Professional Documents
Culture Documents
تحياتي_إيمان
7محاضرات في مادة علم اإلجرام للدكتور هشام بوحوص لسنة 2018
تنسيق الطالب :المختار الشكوري من إعداد الطالبة إيمان
إذن االتجاه التكويني هو اتجاه حاول إعطاء تفسير للظاهرة اإلجرامية وذلك بالرجوع إلى شخصية اإلنسان
وتكوينها أي سبب داخلي إما بيولوجي عضوي أو نفسي ،وهو اتجاه ظهر في أوروبا.
2019-2018
1
مفهوم علم اإلجرام (المحاضرة الثانية)
علم فيه غموض شديد بالنظر إلى أنه علم حديث النشأة ونطاق موضوعاته واسع جدا وله ارتباط بعلوم أخرى
(علوم اجتماعية /علوم انسانية /الطب )..وبالتالي هناك من يقول أن علم اإلجرام ليس بعلم ألن جل موضوعاته
مقتبسة من موضوعات علوم أخرى.
وهناك تضارب كبير وتنازع في تعريف علم اإلجرام بين اتجاهين أساسيين:
وعليه فإن علم اإلجرام حسب هذا االتجاه هو "علم يهتم بدراسة السلوك االجتماعي لإلنسان بغية الوقوف على
أسبابه وسبل عالجه " وبالتالي هو اتجاه واسع جدا ،واسع من نطاق علم اإلجرام ليشمل سلوك االنحراف (السلوك
االجتماعي)
2019-2018
2
✓ اتجاه موسع :ينطوي علم اإلجرام على شقين كبيرين يوصل أحدهما إلى األخر :شق سببي تفسيري وشق وقائي
عالجي
-فالشق السببي التفسيري يقول أن علم اإلجرام يحاول أن يبحث في أسباب الظاهرة اإلجرامية إلعطاء تفسير
لعوامل ارتكابها وذلك على اعتبار أن الجريمة حتمية في حياة المجتمع واحتمالية في حياة الفرد
فالجريمة ارتبطت بوجود اإلنسان وهي ظاهرة حتمية في كل المجتمعات وعندما تقول احتمالية في حياة
الفرد أي هناك احتمال بأن يجرم الفرد في يوم من األيام (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) ألن
الجريمة ليست دائما هي تلك التي لها ارتباط بالقتل أو االغتصاب أو السرقة ..فكلنا األن في "سراح مؤقت"
-أما الشق الوقائي العالجي يقول أنه علم يبحث عن الوسائل العلمية للوقاية من الجريمة ومكافحتها وسبل
عالجها في أفق الحد منها.
✓ اتجاه ضيق :علم اإلجرام هو فقط من العلوم السببية التفسيرية وال عالقة له على اإلطالق بالبحث عن وسائل
الوقاية والعالج للظاهرة اإلجرامية ،وأن تلك المهمة مهمة علوم قانونية وعلوم اجتماعية أخرى.
بمعنى أن هذا االتجاه يضيق من نطاق علم اإلجرام في الشق السببي دون دراسة سبل الوقاية من الجريمة ألنها
مهمة موكوله إلى علوم أخرى.
وعليه فإن علم اإلجرام حسب االتجاه الثاني (االتجاه الضيق) هو :علم يهتم بدراسة الجريمة باعتبارها ظاهرة
في حياة المجتمع والفرد من أجل الكشف عن أسبابها وتحديد العوامل الدافعة والمهيأة لها.
✓ جرائم طبيعية:
هي التي تتعارض مع القيم األخالقية واالجتماعية مثل القتل ،السرقة ،الرشوة..
تتصف بالثبات واالستقرار وكل المجتمعات متفقة على تجريمها تخلف استنكار واضطراب داخل المجتمع.
✓ جرائم مصطنعة:
هي جرائم أوجدها المشرع ال تتعارض مع القيم األخالقية وال تتميز بالثبات واالستقرار إذ تتغير من مكان لمكان
وزمان لزمان وال تخلف اضطراب اجتماعي (التهرب الضريبي )...
ومنه فإن علم اإلجرام عليه أن يهتم فقط بالجرائم الطبيعية التي يتميز فاعلها بالخطورة اإلجرامية.
2019-2018
3
االتجاه التكويني في تفسير الظاهرة اإلجرامية (المحاضرة الثالثة)
سبب ارتكاب الجريمة راجع باألساس حسب االتجاه التكويني إلى عوامل داخلية تكوينية ترتبط بالشخصية
اإلجرامية وال مكان أبدا لعوامل خارجية مرتبطة بالبيئة المحيطة بالمجرم .إال أن أصحاب هذا االتجاه يختلفون في
غلبة إما الجانب البيولوجي أو الجانب النفسي.
االتجاه التكويني
نظرية لومبروزو
ما هي أصناف المجرمين لدى كيف فسر الظاهرة اإلجرامية؟ من هو لومبروزو؟ لماذا لومبروزو؟
لومبروزو؟
✓ لماذا لومبروزو؟
إن علم اإلجرام يدين بالفضل الكبير لسيزار لومبروزو باعتباره أول من وضع أسس النظرية العلمية في تفسير
الظاهرة اإلجرامية .وأفكاره تعد الحجر األساس لكل االتجاهات التكوينية والبيولوجية والنواة الصلبة للفلسفة
الوضعية وهو المؤسس لهذا االتجاه التكويني.
✓ من هو لومبروزو؟
عاش لومبروزو بين 1906-1835ولد بإيطاليا من أبوين يهوديين ،درس الطب في إيطاليا وبعد حصوله على
الدكتوراه التحق بكليات الطب ثم اشتغل في السجون اإليطالية كطبيب لألمراض العقلية والنفسية وكذلك اشتغل في
الجيش اإليطالي لمدة طويلة جدا وبهذه التجارب استطاع أن يؤلف ثالث كتب وهي:
-الكتاب األول :اإلنسان المجرم سنة 1876م
-الكتاب الثاني :الجريمة أسبابها وعالجها سنة 1901م
-الكتاب الثالث :المرأة المجرمة والدعارة سنة 1906م
2019-2018
4
✓ كيف فسر لومبروزو الظاهرة اإلجرامية؟
👈 انطلق لومبروزو من منطلق مغاير لما كان سائد قبل مجيء المدرسة الوضعية ،ويقول أن اإلنسان في موضوع
الظاهرة اإلجرامية مسير غير مخير وبالتالي سينطلق من قاعدة الحتمية البيولوجية أي أن اإلنسان مجبر على
ارتكاب الجريمة وليس مخير " المجرم يساق إلى ارتكاب الجريمة تحت تأثير عوامل وراثية تظهر على شكل
مالمح عضوية تؤدي إلى تشويه قيمه األخالقية وتدفعه إلى ارتكاب الجريمة بشكل حتمي''.
لذلك قال لومبروزو أيضا " :ما دام اإلنسان يساق إلى الجريمة وال يختارها فمن العبث أن تعاقبه " وقد تأثر تأثرا
واضحا بنظرية دروين التي تقول بأن اإلنسان هو استمرار لسلفه الحيواني وأصل اإلنسان الوحشية والعدوان
وأنه بفعل التمدن والتحضر وصل إلى ما وصل إليه ''
😒 ✓ ما هي السمات أو الخصائص التي إذا وجدت في اإلنسان فهو مجرم في نظر لومبروزو؟
تسمى عند لومبروزو بسمات االرتداد وهي سمات ارتدادية ترجع اإلنسان إلى أصله األول
هناك حسب لومبروزو عشر سمات تقريبا لكن بمجرد توفر خمس منها تجعل من اإلنسان مجرما بالفطرة 😱
ويجب أن يستأصل نهائيا وال أمل في إصالحه على اإلطالق.
2019-2018
5
✓ كيف وصل لومبروزو لهذه الخالصات؟ عن طريق مراحل:
قام بتشريح مجرم خطير يدعى " فيرال " بإيطاليا بعد وفاته ووجد في مؤخرة رأسه تجويف
يشبه ذلك الذي كان لدى الحيوانات المتوحشة ولدى اإلنسان البدائي األول وبعض القردة المرحلة األولى
وبالتالي استنتج أن للمجرم شدود جسماني عضوي يدفعه إلى ارتكاب الجريمة قصرا •
قام بتشريح مجرم يدعى " فرسيلي " قتل عشرون امرأة بطرق بشعة فوجد أيضا تجويف في
مؤخرة رأسه وبعض سمات االرتداد المرحلة الثانية
بعدها قام بدراسة شاملة لحوالي 5907من المجرمين األحياء خضعوا للتجربة فالحظ نفس
ا
السمات وبالتالي تأكد أن المجرم يتوفر على سمات االرتداد (سمات عضوية) المرحلة الثالثة
لكن عندما وقعت حادثة قتل جندي معروف بأخالقه ل 8رؤساء من أصحابه في الجيش
ألنهم سخروا من بلدته أصيب بصرع ونام لمدة 12ساعة وعند االستجواب لم يتذكر ما فعل المرحلة الرابعة
هنا خلص لومبروزو إلى أن األمر ليس مرتبط بسمات االرتداد وإنما قد يرتبط بمرض الصرع
أو التشنجات العصبية
😉 في مرحلة األخيرة من حياة لومبروزو قال أن األمر يرتبط ببعض الخصائص النفسية المرحلة الخامسة
-1المجرم بالفطرة:
هم أشخاص ولدوا مصابين باختالالت وراثية تشبه سمات المخلوقات البدائية وهي التي تؤدي إلى تشويه القيم
وتدفعهم إلى ارتكاب الجريمة ،وتظهر تلك االختالالت في شكل مالمح عضوية وراثية تساق باإلنسان إلى ارتكاب
الجريمة بشكل حتمي.
التدابير المناسب لمواجهة هذه الفئة من طرف المجتمع (الجزاء)
ال أمل في إصالحهم ألنها فئة سترتكب الجريمة المحاله وبالتالي يجب استئصالهم من المجتمع إما ب:
اإلعدام /النفي المؤبد /البقاء في مستعمرة زراعية إلى األبد.
وهي نظرة استئصالية لهاته الفئة كونها األشد خطورة
2019-2018
6
-2المجرم المجنون:
هم أشخاص لديهم خلل أو ضعف عقلي يفقدهم القدرة على التمييز بين الخير والشر يرتكبون الجريمة دون إدراك
منهم لما يفعلون ،وهذه االختالالت قد ال تكون موروثة بل تكتسب ،وبالتالي يقول لومبروزو أنه ليس هناك فرق
بين المجرم المجنون والمجرم العادي ألن جميع أصناف المجرمين يساقون نحو ارتكاب الجريمة دون اختيار.
التدبير المناسب:
يجب إيداع هؤالء في مستشفى األمراض النفسية والعقلية لفترة غير محددة حتى يتم عالجهم وهذا موجود في
كل التشريعات الجنائية منها المغرب .وهي مسألة تحسب لسيزار لومبروزو
-4المجرم بالعاطفة:
أشخاص ليس لديهم أي تكوين إجرامي والقيم األخالقية حاضرة لديهم ومشكلتهم الوحيدة هو أنهم يفقدون السيطرة
على تصرفاتهم ويرتكبون الجريمة بدوافع عاطفية عاصفة ال يمكن لهم مقاومتها مثل الحب والغيرة والكراهية
واالنتقام .ولكن ما يميز هذه الفئة هو أنهم يشعرون بالندم بمجرد ما أن يرتكبوا الجريمة ويحاولون ما أمكن
إصالح خطئهم
التدبير المناسب:
ال يجب أن تستأصل هذه الفئة وال تدخل السجن حتى بل يجب عليها تعويض الضرر الناجم عن الجريمة وتغيير
محل إقامتهم بعيدا عن محل اإلقامة الضحية .ومن الخطأ معاقبة هؤالء.
2019-2018
7
-5المجرم بالصدفة:
هم في األصل أمناء وليس لديهم أي تكوين إجرامي لكنهم يرتكبون الجريمة تحت تأثير مشاعر إما بفعل التهور
أو االندفاع وحب الظهور أو حب التقليد ،ضعاف أمام عوامل اإلغراء الخارجية وغالبا ما يراودهم الندم مباشرة
بعد ارتكاب الجريمة وتحت تأثير تأنيب الضمير والخوف من العقوبة
التدبير المناسب:
من الخطأ إدخالهم السجن وإنما يجب أن يكون التدبير والجزاء حسب ما إذا كان المجرم قاصر أو كامل األهلية.
• إذا كان المجرم قاصرا :يجب أن يعهد إلى أسرة محترمة لتربيته إذا لم توجد تلك األسرة يتم إيداعهم في
مزرعة مع إلزامهم بالعمل نهارا والتفريق بينهم ليال
• إذا كان المجرم كامل األهلية يتم التفريق بينهم حسب خطورة الجريمة:
-إذا كان ضرر الجريمة بسيط يجب تعويض الضرر
-إذا كانت الجريمة متوسطة الخطورة يتم نفي المجرم مؤقتا
-إذا كانت الجريمة شديدة الخطورة يجب ايداع المجرم في مستعمرة زراعية مع إمكانية اإلفراج المقيد
بشروط أي عند الشعور بأن هذا الشخص قد تم تأهيله وإصالحه وال مجال لبقائه بل يجب إعطائه إفراج
مقيد بشروط (عدم ارتكاب الجريمة مرة آخرى)
تقييم نظرية لومبروزو (المحاضرة الرابعة)
-1ما يعد وما يحسب علي لومبروزو
✓ ألول مرة أدخل للدراسات اإلجرامية المنهج العلمي القائم على المالحظة والتجربة واستخالص النتائج.
صحيح قد نختلف معه في الكثير من األمور إال أن ما يحسب عليه أنه قال كفى للعهد السابق الذي كان يفسر
الظاهرة اإلجرامية تفسير نظري مجرد بعيدة عن التفسيرات العلمية .وقد قام لومبروزو بإدخال الظاهرة اإلجرامية
إلى مجال البحث العلمي.
✓ بعدما كان االهتمام موجه كله في النظريات السابقة إلى الجريمة قام لومبروزو بتوجيه االهتمام إلى المجرم
وشخصيته حيث قال ''أن الجريمة قد ارتكبت فمن العبث أن نهتم بها ،وإنما فائدة الجريمة تكمن باألساس في عدم
ارتكابها مرة أخرى ولذلك يجب أن نهتم بشخصية المجرم'' وقد جاء لومبروزو ألول مرة بما يسمى " الخطورة
اإلجرامية للجاني "
✓ ساهم في نشأة وبلورة علم جديد سماه علم طبائع المجرم كجزء كبير في علم اإلجرام يهتم بدراسة وتفسير الظاهرة
اإلجرامية انطالقا من صفات بيولوجية وسمات جسدية عضوية.
2019-2018
8
✓ ألول مرة وضع تصنيف للمجرمين من طرف لومبروزو ،وهي حقيقة فالمجرمين ليسوا على سواء
يختلفون ليس على حسب خطورة الجريمة وإنما حسب خطورة المجرم " وعلى رد فعل المجتمع أن يختلف حسب
خطورة المجرم''
✓ أول من نادى بالبدائل (النفي /التعويض /البقاء في مستعمرة زراعية وغيرها) فالمعاملة العقابية يجب أن تختلف
حسب خطورة المجرم .فالمجرم بالفطرة والمجرم المعتاد ال أمل في اصالحهم وبالتالي يجب استئصالهم من
المجتمع .واالستئصال ال يعني اإلعدام وال يعني القتل .فلومبروزو قال '' :نعم يتم إعدامهم وإذا لم نرد ذلك ،لما ال
يتم إلزامهم بالبقاء في مستعمرة زراعية إلى األبد مع إلزامهم باألشغال الشاقة ''
إذن ،هذا أهم ما يحسب لسيزار لومبروزو من الناحية اإليجابية
✓ فكرة المجرم بالميالد أو بالفطرة هي أكبر خطأ وقع فيه لومبروزو يتعارض مع كل شيء حتى من الناحية العلمية
" فالجريمة حتمية في حياة المجتمع واحتمالية في حياة الفرد" وليست بقطعية ،شكلت هاته الفكرة محنة للنظريات.
ونجد الحديث النبوي ينص على أن اإلنسان يولد على فطرة سليمة.
✓ وقع لومبروزو أيضا في االفتراض وهو من انتقده وما جاء إال ليقول كفى من النظريات المجردة لكنه وقع في
المحظور وافترض وجود عالقة جدلية بين التكوين البيولوجي والحتمية اإلجرامية.
وفي كتاباته الالحقة استدرك القول وقال " :نعم أخطأت؛ فالمجرم بالفطرة يولد باستعداد إجرامي قد يرتكب الجريمة
إذا ما صادفته ظروف اجتماعية أو نفسية ".وبالتالي حاول لومبروزو تلطيف نظريته؛ فاألشخاص الذين تتوفر
فيهم سيمات االرتداد ليسوا مجرمين بالضرورة وإنما ما يميزهم عن باقي البشر هم أنهم يزدادون باستعداد إجرامي
2019-2018
9
✓ ركز كل التركيز على الخصائص البيولوجية والعيوب الجسدية وأنكر تماما العوامل البيئية والظروف االجتماعية
وبالتالي بالغ لومبروزو بشكل كبير في إظهار العيوب البيولوجية وأهمل الجانب االجتماعي ،النفسي..
أحد تالمذة لومبروزو يدعى " انريكو فيري " أثبت أن أستاذه بالغ بشكل كبير في إظهار الصفات الخلقية والعيوب
الجسدية للمجرم .وقد قام انريكو بنفس التجربة لسيزار لومبروزو ووجد أن للعباقرة وبعض الباحثين جمجمة أقل
من الحجم الذي حدده لومبروزو للمجرم ولم يرتكبوا الجريمة قط في حياتهم.
✓ آخر انتقاد هو اعتماده على ما سماه بسمات االرتداد لإلنسان البدائي األول إال أن معلوماتنا عن اإلنسان األول
معلومات قليلة ومحدودة وغير موثوق بها علميا وال يمكن تصور أن المجتمعات البدائية هي مجتمعات وحشية
وهذا خطأ كبير قام به لومبروزو ،فاإلجرام تنخفض نسبته كلما رجعنا إلى الوراء نظرا لبساطة هذه المجتمعات.
وبالتالي لومبروزو لم يعطي تفسيرا علميا للظاهرة اإلجرامية ولم يشفي لنا الغليل .كنا نأمل منه جواب علمي على
سؤال " لماذا يرتكب اإلنسان الجريمة؟ " إال أن إجابته فيها الكثير من األخطاء 😟
ولذا سنطرح نفس السؤال لكن على اتجاه آخر وهو " االتجاه النفسي "
• االتجاه األول :اإلجرام يرتبط بخلل نفسي ،فالمجرم هو إنسان مريض له خلل عقلي مرتبط بعيوب عاطفية..
• االتجاه الثاني :ليس بالضرورة أن يصل الشخص إلى حد الخلل العقلي بل قد ترتبط باإلنسان ظروف تصل به
إلى حد عدم التوازن النفسي أو العاطفي مما يمنعه من الحكم الصحيح على األوضاع ومن ثم يرتكب الجريمة
لغياب القوى الرادعة لسلوكه.
وللوقوف عند االتجاه النفسي ال بد من دراسة نظرية فرويد باعتباره المؤسس الحقيقي لعلم النفس بشكل عام
حيث تعد نظريته الحجر األساس التي انطلقت منها جميع النظريات النفسية.
2019-2018
10
تقسيم فرويد للنفس البشرية:
قبل إعطاء تفسير للظاهرة اإلجرامية عمل فرويد على تقسيم النفس البشرية إلى 3أقسام أساسية ليبين تأثير
االضطرابات النفسية على السلوك اإلنساني بما فيه السلوك اإلجرامي:
• الهو (الذات الدنيا /األنا الدنيا):
هي مجموع الغرائز والنزعات والميوالت الفطرية لدى الفرد والتي تقبلها المجتمعات كما هي
وبتعبير أدق هي مستودع الشهوات ومصدر الشرور ،يساق الهو وراء الشهوات ،دون أن يقيم وزنا للقيم
األخالقية للمجتمع .واإلنسان مخير بين الكبت عليها أو تلبيتها بطرق مشروعة ،ويتواجد الهو في منطقة
الالشعور.
2019-2018
11
أنماط العقد لدى فرويد (المحاضرة الخامسة)
✓ عقدة أوديب
ينشأ لدى االبن الذكر تعلقا جنسيا بأمه ،ويصاحب هذا الشعور شعور آخر تجاه األب من قبيل الكراهية والغيرة
ألنه ينافسه في حب أمه ،وفي نفس الوقت يرى أن أباه يعطف عليه مما يؤدي إلى شعور متناقض لدى االبن
(العقدة تتمثل في وجود شعورين متناقضين لدى اإلنسان)
وبالتالي ،على األنا القيام بدورها المتمثل في كبت شعور الكراهية والغيرة في منطقة الالشعور .وإذا لم تقم بذلك
فقد يتحول إلى تمرد االبن على أباه بعدم الخضوع إلى نظام األب داخل األسرة وإما يقوم بسرقة أموال أبيه أو
تزوير توقيعه وقد يصل السلوك إلى حد قتل األب أو اغتصاب أمه.
ونالحظ أن فرويد يعطينا تعريف وتفسير لظاهرة موجودة في مجتمعاتنا ال يمكن إنكارها " زنا المحارم "
✓ عقدة إلكترا
تنشأ نتيجة تعلق الفتاة بأبيها تعلقا جنسيا يصاحبه الكراهية وغيرة من أمها ألنها األقرب إلى أبيها .وفي نفس
الوقت ترى عطف وحنان من أمها مما يؤدي إلى شعور متناقض لدى الفتاة.
وإذا لم تقع األنا بدورها قد تتحول إلى متمردة على أمها بعدم االستماع لها أو تعنيفها أو ضربها أو قد يصل األمر
إلى حد قتلها ألمها أو ما إلى ذلك ...
✓ عقدة الذنب:
حينما يحس اإلنسان بالذنب قد يندفع إلى ارتكاب الجريمة للتخلص من ذلك اإلحساس ومن أجل أن يتم معاقبته
جنائيا ليتخلص من الذنب.
✓ عقدة النقص:
تنشأ نتيجة صراع في الالشعور ،راجع إلى إحساس اإلنسان بنقص إما في أعضائه الجسمانية /في مظهره
الشخصي /إحساسه بتدني مكانته االجتماعية أو اخفاقه في ما كان يطمح إليه ...حيث قال فرويد أن هذا الشخص
ربما يسعى إلى ارتكاب الجريمة لتعويض اإلحساس بالنقص
2019-2018
12
إذن ،أصحاب االتجاه التكويني :سواء بقيادة لومبروزو (االتجاه البيولوجي) أو بقيادة فرويد (االتجاه النفسي)
أعطوا تفسيرات قد تكون مقنعة للبعض لكن أغلبها تفسيرات لم ترقى إلى إعطاء تفسير كلي للظاهرة اإلجرامية.
لذلك ظهر اتجاه آخر وهذه المرة بالواليات المتحدة األمريكية حاول البحث عن تفسير علمي للظاهرة اإلجرامية
من خالل ربطه بالظروف والعوامل االجتماعية البيئية التي يعيش فيها اإلنسان وذلك بعيدا عن الجانب التكويني
االتجاه االجتماعي
يؤمن ويعتقد هذا االتجاه بأن تفسير الظاهرة اإلجرامية ال يرتبط بعوامل تكوينية سواء كانت بيولوجية أو نفسية
على اإلطالق وإنما يرجع باألساس إلى عوامل اجتماعية
لكنهم يختلفون في أفكارهم ونظرياتهم المتنوعة بحكم أن هناك عوامل اجتماعية متعددة ومتنوعة فمنهم من يرجع
الظاهرة اإلجرامية إلى عوامل ثقافية (نظريات التنازع بين الثقافات) أو اقتصادية (النظرية االقتصادية)..
يعطي مثال ذلك العربي أو المسلم حينما يهاجر إلى الغرب وقد يرتكب جريمة مدافعا على شرف وعرض ابنته
ويعتقد من خالل ثقافته وقيمه أنه فعل هذا السلوك سيلقى استحسانا من المجتمع الذي هاجر إليه بفعل تكوينه
الثقافي الذي أخذه من موطنه األصلي لكن المجتمع الغربي يعتبر ذلك السلوك منبوذ أخالقيا وقيميا واجتماعيا
ويرفضه تماما مهما كانت بشاعة الجرم فالدولة هي الوحيدة التي لها الحق في العقاب وال يحق لألفراد أن يدافعوا
أو يتأثروا عن العرض.
وبالتالي هو تنازع سيؤدي إلى ارتكاب الجريمة
2019-2018
13
✓ التنازع الثقافي الثانوي(الداخلي):
سماه بالثانوي ألننا بصدد ثقافة عامة واحدة لمجتمع واحد.
وهذا النوع من التنازع الثقافي هو الذي يفسر " اإلجرام داخل الواليات المتحدة األمريكية "
فداخل الواليات المتحدة األمريكية هناك مجتمع واحد وثقافات متعددة تفتقد للتوافق واالنسجام فيما بينها مما يولد
صراعات اجتماعية داخل تلك الكيانات المستقلة ثقافيا قد تتحول إلى سلوكيات إجرامية
ويعتقد سلين أن العرق يؤدي إلى ارتكاب الجريمة خاصة " العرق الزنجي " المتواجد بالواليات المتحدة األمريكية
إال أن هذا التفسير غير صائب
تقييم نظرية سلين (التنازع بين الثقافات):
أعطى تفسير مغاير للجريمة انطالقا من العامل الثقافي سواء تنازع ثقافي داخلي أو خارجي وبالتالي أفلح سلين
في تفسير ظاهرة إجرام المهاجرين والعصابات اإلجرامية.
إال أنه وبكل تأكيد لم يستطيع إعطاء تفسير كلي وجامع لكل أنماط الجرائم.
2019-2018
14
الزاوية الثانية:
ترتكب الطبقة الكادحة الجرائم لسببين:
-رغبة في الحصول على ما يقتاتون ويعيشون به (الحاجة)
-وإما انتقاما من المجتمع الذي فسد نتيجة سوء توزيع الثروة
تقييم نظرية كارل ماركس:
تفسير قاصر أيضا لم يعطي تفسير علمي لكل األنماط اإلجرامية بل اقتصر فقط على إجرام معين متعلق بالجرائم
االقتصادية
وباعتقاده أن النظام الرأسمالي هو السبب في تقسيم المجتمع وال يمكن مكافحة الجريمة إال بالقضاء على النظام
الرأسمالي فهو اعتقاد خاطئ ،فالمالحظ أن نسبة الجريمة مرتفعة في األنظمة االشتراكية من الجريمة في
الرأسمالية ،ولو صح كالمه الختفت الجريمة من النظام االشتراكي وهو دليل قاطع على تفسير خاطئ لكارل ماركس
لماذا هناك اختالف بين إجرام المرأة وإجرام الرجل؟ وهل هناك فعال فارق بينهما؟
تعددت التفسيرات والنظريات كل يدافع عن تفسيره:
االتجاه األول :سيزار لومبروزو وفق كتابه " المرأة المجرمة والدعارة "
يقول هذا االتجاه '' :دعوكم من هاته اإلحصائيات الكاذبة والخادعة التي ال تعبر إال عن حجم اإلجرام الظاهر وليس
اإلجرام الفعلي والحقيقي .فالمرأة تتساوى مع الرجل في عدد الجرائم ،وأن هذه النسب كاذبة ال عالقة لها بالواقع
وبالتالي ينكر هذا االتجاه تماما وجود فارق بين إجرام المرأة وإجرام الرجل بإعطاء مجموعة من التبريرات:
2019-2018
15
✓ المبرر األول:
في االحصائيات ال يتم إضافة جرائم البغاء (الدعارة) إلى إجرام المرأة ولو تمت إضافتها لتساوى إجرام المرأة مع
إجرام الرجل ولربما زاد عليه
فالدعارة تدر عائدا ماليا مهما على المرأة ال يستطيع الرجل الحصول عليه إال باللجوء إلى الطرق غير المشروعة
وبالتالي الدعارة هي البديل عن اإلجرام لدى المرأة عوض ان ترتكب الجريمة من أجل المال فلما ال تبحث عن
المال بطرق مشروعة مادام أن الدعارة هو فعل مشروع في المجتمعات األوربية والرجل ال يستطيع الحصول على
المال إال بارتكاب جرائم السرقة وخيانة األمانة..
✓ المبرر الثاني:
كثير من الجرائم ترتكبها المرأة في الخفاء بعيدا عن أعين أجهزة العدالة الجنائية وبشكل سري بينما الرجل
'' كل إجرامه يصل ''
✓ المبرر الثالث:
المرأة تقف وراء معظم الجرائم التي يرتكبها الرجل ومن يظهر في الصورة هو الرجل وقد أعطوا على ذلك
إحصائيات من إنجلترا وفرنسا:
%40من الجرائم األخالقية من ورائها امرأة
%20من جرائم القتل من ورائها امرأة
% 10من جرائم السرقة من ورائها امرأة
✓ المبرر الرابع:
هناك اعتبارات عملية تحول دون النطق بالعقوبة في حق المرأة ،فقد يحول تودد الرجل إلى المرأة دون تقديم
شكاية ضدها إذا كان مجني عليه أو قد يتحمل المسؤولية الجنائية بدل عن المرأة إذا ما كان شريكا لها
كذلك أجهزة العدالة الجنائية من شرطة ونيابة عامة وقضاء الحكم تتساهل مع المرأة في إقامة الدعوى العمومية
بالنظر لدوافع من قبيل دافع التستر والحفاظ على سمعتها..
2019-2018
16
✓ فمن الناحية البيولوجية:
المرأة مخلوق ضعيف من ناحية قوتها البدنية لذلك ال تلجأ المرأة إلى جرائم العنف وتتوارى وراء جرائم الحيلة
والذكاء
✓ من الناحية النفسية:
تمر المرأة بتغيرات فيزيولوجية (الدورة الشهرية ،الحمل ،الوالدة ،الرضاعة )..وأغلب الجرائم التي ترتكبها تكون
في هاته الفترات كونها تؤثر سلبا على المرأة وقد تدفعها إلى سلوك سبيل الجريمة ،وذلك بسبب ما يصاحب تلك
التغيرات الفيزيولوجية عادة من حدة في الميوالت األنانية والعدوانية واضطرابات عصبية وتقلبات مزاجية
ولكن أصعب مرحلة تمر بها المرأة من الناحية الفيزيولوجية هي مرحلة سن اليأس يصاحبها اضطرابات على
مستوى الجهاز العصبي المركزي ويزيدها من حدة القلق والخوف واالكتئاب والشدود الجنسي الغريزي
وقد أثبتت الدراسة في إنجلترا أن 41%من جرائم ارتكبتها المرأة في فترة الحيض ،وأن 63%في فرنسا جرائم
ارتكبتها المرأة في فترة الحيض
االتجاه الثالث :االتجاه االجتماعي
يقر هذا االتجاه أيضا بوجود فارق بين إجرام الرجل وإجرام المرأة لكنه يرفض من أن يكون سبب االختالف
بيولوجي أو نفسي إذ أن األمر يتعلق بالمركز االجتماعي واالقتصادي للمرأة والدور الذي تقوم به.
ولو كان االتجاه التكويني على حق فلماذا نجد اختالفا في نسبة اإلجرام ما بين مجتمع ومجتمع آخر ومن جماعة
ألخرى بل أكثر من ذلك تتفاوت النسب بين المدينة والبادية فالمرأة في المدينة أكثر إجراما من المرأة في البادية.
ونسبة إجرام المرأة بالمغرب 2%يدل على ضعف المركز االجتماعي واالقتصادي للمرأة المغربية ،فكلما كان
للمرأة دور في المجتمع وخرجت إلى مجال العمل وساهمت فيه واحتكت بالواقع االجتماعي واالقتصادي كلما كان
لها إقبال على ارتكاب العديد من الجرائم
✓ سابقا قبل االستقالل لم نكن نعرف في المغرب شيء اسمه إجرام األحداث او إجرام المرأة وعلى إثر التحول إلى
مجتمع منفتح من الناحية االقتصادية والصناعية وما إلى ذلك ظهرت الحاجة إلى خروج المرأة والطفل إلى ميدان
العمل مما أدى إلى بروز العديد من الجرائم
✓ وأيضا في فترة الحروب تكثر جرائم المرأة في جميع دول العالم ألن الرجل منشغل بالقتال والمرأة تضطر إلى
مغادرة البيت ولعب دور اقتصادي واجتماعي فتكون أكثر إجراما في فترة الحروب على الفترات العادية
خالصة:
كلها اتجاهات صحيحة ،فإجراء الفرق بين إجرام المرأة وإجرام الرجل سواء من حيث الكم أو من حيث النوع ال
يمكن تفسيره أبدا إال بالرجوع إلى االتجاهات البيولوجية والنفسية واالجتماعية كل يفسر جزء من الحقيقة وليس
كل الحقيقة على اإلطالق
وهكذا فسر علم اإلجرام كل الظواهر االجتماعية األخرى
2019-2018
17
دراسة علم اإلحصاء الجنائي (المحاضرة السابعة)
✓ تعريف علم اإلحصاء الجنائي أو المنهج اإلحصائي:
هو مجموع من القواعد العددية حول ظاهرة من الظواهر ،أو لنقل هو التعبير عن ظاهرة معينة باألرقام ،ويعد
مرآة عاكسة للجريمة في المجتمع .ظهر أول مرة سنة 1826م بفرنسا حينما قامت وزارة العدل بإصدار أول
إحصاء لعدد الجرائم في فرنسا
2019-2018
18
لنفترض بأن:
حجم اإلجرام الفعلي بالمجتمع المغربي 3ماليين جريمة في السنة
حجم اإلجرام الظاهر :مليون ونصف جريمة وصلت إلى أجهزة الشرطة والدرك
'' اإلجرام الفعلي ناقص اإلجرام الظاهر يساوي حجم الرقم األسود ''
1 500 000 = 1 500 000 – 3 000 000ال تصل إلى أجهزة العدالة الجنائية
✓ وبالرغم من أن اإلجرام الظاهر يعطينا صورة مقربة لحجم الظاهرة اإلجرامية بالمجتمع إال أن الباحث يجب عليه
األخذ به على سبيل االستئناس فقط وأننا يجب أن ال ننتظر من االحصائيات التي تصدرها الشرطة والدرك أكثر
مما ينبغي و أن نتعامل معها بحيطة وحذر ألنه فقط يعبر عن حجم نشاط الشرطة في مجال مكافحة الظاهرة
اإلجرامية وال يعبر عن حجم اإلجرام الفعلي
اإلجرام الظاهر إذن هو اإلحصائيات الصادرة عن الشرطة والدرك ،لكن مجموعة من الجرائم ال تسجل
ومن بين المعيقات التي تحول دون تسجيل الجرائم في إحصائيات الشرطة والدرك نجد:
2019-2018
19
-2اإلحالة
غالبا ما تبالغ أجهزة الشرطة والدرك في إظهار مدى قدرتها واستطاعتها في الكشف عن الجرائم بمفردها دون
مساعدة الجمهور لها.
لكن الحقيقة الثابتة علميا أن وصول الجريمة إلى أجهزة العدالة الجنائية يساهم فيه الجمهور بحوالي %80فإذا
لم نساعد نحن كمواطنين الشرطة والدرك في الكشف عن الجرائم فلن تستطيع مهما أوتيت من إمكانيات
الوصول إليها ،لذا يجب مساعدتهم عن طريق تقديم الشكاية ،الوشاية ،التبليغ..
والتبليغ عن الجريمة أو ما يسمى باإلحالة يرتبط بأمرين أساسيين:
✓ ظروف موضوعية ترتبط بشخصية الضحية:
ويثير باحثون في علم اإلجرام وجود جرائم بدون ضحايا مباشرين مثل :جرائم ضد الدولة تمس المصلحة العامة
لذلك نحن كأفراد ال نحس أبدا أننا ضحايا لمثل هاته الجرائم وبالتالي ال نقوم بالتبليغ عنها بعكس إذا ما تم
المساس بالملكية الخاصة
إذن كلما ارتبطت الجريمة بالمصلحة العامة كلما الناس ال يحسون أنهم ضحايا وبالتالي ال يبلغون عنها
اإلحالة أو التبليغ عن الجرائم بالمغرب يرتبط بتصورنا حول أجهزة العدالة الجنائية وقدرتها على إعادة األمور
إلى نصابها وفعاليتها وهو تصور قد يكون إيجابي يؤدي إلى تبليغنا عن الجريمة وقد يكون سلبي فال نبلغ عنها.
وكلها أمور تجعل من الرقم األسود كبير جدا
العائق الثاني :إعادة بناء الموضوع
بالعودة إلى المثال المفترض أعاله فمليون ونصف (اإلجرام الظاهر) المعبر عنها في االحصائيات الجنائية ال تمثل
كل الجرائم المحالة على أجهزة الشرطة والدرك بل رقم يعبر فقط عن حجم الجرائم التي أحيلت إلى الشرطة بعد
إعادة بنائها وتصفيتها وغربلتها في سائر مراحل عمل األجهزة الجنائية
2019-2018
20
✓ المرحلة الثانية (النيابة العامة)
توصلت من الشرطة والدرك بمليون ونصف قضية وهي أيضا تقوم بالغربلة والتصفية ،تمارس سلطة المالئمة
بمعنى إما أن تقوم بتحريك المتابعة وتحيل الملف إلى قاضي التحقيق وإما أن تأمر بحفظ الملف لعدة اعتبارات إما
لتقادمها أو لعدم وجود أدلة كافية أو عدم التعرف على المجرم ..وبالتالي ال تحيلها للمرحلة التالية
'' اإلجرام الظاهر ناقص اإلجرام الشرعي يساوي الرقم الرمادي ''
500 000 = 1 500 000 – 2 000 000
تحياتي_إيمان
Imãnità C’h
2019-2018
21
3محاضرات األخيرة في مادة علم اإلجرام للدكتور هشام بوحوص لسنة ( 2018تتمة)
من إعداد الطالبة إيمان
1
تتمة لالتجاه االجتماعي (المحاضرة الثامنة)
نظرية الالنظام
وقد توصل إلى 3نتائج قد تبدو صادمة للبعض في تفسير الظاهرة االجرامية:
وقد درس الظواهر االجتماعية وصنفها إلى :ظواهر سليمة وظواهر معتلة مرضية وخلص إلى أن الجريمة فيها من الخصائص ما
يقول أنها ظاهرة طبيعية سليمة وأبرز خاصية:
االستمرارية التي تجعل من الجريمة ظاهرة سليمة وال يخلو أي مجتمع منها .ومن المستحيل أن يتماثل كل أفراد المجتمع في سلوكاتهم
وتنظيمهم االجتماعي فال بد من أن يشد البعض عن الضمير االجتماعي فتتولد الجريمة.
ومادام أن الجريمة وليدة المجتمع الذي نعيش فيه فمن الخطأ ان نلتمس أسبابها في الفرد ذاته فدوركايم يرفض مطلقا الربط بين
الجريمة والعوامل التكوينية سواء أكانت بيولوجية أو نفسية فهذا خطأ فالجريمة ال تورث وال هي بسبب اختالالت نفسية بل هي سلوك
يكتسب من التنظيم والهيكل االجتماعي الذي نعيش فيه .فالمجتمع هو الذي يصنع الجريمة من خالل ما يجرمه من أنماط سلوكية
بموجب القواعد القانونية السائدة فيه
← الفكرة األساسية:
استمرارية الجريمة لدى دوركايم تعني أنها ظاهرة طبيعية سليمة عادية وال مجال للقلق .حيث قال '' :ال يجب علينا أن نقلق من
الجريمة هي تتعايش معنا كباقي الظواهر االجتماعية األخرى فإذا ما أصبحنا في يوم من األيام ومعدل الجريمة قد انخفض فهذا مؤشر
خطير يدل على أن المجتمع ليس بخير وبالتالي على الجريمة أن تبقى دائما في مستويات معينة.
وحينما قال هذا األمر أجابه البعض '' أنت يا دوركايم تمجد الجريمة وتشجع على ارتكابها حينما تقول أن الجريمة ظاهرة عادية
طبيعية '' فزادهم دوركايم ههه في كتاباته الالحقة وقال نتيجة أخرى أكثر غرابة من النتيجة األولى
2
• النتيجة الثانية :الجريمة ظاهرة مفيدة وضرورية وحتمية وال غنى عنها إلحداث التغيير االجتماعي
إذ هي نتيجة طبيعية بشرية ال مجال لتقويمها على اإلطالق وهي مفيدة نافعة لتقدم المجتمع وبدونها سيصاب المجتمع بالركود
'' فوجود الجريمة في المجتمع دليل على وجود قدر من الحرية فيه واختفائها منه دليل على أن المجتمع فيه قمع وتضييق للحرية
والحد من إمكانيات التعبير عن النفس وهذا فيه هدر لمتطلبات االبتكار واإلبداع والتطور والخلق '' وبالتالي ربط دوركايم بين الجريمة
والحرية في المجتمع وهو الجانب اإليجابي في الجريمة.
وأعطى مثال ماذا وقع لسقراط الذي اعتبر في نظر القانون اليوناني مجرم بأفكاره المعارضة فأعدم .لكن تبين فيما بعد أن أفكار سقراط
هي التي ساهمت في ازدهار المجتمع ،وهنا لو لم يجرم سقراط لما تقدم المجتمع اليوناني وهذا يدل على أن الجريمة في بعض األحيان
قد تكون مفيدة ونافعة للمجتمع لها وجه إيجابي كما قال دوركايم.
ويؤمن دوركايم أنه إذا انحل المجتمع بشكل كبير جدا وتم تقسيمه وانعدم فيه الضمير الجماعي االجتماعي فلن يعيد ذلك التماسك إال
هول الجريمة '' يجب أن تسيل الدماء في الشارع إلعادة اللحمة والتماسك للمجتمع ''
واتهم أنه يشجع على ارتكاب الجريمة ويمجدها فرد عليهم في كتابه قواعد المنهج في علم االجتماع " لقد تفاجئت بالنتائج مثلما
تفاجئتم أنتم فمن شروط البحث العلمي هو عدم الدراية بنتائج التجربة التي ستفسرها'' فالباحث يجب أن يتميز بالموضوعية والقواعد
العلمية التي سماها دوركايم '' بقواعد المنهج ''
• من أهم مقومات المجتمع هو التماسك والتضامن االجتماعي بين أفراده الذي يشكل الضمير االجتماعي
ميز بين نوعين من التضامن اآللي والتضامن العضوي
التضامن اآللي :هو الذي كان يسود في المجتمعات البدائية الزراعية حيث يالحظ تماسك بين أفرادها وهو تضامن يحميه وجود -
القانون الجنائي
التضامن العضوي :يسود في المجتمعات الحديثة القائمة على تقسيم العمل ،فيها انعدام للتضامن والتماسك -
وهذا ما سينعكس على القانون الجنائي الذي سيتحول مركز اهتمامه من اهتمام بالضمير الجماعي االجتماعي إلى اهتمام بالضمير
الفردي .وفي هذا القالب االجتماعي الجديد تنطلق العواطف ويشعر الفرد بنوع من العزلة المعنوية واالجتماعية مما يخلق حالة
الالنظام أو الالقانون وبالتالي ترتكب الجريمة.
انتقادات لنظرية دوركايم :أهم ما يالحظ عليه أنه ربط بين أمرين ال تالزم بينهما:
← ربط بين استمرارية الجريمة وبين وصفها بكونها ظاهرة طبيعية فال يعقل أن تعد استمرارية الجريمة دليل على أنها ظاهرة عادية
طبيعية سليمة .وقد سأله بعض العلماء االجتماعيين '' مادامت أن الجريمة يا دوركايم ظاهرة سليمة فلماذا أجهضت نفسك في البحث
عنها ههه؟ ''
← كذلك ربط ين الجريمة والتركيب االجتماعي وهذا خطأ ألنه أغفل اإلجابة عن '' لماذا تتباين ردود أفعال األفراد بالرغم من وجودهم
في وسط اجتماعي واحد؟ وهو السؤال الذي أجاب عنه زميله ميرتون
3
ب -روبيرت ميرتون:
تتميز التركيبات االجتماعية بخاصيتين :تتبنى أهداف يصبو إلى بلوغها كل أفراد المجتمع وتتخير الوسائل الكفيلة للوصول إلى تلك
األهداف التي يعترف بها القانون .وهناك 5احتماالت تشكل مجموع ردود أفعال األفراد تجاه األهداف والوسائل:
وهذا ما يعرف باإلنسان السوي الذي يقبل بالوسائل المشروعة لكي يصل إلى هدفه وبالتالي ال يرتكب الجريمة
المجتمع يقول أن األهداف مفتوحة وأقبلها لكن يضع عراقيل وعقبات وصعوبات كثيرة أمام الطبقة الدنيا التي تصاب باإلحباط (كأن
يطلب منك دفع مقدار من المال للحصول على هدفك) فيلجأ أفرادها إلى ارتكاب السلوك اإلجرامي
يتعلق بالطبقة المتوسطة القنوعة التي تقبل الوسائل وترفض األهداف و يقل لديهم الشعور بالطموح والرغبة في التغيير وغالبا ال
ترتكب الجريمة
-4التراجع :قبول األهداف والوسائل لكن المشكل يفشل أكثر من مرة في الوصول إلى تلك األهداف بالطرق المشروعة وفي نفس
الوقت ال يستطيع اللجوء إلى الطرق غير المشروعة وهم فئة المنبوذين اجتماعيا '' مدمني الخمر والمخدرات والمتسولين ومرضى
العقول والمتشردين''
-5التمرد :رفض األهداف والوسائل ويحاول إقامة نظام اجتماعي جديد إذ ال تروق له أهداف ووسائل المجتمع
هذه النظرية حاولت الربط بين الظاهرة اإلجرامية والبيئة المحيطة بالمجرم
قام شو باستعمال منهجية إحصائية بمدينة أمريكية و بالضبط '' شيكاغو '' و خلصت هاته الدراسة إلى نتائج من أهمها أنه الحظ
معدل الجريمة يرتفع في وسط مدينة شيكاغو و ينخفض تدريجيا كلما ابتعدنا عن وسط المدينة فأراد معرفة السبب و استخلص أن
السبب يعود إلى اكتظاظ سكاني كبير وسط المدينة بحيث يوجد تفكك اجتماعي وأيضا متاجر تجارية في وسط المدينة و بالتالي وجود
الكثير من العمال و الناس يؤدي إلى االكتظاظ فتقع الصراعات بينهم ويؤدي إلى ارتفاع الجريمة
أن الجريمة ترتفع في المناطق التي هاجر سكانها األصليون و حل محلهم أناس هامشيون من المهاجرون السود ،فحينما يتم هجر
المناطق من قبل السكان األصليين يحل محلهم مهاجرين مختلفين يقع بينهم صراع حاد وعدم تماسك اجتماعي يؤدي إلى ارتكاب
الجرائم
وأهم ما يحسب له أنه حاول إعطاء تفسير بعض الجرائم التي ترتكب في شيكاغو خاصة جرائم األموال.
لكن أخفق في إعطاء تفسير شمولي للجريمة ألنه ربط بين الجريمة والمناطق الفاسدة المزدحمة والتي تعيش تفككا مع أن الجريمة
ترتكب أيضا في المناطق األخرى إال أن الفرق في تواجد الشرطة بكثرة في مناطق المهاجرين.
4
-5النظرية العرقية
أصحاب هاته النظرية ربطوا بين الجريمة والعرق أو الساللة فمعدل الجريمة ،يرتفع عند بعض األعراق
ف العرق الزنجي بالواليات المتحدة األمريكية هو األكثر ارتكابا للجرائم مقارنة بالعرق األسيوي في اليابان والصين لماذا؟ لإلجابة
على هذا اإلشكال درسوا التركيب االجتماعي لكل عرق والحظوا أن العرق األسيوي لهم قوة وتماسك نظام العائلة وقوة التركيب
االجتماعي مقارنة مع العرق الزنجي
انتقادات للنظرية:
في الوقت الحالي من الصعب أن نربط بين الجريمة والعرق فهذه نظرية عنصرية في األصل '' ،فال يمكن أبدا أن يشكل العرق بذاته
ولوحده سببا الرتكاب الجريمة كيفما كان نوع العرق ''
وقد اقتصروا على دراسة نوع واحد من األعراق وهو ما ال يمكن تعميمها على كل األعراق والسالالت
← سوف نقوم بدراسة العرق الزنجي وسنرى أن أسباب ارتكابه للجريمة ال ترتبط بالعرق وذلك وفق إلحصائيات:
نجد العرق الزنجي مهمشين في الواليات المتحدة االمريكية ويعيشون ظروف اجتماعية قاهرة وهم األكثر فقرا وتفككا
نظام ظالم :فأغلبية القضاة يعينون من البيض وبالتالي إمكانية التعسف واردة -
معاملة الزنجي في السجون :معاملة عقابية قاسية جدا مقارنة مع المعاملة التي يتلقاها البيض -
اإلعدام :دائما ما ينفذ في حق الزنجي في جرائم أقل خطورة من القتل -
نشاط الشرطة :أكثر كثافة في مناطق السود مقارنة مع مناطق البيض -
كلها عوامل تدفع بالعرق الزنجي إلى ارتكاب الجريمة (عوامل اقتصادية ،نظام العدالة الجنائية )..وبالتالي ال يمكن اعتبار العرق
سببا في الجريمة
أول ما بدأ به انريكو هو توجيه انتقاد حاد لما توصل إليه أستاذه لومبروزو وخصوصا مبالغته بشكل كبير في إظهار الصفات الخلقية
في تفسير الظاهرة اإلجرامية
ومن ثم جاء بنظرية مفادها أن الجريمة هي ثمرة حتمية نتيجة تفاعل 3عوامل إجرامية:
5
العوامل الطبيعية والجغرافية: -
كالمناخ ،درجة الحرارة ،اإلنتاج الزراعي ،نوعية التربة ..لهم عالقة وثيقة جدا باإلجرام فال تعتقدوا أن اإلجرام في المناطق الحارة
هو نفسه في المناطق الباردة
وقد خلص في نهاية المطاف إلى قاعدة سماها قانون اإلشباع أو التشبع اإلجرامي على شاكلة قاعدة الكثافة في علم الكيمياء حيث
قال '' إذا ما تكاثفت وتفاعلت ظروف طبيعية وجغرافية معينة مع ظروف اجتماعية معينة نتج عن ذلك حتما عددا من الجرائم ال
يزيد وال ينقص .ولكن في بعض األحيان قد تحدث أحداث غير طبيعية في المجتمع كالثورات والحروب تؤدي إلى ارتفاع مضطرد في
معدل الجريمة ،و ما يلبث أن يعود إلى حاله السابق إال مع تالشي تلك الظروف ''
حاول إعطاء تفسير تكاملي للظاهرة اإلجرامية من خالل تضافر مجموعة من العوامل المؤدية إلى ارتكابها -
أن نظريته شمولية فألول مرة نسمع بعالم اجتماع يؤمن بأن الجريمة ال ترتبط بعوامل اجتماعية فقط بل تعدد العوامل .كذلك -
السياسة الجنائية المعاصرة تعيش إلى اليوم على ما تركه انريكو فيري
دعا إلى اتخاذ سياسة وقائية اقتصادية واجتماعية وثقافية لمكافحة الجريمة فالجزاء وحده ال يكفي. -
وقد جاء بمقولة شهيرة له تفيد '':اجتثاث الجريمة من جذورها بالقضاء على أسبابها أفضل من مكافحة أثارها'' فخطأ أن ننتظر
وقوع الجريمة بل يجب أن نبحث عن األسباب الحقيقية الرتكابها أي بتدابير وقائية عن طريق اهتمام واشتغال بفعالية من قبل
السياسات العمومية المسؤولة عن معدل الجريمة فالقانون الجنائي عليه أن يكون اخر حل.
وأي دولة تعتمد على القانون الجنائي كحل فهي فاشلة في مكافحة الجريمة فليس هو من ينظم المجتمع بل آليات ضبط المجتمع
(مؤسسة األسرة ،اإلعالم ،المدرسة )..التي حينما تختل تطرح إشكاالت عديدة
أنه تمسك كما تمسك األخرون بفكرة الحتمية الموجودة في مجال الرياضيات والكيمياء والتي أقحموها إلى مجال العلوم اإلنسانية -
وهو أكبر خطأ ،فمبدأ الحتمية هو دخيل و ال يتفق مع كون علم اإلجرام من العلوم اإلنسانية موضوعه شخصية اإلنسان ال تنفع
معها نتائج حتمية بل نتائج نسبية
نظرية انريكو فيري بمثابة تشويه للبحث العلمي ولصورة علم اإلجرام ،توجب على الباحث أن يعد مسبقا الئحة طويلة من األسباب -
والعوامل التي قد تدفع إلى ارتكاب الجريمة دون أن يختار لنا العامل المباشر والفعال
6
السلوك اإلجرامي موروث (المحاضرة التاسعة)
-إحياء لنظرية لومبروزو-
ال تعتقدوا أن لومبروزو مات وانتهى أمره ،ال أبدا فلحد الساعة هناك من يؤمن بنظريته .وهو الذي اعتقد أن الوراثة هي العامل
المسؤول عن اإلجرام فالشخص يولد وهو مزود باستعدادات وراثية تدفع به إلى ارتكاب الجريمة وقد اتجه بعض الباحثين إلى إعادة
إحياء هذه النظرية من جديد مبتكرين أساليب وطرق جديدة ونذكر منها 4دراسات أساسية حاولت إحياء النظرية الوراثية
تقوم هذه الدراسة على مالحظة اإلجرام بين أفراد عائلة معينة على مدى عدة عقود ومقارنتها بعينة ضابطة تتمثل في أسرة أخرى لم
يرتكب أفرادها الجريمة ،ليثبتوا أن اإلجرام يتوارث وأن لومبروزو لم يصب وذلك بدراسات قاموا بها:
قام عالم أمريكي ريتشارد بدراسة حول عائلتين أمريكيتين واحدة مشهورة باإلجرام لماكس جوك وأخرى باالستقامة لواعظ ديني
ادوارد سوف يخضعهم للمالحظة لمدة عقود
على مدة 75عام أعطت العائلة المجرمة لمدينة نيويورك 1200فروعا لها من األحفاد واألبناء ..على الشكل التالي:
280متشرد ومعوز
50محترف للدعارة
60لص محترف
7من القتلة
300من األطفال غير الشرعيين
31مصاب باألمراض العقلية
46مصاب بالعقم
وفي المقابل أعطت لنا العائلة المعروفة باالستقامة للواعظ الديني :قضاة ،رجال دين ،مفكرين ،كتاب وال مجرم واحد بينهم
فخلص من خالل مالحظة شجرة العائلة أن اإلجرام يتوارث.
إال أنه تبث في دراسات أخرى أنها دراسة خادعة وأنها لم تعلن عن النتائج الحقيقية ،حيث توصلت إلى أن الواعظ الديني ادوارد
جدته طلقت بسبب الزنا ،عمته قتلت ابنها وخاله قتل أخته الوحيدة
وهو ما لم تفصح عنه دراسة شجرة العائلة وبالتالي اإلجرام ظهر أيضا في العائلة المعروفة باالستقامة.
7
ومسألة أخرى ،ارتكاب عائلة جوك للجرائم هل فعال يدل على ميل حتمي وراثي للجريمة أم أنه مرتبط بالبيئة المحيطة بالعائلة من
فقر وحاجة وتهميش؟
يؤكد داسترون على أن البيئة الفاسدة تؤثر على السلوك اإلجرامي وأن األمر ال يرتبط أبدا بالوراثة وال الحتمية االجرامية .وإلثبات
عدم صحة تلك الدراسة أخذ من عائلة مشهورة باإلجرام 4أطفال ال يبلغون سن السابعة للعيش في ظروف مالئمة ووسط فيه تربية
وأخالق و تفاجأ انهم أصبحوا أفراد صالحين في المجتمع لم يرتكبوا الجريمة مما يدل على ان اإلجرام ال يتوارث بل البيئة الفاسدة
هي التي تؤثر .وأخذ بعد ذلك طفلين منهم تجاوزوا 7سنوات لبيئة فاسدة فأصبحوا مجرمين
هي دراسة حاولت إثبات عالقة تشابه ووراثة في اإلجرام بين اآلباء واالبناء
قام العالم اإليطالي ''جورنج'' بدراسة إلثبات أن المزاج واالستعداد والميل اإلجرامي تورث وأن تأثيرات البيئة من فقر وتهميش
منعدمة في السلوك اإلجرامي.
وقد تبث من خالل دراسة اعتمد فيها على المنهج اإلحصائي على أن نسبة وجود تشابه إجرامي بين اآلباء واألبناء يصل إلى حدود
%60وأن نسبة التشابه اإلجرامي بين اإلخوة %45فاستنتج أن نشأة اإلجرام بين األبناء واألباء يعود إلى العامل الوراثي
لكن لم تقدم هاته الدراسة دليل علمي واضح على أن السلوك اإلجرامي فال يمكن االعتماد فقط على اإلحصائيات .وقد بالغت بشكل
كبير في إظهار العامل الوراثي كعامل حاسم في ارتكاب الجريمة وتجاهلت الظروف البيئية واالجتماعية التي قد تدفع للسلوك اإلجرامي.
فابن المجرم ليس بالضرورة أن يكون مجرما '' كقاعدة عامة ابن المجرم ال يرث اإلجرام أبدا '' فما يرثه ليس هو السلوك اإلجرامي
بل النقص البيولوجي الذي من شأنه إن توفر أن يضعف قدرات الشخص على مكافحة مغريات الجريمة إذا ما تضافرت عوامل بيئية
مشجعة
-3دراسة التوائم
درسوا التوائم الحقيقية والمتماثلة بهدف رصد مدى التماثل أو االختالف بينهما في السلوك اإلجرامي .ومن أشهر الدراسات نجد
الدراسة التي قام بها العالم األلماني '' النج '' على 30من التوائم من الذكور البالغين:
13منهم توائم متماثلة 10 :منهم لهم سلوك إجرامي متماثل و 3منهم سلوكاتهم غير متماثلة -
17منهم توائم غير متماثلة 15 :منهم سلوكاتهم غير متوافقة و 2منهم متماثلة -
8
المحاضرة العاشرة واألخيرة
نسبة 0.77%من مجموع ساكنة العالم لهم هذا الخلل وهذا هو المعدل العادي .لكن في السجون تبلغ النسبة من 5إلى 10
أضعاف الرقم العادي وهو رقم مثير لعلماء اإلجرام فخلصوا إلى أن المجرمين يحملون كروموزوم زائد وربما هو المسؤول عن
سلوكهم اإلجرامي.
كل خلية من خاليا جسم اإلنسان تتكون من 23زوج من الكروموزومات ويأتي فرد من هذه األزواج من األب بينما يأتي الفرد
األخر من األم وهناك زوج من الكروموزومات في كل خلية بالضبط رقم 23مسؤول عن تحديد جنس الجنين تسمى ''
كروموزوم الجنس''
الزوج الكروموزومي عند المرأة يكون متشابه يحمل رمز XXويكون عند الرجل مختلفا يعبر عنه بالرمز XYويتوقف نوع
الجنين لحظة اإلخصاب على اتحاد الكروموزوم Xأو Yلدى الرجل مع الكروموزوم Xلدى المرأة .فإذ اتحدXمع Xكان المولود أنثى
يعني XXوإذا اتحد Xمع Yكان المولود ذكرا يعني XY
قد يلحق هذه العملية خلال يولد حاالت شاذة XYYبحيث يصبح لدى البعض كروموزوم زائد يسهم في انخفاض مستوى الذكاء
عند حامله ويزيد من ميوالته العدوانية وزيادة في البنية وطول القامة بشكل مفرط وتخلف عقلي نسبي.
وهناك حالة XXYيعاني أصحابها الذكور من العقم أو التخلف العقلي وكبر حجم الثديين وميل تعاطي الكحول والجنسية المثلية.
و من خالل الدراسات الالحقة لهاته الدراسة تبين أن العديد من المجرمين يحملون كروموزوم زائد لكن ليس لديهم أي تكوين
عضوي مما ذكرناه وهذا يعني أنها دراسة ال يمكن الوثوق بها ولم تصل إلى درجة اليقين مما جعل الكثير من الدول تتحفظ على
هاته الدراسة.
باإلضافة إلى أن المولودين بهذا الخلل هم نسبة قليلة بين البشر مما ال يمكن من تكوين عينيات كافية تساعد في الوصول إلى
نتائج حاسمة.
← جملة القول الوراثة ال يمكن أبدا أن تكون بحد ذاتها عامال حاسما في الدفع نحو السلوك اإلجرامي ،فابن المجرم ال يرث اإلجرام
أبدا فما يرثه هو النقص البيولوجي حيث يكون أكثر ميال إلى اإلجرام دون غيره لكن قد يصادف تهذيبا وتثقيفا في المدرسة أو في
بيئة العمل أو األماكن الدينية أو من خالل وسائل اإلعالم تعلي من غرائزه السامية فتحد من الميل الوراثي لإلجرام وبالتالي الوراثة
االجتماعية قد تلطف من الوراثة االجرامية.
9
السلوك اإلجرامي مكتسب وليس موروث
هناك ارتباط وثيق بين إدمان الخمور والمخدرات والسلوك اإلجرامي وهي قاعدة معروفة لدى علماء اإلجرام.
واإلحصائيات في فرنسا تؤكد ذلك %85 :من جرائم القتل في فرنسا ارتكبت تحت تأثير الخمر و %75جرائم الضرب والجرح و 65%
من جرائم االغتصاب %45 ،من جرائم الحريق %80من جرائم التسول والتشرد
يؤثر الخمر على التكوين العضوي والنفسي للشخص بحيث يحدث هيجانا في االنفعاالت ويثير الدوافع الغريزية وينال من القدرات
الذهنية ويضعف من قدرة السكير على التحكم في أفعاله ويجعله أكثر جرأة في اإلقدام على ارتكاب الجرائم.
أيضا يؤثر على الحالة االجتماعية للمدمن وأسرته حيث يهملها وتتفكك األسرة فيغيب التهذيب والتربية السليمة فتندفع األسرة عضوا
بعد عضو في تيار الجريمة.
كذلك اإلدمان على المخدرات والخمر يؤثر على القدرة المالية واإلنتاجية في العمل مما يؤدي إلى طردك وعرضة للبطالة والتشرد
وأخطر من ذلك أن الخمر يؤثر على األجنة حالة تكوينها بحالة اإلدمان التي يكون عليها أحد األبوين أو كالهما أثناء االتصال الجنسي
مما تعرضه لإلصابة بتشوهات عضوية نفسية وعصبية تالزمها من بعد ميالده وقد تدفعه إلى ارتكاب الجريمة.
ويؤدي الخمر إلى ارتفاع نسبة الكحول في الدم وهي خصيصة بيولوجية تنتقل إلى الخلف عن طريق الوراثة فيميلون إلى شرب
الخمر وأكثر عرضة إلى ارتكاب الجريمة من غيره
التعليم هو عامل مضاد للجريمة فكلما ارتفع مستوى التعليم كلما انخفض مستوى الجريمة في مجتمع ما .وكلما انخفضت نسبة األمية
كلما ارتفع معدل الجريمة لذا يقول فيكتور هيغو '' :إن فتح مدرسة يعادل إغالق سجن '' وكأنه يوجه رسالته إلى المجتمع ،فإذا ما
أردتم محاربة الجريمة فعليكم فتح المدارس.
تحياتي_إيمان
Imãnità C’h
10