Professional Documents
Culture Documents
المقـدمـة:
العـرض:
خــــــاتـمة:
تــــمهـيد:
في عالم السياسة واالقتصاد ُ ،تعد المالية العامة جزًءا حيوًيا من إستراتيجية االقتصاد الوطني ألي
دولة ،فهي اإلطار الشامل الذي يقوم على توجيه و إدارة الموارد المالية بهدف تحقيق االستقرار
االقتصادي وتمويل الخدمات العامة والمشاريع الحكومية بطريقة مستدامة ،و تتضمن المالية العامة أيًضا
تقييم األهداف الوطنية وتحديد األولويات و ذلك يشمل عمليات التخطيط والتنفيذ المالي وضبط كل من
اإلنفاق الحكومي الذي يتمثل في النفقات العامة التي تقوم بها الحكومة لتلبية احتياجات المجتمع و
اإليرادات العامة التي تعتبر مصدر تمويل النفقات وتعني الدخل الذي تحصل عليه الدولة من مصادر
مختلفة و بصورة نقدية عادة .وكما سلف الذكر فان اإلنفاق العام يأخذ أشكاال متعددة و محتفلة تبعا لمعايير
تصنيفه ،غير أن الشكل األكثر شيوعا هو الذي يقسمه إلى إنفاق حكومي كشراء السلع و الخدمات ،
إعانات حكومية ،تسديد أعباء القروض و غيرها ،وبداهة فلكي تقوم الحكومة بتلك المهام يتعين أن تتوفر
لديها المصادر التمويلية بدورها ،ولكل مصدر تمويل مزاياه ومن بين هذه الصادر نذكر الضرائب.
المقـدمـة:
تمثل الضرائب أهم مصادر التمويل التي تستخدمها الحكومة لتمويل برامجها اإلنفاقية ،حيث تشكل
أعلى وزن نسبي في هيكل التمويل الحكومي لمعظم دول العالم ،وبدون وجود ضرائب ال تستطيع أي
حكومة تنفذ برامجها ،إذ لن يكون في مقدورها إشباع الحاجات االجتماعية كالدفاع واألمن والعدالة،
والحاجات المستحقة كالتعليم والصحة ،وبدون وجود ضرائب أيضًا لن تستطيع الحكومة من تحقيق أهدافها
فيما يتعلق باعتبارات العدالة في توزيع الدخول ،والكفاءة ،واالستقرار االقتصادي وبخالف معظم
التحويالت بين األفراد التي تتم بشكل طوعي.
مفهوم الضريبة ؟ ،أساس فرض الضرائب؟ ،مبادئ وقواعد الضريبة؟ ،أنواع الضرائب ؟
المبحث األول :ماهية الضرائب ؟
الضريبة هي مبلغ نقدي تفرضه الدولة على األفراد والشركات ،بهدف تمويل النفقات التي يجب أن
تلتزم بها الدولة لتوفير الخدمات االجتماعية ودفع رواتب الموظفين في الجهات الحكومية .ولدعم وتطوير
البنية التحتية .ولدعم السلع األساسية ،وتعد الضرائب بأنواعها من أهم مصادر إيرادات الحكومة .
كما يوجد تعريف آخر المتمثل في الضريبة على إنها فريضة إلزامية تحددها الدولة ويلتزم بأدائها
1
الممول بال مقابل تمكينًا للدولة من القيام بتحقيق أهداف المجتمع .
األساس األول الذي يتم بموجبه فرض الضريبة والذي يستند إلى نظرية العقد االجتماعي ،باعتبار
أن الضريبة في مضمونها الحقيقي ذات طبيعة تعاقدية بين الدولة باعتبارها الممثل للمجتمع ،وبين أفراد هذا
المجتمع ،وبحيث تحتوي الطبيعة التعاقدية هذه وجود عقد مالي ضمني تلتزم بموجبه الدولة بتقديم خدمات
عامة تلبي من خاللها االحتياجات العامة وبما يحقق النفع العام من خالل نفقاتها العامة.
األساس الثاني الذي يتم بموجبه فرض الضريبة استنادًا إلى نظرية التضامن االجتماعي ،حيث أن
األساس القانوني للضريبة يكمن في التضامن االجتماعي ،ذلك ألن األفراد يلتزمون بدفع الضرائب بصفتهم
جزء من المجتمع ،وأعضاء فيه ،هذا المجتمع الذي يقوم كيانه على أساس التضامن االجتماعي بين
أعضاءه ،وأن الدولة باعتبارها ممثلة للمجتمع ينبغي أن تقوم بإشباع الحاجات االجتماعية ،أي عليها أن
تلبي الحاجات العامة ،وأن أساس التضامن االجتماعي هذا ال يشمل فقط أفراد الجيل الحاضر ،بل أنه يمتد
2
ليشمل األجيال الالحقة أيضا.
د.حامد عبد المجيد دراز ،د.المرسي السيد حجازي"،مبادئ االقتصاد العام"(،اإلسكندرية:الدار الجامعية،)1999،ص15 1
العـدالـة :العدالة والتي تعني إسهام كافة أفراد المجتمع بتحمل أعباء قيام الدولة بإشباع الحاجات العامة
عن طريق تقديمها للخدمات العامة التي تحقق نفعًا اجتماعيًا عامًا ،وحسب مقدرة كل منهم على الدفع،
بحيث ينبغي أن تناسب الضريبة مع دخل الممول وثروته ،ألن الخدمة التي يحصل عليها الفرد تزداد بزيادة
دخله وثروته.
المالئمة :والذي يعني مالئمة الضريبة عند دفعها لظروف دافعها ،بحيث يتم فرضها في الوقت والطريقة
التي تناسب وتالئم رغبة الممول وظروفه بدرجة أكبر ،وبحيث يتم فرضها وتحصيلها في الوقت والطريقة
التي تناسب الممول وتتيح إمكانية دفعها من قبله ،بحيث تكون أوقات تحصيلها تتناسب مع حصول الممول
على دخله أو إيراداته وعوائده.
التأكد والوضوح :وهو ما يعني أن الضريبة يجب أن تفرض على أساس يتضمن اليقين والتأكد بشكل
تكون فيه الضريبة متعددة بوضوح لمنع حصول التصرف الكيفي في فرضها.
االقتصاد :ويعني هذا المبدأ ضرورة أن يكون اإلنفاق الذي يتم بشكل تكاليف لتحصيل الضرائب بأدنى
3
قدر ممكن وبحيث تكون حصيلة اإليرادات الضريبية التي تدخل في خزينة الدولة أكبر ما يمكن.
تتلبس الضرائب عدة أشكال منها ،الضرائب المتعددة والوحيدة و منها ضرائب عينية و ضرائب
شخصية وخالل موضوعنا هذا سندقق البحث حول الضرائب المباشرة و غير المباشرة من مفاهيم و
مميزات كل منهما .
المعيار القانوني :يسند هذا المعيار في التفرقة بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة إلى التنظيم الفني
للجباية و التحصيل ،فالضريبة المباشرة هي التي تحصل بناءا على جداول إسمية ،أما الضريبة الغير
مباشرة فهي التي ال تحصل بناءا على جداول إسمية و لكن على الوقائع المؤدية قانونا إلى فرضها كواقعة
إنتاج السلعة بالنسبة لضريبة اإلنتاج.
المعيار االقتصادي :وفقا لهذا المعيار تعد الضريبة مباشرة إذا كان المكلف بها قانونا هو الذي يتحمل
عبئها الضريبي بصورة نهائية ،وال يمكنه التخلص منها أو نقل عبئها إلى شخص آخر تربطه به عالقة
اقتصادية ،بينما تعتبر الضريبة غير مباشرة إذا كان المكلف القانوني يمكنه أن ينقل عبئها إلى شخص آخر
4
تربطه به عالقة اقتصادية و يسمى هذا األخير بالمكلف الفعلي .
المعيار المالي (معيار الثبات واالستقرار) :ينظر هذا المعيار إلى طبيعة المادة الخاضعة للضريبة
وفقًا لخاصيتي الثبات االستمرار .وبمقتضى هذا المعيار تصلف الضريبة على أنها مباشرة إذا فرضت على
مادة تتسم بالثبات والتحقق الدوري المستمر مثل الدخل من العمل أو الدخل المستمد من مهنة مثل التجارة
أو الصناعة ،أو الدخل المحقق عن رأس المال أو الثروة ،فيما تعتبر الضريبة غير مباشرة إذا كان فرضها
مرتبطًا بأحداث أو وقائع متفرقة كاستهالك سلعة أو خدمة معينة أو عمليات تصدير السلع أو استيرادها
5
وكذلك عمليات التداول ونقل الملكية.
د.عاطف وليم اندراوس"،االقتصاد المالي العام"(،اإلسكندرية :دار الكر الجامعي ،)2010ص ص184-182 5
المطلب الثاني :مفهوم الضريبة المباشرة وغير المباشرة
هي ضرائب تفرض على الدخل أو األموال بشكل مباشر .ويدفعها المكّلف بالضريبة مباشرة
لمصلحة الضرائب .وُت فرض الضريبة المباشرة على دخل األفراد وعلى األرباح التجارية والصناعية
للشركات ،وعلى األصول العقارية والممتلكات ،وفي هذه الحالة يتحمل الفرد أو الجهة المكلفة بالضريبة
كامل عبئها .ويستند هذا النوع من الضرائب على مبدأ القدرة على الدفع حيث أن من يمتلك قدرًا أكبر من
الموارد (راتبًا أعلي أو أرباحًا أكثر ) تفرض عليه نسبة أكبر من الضرائب.
-١الضرائب المباشرة على الدخل وهي ضريبة يدفعها األفراد والمؤسسات على دخلهم .فالراتب
الذي تتلقاه من جهة عملك على سبيل المثال هو راتب صاف بعد اقتطاع الضرائب والرسوم.
-٢الضرائب المباشرة على رأس المال /الثروة وهنا تفرض الضريبة على ما يتملكه المكلف
6
بالضريبة من أمالك أو رأس مال ،والمثال على ذلك الضريبة التي تفرض على األمالك العقارية.
هذا النوع من الضرائب ال يدفعها األفراد والشركات إلى الحكومة بشكل مباشر وتفرضه الدولة على
االستهالك واإلنفاق من خالل فرضه على إنتاج السلع والخدمات وبيعها .ويفرض هذا النوع من الضرائب
على السلع والخدمات التي يستهلكها الغني والفقير وبالتالي ال تستند إلى مبدأ القدرة على الدفع .ومن أمثلة
الضرائب غير المباشرة
ضريبة المبيعات :يدفعها المستهلك عند شراء السلع وتفرض تلك الضريبة على أنواع السلع
المختلفة بنسب متفاوتة فنسبة الضريبة على الضرائب على المالبس تختلف عن نسبة الضرائب
على السيارات .وال تدفع تلك الضريبة على السلع الوسيطة في اإلنتاج كإطار السيارات على سبيل
المثال ولكن يتم فرضها على السلع النهائية.
ضريبة القيمة المضافة :تختلف تلك ضريبة عن ضريبة المبيعات في كونها تدفع في كل
مراحل اإلنتاج .فعلي سبيل المثال ،في حال صناعة السيارات يقوم مصنع اإلطارات ببيع اإلطار
د.زينب حسين عوض هللا"،مبادئ المالية العامة"(،اإلسكندرية:الدار الجامعية للطباعة )1998ص ص 139-136 6
بثمن يضيف إليه نسبة الضريبة .ويقوم صاحب المصنع إلى بيع السيارة إلى أصحاب معارض
السيارات بعد احتساب نسبة الصربية .وفي النهاية يقوم صاحب المعرض ببيع السيارات مع
إضافة مبلغ ضريبة القيمة المضافة إلى فاتورة البيع.
الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات :وهي ضرائب تفرضها الدولة علي السلع
المستوردة من الخارج وتدفع أثناء عبور هذه السلع الحدود .وعلى الرغم من أن تلك الرسوم تخدم
مصالح المنتجين المحليين إال أنها تمس بشكل مباشر القدرة الشرائية للمستهلكين وتقلل فرصهم
7
في االستهالك مما ينعكس بالسلب على رفاهية المجتمع ومستوى المعيشة.
ضعف درجة المرونة فيها نتيجة ضعف القدرة على التحكم في حصيلتها وبسرعة ،وحسب الحاجة. .1
أن القيمة الحقيقية للضرائب المباشرة تنخفض في حالة التضخم نتيجة الثبات النسبي في حصيلتها. .2
تتيح إمكانية التهرب من دفعها بحكم العالقة المباشرة ،والمستمرة بين دافع الضريبة واإلدارة .3
الضريبية.
إن الضرائب غير المباشرة يمكن أن تحقق العديد من المزايا والتي منها:
أنها يمكن أن تسهم في تحقيق وظيفة اقتصادية هامة وتتمثل في إسهامها في تحقيق التوازن بين .1
العرض الكلي ،والطلب الكلي ،إضافة إلى وظيفتها المالية.
أن إمكانية واحتمال التهرب الضريبي منها أقل ،خاصة وأن عبتها أقل وال يتم دفعها مرة واحدة، .2
وتفرض على سعر السلعة ويتضمنها سعرها ،وبالتالي صعوبة التهرب من دفعها المرتبط باقتناء
السلعة.
أن حصيلتها تتسم بالمرونة حيث يمكن أن تزداد حصيلتها بزيادة المعامالت والنشاطات حتى مع .3
عدم زيادة سعر الضرائب غير المباشرة هذه.
السهولة في تحمل عبثها ألن سعر السلعة يتضمنها ،وألن دفعها يتم حسب القدرة على اقتناء السلعة .4
وارتباطًا به
إمكانية نقل عبثها بدرجة أكبر من الضرائب المباشرة ،وقد يكون هذا مقصودًا من قبل المشرع من .5
أجل تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية يحققها نقل عبتها هذا.
والضرائب غير المباشرة يمكن أن يرافق األخذ بها العديد من العيوب والتي منها:
أنها أقل عدالة من الضرائب المباشرة لعدم إمكانية تطبيق التصاعد فيها ،وألن األقل دخًال هم الذين .1
يتحملون عبئها بدرجة أكبر بسبب ارتفاع ميلهم االستهالكي ويتحمل عبئها بدرجة أقل األعلى دخًال
نتيجة انخفاض ميلهم االستهالكي.
أنها يمكن أن تقود إلى انخفاض مستويات المعيشة ،وبالذات الفئات منخفضة الدخل بسبب أن .2
الضرائب غير المباشرة هذه يتضمنها سعر السلعة ،ويرتفع هذا السعر بعد الضريبة ،وهو األمر
الذي يخفض معه استهالك الفئات هذه.
بناًء على ما ُذ كرُ ،يمكن تعريف الضريبة بأنها فريضة نقدية جبرية يتعين دفعها بدون مقابل مباشر ونهائي.
تخضع الضرائب لمجموعة من المبادئ والقواعد التوجيهية التي تشمل مبدأ العدالة اليقين ،ومبدأ المالئمة
في عمليات التحصيل ،وأخيًر ا مبدأ االقتصاد في التحصيل .هذه القواعد تهدف إلى تحقيق التوازن بين
مصلحة الدولة ومصلحة المكلفين .تحقق مصلحة المكلفين من خالل تحديد الحد األدنى من الضرائب
وتحقيق العدالة في تقاضيها ،بينما تحقق مصلحة الخزينة العمومية من خالل تأمين اإليرادات الالزمة
لتمويل البرامج والخدمات الحكومية.
ُيظهر البحث والتفكير في الضرائب المباشرة وغير المباشرة أهمية كبيرة لهاتين الفئتين من الضرائب في
النظام الضريبي واالقتصاد .الضرائب المباشرة تعكس العالقة المالية المباشرة بين الحكومة والمواطن،
بينما تؤثر الضرائب غير المباشرة على االقتصاد بشكل غير مباشر من خالل تحفيز أو تثبيط النشاط
االقتصادي .يجب علينا أن ندرك أن الضرائب ليست مجرد وسيلة لتمويل الحكومة بل تلعب دوًر ا أساسًيا
في توجيه االقتصاد وتحقيق العدالة االجتماعية ،وهذا يتطلب تصميم أنظمة ضريبية ذكية تحقق التوازن بين
جميع هذه األهداف.