You are on page 1of 14

‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫الفصل الثاني‬
‫ضريبـــــة الدخـــــــل‬
‫مقدمة‬
‫عرف العراق ضريبة الدخل منذ فترة بعيدة‪ ،‬وقد اتخذت أشكاالً وصيغاً‬
‫متعددة‪ .‬ويعد القانون رقم (‪ )52‬لسنة ‪ 1927‬أول قانون وطني في تأريخ العراق‬
‫الحديث لضريبة الدخل حيث صدر بتأريخ ‪ .28/5/1927‬وقد تعرض القانون إلى‬
‫جملة من التعديالت ُألغي على إثرها وصدر قانون جديد‪ .‬وهذا األخير هو اآلخر‬
‫تعرض إلى تعديالت ثم ُألغي بصدور قانون جديد‪.‬‬

‫وهكذا إلى أن صدر القانون رقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1982‬الذي ُن ِش َر بتأريخ‬


‫‪ 27/12/1982‬ليسري مفعوله اعتباراً من السنة المالية ‪.1983‬‬

‫هذا القانون مع التعديالت التي ُألحقت والتي أهمها القرار رقم (‪ )120‬لسنة ‪2002‬‬
‫واألمر رقم (‪ )49‬لسنة ‪ 2004‬وقانون الموازنة االتحادية رقم (‪ )20‬لسنة ‪2008‬‬
‫وإ عمام األمانة العامة لمجلس الوزراء والمرقم (‪ )7749‬في ‪ 13/4/2008‬وإ عمامي‬
‫الهيئة العامة للضرائب المرقمة ‪ 8/176‬و ‪ 8/282‬المؤرخين في ‪ 4/5/2008‬و‬
‫‪ 3/8/2008‬هي التي تنظم ضريبة الدخل حالياً في العراق‪.‬‬

‫وسنحاول في هذا الفصل اإللمام بكافة الجوانب المتعلقة بضريبة الدخل حالياً‬
‫في العراق وكما هو عليه اليوم‪ ،‬بمعنى األخذ بنظر االعتبار كافة التعديالت‬
‫التي صدرت‪.‬‬

‫األشخاص المشمولين بالضريبة‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 10‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫إن تكليف أي شخص بالضريبة البد وأن يستند على أساس أو مبدأ‪ ،‬ألنه من‬
‫غير الممكن وغير المعقول أن يسري نطاق الضريبة على األشخاص بشكل‬
‫اعتباطي من غير هدى‪ .‬إذ لو حصل ذلك ألصبحت العملية الضريبية فوضوية‬
‫سواء على المستوى الداخلي (المحلي) أو الخارجي‪،‬‬
‫ً‬ ‫تنعكس في آثار بالغة الخطورة‬
‫لناحية عدم استقرار اإليرادات العامة للدولة والمنازعات بين الدول في مسألة‬
‫األحقية في فرض الضريبة وتنامي مشكلة االزدواج الضريبي‪.‬‬

‫تنص دساتير غالبية الدول ومن ضمنها العراق على أن فرض‬


‫وطالما ُّ‬
‫الضريبة واالستثناء منها يجب أن يكون بقانون‪ .‬فإن التساؤل الذي ُيثار هو ‪ :‬ما هو‬
‫األساس أو األرضيةـ التي يستندـ عليها القانون في التكليف الضريبيـ ؟ سنحاول‬
‫اإلجابة على هذا التساؤل عبر المبحثين اآلتيين‪-:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سريان قانون الضريبة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األشخاص الشمولين بالضريبة في التشريع الضريبي العراقي‬

‫المبحث األول‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 11‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫سريان قانون الضريبة‬

‫تصدر الدول التشريعات الالزمة لتنظيم العملية الضريبية‪ ،‬وتتضمن هذه‬


‫التشريعات أحكاماً تتخذ شكل نصوص قانونية (مواد) تحدد وبشكل جلي نطاق‬
‫سريان الضريبة‪ .‬وحتى يسهل فهم هذه النصوص يتطلب األمر بادئ ذي بدء‬
‫التعرض وبشكل نظري إلى المبادئ واألسس التي تبرز خضوع الشخص للضريبة‬
‫(الحسني‪.)7 : 1974 ،‬‬ ‫والتي تتمثل في اآلتي‬

‫أوالً – مبدأ التبعية السياسية‬

‫يقوم هذا المبدأ على أساس أن األفراد يرتبطون بالدولة برابطة سياسية‬
‫وقانونية هي رابطة الجنسية‪ .‬وتقرر الجنسية حقوقاً لألفراد مثل حق التصويت‬
‫والتملك‪ ،‬كما تفرض في ذات الوقت واجبات عليهم ولعل أحد هذه الواجبات هو أداء‬
‫الضريبة‪.‬‬

‫وانطالقاً من هذا المبدأ‪ ،‬تعد الضريبة‪ c‬بمثابة فريضة سيادية‪ ،‬ألنه بمجرد‬
‫فإن من‬
‫سيادة الدولة على إقليم معين وقبول الشخص التواجد والعيش في هذا اإلقليم ّ‬
‫حق الدولة أن تكلفه بتحمل عدد من الواجبات‪ .‬وبمقتضى هذا المبدأ يحق للدولة‬
‫فرض الضريبة على مواطنيها جميعاً طالما يحملون جنسيتها بصرف النظر عن‬
‫سكناهم أو موقع أموالهم أو مكان مزاولة نشاطهم‪ ،‬بمعنى أنه من حق الدولة العراقية‬
‫أن تكلف كل من يحمل الجنسية العراقية بدفع الضريبة إليها سواء كان ساكناً في‬
‫وسواء مارس نشاطاً اقتصادياً داخل العراق أو خارجه‪.‬‬
‫ً‬ ‫العراق أو في مكان آخر‪،‬‬

‫ثانياً – مبدأ التأثير االقتصادي‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 12‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫أن هناك عالقة ما تنشأ بين الفرد والدولة من خالل‬


‫يستند هذا المبدأ على ّ‬
‫مزاولة الفرد لنشاط داخل الدولة بحث يترتب على هذه المزاولة المساهمة والتأثير‬
‫في الحياة االقتصادية لتلك الدولة‪ .‬وبمقتضى هذا الواقع‪ ،‬يحق للدولة أن تفرض‬
‫سواء كان متواجداً‬
‫ً‬ ‫سواء كان يحمل جنسيتها أو غير ذلك‪،‬‬
‫ً‬ ‫الضريبة على هذا الفرد‬
‫في الدولة أم ال‪.‬‬

‫ثالثاً – مبدأ اإلقامة‬

‫أن مجرد تواجد الشخص في بلد معين فترة من الوقت (عادةً تحدد‬ ‫وفحواه ّ‬
‫سواء كان يحمل جنسيتها أم ال‪.‬‬
‫ً‬ ‫فإن من حق الدولة تكليفه بالضريبة‬
‫باألشهر) ّ‬
‫ترى في ضوء هذا العرض المبسط للمبادئ قد تثار جملة من التساؤالت لعل‬
‫إحداها أي من هذه المبادئ هو األصلح ؟ ثم هل هناك إلزام على الدول باتباع مبدأ‬
‫معين بالذات ؟‬

‫قبل اإلجابة على هذه التساؤالت البد من اإلحاطة بمسألة غاية في األهمية‬
‫أن الدول قاطبة تحرص وبشكل حثيث على عدم التفريط‬ ‫في مجال الضرائب‪ c‬وهي ّ‬
‫بأي إيراد ضريبي‪ ،‬ولهذا فإنها سوف تختار المبدأ الذي يضمن لها أكبر حصيلة‬
‫وسوف يترتب على ذلك أنها لن تلزم نفسها على اإلطالق باألخذ بمبدأ يفرض‬
‫عليها‪ .‬وعادةً ما تنص القوانين الضريبية للعديد من الدول األخذ بأكثر من مبدأ‪.‬‬
‫وهذا ما سنالحظه في التشريع الضريبي العراقي‪.‬‬

‫أما لناحية أي من هذه المبادئ هو األصلح‪ ،‬فإنها مسألة ال يمكن البت فيها‬
‫بشكل قطعي‪ ،‬فهناك مزايا ومآخذ لكل مبدأ‪ ،‬واألمر متروك للدولة في تقييم هذه‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 13‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫المزايا والمآخذ في ضوء تركيبتها االقتصادية واالجتماعية والقانونية والسياسية‪.‬‬


‫وسوف نعرض في أدناه تقييم عام لهذه المبادئ‪-:‬‬

‫فإن األخذ به يعني فرض الضريبة على دخل كل‬


‫فبالنسبة لمبدأ التبعية السياسية‪ّ ،‬‬
‫من يحمل جنسية الدولة لما لها من سلطة السيادة على مواطنيها وبصرف النظر عما‬
‫إن تطبيق هذا المبدأ قد يؤدي إلى‬
‫إذا كانوا موجودين داخل حدودها أو خارجها‪ّ .‬‬
‫حصول ازدواج ضريبي بالنسبة لألشخاص الذين يحصلون على دخول من خارج‬
‫أوطانهم وخصوصاً إذا كان بلد منشأ الدخل يعتمد مبدأ مغاير لمبدأ التبعية السياسية‪،‬‬
‫حيث سينجم عن ذلك دفع ضريبة مرتين‪ ،‬مرة إلى دولة الجنسية ومرة إلى دولة‬
‫منشأ الدخل‪.‬‬

‫من ٍ‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فإن الضريبة على األشخاص المتواجدين خارج حدود دولهم‬
‫ال يتالءم مع األساس القانوني الحديث للضريبة والمتمثل في سعي الضريبة‪ c‬إلى‬
‫أن المكان المستهدف لتحقيق ذلك‬
‫إعادة توزيع الدخل بشكل قريب إلى العدالة‪ ،‬حيث ّ‬
‫هو مكان تولد الدخل وليس مكان جنسية صاحب الدخل‪.‬‬

‫فإن رابطة الجنسية قد تضعف كثيراً بين حامل الجنسية ودولة‬


‫وأخيراً‪ّ ،‬‬
‫الجنسية مما يجعلها ال ترقى إلى أن تعتمد كأساس لفرض الضريبة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمبدأ التأثير االقتصادي والذي بمقتضاه يحق للدولة فرض‬
‫سواء‬
‫ً‬ ‫الضريبة على الدخل الذي ينشأ فيها بصرف النظر عن مكان وجود صاحبه‬
‫كان موجوداً داخل حدود الدولة أو خارجها‪ .‬بتعبير آخر أن تولد الدخل في مكان ما‬
‫(دولة) ُي َع ُّد سبباً كافياً لفرض الضريبة من قبل تلك الدولة على ذلك الدخل‪.‬‬

‫ومما يبرز أهمية التركيز على هذا المبدأ أنه مادامت الضريبة ذات أهداف‬
‫اقتصادية واجتماعية ومالية‪ ،‬فإنه يفترض فيها أن تحقق ذلك في المجتمع الذي‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 14‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫تكونت فيه الدخول وليس مجتمع صاحب الدخل‪ .‬ومن جهة ثانية‪ ،‬فإن دولة مصدر‬
‫الدخل هي األجدر من غيرها على مراقبة وحصر الدخول المتحققة فيها ألنها قريبة‬
‫منها‪ ،‬وبالتالي فإنها أيضاً األقدر على إلزام أصحاب هذه الدخول على تأدية‬
‫االلتزامات الضريبية‪ ،‬حيث أنها تقدر أن تضع اليد على هذه الدخول أو تمنع‬
‫بهذه االلتزامات‪.‬‬ ‫التصرف فيها لحين الوفاء‬

‫أما مبدأ اإلقامة‪ ،‬فإنه يبدو ظاهرياً واضحاً‪ ،‬غير أن واقع الحال يكشف عن‬
‫أن مسألة اإلقامة من المسائل الشائكة والمعقدة في ذات الوقت وتثير العديد من‬
‫المشاكل في نطاق الضريبة ألنه قد يكون للشخص أكثر من محل إقامة‪.‬‬

‫ومحل اإلقامة العادية هو المكان الذي يسهل على الشخص اللجوء إليه‪،‬‬
‫وبذلك فإنه ليس هناك عالقة شرطية بين الجنسية واإلقامة‪ ،‬فقد يكون الشخص مقيماً‬
‫في بلد غير بلد الجنسية‪.‬‬

‫واألصل في الضريبة على الدخل على أنه ليس من الالزم أن يكون محل‬
‫اإلقامة الرئيس للشخص في دولة لكي يصبح لها وحدها الحق في فرض الضريبة‪.‬‬
‫وكذلك ال يشترط في كثير من األحيان التواجد مدة محددة في الدولة ليصبح الشخص‬
‫مقيماً فيها‪ .‬وعليه فإن وضع قاعدة عامة جامعة لمسألة اإلقامة تبدو غاية‬
‫في الصعوبة‪.‬‬

‫وال تقتصر الصعوبة على تحديد إقامة األشخاص الطبيعيين وإ نما تتعداها‬
‫إلى األشخاص المعنوية‪( .‬فالشخص المعنوي يعتبر مقيماً في الدولة التي تجري فيها‬
‫اإلقامة الفعلية واإلدارة)‪ .‬فإذا كان الشخص المعنوي يزاول نشاطاً في دولة ما لكن‬
‫اإلشراف على هذا النشاط قائم في دولة أخرى‪ ،‬فإن الشخص المعنوي يعتبر مقيماً‬
‫في الدولة األخرى‪ .‬وعليه‪ ،‬فليس من العدل في شيء أن تزاول شركة نشاطاً في‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 15‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫دولة وتفرض عليها الضريبة في دولة أخرى بسبب تواجد مجموعة من المديرين‬
‫يراقبون أعمالها‪.‬‬

‫معيار سليماً لفرض الضريبة‬


‫ً‬ ‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬فإن اإلقامة لوحدها ال تعتبر‬
‫على الدخل واألصح هو الموطن‪.‬‬

‫ويعني الموطن اإلقامة الدائمة مع توفر نية االستقرار والبقاء في دولة معينة‪.‬‬
‫وبتعبير آخر إن موطن الشخص هو مكان سكناه الذي ينوي العودة إليه كلما‬
‫ابتعد عنه‪.‬‬

‫إن األخذ بمبدأ الموطن كقاعدة لتحديد نطاق سريان الضريبة على الدخل‬
‫ّ‬
‫يعني فرضها على كل المتوطنين بصرف النظر عن المكان الذي تولد فيه الدخل‪،‬‬
‫في الداخل أو الخارج‪.‬‬

‫وبالنسبة لألشخاص المعنوية فإنه وفقاً لهذا المبدأ فإن من حق الدولة المسجل‬
‫فيها الشخص المعنوي فرض الضريبة بصرف النظر عما إذا كان النشا الفعلي لهذا‬
‫وسواء كانت الرقابة واإلدارة في الدولة‬
‫ً‬ ‫الشخص في ذات الدولة أو في دولة أخرى‬
‫نفسها أو في غيرها‪.‬‬

‫ويتضح مما سبق‪ ،‬أن معيار التوطن يختلف تماماً عن معيار اإلقامة‬
‫على الرغم من أن األخير ركن من أركان األول‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن مبدأ التوطن وحده‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 16‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫ال يكفي إلعطاء الحق للدولة في فرض الضريبة ألن الكثير من األموال في الدولة‬
‫قد تكون مملوكة ألشخاص غير متوطنين فيها‪.‬‬

‫نخلص مما سبق‪ ،‬أن هناك أكثر من أساس أو مبدأ تستند عليه الدولة في‬
‫فرض الضريبة‪ .‬ويعد مبدأ التأثير االقتصادي في تقديرنا من أكثر المعايير صالحية‬
‫لما يضمنه من عدالة‪.‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 17‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫المبحث الثاني‬

‫األشخاص المشمولين بالضريبة في التشريع الضريبي العراقي‬

‫من خالل الرجوع إلى قانون ضريبة الدخل رقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1982‬المعدل‬
‫وتفحص المواد التي يضمها نجد ان المشرع الضريبي العراقي لم يشر صراحة إلى‬
‫اعتماد أي من المبادئ المشار إليها في المبحث السابق‪ .‬لكن عبر قراءة متمعنة لمواد‬
‫القانون (المادة األولى والمادة الخامسة والمادة الثالثة عشرة) نقدر أن نقول أن‬
‫المشروع الضريبي العراقي في نطاق سريان ضريبة الدخل اعتمد مبدأ التأثير‬
‫االقتصادي كأساس مع االستعانة بمبدأ التبعية السياسية‪ ،‬حيث جاءت المادة‬
‫من القانون باآلتي‪:‬‬ ‫الخامسة‬

‫تفرض الضريبة على دخل الشخص المقيم العراقي الذي يحصل عليه‬ ‫‪.1‬‬
‫في العراق أو خارجه بصرف النظر عن محل تسلمه‪.‬‬
‫تفرض الضريبة على دخل غير المقيم الناجم في العراق وإ ن لم يتسلمه فيه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ال تفرض الضريبة على الدخل الناجم خارج العراق لألشخاص غير‬ ‫‪.3‬‬
‫العراقيين المقيمين في العراق‪.‬‬

‫خص‬
‫وحسب ما يتضح من نص المادة أعاله أن المشرع الضريبي‪ c‬العراقي َّ‬
‫وسواء كان المقيم عراقي أو غير عراقي‪،‬‬
‫ً‬ ‫بالضريبة كل من المقيم وغير المقيم‬
‫بمعنى أن معيار اإلقامة لم يعتد به‪ ،‬لكن ميز المشرع الضريبي‪ c‬العراقي ين المقيم‬
‫في مسألة الدخول المشمولة بالضريبة وكذلك ميز بين كون‬ ‫وغير المقيم‬
‫أو غير عراقي‪.‬‬ ‫المقيم عراقي‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 18‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫فبالنسبة للمقيم العراقي فإن الدخل الذي يخضع للضريبة هو ذلك المتولد‬
‫داخل العراق وخارجه‪ .‬وهنا نجد أن المشرع الضريبي العراقي وظف معيار‬
‫الجنسية مع معيار التأثير االقتصادي بالنسبة للمقيمين العراقيين‪ .‬أما بالنسبة لغير‬
‫المقيم أو المقيم غير العراقي فإن الدخل الخاضع للضريبة هو ذلك المتولد في‬
‫العراق فقط (مبدأ التأثير االقتصادي)‪.‬‬

‫وطالما أشار المشرع الضريبي العراقي إلى تسمية المقيم وغير المقيم والمقيم‬
‫العراقي والمقيم غير العراقي‪ ،‬البد من تحديد هذه المسميات بدقة ألن الخلط بينهما‬
‫قد يترتب عليه أثراً يشوه العملية الضريبية‪c-:‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف المقيم‬

‫عرفت المادة األولى في الفقرة (‪ )10‬من القانون المقيم باآلتي‪-:‬‬

‫العراقي الذي سكن العراق مدة ال تقل عن أربعة أشهر خالل السنة التي‬ ‫‪.1‬‬
‫نجم فيها الدخل أو أن يكون تغيبه عن العراق تغيباً مؤقتاً وكان له موطن‬
‫دائم في العراق ومحل عمل رئيس فيه‪.‬‬
‫العراقي ساكن خارج العراق من منتسبي الدوائر الرسمية ومنشآت القطاع‬ ‫‪.2‬‬
‫العام والمتقاعدين أو من أعارت الحكومة العراقية خدماته إلى شخص‬
‫معنوي خارج العراق إذا كان معفياً من الضريبة في محل عمله‪.‬‬
‫رعايا األقطار العربية العاملين في العراق مهما كانت مدة سكناهم‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫غير العراقي من غير األقطار العربية الذي‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫سكن العراق خالل السنة التي نجم فيها الدخل مدة ال يقل مجموعها‬ ‫ا‪.‬‬
‫عن ستة أشهر أو سكنه مدة ال تقل عن أربعة أشهر متصلة‪.‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 19‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫الساكن في العراق مهما تكن مدة سكناه إذا كان مستخدماً لدى شخص‬ ‫ب‪.‬‬
‫معنوي في العراق أو كان من ذوي االختصاص الفني واستخدم للعمل‬
‫في مشروع صناعي له حق التمتع باإلعفاء وفق قانون تنمية وتنظيم‬
‫االستثمار الصناعي‪.‬‬
‫كل شخص معنوي مؤسس بموجب القوانين العراقية أو غيرها يكون محل‬ ‫‪.5‬‬
‫عمله أو إدارته أو مراقبته في العراق‪.‬‬

‫ويالحظ على شروط اإلقامة أن هناك ثالث هويات لألشخاص المقيمين‪ :‬فإما‬
‫أن يكن عراقياً أو عربياً أو أجنبياً‪ ،‬فضالً عن الشخصيات المعنوية‪.‬‬

‫المقيم العراقي‬ ‫‪.1‬‬


‫يعد العراقي مقيماً ألغراض ضريبة الدخل في الحاالت اآلتية‪-:‬‬
‫التواجد والسكن في العراق لمدة أربعة أشهر خالل السنة التي نجم فيها‬ ‫‪‬‬
‫وسواء كانت عائلته معه‬
‫ً‬ ‫سواء كانت هذه المدة متصلة أو منفصلة‪،‬‬
‫ً‬ ‫الدخل‬
‫أو غير ذلك‪.‬‬
‫التغيب المؤقت عن العراق‪ ،‬بمعنى تواجد الشخص خارج العراق لفترة‬ ‫‪‬‬
‫من الزمن لم يحددها القانون ولكنها ضمن الحدود المعقولة كأن تكون‬
‫للعالج أو الدراسة أو عقد صفقات تجارية بحيث أن هذه المدة قد تزيد‬
‫على فترة الثمانية أشهر‪ ،‬أي أن المدة المتبقية من السنة تقل عن أربعة‬
‫هذا التغيب يعد مؤقتاً طالما هناك نية لدى الشخص‬ ‫أشهر‪.‬‬
‫للعودة (مبدأ التوطن) وطالما بقي محل الشخص موجوداً في العراق‪.‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 20‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫العمل في دائرة رسمية أو أحد المشاريع العائدة للدولة خارج العراق مثل‬ ‫‪‬‬
‫العاملين في السفارات والممثليات العراقية في الخارج‪ .‬فهؤالء بحكم‬
‫طبيعة وظائفهم قد يتواجدون خارج العراق لفترة طويلة وعليه فإنهم‬
‫والحال هذه يعتبرون كأنهم يباشرون أعمالهم على أرض عراقية‪ ،‬وبالتالي‬
‫يعاملون معاملة المقيم‪.‬‬
‫المتقاعد العراقي الذي سكن بعد إحالته على التقاعد خارج العراق ألي‬ ‫‪‬‬
‫سبب كان فإنه يعتبر مقيماً في العراق وحتى لو لم يسكن فيه‪.‬‬
‫سواء للتدريس‬
‫ً‬ ‫العراقي المعارة خدماته إلى شخص معنوي خارج العراق‬ ‫‪‬‬
‫في الجامعات أو العمل في الهيئات اإلقليمية أو الدولية فإنه يعتبر مقيماً‬
‫بشرط أن يكون دخله الذي يحصل عليه من هذه الجهات معفياً‬
‫من الضريبة‪.‬‬

‫يالحظ على الحاالت آنفة الذكر لإلقامة للعراقي أن المشرع الضريبي‪ c‬وسع‬
‫ألن العراقي الذي يعتبر‬
‫فيها ولعل قصده الرئيس منها تأمين أكبر حصيلة ضريبية‪ّ ،‬‬
‫مقيماً يخضع دخله الذي يحصل عليه من داخل العراق وخارجه إلى الضريبة‪ ،‬بينما‬
‫إذا لم تنطبق شروط اإلقامة على العراقي فإنه سيحاسب على دخله الناجم في العراق‬
‫فقط‪.‬‬

‫المقيم غير العراقي‬ ‫‪.2‬‬

‫فرق المشرع الضريبي‪ c‬العراقي بالنسبة ألوضاع اإلقامة بين الشخص‬


‫لقد َّ‬
‫العربي والشخص األجنبي‪.‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 21‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫فبالنسبة للشخص العربي فقد عده المشرع الضريبيـ مقيماً مهما كانت مدة‬
‫سكناه في العراق‪ ،‬لكن بشرط العمل‪ ،‬لكن بشرط العمل‪ .‬وكما أشرنا سابقاً أن‬
‫انطباق شروط اإلقامة على العربي ال يعني إخضاع دخله المتولد في الخارج إلى‬
‫الضريبة وإ نما يحاسب ضريبياً على الدخل المتولد في العراق فقط‪.‬‬
‫أما األجنبي فإنه يعتبر مقيماً في الحاالت اآلتية‪-:‬‬
‫إذا سكن العراق خالل السنة التي نجم فيها الدخل مدة ال يقل مجموعها عن‬ ‫‪‬‬
‫ستة أشهر أو أربعة أشهر متصلة‪.‬‬
‫إذا استخدم لدى شخص معنوي في العراق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا كان من ذوي االختصاص الفني ويعمل لدى مشروع صناعي مشمول‬ ‫‪‬‬
‫بقانون تنمية وتنظيم االستثمار الصناعي‪.‬‬
‫فعلى سبيلـ المثال‪ ،‬دخل شخص تركي الجنسية العراق بتأريخ ‪1/2/2007‬‬
‫ومارس أعماالً تجارية حقق منها ربحاً ثم غادر العراق بتاريخ ‪ 1/4/2007‬وعاد‬
‫مرة أخرى بتأريخ ‪ 1/7/2007‬وأيضاً مارس أعماالً تجارية ثم غادر بتاريخ‬
‫‪ .1/10/2007‬تُرى ما هو وضع هذا الشخص ؟‬
‫يالحظ على فترات تواجد هذا الشخص التركي (األجنبي) في العراق أن‬
‫الفترة األولى من ‪ 1/2‬ولغاية ‪ 1/4‬أي شهرين فقط‪ ،‬والفترة الثانية من ‪ 1/7‬ولغاية‬
‫أي ثالثة أشهر‪ .‬وبما أن أي من المدتين ال تصل إلى أربعة أشهر‬ ‫‪1/10‬‬
‫على انفراد‪ ،‬وأن مجموع المدتين هو خمسة أشهر أي أقل من ستة أشهر‪ .‬وعليه‪،‬‬
‫ال يعتبر مقيماً في العراق ألغراض التحاسب الضريبي‪.‬‬ ‫فإن هذا الشخص‬
‫لكن لو تواجد خالل عام ‪ 2007‬للفترة من ‪ 1/2‬ولغاية ‪ 1/6‬ثم من ‪ 1/7‬ولغاية ‪1/8‬‬
‫فإنه سوف يعتبر مقيماً النطباق شرط مدة أربعة أشهر متصلة عليه‪ ،‬وال حاجة إلى‬
‫أشهر متقطعة‪.‬‬ ‫انطباق فترة ستة‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 22‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل الثاني – ضريبة الدخل‬

‫الشخصيات المعنويةـ‬ ‫‪.3‬‬

‫سواء كانت تضامنية أو ذات مسؤولية‬


‫ً‬ ‫ُيراد بالشخصيات المعنوية الشركات‬
‫محددة أو مساهمة‪ .‬وتعتبر الشركة مقيمة في العراق إذا ‪:‬‬

‫سواء كان نشاطها في‬


‫ً‬ ‫أسست بموجب القوانين العراقية‪ ،‬أي وفقاً لهذه القوانين‬ ‫‪‬‬
‫داخل العراق أو خارجه‪ .‬فدخل ( أرباح ) هذه الشركات في الداخل والخارج‬
‫يخضع للضريبة ألن هذه الشركة تعد عراقية حالها حال الشخص الطبيعي‬
‫العراقي الذي تنطبق عليه شروط اإلقامة‪.‬‬
‫أسست بموجب قوانين غير عراقية ( أجنبية ) لكن لديها أعماالً في العراق أو‬ ‫‪‬‬
‫أن إدارتها في العراق أو أن رقابتها تتم من العراق‪ .‬فإن هذه الشركة تعتبر‬
‫مقيمة لكنها غير عراقية‪ .‬وأغلب الظن أن المشرع العراقي قصد من هذا‬
‫النص الشركات التي لديها أعماالً في العراق حتى يخضعها للضريبة‪ ،‬ألنه‬
‫من غير المعقول وجود إدارة ورقابة شركات مؤسسة بموجب قوانين أجنبية‬
‫في العراق‪.‬‬

‫أن المعاملة الضريبية لهذه الشركات هو فقط عن دخلها‬


‫وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫المتحقق في العراق بعكس الشركات المؤسسة بموجب القوانين العراقية‪.‬‬

‫ثانياً ‪ -‬تعريف غير المقيم‬

‫وهو الذي ال تتوافر فيه شروط اإلقامة آنفة الذكر ( المادة األولى الفقرة‬
‫‪.) 11‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 23‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬

You might also like