‫‪ 2022‬مقياس‪ :‬جباية المؤسسة ‪ ...

‬من إعداد األستاذة ‪ :‬عبدالباقي حياة‬

‫مقدمة‪ :‬تعتبر الضرائب والرسوم أهم مورد مالي لميزانية الدولة‪ ،‬وتساهم بدرجة كبيرة في تمويل النفقات‬
‫العامة‪ ،‬كما تعتبر العصب الرئيس في تحقيق األهداف االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والمالية وبالتالي تعد المرآة‬
‫العاكسة للسياسية المالية للدولة‪.‬‬
‫ومع تطور الدولة المعاصرة وتعدد وتعاظم حاجيات أفراد المجتمع‪ ،‬ومع تشعب وظائفها وتداخل‬
‫المهام‪ ،‬أصبح لزاما عليها البحث عن موارد اقتصادية ومالية وتحديد سياسية اإلنفاق في إطار محدد تضمن‬
‫معه تحقيق اإلشباع الطبيعي للحاجات العامة‪ ،‬لذلك تعتبر الجباية من بين األدوات األساسية المستخدمة من‬
‫قبل السلطة السياسية والوسيلة الفعالة التي تمكن الدولة من التدخل في ميادين عدة‪ ،‬من بينها الميدان‬
‫االقتصادي‪ ،‬االجتماعي وحتى السياسي؛ لغرض النهوض باالقتصاد الوطني وتعزيز قدرته التنافسية‪.‬‬
‫ونظرا لألهمية التي تكتسيها الضرائب‪ ،‬يمكننا إدراج موضوع الضريبة ضمن المواضيع التي يوليهاا‬
‫القااانون العااام أهميااة بالغااة‪ ،‬حيااث نجااد ارتباااط كبياار بااين مواضاايع الماليااة العامااة والضاارائب وعلاام السياسااة‬
‫‪-1-‬‬
‫وعالقات التأثير والتأثر بينها؛ ذلك أن وضع ميزانياة الدولاة وفارض ضارائب جديادة علاى قطاعاات وشارائح‬
‫معينة أو إعفائها ما هو إالّ تعبير صريح عن اختيارات الدولة في المجااالت االقتصاادية‪ ،‬االجتماعياة والمالياة‬
‫والضريبية‪ ،....‬والذي يظهر جليا من خالل قانون المالية لكل سنة والذي يعبر فاي محتاواع عان سياساة الدولاة‬
‫المالية‪.‬‬
‫وعلى أساس ما سبق أصبح القانون الجبائي يكتسي أهمية بارزة ضمن حزمة القوانين األخرى‪ ،‬نظرا‬
‫لدورع الفعال في بلوغ األهداف و السياسات المسطرة في المخطط التنموي للدولة‪ ،‬هذا األمر يؤكاد علاى مادى‬
‫التحام الضريبة وتكاملها مع النظم‪ :‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والسياسية بشكل يصعب معه فصل الضريبة عن‬
‫تلك النظم والتي أصبحت تشكل فيما بينها وحدة متكاملة و متداخلة‪.‬‬
‫كخالصة لما سبق ذكرع‪ ،‬فإن الجباية تعتبر من أهم وأقدم الموارد التي تعتماد عليهاا الدولاة فاي تغطياة‬
‫نفقاتها وفي تمويال عملياتهاا التنموياة ومشااريعها اإلنمائياة‪ ،‬مان أجال إشاباع حاجاات أفاراد مجتمعهاا وتحقياق‬
‫الرخاا والرفاهياة لهام‪ ،‬فمان أجال ذلاك اهتمات الادول المعاصارة بالضاريبة كماورد رئيساي للميزانياة العاماة‪،‬‬
‫والجزائر ل يست بمنأى عن ذلك بحيث ماا تازال تحارب وبشاكل حإلياث إليجااد أداة تمويلياة تتمياز باالساتقرار‬
‫والدوام في ظل تذبذب وعدم ثبات أسعار الانفط خاصاة ماع ظهاور أزماة الكوروناا‪ ،‬كماا تعاد الجباياة وخاصاة‬
‫الجباية العادية المورد الرئيسي وتعتبر من أهم المصادر التمويلية ووسايلة فعالاة تكمكان الدولاة مان التادخل فاي‬
‫الحياة االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫لااذلك ساانتطرق فااي باااد األماار لموضااوع الضاارائب بالدراسااة والتحلياال ماان خااالل تحديااد بنا اتهااا‬
‫المفاهيمية‪ ،‬ليتضح لنا مدى أهمية وضرورة القانون الجبائي في كامل سيرورة ودورة الضريبة والذي يعتبار‬
‫بمإلابة المسار الصحيح الذي تتبعه الضريبة حتى يتحقق الهدف من إحداثها وإنشائها‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للضريبة والنظام الضريبي الجزائري‬
‫‪ /1‬اإلطار المفاهيمي للضريبة‪ :‬تعتبر الضرائب من أقدم و أهم مصادر اإليرادات العامة ‪،‬حيث‬
‫شكلت خالل فترات طويلة العنصر األساسي في األعمال و الدراسات العلمية المالية‪ ،‬و هدا األمر ليس راجعا‬
‫لكونها إحدى أبرز مصادر اإليرادات العامة فقط ولكن ألهمية الدور الذي تؤديه في سبيل تحقيق أهداف‬
‫السياسة المالية من جهة ولما تحدته من إشكاالت تقنية و اقتصادية متعلقة بفرضها أو بآثارها من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬ويجب أن نشير أن اعتماد الدولة على الضريبة في العصر الحديث يكاد يكون شبه كلي وهدا باستإلنا‬
‫بعض الدول ذات الكإلافة السكانية البسيطة و التي تتوفر على ثروات تغنيها عن فرض الضرائب‪.‬‬

‫السنة الثالثة ليسانس‪ .....‬تخصص ‪ :‬إدارة األعمال | المحاضرة‪ :1‬اإلطار النظري للضريبة‬
 ‫‪ 2022‬مقياس‪ :‬جباية المؤسسة ‪ ...‬من إعداد األستاذة ‪ :‬عبدالباقي حياة‬

‫‪ -1-1‬مفهوم الضريبة وخصائصها‪ :‬تسعى الدولة لتحقيق تنمية شاملة تمس كل القطاعات بكل الوسائل‬
‫المتاحة من بينها الضريبة‪ ،‬باعتبارها أداة رئيسية تساهم في اإلنعاش االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬كما أنها تدرج‬
‫من أهم المصادر لتمويل خزينة الدولة‪.‬‬
‫كان في السابق ينظر للضريبة على أنها سعر مقابل حماية الدولة للحرية الفردية أو أنها كشرا سلعة أو‬
‫خدمة‪ ،‬أما النظرة الحديإلة للضريبة فهي إسهام من أفراد المجتمع من أجل االستعمال العام دون تحقيق منفعة‬
‫مباشرة لدافع الضريبة وهو ما يندرج في سياق انخراط الفرد في تحمل أعبا الجماعة‪ ،.‬ولقد عرفها‬
‫"ميشال دارن "على أنها اقتطاع جبري تقوم به السلطة العامة على أموال األفراد قصد توزيع األعبا العامة‬
‫فيما بينهم بإنصاف‪ ،‬وهناك من يعتبر الضريبة فريضة مالية يدفعها الفرد جبرا إلى الدولة أو إحدى الهيئات‬
‫العامة المحلية‪ ،‬بصورة نهائية مساهمة منه في التكاليف واألعبا العامة دون أن يعود عليه نفع خاب مقابل‬
‫ما يدفعه من ضرائب إلى الدولة‪ ،‬كما عرفها رفعت محجوب على أنها‪ :‬اقتطاع مالي تقوم به الدولة عن‬ ‫‪-2-‬‬
‫طريق الجبر من ثروة األشخاب اآلخرين‪ ،‬ودون مقابل‪ ،‬وذلك بغرض تحقيق نفع عام‪.‬‬
‫‪-‬وحسب المفهوم الحديث فإن إضافة إلى سعيها ورا جمع المال بهدف تغطية النفقات العامة‪ ،‬أصبحت وسيلة‬
‫مهمة لتدخل الدولة في تنظيم االقتصاد وتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وسياسية معينة‪ ،‬وحسب هذا‬
‫المفهوم الحديث للضريبة فقد عرفت كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬فقد عرفها" ميل "بأنها استقطاع نقدي تفرضه السلطات العامة على األشخاب الطبيعيين واالعتباريين وفقا‬
‫لقدرتهم التكليفية‪ ،‬بطريقة نهائية وبال مقابل بقصد تغطية األعبا العامة‪.‬‬
‫كما تتمإلل الضريبة في مساهمة تؤخذ صورة نقدية يجبر األفراد(سوا كانوا أشخاصا طبيعيين أو معنويين)‬
‫على تقديمها للدولة بغض النظر عن ما إذا كانوا يستفيدون أم ال من الخدمات العامة التي تقوم بها الدولة وعن‬
‫درجة استفادتهم من هذع الخدمات‪ ،‬وهي تفرض عليهم تحقيقا ألغراض مالية أو سياسية أو اقتصادية أو‬
‫اجتماعية‪.‬‬
‫وهي أيضا مساهمة نقدية تفرض على المكلفين بها حسب قدراتهم التساهمية والتي تقوم عن طريق السلطة‪،‬‬
‫بتحويل األموال المحصلة وبشكل نهائي ودون مقابل محدد‪ ،‬نحو تحقيق األهداف المحددة من طرف السلطة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫من خالل هذع التعاريف يمكن الوصول إلى تعريف مناسب وملم في كون ‪ " :‬أن الضريبة هي اقتطاع عيني‬
‫أو مالي تفرضه الدولة على المكلفين بها بصورة جزئية و نهائية بدون مقابل مباشر بغية تحقيق األهداف‬
‫التنمية االقتصادية و االجتماعية أي هي عبارة عن غطا نقدي جبري مقابل عمل غير مباشر"‪.‬‬
‫من خالل التعريف يمكن استخالب خصائص الضريبة المتمإللة في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الضريبة اقتطاع نقدي؛‬
‫‪ -‬الضريبة ذات طابع إجباري؛‬
‫‪ -‬الضرائب تدفع نهائيا؛‬
‫‪ -‬الضريبة تدفع بدون مقابل؛‬
‫‪ -‬الضريبة تهدف إلى تحقيق النفع العام‪.‬‬
‫أ)‪ -‬الضريبة اقتطاع نقدي‪ :‬تكون على شكل مبلغ من المال بحيث لم تعد ذلك االقتطاع العيني الذي كان‬
‫يتجسد في كمية من محاصيل األرض والقيام بأعمال السخرة و بالتالي الضرائب النقدية تشكل القاعدة العامة‬
‫للضريبة لكونها أكإلر مالئمة لألنظمة االقتصادية و المالية الحديإلة‪.‬‬
‫ب)‪ -‬الضريبة ذات طابع إجباري‪ :‬يقصد بذلك أن الضريبة تفرض و تحصل باالعتماد على ضوابط‬
‫قانونية أي ال تصدر الضريبة إال بقانون وهي تقتطع من األفراد على وجه اإللزام و اإلجبار بغض النظر‬
‫على استعدادع أو رغبته في ذلك و عدم الدفع يجعل الدولة تستخدم طرق التنفيذ الجبرية‪ ،‬وهذا ما يميزها عن‬

‫السنة الثالثة ليسانس‪ .....‬تخصص ‪ :‬إدارة األعمال | المحاضرة‪ :1‬اإلطار النظري للضريبة‬
 ‫‪ 2022‬مقياس‪ :‬جباية المؤسسة ‪ ...‬من إعداد األستاذة ‪ :‬عبدالباقي حياة‬

‫غيرها من اإليرادات المالية األخرى‪ ،‬كالرسوم والقروض االختيارية التي تستخدم الدولة أساليب ا إلغرا‬
‫الكتتاب األفراد مع تعهدها برد األصل وسداد قيمة القرض‪.‬‬
‫ج)‪ -‬الضرائب تدفع نهائيا‪« :‬تفرض الضريبة و تحصل بصفة نهائية من المكلف بها‪ ،‬بحيث ال يمكن‬
‫‪.‬‬
‫استرجاعها و ال يحق المطالبة بها طالما حدث ذلك في حدود ما نص عليه القانون"‬
‫أي أن الفرد عند تسديدع حقوق الضرائب فان ذلك ال يخول له‬ ‫د)‪ -‬الضريبة تدفع بدون مقابل‪:‬‬
‫الحصول على منافع خاصة محددة له ذاتيا‪ ،‬بمعنى ال توجد عالقة بين ما يتم دفعه من ضرائب و ما يحصل‬
‫عليه الفرد من منافع و ذلك لكونه احد أفراد المجتمع تربطه بدولته روابط سياسية‪ ،‬اقتصادية و اجتماعية‪.‬‬
‫الهدف الرئيسي من فرض الضريبة هو تحقيق‬ ‫ه) ‪ -‬الضريبة تهدف إلى تحقيق النفع العام ‪:‬‬
‫الصالح و النفع العام و ذلك من خالل تغطية النفقات العمومية و إعادة توزيع الدخل الوطني‪.‬‬
‫‪ -2/1‬مفهــوم الرســم ‪ :‬يمكن تعريف الرسم بأنه مبلغ من النقود يدفعه الفرد إلى الدولة أو غيرها من‬ ‫‪-3-‬‬
‫أشخاب القانون العام جبرا مقابل انتفاعه بخدمة معينة تؤديها له‪ ،‬ويترتب عليها نفع خاب به إلى جانب نفع‬
‫عام‪.‬‬
‫و من خالل هذا التعريف يمكن أن نستنبط خصائص الرسم و هي كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬الرسم مبلغ من النقود و يقتصر هذا العنصر بالتطور الحديث الذي طرأ في مالية الدولة من حيث اتخاذ‬
‫النفقات العامة للطابع النقدي‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم يفرض مقابل انتفاع الفرد بخدمة معينة أو منفعة خاصة حيث تتخذ هذع األخيرة عدة صور‪،‬‬
‫ومإلال على ذلك‪ ،‬توجد رسوم التقاضي التي تحقق نفعا خاصا للمتقاضين في الحصول على حقوقهم وتحقيق‬
‫المنفعة العامة للمجتمع فتسود العدالة واالستقرار في المجتمع‪.‬‬
‫أما الفرق بين الضرائب والرسوم هو أنه يتفقا في أن كالهما مبلغ من النقود يفرض جبرا‪ ،‬ولكن الرسم‬
‫يختلف عن الضريبة في أنه يفرض مقابل خدمة خاصة تؤدى لدافع الرسم وتعود عليه بنفع خاب‪ ،‬أما‬
‫الضريبة تفرض دون مقابل مساهمة من الفرد في تكاليف األعبا العامة‪ ،‬ويترتب عن هذا االختالف قاعدة‬
‫عامة في تحديد الضريبة تكون المقدرة المالية للفرد بحيث يتناسب سعر الضريبة مع مقدرته أما بالنسبة‬
‫للرسم فإن القاعدة العامة في تحديد سعر الرسم هو القيمة الخدمية التي يحصل عليها الفرد بصرف النظر عن‬
‫مقدرته المالية ‪.‬‬
‫و فيما يلي جدول يلخص المقارنة بين الضريبة و الرسم‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪:)1-1‬المقارنة بين الضريبة و الرسم‬

‫الرسم‬ ‫الضريبة‬

‫السنة الثالثة ليسانس‪ .....‬تخصص ‪ :‬إدارة األعمال | المحاضرة‪ :1‬اإلطار النظري للضريبة‬
 ‫‪ 2022‬مقياس‪ :‬جباية المؤسسة ‪ ...‬من إعداد األستاذة ‪ :‬عبدالباقي حياة‬

‫‪-‬يدفع الرسم بصفة نهائية‪.‬‬ ‫‪ -‬تدفع بصفة إجبارية و نهائية ‪.‬‬

‫‪ -‬يدفع الرسم نقدا‪.‬‬ ‫‪ -‬تدفع الضريبة نقدا‪.‬‬
‫‪ -‬يدفع لتمويل نفقات الخدمات المقدمة ‪.‬‬ ‫‪ -‬تدفع لتمويل ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬ال تؤخذ بعين االعتبار المقدرة التكليفية للفرد‪.‬‬ ‫‪ -‬تفرض غالبا على أساس المقدرة التكليفية‬
‫‪ -‬تهدف الدولة من خالله إلى تعزيز الخزينة‬ ‫للفرد ‪.‬‬
‫العمومية بالموارد المالية و تنظيم االنتفاع بخدمات‬ ‫‪-‬يستهدف أغراض مالية‪ ،‬اجتماعية و اقتصادية‬
‫بعض الهيئات و اإلدارات العامة‪.‬‬ ‫و ذات منفعة عامة‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫يقصد بمباد األساسية لفرض الضريبة مجمل القواعد العامة‬ ‫‪ -3/1‬المبادئ األساسية للضريبة‪:‬‬
‫التي ينبغي أن يقوم عليها النظام الضريبي األمإلل ويعتبر" آدم سميث "أول من نظمها وصاغها في كتابه‬
‫"ثروة األمم"‪ ،‬وتتلخص هذع القواعد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قاعدة العدالة‪la règle du justice :‬‬
‫أي التزام الدولة عند فرضها للضريبة‪ ،‬مراعاة تحقيق مبدأ العدالة والمساواة في توزيع األعبا العامة‬
‫بينهم‪ ،‬فقد رأى" آدم سميث "أنّه يجب أن يساهم رعايا الدولة في النفقات الحكومية وفقا لمقدرتهم‬
‫النسبية(الضريبة النسبية)‪ ،‬ومنه يتحدد سعر نسبي للضريبة من دخل الفرد‪ ،‬ومن ثم فإن النسبة المقتطعة من‬
‫وعا الضريبة تكون دائما واحدة‪ ،‬مهما كان مقدار المادة الخاضعة للضريبة‪.‬‬
‫‪-‬لكن في العصر الحديث اتجه علما المالية إلى فكرة الضريبة التصاعدية بعدما عجزت الضريبة النسبية في‬
‫تحقيق العدالة المنشودة‪ ،‬فتفرض هذع الضريبة بنسب تتغير بتغير قيمة الوعا الضريبي‪ ،‬والشك أن الضريبة‬
‫التصاعدية تحقق قدرا أعلى من العدالة والمساواة بين المكلفين بها‪.‬‬
‫قاعدة اليقين‪ :‬أن تكون الضريبة محددة بصورة قاطعة دون أي غموض‪ ،‬بمعنى أن يكون المكلف على‬
‫يقين التزاماته بصورة واضحة ال لبس فيها‪ ،‬ومن ثم يمكنه أن يعرف مقدما موقفه الضريبي من حيث‬
‫الضرائب الملزم بأدائها وسعرها وكافة المسائل الفنية المتعلقة بالضريبة ‪ ،‬وحتى يتحقق اليقين بمفهومه‬
‫المتقدم‪ ،‬فإنه يلزم لذلك تحقيق أمرين اثنين‪:‬‬
‫‪-‬أولهما‪:‬أن تكون التشريعات المالية والضريبية واضحة جلية‪ ،‬بحيث يفهمها عامة الناس دون عنا أو التباس ‪.‬‬
‫‪-‬وثانيهما‪:‬أن تجعل الدولة في متناول المكلفين جميع القوانين المتعلقة بالضرائب ‪ ،‬وذلك عن طريق النشر‬
‫واإليضاح في الجريدة الرسمية أو بإحدى وسائل النشر األخرى‪.‬‬
‫‪-‬ويؤدي إحترام هدع القاعدة وضوح إلتزامات الممول تجاع الخزينة العامة من جهة وقيام الجهة اإلدارية‬
‫المختصة بالتقيد بالقانون وعدم التعسف في استعمال السلطة‪.‬‬
‫‪ -‬تقتضي هدع القاعدة بوجوب تنظيم أحكام ضريبية تتال م مع أحوال‬ ‫‪ -‬قاعدة المالئمة في الدفع‪:‬‬
‫المكلفين‪ ،‬سوا من حيث اختيار وعا ها وأسلوب تحديدع أو من النواحي المرتبطة بكيفية الجباية وموعدها‬
‫وإجرا اتها‪ ،‬أي أن ميعاد تحصيل ضريبة يجب أن يكون في الوقت الذي يحصل فيه المكلف على دخله‬
‫الخاضع للضريبة‪ ،‬كأن تكون مباشرة بعد جني المحصول أو عند المصدر بالنسبة للضريبة على الدخل أو‬
‫اعتماد نظام التقسيط في الدفع ‪.....‬‬
‫أي تالئم ميعاد تحصيل الضريبة مع موعد تحقيق الدخل أين يكون المكلف أكإلر قدرة وتقبال لعب‬
‫الضريبة مإلال في الجزائر تقتطع ضريبة الدخل اإلجمالي بالنسبة لألجور من المنبع ‪.‬‬

‫السنة الثالثة ليسانس‪ .....‬تخصص ‪ :‬إدارة األعمال | المحاضرة‪ :1‬اإلطار النظري للضريبة‬
 ‫‪ 2022‬مقياس‪ :‬جباية المؤسسة ‪ ...‬من إعداد األستاذة ‪ :‬عبدالباقي حياة‬

‫‪ -‬قاعدة االقتصاد في النفقة‪- :‬ويقصد بهذع القاعدة أن يتم تحصيل الضريبة بأيسر الطرق التي ال تكلف‬
‫اإلدارة الضريبية مبالغ كبيرة‪ ،‬خاصة في ظل الروتين واإلجرا ات المعقدة‪ ،‬مما يكلف الدولة نفقات قد‬
‫تتجاوز حصيلة الضريبة ذاتها‪ ،‬ومراعاة هذع القاعدة يضمن للضريبة فعاليتها كمورد هام تعتمد عليه الدولة‬
‫دون ضياع جز كبير منه في سبيل الحصول عليه‪ ،‬أي أن تكون حصيلة الضريبة اكبر من النفقات التي‬
‫تتحملها الدولة في عملية فرض الضريبة و تحصيلها‪.‬‬
‫‪ - 4/1‬أهداف الضريبة‪ :‬إن فرض الضريبة على األفراد الغرض منه تحقيق أهداف عديدة في مقدمتها‬
‫الهدف التمويلي‪ ،‬باعتبارها مصدر هام لإليرادات العامة باإلضافة إلى هدف اقتصادي‪ ،‬اجتماعي وحتى‬
‫سياسي‪ ،‬و تمإلل هذع األهداف في‪:‬‬
‫الهدف المالي‪" :‬حسب النظرية الكالسيكية‪ ،‬فإن تغطية النفقات العمومية هو الهدف الوحيد للضريبة والتي‬
‫ال يجب أال يكون لها أي تأثير اقتصادي "‪" ،‬إال أن الضريبة قد تستخدم كأداة لتحقيق أهداف أخرى بل ويرى‬ ‫‪-5-‬‬
‫البعض أن الوظيفة المالية للضريبة أصبحت اقل وظائفها أهمية حيث تستخدم الضريبة بصفة أساسية لتحقيق‬
‫‪.‬‬
‫أهداف غير مالية "‬
‫و بالتالي نستخلص أن الهدف المالي من الضريبة يتمإلل في إمكانية توفير الموارد المالية للدولة ألجل القيام‬
‫بالتزامات اإلنفاق على الخدمات العامة الالزمة ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫أما في الواقع ‪ ،‬فاالقتطاع الضريبي يقلص من القدرة الشرائية لألفراد‪ ،‬مما يحدث انعكاسات اقتصادية‪ ،‬وفي‬
‫نفس السياق فالضريبة تزيد من أسعار السلع وبالتالي تؤثر في حجم استهالكها‪.‬‬

‫الهدف االقتصادي‪ :‬تعمل على‪ ":‬تحقيق االستقرار عبر الدورة االقتصادية عن طريق تخفيض الضرائب‬
‫في حالة االنكماش وامتصاب القوة الشرائية لدى األفراد بواسطة الضرائب في حالة التضخم أو كأداة‬
‫لتشجيع بعض أنواع النشاط االقتصادي عن طريق إعفا النشاط من الضريبة أو تخفيضها "‪.‬‬
‫و في هذا اإلطار يمنح المشرع بموجب مختلف قوانين الضرائب إعفا ات جبائية تامة من الضريبة على‬
‫الدخل وكذا الرسم على النشاطات الصناعية والتجارية لصالح المؤسسات المعتمدة في إطار تشجيع االستإلمار‬
‫االقتصادي الخاب و العام أو المنتجة لمواد مخصصة للتصدير "‪.‬‬
‫وأيضا من أهم األهداف الضريبية في عصرنا الحاضر‪ ،‬نجد‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام الضريبة لتشجيع بعض النشاطات اإلنتاجية‪،‬‬
‫‪ -‬استخدام الضريبة لمعالجة الركود االقتصادي‪،‬‬
‫‪ -‬استخدام الضريبة لمنع التمركز في المشاريع االقتصادية‪،‬‬
‫‪ -‬استخدام الضريبة لتشجيع االستإلمار واالدخار‪.‬‬
‫الهدف السياسي‪ " :‬الضريبة تستخدم كأداة من أدوات السياسة الخارجية‪ ،‬كما في حالة استخدام الرسوم‬
‫الجمركية لتسهيل التجارة لبعض الدول أو الحد منها تحقيقا ألغراض سياسية "‪ ،‬والمقصود باألغراض‬
‫السياسية كما هو الحال في الحروب التجارية بين البلدان المتقدمة ( اليابان ‪،‬الواليات المتحدة األمريكية‪.) .‬‬
‫الهدف االجتماعي‪ :‬األهداف االجتماعية للضريبة كإليرة ومتنوعة‪ ،‬وخصوصا بعد ظهور مفهوم العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وبروز االتجاهات الحديإلة لتوزيع عادل للدخل باإلضافة إلى ظهور مفاهيم توزيع العب‬
‫الضريبي في المجتمع حسب مستوى الدخل‪.‬‬
‫ولقد حاولت الدول في عصرنا الراهن استخدام الضريبة كوسيلة هامة في تحقيق مجموعة من الغايات‬
‫االجتماعية ومن أهمها‪ - :‬منع تكتل الإلروات في أيدي عدد قليل من أفراد المجتمع‪ ،‬ويتم ذلك بطرائق متعددة‬
‫منها فرض ضريبة على الإلروات‪ ،‬وفرض ضرائب عالية على السلع الكمالية‪ ،‬وعن طريق التصاعد في‬
‫معدل الضريبة‪.‬‬

‫السنة الثالثة ليسانس‪ .....‬تخصص ‪ :‬إدارة األعمال | المحاضرة‪ :1‬اإلطار النظري للضريبة‬
 ‫‪ 2022‬مقياس‪ :‬جباية المؤسسة ‪ ...‬من إعداد األستاذة ‪ :‬عبدالباقي حياة‬

‫‪-‬معالجة أزمة السكن‪ ،‬وذلك بحيث يمكن استخدام الضريبة كوسيلة لحل مشكلة السكن‪،‬وذلك بإعفا رأسمال‬
‫المستإلمر في هذا القطاع من الضرائب لفترة محددة مإلال أو تسمح باالستهالك السريع لألدوات والتجهيزات‬
‫المستخدمة في قطاع اإلسكان‬
‫‪ -‬فرض ضريبة مرتفعة على بعض السلع التي ينتج عنها أضرار اجتماعية كالمشروبات الكحولية فهي‬
‫بالتالي لها هدف اجتماعي و أخالقي‪.‬‬
‫‪ -‬كما تعمل الدولة على مساعدة بعض الفئات االجتماعية بإعفائها من الضريبة على الدخل ومإلال على ذلك‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬ذوي الدخل المتواضع "‬

‫‪-6-‬‬

‫السنة الثالثة ليسانس‪ .....‬تخصص ‪ :‬إدارة األعمال | المحاضرة‪ :1‬اإلطار النظري للضريبة‬