Professional Documents
Culture Documents
رافق التطورات االقتصادية والسياسية للدولة احلديثة تزايد االهتمام بالضرائب حبيث مل يعد هدفها حتقيق
إيرادات اليت كانت األساس يف فرضها منذ القدم ،بل تعداه فأصبحت أداة من أدوات السياسة املالية و
اتسعت أهدافها لتشمل أهدافا اقتصادية و اجتماعية أخرى ،و نظرا لألمهية اليت تكتسبها الضريبة ،فهي ختضع
لقواعد و ضوابط تشريعية حتكمها وفق سياسة ضريبية تنتهجها احلكومة قصد إحداث آثار مرغوبة و جتنب
آثار غري مرغوبة لذلك قسمنا هذا الفصل إىل قسمني :
حتتل دراسة الضرائب مكانة خاصة يف علم املالية العامة لدورها الرئيسي يف حتقيق أغراض السياسة ولكوهنا أهم
أوال:مفهوم الضريبة
إن تعدد تعاريف الضريبة كانت نتيجة التطورات العديدة اليت مرت هبا عرب الزمن سواء من ناحية طبيعتها أو
خصائصها ،فهناك من يعتربها أداة لتحقيق األهداف املالية و هناك من يعتربها وسيلة الدولة املالية للتنمية ،و
/ 1عرفت على أهنا مبلغ من النقود جترب الدولة و اهليئات العامة احمللية الفرد على دفعه إليها بصفة هنائية ،ليس
1
يف مقابل انتفاعه خبدمة معينة ،و إمنا لتمكنها من حتقيق منافع عامة
/ 2كما ميكن تعريفها على أهنا إقطاع جربي تقوم به السلطة العامة على أموال األفراد قصد توزيع ثقال ألعباء
2
العامة فيما بينهم بإنصاف.
/ 3تعرف أيضا على أهنا فريضة إلزامية حتددها الدولة و يلتزم املعمول هبا بأدائها بال مقابل متكينا منا للقيام
3
بتحقيق أهداف اجملتمع.
1زينب حسني عوض اهلل ،مبادئ المالية العامة ،الدار اجلامعية ،لبنان ،دون طبعة ،ص 126
2أعمر حيياوي ،مساهمة في دراسة المالية العامة ،دار هومة ،اجلزائر ، 2003ص90
3حامد عبد اجمليد دراز ،مبادئ المالية العامة ،مركز اإلسكندرية بالكتاب ،مصر ، 2000ص 115
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
/4و يضيف بعض العلماء إىل هذا التعريف قوهلم أهنا املبلغ الذي تفرضه الدولة و تقتطعه بصورة مباشرة
وذلك بغية متييز الضريبة عن اإلجراءات النقدية اليت تؤدى كما يف حال ختفيض العملة إىل اقتطاع غري مباشر
1
من ثروات األشخاص.
/ 5بينما ميكن تقدمي تعريف أدق ":الضريبة أداة نقدية مطلوبة من أعضاء اجملموعة حيصل جربا بصفة هنائية
2
ودون مقابل ".
نظرا لكون وجود الدولة ضرورة لتنظيم اجملتمع ،و نظرا ملا تتمتع به من سيادة و سلطة اجتاه أفرادها ،عملت
و التزام نظرية املالية العامة يف إجياد نقطة ارتكاز قانونية اليت تعطي للدولة احلق يف فرض الضرائب
املواطنني بأدائها ،وميكن إرجاع هذه احملاوالت إىل تيارين كبريين كل منهما تابع لفرتة تارخيية معينة .
هيمنت أفكار هذه النظرية خالل القرنني الثامن عشر و التاسع عشر ،فالنظرية التقليدية أرجعت حق الدولة يف
فرض الضريبة إىل فكرة املنفعة اليت تعود على املواطنني مقابل دفع الضريبة ،و املتمثلة يف االنتفاع خبدمات
أي أن املواطن مرتب––ط بعق––د ض––مين أو معن––وي بين––ه و بني الدول––ة يس––مى بالعق––د االجتم––اعي ،يل––تزم مبقتض––اه ب––دفع
الضرائب مقابل املنافع اليت تعود عليهم من خدمات املرافق العامة .
1فوزي عطوى ،المالية العامة ،منشورات احلليب احلقوقية ،لبنان ،دون طبعة ، 2003 ،ص 49
2طارق احلاج ،المالية العامة ،دار الصفاء ،األردن ،الطبعة األوىل ،2009 ،ص 47
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
إال أن هذا التكييف يتعارض مع الواقع ،فمن الصعب تقدير قيمة املنفعة اليت تعود على دافع الضريبة من
خدمات الدولة غري قابلة للتجزئة كاألمن و الدفاع ...اخل ،فلو كان هذا التكييف صحيح ألخضعت الدولة
الفئات احملدودة الدخل للضريبة كثمن للخدمات العامة ،اليت تستفيد هبا باعتبارها أكثر الطبقات استفادة من
أما "تيري" ،اعترب أن الدولة هي مبثابة شركة إنتاج كبرية احلجم تتكون من شركاء ولكل منهم عمل معني يقوم
به ،وجيب على هؤالء الشركاء أن يسامهوا يف متويل هذه الشركة و هم املكلفون بالضريبة .
و هناك من يعترب الضريبة مبثابة عقد تامني حيث تلتزم الدولة بتامني األفراد على خمتلف األخطار اليت يتعرضون
أما يف وقتنا احلاضر ،الفكر احلديث يؤسس حق الدولة يف فرض الضريبة على فكرة التضامن االجتماعي
املوجودة بني املواطنني يف الدولة ،و اليت تقضي مبوجب تضافر األفراد مجيعهم ،كل حبسب طاقته ،يف مواجهة
أعباء التكاليف العامة حىت تتمكن الدولة من القيام بوظائفها الكربى من محاية اجملتمع ،و توفري أنواع من
اخلدمات العامة لكافة املواطنني بدون استثناء و بغض النظر عن مدى مسامهتهم الفردية يف حتمل هذه األعباء
العامة و ألنه من غري املمكن ترك األمر إىل األفراد لتقرير مسامهتهم يف حتمل التكاليف العامة ،فان مبا هلا من
سيادة قانونية على املواطنني تقوم بإلزام كل منهم بدفع نصيبه حسب درجة مقدرته املالية .
1حممد عباس حمرزي "اقتصاديات الجباية و الضرائب " ،دارهومة للطباعة والنشر و التوزيع٬اجلزائر ،ص 21-20
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
و هذا ما يفسر استفادة األفراد باخلدمات العامة رغم عدم قيامهم بدفع ضرائب أو بدفع مبالغ زهيدة كأفراد
الطبقات حمدودة الدخل ،كما تفسر حتمل أجيال معينة أعباء قروض عامة أنفقت لتحقيق منافع أجيال سابقة
2
هلا .
.1الضريبة اقتطاع نقدي :الضريبة إلزام يفرض يف العصر احلديث على شكل نقدي خالفا لنظم الضريبة
السابقة .
.2الضريبة اقتطاع نهائي :أن الدافع للضريبة ال ينتظر اسرتجاع هذا املبلغ املايل يف مدة معينة بل يدخل إىل
أي أهنا غري قابلة لالسرتداد فهي ليست أمانة أو وديعة يسرتدها صاحبها فيما بعد.
.3الضريبة ليست مقابل خدمة محددة :أي أن دافع الضريبة ال يعرف مقدار و ال طبيعة املنفعة اليت ستعود
عليه من خالل النفع العام الذي حتققه الضريبة ،و هلذا فال مقابل خاص يعود على دافع الضريبة .
.4الضريبة فريضة إجبارية :يعد فرض الضريبة وجبايتها عمال من أعمال السلطة العامة ،مبعىن أن النظام
القانوين للضريبة هو من اختصاص الدولة و ال جيوز أن يكون حمال لالتفاق بني الدولة و األفراد.
أي تدفع الضريبة بصفة إلزامية و إجبارية من قبل األفراد ،و ذلك النفراد الدولة عن طريق القانون اجلبائي
2عادل امحد حشيش "أساسيات المالية العامة مدخل لدراسة أصول الفن المالي لالقتصاد العام "،دار النهضة العربية ،اإلسكندرية ،1992،ص.156
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
.5ميكن إضافة خاصية أخرى وهي أن ضريبة هتدف إىل حتقيق أغراض اجتماعية و اقتصادية و مالية تسعى
لقد وضع ادم مسيث أربع مبادئ أو قواعد أساسية لفرض الضريبة اعترب هذه املبادئ دستورا جيب مراعاته و ال
/1مبIIدأ العدالIIة :تع––ين ه––ذه القاع––دة مس––امهة أف––راد اجملتم––ع مجيع––ا يف أداء الض––ريبة مبا يتناس––ب وق––درهتم املالي––ة و
عليه فالعدالة مطلوبة فيكل أمر من األمور و اليت تتحقق يف الضريبة من خالل :
إعفاء األفراد الذين ال يتحقق فيهم احلد األدىن لفرض الضريبة . -2
/2مبدأ اليقين :و يعين هذا املبدأ أن تكون الضريبة حمددة و معلومة وواضحة بدون غموض أو حتكم بالنسبة
للممول و أن يكون سعرها ووعائها و ميعاد دفعها و أسلوب حتصيلها و كل ما يتعلق بأحكامها و إجراءاهتا
معلوما بصورة مسبقة لدى املكلفني بأدائها ،مما فيها املسائل اخلاصة بالتنظيم الفين للضريبة .
/3مبدأ المالئمة في الدفع :يقضي هذا املبدأ أن يكون ميعاد دفع الضريبة مناسبا ومالئما للقدرة املالية
و حتصيلها للمكلف و التخفيف قدر املستطاع من وقع ثقلها و دفعها ،وهذا يعين أن جباية الضريبة
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
يكون وفقا للموارد املالية واألرقام احلقيقية ملداخيل و أرباح املمولني اعتمادا على تصرحياهتم بعد إجراء مراقبة
1
دورية و تفادي التعسف يف فرضها.
تضم الضرائب يف الوقت احلاضر أنواع عديدة تتفاوت يف أمهيتها وكذلك يف آثارها االقتصادية و االجتماعية،
و سنعرض فيما يأيت أهم أنواع الضرائب اليت جتد هلا تطبيقا على نطاق واسع يف الدول كافة تقريبا .
حسب هذا املعيار جند الضريبة الوحيدة و الضرائب املتعددة على األشخاص و الضرائب على األموال.
يقصد بنظام الضريبة الوحيدة ،اعتماد الدولة يف إيراداهتا على ضريبة واحدة رئيسية للحصول على ما يلزم من
فرض ضريبة واحدة على جمموع الدخل الذي حيققه املمول من خمتلف مصادره و هذا ما جعلها تتميز
بالسهولة .
يقدم املمول تقريرا واحدا على نتائج أعماله إلدارة الضريبة واحدة اليت تسحبه مرة واحدة .
سهولة إجراءات الربط تؤدي إىل التقليل من نفقات التحصيل إال أن هذا النظام ال يقوم على أي منطق
اقتصادي سليم ،ذلك الن اختيار نوع واحد من النشاط االقتصادي أو من الثروة دون األنواع األخرى
يعين تفرقة ال مربر هلا يف املعاملة املالية بني خمتلف الفئات و الطبقات هو ما يعترب خروجا عن قاعدة العدالة
الضريبية.
1فارس السبيت ،المنازعات الضريبة في التشريع و القضاء الجزائي الجزائري ،دار هومة ،اجلزائر ،2008 ،ص.22
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
ارتكازها على جزء من الثروة ال جيعل هذه الضريبة ذات حصيلة كبرية و ثقل عبئها على املكلفني
إن تعدد االجتاهات يف اختيار املادة اخلاضعة للضريبة وكثرة االنتقادات املوجهة لنظام الضريبة الواحدة أدى
إىل األخذ بنظام الضرائب املتعددة الذي تفرض مبوجبه الضريبة على كل نوع من أنواع اإليرادات على أساس
مصدرها :
إيراد مصدره خمتلط العمل برأس املال ،كاألرباح التجارية و الصناعية ،فكل نوع من هذه اإليرادات
له ميزاته اخلاصة مما جيب تنوع الضريبة اليت خيضع هلا كل إيراد.
يقصد بالضرائب على األشخاص أن يكون اإلنسان ذاته هو حمل الضريبة أو وعاء الضريبة فتفرض على
يقصد هبا اختي–ار األم––وال كأس–اس لف–رض الض–ريبة ،و إم–ا أن تك–ون األم–وال رأس املال أو دخال ،و رأس املال
هو جمموع ما ميتلك–ه أف–راد من قيم اس–تعمال يف حلظ زمني–ة معين–ة (ال–ثروة) س–واء أخ–ذت ش–كال عيني–ا ،ك–أرض،
2سوزي عديل ناشد ،المالية العامة النفقات العامة االيرادات العامة الميزانية العامة ،منشورات احلليب احلقوقية االسكندرية ،2006 ،ص.131
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
عقار أو مبىن أو شكل سلع إنتاجية أو سلع استهالكية أو أوراق مالية (أسهم و سندات) أو مبلغ من النق––ود ،و
أما الدخل فهو ك–ل م–ا حيص–ل علي–ه الف–رد بص–ورة دوري–ة منتظم–ة على حنو مس–تمر من مص–در معني ق–د يتمث–ل يف
ملكيت ––ه لوس ––ائل اإلنت ––اج أو عمل ––ه أو كليهم ––ا مع ––ا ،و يأخ ––ذ ال ––دخل ص ––ورة نقدي ––ة ،كقاع ––دة عام ––ة يف اجملتمع ––ات
احلديثة.
و يقصد بالواقعة املنشئة للضريبة أن االلتزام بالضريبة ينشا مبجرد توافر تلك الظروف املوضوعية
الشخصية اليت تؤدي إىل ظهور االلتزام بالضريبة ،و طبقا هلذا املعيار منيز :الضرائب على رأس املال ،الضرائب
تفرض على متلك رأس املال وتدفع من الدخل ،وتتميز هذه الضريبة بأهنا تتخذ رأس املال نفسه وعاء للضريبة
إال أن سعرها يكون منخفضا حبيث يكفي الدخل الناتج عن رأس املال للوفاء بدين الضريبة دون احلاجة
للتصرف يف جزء منه و قد تفرض ضريبة استثنائية على رأس املال ،و غري دورية و تفرض يف أوقات استثنائية
الض ––ريبة على زي ––ادة يف قيم ––ة رأس املال ،و هي تف ––رض على الزي ––ادات ال ––يت تط ––رأ على قيم ––ة رأس املال ألس ––باب
خارج––ة عن إرادة ص ––احبه كم––ا ل––و فتحت األش––غال العام ––ة ش––ارعا أدى إىل حتس––ني العق ––ارات اجملاورة و ارتف ––اع
أسعارها .
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
أي الضرائب اليت تفرض على انتقال رأس املال بالوفاة و هي اليت تفرض على مجيع احلقوق و األموال املنقولة
و غري املنقولة اليت تؤول إىل الغري بطريق اإلرث أو الوصية أو اهلبة أو الوقف أو بأي طريق أخر بال عوض .و
قد أخرت مجيع القوانني احلديثة فرض الضريبة على الرتكات نظرا للمزايا اخلاصة اليت تتصف هبا و أمهها :
أهنا ضريبة عادلة تصيب أمواال مل يبذل يف سبيل احلصول عليها مباشرة دون عناء. .1
هي مالئمة و خفيفة الوطأة على املكلفني ،وفرة املورد و قلة النفقة أهنا تسمح مبراعاة األوضاع .2
الشخصية للمكلف و تتصاعد حبسب درجة القرابة بني الوارث و املوروث وبأخذ قانون اجلزائر
تفرض الضريبة هنا بصدد واقعة االستهالك أو إنفاق الرفد لدخله ،و هي ضريبة متنوعة و متعددة وميكن القول
أن الضرائب على االستهالك تفرض مبناسبة استعمال الفرد لدخله للحصول على السلع و اخلدمات اليت حيتاج
إليها .و تتعدد الضرائب على االستهالك وفقا لطبيعة األنظمة الضريبية ،إذ أن األمر يتوقف دائما على مدى
و اجتماعية يف فرض الضريبة على حاجة الدول إىل املال.فضال عن أمهية حتقيق أغراض اقتصادية
2
االستهالك .
و تقدر على أساس ما حيققه املكلف من عناصر خاضعة للضريبة خالل فرتة زمنية سواء كانت شهرا أو سنة و
هذه الضريبة إما أن تكون ضريبة نوعية على الرواتب و األجور ،األرباح التجارية ،الصناعية .أن تكون ضريبة
1علي زغدود ،المالية العامة ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2005 ،ص 203-202
2سوزي عديل ناشد ،المالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص181
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
عامة على جمموع عناصر دخل املكلف على اختالف أنواعها و مصادرها و من أهم عناصر التشخيص الضرييب
إعفاء حد ادين من الدخل تتناسب و النفقات الضرورية للمعيشة ،كما أن هناك إعفاء أخر يقابل األعباء
1
العائلية يتناسب و عدد املعالني ،مث إن التصاعد يف أسعار الضريبة هو احد عناصر التشخيص الضرييب .
هي ضريبة تفرض على املنتجات الطبيعية أو الصناعية ويطلق عليها رسوم اإلنتاج ،و تفرض يف أي مرحلة من
مراحل التصنيع أو اإلنتاج حيث يقوم بدفعها املنتج ويضيف قيمة الضريبة إىل سعر البيع ،بيع الوحدة
2
للمستهلك .
وفقا هلذا املعيار منيز بني الضرائب املباشرة و الضرائب غري املباشرة كما يلي:
)1الضرائب المباشرة:
هي الضرائب اليت يتحملها املكلف مباشرة ،وال يستطيع نقل عبئها إىل شخص أخر بأي حال فمثال ضريبة
الدخل ،سواء كانت على األشخاص كما هو احلال بالنسبة للضريبة على الدخل IRGأم على الشركات
كما هو احلال بالنسبة للضريبة على أرباح الشركات IBSيتحملوهنا مباشرة دون استطاعتهم نقل العبء إىل
3
غريهم .
مزاياها :
1عبد الناصر نور ،عليان الشريف ،الضرائب ومحاسبتها ،دار املسرية ،األردن ،2002 ،ص17
2نفس املرجع ،ص19
3محيد بوزيدة ،تقنيات الجباية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2007 ،ص22-21
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
ثبات حصيلتها :إذ تفرض على عناصر تتمتع بالثبات النسيب ،و ليست سريعة التغري من هنا تكون
مرونتها :باإلمكان زيادة حصيلة هذا النوع من الضرائب كلما اقتضت احلاجة ،و ذلك برفع سعر
الضريبة .
عدالتها :و ذلك من خالل توزيع األعباء الضريبية وفقا ملقدرة املكلفني على الدفع .
قلة تكاليف جبايتها :حيث أهنا تفرض على عناصر ظاهرة يسهل حصرها وبالتايل لسنا حباجة إىل
إشعار املواطنني بواجبهم :إذ يتحدد شروط دفعها و مواعيد الدفع مبا يتفق و ظروف املمول. 1
عيوبها :
حصيلتها تتأخر يف الوصول إىل خزينة الدولة الن تقدير الوعاء الضرييب يتأخر.
ثقل عبئها على املكلف ألنه يشعر هبا نتيجة لوضوحها .
يدفع املكلف مبالغ كبرية يف هناية السنة املالية مماينتج عنها عدم مالئمة للمكلف.
هلا آثار عكسية على العمل و االدخار مثل ضرائب الدخل .
2
عدم وفرة احلصيلة الضريبية يف البلدان اليت ال يتمتع سوى عدد قليل من األفراد بدخل عايل .
تعترب الضريبة غري املباشرة ،إذا كان املكلف القانوين بإمكانه أن ينقل عبئها إىل شخص أخر ،و من أمثلتها :
الضرائب اجلمركية ،تعد ضرائب غري مباشرة الن املستورد يدفع الضريبة مث ينتقل عبئها إىل شخص
املستهلك ،برفع مثن السلعة او اخلدمة مبقدار الضريبة ،ومث خيتلف من يقوم بدفع الضريبة عن شخص من
املزايا :
سهولة دفع املمول هلذه الضرائب وذلك ألهنا ختتفي يف مثن السلعة أو اخلدمة اليت يشرتيهاو بالتايل فال
مرونة حصيلة هذه الضرائب ميكنها أن تعكس االنتعاش االقتصادي و ما يضمن اخلزانة العامة أو
الضرائب غري املباشرة تعطي حصيلتها بصفة مستمرة أي طول السنة املالية و هو ما يفيد يف متويل
تفرض على موضوعات بالغة التعدد أدى إىل كرب حصيلتها .
العيوب :
ال تتناسب مع القدرة التكلفية للممول بل أهنا تتجه إىل التناسب مع املقدرة تناسبا عكسيا .
الضرائب غري املباشرة األكثر حصيلة هي تلك اليت تفرض على السلع الضرورية أي السلع اليت
تستدعي اجلزء األكرب من الدخول املنخفضة و معىن ذلك أن الضرائب غري املباشرة غري عادلة.
تستلزم جباية الضرائب غري املباشرة عدة إجراءات و شكليات لتفادي الغش وما قد يؤدي إىل إعاقة
1
عيبها يف مرونتها ال سيما يف وقت الكساد فتقل حصيلتها .
يعرف معدل الضريبة يف عالقته بوعاء الضريبة و يتحدد معدل الضريبة بشكل عام من طرف السلطات العامة
بناء على احتياجات من تغطية أعبائها وتبعا ملعيار معدل الضريبة جند الضريبة النسبية و التصاعدية و الضريبة
يقصد هبا تلك النسبة املئوية الثابتة لالقتطاع الذي يفرض على املادة اخلاضعة للضريبة و ال تتغري بتغري قيمتها
وخري مثال على ذلك الضريبة على أرباح الشركات يف اجلزائر ،أين تفرض كلمنها مبعدل متغري يتحدد حسب
2
طبيعة النشاط ،و تزداد احلصيلة الضريبية يف الضريبة النسبية بنفس نسبة الزيادة يف قيمة املادة اخلاضعة هلا .
تفرض مبعدالت خمتلفة باختالف قيمة املادة اخلاضعة هلا و العكس صحيح ،أي تزداد احلصيلة الضريبية
التصاعدية بنسبة اكرب من زيادة قيمة املادة اخلاضعة هلا و تأخذ الشكلني التاليني:
1محيد بوزيدة ،جباية المؤسسة ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2005 ،ص244-243
2حممد عباس حمرزي ،اقتصاديات الجباية والضرائب ،دار هومة ،اجلزائر ،الطبعة الثانية ،2003 ،ص 28-25
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
يقصد بالتصاعد اإلمجايل أن يقسم املكلفون إىل عدد معني من الطبقات ،حبيث تدفع كل طبقة سعرا معينا
هذه الطريقة تتميز ببساطتها لكنها تتضمن عيبا جوهريا ،إذ هي ختضع األقسام األوىل من الدخل للسعر الذي
يفرض على األقسام األخرية ،فقد حيدث أحيانا إن يضار صاحب الدخل نتيجة لزيادة طفيفة يف دخله ،غري أن
املشرع يف هذه احلالة عادة ما يقرر يف قانون الضريبية أال يقل صايف دخل اعلي من صايف دخل ادين نتيجة
1
النتقال صاحبه من طبقة إىل اليت تعلوه.
وهنا تقسم املادة اخلاضعة للضريبة إىل عدة شرائح أو أجزاء ،و يطبق على كل شرحية منها سعر خاص ،و
يزداد هذا السعر بازدياد القيمة اخلاضعة له ،أي يرتفع هذا السعر بالنسبة للشرائح العليا عنه بالنسبة للشرائح
الدنيا ،يف هذا األسلوب ال تفرض الضريبة على الدخل يف جمموعة أي ال يتعامل كله معاملة واحدة بل يقسم
2
إىل شرائح ،وتعامل كل شرحية منها معاملة خاصة .
يقصد هبا تلك اليت ال حيدد املشرع معدهلا مقدما ،و لكنه يقوم بتحديد حصيلتها اإلمجالية ،و يف مرحلة تالية
يقوم بتوزيع هذه احلصيلة على األفراد ،و مبساعدة األجهزة اإلدارية يف املناطق املختلفة ،حبسب ما ميتلكه كل
فرد من املادة اخلاضعة ،وحينئذ ميكن معرفة سعر الضريبة و لتوضيح ذلك نفرتض أن الدولة حتتاج إىل مبلغ
عشرة ماليني دينار جزائري كضريبة على دخل العقارات املبنية يف الدولة ،فيقوم املشرع مستعينا باألجهزة
1عبد املنعم فوزي ،المالية العامة و السياسات المالية ،دار النهضة العربية ،لبنان ،1972ص 151
2نفس املرجع ،ص151
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
اإلدارية املختصة يف أحناء اجلمهورية ،وبتوزيع هذا املبلغ على اجلماعات احمللية بنسب معينة ،مث يتم توزيع
املبلغ اخلاص بكل مجاعة حملية مثال على األفراد املقيمني فيها واخلاضعني هلذه الضريبة و هنا فقط يف هذه
املرحلة مت معرفة سر الضريبة ،الذي يعد النسبة بني مقدار الضريبة الذي يدفعه الفرد و بني مقدار املادة
وبالرغم من احنسار دور الضرائب التوزيعية يف الوقت احلايل ،لدرجة اختفائها متاما ،إال انه ميكن حتديد مزايا
المزايا :
قدرة الدولة على تقدير حصيلتها منها مقدما ،كما أهنا تتضمن حتقيق هذه احلصيلة ،وتفسري ذلك و
أن املكلفني بالضريبة التوزيعية يلتزمون بدفعها بالتضامن ،فإذا مل يقم بعضهم بسداد حصته منها التزم
الباقون هبذا السداد ،مما يرتتب مصلحة شخصية ومباشرة لكل مكلف ميارس نوعا من الرقابة على
غريه ،مما يقلل من حاالت التهرب الضرييب اىل حد كبري ،كما تشرك جمالس اجلماعات احمللية يف
توزيع مبلغ الضريبة الواجب حتصيله ،مما يؤدي اىل نشر نوع من الالمركزية املالية .
العيوب :
إال انه يعاب عليها أهنا غري عادلة ،ألهنا توزع على املكلفني على أساس نسبة معينة أو ثابتة من املادة
اخلاضعة للضريبة و ليس على أساس املقدرة التكلفية لكلمنهم ،و قد يرتتب على ذلك ان يدفع احد
املكلفني ضريبة أكثر من األخر جملرد اختالف حمل إقامة كل منهم .بالرغم من تساوي املقدرة التكلفية
أيضا تتصف بعدم املرونة ،حبيث حتدد الدولة مسبقا احلصيلة املطلوبة ،فيكون من غري املتصور إمكان
باإلضافة إىل أهنا غري شاملة ،فال يتصور تطبيقها بالنسبة للضرائب املباشرة ،إذ يكون شخص املكلف
معروفا مقدما،و بالتايل ميكن حصر املكلفني على حنو ثابت،و عليه فال يتصور تطبيقه على الضرائب
غري املباشرة.
و أخريا فان الضرائب التوزيعية تعرب بصورة حمددة عن عجز األجهزة الضريبية يف الدولة من حيث
معرفة األشخاص اخلاضعني هلا ،وحتديد قيمة املادة اخلاضعة للضريبة وتطبيق األسعار الضريبية املختلفة
و إزاء تلك العيوب ،فقد عدلت الدولة يف العصر احلديث عن األخذ بالضرائب التوزيعية واجتهت إىل نظام
1
القياسية .
هي اليت حيدد املشرع معدهلا مقدما دون أن حيدد حصيلتها اإلمجالية بصورة قاطعة تاركا أمر حتديدها للظروف
االقتصادية ،و يتم حتديد الضريبة القياسية لفرض معدل معني يتناسب مع القيمة اخلاضعة للضريبة ،إما يف
صورة نسبة مئوية على إمجايل وعاء الضريبة وإما يف صورة مبلغ معني حتصله منكل عنصر من عناصر املادة
اخلاضعة للضريبة ،و بذلك فان املكلف هبا يعلم مقدما مقدار الضريبة الواجب دفعها و للضريبة القياسية مزايا
المزايا :
ضريبة عادلة حبيث يكون العبء الضرييب على أساس املقدرة التكليفية لكل مكلف بالضريبة بغض
تراعي الظروف الشخصية لكل مكلف ،من مثة ميكن مراعاة ظروفه العائلية مبنحه إعفاء لألعباء
العائلية أو لقاء دخله و بذلك خيتلف معدهلا من مكلف آلخر حسب ظروفه ،و ينتج عن ذلك
اختالف املعدل االمسي للضريبة عن معدهلا احلقيقي وفقا لظروف كل مكلف بالضريبة على حدى .
املرونة :ميكن رفع معدل الضريبة أو ختفيضه حبسب التغريات والتطورات االقتصادية اليت تطرأ على
ضريبة شاملة ،فهي تناسب الضرائب املباشرة وغري املباشرة على سواء ،وأخريا فإهنا تعرب عن مدى
العيوب:
عدم وجود مصلحة شخصية مباشرة لكل مكلف بالضريبة يف عدم هترب اآلخرين من دفعها ،حيث
1
ال ميارس املكلفني بالضريبة القياسية رقابة على الغري .
تعتمد احلكومات على التفضيالت و االمتيازات الضريبية كأدوات لتحقيق أهداف السياسة الضريبية انطالقا
من كون السياسة الضريبية مل تعد جمرد آلية لتحصيل املوارد العمومية بل هلا أدوار أخرى إقتصادية ،اجتماعية
و سياسة.
يعرف G.Tournierالسياسة الضريبية على أهنا جمموع القرارات و اإلجراءات و التدابري املنتهجة بقصد
1
تأسيس و تنظيم االقتطاعات الضريبية تبعا ألهداف السلطات العمومية.
كما ميكن التعبري عن السياسة الضريبية على أهنا جمموع التدابري و اإلجراءات ذات الطابع الضرييب اليت تنتهجها
تسعى السياسة الضريبية إىل حتقيق جمموعة متباينة من األهداف ميكن تصنيفها على النحو التايل:
الهدف المالي:
توفري املوارد العمومية رغم التطور احلاصل يف دور الضريبة إال أهنا تبقى األداة املفضلة لتوفري املوارد العمومية ،
نتيجة املشكالت املرتبطة بأشكال التمويل احلكومي األخرى من قروض أو إصدار نقدي فضال عن الطابع غري
1عبد اجمليد قدري ،دراسات يف علم الضرائب ،دار جرير ،اجلزائر ،2001 ،ص .109
2حممد عباس حمرزي ،اقتصاديات الجباية و الضرائب ،دار هومة ،اجلزائر ،2004 ،ص .16
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
األهداف االقتصادية:
تتعدد األهداف االقتصادية املمكن حتقيقها عن طريق السياسة الضريبية و لعل أبرزها:
توجيه قرارات أرباب العمل :فيما يتعلق بالكميات اليت يرغبون يف إنتاجها أو القطاعات اليت يفضلون أ-
النشاط فيها ألنه ميكن استخدام السياسة الضريبية للتأثري على حجم و نوعية ساعات العمل ،حجم
املدخرات .ومن مث ميكن استخدام الضريبة لتغيري اهليكل الوظيفي للمجتمع بإعادة توزيع املوارد
البشرية بني خمتلف األنشطة االقتصادية 1إضافة إىل انه يتم استخدام الضريبة للتأثري يف هيكل
االستثمارات بتوجهيها حنو قطاعات معينة تسعى احلكومة إىل ترقيتها ،لكوهنا أكثر قدرة على
كما يؤثر منط االقتطاع الضرييب على توجيه االستثمارات للتوطن يف مناطق جغرافية دون أخرى،
سواءا إلقامة توازن جهوي بني املناطق أو لرتقية مناطق معينة العتبارات اقتصادية أو سياسية ،و هبذا
تعد الضرائب إحدى متغريات املناخ االستثماري الذي جيب أن يكون مالئما الستقطاب االستثمارات
احمللية أو األجنبية.
زيادة تنافسية مؤسسات قطاع األعمال :تعترب الكثري من الضرائب تكاليف حتتسب ضمن أسعار ب-
التكلفة و هبذا فإن ختفيض الضرائب يؤدي إىل التأثري على التكاليف باالخنفاض مما يعمل على زيادة
التنافسية السعرية ملنتجات املؤسسات املعنية بالتخفيض ،و هلذا تعمل الدول سعيا منها لزيادة تنافسية
و منتجات مؤسساهتا يف األسواق اخلارجية على إعفاء منتجاهتا املصدرة من الضرائب اجلمركية
1خليل حممود الرفاعي ،المحاسبة الضريبية ،دار املستقبل ،األردن ،1998 ،ص .14
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
التأثري على هيكل حجم االستهالك :2تستعمل الضرائب للتأثري على السلوك االستهالكي لألعوان من ت-
خالل التأثري على األسعار النسبية للسلع و اخلدمات .ففرض ضريبة مرتفعة على بعض املنتجات يؤدي
إىل التقليل من استهالكها أو االنتقال إىل استهالك سلع بديلة هلا .باملقابل يعمل ختفيض الضرائب على
بعض املنتجات إىل زيادة الطلب عليها ومن مت زيادة استهالكها .وهكذا تسعى احلكومات قصد
تشجيع الصناعات احمللية إىل ختفيض الضرائب على استهالك املنتجات املصنعة حمليا ،مما يؤدي إىل
املسامهة يف حتقيق االندماج االقتصادي :تستخدم الضرائب ضمن مسعى تنسيق السياسات االقتصادية ث-
إذ يستحيل إجناز اندماج اقتصادي من دون تنسيق أو توحيد األنظمة الضريبية اخلاصة بالدول املنظمة
لإلدماج .يف أي صورة كان (منظمة تبادل احلر ،احتاد مجركي سوق املشرتكة ،احتاد اقتصادي.)...
ترشيد القرارات على مستوى مؤسسات األعمال :و هذا بالتحول الضريبة من جمرد التزام قانوين على ج-
املؤسسة إىل جعلها كمتغري من متغريات التسيري و اإلسرتاتيجية .و هلذا تعمل املؤسسة على:
ضمان لفعالية الضريبية باستغالل املزايا و احلوافز الضريبية إىل ابعد حد .خدمة إسرتاتيجية املؤسسة،
فالضريبة تتدخل يف صياغة هذه اإلسرتاتيجية بتأثريها يف اختيار الشكل القانوين للمؤسسة.
نتيجة اختالف األحكام الضريبية اليت ختص كل شكل (شركات أموال ،شركة أشخاص).
األهداف االجتماعية:
2د .حممد عبد اهلادي مساعدة ،حممود يوسف عقله ،دراسة في المالية العامة،مكتبة اجملتمع ،عمان ،2011 ،ص .105
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
إعادة توزيع الدخل :تؤثر الضريبة على احلصص النسبية من الدخل الوطين(القومي) املوجهة ملختلف أ-
شرائح اجملتمع .وهذا قصد تقليل الفوارق بينها و تقليص درجة تركز الدخل لدى بعض الفئات،
حبيث تقوم احلكومة باستخدام الضريبة يف اجتاه تصحيح اختالالت الدخل مبراعاة املوازنة بني كفاءة
استخدام املوارد من جهة و حتقيق العدالة من جهة ثانية كما تستخدم الضريبة يف جمال مكافحة الفقر
لكوهنا أداة لتوفري دخول إضافية ،حبيث ال تزيد من حدة الفقر و ال تبطئ وترية النمو االقتصادي ،و
ذلك من خالل اعتماد الضرائب التصاعدية على الدخول املرتفعة ليتم توزيعها عن طريق متويل
اخلدمات العمومية و منح إعانات البطالة اليت يستفيد منها أصحاب الدخول املنخفضة.
توجيه الكثافة السكانية يف الدول :فالدول الراغبة يف زيادة التعداد السكاين أي زيادة اإلجناب تعمل ب-
و معاجلة مشكل السكن :وهذا بإعفاء رأس املال املستثمر يف قطاع اإلسكان من الضرائب. ت-
ختفيض الضرائب على األراضي املبنية ألغراض سكنية مما يدفع املالكني هلا إىل بنائها قصد االستفادة
التقليل من املظاهر االجتماعية السيئة :كالتدخني ،شرب الكحول بفرض ضرائب مرتفعة.1 ث-
األهداف الثقافية:
تستعمل الضريبة كأداة للمحافظة على الرتاث الثقايف للمجتمعات و تثمينه ،سواء متويلها للصناديق
1أ.د .خليل حممود الرفاعي ،المحاسبة الضريبية ،دار املستقبل ،األردن ،الطبعة الثانية ،1998 ،ص .13
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
إعفاء االجنازات و األشغال الفنية من الضريبة على القيمة املضافة لغرض زيادة املقروئية و االهتمام
بالفن.
محاية مواد الرتاث و الصناعات التقليدية من اهلروب حنو اخلارج ،و ذلك بفرض ضريبة على القيمة
املضافة.
األهداف السياسية:
إن للضريبة أثر هام يف التاريخ السياسي للمجتمعات و الشعوب حبيث كانت أحيانا سببا يف نشوب
بعض الثورات أو قيام بعض االنتفاضات أو تغيري أنظمة احلكم القائمة .وقد تستعمل للحد من دخول منتجات
دول بعينها العتبارات سياسية أو العكس لتشجيع دخول منتجات دول أخرى.
تعتمد السياسة الضريبية على جمموعة من األدوات املستخدمة يف صورة مزايا ضريبية ،واليت يعرفها دليل
شفافية املالية العامة الصادر عن صندوق النقد الدويل سنة 2001على أهنا تشتمل اإلعفاءات من الوعاء
الضرييب و البدالت املخصومة من الدخل اإلمجايل و القيود الضريبية و ختفيضات املعدالت و تأجيل دفع
الضرائب.1
اإلعفاءات الضريبية :هي إسقاط حلق الدولة عن بعض املمولني يف مبلغ الضرائب الواجب السداد -1
مقابل التزامهم مبمارسة نشاط معني يف ظروف حمددة و هو ما يساعد املمول على زيادة دخله الصايف
بعد الضريبة استخداما يف البالد النامية لكوهنا بسيطة اإلدارة ،إال أن هلا جمموعة من العيوب أبرزها:
1د .عبد اجمليد قدي ،دراسات في علم الضرائب ،دار جرير الطبعة األوىل ،اجلزائر ،2011 ،ص 118
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
تولد اإلعفاءات املؤقتة حافزا قويا على التهرب الضرييب ،حيث تستطيع املؤسسات اخلاضعة للضرائب
الدخول يف عالقات اقتصادية مع املؤسسات املعفاة أرباحها من خالل التسعري القائم على التحويالت
املتبادلة.
جعل فرص لتحايل املستثمرين باالتفاق على فرتة اإلعفاء الضرييب املؤقت و متديدها ،وذلك من خالل
حتويل املشروع االستثماري القائم إىل مشروع جديد كإغالق املشروع و إعادة تشغيله باسم خمتلف
لنفس املالكني.
التخفيضات الضريبية الخاصة بالوعاء :و هي عبارة عن إجراءات ضريبية تسمح بتخفيض بعض -2
أجزاء الدخل عن طريق اخلصومات يتم إجراؤها على املادة اخلاضعة للضريبة ميكن أن تستند هذه
التخفيضات الضريبية الخاصة بالمعدل :و يعين إخضاع املكلف بالضريبة إىل معدالت ضريبية أقل -3
من املعدالت العادية املستخدمة يف النظام الضرييب ،كاملعدل املفروض على األرباح املعاد استثمارها
القرض الضريبي :هو عبارة عن امتياز ضرييب يتعلق بفئة من املمولني الذين يتمتعون بشروط خاصة. -4
ويتمثل يف ختفيض مبلغ الضريبة املدفوع أخذا بعني االعتبار لقواعد الضريبة السارية املفعول ،فيعمل
القرض الضرييب على التخفيض من قيمة الضريبة املستحقة ،فإذا كان القرض الضرييب أقل من الضريبة
املستحقة فيتم ختفيضه من الضريبة و إذا كان القرض الضرييب أكرب من الضريبة املستحقة يكون
تأجيل الضريبة :و هي عبارة عن مبالغ ال تدخل يف حساب املادة اخلاضعة للضريبة للفرتة الزمنية -5
املعينة بالضريبة ،و إمنا تدخل يف املادة اخلاضعة للضريبة يف الفرتات الالحقة.
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
إن الكثري من الدول تتبىن برامج إصالح اقتصادي مدعمة من طرف املنظمات الدولية قصد معاجلة
االختالالت االقتصادية الظرفية و اهليكلية .ومن بني هذه الربامج التثبيت الصادرة من قبل صندوق النقد
الدويل.
تقوم برامج التثبيت على النموذج النقدي مليزان املدفوعات و أسلوب االمتصاص اليت تصل يف النهاية
إىل ضرورة تقليص العجز يف احلساب اجلاري ،و الذي يتطلب بالتوازي تقليص العجز يف امليزانية كوسيلة
لتحقيق االستمرار.
و عادة ما يكون تقليص العجز يف امليزانية العامة لدولة صعبا أمام احلكومات الرتباطه بتخفيض النفقات
العامة ،خوفا من ردود األفعال السلبية من الفقراء نتيجة ختفيض اخلدمات املقدمة إليهم ،و خفض االستثمارات
املوجهة حنو البنية التحتية الضرورية لتحقيق النمو ،مما يدفع احلكومات إىل االهتمام باإلصالحات الضريبية
غري أنه ليس من السهل حتديد توليفة لإلصالح الضرييب و اإلنفاق العمومي تساعد على حتفيز النمو
بشكل أفضل .فالنظام الضرييب الذي حيفز النمو االقتصادي هو النظام الذي ينطوي على أقل قدر من التشوه يف
1
جمهود العمل ،ويف كمية ختصيص االستثمار و االدخار.
خالصة الفصل:
من خالل تطرقنا لإلطار النظري للضريبة ،استخلصنا أن الضريبة فريضة نقدية خيضع هلا كافة املكلفني
سواء كانوا أشخاص طبيعيني أو اعتباريني ،وقد تطورت أهداف الضريبة من اقتصارها على حتقيق هدف
احلصيلة إىل استعماهلا كأداة لتحقيق أهداف اقتصادية ،اجتماعية وسياسية ،وذلك باملوازنة مع تطور وظيفة
الدولة وتدخلها يف النشاط االقتصادي ،وهذا االقتطاع اإلجباري يتم وفقا إلجراءات إدارية وتقنية تتكلف
اإلدارة اجلبائية بالسهر على تنفيذها ابتداء من تقدير املادة اخلاضعة للضريبة مرورا بتصفية دين الضريبة أي قيمة
الضريبة وصوال إىل حتصيل هذا املبلغ من املكلف لصاحل الدولة ،وذلك لضمان حتصيل إيرادات ضريبية كافية
عموميات حول الضريبة و السياسة الضريبية الفصل األول
للخزينة العمومية وحتقيق أهداف الدولة املتوخاة من فرض الضريبة كتوجيه االستهالك واالستثمار من جهة،
ومراعاة مصلحة
املكلف من جهة أخرى .و على املشرع اجلبائي دراسة األثر الناتج عن ضريبة عند تفكري يف فرضها أيا كانت
هذه الضريبة ملا هلذه األخرية من آثار اقتصادية سواء على املستوى الكلي أو على املستوى اجلزئي.