضريبية بامتيازات وضمانات عامة وخاصة ،على غرار امللزمين في النطاق الجبائي ،وقد أفرد لها املشرع بابا
خاصا ومواد خاصة ضمن مدونة تحصيل الديون العمومية ،الباب السادس من املدونة ،املواد من 105إلى 116من مدونة تحصيل الديون
العمومية.
ووجب التنبيه إلى أن املشرع توخى خلق توازن بين امتيازات الخزينة العامة (اإلدارة الجبائية) ،وضمانات امللزم (املواطن) ،مع االنحياز أحيانا
لصالح هذا األخير كونه "الطرف الضعيف" ،لكن ذلك ال يعني أنه وفر الغطاء والحماية القانونية ،ما أمكن ،لتجنب ضياع الحق العام املتمثل
في "الديون العمومية" ،الضرائب والجبايات.
إن أهمية املوضوع ،وحساسيته تتطلب منا تهيئة مجموعة من الجوانب ،وتناوله بطريقة نوعية ،ستخول لنا نطاقا كيفيا ومعرفيا يثري
املوضوع من عدة جوانب.
تفرض علينا خصوصية املوضوع ،طرح مجموعة من األسئلة نجملها في إشكالية أساسية نحاول من خاللها الجواب على املوضوع :
ماهي أوجه الحماية القانونية للدين العمومي بين سلطة الدولة في امتيازات اإلدارة الجبائية وحقوق املواطن
والخاضعين للضريبة في إطارضمانات امللزم؟
كيف وازن املشرع بين امتيازات السلطة الجبائية وضمانات امللزمين؟ وفي أي نطاق تتجلى ضمانات وامتيازات اإلدارة الضريبية في عالقتها
بتحصيل الديون العمومية؟
املبحث األول :ضمانات وامتيازات الخزينة العامة للمملكة في تحصيل الديون العمومية
املطلب األول :الضمانات واالمتيازات العامة والخاصة للخزينة على الدين العمومي
املبحث الثاني :الحماية القانونية للدين العمومي بين امتيازات اإلدارة وضمانات امللزم
املطلب الثاني :تحصيل الدين العمومي بين امتيازات اإلدارة الضريبية وضمانات امللزم
4
املبحث األول :ضمانات وامتيازات الخزينة العامة للمملكة في تحصيل
الديون العمومية
5
امتيازات الخزينة متنوعة ومتعددة فمنها ما هو خاص و ما هو عام ،كما ان املشرع املغربي أورد االمتياز على الديون ،سواء العامة او الخاصة،
في مجموعة من النصوص القانونية.
في هذا املبحث سوف نتناول املوضوع من جانب الضمانات واالمتيازات العامة والخاصة للخزينة على الدين العمومي (املطلب األول) ثم
ضمانات وامتيازات الخزينة العامة على العقار (املطلب الثاني)
املطلب األول :الضمانات واالمتيازات العامة والخاصة للخزينة على الدين العمومي
سنتناول في هذا الجزء امتيازات الخزينة العامة والخاصة (الفرع األول) كما سنتطرق كذلك لضمانات الخزينة العامة (الفرع الثاني)
يعرف االمتياز بأنه حق مصدره القانون ،حيث عرفه املشرع في قانون االلتزامات والعقود ،على أنه " االمتياز حق أولوية يمنحه القانون على
أموال املدين نظرا لسبب الدين1".
و االمتياز حق يعطي صاحبه األولوية على باقي الدائنين في استيفاء دينه ،وفقا لقانون االلتزامات والعقود ،حيث ينص على أن " :الدين املمتاز
مقدم على كافة الديون األخرى و لو كانت مضمونة برهون رسمية2" .
وسبب منح االمتياز لديون دون أخرى يرجع إلى صفة الدين و أسبابه ،فديون الدولة اعتبرت ممتازة نظرا للفائدة التي يجنيها الجميع من تغدية
خزينة الدولة ،كما أن بعض الديون جعلت ممتازة نظرا العتبارات إنسانية كما هو الحال بالنسبة للمبالغ املستحقة للخدم و العمال ألنها
الزمة ملعيشتهم3.
املشرع املغربي قد تطرق لحق االمتياز في كل من قانون االلتزامات والعقود وخص له الفصول من 1243إلى 1250وكذا في مدونة الحقوق
العينية وخص له املواد من 142إلى .144
كما يعرف حق االمتياز بأنه حق عيني يخول للدائن حق األولوية على باقي الدائنين ولو كانوا مرتهنين ، 4تبعي يتقرر بمقتض ى نص في القانون
يخول الدائن أسبقية في اقتضاء حقه مراعاة لصفته ،وحق االمتياز يعطي أولوية بنص القانون لبعض من الحقوق مراعاة لصفتها ،ويترتب
على ذلك تخويل صاحبها ميزة استيفاء حقه من أموال املدين كلها أو بعضها متقدما بذلك على الدائنين األخرين..
هذا وقد يكون حق االمتياز عاما يقع على كل أموال املدين كما قد يكون خاصا فيرد على منقول أو عقار معين فإذا كان حق االمتياز عاما ( كما
هو الحال على سبيل املثال في حق االمتياز واملقرر وضمانا للمبالغ املستحقة للخزانة العامة) ،فال يلزم شهر الحق سواء تقرر على عقار أو على
منقول ،ويالحظ أن سلطة الدائن بحق ممتاز تتحدد في هذه الحالة بسلطة األفضلية دون ان يكون له حق تتبع املال في يد مالكه الجديد،
أما إذا كان حق االمتياز حقا خاصا (كما هو الحال في امتياز بائع املنقول على ذات املنقول ضمانا لوفاء املشتري بالثمن وملحقاته) ،فإنه ال
يحق لصاحب الحق املمتاز أن يحتج بحقه في مواجهة الحائز حسن النية الذي انتقلت إليه حيازة املنقول وهو يجهل بوجود حق االمتياز،
1الفصل 1243من الظهير الشريف بتاريخ ( 9رمضان 12 ) 1331أغسطس ،1913قانون االلتزامات والعقود
2الفصل 1244من قانون االلتزامات والعقود
3الفصل 1248من ذات القانون
4املادة 142من قانون رقم 39.08يتعلق بمدونة الحقوق العينية
6
لكن إذا ورد حق االمتياز الخاص على عقار كما هو الحال في امتياز بائع العقار املبيع ضمانا لوفاء املشتري بالثمن فإنه يلزم قيد حق االمتياز
حتى يمكن لصاحب هذا الحق االحتجاج به على الغير1.
تحدث املشرع املغربي عن االمتيازات املخولة للخزينة والتي جاءت في الباب السادس تحت عنوان الضمانات واالمتيازات ،وذلك في املواد من
105إلى ،112وانطالقا من هذه الفصول فإن امتيازات الخزينة تنصب على أربعة أصناف من الديون هي:
وبالنسبة لتحصيل الضرائب والرسوم املنصبة على العقارات يسري االمتياز على ما يلي3:
ـمحاصيلها؛ -
غللها أو ثمارها؛ -
األكرية وعائدات العقارات املفروضة عليها الضريبة أيا كان مالكها. -
و هذا االمتياز يعمل به قبل غيره من االمتيازات عامة كانت أو خاصة ( املادة 107من قانون 97ـ ) 15باستثناء :
-االمتيازات األربعة املنصوص عليها في املادة 1248من قانون االلتزامات و العقود و هي:
-مصروفات الجنازة أي نفقات غسل الجثة و تكفينها و نقلها ودفنها؛
-الديون الناشئة عن مصروفات مرض املوت ،و الديون الناشئة على مهر الزوجة و متعتها و نفقتها و نفقة األوالد و األبوين ؛
-املصروفات القضائية كمصروفات وضع األختام وإجراء اإلحصاء و البيع و غيرهما مما يلزم للمحافظة على الضمان العام و تحقيقه؛
ادريس الفاخوري ”الحقوق العينية التبعية وفق القانون ،″39.08طبعة 2013ص.195 1
7
األجور و التعويضات عن العطل املستحقة األجرة و التعويضات املستحقة بسبب اإلخالل بوجوب اإلعالم بفسخ العقد داخل املهلة -
القانونية و التعويضات املستحقة إما عن الفسخ التعسفي لعقد إجارة الخدمات و إما عن اإلنهاء السابق ألوانه لعقد محدد املدة.
االمتياز املخول للمأجورين بمقتض ى الفقرة الرابعة من املادة 1248من قانون االمتيازات و العقود فيما يرجع لجزء األجور الغير -
قابل للحجز عند إفالس املشغل أو بمناسبة التصفية القضائية ألمواله؛
االمتياز الناجم عن املادة 430من قانون املسطرة املدنية لفائدة عمال و ممولي مقاوالت األشغال العمومية ؛ -
االمتياز املخول لحامل سند التخزين طبقا للمادة 349من مدونة التجارة الجديدة؛ -
امتياز الدائن املرتهن تطبيقا للمادة 365من مدونة التجارة. -
حسب مقتضيات الفصل 155من ظهير 2يونيو 1915املعدل بظهير 7يناير 1936املحدد للتشريع املطبق على العقارات املحفظة:
"أن الديون التي لها امتياز على العقارات هي:
-املصاريف القضائية املنفقة لبيع العقار و توزيع الثمن؛
-حقوق الخزينة كما تقررها و تعينها القوانين املتعلقة بها.
وهذا االمتياز العام يأتي في الترتيب بعد االمتياز املخول للضرائب والرسوم و يمارس إما ابتداء من تاريخ السند التنفيذي كاألمر باملدخول أو
الحكم و إما ابتداء من تاريخ حلول أجل الدين.
كما تتمتع الخزينة أيضا بامتياز عام على األثاث و املنقوالت األخرى التي يملكها املدينون أينما وجدت و ذلك من أجل تحصيل الديون األخرى2
ويأتي هذا االمتياز في املرتبة املوالية المتياز الخدم والعمال و األعوان و املستخدمين اآلخرين بالنسبة ألجورهم و يمارس ابتداء من تاريخ إصدار
األمر باملداخيل أو تاريخ حلول أجل الدين.
في جانب آخر فإن املشرع املغربي باملادة ،105قد أعطى للخزينة العامة حق امتياز على جميع املنقوالت الجارية على ملك املدين ،وحق تتبعها
في أي يد كانت ،وذلك الستيفاء واجبات الضرائب والرسوم املشابهة ،عالوة على منحها امتيازا على املعدات والسلع املوجودة باملؤسسة
املخصصة الستغالل نشاطها ،دون تمييز بين ما إذا كانت جارية على ملك امللزم بالضريبة أو ترجع ملكيتها للغير3.
كما يمتد االمتياز العام ليشمل كذلك فوائد التأخير وصوائر التحصيل املرتبطة بهذه الضرائب والرسوم.
إضافة إلى ما تمت اإلشارة إليه سابقا فإن الخزينة العامة -اإلدارة الضريبية -تحظى بامتياز عام على األثاث واملنقوالت األخرى العائدة مللكية
املدين أينما وجدت ،وذلك من أجل تحصيل الديون العمومية األخرى غير تلك الواردة في املادة 105من املدونة (القانون رقم ،)15.97جاءت
ليواصل املشرع بالفقرة الثانية من ذات املادة " :يأتي هذا االمتياز في الرتبة املوالية لالمتياز املخول للضرائب والرسوم ويمارس إما ابتداء من
تاريخ السند التنفيذي كاألمر باملدخول أو الحكم ،وإما ابتداء من تاريخ حلول أجل الدين".
من جانب آخر فإن الخزينة تحظى كذلك بنفس االمتياز العام من أجل استخالص الحقوق والرسوم الجمركية عمال بأحكام املادة 108من
املدونة ،والتي أوردت ما يلي" :تتمتع الخزينة بامتياز عام على األثاث واملنقوالت األخرى التي يملكها املدينون وكفالئهم أينما وجدت ،وذلك من
أجل تحصيل الحقوق والرسوم الجمركية".
وتضيف" :يأتي هذا االمتياز في الرتبة املوالية لالمتياز املخول للضرائب والرسوم ويمارس إما ابتداء من تاريخ السند التنفيذي كاألمر باملدخول
أو الحكم ،وإما ابتداء من تاريخ حلول أجل الدين".
وهو نفس االمتياز الذي أقره املشرع لفائدة الجماعات الترابية وهيئاتها بمناسبة استيفاء ضرائبها ورسومها ،حيث ذهب املشرع إلى أنه" :تتمتع
الجماعات الترابية وهيئاتها من أجل تحصيل ضرائبها ورسومها بامتياز عام يأتي مباشرة في الرتبة املوالية المتياز الخزينة املنصوص عليه في
املادة 105أعاله ،وينصب على نفس األشياء ويمارس وفق نفس الشروط.
وتتمتع الجماعات الترابية وهيئاتها بامتياز يأتي مباشرة بعد امتياز الخزينة املشار إليه في املادة 109أعاله وذلك من أجل تحصيل الديون
األخرى غير تلك املشار إليها في الفقرة السابقة"1
إنه من املالحظ من خالل هذه املواد ،أن املشرع املغربي جعل من امتياز الجماعات الترابية وهيئاتها في الرتبة املوالية المتياز الخزينة الوارد في
املادة ،105أي ذلك االمتياز املقرر الستيفاء الضرائب والرسوم ،كما أن االمتياز املقرر للحقوق والرسوم الجمركية عمال بأحكام املادة 108
يأتي بدوره في املرتبة املوالية لالمتياز املقرر في املادة 105من مدونة تحصيل الديون العمومية.
ومن ناحية ،فإن املشرع قد جعل من الديون األخرى املستحقة لفائدة الجماعات الترابية وهيئاتها غير تلك املقررة في الفقرة األولى من املادة
108تحظى بامتياز يأتي بعد امتياز الخزينة في استيفاء الديون العمومية األخرى الواردة في املادة 109من املدونة.
كما نجد اختالفات في االمتياز العام بمقتض ى املادة 105من املدونة ،ونظيره املنصوص عليه باملادة 109من نفس القانون ،حيث جعل املشرع
املغربي من امتياز املادة 105يحظى باألولوية قبل أي امتياز ما عدا االستثناءات املقررة في املادة 107وهي:
-1االمتيازات األربعة األولى املنصوص عليها في املادة 1248من قانون االلتزامات والعقود.
-2االمتياز من املخول للمأجورين بمقتض ى الفقرة الرابعة من املادة 1248من قانون االلتزامات والعقود.
-3االمتياز الناجم عن املادة 490من الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 1.74.447بتاريخ 11من رمضان 28( 1394سبتمبر ) 1974
باملصادقة على نص قانون املسطرة املدنية لفائدة عمال وموردي األشغال العمومية؛
-4االمتياز املخول لحامل سند التخزين (ورانط) بموجب املادة 349من القانون رقم 15.95املتعلق بمدونة التجارة الصادر بتنفيذه الظهير
الشريف رقم 1.96.83بتاريخ 15من ربيع األول ( 1417فاتح أغسطس )1996
-5امتياز الدائن املرتهن تطبيقا للمادة 365من القانون رقم 15.95املتعلق بمدونة التجارة السالف الذكر.
من وجهة نظر ،فقد أحسن املشرع صنعا بتحديد امتياز الخزينة في استيفاء ديونها وتنظيمه بشكل محكم عن طريق تحديد وضعية الخزينة
تجاه الدائنين اآلخرين بمقتض ى نصوص مدونة تحصيل الديون العمومية ،ذلك عن طريق وضع ترتيب يخول لها حق استخالص ديونها
9
الناتجة عن الضرائب والرسوم املشابهة من جهة ،وسائر الديون العمومية األخرى من جهة ثانية ،بعد أن يستوفي الدائنين املشار إليهم أعاله
ديونهم ،توقيا لكل تنازع قد يقع ،خصوصا في ظل تعدد األنظمة القانونية في التشريع املغربي التي تخول لدائنيها حق االمتياز دون ان تقرر
مرتبته إزاء باقي الديون األخرى ،الش يء الذي أفض ى إلى تضارب وعدم التقائية هذه النصوص1.
مدة االمتيازوتقادمه
ألغت املدونة الجديدة ل 3ماي ،2000بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ،مدة االمتياز التي كانت في ظهير 21غشت ،1935املتعلق
بتنظيم املتابعات في ميدان الضرائب املباشرة والرسوم املشابهة والديون االخرى املستحقة للخزينة ،فهذا األخير كان يحدد في الفصل 57منه
مدة االمتياز الخاص للخزينة في سنتين ،وكذلك الشأن بالنسبة لالمتياز العام للخزينة حيث حدده في سنتين.
فانقضاء امتيازات الخزينة بمرور سنتين كان يضعف بشكل واضح عملية التحصيل و يحدث ضررا بالتحصيل ،الش يء الذي جعل املدونة
الجديدة لتحصيل الديون العمومية تتخلى عن املقتضيات املتعلقة بانقضاء االمتياز نظرا للدور البالغ الذي تتمتع به الدولة في سبيل تمويل
النفقات العمومية ،و خصوصا في العصر الحاضر للدور الذي تلعبه الدولة في إطار الدولة املتدخلة.
أما فيما يتعلق بتقادم االمتياز فإنه يتقادم بتقادم الدين املراد استخالصه ،فمدة التقادم حددها الفصل 387من قانون االلتزامات و العقود
في 15سنة مع مراعاة بعض االستثناءات التي تخضع ملدة تقادم أخرى من بينها تقادم إجراءات تحصيل الضرائب و الرسوم و الحقوق
الجمركية و حقوق التسجيل و التمبر بمض ي 4سنوات من تاريخ الشروع في تحصيلها، 2أما الديون األخرى املعهود باستخالصها للمحاسبين
املكلفين بالتحصيل فتبقى خاضعة في تقادمها للقاعدة املنصوص عليها في الفصل 387من قانون االلتزامات و العقود بمقتض ى املادة 123
من املدونة الفقرة الثانية .
و تعتبر إجراءات التحصيل الجبري التي تتم بمسعى من املحاسب املكلف بالتحصيل قاطعة آلجال التقادم في الحالتين املنصوص عليهما في
الفقرة 1و 2من املادة 123من املدونة و كذلك بإحدى اإلجراءات املنصوص عليها في الفصلين 381و 382من قانون االلتزامات و العقود.
إن املستقر عليه قضاء ،هو عدم امتداد امتياز الخزينة لألصول التجارية ،مؤدى ذلك أن االمتياز املقرر بمقتض ى املواد 105و 106من مدونة
تحصيل الديون العمومية ،يشمل املنقوالت املادية ،والحال أن األصل التجاري مال منقول معنوي يخصص ملمارسة نشاط تجاري أو مجموع
األنشطة التجارية حسب التعريف الذي أوردته املادة 79من مدونة التجارة.
1مقال بعنوان " :محدودية امتياز الخزينة في ضوء مسطرة التصفية القضائية للمقاولة" ،منشور بتاريخ ، 2021 / 08 / 30موقع www.maroclaw.com :
2الفقرة األولى املادة 123من مدونة تحصيل الديون العمومية
3سعاد بنور" ،النظام القانوني للتاجر وفق آخر املستجدات القانونية واالجتهادات القضائية" ،الطبعة الثانية ، 2019مطبعة النجاح الجديد الدارالبيضاء ،ص 259
10
وبالتالي فإن الصياغة التي اعتمدتها مدونة تحصيل الديون العمومية تنصرف إلى املنقوالت املادية املتواجدة في حوزة املدين أو أي شخص
آخر وهو ما يتضح من صياغة عبارة املادة "املنقوالت التي يملكها املدين أينما وجدت" ،ويستدل على ذلك بقرار محكمة النقض 1الذي جاء
فيه " :لكن حيث ان املادة 105من مدونة تحصيل الديون العمومية تنص على أنه " لتحصيل الضرائب والرسوم ،تتمتع الخزينة ابتداء من
تاريخ الشروع في تحصيل الجداول أو قائمة اإليرادات ،بامتياز على األمتعة وغيرها من املنقوالت التي يملكها املدين أينما وجدت ،وكذا على
املعدات والسلع املوجودة في املؤسسة املفروضة عليها الضريبة واملخصصة الستغاللها".
واملقصود باملنقوالت الواردة في هذا السياق ،األشياء املتحركة والقابلة للنقل من مكان إلى آخر بديل عبارة "أينما وجدت" التي تحيل على
طبيعة املنقول كش يء قابل للحركة من حيزه املكاني بصورة عادية دون أن يلحقه تلفن وأن إيراد لفظ املنقوالت في النص لم يأت مطلقا ليشمل
أيضا املنقوالت املعنوية كاألصول التجارية بل جاء لفظ األمتعة ليقتصر على ما شابهها من املنقوالت فحسب ،ويضيف قرار ذات املحكمة 2أن
"امتياز القباضة يتعلق باألمتعة واملنقوالت املادية والحال أن األصل التجاري كما عرفته املادة 79من مدونة التجارة هو مال منقول معنوي
وليس مادي ،وبالتالي فهو غير مشمول بمقتضيات املادة أعاله" ،وبالتالي فإن املحكمة تكون قد طبقت القانون تطبيقا سليما ولم تكن في حاجة
إلى إعمال مقتضيات املادة 107من مدونة تحصيل الديون العمومية التي تشير إلى تزاحم امتياز الخزينة مع امتيازات أخرى في حين أنه في
النازلة ال تتمتع الخزينة باالمتياز على منتوج بيع األصل التجاري وال تتزاحم مع باقي الدائنين ذوي الديون املمتازة كاملكرين طبقا للفصل 1250
من قانون االلتزامات والعقود ،الذي لم يتم إلغائه صراحة أو ضمنا بمقتض ى مدونة تحصيل الديون العمومية مما يجعل قرارها مرتكزا على
أساس غير خارق ألي مقتض ى والوسائل مجتمعة على غير أساس" ،وفق منطوق ذات القرار.
وإذا كان مبدا املساواة بين الدائنين هدف يسعى املشرع إلى تحقيقه عبر مختلف مساطر معالجة صعوبات املقاولة ،وعضده بآليات من قبيل
وقف املتابعات الفردية ومنع األداءات ووقف سريان الفوائد والتصريح بالديون وغيرها ،فإن هذا املبدأ تم التقييد منه بشكل واضح في مسطرة
التصفية القضائية حيث يعمل باألولوية واألفضلية أثناء سداد الديون بحسب طبيعة هذه األخيرة ما إذا كانت ممتازة أو مضمونة برهن رسمي
أو حيازي أو الحقة لفتح مساطر املعالجة وما إلى ذلك4.
وترتيب الديون حسب امتيازها من أبرز املهام التي تؤرق السنديك ،حيث يستعص ي في الكثير من األحيان توزيع الديون على الدائنين حسب
طبيعة دينهم ،خصوصا في ظل تعدد األنظمة القانونية التي تمتع دائنيها بامتياز دون أن تقرر مرتبته إزاء باقي الديون األخرى.
أوال :وضعية ديون الخزينة عند بيع أصول املقاولة بكيفية منفردة
أشرنا فيما قبل على أن ديون الخزينة تستفيد من امتياز عام يرد على املنقوالت ،وامتياز خاص يرد على بعض املنقوالت كـاملحاصيل والثمار
واألكرية وعائدات العقارات ،وكنا قد أشرنا إلى أن هذا االمتياز ينحصر في املنقوالت دون أن يمتد إلى العقارات ،وهو ما جاء في نصوص مدونة
تحصيل الديون العمومية ومدونة الحقوق العينية ،كما أن الرأي الراجح على مستوى القضاء عضد هذا التوجه.
1قرار صادر عن املجلس األعلى سابقا ،محكمة النقض حاليا عدد 1459بتاريخ ، 2008 / 11 / 12في امللف التجاري عدد 2006/1/3/1237أورده عمر أزوكار "الدليل العملي ملدونة تحصيل
الديون العمومية" ،ص 201
2قرار صادر عن املجلس األعلى سابقا ،محكمة النقض حاليا عدد 1459بتاريخ ،2008 / 11 / 12مرجع سابق
3أحمد شكري السباعي" ،الوسيط في الوقاية من الصعوبات التي تعترض املقاولة ومساطر معالجتها"" ،الجزء الثالث ،مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط ،طبعة ،2009الصفحة .116
4محمد كرام " ،الوجيز في مساطر صعوبات املقاولة في التشريع املغربي" ،الجزء األول ،املطبعة والوراقة الوطنية ،الطبعة األولى ، 2010 ،ص 125
11
وهكذا فإن عدم شمول ديون الخزينة على امتياز خاص على العقارات ،من شأنه أن يحد من إمكانية استيفائها خالل مرحلة توزيع ثمن بيع
أصول املقاولة التي خضعت للتصفية القضائية ،بالنظر لتزاحمها مع ديون أخرى تحظى باألولوية في استيفائها.
وباستقراء املقتضيات املنظمة ملسطرة تصفية الخصوم ،نجد أن املشرع متع حاملي االمتياز وأصحاب الرهون الرسمية باألولوية ،من خالل
تكريس أحكام خاصة تروم توزيع ثمن بيع العقارات العائدة للمقاولة ،حيث نصت املادة 663من م.ت على أنه ” :إذا سبق تقسيم ثمن العقارات
توزيع واحد أو أكثر ملبالغ ،تحاص الدائنون حاملو االمتياز والرهون الرسمية في توزيع املستحقات بتناسب مع مجمل ديونهم.
بعد بيع العقارات والحسم نهائيا في ترتيب الدائنين أصحاب الرهون الرسمية واالمتيازات ،فإن الحاصلين منهم على رتبة مناسبة ال يتقاضون
مبلغ ترتيبهم الرهني في التوزيع ،عن مجمل ديونهم ،من ثمن العقارات إال بعد خصم املبالغ التي سبق لهم أن تقاضوها …”.
كما نصت املادة 664من ذات القانون على أنه ” :تؤدى جميع حقوق الدائنين حاملي الرهون الرسمية واملرتبين في توزيع ديونهم جزئيا ،على
تقسيم ثمن العقارات من املبالغ التي تبقى مستحقة لهم بعد ترتيب الدائنين في توزيع الديون غير املنقولة.
تخصم املبالغ الزائدة التي تقاضوها عند تقسيمات سابقة باملقارنة مع املبالغ املحتسبة بعد ترتيب الدائنين في توزيع ديونهم ،من مبلغ ترتيبهم
الرهني وتضاف إلى املبالغ التي ستوزع على الدائنين العاديين “.
يستفاد من املادتين املذكورتين أعاله ،أن املشرع أعطى للدائنين أصحاب الرهون الرسمية االمتياز في ديونهم عند توزيع عائدات بيع العقار،
غير أن اإلشكال املثار في هذا الصدد يرتبط بتنصيص املشرع في هاتين املادتين على” حاملي االمتيازات “ ،فمن هم أصحاب االمتيازات حسب
مدلول املادتين 663و 664من م.ت ؟ وهل يمكن اعتبار ديون الخزينة ديونا تدخل في خانة االمتياز اآلنف الذكر؟
في ظل ضبابية غالبية النصوص القانونية ،نرى أن االمتياز املنصوص عليه في املادتين 663و 664من م.ت يهم ذلك االمتياز املقرر في املادة
144من م.ح.ع ،على اعتبار أن هذه األخيرة هي التي حددت بشكل دقيق االمتياز الوارد على العقارات وربطته باملصاريف القضائية املترتبة عن
بيع املال باملزاد العلني وتوزيع ثمنه ،ثم حقوق الخزينة عند عدم وجود منقوالت ،أي بمعنى آخر ال يفعل امتياز الخزينة على العقارات إال عند
انعدام املنقوالت.
في حين لم يقرر املشرع لباقي االمتيازات األخرى هاته األولوية أو األسبقية ،من ذلك ديون املأجورين الذين وإن كانوا يتمتعون بامتياز حسب
املادة 382من م.ش ،غير أن هذا االمتياز ال يمتد للعقارات وإنما يقتصر على املنقوالت ،وهو ما ذهبت إليه محكمة النقض في أحد قراراتها: 1
” لكن حيث ردت املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه ما أثير بموضوع الوسيلة بما تضمنته ” إن املصاريف القضائية تستخلص بداية حسب
املادة 634من مدونة التجارة من منتوج البيع ،وأن البين من مشروع التوزيع املعد من طرف السنديك واملصادق عليه من طرف القاض ي
املنتدب بمقتض ى األمر املطعون فيه أن املتحصل من منتوج البيع ألصول املقاولة هو 56.250.000.00درهم ،اقتطع منه السنديك فضال عن
املصاريف القضائية ومصاريف تتعلق بالتصفية القضائية تتمثل في أجرة الحراسة القضائية وأتعاب الخبراء وأتعاب السنديك ومصاريف
الشهر ،ليبقى مبلغ 55.852.497.00درهم هو القابل للتوزيع بين الدائنين ،وأن ديون العمال استغرقت منتوج بيع األصل التجاري برمته بمبلغ
3.686.246.80درهم طبقا لالمتياز املمنوح لهم بمقتض ى املادة 382من مدونة الشغل ،فيما استفاد البنك العربي من مبلغ 9.030.212.00
درهم من منتوج بيع العقار بالنظر لالمتياز املشمول به دينه ،فيما تم توزيع باقي منتوج بيع العقار على باقي الدائنين االمتيازيين باملحاصة،
وبذلك يكون على غير أساس ما أثاره الطاعنون ( العمال ) من تمتعهم باالمتياز كذلك على منتوج بيع العقار …”.
1قرار محكمة النقض عدد 1/46بتاريخ ،2018/02/01في امللف التجاري رقم ،2017/1/3/1598أورده عالل فالي ” التعليق على قانون مساطر صعوبات املقاولة على ضوء 20سنة من القضاء
التجاري ،“ 2018-1998مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط ،الطبعة األولى ،الصفحة 216و .217
12
وهو سارت عليه املحكمة التجارية بالدار البيضاء في حكمها ” : 1وحيث أن الطلب يرمي إلى تمكين أجراء شركة روكورديفيزيون من منتوج بيع
منقوالت الشركة.
وحيث أن الثابت قانونا أن أجور وتعويضات العمال تتمتع بمزية االمتياز من الدرجة األولى حسب مقتضيات املادة 382من مدونة الشغل
التي تنص على أنه ” :يستفيد األجراء خالفا ملقتضيات الفصل 1248من قانون االلتزامات والعقود من امتياز الرتبة األولى املقررة في الفصل
املذكور قصد استيفاء ما لهم من أجور وتعويضات في ذمة املشغل من جميع منقوالته.
وحيث أن الثابت قانونا أن أجور وتعويضات العمال تتمتع بمزية االمتياز من الدرجة األولى حسب مقتضيات املادة 382من مدونة الشغل
التي تنص على أنه ” :يستفيد األجراء خالفا ملقتضيات الفصل 1248من قانون االلتزامات والعقود من امتياز الرتبة األولى املقررة في الفصل
املذكور قصد استيفاء ما لهم من أجور وتعويضات في ذمة املشغل من جميع منقوالته.
تكون التعويضات القانونية الناتجة عن الفصل من الشغل مشمولة بنفس االمتياز ولها نفس الرتبة “.
وحيث أنه اعتبارا إلى أن املشرع نص على تمتيع أجور العمال وتعويضاتهم باالمتياز ،وأنه نتيجة لذلك تستخلص ديونهم من جميع منقوالت
املقاولة املدينة.
وحيث أن رصيد حساب الشركة املصفى لها يسمح بتمكين أجراء الشركة املصفى لها من منتوج البيع على الشكل املفصل بتقرير السنديك “.
وهكذا نالحظ أن الديون العمومية لم يتقرر لها حق االمتياز على منتوج بيع العقار ،بيد أن امتيازها ينحصر في املنقوالت وما يدخل في حكمها
حسب ما ورد في املواد 105و 106من م.ت.د.ع ،مما يترتب عنه محدودية استخالص الديون العمومية من ثمن العقار وفق ما تمليه املادتين
663و 664من م.ت ،الش يء الذي يجعل من أصحاب الرهون الرسمية في مرتبة متقدمة على ديون الخزينة العامة.
غير أنه استثناء يمكن للخزينة أن تتمتع بامتياز املادتين أعاله ،متى أنشأت رهنا رسميا على العقارات التي تملكها املقاولة ،بصريح املادة 113
من م.ت.د.ع التي نصت على أنه ” :تتمتع الخزينة من أجل تحصيل الضرائب والرسوم وديون املحاسبين العموميين الناتجة عن قرارات العجز،
برهن رسمي على جميع األمالك العقارية للمدينين الذين يدينون بمبلغ يساوي أو يقل عن عشرين ألف ( ) 20000درهم.
يرتب الرهن الرسمي للخزينة حسب تاريخ تقييده باملحافظة على األمالك العقارية.
ال يمكن تقييد هذا الرهن إال ابتداء من التاريخ الذي يتعرض فيه املدين للزيادة الناتجة عن عدم األداء.
إال أنه يمكن تقييده دون تأخير في حاالت االستحقاق الفوري املنصوص عليه في املادتين 18و 19من هذا القانون “.
فالرهن الرسمي للخزينة هو رهن قانوني بناء على ما أملته املذكرة التفسيرية الصادرة عن الخزينة العامة للمملكة ،حيث أسست موقفها بكون
هذا الرهن أساسه القانون وال يحتاج إلى حكم قضائي لتفعيله ، 2وعليه تكون التقييدات لدى املحافظة على األمالك العقارية يتم لفائدة
الخزينة من طرف املحاسب املكلف بالتحصيل املاسك للجداول أو قوائم اإليرادات ،وذلك طبقا للفصل 84من قانون 14.07املتعلق
بالتحفيظ العقاري ، 3كما نص املشرع صراحة على مجانية تقييدات الرهن الرسمي وذلك فيما يتعلق بالضرائب والرسوم وسائر الديون
العمومية األخرى ،ويعتبر ذلك من النقط املهمة والجديدة التي أدرجها املشرع في مدونة تحصيل الديون العمومية.4
1حكم صادر عن املحكمة التجارية بالدار البيضاء عدد ،580بتاريخ ،2021/04/28في امللف التجاري رقم ( 2021/8304/671غير منشور ).
2منير عصفوري ” التنفيذ الجبري بين قانون املسطرة املدنية ومدونة تحصيل الديون العمومية “ ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في منازعات األعمال ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا /كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس ،السنة الجامعية ،2018/2019الصفحة .136
3مصطفى أمنصور ” إجراءات تحصيل الديون العمومية ـ الحجز على العقار أنموذجا ـ “ ،سلسلة األبحاث املعمقة ،الصفحة .52
4يونس معاطا ” املنازعات في تحصيل الديون العمومية “ ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في قانون األعمال ،جامعة الحسن األول /كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات ،السنة
الجامعية ،2010/2011الصفحة .113
13
لكن على الرغم من املكنة املقررة للخزينة بتقييد حقوقها في الرسم العقاري لدى املحافظة على األمالك العقارية ،إال أن مبادرة املحاسبين
املكلفين بالتحصيل لتسجيل رهون رسمية لضمان الديون العمومية في الكثير من األحيان تكون متأخرة ،حيث ال يمكنهم تسجيلها إال بعد أن
يتعرض املدين للزيادة عن التأخير ،مما ينتج عنه إثقال كاهل العقار بتقييدات قبلية ،األمر الذي يقلص من حظوظ تحصيل الدين العمومي
من ثمن بيع العقار.1
أما إذا تعلق األمر بمنقول فإن ديون الخزينة تحظى بامتياز عام وآخر خاص كما أسلفنا ،ومنه تتوفر الخزينة على األسبقية في استحقاق
ديونها عمال بأحكام املواد 105و 106و 109مع مراعاة االستثناءات املقرة في املادة 107و الفقرة األخيرة من املادة .109
أما بخصوص األصل التجاري كمال معنوي منقول ،فعند تزاحم ديون الخزينة مع الدائن املرتهن ،فإن األولوية تكون لهذا األخير ،بيد أن
امتياز الخزينة ال يمتد لألصل التجاري حسب املستقر عليه قضاء ،ويمكننا أن نستدل بقرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس” 2
لكن ،وحيث أنه ملا كان القانون هو املصدر الوحيد لحق االمتياز ،إذ ال يقرر امتياز للمبالغ املستحقة للخزينة إال إذا وجدت قوانين تقض ي
بذلك ،وكانت مقتضيات املادة 105من مدونة تحصيل الديون العمومية تحصر امتياز الخزينة على منقوالت املدين وأمتعته وعلى ثمار العقار،
وبأن املقصود باملنقوالت في مفهوم املادة 105أنها تنصرف لألشياء املتحركة القابلة للنقل من مكان آلخر بدليل عبارة – أينما وجدت – والتي
جاءت فيه والتي تحيل على طبيعة املنقول كش يء قابل للحركة من حيزه املكاني بصورة عادية وبدون أن يلحقه تلف ،ومن ثم كان إيراد لفظ
املنقوالت في النص مقيد وغير مطلق حتى يمكن أن يلحق االمتياز املدعى فيه املنقوالت املعنوية “.
وفي قرار آخر صادر عن نفس املحكمة ” : 3وحيث أنه وعيا ملا تقدم ،وبالنظر لكون امتياز الخزينة العامة مقصور على املنقوالت املادية دون
منتوج بيع األصل التجاري ،فإن مرتكز الطعن بخرق األمر املنتقد – الذي صادق على مشروع التوزيع املعد من طرف سنديك مسطرة التصفية
القضائية لشركة نيوستيل للخياطة واملحدد ملركز وامتياز الطاعن من قائمة دائني املستأنف عليها – ملقتضيات املادة 105من مدونة تحصيل
الديون العمومية على غير مرتكز سليم واألمر املتخذ بذلك في مركزه القانوني الصحيح وغير خارق ألي مقتض ى مما يقتض ي تأييده “.
وال يفوتنا أن نشير ،أنه إذا كانت وضعية الدائنين الناشئة ديونهم بعد فتح املسطرة (املواد 565و 590من م.ت) غير مخاطبة بمقتضيات املادة
663من م.ت ،فألنها مستفيدة من حق األسبقية في تحصيلها خالل تواريخ استحقاقها وقبل كل الديون األخرى سواء أكانت مقرونة بامتيازات
أو بضمانات أم ال ،مع مراعاة األفضلية املقررة للدائنين الذين نشأت ديونهم بعد فتح مسطرة املصالحة املنصوص عليها في املادة 558من
م.ت .هذا يعني أن هذه الديون تسبق الدائنين ذوي الرهون الرسمية.
ومن هذا املنطلق ،فإن البين من خالل النصوص التشريعية واالجتهادات القضائية ،محدودية الديون العمومية ونزولها منزلة الديون العادية،
إذ تأتي في مرتبة متدنية وال امتياز لها على العقارات إال في حاالت استثنائية ،كما ال تستفيد من امتياز على األصول التجارية عند تزاحمها مع
دائن أو عدة دائنين مرتهنين ،كما أن امتيازها على املنقوالت بمفهوم املواد 105و 106يأتي خلف مجموعة من الدائنين أهمهم األجراء.
هذا بخصوص وضعية ديون الخزينة من عملية بيع منتوج العقارات واملنقوالت املادية واملعنوية بكيفية منفردة ،فماذا عن وضعيتها عند البيع
الشامل ألصول املقاولة؟
1عبد اللطيف اإلدريس ي ” تحصيل الديون العمومية من املقاولة في وضعية صعبة “ ،بحث نهاية الدراسة لنيل دبلوم السلك العالي في التدبير اإلداري ،الفوج السادس ،املدرسة الوطنية لإلدارة،
السنة الجامعية ،2006/2008الصفحة .117
مساطر صعوبات املقاولة على ضوء 20 قانون عدد ،2013/46أورده عالل فالي ” التعليق على التجاري 2قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس عدد 72بتاريخ ،2013/12/25في امللف
سنة من القضاء التجاري ،“ 2018-1998الصفحة .217
مساطر صعوبات املقاولة على قانون عدد ،2015/8301/044أورده عالل فالي ” التعليق على التجاري 3قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس عدد 5بتاريخ ،2016/03/02في امللف
ضوء 20سنة من القضاء التجاري ،“ 2018-1998مرجع سابق ،ص .218
14
في ظل تعدد األنظمة الخاصة باالمتياز لتنوع النصوص التشريعية املنظمة لهذا الحق ،فإنه أصبح من العسير تحديد ترتيب واحد ومحدد
للدائنين وأحقيتهم في استيفاء ديونهم ،فقد ذهب الفقه وعلى رأسهم أحمد شكري السباعي 1في وضع ترتيب تقريبي ألسبقية الدائنين الذي جاء
وفق الشكل التالي :
/1الدائنون الذين نشأت ديونهم بصفة قانونية بعد صدور حكم فتح املسطرة ،حيث يتم سداد ديون هؤالء باألسبقية على كل ديون أخرى
سواء أكانت مقرونة أم ال بامتيازات أو بضمانات ،لكونها تساعد على تمويل املقاولة املتعثرة وإنقاذها الذي يشكل إنقاذا لسائر الدائنين
بمختلف طوائفهم.
/2الدائن املرتهن املالك لحق الحبس حسب الفصل 291من ق.ل.ع الذي يستفيد من مقتضيات املادة 690من م.ت املتعلقة بفك األموال
املرهونة من طرف املدين أو األشياء املحبوسة من طرف الدائن.
/3الدائنون أصحاب الرهون واالمتيازات الخاصة على عقارات تم تسجيلها وشهرها قبل فتح مسطرة املعالجة.
/6الدائنون العاديون الذين نشأت ديونهم قبل حكم فتح املسطرة ويتحاص مع هؤالء الدائنين ،الدائنون أصحاب االمتياز أو الرهن الرسمي
غير املقيدين في ثمن العقارات بالنسبة لباقي مستحقاتهم حسب املادة 665من م.ت.
وبناء على ما سبق يمكننا وضع الترتيب التالي فيما يتعلق بالتوزيع العام ألصول املقاولة:
/ 2الدائنين الذين نشأت ديونهم بعد فتح املسطرة ،بدء بدائني مسطرة املصالحة املنصوص عليها في املادة 558من م.ت ،ثم الدائنين الذين
نشأت ديونهم بعد فتح مسطرة اإلنقاذ وفق نص املادة 565من م.ت ،ثم أولئك الذين نشأت ديونهم بعد فتح مسطرة التسوية القضائية
حسب املادة 590من م.ت ،تليها الديون الناشئة بعد فتح مسطرة التصفية القضائية بناء على املادة 652من م.ت ،وبالتالي فديون الخزينة
التي تتوافر فيها الشروط املقررة لحق األسبقية كما ذكرنا تستفيد من حق استيفاء ديونها من التوزيع العام ألصول املقاولة ،غير أن هذا االمتياز
يبقى محدودا بالنظر لكثرة الدائنين املستفيدين منه ( األسبقية ) وأيضا لقلة الديون الناشئة خالل هذه املرحلة بفعل قصر فترة إعداد الحل
التي ال تتعدى في مجمل األحوال 4أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة بنفس املدة من طرف املحكمة بناء على طلب من السنديك حسب ما ورد
في املادة 595من م.ت.
/3األجراء الذين خول لهم املشرع مزية االمتياز من الدرجة األولى حسب املادة 382من م.ش.
/4الدائنون أصحاب الرهون الرسمية واالمتيازات الخاصة ،ويمكن أن تستفيد الخزينة من هذا االمتياز متى بادر املحاسب املكلف بالتحصيل
إلى إجراء تقييد بالرسم العقاري لدى املحافظة على األمالك العقارية كما جاء في املادة 113من م.ت.د.ع عند توافرت شروطه بطبيعة الحال،
وتتم هذه التقييدات كما أسلفنا باملجان فيما يخص الضرائب والرسوم املشابهة وسائر الديون العمومية األخرى ،كما يقرر هذا االمتياز
للخزينة عند عدم وجود منقوالت نزوال عند نص املادة 144من م.ح.ع.
1أحمد شكري السباعي ” الوسيط في الوقاية من الصعوبات التي تعترض املقاولة ومساطر معالجتها “ ،الجزء الثالث ،مرجع سابق ،الصفحة .121
15
/6الدائنون أصحاب االمتياز العام على املنقوالت
/7الدائنين العاديين الناشئة ديونهم قبل فتح املسطرة ويتحاص هؤالء مع الدائنين ذووا الرهون الرسمية غير املقيدين في ثمن العقارات
بالنسبة لباقي مستحقاتهم.
ويتضح لنا من خالل الترتيب أعاله ،تموقع ديون الخزينة في املرتبة الخامسة والسادسة بوصفها ديونا تتمتع باالمتياز العام والخاص حسب
مقتضيات املواد 105و 106كما أسلفنا الذكر ،مما يعني محدودية تحصيلها واصطدامها بمجموعة من القيود تفرغ قوة الدين العمومي
كسند تنفيذي يستوفى دون الحاجة إلى ترخيص أو إجازة من القضاء من محتواه.
تحرص التشريعات الضريبية على إحاطة الدين الضريبي بضمانات عديدة ،من شأنها أن تحول دون ضياعه ،و في هذا اإلطار عمد املشرع
املغربي إلى تعزيز هذه الضمانات ،و ذلك بتنصيصه ألول مرة في مدونة تحصيل الديون العمومية على الرهن الرسمي ،كأحد التأمينات العينية
التبعية إلى ضمان استخالص الدولة لديونها الضريبية.
الرهن الرسمي للخزينة :باستقراء فصول مدونة تحصيل الديون العمومية ،يالحظ أن املشرع لم يعط تعريفا صريحا للرهن الرسمي للخزينة
،لكن يمكن أن نستنتج أنه رهن عقاري تمارسه اإلدارة عن طريق لجوء املحاسب املكلف بالتحصيل مباشرة إلى املحافظ على األمالك العقارية
(،لكونه يعتبر رهنا إداريا ،يعمل القابض على إنشائه بدون حاجة إلى تدخل القضاء ) بهدف تقييد هذا الرسم بالرسم العقاري ،من دون
الحصول على إذن مسبقا على رضا أو موافقة املدين ،مع اعتبار تاريخ تقييده ،كضابط لتحديد رتبته بين سائر الرهون الرسمية األخرى إن
و جدت.
أما الشروط التي يجب توافرها من أجل اللجوء إلى إنشاء آلية الرهن الرسمي قد حددت بمقتض ى املادة 113من املدونة ،و هي شروط ترتبط
بطبيعة و مبلغ الدين و تاريخ تقييده ،و يقصد بذلك على التوالي الضرائب و الرسوم و ديون املحاسبين العموميين الناتجة عن قرارات العجز
،و عدم نزول مبلغ الدين عن حد 20.000درهم و أن ال يتم تقييد هذا الحق العيني بإدارة املحافظة على األمالك العقارية إال ابتداء من
التاريخ الذي يتعرض فيه املدين للزيادة الناتجة عن التأخير في األداء ،و أخيرا الشرط املتعلق بالزيادات الناتجة عن ديون القباض بسبب
قرارات عجزهم عن استخالص الديون العمومية ،و التي يـكون إما قرارات قضائية صادرة عن املجلس األعلى للحسابات أو إدارية صادرة عن
وزارة املالية.
و تتخذ إجراءات الرهن الرسمي للخزينة حالتين هما :التقييد النهائي للرهن الرسمي ،و حالة التقييد االحتياطي له:
16
▪ ـ تعيين العقار الذي يجب أن يقع عليه التسجيل ،و ذلك ببيان رقم الرسم العقاري ؛
▪ ـ تحديد طبيعة و مدى الحق املطلوب تقييده؛
▪ ـ مراجعة مقتضيات مدونة التحصيل التي تنص على تقييد الرهن الرسمي للخزينة أي املادتين 113و 114من املدونة؛
▪ ـ تحديد هوية امللزم املدين ،أو ذوي حقوقه ؛
▪ ـ اإلشارة إلى املحاسب املكلف بالتحصيل الذي طلب التقييد.
و السند الذي يبنى عليه هذا التقييد هو الجدول الضريبي الصادر عن إدارة الضرائب و التي تكتس ي صبغة تنفيذية ،و تجسد مديونية
امللزمين اتجاه خزينة الدولة ،و يتعين على القابض أن يرفق طلب التقييد النهائي للرهن الرسمي ،فلم تحددها مدونة التحصيل ،إال أنه لكون
هذا الرهن هو حق تابع لاللتزام األصلي ،فإنه يسقط أو تنقض ي آثاره بصورة عادية ،بأداء الدين الضريبي و توابعه في اآلجال املحددة قانونا
،و ذلك طبقا ملقتضيات املادة 320من قانون االلتزامات و العود حيث جاء فيها << :ينقض ي االلتزام بأداء محله للدائن وفقا للشروط التي
يحددها االتفاق أو القانون >> .لكن و في حالة رفض املدين الوفاء بدينه في موعده ،فإنه يمكن للمحاسب املكلف بالتحصيل اللجوء مباشرة
إلى إجراءات النزع الجبري مللكية عقار املدين ،قصد بيعه و استيفاء مبلغ الدين الضريبي من ثمنه طبقا ملقتضيات الفصل 204من الظهير
املحدد للتشريع املطبق على العقارات املحفظة الذي ينص على ما يلي " :إن الدائن املحرز على شهادة تسجيل مسلمة له من طرف محافظ
األمالك العقارية طبقا للشروط املنصوص عليها في الفصل 85من الظهير املتعلق بالتحفيظ ـ يمكنه إن لم يكن له سند تنفيذي ـ طلب إجراء
البيع عند عدم األداء في إبانه و ذلك عن طريق النزع اإلجباري مللكية العقار أو العقارات التي سجل الدائن حق عليها" .
و في غير الحاالت التي يطلب فيها التقييد االحتياطي بمقتض ى سند ،يجب أن يؤيد طلب هذا التقييد إما بنسخة من املقال املرفوع لدى القضاء
قصد إثبات الحق ،و إما بأمر قضائي صادر عن رئيس املحكمة االبتدائية التي يوجد العقار في دائرتها.
هذا ويالحظ أن تاريخ التقييد هو الذي يعتبر لتعيين رتبة التسجيل الالحق للحق.
إذن ،فالسند التنفيذي الذي يرتكز عليه القابض في طلب إجراء التقييد االحتياطي ،هو اإلعالم بالتصحيح أو الرسالة التبليغية املتضمنة
للتصحيحات التي تعتزم اإلدارة ربط الضريبة التكميلية على أساسها.
و يبقى للقابض تحرير طلب بالتقييد االحتياطي متضمنا للبيانات الضرورية مع اإلشارة إلى مقتضيات املادة 115من مدونة تحصيل الديون
العمومية دون إغفال إرفاقه باإلعالم الصادر عن إدارة الضرائب.
إذا ما يمكن أن نستنتج هو أن هذا التقييد االحتياطي ما هو إال إجراء أو تحفظ للتقييد النهائي في املستقبل يضمن حقوقا في طور التأسيس
أو حقوقا لم تكتمل بعد شروطها القانونية في انتظار اتخاذ التقييد النهائي.
و للتقييد االحتياطي قوة إثباتية في مرتبة التسجيل ،إذ أن هذه املرتبة تعود إلى تاريخ التقييد االحتياطي.
وتجدر اإلشارة إلى أنه إذا لم تتوصل الخزينة العامة بالجدول التصحيحي قبل انصرام أجل ستة أشهر ابتداء من تاريخ إجراء التقييد
االحتياطي فإن هذا األخير يتعين تجديده.
17
و من املشاكل و الصعوبات التي اعترضت القباض عند بدئ العمل بمدونة تحصيل الديون العمومية ،حيث طلبت اإلدارة العامة للمحافظة
على األمالك العقارية بواسطة قائمة إرسال رقم 691بتاريخ ، 2001|2|16من جميع مديري املحافظات العقارية عدم تلقي طلبات تقييد
الرهون املقررة بمقتض ى الفصل 114من مدونة تحصيل الديون العمومية و التقييد االحتياطي املقرر في الفصل 115من نفس القانون ،إذا
كانا مستندين على مجرد طلب من املحصل ،و قبولها إذا كانا صادرين وفق مقتضيات الفصل 163من الظهير املحدد للتشريح املطبق على
العقارات املحفظة ،و الفصلين 85و 86من الظهير املتعلق بالتحفيظ العقاري ،و ذلك إلى حين توصلهم ( أي املحافظين ) بتعليمات جديدة
في املوضوع.
إال أن هذا املوقف السلبي إزاء الرهن الرسمي للخزينة سرعان ما تم التراجع عنه من طرف اإلدارة العامة للمحافظة على األمالك العقارية ،إثر
توقيع الطرفين على دورية رقم 25بتاريخ 25مارس 2002ـ لكونها تعتبر الرهن الرسمي للخزينة رهنا جبريا يخضع ملقتضيات الرهون الجبرية
الصادر بشأنها حكما قضائيا.
و تنبغي اإلشارة إلى أن العقار املرهون ضامن لكل دين ،فلو جرت قسمة املرهون بين الورثة و استقل كل وارت بجزء مفرز ،فكل جزء من هذه
األجزاء يضمن الدين كله ،و من حق الدائن نزع ملكية أي جزء الستيفاء تمام دينه.
و يمكن للخزينة العامة تتبع العقار ،املثقل برهنها الرسمي بين يدي الحائز له ،و باستطاعتها بيع هذا العقار بعد مرور 30يوما من توجيه على
التوالي إنذارا قانونيا إلى امللزم املدين أو الراهن ،و تنبيها أو إشعارا إلى الغير الحائز بغرض أداء الدين الضريبي ،أو التخلي عن العقار.
و من جهة أخرى بالرجوع إلى املادة 123من مدونة التحصيل يالحظ أن قطع تقادم تحصيل الديون الضريبية ال يتم إال عن طريق اإلجراءات
الجبرية ،أو بكل إجراء تم النص عليه في الفصلين 381و 382من قانون االلتزامات و العقود و مؤدى ذلك أنه و حسب الفقرة الثالثة من
املادة 381من قانون االلتزامات و العقود فإن التقادم ينقطع بعدة إجراءات منها كل إجراء تحفظي أو تنفيذي يباشر على أموال املدين أو بكل
طلب يقدم للحصول على اإلذن في مباشرة هذه اإلجراءات.
و من أجل تحصين حقوق الدولة ،و تأمين استخالص ديونها العمومية في اآلجال املقررة لها ،فقد نص املشرع في صلب مدونة التحصيل على
تأمينات أخرى يمكن تسميتها بالضمانات الشخصية ـ( ألنها تقترب في بعض جوانبها من أحد أنواع التأمينات الشخصية املنصوص عليها في
القانون املدني ،و يقصد بذلك مؤسسة التضامن بين املدين و خاصة فيما يتعلق بالفصول 164و 166و 168من قانون االلتزامات و العقود
)ـ ،ممثلة في تضامن األغيار و التزامات األغيار الحائزين ذلك ألن أطراف التنفيذ قد ال تنحصر في طالب التنفيذ و املنفذ ضده ،بل قد يتطلب
األمر إشراك عدة أغيار في إجراءاته.
لكن تجدر اإلشارة إلى أن االلتزامات التضامنية لهؤالء األغيار في إطار مدونة التحصيل ال تنهض إال بعد أن تنتقل إليهم ،و يحوزون أموال
املدين األصلي بالدين الضريبي لسبب من األسباب القانونية ،آنذاك يحق للمحاسب املكلف بالتحصيل أن يشرع في مباشرة سلسلة من
اإلجراءات ،يطالب من خاللها هؤالء األغيار بالوفاء بما هو مترتب من ديون ضريبية في ذمة املدين األصلي.
18
أوال :تضامن األغيار:
تأتي املسؤولية التضامنية لألغيار كنتيجة لقيام واقعة قانونية كالوفاة ،أو بسبب تصرف قانوني كالتفويت ،و قد تتحقق أيضا عقب ثبوت
عمل من األعمال املخالفة للقانون كالتدليس.
الشركة في حالة اإلدماج :إذا أسفر االندماج بين عدة شركات عن إنشاء شركة جديدة يتحتم على الشركة املنشأة بهذه الطريقة أن تستوفي
الشكليات املنصوص عليها بما في ذلك طريقة اإلشهار القانوني .ال ينفذ اإلدماج إال بعد انصرام ثالثة أشهر ،يبدأ احتسابها من تاريخ إجراء
الشهر القانوني ،و تصبح الشركة الجديدة الناتجة عن اإلدماج مجبرة على أداء الدين الضريبي املستحق على الشركة املنحلة بمجموع مبالغه
.و اإلدماج يعد اتحاد شركتين أو أكتر قصد تأليف شركة واحدة.
في حالة تحويل الشركة :تغيير شكل الشركة إلى شكل آخر من أشكال الشركات ،مثال :تضطر شركة مساهمة إلى أن تتحول إلى شركة ذات
مسؤولية محدودة ألن عدد شركائها قد نزل عن الحد األدنى املطلوب قانونا.
أو تضطر شركة التضامن إلى أن تتحول إلى شركة توصية بسيطة لوفاة أحد الشركاء وكان الوارث قاصرا.
إذا تم تحويل الشكل القانوني للشركة يستوجب بالضرورة األداء الفوري للديون املستحقة على الشركة املنحلة حسب مقتضيات املادة 19
من مدونة التحصيل باستثناء املديونية بالضريبة الحضرية استنادا إلى أحكام الفقرة الثانية من نفس املادة فيما يخص األداء الفوري للدين
الضريبي.
و لحفظ ضمان الخزينة في هذا اإلطار فالقابض ملزم باالطالع على اإلشهارات التي تتم عن كل إجراء من اإلجراءات السالفة الذكر ،في الجرائد
الوطنية و الجريدة الرسمية و في املحاكم ،ثم باالطالع على السجالت التجارية للشركات.
تهدف مسطرة اإلكراه البدني إلى الضغط على املدين سواء أكان مدينا أصليا أو من األغيار املسؤولين أو املتضامنين ،من أجل إجباره على
سداد ديونه الجبائية ،و هي غالبا ما يتم اللجوء إلى مباشرتها إذا لم توجد منقوالت أو عقارات تحجز و في نفس الوقت لم يتم إعالن إعسار
املدين بحيث تكون هذه الوسيلة طريقة لجبره على إظهار أشياء قد تكون أخفاها ،أو ألداء ما بذمته و لو باإلكراه ،و هي خاضعة لشروط
حصرها املشرع املغربي و هي إما مرتبطة باملدين أو بالدين الضريبي:
تباشر هذه املسطرة في حق األشخاص الذين يفتعلون عسرهم أو يعرقلون إجراءات استخالص الدين الجبائي ،إال أنه ال يجوز تطبيق اإلكراه
البدني في حق األشخاص اآلتي ذكرهم:
تتمثل أساسا في عدم إمكانية تطبيق هذا اإلجراء في مواجهة املدين إذا كان مجموع املبالغ الضريبية املتبع بها تقل عن 8000درهم بما في ذلك
أصل الدين وتوابعه كالغرامات و فوائد التأخير و صوائر املتابعات.
و اللجوء إلى مسطرة اإلكراه البدني بمقتض ى مدونة تحصيل الديون العمومية ،يقتض ي تقديم طلب من املحاسب املكلف بالتحصيل مؤشر
عليه من طرف رئيس اإلدارة التابع لها أو من طرف من يفوض لذلك ،إلى رئيس املحكمة االبتدائية املختصة بوصفه قاضيا للمستعجالت.
ويبث هذا األخير في الطلب املقدم إليه داخل أجل 30يوما ، 1و يحدد في نفس الوقت مدة الحبس التي تعرف تصادفا أو ارتفاعا في زمنها تبعا
لتصاعد مبلغ و قيمة الدين الجبائي.
و هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على حرص املشرع املغربي على حماية الدين العمومي ،خاصة كلما ارتفعت قيمته.
ويتم تنفيذ اإلكراه البدني بمجرد توصل وكيل امللك بالقرار االستعجالي املحدد ملدة الحبس.
الجدوى منه :اإلكراه املعنوي للملزم الذي ال يستحمله كما يستحمل الحجز و البيع.
ـ اعتبار اإلكراه البدني أداة تدعيم ملسطرة التنفيذ العادية املتمثلة في حجز و بيع أموال املدين؛ -
ـ تجعل حدا لتصرفات بعض املدينين النابعة عن سوء نية و ذلك عن طريق اللجوء إلى إخفاء أموالهم عن دائنيهم ؛ -
و لكن و رغم كل ذلك فقد كانت هذه املسطرة أكثر نجاعة مع القانون امللغى (ظهير .) 1935
إبقاء هذه الوسيلة كحماية للدين العام أثناء عملية التحصيل و أداة مكملة و معززة آللية تجريح التملص الجبائي على مستوى الوعاء
الضريبي.
عرف املجلس األعلى (محكمة النقض) في إحدى قراراته بأنه بمثابة حكم حائز لقوة الشيئ املقض ي به ،و يؤدي إلى إلزام املحجوز لديه بعدم
إخراج األموال محل الحجز ،إال بعد أداء الديون الضريبية التي تتمتع باالمتياز.
إذا فلجوء املحاسب املكلف بالتحصيل إلى مؤسسة اإلشعار للغير الحائز ذات الطابع التنفيذي ،يعد بمثابة أداة و ضمانة للوصول إلى تحصيل
الدين الجبائي ،فاألمر هنا ال يقف عند حد متابعة املدين األصلي فيما هو ظاهر من أموال بحوزته ،و إنما يبقى الخيار للقابض بين هذا و
بين مالحقة مبالغه النقدية املوجودة بحوزة األغيار اللذين يعدون أيضا مدينين بالتضامن في األداء.
كما نجد مثال (إلزام شركة التأمين إما تلقائيا أو بواسطة اإلشعار للغير الحائز على أداء الضرائب املستحقة لخزينة الدولة من األموال
املوجودة بحوزتها و العائد ملكيتها بمقتض ى حكم قضائي إلى الضحية املدين األصلي ،مع حفظ حق املحامي في استيفاء أتعابه التي يحددها
نقيب هيئة املحامين التابع لها املعني باألمر .و في ذلك تجنب مساءلة املحامي من طرف زبنائه نتيجة تصرفه في مبالغ مالية ،تشكل حقيقة
وديعة تعود إلى الغير.
كما أن املشكل يكمن في كون هذا التعويض لم يحدد مبلغه بدقة ،بسبب عدم اقتطاع مصاريف الدعوى و الضريبة على القيمة املضافة و
أتعاب املحامي و بعض املصاريف.
يمكن للمحاسب املطالبة بمعرفة الوضعية املادية للمدين ،أما األشخاص الذين يخضعون لهذا الحق فهم:
املدين :يمكن مطالبته بأمواله و عقاراته و كذا جميع املعلومات التي تفيد املحاسب ؛
القطاع العام :يقوم كتاب الضبط بتقديم طلب إلى جميع اإلدارات العمومية التي تتوفر على الوضعية املالية للملزمين بالدين ؛
األشخاص الطبيعيون و املعنويون الذين يسمح لهم بالتدخل في املعامالت و تقديم الخدمات ذات الصبغة املالية و القانونية أو املحاسبية.
و يتعين على الهيئات و األشخاص املشار إليهم أعاله أن يقدموا املعلومات املطلوبة كيفما كان سندها داخل أجل 15يوما و ذلك بطلب من
املحاسب املكلف بالتحصيل ابتداء من تاريخ الطلب املوجه إليهم.
21
و في حالة عدم اإلدالء باملعلومات املطلوبة في األجل املحدد يعرض ألداء غرامة تهديدية قدرها 500درهم عن كل يوم تأخير في حدود 5000
درهم.
تستخلص الغرامة التهديدية بواسطة أمر باملداخيل يصدره الوزير املكلف باملالية ،مع مراعاة األجكام القانونية التي تنص على حفظ السر
املنهي يعتبر رفض اإلدالء باملعلومات املطلوبة أو اإلدالء ببيانات خاطئة عرقلة للتحصيل بمفهوم املادة 84من مدونة التحصيل و يعرض
املخالف للجزاءات املنصوص عليها في املدونة ،1إال أن هذه الجزاءات غير قابلة للتطبيق على اإلدارات العمومية و الجماعات املحلية و هيئاتها
.
ومن هذا املنطلق جاءت فكرة الضمانات العينية 2التي تحد أو تخفف من الخطورة التي تواجه الضمان العام الذي يضمن حقوق الدائنين
حالة إعسار مدينهم ،بل أكثر من ذلك أن املدين يبقى حرا في التصرف في أمواله ،مما قد يزيد ذمته ثقال ،وتأثير ذلك على دائنيه سلبا.
لهذه االعتبارات قننت جل التشريعات نظام الضمانات العينية ،ومنها التشريع املغربي في مدونة الحقوق العينية في املواد من 142إلى ،220
محددا بذلك األحكام املتعلقة باالمتيازات والرهن الرسمي ،والرهن الحيازي.
إال أن هذا املبحث سيكون موجها نحو حق االمتياز كضمان عيني تبعي منظم في املواد 142إلى 144من مدونة الحقوق العينية ،وكذا مجموعة
من القوانين الخاصة .ويتميز حق االمتياز كحق عيني تبعي عن باقي الحقوق العينية التبعية األخرى ،بتخويل صاحبه حق التقدم على باقي
الدائنين ولو كانوا مرتهنين سواء في إطار الرهن الرسمي أو الحيازي.
وهكذا مثال إذا كانت األفضلية وفق نظام التحفيظ العقاري ،تعطى لصاحب الحق العيني املقيد أوال بالرسم العقاري ،إذ في حالة مثال تزاحم
الدائنين املرتهنين يؤخذ بعين االعتبار تاريخ تقييد الحق بالرسم العقاري ،فإنه بالنسبة لحقوق االمتياز العقاري الوضع يختلف ،فصاحبها
يتقدم على جميع الدائنين املرتهنين.
كما أن آثار حقوق االمتياز غير مرتبطة بالتقييد بالرسم العقاري ،إذ تعتبر موجودة ومنتجة آلثارها ولو لم يتم تقييدها ،إذ تحدد رتبتها بقوة
القانون .لكن ما يثير االنتباه أن مدونة الحقوق العينية حصرت الديون التي لها وحدها امتياز على عقارات املدين في:
▪ املصاريف القضائية املتعلقة ببيع العقار عن طريق املزاد العلني وتوزيع ثمنه.
▪ حقوق الخزينة كما تقررها وتعينها القوانين املرتبطة بها ،لكن ال يباشر هذا االمتياز على العقارات إال عند عدم وجود منقوالت.
إذن بعد هذا التقديم نتساءل ،أنه في حالة إذا كان الدائن متمثل في الخزينة العامة ،هل يمكن أن يرتب لها حق امتياز على العقار؟ وإذا كان
الجواب بنعم فما هو األساس القانوني لذلك؟ وما موقف القانون أوال من خالل سن مقتضيات املادة 144من مدونة الحقوق العينية ثم ثانيا
ما هو موقف مدونة تحصيل الديون العمومية من خالل سن مقتضيات املادة ،106وأخيرا ما موقف الفقه والقضاء بين هذه املقتضيات
القانونية؟
جوابا عن التساؤالت أعاله ،ارتأينا تقسيم دراستنا إلى فرعين ،معتمدين على املنهج التحليلي وفق مقاربة قانونية وقضائية وفقهية ،وذلك
كالتالي:
1يجد هذا النظام أساسه في نص الفصل 1241من ظهير االلتزامات والعقود الذي نص على أنه ” أموال املدين ضمان عام لدائنيه ،يوزع ثمنها عليهم بنسبة دين كل واحد منهم ما لم توجد أسباب
قانونية لألولوية “.
2الضمانات العينية في التشريع املغربي هي :الرهن الرسمي ،الرهن الحيازي ،الكفالة العينية ،حق االمتياز.
23
الفرع األول :تجليات حق االمتيازللخزينة العامة على العقار
إن التطرق لتجليات عدم وجود حق االمتياز على العقار لفائدة الخزينة العامة ،يستدعي األمر التطرق أوال ملفهوم حق االمتياز على العقار
وارتباطه بالخزينة العامة (الفقرة األولى) ،ثم استعراض موقف الفقه و القضاء من هذه املسألة (الفقرة الثانية).
يعتبر حق االمتياز أفضلية يمنحه القانون لبعض الديون نظرا لسبب الدين ،يخول الدائن الذي يتمتع باالمتيازات األولوية على باقي
الدائنين فيما يخص توزيع ثمن األمتعة وغيرها من األشياء املتعلقة بهذا األخير.1
كما عرفه أحد الباحثين 2أن االمتياز هو حق أولوية يمنحه القانون على أموال املدين نظرا لسبب الدين ،ويقتض ي أن ينشأ بواسطة
املشرع حيث ال يوجد بدون نص ويمكنه أن يكون عاما يرد على أموال املدين ،أو خاصا حيث ال يرد إال على أموال معينة .وأيضا عرف على
أساس أنه أولوية يقررها القانون لدين معين مراعاة منه لصفته أو لسببه ،3فالحق هو املمتاز ال الدائن ،على عكس ما هو عليه األمر بالنسبة
لباقي الضمانات األخرى (الرهن الرسمي مثال) ،وبعبارة أخرى ،فصفة األولوية تبقى لصيقة بطبيعة الدين بغض النظر عن مركز الدائن.4
وقد عرفته املادة 142من م.ح.ع على أنه“ :حق عيني تبعي يخول للدائن حق األولوية على باقي الدائنين ولو كانوا مرتهنين” .كما عرفه
الفصل 1243من ق.ل.ع بأنه" :حق أولوية يمنحه القانون على أموال املدين نظرا ،لسبب الدين".
ويفهم من هذا أن حق االمتياز ميزته هي حق األولوية على باقي الدائنين ولو كانوا مرتهنين ،وهذه امليزة هي التي تميزه عن باقي الحقوق.5
إضافة إلى هذا فاالمتياز مصدره هو القانون ،كما أن هذا األخير يقرره مراعاة منه لصفة الدين.
وعموما ،فإن امتیاز الديون العمومية اعتبر كذلك نظرا للفائدة التي يجنيها الجميع من تغذية خزينة الدولة ويسري على مبلغ الدين
العمومي وكذا صوائر التحصيل املدفوعة وزيادات التأخير والذعائر والغرامات ،6لكن مع ذلك يبقى للمكلف بالتحصيل ممارسة حقوقه على
أموال املدين كأي دائن أخر.7
1إدريس حمر ،االمتيازات ،بحث منشور في عمل كتابة الضبط باملحاكم بندوات كتابات الضبط ،عدد مزدوج ،82-81منشورات املعهد العالي للقضاء ،الرباط ،الطبعة األولى ،1998 ،ص .225
2 . Pierre Schonseck, le privilège des impôts au Maroc dans ses rapports avec les autres sûretés immobilières”, Edition la porte 1961, p: 12 .
3إدريس الفاخوري ،الحقوق العينية وفق القانون رقم ،39 .08مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط طبعة ،2014ص .197
4إدريس العمراني ،حقوق االمتياز الواردة على العقار في التشريع املغربي ،بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة شعبة القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث :القانون املدني املعمق كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،أكدال ،جامعة محمد الخامس ،الرباط ،السنة الجامعية ،- 20072006ص .22
5والواقع أن مشرع ظهير 19رجب ،1333كان أكثر دقة في تعريف االمتياز عندما عرفه بأنه حق عيني بخول بمقتضاه صفة الدين للدائن األفضلية على باقي الدائنين ،حتى ولو كانوا دائنين برهن
رسمي.
6راجع املادة 112من م.ت.د.ع.
7راجع املادة 110من م.ت.د.ع.
24
فطبقا ملقتضيات املدونة تتمتع الخزينة بامتياز يختلف حسبما إذا كانت الديون العمومية ضرائب ورسوم أو حقوق ورسوم جمركية1
أو ضرائب ورسوم الجماعات الترابية وهياتها 2أو الديون العمومية األخرى3
وهكذا فإنه من أجل تحصيل الضرائب والرسوم تتمتع الخزينة بنوعين من االمتياز:
–امتیازعام :تتمتع به الخزينة ابتداء من تاريخ الشروع في تحصيل الجدول وقائمة اإليرادات وينصب هذا االمتياز على األمتعة وغيرها
من املنقوالت التي يملكها املدين أينما وجدت ،وتهم املنقوالت املادية وغير املادية وكذا الحقوق املماثلة كاألسهم ،السندات ،براءات االختراع،
حقوق التأليف ،األوراق التجارية ،األصول التجارية.4
وكذا على املعدات والسلع املوجودة في املؤسسة املفروضة عليها الضريبة واملخصصة الستغاللها5
–امتیازخاص :يخص فقط الضرائب والرسوم املفروضة على العقارات ،ويخص أيضا املحاصيل والثمار واألكرية وعائدات العقارات
املفروضة عليها الضريبة أيا كان مالكها (يعتبر هذا من املقتضيات الجديدة التي أدخلتها مدونة التحصيل ألول مرة بالنسبة لتحصيل الضرائب
والرسوم املفروضة على العقارات في املادة 106منها) ،وهذا ما سوف نركز عليه بالحديث في إطار دراستنا هذه.
تنص املادة 106من مدونة تحصيل الديون العمومية على أنه” لتحصيل الضرائب والرسوم املفروضة على العقارات ،تتمتع الخزينة
العامة على ذلك بامتياز خاص يمارس على املحاصيل و الثمار واالكرية و عائدات العقارات املفروضة عليها الضريبة أيا كان مالكها”.
واملالحظ أن املشرع في املادة 106من م .ت.ع (لتحصيل الضرائب والرسوم املفروضة على العقارات تتمتع الخزينة عالوة على ذلك بامتياز
خاص ).قد أضاف عبارة “أيا كان مالكها" مقتفيا بذلك أثر االجتهاد القضائي ،6وهكذا ،فهذا االمتياز مرتبط بالدين الضريبي بغض النظر عن
بقاء العقارات في ملكية املدين أو انتقالها لشخص أخر ،بعبارة أخرى ،فهو امتياز يمنح للخزينة حق التتبع لثمار ومحاصيل وأكرية وعائدات
العقارات ،أي كانت اليد التي تعود إليها ملكية العقار.
وعليه ،ففي هذا اإلطار نجد أحد الباحثين يرى أن ديون الخزينة تتمتع بامتياز عقاري ،ومن مبرراته أن الخزينة العامة تتمتع بامتيازين
خاصين ،أولهما امتیاز ديون الضرائب والرسوم املفروضة على املؤسسات ،والذي ينسحب على بعض املنقوالت التي خصصت الستغالل
املؤسسة ،وثانيهما امتیاز ديون الضريبة وعائدات العقارات املفروضة عليها الضريبة ،ما يعني في هذا اإلطار أن هذين االمتيازين يردان على
أشياء تعتبر من حيث املبدأ عقارات ،بعبارة أخرى ،املنقوالت التي خصصت الستغالل املؤسسة اعتبرها املشرع عقارات بالتخصيص بالتعريف
5عبد اللطيف العمراني ،مراد الخروبي ،اإلصالح الجديد في ميدان تحصيل الضرائب والديون العمومية ،منشورات م.م.إ.م.ت سلسلة مواضيع الساعة ،عدد ،22الطبعة األولى ،2000 ،ص.139 :
6انظر القرار الصادر عن محكمة االستئناف بالرباط بتاریخ ،1953/04/29املنشور بمجلة املحاكم املغربية .عدد 134 /1بتاريخ 1953/08/15الذي اعتبر الخزينة طبقا للفصل 56من ظهير 21
غشت 1935تتمتع بامتياز خاصه يمارس قبل غيره على اآلالت والسلع املوجودة في املؤسسة املفروضة علها الضريبة املخصصة الستغاللها بغض النظر عن مالكها أو مالكيها
25
القانوني الوارد في املادة السابعة من م .ح .ع ،أما املحاصيل والثمار وعائدات العقارات فقد جعلها املشرع في زمرة العقارات بالطبيعة على
أساس املادة السادسة من ذات القانون.1
الرأي فيما نعتقد أن املادة 106كانت واضحة وال تحتاج لتأويل وال لتفسير ،أي أن امتياز الخزينة يكون خاصا ،عندما يتعلق األمر
بمحاصيل وثمار وأكرية وعائدات العقارات املفروضة عليها الضريبة وال يمكن قياس هذه املعايير بما جاء به الباحث من مبررات كادت أن
تكون غير منطقية باملرة ،بعبارة أخرى ،ال يمكن اعتبار املحاصيل والثمار واألكرية وعائدات العقارات هي عقارات من حيث املبدأ.
وإسناد هذا الرأي للتعريف الوارد في املادة السادسة من م.د.ح.ع التي تنص على أنه ”العقار بطبيعته هو كل ش يء مستقر بحيزه ثابت
فيه ال يمكن نقله من دون تلف أو تغيير في هيئته” .جاء في غير محله.
وتأكيدا لهذا الرأي ذهبت محكمة النقض إلى أنه " :2لكن حيث أن املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه التي عللته بأنه (بخصوص الدفع
الذي مفاده أن امتياز الخزينة هو امتياز خاص يخص املحاصيل والثمار واألكرية وعائدات العقار بما فيها منتوج بيعها فإنه دفع غير مرتكز
على أساس ،وأن الفصل 105وما يليه من القانون رقم 15.97يعطي للخزينة امتيازا خاصا ،على املحاصيل والثمار… وأن عائدات العقار
أسفر االجتهاد القضائي أنها ال تشمل منتوج بيع العقار لوضوح النص) تكون قد طبقت عن صواب املادة 105من م.ت.د.ع… ويكون قرارها
غير خارق للمقتض ى املحتج بخرقه والوسيلة على غير أساس".
وهذا ما أكده الفقه أيضا ،حيث ذهب األستاذ العربي محمد ميادة 3أن املشرع املغربي لم يعترف إال بامتياز عقاري فريد هو االمتياز
املتعلق باملصاريف القضائية املتعلقة بنفقة بيع عقار وتوزيع ثمنه.
وفي هذا الصدد فقد تم تأييد االتجاه القائل أن امتياز الخزينة الذي تنص عليه م.ت.د.ع يقتصر على املنقوالت دون العقارات ودون
ثمن هذا األخير ،وذلك العتبارات متعددة ،منها أن املادة 166من ذات القانون ،كانت واضحة وهي تستبعد العقار من حق االمتياز ،كما يوجد
هناك نص عام ظهر للواقع بعد مرور 10سنوات من صدور م.ت.د.ع ويتعلق األمر هنا باملادة 144من م.ح.ع ،هذه االخيرة استبعدت كذلك
العقار من حق االمتياز.
وعلى الرغم من هذه املقتضيات والتوجهات القائلة بأن االمتياز ال يرد على العقار ،إال أن الخزينة في شخص ممثلها ما فتئت تنازع في
محاصيل توزیع ثمن العقارات املبيعة على اعتبار أن لها امتياز على هذه العقارات إال أن القضاء يرفض طلباتها لعدم ارتكازها على أساس4.
1إدريس بنهاشم .حقوق االمتياز الواردة على العقار في القانون املغربين م .س ،ص .37
2قرار محكمة النقض عدد 559بتاريخ 23أبريل .2008ملف تجاري عدد . 2007/1/3/671أورده إدريس بنهاشم م .س ،ص .39
3تأمالت في مدونة الحقوق العينية ،الجزء الرابع ،الرهن الحيازي ،الرهن الرسمي حقوق االمتياز ،مطبعة املعارف الجديدة ،الطبعة األولى ،2017 ،ص .130
4جاء في قرار محكمة االستئناف التجارية بمراكش أنه“ :وحيث أن الخزينة العامة ال تتمتع باالمتياز من أجل الضرائب والرسوم إال على املحاصيل والثمار واألكرية ،فإن التعرض الواقع من طرفها
يبقى غير مبرر ،يتعين رفعه . .”.قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش رقم 1065بتاريخ ،2015 -07 -09ملف رقم
، 1552 / 1741 / 06 / 1ملف تجاري( ،غير منشور) – .ونفس املوقف يسري حيث جاء في أمر استعجالي …“ :وحيث أن إدارة الضرائب ليست لها األولوية في اخذ ما تستحقه من منتوج بيع العقار،
بل إن االمتياز الذي يقرره الفصل 106من مدونة التحصيل يباشر على الثمار واألكرية وعائدات وعلى مصالحه” العقارات .وبالتالي يكون تعرضها غير مقبول ويتعين تدخل قاض ي املستعجالت
لرفعه ملا فيه من خطر على الدائن املرتهن
26
وفي األخير فالرأي ،وفق اعتقاد بعض الباحثين ،أن املشرع املغربي كان موفقا في هذا الخصوص بعدم إدراجه للعقارات من ضمن
الحقوق التي تتمتع باالمتياز ،بالرغم أنه هناك من ينادي بتدخل املشرع لتمدید امتياز ديون الخزينة ليطال العقار أيضا ،كضمان لتحصيل
أوفر للديون العمومية بما فيه من مصالح للجميع1.
ومن مبررات هذا االتجاه أن مصير الديون الضريبية املترتبة على العقار واململوكة للمدين تبقى رهينة بوضعية العقار والتحمالت املترتبة
عليه ،وطبيعة الدائنين اآلخرين ومدى تمتعهم بامتيازات من عدمها ،بعبارة أخرى أن االمتياز إذا كان لصيقا بعقار بحد ذاته سيسهل من
تحصيل الدين العمومي.
إال أن هذا االتجاه لم يفكر في العالقة التي تجمع أطراف إجراءات التحصيل ،أنها غير متوازنة باألساس واملشرع املغربي رغبة منه حاول
تحقيق نوع من التوازن وبالتالي تحقيقا للعدالة والنجاعة في استيفاء ديون الخزينة ،وملا ال وحماية امللكية العقارية العائدة للمدين الضريبي
على اعتبارها محور التنمية في مختلف أنماط الحياة.
وما يؤكد هذا هو أن املشرع املغربي رغم تماطل املدين الضريبي على أداء ما بذمته لم ينص على حجز عقاراته مباشرة أو كثاني إجراء،
وإنما جعل أمر حجز العقارات من أخر إجراءات التحصيل الجبري للديون العمومية ،اللهم إذا كان هناك رهن رسمي لفائدة الخزينة ويفوق
قيمته 200.000درهم ،وهذا ما سوف نتطرق إليه في املطالب املوالي.
من حيث املبدأ نجد عملية توزيع ثمن املبيع ال يثير مشاكل عندما يكون هناك دائن واحد ينفرد بحصيلة التنفيذ ،أو دائنين متعددين
تكفي الحصيلة املذكورة للوفاء بحقوقهم جميعا ،بعبارة أخرى أن ترتيب الضمانات العينية ال تكون له أهمية عند وجود دائن واحد أو أن
حصيلة التنفيذ كافية لسداد الدين.
وإنما املشاكل والصعوبات تثار عندما يتزاحم الدائنون ذوي املراتب املختلفة على حصيلة غير كافية لسداد كل الديون ،حيث يتعين
حصر الدائنين وبيان مراتبهم كحق االمتياز والرهن ،وإذا اتحدت رتبة الدائنين أجريت محاصة بينهم.
على أي ،فعند تزاحم الدائنين ذوي الضمانات العينية فإن ترتيبهم يكون على الشكل التالي:
1منير القادوري – مراتب حقوق االمتياز في التشريع املغربي – رسالة لنيل دبلوم املاستر في قوانين التجارة واألعمال ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،وجدة،
السنة الجامعية ،2017-2016ص.168 :
27
البداية تكون بالدائنين املمتازين ،ثم الدائنين أصحاب الضمانات (الرهن الرسمي والرهن الحيازي) ،وبعدهم الدائنين العاديين ،وفي
حالة تزاحم دينان امتيازيان أحدهما خاص وآخر عام ،فإن الدين املمتاز الخاص يقدم على الدين املمتاز العام ،وإذا تزاحم حق امتياز واقع
على عقار مع حق امتياز وارد على منقول ،يقدم االمتياز الواقع على العقار1.
وفي حالة تزاحم دين مضمون برهن مع دين عادي ،فإن أولوية االستيفاء تكون للدائن املرتهن ،وعند تعددهم ،األسبقية تكون بتاريخ
القيد في السجل العقاري متى تعلق األمر برهن رسمي ،2وال يعتد برتبة الرهن األسبق تاريخا مالم يقيد أو قيد وشطب عليه فيما بعدا ،وإذا
تعددت الديون املمتازة أو العادية وكانت من رتبة واحدة ،فإن الدائنين يستوفون ديونهم وفق نسبتها ،أي عن طريق املحاصة ،3هذا ما سنحاول
التطرق إليه في الفقرة املوالية ،عندما تكون الخزينة العامة طرفا أو بمفردها.
الفقرة الثانية :مركزالخزينة العامة على مستوى توزيع حصيلة التنفيذ على العقار
في بعض الحاالت قد تتعدد الحجوزات ،كأن يكون كل حجز مستقل عن الحجز اآلخر ،وتالفيا لتضارب املصالح وحتى ال تضيع مصالح
بعض الدائنين ،عمل املشرع على التنسيق ووحدة اإلجراءات حتى ال يقع تضارب إجراءات التنفيذ على عقار واحد.
فقد حدد املشرع بكيفية دقيقة املسطرة املتبعة في هذه الحالة وذلك في الفصل 466من ق.م.م بحيث أنه في حالة تعدد الحاجزين على
العقار ،فإنهم ال يباشرون جميعا اإلجراءات املسطرية للتنفيذ ،بل يقدم واحد على مباشرة إجراءات التنفيذ على العقار على سبيل االنفراد،
ويكون بطبيعة الحال هو الحاجز األول ،كما تبقى الحجوزات الالحقة للدائنين املوالين صفة طرف في املسطرة.
هذا وقد منحهم املشرع حق التدخل أو التعرض(إن الفرق بين التعرض والتدخل أن األول يكون عندما ال توجد لطالبه وثائق تعتبر
سندات تنفيذية قابلة للتنفيذ ،أما الثاني فالعكس يكون عندما توجد لطالبه وثائق قابلة للتنفيذ) بين يدي العون املكلف بالتنفيذ ،كما يحق
لهم كذلك مراقبة اإلجراءات و طلب متابعتها إن لم يقم بذلك الحاجز األول.
على أي ،عندما يحصل أن يتدخل دائن أخر في عملية الحجز أو يتعرض على ذلك لكي يحفظ حقه في الحصول على دينه بعد البيع،
فإن األمر يذهب بنا إلى تصور فرضيتين ،سنعمل على ذكرها كالتالي:
إذا كانت الخزينة العامة وحدها دائنا حاجزا ،فإنها تتسلم مبلغ الدين من الثمن ،أي منتوج بيع العقار باملزاد العلني ،ويدفع املحاسب
الباقي بعد خصم املصاريف والزيادات املتحصلة الى املدين ،ويسلم وصال او تصريحا له.
1هشام لحسيني ،حقوق االمتياز الواردة على املنقول ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في قانون العقود واألعمال جامعة محمد األول ،الكلية املتعددة التخصصات الناظور ،السنة الجامعية
.2017/2016
2عبد الواحد شعيرة ،إشكالية الرهن الرسمي كضمان بنكي في التشريع املغربي بين النظرية والتطبيق ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء ،سنة
1995ص .149-148
3وعند رغبة أحد الدائنين في االعتراض على مشروع التوزيع ،فعليه التقيد بمقتضيات الفصل 508من ق م م والتقدم بمقال إلى املحكمة االبتدائية التي صدر عنها التي صدر عنها املشروع داخل
أجل ثالثين يوما من تاريخ التوصل بالتبليغ ( استدعاء يقدم عند االنتهاء من إنجاز مشروع التوزيع باملحاصة ) يجب أن يقدم هذا املقال طبقا ملقتضيات الفصلين 31و 32من ق م م مع إرفاقه
بالوثائق املؤيدة له ،وهي نفسها الوثائق ( السند التنفيذي) التي سبق اإلدالء بها قبل إنجاز مشروع التوزيع القضائي ،ومن آثار هذا االعتراض أنه يوقف إجراءات التوزيع إلى حين البت فيه بمقتض ى
حكم نهائي ،قابل للطعن فيه بالطرق العادية واالستئنافية ،وبصيرورة التوزيع نهائيا…واكتسابه قوة الش يء املقض ي به ،يقوم رئيس املحكم ة بالتأشير على القوائم النهائية للتوزيع ،وتسلم للدائنين
املعنين باألمر ليستوفوا قيمة دينهم في صندوق كتابة ضبط املحكمة وذلك وفق األنصبة التي حددها القاض ي في قائمة التوزيع النهائية.
28
ثانيا :حالة وجود دائنين متعرضين
قد يتعدد الدائنون فتثار مسألة توزيع حصيلة بيع العقار املحجوز حسب الترتيب واالمتيازات.
وكما تمت اإلشارة إليه أنفا ،فإن املقصود بالترتيب ،أي ترتيب الدائنين املتمتعين برهن ،ففي هذه الحالة ،أي حالة تزاحم دين مضمون
برهن ،فاألسبقية تكون حسب تاريخ القيد بالسجل العقاري ،وال يعتد برتبة الرهن املسبق تاريخا ما لم يقيد او قيد لكن شطب عليه ،بمعنى
أن العبرة بالتقييد وليس بإبرام عقد الرهن.
أما بالنسبة لالمتيازات ،عادة ما يثار نزاع عند بيع العقار باملزاد العلني بشأن االمتياز بالنسبة للدائنين وخاصة حينما تكون الخزينة
العامة من بين الدائنين ،وهنا يجب التذكير بأن النص األول املتعلق بتحصيل الديون العمومية وهو ظهير 06يناير 1916امللغى ،حيث كان
يعطي للخزينة حق االمتياز في املنقول والعقار (الفصل ، )17وبذلك لم يكن يثار مشكل فيما يخص حق االسبقية بالنسبة للخزينة العامة
أمام القضاء.
غير أن هذا الحق لم يتم التنصيص عليه في القوانين التي تلت هذا النص ،ويتعلق االمر طبعا بظهير 22نوفمبر وظهير 21غشت 1935
والقانون االخير رقم 15.97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ،بمعنى أن املشرع تراجع عن موقفه بخصوص منح امتياز عقاري للخزينة
العامة على العقار.
ليس هذا وفقط ،فالقضاء أكد ذلك من خالل مجموعة من االحكام و القرارات ،بمعنى أكد غير ما مرة على عدم إعطاء حق األسبقية
و االمتياز للخزينة العامة عند بيع العقار ،من ذلك مثال الحكم الصادر عن ابتدائية الرباط بتاريخ 27/10/1926و الذي قض ى بأنه ":بموجب
ظ 1924/11/22فإن الخازن العام يملك بالنسبة الستخالص الضرائب املباشرة و الرسوم املماثلة امتيازا عاما على املنقوالت و امتيازا خاصا
على املحاصيل و الثمار و اكرية و مداخيل العقارات املفروضة عليها الضريبة ،إال أنه ال يملك امتيازا على االموال العقارية للمدينين"1.
ونفس النهج سار عليه القضاء في ظل ظهير ( 1935/08/21راجع مقتضيات القرار بمجلة القضاء والقانون ،العدد ،150السنة الثانية
والثالثون ،ص 204 :إلى ، ).208كما أنه ومن خالل استقرائنا لبعض األحكام الصادرة في ضوء مدونة تحصيل الديون العمومية ،يالحظ أنها
أكدت ،وعن صواب ،أن ال امتياز لحقوق الخزينة على العقار ،ولقد أكدت محكمة النقض على هذا األمر في عدة اجتهادات نذكر منها مثاال ال
حصرا ،القرار 2الذي جاء فيه" :حيث إن الدين محل التعرض الذي تقدم به املحاسب مترتب عن واجبات التسجيل التكميلية … وبمقتض ى
القانون رقم … 15.97خاصة املواد من 105إلى 116املتعلقة بالضمانات و االمتيازات ،فإن الدين املذكور غير مشمول بحق االمتياز الذي
يعطي للخزينة حق األفضلية في استيفائه قبل الديون املضمونة برهن رسمي على عقار محفظ من منتوج بيع هذا العقار مما ال مجال للتمسك
بمقتضيات املادة 100من القانون نفسه "3.
1ابراهيم زعيم املاس ي ،املرجع العلمي في االجتهاد القضائي اإلداري ،مطبعة النجاح الجديدة ،دون ذكر العدد ،ص.606 :
2قرار املجلس األعلى عدد 123الصادر بتاريخ 2004/01/14في امللف املدني عدد .2002/1/1/4400
3وهو نفس ما أكد عليه القرار عدد ،896الصادر بتاريخ 2004/07/9في امللف التجاري عدد . 2002/516قرار منشور بجريدة ” الصباح” ،العدد ،1810السنة السادسة ،بتاريخ ،2006/02/01
ص.6 :
29
إذن بعد هذه املعطيات ،فإن الخزينة العامة ال يكون لها امتياز عقاري ،وعند تصادمها مع دائنين مرتهنين ولها رهن ،فهنا تكون األسبقية
حسب التاريخ الذي تم فيه تقييد الرهن ،أما إذا لم تكن تملك رهن واصطدمت مع دائنين مرتهنين ،فإن هؤالء لهم األسبقية ،حيث تعتبر
الخزينة في هذه الحالة دائنة عادية.
30
املبحث الثاني :الحماية القانونية للدين العمومي بين امتيازات اإلدارة
وضمانات امللزم
31
املطلب األول :الحماية القانونية للدين العمومي
سن املشرع املغربي مجموعة من املقتضيات ذات الطبيعة الجنائية ،تضمنتها كل من املدونة العامة للضرائب ومدونة تحصيل الديون
العمومية واملدونة العامة للجمارك والضرائب غير املباشرة ،الغرض منها هو حماية ديون الدولة الجبائية وذلك من خالل تجريمه لكل من
الغش الضريبي ،وكذا التهريب الجمركي.
وقبل ذلك عمد املشرع إلى إقرار آلية املراقبة الضريبية كوسيلة للوقاية من جريمة الغش الضريبي ،باعتبارها األداة التي بدونها ال يمكن إثبات
هذه الجريمة ،خاصة في شقها الوعائي ،كما أنه تناول جريمة الغش الضريبي ،من خالل تحديده لألفعال املادية املكونة لهذه الجريمة،
واملسطرة التي تثار بها املتابعة الجنائية ،وكذا نوع وطبيعة العقوبات املطبقة على مرتكبيها.
وفي إطار السلطات التي منحها املشرع لإلدارة العامة للضرائب ،والهادفة إلى التحقق من صحة ومصداقية اإلقرارات التي يقدمها امللزم ،ومدى
مطابقتها لألحكام والقواعد الضريبية ،فقد أصبح من حق هذه اإلدارة االطالع على جميع الوثائق واملستندات ،سواء تلك التي يستعملها هذا
امللزم أو تلك التي هي بحوزة الغير ،سواء كان هذا الغير شخصا ذاتيا ،أو سواء كان شخصا معنويا عاما أو خاصا ،وإلى جانب حق االطالع،
واملمنوح حصرا إلى للخزينة العامة للمملكة بهدف تحققها من الذمة املالية ملدينيها ،فقد خول املشرع لإلدارة العامة للضرائب زيادة على هذا
الحق ،حقا آخر هو حق املراقبة بمفهومه الضيق الذي ينصرف أساسا إلى الفحص والتثبت من مضمون الوثائق املحاسبية.
ومنه فإنه لإلحاطة بهذا الجانب من املوضوع سيتسنى لنا تناول الشق الخاص بحق االطالع (الفرع األول) من جهة ،وكذا الحديث عن حق
الفحص (الفرع الثاني) من جهة أخرى.
وإذا ما عدنا إلى التشريعات التي تنظم هذا الحق ،حيث يالحظ أن مجاالت استعماله وغاياته تختلف بالنسبة لكل من اإلدارة العامة للضرائب
(الفقرة األولى) وكذا الحق املمنوح للخزينة العامة للملكة (الفقرة الثانية)
يقصد بحق االطالع ، 1السلطة التي منحها املشرع لإلدارة العامة للضرائب-كمؤسسة ذات طابع وقائي -وذلك بهدف التحق من احترام امللزم
للقواعد الضريبية ،ويتبلور مفهوم هذا اإلجراء في املمارسة العملية ،من خالل تمكين أعوان هذه اإلدارة من حق االطالع على جميع الوثائق
واملستندات املوجودة بحوزة املمول أو لدى الغير .2وهي وثائق تفيد اإلدارة املعنية في مراقبة وربط الضريبة املستحقة على امللزم ،وفي الكشف
عن اعمال الغش التي قد يلجا إليها بعض امللزمين.
مجال حق االطالع:
يمتد موضوع حق االطالع حسب املادة 214من املدونة العامة للضرائب ليشمل وثائق املصلحة أو الوثائق املحاسبية املوجودة في حوزة إدارات
الدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العامة وكل هيئة خاضعة ملراقبة الدولة دون إمكانية االعتراض على ذلك بحجة كتمان السر املنهي؛
ومجموع هذه الوثائق تساعد في مراقبة وربط الضريبة الواجبة على امللزم ،إضافة وبطبيعة الحال إلى جميع الوثائق األخرى الواجب مسكها
من طرف هذا األخير ،بمناسبة مزاولته لنشاط خاضع للضرائب والواجبات والرسوم .وفي مقدمة هذه الوثائق التي تعكس كل ما يتعلق
بالعمليات التجارية للملزم ،نجد الدفاتر املحاسبية والقوائم التركيبية ،باإلضافة إلى ملف املرسالت الصادرة والواردة2.
ولإلشارة فإن حق االطالع املخول لإلدارة العامة للضرائب في هذا املجال ال يقتصر فقط على مجرد طلب الحصول على نسخ ،بل إن القانون
قد خولها إمكانية االطالع على أصل الوثائق املتضمنة لجميع البيانات واملعلومات ،التي وعلى ضوئها يتسنى تحديد الوعاء الضريبي وبالتالي
مراقبته .ويمتد حق اإلطالع بالنسبة للشركات إلى كل ما يتعلق بمحاضر جلسات الجمعيات العمومية وتقارير لجان الحسابات ،ومحاضر
املخالفات ملجالس اإلدارة .3غير أن هذا الحق ينبغي أن يمارس دائما في حدود ما تحتاجه اإلدارة من عناصر وبيانات مفيدة في ربط الضريبة،
وفي نطاق مايسمح به القانون.
ومن حيث األشخاص املستهدفين من وراء حق االطالع ،يأتي في مقدمتهم امللزم نفسه ،سواء كان امللزم شخصا طبيعيا أو معنويا خاصا أو
عاما ،وقد يكون أيضا وطنيا أو أجنبيا .وباإلضافة إلى امللزم ذاته ،فقد أشارت املادة 214من املدونة العامة للضرائب إلى أطراف أخرى يمكن
أن تكون محال لحق اإلطالع وذلك بسبب مسكها لوثائق محاسبية تهم امللزم بالضريبة ،وهم على التوالي :غدارات الدولة والجماعات املحلية
واملؤسسات العامة وكل هيئة خاضعة ملراقبة الدولة ،دون إمكانية االعتراض على ذلك بحجة كتمان السر املنهي .وكذلك القضاة املكلفين
بالتوثيق ،بل وحتى مصالح الضرائب التابعة لدولة أخرى ،وإذا كانت تربطها باملغرب اتفاقيات لتفادي االزدواج الضريبي.
لكي تتمكن اإلدارة العامة للضرائب من ممارسة حقها في االطالع ،نجد أ ،املشرع قد قيدها بداية بتقديم طلب مكتوب يتضمن عنوانها ورقم
هاتفها إلى الجهة التي ترغب في الحصول على معلومات منها .4إال أن ممارسة هذا االجراء لم يتم ربطه بأجل معين ،مما جعل جانبا من الفقه5
يتسائل عما إذا كان يجوز ممارسة حق االطالع بغثة ،وتأجيل تقديم طلب للملزم إلى غاية اللحظة التي تسبق الشروع فيه مباشرة .وإذا كان
مثل هذا التسائل يبدو مشروعا ويخدم املصلحة املالية للدولة ،بل وله ما يبرره من جوانب متعددة فإن املشرع الضريبي ،قد انطلق من مبدأ
عام أال وهو مراعاة بداية حسن نية امللزم6.
1سعيد املرتض ي" ،الحماية القانونية لديون الدولة الجبائية باملغرب" ،أطروحة لنيل الدكتوراه ،جامعة محمد الخامس-كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال -الرباط ،السنة
الجامعية 2011-2010
املغربي الجديد ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدارالبيضاء ،السنة ،1999ص 125 :ومابعدها. التجاري القانون 2فؤاد معالل ،كتاب شرح
3محمد شكيري ،مرجع سابق ،ص .257
4يحيى الصافي ،عبدهللا البوكري وأحمد البوعزاوي" ،الضريبية على القيمة املضافة " ،املطبعة والجهة الناشرة ومكان النشر والسنة غير مذكورين ،ص .146
5سعاد بنور" ،العمل القضائي في املادة الجبائية ،دراسة تحليلية :قانونية ،فقهية وقضائية مع احدث االجتهادات القضائية الصادرة عن املجلس األعلى" ،دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع،
الرباط ،السنة ،2003ص .163
6سعيد املرتض ي ،مرجع سابق ،ص 23
33
باإلضافة إلى ذلك ،فقد ابتغى املشرع من وراء تنصيصه على اإلعالم املسبق باليوم والساعة اللذان سيجري فيهما حق االطالع ،تيسير عملية
إجراء هذا الحق ،وذلك حتى ال يفاجأ أعوان مصلحة الضرائب بأي عائق يحول دون ممارستهم له ،من قبيل ،وعلى سبيل املثال ال الحصر
غياب الشخص املسؤول عن مسك الوثائق املحاسبية1.
واملالحظ أن حق االطالع يتم تفادي ممارسته بأماكن امللزمين سواء منهم األشخاص الطبيعيين أو اإلعتباريين املقصودين ،إذا أدلى املعنيون
باألمر باملعلومات كتابة ،أو عملوا على تسليم الوثائق مقابل إيصال ألعوان اإلدارة الضريبية2.
سعى املشرع من وراء تنصيصه على حق اإلدارة العامة للضرائب في االطالع على األوراق واملستندات املحاسبية املوجودة بحوزة امللزم ،أو تلك
التي توجد لدى الغير ،ولها عالقة بمزاولته لنشاطه ،إلى مراقبة مدى تقيد هذا امللزم بأحكام وقواعد القانون الضريبي.
وبمعنى آخر التحقق بداية من وعائه الضريبي ،ومن تم مقارنته بما جاء في إقراراته .األمر الذي يؤدي في نهاية املطاف إلى الوقاية من الغش
الضريبي ،مادام أن كل ملزم يعلم علم اليقين أنه ممكن أن يتعرض في كل وقت وحين إلى هذا النوع من املراقبة الضريبية ،املبنية في غالب
األحيان من جانب اإلدارة الضريبية على تقديم طلبات لالستيضاح والتبرير بشأن بعض الوثائق ،أو بعض العمليات املحاسبية التي قام بها
امللزم ،وقد ينتهي األمر بهذا األخير إلى متابعته جنائيا ،فيما إذا ترتب عن ممارسة حق االطالع الكشف عن ارتكابه ملخالفات جسيمة.
إال أنه ورغم ذلك ،فإن حق اإلدارة العامة للضرائب في االضطالع ما يزال محدودا في التشريع املغربي ،ولم يرق إلى مستوى ما نصت عليه بعض
التشريعات ،كما هو الحال في فرنسا ،حيث إن مجال ممارسة هذا الحق يمكن أن يصل إلى حد تفتيش مسكن امللزم ،إذا كانت هناك دالئل
تشير إلى أن هذا األخير قد ارتكب مخالفات تتمثل في التهرب من تأسيس أو أداء الضريبة3.
كما أنه يتعين على مديرية الضرائب وهي بصدد مباشرتها لحق االطالع ،ان تتحقق من كون املعلومات التي تسعى للحصول عليها ،هي ذات
أهمية فعال في ربط ومراقبة الضريبة موضوع هذا الحق.
منح املشرع املغربي ،من خالل املادة 128من م.ت.د.ع ،للمحاسبين املكلفين بالتحصيل التابعين للخزينة العامة للمملكة ،امتياز ممارسة حق
االطالع في مواجهة مدينيها وأطراف أخرى .واملقصود بحق االطالع في هذا اإلطار تمكين هؤالء املحاسبين من املعلومات واالستيضاحات الكافية،
املفيدة في معرفة واالحاطة بالذمة املالية للمدين ،بهدف تيسير عملية استيفاء الديون العمومية ،ومحاولة تفادي مختلف الوسائل االحتيالية
التي قد يلجأ إليها ذوو النيات السيئة بغاية التملص من أداء الضريبة.
إن حق اإلطالع الذي تتمتع به الخزينة العامة للمملكة ال ينصب موضوعه فقط على الوثائق واملعلومات املتعلقة باملدين ،تبعا ملا نصت عليه
املادة 128من م.ت.د.ع .وإنما ينصرف أثره ليطال أطرافا أخرى ذكرتهم املادة 129من م.ت.د.ع.
مكن املشرع املغربي صراحة الخزينة العامة للمملكة من حق اإلطالع على جميع الوثائق واملعلومات التي تخص املدين ،بصرف النظر عن نوع
وطبيعة هذه الوثائق واملعلومات .فصياغة املادة 128من م.ت.د.ع جاءت بشكل عام ،ولم تحصر األمر في معلومات أو وثائق محددة بعينها.
ولعل الغاية من ذلك كله هو مساعدة وتمكين املحاسب املكلف بالتحصيل من استخالص ديونه العمومية دون أي عائق أو إشكال قد يعترض
عمله في هذا الشأن.
مدد املشرع املغربي ممارسة حق اإلطالع ليشمل باإلضافة إلى املدين أطرافا أخرى حددها على سبيل الحصر ،وهي أطراف تفيد حقيقة في
معرفة الذمة املالية للمدين بشكل دقيق اليقبل أي تخمين أو تقدير .بل وتعين أيضا على معرفة مدى قدرته على الوفاء بديونه ،من خالل ما
تتوفر عليه هذه الجهات من وثائق ومعلومات قد اليتمكن املحاسب املكلف بالتحصيل في عالقته مع املدين من الوصول إليها مباشرة .ومن
الناحية العملية يالحظ أن املحاسب املكلف بالتحصيل في عالقته غالبا ما يلجأ وهو بصدد مباشرته إلجراءات االستخالص إلى حق اإلطالع ،
من خالل مراسلة أو اإلتصال املباشر بالوكالة الوطنية للمحافظة العقارية ،ملعرفة مثال ما إذا كان املدين يملك عقارات أو أية حقوق عينية
عقارية ،وسائر التفويتات التي قام بها.
كماكما أنه قد يلجأ إلى مصلحة السجل التجاري باملحكمة التجارية ،والتي تفيده أيضا في التثبت مما إذا كان املدين يملك أصوال تجارية ،هذا
دون إغفال أيضا الدور الذي تقوم به في هذا املجال املؤسسات البنكية ،من خالل إطالع املحاسب املكلف بالتحصيل على الحسابات البنكية
املفتوحة لفائدة مدينيه ،ومبلغ أموالهم املودعة لدى هذه املؤسسات ،وسائر العمليات البنكية التي قاموا لها .وكذا الخدمة التي تسديها في
هذا املجال ،السلطات املحلية بواسطة أعوانها من مقدمين وشيوخ ،والتي تفيد كثيرا في الوصول إلى األموال املنقولة أو العقارية العائدة ملديني
الخزينة العامة للمملكة2.
هذا وتجدر اإلشارة إلى ان لفظة املدين الواردة في املادة 128من م.ت.د.ع في إشارة إلى الشخص الرئيس ي املستهدف بالدرجة األولى من حق
االطالع ،ال تقتصر فقط على املدين باملفهوم الضيق للكلمة أي املدين األصلي ،وإنما تشمل أيضا في دالالتها القانونية الغير الحائز ،كاملوثق
واملحامي وكاتب الضبط وغيرهم ،إضافة إلى املدين املودع له ،وهنا نذكر على سبيل املثال ال الحصر املؤسسات البنكية3.
35
وإذا كان حق اإلطالع املمنوح للخزينة العامة يشبه ذاك الذي تستفيد منه الغدارة العامة للضرائب من جوانب متعددة ،فإنه ومع ذلك يبقى
حقا محدودا من حيث النتائج املتوخاة منه ،وبالتالي فإنه ال يستوفي الغرض املرجو منه أال وهو الوقاية التامة من الغش الضريبي ،وتتجلى
محدودية هذا الحق في تلك القيود التي نص عليها املشرع من قبيل الحفاظ على السر املنهي ،وعدم توقيع جزاءات جنائية على ممثلي األشخاص
املعنوية العامة كاإلدارات العمومية ،عند امتناعهم عن إعطاء معلومات تخص املدينين بالضريبة.
إن مباشرة إجراءات حق االطالع تتم بمبادرة من املحاسب املكلف بالتحصيل ،الذي يوجه في هذا الشأن طلبا مكتوبا إلى الطرف أو الجهة التي
يفترض فيها أنها تتوفر على وثائق أو معلومات تتعلق باللمدين ،والتي تكون ذات أهمية تساعد على استخالص الدين العمومي ،ويجب أن يتم
توجيه هذا الطلب بواسطة البريد املضمون ،مع اإلشعار بالتوصل1.
وباملقابل فقد أوجبت املادة 130من م.ت.د.ع على الطرف الذي يتلقى الطلب ،أن يجيب عليه داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ توجيهه
إليه .إال أنه كان على املشرع أن يحتسب صراحة أجل خمسة عشر يوما من تاريخ تبليغ الطلب إلى الجهة املعنية وليس من تاريخ توجيهه ،ألن
ذلك من شأنه أن يثير الكثير من اإلشكاالت واملنازعات خاصة أمام القضاء ،الذي عليه أن يعيد تفسير املادة 130من م.ت.د.ع بما يكفل
تجاوز ما شاب النص من قصور.
أهداف حق االطالع:
تتجلى الغاية األساس من لجوء املحاسب املكلف بالتحصيل إلى حق اإلطالع ،هو مساعدته على تيسير عملية استخالصه ملستحقاته
العمومية ،من خالل كشفه عن الذمة املالية ملدينه والتصدي للوسائل االحتيالية التي قد يلجأ إليها بعض املدينين ،بهدف تملصهم من الوفاء
بالتزاماتهم الضريبية.
وعليه فإن حق اإلطالع املمنوح للخزينة العامة للمملكة على مستوى تحصيل ديونها العمومية ،اليختلف عن ذاك الذي تم إيالؤه لإلدارة العامة
للضرائب ،من حيث أنهما كالهما يلتقيان في هدف واحد هو الوقاية من الغش الضريبي .ذلك ألن هذا امللزم أو املدين يعلم في قرارة نفسه أن
هناك وسيلة نص عليها املشرع وجعلها رهن إشارة اإلدارة الضريبية ،من شأنها إن تم اللجوء إليها الوقوف على الوضعية الضريبية واملالية
الحقيقية لهذا املمول أو امللزم أو املدين غير تلك التي شابها التدليس أو الغش.
36
الفرع الثاني :حق الفحص الضريبي
يعتبر حق الفحص الضريبي أو حق املراقبة الضريبية كما عبر عنه ونظمه املشرع املغربي في املدونة العامة للضرائب ،1األسلوب أو الشكل
الثاني للمراقبة الضريبية لعد حق اإلطالع .وينصب موضوعه أساسا حول التحقيق املجرى على محاسبة امللزم وعلى الوثائق املؤيدة لها .ولكي
نقترب من اإلحاطة بهذا الحق الذي تم التنصيص عليه أساسا بهدف الوقاية من الغش الضريبي.
أحجم املشرع املغربي عن وضع تعريف لحق الفحص الضريبي ،ولكن من خالل قراءتنا للمادة 210من م.ع.ض يتبين لنا بأنه قصد بهذا الحق،
صالحية اإلدارة العامة للضرائب في مراقبة اإلقرارات والعقود وكافة الوثائق املحاسبية العائدة للملزم ،واملستعملة لفرض الضرائب
والواجبات والرسوم .ويذهب جانب من الفقه 2إلى القول ،بأن املراقبة الضريبية تعني امتياز اإلدارة في القيام ببعض العمليات للتحقق من
صحة فرض الضريبة ،بهدف الوصول إلى ما يلي :
وحسب هذا الفقه أيضا ،فإن مفهوم حق املراقبة يصنف إلى مراقبة يتم مباشرتها داخل مصالح اإلدارة الضريبية وتشمل ما يقدم إليها من
وثائق ،ومراقبة توصف بالخارجية تمارس باملحل الذي يزاول به امللزمين نشاطهم االقتصادي ،وذلك من أجل التأكد من قانونية املحاسبة.
واملالحظ أن هذا التعريف األخير يتجاوز تحديد مفهوم حق الفحص الضريبي إلى إبراز بعض غاياته وأصنافه .على أن تعريفا آخرا لهذا الحق
عمد إلى حصر هذا األخير في املراقبة أو التحقق في عين املكان ،أي داخل املقاولة من املحاسية وباقي الوثائق الداعمة لها ومقارنتها مع مضمون
تصريحات امللزم .3بينما ووفق مفهوم آخر ملضمون حق الفحص الضريبي قد أضاف إلى ما سبق عنصرا آخرا ،هو التحقق من حقيقة املركز
الضريبي للملزم في حالة تخلفه باملرة عن تقديم إقراراته ،وليس فقط حين يعتري إقراره إغفاال أو نقصانا.4
وفقا ملا جاء بمقتضيات املادة 210من م.ع.ض يتم ممارسة حق الفحص من طرف مأمورين محلين تابعين لإلدارة العامة للضرائب ،متوفرين
على األقل على رتبة مفتض مساعد ،ومعينين للقيام بهذه املهمة .ويتم الشروع في تحقيق املحاسبة بمجرد مرور أجل 15يوما من التاريخ الذي
تم فيه تبليغ إشعار بذلك إلى امللزم ،حسب ما تقض ي بذلك املادة 212من م.ع.ض.
ويشمل هذا الفحص املجرى داخل املقاولة الخاضعة للتحقيق ،التأكد من مسك املقاولة لكل السجالت والوثائق التي يستلزمها القانون في
هذا الشأن.5
وحددت الفقرة الرابعة من املادة 212من م.ع.ض ،املدة الزمنية التي يمكن أن تستغرقها عملية الفحص ،وهي تتراوح كأقص ى حد بين ستة
أشهر وإثني عشر شهرا ،وذلك بالنظر إلى رقم معامالت املنشأة أو املقاولة .كما فرضت هذه املادة على املفتش املكلف بالتحقيق أن يشعر
امللزم أو الخاضع للضريبة بتاريخ انتهاء الفحص .إال أنه إذا كانت كل املقوالت كمبدأ عام تخضع ملثل هذه املراقبة ،فهل هناك معايير او عناصر
معينة تجعل مصلحة الضرائب تخضع باألولوية مقاولة دون أخرى لهذه املراقبة؟2
باالعتقاد أنه ،ومن الناحية العملية ،هناك العديد من املعايير أو املعطيات التي يتم إعمالها في هذا الشأن ،منها على سبيل املثال ال الحصر
حجم املقاولة ورأسمالها واملجال الذي تستثمر فيه أموالها واملداخيل املصرح بها عبر سنوات معينة ،واملعلومات املحصل عليها أو املقدمة من
طرف فرق التحقيقات التابعة ملديرية الضرائب.
ومن وجهة نظر بعض الفقه 3أن وجود مثل هذه املعايير وغيرها يبرره العدد الكبير من التصريحات أو اإلقرارات التي تتوصل بها املصلحة
الضريبية ،والتي من الناحية الواقعية يستحيل مباشرة بصددها جميعها مراقبة معمقة ،وبطريقة ممنهجة ومنتظمة تتوخى تأمين الدقة
التامة.
إن الهدف من ممارسة حق الفحص من طرف اإلدارة العامة للضرائب له تجليات متعددة ،ويمس جوانب مختلفة لها عالقة بامللزم وباملوارد
العامة للدولة ،وباالقتصاد الوطني ككل .فهذه املراقبة تهدف إذن إلى فحص التصريحات أو اإلقرارات املقدمة من طرف املمولين ،والكشف
عن حاالت الغش الضريبي ،وتحقيق شروط منافسة عادلة بين األطراف املتدخلة في النشاط االقتصادي ،وأيضا إصالح الضرر الذي قد يلحق
باملوارد العمومية للدولة .4هذا دون إغفال ما ترمي إلى تحقيقه هذه املراقبة أيضا من تماسك ،ودوام أو استمرارية للنظام التصريحي الضريبي.
كما أن الباحث واملدير العام للضرائب سابقا السيد نور الدين بنسودة ،هو اآلخر يؤكد على أن املراقبة تلعب أيضا دورا رادعا للملزمين،
وتسمح لإلدارة بأن تضطلع بمهمة تربوية ،تحمل املكلف أو امللزم على الوعي بواجباته الضريبية ،املبنية على املواطنة.5
ويعتقد بعض الباحثين 6أنه ولتعزيز آلية الفحص الضريبي والرفع من نسبة التحصيل املالي ،يتعين على املشرع إدخال تعديل على م.ع.ض
يرمي إلى إقرار وسيلة تشدد من مراقبة قيمة التصريحات املدلى بها من طرف امللزمين خاصة املقاوالت الكبرى ،واملرتبطة مثال بالضريبة على
األرباح العقارية .إذ غالبا ما يلجأ العديد من امللزمين إلى تقديم إقرارات بأقل من القيمة الحقيقية للعقار املبيع ،بهدف أداء أقل مما يستوجب
1 Pierre Beltrame : la fiscalité en France, 9 édition, Hachette livre, 2003, P 139.
4سفيان أدريوش ورشيدة الصابري " ،تصحيح األساس الضريبي"-دراسة مقارنة -دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط ،ماي ،2002ص 37و .38
5 Noureddine Bensouda :L’évolution de la fiscalité marocaine, revue de finances et de fiscalité, N° 1, 2003, P : 18.
من خالل استعراض أهداف كل من حقي االطالع والفحص الذين تضطلع بهما اإلدارة العامة للضرائب ،أنه يمكن التمييز بينهما من خالل
اعتماد املعايير التي خلص إليها االجتهاد القضائي الضريبي ،والتي منها خاصة أن حق االطالع يرمي إلى الحصول من جانب اإلدارة على معلومات
مفيدة من أجل تحديد أساس وحساب الضريبة ،في حين أن حق الفحص أو تحقيق املحاسبة ينصب موضوعه على مراقبة املحاسبة ،وتوخي
الدقة والصدق في التصريحات املوقع عليها من طرف امللزمين ،وكذا التأمين ضد الغش الضريبي.
من وجهة نظر بعض الفقه 1فإن حق الفحص ،املنصب على محاسبة وإقرارات امللزم تترتب عنه نتيجتين أو حالتين متباينتين:
الحالة األولى :فإما أن املحاسبة املمسوكة من طرف امللزم وإقراراته جاءتا قانونيتين ومنتظمتين وال يشوبهما أي إخالل ،وبالتالي فلن -
تتخذ في حقه أية عقوبة أو جواء.
الحالة الثانية :وإما أن تكشف هذه املراقبة عن وجود اختالالت تفرض تدخل مصلحة الضرائب من أجل القيام بالتصحيح الضريبي، -
وهو ما يقع في أغلب األحيان.
وهذا التصحيح يراد به مراجعة أو إعادة النظر في األساس والعناصر التي احتسبت على ضوئها الضريبة .وفي هذه الحالة األخيرة نص
املشرع على جزاءات تنوعت بين الغرامات املالية ذات الطبيعة اإلدارية ،وبين العقوبات الجنائية املستندة على مبدأ تجريم الغش
الضريبي.2
املطلب الثاني :تحصيل الدين العمومي بين امتيازات اإلدارة الضريبية وضمانات
امللزم
وطرفا النزاع الجبائي كما هو معلوم دائما ،هما على التوالي الغدارة الجبائية التي تحرص على تنفيذ النظام الجبائي في مقابل امللزم الذي يخضع
للضريبة ويتحمل عبئها ،فالعالقة بين الطرفين بالضرورة غير متكافئة ،طرف قوي هو اإلدارة وطرف ضعيف هو امللزم بالضريبة ،إال أن هذا
ال يعني ان السلطة الجبائية أي اإلدارة الضريبية هي "سلطة مطلقة" ،كل ما في األمر ان لها سلطات واسعة تقتضيها طبيعة العمليات الجبائية
خصوصا في مرحلة التحصيل ،وينتج عن هذا وضعية قانونية خاصة للملزم بالضريبة في مواجهة اإلدارة الضريبية ،وعلى هذا األساس فقد
حرص املشرع املغربي على إحاطة هذه الوضعية بضمانات تمكن امللزم من صيانة حقوقه بشكل فعال في مواجهة اإلدارة الجبائية خاصة
عندما يثار نزاع بينهما.1
فامللزم باعتباره الطرف الضعيف ،كما سبق وأشرنا سابقا ،في املنازعة في حاجة إلى حماية قضائية وليس فقط حماية قانونية 2الختالف
منطق كل منهما في التعامل مع القاعدة القانونية ،حيث أن املنطق القضائي يتخذ طابعا واقعيا فيو يعمل على صياغة الحكم القضائي في
حالة محدودة مما ثبت لديه من وقائع الدعوى ،بينما املنطق القانوني يعمل على صياغة حكم بصورة عامة ،كما أن املنطق القانوني يركز فيه
على النظريات املجردة دون أن يعبأ بالناحية اإلنسانية فيمن تطبق عليهم أوامر القانون و نواهيه ،بينما في املنطق القضائي على القاض ي أن
يجعل العنصر األول في أحكامه العنصر اإلنساني الكامن وراء النظريات القانونية املجردة.
غير أنه ومن خالل املمارسة العملية فإن اإلشعار للغير الحائز يؤتي أكله بسرعة فائقة وهو وسيلة جد فعالة للحصول عمى املال العام من
طرف املتهربين من أداء الضرائب .وهذا اإلجراء وإن كان من قبل منصوصا عليه في ظهير 1935 / 8 / 21إال أنه و في إطار املدونة الجديدة تم
تفعيله و توسعة مجال استعماله.4
1عبد القادر تيعالتي " ،الضمانات الجبائية من خالل التشريع والقضاء" م.م.إ.م.ت .عدد 19ص22-21 :
2 Goulier – blauluet « vers un renforcement du contribuable » in droit de contribuable, état des lieux et perspectives sous la direction de Bernard hatous. Economica 2002. P
141.
3ذ .عزيز بودالي " :أهم محاور مدونة تحصيل الديون العمومية "...م .م .إ .ت .عدد 50ص 40 :و .46
4عبد املجيد الزالل" ،دور القضاء في النزاعات الناشئة عن تطبيق مدونة الديون العمومية" ،رسالة لنيل دبلوم السلك العالي في التدبير اإلداري ،املدرسة الوطنية لإلدارة ،السنة الدراسية -2004
،2005ص .108
40
باإلضافة إلى هذا نصت املواد من 84إلى 89عمى محاربة افتعال العسر من طرف بعض امللزمين وحددت عقوبات مالية وزجرية في حق هؤالء
إن ثبت افتعالهم ملعسر وحتى شركاء املدينين يتعرضون لنفس الجزاءات املنصوص عليها .كما ال يمكن إغفال أحد املستجدات الهامة التي
جاءت بها املدونة و التي ليا عالقة بمسطرة الفحص الجبائي procédure de redressementذلك أن املادة 29من املدونة نصت على أن امللزم
الذي يكون موضع مسطرة تصحيح جبائي يمكن للمحصل أن يباشر في حقه إجراءات تحفظية من شأنها املحافظة على ضمان الخزينة دون
أن تعرقل هذه اإلجراءات النشاط العادي للمقاولة ،و يرى بعض املختصين 1أن التنصيص على هذه املسطرة ال يخلو من مشاكل و عيوب،
فاإلعالم بالتصحيح هو وضعية مؤقتة في إطار مسطرة تواجهية أعطت الحق للملزم في مناقشة تلك التصحيحات و إثبات عدم صحتها أو
املغاالة في تقديرها بجميع الوسائل ،زيادة على طرق الطعن املتاحة له ،وكان حري بواضعي املدونة أن ال يعطوا لإلعالم بالتصحيح صحة السند
التنفيذي.
وعالوة على املسؤولية التضامنية التي تناولتها املادة 66من املدونة واملتعلقة بحجز السفن و بيعها و العالقة بين املفوت و املفوت إليه و
اشتراط الوصوالت و الشواهد في عملية البيع ،فإن املواد من 69إلى 75من املدونة تشير كذلك إلى أنه يمكن للمحاسب حجز السيارات عن
طريق التثبيت أو التعرض لدى مراكز تسجيل السيارات ،و تبليغ محضر الحجز بذلك في ظرف 8أيام إلى املدين ،و يتعرض على ذلك ،و ال
يمكن بعد ذلك نقل ملكية عربة إال بعد إثبات أداء الديون محل التعرض ماعدا إذا تم ذلك عن طريق القضاء .وعالوة على ذلك ،وعمال
بمقتضيات املادة 47من املدونة فإنه يحق للمحاسب التدخل في حجز سابق للمشاركة في التوزيع فيما يخص املنقوالت وحتى العقارات ،مع
احترام آجال التعرض عمى ذلك واحترام قواعد االمتياز املنصوص عمليا في القوانين الجاري بها العمل .وفي حالة ادعاء الغير ملكية املنقوالت
يجوز ليذا الغير رفع دعوى االستحقاق عمال بمقتضيات الفصل 483من ق .م .م .بعد املطالبة بتأجيل البيع.
ومن الجديد الذي جاءت به املدونة دعما ملوقع الخزينة هو ما نصت عليه في املواد من 128إلى 130حيث أجازت للمحاسبين املكلفين
بالتحصيل حق االطالع Droit de communicationعلى جميع الوثائق وأخذ جميع املعلومات من أية جهة كانت متعلقة بامللزمين واملفيدة
لتحصيل الديون العمومية سواء تعمق األمر باالطالع لدى إدارة كالجماعة أو مؤسسة عمومية كاألبناك .إال أن هذا االطالع يتعارض مع إفشاء
السر املنهي ،مما يثير العديد من اإلشكاليات ويطرح أمام املحاسبين بعض الصعوبات.2
و ال يمكن اللجوء إلى هذه املسطرة إال بعد استنفاذ كل املساعي الحبية و بعد سلوك اإلجراءات القانونية األخرى السابقة و عدم وجود ما
يحجز من املنقوالت أو العقارات ،و قد قيده املشرع بعدة قيود هي في الواقع بمثابة ضمانات إضافية لفائدة امللزمين ،فال يلجأ إليه إذا كانت
املبالغ املطالب بها من طرف املحاسب تقل عن 8آالف درهم ،كما ال يجوز تطبيق اإلكراه البدني على الزوجين معا و في آن واحد و لو تعمق
1محمد شكري" :القانون رقم 15 - 97املتعلق بتحصيل الضرائب و الديون العمومية :قراءة أولية" م .م .إ .م .ت .عدد ، 37 :ص 27
2عبد املجيد الزالل ،ذات املرجع ،ص .109
3د .عبد الرحمان ابليال ود .رحيم الطور " :املنازعات الجبائية باملغرب بين النظرية والتطبيق" مطبعة األمنية .الرباط .الطبعة الثانية .سنة ،1998ص .47
41
األمر بنفس الدين ،و ال يجوز تطبيقه كذلك على امللزم إذا كان عمره يقل عن 20سنة أو بلغ 60سنة فما فوق ،و كذلك إذا ثبت عسره ،و
في مواجهة املرأة الحامل و املرضعة خالل السنتين األولى من الوالدة .ومن الضمانات الشكلية التي كرسها املشرع في هذا الصدد ضرورة اللجوء
إلى السيد قاض ي املستعجالت باملحكمة االبتدائية بعد استئذان رئيس اإلدارة املكلف بالتحصيل بذلك من طرف املحاسب ويحدد قاض ي
املستعجالت مدة اإلكراه أو الحبس داخل 30يوما من توصله بالطلب ويسعى املحاسب بعد ذلك إلى تطبيق اإلكراه بمجرد توصل وكيل امللك
بالطلب .وفيما يتعلق ببيع املحجوز من طرف املحاسب فإن الجديد في هذا اإلجراء هو أن البيع يمكن أن يكون بطلب من املحجوز عليه أو
امللزم وباختياره لألشياء القابلة للحجز والتي يمكن بيعها الستيفاء الدين بناء على طلبه ولكن تحت إشراف وموافقة املحاسب وحضور
املحاسب لعملية البيع إلزامي كما أن حضور السلطة املحلية ضروري عن االقتضاء ،و إذا وقع نزاع في ثمن انطالق عملية البيع يمكن اللجوء
إلى خبرة تقويمية يقوم بها خبير محلف مختص .وفيما يتعلق بعملية الحجز وضمانا لحقوق امللزمين فإن املدونة في الفصل 46استثنت
مجموعة من األشياء التي ال يمكن حجزها ،وال يتم الحجز إال بعد موافقة الرئيس التابع لو املحاسب ،وإذا اصطدم املحاسب عند قيامه
بعملية الحجز بكون األبواب املوصدة فإنه يلزمه اللجوء إلى رئيس املحكمة و استصدار أمر بفتح أبواب املغلقة مع إمكانية االستعانة بالسلطة
املحلية .إلى غير ذلك من الضمانات األخرى كتلك املتعلقة بالتأكيد على ضرورة تبليغ اإلنذار بواسطة مأموري التنفيذ التابعين للخزينة أو
عون قضائي أو بواسطة البريد املضمون مع اإلشعار بالتوصل.
ومن شأن القيام باإلنذار بالشكل املتطلب قانونا السماح للمحاسب باالنتقال إلى الدرجة املوالية للمتابعة وإال فإن حقه يضيع في مطالبة
امللزم بالدين الضريبي سيما إذا وقع التباطؤ في إرسال اإلنذار داخل األجل القانوني.1
الفرع الثاني :دورالقضاء بين هاجس حقوق امللزمين وامتيازات الخزينة في منازعات التحصيل
من خالل قراءة بعض الباحثين 2لبعض األحكام -املنشورة وغير املنشورة -والصادرة في مادة تحصيل الديون العمومية في ظل املدونة الجديدة
و في ظل القوانين التي سبقتها -سواء عن املحاكم العادية أو املحاكم اإلدارية أو املجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) -يتبين أن هناك تنوعا
يصل أحيانا إلى درجة التضارب و التناقض ولو على مستوى محكمة واحدة بعينها .وإلن كان هذا التنوع يضفي عمى النص القانوني نوعا من
الحيوية ،ويجعل االجتهاد القضائي مجاال رحبا وواسعا لحل ما أشكل فهمه ،وسد الفراغ فيما يخص املسكوت عنه ،غير أنه يجب اإلقرار منذ
البداية بأن طبيعة املادة الجبائية ال تفتح آفاقا واسعة أمام االجتهاد القضائي فيما هو موضوعي أو جوهري كغيرها من املواد األخرى ملجموعة
من األسباب منها ما يتعلق بالتقنية املعقدة لهذه املادة و منها ما يعود إلى قاعدة التفسير الضيق للنصوص الجبائية 3و منيا ما يعود إلى طبيعة
بعض النصوص القانونية و التي يبدو و كأنيها تكبل عزيمة القاض ي ورغبته في االجتهاد في املادة الجبائية نذكر على سبيل املثال النص 17من
الدستور الذي ينص على ما يلي " :على الجميع أن يتحمل كل على قدر استطاعته التكاليف العمومية التي للقانون وحده الصالحية إلحداثها
و توزيعها حسب اإلجراءات املنصوص عليها في هذا الدستور".
و إذا كان النزاع في األساس الضريبي (الوعاء) ال يثير أي إشكال على مستوى االختصاص ،إذ أصبحت للمحاكم اإلدارية وحدها صالحية البث
في املنازعات املتعمقة باألساس ،فإن اإلشكال يظل مطروحا -حتى في ظل مدونة التحصيل الجديدة -فيما يتعمق بتنازع االختصاص للبث في
إجراءات تحصيل الديون العمومية بين القضاء العادي و اإلداري ،و ما يطرحه ذلك من إشكاالت و تعقيدات سواء بالنسبة إلدارة التحصيل
وهذا ما يمكن تلمسه من خالل قراءة متأنية لألحكام التي تم االستشهاد بها خالل فقرات متعددة في هذا البحث ،والتي يمكن أن نضيف إليها
أحكاما هامة أخرى تشمل الطعن في بعض إجراءات التحصيل.
ففيما يتعلق بالطعن في تبليغ اإلنذار القانوني صدرت مجموعة من األحكام عن مختلف املحاكم اإلدارية ،أكدت على ضرورة تبليغ الدائن
باإلنذار وفق الشروط والشكليات املحددة قانونا ،واال فإن حق القابض يسقط في املطالبة بالدين العمومي ،وهذا األمر تم التأكيد عليه سواء
في ظل النص القديم أو النص الجديد للمدونة.
غير أن اإلشكال الذي يطرح بهذا الخصوص هو ملن يعود االختصاص للنظر في الطعن في إجراءات التحصيل ،فاملحكمة اإلدارية بالرباط
أكدت في أحد أوامرها 2عس ى أن" :إبطال إنذار باستخالص ضريبة مقدم أمام قاض ي املستعجالت طلب غير موجه إلى الجهة ذات االختصاص"
وهو اتجاه لم تأخذ به بعض املحاكم اإلدارية األخرى. 3
.ولقد أكد املجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) على ضرورة تبليغ اإلنذار القانوني بالشكل املتطلب قانونا في غير ما أمر.4
وهذا كله يدخل في إطار تعزيز الحماية للملزم من كل تجاوز يمكن أن يطاله أثناء عملية التحصيل .وفي نفس االتجاه وتعزيزا لضمانة امللزم
صدرت عدة أوامر قضت بإيقاف إجراءات املتابعة كلما تبين للمحكمة أن امللزم ينازع بصفة جدية في فرض الضريبة ،ملا قد يلحقه من أضرار
قد يصعب تداركها إلى حين أن يبث قضاء املوضوع في النازلة .5وهذا االتجاه صار عليه القضاء اإلداري في ظل املدونة الجديدة.6
وبخصوص التقادم فإن القضاء اإلداري أكد في غير ما حكم أن إجراءات التحصيل تسقط إذا لم يقم القابض بأي إجراء قاطع للتقادم ،
سواء في ظل ظ ( 1935 / 08 / 21كما ورد في بعض األحكام املشار إليها في بعض الهوامش السابقة) أو في ظل مدونة التحصيل الجديدة.7
وبخصوص تقديم التظلم اإلداري املنصوص عليه في الفصل 120من مدونة التحصيل الجديدة (ف 15.من ظ )1935 / 08 / 21 .فإننا نجد
القضاء اإلداري بقي متأرجحا بين ضرورة تقديمه إلى القابض قبل اللجوء إلى القضاء 275وبين عدم إلزامية ذلك.8
وفيما يتعلق بتقديم الضمانة (ف 15 .و 16من ظ 1935 / 08 / 21 .و ف 117 .و 118من مدونة التحصيل الجديدة) فإن القضاء اإلداري
ومن خالل مجموعة من األحكام والقرارات التي تم االطالع عليها تبين لنا أنه تارة يؤكد عمى ضرورة تقديمها أمام القابض ،وتارة ال يرى ضرورة
تقديم هذه الضمانة سيما إذا كان األمر يتعلق بمنازعة جدية في مشروعية فرض الضريبة.9
ويالحظ من خالل هذه األحكام وغيرها أن القضاء اإلداري لم يستقر بعد على رأي موحد بخصوص هذه القضايا وغيرها.10
1انظر الحكم عدد 840 :بتاريخ 1996 / 12 / 12الصادر عن املحكمة اإلدارية بالدار البيضاء .منشور ب م.م.إ.م.ت .عدد 22 :يناير– مارس 1998
2أمر رقم 215 :بتاريخ 2002 / 09 / 18في امللف عدد 02 // 117 :س .غير منشور
3أمر رقم 2000 / 95 :صادر عن إدارية وجدة بتاريخ 2000 / 09 / 07منشور ب م.م.إ.م.ت .عدد 41سنة .2001
-واألمر رقم 201 :صادر عن إدارية الدار البيضاء بتاريخ 97 / 05 / 15في امللف االستعجالي رقم 97 / 123 :س .عير منشور
- 4األمر الصادر عن املحكمة اإلدارية بالدار البيضاء تحت رقم 310 :بتاريخ 2001 / 10 / 25في امللف االستعجالي عدد 01 / 331 :س.
-األمر الصادر عن إدارية الرباط تحت رقم 147 :بتاريخ 2000 / 07 / 12في امللف االستعجالي عدد 2000 / 93 :س.
-األمر الصادر عن إدارية فاس تحت رقم 98 / 32 :بتاريخ 1998 / 04 / 07في امللف االستعجالي رقم 98 / 18 :س.
- 5أمر رقم 2001 / 20 :صادر عن إدارة فاس بتاريخ 2001 / 02 / 21في امللف االستعجالي رقم 2001 / 3 :س.
- 6أمر رقم 02 / 309 :بتاريخ 2002 / 04 / 24 :في امللف االستعجالي عدد . 11 / 02 / 166 :غير منشور
7أمر عدد 2001 / 6 :صادر عن إدارية فاس بتاريخ 2001 / 01 / 17 :في امللف االستعجالي عدد 2000 / 126 :س.
- 8أمر رقم 01 / 61صادر عن إدارة الرباط بتاريخ 2001 / 04 / 25ف امللف االستعجالي عدد 01 / 26 :س.
- 9أمر رقم 215 :صادر عن إدارة الرباط بتاريخ 2000 / 12 / 20ف امللف االستعجالي عدد 2000 / 191 :س.
10عبد املجيد الزالل ،مرجع سابق ،ص .113
43
خاتمة:
إن وجود الدولة ككيان سياس ي ،واستمرارها في االضطالع بالوظائف املنوطة بها ،رهين بتوفرها على موارد تمول بها ميزانيتها العامة ،هذه املوارد
التي هي عبارة عن ديون عمومية مخلدة في ذمة مواطنيها ذات طبيعة مختلفة ،أبرزها الديون الجبائية بنوعيها الضريبية والجمركية.
لذلك ،ومن أجل حماية هذه املستحقات العمومية فقد أحاطها املشرع بضمانات عينية وأخرى شخصية ،ودعم هذه التأمينات بإجراءات
تحصيل جبرية .إال أنه وبالرغم من حسنات وإيجابيات هذه الحماية بشقيها الجنائي واملدني ،ودورها الذي ال يستهان به في مجال الحفاظ على
44
حقوق الدولة املالية ،فإنه ومع ذلك ما تزال تطرح العديد من اإلشكاالت ،بل وتواجه جملة من املعيقات تحد من فعاليتها ،والتي يمكن اختزالها
في التحديات التشريعية والقضائية واإلدارية التالية:
إن اإلدارات العمومية والجماعات الترابية وهيئاتها ،تبقى في منأى عن أية متابعة جنائية تطال األشخاص الطبيعيين ،اللذين تثبت -
مسؤوليتهم عن عدم إطالع محاسبي الخزينة العامة ،باملعلومات املطلوبة واملفيدة في عملية تحصيل الدين الضريبي.
أن قيام اإلدارة العامة للضرائب باملراقبة على الوجه املطلوب ،يتطلب توفير املوارد البشرية املتخصصة والكافية. -
أنه وبعض النظر عن الثغرات وحاالت القصور التي تشوب النص التشريعي املجرم للغش الضريبي التي تم التعرض لبعضها في في -
بعض األبحاث ،فإن ما يثير االستغراب حقا هو أن القطاع الوص ي على االقتصاد واملالية وإلى يومنا هذا لم تقم ،وفق نظر بعض
الباحثين ،بتفعيل املقتضيات الخاصة واملتعلقة بتجريم الغش الضريبي ألسباب تبقى غير واضحة.
إن ما ينص عليه املشرع الحالي ،يقول بعض الباحثين ،1يؤدي حقيقة إلى اإلنقاص من الحماية الواجب توفيرها لديون الدولة -
الضريبية ،ويتجلى ذلك في عدم منح هذا املشرع للخزينة العامة على األقل حق استيفاء ديونها باألولوية عندما تكون متمتعة برهن
رسمي عقاري ومزاحمة بدائنين من أصحاب الرهون الرسمية ،الذين قاموا بتقييد رهونهم بالرسم العقاري للمدين في تاريخ مماثل
لتاريخ تقييد الخزينة العامة له.
إن املشرع املغربي ،في منظور ذات الباحثين ،بإحجامه وبتأييد من القضاء عن تخويل الخزينة العامة حق االستفادة من االمتياز على -
عقارات املدين ،بحجة مراعاة دور بعض الدائنين من حملة الرهون الرسمية العقارية في النسيج االقتصادية الوطني ،كاملؤسسات
البنكية وشركات القرض بصفة عامة.
وحتى وإن وسع التشريع الحالي ،يضيف الباحثون ،من قاعدة األغيار املؤتمنين بزيادة أشخاص آخرين لم يكن منصوصا عليهم في -
ظهير 1935امللغى ،كالشركات الضامة وفئة املحامين .فإنه وبصيغته الراهنة يطرح بعض اإلشكاالت ،نحيطها بالذكر منها على سبيل
املثال ،كيفية إثبات إدارة الجمارك لألعمال التدليسية املرتكبة من طرف مسيري الشركة في إطار املادة 98من م.ت.د.ع .وكذا ربط
مساءلة هؤالء املسيرين تضامنيا مع الشركة عن ديونها الحبائية بإثبات وجود أعمال تدليسية ،كل هذا يضر بالحماية الواجب إقامتها
لديون الدولة الجمركية ،األمر الذي يفرض وجوب إدخال تعديالت على التشريع الجبائي.
إن نجاح أو فشل حماية الدين العمومي ،والحفاظ على التوازنات بين حقوق املدينين-امللزمين -واالمتيازات الدولة ،ممثلة في إدارة
الضرائب ،رهين بنطاق النصوص التشريعية والتنظيمية ومدى مواكبتها للمستجدات والتطورات االقتصادية واملالية ،وكذا رهين بمدى
قوة اإلرادة الحقيقية للدولة في الحفاظ على مصالحها االقتصادية واملالية.
الكتب واملؤلفات
ادريس الفاخوري ”الحقوق العينية التبعية وفق القانون ،″39.08طبعة 2013 ▪
إدريس الفاخوري ،الحقوق العينية وفق القانون رقم ،39 .08مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط طبعة ،2014 ▪
سعاد بنور" ،النظام القانوني للتاجروفق آخراملستجدات القانونية واالجتهادات القضائية" ،الطبعة الثانية ، 2019مطبعة النجاح الجديد الدارالبيضاء، ▪
أحمد شكري السباعي" ،الوسيط في الوقاية من الصعوبات التي تعترض املقاولة ومساطرمعالجتها"" ،الجزء الثالث ،مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط ،طبعة ▪
،2009
محمد كرام " ،الوجيزفي مساطرصعوبات املقاولة في التشريع املغربي" ،الجزء األول ،املطبعة والوراقة الوطنية ،الطبعة األولى2010 ، ▪
أحمد شكري السباعي" ،الوسيط في الوقاية من الصعوبات التي تعترض املقاولة ومساطرمعالجتها"" ،الجزء الثالث ،مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط ،طبعة ▪
،2009
إدريس بنهاشم .حقوق االمتياز الواردة على العقار في القانون املغربي ▪
ابراهيم زعيم املاس ي ،املرجع العلمي في االجتهاد القضائي اإلداري ،مطبعة النجاح الجديدة ،دون ذكرالعدد، ▪
فؤاد معالل ،كتاب شرح القانون التجاري املغربي الجديد ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدارالبيضاء ،السنة ،1999 ▪
يحيى الصافي ،عبدهللا البوكري وأحمد البوعزاوي" ،الضريبية على القيمة املضافة " ،املطبعة والجهة الناشرة ومكان النشروالسنة غيرمذكورين. ▪
سعاد بنور" ،العمل القضائي في املادة الجبائية ،دراسة تحليلية :قانونية ،فقهية وقضائية مع احدث االجتهادات القضائية الصادرة عن املجلس األعلى" ،دار ▪
القلم للطباعة والنشروالتوزيع ،الرباط ،السنة ،2003
سفيان أدريوش ورشيدة الصابري " ،تصحيح األساس الضريبي"-دراسة مقارنة -دار القلم للطباعة والنشروالتوزيع ،الرباط ،ماي ،2002 ▪
د .عبد الرحمان ابليال ود .رحيم الطور " :املنازعات الجبائية باملغرب بين النظرية والتطبيق" مطبعة األمنية .الرباط .الطبعة الثانية .سنة ،1998 ▪
األطروحات والرسائل
سعيد املرتض ي" ،الحماية القانونية لديون الدولة الجبائية باملغرب" ،أطروحة لنيل الدكتوراه ،جامعة محمد الخامس-كلية العلوم القانونية واالقتصادية ▪
واالجتماعية أكدال -الرباط ،السنة الجامعية 2011-2010
محمد أحمد عبد الرؤوف ،املنازعة الضريبية في التشريع املصري املقارن ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،جامعة عين شمس ،كلية الحقوق، ▪
عبد الرحيم حزيكر -إشكالية تحصيل الضرائب باملغرب محاولة في التأصيل والبحث في سبل تحقيق التوازن بين امتيازات إدارة التحصيل وضمانات امللزم – ▪
أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،وحدة البحث والتكوين املالية العامة ،جامعة الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية عين الشق
الدارالبيضاء ،السنة الجامعية ،2004-2003
عبد الواحد شعيرة ،إشكالية الرهن الرسمي كضمان بنكي في التشريع املغربي بين النظرية و التطبيق ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة ▪
الحسن الثاني ،الدارالبيضاء ،سنة
عبد املجيد الزالل" ،دور القضاء في النزاعات الناشئة عن تطبيق مدونة الديون العمومية" ،رسالة لنيل دبلوم السلك العالي في التدبيراإلداري ،املدرسة ▪
الوطنية لإلدارة ،السنة الدراسية ،2005-2004
إدريس العمراني ،حقوق االمتياز الواردة على العقار في التشريع املغربي ،بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة شعبة القانون الخاص ،وحدة التكوين ▪
والبحث :القانون املدني املعمق كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،أكدال ،جامعة محمد الخامس ،الرباط ،السنة الجامعية ،2007 -2006
46
يونس معاطا ” املنازعات في تحصيل الديون العمومية “ ،رسالة لنيل دبلوم املاسترفي قانون األعمال ،جامعة الحسن األول /كلية العلوم القانونية واالقتصادية ▪
واالجتماعية سطات ،السنة الجامعية ،2010/2011
عبد اللطيف اإلدريس ي ” تحصيل الديون العمومية من املقاولة في وضعية صعبة “ ،بحث نهاية الدراسة لنيل دبلوم السلك العالي في التدبيراإلداري ،الفوج ▪
السادس ،املدرسة الوطنية لإلدارة ،السنة الجامعية ،2006/2008
منيرالقادوري – مراتب حقوق االمتيازفي التشريع املغربي – رسالة لنيل دبلوم املاسترفي قوانين التجارة واألعمال ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم القانونية ▪
واالقتصادية واالجتماعية ،وجدة ،السنة الجامعية ،2017-2016
هشام لحسيني ،حقوق االمتيازالواردة على املنقول ،رسالة لنيل دبلوم املاسترفي قانون العقود و األعمال جامعة محمد األول ،الكلية املتعددة التخصصات ▪
الناظور ،السنة الجامعية .2017/2016
منيرعصفوري ” التنفيذ الجبري بين قانون املسطرة املدنية ومدونة تحصيل الديون العمومية “ ،رسالة لنيل دبلوم املاسترفي منازعات األعمال ،جامعة سيدي ▪
محمد بن عبد هللا /كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس ،السنة الجامعية ،2018/2019
املقاالت
عبد القادر تيعالتي" ،الضمانات الجبائية من خالل التشريع والقضاء" م.م.إ.م.ت .عدد 19 ▪
ذ .عزيزبودالي " :أهم محاور مدونة تحصيل الديون العمومية "...م .م .إ .ت .عدد 50 ▪
محمد شكري" :القانون رقم 15 - 97املتعلق بتحصيل الضرائب و الديون العمومية :قراءة أولية" م .م .إ .م .ت .عدد، 37 : ▪
عبد الرحمان ابليال" ،خصوصيات العمل القضائي في املنازعات الجبائية باملغرب" م .م .إ .م .ت .سلسلة مواضيع الساعة العدد 4سنة 1996 ▪
إدريس حمر ،االمتيازات ،بحث منشورفي عمل كتابة الضبط باملحاكم بندوات كتابات الضبط ،عدد مزدوج ،82-81منشورات املعهد العالي للقضاء ،الرباط، ▪
الطبعة األولى،1998 ،
محمد شكيري :القانون الضريبي املغربي-دراسة تحليلية ونقدية -سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،عدد ،49منشورات املجلة املغربية للغدارة املحلية والتنمية ،طبعة ▪
،2004
مقال بعنوان " :محدودية امتياز الخزينة في ضوء مسطرة التصفية القضائية للمقاولة" ،منشور بتاريخ ، 2021 / 08 / 30موقع www.maroclaw.com : ▪
النصوص التشريعية
مدونة تحصيل الديون العمومية ▪
املدونة العامة للضرائب ▪
قانون االلتزامات والعقود ▪
قانون رقم 39.08يتعلق بمدونة الحقوق العينية ▪
االجتهاد القضائي
قرار صادرعن املجلس األعلى سابقا ،محكمة النقض حاليا عدد 1459بتاريخ ، 2008 / 11 / 12في امللف التجاري عدد 2006/1/3/1237 ▪
قرار محكمة النقض عدد 559بتاريخ 23أبريل .2008ملف تجاري عدد . 2007/1/3/671 ▪
قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس عدد 72بتاريخ ،2013/12/25في امللف التجاري عدد 2013/46 ▪
قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس عدد 5بتاريخ ،2016/03/02في امللف التجاري عدد ،2015/8301/044 ▪
47
▪ Instruction relative au recouvrement des créances public, émise par la trésorerie générale du royaume, mai 2001,
48
الفهرس
املبحث األول :ضمانات وامتيازات الخزينة العامة للمملكة في تحصيل الديون العمومية 5...................................................................................................................
املطلب األول :الضمانات واالمتيازات العامة والخاصة للخزينة على الدين العمومي 6....................................................................................................................
الفرع األول :امتيازات الخزينة العامة والخاصة وعلى األصول التجارية 6.................................................................................................................................
الفقرة األولى :االمتياز العام و الخاص للخزينة 7..............................................................................................................................................................
الفقرة الثانية :امتياز الخزينة على األصل التجاري 10.......................................................................................................................................................
الفرع الثاني :ضمانات وامتيازات الخزينة العامة على العقار16..............................................................................................................................................
املطلب الثاني :الضمانات واالمتيازات الخزينة العامة على العقار23............................................................................................................................................
الفرع األول :تجليات حق االمتياز للخزينة العامة على العقار 24..............................................................................................................................................
الفقرة االولى :مفهوم حق االمتياز و ارتباطه بالخزينة العامة 24..........................................................................................................................................
الفقرة الثانية :موقف الفقه و القضاء من عدم وجود حق االمتيازعلى العقار 25................................................................................................................
الفرع الثاني :تطبيقات حق االمتيازللخزينة العامة على العقار 27...........................................................................................................................................
الفقرة األولى :ترتيب الضمانات العينية حسب قوتها القانونية 27......................................................................................................................................
الفقرة الثانية :مركزالخزينة العامة على مستوى توزيع حصيلة التنفيذ على العقار 28.........................................................................................................
املبحث الثاني :الحماية القانونية للدين العمومي بين امتيازات اإلدارة وضمانات امللزم 31...................................................................................................................
املطلب األول :الحماية القانونية للدين العمومي 32...................................................................................................................................................................
الفرع األول :حق االطالع لحماية ديون الدولة الجبائية 32......................................................................................................................................................
الفقرة األولى :حق اإلطالع املمنوح لإلدارة العامة للضرائب 32..........................................................................................................................................
الفقرة الثانية :حق اإلطالع املمنوح للخزينة العامة للمملكة34........................................................................................................................................ :
الفرع الثاني :حق الفحص الضريبي 37................................................................................................................................................................................
الفقرة األولى :حق الفحص ،تعريفه وضوابط ممارسته 37..............................................................................................................................................
الفقرة الثانية :أهداف ممارسة حق الفحص الضريبي ونتائجه 38.....................................................................................................................................
املطلب الثاني :تحصيل الدين العمومي بين امتيازات اإلدارة الضريبية وضمانات امللزم 39..............................................................................................................
الفرع األول :الدين العمومي بين هاجس امتياز الخزينة وضمانات امللزمين 40...........................................................................................................................
الفقرة األولى :امتيازات الخزينة 40.................................................................................................................................................................................
الفقرة الثانية :تعزيزضمانات امللزمين 41.......................................................................................................................................................................
الفرع الثاني :دور القضاء بين هاجس حقوق امللزمين وامتيازات الخزينة في منازعات التحصيل 42..............................................................................................
49