You are on page 1of 19

‫ما هو منهج دراسة الحالة ؟‬

‫‪ www.b-sociology.com‬بوابة علم االجتماع‬

‫المحتويات‬ ‫•‬
‫مقدمة‪'.‬‬ ‫•‬
‫مفهوم منهج دراسة الحالة‪:‬‬ ‫•‬
‫أو الً ‪ -‬تعريف دراسة الحالة‪.‬‬ ‫•‬

‫ثان يا ً ‪ -‬أغراض دراسة الحالة‪.‬‬ ‫•‬

‫ثال ثا ً ‪ -‬عالقة دراسة الحالة بمناهج البحث األخرى‪.‬‬ ‫•‬

‫خطوات منهج دراسة الحالة‪.‬‬ ‫•‬


‫مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة‪:‬‬ ‫•‬
‫أو الً ‪ -‬الخصائص المهمة في دراسة الحالة‪.‬‬ ‫•‬

‫ثان يا ً ‪ -‬مزايا وعيوب منهج' دراسة الحالة‪.‬‬ ‫•‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫يعتبر منهج دراسة الحالة منهجا متميزا يقوم على أساس االهتمام بدراسة الوحدات‬
‫االجتماعية بصفتها الكلية ثم النظر أي الجزيئات من حيث عالقتها بالكل الذي يحتويها‪ ،‬وتذهب‬
‫دراسة الحالة إلى ما هو أبعد من المالحظة العابرة أو الوصف السطحي فهي أحد مناهج البحث‬
‫العلمي القائمة على االستقصاء والتحقق والفحص الدقيق والمكثف لخلفية المشكلة ونصها‬
‫الحالي وتفاعالتها البيئية ضمن إطار فردي أو تنظيمي أو جماعي أو مجتمعي محدد‪.‬‬
‫فهي كمنهجتقوم على أساس اختبار وحدة إدارية أو اجتماعية واحدة كمدرسة أو مكتبة واحدة‬
‫أو قسما واحدا من أقسامها أو فردا واحدا أو جماعة واحدة من األشخاص‪،‬وجمع المعلومات‬
‫التفصيلية عن كل جوانب أنشطة هذه الوحدة وصفاتها فقد تدرس حالة الشخص مدمن على‬
‫المخدرات لغرض معرفة كل تفاصيل حياته وتاريخه أو تدرس حالة عائلة واحدة بشكل مفصل‬
‫ومعرفة كل ما يتعلق بنشاطها وحركتها‪ ،‬و هكذا‪.....‬‬
‫من جهة أخرى فقد سلكت من المؤسسات المعاهد التعليمية والتدريبية طريقة أسلوب الحالة‬
‫كوسيلة تعليمية وتدريبية ذلك ألن دراسة الحاالت وفلسفتها تكمن في كونها وسيلة لتطوير‬
‫مدارك رجال اإلدارة أو طلبة الدراسات الجامعية في العملية اإلدارية بالتمحيص والتمعن‬
‫ومناقشة حاالت حية غالباً‪ ،‬وتصور حلوالً لها‪ ،‬ومن ثم اقتراح حل مرجح للتنفيذ‪.‬‬

‫مفهوم منهج دراسة الحالة‪.‬‬

‫تعريف دراسة الحالة‪.‬‬


‫تشمل "الحالة" في تعريف الباحث أي شخص أو مجموعة من‬
‫األشخاص )األسرة ‪،‬مؤسسة ‪،‬مجتمع ( يرغب الباحث في دراستها بتفصيل كبير ) يمكن أن‬
‫تستخدم هذه الطريقة في ظروف معينة على الحيوانات أيضا ً‪(.‬‬
‫و بالتالي فان دراسة الحالة تعرف على أنها منهجا لتنسيق وتحليل المعلومات التي يتم جمعها‬
‫عن الفرد وعن البيئة التي يعيش فيها‪.‬‬
‫أي أن منهج دراسة الحالة هو نوع من البحث المتعمق في فردية وحدة اجتماعية سواء كانت‬
‫هذه الوحدة فردا أو أسرة أو قبيلة أو قرية أو نظاما أو مؤسسة اجتماعية أو مجتمعا محليا أو‬
‫مجتمعا عاما يهدف إلى جمع البيانات والمعلومات المفصلة عن الوضع القائم للوحدة وتاريخها‬
‫وخبراتها الماضية وعالقاتها مع البيئة ثم تحليل نتائجها بهدف الوصول إلى تعميمات يمكن‬
‫تطبيقها على غيرها من الوحدات المتشابهة في المجتمع الذي تنتمي إليه هذه الحالة أو الوحدة‬
‫بشرط أن تكون الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد تعميم الحكم عليه‪،‬بحيث تستخدم أدوات قياس‬
‫موضوعية لجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها حتى يمكن تجنب الوقوع في األحكام الذاتية‪O.‬‬
‫فمنهج دراسة الحالة يقوم على التعمق في دراسة مرحلة معينة من تاريخ حياة الوحدة‬
‫موضوع الدراسة أو دراسة جميع المراحل التي مرت بها‪.‬‬
‫وكذلك يقوم بفحص واختيار مجموعة العوامل التي تتصل بسلوك معين في هذه الوحدة وذل‪OO‬ك‬
‫بغرض الكشف عن العوامل التي تؤثر في الوحدة المدروسة وعن العالقات السببية بين أجزاء‬
‫هذه الوحدة‪.‬‬
‫كما ويقوم الباحث بالتحليل العميق للتفاعل الذي يحدث بين العوامل التي تؤدي إلى التغيير‬
‫والنمو والتطور على مدى فترة زمنية معينة من الزمن‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإن الوحدة موضوع الدراسة )وحدة التحليل ( قد تكون جزءاً من حالة في إحدى‬
‫الدراسات ويمكن أن تكون هي نفسها حالة قائمة بدأتها في دراسة أخرى‪.‬‬

‫أسلوب دراسة الحالة‪:‬‬


‫•يقوم هذه األسلوب على جمع بيانات ومعلومات كثيرة وشاملة عن حالة فردية واحدة أو عدد‬
‫محدود من الحاالت وذلك بهدف الوصول‪ O‬إلى فهم أعمق للظاهرة المدروسة وما يشبهها من‬
‫ظواهر‪،‬حيث يتم جمع البيانات عن الوضع الحالي للحالة المدروسة وكذلك ماضيها وعالقاتها‬
‫من أجل فهم أعمق وأفضل للمجتمع الذي تمثله هذه الحالة‪.‬‬
‫•وما يجب التأكيد عليه عند دراسة الحالة هو تحديد المشكلة الحقيقية والتمييز بينها وبين‬
‫األعراض المصاحبة لها‪ ،‬فانخفاض حجم مبيعات سلعة معينة ليس هو المشكلة الحقيقية للشركة‬
‫بل من األعراض المصاحبة لها‪.‬‬
‫•و إذا قام الباحث بتشخيص الحالة فإنه قد يجد أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم كفاءة رجال‬
‫ِ‬
‫البيع أو ارتفاع أسعار بيع السلعة أو انخفاض مستوى جودتها أو عدم وجود نظام حوافز‬
‫مجدي لرجال البيع‪.‬‬
‫•وقد يلزم في بعض األحيان اشتراك أكثر من فرد واحد في دراسة الحالة فدراسة حالة‬
‫انخفاض مبيعات السلعة اآلنفة الذكر قد تستلزم اشتراك فريق من المتخصصين‪ O‬من دائرة‬
‫التسويق ودائرة اإلنتاج ودائرة المشتريات والدائرة المالية‪.‬‬

‫جوانب هامة في دراسة الحالة‪:‬‬

‫إن كل ما سبق يؤكد على أربعة جوانب هامة في دراسة الحالة هي‪:‬‬
‫•إن دراسة الحالة هي إحدى الدراسات أو المناهج الوصفية*‬
‫•دراسة الحالة هي طريقة تستخدم الختبار فرض أو مجموعة من الفروض*‬
‫•من الضروري‪ O‬التأكيد على الحاالت األخرى المشابهة التي يفترض تعميم النتائج عليها*‬
‫•التأكيد على الموضوعية‪ O‬واالبتعاد عن الذاتية في اختبار الحالة وفي جمع البيانات‬
‫والمعلومات الالزمة ومن ثم تحليلها وتفسيرها‬

‫شروط دراسة الحالة‪:‬‬

‫•تتطلب دراسة الحالة الدقة في تحري المعلومات مع مراعاة تكاملها*‬


‫•تتطلب دراسة الحالة التنظيم والتسلسل والوضوح لكثرة المعلومات التي تشملها*‬
‫•تتطلب دراسة الحالة االعتدال في طرح المعلومات بحيث تكون مفصلة تفصيال ممال وليس‬
‫مختصرا بحيث يؤدي إلى الخلل في المعلومات‪،‬كما وينبغي أن تكون هذه المعلومات متناسبة‬
‫مع هدف الدراسة‬
‫•تتطلب دراسة الحالة ضرورة القيام بتسجيل كل المعلومات وذلك لكثرتها وخشية نسيان‬
‫بعضها‬
‫•ضرورة االقتصاد في الجهد والتكلفة وإتباع أقصر الطرق لبلوغ الهدف المطلوب من دراسة‬
‫الحالة‪.‬‬

‫عناصر دراسة الحالة‪:‬‬

‫يرى‪Allport‬بأن الدراسات الناجحة للحاالت تنقسم إلى ثالثة أقسام هي‪:‬‬


‫‪1.‬وصف الحالة الحاضرة‪.‬‬
‫‪2.‬سرد للمؤثرات السابقة ومراحل النمو المتعاقبة‪.‬‬
‫‪3.‬إشارة لالتجاهات المستقبلية‪.‬‬
‫أمثلة على أسلوب دراسة الحالة‪.‬‬
‫‪1-‬الصيانة وأثرها على تكاليف اإلنتاج‪ ،‬دراسة حالة مركب النسيج والتجهيز النهائي‬
‫للصوف‪ ،‬تومي ميلود‪.‬‬
‫‪2-‬تصميم جيومورفولوجي لألراضي ألغراض التطوير الحضري ‪ :‬حالة دراسة لمنطقة‬
‫السك‪ -‬مها قطيش‪.‬‬

‫أنواع الحاالت اإلدارية‪':‬‬

‫هنالك أنواع عديدة من أنماط تصنيف الحاالت ومن ضمنها الحاالت اإلدارية ولكن أكثرها‬
‫شيوعا ً تصنيفها التالي‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬من حيث واقعيتها إلى‪:‬‬
‫‪1.‬حاالت واقعية‬
‫‪.2‬وأخرى وهمية‬
‫ثانيا ً ‪ :‬من حيث حجمها إلى‪:‬‬
‫‪1.‬حاالت طويلة‬
‫‪.2‬وأخرى قصيرة‬
‫ثالث اً‪ :‬من حيث مضمونها إلى‪:‬‬
‫‪1.‬حاالت اتخاذ القرارات‬
‫‪2.‬حاالت تاريخية‬
‫‪.3‬حاالت تقييمية‬
‫‪4.‬حاالت تحليل سير الحدث‬
‫رابعا ً ‪ :‬من حيث تركيبها إلى‪:‬‬
‫‪1.‬حاالت السلسلة‬
‫‪2.‬حاالت عنقودية‬
‫خامسا ً ‪ :‬من حيث أسلوب عرضها إلى‪:‬‬
‫‪1.‬حاالت مكتوبة‬
‫‪2.‬حاالت مرتجلة‬
‫‪.3‬حاالت الدراسة بالمشاركة أو حاالت تقمص األدوار‬
‫‪.4‬حاالت سمعيةوبصرية‬
‫ثاني اً‪ -‬أغراض دراسة الحالة‪:‬‬
‫يستخدم الباحثون دراسة الحالة لعدة أغراض هي‪:‬‬
‫‪1-‬الوصف‪ O:‬يهدف الباحث في كثير من دراسات الحالة إلى وصف وتصوير‪ O‬الظاهرة التي‬
‫يدرسها بوضوح‪ .‬ومثل هذه الدراسات للحالة تعطي وصفا ً كثيفا ً للظاهرة‪ ،‬ويقصد من هذا‬
‫مجموعة من العبارات تعيد صياغة الموقف والسياق الذي يوجد به لكي تعطي القارئ‬
‫إحساسا ً بالمعاني المتضمنة والمقاصد الكامنة في ذلك الموقف‪.‬‬
‫‪2-‬التفسير‪:‬‬
‫الغرض من بعض دراسات الحالة تفسير ظاهرات معينة إذ ينظر الباحثون إلى قوالب محددة‬
‫بين الظاهرات داخل حالة واحدة أو عبر عدة حاالت‪.‬‬
‫مثال ذلك أن الباحثين قد يالحظون أن المدرسين الذين يعلمون في المدن يختلفون عن‬
‫نظرائهم الذين يعلمون في القرى من حيث إدراكهم للثقافة المحلية وبالتالي يمكن القول أن‬
‫الباحثين اكتشفوا قالب اً‪ .‬وإذا ظهر أن أحد القوالب له آثار سببية على القوالب األخرى يشار‬
‫إليه بأنه قالب سببي وإذا لم يكن السبب محدداً يشار إليه بأنه قالب عالئقي‪.‬‬

‫‪3-‬التقويم‪:‬‬
‫يمكن للباحث في دراسة الحالة أن يستخدم المعلومات والحقائق التي تتجمع لديه عن‬
‫الحالة )وحدة الدراسة( في تحسين هذا الوضع أو تصحيح اتجاه غير مرغوب فيه‪ ...‬ومعنى‬
‫ذلك أن النتيجة الكاملة "لدراسة الحالة" يمكن أن تؤدي إلى اإلصالح أو العالج ويتبع الباحثون‬
‫في ذلك عدداً من طرق التقويم يصدرون خاللها أحكاما ً على الظاهرة محل الدراسة‪ ،‬وإن‬
‫كانت مشكلة العالج واإلصالح تقع – فنيا ً – خارج دائرة البحث المقصود بدراسة الحالة‬
‫فمهمة الباحث في طريقة "دراسة الحالة" هي دور التشخيص أكثر منه دور اإلصالح‪.‬‬
‫ثالث اً‪-‬عالقة دراسة الحالة بمناهج البحث األخرى‪.‬‬
‫هناك عالمة تكامل بين دراسة الحالة ومناهج وأساليب وأدوات البحث األخر‪:‬‬
‫‪1.‬دراسة الحالة والمسح االجتماعي‪:‬‬
‫إن دراسة الحالة والمسح يكمالن بعضهما البعض في معظم البحوث االجتماعية والنفسية‬
‫والسياسية وهناك عالمة وثيقة بينهما‪.‬‬
‫ولكن هناك فرق بين طريقة المسح ودراسة الحالة يكمن بصفة رئيسية في أن المسح يعتبر‬
‫دراسة كمية حيث تتجمع البيانات أو القياسات من عدد كبير من الوحدات الفردية )األشخاص‬
‫عادة(‪ ،‬أما في دراسة الحالة فإن الباحث يفحص بعناية واحدة أو أكثر من هذه الوحدات والتي‬
‫يفضل أن تكون ممثلة للمجتمع أو للموضوع المدروس‪.‬‬
‫كما وتختلف دراسة الحالة عن المسح في أن دراسة الحالة تتطلب الفحص التفصيلي لعدد‬
‫ممثل من الحاالت فهي ال تتطلب – كما هو الحال في المسح – تجميع البيانات الكمية من عدد‬
‫كبير من المستجيبين‪.‬‬
‫إن الباحث عند استخدامه لدراسة الحالة مع طريقة المسح الكمي يستطيع الوصول إلى‬
‫معلومات ال يمكن الحصول عليها بنجاح بأي طريق آخر‪.‬‬
‫‪2.‬دراسة الحالة والمنهج اإلحصائي‪:‬‬
‫إن األساليب اإلحصائية تستخدم عندما تكون الحاالت مصنفة وملخصة لتكشف عن عدد مرات‬
‫تكرار حدوث الظاهرة فضالً عن التطورات واالتجاهات ونماذج السلوك‪.‬‬
‫وبينما ال يستطيع الباحث اإلحصائي الكشف إال عن العالقة بين ثالثة أو أربعة عوامل على‬
‫األكثر في وقت واحد فإن الباحث الذي يستخدم منهج دراسة الحالة يستطيع أن يختبر مواقف‬
‫وأشخاص وجماعات ونظم اجتماعية ومن الممكن أيضا ً أن يصل من خالل دراسته هذه إلى‬
‫تعميمات تنطبق على جميع الحاالت المشابهة فاإلحصاء بصفة خاصة قد ال يكفي لشرح‬
‫وتفسير العوامل الديناميكية اإلنسانية المؤثرة في الموقف الكلي ومن هنا كانت أهمية دراسة‬
‫الحالة والبعد بها عن التجريد وفي فهمها فهما ً متعمقا ً وشامالً ‪.‬‬

‫‪3.‬دراسة الحالة والمنهج التاريخي‪:‬‬


‫قد تستلزم دراسة إحدى الحاالت أن يقوم الباحث بدراستها دراسة علمية دقيقة‪ ،‬و يعمد في‬
‫دراسته للحالة إلى الدراسة الوصفية المباشرة للحالة عن طريق مالحظتها مالحظة‬
‫موضوعية ‪،‬إال انه ال يستطيع أن يقتنع بذلك ألنه يدرك بعد مالحظته البسيطة أن المشكلة هي‬
‫نتاج لخبرات تراكمية سابقة‪ ،‬مما يدفع الباحث إلى الرجوع إلى تاريخ حياة الفرد وهذا ما‬
‫يتطلب توفر مصادر وقواعد البحث الوثائقي أو التاريخي‪ .‬فعلى الدارس أن يجمع كل هذه‬
‫المعلومات ويحفظها في سجل يوضح حياة الفرد موضوع الدراسة‪.‬‬
‫وعلى الباحث دوما أن يربط الحالة بدراسة تاريخية‪ ،‬مما يساعد على فهم سرّ ظهور هذه‬
‫الحالة المعنية‪ ،‬وكيفية تطورها من الماضي إلى اليوم‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن دراسة الحالة مرتبطة ارتباطا ً وثيقا ً بتاريخ الحالة وبتاريخ الحياة‪،‬‬
‫وعلى الرغم من أن البعض يستعمل هذه المفاهيم الثالثة ) دراسة الحالة‪ ،‬تاريخ الحالة‪ ،‬تاريخ‬
‫الحياة ( بمعنى واحد إال أن بعض المختصين يرى ضرورة التفريق بينها جميعا‪ .‬فمثال نجد‬
‫سترانج يميز بين أسلوبي تاريخ الحالة ودراسة الحالة‪ ،‬في صف تاريخ الحالة بأنه عبارة عن‬
‫معلومات تتجمع وتنظم في فترات زمنية محددة‪،‬أما دراسة الحالة فهو تحليل عميق شامل‬
‫للحالة قيد الدراسة‪،‬وهي لذلك تتضمن تفسيرا لشخصية الفرد وللمشكلة التي يعاني منها سواء‬
‫أكانت تربوية أم مهنية أو خالفا لذلك‪.‬‬

‫خطوات منهج دراسة الحالة‬

‫خطوات دراسة الحالة‪:‬‬

‫‪1-‬تحديد الظاهرة والمشكلة أو نوع السلوك المطلوب دراسته‪..‬‬


‫‪2-‬تحديد المفاهيم والفروض العلمية والتأكد من توفر البيانات المتعلقة‪.‬‬
‫‪3-‬اختيار العينة للحالة التي يقوم بدراستها‪:‬‬
‫يصف مايكل باتون االستراتيجيات الخمس عشرة التي يستخدمها الباحثون في دراسة الحالة‬
‫الختيار الحالة باعتبارها معاينة عرضية‪ .‬أما الهدف من المعاينة العرضية فهو اختيار أفراد‬
‫لدراسة الحالة يتميزون بتراثهم المعرفي بالنسبة ألغراض الباحثين ) أي أفراد تتوافر لديهم‬
‫معلومات أو معارف خاصة تجعل منهم أفراد مهمين للباحثين ( وذلك بدالً من إنفاق الوقت مع‬
‫جميع األفراد في الميدان‪ O.‬وأما االستراتيجيات الخمس عشر فهي موضحة في الجدول في‬
‫الصفحة التالية‪:‬‬
‫الفئة األولى من هذه االستراتيجيات تتضمن اختيار الحاالت التي تمثل خاصية بارزة للظاهرة‬
‫التي يريد الباحثون دراستها‪.‬‬
‫أما االستراتيجيات الثالث من الفئة الثانية فتتضمن جانبا ً منطقيا مرتبطا ً بالتوجه النظري‬
‫لمفهوم الباحث حول معنى الحالة‪ .‬وأما االستراتيجيات التاليتان فتتضمنان اختيار عينة من بين‬
‫حاالت ثم جمع البيانات منها فعالً ثم يركز في الفئة الثالثة على األفراد الذين يتصفون بصفة‬
‫معينة بشكل مرتفع أو منخفض ويهمل الفئة المتوسطة‪.‬‬
‫واإلستراتيجية األخرى في هذه الفئة هي معاينة كرة الثلج التي يسأل فيها الباحث أفراد سبق‬
‫له ان جمع بيانات منهم لترشيح آخرين له ممكن أن يمدوه بمعلومات مفيدة عن الظاهرة‬
‫موضوع االهتمام وبذلك يتزايد حجم العينة مثلما تتزايد كرة الثلج عند تدحرجها‪.‬‬
‫واإلستراتيجية األخيرة الموجودة ضمت الفئة األخيرة بالجدول تعترف بأن بعض الباحثين قد‬
‫يختار الحاالت لدراستها بناء على توفرها وسهولة الحصول عليها‪.‬‬
‫‪4-‬تحديد وسائل جمع البيانات‪:‬‬

‫على الباحث جمع البيانات األولية والضرورية لفهم الحالة أو المشكلة وتكوين فكرة واضحة‬
‫وكافية عنها‪ ،‬أي توسيع قاعدة المعرفة عن الحالة أو المشكلة المطلوب دراستهاويمكن‬
‫الحصول على البيانات والمعلومات في دراسة الحالة من مصادر عديدة نذكر منها‪:‬‬

‫‪1-‬المقابلة الشخصية‪:‬‬

‫تعتبر المقابلة الشخصية أكثر األساليب الشائعة المستخدمة في دراسة الحالة فكثيراً ما يجري‬
‫الباحثون مقابالت شخصية مع المشاركين في الميدان في بحوث دراسة الحالة‪.‬‬
‫وعادة ما تكون األسئلة مفتوحة بدالً من تقيدهم باختيارات محددة مما يتيح للمستجيبين حرية‬
‫كاملة يمتد إدالئهم باالستجابات ويمكن للمقابلة الشخصية أن تكون غير رسمية وتأتي صمن‬
‫المحادثة الطبيعية مع المشارك وهنا ال يطلب من الباحث أن يتقيد بخطة محكمة مسبقة أو‬
‫بأسئلة مخطط لها من قبل ولكن هذا ال يعني أن تتم المقابلة دون أي تنظيم بل من المفضل أن‬
‫يكون هناك ترتيب وتنسيق على قدر اإلمكان في إدارة الحوار وإذا ما أجريت المقابلة‬
‫الشخصية مع عدد كبير من المشاركين أو إذا اشترك في المقابالت أكثر من مقابل فقد يلجأ‬
‫الباحثون إلى إعداد مرشد للمقابلة يحدد مجموعة من الموضوعات‪ O‬الستكشافها مع المشاركين‬
‫أي تحويل المقابلة إلى مقابلة مقنعة‪.‬‬
‫قد تجري المقابلة على هيئة مناقشات يشارك فيها عدد من األفراد يشكلون ما يطلق عليه‬
‫"المجموعة المحورية" ويدير المناقشة مقابل محنك‪ .‬وفيالحالة من الطبيعي أن يتناول‬
‫المشاركون الحديث ويستمعون لبعضهم البعض مما يساعد على التعبير عن مشاعر أو آراء ال‬
‫يمكن أن تظهر إذا كانت المقابالت شخصية‪.‬‬
‫إن ما يميز المقابلة الشخصية في دراسة الحالة هي أنها قريبة إلى الحالة الطبيعية لتشخيص‬
‫المشارك فيها وبالتالي فإن العالقة بين الباحثين والشخص الذي تتم معه المقابلة تصبح شرطا ً‬
‫هاما ً للمقابلة وذلك مع احتفاظ الباحث المجرب بموقفه الموضوعي على قدر اإلمكان‪.‬‬
‫فالباحث لي بالي – أحد رواد منهج دراسة الحالة – قد عاش بين عائالت العمال التي كان‬
‫يقوم بدراسة أحوالها االقتصادية واالجتماعية في فرنسا وإن كان ما يؤخذ على هذه الطريقة‬
‫غير الرسمية صعوبة كتابة وتدوين المالحظات والمناقشات بين الباحثين والشخص المفحوص‬
‫بدقة كافية‪.‬‬
‫‪2-‬المالحظة‪:‬‬

‫يمكن استخدام المالحظة في دراسة الحالة على النحو التالي‪:‬‬


‫أ‪.‬إجراء المالحظة على مدى فترة زمنية' معينة‬
‫ب‪.‬إجراء المالحظة لالستيثاق من صحة ما قاله المبحوث في المقابلة المتعمقة‬
‫ج‪.‬عند تعذر أجراء مقابالت متعمقة' مع المبحوث تستخدم المالحظة لجمع البيانات المطلوبة‪.‬‬
‫يستخدم بعض الباحثين التسجيل الصوتي أو التسجيل المرئي أو يكتبون م‪OO‬ذكرات عندمالحظ‪OO‬ة‬
‫المشاركين أثناء عملهم في الميدان ويسعى بعض الباحثين إلى أن يكونوا هم أنفس‪OO‬هم مالحظين‬
‫مش‪OO‬اركين أي أن يتف‪OO‬اعلوا شخص‪OO‬يا ً م‪OO‬ع المش‪OO‬اركين في المي‪OO‬دان في األنش‪OO‬طة الميداني‪OO‬ة وذل‪OO‬ك‬
‫لتكوين التعاطف والثق‪OO‬ة معهم مم‪OO‬ا يس‪OO‬اعد على زي‪OO‬ادة فهمهم للظ‪OO‬اهرة ومث‪OO‬ل ه‪OO‬ؤالء الب‪OO‬احثين‬
‫يكتبون مذكرات على مالحظاتهم ولكن بعد أن يغادروا الميدان‪O.‬‬

‫‪3-‬االستبيانات‪:‬‬

‫يستخدم الباحثون في دراسة الحالة االستبيانات عندما يكون االتصال الفردي المباشر بجميع‬
‫المشاركين غير ممكن وتكون البيانات المرغوب في جمعها غير شخصية‪.‬‬
‫واالستبيان المصمم تصميما ً جيداً يمكن أن يستثير معلومات متعمقة‪.‬‬
‫ولكن استخدام االستبيان المعد مسبقا ً في "دراسة الحالة" ال يؤدي دائما ً إلى أفضل النتائج‪.‬‬
‫وذلك ألن هذا اإلعداد المسبق لألسئلة قد يحول دون حرية الحديث بل قد يشجع على المراوغة‪O‬‬
‫والكذب‪ ..‬كذلك فإن األسئلة الخاصة بتاريخ حياة الشخص ال تتم اإلجابة عليها بطريقة‬
‫"نعم"و"ال" أو بعالمة معينة كما أن اإلجابات المفيدة فعالً يمكن أن تكون اإلجابات المفصلة‬
‫وبالتالي الطويلة‪.‬‬

‫‪4-‬تحليل الوثائق الشخصية‪:‬‬

‫وتتضمن هذه الوثائق سيرة حياة الشخص ذاته – الوثائق المجمعة عن المدارس التي دخلها –‬
‫هيئات الخدمات االجتماعية – التاريخ الطبي – المحادثات والمقابالت التي أجراها وغير ذلك‪.‬‬
‫ويعتقد كثير من الباحثين تماشيا ً مع األسلوب الكيفي بأن معنى الفحص المكتوب يمكن أن‬
‫يختلف باختالف القارئ والفترة الزمنية والمضمون الذي يظهر في النص وهكذا‪.‬‬

‫شروط جمع البيانات‪:‬‬

‫‪.1‬العناية بالمميزات الفردية الدقيقة‪:‬‬


‫أي االهتمام بأي عنصر يمكن أن يسهم في فهم سلوك الفرد والذي يمكن أن يلعب دورا في‬
‫تمييز الفرد عن غيره من األفراد‪،‬وقد يحتم هذا الشرط إلى ضرورة االلتفات إلى المهارات‬
‫النادرة لدى الفرد قيد الدراسة‪.‬فعلى الدارس أن يقوم بالبحث عنها فإذا وجدها درس إمكانية‬
‫تنميتها إلى الحد الذي يمكن أن تساعد صاحبها على استغاللها وتسخيرها لمصلحته وفائدته‪.‬‬

‫‪.2‬العناية بتقويم المعلومات‪:‬‬

‫ال بد من تقويم المعلومات تقويما دقيقا‪ .‬وذلك بسبب اختالف الطرق المستخدمة في جمع‬
‫المعلومات ودرجة صدقها وثباتها‪.‬ونظرا لتعدد هذه الطرق وتشابهها‪،‬فإنه يتحتم مراعاة تطبيق‬
‫هذا المعيار واختيار الضروري‪ O‬من المعلومات‪.‬لذا فإن األخصائي يجب أن يكون خبيراباختيار‬
‫األدوات المستعملة خصوصا إذا عرفنا بأن لكل أداة ميزات وعيوب‪،‬إذا ليس هناك أداة من‬
‫األدوات المستعملة في دراسة الفرد ممكن أن تقيس ما يراد قياسه بدقة تامة دون احتمال وقوع‬
‫الخطأ‪ .‬لذا فإن على األخصائي أن يكون حذرا في إصدار أحكامه فيما يتعلق بالنتائج التي‬
‫توصل إليها بالنسبة للفرد قيد الدراسة‪.‬‬

‫‪.3‬مراعاة العامل الثقافي‪:‬‬

‫يجب أن يكون الباحث على اطالع شامل ووعي تام بالثقافة التي يعيش فيها الفرد المفحوص‬
‫وذلك حتى يتمكن من فهم المقبول وغير المقبول في هذه الثقافة خصوصا إذا عرفنا بأن الثقافة‬
‫تؤثر في سلوك األفراد وتشكيل شخصياتهم‪ .‬ومن هنا تأتي أهمية دراسة الباحث للظروف‬
‫البيئية التي تؤثر في الفرد مما يساعد في تحديد السلوكيات التي يقوم بها األفراد‪.‬‬

‫‪.4‬استقالل المعلومات الفردية‪':‬‬

‫إن دراسة اإلنسان عبارة عن سلسة متصلة الحلقات فسلوكه الحالي هو امتداد لسلوكه‬
‫الماضي‪،‬ودراسة أي حالة تتطلب دراسة أعراض السلوك المرضية أثناء الطفولة السابقة‬
‫وتاريخ الحياة أمر ضروري كما أن الميدان بحاجة إلى تحسين طرق الوصول إلى المعلومات‬
‫الوصفية المتتابعة‪.‬‬

‫‪.5‬االستمرار' في تقويم الحالة‪:‬‬

‫إن تقييم الحالة عملية ضرورية وهامة‪،‬مما ال شك فيه أن بعض أنماط سلوك الفرد تتضح‬
‫بمجرد الحصول على بعض المعلومات األولية التي تبين بعض نواحي القوة والضعف في‬
‫شخصية الفرد وقد يتبين كلما تعمقنا في دراسة الحالة أن اآلراء األولى عن الفرد كانت خاطئة‬
‫تماما‪.‬لذا يجب الحذر من الحكم على الفرد من خالل المعلومات األولية ويجب على األخصائي‬
‫أن يعيد التفكير في افتراضاته حتى يتمكن من القيام بالتشخيص السليم‬

‫‪.6‬الطريقة المتبعة في كتابة التقرير الخاص بدراسة الحالة‪:‬‬

‫من األفضل أن يكون التقرير مطوال وشامال لكثير من التفاصيل بدال من أن يكون مختصراً‬
‫ومهمالً لبعض النواحي الهامةوأخيراً تجدر اإلشارة إلى ضرورة أن تشمل البيانات التي تم‬
‫جمعها على األقل ما يلي‪:‬‬
‫ا‪ -‬تاريخ الحصول على المعلومات‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسماء األشخاص الذين أدلوا ببياناتهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬الكلمات الفعلية المستخدمة في هذه البيانات‪.‬‬
‫ء‪ -‬وصف مختصر للظروف المحيطة بعملية المقابلة‪.‬‬
‫ه‪ -‬ملخص لألساليب الخاصة التي استخدمت في أي جزء من الدراسة ) مثل‬
‫المالحظةالشخصية المباشرة‪ ،‬المقابلة‪ ،‬االستبيان‪ O....‬الخ‪ (.‬و‪ -‬تحديد الشخص أو الوثيقة‬
‫التي تمدنا بالمعلومات‪.‬‬
‫ي‪ -‬مالحظات مكملة‪.‬‬
‫‪5-‬تدريب جامعي البيانات‬
‫‪6-‬جمع البيانات وتسجيلها وتحليلها‪:‬‬

‫تحليل البيانات‪:‬‬

‫إن الباحث يحصل عادة على كمية كبيرة من المعلومات في بحوث دراسة تعطي عدداً كبيراً‬
‫من الصفحات فقد يحصل مثالً على ) ‪ 022‬صفحة تتضمن كل واحدة منها ‪ 052‬كلمة‬
‫وبالتالي تكون النتيجة ‪ 52222‬كلمة بين يديه ( وهذا ما يجعل لتحليل هذه الكمية من البيانات‬
‫أهمية تذكر‪ ،‬وهناك ثالثة أنواع للتحليل‪:‬‬

‫‪1-‬التحليل التفسيري‪':‬‬

‫ويتضمن مجموعة من اإلجراءات المنظمة لترميز وتصنيف البيانات الكيفية للتأكد من إبراز‬
‫التكوينات واألفكار والنماذج ) أي الوصول إلى استنتاجات ( ويمكن إجراء هذه العملية يدوياً‪،‬‬
‫ولكن لتسهيل األمر يتم استخدام بعض برامج الحاسب اآللي مثل برنامج إثنوجران أما خطوات‬
‫التحليل التفسيري فهي‪:‬‬
‫‪1-‬إعداد قاعدة بيانات تحتوي البيانات التي جمعت أثناء دراسة الحالة )المذكرات الميدانية‪-‬‬
‫الوثائق‪ -‬التسجيالت‪...‬الخ(‬
‫‪2-‬ترقيم كل سطر من سطور النص بالتتابع ثم تقسيم النص إلى أجزاء ذات معنى‪.‬‬
‫‪3-‬عمل فئات ذات معنى لترميز البيانات‬
‫‪4-‬ترميز كل جزء برمز الفئة أو الفئات التي تنتمي إليه‪.‬‬
‫‪5-‬جمع جميع األجزاء التي أعطيت رمز فئة معينة‪.‬‬
‫‪6-‬استخراج التكوينات التي تظهر من الفئات‪.‬‬

‫‪2-‬التحليل البنائي‪:‬‬

‫تتكون هذه الطريقة من عدد محدد من الخطوات في تحليل البيانات الكيفية التي ال يحتاج‬
‫الباحث إلى عمل أية استنتاجات للوصول إليها وذلك ألنها تعتبر مجرد معالم كافية في البيانات‪.‬‬
‫والمثال التالي يوضح الفرق بين النماذج الكافية والنماذج المستنتجة وبالتالي الفرق ما بين‬
‫التحليل البنائي والتحليل التفسيري‪:‬‬
‫‪-‬فيما يلي جزء من محادثة بين مدرس اللغة االنكليزية وطالب‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬ما معنى كلمة‪ House‬؟‬

‫الطالب‪ :‬منزل‪'.‬‬
‫المدرس ‪ :‬هذا صحيح كلمة‪ House‬تعني منزل‬
‫فإذا ما كان الباحث يجري بحثا ً بنائيا ً فقد يالحظ عدة مزايا لهذا الحوار مثل‪:‬‬
‫‪1-‬كان الحديث بين المدرس والطالب على التوالي‪O.‬‬
‫‪2-‬احتوى كالم المدرس على عدد من الكلمات يزيد على عدد الكلمات التي ذكرها الطالب‪.‬‬
‫‪3-‬ذكرت كلمتان انجليزيتان‪.‬‬
‫‪4-‬ذكرت كل من الكلمات)كلمة‪ ،‬منزل ‪ )house،‬مرتين‬
‫في حين ذكرت الكلمات الخمس األخرى مرة واحدة‪.‬‬
‫أما الباحث الذي يقوم بالتحليل التفسيري فقد يقوم بتجديد الفئات بناء على كيفية تلقي الطلبة‬
‫للتغذية الراجعة من المدرس في قاعة الدراسة وقد يستخدم الجملة األخيرة التي ذكرها المدرس‬
‫وهي "هذا صحيح كلمة هاوس تعني منزل" كمثال على تغذية راجعة للمعلومات وهذا‬
‫التصنيف ال يعتبر كامنا ً وإنما مستنتجا ً من قبل الباحث‪.‬‬
‫لذلك فيستخدم التحليل البنائي في التحليل القصصي‪ O‬وفي تحليل البيانات اإلثنوجرافية وغيرها‬
‫من بيانات البحوث الكيفية‪.‬‬
‫هذا وتجدر اإلشارة إلى أنه تتم كتابة التقرير في كل من التحليل التفسيري والتحليل البنائي‬
‫لنتائج دراسة الحالة بالطريقة التقليدية ) المقدمة – مراجعة البحوث السابقة – الطريقة –‬
‫النتائج – المناقشة (‪ .‬وهذا ما يعتبر مشابها ً لطريقة الباحثين الكميين في كتابة تقارير البحوث‬
‫الكمية‪.‬‬

‫‪3-‬التحليل التأملي‪:‬‬

‫يشير التحليل التأملي إلى عملية يعتمد فيها الباحثون الكيفيون في تحليل البيانات التي جمعت‬
‫اعتمادا أساسيا ً على حدسهم وحلهم الشخصي وال يتضمن ذلك تحديد فئات صريحة أو‬
‫مجموعة محددة من اإلجراءات‪O.‬‬
‫وفي إعداد التقرير التأملي كثيراً ما يحوّ ل الباحثون دراسة الحالة إلى قصة تتناول األحداث‬
‫التي تم رصدها في دراسة الحالة‪.‬‬
‫فقد يقوم باحث مثالً بدراسة عن التسرب من المدرسة فيتناول قصة طالب متسرب كيف تسير‬
‫حياته في المنزل والمدرسة‪ ،‬ويعطي في ثنايا القصة أسباب تسرب الطالب المستمدة من وقائع‬
‫حياته الماضية في المنزل والمدرسة‪O.‬‬

‫‪7-‬استخالص النتائج ووضع التعميمات‪:‬‬

‫وفي هذه المرحلة يوضح الباحث النتائج التي تم التوصل إليها وأهميتها وإمكانيات االستفادة‬
‫منها في دراسات أخرى‪.‬‬
‫إن أي خطوة تتم في دراسة الحالة يجب أن تكون كاملة إذ أن هذه الخطوة سوف لن تتكرر‬
‫مرة أخرى‪.‬‬
‫مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة‪.‬‬
‫أوال‪-‬الخصائص المهمة في دراسة الحالة‪:‬‬
‫تذكر جول وزميليها الخصائص التالية لدراسة الحالة‪:‬‬

‫‪1-‬دراسة أمثلة معينة )وحدات التحليل‪(:‬‬

‫إن الغرض من دراسة الحالة إلقاء الضوء على ظاهرة معينة تشتمل على مجموعة من‬
‫العمليات أو األحداث أو األفراد أو أشياء أخرى ذات أهمية للباحثين ويجب على الباحثين‬
‫توضيح الظاهرة التي ستخضع لدراسة مكثفة )جمع البيانات حولها ثم تحليلها‪(.‬‬
‫وكمثال على ذلك دراسة كيجان حيث كانت الظاهرة التي اهتم بها هي المشاركة بين المدرسة‬
‫والجامعة وبالتحديد المش‪OO‬اركة ال‪OO‬تي تنمي ق‪OO‬درة أعض‪OO‬اء هيئ‪OO‬ة الت‪OO‬دريس في م‪OO‬دارس المن‪OO‬اطق‬
‫المحلية‪.‬‬
‫أما محوره فكان آثار برنامج المشاركة على الحياة المهنية للمدرسين‪.‬‬
‫والحالة التي اختيرت لهذه الدراسة هي أربعة مدرسين من برنامج المدرسين المقيمين في‬
‫جامعة آالباما‪.‬‬
‫ولقد أصبح مدرسو المدرسة االبتدائية ذوي الخبرة المدرسين المقيمين لمدة عامين بالجامعة‬
‫حيث كانوا يقومون بالتدريس واإلشراف في برنامج إعداد المدرسين قبل الخدمة‪ ،‬ثم يقومون‬
‫من بعدها بالعودة إلى مقاطعاتهم وقد حصال على المعلومات التي تساعدهم على تصميم برامج‬
‫تنمية أعضاء هيئة التدريس أثناء الخدمة‪.‬‬
‫إذاً إن دراسات الحالة تهتم بدراسة أمثلة متعددة للظاهرة بحيث يعتبر كل مثال وحدة تحليل‬
‫منفصلة وفي دراسة كيجان كانت وحدة التحليل هي المدرس المشارك أي أن الدراسة شملت‬
‫أربع وحدات‪.‬‬

‫‪2-‬الدراسة المتعمقة للحالة‪:‬‬

‫تتضمن دراسة الحالة جمع كمية كبيرة من البيانات عن الحالة أو الحاالت موضوع الدراسة‬
‫والتي تختار لتمثيل الظاهرة‪ .‬وهذه البيانات هي عبارات لفظية أو صور أو أشياء مادية ومن‬
‫الممكن كذلك جمع بعض البيانات الكمية‪ .‬وتجمع البيانات عادة على مدى فترة زمنية طويلة‬
‫باستخدام عدة طرق لجمع البيانات‪.‬‬
‫وفي دراسة كيجان )آنفة الذكر( قام الباحثون بإجراء مقابالت شخصية مدتها تسعون دقيقة مع‬
‫كل مدرس‪.‬‬
‫وقد استخدمت في هذه المقابالت المسجالت الصوتية ومن ثم تفريغ األشرطة المسجلة وتحليل‬
‫كل مقابلة شخصية للحصول على سرد قصصي متماسك لخبرات كل مدرس‪.‬‬
‫هذا ودعي المدرسون األربعة إلى تعديل وتنقيح التقرير الكامل باعتبارهم مشاركين في‬
‫التأليف‪ .‬نستنتج من ذلك أن البيانات التي حصل عليها هؤالء الباحثون تعتبر دراسة متعمقة‬
‫للحالة محل الدراسة‪.‬‬
‫‪3-‬دراسة الظاهرة في بيئتها الطبيعية‪:‬‬

‫يعرّ ف جيروم كيرك ومارك ميلر البحث الكيفي بأنه مالحظة الناس في أماكنهم الخاصة‬
‫والتفاعل معهم بلغتهم وبشروطهم‪ O.‬والتزاما ً بهذا التعريف فإن دراسة الحالة تستلزم بالضرورة‪O‬‬
‫العمل الميداني‪،‬حيث يتفاعل الباحثون مع المشاركين في البحث في مواقعهم الطبيعية‪.‬‬
‫‪4-‬تمثيل وجهة نظر كل من المشاركين والباحثين‪:‬‬
‫يجب على الباحث أن ينظر للظاهرة كما ينظر إليها أفرادها ويحصل الباحث على وجهة نظر‬
‫المشاركين في دراسة الحالة عن طريق المحادثات غير الرسمية معهم وبمالحظتهم أثناء‬
‫سلوكهم الطبيعي في الميدان‪O.‬‬
‫ويحافظ الباحثون في نفس الوقت على آرائهم وأفكارهم الخاصة كدارسين للظاهرة‪.‬‬
‫وتساعد وجهة نظرهم كخارجين على تكوين المفاهيم المتعلقة بالحالة‪ ،‬وكذلك اإلطار النظري‬
‫المتعلق بها وكتابة تقرير عن النتائج يضاف إلى التراث البحثي في هذا المجال‪.‬‬

‫ثاني اً‪ -‬مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة‪:‬‬

‫المزايا‪:‬‬

‫‪1.‬تعطي صورة واضحة عن الحالة باعتبارها وسيلة شاملة ودقيقة بحيث توفر معلومات‬
‫تفصيلية وشاملة ومتعمقة عن الظاهرة المدروسة وبشكل ال توفره أساليب ومناهج البحث‬
‫األخرى‬
‫‪.2‬تساعد في تكوين واشتقاق فرضيات جديدة وبالتالي يفتح الباب أمام دراسات أخرى في‬
‫المستقبل‬
‫‪.3‬يمكن الوصول إلى نتائج دقيقة وتفصيلية حول وضع الظاهرة المدروسة مقارنة بأساليب‬
‫ومناهج البحث األخرى‬
‫‪.4‬تفيد في عملية التنبؤ ألنها تشمل الدراسة في الماضي والحاضر‪.‬‬
‫العيوب‪O:‬‬
‫‪1.‬ال يعتبر هذا المنهج علميا ً بصفة كلية‪،‬بسببتحيز الباحث في بعض األحيان عند تحليل‬
‫وتفسير نتائج الظاهرة المدروسة‪ ،‬األمر الذي يجعل الباحث عنصرا غير محايد وبالتالي تبتعد‬
‫النتائج عن الموضوعية‪O.‬‬
‫‪2.‬تقوم هذه الطريقة على دراسة حالة منفردة أو حاالت قليلة وعليه فإن ذلكقد يكلف سواء من‬
‫ناحية المال أو الوقت المطلوب‪O.‬‬
‫‪3.‬قد ال تعتبر هذه الطريقة عملية بشكل كامل‪،‬إذا ما أدخلنا عنصر الذاتية والحكم الشخصي‬
‫فيها‪،‬أو كان باألساس موجودا في اختيار الحالة‪،‬أو فيتجميع البيانات الالزمة لهذه الدراسة‬
‫وتحليلها وتفسيرها‪.‬‬
‫‪4.‬تستغرق وقتا طويال مما قد يؤخر تقديم المساعدة في موعدها المناسب خاصة في الحاالت‬
‫التي يكون فيها عنصر الوقت عامال فعاال‪.‬‬
‫‪5.‬إذا لم يحدث تنظيم وتلخيص للمعلومات التي تم جمعها فإنها تصبح كم هائل من المعلومات‬
‫الغامضة عديمة المعنى تضلل أكثر مما تهدي‪.‬‬
‫‪6.‬صعوبة اختيار حاالت الدراسة التي ينبغي أن تكون حاالت مثالية حتى تنسحب نتائج‬
‫الدراسة على المجتمع كله‪.‬‬
‫‪7.‬عدم صحة البيانات المجمعة أحياناً‪ ،‬فقد يعتمد الشخص المبحوث إلى إرضاء الباحث بأن‬
‫يقول له ما يعتقد أنه يرضيه فضالً عن أن المبحوث قد يذكر الحقائق من وجهة نظره الخاصة‬
‫لتبرير سلوكه أو موقفه‪.‬‬
‫‪8.‬نتائج مثل هذه الدراسة ال تستثمر إال في نطاق ضيق وهو نطاق الحالة المدروسة وينتج‬
‫عن ذلك صعوبة تعميم النتائج على كل الحاالت في المجتمع وذلك ألن لكل حالة ظروفها‬
‫ومعطياتها وبالتالي يحتاج إلى عدد كبير من الحاالت لدراستها بحيث تكون هذه الحاالت ممثلة‬
‫تمثيالً صحيحا ً للمجتمع‪.‬‬
‫ولكن يمكن التغاضي عن بعض هذه العيوب‪ ،‬فالباحث في دراسة الحالة عندما يميل إلى الذاتية‬
‫فهذا أمر ال مفر منه في هذا النوع من الدراسة‪ .‬على أية حال‪ ،‬لقد استطاعت "دراسة الحالة"‬
‫في الوقت الحاضر أن تثبت فعاليتها وقيمتها في مجاالت متعددة كالتعليم واالجتماع واإلدارة‬
‫غيرها‪ O...‬وهذا كفيل بالتغاضي عن أسباب الضعف الكامنة في هذا المنهج ‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫إن دراسة الحالة تتيح للباحث التركيز على موضوع واحد وبالتالي ال يضيع وقته ويشتت‬
‫جهده في دراسة عدة موضوعات بنفس الوقت فمنهج دراسة الحالة‪ ،‬يقوم على البحث المتعمق‬
‫في موضوع معين يتعلق بفرد أو أسرة أو جماعة يهدف الكشف عن العالقات السببية بين‬
‫العوامل المعزولة بصورة أكثر وضوحا ً من مجرد التحليل الكمي‪.‬‬
‫ودراسة الحالة تمدنا ببيانات وصفية – غير كمية – قابلة للتحليل والتفسير ويعتبر تطبيق‬
‫التحليل الذي يتم التوصيل إليه من الحاالت الدراسية أمراً سهالً نسبي اً‪.‬‬
‫ودراسة الحالة التي تتم بصورة صحيحة تتطلب عادة فترة طويلة من الزمن وبدالً من القيام‬
‫بمقابلة واحدة ربما يتطلب األمر سلسلة طويلة من المقابالت للحصول على شكل وكمية‬
‫المعلومات المطلوبة والعثور على العوامل واألساليب ذات الداللة واألهمية نظرا ألن دراسة‬
‫الحالة قد تتطلب وصف تطور الشخص ال في وقت محدد بل على مدى طويل من الزمن فإن‬
‫الذاكرة أو الوثائق ال تزودنا بمعلومات كاملة بصفة مباشرة‪ ،‬فيجب على الباحث أن يتحلى‬
‫بالصبر‪.‬‬
‫أخيراً يعتبر منهج دراسة من األساليب الشائعة والمالئمة للمجاالت اإلدارية واالقتصادية ألنه‬
‫يتم من خالله التعرف على مشكالت اإلدارة وتطبيق األسلوب العلمي في تحديدهما وجمع‬
‫البيانات حولها‪ ،‬ثم استخالص النتائج ووضع التوصيات المالئمة لمواجهتها‪.‬‬
‫ولقد استهوت دراسة الحالة الكثير من المعنيين بالتطوير اإلداري حتى توسعوا في استخدامها‬
‫سواء في التعليم أو التدريب‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪1-‬رجاء محمود أبو عالم‪،‬مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪2-‬أحمد بدر‪،‬أصول البحث العلمي ومناهجه‪،‬المكتبة األكاديمية‪.6991،‬‬
‫‪3-‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬مناهج وأساليب البحث العلمي‪ ،‬دار الصفاء‬
‫للطباعة‪،‬عمّان‪ ،‬األردن‪.0222 ،‬‬
‫‪4-‬مهدي حسن الزويلف‪ ،‬أسلوب دراسة الحالة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬كلية االقتصاد‬
‫والتجارة‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬عمّان‪ ،‬األردن‪.6991 ،‬‬
‫‪ 5-‬أحمد سليمان عودة‪ ،‬فتحي حسن ملكاوي‪ ،‬أساسيات البحث العلمي فيالتربية والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬مكتبة الكتاني‪ ،‬أربد‪ ،‬األردن ‪.6990،‬‬
‫‪6-‬سامي عريفج‪ ،‬خالد حسين مصلح‪ ،‬مفيد نجيب حواشين‪ ،‬مناهج البحث العلمي وأساليبه‪ ،‬دار‬
‫مجدالوي للنشر‪ ،‬عمّان‪ ،‬األردن‪.6999 ،‬‬
‫‪7-‬أوما سيكاران‪ ،‬ترجمة إسماعيل بسيوني‪ ،‬عبد هللا بن سليمان العزاز‪ ،‬طرق البحث في‬
‫اإلدارة مدخل بناء المهارات البحثية‪ ،‬النشر العلمي والمطابع‪ -‬جامعة الملك سعود‪،‬‬
‫الرياض ‪،‬‬
‫‪.0221‬‬
‫‪8-‬أوما سيكاران‪ ،‬ترجمة‪ :‬د إسماعيل علي بسيوني‪ ،‬طرق البحث في اإلدارة‪ ،‬دار‬
‫المريخ ‪،‬الرياض ‪.0221،‬‬
‫‪:‬االنترنت‬
‫‪1.www.darahayat.com‬‬
‫‪2.www.moe.gov.jo‬‬
‫‪3.www.kaau.org‬‬

You might also like