You are on page 1of 6

‫المجموعة رقم ‪ -01‬مقياس ‪ :‬قانون الضرائب‪ -‬تخصص‪ :‬إدارة أعمال‬

‫المحاضرة رقم ‪ ( 01‬التمهيدية(‪:‬‬


‫مفهوم القانون الضريبي‪ ،‬خصائصه ومجال تطبيقه‬
‫مفهوم الضريبة ومبادئها األساسية‬
‫تفسير القاعدة الضريبية‬
‫تعريف وخصائص القانون الجبائي ‪:‬‬
‫يبحث التشريع الضريبي في المبادئ والقواعد القانونية التي تحكم نظام الضرائب في بلد معين‬
‫وفي وقت معين‪ ،‬بعبارة أخرى يهتم بدراسة القواعد القانونية الخاصة بكل ضريبة موضحا النصوص‬
‫واألحكام الخاصة بها من وعاء وربط وتحصيل والخالفات التي تثور في شأنها وكيفية الفصل فيها ‪.‬‬
‫نظ ُم حقوق خزينة الدولة وممارستها لسلطاتها‬‫إن القانون الجبائي هو فرع من القانون العام ي ِ‬
‫ُ‬
‫وعالقتها باألفراد ويستنتج من هذا التعريف الخصائص التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصلة الوثيقة للقانون الجبائي والقانون العام بفروعه المتعددة كالقانون الدستوري الذي يضع القواعد‬
‫الجوهرية واألساسية إلنشاء الضرائب والغائها والقانون الجنائي حيث يضع العقوبات الجنائية في حالة‬
‫اإلخالل بتنفيذ القوانين الضريبية وكذلك القانون اإلداري الذي ينظم إدارة الضرائب ويضع الصالحيات‬
‫والتوزيع اإلداري وينظم العالقة بين اإلدارة واألفراد ‪.‬‬
‫ب‪ -‬استقاللية القانون الجبائي والقانون العام والقانون الخاص فيتميز هذا القانون عن باقي القوانين‬
‫باختالف هدفه وطبيعته وقواعده المختلفة‪ ،‬فمثال دين الضريبة في ذمة الممول ال يمكن أن تعتبر من‬
‫ضمن ديون التي تكلم عنها القانون المدني‪ ،‬فليس هنا عقد تولدت عنه ‪.‬‬
‫من جهة أخرى التزام الممول يرجع إلى أسس متميزة عن التزامات القانون المدني أو التجاري ‪.‬‬
‫إن القانون الجبائي يخضع إلى تفسير مغاير عن تفاسير القوانين األخرى فهو يرتبط بالواقع‬
‫بالدرجة أكبر من النوايا وبالنتائج أكثر من الخطط وبا آلثار أكثر من األسباب فهو مثال ال يعترف بشرعية‬
‫الفصل بالنسبة إلخضاع الضريبة على األرباح بالنسبة للمخالفين للقانون (النشاط الغير قانوني يخضع‬
‫للضريبة) ‪.‬‬
‫ج‪ -‬يعتبر مبدأ قانونية الضريبة بمعنى إصدار الضريبة بواسطة قانون أحد المبادئ األساسية المتفق‬
‫عليه وذلك لما للضريبة من أثر على الحياة المالية للفرد ‪ ،‬مضمون هذا المبدأ هو أن يكون كل إنشاء‬
‫للضريبة أو تعديلها أو إلغائها في شكل قانون ينجر من خالل هذا المبدأ مبدأ فرعي آخر وهو المساواة أما‬
‫الضريبة وهو إجراء كرسته كل الدساتير في قواعدها القانونية ‪.‬‬
‫د‪ -‬تطبيق القانون ال جبائي يتم وفق القواعد واألحكام التي تسمح إلدارة الضرائب التمتع بكافة حقوقها‬
‫من أجل تحصيل الضرائب والرسوم في وقتها ‪ ،‬ومن بين هذه الحقوق نذكر ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حق االطالع‪Droit d’investigation et d’information :‬‬
‫‪ -‬االلتزام بالتبليغ‪Droit de communication :‬‬
‫‪ -‬حق المراقبة ‪Droit de contrôle :‬‬
‫‪ -‬سلطة التقدير‪Pouvoir d’évaluation :‬‬
‫‪ -‬سلطة الجزاء‪Pouvoir de sanction:‬‬
‫من جعة أخرى القانون الضريبي أعطى حقوق للممول كحق الرد وحق اللجوء إلى مختص في‬
‫القانون الجبائي للتولي بالدفاع ‪.‬‬
‫تطور النظام الجبائي الجزائري ‪:‬‬
‫إن النظام الجبائي الجزائري عرف تطور منذ االستقالل إلى يومنا هذا سواء من حيث المكونات‬
‫أو التشريع ‪.‬‬
‫إن النظام الضريبي الجزائري يتكون من قواعد وأحكام مقننة في نصوص تشريعية منضمة داخل‬
‫قوانين جبائية وهي‪:‬‬
‫قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قانون الرسم على رقم األعمال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قانون الضرائب الغير مباشرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬قانون التسجيل ‪،‬‬
‫‪ -‬قانون الطابع‪،‬‬
‫وأخي ار قانون اإلجراءات الجبائية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن النظام الجبائي الحالي نشأ مع اإلصالح الضريبي لسنة ‪ 1992‬حيث جاء ليستجيب لمتطلبات‬
‫اإلصالح االقتصادي في نهاية الثمانينات حيث كان ضرورة ملحة جاء لتتفاعل الضريبة مع السياسة‬
‫االقتصادية الجديدة ‪.‬‬
‫يتميز النظام الضريبي الجزائري قبل اإلصالحات بالخصائص التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تعقد وعدم استقرار النظام‬
‫‪ -‬ثقل العبء الضريبي‬
‫‪ -‬إنخفاظ في مردود الجبائية البترولية‬
‫‪ -‬وجود تهريب وغش جبائي‬
‫‪ -‬ضعف الحوافز الجبائية‬
‫‪ -‬ضعف وعدم فعالية اإلدارة الضريبية‬
‫كل هذه السلبيات جعلت السلطات تفكر في تغيير النظام واحداث نظام جديد يتكفل بتفعيل‬
‫المنظومة الضريبية وتحسين فعاليتها في المجتمع الجزائري ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عرف النظام الضريبي الجزائري تغيي ار جذريا في هياكله حيث تم استبدال الضرائب المباشرة‬
‫والرسوم المماثلة بضريبة على أرب اح الشركات تمس األشخاص المعنوية وضريبة على الدخل تمس‬
‫األشخاص الطبيعيين‪ ،‬أما على مستوى الرسوم على رقم األعمال فقد تم حذف الرسم الوحيد اإلجمالي‬
‫على اإلنتاج والرسم الوحيد على تأدية الخدمات واستبدالهما بضريبة حديثة تعرف باسم الرسم على القيمة‬
‫المضافة مع اإلشارة أن قانون الجمارك تم تعديله بواسطة القانون رقم ‪ 10-98‬الموافق لـ ‪1998/08/22‬‬
‫من جهة أخرى تم سن قانون جديد يسمى بقانون اإلجراءات الجبائية وذلك بمقتضى المادة ‪40‬‬
‫من قانون المالية لسنة ‪. 2002‬‬
‫مفهوم الضريبة‪:‬‬
‫لقــد تعــددت تعــاريف الض ـريبة وفــق البــاحثين فيهــا مــن الزوايــا المختلفــة‪ ،‬القانونيــة و االقتصــادية و‬
‫االجتماعية‪ ،‬حيث ال يمكننا تعريف الضريبة بدون الرجـوع إلـى النظريـات القديمـة التـي اعتبرتهـا دثمـن خدمـة‬
‫مقدمة من طرف الدولة أو عالوة التأمين المقدمة من طرف األشخاص من أجل ممارسة حقوقهمد‪.1‬‬
‫و نظـ ـ ار للص ــعوبات الكثيـ ـرة الت ــي واجهه ــا الفقه ــاء قص ــد تحدي ــد مفه ــوم الضـ ـريبة‪ ،‬ظه ــرت تع ــاريف‬
‫‪ Gaston‬عرفهــا بأنه ــا‬ ‫مختلفــة حســب مــذهب أصــحابها و األســس المعتمــدة عليهــا فــي التعريــف ‪Jeze‬‬
‫داقتطااااق نقااادي يلااازم األفاااراد ب اااكي إجبااااري و نهاااائي و بااادون مقاباااي و لااا مااان أجاااي ت طياااة األعباااا‬
‫العامةد‪.2‬‬
‫أمااا األسااتا عبااد الحميااد دراز فعرفهااا علااى أنهااا فريضااة إلزاميااة تحاادديا الدولااة و يلاازم الممااول‬
‫بأدائها بال مقابي تمكينا للدولة من القيام بتحديد أيداف المجتمع ‪.3‬‬
‫و عرفهاا رفعاا المحجاوب علااى أنهاا اقتطااق ماالي تقااوم باه الدولاة عان طريااق الجبار مان ثااروة‬
‫األ خاص اآلخرين و دون مقابي لدافعها و ل ل رض تحقيق نفع عام ‪.4‬‬
‫من خالل هذه التعريفات نخلص إلى التعريف اآلتي‪:‬‬
‫دالضـريبة اقتطــاع مــالي نقــدي إجبــاري و نهــائي دون مقابــل وفقــا لقواعــد قانونيــة تســتأديه الدولــة مــن‬
‫أموال األفراد حسب قدراتهم التكلفية من أجل تغطية أعباء الدولة و الجماعات المحليةد‪.‬‬
‫يمكننا استخراج من التعاريف السابقة خصائص الضريبة و المتمثلة أساسا في‪:‬‬
‫الضااريبة اقتطاااق نقاادي‪ :‬الضـريبة الت ـزام يفــرا أساســا فــي صــورة نقديــة خالفــا لمــا كــان ســائدا فــي‬
‫األنظمة االقتصادية البدائية حيث كانـت تحـي عينـا سـواء بتقـديم نصـيب مـن السـلع أو تأديـة بعـا‬
‫الخــدمات لفت ـرة محــددة إال أن التقــدم االقتصــادي و ســيادة االقتصــاد النقــدي أظهــرت مــا يكشــف لنــا‬
‫من صعوبات و عيوب في الجباية العينية كما إن اإلكراه على تأدية‪.‬‬

‫‪-André turcie fiscalité de l entreprise 3em édition sirey, p05.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪-André turcie opcit, p05.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪-3‬عبد الحميد دراز – المالية العامة‪ -‬مؤسسة شباب جامعة اإلسكندرية ص ‪.157‬‬
‫‪-4‬رفعت محجوب –المالية العامة‪ -‬دار النهضة بيروت ‪ 1979‬ص ‪.179‬‬

‫‪3‬‬
‫الضااريبة يااي اقتطاااق نهااائي‪ :‬إن الــدافع للض ـريبة ال ينتظــر اســترجاع هــذا المبلــغ المــالي فــي مــدة‬
‫معينة بل يدخل إلى الدولة بصفة نهائية‪.‬‬
‫ف ــالقرا م ــثال يع ــود إل ــى ص ــاحبه أم ــا الضـ ـريبة فت ــدفع إل ــى مص ــلحة الضـ ـرائب ب ــدون ع ــودة إل ــى‬
‫صاحبها إال في الحاالت االستثنائية (الوفاة‪-‬توقف النشاط‪..‬الخ)‪.‬‬
‫الضريبة ليسا مقاباي خدماة محاددة‪ :‬ال يسـتلم الممـول أو المكلـف أي مقابـل خـاص بتعـويا لمـا‬
‫دفعـه‪ ،‬و ال يتلقـى أيـة خدمـة مقابـل ذلـك و إنمـا الـدفع المقابـل للضـريبة يتمثـل فـي االنتفـاع بالنفقـات‬
‫العام ــة الت ــي تس ــتفيد منه ــا الجماع ــة و يسـ ـتفيد منه ــا المكل ــف م ــا دام عضـ ـوا ف ــي المجتم ــع‪ ،‬و له ــذا‬
‫عملت الدساتير و القوانين على تأكيد مبدأ دعدم استخدام األموال العامة إلشباع حاجات خاصةد‪.‬‬
‫مبادئ الضريبة‪:‬‬
‫لضـريبة أربعــة (‪ ) 4‬مبــادئ تهــدف إلــى التوفيــق بــين مصــلحة الخ ازنــة و المـواطنين و هــذه المبــادئ التقليديــة‬
‫هي‪:‬‬
‫العدالااة‪ :‬و يقصــد بهــا إن يــوزع العب ـ المــالي العــام للدولــة علــى أف ـراد المجتمــع كــل حســب مقدرتــه‬
‫التكلفية والتي تعني مستوى الدخل و الحالة االجتماعية لهذا الشخص(‪.)5‬‬
‫اليقااااين‪ :‬يقص ــد ب ــاليقين أن تعـ ــدد الضـ ـريبة بالق ــانون يوضـ ــع وعائه ــا نس ــبتها طريقـ ــة دفعه ــا موعـ ــد‬
‫تحصيلها و إعفاءاتها‪.‬‬
‫المالئماااة فاااي الااادفع‪ :‬يعن ــي أن ي ــتالءم موع ــد دف ــع الضـ ـريبة م ــع موع ــد تحقي ــق الوع ــاء الخاض ــع‬
‫للضريبة‪ ،‬أي ال يجب أن تدفع الضريبة قبل تحقيق وعائها فمثال‪:‬‬
‫‪ -‬للشخص األجير ال يمكن أن تفرا عليه ضريبة قبل تحقيق أجرته‪.‬‬
‫‪ -‬بعد ظهور نتائج المؤسسة في أخر السنة تدفع الضريبة على األرباح‪.‬‬
‫االقتصاد في النفقاا‪ :‬و نعني ضرورة تنظيم تحصيل الضريبة‪ ،‬بحيث مـا يحصـل مـن الممـولين و‬
‫الذي يدخل في النهاية لخزينة الدولة يفوق و بكثير نفقات جبايتها‪.‬‬
‫الجانب الفني للضريبة ‪:‬‬
‫يعتبر علم الضريبة علما وفنا في آن واحد‪ ،‬فالجانب الفني يقصد به الطريقة التطبيقية له وعادة ما تمر‬
‫الضريبة بثالث مراحل أساسية هي ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد القاعدة الضريبية )‪(Assiette‬‬
‫‪ -‬كيفية الحساب أو التصفية )‪(Liquidation‬‬
‫‪ -‬عملية التحصيل )‪(Recouvrement‬‬
‫تحديد القاعدة الضريبية )‪(Assiette‬‬

‫‪-5‬الدكتور عبد المنعم فوزي –المالية العام و السياسة المالية‪ -‬ص ‪.90‬‬

‫‪4‬‬
‫تهدف هذه المرحلة األولى إلى تحديد العنصر االقتصادي أو الشيء الخاضع للضريبة ومن جهة‬
‫أخرى تحديد المبلغ المالي الخاضع للضريبة )‪ ، (Base imposable‬فالمادة الخاضعة للضريبة قد‬
‫تكون إما ضريبة على الدخل أو ضريبة على رأس المال وضريبة على االستهالك ‪.‬‬
‫بعد نهاية تحديد القاعدة الضريبية تأتي مرحلة تحديد المبلغ الخاضع للضريبة والتي يتم فيها تقدير‬
‫المبلغ الخاضع للضريبة وذلك بواسطة إدارة الضرائب أو بتصريع (إقرار) من الفرد المكلف بذلك ‪.‬‬
‫فالتقدير اإلداري يتم إما جزافيا أي على أساس تقريبي يستند إلى قرائن قانونية أو بواسطة‬
‫الم ظاهر الخارجية للفرد كامتالكه لسيارة فخمة أو بواسطة التقدير المباشر أين يقدر المال الخاضع‬
‫للضريبة وفي هاته الحالة من طرف إدارة الضرائب بكافة الوسائل والتي من شأنها التمكين من الوصول‬
‫إلى مقدار صحيع بطرق المعاينة والتحري وجمع جميع المعلومات المختلفة الخاصة بالفرد المصرحة من‬
‫طرفه أو تلك التي بحوزة اإلدارة ‪.‬‬
‫تمتاز هذه الطريقة بأنها أكثر طرق التقدير اإلداري دقة ومراعاة لمبدأ العدالة‪ ،‬لكن عيوبها‬
‫تتخلص في احتمال تعسف رجال إدارة الضرائب ويمكن الحد من خطورة هذا العيب بمنع الفرد المكلف‬
‫حق الطعن في التقدير اإلداري ‪.‬‬
‫ال شك أن خير من يعرف مقدار المال الخاضع للضريبة هو الفرد نفسه ‪ ،‬لذلك توجد طريقة‬
‫التصريح )‪ (Méthode de déclaration‬والتي على أساسها يقوم الفرد بتصريع أو إقرار المال الخاضع‬
‫للضريبة بشرط أن يراعي جميع المعلومات التي من شأنها أن تبرر ذلك بوضوح ودقة ‪ ،‬لكن في هذه‬
‫الحالة يخضع هذا اإلقرار لمراقبة إدارة الضرائب وذلك خوفا من ميل األفراد إلى التقليل من التصريع‬
‫)‪. (Minoration‬‬
‫مرحلة الحساب أو تصفية الضريبة ‪:‬‬
‫التصفية هي عملية حسابية تتضمن تطبيق المعدل الضريبي على المبلغ الخاص للضريبة‪:‬‬
‫‪L’impôt = Base Imposable X Taux‬‬
‫كل المعدالت الضريبية محددة بموجب قانون‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن تحديد المبلغ الخاضع‬
‫للضريبة يخضع في الضرائب أو الرسوم إلى تطبيق بعا التخفيضات )‪ (Abattements‬والتي ينتج‬
‫عنها مبلغ صافي خاضع للضريبة )‪. (Base Nette Imposable‬‬
‫لتغطية نفقاتها المتزايدة باستمرار تلجأ الدولة إلى اعتماد أسلوبين أساسيين وهما ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد معدل ضريبي يمكن من زيادة اإليرادات‬
‫‪ -‬توسيع القاعدة (الوعاء) الضريبي‬
‫فإشكالية المعدل الضريبي تصب في البحث عن معدل ضريبي يستجيب للتطور التنموي للبالد‬
‫من جهة وعدم اإلخالل بالعدالة الجبائية بالنسبة للفرد من جهة ثانية ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مرحلة التحصيي ‪:‬‬
‫التحصيل الضريبي هو مجمل العمليات التي ترمي إلى نقل المال من ذمة الفرد (الممول) إلى‬
‫الخزينة العامة للدولة وتختلف إجراءات التحصيل تبعا لنوع الضريبة ‪.‬‬
‫عملية التحصيل تتضمن قواعد خاصة ألن الدين الضريبي )‪ (Dette Fiscale‬يمتاز عن باقي‬
‫الديون‪ ،‬والدولة (القابا) )‪ (Receveur des impôts‬له الحق في حجز أموال الفرد وبيع ممتلكاته في‬
‫حالة عدم الدفع‪ ،‬لذا نميز بين شكلين من أشكال التحصيل ‪:‬‬
‫‪ -‬التحصيل بالتراضي )‪(Le recouvrement à l’amiable‬‬
‫‪ -‬التحصيل باستعمال قوة القانون )‪(Le recouvrement forcé‬‬
‫التحصيي بالتراضي ‪:‬‬
‫في إطار نظام التحصيل بالتراضي يتم تسديد الضريبة بعد إرسال سندات التحصيل ‪(Titres de‬‬
‫)‪ recettes‬من طرف إدارة الضرائب أو عن طريق تسبيقات يقوم بها الفرد وبصورة عامة يكون التسديد‬
‫كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬عن طريق نظام الدفعات اآلنية )‪ (Versements Spontanés‬مثال في حالة الرسم على النشاط‬
‫المهني )‪. (TAP‬‬
‫‪ -‬عن طريق نظام االقتطاع من المنبع )‪ (Retenue à la source‬أين يتم تكليف شخص آخر‬
‫(وسيط) يقوم بخصم الضريبة ودفعها مثل ‪ :‬الضريبة على المرتبات واألجور )‪(IRG Sur Salaires‬‬
‫والذي يقوم بدفعها رب العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬عن طريق األقساط التقديرية )‪ (Acomptes provisionnels‬أين يتم حساب الضريبة اعتمادا على‬
‫السنة السابقة مثل أقساط الضريبة على أرباح الشركات )‪. (I.B.S‬‬
‫‪ -‬كما يتم الدفع عن طريق الدمغة (طابع ضريبي) يقوم الفرد بشرائه وتلصيقه على سندات التحصيل‬
‫وارساله إلى إدارة الضرائب ‪.‬‬
‫التحصيي باستعمال قوة القانون ‪:‬‬
‫تلجأ اإلدارة (القابا) إلى استعمال اإلجراءات الجبرية في حالة عدم دفع الفرد لدين الضريبة بعد‬
‫استيفاء الشروط القانونية بما فيها كل اإلنذارات واإلشعارات ‪.‬‬
‫محتوى إجراءات التحصيل بقوة القانون تتمثل في القيام بحجز كل الممتلكات والحسابات البنكية‬
‫والمالية والتي بحوزة الفرد حتى يتمكن من القيام بدفع كل ديون الضرائب بما فيها الغرامات المالية الناتجة‬
‫عن التأخر في الدفع ‪ (Pénalités de retard de paiement‬وكذلك بعا األموال المعادلة لتكاليف‬
‫القيام بعملية الحجز والبيع )‪. (Frais de saisie et de vente‬‬

‫‪6‬‬

You might also like