Professional Documents
Culture Documents
المحتويات •
مقدمة'. •
مفهوم منهج دراسة الحالة: •
أو الً -تعريف دراسة الحالة. •
المقدمة:
يعتبر منهج دراسة الحالة منهجا متميزا يقوم على أساس االهتمام بدراسة الوحدات
االجتماعية بصفتها الكلية ثم النظر أي الجزيئات من حيث عالقتها بالكل الذي يحتويها ،وتذهب
دراسة الحالة إلى ما هو أبعد من المالحظة العابرة أو الوصف السطحي فهي أحد مناهج البحث
العلمي القائمة على االستقصاء والتحقق والفحص الدقيق والمكثف لخلفية المشكلة ونصها
الحالي وتفاعالتها البيئية ضمن إطار فردي أو تنظيمي أو جماعي أو مجتمعي محدد.
فهي كمنهجتقوم على أساس اختبار وحدة إدارية أو اجتماعية واحدة كمدرسة أو مكتبة واحدة
أو قسما واحدا من أقسامها أو فردا واحدا أو جماعة واحدة من األشخاص،وجمع المعلومات
التفصيلية عن كل جوانب أنشطة هذه الوحدة وصفاتها فقد تدرس حالة الشخص مدمن على
المخدرات لغرض معرفة كل تفاصيل حياته وتاريخه أو تدرس حالة عائلة واحدة بشكل مفصل
ومعرفة كل ما يتعلق بنشاطها وحركتها ،و هكذا.....
من جهة أخرى فقد سلكت من المؤسسات المعاهد التعليمية والتدريبية طريقة أسلوب الحالة
كوسيلة تعليمية وتدريبية ذلك ألن دراسة الحاالت وفلسفتها تكمن في كونها وسيلة لتطوير
مدارك رجال اإلدارة أو طلبة الدراسات الجامعية في العملية اإلدارية بالتمحيص والتمعن
ومناقشة حاالت حية غالباً ،وتصور حلوالً لها ،ومن ثم اقتراح حل مرجح للتنفيذ.
إن كل ما سبق يؤكد على أربعة جوانب هامة في دراسة الحالة هي:
•إن دراسة الحالة هي إحدى الدراسات أو المناهج الوصفية*
•دراسة الحالة هي طريقة تستخدم الختبار فرض أو مجموعة من الفروض*
•من الضروري Oالتأكيد على الحاالت األخرى المشابهة التي يفترض تعميم النتائج عليها*
•التأكيد على الموضوعية Oواالبتعاد عن الذاتية في اختبار الحالة وفي جمع البيانات
والمعلومات الالزمة ومن ثم تحليلها وتفسيرها
هنالك أنواع عديدة من أنماط تصنيف الحاالت ومن ضمنها الحاالت اإلدارية ولكن أكثرها
شيوعا ً تصنيفها التالي:
أوالً :من حيث واقعيتها إلى:
1.حاالت واقعية
.2وأخرى وهمية
ثانيا ً :من حيث حجمها إلى:
1.حاالت طويلة
.2وأخرى قصيرة
ثالث اً :من حيث مضمونها إلى:
1.حاالت اتخاذ القرارات
2.حاالت تاريخية
.3حاالت تقييمية
4.حاالت تحليل سير الحدث
رابعا ً :من حيث تركيبها إلى:
1.حاالت السلسلة
2.حاالت عنقودية
خامسا ً :من حيث أسلوب عرضها إلى:
1.حاالت مكتوبة
2.حاالت مرتجلة
.3حاالت الدراسة بالمشاركة أو حاالت تقمص األدوار
.4حاالت سمعيةوبصرية
ثاني اً -أغراض دراسة الحالة:
يستخدم الباحثون دراسة الحالة لعدة أغراض هي:
1-الوصف O:يهدف الباحث في كثير من دراسات الحالة إلى وصف وتصوير Oالظاهرة التي
يدرسها بوضوح .ومثل هذه الدراسات للحالة تعطي وصفا ً كثيفا ً للظاهرة ،ويقصد من هذا
مجموعة من العبارات تعيد صياغة الموقف والسياق الذي يوجد به لكي تعطي القارئ
إحساسا ً بالمعاني المتضمنة والمقاصد الكامنة في ذلك الموقف.
2-التفسير:
الغرض من بعض دراسات الحالة تفسير ظاهرات معينة إذ ينظر الباحثون إلى قوالب محددة
بين الظاهرات داخل حالة واحدة أو عبر عدة حاالت.
مثال ذلك أن الباحثين قد يالحظون أن المدرسين الذين يعلمون في المدن يختلفون عن
نظرائهم الذين يعلمون في القرى من حيث إدراكهم للثقافة المحلية وبالتالي يمكن القول أن
الباحثين اكتشفوا قالب اً .وإذا ظهر أن أحد القوالب له آثار سببية على القوالب األخرى يشار
إليه بأنه قالب سببي وإذا لم يكن السبب محدداً يشار إليه بأنه قالب عالئقي.
3-التقويم:
يمكن للباحث في دراسة الحالة أن يستخدم المعلومات والحقائق التي تتجمع لديه عن
الحالة )وحدة الدراسة( في تحسين هذا الوضع أو تصحيح اتجاه غير مرغوب فيه ...ومعنى
ذلك أن النتيجة الكاملة "لدراسة الحالة" يمكن أن تؤدي إلى اإلصالح أو العالج ويتبع الباحثون
في ذلك عدداً من طرق التقويم يصدرون خاللها أحكاما ً على الظاهرة محل الدراسة ،وإن
كانت مشكلة العالج واإلصالح تقع – فنيا ً – خارج دائرة البحث المقصود بدراسة الحالة
فمهمة الباحث في طريقة "دراسة الحالة" هي دور التشخيص أكثر منه دور اإلصالح.
ثالث اً-عالقة دراسة الحالة بمناهج البحث األخرى.
هناك عالمة تكامل بين دراسة الحالة ومناهج وأساليب وأدوات البحث األخر:
1.دراسة الحالة والمسح االجتماعي:
إن دراسة الحالة والمسح يكمالن بعضهما البعض في معظم البحوث االجتماعية والنفسية
والسياسية وهناك عالمة وثيقة بينهما.
ولكن هناك فرق بين طريقة المسح ودراسة الحالة يكمن بصفة رئيسية في أن المسح يعتبر
دراسة كمية حيث تتجمع البيانات أو القياسات من عدد كبير من الوحدات الفردية )األشخاص
عادة( ،أما في دراسة الحالة فإن الباحث يفحص بعناية واحدة أو أكثر من هذه الوحدات والتي
يفضل أن تكون ممثلة للمجتمع أو للموضوع المدروس.
كما وتختلف دراسة الحالة عن المسح في أن دراسة الحالة تتطلب الفحص التفصيلي لعدد
ممثل من الحاالت فهي ال تتطلب – كما هو الحال في المسح – تجميع البيانات الكمية من عدد
كبير من المستجيبين.
إن الباحث عند استخدامه لدراسة الحالة مع طريقة المسح الكمي يستطيع الوصول إلى
معلومات ال يمكن الحصول عليها بنجاح بأي طريق آخر.
2.دراسة الحالة والمنهج اإلحصائي:
إن األساليب اإلحصائية تستخدم عندما تكون الحاالت مصنفة وملخصة لتكشف عن عدد مرات
تكرار حدوث الظاهرة فضالً عن التطورات واالتجاهات ونماذج السلوك.
وبينما ال يستطيع الباحث اإلحصائي الكشف إال عن العالقة بين ثالثة أو أربعة عوامل على
األكثر في وقت واحد فإن الباحث الذي يستخدم منهج دراسة الحالة يستطيع أن يختبر مواقف
وأشخاص وجماعات ونظم اجتماعية ومن الممكن أيضا ً أن يصل من خالل دراسته هذه إلى
تعميمات تنطبق على جميع الحاالت المشابهة فاإلحصاء بصفة خاصة قد ال يكفي لشرح
وتفسير العوامل الديناميكية اإلنسانية المؤثرة في الموقف الكلي ومن هنا كانت أهمية دراسة
الحالة والبعد بها عن التجريد وفي فهمها فهما ً متعمقا ً وشامالً .
على الباحث جمع البيانات األولية والضرورية لفهم الحالة أو المشكلة وتكوين فكرة واضحة
وكافية عنها ،أي توسيع قاعدة المعرفة عن الحالة أو المشكلة المطلوب دراستهاويمكن
الحصول على البيانات والمعلومات في دراسة الحالة من مصادر عديدة نذكر منها:
1-المقابلة الشخصية:
تعتبر المقابلة الشخصية أكثر األساليب الشائعة المستخدمة في دراسة الحالة فكثيراً ما يجري
الباحثون مقابالت شخصية مع المشاركين في الميدان في بحوث دراسة الحالة.
وعادة ما تكون األسئلة مفتوحة بدالً من تقيدهم باختيارات محددة مما يتيح للمستجيبين حرية
كاملة يمتد إدالئهم باالستجابات ويمكن للمقابلة الشخصية أن تكون غير رسمية وتأتي صمن
المحادثة الطبيعية مع المشارك وهنا ال يطلب من الباحث أن يتقيد بخطة محكمة مسبقة أو
بأسئلة مخطط لها من قبل ولكن هذا ال يعني أن تتم المقابلة دون أي تنظيم بل من المفضل أن
يكون هناك ترتيب وتنسيق على قدر اإلمكان في إدارة الحوار وإذا ما أجريت المقابلة
الشخصية مع عدد كبير من المشاركين أو إذا اشترك في المقابالت أكثر من مقابل فقد يلجأ
الباحثون إلى إعداد مرشد للمقابلة يحدد مجموعة من الموضوعات Oالستكشافها مع المشاركين
أي تحويل المقابلة إلى مقابلة مقنعة.
قد تجري المقابلة على هيئة مناقشات يشارك فيها عدد من األفراد يشكلون ما يطلق عليه
"المجموعة المحورية" ويدير المناقشة مقابل محنك .وفيالحالة من الطبيعي أن يتناول
المشاركون الحديث ويستمعون لبعضهم البعض مما يساعد على التعبير عن مشاعر أو آراء ال
يمكن أن تظهر إذا كانت المقابالت شخصية.
إن ما يميز المقابلة الشخصية في دراسة الحالة هي أنها قريبة إلى الحالة الطبيعية لتشخيص
المشارك فيها وبالتالي فإن العالقة بين الباحثين والشخص الذي تتم معه المقابلة تصبح شرطا ً
هاما ً للمقابلة وذلك مع احتفاظ الباحث المجرب بموقفه الموضوعي على قدر اإلمكان.
فالباحث لي بالي – أحد رواد منهج دراسة الحالة – قد عاش بين عائالت العمال التي كان
يقوم بدراسة أحوالها االقتصادية واالجتماعية في فرنسا وإن كان ما يؤخذ على هذه الطريقة
غير الرسمية صعوبة كتابة وتدوين المالحظات والمناقشات بين الباحثين والشخص المفحوص
بدقة كافية.
2-المالحظة:
3-االستبيانات:
يستخدم الباحثون في دراسة الحالة االستبيانات عندما يكون االتصال الفردي المباشر بجميع
المشاركين غير ممكن وتكون البيانات المرغوب في جمعها غير شخصية.
واالستبيان المصمم تصميما ً جيداً يمكن أن يستثير معلومات متعمقة.
ولكن استخدام االستبيان المعد مسبقا ً في "دراسة الحالة" ال يؤدي دائما ً إلى أفضل النتائج.
وذلك ألن هذا اإلعداد المسبق لألسئلة قد يحول دون حرية الحديث بل قد يشجع على المراوغةO
والكذب ..كذلك فإن األسئلة الخاصة بتاريخ حياة الشخص ال تتم اإلجابة عليها بطريقة
"نعم"و"ال" أو بعالمة معينة كما أن اإلجابات المفيدة فعالً يمكن أن تكون اإلجابات المفصلة
وبالتالي الطويلة.
وتتضمن هذه الوثائق سيرة حياة الشخص ذاته – الوثائق المجمعة عن المدارس التي دخلها –
هيئات الخدمات االجتماعية – التاريخ الطبي – المحادثات والمقابالت التي أجراها وغير ذلك.
ويعتقد كثير من الباحثين تماشيا ً مع األسلوب الكيفي بأن معنى الفحص المكتوب يمكن أن
يختلف باختالف القارئ والفترة الزمنية والمضمون الذي يظهر في النص وهكذا.
ال بد من تقويم المعلومات تقويما دقيقا .وذلك بسبب اختالف الطرق المستخدمة في جمع
المعلومات ودرجة صدقها وثباتها.ونظرا لتعدد هذه الطرق وتشابهها،فإنه يتحتم مراعاة تطبيق
هذا المعيار واختيار الضروري Oمن المعلومات.لذا فإن األخصائي يجب أن يكون خبيراباختيار
األدوات المستعملة خصوصا إذا عرفنا بأن لكل أداة ميزات وعيوب،إذا ليس هناك أداة من
األدوات المستعملة في دراسة الفرد ممكن أن تقيس ما يراد قياسه بدقة تامة دون احتمال وقوع
الخطأ .لذا فإن على األخصائي أن يكون حذرا في إصدار أحكامه فيما يتعلق بالنتائج التي
توصل إليها بالنسبة للفرد قيد الدراسة.
يجب أن يكون الباحث على اطالع شامل ووعي تام بالثقافة التي يعيش فيها الفرد المفحوص
وذلك حتى يتمكن من فهم المقبول وغير المقبول في هذه الثقافة خصوصا إذا عرفنا بأن الثقافة
تؤثر في سلوك األفراد وتشكيل شخصياتهم .ومن هنا تأتي أهمية دراسة الباحث للظروف
البيئية التي تؤثر في الفرد مما يساعد في تحديد السلوكيات التي يقوم بها األفراد.
إن دراسة اإلنسان عبارة عن سلسة متصلة الحلقات فسلوكه الحالي هو امتداد لسلوكه
الماضي،ودراسة أي حالة تتطلب دراسة أعراض السلوك المرضية أثناء الطفولة السابقة
وتاريخ الحياة أمر ضروري كما أن الميدان بحاجة إلى تحسين طرق الوصول إلى المعلومات
الوصفية المتتابعة.
إن تقييم الحالة عملية ضرورية وهامة،مما ال شك فيه أن بعض أنماط سلوك الفرد تتضح
بمجرد الحصول على بعض المعلومات األولية التي تبين بعض نواحي القوة والضعف في
شخصية الفرد وقد يتبين كلما تعمقنا في دراسة الحالة أن اآلراء األولى عن الفرد كانت خاطئة
تماما.لذا يجب الحذر من الحكم على الفرد من خالل المعلومات األولية ويجب على األخصائي
أن يعيد التفكير في افتراضاته حتى يتمكن من القيام بالتشخيص السليم
من األفضل أن يكون التقرير مطوال وشامال لكثير من التفاصيل بدال من أن يكون مختصراً
ومهمالً لبعض النواحي الهامةوأخيراً تجدر اإلشارة إلى ضرورة أن تشمل البيانات التي تم
جمعها على األقل ما يلي:
ا -تاريخ الحصول على المعلومات.
ب -أسماء األشخاص الذين أدلوا ببياناتهم.
ج -الكلمات الفعلية المستخدمة في هذه البيانات.
ء -وصف مختصر للظروف المحيطة بعملية المقابلة.
ه -ملخص لألساليب الخاصة التي استخدمت في أي جزء من الدراسة ) مثل
المالحظةالشخصية المباشرة ،المقابلة ،االستبيان O....الخ (.و -تحديد الشخص أو الوثيقة
التي تمدنا بالمعلومات.
ي -مالحظات مكملة.
5-تدريب جامعي البيانات
6-جمع البيانات وتسجيلها وتحليلها:
تحليل البيانات:
إن الباحث يحصل عادة على كمية كبيرة من المعلومات في بحوث دراسة تعطي عدداً كبيراً
من الصفحات فقد يحصل مثالً على ) 022صفحة تتضمن كل واحدة منها 052كلمة
وبالتالي تكون النتيجة 52222كلمة بين يديه ( وهذا ما يجعل لتحليل هذه الكمية من البيانات
أهمية تذكر ،وهناك ثالثة أنواع للتحليل:
1-التحليل التفسيري':
ويتضمن مجموعة من اإلجراءات المنظمة لترميز وتصنيف البيانات الكيفية للتأكد من إبراز
التكوينات واألفكار والنماذج ) أي الوصول إلى استنتاجات ( ويمكن إجراء هذه العملية يدوياً،
ولكن لتسهيل األمر يتم استخدام بعض برامج الحاسب اآللي مثل برنامج إثنوجران أما خطوات
التحليل التفسيري فهي:
1-إعداد قاعدة بيانات تحتوي البيانات التي جمعت أثناء دراسة الحالة )المذكرات الميدانية-
الوثائق -التسجيالت...الخ(
2-ترقيم كل سطر من سطور النص بالتتابع ثم تقسيم النص إلى أجزاء ذات معنى.
3-عمل فئات ذات معنى لترميز البيانات
4-ترميز كل جزء برمز الفئة أو الفئات التي تنتمي إليه.
5-جمع جميع األجزاء التي أعطيت رمز فئة معينة.
6-استخراج التكوينات التي تظهر من الفئات.
2-التحليل البنائي:
تتكون هذه الطريقة من عدد محدد من الخطوات في تحليل البيانات الكيفية التي ال يحتاج
الباحث إلى عمل أية استنتاجات للوصول إليها وذلك ألنها تعتبر مجرد معالم كافية في البيانات.
والمثال التالي يوضح الفرق بين النماذج الكافية والنماذج المستنتجة وبالتالي الفرق ما بين
التحليل البنائي والتحليل التفسيري:
-فيما يلي جزء من محادثة بين مدرس اللغة االنكليزية وطالب:
المدرس :ما معنى كلمة House؟
الطالب :منزل'.
المدرس :هذا صحيح كلمة Houseتعني منزل
فإذا ما كان الباحث يجري بحثا ً بنائيا ً فقد يالحظ عدة مزايا لهذا الحوار مثل:
1-كان الحديث بين المدرس والطالب على التواليO.
2-احتوى كالم المدرس على عدد من الكلمات يزيد على عدد الكلمات التي ذكرها الطالب.
3-ذكرت كلمتان انجليزيتان.
4-ذكرت كل من الكلمات)كلمة ،منزل )house،مرتين
في حين ذكرت الكلمات الخمس األخرى مرة واحدة.
أما الباحث الذي يقوم بالتحليل التفسيري فقد يقوم بتجديد الفئات بناء على كيفية تلقي الطلبة
للتغذية الراجعة من المدرس في قاعة الدراسة وقد يستخدم الجملة األخيرة التي ذكرها المدرس
وهي "هذا صحيح كلمة هاوس تعني منزل" كمثال على تغذية راجعة للمعلومات وهذا
التصنيف ال يعتبر كامنا ً وإنما مستنتجا ً من قبل الباحث.
لذلك فيستخدم التحليل البنائي في التحليل القصصي Oوفي تحليل البيانات اإلثنوجرافية وغيرها
من بيانات البحوث الكيفية.
هذا وتجدر اإلشارة إلى أنه تتم كتابة التقرير في كل من التحليل التفسيري والتحليل البنائي
لنتائج دراسة الحالة بالطريقة التقليدية ) المقدمة – مراجعة البحوث السابقة – الطريقة –
النتائج – المناقشة ( .وهذا ما يعتبر مشابها ً لطريقة الباحثين الكميين في كتابة تقارير البحوث
الكمية.
3-التحليل التأملي:
يشير التحليل التأملي إلى عملية يعتمد فيها الباحثون الكيفيون في تحليل البيانات التي جمعت
اعتمادا أساسيا ً على حدسهم وحلهم الشخصي وال يتضمن ذلك تحديد فئات صريحة أو
مجموعة محددة من اإلجراءاتO.
وفي إعداد التقرير التأملي كثيراً ما يحوّ ل الباحثون دراسة الحالة إلى قصة تتناول األحداث
التي تم رصدها في دراسة الحالة.
فقد يقوم باحث مثالً بدراسة عن التسرب من المدرسة فيتناول قصة طالب متسرب كيف تسير
حياته في المنزل والمدرسة ،ويعطي في ثنايا القصة أسباب تسرب الطالب المستمدة من وقائع
حياته الماضية في المنزل والمدرسةO.
وفي هذه المرحلة يوضح الباحث النتائج التي تم التوصل إليها وأهميتها وإمكانيات االستفادة
منها في دراسات أخرى.
إن أي خطوة تتم في دراسة الحالة يجب أن تكون كاملة إذ أن هذه الخطوة سوف لن تتكرر
مرة أخرى.
مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة.
أوال-الخصائص المهمة في دراسة الحالة:
تذكر جول وزميليها الخصائص التالية لدراسة الحالة:
إن الغرض من دراسة الحالة إلقاء الضوء على ظاهرة معينة تشتمل على مجموعة من
العمليات أو األحداث أو األفراد أو أشياء أخرى ذات أهمية للباحثين ويجب على الباحثين
توضيح الظاهرة التي ستخضع لدراسة مكثفة )جمع البيانات حولها ثم تحليلها(.
وكمثال على ذلك دراسة كيجان حيث كانت الظاهرة التي اهتم بها هي المشاركة بين المدرسة
والجامعة وبالتحديد المشOOاركة الOOتي تنمي قOOدرة أعضOOاء هيئOOة التOOدريس في مOOدارس المنOOاطق
المحلية.
أما محوره فكان آثار برنامج المشاركة على الحياة المهنية للمدرسين.
والحالة التي اختيرت لهذه الدراسة هي أربعة مدرسين من برنامج المدرسين المقيمين في
جامعة آالباما.
ولقد أصبح مدرسو المدرسة االبتدائية ذوي الخبرة المدرسين المقيمين لمدة عامين بالجامعة
حيث كانوا يقومون بالتدريس واإلشراف في برنامج إعداد المدرسين قبل الخدمة ،ثم يقومون
من بعدها بالعودة إلى مقاطعاتهم وقد حصال على المعلومات التي تساعدهم على تصميم برامج
تنمية أعضاء هيئة التدريس أثناء الخدمة.
إذاً إن دراسات الحالة تهتم بدراسة أمثلة متعددة للظاهرة بحيث يعتبر كل مثال وحدة تحليل
منفصلة وفي دراسة كيجان كانت وحدة التحليل هي المدرس المشارك أي أن الدراسة شملت
أربع وحدات.
تتضمن دراسة الحالة جمع كمية كبيرة من البيانات عن الحالة أو الحاالت موضوع الدراسة
والتي تختار لتمثيل الظاهرة .وهذه البيانات هي عبارات لفظية أو صور أو أشياء مادية ومن
الممكن كذلك جمع بعض البيانات الكمية .وتجمع البيانات عادة على مدى فترة زمنية طويلة
باستخدام عدة طرق لجمع البيانات.
وفي دراسة كيجان )آنفة الذكر( قام الباحثون بإجراء مقابالت شخصية مدتها تسعون دقيقة مع
كل مدرس.
وقد استخدمت في هذه المقابالت المسجالت الصوتية ومن ثم تفريغ األشرطة المسجلة وتحليل
كل مقابلة شخصية للحصول على سرد قصصي متماسك لخبرات كل مدرس.
هذا ودعي المدرسون األربعة إلى تعديل وتنقيح التقرير الكامل باعتبارهم مشاركين في
التأليف .نستنتج من ذلك أن البيانات التي حصل عليها هؤالء الباحثون تعتبر دراسة متعمقة
للحالة محل الدراسة.
3-دراسة الظاهرة في بيئتها الطبيعية:
يعرّ ف جيروم كيرك ومارك ميلر البحث الكيفي بأنه مالحظة الناس في أماكنهم الخاصة
والتفاعل معهم بلغتهم وبشروطهم O.والتزاما ً بهذا التعريف فإن دراسة الحالة تستلزم بالضرورةO
العمل الميداني،حيث يتفاعل الباحثون مع المشاركين في البحث في مواقعهم الطبيعية.
4-تمثيل وجهة نظر كل من المشاركين والباحثين:
يجب على الباحث أن ينظر للظاهرة كما ينظر إليها أفرادها ويحصل الباحث على وجهة نظر
المشاركين في دراسة الحالة عن طريق المحادثات غير الرسمية معهم وبمالحظتهم أثناء
سلوكهم الطبيعي في الميدانO.
ويحافظ الباحثون في نفس الوقت على آرائهم وأفكارهم الخاصة كدارسين للظاهرة.
وتساعد وجهة نظرهم كخارجين على تكوين المفاهيم المتعلقة بالحالة ،وكذلك اإلطار النظري
المتعلق بها وكتابة تقرير عن النتائج يضاف إلى التراث البحثي في هذا المجال.
المزايا:
1.تعطي صورة واضحة عن الحالة باعتبارها وسيلة شاملة ودقيقة بحيث توفر معلومات
تفصيلية وشاملة ومتعمقة عن الظاهرة المدروسة وبشكل ال توفره أساليب ومناهج البحث
األخرى
.2تساعد في تكوين واشتقاق فرضيات جديدة وبالتالي يفتح الباب أمام دراسات أخرى في
المستقبل
.3يمكن الوصول إلى نتائج دقيقة وتفصيلية حول وضع الظاهرة المدروسة مقارنة بأساليب
ومناهج البحث األخرى
.4تفيد في عملية التنبؤ ألنها تشمل الدراسة في الماضي والحاضر.
العيوبO:
1.ال يعتبر هذا المنهج علميا ً بصفة كلية،بسببتحيز الباحث في بعض األحيان عند تحليل
وتفسير نتائج الظاهرة المدروسة ،األمر الذي يجعل الباحث عنصرا غير محايد وبالتالي تبتعد
النتائج عن الموضوعيةO.
2.تقوم هذه الطريقة على دراسة حالة منفردة أو حاالت قليلة وعليه فإن ذلكقد يكلف سواء من
ناحية المال أو الوقت المطلوبO.
3.قد ال تعتبر هذه الطريقة عملية بشكل كامل،إذا ما أدخلنا عنصر الذاتية والحكم الشخصي
فيها،أو كان باألساس موجودا في اختيار الحالة،أو فيتجميع البيانات الالزمة لهذه الدراسة
وتحليلها وتفسيرها.
4.تستغرق وقتا طويال مما قد يؤخر تقديم المساعدة في موعدها المناسب خاصة في الحاالت
التي يكون فيها عنصر الوقت عامال فعاال.
5.إذا لم يحدث تنظيم وتلخيص للمعلومات التي تم جمعها فإنها تصبح كم هائل من المعلومات
الغامضة عديمة المعنى تضلل أكثر مما تهدي.
6.صعوبة اختيار حاالت الدراسة التي ينبغي أن تكون حاالت مثالية حتى تنسحب نتائج
الدراسة على المجتمع كله.
7.عدم صحة البيانات المجمعة أحياناً ،فقد يعتمد الشخص المبحوث إلى إرضاء الباحث بأن
يقول له ما يعتقد أنه يرضيه فضالً عن أن المبحوث قد يذكر الحقائق من وجهة نظره الخاصة
لتبرير سلوكه أو موقفه.
8.نتائج مثل هذه الدراسة ال تستثمر إال في نطاق ضيق وهو نطاق الحالة المدروسة وينتج
عن ذلك صعوبة تعميم النتائج على كل الحاالت في المجتمع وذلك ألن لكل حالة ظروفها
ومعطياتها وبالتالي يحتاج إلى عدد كبير من الحاالت لدراستها بحيث تكون هذه الحاالت ممثلة
تمثيالً صحيحا ً للمجتمع.
ولكن يمكن التغاضي عن بعض هذه العيوب ،فالباحث في دراسة الحالة عندما يميل إلى الذاتية
فهذا أمر ال مفر منه في هذا النوع من الدراسة .على أية حال ،لقد استطاعت "دراسة الحالة"
في الوقت الحاضر أن تثبت فعاليتها وقيمتها في مجاالت متعددة كالتعليم واالجتماع واإلدارة
غيرها O...وهذا كفيل بالتغاضي عن أسباب الضعف الكامنة في هذا المنهج .
خاتمة:
إن دراسة الحالة تتيح للباحث التركيز على موضوع واحد وبالتالي ال يضيع وقته ويشتت
جهده في دراسة عدة موضوعات بنفس الوقت فمنهج دراسة الحالة ،يقوم على البحث المتعمق
في موضوع معين يتعلق بفرد أو أسرة أو جماعة يهدف الكشف عن العالقات السببية بين
العوامل المعزولة بصورة أكثر وضوحا ً من مجرد التحليل الكمي.
ودراسة الحالة تمدنا ببيانات وصفية – غير كمية – قابلة للتحليل والتفسير ويعتبر تطبيق
التحليل الذي يتم التوصيل إليه من الحاالت الدراسية أمراً سهالً نسبي اً.
ودراسة الحالة التي تتم بصورة صحيحة تتطلب عادة فترة طويلة من الزمن وبدالً من القيام
بمقابلة واحدة ربما يتطلب األمر سلسلة طويلة من المقابالت للحصول على شكل وكمية
المعلومات المطلوبة والعثور على العوامل واألساليب ذات الداللة واألهمية نظرا ألن دراسة
الحالة قد تتطلب وصف تطور الشخص ال في وقت محدد بل على مدى طويل من الزمن فإن
الذاكرة أو الوثائق ال تزودنا بمعلومات كاملة بصفة مباشرة ،فيجب على الباحث أن يتحلى
بالصبر.
أخيراً يعتبر منهج دراسة من األساليب الشائعة والمالئمة للمجاالت اإلدارية واالقتصادية ألنه
يتم من خالله التعرف على مشكالت اإلدارة وتطبيق األسلوب العلمي في تحديدهما وجمع
البيانات حولها ،ثم استخالص النتائج ووضع التوصيات المالئمة لمواجهتها.
ولقد استهوت دراسة الحالة الكثير من المعنيين بالتطوير اإلداري حتى توسعوا في استخدامها
سواء في التعليم أو التدريب.
قائمة المراجع:
1-رجاء محمود أبو عالم،مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية ،جامعة القاهرة ،مصر.
2-أحمد بدر،أصول البحث العلمي ومناهجه،المكتبة األكاديمية.6991،
3-ربحي مصطفى عليان ،عثمان محمد غنيم ،مناهج وأساليب البحث العلمي ،دار الصفاء
للطباعة،عمّان ،األردن.0222 ،
4-مهدي حسن الزويلف ،أسلوب دراسة الحالة بين النظرية والتطبيق ،كلية االقتصاد
والتجارة ،دار مجدالوي ،عمّان ،األردن.6991 ،
5-أحمد سليمان عودة ،فتحي حسن ملكاوي ،أساسيات البحث العلمي فيالتربية والعلوم
اإلنسانية ،مكتبة الكتاني ،أربد ،األردن .6990،
6-سامي عريفج ،خالد حسين مصلح ،مفيد نجيب حواشين ،مناهج البحث العلمي وأساليبه ،دار
مجدالوي للنشر ،عمّان ،األردن.6999 ،
7-أوما سيكاران ،ترجمة إسماعيل بسيوني ،عبد هللا بن سليمان العزاز ،طرق البحث في
اإلدارة مدخل بناء المهارات البحثية ،النشر العلمي والمطابع -جامعة الملك سعود،
الرياض ،
.0221
8-أوما سيكاران ،ترجمة :د إسماعيل علي بسيوني ،طرق البحث في اإلدارة ،دار
المريخ ،الرياض .0221،
:االنترنت
1.www.darahayat.com
2.www.moe.gov.jo
3.www.kaau.org