You are on page 1of 32

‫حمارضات ف مادة عمل ا إلجرام‬

‫من إاعداد‪ :‬الطالبة إاميان‬


‫‪ -‬السداسي اخلامس –‬
‫‪2018‬‬
‫بالتوفيق لكم جميعا‬

‫تحياتي_إيمان‬
‫‪ 7‬محاضرات في مادة علم اإلجرام للدكتور هشام بوحوص لسنة ‪2018‬‬
‫تنسيق الطالب‪ :‬المختار الشكوري‬ ‫من إعداد الطالبة إيمان‬

‫لماذا يقدم اإلنسان على ارتكاب الجريمة؟‬


‫ما السبب وراء السلوك المنحرف لإلنسان؟ هل األمر يرتبط بأسباب غيبية؟ هل األمر قضاء وقدر؟ هل األمر‬
‫يرتبط بأسباب وراثية؟ األمية؟ الفقر؟ البطالة؟ الدين؟ العرق؟ أسباب اقتصادية؟ أسباب اجتماعية؟ 😒‬
‫سؤال محوري هو موضوع مادة "علم اإلجرام'' سنجيب عنه من خالل ثالث محاور (أي ثالث اتجاهات) 👌‬

‫✓ االتجاه األول (االتجاه التكويني)‬


‫السبب وراء ارتكاب الجريمة مرتبط بالشخصية اإلنسانية بمعنى أنه سبب داخلي‪ ،‬إال أن شخصية اإلنسان ليست‬
‫واحدة فهناك أشياء بيولوجية واخرى نفسية‪ .‬لذلك هناك اتجاه قال بأن سبب ارتكاب الجريمة بيولوجي واخر قال‬
‫أن السبب نفسي‪ .‬فلومبروزو يقول أن معرفة سبب إقدام اإلنسان على ارتكاب الجريمة تقتضي البحث في أعضاء‬
‫اإلنسان (سبب بيولوجي عضوي) لذلك سميناها بالمدرسة العضوية أو البيولوجية‪ .‬وهناك مدرسة أخرى تقول أنه‬
‫من الخطأ البحث عن السبب في الصفات العضوية أو البيولوجية لإلنسان وإنما األمر يرتبط باختالالت نفسية‬
‫(اضطرابات في الشخصية اإلنسانية)‬

‫إذن االتجاه التكويني هو اتجاه حاول إعطاء تفسير للظاهرة اإلجرامية وذلك بالرجوع إلى شخصية اإلنسان‬
‫وتكوينها أي سبب داخلي إما بيولوجي عضوي أو نفسي‪ ،‬وهو اتجاه ظهر في أوروبا‪.‬‬

‫✓ االتجاه الثاني (االتجاه االجتماعي)‬


‫يقول أنه من الخطأ البحث عن السبب داخل اإلنسان‪ ،‬وأن السبب خارجي يرجع باألساس إلى أسباب اجتماعية أو‬
‫المحيط الذي يعيش فيه المجرم (التعليم‪ ،‬الفقر‪ ،‬الدين‪ )..‬وأصحاب هذا االتجاه بدورهم يختلفون في تحديد هذا‬
‫السبب االجتماعي‪ ،‬وهو اتجاه ظهر في أمريكا‬

‫✓ االتجاه الثالث (االتجاه التكاملي)‬


‫السبب في ارتكاب الجريمة هو سبب تتضافر فيه عوامل نفسية‪ ،‬بيولوجية واجتماعية أي خليط من العوامل‬
‫التكوينية واالجتماعية‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪1‬‬
‫مفهوم علم اإلجرام (المحاضرة الثانية)‬

‫علم فيه غموض شديد بالنظر إلى أنه علم حديث النشأة ونطاق موضوعاته واسع جدا وله ارتباط بعلوم أخرى‬
‫(علوم اجتماعية ‪ /‬علوم انسانية ‪ /‬الطب‪ )..‬وبالتالي هناك من يقول أن علم اإلجرام ليس بعلم ألن جل موضوعاته‬
‫مقتبسة من موضوعات علوم أخرى‪.‬‬

‫وهناك تضارب كبير وتنازع في تعريف علم اإلجرام بين اتجاهين أساسيين‪:‬‬

‫‪ ‬االتجاه الموسع لنطاق علم اإلجرام‪:‬‬


‫حسب هذا االتجاه فإن الظاهرة اإلجرامية ال يمكن أن يتم دراستها والوصول إلى نتائج صحيحة إال بالوقوف على‬
‫فكرة االنحراف (السلوك االجتماعي أو السلوك المضاد للمجتمع) سواء شكل هذا السلوك جريمة وفقا للمفهوم‬
‫القانوني للجريمة أم ال‪.‬‬

‫وهناك فرق شاسع بين الجريمة واالنحراف‪:‬‬


‫فالجريمة ال تكون إال بوجود نص قانوني‪ ،‬أما االنحراف فهو أوسع وأشمل من ذلك بكثير باعتباره سلوك عام‬
‫مرتبط بالقيم وعادات المجتمعات إذ الكثير من االنحرافات (الكذب‪ ،‬النفاق‪ )..‬ليست بجرائم " فأي جريمة هي‬
‫انحراف لكن ليس أي انحراف جريمة "‬

‫وعليه فإن علم اإلجرام حسب هذا االتجاه هو "علم يهتم بدراسة السلوك االجتماعي لإلنسان بغية الوقوف على‬
‫أسبابه وسبل عالجه " وبالتالي هو اتجاه واسع جدا‪ ،‬واسع من نطاق علم اإلجرام ليشمل سلوك االنحراف (السلوك‬
‫االجتماعي)‬

‫‪ ‬االتجاه الضيق لنطاق علم اإلجرام‪:‬‬


‫على علم اإلجرام أن يهتم فقط بالسلوك اإلجرامي دون فكرة االنحراف‪ ،‬وبالتالي فهذا االتجاه يحاول أن يضيق من‬
‫نطاق علم اإلجرام ليهتم فقط بالجريمة وأسبابها وعوامل ارتكابها‪ .‬إال أن أصحاب هذا االتجاه اختلفوا في نطاق‬
‫مهمة علم اإلجرام‪:‬‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪2‬‬
‫✓ اتجاه موسع‪ :‬ينطوي علم اإلجرام على شقين كبيرين يوصل أحدهما إلى األخر‪ :‬شق سببي تفسيري وشق وقائي‬
‫عالجي‬
‫‪ -‬فالشق السببي التفسيري يقول أن علم اإلجرام يحاول أن يبحث في أسباب الظاهرة اإلجرامية إلعطاء تفسير‬
‫لعوامل ارتكابها وذلك على اعتبار أن الجريمة حتمية في حياة المجتمع واحتمالية في حياة الفرد‬
‫فالجريمة ارتبطت بوجود اإلنسان وهي ظاهرة حتمية في كل المجتمعات وعندما تقول احتمالية في حياة‬
‫الفرد أي هناك احتمال بأن يجرم الفرد في يوم من األيام (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) ألن‬
‫الجريمة ليست دائما هي تلك التي لها ارتباط بالقتل أو االغتصاب أو السرقة‪ ..‬فكلنا األن في "سراح مؤقت"‬
‫‪ -‬أما الشق الوقائي العالجي يقول أنه علم يبحث عن الوسائل العلمية للوقاية من الجريمة ومكافحتها وسبل‬
‫عالجها في أفق الحد منها‪.‬‬

‫✓ اتجاه ضيق‪ :‬علم اإلجرام هو فقط من العلوم السببية التفسيرية وال عالقة له على اإلطالق بالبحث عن وسائل‬
‫الوقاية والعالج للظاهرة اإلجرامية‪ ،‬وأن تلك المهمة مهمة علوم قانونية وعلوم اجتماعية أخرى‪.‬‬
‫بمعنى أن هذا االتجاه يضيق من نطاق علم اإلجرام في الشق السببي دون دراسة سبل الوقاية من الجريمة ألنها‬
‫مهمة موكوله إلى علوم أخرى‪.‬‬

‫وعليه فإن علم اإلجرام حسب االتجاه الثاني (االتجاه الضيق) هو‪ :‬علم يهتم بدراسة الجريمة باعتبارها ظاهرة‬
‫في حياة المجتمع والفرد من أجل الكشف عن أسبابها وتحديد العوامل الدافعة والمهيأة لها‪.‬‬

‫نطاق تطبيق علم اإلجرام‬


‫هل كل سلوك إجرامي يجب أن يكون موضوع علم اإلجرام؟‬

‫تميز المدرسة الوضعية بين نوعين من الجرائم‪:‬‬

‫✓ جرائم طبيعية‪:‬‬
‫هي التي تتعارض مع القيم األخالقية واالجتماعية مثل القتل‪ ،‬السرقة‪ ،‬الرشوة‪..‬‬
‫تتصف بالثبات واالستقرار وكل المجتمعات متفقة على تجريمها تخلف استنكار واضطراب داخل المجتمع‪.‬‬
‫✓ جرائم مصطنعة‪:‬‬
‫هي جرائم أوجدها المشرع ال تتعارض مع القيم األخالقية وال تتميز بالثبات واالستقرار إذ تتغير من مكان لمكان‬
‫وزمان لزمان وال تخلف اضطراب اجتماعي (التهرب الضريبي ‪)...‬‬
‫ومنه فإن علم اإلجرام عليه أن يهتم فقط بالجرائم الطبيعية التي يتميز فاعلها بالخطورة اإلجرامية‪.‬‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪3‬‬
‫االتجاه التكويني في تفسير الظاهرة اإلجرامية (المحاضرة الثالثة)‬

‫سبب ارتكاب الجريمة راجع باألساس حسب االتجاه التكويني إلى عوامل داخلية تكوينية ترتبط بالشخصية‬
‫اإلجرامية وال مكان أبدا لعوامل خارجية مرتبطة بالبيئة المحيطة بالمجرم‪ .‬إال أن أصحاب هذا االتجاه يختلفون في‬
‫غلبة إما الجانب البيولوجي أو الجانب النفسي‪.‬‬

‫االتجاه التكويني‬

‫االتجاه النفسي‬ ‫االتجاه البيولوجي‬


‫(نظرية فرويد)‬ ‫( نظرية لومبروزو)‬

‫المحور األول‪ :‬االتجاه البيولوجي‬


‫فيه نظريات كثيرة جدا تفسر الظاهرة اإلجرامية لكن أهمها نظرية سيزار لومبروزو‬

‫نظرية لومبروزو‬

‫ما هي أصناف المجرمين لدى‬ ‫كيف فسر الظاهرة اإلجرامية؟‬ ‫من هو لومبروزو؟‬ ‫لماذا لومبروزو؟‬
‫لومبروزو؟‬

‫✓ لماذا لومبروزو؟‬
‫إن علم اإلجرام يدين بالفضل الكبير لسيزار لومبروزو باعتباره أول من وضع أسس النظرية العلمية في تفسير‬
‫الظاهرة اإلجرامية‪ .‬وأفكاره تعد الحجر األساس لكل االتجاهات التكوينية والبيولوجية والنواة الصلبة للفلسفة‬
‫الوضعية وهو المؤسس لهذا االتجاه التكويني‪.‬‬

‫✓ من هو لومبروزو؟‬
‫عاش لومبروزو بين ‪ 1906-1835‬ولد بإيطاليا من أبوين يهوديين‪ ،‬درس الطب في إيطاليا وبعد حصوله على‬
‫الدكتوراه التحق بكليات الطب ثم اشتغل في السجون اإليطالية كطبيب لألمراض العقلية والنفسية وكذلك اشتغل في‬
‫الجيش اإليطالي لمدة طويلة جدا وبهذه التجارب استطاع أن يؤلف ثالث كتب وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الكتاب األول‪ :‬اإلنسان المجرم سنة ‪1876‬م‬
‫‪ -‬الكتاب الثاني‪ :‬الجريمة أسبابها وعالجها سنة ‪1901‬م‬
‫‪ -‬الكتاب الثالث‪ :‬المرأة المجرمة والدعارة سنة ‪1906‬م‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪4‬‬
‫✓ كيف فسر لومبروزو الظاهرة اإلجرامية؟‬

‫👈 انطلق لومبروزو من منطلق مغاير لما كان سائد قبل مجيء المدرسة الوضعية‪ ،‬ويقول أن اإلنسان في موضوع‬
‫الظاهرة اإلجرامية مسير غير مخير وبالتالي سينطلق من قاعدة الحتمية البيولوجية أي أن اإلنسان مجبر على‬
‫ارتكاب الجريمة وليس مخير " المجرم يساق إلى ارتكاب الجريمة تحت تأثير عوامل وراثية تظهر على شكل‬
‫مالمح عضوية تؤدي إلى تشويه قيمه األخالقية وتدفعه إلى ارتكاب الجريمة بشكل حتمي''‪.‬‬

‫لذلك قال لومبروزو أيضا‪ " :‬ما دام اإلنسان يساق إلى الجريمة وال يختارها فمن العبث أن تعاقبه " وقد تأثر تأثرا‬
‫واضحا بنظرية دروين التي تقول بأن اإلنسان هو استمرار لسلفه الحيواني وأصل اإلنسان الوحشية والعدوان‬
‫وأنه بفعل التمدن والتحضر وصل إلى ما وصل إليه ''‬

‫😒‬ ‫✓ ما هي السمات أو الخصائص التي إذا وجدت في اإلنسان فهو مجرم في نظر لومبروزو؟‬
‫تسمى عند لومبروزو بسمات االرتداد وهي سمات ارتدادية ترجع اإلنسان إلى أصله األول‬
‫هناك حسب لومبروزو عشر سمات تقريبا لكن بمجرد توفر خمس منها تجعل من اإلنسان مجرما بالفطرة 😱‬
‫ويجب أن يستأصل نهائيا وال أمل في إصالحه على اإلطالق‪.‬‬

‫‪ -1‬غزارة في شعر الرأس والجسم‬


‫‪ -2‬عدم انتظام األسنان 😆‬
‫‪ -3‬قلة شعر اللحية‬
‫‪ -4‬ضيق وانحدار الجبهة‬
‫‪ -5‬طول مفرط في الذراعين 💪‬
‫‪ -6‬شدود في حجم األذنين واألنف‬
‫‪ -7‬بروز عظام الوجنتين‬
‫‪ -8‬ضيق تجويف عظام الرأس‬
‫‪ -9‬البلوغ الجنسي المبكر‬
‫‪ -10‬ضخامة الفكين‬
‫وذلك وفق دراسة قام بها لومبروزو حيث أخذ حوالي ‪ 383‬مجرم وقام بفحص وتشريح جثثهم وتوصل إلى أن‬
‫‪ %21‬منهم لهم سمة واحدة من سمات االرتداد وما يناهز ‪ %43‬تتوافر فيهم ‪ 5‬سمات على األقل‬
‫وبالتالي استنتج أنه لكي يكون الشخص مجرما بالفطرة يجب أن تتوفر فيه على األقل خمس سمات أما سمة‬
‫واحدة ال تؤثر‪.‬‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪5‬‬
‫✓ كيف وصل لومبروزو لهذه الخالصات؟ عن طريق مراحل‪:‬‬

‫قام بتشريح مجرم خطير يدعى " فيرال " بإيطاليا بعد وفاته ووجد في مؤخرة رأسه تجويف‬
‫يشبه ذلك الذي كان لدى الحيوانات المتوحشة ولدى اإلنسان البدائي األول وبعض القردة‬ ‫المرحلة األولى‬
‫وبالتالي استنتج أن للمجرم شدود جسماني عضوي يدفعه إلى ارتكاب الجريمة قصرا‬ ‫•‬

‫قام بتشريح مجرم يدعى " فرسيلي " قتل عشرون امرأة بطرق بشعة فوجد أيضا تجويف في‬
‫مؤخرة رأسه وبعض سمات االرتداد‬ ‫المرحلة الثانية‬

‫بعدها قام بدراسة شاملة لحوالي ‪ 5907‬من المجرمين األحياء خضعوا للتجربة فالحظ نفس‬
‫ا‬
‫السمات وبالتالي تأكد أن المجرم يتوفر على سمات االرتداد (سمات عضوية)‬ ‫المرحلة الثالثة‬

‫لكن عندما وقعت حادثة قتل جندي معروف بأخالقه ل ‪ 8‬رؤساء من أصحابه في الجيش‬
‫ألنهم سخروا من بلدته أصيب بصرع ونام لمدة ‪ 12‬ساعة وعند االستجواب لم يتذكر ما فعل‬ ‫المرحلة الرابعة‬
‫هنا خلص لومبروزو إلى أن األمر ليس مرتبط بسمات االرتداد وإنما قد يرتبط بمرض الصرع‬
‫أو التشنجات العصبية‬

‫😉‬ ‫في مرحلة األخيرة من حياة لومبروزو قال أن األمر يرتبط ببعض الخصائص النفسية‬ ‫المرحلة الخامسة‬

‫✓ كيف صنف لومبروزو المجرمين؟‬


‫قام لومبروزو بتصنيف المجرمين إلى خمس طوائف حسب خطورتهم اإلجرامية " فرد فعل المجتمع يجب أن‬
‫يختلف حسب خطورة المجرم "‬

‫‪ -1‬المجرم بالفطرة‪:‬‬
‫هم أشخاص ولدوا مصابين باختالالت وراثية تشبه سمات المخلوقات البدائية وهي التي تؤدي إلى تشويه القيم‬
‫وتدفعهم إلى ارتكاب الجريمة‪ ،‬وتظهر تلك االختالالت في شكل مالمح عضوية وراثية تساق باإلنسان إلى ارتكاب‬
‫الجريمة بشكل حتمي‪.‬‬
‫التدابير المناسب لمواجهة هذه الفئة من طرف المجتمع (الجزاء)‬
‫ال أمل في إصالحهم ألنها فئة سترتكب الجريمة المحاله وبالتالي يجب استئصالهم من المجتمع إما ب‪:‬‬
‫اإلعدام ‪ /‬النفي المؤبد ‪ /‬البقاء في مستعمرة زراعية إلى األبد‪.‬‬
‫وهي نظرة استئصالية لهاته الفئة كونها األشد خطورة‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -2‬المجرم المجنون‪:‬‬
‫هم أشخاص لديهم خلل أو ضعف عقلي يفقدهم القدرة على التمييز بين الخير والشر يرتكبون الجريمة دون إدراك‬
‫منهم لما يفعلون‪ ،‬وهذه االختالالت قد ال تكون موروثة بل تكتسب‪ ،‬وبالتالي يقول لومبروزو أنه ليس هناك فرق‬
‫بين المجرم المجنون والمجرم العادي ألن جميع أصناف المجرمين يساقون نحو ارتكاب الجريمة دون اختيار‪.‬‬
‫التدبير المناسب‪:‬‬
‫يجب إيداع هؤالء في مستشفى األمراض النفسية والعقلية لفترة غير محددة حتى يتم عالجهم وهذا موجود في‬
‫كل التشريعات الجنائية منها المغرب‪ .‬وهي مسألة تحسب لسيزار لومبروزو‬

‫‪ -3‬المجرم المعتاد‪( :‬بالعادة)‬


‫هو شخص ارتكب الجريمة ألول مرة في حياته ثم اعتاد سبيلها نتيجة عوامل اجتماعية فاسدة وإما أنه اختلط مع‬
‫المجرمين فاحترف اإلجرام وإما نتيجة اإلدمان على الخمر والمخدرات أو البطالة‪.‬‬
‫التدبير المناسب‪:‬‬
‫ال أمل في اصالحهم على اإلطالق ألنهم سوف يقدمون على ارتكاب الجريمة بمجرد أن تتاح لهم الفرصة‪ ،‬وبالتالي‬
‫يجب استئصالهم نهائيا من المجتمع‪.‬‬

‫الفرق بين المجرم بالفطرة والمجرم المعتاد‬


‫أن المجرم بالفطرة يستأصل بمجرد ارتكابه للجريمة األولى أما المجرم المعتاد يستأصل بعد اعتياده على ارتكاب‬
‫الجريمة فال يمكن استئصاله إال بعد تعدد جرائمه‪.‬‬

‫‪ -4‬المجرم بالعاطفة‪:‬‬
‫أشخاص ليس لديهم أي تكوين إجرامي والقيم األخالقية حاضرة لديهم ومشكلتهم الوحيدة هو أنهم يفقدون السيطرة‬
‫على تصرفاتهم ويرتكبون الجريمة بدوافع عاطفية عاصفة ال يمكن لهم مقاومتها مثل الحب والغيرة والكراهية‬
‫واالنتقام‪ .‬ولكن ما يميز هذه الفئة هو أنهم يشعرون بالندم بمجرد ما أن يرتكبوا الجريمة ويحاولون ما أمكن‬
‫إصالح خطئهم‬
‫التدبير المناسب‪:‬‬
‫ال يجب أن تستأصل هذه الفئة وال تدخل السجن حتى بل يجب عليها تعويض الضرر الناجم عن الجريمة وتغيير‬
‫محل إقامتهم بعيدا عن محل اإلقامة الضحية‪ .‬ومن الخطأ معاقبة هؤالء‪.‬‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -5‬المجرم بالصدفة‪:‬‬
‫هم في األصل أمناء وليس لديهم أي تكوين إجرامي لكنهم يرتكبون الجريمة تحت تأثير مشاعر إما بفعل التهور‬
‫أو االندفاع وحب الظهور أو حب التقليد‪ ،‬ضعاف أمام عوامل اإلغراء الخارجية وغالبا ما يراودهم الندم مباشرة‬
‫بعد ارتكاب الجريمة وتحت تأثير تأنيب الضمير والخوف من العقوبة‬
‫التدبير المناسب‪:‬‬
‫من الخطأ إدخالهم السجن وإنما يجب أن يكون التدبير والجزاء حسب ما إذا كان المجرم قاصر أو كامل األهلية‪.‬‬
‫• إذا كان المجرم قاصرا‪ :‬يجب أن يعهد إلى أسرة محترمة لتربيته إذا لم توجد تلك األسرة يتم إيداعهم في‬
‫مزرعة مع إلزامهم بالعمل نهارا والتفريق بينهم ليال‬
‫• إذا كان المجرم كامل األهلية يتم التفريق بينهم حسب خطورة الجريمة‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان ضرر الجريمة بسيط يجب تعويض الضرر‬
‫‪ -‬إذا كانت الجريمة متوسطة الخطورة يتم نفي المجرم مؤقتا‬
‫‪ -‬إذا كانت الجريمة شديدة الخطورة يجب ايداع المجرم في مستعمرة زراعية مع إمكانية اإلفراج المقيد‬
‫بشروط أي عند الشعور بأن هذا الشخص قد تم تأهيله وإصالحه وال مجال لبقائه بل يجب إعطائه إفراج‬
‫مقيد بشروط (عدم ارتكاب الجريمة مرة آخرى)‬
‫تقييم نظرية لومبروزو (المحاضرة الرابعة)‬
‫‪ -1‬ما يعد وما يحسب علي لومبروزو‬
‫✓ ألول مرة أدخل للدراسات اإلجرامية المنهج العلمي القائم على المالحظة والتجربة واستخالص النتائج‪.‬‬
‫صحيح قد نختلف معه في الكثير من األمور إال أن ما يحسب عليه أنه قال كفى للعهد السابق الذي كان يفسر‬
‫الظاهرة اإلجرامية تفسير نظري مجرد بعيدة عن التفسيرات العلمية‪ .‬وقد قام لومبروزو بإدخال الظاهرة اإلجرامية‬
‫إلى مجال البحث العلمي‪.‬‬

‫✓ بعدما كان االهتمام موجه كله في النظريات السابقة إلى الجريمة قام لومبروزو بتوجيه االهتمام إلى المجرم‬
‫وشخصيته حيث قال ''أن الجريمة قد ارتكبت فمن العبث أن نهتم بها‪ ،‬وإنما فائدة الجريمة تكمن باألساس في عدم‬
‫ارتكابها مرة أخرى ولذلك يجب أن نهتم بشخصية المجرم'' وقد جاء لومبروزو ألول مرة بما يسمى " الخطورة‬
‫اإلجرامية للجاني "‬

‫✓ ساهم في نشأة وبلورة علم جديد سماه علم طبائع المجرم كجزء كبير في علم اإلجرام يهتم بدراسة وتفسير الظاهرة‬
‫اإلجرامية انطالقا من صفات بيولوجية وسمات جسدية عضوية‪.‬‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪8‬‬
‫✓ ألول مرة وضع تصنيف للمجرمين من طرف لومبروزو‪ ،‬وهي حقيقة فالمجرمين ليسوا على سواء‬
‫يختلفون ليس على حسب خطورة الجريمة وإنما حسب خطورة المجرم " وعلى رد فعل المجتمع أن يختلف حسب‬
‫خطورة المجرم''‬
‫✓ أول من نادى بالبدائل (النفي ‪ /‬التعويض ‪ /‬البقاء في مستعمرة زراعية وغيرها) فالمعاملة العقابية يجب أن تختلف‬
‫حسب خطورة المجرم‪ .‬فالمجرم بالفطرة والمجرم المعتاد ال أمل في اصالحهم وبالتالي يجب استئصالهم من‬
‫المجتمع‪ .‬واالستئصال ال يعني اإلعدام وال يعني القتل‪ .‬فلومبروزو قال‪ '' :‬نعم يتم إعدامهم وإذا لم نرد ذلك‪ ،‬لما ال‬
‫يتم إلزامهم بالبقاء في مستعمرة زراعية إلى األبد مع إلزامهم باألشغال الشاقة ''‬
‫إذن‪ ،‬هذا أهم ما يحسب لسيزار لومبروزو من الناحية اإليجابية‬

‫‪ -2‬ما يعاب عليه أو انتقادات على نظرية لومبروزو‪:‬‬


‫✓ ما يعاب عليه أنه أخطأ منهجيا وعلميا أي هناك قصور منهجي وقع فيه لومبروزو‪ .‬وهو إن كان يقول كفى من‬
‫النظريات المجردة ونعم للمالحظة والتجربة ونعم للمنهج العلمي إال أنه لألسف حاول أن يعمم النتائج التي تحصل‬
‫عليها في دراسته للحاالت الفردية على بقية المجرمين وهذا خطأ فادح وكبير وقع فيه لومبروزو‬
‫فال يمكن أخذ حاالت فردية وأن نقوم بتعميمها على البقية لنخلص إلى قاعدة عامة وهو ما يعد خطأ منهجي جسيم‬
‫وقع فيه وبالتالي منهجيته تفتقد إلى الموضوعية وإلى منهج علمي سليم‪.‬‬
‫بل كان عليه أن يخضع عينة مماثلة من غير المجرمين إلى المنهج العلمي ونفس الدراسة وهو أمر صعب صراحة‬

‫✓ فكرة المجرم بالميالد أو بالفطرة هي أكبر خطأ وقع فيه لومبروزو يتعارض مع كل شيء حتى من الناحية العلمية‬
‫" فالجريمة حتمية في حياة المجتمع واحتمالية في حياة الفرد" وليست بقطعية‪ ،‬شكلت هاته الفكرة محنة للنظريات‪.‬‬
‫ونجد الحديث النبوي ينص على أن اإلنسان يولد على فطرة سليمة‪.‬‬

‫✓ وقع لومبروزو أيضا في االفتراض وهو من انتقده وما جاء إال ليقول كفى من النظريات المجردة لكنه وقع في‬
‫المحظور وافترض وجود عالقة جدلية بين التكوين البيولوجي والحتمية اإلجرامية‪.‬‬

‫وفي كتاباته الالحقة استدرك القول وقال‪ " :‬نعم أخطأت؛ فالمجرم بالفطرة يولد باستعداد إجرامي قد يرتكب الجريمة‬
‫إذا ما صادفته ظروف اجتماعية أو نفسية‪ ".‬وبالتالي حاول لومبروزو تلطيف نظريته؛ فاألشخاص الذين تتوفر‬
‫فيهم سيمات االرتداد ليسوا مجرمين بالضرورة وإنما ما يميزهم عن باقي البشر هم أنهم يزدادون باستعداد إجرامي‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪9‬‬
‫✓ ركز كل التركيز على الخصائص البيولوجية والعيوب الجسدية وأنكر تماما العوامل البيئية والظروف االجتماعية‬
‫وبالتالي بالغ لومبروزو بشكل كبير في إظهار العيوب البيولوجية وأهمل الجانب االجتماعي‪ ،‬النفسي‪..‬‬

‫أحد تالمذة لومبروزو يدعى " انريكو فيري " أثبت أن أستاذه بالغ بشكل كبير في إظهار الصفات الخلقية والعيوب‬
‫الجسدية للمجرم‪ .‬وقد قام انريكو بنفس التجربة لسيزار لومبروزو ووجد أن للعباقرة وبعض الباحثين جمجمة أقل‬
‫من الحجم الذي حدده لومبروزو للمجرم ولم يرتكبوا الجريمة قط في حياتهم‪.‬‬

‫✓ آخر انتقاد هو اعتماده على ما سماه بسمات االرتداد لإلنسان البدائي األول إال أن معلوماتنا عن اإلنسان األول‬
‫معلومات قليلة ومحدودة وغير موثوق بها علميا وال يمكن تصور أن المجتمعات البدائية هي مجتمعات وحشية‬
‫وهذا خطأ كبير قام به لومبروزو‪ ،‬فاإلجرام تنخفض نسبته كلما رجعنا إلى الوراء نظرا لبساطة هذه المجتمعات‪.‬‬

‫وبالتالي لومبروزو لم يعطي تفسيرا علميا للظاهرة اإلجرامية ولم يشفي لنا الغليل‪ .‬كنا نأمل منه جواب علمي على‬
‫سؤال " لماذا يرتكب اإلنسان الجريمة؟ " إال أن إجابته فيها الكثير من األخطاء 😟‬

‫ولذا سنطرح نفس السؤال لكن على اتجاه آخر وهو " االتجاه النفسي "‬

‫المحور الثاني‪ :‬االتجاه النفسي‬


‫فسر الظاهرة اإلجرامية انطالقا من اضطرابات نفسية وعاطفية قد ترتبط باإلنسان‪ .‬وهو اتجاه من أعقد االتجاهات‬
‫ألنه حاول البحث في الجانب المهمل والمجهول والخفي في اإلنسان وهو الجانب النفسي السيكولوجي (األنا‪ ،‬الهو‪،‬‬
‫األنا األعلى)‬

‫ويضم هذا االتجاه اتجاهات كثيرة سنلخصها في اتجاهين أساسيين‪:‬‬

‫• االتجاه األول‪ :‬اإلجرام يرتبط بخلل نفسي‪ ،‬فالمجرم هو إنسان مريض له خلل عقلي مرتبط بعيوب عاطفية‪..‬‬

‫• االتجاه الثاني‪ :‬ليس بالضرورة أن يصل الشخص إلى حد الخلل العقلي بل قد ترتبط باإلنسان ظروف تصل به‬
‫إلى حد عدم التوازن النفسي أو العاطفي مما يمنعه من الحكم الصحيح على األوضاع ومن ثم يرتكب الجريمة‬
‫لغياب القوى الرادعة لسلوكه‪.‬‬

‫وللوقوف عند االتجاه النفسي ال بد من دراسة نظرية فرويد باعتباره المؤسس الحقيقي لعلم النفس بشكل عام‬
‫حيث تعد نظريته الحجر األساس التي انطلقت منها جميع النظريات النفسية‪.‬‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪10‬‬
‫تقسيم فرويد للنفس البشرية‪:‬‬
‫قبل إعطاء تفسير للظاهرة اإلجرامية عمل فرويد على تقسيم النفس البشرية إلى ‪ 3‬أقسام أساسية ليبين تأثير‬
‫االضطرابات النفسية على السلوك اإلنساني بما فيه السلوك اإلجرامي‪:‬‬
‫• الهو (الذات الدنيا ‪ /‬األنا الدنيا)‪:‬‬
‫هي مجموع الغرائز والنزعات والميوالت الفطرية لدى الفرد والتي تقبلها المجتمعات كما هي‬
‫وبتعبير أدق هي مستودع الشهوات ومصدر الشرور‪ ،‬يساق الهو وراء الشهوات‪ ،‬دون أن يقيم وزنا للقيم‬
‫األخالقية للمجتمع‪ .‬واإلنسان مخير بين الكبت عليها أو تلبيتها بطرق مشروعة‪ ،‬ويتواجد الهو في منطقة‬
‫الالشعور‪.‬‬

‫• األنا األعلى‪( :‬األنا العليا ‪ /‬الذات المثالية ‪ /‬الضمير)‬


‫تمثل الجانب المثالي‪ ،‬والمظهر الروحاني في النفس البشرية المستقاة من القيم الدينية والقواعد األخالقية‬
‫والقانونية‪..‬‬
‫وظيفتها‪ :‬هي القوة الرادعة للشهوات تراقب األنا وتأدبه إذا ما استجاب لرغبات الهو‪ .‬وباختصار األنا األعلى‬
‫هي " النفس اللوامة "‬

‫• األنا‪( :‬الذات الشعورية ‪ /‬العقل)‬


‫مجموع الملكات الفكرية والفطرية المستمدة من رغبات النفس البشرية بعد تهذيبها بما يتفق مع مقتضيات‬
‫الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫وظيفتها‪ :‬تعمل على خلق التوازن بين الهو واالنا األعلى‪.‬‬

‫تفسير فرويد للظاهرة اإلجرامية‪:‬‬


‫يعتقد فرويد أن هناك صراع قوي جدا يقع داخل الذات البشرية أي صراع داخلي نفسي بين مطالب األنا األعلى‬
‫وبين شهوات الهو (صراع بين الخير والشر) وكل واحد يحاول أن يتحول إلى سلوك‪.‬‬
‫فاالنا األعلى بمثلها األخالقية العليا تحاول أن تجعل اإلنسان شخص سوي ومنضبط مع قيم وقواعد المجتمع وفي‬
‫جهة آخرى نجد الهو التي تأمر الشخص لينساق إلى اللذات والشهوات بغض النظر عن الطريقة وبغض النظر‬
‫عن القواعد وأخالق المجتمع‪.‬‬
‫• وإذا حدث خلل في عملية التدرب على الكبت بأن أخفقت األنا في كبت نزواته ورغباته فإن اإلنسان يسلك‬
‫مسلكا إجراميا‪ ،‬والمجرم هو من ينساق وراء اللذة‬

‫• وإذا لم تحدث عملية الكبت وحدثت الجريمة فهذا يعني شيئين‪:‬‬


‫‪ -‬إما األنا األعلى انعدمت‬
‫‪ -‬وإما األنا األعلى متوفرة لكنها ضعيفة وعاجزة عن أداء وظيفتها‬
‫وفي كال األمرين‪ ،‬هذا تعبير عن انفالت الهو من كل رقابة أو قيد وانطالق بكل شهواتها ورغباتها من منطقة‬
‫الالشعور إلى العالم المحسوس (عالم الجريمة) تتحول إلى سلوك إذا لم تجد تلك القوة الرادعة‪ .‬فلو كانت االنا‬
‫األعلى تشتغل لما تحولت إلى جريمة‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪11‬‬
‫أنماط العقد لدى فرويد (المحاضرة الخامسة)‬
‫✓ عقدة أوديب‬
‫ينشأ لدى االبن الذكر تعلقا جنسيا بأمه‪ ،‬ويصاحب هذا الشعور شعور آخر تجاه األب من قبيل الكراهية والغيرة‬
‫ألنه ينافسه في حب أمه‪ ،‬وفي نفس الوقت يرى أن أباه يعطف عليه مما يؤدي إلى شعور متناقض لدى االبن‬
‫(العقدة تتمثل في وجود شعورين متناقضين لدى اإلنسان)‬
‫وبالتالي‪ ،‬على األنا القيام بدورها المتمثل في كبت شعور الكراهية والغيرة في منطقة الالشعور‪ .‬وإذا لم تقم بذلك‬
‫فقد يتحول إلى تمرد االبن على أباه بعدم الخضوع إلى نظام األب داخل األسرة وإما يقوم بسرقة أموال أبيه أو‬
‫تزوير توقيعه وقد يصل السلوك إلى حد قتل األب أو اغتصاب أمه‪.‬‬
‫ونالحظ أن فرويد يعطينا تعريف وتفسير لظاهرة موجودة في مجتمعاتنا ال يمكن إنكارها " زنا المحارم "‬
‫✓ عقدة إلكترا‬
‫تنشأ نتيجة تعلق الفتاة بأبيها تعلقا جنسيا يصاحبه الكراهية وغيرة من أمها ألنها األقرب إلى أبيها‪ .‬وفي نفس‬
‫الوقت ترى عطف وحنان من أمها مما يؤدي إلى شعور متناقض لدى الفتاة‪.‬‬
‫وإذا لم تقع األنا بدورها قد تتحول إلى متمردة على أمها بعدم االستماع لها أو تعنيفها أو ضربها أو قد يصل األمر‬
‫إلى حد قتلها ألمها أو ما إلى ذلك ‪...‬‬

‫✓ عقدة الذنب‪:‬‬
‫حينما يحس اإلنسان بالذنب قد يندفع إلى ارتكاب الجريمة للتخلص من ذلك اإلحساس ومن أجل أن يتم معاقبته‬
‫جنائيا ليتخلص من الذنب‪.‬‬

‫✓ عقدة النقص‪:‬‬
‫تنشأ نتيجة صراع في الالشعور‪ ،‬راجع إلى إحساس اإلنسان بنقص إما في أعضائه الجسمانية ‪ /‬في مظهره‬
‫الشخصي ‪ /‬إحساسه بتدني مكانته االجتماعية أو اخفاقه في ما كان يطمح إليه ‪ ...‬حيث قال فرويد أن هذا الشخص‬
‫ربما يسعى إلى ارتكاب الجريمة لتعويض اإلحساس بالنقص‬

‫تقييم نظرية فرويد‪:‬‬

‫‪ -1‬ما يحسب ألصحاب االتجاه النفسي‪:‬‬


‫ال أحد ينكر دور االتجاه النفسي بشكل عام في إعطاء تفسيرات للظاهرة اإلجرامية والسلوك اإلجرامي فألول مرة‪،‬‬
‫قاموا بربط الظاهرة اإلجرامية بمكونات الالشعور وبذلك الجانب الخفي للنفس البشرية‪.‬‬

‫‪ -2‬ما يعاب عليهم‪:‬‬


‫وقعوا في خطأ منهجي يتمثل في تلك المفاهيم والمتغيرات التي جاؤوا بها‪ :‬األنا‪ ،‬الهو‪ ،‬األنا األعلى‪ ،‬الكبت وغيرها‬
‫من المفاهيم يصعب إخضاعها لدراسة العلمية ويصعب مالمستها على أرض الواقع‪.‬‬
‫نعم قد نحس أن النفس البشرية مقسمة لتلك التقسيمات ولكن ال نستطيع أن نبرهن عليها بشكل واقعي وبشكل‬
‫علمي‪ ،‬فعلم اإلجرام هو علم‪ ،‬وحينما نقول علم إذن فال مجال لالفتراض‬
‫وفرويد كل نظرياته افتراض خالص ال عالقة لها بالجانب العلمي‪ .‬قد يكون صحيح لكن لم يستطيعوا إعطاء دليل‬
‫علمي على صحة الصراع والتقسيمات‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪12‬‬
‫إذن‪ ،‬أصحاب االتجاه التكويني‪ :‬سواء بقيادة لومبروزو (االتجاه البيولوجي) أو بقيادة فرويد (االتجاه النفسي)‬
‫أعطوا تفسيرات قد تكون مقنعة للبعض لكن أغلبها تفسيرات لم ترقى إلى إعطاء تفسير كلي للظاهرة اإلجرامية‪.‬‬
‫لذلك ظهر اتجاه آخر وهذه المرة بالواليات المتحدة األمريكية حاول البحث عن تفسير علمي للظاهرة اإلجرامية‬
‫من خالل ربطه بالظروف والعوامل االجتماعية البيئية التي يعيش فيها اإلنسان وذلك بعيدا عن الجانب التكويني‬

‫االتجاه االجتماعي في تفسير الظاهرة اإلجرامية‬

‫االتجاه االجتماعي‬

‫النظرية االقتصادية‬ ‫نظرية التنازع بين الثقافات‬


‫(نظرية كارل ماركس)‬ ‫( نظرية سلين)‬

‫يؤمن ويعتقد هذا االتجاه بأن تفسير الظاهرة اإلجرامية ال يرتبط بعوامل تكوينية سواء كانت بيولوجية أو نفسية‬
‫على اإلطالق وإنما يرجع باألساس إلى عوامل اجتماعية‬
‫لكنهم يختلفون في أفكارهم ونظرياتهم المتنوعة بحكم أن هناك عوامل اجتماعية متعددة ومتنوعة فمنهم من يرجع‬
‫الظاهرة اإلجرامية إلى عوامل ثقافية (نظريات التنازع بين الثقافات) أو اقتصادية (النظرية االقتصادية)‪..‬‬

‫المحور األول‪ :‬العامل الثقافي (نظرية التنازع أو الصراع بين الثقافات)‬


‫أراد العالم األمريكي سلين إعطاء تفسير للجريمة في المجتمع األمريكي ومن خالله سيعطي تفسير للظاهرة‬
‫اإلجرامية بشكل عام‪.‬‬
‫يقول سلين أن التنازع والصراع بين الثقافات يحصل عندما تتعارض وتتناقض ثقافات وقيم ومبادئ مجتمع معين‬
‫مع ثقافات وقيم ومبادئ مجتمع آخر‬
‫واعتقد أن التنازع بين الثقافتين يتخذ إحدى الصورتين‪:‬‬
‫✓ التنازع الثقافي األصلي (الخارجي)‪:‬‬
‫يقع هذا التصادم حينما نتواجد أمام ثقافتين مختلفتين لمجتمعين مختلفين مثل‪ '' :‬إجرام المهاجرين "‬
‫ووضح لنا سلين كيف للهجرة أن تكون عامل أساسي في التنازع‪ ،‬فالمهاجر يهاجر محمال بثقافة ومبادئ وقيم‬
‫تتعارض وتتصادم مع قيم ومبادئ المجتمع الذي هاجر إليه‬

‫يعطي مثال ذلك العربي أو المسلم حينما يهاجر إلى الغرب وقد يرتكب جريمة مدافعا على شرف وعرض ابنته‬
‫ويعتقد من خالل ثقافته وقيمه أنه فعل هذا السلوك سيلقى استحسانا من المجتمع الذي هاجر إليه بفعل تكوينه‬
‫الثقافي الذي أخذه من موطنه األصلي لكن المجتمع الغربي يعتبر ذلك السلوك منبوذ أخالقيا وقيميا واجتماعيا‬
‫ويرفضه تماما مهما كانت بشاعة الجرم فالدولة هي الوحيدة التي لها الحق في العقاب وال يحق لألفراد أن يدافعوا‬
‫أو يتأثروا عن العرض‪.‬‬
‫وبالتالي هو تنازع سيؤدي إلى ارتكاب الجريمة‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪13‬‬
‫✓ التنازع الثقافي الثانوي(الداخلي)‪:‬‬
‫سماه بالثانوي ألننا بصدد ثقافة عامة واحدة لمجتمع واحد‪.‬‬
‫وهذا النوع من التنازع الثقافي هو الذي يفسر " اإلجرام داخل الواليات المتحدة األمريكية "‬

‫فداخل الواليات المتحدة األمريكية هناك مجتمع واحد وثقافات متعددة تفتقد للتوافق واالنسجام فيما بينها مما يولد‬
‫صراعات اجتماعية داخل تلك الكيانات المستقلة ثقافيا قد تتحول إلى سلوكيات إجرامية‬

‫ويعتقد سلين أن العرق يؤدي إلى ارتكاب الجريمة خاصة " العرق الزنجي " المتواجد بالواليات المتحدة األمريكية‬
‫إال أن هذا التفسير غير صائب‬
‫تقييم نظرية سلين (التنازع بين الثقافات)‪:‬‬
‫أعطى تفسير مغاير للجريمة انطالقا من العامل الثقافي سواء تنازع ثقافي داخلي أو خارجي وبالتالي أفلح سلين‬
‫في تفسير ظاهرة إجرام المهاجرين والعصابات اإلجرامية‪.‬‬
‫إال أنه وبكل تأكيد لم يستطيع إعطاء تفسير كلي وجامع لكل أنماط الجرائم‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬العامل االقتصادي (النظرية االقتصادية)‬


‫نجد أن كارل ماركس ‪ /‬فريدريك إنجلز قد حاولوا إعطاء تفسير الظاهرة اإلجرامية انطالقا من الحتمية االقتصادية‬
‫بمعنى أن العامل االقتصادي هو الدافع الوحيد الرتكاب الجريمة دون غيره من العوامل‪.‬‬
‫وحينما يقول ماركس النظام االقتصادي فهو يقصد باألساس النظام الرأسمالي وليس النظام االشتراكي‪.‬‬
‫فالرأسمال يقوم على مكنزميات معينة‪:‬‬
‫‪ -‬الملكية الخاصة‬
‫‪ -‬حرية المنافسة‬
‫‪ -‬مرونة العرض والطلب‬
‫كيف ستنعكس على الجريمة؟‬
‫الملكية الخاصة تؤدي إلى الفقر وتقسيم المجتمع إلى طبقتين‪:‬‬
‫‪ -‬الطبقة البورجوازية الرأسمالية تملك المال وأدوات اإلنتاج‬
‫‪ -‬الطبقة الكادحة (العمال) تستغلها الطبقة األولى لتحقيق أقصى معدالت الربح‬
‫كيف تتولد الجريمة في نظر كارل ماركس؟‬
‫الزاوية األولى‪:‬‬
‫رغبة الطبقة البورجوازية في تحقيق أقصى معدالت الربح يدفعهم إلى ارتكاب الجريمة (الغش التجاري‪/‬‬
‫االختالس‪)..‬‬
‫أي ترتكب هذه الطبقة الجريمة بدافع اقتصادي باألساس همها الوحيد تحقيق أقصى معدالت الربح وحينما يكون‬
‫هدفي الربح فال يهمني ال المستهلك وال العمال‬
‫ومع ذلك تضغط على الطبقة الكادحة باستغالل القانون‪ ،‬وبالتالي القانون في خدمة الطبقة الرأسمالية‪.‬‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪14‬‬
‫الزاوية الثانية‪:‬‬
‫ترتكب الطبقة الكادحة الجرائم لسببين‪:‬‬
‫‪ -‬رغبة في الحصول على ما يقتاتون ويعيشون به (الحاجة)‬
‫‪ -‬وإما انتقاما من المجتمع الذي فسد نتيجة سوء توزيع الثروة‬
‫تقييم نظرية كارل ماركس‪:‬‬
‫تفسير قاصر أيضا لم يعطي تفسير علمي لكل األنماط اإلجرامية بل اقتصر فقط على إجرام معين متعلق بالجرائم‬
‫االقتصادية‬
‫وباعتقاده أن النظام الرأسمالي هو السبب في تقسيم المجتمع وال يمكن مكافحة الجريمة إال بالقضاء على النظام‬
‫الرأسمالي فهو اعتقاد خاطئ‪ ،‬فالمالحظ أن نسبة الجريمة مرتفعة في األنظمة االشتراكية من الجريمة في‬
‫الرأسمالية‪ ،‬ولو صح كالمه الختفت الجريمة من النظام االشتراكي وهو دليل قاطع على تفسير خاطئ لكارل ماركس‬

‫دراسة نموذج إجرام الرجل وإجرام المرأة (المحاضرة السادسة)‬


‫علم اإلجرام يسلك في دراسته للظاهرة اإلجرامية مناهج علمية كثيرة من بينها‪ :‬علم اإلحصاء الجنائي‬
‫وبالرجوع إلى االحصائيات الجنائية على مختلف مستوياتها يتبين أن إجرام الرجل يفوق إجرام المرأة بكثير في‬
‫أي مجتمع من المجتمعات وفي أي سنة من السنوات وبالتالي اختالف من حيث الكم ومن حيث النوع '' جريمة‬
‫واحدة ترتكبها المرأة تقابلها ‪ 2800‬جريمة يرتكبها الرجل ''‬
‫فإحصائيات مديرية السجون بالمغرب‪:‬‬
‫‪%98‬جرائم يرتكبها الرجال‬
‫‪% 2‬جرائم ترتكبها النساء‬
‫وهي أرقام إلحصائيات تعبر عن حجم اإلجرام الشرعي فقط وليس اإلجرام الفعلي‬

‫لماذا هناك اختالف بين إجرام المرأة وإجرام الرجل؟ وهل هناك فعال فارق بينهما؟‬
‫تعددت التفسيرات والنظريات كل يدافع عن تفسيره‪:‬‬

‫االتجاه األول‪ :‬سيزار لومبروزو وفق كتابه " المرأة المجرمة والدعارة "‬
‫يقول هذا االتجاه‪ '' :‬دعوكم من هاته اإلحصائيات الكاذبة والخادعة التي ال تعبر إال عن حجم اإلجرام الظاهر وليس‬
‫اإلجرام الفعلي والحقيقي‪ .‬فالمرأة تتساوى مع الرجل في عدد الجرائم‪ ،‬وأن هذه النسب كاذبة ال عالقة لها بالواقع‬
‫وبالتالي ينكر هذا االتجاه تماما وجود فارق بين إجرام المرأة وإجرام الرجل بإعطاء مجموعة من التبريرات‪:‬‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪15‬‬
‫✓ المبرر األول‪:‬‬
‫في االحصائيات ال يتم إضافة جرائم البغاء (الدعارة) إلى إجرام المرأة ولو تمت إضافتها لتساوى إجرام المرأة مع‬
‫إجرام الرجل ولربما زاد عليه‬
‫فالدعارة تدر عائدا ماليا مهما على المرأة ال يستطيع الرجل الحصول عليه إال باللجوء إلى الطرق غير المشروعة‬
‫وبالتالي الدعارة هي البديل عن اإلجرام لدى المرأة عوض ان ترتكب الجريمة من أجل المال فلما ال تبحث عن‬
‫المال بطرق مشروعة مادام أن الدعارة هو فعل مشروع في المجتمعات األوربية والرجل ال يستطيع الحصول على‬
‫المال إال بارتكاب جرائم السرقة وخيانة األمانة‪..‬‬

‫✓ المبرر الثاني‪:‬‬
‫كثير من الجرائم ترتكبها المرأة في الخفاء بعيدا عن أعين أجهزة العدالة الجنائية وبشكل سري بينما الرجل‬
‫'' كل إجرامه يصل ''‬

‫ونجد في إحصائيات وزارة العدل‪ 46 :‬قضية إجهاض بالمغرب‬


‫وهذا دليل على أنها جرائم خفية ال تصل إلى أجهزة العدالة الجنائية يساعدها على ذلك تساهل المجتمع وأيضا‬
‫تساهل أجهزة العدالة الجنائية‪.‬‬

‫✓ المبرر الثالث‪:‬‬
‫المرأة تقف وراء معظم الجرائم التي يرتكبها الرجل ومن يظهر في الصورة هو الرجل وقد أعطوا على ذلك‬
‫إحصائيات من إنجلترا وفرنسا‪:‬‬
‫‪%40‬من الجرائم األخالقية من ورائها امرأة‬
‫‪ %20‬من جرائم القتل من ورائها امرأة‬
‫‪% 10‬من جرائم السرقة من ورائها امرأة‬

‫✓ المبرر الرابع‪:‬‬
‫هناك اعتبارات عملية تحول دون النطق بالعقوبة في حق المرأة‪ ،‬فقد يحول تودد الرجل إلى المرأة دون تقديم‬
‫شكاية ضدها إذا كان مجني عليه أو قد يتحمل المسؤولية الجنائية بدل عن المرأة إذا ما كان شريكا لها‬
‫كذلك أجهزة العدالة الجنائية من شرطة ونيابة عامة وقضاء الحكم تتساهل مع المرأة في إقامة الدعوى العمومية‬
‫بالنظر لدوافع من قبيل دافع التستر والحفاظ على سمعتها‪..‬‬

‫االتجاه الثاني (االتجاه التكويني)‬


‫اتجاه يقر ويعترف بوجود فارق بين إجرام المرأة وإجرام الرجل من حيث الكم والنوع‬
‫فانخفاض إجرام المرأة يرجع إلى عوامل بيولوجية وعوامل نفسية فالمرأة تتميز بتكوين عضوي ونفسي يختلف‬
‫عن تكوين الرجل‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪16‬‬
‫✓ فمن الناحية البيولوجية‪:‬‬
‫المرأة مخلوق ضعيف من ناحية قوتها البدنية لذلك ال تلجأ المرأة إلى جرائم العنف وتتوارى وراء جرائم الحيلة‬
‫والذكاء‬

‫✓ من الناحية النفسية‪:‬‬
‫تمر المرأة بتغيرات فيزيولوجية (الدورة الشهرية‪ ،‬الحمل‪ ،‬الوالدة‪ ،‬الرضاعة‪ )..‬وأغلب الجرائم التي ترتكبها تكون‬
‫في هاته الفترات كونها تؤثر سلبا على المرأة وقد تدفعها إلى سلوك سبيل الجريمة‪ ،‬وذلك بسبب ما يصاحب تلك‬
‫التغيرات الفيزيولوجية عادة من حدة في الميوالت األنانية والعدوانية واضطرابات عصبية وتقلبات مزاجية‬

‫ولكن أصعب مرحلة تمر بها المرأة من الناحية الفيزيولوجية هي مرحلة سن اليأس يصاحبها اضطرابات على‬
‫مستوى الجهاز العصبي المركزي ويزيدها من حدة القلق والخوف واالكتئاب والشدود الجنسي الغريزي‬
‫وقد أثبتت الدراسة في إنجلترا أن ‪ 41%‬من جرائم ارتكبتها المرأة في فترة الحيض‪ ،‬وأن ‪ 63%‬في فرنسا جرائم‬
‫ارتكبتها المرأة في فترة الحيض‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬االتجاه االجتماعي‬
‫يقر هذا االتجاه أيضا بوجود فارق بين إجرام الرجل وإجرام المرأة لكنه يرفض من أن يكون سبب االختالف‬
‫بيولوجي أو نفسي إذ أن األمر يتعلق بالمركز االجتماعي واالقتصادي للمرأة والدور الذي تقوم به‪.‬‬

‫ولو كان االتجاه التكويني على حق فلماذا نجد اختالفا في نسبة اإلجرام ما بين مجتمع ومجتمع آخر ومن جماعة‬
‫ألخرى بل أكثر من ذلك تتفاوت النسب بين المدينة والبادية فالمرأة في المدينة أكثر إجراما من المرأة في البادية‪.‬‬
‫ونسبة إجرام المرأة بالمغرب ‪ 2%‬يدل على ضعف المركز االجتماعي واالقتصادي للمرأة المغربية‪ ،‬فكلما كان‬
‫للمرأة دور في المجتمع وخرجت إلى مجال العمل وساهمت فيه واحتكت بالواقع االجتماعي واالقتصادي كلما كان‬
‫لها إقبال على ارتكاب العديد من الجرائم‬
‫✓ سابقا قبل االستقالل لم نكن نعرف في المغرب شيء اسمه إجرام األحداث او إجرام المرأة وعلى إثر التحول إلى‬
‫مجتمع منفتح من الناحية االقتصادية والصناعية وما إلى ذلك ظهرت الحاجة إلى خروج المرأة والطفل إلى ميدان‬
‫العمل مما أدى إلى بروز العديد من الجرائم‬

‫✓ وأيضا في فترة الحروب تكثر جرائم المرأة في جميع دول العالم ألن الرجل منشغل بالقتال والمرأة تضطر إلى‬
‫مغادرة البيت ولعب دور اقتصادي واجتماعي فتكون أكثر إجراما في فترة الحروب على الفترات العادية‬
‫خالصة‪:‬‬
‫كلها اتجاهات صحيحة‪ ،‬فإجراء الفرق بين إجرام المرأة وإجرام الرجل سواء من حيث الكم أو من حيث النوع ال‬
‫يمكن تفسيره أبدا إال بالرجوع إلى االتجاهات البيولوجية والنفسية واالجتماعية كل يفسر جزء من الحقيقة وليس‬
‫كل الحقيقة على اإلطالق‬
‫وهكذا فسر علم اإلجرام كل الظواهر االجتماعية األخرى‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪17‬‬
‫دراسة علم اإلحصاء الجنائي (المحاضرة السابعة)‬
‫✓ تعريف علم اإلحصاء الجنائي أو المنهج اإلحصائي‪:‬‬
‫هو مجموع من القواعد العددية حول ظاهرة من الظواهر‪ ،‬أو لنقل هو التعبير عن ظاهرة معينة باألرقام‪ ،‬ويعد‬
‫مرآة عاكسة للجريمة في المجتمع‪ .‬ظهر أول مرة سنة ‪1826‬م بفرنسا حينما قامت وزارة العدل بإصدار أول‬
‫إحصاء لعدد الجرائم في فرنسا‬

‫✓ ميزات علم اإلحصاء الجنائي‬


‫‪ -‬منهج يساعد على تفسير الظاهرة اإلجرامية فالتعبير عنها باألرقام يسهل تفسيرها‬
‫‪ -‬يعمل على توجيه السياسة الجنائية‬
‫‪ -‬إعطاء تفسيرات للظاهرة اإلجرامية من حيث الزمان والمكان‬

‫✓ انتقادات لعلم اإلحصاء الجنائي‬


‫بالرغم من كل تلك الميزات وجهت للمنهج اإلحصائي انتقادات كثيرة جدا نالت من قيمته العلمية وقيمة ما‬
‫سيصفر عنه من نتائج‪ ،‬ومنها‪ :‬أنه أسلوب بحث غير مجدي في مجال الدراسات اإلجرامية ألنه يتسم بالبساطة‬
‫وال يعبر عن حجم اإلجرام الفعلي في المجتمع وإنما يعكس فقط نشاط أجهزة الشرطة وما إلى ذلك‬
‫✓ الهدف من علم اإلحصاء الجنائي أنه يوضح لنا إحصائيات حول الجريمة‬
‫مثال حجم اإلجرام في المجتمع المغربي وبالضبط '' حجم اإلجرام الفعلي ''‬

‫تعريف اإلجرام الفعلي أو الحقيقي‬


‫هو مجموع الجرائم التي ترتكب في بلد معين وفي فترة زمنية محددة بغض النظر عن وصول تلك الجرائم إلى‬
‫وكاالت الضبط االجتماعي أم ال‪ ،‬وسواء حققت فيها الشرطة أم ال‬

‫هل يمكن تحديد حجم اإلجرام الفعلي؟‬


‫ال يمكن معرفته على اإلطالق فهو رقم مجهول في جميع انحاء العالم وال وجود لدراسة علمية تستطيع ان تحدده‬
‫ألن حجم اإلجرام الفعلي يرتبط بكل الجرائم المرتكبة في المجتمع‪ .‬وأمام هذه االستحالة ننتقل من اإلجرام الفعلي‬
‫إلى '' اإلجرام الظاهر ''‬

‫تعريف اإلجرام الظاهر‪:‬‬


‫هو حجم الجرائم التي تصل إلى أجهزة العدالة الجنائية‪ .‬وبين اإلجرام الفعلي واإلجرام الظاهر رقم أسود‬

‫حساب حجم الرقم األسود‬


‫الرقم األسود أو الرقم المظلم ينشأ نتيجة تسرب عدد من الجرائم من الحصر الذي تقوم به أجهزة العدالة‬
‫الجنائية‪ ،‬هناك من يقدره بعشرة أضعاف اإلجرام الظاهر وهناك من يقول الضعف لكن ليست هناك أية إحصائيات‬
‫أو دليل علمي يوضح حجم الرقم األسود بشكل تأكيد‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪18‬‬
‫لنفترض بأن‪:‬‬
‫حجم اإلجرام الفعلي بالمجتمع المغربي ‪ 3‬ماليين جريمة في السنة‬
‫حجم اإلجرام الظاهر‪ :‬مليون ونصف جريمة وصلت إلى أجهزة الشرطة والدرك‬

‫'' اإلجرام الفعلي ناقص اإلجرام الظاهر يساوي حجم الرقم األسود ''‬
‫‪ 1 500 000 = 1 500 000 – 3 000 000‬ال تصل إلى أجهزة العدالة الجنائية‬

‫✓ وبالرغم من أن اإلجرام الظاهر يعطينا صورة مقربة لحجم الظاهرة اإلجرامية بالمجتمع إال أن الباحث يجب عليه‬
‫األخذ به على سبيل االستئناس فقط وأننا يجب أن ال ننتظر من االحصائيات التي تصدرها الشرطة والدرك أكثر‬
‫مما ينبغي و أن نتعامل معها بحيطة وحذر ألنه فقط يعبر عن حجم نشاط الشرطة في مجال مكافحة الظاهرة‬
‫اإلجرامية وال يعبر عن حجم اإلجرام الفعلي‬

‫اإلجرام الظاهر إذن هو اإلحصائيات الصادرة عن الشرطة والدرك‪ ،‬لكن مجموعة من الجرائم ال تسجل‬
‫ومن بين المعيقات التي تحول دون تسجيل الجرائم في إحصائيات الشرطة والدرك نجد‪:‬‬

‫العائق األول‪ :‬العلم بالواقعة اإلجرامية يثير عوائق كبيرة مرتبطة‪:‬‬


‫‪ -1‬مدى قابلية الجريمة للمشاهدة والبروز‬

‫✓ حسب أنواع الجرائم‪:‬‬


‫‪ -‬مثال جرائم السرقة والقتل قابلة للمشاهدة والبروز ومن ثم الوصول إلى أجهزة العدالة الجنائية ألنها جرائم تثير‬
‫سخط وغضب المجتمع وجميعنا ال نقبل هذا النوع من الجرائم وجميعنا نبلغ عنها وبالتالي هناك سهولة كبيرة‬
‫جدا في أن تسجل هاته الجرائم في اإلحصائيات الجنائية‪ .‬فأكثر الجرائم المسجلة هي الجرائم الطبيعية قابلة‬
‫للمشاهدة والتبليغ عنها‬
‫‪ -‬وهناك جرائم غير قابلة للبروز والمشاهدة مثل جرائم الشركات والجرائم االقتصادية باعتبارها جرائم مستترة‬
‫وبالتالي ال تصل إلى أجهزة العدالة الجنائية‬
‫وحين البحث في اإلحصائيات الصادرة عن الدولة عن الجرائم االقتصادية نجدها نادرة جدا باإلضافة إلى المئات‬
‫من الجرائم ال تجد محال لها للتطبيق ألنها جرائم غير قابلة للبروز والمشاهدة وال يبلغ عنها األشخاص وهناك‬
‫المباالة من طرف المجتمع في ما يخص هذا النوع من الجرائم‬
‫وبالتالي إلى جانب الجرائم المسجلة نجد جرائم ال تصل وال تسجل في االحصائيات ألنها غير قابلة للبروز‬
‫والمشاهدة‬
‫✓ حسب ظروف ومالبسات الجريمة‪ :‬حين ترتكب الجريمة في مكان عمومي وأمام أعين الناس فهذا يعني بأن‬
‫حظوظ مشاهدتها وبروزها تكون كثيرة جدا وبالتالي وصولها إلى أجهزة العدالة الجنائية‪ .‬وحينما ترتكب بشكل‬
‫خفي مستتر بعيد عن أعين الناس فحظوظ وصولها إلى أجهزة العدالة الجنائية قليلة جدا‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -2‬اإلحالة‬

‫غالبا ما تبالغ أجهزة الشرطة والدرك في إظهار مدى قدرتها واستطاعتها في الكشف عن الجرائم بمفردها دون‬
‫مساعدة الجمهور لها‪.‬‬
‫لكن الحقيقة الثابتة علميا أن وصول الجريمة إلى أجهزة العدالة الجنائية يساهم فيه الجمهور بحوالي ‪ %80‬فإذا‬
‫لم نساعد نحن كمواطنين الشرطة والدرك في الكشف عن الجرائم فلن تستطيع مهما أوتيت من إمكانيات‬
‫الوصول إليها‪ ،‬لذا يجب مساعدتهم عن طريق تقديم الشكاية‪ ،‬الوشاية‪ ،‬التبليغ‪..‬‬
‫والتبليغ عن الجريمة أو ما يسمى باإلحالة يرتبط بأمرين أساسيين‪:‬‬
‫✓ ظروف موضوعية ترتبط بشخصية الضحية‪:‬‬
‫ويثير باحثون في علم اإلجرام وجود جرائم بدون ضحايا مباشرين مثل‪ :‬جرائم ضد الدولة تمس المصلحة العامة‬
‫لذلك نحن كأفراد ال نحس أبدا أننا ضحايا لمثل هاته الجرائم وبالتالي ال نقوم بالتبليغ عنها بعكس إذا ما تم‬
‫المساس بالملكية الخاصة‬
‫إذن كلما ارتبطت الجريمة بالمصلحة العامة كلما الناس ال يحسون أنهم ضحايا وبالتالي ال يبلغون عنها‬

‫✓ وجود مسالك للضبط الذاتي‪:‬‬


‫أي وجود آليات للضبط الذاتي مثل الشرطة الخاصة بالمحالت التجارية يتم حل المنازعة في ذلك المكان بالصلح‬
‫او التعويض وما إلى ذلك‪ .‬وبالتالي هذا النوع من الجرائم ال يصل إلى أجهزة العدالة الجنائية‬

‫اإلحالة أو التبليغ عن الجرائم بالمغرب يرتبط بتصورنا حول أجهزة العدالة الجنائية وقدرتها على إعادة األمور‬
‫إلى نصابها وفعاليتها وهو تصور قد يكون إيجابي يؤدي إلى تبليغنا عن الجريمة وقد يكون سلبي فال نبلغ عنها‪.‬‬
‫وكلها أمور تجعل من الرقم األسود كبير جدا‬
‫العائق الثاني‪ :‬إعادة بناء الموضوع‬
‫بالعودة إلى المثال المفترض أعاله فمليون ونصف (اإلجرام الظاهر) المعبر عنها في االحصائيات الجنائية ال تمثل‬
‫كل الجرائم المحالة على أجهزة الشرطة والدرك بل رقم يعبر فقط عن حجم الجرائم التي أحيلت إلى الشرطة بعد‬
‫إعادة بنائها وتصفيتها وغربلتها في سائر مراحل عمل األجهزة الجنائية‬

‫مراحل التصفية والغربلة‬


‫مثال‪ :‬اإلجرام الفعلي هو ‪ 3‬ماليين‬
‫✓ المرحلة األولى (الشرطة والدرك)‪:‬‬
‫وصلت إلى علمها ‪ 2‬مليون جريمة (رقم يمثل حجم اإلجرام الظاهر) من بينها قضايا إما يتم رفضها النعدام وسائل‬
‫اإلثبات وإما تتم تسوية وضعيتها ومعالجتها على هذا المستوى وبالتالي ال تحال على المرحلة الموالية‪.‬‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪20‬‬
‫✓ المرحلة الثانية (النيابة العامة)‬
‫توصلت من الشرطة والدرك بمليون ونصف قضية وهي أيضا تقوم بالغربلة والتصفية‪ ،‬تمارس سلطة المالئمة‬
‫بمعنى إما أن تقوم بتحريك المتابعة وتحيل الملف إلى قاضي التحقيق وإما أن تأمر بحفظ الملف لعدة اعتبارات إما‬
‫لتقادمها أو لعدم وجود أدلة كافية أو عدم التعرف على المجرم‪ ..‬وبالتالي ال تحيلها للمرحلة التالية‬

‫✓ المرحلة الثالثة (مرحلة الحكم أو المرحلة القضائية)‬


‫تحيل إليها النيابة العامة مليون قضية فقط (رقم يمثل حجم اإلجرام الشرعي) وتقوم أيضا بالغربلة‬
‫✓ المرحلة الرابعة (إدارة السجون)‬
‫حسب إحصائيات المؤسسات العقابية أو إدارة السجون نجد ‪ 83 000‬ألف سجين‬
‫وباقي القضايا التي صدرت فيها أحكام بالتبرئة أو الغرامة أو السجن موقوف التنفيذ أو العقوبات المطبقة على‬
‫الشخص المعنوي أو العقوبات البديلة‪ ..‬ال نجدها في اإلحصائيات‬

‫حساب الرقم الرمادي‬


‫هو عدد الجرائم التي وصلت إلى علم أجهزة العدالة الجنائية في مراحلها األولى (مرحلة الشرطة والدرك) ورغم‬
‫ذلك لم يتم تسجيلها في اإلحصائيات الجنائية‬
‫مثال‪:‬‬
‫حجم االجرام الظاهر‪ 2 :‬مليون‬
‫حجم اإلجرام الشرعي‪ :‬مليون ونصف‬

‫'' اإلجرام الظاهر ناقص اإلجرام الشرعي يساوي الرقم الرمادي ''‬
‫‪500 000 = 1 500 000 – 2 000 000‬‬

‫تحياتي_إيمان‬
‫‪Imãnità C’h‬‬

‫‪2019-2018‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ 3‬محاضرات األخيرة في مادة علم اإلجرام للدكتور هشام بوحوص لسنة ‪( 2018‬تتمة)‬
‫من إعداد الطالبة إيمان‬

‫محاور ‪ 10‬محاضرات في مادة علم اإلجرام‪ /‬د‪ .‬بوحوص‬

‫‪ -1‬مفهوم علم اإلجرام ونطاق تطبيقه (المحاضرة ‪1‬و‪)2‬‬


‫‪ -2‬لماذا يقدم اإلنسان على ارتكاب الجريمة؟ ثالث اتجاهات حاولت اإلجابة عن هذا السؤال المحوري‪:‬‬
‫االتجاه األول‪ :‬االتجاه التكويني (المحاضرة ‪ 3‬و‪)4‬‬
‫← االتجاه البيولوجي (نظرية لومبروزو)‬
‫← االتجاه النفسي (نظرية فرويد)‬

‫االتجاه الثاني‪ :‬االتجاه االجتماعي (المحاضرة ‪ 5‬و‪)8‬‬


‫← نظرية التنازع بين الثقافات (سيلين)‬
‫← النظرية االقتصادية (كارل ماركس)‬
‫← نظرية الالنظام أو الالقانون (دوركايم وزميله ميرتون)‬
‫← النظرية البيئية (لكيلفورد شو)‬
‫← النظرية العرقية‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬االتجاه التكاملي‬
‫← نظرية متعددة العوامل (انريكو فيري)‬

‫نماذج تطبيقية (المحاضرة ‪ 6‬و‪)7‬‬


‫← دراسة إجرام الرجل وإجرام المرأة‬
‫← دراسة علم اإلحصاء الجنائي‬

‫السلوك اإلجرامي موروث (المحاضرة ‪)9‬‬


‫← دراسة شجرة العائلة‬
‫← دراسة التشابه في الجريمة بين األباء واألبناء‬
‫← دراسة التوائم‬
‫← دراسة الخلل الكروموزومي‬
‫السلوك اإلجرامي مكتسب وليس موروث (المحاضرة ‪10‬واألخيرة)‬
‫← إدمان الخمور والمخدرات‬
‫← التعليم‬

‫‪1‬‬
‫تتمة لالتجاه االجتماعي (المحاضرة الثامنة)‬

‫نظرية الالنظام‬

‫روبرت ميرتون‬ ‫اميل دوركايم‬

‫‪ -3‬نظرية الالنظام (الالقانون)‬


‫هي نظرية يشترك فيها كل من عالم االجتماع الفرنسي اميل دوركايم والعالم األمريكي روبرت ميرتون‬
‫أ‪ -‬اميل دوركايم‬
‫للعالم دوركايم الشهير العديد من الكتب المهمة‪:‬‬

‫ظاهرة االنتحار‬ ‫‪-‬‬


‫تقسيم العمل االجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫قواعد المنهج في علم االجتماع‬ ‫‪-‬‬

‫وقد توصل إلى ‪ 3‬نتائج قد تبدو صادمة للبعض في تفسير الظاهرة االجرامية‪:‬‬

‫• النتيجة األولى‪ :‬الجريمة ظاهرة سليمة‬


‫يقول دوركايم‪ '' :‬إننا نتواجد وجها لوجه أمام إحدى النتائج قد تبدو حسب الظاهر أنها غريبة وهي أن الجريمة ظاهرة سليمة‪ ،‬وهي‬
‫جزء ال يتجزأ من كل مجتمع سليم ''‬

‫وقد درس الظواهر االجتماعية وصنفها إلى‪ :‬ظواهر سليمة وظواهر معتلة مرضية وخلص إلى أن الجريمة فيها من الخصائص ما‬
‫يقول أنها ظاهرة طبيعية سليمة وأبرز خاصية‪:‬‬

‫االستمرارية التي تجعل من الجريمة ظاهرة سليمة وال يخلو أي مجتمع منها‪ .‬ومن المستحيل أن يتماثل كل أفراد المجتمع في سلوكاتهم‬
‫وتنظيمهم االجتماعي فال بد من أن يشد البعض عن الضمير االجتماعي فتتولد الجريمة‪.‬‬

‫ومادام أن الجريمة وليدة المجتمع الذي نعيش فيه فمن الخطأ ان نلتمس أسبابها في الفرد ذاته فدوركايم يرفض مطلقا الربط بين‬
‫الجريمة والعوامل التكوينية سواء أكانت بيولوجية أو نفسية فهذا خطأ فالجريمة ال تورث وال هي بسبب اختالالت نفسية بل هي سلوك‬
‫يكتسب من التنظيم والهيكل االجتماعي الذي نعيش فيه‪ .‬فالمجتمع هو الذي يصنع الجريمة من خالل ما يجرمه من أنماط سلوكية‬
‫بموجب القواعد القانونية السائدة فيه‬

‫← الفكرة األساسية‪:‬‬

‫استمرارية الجريمة لدى دوركايم تعني أنها ظاهرة طبيعية سليمة عادية وال مجال للقلق‪ .‬حيث قال‪ '' :‬ال يجب علينا أن نقلق من‬
‫الجريمة هي تتعايش معنا كباقي الظواهر االجتماعية األخرى فإذا ما أصبحنا في يوم من األيام ومعدل الجريمة قد انخفض فهذا مؤشر‬
‫خطير يدل على أن المجتمع ليس بخير وبالتالي على الجريمة أن تبقى دائما في مستويات معينة‪.‬‬

‫وحينما قال هذا األمر أجابه البعض '' أنت يا دوركايم تمجد الجريمة وتشجع على ارتكابها حينما تقول أن الجريمة ظاهرة عادية‬
‫طبيعية '' فزادهم دوركايم ههه في كتاباته الالحقة وقال نتيجة أخرى أكثر غرابة من النتيجة األولى‬

‫‪2‬‬
‫• النتيجة الثانية‪ :‬الجريمة ظاهرة مفيدة وضرورية وحتمية وال غنى عنها إلحداث التغيير االجتماعي‬

‫إذ هي نتيجة طبيعية بشرية ال مجال لتقويمها على اإلطالق وهي مفيدة نافعة لتقدم المجتمع وبدونها سيصاب المجتمع بالركود‬
‫'' فوجود الجريمة في المجتمع دليل على وجود قدر من الحرية فيه واختفائها منه دليل على أن المجتمع فيه قمع وتضييق للحرية‬
‫والحد من إمكانيات التعبير عن النفس وهذا فيه هدر لمتطلبات االبتكار واإلبداع والتطور والخلق '' وبالتالي ربط دوركايم بين الجريمة‬
‫والحرية في المجتمع وهو الجانب اإليجابي في الجريمة‪.‬‬

‫وأعطى مثال ماذا وقع لسقراط الذي اعتبر في نظر القانون اليوناني مجرم بأفكاره المعارضة فأعدم‪ .‬لكن تبين فيما بعد أن أفكار سقراط‬
‫هي التي ساهمت في ازدهار المجتمع‪ ،‬وهنا لو لم يجرم سقراط لما تقدم المجتمع اليوناني وهذا يدل على أن الجريمة في بعض األحيان‬
‫قد تكون مفيدة ونافعة للمجتمع لها وجه إيجابي كما قال دوركايم‪.‬‬

‫ويؤمن دوركايم أنه إذا انحل المجتمع بشكل كبير جدا وتم تقسيمه وانعدم فيه الضمير الجماعي االجتماعي فلن يعيد ذلك التماسك إال‬
‫هول الجريمة '' يجب أن تسيل الدماء في الشارع إلعادة اللحمة والتماسك للمجتمع ''‬

‫واتهم أنه يشجع على ارتكاب الجريمة ويمجدها فرد عليهم في كتابه قواعد المنهج في علم االجتماع " لقد تفاجئت بالنتائج مثلما‬
‫تفاجئتم أنتم فمن شروط البحث العلمي هو عدم الدراية بنتائج التجربة التي ستفسرها'' فالباحث يجب أن يتميز بالموضوعية والقواعد‬
‫العلمية التي سماها دوركايم '' بقواعد المنهج ''‬

‫اخر نقطة تعرض لها وهي أهم النقاط‪:‬‬

‫• من أهم مقومات المجتمع هو التماسك والتضامن االجتماعي بين أفراده الذي يشكل الضمير االجتماعي‬
‫ميز بين نوعين من التضامن اآللي والتضامن العضوي‬

‫التضامن اآللي‪ :‬هو الذي كان يسود في المجتمعات البدائية الزراعية حيث يالحظ تماسك بين أفرادها وهو تضامن يحميه وجود‬ ‫‪-‬‬
‫القانون الجنائي‬

‫التضامن العضوي‪ :‬يسود في المجتمعات الحديثة القائمة على تقسيم العمل‪ ،‬فيها انعدام للتضامن والتماسك‬ ‫‪-‬‬
‫وهذا ما سينعكس على القانون الجنائي الذي سيتحول مركز اهتمامه من اهتمام بالضمير الجماعي االجتماعي إلى اهتمام بالضمير‬
‫الفردي‪ .‬وفي هذا القالب االجتماعي الجديد تنطلق العواطف ويشعر الفرد بنوع من العزلة المعنوية واالجتماعية مما يخلق حالة‬
‫الالنظام أو الالقانون وبالتالي ترتكب الجريمة‪.‬‬

‫انتقادات لنظرية دوركايم‪ :‬أهم ما يالحظ عليه أنه ربط بين أمرين ال تالزم بينهما‪:‬‬

‫← ربط بين استمرارية الجريمة وبين وصفها بكونها ظاهرة طبيعية فال يعقل أن تعد استمرارية الجريمة دليل على أنها ظاهرة عادية‬
‫طبيعية سليمة‪ .‬وقد سأله بعض العلماء االجتماعيين '' مادامت أن الجريمة يا دوركايم ظاهرة سليمة فلماذا أجهضت نفسك في البحث‬
‫عنها ههه؟ ''‬

‫← كذلك ربط ين الجريمة والتركيب االجتماعي وهذا خطأ ألنه أغفل اإلجابة عن '' لماذا تتباين ردود أفعال األفراد بالرغم من وجودهم‬
‫في وسط اجتماعي واحد؟ وهو السؤال الذي أجاب عنه زميله ميرتون‬

‫‪3‬‬
‫ب ‪ -‬روبيرت ميرتون‪:‬‬

‫تتميز التركيبات االجتماعية بخاصيتين‪ :‬تتبنى أهداف يصبو إلى بلوغها كل أفراد المجتمع وتتخير الوسائل الكفيلة للوصول إلى تلك‬
‫األهداف التي يعترف بها القانون‪ .‬وهناك ‪ 5‬احتماالت تشكل مجموع ردود أفعال األفراد تجاه األهداف والوسائل‪:‬‬

‫‪ -1‬التطابق‪ :‬قبول األهداف والوسائل‬

‫وهذا ما يعرف باإلنسان السوي الذي يقبل بالوسائل المشروعة لكي يصل إلى هدفه وبالتالي ال يرتكب الجريمة‬

‫‪ -2‬التحديد‪ :‬قبول األهداف ورفض الوسائل‬

‫المجتمع يقول أن األهداف مفتوحة وأقبلها لكن يضع عراقيل وعقبات وصعوبات كثيرة أمام الطبقة الدنيا التي تصاب باإلحباط (كأن‬
‫يطلب منك دفع مقدار من المال للحصول على هدفك) فيلجأ أفرادها إلى ارتكاب السلوك اإلجرامي‬

‫‪ -3‬التعلق بالطقوس‪ :‬رفض األهداف وتقبل الوسائل‬

‫يتعلق بالطبقة المتوسطة القنوعة التي تقبل الوسائل وترفض األهداف و يقل لديهم الشعور بالطموح والرغبة في التغيير وغالبا ال‬
‫ترتكب الجريمة‬

‫‪ -4‬التراجع‪ :‬قبول األهداف والوسائل لكن المشكل يفشل أكثر من مرة في الوصول إلى تلك األهداف بالطرق المشروعة وفي نفس‬
‫الوقت ال يستطيع اللجوء إلى الطرق غير المشروعة وهم فئة المنبوذين اجتماعيا '' مدمني الخمر والمخدرات والمتسولين ومرضى‬
‫العقول والمتشردين''‬

‫‪ -5‬التمرد‪ :‬رفض األهداف والوسائل ويحاول إقامة نظام اجتماعي جديد إذ ال تروق له أهداف ووسائل المجتمع‬

‫‪ - 4‬النظرية البيئية (لكيلفورد شو)‬

‫هذه النظرية حاولت الربط بين الظاهرة اإلجرامية والبيئة المحيطة بالمجرم‬

‫قام شو باستعمال منهجية إحصائية بمدينة أمريكية و بالضبط '' شيكاغو '' و خلصت هاته الدراسة إلى نتائج من أهمها أنه الحظ‬
‫معدل الجريمة يرتفع في وسط مدينة شيكاغو و ينخفض تدريجيا كلما ابتعدنا عن وسط المدينة فأراد معرفة السبب و استخلص أن‬
‫السبب يعود إلى اكتظاظ سكاني كبير وسط المدينة بحيث يوجد تفكك اجتماعي وأيضا متاجر تجارية في وسط المدينة و بالتالي وجود‬
‫الكثير من العمال و الناس يؤدي إلى االكتظاظ فتقع الصراعات بينهم ويؤدي إلى ارتفاع الجريمة‬

‫وهناك نتيجة أخرى توصل إليها‪:‬‬

‫أن الجريمة ترتفع في المناطق التي هاجر سكانها األصليون و حل محلهم أناس هامشيون من المهاجرون السود‪ ،‬فحينما يتم هجر‬
‫المناطق من قبل السكان األصليين يحل محلهم مهاجرين مختلفين يقع بينهم صراع حاد وعدم تماسك اجتماعي يؤدي إلى ارتكاب‬
‫الجرائم‬

‫وأهم ما يحسب له أنه حاول إعطاء تفسير بعض الجرائم التي ترتكب في شيكاغو خاصة جرائم األموال‪.‬‬

‫لكن أخفق في إعطاء تفسير شمولي للجريمة ألنه ربط بين الجريمة والمناطق الفاسدة المزدحمة والتي تعيش تفككا مع أن الجريمة‬
‫ترتكب أيضا في المناطق األخرى إال أن الفرق في تواجد الشرطة بكثرة في مناطق المهاجرين‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -5‬النظرية العرقية‬

‫أصحاب هاته النظرية ربطوا بين الجريمة والعرق أو الساللة فمعدل الجريمة‪ ،‬يرتفع عند بعض األعراق‬
‫ف العرق الزنجي بالواليات المتحدة األمريكية هو األكثر ارتكابا للجرائم مقارنة بالعرق األسيوي في اليابان والصين لماذا؟ لإلجابة‬
‫على هذا اإلشكال درسوا التركيب االجتماعي لكل عرق والحظوا أن العرق األسيوي لهم قوة وتماسك نظام العائلة وقوة التركيب‬
‫االجتماعي مقارنة مع العرق الزنجي‬

‫انتقادات للنظرية‪:‬‬

‫في الوقت الحالي من الصعب أن نربط بين الجريمة والعرق فهذه نظرية عنصرية في األصل‪ '' ،‬فال يمكن أبدا أن يشكل العرق بذاته‬
‫ولوحده سببا الرتكاب الجريمة كيفما كان نوع العرق ''‬

‫وقد اقتصروا على دراسة نوع واحد من األعراق وهو ما ال يمكن تعميمها على كل األعراق والسالالت‬

‫← سوف نقوم بدراسة العرق الزنجي وسنرى أن أسباب ارتكابه للجريمة ال ترتبط بالعرق وذلك وفق إلحصائيات‪:‬‬

‫من الناحية االقتصادية‪:‬‬

‫نجد العرق الزنجي مهمشين في الواليات المتحدة االمريكية ويعيشون ظروف اجتماعية قاهرة وهم األكثر فقرا وتفككا‬

‫نظام العدالة الجنائية في الواليات المتحدة األمريكية‬

‫نظام ظالم‪ :‬فأغلبية القضاة يعينون من البيض وبالتالي إمكانية التعسف واردة‬ ‫‪-‬‬
‫معاملة الزنجي في السجون‪ :‬معاملة عقابية قاسية جدا مقارنة مع المعاملة التي يتلقاها البيض‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعدام‪ :‬دائما ما ينفذ في حق الزنجي في جرائم أقل خطورة من القتل‬ ‫‪-‬‬
‫نشاط الشرطة‪ :‬أكثر كثافة في مناطق السود مقارنة مع مناطق البيض‬ ‫‪-‬‬
‫كلها عوامل تدفع بالعرق الزنجي إلى ارتكاب الجريمة (عوامل اقتصادية‪ ،‬نظام العدالة الجنائية‪ )..‬وبالتالي ال يمكن اعتبار العرق‬
‫سببا في الجريمة‬

‫االتجاه التكاملي (المحاضرة التاسعة)‬


‫نظرية متعددة العوامل (انريكو فيري)‬

‫أول ما بدأ به انريكو هو توجيه انتقاد حاد لما توصل إليه أستاذه لومبروزو وخصوصا مبالغته بشكل كبير في إظهار الصفات الخلقية‬
‫في تفسير الظاهرة اإلجرامية‬

‫ومن ثم جاء بنظرية مفادها أن الجريمة هي ثمرة حتمية نتيجة تفاعل ‪ 3‬عوامل إجرامية‪:‬‬

‫عامل أنتربولوجي‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫يرتبط بشخصية المجرم سواء من الناحية البيولوجية أو النفسية أو المميزات الشخصية المرتبطة بالجنس أو السن أو المكانة‬
‫االجتماعية والمهنية‪ ..‬وهنا لم يأتي بالجديد فقط جمع العوامل التكوينية‬

‫‪5‬‬
‫العوامل الطبيعية والجغرافية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫كالمناخ‪ ،‬درجة الحرارة‪ ،‬اإلنتاج الزراعي‪ ،‬نوعية التربة‪ ..‬لهم عالقة وثيقة جدا باإلجرام فال تعتقدوا أن اإلجرام في المناطق الحارة‬
‫هو نفسه في المناطق الباردة‬

‫العوامل االجتماعية‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫مرتبطة بالبيئة االجتماعية للشخص كالرأي العام‪ ،‬تنظيم سياسي واقتصادي‪ ،‬النظام التعليمي‪ ،‬درجة كثافة السكان‪..‬‬

‫وقد خلص في نهاية المطاف إلى قاعدة سماها قانون اإلشباع أو التشبع اإلجرامي على شاكلة قاعدة الكثافة في علم الكيمياء حيث‬
‫قال '' إذا ما تكاثفت وتفاعلت ظروف طبيعية وجغرافية معينة مع ظروف اجتماعية معينة نتج عن ذلك حتما عددا من الجرائم ال‬
‫يزيد وال ينقص‪ .‬ولكن في بعض األحيان قد تحدث أحداث غير طبيعية في المجتمع كالثورات والحروب تؤدي إلى ارتفاع مضطرد في‬
‫معدل الجريمة‪ ،‬و ما يلبث أن يعود إلى حاله السابق إال مع تالشي تلك الظروف ''‬

‫تقييم نظرية انريكو فيري‬

‫أهم ما يحسب له‪:‬‬

‫حاول إعطاء تفسير تكاملي للظاهرة اإلجرامية من خالل تضافر مجموعة من العوامل المؤدية إلى ارتكابها‬ ‫‪-‬‬
‫أن نظريته شمولية فألول مرة نسمع بعالم اجتماع يؤمن بأن الجريمة ال ترتبط بعوامل اجتماعية فقط بل تعدد العوامل‪ .‬كذلك‬ ‫‪-‬‬
‫السياسة الجنائية المعاصرة تعيش إلى اليوم على ما تركه انريكو فيري‬

‫دعا إلى اتخاذ سياسة وقائية اقتصادية واجتماعية وثقافية لمكافحة الجريمة فالجزاء وحده ال يكفي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقد جاء بمقولة شهيرة له تفيد‪ '':‬اجتثاث الجريمة من جذورها بالقضاء على أسبابها أفضل من مكافحة أثارها'' فخطأ أن ننتظر‬
‫وقوع الجريمة بل يجب أن نبحث عن األسباب الحقيقية الرتكابها أي بتدابير وقائية عن طريق اهتمام واشتغال بفعالية من قبل‬
‫السياسات العمومية المسؤولة عن معدل الجريمة فالقانون الجنائي عليه أن يكون اخر حل‪.‬‬

‫وأي دولة تعتمد على القانون الجنائي كحل فهي فاشلة في مكافحة الجريمة فليس هو من ينظم المجتمع بل آليات ضبط المجتمع‬
‫(مؤسسة األسرة‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬المدرسة‪ )..‬التي حينما تختل تطرح إشكاالت عديدة‬

‫ما يعاب عليه‪:‬‬

‫أنه تمسك كما تمسك األخرون بفكرة الحتمية الموجودة في مجال الرياضيات والكيمياء والتي أقحموها إلى مجال العلوم اإلنسانية‬ ‫‪-‬‬
‫وهو أكبر خطأ‪ ،‬فمبدأ الحتمية هو دخيل و ال يتفق مع كون علم اإلجرام من العلوم اإلنسانية موضوعه شخصية اإلنسان ال تنفع‬
‫معها نتائج حتمية بل نتائج نسبية‬

‫نظرية انريكو فيري بمثابة تشويه للبحث العلمي ولصورة علم اإلجرام‪ ،‬توجب على الباحث أن يعد مسبقا الئحة طويلة من األسباب‬ ‫‪-‬‬
‫والعوامل التي قد تدفع إلى ارتكاب الجريمة دون أن يختار لنا العامل المباشر والفعال‬

‫‪6‬‬
‫السلوك اإلجرامي موروث (المحاضرة التاسعة)‬
‫‪-‬إحياء لنظرية لومبروزو‪-‬‬
‫ال تعتقدوا أن لومبروزو مات وانتهى أمره‪ ،‬ال أبدا فلحد الساعة هناك من يؤمن بنظريته‪ .‬وهو الذي اعتقد أن الوراثة هي العامل‬
‫المسؤول عن اإلجرام فالشخص يولد وهو مزود باستعدادات وراثية تدفع به إلى ارتكاب الجريمة وقد اتجه بعض الباحثين إلى إعادة‬
‫إحياء هذه النظرية من جديد مبتكرين أساليب وطرق جديدة ونذكر منها ‪ 4‬دراسات أساسية حاولت إحياء النظرية الوراثية‬

‫دراسة شجرة العائلة‬ ‫‪-‬‬


‫دراسة التشابه في الجريمة بين اآلباء واألبناء‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة التوائم‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة الخلل الكروموزومي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬دراسة شجرة العائلة‬

‫تقوم هذه الدراسة على مالحظة اإلجرام بين أفراد عائلة معينة على مدى عدة عقود ومقارنتها بعينة ضابطة تتمثل في أسرة أخرى لم‬
‫يرتكب أفرادها الجريمة‪ ،‬ليثبتوا أن اإلجرام يتوارث وأن لومبروزو لم يصب وذلك بدراسات قاموا بها‪:‬‬

‫أ‪ -‬دراسة للعالم األمريكي ريتشارد‬

‫قام عالم أمريكي ريتشارد بدراسة حول عائلتين أمريكيتين واحدة مشهورة باإلجرام لماكس جوك وأخرى باالستقامة لواعظ ديني‬
‫ادوارد سوف يخضعهم للمالحظة لمدة عقود‬

‫على مدة ‪75‬عام أعطت العائلة المجرمة لمدينة نيويورك ‪ 1200‬فروعا لها من األحفاد واألبناء‪ ..‬على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪280‬متشرد ومعوز‬
‫‪ 50‬محترف للدعارة‬
‫‪60‬لص محترف‬
‫‪ 7‬من القتلة‬
‫‪ 300‬من األطفال غير الشرعيين‬
‫‪ 31‬مصاب باألمراض العقلية‬
‫‪ 46‬مصاب بالعقم‬
‫وفي المقابل أعطت لنا العائلة المعروفة باالستقامة للواعظ الديني‪ :‬قضاة‪ ،‬رجال دين‪ ،‬مفكرين‪ ،‬كتاب وال مجرم واحد بينهم‬
‫فخلص من خالل مالحظة شجرة العائلة أن اإلجرام يتوارث‪.‬‬
‫إال أنه تبث في دراسات أخرى أنها دراسة خادعة وأنها لم تعلن عن النتائج الحقيقية‪ ،‬حيث توصلت إلى أن الواعظ الديني ادوارد‬
‫جدته طلقت بسبب الزنا‪ ،‬عمته قتلت ابنها وخاله قتل أخته الوحيدة‬
‫وهو ما لم تفصح عنه دراسة شجرة العائلة وبالتالي اإلجرام ظهر أيضا في العائلة المعروفة باالستقامة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ومسألة أخرى‪ ،‬ارتكاب عائلة جوك للجرائم هل فعال يدل على ميل حتمي وراثي للجريمة أم أنه مرتبط بالبيئة المحيطة بالعائلة من‬
‫فقر وحاجة وتهميش؟‬

‫ب‪ -‬دراسة للعالم األمريكي داسترون‬

‫يؤكد داسترون على أن البيئة الفاسدة تؤثر على السلوك اإلجرامي وأن األمر ال يرتبط أبدا بالوراثة وال الحتمية االجرامية‪ .‬وإلثبات‬
‫عدم صحة تلك الدراسة أخذ من عائلة مشهورة باإلجرام ‪ 4‬أطفال ال يبلغون سن السابعة للعيش في ظروف مالئمة ووسط فيه تربية‬
‫وأخالق و تفاجأ انهم أصبحوا أفراد صالحين في المجتمع لم يرتكبوا الجريمة مما يدل على ان اإلجرام ال يتوارث بل البيئة الفاسدة‬
‫هي التي تؤثر‪ .‬وأخذ بعد ذلك طفلين منهم تجاوزوا ‪ 7‬سنوات لبيئة فاسدة فأصبحوا مجرمين‬

‫‪ -2‬دراسة قياس التشابه في الجريمة بين اآلباء واالبناء‬

‫هي دراسة حاولت إثبات عالقة تشابه ووراثة في اإلجرام بين اآلباء واالبناء‬

‫قام العالم اإليطالي ''جورنج'' بدراسة إلثبات أن المزاج واالستعداد والميل اإلجرامي تورث وأن تأثيرات البيئة من فقر وتهميش‬
‫منعدمة في السلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫وقد تبث من خالل دراسة اعتمد فيها على المنهج اإلحصائي على أن نسبة وجود تشابه إجرامي بين اآلباء واألبناء يصل إلى حدود‬
‫‪ %60‬وأن نسبة التشابه اإلجرامي بين اإلخوة ‪ %45‬فاستنتج أن نشأة اإلجرام بين األبناء واألباء يعود إلى العامل الوراثي‬

‫لكن لم تقدم هاته الدراسة دليل علمي واضح على أن السلوك اإلجرامي فال يمكن االعتماد فقط على اإلحصائيات‪ .‬وقد بالغت بشكل‬
‫كبير في إظهار العامل الوراثي كعامل حاسم في ارتكاب الجريمة وتجاهلت الظروف البيئية واالجتماعية التي قد تدفع للسلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫فابن المجرم ليس بالضرورة أن يكون مجرما '' كقاعدة عامة ابن المجرم ال يرث اإلجرام أبدا '' فما يرثه ليس هو السلوك اإلجرامي‬
‫بل النقص البيولوجي الذي من شأنه إن توفر أن يضعف قدرات الشخص على مكافحة مغريات الجريمة إذا ما تضافرت عوامل بيئية‬
‫مشجعة‬

‫‪ -3‬دراسة التوائم‬

‫درسوا التوائم الحقيقية والمتماثلة بهدف رصد مدى التماثل أو االختالف بينهما في السلوك اإلجرامي‪ .‬ومن أشهر الدراسات نجد‬
‫الدراسة التي قام بها العالم األلماني '' النج '' على ‪ 30‬من التوائم من الذكور البالغين‪:‬‬

‫‪ 13‬منهم توائم متماثلة‪ 10 :‬منهم لهم سلوك إجرامي متماثل و‪ 3‬منهم سلوكاتهم غير متماثلة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 17‬منهم توائم غير متماثلة‪ 15 :‬منهم سلوكاتهم غير متوافقة و‪ 2‬منهم متماثلة‬ ‫‪-‬‬

‫‪8‬‬
‫المحاضرة العاشرة واألخيرة‬

‫‪ - 4‬دراسة الخلل الكروموزومي‬

‫نسبة ‪ 0.77%‬من مجموع ساكنة العالم لهم هذا الخلل وهذا هو المعدل العادي‪ .‬لكن في السجون تبلغ النسبة من ‪ 5‬إلى ‪10‬‬
‫أضعاف الرقم العادي وهو رقم مثير لعلماء اإلجرام فخلصوا إلى أن المجرمين يحملون كروموزوم زائد وربما هو المسؤول عن‬
‫سلوكهم اإلجرامي‪.‬‬

‫كل خلية من خاليا جسم اإلنسان تتكون من ‪23‬زوج من الكروموزومات ويأتي فرد من هذه األزواج من األب بينما يأتي الفرد‬
‫األخر من األم وهناك زوج من الكروموزومات في كل خلية بالضبط رقم ‪ 23‬مسؤول عن تحديد جنس الجنين تسمى ''‬
‫كروموزوم الجنس''‬

‫في الحالة الطبيعية‪:‬‬

‫الزوج الكروموزومي عند المرأة يكون متشابه يحمل رمز ‪ XX‬ويكون عند الرجل مختلفا يعبر عنه بالرمز ‪ XY‬ويتوقف نوع‬
‫الجنين لحظة اإلخصاب على اتحاد الكروموزوم‪ X‬أو‪ Y‬لدى الرجل مع الكروموزوم ‪X‬لدى المرأة‪ .‬فإذ اتحد‪X‬مع‪ X‬كان المولود أنثى‬
‫يعني‪ XX‬وإذا اتحد‪ X‬مع ‪ Y‬كان المولود ذكرا يعني ‪XY‬‬

‫في الحالة غير الطبيعية‪:‬‬

‫قد يلحق هذه العملية خلال يولد حاالت شاذة‪ XYY‬بحيث يصبح لدى البعض كروموزوم زائد يسهم في انخفاض مستوى الذكاء‬
‫عند حامله ويزيد من ميوالته العدوانية وزيادة في البنية وطول القامة بشكل مفرط وتخلف عقلي نسبي‪.‬‬

‫وهناك حالة ‪ XXY‬يعاني أصحابها الذكور من العقم أو التخلف العقلي وكبر حجم الثديين وميل تعاطي الكحول والجنسية المثلية‪.‬‬

‫و من خالل الدراسات الالحقة لهاته الدراسة تبين أن العديد من المجرمين يحملون كروموزوم زائد لكن ليس لديهم أي تكوين‬
‫عضوي مما ذكرناه وهذا يعني أنها دراسة ال يمكن الوثوق بها ولم تصل إلى درجة اليقين مما جعل الكثير من الدول تتحفظ على‬
‫هاته الدراسة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أن المولودين بهذا الخلل هم نسبة قليلة بين البشر مما ال يمكن من تكوين عينيات كافية تساعد في الوصول إلى‬
‫نتائج حاسمة‪.‬‬

‫← جملة القول الوراثة ال يمكن أبدا أن تكون بحد ذاتها عامال حاسما في الدفع نحو السلوك اإلجرامي‪ ،‬فابن المجرم ال يرث اإلجرام‬
‫أبدا فما يرثه هو النقص البيولوجي حيث يكون أكثر ميال إلى اإلجرام دون غيره لكن قد يصادف تهذيبا وتثقيفا في المدرسة أو في‬
‫بيئة العمل أو األماكن الدينية أو من خالل وسائل اإلعالم تعلي من غرائزه السامية فتحد من الميل الوراثي لإلجرام وبالتالي الوراثة‬
‫االجتماعية قد تلطف من الوراثة االجرامية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫السلوك اإلجرامي مكتسب وليس موروث‬

‫‪ -1‬إدمان الخمور والمخدرات وصلته بالسلوك اإلجرامي‬

‫هناك ارتباط وثيق بين إدمان الخمور والمخدرات والسلوك اإلجرامي وهي قاعدة معروفة لدى علماء اإلجرام‪.‬‬

‫واإلحصائيات في فرنسا تؤكد ذلك‪ %85 :‬من جرائم القتل في فرنسا ارتكبت تحت تأثير الخمر و‪ %75‬جرائم الضرب والجرح و ‪65%‬‬
‫من جرائم االغتصاب‪ %45 ،‬من جرائم الحريق ‪ %80‬من جرائم التسول والتشرد‬

‫فما الصلة بين اإلدمان والجريمة؟‬

‫يؤثر الخمر على التكوين العضوي والنفسي للشخص بحيث يحدث هيجانا في االنفعاالت ويثير الدوافع الغريزية وينال من القدرات‬
‫الذهنية ويضعف من قدرة السكير على التحكم في أفعاله ويجعله أكثر جرأة في اإلقدام على ارتكاب الجرائم‪.‬‬

‫أيضا يؤثر على الحالة االجتماعية للمدمن وأسرته حيث يهملها وتتفكك األسرة فيغيب التهذيب والتربية السليمة فتندفع األسرة عضوا‬
‫بعد عضو في تيار الجريمة‪.‬‬

‫كذلك اإلدمان على المخدرات والخمر يؤثر على القدرة المالية واإلنتاجية في العمل مما يؤدي إلى طردك وعرضة للبطالة والتشرد‬

‫وأخطر من ذلك أن الخمر يؤثر على األجنة حالة تكوينها بحالة اإلدمان التي يكون عليها أحد األبوين أو كالهما أثناء االتصال الجنسي‬
‫مما تعرضه لإلصابة بتشوهات عضوية نفسية وعصبية تالزمها من بعد ميالده وقد تدفعه إلى ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫ويؤدي الخمر إلى ارتفاع نسبة الكحول في الدم وهي خصيصة بيولوجية تنتقل إلى الخلف عن طريق الوراثة فيميلون إلى شرب‬
‫الخمر وأكثر عرضة إلى ارتكاب الجريمة من غيره‬

‫‪ -2‬التعليم والسلوك اإلجرامي‬

‫التعليم هو عامل مضاد للجريمة فكلما ارتفع مستوى التعليم كلما انخفض مستوى الجريمة في مجتمع ما‪ .‬وكلما انخفضت نسبة األمية‬
‫كلما ارتفع معدل الجريمة لذا يقول فيكتور هيغو‪ '' :‬إن فتح مدرسة يعادل إغالق سجن '' وكأنه يوجه رسالته إلى المجتمع‪ ،‬فإذا ما‬
‫أردتم محاربة الجريمة فعليكم فتح المدارس‪.‬‬

‫فتح مدرسة = إغالق سجن‬

‫انتهى وانتهيت )‪:‬‬

‫تحياتي_إيمان‬

‫‪Imãnità C’h‬‬

‫‪10‬‬

You might also like