You are on page 1of 10

‫الفصل األول – الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬

‫الفصل األول‬
‫الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬
‫(الجداوي والعنبكي‪ /‬المحاسبة والتحاسب‬ ‫التطور التاريخي للضرائب‬
‫الضريبي) (‪)2016‬‬
‫‪ – 1‬المرحلة التقليدية أو البدائية‪ -:‬وهي مرحلة ما قبل نشوء الدولة التقليدية‬
‫بتنظيماتها المعروفة والتي كانت ُم َمثلة في القبيلة أو العشيرة وكان االعتماد‬
‫على ما يعطيه أفراد تلك المجتمعات إلى قائدهم طواعية واختياراً سواء كان‬
‫نقداً أو عيناً للمساهمة في تحسين أوضاع ذلك التنظيم‪.‬‬

‫‪ – 2‬مرحة نشوء وتطور الدولة التقليدية‪ -:‬وتشمل هذه الفترة ظهور تنظيمات‬
‫أكثر تطوراً من سابقتها كنظام سياسي إذ أصبحت الدولة هي األساس ضمن‬
‫هذه الفترة وليس القبيلة أو العشيرة‪ ،‬وأصبح الهدف من فرضها هو الحصول‬
‫على موارد مالية مع عدم أخذ آثار الضرائب األخرى في االعتبار وقد فرضت‬
‫الضرائب‪ D‬على األراضي والمواشي والرؤوس واالنتاج الزراعي وغيرها‪.‬‬

‫‪ – 3‬المرحلة التالية لظهور الدولة‪ -:‬نظراً لتطور العالقات االقتصادية بين الدول‬
‫بعضها مع البعض األمر الذي جعل الحكومات تلجأ إلى تخفيف عبء‬
‫الضرائب‪ D‬المباشرة المفروضة في فترات سابقة وفرض ضرائب غير مباشرة‬
‫لها عالقة بتجارتها الخارجية إذ فرضت تلك الضرائب‪ D‬على الصادرات‬
‫والواردات‪ D‬للبالد‪.‬‬

‫‪ – 4‬مرحلة سعي الدولة لتحقيق الرفاهية‪ -:‬بعد أن أصبحت الدولة تتمتع باحترام‬
‫جميع مواطنيها اتسعت أهدافها إذ أنها تسعى لتحقيق أكبر قدر من الرخاء‬
‫والرفاهية للجميع لذا أخذت الدولة تستخدم الضرائب‪ D‬ال لكونها مورداً مالياً فقط‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~‪~1‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل األول – الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬

‫وإ نما استخدمتها لتحقيق ما تصبو إليه من أهداف تصب في الرفاهية المنشودة‪،‬‬
‫وقد ظهرت هذه المرحلة بشكل واضح بعد ظهور المشروعات الكبيرة التي‬
‫أدى‬
‫مما ّ‬
‫أدت بدورها إلى حدوث التطورات‪ D‬االقتصادية واالجتماعية والسياسية ّ‬
‫ّ‬
‫إلى العودة إلى الضرائب‪ D‬المباشرة بشكل أوسع على حساب التقليل من‬
‫الضرائب‪ D‬المباشرة بشكل أوسع على حساب التقليل من الضرائب‪ D‬غير‬
‫المباشرة لسهولة وإ مكانية معرفة آثار الضرائب‪ D‬المباشرة في تحقيق الرفاهية‪.‬‬

‫مفهوم الضريبة ‪-:‬‬


‫للضريبة تعاريف عدة تختلف باختالف نوعها والتطور االقتصادي للمجتمع‬
‫معنى متقارباً إذ هي ((فريضة نقدية إلزامية تفرضها الدولة وفق‬ ‫إال أنها تعطي‬
‫ً‬
‫القانون وتشريع خاص بهذا الغرض وتحصل من األشخاص طبيعيين كانوا (أفراد)‬
‫أو معنويين (شركات) دون مقابل مباشر وبشكل نهائي لتتمكن الدولة من تغطية‬
‫نفقاتها المختلفة ولتحقيق أهدافها التي تصب في مصلحة المجتمع))‪.‬‬

‫خصائص الضريبة ‪-:‬‬


‫من التعريف السابق يتبين بأن الضريبة تتميز بالعناصر التالية ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬إنها فريضة‪ 0‬نقدية‪ -:‬تفرض كقاعدة عامة إذ أن األشخاص طبيعيون كانوا‬


‫أم معنويين يدفعون الضريبة بشكل نقدي على اعتبار أن صفة النقد للضرائب‪D‬‬
‫هي األكثر شيوعاً في الوقت الحالي كونها أكثر مالءمة لالقتصاد الحديث‬
‫والنظام المالي المعاصر‪.‬‬

‫‪ – 2‬إنها فريضة‪ 0‬إجبارية‪ -:‬فالمكلف بأداء الضريبة بالكيفية والموعد الذي يحدده‬
‫القانون وبخالفه تحصل الضريبة بكافة الوسائل الجبرية على الرغم من كونها‬
‫ليست غرامة‪.‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~‪~2‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل األول – الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬

‫‪ – 3‬إنها تحويل أموال من القطاع الخاص إلى القطاع العام‪ -:‬إذ ال ُيعد استقطاع‬
‫الدولة المبلغ من أرباح المنشأة االقتصادية الحكومية من قبل الدولة لتمويل‬
‫الموازنة العامة ال تُعد ضريبة وإ نما هي عبارة عن عملية تحويل أموال‬
‫حكومية إلى أموال حكومية أخرى‪.‬‬

‫‪ – 4‬ليس لها مقابل مباشر‪ -:‬فالمكلف يدفع الضريبة دون أن يحصل مقابلها‬
‫على نفع خاص به ولكنه يدفعها كمساهمة منه في التكاليف واألعباء العامة‬
‫بصفته عضو في مجتمع معين‪.‬‬

‫‪ – 5‬تُدفع بصفة نهائية‪ -:‬وهذا يعني أن المكلف ليس له الحق في استرداد المبالغ‬
‫التي دفعها للخزينة العامة كضريبة وال المطالبة بفوائد عنها طالما تم تحصيلها‬
‫طبقاً للقوانين واإلجراءات بشكل سليم‪.‬‬

‫‪ – 6‬تُفرض وتُجبى على أساس معايير معتمدة مسبقاً‪ -:‬إن الضريبة ال تفرض‬
‫وال تغطى إال بقانون وتقوم السلطة المالية باقتراح لوائح وإ جراءات لفرض‬
‫وتحصيل أو إعفاء تلك الضرائب بعد مناقشة تلك القوانين والمصادقة عليها‬
‫من قبل ممثلو الشعب في البرلمان‪.‬‬

‫‪ – 7‬غرضها األساسي‪ -:‬هو تمويل النفقات العامة التي تنفقها الدولة لتقديم الخدمات‬
‫الضرورية‪ D‬للمجتمع كالتعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬األمن‪ ،‬الدفاع ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫أهداف الضريبة ‪-:‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~‪~3‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل األول – الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬

‫‪ – 1‬الهدف المالي‪ -:‬إن الهدف األساسي من الضريبة هو هدف مالي الغرض منه‬
‫هو تمويل الخزينة العامة للدولة وذلك لغرض تقديمها لإلنفاق العام للتربية‬
‫والتعليم والصحة واإلسكان والدفاع ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الهدف االجتماعي‪ -:‬تستخدم الضريبة لتحقيق تقليل التفاوت بين الدخول‬


‫الكبيرة وغيرها من الدخول وذلك بفرض ضريبة تصاعدية على الدخل‬
‫وتستخدم الضريبة للحد من استهالك بعض السلع غير المرغوب‪ D‬بها اجتماعياً‬
‫كالسكائر والخمور‪.‬‬

‫‪ – 3‬الهدف االقتصادي‪ -:‬للضريبة أهداف اقتصادية فقد اتخذت من الضريبة أداة‬


‫منذ زمن بعيد لدعم الصناعة الوطنية باتباع سياسة الحماية الكمركية بفرض‬
‫الضرائب العالية على استيراد السلع األجنبية المستوردة من الخارج والتي‬
‫يوجد ما يماثلها من السلع الوطنية حتى تتمكن المنتجات الوطنية من منافسة‬
‫مثيالتها من السلع األجنبية‪ .‬وكذلك تستخدم الضريبة كأداة لتوجيه االستثمار في‬
‫المجال الذي ترغب فيه الدولة وتتخذ الدول في الوقت الحاضر من الضريبة‬
‫أداة لتحقيق التنمية االقتصادية وتحقيق االستقرار االقتصادي في معالجة حالة‬
‫الركود أو التضخم عن طريق امتصاص القوة الشرائية الزائدة بواسطة فرض‬
‫ضرائب تصاعدية على األموال الموجودة في البالد واالحتفاظ بها وعدم‬
‫إعادتها للتداول‪.‬‬

‫أركان الضريبة ‪-:‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~‪~4‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل األول – الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬

‫المشرع الضريبي‪ D‬بدقة‬


‫ِّ‬ ‫إن فرض الضريبة يتطلب أركان ضرورية حددها‬
‫حين وضع تلك التشريعات إذ ال يمكن أن تحقق أو تحصل الضرائب دون هذه‬
‫األركان وهي‪-:‬‬

‫‪ – 1‬الواقعة المنشئة‪ 0‬للضريبة‪ -:‬إذ ال تتحقق الضريبة‪ D‬إالّ بقيام واقعة محددة‬
‫فضريبة الدخل ال تتحقق إالّ إذا حصل شخص على دخل يخضع للضريبة‬
‫عنه‪.‬‬

‫(الممول)‪ -:‬ويسمى أيضاً بدافع الضريبة وهو الشخص سواء‬


‫ّ‬ ‫‪ – 2‬المكلف‬
‫كان طبيعياً (فرد) أو معنوياً (شركات) الذي يفرض القانون عليه دفع الضريبة‪D‬‬
‫وهناك فرق بين من يجب عليه بموجب القانون دفع الضريبة وبين من يتحمل‬
‫عبئها بالنهاية‪.‬‬

‫‪ – 3‬وعاء الضريبة‪ 0-:‬وقصد به المادة أو العنصر أو الشيء الذي تفرض عليه‬


‫الضريبة وقد يكون شخص أو مال أو سلعة وتتوقف عدالة الضريبة ووفرة‬
‫حصيلتها على حسن اختيار وعائها‪.‬‬

‫‪ – 4‬مقياس الضريبة‪( 0‬سعر الضريبة)‪ 0-:‬وهي نسبة ما ُيستقطع من الوعاء الخاضع‬


‫لها‪ .‬والسعر نوعان‪-:‬‬

‫أ – سعر نسبي‪ -:‬وهو السعر الذي يبقى ثابتاً ال يتغير بتغير مقدار الوعاء‬
‫مثال ذلك ُيستقطع ‪ %10‬سنوياً من إيراد إيجار العقار بغض النظر عن‬
‫مقداره‪.‬‬

‫ب – السعر التصاعدي‪ -:‬وهو السعر الذي يزداد بازدياد وعاء الضريبة‬


‫فيرتفع السعر كلما زاد مقدار وعائها‪.‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~‪~5‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل األول – الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬

‫القواعد الضريبية‪-:‬‬
‫وتسمى أيضاً بالقواعد األساسية للضريبة‪ D‬وتعتبر الضريبة أداة لتمويل الخزينة‬
‫العامة للدولة باألموال الالزمة بما لها من سيادة القانون على جميع األفراد‪.‬‬
‫فالمكلف يعتبر الضريبة عبء وتضحية ألنها تحرمه من بعض أمواله لذلك فإن‬
‫الضريبة تخضع للقواعد األساسية اآلتية‪-:‬‬
‫ويقصد بها أن يتحمل أفراد المجتمع ألعباء ونفقات‬
‫‪ – 1‬قاعدة العدالة (المساواة)‪ُ -:‬‬
‫الدولة كل حسب مقدرته أو كل حسب مدخوالته وذلك تحت ظل حماية الدولة‬
‫لهم وبذلك تتحقق العدالة أي أن أساس فرض الضريبة هو التناسب بين‬
‫المدخوالت وبين الضريبة‪ .‬لذلك فإن النظام الضريبي يجب أن يتضمن سعراً‬
‫شرع على أساس قابلية المكلفين على الدفع والتضحية‪.‬‬
‫تصاعدياً ُي ّ‬
‫‪ – 2‬قاعدة اليقين‪ -:‬تعني هذه القاعدة أن الضريبة يجب أن تكون مؤكدة وليست‬
‫تحكمية فالمكلف يجب أن يعرف الوعاء التي تفرض الضريبة عليه المقدار‬
‫والمقدار الذي عليه أن يدفعه ووقت أداء الضريبة وكيفية دفع الضريبة وغيرها‬
‫من األمور األخرى‪.‬‬
‫‪ – 3‬قاعدة المالءمة‪ -:‬وتبعاً لهذه القاعدة فإن الضريبة يجب أن تُجبى بطريقة‬
‫مالئمة لدافع الضريبة أي أن الضريبة يجب أن تُجبى في الوقت والطريقة‬
‫المالئمة بالنسبة للمكلف والتي تمكنه من دفعها‪.‬‬
‫‪ – 4‬قاعدة االقتصاد‪ -:‬وهذه القاعدة تتصل مباشرة بدائرة الضريبة حيث ينبغي أن‬
‫تكون نفقات دائرة الضريبة أقل من اإليرادات المستحصلة أي أن نفقات جباية‬
‫الضرائب يجب أن تكون منخفضة لكي تستمر دائرة الضريبة بجباية إيراداتها‬
‫التي تتجاوز تلك النفقات‪.‬‬
‫مفهوم المحاسبة الضريبية‪-:‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~‪~6‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل األول – الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬

‫على الرغم من اتفاق الكتّاب في الفكر المحاسبي على أهمية العالقة بين‬
‫المحاسبة والضرائب إالّ أنهم اختلفوا في تحديد طبيعة هذه العالقة وتعددت اآلراء‬
‫بشأن اصطالح المحاسبة الضريبية ويمكن تلخيصها باآلتي‪-:‬‬
‫أدى إلى خلق فرع‬
‫االتجاه األول‪ -:‬يعد العالقة بين المحاسبة والضرائب‪ D‬قد ّ‬
‫جديد من فروع المحاسبة يطلق عليه المحاسبة الضريبية كباقي الفروع األخرى‪.‬‬
‫ويمكن تعريف المحاسبة الضريبية طبقاً لهذا الرأي‪.‬‬
‫((هو ذلك الفرع من المحاسبة الذي يختص بقياس المعلومات الخاصة بتحديد الوعاء‬
‫الضريبي ومن ثم فيه األموال التي يساهم المكلف فيها من األعباء العامة التي تم ّكن‬
‫الدولة من تحقيق أهدافها االقتصادية واالجتماعية والسياسية ‪ ،‬وقد تكون تلك‬
‫المعلومات داخل المنشأة ومثبتة في سجالتها أم كانت من خارج المنشأة كالمعلومات‬
‫التي تحتفظ بها اإلدارة الضريبية والتي ترد إليها من دوائر الدولة))‪.‬‬
‫وهذا الرأي يحدد بشكل قاطع أن المحاسبة الضريبية‪ D‬هي فرع مستقل من فروع‬
‫المحاسبة شأنها في ذلك شأن بقية الفروع األخرى للمحاسبة‪ .‬ومن خالل التعريف‬
‫يمكن تضمين وجود الخصائص التي يمكن إبرازها على النحو اآلتي‪-:‬‬
‫‪ – 1‬إن المحاسبة الضريبية فرع مستقل من فروع المحاسبة وليست مجرد دراسة‬
‫للتعرف على الصلة بين المحاسبة وتشريعات الضرائب‪.‬‬
‫‪ – 2‬إن المحاسبة الضريبية تشتمل على نشاطي القياس والتوصيل‪.‬‬
‫‪ – 3‬إن المحاسبة الضريبية تهدف إلى توفير معلومات تتعلق في تحديد الضريبة‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ -:‬ال تُعد المحاسبة الضريبية فرعاً مستقالً وإ نما هي فرع من فروع‬
‫المحاسبة المالية ويفرق أصحاب هذا الرأي بين الدخل المحاسبي والذي تظهره‬
‫القوائم المالية التي يجري إعدادها وفقاً لقواعد المحاسبة المتعارف عليها‪ .‬والدخل‬
‫الضريبي الذي يظهره اإلقرار الضريبي هو مجرد تعديالت للدخل في ضوء أحكام‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~‪~7‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل األول – الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬

‫وتشريعات الضريبة وتلك التعديالت هي حساب ضريبي وليست محاسبة ضريبية‪.‬‬


‫فالمحاسبة الضريبية بحسب أنصار هذا الرأي تتطلب تنظيم محاسبي مستقبل‬
‫للمحاسبة الضريبية‪ D‬إذ تكون هناك دفاتر ومستندات وقوائم مالية تتعلق وأحكام‬
‫التشريع الضريبي وعليه فإن النظام المحاسبي الضريبي يتطلب بيانات مستقلة‬
‫ومنفصلة عن المحاسبة المالية‪.‬‬
‫االتجاه الثالث‪ -:‬فيرى أصحاب هذا االتجاه بأنه على الرغم من الشيوع الواضح‬
‫في استخدام واستعمال مصطلح المحاسبة الضريبية في غالبية الكتابات المحاسبية‬
‫أن هذا االصطالح ُيعد غير دقيق من الناحية الموضوعية‬‫في مجال الضريبة إالّ ّ‬
‫ويمكن تبرير ذلك على النحو التالي‪-:‬‬
‫‪ – 1‬ليس هناك تنظيم محاسبي مستقل للمحاسبة الضريبية‪ D‬في أي شركة بجانب‬
‫النظم األخرى مثل نظام المحاسبة المالية ونظام محاسبة التكاليف إذ ليس هناك‬
‫أية مقومات لنظام للمحاسبة الضريبية ((مجموعة دفترية‪ ،‬دورة مستندية‪ ،‬دليل‬
‫حسابي‪ ،‬ضبط داخلي)) مستقلة تتفق وأحكام التشريع الضريبي وجميع النظم‬
‫المحاسبية الموضوعة لمنشآت األعمال هي في األصل أما نظم محاسبة مالية‬
‫أو نظم محاسبة التكاليف وعلى أساس مخرجات نظم المحاسبة المالية‬
‫والتكاليف يحدد الدخل الخاضع للضريبة في ضوء متطلبات التشريع‬
‫الضريبي‪D.‬‬
‫‪ – 2‬إن الدور المحاسبي والوظيفة المحاسبية في بعض أنواع الضرائب‪ D‬غير‬
‫واضحة فهناك بعض من الضرائب ال يعتمد على بيانات ومعلومات نظم‬
‫المحاسبة المالية ونظام محاسبة التكاليف في تحديد اإليراد والدخل الخاضع‬
‫للضريبة إذ يتضمن عمليات ذات طبيعة مستقلة وذات طبيعة خاصة وعلى‬
‫سبيل المثال الضريبة التي تسري على الدخل من العقارات تحدد على أساس‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~‪~8‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل األول – الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬

‫حكمي وعادة ما يتبع ذلك األسلوب عدم مسك المالك بدفاتر منتظمة تستعمل‬
‫في تسجيل إيراداتهم ومصروفاتهم المرتبطة بهذه العقارات‪.‬‬
‫‪ – 3‬في حالة التحاسب الضريبي على األساس الجزافي للمكلفين الذين ال يمسكون‬
‫دفاتر على االطالق ال يكن هناك مجال لالستفهام من بيانات النظام المحاسبي‬
‫ألنه ال يوجد أساس ومن ثم يكون هناك تحاسب ضريبي وليس محاسبة‬
‫ضريبية‪.‬‬
‫وفي ضوء ما تقدم يرى بعض األساتذة المتخصصين في مجال المحاسبة‬
‫الضريبية أن المحاسبة الضريبية أشمل من أن تقتصر على تعديل الربح المحاسبي‬
‫إلى ربح ضريبي وإ نما تشتمل على محاسبة جميع المكلفين سواء الذين يمسكون‬
‫دفاتر تجارية أم الذين ال يمسكون دفاتر وأن ال تقتصر على ضريبة الدخل لوحدها‬
‫وإ نما تمتد لتشمل جميع الضرائب لذلك جرى تبني التعريف التالي للمحاسبة‬
‫الضريبية‪D-:‬‬
‫((األساليب والوسائل المستخدمة‪ 0‬لتعيين وتقدير أموال األشخاص الطبيعيين‬
‫والمعنويين (أفراد وشركات) الخاضعة للضريبة‪ 0‬وتحديد حصة الدولة منها))‪.‬‬
‫أي تحديد مقدار الضريبة التي يجب على المكلفين دفعها طبقاً لقانون الضريبة‬
‫من ذلك تبين مدى العالقة القوية بين المحاسبة الضريبية والقانون الضريبي‪.‬‬
‫التحاسب الضريبي‪-:‬‬
‫هو ذلك العنصر من النظام الضريبي المعني بتنفيذ األحكام التشريعية‬
‫المتضمنة للسياسات الضريبية للدولة وبذلك يمكن تعريفه بأنه‪-:‬‬
‫((ذلك النظام الفرعي ضمن النظام الضريبي‪ 0‬الذي يختص بتنفيذ أحكام التشريع‬
‫الضريبي فهو الذي يتولى تطبيق أحكام التشريع الضريبي‪ 0‬المتضمنة‪ 0‬للسياسات‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~‪~9‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬
‫الفصل األول – الضريبة مفهوم وخصائص وأهداف وأركان‬

‫الضريبية‪ 0‬والسعي لتجسيدها على واقع الحياة االجتماعية واالقتصادية في‬


‫المجتمع))‪.‬‬

‫د‪ .‬خضر باري فريح السراي‬ ‫~ ‪~ 10‬‬ ‫المحاسبة الضريبية للمرحلة الثالثة‪ /‬محاسبة‬

You might also like