Professional Documents
Culture Documents
تستمد الضرائب شرعيتها من حقيقة كونها تقوم بتمويل ثلثا جيوب رئيسية داخل الدوألة ،الوظيفة الوألى
هي أنها تقوم بضمان إنتاج السلع اللزامة وأتحقيق التنمية وأالتماسك الجتماعي للبلد )التعليم ،البحث
العلمي ،المن ،الصحة ،البنية التحتية ،(...الوظيفة الثانية هي كون الضريبة تقوم بإعادة توزايع الدخل من
أجل تصحيح الفوارق الجتماعية وأاللمساوأاة داخل المجتمع )المنافع الجتماعية( ،وأضمان ضد المخاطر
الجتماعية )التقاعد ،التأمين الصحي .(...وأالوظيفة الثالثة وأالخيرة تكمن في زايادة النشاط القاتصادي،
وأمنع الركود الذي قاد يصيب القاتصاد الوطني.
كما تعتبر الضريبة أكبر مثال لمعرفة نوعية العلقاة التي تجمع الدوألة بمواطنيها ،سواء تعلق المر
بالشركات ،أوأ بالشخاص الذاتيين ،فالنظام الضريبي المغربي عرف تغييرا شامل بداية من سنة 1985في
إطار ما كان يعرف عليه بسياسة التقويم الهيكلي ،مما نتج عنه تطبيق ما أضحى يعرف بالثلثية الجبائية،
الضريبة على القيمة المضافة ) (TVAسنة ،1985الضريبة على الشركات ) (ISسنة ،1986وأالضريبة
على الدخل ) (IRسنة ،1990بالضافة إلى رسوم التسجيل وأالتمبر التي كانت مطبقة منذ فترة الستعمار
الفرنسي.
لكن رغم كل هذا ،بقيت الرسوم وأالجبايات المحلية كما هي وألم تمس بهذا الصإلحا ،في حين تمت زايادة
عدد من الرسوم الجبائية ،مما نتج عنه تداخل وأكثرة وأضبابية النظام الجبائي المحلي ،منذ صإدوأر القانون
رقام 30.89الذي غير بالقانون رقام 06.47لكثرة ثغراته وأسلبياته ،هذا الخير هو عرضة اليوم لمجموعة
من النتقادات وأالمشاكل وأالمعيقات التي أهمها عدم مواكبته للمضامين الدستورية الجديدةعلى المستوى
الترابي ،وأعلى رأسها الجهوية المتقدمة ،مما جعل العديد من المهتمين بالمجال يدعون إلى عقد مناظرة
وأطنية حول الجبايات المحلية من أجل إصإلحا الصإلحا .1
لذلك ،فالسؤال الرئيسي المرتبط بأي نظام ضريبي هو ارتباطه بوجود عدالة ضريبية ،هذا المبدأ الذي يجد
نفسه في كل من الفصول 39وأ 40من دستور المملكة المغربية لسنة .2011لكن ،الواقاع يؤكد عكس ذلك،
فرغم دسترة مفهوم وأمبدأ العدالة الضريبية ،فالضريبة على الدخل مثل ما يقارب %75من اليرادات
الضريبية المتأتية من هذه الضريبة هي تلك المتحصلة من المنبع ،وأهي الجور وأالدخول المعتبرة في
حكمها ،أما فيما يخص الضريبة على الشركات ف %2من الشركات تؤدي ما يقارب من %80من
إيرادات هذه الضريبة ،أما الضريبة على القيمة المضافة فهي المورد الرئيسي لخزينة الدوألة ،في حين أن
عبئها يتحمله الملزم.
فأسباب عدم وأجود عدالة ضريبية في نظامنا الضريبي المغربي تجد أساسها في الختيارات الخاطئة
للسياسات الضريبية ،وأأيضا في طرق وأأساليب احتساب وأتصفية وأوأعاء وأتدبير الضريبة ،زايادة على عدم
وأجود تطبيق صإحيح وأمثالي لمخرجات المناظرة الوطنية الثانية حول الجبايات لسنة ،2013فلحد الساعة
لم يتحقق أحد العمدة الساسية لهذه المناظرة وأهو سن تشريع جبائي يضمن العدالة الجبائية بين جميع
الملزمين .لذلك وأجب علينا في الوأل من أجل تنوير القارئ المغربي على وأجه عام ،وأدافعي الضرائب بشكل
خاص ،معرفة ما هي العدالة الضريبية؟ وأكيف يمكن للضريبة أن تحقق العدالة الجتماعية؟ وأكيف يمكن
لنظام ضريبي عادل أن يشكل مدخل لتحقيق العدالة الجتماعية؟
إن موضوع العدالة الضريبية يستوجب في مقدمته تعريفا دقايقا لمفهوم العدالة لغة وأاصإطلحا ،فالعدالة لغة:ا
العدل ضد الجور ،يقال عدل عليه في القضية فهو عادل ،وأبسط الوالي عدله وأتمععددلتتته -بكسر الدال وأفتحها،
وأفلن من أهل التمععتد تلة -بفتح الدال ،-أي:ا من أهل العدل ،وأرجل عدل ،أي:ا رضا وأمقنع في الشهادة.
ي تععدلل دمعنككعم{ْ ،وأيقال:ا رجل عدل وأرجلن وأالعدالة:ا وأصإف بالمصدر معناه ذوأ عدل ،قاال تعالى:ا{ْتوأأت ع
شدهكدوأا تذتوأ ع
عدل ،وأرجال عدل ،وأامرأة عدل ،وأنسوة عدل ،كل ذلك على معنى رجال ذوأوأ عدل ،وأنسوة ذوأات عدل ،فهو
ل يثنى ،وأل يجمع ،وأل يؤنث ،فإن رأيته مجموعاا ،أوأ مثنى أوأ مؤنثاا ،فعلى أنه قاد أجرى مجرى الوصإف
الذى ليس بمصدر ،وأتعديل الشيء تقويمه ،يقال عدلته فاعتدل ،أي قاومته فاستقام .فمن هذه التعاريف
اللغوية يتبين أن معنى العدالة فى اللغة الستقامة ،وأالعدل هو المتوسط في المور من غير إفراط في طرفي
طا{ْ ،أي عدال ،فالوسط وأالعدل بمعنى وأاحد. س ا الزيادة وأالنقصان ،وأمنه قاوله تعالى{ْتوأتكتذلدتك تجتععلتناككعم أكممةا توأ ت
وأالعدالة اصإطلحا ،تنوعت فيها عبارات العلماء من محدثين وأأصإوليين وأفقهاء ،إل أنها ترجع إلى معنى
وأاحد وأهو أنها:ا ملكة أي صإفة راسخة في النفس تحمل صإاحبها على ملزامة التقوى وأالمروأءة .وأالتقوى
ضابطها:ا امتثال المأمورات ،وأاجتناب المنهيات من الكبائر ظاهراا ،وأباطناا من شرك أوأ فسق أوأ بدعة.
وأالمروأءة ضابطها:ا آداب نفسية تحمل صإاحبها على التحلي بالفضائل ،وأالتخلي عن الرذائل ،وأترجع
معرفتها إلى العرف .وأليس المراد بالعرف هنا سيرة مطلق الناس بل الذين نقتدي بهم.
لذلك ،فإنه يوجد فرق بين مفهوم العدالة كهدف من أهداف الضريبة ،وأبين مفهوم العدالة كركن من أركان
الضريبة ،فالعدالة كركن من أركان الضريبة ،يقصد به مساهمة أفراد المجتمع في أداء الضريبة بما يتناسب
وأقادرتهم المالية ،فيجب على جميع الخاضعين للضريبة كأفراد أن يتحملوا عبئها وأيخضعوا لها دوأن محاباة
أوأ تفضيل .أما العدالة كهدف من أهداف الضريبة ،فهي تعني إعادة توزايع الدخل وأالثروأة وأمنع تكتل
الثروأات بيد فئة معينة من المجتمع ،وأذلك من خلل فرض الضرائب على الثروأات ،أوأ تطبيق التصاعد
بالضرائب ،وأالعدالة الضريبية لها وأجهان ،العدالة الفقية ،وأالعدالة الرأسية:ا
-العدالة الفقية:ا تعني مقابلة دافعي الضرائب ،ذوأي القدرات المتساوأية –الذين لهم نفس الدخل -بمعدلت
ضريبية متساوأية ،بحيث يدفعون نفس المقدار من الضريبة.
-العدالة الرأسية أوأ العمودية:ا تعني معاملة دافعي الضريبة ذوأي القدرات غير المتساوأية الذين تختلف
دخول بعضهم عن بعض ،بمعدلت ضريبية غير متساوأية ،بحيث يتباين ما يدفعه كل مكلف منهم عن الخر
حسب قادرة كل منهم على الدفع.
فالعدالة ،من وأجهة نظر الفيلسوف الليبرالي ) ،(John Rawlsتتخذ وأجهات نظر متباينة ،وأذلك من خلل
أن:ا" النظرية النفعية للعدالة يمكن أن تكون مقبولة من وأجهة نظر تطبيقية ،لكن ،من وأجهة نظر فلسفية
فهي غير منطقية .لذلك ،إذا كنا نؤمن بأن لكل فرد الحق في احترام شخصه ،وأأن هذا الحق مضمون
وأمصون ،فإنه ل يمكن أن نجد ل من باب القبول وأل العدل أن يفقد شخص حريته من أجل ضمان الرفاه
لكبر عدد ممكن".
لذلك ،فمبدأ العدالة الضريبية له مؤشرات ناظمة وأضابطة ،من بينها أحقية الملزم في مراقابة تصحيح
إقاراراته ،وأاللجوء إلى الطعون ضدا على قارارات الدارة ،وأتبني أحكام وأإجراءات وأآجال وأأحكام فنية خالية
من الغموض وأالتعقيد النصي ،تقوم على تشخيصية السعر وأالوعاء ،وأتعتمد على سهولة التحصيل المالي
وأوأضوحه ،إضافة لعمومية المادة الجبائية ،وأكأداة تدخلية لتحقيق التنمية القاتصادية وأالجتماعية
وأالعمرانية.
فكما أن الضريبة يجب أن تكون وأافرة في حصيلتها ،يجب أن تكون عادلة في فرضها ،لن العدالة شرط
أساسي لكل إصإلحا يقوم على تحقيق العدالة الجتماعية .لذلك فالضريبة تلعب دوأرا هاما في المجال
القاتصادي باعتبارها المورد الساسي لخزينة الدوألة ،غير أنها ل تحقق أهدافها المتنوعة إل إذا تم تحديدها
وأفرضها على أساس العدل وأالعدالة الضريبية المنصوص عليها دستوريا .وأعلى ذلك ،فقد سعى المشرع إلى
وأضع نصوص قاانونية وأتشريعية لتحقيق هذه العدالة ،وأحماية المكلف بالضريبة حين قايام الدارة الجبائية
بممارسة سلطاتها وأخلل مختلف مراحل المواجهة.
وأتبعا لذلك ،فالضريبة يجب أن تكون عادلة يشترك في تأديتها كل المواطنين ،بحسب قادرة كل منهم على
الدفع ،وأذلك حسب منطوق الفصل 39من دستور المملكة المغربية لسنة ،2011الذي ينص على أنه "على
الجميع أن يتحمل كل قادر استطاعته التكاليف العمومية ،التي للقانون وأحده الصلحية لحداثها وأتوزايعها،
وأفق الجراءات المنصوص عليها في الدستور" .وأأيضا الفصل 40من نفس الدستور ،الذي ينص على أنه
"على الجميع أن يتحمل ،بصفة تضامنية ،وأبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفروأن عليها ،التكاليف التي
تتطلبها تنمية
البلد ،وأكذا تلك الناتجة عن العباء الناجمة عن الفات وأالكوارثا الطبيعية التي تصيب البلد" .كما يجب
أن تكون الضريبة في باب العدالة ،محددة على سبيل اليقين دوأن غموض في تحديد مقدارها وأمواعيد دفعها
وأطرق جبايتها وأإجراءات تحققها وأتنفيذها .وأيدخل في هذا الطار استقرار النظام الضريبي وأثباته ،فل
يكون عرضة للتبدل وأالتغيير المستمر ،إذ يجب أن يتعود المكلف على دفعها وأل يشعر بازادياد عبئها عليه،
بحيث ل يتعارض ذلك مع المروأنة ،وأأن تجبى بالطرق وأالوأقاات الكثر ملئمة للمكلف وأالدارة معا.
الضرائب غالبا ما تدمي قالب دافعيها ،وأأداء الضريبة دائما ما تكون له انعكاسات سلبية على نفسية
المكلفين .في حين ،بدوأن ضرائب ،مجتمعنا سيصبح عاجزا عن العمل بشكل اعتيادي وأصإحيح .بدوأن
ضرائب ،ليس هناك خدمات اجتماعية كالمستشفيات ،المدارس ،الطرق السيارة ،القطارات ،...فبأداء
الضريبة ،الحكومة وأالملزم يوقاعان عقدا اجتماعيا ،الضرائب وأالرسوم يعاد توزايعها وأبرمجتها لكي تصبح
كمساعدات مختلفة تهم الجوانب المختلفة من حياة المواطنين.
فمن خلل الضرائب ،الحكومة تستثمر شقا كبيرا من ميزانيتها في الخدمات الجتماعية الساسية،
وأبواسطتها فحاجيات المواطنين وأالمواطنات ينبغي أن تتطور وأترتقي كالصحة وأالتعليم على سبيل المثال.
وألتسهيل تقسيم الثروأات وأالتقليل من عدم المساوأاة ،فمن الضروأري أن يكون هناك نظام ضريبي عادل،
نظام بواسطته يؤدي كل مواطن نصيبه من الضرائب حسب مقدرته التكليفية ،في حين يساهم ذوأي الثروأات
وأالشخاص الغنياء بنصيب وأافر زايادة على ما يساهم به الفقراء .من جهة أخرى ،يجب أن يكون هناك
إدارة وأتدبير شفاف خاضع
للمساءلة طبقا لحكام الفقرة الثانية من الفصل الوأل من الدستور المغربي الذي ينص على أنه:ا" يقوم
النظام الدستوري للمملكة على أساس فصل السلط ،وأتوازانها وأتعاوأنها ،وأالديمقراطية المواطنة وأالتشاركية،
وأعلى مبادئ الحكامة الجيدة ،وأربط المسؤوألية بالمحاسبة" ،وأذلك من أجل الستثمار بوعي في المصلحة
العامة للبلد وأالعباد .لكن مع حكومة فاسدة تتبع الغنيمة وأل يهمها مصلحة البلد ،العقد الجتماعي الذي
يربط دافع الضريبة )المواطن( وأالدوألة هو عقد مكسور وأباطل ،الشيء الذي يؤدي إلى عدم ثقة المواطن
في الدوألة .وأفي النهاية ،فشيء طبيعي وأوأاضح أن يتم استثمار الضرائب التي تم جبايتها في خدمات ذات
منفعة عامة )الصحة ،التعليم ،الحماية الجتماعية.(...
بالمقابل ،فالنظام الضريبي غير العادل يزيد في حدة وأتفاقام ظاهرة عدم المساوأاة ،كمثال على ذلك فالشركات
المتعددة الجنسيات وأأصإحاب الثروأات وأالثرياء يروأن في ثروأاتهم وأأرباحهم تزداد وأتنمو بدوأن وأجود أي
عائق أوأ حاجز أوأ رادع ،في حين ترى الدوألة عائداتها الضريبية تقل وأتختفي .زايادة على ذلك ،نجد ما
يصطلح عليه بالملذات الضريبية ) ،(les paradis fiscauxوأهي بصفة عامة شكل من أشكال التهرب
الضريبي ،وأالتي تساهم بشكل فعلي وأقاوي في زايادة التفاوأتات الجتماعية وأعدم المساوأاة ).(inégalités
وأبواسطته فالغنياء وأأصإحاب الثروأات وأالشركات المتعددة الجنسيات زاادت في أرباحها وأفي نسبة ثروأاتها
بواسطة هذه الملذات الضريبية ،وأبسبب هذه الظاهرة فالعديد من الدوأل خسرت أكثر من 156مليار أوأروأ
من المداخيل الضريبية ،وأيقدر بأن %30من الموارد المالية لفريقيا توجد بالخارج » .« offshore
بعبارة أخرى ،فمبلغ 14مليار دوألر سنويا حسب بعض التقديرات يتم خسارتها ،هذا المبلغ يكفي لدفع
تكاليف علج مجموعة كبيرة من الشخاص ،وأإدماج العديد من الشخاص في سوق الشغل ،وألتطوير وأبناء
مجموعة من المدارس ذات جودة عالية .وأبذل من ذلك 896 ،مليون شخص يعيشون في بلدان يوجد بها
عدم مساوأاة وأتفاوأت كبير في طبقاتها الجتماعية أكثر حدة منذ ما يزيد عن 30سنة الماضية.
وأفي تقرير لصندوأق النقد الدوألي المعروأف اختصارا ب ) (FMIحول الرضا الضريبي للشركات ،أكد بأن
البلدان في طور النمو تعاني من فقدان نسبة %1,75من ناتجها الداخلي الخام ) .(PIBوأهي ثلثا مرات
أكثر من الدوأل الغنية .فالتهرب الضريبي للشركات بلغ سنويا 100مليار دوألر في الدوأل السائرة في طور
النمو حسب تقرير صإادر عن منظمة مؤتمر المم المتحدة للتجارة وأالتنمية ) .(UNCTADلذلك،
فالفضائح العالمية التي تم نشرها مؤخرا حول ) (Luxleaksوأ ) (Panamapapersليست سوى غيض
من فيض ،وأتلك الثروأات التي تم رصإدها في هذه الفضائح ،وأالتي تشمل ما يزيد عن 214.488شركة قاائمة
خارج الدوألة ) ،(extraterritorialeوأست رؤساء دوأل متورطين بشكل مباشر في هذه القضية .هذه
الثروأات كان يمكن لها أن تساهم في تثبيت وأوأضع نظام ضريبي عادل في جميع أنحاء العالم ،وأالتقليل جزئيا
من عدم المساوأاة وأالتفاوأت الطبقي المهول .لذلك ،يجب العمل على إنهاء هذه الملذات الضريبية.
فالبلدان التي هي في طريق النمو ،تخسر كل سنة ما يقل عن 170مليار دوألر من المداخيل الضريبية ،كون
أن أصإحاب الثروأات وأالشركات متعددة الجنسيات تخفي مبالغ خيالية داخل هذه الملذات الضريبية ،وأهو
على مرتين 2xالمبلغ الضروأري وأالكافي للقضاء على الفقر بالعالم.
إن خير دليل على أن النظام الضريبي المغربي نظام غير عادل ،هو تأكيد المناظرتين الوطنيتين ،سواء
الوألى التي انعقدت في أوأاخر سنة ،1999أوأ المناظرة الثانية حول الجبايات التي انعقدت بالصخيرات سنة
،2013وأالتي أكدت على ضروأرة سن تشريع جبائي يضمن العدالة الجبائية بين جميع الملزمين ،وأذلك من
خلل التدابير التالية:ا
-خلق توازان بين الضرائب غير المباشرة التي تشكل حوالي 3/2من المداخيل الجبائية وأالضرائب المباشرة
التي تراعي وأتتماشى مع مبدأ وأأهداف العدالة الجبائيىة؛
مسألة أخرى أساسية تدخل في نطاق العقد الجتماعي الذي يجب أن يجمع دافع الضريبة بالدارة ،هي
مسألة القبول بالضريبة ،ففي كل دوألة ديمقراطية يجب قابول الضريبة ،هذا القبول إما أن يكون مباشرا أوأ
نصف مباشر ،أي أن يكون إما عن طريق الملزمين أوأ عن طريق من يمثل هؤلء الملزمين؛ الملحظ أن
المر يتوازاى حينما نتكلم عن الديمقراطية ،فنقول ديمقراطية مباشرة وأديمقراطية نصف مباشرة..الخ.
في سويسرا مثل ،نجد الكانطونات ،فالكانطون هو كل مواطن يصوت لصالح أوأ ضد التعديلت المتعلقة
بالضريبة ،إذ هنا يتم القبول ،بمعنى أن الناس يقبلون ذلك التعديل بشكل ديمقراطي عن طريق الغلبية ،هذا
القبول بدوأن شك ،يرتبط كذلك بحقوق النسان ،فنجد أن العلن الفرنسي لحقوق النسان لسنة 1789مثل
في بنده ،14يقول:ا "لكل مواطن الحق شخصيا أوأ بواسطة من يمثله في التأكد من ضروأرة المساهمة
العامة )أي الضريبة( ،من قابولها بحرية وأمن تتبع استعمالها ،وأتحديد مقدارها وأأساسها وأكيفية تفصيلها
وأمدتها" ،إذن فقبول المواطن بالضريبة من خلل هذا البند يرتبط بمختلف مراحلها منذ نشأتها إلى غاية
تحصيلها ثم إنفاقاها .2
إن النقاش الدائر اليوم عن مدى وأجود عدالة ضريبية في نظامنا الضريبي المغربي ،وأعن رهانات تحقيق
المعادلة الكامنة في عدالة ضريبية تساوأي عدالة اجتماعية ،يجعلنا نتساءل بالضروأرة عن مدى تطبيق
مخرجات المناظرة الوطنية الثانية حول الجبايات التي نظمت بالصخيرات يومي 29وأ 30أبريل ،2013
وأبالخصوص على مستوى البانيل الوأل المعنون بالتشريع الضريبي وأالعدالة ،3فما الجدوأى من تنظيم
مناظرة بكلفة مالية مرتفعة وأبوسائل لوجيستيكية عالية ،إن لم تنفذ توصإياتها وأنتائجها على أرض الواقاع،
بل وأالدهى من ذلك أن المسؤوألين
على المناظرة وأرغم الكلفة العالية التي نظموا بها هذه المناظرة ،لم يكلفوا أنفسهم على القال بتشكيل لجنة
مختصة من أجل تتبع التوصإيات وأالنتائج وأمخرجات هذه المناظرة ،وأذلك من خلل تطبيقها وأتتبعها على
مدى مدد زامنية متباينة سواء على 5أوأ 10سنوات على الكثر ،حتى يتم التطبيق الفعلي لجل مخرجاتها.
إلى جانب ذلك ،هناك اللغة التي كتبت بها المدوأنة العامة للضرائب ،وأالتي تعتبر معقدة حتى على الممارسين
وأالمتخصصين في المجال ،فما بالك بالمواطن العادي بأن يستوعبها وأيعرف كيفية تقديرها وأاحتسابها.
لذلك ،وأجب إعادة صإياغة المدوأنة العامة للضرائب وأفق أسلوب مبسط وأسهل الستيعاب من طرف الجميع.
فمن أجل إصإلحا النظام الضريبي المغربي ليصبح نظاما عادل وأمتكامل ،يجب الشروأع الن وأبشكل سريع،
في تحليل وأدراسة نظامنا الضريبي المغربي وأفق طريقة نقدية من أجل إستخراج نواقاص وأنقط الضعف
الكامنة في هذا النظام ،وأالعمل على إيجاد حلول بديلة من أجل إصإلحا نظامنا الضريبي في شقه المتعلق
بالعدالة الضريبية ،لن أي إصإلحا يرتبط بالعدالة فهو يمس بشكل أساسي مسألة غاية في الهمية وأهي
العدالة الجتماعية .لذلك ،يجب إشراك الجميع في هذا المشروأع سواء أحزاب سياسية التي تغيب عنها
الرؤى الشمولية للصإلحا الضريبي في جل برامجها النتخابية ،4وأكذا جميع المهتمين بالشأن الجبائي
ببلدنا.