You are on page 1of 65

‫الفصل الثاني‪ :‬السياسة الجبائية ودورها على التنمية االقتصادية‪.

‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الجباية‬

‫المطلب األول‪ :‬الضريبة‪ ،‬مفهومها‪ ،‬خصائصها‪ ،‬أنواعها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرسم واالتاوة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياسة الجبائية‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم السياسة الجبائية وأهميتها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أدوات وأهداف السياسة الجبائية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسس ومبادئ السياسة الجبائية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دور الجباية في محاربة بعض التقلبات االقتصادية‬

‫المطلب األول‪ :‬أثر الضريبة على االستهالك واالدخار‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثر الضريبة على االنكماشات والتضخم‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أثر الضريبة على االستثمار‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية الجباية‬

‫المطلب األول‪ :‬الضريبة‪ ،‬مفهومها‪ ،‬خصائصها‪ ،‬أنواعها‬

‫تعددت مفاهيم الض‪11‬رائب وال‪1‬تي أورده‪1‬ا الب‪1‬احثون وعلم‪1‬اء المالي‪1‬ة العام‪1‬ة‪ ،‬ان ه‪1‬ذا االختالف ح‪1‬دث في‬
‫توض‪11‬يح الطبيع‪11‬ة الحقوقي‪11‬ة للض‪11‬ريبة فمنهم من وص‪11‬فها بأنه‪11‬ا عالق‪11‬ة مبني‪11‬ة على التعاق‪11‬د والتب‪11‬ادل بين األف‪11‬راد‬
‫والدول‪11‬ة ومنهم من اعتبره‪11‬ا من مس‪11‬تلزمات الدول‪11‬ة على األف‪11‬راد‪ ،‬وفي ه‪11‬ذا البحث س‪11‬وف نتط‪11‬رق إلى بعض‬
‫النق‪11‬اط ال‪11‬تي توض‪11‬ح لن‪11‬ا ماهي‪11‬ة الض‪11‬ريبة وماهي‪11‬ة الخص‪11‬ائص ال‪11‬تي تميزه‪11‬ا عن ب‪11‬اقي اإلي‪11‬رادات العام‪11‬ة للدول‪11‬ة‬
‫‪1‬‬
‫وكما سنتطرق أيضا إلى أنواع الضرائب‪.‬‬

‫‪ -)1‬مفهوم الضريبة‪:‬‬

‫في غي ‪11 1‬اب تعري ‪11 1‬ف تش ‪11 1‬ريعي‪ ،‬يمكن أن نع ‪11 1‬رف الض ‪11 1‬ريبة على أنه ‪11 1‬ا "مس ‪11 1‬اهمة نقدي ‪11 1‬ة تف ‪11 1‬رض على‬
‫المكلفين به‪11‬ا حس‪11‬ب ق‪11‬دراتهم التس‪11‬اهمية وال‪11‬تي تق‪11‬وم عن طري‪11‬ق الس‪11‬لطة‪ ،‬بتحوي‪11‬ل األم‪11‬وال المحص‪11‬لة وبش‪11‬كل‬
‫‪2‬‬
‫نهائي ودون مقابل محدد نحو تحقيق األهداف المحددة من طرف السلطة العمومية‪.‬‬

‫هي "فريض‪11‬ة مالي‪11‬ة ي‪11‬دفعها الف‪11‬رد ج‪11‬برا إلى الدول‪11‬ة أو إح‪11‬دى الهيئ‪11‬ات العام‪11‬ة المحلي‪11‬ة‪ ،‬بص‪11‬ورة نهائي‪11‬ة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫مساهمة منه في التكاليف واألعباء العامة دون أن يعود عليه نفع خاص مقابل دفع الضريبة‪.‬‬

‫وتعرف أيضا‪:‬‬

‫على أنه‪11‬ا عب‪11‬ارة عن اقتط‪11‬اع نق‪11‬د ج‪11‬بري تفرض‪11‬ه الدول‪11‬ة على المكلفين وفق‪11‬ا لق‪11‬دراتهم‪ ،‬بطريق‪11‬ة نهائي‪11‬ة‬
‫وبال مقابل وذلك لتغطية األعباء العامة وتحقيق أهداف الدولة المختلفة‪.‬‬

‫كم‪11 1 1‬ا تع‪11 1 1‬رف أيض‪11 1 1‬ا ب‪11 1 1‬أن الض‪11 1 1‬ريبة فريض‪11 1 1‬ة إلزامي‪11 1 1‬ة تف‪11 1 1‬رض من قب‪11 1 1‬ل الس‪11 1 1‬لطة العام‪11 1 1‬ة بأس‪11 1 1‬لوب‬
‫امري ‪ ،........‬أي دون الرجوع إلى‪ 4‬موافقة األفراد بذلك‪ ،‬وأن اصدار الضريبة أو تع‪11‬ديلها يك‪11‬ون بق‪11‬انون‬
‫حقيق ‪11‬ة ت ‪11‬داخل الفن السياس ‪11‬ي والفن الم ‪11‬الي في ف ‪11‬رض الض ‪11‬ريبة‪ ،‬يع ‪11‬ني ذل ‪11‬ك على أن الس ‪11‬لطة التنفيذي ‪11‬ة عن ‪11‬د‬
‫إعدادها لمشروع ضريبة أو تعديلها عليها‪.‬‬

‫‪ -1‬لخلول إبراهيم‪ ،‬أثر السياسة الجبائية على النم‪11‬و االقتص‪11‬ادي في الجزائ‪11‬ر‪ ،‬أطروح‪11‬ة مقدم‪11‬ة لني‪11‬ل ش‪11‬هادة ال‪11‬دكتوراه‪ ،‬جامع‪11‬ة أبي بك‪11‬ر بلقاي‪11‬د‪ ،‬تلمس‪11‬ان‪،‬‬
‫‪ ،2020-2019‬ص‪.3‬‬
‫‪ - 2‬محرزي محمد عباس‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الساحة المركزية بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطلعة الثالثة‪ ،‬ص‪.145‬‬
‫‪ - 3‬محرزي محمد عباس‪ ،‬اقتصاديات الجباية والضرائب‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار هومة‪ ،2008 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -4‬بن كردي رشيدة‪ ،‬أثر التهرب الضريبي على التنمي‪11‬ة االقتص‪11‬ادية م‪11‬ذكرة مقدم‪11‬ة لني‪11‬ل ش‪11‬هادة ماس‪11‬تر أك‪11‬اديمي‪ ،‬كلي‪11‬ة العل‪11‬وم االقتص‪11‬ادية‪ ،‬جامع‪11‬ة عب‪11‬د‬
‫الحميد إبن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،2017-2016 ،‬ص‪.6‬‬

‫‪2‬‬
‫وانطالقا من مجمل التعاريف السابقة يمكن أن نعرف الضريبة على أنها‪:‬‬

‫"فريض‪1‬ة مالي‪1‬ة تص‪11‬فها الدول‪1‬ة وتل‪1‬زم به‪1‬ا المكلفين من األف‪1‬راد والهيئ‪1‬ات بغي‪1‬ة تحقي‪1‬ق مجموع‪1‬ة من األغ‪1‬راض‬
‫العام‪11‬ة وهي عب‪11‬ارة عن تحوي‪11‬ل قس‪11‬ري غ‪1‬ير كت‪11‬ابي للمص‪11‬ادر المالي‪11‬ة من القط‪11‬اع الخاص‪11‬ة إلى القط‪11‬اع العام‪11‬ة‬
‫بناء على معايير محددة سابقا ودون مقابل مباشر أو نفع مح‪1‬دد للمكلفين وذل‪1‬ك إلش‪1‬باع حاج‪1‬ات عام‪1‬ة وتنفي‪1‬ذ‬
‫للسياسة العامة للدولة‪.‬‬

‫‪-)2‬خصائص الضريبة‪:‬‬

‫انطالق‪11‬ا من مجم‪11‬ل التع‪11‬اريف الس‪11‬ابقة يمكن تحدي‪11‬د خص‪11‬ائص الض‪11‬ريبة في أنه‪11‬ا ذات ش‪11‬كل نق‪11‬دي له‪11‬ا ط‪11‬ابع‬
‫إجباري ونهائي وهدفها تغطية األعباء العامة وتغطية تدخالت الس‪11‬لطة العمومي‪11‬ة في المجتم‪11‬ع ويمكن تبيانه‪11‬ا‬
‫في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الضريبة فريضة نقدية‪:‬‬

‫الض ‪11‬ريبة تف ‪11‬رض بص ‪11‬ورة نقدي ‪11‬ة‪ .‬فهي تح ‪11‬بي بص ‪11‬ورة نقدي ‪11‬ة‪ .‬ففي النظم االقتص ‪11‬ادية القديم ‪11‬ة‪ ،‬ك ‪11‬انت‬
‫الضريبة تف‪1‬رض وتحم‪1‬ل في ص‪11‬ورة عيني‪1‬ة‪ ،‬نظ‪1‬را ألن الظ‪1‬روف االقتص‪11‬ادية الس‪1‬ائدة آن‪1‬ذاك ك‪1‬انت تق‪1‬وم على‬
‫أس‪11‬اس التعام‪11‬ل بالص‪11‬ورة العيني‪11‬ة‪ ،‬ويظه‪11‬ر ذل‪11‬ك حالي‪11‬ا في العص‪11‬ور اإلقطاعي‪11‬ة‪ ،‬حيث ك‪11‬ان القط‪11‬اع ال‪11‬زراعي‬
‫يمثل أهم القطاعات في ذلك الزمن وتماشيا مع تلك الظروف كانت الضرائب تحصل في صورة عينية كم‪11‬ا‬
‫أن النفق‪11‬ات العام‪11‬ة ب‪11‬دورها ك‪11‬انت تتم في ص‪11‬ورة عيني‪11‬ة‪ .‬أم‪11‬ا اآلن فليس من المعق‪11‬ول أن تق‪11‬وم الدول‪11‬ة بجباي‪11‬ة‬
‫‪1‬‬
‫الضرائب بصورة عينية‪.‬‬

‫‪ -‬الضريبة فريضة جبرية‪:‬‬

‫إن صفة اإلجبار في الضريبة ذات صبغة قانونية بمعنى أن اإلجبار هنا إجبار قانوني وليس معنوي‪11‬ا‪،‬‬
‫نجد مصدره في القانون وليس في إرادة األفراد أو الدولة‪.‬‬

‫وبناء عليه يكون الفرد مجبًر ا على دفع الضريبة دون أخذ رغبته أو استعداده للدفع في االعتبار‪.‬‬

‫‪ -1‬مقراني ايمان‪ ،‬أثر السياسة الجبائية في ج‪11‬ذب االس‪11‬تثمار األجن‪11‬بي المباش‪11‬ر في الجزائ‪11‬ر‪ ،‬م‪11‬ذكرة ني‪11‬ل ش‪11‬هادة ماس‪11‬تر أك‪11‬اديمي في العل‪11‬وم االقتص‪11‬ادية‪،‬‬
‫جامعة أم البواقي‪ ،2016-2015 ،‬ص‪.10‬‬

‫‪3‬‬
‫ويكون للدولة‪ ،‬في حالة امتناعه عن أدائه‪1‬ا ح‪1‬ق اللج‪1‬وء إلى التنفي‪1‬ذ الج‪1‬بري للحص‪11‬ول على مق‪1‬دار الض‪11‬ريبة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كما أنها تتمتع في سبيل اقتضائها بامتياز على أموال المدين‪.‬‬

‫‪ -‬الضريبة فرضية بدون مقابل‪:‬‬

‫يق‪11‬وم المكل‪11‬ف ب‪11‬دفع الض‪11‬ريبة دون أن يحث‪11‬ل على نف‪11‬ع خ‪11‬اص يع‪11‬ود علي‪11‬ه وح‪11‬ده مقاب‪11‬ل أدائ‪11‬ه للض‪11‬ريبة‪،‬‬
‫ويدفع المكلف الضريبة مساهمة منه كعضو داخل المجتمع في تحمل األعب‪11‬اء والتك‪11‬اليف العام‪11‬ة‪ .‬وغ‪11‬نى عن‬
‫البي‪11‬ان أن الف‪11‬رد ينتف‪11‬ع بالخ‪11‬دمات ال‪11‬تي تق‪11‬دمها الدول‪11‬ة بواس‪11‬طة مرافقه‪11‬ا العام‪11‬ة المختلف‪11‬ة‪ ،‬وأن الدول‪11‬ة تس‪11‬تخدم‬
‫حصيلة الضرائب وإ يراداتها األخرى لتسيير هذه المرافق‪.‬‬

‫واستنادا على ما تقدم‪ ،‬فإن الضريبة ال تدفع مقابل نفع خاص‪ ،‬كما أن تق‪1‬ديرها ال يتم بن‪11‬اء على م‪11‬دى انتف‪1‬اع‬
‫الفرد بالخدمات العامة‪ ،‬بل يتم وفقا للمقدرة التكليفية للفرد‪.‬‬

‫‪ -‬الضريبة فريضة تحقيق النفع‪:‬‬

‫يتم ف ‪11‬رض الض ‪11‬ريبة وتحص ‪11‬يلها لتغطي ‪11‬ة مختل ‪11‬ف النفق ‪11‬ات العام ‪11‬ة ال ‪11‬تي تتواله ‪11‬ا الدول ‪11‬ة‪ ،‬به ‪11‬دف تق ‪11‬ديم‬
‫خدمات عامة‪ ،‬إذن إن األساس الجوهري الذي يحتم فرض الضريبة هو تحقيق النفع العام لمختلف أص‪11‬ناف‬
‫األف ‪11‬راد من خالل سياس ‪11‬ة اإلنف ‪11‬اق العام ‪11‬ة المنتهج ‪11‬ة من ط ‪11‬رف الدول ‪11‬ة على مختل ‪11‬ف المج ‪11‬االت االقتص ‪11‬ادية‬
‫‪2‬‬
‫والسياسية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ -)3‬أنواع الضرائب‪:‬‬

‫نتيج‪11‬ة لتط‪11‬ور دور الدول‪11‬ة في النش‪11‬اط االقتص‪11‬ادي وتط‪11‬ور مفه‪11‬وم الض‪11‬ريبة ليتماش‪11‬ى م‪11‬ع فك‪11‬رة المالي‪11‬ة‬
‫الوظيفي‪11‬ة تع‪11‬ددت أن‪11‬واع الض‪11‬رائب‪ ،‬واختلفت ص‪11‬ورها الفني‪11‬ة من مجتم‪11‬ع آلخ‪11‬ر ب‪11‬ل لنفس المجتم‪11‬ع من ف‪11‬ترة‬
‫زمنية إلى أخرى وأصبحت النظم الضريبية السائدة تتضمن مزيج‪1‬ا من أن‪1‬واع مختلف‪1‬ة من الض‪1‬رائب تتكام‪1‬ل‬
‫‪3‬‬
‫وتتكاثف مع بعضها البعض لتحقيق أهداف المجتمع االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الضرائب الوحيدة والضرائب المتعددة‪:‬‬


‫‪ -2‬حمي‪11‬د عب‪11‬د المجي‪11‬د دزاز‪ ،‬س‪11‬عيد بن عب‪11‬د العزي‪11‬ز عثم‪11‬ان‪ ،‬محم‪11‬د عم‪11‬ر حم‪11‬اد أب‪11‬و دوخ‪ ،‬مب‪11‬ادئ المالي‪11‬ة العام‪11‬ة‪ ،‬ال‪11‬دار الجامعي‪11‬ة ش‪11‬ارح زكري‪11‬اء غ‪11‬نيم‪،‬‬
‫‪ 2003‬ص‪.31‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬طار الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،2012 ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ - 3‬عبد الباسط علي جاسم الزبيدي‪ ،‬الضرائب المباشرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار مكتبة الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2015‬ص‪.327‬‬

‫‪4‬‬
‫ع ‪11‬رفت الض ‪11‬رائب الوحي ‪11‬دة من ‪11‬ذ الق ‪11‬دم‪ ،‬إذ كنت الدول ‪11‬ة تف ‪11‬رض ض ‪11‬ريبة واح ‪11‬د فق ‪11‬ط‪ .‬وق ‪11‬د طب ‪11‬ق ذل ‪11‬ك‬
‫الفرنس ‪11‬يين في نهاي ‪11‬ة الق ‪11‬رن الث ‪11‬امن عش ‪11‬ر عن ‪11‬دما ن ‪11‬ادى أص ‪11‬حاب المدرس ‪11‬ة الفيزيوقراطي ‪11‬ة بض ‪11‬رورة ف ‪11‬رض‬
‫الض‪11 1‬ريبة على األراض‪11 1‬ي الزراعي‪11 1‬ة باعتب‪11 1‬ار األرض هي األس‪11 1‬اس في االقتص‪11 1‬اد وهي المص‪11 1‬در الرئيس‪11 1‬ي‬
‫لإلنتاج والثروة‪.‬‬

‫بع ‪11‬د ذل ‪11‬ك ط ‪11‬الب بعض المفك ‪11‬رين بض ‪11‬رورة ف ‪11‬رض أك ‪11‬ثر من ض ‪11‬ريبة على أي نش ‪11‬اط يزاول ‪11‬ه الف ‪11‬رد‬
‫ويحقق له ربح‪1‬ا‪ ،‬من هن‪1‬ا ظه‪1‬رت الض‪1‬رائب المتع‪1‬ددة وال‪1‬تي تع‪1‬ني أن ي‪1‬دفع المكل‪1‬ف ع‪1‬دد من الض‪1‬رائب على‬
‫جميع األنشطة التي يزاولها‪ .‬فقد يزاول وظيفة وإ لى جانبها يزاول التجارة ويؤجر عقارا‪.‬‬

‫وقد دافع كل من أصحاب هذه اآلراء عن وجهة نظرهم أمام االنتقادات التي وجهت لهم‪.‬‬

‫فالض‪11‬ريبة الواح‪11‬دة يس‪11‬هل تحص‪11‬يلها وال تحت‪11‬اج إلى وقت وجه‪11‬د للوص‪11‬ول إليه‪11‬ا م‪11‬ا يقل‪11‬ل من مص‪11‬اريف‬
‫تحصيلها‪ ،‬ويعرف المكلف مسبقا المبلغ الضريبي المترتب عليه مما يشجعه على الدفع وعدم التهرب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ومن عيوبها أن حصيلتها قليلة أمام أهداف الدولة المتزايدة ألنها ضريبة واحدة فقط‪.‬‬

‫‪ -‬الضرائب على األشخاص والضرائب على األموال‪:‬‬

‫رأين‪111‬ا أن النظ‪111‬ام الض‪111‬رائب المتع‪111‬ددة أفض‪111‬ل من نظ‪111‬ام الض ‪11‬ريبة الوحي ‪11‬دة‪ ،‬فم ‪11‬ا ه ‪11‬و وع ‪11‬اء الض‪111‬ريبة‬
‫المتعددة‪ ،‬األشخاص أم األموال؟‬

‫ال ج‪11‬دال في أن كاف‪11‬ة أن‪11‬واع الض‪11‬رائب أي‪11‬ا ك‪11‬ان وعائه‪11‬ا وإ ج‪11‬راءات ربطه‪11‬ا وأس‪11‬اليب تحص‪11‬يلها س‪11‬وف‬
‫ي ‪11 1‬دفعها في النهاي ‪11 1‬ة ش ‪11 1‬خص م ‪11 1‬ا س ‪11 1‬واء أك ‪11 1‬ان ش ‪11 1‬خص ط ‪11 1‬بيعي أو ش ‪11 1‬خص معن ‪11 1‬وي‪ ،‬ولكن الض ‪11 1‬رائب على‬
‫األش ‪11‬خاص ال ‪11‬تي تعنيه ‪11‬ا هن ‪11‬ا هي الض ‪11‬رائب ال ‪11‬تي تتخ ‪11‬ذ من الش ‪11‬خص ففي ‪11‬ه وع ‪11‬اءا للض ‪11‬ريبة‪ .‬أي أن الوج ‪11‬ود‬
‫اإلنساني نفسه ه‪1‬و الم‪1‬ادة الخاض‪11‬عة للض‪11‬ريبة‪ ،‬فالض‪11‬ريبة هن‪1‬ا تف‪1‬رض على الش‪1‬خص باعتباره‪1‬ا "ف‪11‬رده" بغض‬
‫‪2‬‬
‫النظر عنا في حوزته من أموال‪ ،‬ولذلك سميت بضريبة الفردة أو ضريبة الرؤوس‪.‬‬

‫‪ -‬الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة‪:‬‬

‫تقسم شرائح المالية العامة للض‪11‬رائب الس‪11‬ائدة في النظم المقارن‪11‬ة إلى قس‪11‬مين‪ :‬هم‪11‬ا الض‪11‬رائب المباش‪11‬رة‬
‫‪3‬‬
‫والضرائب الغير المباشرة ويمكن التفرق بينهما كما في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.54‬‬


‫‪ - 2‬د‪ .‬محمد عبد المجيد دراز‪ ،‬سعيد عبد العزيز عثمان‪ ،‬محمد عمر حماد أبو دوح‪ ،‬ص‪.32-31‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬مصطفى الفار‪ ،‬اإلدارة المالية العامة‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪5‬‬
‫الضرائب الغير المباشر‬ ‫الضرائب المباشرة‬ ‫الجانب‬

‫الطريقة‬

‫م‪11 1 1 1‬دى الق‪11 1 1 1‬درة على نق‪11 1 1 1‬ل العبء تك ‪11‬ون الض ‪11‬ريبة مباش ‪11‬رة إذا ك ‪11‬ان تك ‪11‬ون الض ‪11‬ريبة غ ‪11‬ير مباش ‪11‬رة إذا‬
‫المكل‪11 1‬ف به‪11 1‬ا قانوني‪11 1‬ا وه‪11 1‬و ال‪11 1‬ذي ك ‪11‬ان المكل ‪11‬ف يس ‪11‬تطيع نق ‪11‬ل عبئه ‪11‬ا‬ ‫الضريبي‬
‫يتحم ‪11 1 1‬ل عبء الض ‪11 1 1‬ريبة بص ‪11 1 1‬فة إلى الشخص‪.‬‬
‫نهائية‬
‫تعت ‪11 1‬بر الض ‪11 1‬ريبة مباش ‪11 1‬رة إذا م ‪11 1‬ا تك ‪11‬ون الض ‪11‬ريبة غ ‪11‬ير مباش ‪11‬رة إذا‬ ‫الثبات واالستمرار‬
‫ك‪11‬انت مفروض‪11‬ة على م‪11‬ادة تتم‪11‬يز ك ‪11 1 1 1 1‬انت مفروض ‪11 1 1 1 1‬ة على واق ‪11 1 1 1 1‬ع‬
‫وتص ‪11 1 1 1‬رفات عرض ‪11 1 1 1‬ية أي أنم ‪11 1 1 1‬ا‬ ‫بالثبات واالستمرار النسبي‬
‫تف ‪11 1 1‬رض بمثاب ‪11 1 1‬ة ح ‪11 1 1‬دوث واقع ‪11 1 1‬ة‬
‫معينة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرسم واالتاوة‬

‫‪ -)1‬الرسم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الرسم‪:‬‬

‫الرس‪11‬م ه‪11‬و اقتط‪11‬اع نق‪11‬دي يدفع‪11‬ه الف‪11‬رد إلى الدول‪11‬ة‪ ،‬أو غ‪11‬يره مقاب‪11‬ل انتفاع‪11‬ه بخدم‪11‬ة معين‪11‬ة يؤديه‪11‬ا ل‪11‬ه‪،‬‬
‫يترتب عليها نفع خاص‪.‬‬

‫* يتشابه الرسم مع الضريبة في أن كليها مبلغ نقدي يفرض ويج‪11‬بي ج‪11‬برا‪ ،‬وأن حص‪11‬يلة ك‪11‬ل منهم‪11‬ا تس‪11‬تخدم‬
‫في تغطية النفقات‪.‬‬

‫* يختلف الرسم عن الضريبة في أن الرسم يدفع نظير خدمة معين‪11‬ة لدافع‪11‬ه‪ ،‬بينم‪11‬ا تعت‪11‬بر الض‪11‬رائب مس‪11‬اهمة‬
‫اجبارية في النفقات العامة دون مقابل معين يعود لدافعها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪1‬‬
‫* حصيلة الرسم أقل من نفقات أداء الخدمة‪ ،‬بينما الضريبة تحدد وفق المقدرة المالية للمكلف‪.‬‬

‫ويعرف أيضا‪ :‬أنه مبلغ نقدي يدفعها الف‪1‬رد ج‪1‬بًر ا إلى الدول‪1‬ة‪ ،‬أو إلى إح‪1‬دى هيئاته‪1‬ا العام‪1‬ة مقاب‪1‬ل نف‪1‬ع خ‪1‬اص‬
‫‪2‬‬
‫يحصل عليه الفرد بجانب نفع عام يعود على المجتمع ككل‪.‬‬

‫‪ -‬يعرف أيضا الرسم‪ ،‬بأن‪1‬ه مبل‪1‬غ من النق‪1‬ود‪ ،‬يدفع‪1‬ه الش‪1‬خص ج‪1‬بًر ا إلى الدول‪1‬ة أو أح‪1‬د مرافقه‪1‬ا العام‪1‬ة مقاب‪1‬ل‬
‫نفع خاص يحصل عليه من جانب هذا المرفق أو الهيئة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬كم‪11‬ا يمكن تعريف‪11‬ه أن‪11‬ه‪ :‬مبل‪11‬غ نق‪11‬دي يتم الحص‪11‬ول علي‪11‬ه من ش‪11‬خص معين ط‪11‬بيعي أو معن‪11‬وي مقاب‪11‬ل خدم‪11‬ة‬
‫‪3‬‬
‫معينة تؤديها له الدولة أو مقابل نفع خاص يتحقق له من الخدمة المعينة‪.‬‬

‫‪ -1‬أن الرسم هو فريض‪1‬ة مالي‪1‬ة تتم جبايته‪1‬ا نق‪ً1‬د ا حال‪1‬ه في ذل‪1‬ك ح‪1‬ال األش‪1‬كال األخ‪1‬رى من اإلي‪1‬رادات العام‪1‬ة‬
‫التي يتم تحصيلها بصورة نقدية في الوقت الحاضر‪.‬‬

‫‪ -2‬أن الرس ‪11‬م يتم فرض ‪11‬ه وتحص ‪11‬له مقاب ‪11‬ل خدم ‪11‬ة خاص ‪11‬ة تؤديه ‪11‬ا الدول ‪11‬ة لمن ي ‪11‬دفعها أو مقاب ‪11‬ل منفع ‪11‬ة معين ‪11‬ة‬
‫‪4‬‬
‫تتحقق له نتيجة حصوله على الخدمة التي يؤدي الرسم كمقابل لها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الرسم‪:‬‬

‫‪ -1‬الصفة النقدية للرسم‪:‬‬

‫كان الرسم قديما يحصل في ص‪1‬ورة عيني‪1‬ة وفق‪1‬ا لألوض‪1‬اع االقتص‪1‬ادية العام‪1‬ة القائم‪1‬ة في ذل‪1‬ك ال‪1‬وقت‪،‬‬
‫وم‪11‬ع تط‪11‬ور مالي‪11‬ة الدول‪11‬ة وبع‪11‬د أن أص‪11‬بحت النق‪11‬ود هي وس‪11‬يلة التعام‪11‬ل الرئيس‪11‬ية‪ ،‬إن لم تكن الوحي‪11‬دة‪ ،‬أص‪11‬بح‬
‫من المنطقي أن يتم دف ‪11‬ع الرس ‪11‬وم في ص ‪11‬ورة نقدي ‪11‬ة‪ ،‬فالدول ‪11‬ة تق ‪11‬وم بنفقاته ‪11‬ا العام ‪11‬ة في ص ‪11‬ورة نقدي ‪11‬ة ومن ثم‬
‫فإنه‪11‬ا تحص‪11‬ل على إيراداته‪11‬ا في ص‪11‬ورة نقدي‪11‬ة‪ .‬وبطبيع‪11‬ة الح‪11‬ال‪ ،‬ال يتص‪11‬ور أن يتم جباي‪11‬ة الرس‪11‬م في ص‪11‬ورة‬
‫عينية‪ ،‬أو العمل لفترة زمنية معينة لصالح اإلدارة العامة‪ ،‬بل يتم ف‪11‬رض الرس‪11‬وم في ص‪11‬ورة نقدي‪11‬ة وجبايته‪11‬ا‬
‫على نفس الصورة‪ ،‬كما تنص القوانين واللوائح التي تصدر في هذا الصدد‪.‬‬

‫‪ -2‬صفة اإلجبار للرسم‪:‬‬

‫‪ - 1‬حميدة بوزيدة‪ ،‬جباية المؤسسات‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪ ،‬ص‪.17‬‬


‫‪ -2‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة ‪ -‬النفقات ‪ -‬اإليرادات العامة – الميزاني‪11‬ة العام‪11‬ة‪ ،‬الطبع‪11‬ة األولى‪ ،‬إث‪11‬راء للنش‪11‬ر والتوزي‪11‬ع ‪ ،2016‬ص‬
‫‪.119‬‬
‫‪ - 3‬أعاد حمود القيسي‪ ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،2011 ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -4‬فليح حسين خلف‪ ،‬المالية العامة‬

‫‪7‬‬
‫يدفع الرسم جبًر ا من جانب األفراد اللذين يتقدمون بطلب الخدمة‪ ،‬وقد أث‪11‬ار عنص‪11‬ر الج‪11‬بر أو اإلك‪11‬راه‬
‫بالنسبة للرسم جدًال واسًع ا بين الكتاب على أساس أن هذا العنصر ال يظه‪11‬ر إلى عن‪11‬د طلب الخدم‪11‬ة‪ ،‬ومن ثم‬
‫ف‪11‬إن الش‪11‬خص يك‪11‬ون ل‪11‬ه مطل‪11‬ق الحري‪11‬ة في طلب الخدم‪11‬ة من عدم‪11‬ه ف‪11‬إذا طلب الخدم‪11‬ة فه‪11‬و مل‪11‬زم على نح‪11‬و‬
‫حتمي ي‪11‬دفع قيم‪11‬ة الرس‪11‬م المق‪11‬رر عليه‪11‬ا‪ .‬أم‪11‬ا إذا امتن‪11‬ع عن طلبه‪11‬ا فبطبيع‪11‬ة الح‪11‬ال ال يج‪11‬بر على دف‪11‬ع أي رس‪11‬م‬
‫على اإلطالق وحقيقة األمر‪ ،‬أن عنصر الجبر المقصود هنا يرجع إلى كون الدولة ممثلة في هيئاته‪11‬ا العام‪11‬ة‬
‫تستقل بوضع القواعد القانونية المتعلقة بالرسم وتل‪11‬ك القواع‪1‬د له‪11‬ا ص‪11‬فة االل‪11‬زام‪ ،‬تج‪11‬بر األف‪11‬راد على دفع‪11‬ه إذا‬
‫تق‪11‬دم بطلب‪11‬ه إلح‪11‬دى الهيئ‪11‬ات العام‪11‬ة للحص‪11‬ول على الخدم‪11‬ة‪ .‬إذ أن تحدي‪11‬د قيم‪11‬ة الرس‪11‬وم يتم بمقتض‪11‬ى القواع‪11‬د‬
‫القانونية‪ ،‬معبًر ا عن إرادة الدولة‪ ،‬وال سبيل أمام الفرد إال الخضوع لهذه القواعد‪ ،‬أي إلرادة الدولة‪.‬‬

‫‪ -3‬صفة المقابل للرسم‪:‬‬

‫ويتمث‪11‬ل ذل‪11‬ك ب‪11‬أن ي‪11‬دفع الف‪11‬رد الرس‪11‬م مقاب‪11‬ل م‪11‬ا يحص‪11‬ل علي‪11‬ه من خدم‪11‬ة تق‪11‬دمها إح‪11‬دى الهيئ‪11‬ات العام‪11‬ة‪.‬‬
‫ف‪11‬النفع الخ‪11‬اص ال‪11‬ذي يحص‪11‬ل علي‪11‬ه الف‪11‬رد يق‪11‬ترن بنف‪11‬ع ع‪11‬ام‪ .‬فمثال عن‪11‬دما ي‪11‬دفع الف‪11‬رد الرس‪11‬وم القض‪11‬ائية مقاب‪11‬ل‬
‫حص‪11‬وله على خ‪11‬دمات مرف‪11‬ق القض‪11‬اء فيتحق‪11‬ق هن‪11‬ا نف‪11‬ع خ‪11‬اص لط‪11‬الب الخدم‪11‬ة والمتمث‪11‬ل باس‪11‬تقرار الحق‪11‬وق ل‪11‬ه‬
‫عن طري‪11‬ق القض‪11‬اء وك‪11‬ذلك بتحقي‪11‬ق النف‪1‬ع الع‪11‬ام في توف‪11‬ير العدال‪11‬ة ألف‪11‬راد المجتم‪11‬ع‪ .‬ويق‪1‬ال ذات الش‪11‬يء عن‪11‬دما‬
‫ي‪11‬دفع الف‪11‬رد رس‪11‬وم التس‪11‬جيل العق‪11‬اري للحف‪11‬اظ على حق‪11‬وق في تث‪11‬بيت الملكي‪11‬ة العائ‪11‬دة ل‪11‬ه في س‪11‬جالت التس‪11‬جيل‬
‫العقاري فهو نفع خاص بينما يحققه النفع العام في ضمان واستقرار الملكية في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -4‬صفة النفع‪:‬‬

‫تمثل هذه الصفة في الرسم أهمي‪1‬ة خاص‪11‬ة نظ‪1‬را لكونه‪1‬ا تم‪1‬يز عن أهم مص‪11‬ادر اإلي‪1‬رادات العام‪1‬ة وهي‬
‫الضرائب وفقا لما سنوضحه فيما بعد‪.‬‬

‫فط‪11‬الب الخدم‪11‬ة يس‪11‬عى من وراء ذاك إلى تحقي‪11‬ق منفع‪11‬ة خاص‪11‬ة تتعل‪11‬ق ب‪11‬ه وح‪11‬ده دون أن يش‪11‬اركه فيه‪11‬ا‬
‫ش ‪11‬خص آخ ‪11‬ر‪ ،‬وإ ن ك ‪11‬ان بإض ‪11‬افة إلى النف ‪11‬ع الخ ‪11‬اص‪ ،‬هن ‪11‬اك نف ‪11‬ع ع ‪11‬ام يع ‪11‬ود على المجتم ‪11‬ع وعلى االقتص ‪11‬اد‬
‫الق‪1‬ومي في مجموع‪1‬ة ويمكن توض‪11‬يح ذل‪11‬ك بالمث‪11‬ل‪ ،‬فرس‪11‬وم تس‪11‬جيل الملكي‪11‬ة ‪ ،‬وان ك‪11‬انت تع‪11‬ود ب‪11‬النفع الخ‪11‬اص‬
‫على ط‪11‬الب الخدم‪11‬ة إال أنه‪11‬ا في ذل‪11‬ك ال‪11‬وقت تحق‪11‬ق نفع‪11‬ا عام‪11‬ا للمجتم‪11‬ع بأكمل‪11‬ه تتمث‪11‬ل في اس‪11‬تقرار المع‪11‬امالت‬
‫بين األفراد من جهة وعدم تسرب أي منازعات تتعل‪11‬ق به‪11‬ذا الح‪11‬ق من جه‪11‬ة أخ‪11‬رى‪ ،‬ك‪11‬ذلك الرس‪11‬وم القض‪11‬ائية‬
‫يلتزم بدفعها المتقاض‪1‬ون مقاب‪1‬ل الحص‪1‬ول على خدم‪1‬ة مرف‪1‬ق بالقض‪1‬اء‪ ،‬مم‪1‬ا ي‪1‬ترتب عليه‪1‬ا تحقي‪1‬ق نف‪1‬ع خ‪1‬اص‪،‬‬
‫يتمث ‪11‬ل في حص ‪11‬ول ك ‪11‬ل منهم على حق ‪11‬ه وض ‪11‬مان ع ‪11‬دم منازع ‪11‬ة أح ‪11‬د في ‪11‬ه‪ ،‬وفي نفس ال ‪11‬وقت يس ‪11‬تفيد المجتم ‪11‬ع‬
‫نتيجة استقرار الحقوق وتوفير العدالة بين األفراد وينطبق ذل‪1‬ك األم‪1‬ر على كاف‪1‬ة المن‪1‬افع الخاص‪1‬ة ال‪1‬تي تع‪1‬ود‬

‫‪8‬‬
‫على األفراد مقابل دفع الرسوم على التعليم والتطعيم واستخراج رخصة القي‪11‬ادة وغيره‪11‬ا‪ ،‬وال‪11‬تي يق‪1‬ترن فيه‪11‬ا‬
‫النفع الخاص بالنفع العام يعود على المجتمع من نشاط المرافق العامة للتعليم والصحة واألمن ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع الرسوم‬

‫تختل‪11‬ف أن‪11‬واع الرس‪11‬وم في تش‪11‬ريع م‪11‬الي لدول‪11‬ة م‪11‬ا عن دول‪11‬ة أخ‪11‬رى ويظه‪11‬ر ه‪11‬ذا االختالف في الرس‪11‬وم‬
‫وبحسب طبيعة الخدمة‪ ،‬وبحسب ‪ .........‬الخدمة وذلك يكون أمام عدة أنواع من الرسوم ومن أهمها‪:‬‬

‫الرسوم القضائية والتوثيقية‪:‬‬

‫فهي الرسوم التي يدفعها األفراد عند طلب خدمة من مرفق قضائي أو كت‪1‬اب ع‪1‬دل فعن‪1‬دما يق‪1‬وم الف‪1‬رد‬
‫برفع دعوى قضائية للفصل فيها في محكم‪1‬ة ب‪1‬داءة علي‪1‬ه أن ي‪1‬دفع (رس‪1‬وم في مح‪1‬اكم‪ ،‬األح‪1‬وال الشخص‪1‬ية أو‬
‫رس‪11‬وم للطعن في األحك‪11‬ام القض‪11‬ائية والق‪11‬رارات وال‪11‬تي ت‪11‬دفع إم‪11‬ا بش‪11‬كل رس‪11‬م مقط‪11‬وع أو ق‪11‬د تس‪11‬توفي بنس‪11‬بة‬
‫مئوية من قيمة الدعوى أو قد تدفع الرسوم بتوثي‪11‬ق العق‪1‬د ل‪11‬دى ك‪11‬اتب الع‪11‬دل أو إثب‪11‬ات بش‪11‬هادة أو ت‪11‬اريخ والدة‬
‫وعند ذلك تسمى بالرسوم العدلية‪ ،‬أو كرسوم التنفيذ التي تستوفي من الدين وال‪1‬تي ق‪1‬د تك‪1‬ون نس‪1‬بة مئوي‪1‬ة من‬
‫قيمة الدين أو بمبلغ مقطوع من قيمة المعاملة‪.‬‬

‫الرسوم االمتيازية‪:‬‬

‫وهي الرسوم التي يتحملها االفراد عند االنتفاع بشكل خاص بخ‪1‬دمات معين‪1‬ة‪ ،‬يمت‪1‬ازون به‪1‬ا عن الغ‪1‬ير‬
‫كرسوم منح رخصة حمل السالح أو رخصة قيادة السيارة‪ ،‬أو رسوم الحصول على جواز سفر‪.‬‬

‫الرسوم اإلدارية‪:‬‬

‫وهي الرس‪11‬وم المفروض‪11‬ة مقاب‪11‬ل تق‪11‬ديم الخ‪11‬دمات اإلداري‪11‬ة ال‪11‬تي تق‪11‬دمها بعض الهيئ‪11‬ات والمراف‪11‬ق العام‪11‬ة‬
‫كرسوم البلدية ورسوم الصحة ورسوم البريد والبرق وغيرها‪.‬‬

‫عموم ‪11‬ا إن الرس ‪11‬م يخض ‪11‬ع العتب ‪11‬ارات متع ‪11‬ددة تتعل ‪11‬ق بعم ‪11‬ل المرف ‪11‬ق أو أهميت ‪11‬ه وبطبيع ‪11‬ة‪ ،‬خدم ‪11‬ة ال ‪11‬تي‬
‫يقدمها ويؤديها االفراد‪ ،‬فالقاعدة العامة أن سعر الرسوم يجب أن ال يتجاوز تكاليف هذه الخدمة‪ ،‬فال ب‪11‬د من‬
‫توازن بين أهمية وطبيعة الخدمة وبين سعر الرس‪1‬م ال‪1‬ذي يس‪1‬ري على األف‪1‬راد كاف‪11‬ة فيجب أن يخض‪11‬ع الرس‪1‬م‬
‫إلى نم‪11‬ط ث‪11‬ابت وع‪11‬ام ومح‪11‬دد وال ي‪11‬ترك أم‪11‬ر تق‪11‬ديره إلى مش‪11‬يئة اإلدارة وتعس‪11‬فها أي يجب أن يص‪11‬در الرس‪11‬م‬
‫وفقا للقانون‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -)2‬األتاوة‬

‫أوال‪ :‬تعريف األتاوة‪:‬‬

‫يقص ‪11‬د باإلت ‪11‬اوة (مقاب ‪11‬ل التحس ‪11‬ين) "مبل ‪11‬غ نق ‪11‬دي تح ‪11‬دده الدول ‪11‬ة ويدفع ‪11‬ه بعض فئ ‪11‬ات أو أف ‪11‬راد المجتم ‪11‬ع‬
‫المتمثلين بمالك العقارات نظير عمل عام قصد به مصلحة عامة‪ ،‬كفتح طريق وبن‪11‬اء جس‪11‬ر أو إنش‪11‬اء حديق‪1‬ة‬
‫مثال‪ ،‬فعاد على أصحاب العقارات بمنفعة خاصة تمثلت بارتفاع قيمة عقاراتهم وممتلكاتهم‪.‬‬

‫والرس‪11 1‬م يختل‪11 1‬ف عن األت‪11 1‬اوة‪ ،‬حيث أن األت‪11 1‬اوة وال‪11 1‬تي تمث‪11 1‬ل المقاب‪11 1‬ل للتحس‪11 1‬ين وهي مب‪11 1‬الغ نقدي‪11 1‬ة يتم‬
‫فرض‪111‬ها واستحص‪111‬الها من الم‪111‬الكين وال‪111‬تي تقاب‪111‬ل االرتف ‪11‬اع في قيم ‪11‬ة ممتلك ‪11‬اتهم وبال ‪11‬ذات م‪111‬الكي األراض‪111‬ي‬
‫والعق‪11‬ارات وال‪11‬ذي يتحق‪11‬ق لهم نف‪11‬ع خ‪11‬اص نتيج‪11‬ة جه‪11‬ود ونش‪11‬اطات الدول‪11‬ة وال‪11‬تي منه‪11‬ا تحقي‪11‬ق نف‪11‬ع ع‪11‬ام ومث‪11‬ال‬
‫ذلك إقامة السدود ز شق النزع‪ ،‬وقنوات الري‪ ،‬وغيرها والتي تؤدي الى انتف‪11‬اع م‪11‬الكي األراض‪11‬ي الزراعي‪11‬ة‬
‫وإ نشاء الط‪1‬رق‪ ،‬المواص‪1‬الت وتوف‪1‬ير خ‪1‬دمات الكهرب‪1‬اء والم‪1‬اء والمج‪1‬اري وغيره‪1‬ا وال‪1‬تي تحق‪1‬ق نفع‪1‬ا خاص‪1‬ة‬
‫لمالكي العقارات واألبنية‪.‬‬

‫وتع‪1‬رف أيض‪11‬ا‪ :‬بأنه‪1‬ا مبل‪1‬غ من الم‪1‬ال يدفع‪1‬ه ص‪11‬احب العق‪1‬ار للدول‪1‬ة مقاب‪1‬ل قي‪1‬ام األخ‪1‬يرة بعم‪1‬ل مم‪1‬ا أدى‬
‫إلى ارتفاع قيمة العقار دون أن يطلب مالكه تلك الخدمة أو أن يبذل أي جهد في ذلك‪ ،‬ك‪1‬ان تق‪1‬وم الدل‪1‬ة بش‪1‬ق‬
‫طريق‪11‬ة فتزي‪11‬د قيم‪11‬ة األرض أو أن تب‪11‬ني مستش‪11‬فى أو جامع‪11‬ة فتزي‪11‬د قيم‪11‬ة األرض المحاي‪11‬د له‪11‬ا‪ .‬ه‪11‬ذا األم‪11‬ر ال‬
‫تطبقه جميع الدول بل البعض منها مثل دول السوق األوروبية المشتركة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص األتاوة‪:‬‬

‫‪ -1‬الصفة النقدية‪ :‬أي يكون المبلغ المقتطع نقًد ا أي في شكل أموال نقدية وليست عينة‪.‬‬

‫‪ -2‬جبرا‪ :‬اإلتاوة إلزامية وليس للفرد الخيار في دفعها وهو مجبر على دفعها‪.‬‬

‫‪ -3‬خاص بالعقارات‪ :‬اإلتاوة تمس فقط العقارات وال تمس المنقوالت وتدفع مرة واحدة‪.‬‬

‫‪ -4‬تمويل ميزانية الدولة‪ :‬أي الهدف من دفع االتاوة ه‪1‬و النف‪1‬ع الع‪1‬ام والمس‪1‬اهمة في تحقي‪1‬ق أه‪1‬داف المجتم‪1‬ع‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫من خالل م‪11‬ا س‪11‬بق نالح‪11‬ظ تش‪11‬ابه الموج‪11‬ود بين الرس‪11‬م واالت‪11‬اوة أن كالهم‪11‬ا مبل‪11‬غ نق‪11‬دي‪ ،‬يؤدي‪11‬ان مقاب‪11‬ل‬
‫الحص‪11 1‬ول على منفع‪11 1‬ة خاص‪11 1‬ة في حين االختالف يكمن في أن االت‪11 1‬اوة ت‪11 1‬دفع في الحال‪11 1‬ة ال‪11 1‬تي تح‪11 1‬دث فيه‪11 1‬ا‬
‫تحسينات عقارية ولمرة واحدة بينما قد يتكرر دفع الرسم كما تكرر الحصول على ذات المنفعة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفرق بين الرسم واألتاوة والضريبة‪:‬‬

‫‪ -1‬الرسم واألتاوة‪:‬‬

‫الرس‪11‬م ي‪11‬دفع مقاب‪11‬ل خدم‪11‬ة يطلبه‪11‬ا الش‪11‬خص بمحض إرادت‪11‬ه أم‪11‬ا األت‪11‬اوة فت‪11‬دفع بش‪11‬كل إجب‪11‬اري من قب‪11‬ل‬
‫الشخص مالك العقار‪.‬‬

‫الرسم يدفع مقابل خدمة خاصة‪ ،‬أما اإلتاوة فتدفع مقابل خدمة عامة قامت بها الدولة‪.‬‬

‫الرسم يتكرر دفعة كما طلب الشخص الخدمة‪ ،‬أما اإلتاوة فتدفع لمرة واحدة‪.‬‬

‫أم ‪11‬ا أوج ‪11‬ه الش ‪11‬به م ‪11‬ا بين الرس ‪11‬م واألت ‪11‬اوة فيكمن في ارتكازهم ‪11‬ا على عنص ‪11‬ر المنفع ‪11‬ة‪ .‬فالرس ‪11‬م يع ‪11‬ود‬
‫بالمنفعة الخاصة على دافعه‪ ،‬أما األتاوة فتعود بالمنفعة العامة على مالك العقار‪.‬‬

‫‪ -2‬الرسم والضريبة‪:‬‬

‫‪ -1‬الض ‪11‬ريبة فريض ‪11‬ة إجباري ‪11‬ة يل ‪11‬زم الف ‪11‬رد ب ‪11‬دفعها‪ ،‬أم ‪11‬ا الرس ‪11‬م فيس ‪11‬تطيع الف ‪11‬رد ع ‪11‬دم دفع ‪11‬ه إذا اس ‪11‬تغنى عن‬
‫الخدمة التي يفرض عليها الرسم‪.‬‬

‫‪ - 2‬الضريبة تتكرر بصفة دورية مع وجود سببها‪ ،‬أما الرسم فيتكرر كلما طلبت الخدمة‪.‬‬

‫‪ -3‬أن النف‪11‬ع الع‪11‬ام كام‪11‬ل في الض‪11‬ريبة وال يع‪11‬ود على دافعه‪11‬ا نف‪11‬ع خ‪11‬اص مح‪11‬دد ولكن الرس‪11‬م يغلب في‪11‬ه النف‪11‬ع‬
‫العام وجود نفع خاص محدد‪.‬‬

‫‪ -4‬الضريبة تف‪1‬رض على ق‪11‬در يس‪1‬ار المكل‪1‬ف أم‪1‬ا الرس‪1‬م فيف‪1‬رض بس‪1‬عر مح‪1‬دد على جمي‪1‬ع من طلب الخدم‪1‬ة‬
‫سواء كانوا أغنياء أم فقراء‪.‬‬

‫ويتفقان فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود منفعة غالبة فيهما‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -2‬كونها فريضة نقدية تدفع بصفة نهائية أي ال يمكن استردادها‪.‬‬

‫‪ -3‬كونهما ال يفرضان إال بقانون‪ ،‬وق‪11‬د ت‪11‬ترخص بعض ال‪11‬دول في جع‪11‬ل الجه‪11‬ات المحلي‪11‬ة ص‪11‬احبة الح‪11‬ق في‬
‫فرض بعض الرسوم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياسة الجبائية‬

‫‪12‬‬
‫لق‪11‬د ارتب‪11‬ط مفه‪11‬وم السياس‪11‬ة الجبائي‪11‬ة في مختل‪11‬ف المجتمع‪11‬ات وعلى تت‪11‬ابع العص‪11‬ور بدرج‪11‬ة تط‪11‬ور دور‬
‫الدول‪11‬ة ككي‪11‬ان س‪11‬يادي منظم ب‪11‬الظروف االقتص‪11‬ادية واالجتماعي‪11‬ة والسياس‪11‬ية الس‪11‬ائدة بم‪11‬ا جع‪11‬ل دوره‪11‬ا يختل‪11‬ف‬
‫من دولة إلى أخرى حسب طبيعة النظام االقتصادي واالجتماعي والسياسي القائم في كل دولة من الدول‪.‬‬

‫وبالتالي أصبحت السياسة الجبائية تعكس مختلف التقلبات االجتماعية والمراحل االقتصادية التي تم‪11‬ر‬
‫بها الدول‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم السياسة الجبائية وأهميتها‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم السياسة الجبائية‪:‬‬

‫تعددت مف‪1‬اهيم السياس‪1‬ة الجبائي‪1‬ة تبع‪1‬ا لتع‪1‬دد أه‪1‬داف الجباي‪1‬ة ذاته‪1‬ا م‪1‬ع م‪1‬ا يمكن أن تحدث‪1‬ه من ت‪1‬أثيرات‪،‬‬
‫وإ ن اتفقت جميع هذه األهداف على أن تساير مرحلة النمو التي يمر بها المجتمع ال‪11‬ذي تتض‪11‬ح في‪11‬ه األه‪11‬داف‬
‫وظروف طبيعة النظام السائدة فيه‪.‬‬

‫ق‪11‬د ي‪11‬ترتب على السياس‪11‬ة الجبائي‪11‬ة تش‪11‬جيع العملي‪11‬ة اإلنتاجي‪11‬ة وتحف‪11‬يز االس‪11‬تثمارات‪ ،‬ذل‪11‬ك أن االقتص‪11‬اد‬
‫الوط ‪11‬ني ال يمكن ‪11‬ه أن يتق ‪11‬دم إذا ك ‪11‬ان س ‪11‬ير العملي ‪11‬ة اإلنتاجي ‪11‬ة وحرك ‪11‬ة االس ‪11‬تثمارات معاق ‪11‬ة بف ‪11‬رض ض ‪11‬رائب‬
‫مرتفعة‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن إعطاء التعاريف التالية والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫السياسة الجبائية‪ :‬هي مجموعة من البرامج التي تخضع لها الدولة مستخدمة كافة مصادرها الجبائية الفعلية‬
‫المحتمل‪11‬ة‪ ،‬إلح‪11‬داث آث‪11‬ار اقتص‪11‬ادية واجتماعي‪11‬ة وسياس‪11‬ية مرغوب‪11‬ة وتجنب آث‪11‬ار غ‪11‬ير مرغوب‪11‬ة للمس‪11‬اهمة في‬
‫تحقيق أهداف المجتمع‪.‬‬

‫وتع ‪11‬رف أيض ‪11‬ا على أنه ‪11‬ا مجم ‪11‬وع االختي ‪11‬ارات ال ‪11‬تي تس ‪11‬اهم في وض ‪11‬ع خص ‪11‬ائص النظ ‪11‬ام الجب ‪11‬ائي أي‬
‫تحديد اإلجراءات التي تحدث آثار على مستوى الضغط الجبائي‪ ،‬توزيع االقتطاعات‪ ،‬تحدي‪11‬د األجه‪11‬زة الفني‪11‬ة‬
‫الخاص‪11 1‬ة باالقتط‪11 1‬اع‪ ،‬الق‪11 1‬رارات المتعلق‪11 1‬ة بالوع‪11 1‬اء الض‪11 1‬ريبي أو الق‪11 1‬رارات المتعلق‪11 1‬ة ‪ ...‬مختل‪11 1‬ف الض‪11 1‬رائب‬
‫والرسوم‪.‬‬

‫كم‪11 1‬ا عرفه‪11 1‬ا البعض على أنه‪11 1‬ا فن يتح‪11 1‬دد من خالل‪11 1‬ه الخص‪11 1‬ائص العام‪11 1‬ة للض‪11 1‬ريبة تبع‪11 1‬ا للمعطي‪11 1‬ات‬
‫االقتص‪11 1‬ادية والس‪11 1‬يكولوجية الس‪11 1‬ائدة في المجتم‪11 1‬ع في حين يعرفه‪11 1‬ا البعض كج‪11 1‬زء من السياس‪11 1‬ة االقتص‪11 1‬ادية‬

‫‪13‬‬
‫للدولة‪ ،‬تحم‪1‬ل في طلبياته‪1‬ا مجموع‪1‬ة من األفك‪1‬ار واالس‪1‬تراتيجيات المع‪1‬بر عنه‪1‬ا في مجموع‪1‬ة قواع‪1‬د وق‪11‬وانين‬
‫وأنظمة مخصصة لضمان الطرق األكثر فعالية إلعداد وتحصيل اإليرادات المالية‪.‬‬

‫‪ -2‬أهمية السياسة الجبائية‪:‬‬

‫تستمد السياسة الجبائية أهميتها من خالل الدور المتزايد الذي أص‪11‬بحت تلعب‪11‬ه الض‪11‬ريبة وم‪11‬دى ق‪11‬درتها‬
‫على الت‪11 1‬أثير على الواق‪11 1‬ع االقتص‪11 1‬ادي واالجتم‪11 1‬اعي ألي بل‪11 1‬د وال‪11 1‬ذي تط‪11 1‬ور بتط‪11 1‬ور دور الدول‪11 1‬ة في الحي‪11 1‬اة‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حي ثلم تصبح الضريبة حيادية بل أداة من أدوات الرئيسية ال‪1‬تي تس‪1‬تخدمها الدول‪1‬ة‬
‫في تحقيق النظام االقتصادي فهي بذلك ليست غاية في حد ذاتها يراد به‪11‬ا إثق‪11‬ال كاه‪11‬ل المكلفين وإ نم‪11‬ا وس‪11‬يلة‬
‫ضبط تسعى الدولة من خاللها لتحقيق أهداف معينة في المجاالت االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫السياس‪11‬ة الجبائي‪11‬ة تس‪11‬عى إلى تحقي‪11‬ق الت‪11‬وازن الحس‪11‬ابي وإ نم‪11‬ا امت‪11‬د تأثيره‪11‬ا لتش‪11‬مل الت‪11‬أثير على مختل‪11‬ف‬
‫المتغ‪11‬يرات االقتص‪11‬ادية وذل‪11‬ك لتحقي‪11‬ق ت‪11‬وازن اقتص‪11‬ادي ش‪11‬امل يرتب‪11‬ط باأله‪11‬داف العام‪11‬ة للسياس‪11‬ة االقتص‪11‬ادية‬
‫وهي ب ‪11 1‬ذلك تع ‪11 1‬رف ديناميكي ‪11 1‬ة متواص ‪11 1‬لة نظ‪ً1 1 1‬ر ا الرتباطه ‪11 1‬ا ب ‪11 1‬المتغيرات الحاص ‪11 1‬لة على المس ‪11 1‬توى الواق ‪11 1‬ع‬
‫االقتص ‪11‬ادي والسياس ‪11‬ي واالجتم ‪11‬اعي‪ ،‬فهي تتغ ‪11‬ير من دول ‪11‬ة ألخ ‪11‬رى كم ‪11‬ا أنه ‪11‬ا تتغ ‪11‬ير في نفس البل ‪11‬د من وقت‬
‫آلخر بالنظر إلى تغير األهداف والتحوالت التي يعرفها الواق‪11‬ع االقتص‪11‬ادي واالجتم‪11‬اعي وال‪11‬تي تتطلب دوم‪11‬ا‬
‫مراجع‪11‬ة الت‪11‬دابير واإلج‪11‬راءات المتعلق‪11‬ة بالسياس‪11‬ة الجبائي‪11‬ة المتبع‪11‬ة لتتالءم م‪11‬ع األوض‪11‬اع الجدي‪11‬دة ح‪11‬تى تك‪11‬ون‬
‫أكثر فعالية وانسجاما‪.‬‬

‫وتتمثل بذلك السياسة الجبائية إحدى األدوات الهامة التي تلج‪11‬أ إليه‪11‬ا الدول‪11‬ة لتنفي‪11‬ذ سياس‪11‬تها االقتص‪11‬ادية‬
‫واالجتماعية ووس‪1‬يلة لتعبئ‪1‬ة الم‪1‬وارد واالي‪1‬رادات العام‪1‬ة لتموي‪1‬ل الميزاني‪1‬ة العام‪1‬ة للدول‪1‬ة وهي إح‪1‬دى مص‪1‬ادر‬
‫تمويل االتفاق الحك‪1‬ومي بنوعي‪1‬ة التس‪1‬يير والتجه‪1‬يز وكم‪1‬ا أنه‪1‬ا وس‪1‬يلة لتخص‪11‬يص الم‪1‬وارد اإلنتاجي‪1‬ة وعناص‪11‬ر‬
‫اإلنت ‪11‬اج بين القطاع ‪11‬ات والمن ‪11‬اطق وبين االس ‪11‬تهالك واإلنت ‪11‬اج‪ ،‬وذل ‪11‬ك وفق ‪11‬ا لسياس ‪11‬ة اقتص ‪11‬ادية مرس ‪11‬ومة س ‪11‬لفا‬
‫تس‪11‬تهدف بل‪11‬وغ أه‪11‬داف معين‪11‬ة في المج‪11‬االت االقتص‪11‬ادية واالجتماعي‪11‬ة وتنف‪11‬ذ السياس‪11‬ة الجبائي‪11‬ة في إط‪11‬ار نظ‪11‬ام‬
‫ضريبي هو ترجمة فنية للسياسة الجبائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أدوات وأهداف السياسة الجبائية‬

‫‪ -)1‬أدوات السياسة الجبائية‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫تعتم ‪11‬د السياس ‪11‬ة الض ‪11‬ريبية أو السياس ‪11‬ة الجبائي ‪11‬ة على مجموع ‪11‬ة من األدوات ال ‪11‬تي يع ‪11‬بر عنه ‪11‬ا باإلنف ‪11‬اق‬
‫الحكومي‪ ،‬حيث يعتبر الهدف الرئيسي منها إنا التأثير على سلوك ما أو نشاط أو تقديم إعانة وهذا م‪11‬ا يمكن‬
‫ذكره في الخمس النقاط التالية‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )1-1‬أدوات السياسة الجبائية‬

‫اإلعفاءات الضريبية‬

‫التخفيضات الضريبية‬
‫أدوات السياسة‬ ‫التخفيضات الخاصة‬
‫المتعلقة بالوعاء‬
‫الجبائية الضريبي‬ ‫بالمعدالت‬

‫القرض الضريبي‬ ‫التأجيل الضريبي‬

‫‪ -1‬اإلعفاءات الضريبية‪:‬‬

‫ق‪11 1‬د تلج‪11 1‬أ الدول‪11 1‬ة إلى التض‪11 1‬حية بمب‪11 1‬دأ ش‪11 1‬مولية الض‪11 1‬ريبة‪ ،‬وذل‪11 1‬ك عن طري‪11 1‬ق إعف‪11 1‬اء بعض النش‪11 1‬اطات‬
‫االقتصادية من هذه األخيرة بغية تحقيق بعض الغايات االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافي‪11‬ة‪ ،‬ويمكن‬
‫أن يكون اإلعفاء بشكل مؤقت أو بشكل دائم‪ ،‬كنا يمكن أن يكون كليا أو جزئيا‪.‬‬

‫وتعت‪11‬بر اإلعف‪11‬اءات الض‪11‬ريبية المؤقت‪11‬ة من أك‪11‬ثر النفق‪11‬ات الض‪11‬ريبية اس‪11‬تخداما في ال‪11‬دول النامي‪11‬ة لكونه‪11‬ا‬
‫بسيطة اإلدارة إال أن لها مجموعة من العيوب أبرزها‪:‬‬

‫‪ -‬ان إعفاء األرباح بغض النظر عن مص‪11‬ادرها يحم‪1‬ل المس‪1‬تثمرين ال‪1‬ذين يتوقع‪1‬ون تحقي‪1‬ق أرب‪1‬اح ك‪1‬برى هم‬
‫المستفيدين من ذلك‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬تول ‪11 1‬د اإلعف ‪11 1‬اءات المؤقت ‪11 1‬ة ح ‪11 1‬افزا قوي ‪11 1‬ا على الته ‪11 1‬رب الض ‪11 1‬ريبي‪ ،‬حيث تس ‪11 1‬تطيع المؤسس ‪11 1‬ات الخاض ‪11 1‬عة‬
‫للض ‪11‬رائب ال ‪11‬دخول في عالق ‪11‬ات اقتص ‪11‬ادية م ‪11‬ع المؤسس ‪11‬ات المعف ‪11‬اة أرباحه ‪11‬ا من خالل التس ‪11‬عير الق ‪11‬ائم على‬
‫التح‪11‬ويالت المتبادل‪11‬ة مث‪11‬ل دف‪11‬ع س‪11‬عر مب‪11‬الغ في‪11‬ه مقاب‪11‬ل الس‪11‬لعة المش‪11‬تراة من الش‪11‬ركة األخ‪11‬رة ثم اس‪11‬تردادها في‬
‫صورة مدفوعات مشترة‪.‬‬

‫‪ -‬هناك فرصة لتحايل المستثمرين باإلنفاق على فترة اإلعفاء الضريبي المؤقت وتمدي‪1‬دها من خالل تحوي‪1‬ل‬
‫المشروع االستثماري القائم إلى مشروع جديد كإغالق المشروع وإ عادة تشغيله‪.‬‬

‫‪ -‬يغلب على اإلعف‪11‬اءات المؤقت‪11‬ة اس‪11‬تقطاب المش‪11‬روعات قص‪11‬يرة األج‪11‬ل ال‪11‬تي في الع‪11‬ادة غ‪11‬ير ذل‪11‬ك نف‪11‬ع كب‪11‬ير‬
‫لالقتصاد‪ ،‬مقارنة بالمشروعات الطويلة األجل‪.‬‬

‫‪ -‬من الص‪11‬عوبة ض‪11‬مان ش‪11‬فافية اإلعف‪11‬اءات المؤقت‪11‬ة وتحدي‪11‬د تكلفته‪11‬ا على إي‪11‬رادات الميزاني‪11‬ة خاص‪11‬ة إذا ك‪11‬انت‬
‫المشروعات غير مطالبة بتقديم تصريحات ضريبية‪.‬‬

‫‪ -2‬التخفيضات الضريبية الخاصة بالوعاء‪ :‬هي عب‪11‬ارة عن إج‪11‬راءات تس‪11‬مح بتخفيض بعض أج‪11‬زاء‬
‫ال‪11 1 1‬دخل عن طري‪11 1 1‬ق خصوص‪11 1 1‬يات يتم إجراءه‪11 1 1‬ا على الم‪11 1 1‬ادة الخاض‪11 1 1‬عة للض‪11 1 1‬ريبة‪ ،‬يمكن أن تس‪11 1 1‬تند ه‪11 1 1‬ذه‬
‫الخصومات إلى نفقات حقيقية أو جزافية حسب مبلغ يحدده التشريع‪ ،‬وهذا ما يسمح للممول بتحقيق وف‪11‬رات‬
‫ضريبية ناجمة عن تغير المعدل الح‪1‬دي لإلخض‪1‬اع نح‪1‬و االنخف‪1‬اض من جه‪1‬ة وتقليص حجم الم‪1‬ادة الخاض‪11‬عة‬
‫لضريبة عندما يكون المعدل تصاعديا أو نسبيا‪.‬‬

‫‪ -3‬التخفيض@ات الخاص@ة بالمع@دل‪ :‬ويع‪11‬ني إخض‪11‬اع المكل‪11‬ف بالض‪11‬ريبة إلى مع‪11‬دالت ض‪11‬ريبية أق‪11‬ل من‬
‫المع‪11‬دالت العادي‪11‬ة المس‪11‬تخدمة في النظ‪11‬ام الض‪11‬ريبي كالمع‪11‬دل المف‪11‬روض على األرب‪11‬اح المع‪11‬اد اس‪11‬تثمارها ب‪11‬دال‬
‫من معدل العادي على األرباح الشركات‪.‬‬

‫‪ -4‬الق@@رض الض@@ريبي‪ :‬ه ‪11‬و ح ‪11‬ق ض ‪11‬ريبي قاب ‪11‬ل لتحمي ‪11‬ل على ض ‪11‬ريبة أخ ‪11‬رى‪ ،‬وه ‪11‬و عب ‪11‬ارة عن امتي ‪11‬از‬
‫ض‪11‬ريبي يتعل‪11‬ق بفئ‪11‬ة المم‪11‬ولين ال‪11‬ذين يتمتع‪11‬ون بش‪11‬روط خاص‪11‬ة‪ ،‬ويتمث‪11‬ل في تخفيض مبل‪11‬غ الض‪11‬ريبة الم‪11‬دفوع‬
‫أخذا بقواعد الضريبة سارية المفعول‪ ،‬فيعمل القرض الضريبي على التخفيض من قيم‪1‬ة الض‪1‬ريبة المس‪1‬تحقة‬
‫الض‪11‬ريبة‪ ،‬وال تتغ‪1‬ير ه‪1‬ذه ال‪1‬وفرات‬ ‫وهو ال يمس القيمة الخاضعة لضريبة‪ ،‬ولكن‪1‬ه ي‪1‬ؤدي إلى تحقي‪1‬ق قيم‪1‬ة‬
‫الض‪11‬ريبية تبع‪11‬ا لس‪11‬لم االقتطاع‪11‬ات التص‪11‬اعدي‪ ،‬إذا ك‪11‬ان الق‪11‬رض الض‪11‬ريبي أق‪11‬ل من الض‪11‬ريبة المس‪11‬تحقة فيتم‬
‫تخفيض‪11‬ه من الض‪11‬ريبة‪ ،‬وإ ذا ك‪11‬ان الق‪11‬رض الض‪11‬ريبي أك‪11‬بر من الض‪11‬ريبة أق‪11‬ل من الض‪11‬ريبة المس‪11‬تحقة يك‪11‬ون‬
‫المم‪11‬ول في حال‪11‬ة ق‪11‬رض قاب‪11‬ل لالس‪11‬ترجاع‪ ،‬والج‪11‬زء ال‪11‬ذي ال يتج‪11‬اوز الض‪11‬ريبة المس‪11‬تحقة يعطي مج‪11‬اال لدفع‪11‬ه‬
‫لصالح الممول‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -5‬تأجيل الضريبة‪ :‬هي عبارة عن مبالغ ال تدخل في حساب وعاء الضريبي لف‪11‬ترة زمني‪11‬ة معين‪11‬ة وإ نم‪11‬ا‬
‫تدخل في المادة الخاضعة للضريبة في الفترات الالحقة‪.‬‬

‫تعتبر هذه األدوات األكثر بروزا واألكثر استعماال في السياسة الجبائية‪.‬‬

‫‪ -)2‬أهداف السياسة الجبائية‪:‬‬

‫‪ -‬تتمثل السياسة الجبائية‪ ،‬كأداة من أدوات السياسة الجبائية‪ ،‬في قيام الس‪11‬لطات المعني‪11‬ة خط‪11‬وات وإ ج‪11‬راءات‬
‫ت‪11‬رمي إلى تحقي‪11‬ق أه‪11‬داف مح‪11‬ددة تختل‪11‬ف ب‪11‬اختالف النظ‪11‬ام االقتص‪11‬ادي‪ ،‬خاص‪11‬ة بع‪11‬د تط‪11‬ور أهمي‪11‬ة دور الدول‪11‬ة‬
‫في الحياة االقتصادية واالجتماعية لتوجيه االقتصاد وعالج المشكالت التي تع‪1‬ترض عمل‪1‬ه ونش‪1‬اطه‪ ،‬إض‪1‬افة‬
‫إلى السعي لتحقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬

‫ومن ه‪11‬ذا المنطل‪11‬ق أص‪11‬بحت الحاج‪11‬ة إلى سياس‪11‬ة جبائي‪11‬ة تخ‪11‬دم األه‪11‬داف المس‪11‬طرة وبالمس‪11‬توى المطل‪11‬وب من‬
‫الكف‪11‬اءة ض‪11‬رورة حتمي‪11‬ة‪ ،‬خاص‪11‬ة في ظ‪11‬ل التح‪11‬ويالت والرهان‪11‬ات ال‪11‬تي يعيش‪11‬ها الع‪11‬الم‪ ،‬ي‪11‬أتي في مقدم‪11‬ة ه‪11‬ذه‬
‫األه ‪11‬داف اله ‪11‬دف التم ‪11‬ويلي‪ ،‬باعتباره ‪11‬ا مص ‪11‬درا هام ‪11‬ا لإلي ‪11‬رادات العام ‪11‬ة بإض ‪11‬افة إلى األه ‪11‬داف االقتص ‪11‬ادية‬
‫واالجتماعية والسياسية التي تسعى الدولة إلى تحقيقها‪.‬‬

‫‪ -‬األهداف المالية‪:‬‬

‫تعد فكرة الهدف المالي للسياسة الضريبية من أفكار التقليديين وبالتحديد المدرس‪1‬ة الكالس‪1‬يكية فاله‪1‬دف‬
‫األساسي حس‪1‬ب الكالس‪1‬يكيين ألي سياس‪1‬ة ض‪1‬ريبية يكمن في تغطي‪1‬ة النفق‪1‬ات العام‪1‬ة ولتحقي‪1‬ق ه‪1‬ذا اله‪1‬دف ن‪1‬ادا‬
‫رواد هذه فكرة بتحقيق شرطين أساسيين وهما حيادة الضريبة ووفرة حصيلتها‪.‬‬

‫ان فكرة حيادية الضريبة نابعة عن الكالسيك من ع‪1‬دم ايم‪1‬انهم بت‪1‬دخل الدول‪1‬ة في األنش‪1‬طة االقتص‪1‬ادية‬
‫فه ‪11‬ذا الت ‪11‬دخل ه ‪11‬و بمثاب ‪11‬ة اخالل الت ‪11‬وازن الط ‪11‬بيعي‪ ،‬فحيادي ‪11‬ة الض ‪11‬ريبة تع ‪11‬ني ع ‪11‬دم إح ‪11‬داث أي أث ‪11‬ر للض ‪11‬ريبة‬
‫المفروض‪11‬ة على النش‪11‬اط االقتص‪11‬ادي أو ع‪11‬دم إح‪11‬داث أي أث‪11‬ر على الق‪11‬رارات االقتص‪11‬ادية المتخ‪11‬ذة من ط‪11‬رف‬
‫األفراد‪.‬‬

‫أم‪11‬ا بالنس‪11‬بة ل‪11‬وفرة الحص‪11‬يلة الض‪11‬ريبية فهي تع‪11‬ني أن الحص‪11‬يلة من الض‪11‬رائب يجب أن تغطي النفق‪11‬ات‬
‫العام‪11‬ة ووفق‪11‬ا ل‪11‬ذلك فالض‪11‬ريبة يجب أن تك‪11‬ون منتج‪11‬ة بتحقيقه‪11‬ا أك‪11‬بر حص‪11‬يلة ممكن‪11‬ة وهن‪11‬ا يكمن دور السياس‪11‬ة‬
‫الضريبية في التركيز على نوع الضرائب التي تتسم باتساع نطاقه‪11‬ا كالض‪11‬رائب على الس‪11‬لع ذات االس‪11‬تهالك‬
‫الواس‪11‬ع باإلض‪11‬افة إلى تقليص النفق‪11‬ات الجبائي‪11‬ة‪ ،‬وتفعي‪11‬ل الض‪11‬رائب المتع‪11‬ددة ب‪11‬دل الض‪11‬رائب الوحي‪11‬دة كم‪11‬ا أن‬

‫‪17‬‬
‫الض ‪11 1‬رائب يجب أن تتس ‪11 1‬م بالمرون ‪11 1‬ة والثب ‪11 1‬ات وتع ‪11 1‬ني بالثب ‪11 1‬ات أن الحص ‪11 1‬يلة الض ‪11 1‬ريبية يجب أن ال تتغ ‪11 1‬ير‬
‫بالتغيرات الحاصلة في النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫األهداف االقتصادية‪:‬‬

‫تختل‪11‬ف األه‪11‬داف االقتص‪11‬ادية للسياس‪11‬ة الض‪11‬ريبية ب‪11‬اختالف الوض‪11‬ع االقتص‪11‬ادي إلى أه‪11‬داف اقتص‪11‬ادية‬
‫عامة وأهداف اقتصادية انتقالية حسب القطاعات االقتص‪1‬ادية فاله‪1‬دف االقتص‪1‬ادي الع‪1‬ام يحتم توجي‪1‬ه السياس‪1‬ة‬
‫الض‪11 1‬ريبية إلى معالج‪11 1‬ة الف‪11 1‬ائض من الق‪11 1‬درة الش‪11 1‬رائية ومحارب‪11 1‬ة التض‪11 1‬خم وهن‪11 1‬ا يج‪11 1‬در الح‪11 1‬ديث عن مرون‪11 1‬ة‬
‫الضرائب في تحقيق الهدف العام من خالل سياسة جبائية ظرفية‪ .‬وفي أحيان أخ‪11‬رى تق‪11‬وم السياس‪11‬ة الجبائي‪11‬ة‬
‫بعم‪11‬ل انتق‪11‬ائي‪ ،‬وه‪11‬ذا بعم‪11‬ل الدول‪11‬ة إلى تش‪11‬جيع قط‪11‬اع اقتص‪11‬ادي معين‪ ،‬فتق‪11‬وم الدول‪11‬ة بس‪11‬ن ق‪11‬وانين وإ ج‪11‬راءات‬
‫ضريبية تحفيزية لصالح القطاع المراد تشجيعه وفي أحيان أخرى يكون الهدف من السياسة الضريبية الح‪11‬د‬
‫من النمو السريع الغير مرغوب في‪1‬ه لقط‪1‬اع انت‪1‬اجي ت‪1‬رى الدول‪1‬ة أن زي‪1‬ادة إنتاجي‪1‬ة ه‪1‬ذا القط‪1‬اع بس‪1‬بب ض‪11‬رر‬
‫باالقتصاد الوطني أو بسبب خلل في أهداف السياسة العامة‪.‬‬

‫ان األه‪11 1‬داف االقتص‪11 1‬ادية للسياس‪11 1‬ة الض‪11 1‬ريبية هي بالغ‪11 1‬ة األهمي‪11 1‬ة وخاص‪11 1‬ة أن حجم الدول‪11 1‬ة في نم‪11 1‬و‬
‫مس‪11‬تمر‪ ،‬ه‪11‬ذه األه‪11‬داف ال تنحص‪11‬ر فق‪11‬ط في االزم‪11‬ات الظرفي‪11‬ة ال‪11‬تي يم‪11‬ر به‪11‬ا االقتص‪11‬اد الوط‪11‬ني به‪11‬ا ب‪11‬ل له‪11‬ا‬
‫أهداف بعيدة المدى لتحقيق االستقرار االقتصادي ألطول فترة ممكنة وفيم‪11‬ا يلي س‪11‬يتم التفص‪11‬يل في األه‪1‬داف‬
‫االقتصادية للسياسة الضريبية‪:‬‬

‫‪ -‬العمل على تشجيع الصناعات المحلية وحمايتها من المنافسات الخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬تصحيح إخفاقات السوق‪.‬‬

‫‪ -‬توجيه قرارات أرباب العمل‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة تنافسية مؤسسات قطاع األعمال‪.‬‬

‫‪ -‬التأثير على هيكل وحجم االستهالك‪.‬‬

‫‪ -‬ترشيد القرارات على مستوى مؤسسات األعمال‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق النمو االقتصادي‪.‬‬

‫األهداف االجتماعية‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫من االعتب‪11 1‬ارات ال‪11 1‬تي توض‪11 1‬ع على أساس‪11 1‬ها السياس‪11 1‬ة الض‪11 1‬ريبية اعتب‪11 1‬ارات اجتماعي‪11 1‬ة ومن أهم ه‪11 1‬ذه‬
‫االعتبارات االجتماعية إعادة توزيع الدخل القومي على أفراد المجتمع لضمن ه‪1‬ذا النط‪1‬اق ك‪1‬ان من ال‪1‬واجب‬
‫التفرقة أوال بين توزيع الدخل وهذا لتفادي التخلط بينهما نظرا لالختالف الكبير بين المفهومين‪.‬‬

‫‪ -‬فتوزي‪11‬ع ال‪1‬دخل يع‪11‬ني توزي‪11‬ع ال‪11‬دخل الوط‪11‬ني على عوام‪11‬ل اإلنت‪11‬اج ال‪11‬تي س‪11‬اهمت في اث‪11‬راءه وه‪1‬و م‪11‬ا يس‪11‬مى‬
‫عند االقتصاديين التوزي‪1‬ع األولي‪ ،‬إم‪1‬ا إع‪1‬ادة توزي‪1‬ع دخ‪1‬ل فيع‪1‬ني اس‪1‬تفادة جمي‪1‬ع األف‪1‬راد بمختل‪1‬ف طبق‪1‬اتهم من‬
‫الدخل الوطني مثل هذا التوزيع يسمى بالتوزيع لنهائي‪.‬‬

‫‪ -‬إن إعادة توزيع الدخل هي تلك السياسة االقتصادية التي تستعملها الدولة بغية تحويل المداخيل بين أف‪11‬راد‬
‫المجتمع أو بين طبقات المجتمع بإنفاقها العام‪.‬‬

‫فإع ‪11‬ادة توزي ‪11‬ع ال ‪11‬دخل بين األف ‪11‬راد وطبق ‪11‬ات المجتم ‪11‬ع هي من بين األه ‪11‬داف العام ‪11‬ة للسياس ‪11‬ة الض ‪11‬ريبية بغي ‪11‬ة‬
‫تقلي ‪11‬ل التفاوت ‪11‬ات بين طبق ‪11‬ات المجتم ‪11‬ع عن طري ‪11‬ق ف ‪11‬رض الض ‪11‬رائب التراكمي ‪11‬ة والض ‪11‬رائب التص ‪11‬اعدية على‬
‫الدخل‪ ،‬فتصاعديات تف‪1‬رض الدول‪1‬ة ض‪1‬رائبها على أص‪1‬حاب ال‪1‬دخل المرتف‪1‬ع وب‪1‬الموازات م‪1‬ع ذل‪1‬ك ق‪1‬وم الدول‪1‬ة‬
‫بإعف‪11‬اءات أو تقلي‪11‬ل نس‪11‬ب الض ‪11‬رائب المفروض ‪11‬ة على أص ‪11‬حاب ال‪11‬دخل الض ‪11‬عيف مراعي‪11‬ا في ذل‪11‬ك الظ‪11‬روف‬
‫الشخصية للمكلفين‪.‬‬

‫‪ -‬لق‪11‬د اتف‪11‬ق ح‪11‬ل االقتص‪11‬اديين على أن التوزي‪11‬ع األمث‪11‬ل للم‪11‬داخيل بتحقي‪11‬ق أعلى نس‪11‬بة من االنص‪11‬اف والعدال‪11‬ة‬
‫االجتماعية‪ ،‬فمسألة العدالة االجتماعية كانت وال زالت مسألة من مس‪11‬ائل السياس‪11‬ة العام‪11‬ة السياس‪11‬ة الض‪11‬ريبية‬
‫على ح ‪11‬د س ‪11‬واء وبقيت العدال ‪11‬ة االجتماعي ‪11‬ة مرهون ‪11‬ة بم ‪11‬دى ق ‪11‬درة السياس ‪11‬ة الض ‪11‬ريبية على كفاي ‪11‬ة ال ‪11‬دخل في‬
‫الدرجات الدنيا من السلم االجتماعي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسس ومبادئ السياسة الجبائية‬

‫لنج ‪11‬اح سياس ‪11‬ة م ‪11‬ا يجب أن ت ‪11‬واكب وتتع ‪11‬ايش تل ‪11‬ك السياس ‪11‬ة م ‪11‬ع المتغ ‪11‬يرات االقتص ‪11‬ادية واالجتماعي ‪11‬ة‪،‬‬
‫ولهذا سيتم التطرق لبعض الجوانب هذه األسس والمبادئ التي لمستها السياسة الجبائية‪.‬‬

‫‪ -)1‬أسس السياسة الجبائية‪:‬‬

‫إن األهمي‪11‬ة ال‪11‬تي تحتله‪11‬ا السياس‪11‬ة الجبائي‪11‬ة في تنفي‪11‬ذ أه‪11‬داف السياس‪11‬ات المالي‪11‬ة ال‪11‬تي تع‪11‬د وس‪11‬يلة لعقلن‪11‬ة‬
‫وتنظيم االقتصاد ومواجهة أزمات التضخم واالنكماش وتفشي البطالة والتحكم بوتيرة التفعيل االقتصاديـ من‬
‫خالل تبني نظام جبائي مالئم مع النظم االقتصادية والسياسية السائدة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ان تحدي‪11‬د مس‪11‬توى المردودي‪11‬ة الجبائي‪11‬ة المثلى يع‪11‬ادل من حيث المفه‪11‬وم م‪11‬دى مالئم‪11‬ة السياس‪11‬ة الجبائي‪11‬ة‬
‫للنظم السياسي واالجتماعي واالقتصادي السائد ودرجة النمو االقتصادي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األسس االقتصادية للسياسة الجبائية‪:‬‬

‫تختص ‪11‬ر األس ‪11‬س االقتص ‪11‬ادية على ش ‪11‬قين المردودي ‪11‬ة الجبائي ‪11‬ة والهياك ‪11‬ل االقتص ‪11‬ادية تظه ‪11‬ر المردودي ‪11‬ة‬
‫الجبائية من خالل زيادة القدرة اإلنتاجية وهذا ما يؤدي إلى زي‪1‬ادة في التحص‪1‬يل الجب‪1‬ائي كم‪1‬ا ذك‪1‬ره م‪1‬وريس‬
‫لوري أن "القدرة المساهمة الجبائي‪1‬ة ألم‪1‬ة تع‪1‬بر بش‪1‬كل مباش‪1‬ر عن إنتاجيته‪1‬ا االقتص‪11‬ادية ويمكن أن تثبت ذل‪1‬ك‬
‫دون صعوبة"‪.‬‬

‫‪ -1‬المردودية االقتصادية‪ :‬يتم قياس المردودية الجبائية (الضغط الجبائي) من خالل نس‪1‬بة االقتطاع‪1‬ات‬
‫اإلجبارية إلى الناتج الداخلي الخ‪1‬ام ويطل‪1‬ق عليه‪1‬ا نس‪1‬بة المعام‪1‬ل الجب‪1‬ائي‪ ،‬يتم االعتم‪1‬اد على مص‪1‬داقية التق‪1‬ييم‬
‫االحص‪11‬ائي س‪11‬واء ك‪11‬ان األم‪11‬ر متعل‪11‬ق باالقتطاع‪11‬ات أو الن‪11‬اتج ال‪11‬داخلي الخ‪11‬ام إال أن‪11‬ه ال يعطي ص‪11‬ورة واض‪11‬حة‬
‫عن حالة ذلك البلد‪.‬‬

‫ب‪ -‬الهياكل االقتصادية‪ :‬ترتب‪11‬ط الهياك‪11‬ل االقتص‪11‬ادية ارتب‪11‬اط وثي‪11‬ق بإقطاع‪11‬ات الجبائي‪11‬ة‪ ،‬فنج‪11‬د في ال‪11‬دول‬
‫النامي‪11‬ة والس‪11‬ائرة في ط‪11‬ور التط‪11‬ور أنه‪11‬ا تواج‪11‬ه تح‪11‬ديات ك‪11‬برى إلقام‪11‬ة نظم ض ‪11‬ريبية ذات درج‪11‬ة عالي‪11‬ة من‬
‫الكف‪11‬اءة وذل‪11‬ك لم‪11‬ا تتص‪11‬ف ب‪11‬ه اقتص‪11‬ادياتها من الط‪11‬ابع الغ‪11‬ير الرس‪11‬مي والنقص في الم‪11‬وارد‪ ،‬ف‪11‬نرى أن معظم‬
‫العمال‪11‬ة ت‪11‬تركز في المج‪11‬ال الفالحي والمش‪11‬اريع الغ‪11‬ير رس‪11‬مية‪ ،‬وه‪11‬ذا م‪11‬ا يجع‪11‬ل دخ‪11‬ول ه‪11‬ذه الفئ‪11‬ة تتم‪11‬يز بع‪11‬دم‬
‫االس‪1‬تقرار دون نس‪1‬يان أن تقريب‪1‬ا معظمهم يتقاض‪1‬ون األج‪1‬ل نق‪1‬دا‪ ،‬وه‪1‬ذا م‪1‬ا يق‪1‬ف ح‪1‬اجزا أم‪1‬ام اإلدارة الجبائي‪1‬ة‬
‫في انتاج احصائيات يعتمد عليها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسس االجتماعية‪:‬‬

‫تشكل الض‪1‬ريبة أهم أوج‪1‬ه ت‪1‬دخل الس‪1‬لطات العمومي‪1‬ة في الحي‪1‬اة االقتص‪1‬ادية واالجتماعي‪1‬ة ويعت‪1‬بر قب‪1‬ول‬
‫الض‪11 1‬ريبة قب‪11 1‬وال بالمب‪11 1‬دأ‪ ،‬إذ يش‪11 1‬كل النظ‪11 1‬ام الجب‪11 1‬ائي في المجتمع‪11 1‬ات الديمقراطي‪11 1‬ة مؤش‪11 1‬را للقب‪11 1‬ول السياس‪11 1‬ي‬
‫وااليديولوجي‪.‬‬

‫‪ -1‬القبول الجبائي‪ :‬إن إحاط‪11‬ة السياس‪11‬ة الجبائي‪11‬ة بالمعطي‪11‬ات الس‪11‬يكولوجية ال يق‪11‬ل أهمي‪11‬ة عن المعطي‪11‬ات‬
‫القتصادية‪ ،‬إذ أن رضا العنصر الجبائي قبل وبعد االقتطاع يشكل الشرعية االجتماعية لخذا االقتطاع‪ ،‬فهي‬
‫تمث ‪11‬ل قب ‪11‬وال بالمب ‪11‬دأ‪ ،‬فق ‪11‬د يحص ‪11‬ل أن تن ‪11‬افي س ‪11‬لوكات العناص ‪11‬ر الجبائي ‪11‬ة لمتطلب ‪11‬ات الظ ‪11‬رف فتق ‪11‬ل المردودي ‪11‬ة‬

‫‪20‬‬
‫الجبائية بزي‪1‬ادة نس‪1‬ب االقتط‪1‬اع مم‪1‬ا يش‪1‬كل توس‪1‬عا للغش والته‪1‬رب الجب‪1‬ائيين الل‪1‬ذان يع‪1‬دان رد فع‪1‬ل ذو طبيع‪1‬ة‬
‫ميكولوجية‪.‬‬

‫إن القب ‪11 1‬ول الجب ‪11 1‬ائي يش ‪11 1‬كل مح ‪11 1‬ور مح ‪11 1‬اوالت التش ‪11 1‬ريعات النظري ‪11 1‬ة لتأس ‪11 1‬يس االقتطاع ‪11 1‬ات بأش ‪11 1‬كالها‬
‫وأجهزته ‪11‬ا‪ ،‬حيث تحظى بش ‪11‬رعية اجتماعي ‪11‬ة تلقى قب ‪11‬وال نظري ‪11‬ا وش ‪11‬كليا من ط ‪11‬رف الهيئ ‪11‬ات الدس ‪11‬تورية بغي ‪11‬ة‬
‫إرس‪11 1 1‬ائها‪ ،‬ويف‪11 1 1‬ترض في المجتمع‪11 1 1‬ات الديمقراطي‪11 1 1‬ة أن يش‪11 1 1‬كل النظ‪11 1 1‬ام الجب‪11 1 1‬ائي مؤش‪11 1 1‬را للقب‪11 1 1‬ول السياس‪11 1 1‬ي‬
‫وااليديولوجي‪.‬‬

‫أ‪ -‬القب@@ول الف@@ردي لالقتط@@اع‪ :‬يعت ‪11‬بر القب ‪11‬ول الف ‪11‬ردي لالقتطاع ‪11‬ات واجب ‪11‬ا جبائي ‪11‬ا مؤسس ‪11‬ا على ض ‪11‬رورة‬
‫اجتماعية مرتبطة باالنتماء إلى مجموع أو كيان ما حدده "فون شتان" بـ‪ ":‬تمثل الضريبة التعب‪11‬ير االقتص‪11‬ادي‬
‫لوحدة الفرد واألمة"‪.‬‬

‫ب‪ -‬القبول االجتماعي لالقتطاع‪ :‬ارتب‪11‬ط قب‪11‬ول االقتط‪11‬اع في المجتمع‪11‬ات بض‪11‬رورة خض‪11‬وعها لق‪11‬رارات‬
‫وأوام ‪11‬ر الح ‪11‬اكم‪ ،‬فق‪11‬د ك ‪11‬ان مب ‪11‬دأ القب ‪11‬ول الش ‪11‬عبي للض ‪11‬ريبة في فرنس ‪11‬ا س ‪11‬نة ‪1789‬م‪ ،‬ولكن م ‪11‬واطن الح ‪11‬ق في‬
‫المعاينة الجبائية وقبولها بشكل حر ومتابعتها بأنفسهم أو تمثيلهم‪.‬‬

‫ثاني@@ا‪ :‬الم@@ذاهب الجبائي@@ة‪ :‬ترتب ‪11‬ط الم ‪11‬ذاهب الجبائي ‪11‬ة ارتباط ‪11‬ا وثيق ‪11‬ا بالم ‪11‬ذاهب االقتص ‪11‬ادية واالجتماعي ‪11‬ة‬
‫الس‪11 1‬ائدة والمع‪11 1‬برة عن األي‪11 1‬ديولوجيات لمختل‪11 1‬ف التش‪11 1‬كيالت االقتص ‪11 1‬ادية واالجتماعي‪11 1‬ة القابل‪11 1‬ة أو الرافض ‪11 1‬ة‬
‫لالقتطاع‪11‬ات الجبائي‪11‬ة االجباري‪11‬ة‪ ،‬ويرج‪11‬ع ب‪11‬روز الض ‪11‬ريبة إلى ظه‪11‬ور الدول‪11‬ة‪ ،‬وتط‪11‬ورت بتطوره‪11‬ا‪ ،‬وهن‪11‬اك‬
‫ثالثة مفاهيم لتبرير فرض الضريبة وهي‪ :‬الضريبة مساومة‪ ،‬الضريبة تبادل‪ ،‬الضريبة تضامن‪.‬‬

‫‪ -)2‬مبادئ السياسة الجبائية‪:‬‬

‫‪ -‬يقصد بمبادئ السياسة الجبائية تلك األسس التي يتم التقيد أو االلتزام بها عند وضع السياسات الضريبية‪،‬‬
‫باعتبارها الضابط لعملها‪ ،‬والضامن لنتائجها المنشودة‪ ،‬وتط‪1‬رح النظري‪1‬ة الض‪11‬ريبية مقارن‪1‬ات نظري‪1‬ة‪ ،‬تش‪1‬كل‬
‫مرجعي ‪11‬ة ص ‪11‬لبة لبن ‪11‬اء النظ ‪11‬ام والسياس ‪11‬ات الض ‪11‬ريبية‪ ،‬حيث أص ‪11‬بح اآلن تقييمه ‪11‬ا يعتم ‪11‬د بالدرج ‪11‬ة األولى على‬
‫هم‪11‬ا‪ ،‬مب‪11‬دأ العدال‪11‬ة ومب‪11‬دأ الكف‪11‬اءة‪،‬‬ ‫م‪11‬دى التزامه‪11‬ا به‪11‬ذه المب‪11‬ادئ‪ ،‬ويتم الترك‪11‬يز ح‪11‬ول مب‪11‬دأين رئيس‪11‬يين‬
‫ف‪11‬األول يع‪11‬ني البحث عن التوزي‪11‬ع الع‪11‬ادل للعبء الض‪11‬ريبي‪ ،‬ويق‪11‬دم المنظ‪11‬رون في ه‪11‬ذا المج‪11‬ال م‪11‬ذهبين‪ :‬مب‪11‬دا‬
‫االنتف‪11‬اع ومب‪11‬دأ المق‪11‬درة التكليفي‪11‬ة ويواج‪11‬ه تط‪11‬بيق ه‪11‬ذين المب‪11‬دأين إش‪11‬كالية التع‪11‬ارض بينهم‪11‬ا‪ ،‬ذل‪11‬ك أن محاول‪11‬ة‬
‫تحقيق أحدهما سوف يكون على حساب اآلخر مما يتطلب التحكيم بينهما‪ ،‬ونقوم بتحلي‪11‬ل النق‪1‬اط التالي‪11‬ة‪ :‬مب‪11‬دأ‬
‫العدالة ‪ ،‬مبدأ الكفاءة – إمكانيات التحكيم بينهما‪ ،‬نحاول تقديمها في شكل مخطط كما يلي‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫الفعالية‬

‫مبدأ العدالة‬ ‫مبدأ الكفاءة‬

‫مبدأ االنتفاع‬ ‫مبدأ القدرة‬ ‫مبدأ العباد‬ ‫البساطة‬


‫على الدفع‬
‫تخفيض العبء‬ ‫تخيض تكاليف‬
‫العدالة األفقية والعدالة الرأسية‬ ‫اإلضافي‬ ‫التوافق‬

‫‪ -1‬مب@دأ العدال@ة‪ :‬مفه‪11‬وم العدال‪11‬ة الجبائي‪11‬ة نس‪11‬بي يختل‪11‬ف من دول‪11‬ة إلى أخ‪11‬رى‪ ،‬ومن طبق‪11‬ة اجتماعي‪11‬ة إلى‬
‫أخ‪11‬رى‪ ،‬فاألغني‪11‬اء ي‪11‬روا أن ف‪11‬رض ض‪11‬رائب موح‪11‬دة النس‪11‬ب على جمي‪11‬ع األش‪11‬خاص واألم‪11‬وال في الدول‪11‬ة دون‬
‫أي اعتب ‪11‬ار آخ ‪11‬ر ه ‪11‬و عدال ‪11‬ة ض ‪11‬ريبية‪ ،‬بينم ‪11‬ا ه ‪11‬و العكس من منظ ‪11‬ور ذوي ال ‪11‬دخل الض ‪11‬عيف والمح ‪11‬دود‪ ،‬إذ‬
‫يعتق ‪11‬دون أن ‪11‬ه من ج ‪11‬ابء التض ‪11‬امن االجتم ‪11‬اعي بين فئ ‪11‬ات المجتم ‪11‬ع تحمي ‪11‬ل الطبق ‪11‬ة الغني ‪11‬ة القس ‪11‬ط األك ‪11‬بر من‬
‫األعباء العامة حسب حالتهم ومقدرتهم التكليفية‪.‬‬

‫كم‪11‬ا أن‪11‬ه يختل‪11‬ف مفه‪11‬وم العدال‪11‬ة حس‪11‬ب طبيع‪11‬ة السياس‪11‬ة االقتص‪11‬ادية المنتهج‪11‬ة من قب‪11‬ل الدول‪11‬ة‪ ،‬وك‪11‬ذلك ص‪11‬عوبة‬
‫قياس آثر الضريبة وتحديد مفهوم العدالة الجبائية بناء على مبدأي االنتفاع والقدرة على الدفع‪.‬‬

‫أ‪ -‬مبدأ االنتفاع‪ :‬يقتض‪1‬ي ه‪1‬ذا المب‪1‬دأ أن‪1‬ه على األف‪1‬راد المنتفعين من اإلنف‪1‬اق الحك‪1‬ومي مس‪1‬ؤولون عن دف‪1‬ع‬
‫تك‪11‬اليف ه‪11‬ذا اإلنف‪11‬اق‪ ،‬من خالل من خالل تحملهم للض‪11‬رائب المباش‪11‬رة المفروض‪11‬ة عليهم‪ ،‬في حين أنهم غ‪11‬ير‬
‫مج‪11‬برين على تحم‪11‬ل تك‪11‬اليف الخ‪11‬دمات ال‪11‬تي ال يس‪11‬تفيدون منه‪11‬ا مباش‪11‬رة‪ ،‬فتقض‪11‬ي العدال‪11‬ة هن‪11‬ا مقابل‪11‬ة العبء‬
‫الجبائي لما يتلقاه من منفعة شخصية‪ ،‬وما يعاب على هذا المبدأ‪:‬‬

‫‪ -‬إنه يخالف مفهوم الضريبة وطبيعتها القانونية‪ ،‬فالمكلف بدفع الضريبة من باب التضامن االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة تحديد المنفعة التي يحصل عليها الفرد نتيجة قيام الدولة بمهامها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ب‪ -‬مب@@دأ الق@@درة على ال@@دفع‪ :‬ويقتض ‪11‬ي ع ‪11‬دم تحمي ‪11‬ل األف ‪11‬راد ض ‪11‬رائب تف ‪11‬وق ق ‪11‬درتهم على ال ‪11‬دفع‪ ،‬أي‬
‫المش ‪11‬اركة في األعب ‪11‬اء العام ‪11‬ة على أس ‪11‬اس المس ‪11‬اواة في التض ‪11‬حية‪ ،‬وبمع ‪11‬نى آخ ‪11‬ر أن يتص ‪11‬ف النظ ‪11‬ام بع ‪11‬دم‬
‫المغ‪11‬االة واإلف‪11‬راط فب ف‪11‬رض الض‪11‬رائب (ع‪11‬ددها) أو أس‪11‬عارها (مع‪11‬دالتها) ف‪11‬يراعي المق‪11‬درة المالي‪11‬ة للمم‪11‬ولين‬
‫وح‪11‬التهم االقتص‪11‬ادية في تحم‪11‬ل العبء الجب‪11‬ائي‪ ،‬فيجب أال تك‪11‬ون الض‪11‬ريبة ثقيل‪11‬ة ومب‪11‬الغ فيه‪11‬ا ألن ذل‪11‬ك ي‪11‬دفع‬
‫بالممول إلى التهرب من دفعه‪11‬ا‪ ،‬أو تخرج‪11‬ه من دف‪11‬ع النش‪11‬اط االقتص‪11‬ادي إذا م‪11‬ا أدى دفعه‪11‬ا إلى اس‪11‬تنفاذ رأس‬
‫ماله تدريجيا‪ ،‬وبالتالي تصفية نشاطه‪ ،‬وبذلك يكون النظام الجب‪1‬ائي عائق‪1‬ا أم‪1‬ام النم‪1‬و واالس‪1‬تقرار االقتص‪11‬ادي‬
‫ألداء أعماله‪ ،‬فشرط عدم المبالغة والمغاالة شرط ضروري لتحقيق النمو واالستقرار االقتصادي‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه بأن ه‪1‬ذه الخاص‪11‬ية مهم‪1‬ة في تص‪11‬ميم السياس‪1‬ة أو النظ‪1‬ام الجب‪1‬ائي‪ ،‬فك‪1‬ل مخالف‪1‬ة لقاع‪1‬دة‬
‫العدالة تشكل استهانة بشعور الممولين وتكون مصدر إضراب في الكيان االجتماعي‪.‬‬

‫ج‪ -‬أوجه العدالة الضريبية‪:‬‬

‫الواق ‪11‬ع‪،‬‬ ‫تعت ‪11‬بر فك ‪11‬رة المس ‪11‬اواة في المعامل ‪11‬ة الض ‪11‬ريبية بين األف ‪11‬راد‪ ،‬أهم قاع ‪11‬دة يجب تحقيقه ‪11‬ا في‬
‫ألن أي خل‪11‬ل في التط‪11‬بيق يجع‪11‬ل منه‪11‬ا مطي‪11‬ة للطعن في مص‪11‬داقية العدال‪11‬ة الض‪11‬ريبية‪ ،‬وتص‪11‬بح الدول‪11‬ة مهتم‪11‬ة‬
‫بانحياز معين لفئة دون أخرة أو ألفراد معينين دون غيرهم‪ ،‬ويرى البعض أن هناك وجهين للضريبة هي‪:‬‬

‫‪ )1‬العدالة األفقية‪ :‬تساوي الظروف المادية للمكلفين–معاملة ضريبية واحدة– ضريبة متساوية‪.‬‬

‫ويثير تحديد مدلول المعاملة الضريبية المماثلة جدال كبيرا على المس‪1‬توى النظ‪1‬ري أو التط‪1‬بيقي حيث تط‪1‬رح‬
‫مشكلة (تساوي الظروف)‪ ،‬ما ه‪1‬و المؤش‪1‬ر ال‪1‬ذي تعتم‪1‬د علي‪1‬ه في قي‪1‬اس مراك‪1‬ز األف‪1‬راد وال‪1‬ذي يس‪1‬مح بتط‪1‬بيق‬
‫المعاملة الضريبية المتساوية وعادة ما يعتمد على الدخول في تحديد المراكز المالية لألفراد‪.‬‬

‫‪ )2‬العدالة الرأسمالية‪ :‬تع‪11‬ني االختالف في المعامل‪11‬ة الض‪11‬ريبية عن‪11‬دما تختل‪11‬ف األوض‪11‬اع المادي‪11‬ة لألف‪11‬راد‬
‫واالختالف قد يكون بالزي‪1‬ادة أو النقص‪1‬ان حس‪1‬ب نوعي‪1‬ة االختالف بين المكلفين‪ ،‬وهن‪1‬ا يتق‪1‬اطع مفه‪1‬وم العدال‪1‬ة‬
‫الرئسية مع مذهب القدرة على الدفع‪ ،‬وطرحت بعض األفكار لتحديد القدرة على الدفع والتمييز بين األف‪11‬راد‬
‫وفق معيارين‪:‬‬

‫‪ -‬المعيار الذاتي‪ :‬القائم على مقدار األلم الناتج عن دفع الضريبة‪ ،‬وهذا يختل‪1‬ف من ش‪1‬خص آلخ‪1‬ر بس‪1‬بب‬
‫ميوالته‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬المعي@@ار الموض@@وعي‪ :‬يق ‪11‬وم على المس ‪11‬اواة في التض ‪11‬حية‪ ،‬حيث يتحم ‪11‬ل ك ‪11‬ل ف ‪11‬رد نص ‪11‬يبا من األعب ‪11‬اء‬
‫العامة بنفس النصب الذي يتحمله غيره‪ ،‬وهنا يس‪1‬تخدم ال‪1‬دخل أو رأس الم‪1‬ال كمؤش‪1‬ر يمكن االعتم‪1‬اد عليهم‪1‬ا‬
‫لقياس المقدرة التكليفية للفرد‪ .‬وتتحقق العدالة حين يتحم‪1‬ل ك‪1‬ل ف‪1‬رد نص‪1‬يبا ال يهم مق‪1‬داره (كب‪1‬يرا أم ص‪1‬غيرا)‬
‫ال ‪11‬ذي يهم هوم ‪11‬ا تحمل ‪11‬ه اآلخ ‪11‬رون‪ ،‬بمع ‪11‬نى أن المكل ‪11‬ف مس ‪11‬تعد أن يتحم ‪11‬ل ف ‪11‬وق طاقت ‪11‬ه إذا ك ‪11‬ان من ه ‪11‬و مثل ‪11‬ه‬
‫يتحمل نفس العبء‪ ،‬ولن يكون مستعدا لحمل أقل من طاقته إذا كان اآلخر يحمل أقل من‪11‬ه‪ ،‬وبالت‪11‬الي ف‪11‬العبرة‬
‫ليست بالمقدار المدفوع والتضحية الناتجة عنها وإ نما المساواة في التضحية ح‪1‬تى ول‪1‬و ك‪1‬ان ذل‪1‬ك ف‪11‬وق طاقت‪1‬ه‬
‫إذا ك ‪11‬ان اآلخ ‪11‬ر يعم ‪11‬ل أق ‪11‬ل من ‪11‬ه‪ ،‬وبالت ‪11‬الي ف ‪11‬العبرة ليس ‪11‬ت بالمق ‪11‬دار الم ‪11‬دفوع والتض ‪11‬حية الناتج ‪11‬ة عنه ‪11‬ا وإ نم ‪11‬ا‬
‫المساواة في التضحية حتى ولو كان ذلك فوق طاقته وتشكل عبئا ثقيال‪.‬‬

‫‪ -‬المعيار التشخيصي‪ :‬إن تحقيق العدالة في توزيع األعباء الضريبية ال يعتمد على الجانب المادي فقط‬
‫في تحدي‪11‬د الق‪11‬درة على ال‪11‬دفع‪ ،‬فق‪11‬د يتس‪11‬اوى الج‪11‬انب الم‪11‬ادي لشخص‪11‬ين إلى أن ظروفهم‪11‬ا االجتماعي‪11‬ة مخ ـتـلـفة‬
‫(ع‪11 1‬دد األوالد طـبــيعة أو مصــدر الــدخــل) مــما ي ـجـعـلـهـما فـي مـركـزيـن مختلفين‪ ،‬وبالت‪11 1‬الي ف‪11 1‬إن العدال‪11 1‬ة‬
‫الض ‪11‬ريبية تقض ‪11‬ي مع ‪11‬املتهم معامل ‪11‬ة مختلف ‪11‬ة‪ ،‬وه ‪11‬ذا م ‪11‬ا يع ‪11‬رف بالتش ‪11‬خيص الض ‪11‬ريبي أي مراع ‪11‬اة الظ ‪11‬روف‬
‫الشخصية والعائلية للفرد عند فرض الضرائب‪.‬‬

‫‪ )2‬مبدأ الكفاءة الضريبية‪ :‬هي التي تكون في الغالب أكثر وضوحا ومباشرة ألنها تتعام‪11‬ل م‪11‬ع الحق‪11‬ائق‬
‫الموضوعية المتعلقة بآثار الضرائب‪ ،‬فالضريبة التي تتسم بالكفاءة العالية هي التي تعم‪1‬ل على تقلي‪1‬ل وتدني‪1‬ة‬
‫العبء اإلضافي الزائد للضريبة وتتسم بسهولة إدارتها وممارسة الرقابة عليها‪.‬‬

‫إذن فمعي ‪11‬ار الكف ‪11‬اءة يقتض ‪11‬ي قي ‪11‬ام الس ‪11‬لطات العام ‪11‬ة باختي ‪11‬ار أق ‪11‬ل الض ‪11‬رائب س ‪11‬لبية في تأثيره ‪11‬ا على‬
‫االقتص‪11 1‬اد الق‪11 1‬ومي ذل‪11 1‬ك ألن الض‪11 1‬ريبة تس‪11 1‬تهدف أغ‪11 1‬راض متنوع‪11 1‬ة‪ ،‬فهي تف‪11 1‬رض أحيان‪11 1‬ا لتحقي‪11 1‬ق أغ‪11 1‬راض‬
‫اجتماعية واقتصادية وسياسية‪.‬‬

‫‪ -‬ويمكن النظر إلى الكفاءة من زاويتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬الزاوي ‪11 1‬ة األولى‪ :‬تتعل ‪11 1‬ق بكف ‪11 1‬اءة تحص ‪11 1‬يل الض ‪11 1‬ريبة المفروض ‪11 1‬ة أي ض ‪11 1‬رورة تخفيض نفق ‪11 1‬ات تحص ‪11 1‬يل‬
‫الضرائب بحيث يتحقق الف‪1‬رق بين م‪1‬ا يدفع‪1‬ه المكل‪1‬ف بالض‪11‬ريبة‪ ،‬وم‪1‬ا يص‪11‬ل إلى خزين‪1‬ة الدول‪1‬ة يك‪1‬ون أق‪11‬ل م‪1‬ا‬
‫يمكن ألن أي زي‪11‬ادة في أعب‪11‬اء الض‪11‬ريبة س‪11‬وف يقل‪11‬ل من م‪11‬داخيل خزين‪11‬ة الدول‪11‬ة أو بعب‪11‬ارة أخ‪11‬رى كلم‪11‬ا قلت‬
‫نفقات الجباية كلما كان إيراد الضريبة غزيرا‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ب‪ -‬الزاوية الثانية‪ :‬تتعلق بكفاءة الضريبة ومدى ارتباطها بكفاءة النشاط االقتصادي عند فرضها بحيث أن‬
‫فرض الضرائب يجب أن ال يؤدي إلى اإلخالل في ق‪11‬رارات الوح‪11‬دات االقتص‪11‬ادية عن طري‪11‬ق حفاظه‪11‬ا على‬
‫مستويات األسعار النسبية بين السلع المختلفة‪.‬‬

‫أ‪ -‬مبدأ الحياد في الضريبة‪:‬‬

‫يعت ‪11‬بر حي ‪11‬اد الض ‪11‬ريبة كمب ‪11‬دأ ف ‪11‬رعي لمب ‪11‬دأ الكف ‪11‬اءة وفي بعض الح ‪11‬االت يمكن اعتب ‪11‬اره مرادف ‪11‬ا لمب ‪11‬دأ‬
‫الكفاءة‪ ،‬ويعني استخدام األداة الضريبية دون اح‪1‬داث تش‪1‬وهات‪ ،‬حين نف‪1‬رض الض‪11‬ريبة فإنم‪1‬ا تح‪1‬دث تغ‪1‬يرات‬
‫في الع‪11‬رض والطلب‪ ،‬ويك‪11‬ون الوض‪11‬ع بع‪11‬د فرض‪11‬ها ليس ه‪11‬و نفس‪11‬ه قب‪11‬ل فرض‪11‬ها‪ ،‬كم‪11‬ا ت‪11‬ؤثر على التخص‪11‬يص‬
‫األمثل للموارد‪ ،‬وفي هذا المعنى فإن الحياد يفترض بأن االقتطاع الض‪11‬ريبي يمكن‪11‬ه تحص‪11‬ل اإلي‪11‬رادات مالي‪11‬ة‬
‫مع تقليل التمييز في المعاملة الضريبية‪ ،‬الذي يمكنه أن تؤثر إيجابي‪1‬ا أو س‪1‬لبا على خ‪1‬يرات اقتص‪1‬ادية معين‪1‬ة‪،‬‬
‫وعلى النظام الضريبي أن يتخلص من كل عنصر يمكنه أن يخل بمفاهيم الحياد‪ ،‬ويعتم‪11‬د تحلي‪11‬ل مب‪11‬دأ الحي‪11‬اد‬
‫على فكرة العبء الض‪1‬ريبي الزائ‪1‬د أو اإلض‪1‬افي‪ ،‬حيث يمكن لالقتطاع‪1‬ات اإلجباري‪1‬ة أن تقل‪1‬ل من الرغب‪1‬ة في‬
‫العم‪1‬ل والتوظي‪1‬ف واالس‪1‬تثمار وتخفيض‪1‬ه إلى أقص‪1‬ى ح‪1‬د ممكن‪ ،‬يطل‪1‬ق على ه‪1‬ذه اآلث‪1‬ار بالتش‪1‬وهات الجبائي‪1‬ة‪،‬‬
‫تمثل مصدرا للتكاليف في شكل الرفاهي‪1‬ة‪ ،‬ويتم تحدي‪1‬دها من خالل قي‪1‬اس أثره‪1‬ا على ع‪1‬رض العم‪1‬ل االدخ‪1‬ار‬
‫االستهالك‪.‬‬

‫وقد خلصت الدراسات االقتصادية في هذا المجال إلى ثالث نتائج‪:‬‬

‫األولى‪ :‬إن الضرائب ذات األوعي‪1‬ة الواس‪1‬عة والمع‪1‬دالت المنخفض‪1‬ة هي أك‪1‬ثر الض‪1‬رائب فعالي‪1‬ة اقتص‪1‬اديا من‬
‫الضرائب ذات األوعية الضيقة واألسعار المرتفعة‪.‬‬

‫الثاني ‪11‬ة‪ :‬في حال ‪11‬ة وج ‪11‬ود اآلث ‪11‬ار الجانبي ‪11‬ة ال ‪11‬تي تص ‪11‬يب المحي ‪11‬ط أو البيئ ‪11‬ة والناتج ‪11‬ة من األنش ‪11‬طة الملوث ‪11‬ة ف ‪11‬إن‬
‫الجباية تشكل عامل تحفيز ويمكن تطبيق أي معدل مهما كان مستواه على أوعية محددة‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬معدل الضرائب يجب أن يؤخذ بعين االعتبار مدى حساسية الوعاء لتطور األسعار‪.‬‬

‫البساطة‪ :‬تمثل ره‪1‬ان أساس‪1‬ي للجباي‪1‬ة‪ ،‬وذل‪1‬ك أن تعقي‪1‬د النظ‪1‬ام الض‪1‬ريبي يش‪1‬كل عبئ‪1‬ا على المكل‪1‬ف والدول‪1‬ة‪،‬‬
‫بالنسبة للمكلف تتمثل في تكلفة المطابقة مع الق‪1‬وانين الجبائي‪1‬ة ال‪1‬تي تتزاي‪1‬د م‪1‬ع تعقي‪1‬د النظ‪1‬ام وع‪1‬دم االس‪1‬تقرار‬
‫بالنس ‪11 1‬بة إلدارة الض ‪11 1‬ريبة ف ‪11 1‬إن تكلف ‪11 1‬ة تحص ‪11 1‬يل الض ‪11 1‬رائب تنخفض م ‪11 1‬ع توس ‪11 1‬يع األوعي ‪11 1‬ة الض ‪11 1‬ريبية‪ ،‬تع ‪11 1‬دد‬
‫اإلج ‪11‬راءات واإلعف ‪11‬اءات كله ‪11‬ا تس ‪11‬اهم في زي ‪11‬ادة التكلف ‪11‬ة‪ ،‬حيث تس ‪11‬مح اإلج ‪11‬راءات المبس ‪11‬طة للمكلفين ب ‪11‬الفهم‬
‫الص‪11‬حيح وبك‪11‬ل س‪11‬هولة بم‪11‬دى التزام‪11‬اتهم وحق‪11‬وقهم‪ .‬مم‪11‬ا يس‪11‬مح لهم باتخ‪11‬اذ الق‪11‬رارات الرش‪11‬يدة والتح‪11‬رك في‬

‫‪25‬‬
‫االتج‪11‬اه المرغ‪11‬وب من ط‪11‬رف الس‪11‬لطات العمومي‪11‬ة‪ ،‬وتف‪11‬ادي التعقي‪11‬د في النص‪11‬وص ال‪11‬تي تحتم‪11‬ل التأوي‪11‬ل مم‪11‬ا‬
‫يس‪11 1‬اعد على م‪11 1‬ا أص‪11 1‬بح يع‪11 1‬رف ح‪11 1‬ديثا بالتخطي‪11 1‬ط الجب‪11 1‬ائي الع‪11 1‬دواني وال‪11 1‬ذي ال يختل‪11 1‬ف كث‪11 1‬يرا عن الته‪11 1‬رب‬
‫الضريبي‪.‬‬

‫مبدأ التحريض‪:‬‬

‫البطال ‪11‬ة‪،‬‬ ‫يع ‪11‬ني اس ‪11‬تخدام من ط ‪11‬رف الس ‪11‬لطات العام ‪11‬ة لض ‪11‬بط س ‪11‬لوكيات مرغوب ‪11‬ة‪ ،‬مث ‪11‬ل تخفيض‬
‫ض ‪11‬مان النم ‪11‬و االقتص ‪11‬ادي‪ ،‬دعم وتط ‪11‬وير بعض القطاع ‪11‬ات اإلنتاجي ‪11‬ة‪ ،‬تش ‪11‬جيع المؤسس ‪11‬ات على إتب ‪11‬اع ط ‪11‬رق‬
‫معينة في اإلنتاج والتمويل‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دور الجباية في محاربة بعض التقلبات االقتصادية‬

‫تنش ‪11‬أ اآلث ‪11‬ار االقتص ‪11‬ادية للض ‪11‬رائب بع ‪11‬د اس ‪11‬تقرار عبء الض ‪11‬ريبة على مكل ‪11‬ف معين‪ ،‬واختلفت اآلراء‬
‫بشأن تحديد هذه اآلثار على وجه الدقة‪:‬‬

‫فق‪11 1‬د ذهب بعض االقتص‪11 1‬اديين إلى الق‪11 1‬ول بأن‪11 1‬ه‪ ،‬ب‪11 1‬الرغم من أن عبء الض‪11 1‬ريبة ق‪11 1‬د يك‪11 1‬ون ثقيال على‬
‫المكلف بها‪ ،‬فإن هذا قد يدفع إلى زي‪1‬ادة اإلنت‪1‬اج بكاف‪1‬ة الط‪1‬رق الممكن‪1‬ة لتع‪1‬ويض الج‪1‬زء المقتط‪1‬ع من دخ‪1‬ولهم‬
‫كضريبة‪ ،‬أما البعض اآلخر ف‪1‬يرى أن مق‪1‬دار المبل‪1‬غ المقتط‪1‬ع من دخ‪1‬ل المكل‪1‬ف ه‪1‬و ال‪1‬ذي يح‪1‬دد أث‪1‬ر الض‪1‬ريبة‬
‫في نشاط األفراد وإ نتاجتهم من حيث الحجم والنوعية‪.‬‬

‫وفي حقيق ‪11 1‬ة األم ‪11 1‬ر‪ ،‬إن آث ‪11 1‬ار الض ‪11 1‬رائب على نم ‪11 1‬ط االس ‪11 1‬تهالك واالدخ ‪11 1‬ار وغيره ‪11 1‬ا من الس ‪11 1‬لوكيات‬
‫االقتصادية يتحدد بأمرين‪:‬‬

‫أولهما مقدار مبلغ الضريبة المستحقة وثانيتها‪ ،‬األوجه التي تستخدم فيها الدولة حصيلة الضرائب‪.‬‬

‫وبن‪1‬اء على م‪1‬ا ذكرن‪1‬اه س‪1‬نتناول فيم‪1‬ا يلي ت‪1‬أثير الض‪11‬رائب على االس‪1‬تهالك واالدخ‪1‬ار على االنكماش‪1‬ات‬
‫والتضخم وعلى االستثمار‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أثر الضريبة على االستهالك واالدخار‬

‫أوال‪ :‬أثر الضريبة على االستهالك واالدخار‬

‫ت‪11‬ؤثر الض‪11‬رائب بص‪11‬ورة مباش‪11‬رة على مق‪11‬دار دخ‪11‬ل المكلفين به‪11‬ا بالنقص‪11‬ان ويتح‪11‬دد ذل‪11‬ك بحس‪11‬ب س‪11‬عر‬
‫الضريبة‪ .‬فكلما كان السعر مرتفعا كلما كان تأثيره على مق‪1‬دار ال‪1‬دخل أك‪1‬بر والعكس ص‪11‬حيح‪ ،‬وي‪1‬ترتب على‬
‫ذل‪11 1‬ك أن يت‪11 1‬أثر حجم م‪11 1‬ا يس‪11 1‬تهلكونه من س‪11 1‬لع وخ‪11 1‬دمات من خالل آث‪11 1‬ره‪ ،‬أي س‪11 1‬عر الض‪11 1‬ريبة على مس‪11 1‬توى‬
‫االئتم‪111‬ان‪ .‬ف‪111‬المكلفون وخاص‪111‬ة ذوو ال‪111‬دخول المح‪111‬دودة والمتوس ‪11‬طة‪ ،‬يق ‪11‬ل دخلهم مم ‪11‬ا ي ‪11‬دفعهم إلى التض‪111‬حية‬
‫ببعض السلع والخدمات‪ ،‬وخاصة الكمالية منها‪ ،‬وبالتالي يقل الطلب عليها وتميل أثمانها نحو االنخفاض‪.‬‬

‫إال أن هذا القول ليس ص‪11‬حيحا بص‪11‬ورة مطلق‪1‬ة‪ ،‬إذ أن درج‪1‬ة مرون‪1‬ة الطلب على ه‪1‬ذه الس‪1‬لع ه‪1‬و ال‪1‬ذي‬
‫يح ‪11‬دد إمكاني ‪11‬ة تأثره ‪11‬ا بالض ‪11‬ريبة‪ .‬فالس ‪11‬لع ذات الطلب الم ‪11‬رن (الس ‪11‬لع الكمالي ‪11‬ة) يت ‪11‬أثر اس ‪11‬تهالكها بالض ‪11‬ريبة‬
‫بص ‪11‬ورة أك ‪11‬بر من الس ‪11‬لع ذات الطلب الم ‪11‬رن (الس ‪11‬لع الض ‪11‬رورية كاألدوي ‪11‬ة والم ‪11‬واد الغذائي ‪11‬ة) ال يت ‪11‬أثر كث ‪11‬يرا‬
‫بالض ‪11‬ريبة‪ ،‬ومن ثم ال تقل‪11‬ل من االس‪11‬تهالك ه‪11‬ذه الطبق‪11‬ات ألنهم ع‪11‬ادة ي‪11‬دفعون الض ‪11‬ريبة من م‪11‬دخراتهم‪ .‬أم‪11‬ا‬

‫‪27‬‬
‫الدخل المنخفض (الطبقات الفقيرة أو المتوسطة) فإنه يتأثر بالضريبة بصورة واضحة إذ تقل‪11‬ل من اس‪11‬تهالك‬
‫هذه الطبقة وخاصة بالنسبة للسلع ذات الطلب المرن‪.‬‬

‫ومن جه‪11 1‬ة أخ‪11 1‬رى‪ ،‬يتوق‪11 1‬ف أث‪11 1‬ر الض‪11 1‬ريبة في االس‪11 1‬تهالك على خط‪11 1‬ة الدول‪11 1‬ة في اس‪11 1‬تخدام الحص‪11 1‬يلة‬
‫الضريبية فإذا جمدت الدولة حصيلة الضريبة ف‪11‬إن االس‪1‬تهالك يتج‪1‬ه نح‪1‬و النقص‪11‬ان‪ .‬أم‪1‬ا إذا اس‪1‬تخدمت الدول‪1‬ة‬
‫هذه السلع في طلب بعض السلع والخدمات ‪ ......‬االستهالك الذي يحدثه إنفاق الدولة‪.‬‬

‫أثر الضريبة على االدخار‪:‬‬

‫يش‪11 1‬كل االدخ‪11 1‬ار ذل‪11 1‬ك الج‪11 1‬زء ال‪11 1‬ذي لم يس‪11 1‬تهلك من ال‪11 1‬دخل‪ ،‬ل‪11 1‬ذلك يتح‪11 1‬دد حس‪11 1‬ب حجم ال‪11 1‬دخل والمي‪11 1‬ل‬
‫لالدخ ‪11‬ار‪ ،‬وت ‪11‬ؤثر الض ‪11‬رائب على المفروض ‪11‬ة على ال ‪11‬دخل ت ‪11‬أثيرا س ‪11‬لبيا على االدخ ‪11‬ار إذ تقل ‪11‬ل حجم االدخ ‪11‬ار‬
‫وبنس‪11‬بة تف‪11‬وق نس‪11‬بة انخف‪11‬اض االس ‪11‬تهالك حيث يس‪11‬تمر األف‪11‬راد في االس‪11‬تهالك على حس‪11‬اب االدخ‪11‬ار‪ ،‬وفيم‪11‬ا‬
‫يتعلق بالمقدرة على االدخار‪ ،‬فإن الضرائب على الدخول المالية التي كان يدخر أصحابها جزءا كبيرا منها‬
‫تقل‪11‬ل من ق‪11‬درة ه‪11‬ؤالء على االدخ‪11‬ار‪ .‬أم‪11‬ا الض‪11‬رائب على ال‪11‬دخول الص‪11‬غيرة ال‪11‬تي ال يمل‪11‬ك أص‪11‬حابها فائض‪11‬ا‬
‫فإنه‪11‬ا ال ت‪11‬ؤثر على مق‪1‬درة ه‪11‬ؤالء األف‪11‬راد على االدخ‪11‬ار ألنهم ال ي‪11‬دخرون أص‪11‬ال‪ ،‬كم‪11‬ا ت‪11‬ؤدي الض‪11‬رائب على‬
‫الم‪11‬دخرات إلى خفض المي‪11‬ل لالدخ‪11‬ار‪ ،‬حيث أن الم‪11‬دخرين يوازن‪11‬ون بين التض‪11‬حية ال‪11‬تي يتحملونه‪11‬ا بحرم‪11‬ان‬
‫أنفس ‪11 1‬هم من التمت ‪11 1‬ع ب ‪11 1‬أموالهم في اقتن ‪11 1‬اء الحاج ‪11 1‬ات االس ‪11 1‬تهالكية‪ ،‬وبين المنفع ‪11 1‬ة المتناقص ‪11 1‬ة من م ‪11 1‬دخراتهم‬
‫المحتفظين بها‪ ،‬مما يدفعهم إلى زيادة االستهالك على حس‪11‬اب االدخ‪11‬ار‪ .‬يتض‪11‬ح مم‪11‬ا س‪11‬بق أن للض‪11‬ريبة ت‪11‬أثير‬
‫سلبي على االدخار‪ ،‬لكن بالمقابل قد تعتبر الضريبة ادخار إجباري تنفقه الدولة لتموي‪1‬ل االس‪1‬تثمارات العام‪1‬ة‬
‫الالزم‪11‬ة ل‪11‬دفع عجل‪11‬ة التنمي‪11‬ة االقتص‪11‬ادية‪ ،‬ض‪11‬ف إلى ذل‪11‬ك يعت‪11‬بر االدخ‪11‬ار عنص‪11‬را حيوي‪11‬ا لتنمي‪11‬ة اقتص‪11‬اديات‬
‫الدول ‪11‬ة المختلف ‪11‬ة إال أن ‪11‬ه ي ‪11‬ؤدي إلى الض ‪11‬غط االس ‪11‬تهالك‪ ،‬ولتف ‪11‬ادي االنعكاس ‪11‬ات االجتماعي ‪11‬ة يجب أن تق ‪11‬رض‬
‫الض‪11‬رائب على ال‪11‬دخول المرتفع‪11‬ة والمتوس‪11‬طة قص‪11‬د ض‪11‬غط االس‪11‬تهالك غ‪11‬ير الض‪11‬روري‪ ،‬وفي ه‪11‬ذا المج‪11‬ال‬
‫يجب أن ال ت ‪11 1‬راعي االعتب ‪11 1‬ارات االقتص ‪11 1‬ادية وح ‪11 1‬دها‪ ،‬ب ‪11 1‬ل يجب أيض ‪11 1‬ا مراع ‪11 1‬اة االعتب ‪11 1‬ارات االجتماعي ‪11 1‬ة‬
‫واإلنسانية والسياسيةـ بحيث يتوزع عبء الضريبة بحسب المقدرة الد خلية لسائر أفراد المجتمع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثر الضريبة على االنكماشات والتضخم‬

‫أوال‪ :‬الضريبة على االنكماش‪:‬‬

‫تح ‪11‬دث الفج ‪11‬وة االنكماش ‪11‬ية عن ‪11‬دما يك ‪11‬ون المس ‪11‬توى الت ‪11‬وازني لل ‪11‬دخل الوط ‪11‬ني أق ‪11‬ل من مس ‪11‬توى دخ ‪11‬ل‬
‫التش‪11‬غيل الكام‪11‬ل ويوض‪11‬ح ذل‪11‬ك الش‪11‬كل رقم (‪ )01‬حيث يس‪11‬مح لن‪11‬ا ب‪11‬التفريق بين ال‪11‬دخل الوط‪11‬ني المحق‪11‬ق عن‪11‬د‬
‫التوازن ‪ Ye‬وذلك الممكن تحقيقه ‪ Yp‬إذا ما تم تشغيل جميع الطاقات اإلنتاجية لالقتصاد‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪D‬‬

‫‪D‬‬

‫شكل رقم (‪ :)01‬أثر الضريبة في معالجة االنكماش‬

‫فال ‪11‬دخل الوط ‪11‬ني المحق ‪11‬ق إذن ليس دوم ‪11‬ا ال ‪11‬دخل ال ‪11‬ذي يحق ‪11‬ق التش ‪11‬غيل الكام ‪11‬ل‪ ،‬ب ‪11‬ل ه ‪11‬و ذل ‪11‬ك ال ‪11‬دخل‬
‫الت‪11‬وازني أم‪11‬ا ال‪11‬دخل المس‪11‬تطاع فه‪11‬و ذل‪11‬ك ال‪11‬دخل األقص‪11‬ى ال‪11‬ذي يس‪11‬مح ب‪11‬ه االس‪11‬تخدام الكام‪11‬ل لكاف‪11‬ة الطاق‪11‬ات‬
‫اإلنتاجية الوطنية‪.‬‬

‫إن الفرق بين الدخل المستطاع ‪ Yp‬والدخل التوازني ‪ Ye‬يمثل الفجوة اإلنتاجي‪1‬ة (على المح‪1‬ور األفقي)‬
‫وال‪11 1‬تي ب‪11 1‬دورها ت‪11 1‬برز فج‪11 1‬وة انكماش‪11 1‬ية (على المح‪11 1‬ور العم‪11 1‬ودي)‪ .‬وبياني‪11 1‬ا ف‪11 1‬إن حجم الفج‪11 1‬وة يمث‪11 1‬ل المس‪11 1‬افة‬
‫العمودي‪11‬ة ‪ ab‬في الش‪11‬كل (‪ )01‬وتمث‪11‬ل الفج‪11‬وة االنكماش‪11‬ية ذل‪11‬ك المق‪11‬دار من االنف‪11‬اق التلق‪11‬ائي ‪ ΔD‬ال‪11‬ذي يجب‬
‫القيام به حتى يتم االستخدام الكامل لكل طاقات االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫بمعنى زيادة الطلب الكلي بالمقدار ‪ ab‬سوف تكون كفيلة بزيادة الدخل الوطني بالمق‪1‬دار ‪ ΔY‬أي ‪Δy=ΔD‬‬
‫‪.‬‬

‫يمكن للض‪11 1‬ريبة أن تم‪11 1‬ارس دور في معالج‪11 1‬ة الفج‪11 1‬وة االنكماش‪11 1‬ية المرغوب‪11 1‬ة‪ ،‬من خالل الت‪11 1‬أثير على‬
‫المكونات التالية‪ :‬االنفاق االستهالكي العائلي (‪ ،)C‬االنفاق االستثماري الخ‪11‬اص (‪ ،)I‬االتف‪11‬اق الحك‪11‬ومي (‪)G‬‬
‫الصادرات (‪ ،)E‬الواردات (‪.)R‬‬

‫‪29‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثر الضريبة على التضخم‬

‫اعتم‪11‬ادا على التحلي‪11‬ل الكي‪11‬نزي‪ ،‬ف‪11‬إن الفج‪11‬وة التض‪11‬خمية تظه‪11‬ر في اقتص‪11‬اد م‪11‬ا عن‪11‬دما يتحق‪11‬ق المس‪11‬توى‬
‫التوازني للدخل الوطني عند مستوى أك‪1‬بر من مس‪1‬توى التش‪1‬غيل الكام‪1‬ل للم‪1‬وارد االقتص‪11‬ادية‪ ،‬في ه‪1‬ذه الحال‪1‬ة‬
‫يك‪11‬ون ال‪11‬دخل الت‪11‬وازني المحق‪11‬ق أك‪11‬بر من ال‪11‬دخل الممكن العتب‪11‬ار جمي‪11‬ع الطاق‪11‬ات المتاح‪11‬ة مس‪11‬تخدمة فإن‪11‬ه ال‬
‫يمكن زي‪11‬ادة اإلنت‪11‬اج وبالت‪11‬الي ف‪11‬إن الف‪11‬ارق بين ال‪11‬دخل الت‪11‬وازني وال‪11‬دخل الممكن أي الفج‪11‬وة في قيم‪11‬ة الن‪11‬اتج ال‬
‫يكون حقيقيا في هذه الحالة وإ نما يعبر عن وجود فجوى تضخمية‪.‬‬

‫ال بد من مالحظة أن فجوة اإلنتاج تكون سالبة‪ ،‬ومنه تك‪11‬ون قيم‪11‬ة الفج‪11‬وة التض‪11‬خمية س‪11‬البة‪ ،‬إن زي‪11‬ادة‬
‫دخل التوازن عن مستوى دخل التوظيف الكامل إنما يرجع إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫الشكل (‪ )02‬يوضح توازن الدخل الوطني (‪ )Yc‬عند مستوى أكبر من مستوى دخ‪11‬ل التش‪11‬غيل الكام‪11‬ل‬
‫(‪ ،)Yr‬وبياني ‪11‬ا تق ‪11‬اس حجم الفج ‪11‬وة التض ‪11‬خمية بالمق ‪11‬دار (‪ ،)ΔD‬ولعالج هذه الفجوة فإن األمر يستلزم تخفيض‬
‫الطلب الكلي بالمقدار (‪ )ΔD‬أي انتقال منحى الطلب الكلي من ‪ D1‬إلى ‪ D2‬حيث يتحقق التوازن عند النقطة (‬
‫‪.)a‬‬

‫شكل رقم (‪ :)02‬أثر الضريبة في معالجة التضخم‪.‬‬

‫‪D1‬‬

‫‪D2‬‬

‫‪Y‬‬

‫ويمكن معالجة الفجوة التضخمية من خالل الضريبة باستخدام نفس الوسائل السابقة الذكر‪ ،‬إال أن التغيرات‬
‫المتحققة تكون في اتجاهات عكس التغيرات في ظل وجود فجوة انكماشية‪ ،‬وهذا كما يلي‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬زيادة معد ل ضريبة الدخل وفرض ضرائب جديدة على الدخول بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ -‬تخفيض معدل الضريبة على السلع المستوردة وخاصة السلع الضرورية منها‪.‬‬

‫‪ -‬فرض ضرائب غير مباشرة على السلع المصدرة وخاصة تلك التي ترتفع أسعارها في األسواق الداخلية‬
‫مما يؤدي إلى زيادة كمية المتاح منها في األسواق المحلية وبالتالي التقليل من حدة الضغوط التضخمية‪.‬‬

‫وللحف‪11‬اظ على اس‪11‬تقرار المس‪11‬توى الع‪11‬ام لألس‪11‬عار يمكن اللج‪11‬وء إلى رف‪11‬ع الض‪11‬غط الجب‪11‬ائي ظرفي‪11‬ا برف‪11‬ع نس‪11‬ب‬
‫االقتطاعات غير المباشرة‪ ،‬حيث أن المعدالت المتناسبة تأخذ بعين االعتبار مختلف مراحل تكوين األس‪11‬عار‬
‫مما يؤدي إلى ضغط االستهالك وبذلك تالشي وزوال مظاهر االكتناز‪ ،‬وهذا ما يشبه إلى حد بعي‪11‬د االدخ‪11‬ار‬
‫االجباري‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أثر الضريبة على االستثمار‬

‫تعد الضريبة مؤثر قوي على االستثمار يمكن تبيان ذلك كما يلي‪:‬‬

‫أس‪11‬اس االس‪11‬تثمار ه‪11‬و االدخ‪11‬ار‪ ،‬فالض ‪11‬رائب الموج‪11‬ه للم‪11‬دخرات تعم‪11‬ل على تقلي‪11‬ل تموي‪11‬ل المس‪11‬تثمرين‬
‫وتعمل أيضا على تقليل عائ‪1‬د االس‪1‬تثمارات‪ .‬السياس‪1‬ة الجبائي‪1‬ة ت‪1‬ؤثر على االس‪1‬تثمار عن طري‪1‬ق تأثيره‪1‬ا على‬
‫رأس الم‪11‬ال ثم على مع‪11‬دل العائ‪11‬د كم‪11‬ا يمكن ذك‪11‬ر أن ه‪11‬ذه الض‪11‬ريبة يمكن أن تك‪11‬ون موج‪11‬ه إلى االس‪11‬تثمارات‬
‫التي ال يكون طابع العائد فيها دخال نقديا مباش‪1‬را‪ ،‬وذل‪1‬ك من أج‪1‬ل تقلي‪1‬ل التزام‪1‬اتهم الجبائي‪1‬ة‪ .‬حيث إذا أث‪1‬رت‬
‫الض‪11‬رائب في مع‪11‬دالت ال‪11‬ربح باإليج‪11‬اب ف‪11‬إن مي‪11‬ل االس‪11‬تثمار سيض‪11‬اعف كم‪11‬ا قلت الض‪11‬ريبة مم‪11‬ا ي‪11‬ؤدي إلى‬
‫تحفيز المنتجين إلى مضاعفة استثماراتهم‪ .‬تبنت هذه الفكرة العديد من ال‪11‬دول النامي‪11‬ة من أج‪11‬ل التش‪11‬جيع على‬
‫االستثمار‪ ،‬اعتبرت هذه اإلعفاءات في عدم اخضاع المؤسسة للضريبة قصد التشجيع على اتخاذ القرار في‬
‫االستثمار كما أن االعفاء الجبائي قد يكون كلي يخص جميع الضرائب أو جزئي‪ ،‬وهذا ما يكلف الدولة في‬
‫ايراداتها ومثال على ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬إعفاء المؤسسات المصغرة ذات الطابع الصناعي‪.‬‬

‫‪ -‬إعفاء دائم للمجموعات والتعاونية الزراعية‪.‬‬

‫‪ -‬مركز البحث العلمي بمختلف تخصصاته‪.‬‬

‫‪ -‬إعفاءات مؤقتة لمؤسسات القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫لكن رغم هذا لم تلقى سياسة االعفاء الضريبي النجاح المتوقع التي كانت تسعى إليه في ال‪11‬دول النامي‪11‬ة على‬
‫عكس ما هو محقق في االقتصاديات العمالقة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تطور الحصيلة الجبائية والتنموية (‪)2019-2001‬‬

‫المطلب األول‪ :‬لمحة عن تطور السياسة الجبائية والتنموية قبل ‪2001‬‬

‫‪ -1‬لمحة عن تطور السياسة الجبائية‪:‬‬

‫في ه‪11‬ذا القس‪11‬م من الفص‪11‬ل س‪11‬وف يتم التط‪11‬رق إلى أهم المراح‪11‬ل ال‪11‬تي م‪11‬رت به‪11‬ا السياس‪11‬ة‬
‫الجبائية في الجزائر‪.‬‬

‫فترة االقتصاد الموجه (‪)1989-1962‬‬ ‫‪1-1‬‬

‫لق‪11‬د تخللت ه‪11‬ذه الف‪11‬ترة ع‪11‬دة مراح‪11‬ل بحيث لم تكن ه‪11‬ذه الف‪11‬ترة متجانس‪11‬ة من حيث ال‪11‬برامج‬
‫والسياسات االقتصادية وقد تميزت كل مرحلة بوضعية اقتصادية معينة‪.‬‬

‫‪ -1-1-1‬مرحلة بعد االستقالل (‪)1969-1962‬‬

‫ويطل‪11‬ق البعض عليه‪11‬ا اس‪11‬م ف‪11‬ترة االنتظ‪11‬ار‪ ،‬حيث أن الخي‪11‬ارات واالس‪11‬تراتيجيات الجوهري‪11‬ة للدول‪11‬ة السياس‪11‬ية‬
‫واالقتصادية منها لم تحسم بصورة نهائية‪ ،‬فقد كانت الجزائر بع‪1‬د ني‪1‬ل اس‪1‬تقاللها السياس‪1‬ي في وض‪1‬عية نقص‬
‫الكفاءات القادرة على وضع التشريعات القانونية عموما والتشريعات الض‪11‬ريبية خاص‪11‬ة وك‪11‬ذلك افتقاره‪11‬ا إلى‬
‫وض‪11‬ع وص‪11‬ياغة األط‪11‬راف القانوني‪11‬ة والتنظيمي‪11‬ة لس‪11‬ير ادارته‪11‬ا العمومي‪11‬ة فالنظ‪11‬ام الجزائ‪11‬ري عقب االس‪11‬تقالل‬
‫ك ‪11‬ان م ‪11‬وروث عن النظ ‪11‬ام الض ‪11‬ريبي الفرنس ‪11‬ي ال ‪11‬ذي ك ‪11‬ان س ‪11‬ائد وقت االس ‪11‬تعمار‪ ،‬ف ‪11‬الجزائر عقب االس ‪11‬تقالل‬
‫فرضت معدالت ضريبية مرتفعة وهذا راجع إلى حاجتها الملحة لموارد مالي‪1‬ة ض‪11‬خمة لتموي‪1‬ل اس‪1‬تراتيجيتها‬
‫التنموية‪.‬‬

‫‪ -‬مواصلة العمل بالتشريعات عن االستعمار‪:‬‬

‫لم تكن الجباية من االهتمامات الكبيرة واألولى للسلطات في بداية األمر فكان هناك قضايا أكثر أهمي‪11‬ة ومن‬
‫األولويات للسلطة لذا تم تمديد العمل بالتشريعات الجبائية الموروثة عن االستعمار الفرنسي‪ .‬ولكن هذا كان‬
‫مؤقت‪11‬ا في انتظ‪11‬ار تش‪11‬ريعات جدي‪11‬دة تتماش‪11‬ى ومتطلب‪11‬ات التوج‪11‬ه االقتص‪11‬ادي للدول‪11‬ة‪ ،‬وه‪11‬ذا على ال‪11‬رغم من أن‬

‫‪32‬‬
‫النظ‪11‬ام الجب‪11‬ائي في ه‪11‬ذه الف‪11‬ترة ك‪11‬ان ال يتماش‪11‬ى والوض‪11‬ع الس‪11‬ائد في الجزائ‪11‬ر حيث س‪11‬جلت هيمن‪11‬ة الض‪11‬رائب‬
‫الغ ‪11‬ير المباش ‪11‬رة ب ‪11‬أكثر من ثل ‪11‬ثي الحص ‪11‬يلة الجبائي ‪11‬ة في حين أن نس ‪11‬بة الض ‪11‬رائب المباش ‪11‬رة ك ‪11‬انت ال تتج ‪11‬اوز‬
‫‪ %30‬من حصيلة اإليرادات العامة للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬بصفة عامة تميزت هذه المرحلة بمشاكل التس‪1‬يير ال‪1‬تي خلفه‪1‬ا االس‪1‬تعمار الفرنس‪1‬ي خاص‪11‬ة بالنس‪1‬بة للجه‪1‬از‬
‫اإلنت‪11‬اجي حيث تم ت‪11‬ولي أم‪11‬ور التس‪11‬يير من ط‪11‬رف العم‪11‬ال الجزائ‪11‬ريين ع‪11‬وض المس‪11‬تعمرين األوروب‪11‬يين وفق‪11‬ا‬
‫لمراسيم التسيير الذاتي لسنة ‪.1963‬‬

‫‪ -‬إن السياس ‪11‬ة االقتص ‪11‬ادية للجزائ ‪11‬ر عقب حص ‪11‬ولها على االس ‪11‬تقالل ك ‪11‬انت ولي ‪11‬دة برن ‪11‬امج م ‪11‬ؤتمر ط ‪11‬رابلس‬
‫‪ 1962‬والذي خلص إلى دع‪1‬امتين أساس‪11‬يتين لتحقي‪11‬ق التنمي‪11‬ة‪ :‬األولى هي اس‪11‬ترجاع ال‪11‬ثروات الوطني‪11‬ة وخل‪11‬ق‬
‫مالئم لرفع المس‪1‬توى المعيش‪1‬ي للمواط‪1‬نين‪ .‬ف‪1‬انبثق عن ه‪1‬ذا الميث‪1‬اق ع‪1‬دة اس‪1‬تراتيجيات اقتص‪1‬ادية أهمه‪1‬ا إقام‪1‬ة‬
‫صناعات ثقيلة لتلبية الحاجات الزراعية وهذا لتمويل عمومي من اإليرادات الضرائب والعائدات البترولية‪،‬‬
‫إال أن ه ‪11‬ذه اإلي ‪11‬رادات لم تفي ب ‪11‬الغرض المطل ‪11‬وب فال زالت الجزائ ‪11‬ر في الف ‪11‬ترة بحاج ‪11‬ة إلى نظ ‪11‬ام ض ‪11‬ريبي‬
‫يخدم الهدف التمويلي لمثل هذه االستراتيجية الصناعية‪.‬‬

‫‪ -‬سياسة التنمية االقتصادية في الفترة ‪1979-1962‬‬

‫‪ -‬ش ‪11‬هدت الجزائ ‪11‬ر اس ‪11‬تقاللها في ‪ 1962‬وإ لى غاي ‪11‬ة ‪ 1966‬مرحل ‪11‬ة انتقالي ‪11‬ة تم ‪11‬يزت بع ‪11‬دم االس ‪11‬تقرار ح ‪11‬ول‬
‫رؤية سياسة موحدة لتنظيم بناء المجتمع وهو ما عبر عنه االقتصاد الجزائري عبد اللطيف بن أشنهو بقوله‬
‫"منذ صبيحة االستقالل وخالل أكثر من ثالث سنوات بقيت موازين الق‪11‬وى االجتماعي‪11‬ة في الجزائ‪11‬ر دون أن‬
‫تسمح ألي واحدة منها أن تغطي للتنمية االقتصادية في الجزائر اتجاها مطابق‪11‬ا لمص‪11‬الحها الخاص‪11‬ة ووج‪11‬دت‬
‫الجزائر نفسها بعد عقود من االحتالل مثقلة بمشاكل اجتماعية تمثلت خصوصا في الفقر واألمية والبطالة‪.‬‬

‫‪ -‬وللبدء في عملي‪1‬ة التنمي‪1‬ة ك‪1‬ان ال ب‪1‬د على الدول‪1‬ة أن تس‪1‬يطر على مص‪1‬ادر الف‪1‬ائض االقتص‪1‬ادي وه‪1‬ذا م‪1‬ا تم‬
‫فعال من خالل تأميم أراض‪1‬ي المعم‪1‬رين س‪1‬نة ‪ 1963‬والمن‪1‬اجم س‪1‬نة ‪ 1966‬وك‪1‬ذلك البن‪1‬وك وش‪1‬ركات الت‪1‬أمين‬
‫في ‪ 1966‬هذا إلى جانب بعض األمالك الشاغرة األخرى‪.‬‬

‫وابت‪11‬داء من الف‪11‬ترة ‪ 1967-1966‬ب‪11‬دأت الجزائ‪11‬ر فعلي‪11‬ا في تب‪11‬ني نم‪11‬وذج تنم‪11‬وي ي‪11‬رمي إلى نم‪11‬و مس‪11‬ير ذاتي‪11‬ا‬
‫وه‪11‬ذا النم‪11‬وذج التنم‪11‬وي يمث‪11‬ل أساس‪11‬ه النظ‪11‬ري في م‪11‬ا أطل‪11‬ق علي‪11‬ه األس‪11‬تاذ ‪ ،Dr Bernis‬تس‪11‬مية "الص‪11‬ناعات‬
‫المصنعة"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬وكانت استراتيجية الصناعات المصنعة تمثل جوهر االستراتيجية الجزائرية التنموية منذ ‪ ،1967‬وقد تم‬
‫تعري ‪11‬ف الص ‪11‬ناعة وتواب ‪11‬ع اإلنت ‪11‬اج عن طري ‪11‬ق وض ‪11‬ع مجموع‪11‬ة من اآلالت الحديث ‪11‬ة تحت تص ‪11‬رف االقتص ‪11‬اد‬
‫لزيادة انتاجية العمل‪.‬‬

‫والمقص‪11‬ود ب‪11‬ذلك أن زي‪11‬ادة مع‪11‬دل نم‪11‬و االس‪11‬تخدام واإلنت‪11‬اج الص‪11‬ناعي وال‪11‬زراعي يتطلب التوس‪11‬ع في أس‪11‬واق‬
‫منتج ‪11‬ات ه ‪11‬ذين القط ‪11‬اعين‪ ،‬وألج ‪11‬ل توس ‪11‬يع س ‪11‬وق المنتج ‪11‬ات الص ‪11‬ناعية االس ‪11‬تهالكية ال ب ‪11‬د من رف ‪11‬ع الق ‪11‬درة‬
‫الشرائية لغالبية السكان والسيما سكان الريف‪.‬‬

‫‪ -‬وق‪11 1‬د وج‪111‬دت الجزائ‪111‬ر بع‪111‬د االس‪111‬تقالل هيكال ص‪11 1‬ناعيا ه‪111‬زيال ي ‪11‬تركب بص‪11 1‬فة خاص‪11 1‬ة من ف‪11 1‬رع الص‪11 1‬ناعة‬
‫االس‪11 1‬تخراجية وف‪11 1‬رع الص‪11 1‬ناعات االس‪11 1‬تهالكية والص‪11 1‬ناعات الوس‪11 1‬يطية‪ ،‬حيث حرص‪11 1‬ت السياس‪11 1‬ة الص‪11 1‬ناعية‬
‫الفرنس ‪11‬ية في الجزائ ‪11‬ر على ع ‪11‬دم خل ‪11‬ق قاع ‪11‬دة إنت ‪11‬اج ص ‪11‬ناعي ق ‪11‬وي فتج ‪11‬اهلت ب ‪11‬ذلك تط ‪11‬وير ص ‪11‬ناعات إنت ‪11‬اج‬
‫أدوات العم‪1‬ل‪ ،‬وال‪1‬تي تعت‪1‬بر ص‪1‬ناعة اس‪1‬تثمارية بم‪1‬ا له‪1‬ا من ت‪1‬أثير مباش‪1‬ر على رف‪1‬ع اإلنت‪1‬اج واإلنتاجي‪1‬ة‪ ،‬وه‪1‬ذا‬
‫ما أدى إلى ض‪11‬عف اإلنت‪1‬اج الص‪11‬ناعي في الجزائ‪1‬ر‪ ،‬وه‪1‬ذا م‪1‬ا دف‪11‬ع الدول‪1‬ة إلى إعط‪1‬اء األولوي‪1‬ة بع‪1‬د االس‪1‬تقالل‬
‫للتص ‪11‬نيع‪ .‬وق ‪11‬د اعتم‪11‬دت الجزائ‪11‬ر في تمويله‪11‬ا لمخطط‪11‬ات التص ‪11‬نيع المديوني‪11‬ة الخارجي‪11‬ة وعائ‪11‬دات ص ‪11‬ادرات‬
‫المحروقات‪.‬‬

‫‪ -‬ويعتبر المخطط الثالثي ‪ 1969-1967‬أول خطة اقتصادية عرفتها الجزائر ك‪1‬ان محوره‪1‬ا األساس‪1‬ي ه‪1‬و‬
‫التصنيع باعتباره محركا لعملية التنمية‪.‬‬

‫وأك‪11 1 1‬د المخط‪11 1 1‬ط الرب‪11 1 1‬اعي األول ‪ 1973-1970‬على تقوي‪11 1 1‬ة ودعم بن‪11 1 1‬اء االقتص‪11 1 1‬اد االش‪11 1 1‬تراكي واعتم‪11 1 1‬اد‬
‫اس ‪11‬تراتيجية التنمي ‪11‬ة على التص ‪11‬نيع بالدرج ‪11‬ة األولى وتط ‪11‬وير المن ‪11‬اطق الريفي ‪11‬ة إلح ‪11‬داث الت ‪11‬وازن بينه ‪11‬ا وبين‬
‫المدن‪.‬‬

‫‪ -‬وفي المخط ‪11‬ط الرب ‪11‬اعي ‪ 1977-1974‬اس ‪11‬تمر الترك ‪11‬يز على التنمي ‪11‬ة القط ‪11‬اع الم ‪11‬ادي واالهتم ‪11‬ام الواس ‪11‬ع‬
‫بتنمية الصناعة‪ .‬إلى جانب االهتمام بالبنية االجتماعي‪1‬ة بف‪1‬رض تحس‪1‬ين اإلط‪1‬ار االجتم‪1‬اعي لمعيش‪1‬ة الم‪1‬واطن‬
‫قص ‪11‬د الحص ‪11‬ول على خ ‪11‬دمات اس ‪11‬تهالكية جماعي ‪11‬ة واف ‪11‬رة وتك ‪11‬اليف منخفض ‪11‬ة مث ‪11‬ل خ ‪11‬دمات التك ‪11‬وين والتعليم‬
‫والسكن والصحة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬برنامج اإلنعاش االقتصادي (‪:)2004-2001‬‬

‫في أفري‪11 1 1‬ل‪ 2001‬تم اإلعالن عن مش‪11 1 1‬روع حك‪11 1 1‬ومي ذو طبيع‪11 1 1‬ة اقتص‪11 1 1‬ادية ه‪11 1 1‬و برن‪11 1 1‬امج اإلنع‪11 1 1‬اش‬
‫االقتص‪11‬ادي ال‪11‬ذي ح‪11‬ددت مدت‪11‬ه بثالث س‪11‬نوات به‪11‬دف إنع‪11‬اش المحي‪11‬ط االقتص‪11‬ادي‪ ،‬لتحقي‪11‬ق النم‪11‬و االقتص‪11‬ادي‪،‬‬
‫وبالتالي فهو يعمل على دعم النشاطات المنتجة للثروة والقيمة المضافة الموفرة لمناصب الشغل‪ ،‬والحد من‬
‫‪34‬‬
‫الفقر والبطال‪1‬ة وتحس‪1‬ين مس‪1‬توى المعيش‪1‬ة‪ ،‬ودعم الت‪1‬وازن الجه‪1‬وي وإ ع‪1‬ادة تنش‪1‬يط الفض‪11‬اءات الريفي‪1‬ة وت‪1‬دعيم‬
‫الخ‪11‬دمات العمومي‪11‬ة في مج‪11‬ال ال‪11‬ري والنق‪11‬ل والمنش‪11‬آت القاعدي‪11‬ة وتحقي‪11‬ق التنمي‪11‬ة المحلي‪11‬ة‪ ،‬ومن ثم ف ‪11‬إن ه‪11‬ذا‬
‫البرن‪11 1‬امج يعم‪11 1‬ل على ت‪11 1‬دارك الت‪11 1‬أخر المس‪11 1‬جل على م‪11 1‬دار عش‪11 1‬ر س‪11 1‬نوات من األزم‪11 1‬ة‪ ،‬وإ لى تخفيض تكلف‪11 1‬ة‬
‫اإلص‪11 1‬الحات المنج‪11 1‬زة‪ ،‬والمس‪11 1‬اهمة في دف‪11 1‬ع جدي‪11 1‬د لالقتص‪11 1‬اد واس‪11 1‬تدامة التوازن‪11 1‬ات المحقق‪11 1‬ة على مس‪11 1‬توى‬
‫التوازنات الكلية‪ ،‬وسخر له غالف م‪1‬الي اس‪1‬تهلك ‪ 9.6‬ملي‪1‬ار دوالر تع‪1‬ادل ‪ 525‬ملي‪1‬ار دين‪1‬ار‪ ،‬واعت‪1‬بر آن‪1‬ذاك‬
‫برنامجا قياسيا وذلك بالنظر إلى احتياطي الصرف المتراكم قبل اقراره والذي قدر بـ‪ 11.9‬مليار دوالر‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم برنامج اإلنعاش االقتصادي إلى أربعة برامج رئيسية كل برنامج يخص قطاع معين‪،‬‬
‫وكل‬

‫قطاع رئيسي يتكون من قطاعات فرعية‪ ،‬ويمكن توضيح ذلك من خالل الجدول والشكل المواليين‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02‬مضمون برنامج اإلنعاش االقتصادي (‪)2004-2001‬‬

‫‪ 2004‬المجموع بالمبالغ المجموع بالنسب‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫القطاعات السنوات‬

‫‪40.1‬‬ ‫‪210.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪37.6‬‬ ‫‪70.2‬‬ ‫‪100.7‬‬ ‫أشغال کبرى وهياكل قاعدية‬

‫‪38.8‬‬ ‫‪204.2‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪53.1‬‬ ‫‪72.8‬‬ ‫‪71.8‬‬ ‫تنمية محلية وبشرية‬

‫‪12.4‬‬ ‫‪65.4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪22.5‬‬ ‫‪20.3‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫الفالحة والصيد البحر‬

‫‪8.6‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪30‬‬ ‫دعم اإلصالحات‬

‫‪100‬‬ ‫‪525.0‬‬ ‫‪20.5‬‬ ‫‪113.9‬‬ ‫‪185.9 205.4‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬

‫‪35‬‬
‫الشكل رقم ( ‪ :)02‬مضمون برنامج اإلنعاش االقتصادي ( ‪)2001 -2004‬‬

‫‪%21‬‬
‫‪%9‬‬

‫‪%04‬‬
‫أشغال كبرى وهياكل قاعدية‬
‫تنمية محلية وبشرية‬
‫الفالحة والصيد البحر‬
‫دعم اإلصالحات‬

‫‪%93‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪.)02‬‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ 02‬والشكل رقم (‪ )02‬نالحظ‬

‫‪-1‬قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية‪ :‬فقد خص بأكبر نسبة حيث استفاد ببرنامج خاص بقدر‬
‫بـ ‪ 210.5‬مليار دج على مدى أربع سنوات أي ما يعادل ‪ %40.1‬من إجمالي المبلغ المخصص للبرن‪11‬امج‪،‬‬
‫ويدل ذلك على عزم الحكومة على ت‪1‬دارك العج‪1‬ز والت‪1‬أخر الحاص‪1‬ل في ه‪1‬ذا القط‪1‬اع نتيج‪1‬ة لت‪1‬أثيرات ك‪1‬ل من‬
‫األزمة االقتصادية التي شهدتها البالد من‪1‬ذ س‪1‬نة ‪ 1986‬واإلص‪11‬الحات االقتص‪11‬ادية ال‪1‬تي طبقت في التس‪1‬عينات‬
‫من القرن العشرين‪ ،‬ويتمحور قطاع األشغال العمومية والهياكل القاعدية حول ثالثة مج‪1‬االت أساس‪1‬ية تتمث‪1‬ل‬
‫في التجهيزات الهيكلية‪ ،‬إعادة إحي‪1‬اء المن‪1‬اطق الريفي‪1‬ة‪ ،‬الجبلي‪1‬ة‪ ،‬الهض‪11‬اب العلي‪1‬ا وك‪1‬ذا قط‪1‬اعي الس‪1‬كن والبن‪1‬اء‬
‫الحضري‪.‬‬

‫‪ -2‬قطاع التنمية المحلي@ة والبش@رية‪ :‬فلق‪11‬د بلغت نس‪11‬بة المب‪11‬الغ المخصص‪11‬ة له‪11‬ذا القط‪11‬اع ‪ %38.8‬من‬
‫إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج‪ ،‬وبعد ذل‪11‬ك مؤش‪11‬ر على س‪11‬عي الحكوم‪11‬ة لتحقي‪11‬ق أه‪11‬داف البرن‪11‬امج المتمثل‪11‬ة‬
‫في تحقي ‪11‬ق الت ‪11‬وازن الجه ‪11‬وي بين من ‪11‬اطق ال ‪11‬وطن وتحس ‪11‬ين اإلط ‪11‬ار المعيش ‪11‬ي للم ‪11‬واطن خاص ‪11‬ة في المن ‪11‬اطق‬
‫الريفي ‪11‬ة المعزول ‪11‬ة‪ ،‬كم ‪11‬ا س ‪11‬يؤدي دعم الم ‪11‬وارد البش ‪11‬رية إلى رف ‪11‬ع مع ‪11‬دالت التنمي ‪11‬ة البش ‪11‬رية وبالت ‪11‬الي تخفيض‬
‫نس‪11‬بة الفق‪11‬ر بين أف‪11‬راد المجتم‪11‬ع‪ ،‬ويتض‪11‬من ه‪11‬ذا القس‪11‬م ك‪11‬ل من التنمي‪11‬ة المحلي‪11‬ة‪ ،‬الش‪11‬غل والحماي‪11‬ة االجتماعي‪11‬ة‬
‫باإلضافة إلى التنمية البشرية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -3‬قطاع الفالحة والصيد البحري‪ :‬يمكن القول أن ه‪11‬ذا القط‪11‬اع لم ين‪11‬ل إال مبل‪11‬غ ‪ 65.4‬ملي‪11‬ار دج أي‬
‫ما يعادل نسبة ‪ %12.4‬من إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج‪ ،‬حيث يمكن تقسيمه إلى قسمين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قطاع الفالحة‪ :‬إن هذا القط‪1‬اع ق‪11‬د اس‪1‬تفاد من برن‪1‬امج خ‪1‬اص ابت‪1‬داء من س‪1‬نة ‪ 2000‬وه‪1‬و المخط‪1‬ط‬
‫الوط ‪11‬ني للتنمي ‪11‬ة الفالحي ‪11‬ة "‪ " PNDA‬وه ‪11‬و برن ‪11‬امج مس ‪11‬تقل عن برن ‪11‬امج اإلنع ‪11‬اش االقتص ‪11‬ادي‪ ،‬وبالت ‪11‬الي ف ‪11‬إن‬
‫المبل‪11‬غ المخص‪11‬ص له‪11‬ذا القط‪11‬اع يعت‪11‬بر بمثاب‪11‬ة دعم للبرن‪11‬امج الس‪11‬ابق ال‪11‬ذكر‪ ،‬ويه‪11‬دف ه‪11‬ذا البرن‪11‬امج إلى توس‪11‬يع‬
‫اإلنت‪11‬اج الفالحي وترقي‪11‬ة الص‪11‬ادرات‪ ،‬إض‪11‬افة إلى تحقي‪11‬ق االس‪11‬تقرار الس‪11‬كان الري‪11‬ف والمس‪11‬اهمة في محارب‪11‬ة‬
‫الفق‪11‬ر والتهميش ال‪11‬ذي يعرف‪11‬ه الوس‪11‬ط ال‪11‬ريفي‪ ،‬وق‪11‬د بل‪11‬غ حجم الغالف الم‪11‬الي المخص‪11‬ص له‪11‬ذا القط‪11‬اع ح‪11‬والي‬
‫‪ 55.9‬مليار دج مسجل بعنوان عدة صناديق خصصت أكبر حصة من‪1‬ه لفائ‪1‬دة "‪ "FNDR‬الص‪11‬ندوق الوط‪1‬ني‬
‫للتنمية الفالحية‬

‫ثانيا‪ :‬قطاع الصيد البحري والموارد المالية‪ :‬إن الواجهة البحرية الهامة التي تملكها الجزائر (امتداد‬
‫الشواطئ على طول مسافة ‪ 1200‬كم) تجعل من قطاع الص‪1‬يد البح‪1‬ري من أهم القطاع‪1‬ات المنتج‪1‬ة وم‪1‬وردا‬
‫هام‪11 1‬ا لل‪11 1‬ثروة حيث أن إدراج ه‪11 1‬ذا القط‪11 1‬اع ض‪11 1‬من برن‪11 1‬امج اإلنع‪11 1‬اش االقتص‪11 1‬ادي ي‪11 1‬رمي إلى تط‪11 1‬وير الص‪11 1‬يد‬
‫البح‪11‬ري وتربي‪11‬ة المائي‪11‬ات‪ ،‬خل‪11‬ق مناص‪11‬ب ش‪11‬غل دائم‪11‬ة (مباش‪11‬رة أو غ‪11‬ير مباش‪11‬رة) وتحس‪11‬ين الق‪11‬درة الش‪11‬رائية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى زيادة اإلنتاج وتشجيع الصادرات خارج قطاع المحروقات‪.‬‬

‫‪ -4‬اطالع دعم اإلصالحات‪ :‬فيم‪11‬ا يخص ه‪11‬ذا القط‪11‬اع فق‪11‬د تم تخص‪11‬يص مبل‪11‬غ يق‪11‬در بـ ‪ 45‬ملي‪11‬ار دج‪ ،‬أي‬
‫نسبة ّ‪ %8.6‬من إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج‪ ،‬وجه أساسا لتموي‪11‬ل اإلج‪11‬راءات والسياس‪11‬ات المص‪11‬احبة‬
‫له‪11‬ذا البرن‪11‬امج ال‪11‬تي ته‪11‬دف إلى دعم وترقي‪11‬ة الق‪11‬درة التنافس‪11‬ية للمؤسس‪11‬ات الوطني‪11‬ة العام‪11‬ة والخاص‪11‬ة‪ ،‬وتوف‪11‬ير‬
‫الظ‪11‬روف المناس‪11‬بة له‪11‬ا من أج‪11‬ل تط‪11‬وير ق‪11‬درتها على االس‪11‬تثمار واإلنت‪11‬اج والمنافس‪11‬ة‪ ،‬باإلض‪11‬افة إلى تط‪11‬وير‬
‫اإلدارة الضريبية من أجل رفع الحصيلة الجبائية للدولة ومحاربة الغش والتهرب الضريبي‪.‬‬

‫أم‪1‬ا فيم‪1‬ا يخص التوزي‪1‬ع الس‪1‬نوي لبرن‪1‬امج اإلنع‪1‬اش االقتص‪1‬ادي‪ ،‬فيالح‪1‬ظ من خالل الج‪1‬دول أعاله‪ ،‬أن‪1‬ه ترك‪1‬ز‬
‫أساس‪1‬ا على س‪1‬نوات ‪ ،2003 ،2002 ،2001‬بقيم‪1‬ة ‪ 205.4‬ملي‪1‬ار دج‪ 185.9 ،‬ملي‪1‬ار دج‪ 113.9 ،‬ملي‪1‬ار‬
‫دج وذل‪11 1‬ك على الت‪11 1‬والي‪ ،‬أي بنس‪11 1‬بة ‪ ،% 21.67 ،% 35.36 ،%39.07‬من قيم‪11 1‬ة المبل‪11 1‬غ المخص‪11 1‬ص‬
‫للبرنامج‪ ،‬في حين أن سنة ‪ 2004‬لم تحظى إال بـ ‪ 20.5‬مليار دج أي ما يعادل نسبة ‪ ،% 3.9‬وهو األم‪11‬ر‬
‫الذي يدل على عزم الحكومة على تنفيذ معظم المشاريع الخاصة بالبرن‪1‬امج خالل أقص‪1‬ر ف‪1‬ترة زمني‪1‬ة ممكن‪1‬ة‬
‫بهدف تحس‪1‬ين الظ‪1‬روف المعيش‪1‬ية وال‪1‬تي ت‪1‬دهورت بس‪1‬بب األزم‪1‬ة االقتص‪1‬ادية ال‪1‬تي عرفته‪1‬ا البالد‪ ،‬وم‪1‬ا تبعه‪1‬ا‬
‫من إصالحات اقتصادية خالل فترة التسعينات من القرن العشرين‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬البرنامج التكميلي لدعم النمو (‪:)2009-2005‬‬

‫جاء البرنامج التكميلي لدعم النمو في الجزائر في إطار مواصلة وتيرة البرامج والمشاريع التي سبق‬
‫إقراره‪111‬ا وتنفي‪11 1‬ذها في إط‪11 1‬ار مخط‪11 1‬ط دعم اإلنع‪11 1‬اش االقتص‪11 1‬ادي للف ‪11‬ترة ‪ ،2004-2001‬وذل‪111‬ك بع‪11 1‬د تحس‪11 1‬ن‬
‫الوضعية المالية للجزائر بع‪1‬د االرتف‪1‬اع ال‪1‬ذي س‪1‬جله س‪1‬عر النف‪1‬ط الجزائ‪1‬ري‪ ،‬حيث أق‪1‬رت الدول‪1‬ة ه‪1‬ذا البرن‪1‬امج‬
‫الذي من شأنه تحريك عجلة االقتصاد وخلق ديناميكية اقتصادية تسمح بازدهار االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫تمحورت السياسات المعتمدة ضمن إط‪1‬ار برن‪1‬امج دعم النم‪1‬و ح‪1‬ول تعزي‪1‬ز النم‪1‬و المس‪1‬تدام من خالل الترك‪1‬يز‬
‫على المجاالت األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحفيز االستثمار ورفع كفاءة االقتصاد الوطني من خالل تحسين معدل النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -‬تحديث وتطوير شبكة البنى التحتية‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز قدرات األفراد وتحسين مستوى معيشتهم‪.‬‬

‫‪ -‬تحديث وتوسيع الخدمات العامة‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز االندماج في االقتصاد العالمي من خالل تعزيز الشراكة وإ عطاء فرص أكبر للقطاع الخاص‪.‬‬

‫وق‪11‬د خص‪11‬ص مبل‪11‬غ ق‪11‬دره ‪ 4202.7‬ملي‪11‬ار دج أي م‪11‬ا يع‪11‬ادل ‪ 55‬ملي‪11‬ار دوالر له‪11‬ذا البرن‪11‬امج‪ .‬وق‪11‬د ك‪11‬ان ه‪11‬ذا‬
‫البرن ‪11‬امج مرفق ‪11‬ا ببرن ‪11‬امجين تكميل ‪11‬يين لتنمي ‪11‬ة الجن ‪11‬وب والهض ‪11‬اب العلي ‪11‬ا والخاص ‪11‬ين ب ‪11‬الفترة ‪،2009-2005‬‬
‫هذان البرنامجان يأخذان في الحسبان الخصوص‪11‬يات الجغرافي‪11‬ة له‪11‬ذين ال‪11‬ربعين ويأتي‪11‬ان لتعزي‪11‬ز المس‪11‬اواة من‬
‫حيث التنمي‪11‬ة بين مختل‪11‬ف المن‪11‬اطق في البالد‪ ،‬حيث خص‪11‬ص مبل‪11‬غ ‪ 432‬ملي‪11‬ار دج لمن‪11‬اطق الجن‪11‬وب‪ ،‬بينم‪11‬ا‬
‫خصص مبلغ ‪ 668‬مليار دج لمنطقة الهضاب العليا‪.‬‬

‫وقد بلغ عدد المش‪1‬اريع خالل البرن‪1‬امج التكميلي ل‪1‬دعم النم‪1‬و ‪ 20247‬مش‪1‬روع موزع‪1‬ة بين مش‪1‬اريع عمومي‪1‬ة‬
‫ومشاريع خاصة ومشاريع مختلطة‪.‬‬

‫قس‪11‬م البرن‪11‬امج التكميلي ل‪11‬دعم النم‪11‬و على خمس‪11‬ة قطاع‪11‬ات رئيس‪11‬ية نبينه‪11‬ا من خالل الج‪11‬دول والش‪11‬كل الت‪11‬اليين‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)03‬مضمون البرنامج التكميلي لدعم النمو (‪)2009-2005‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دينار القطاعات‬

‫‪38‬‬
‫المجموع بالنسب‬ ‫المجموع بالمبالغ‬ ‫القطاعات‬

‫‪45.5‬‬ ‫‪1908.5‬‬ ‫برنامج تحسين ظروف معيشة السكان‬

‫‪40.5‬‬ ‫‪1703.1‬‬ ‫برنامج تطوير المنشآت األساسية‬

‫‪8‬‬ ‫‪337.2‬‬ ‫برنامج دعم التنمية االقتصادية‬

‫‪4.8‬‬ ‫‪203.9‬‬ ‫برنامج تطوير الخدمة العمومية وتحديثها‬

‫‪1.2‬‬ ‫‪50‬‬ ‫برنامج تطوير التكنولوجيا الجديدة لالتصال‬

‫‪100‬‬ ‫‪4202.7‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫الشكل رقم ( ‪ :)03‬مضمون البرنامج التكميلي لدعم النمو ( ‪)2005 -2009‬‬

‫‪%8‬‬ ‫‪%1‬‬
‫‪%5‬‬

‫برنامج تخسين ظروف معيشة السكان‬


‫‪%64‬‬ ‫برنامج تطوير المنشآت األساسية‬
‫برنامج دعم التنمية االقتصادية‬
‫برنامج تطوير الخدمة العمومية وتحديثها‬
‫برنامج تطوير التكنولوجيا الجديدة لالتصال‬

‫‪%14‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)03‬مضمون البرنامج التكميلي لدعم النمو (‪)2009-2005‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪)03‬‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ )03‬والشكل رقم (‪ )03‬نالحظ أن أهداف هذا البرنامج تتمثل في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -1‬برن @@امج لتحس @@ين ظ @@روف معرف @@ة الس @@كان‪ :‬حيث يهيمن على أك‪11 1‬بر نس‪11 1‬بة من مجم‪11 1‬وع المبل‪11 1‬غ‬
‫المخص‪11‬ص البرن‪11‬امج دعم النم‪11‬و‪ ،% 45.5‬و بمبل‪11‬غ أك‪11‬بر بكث‪11‬ير من المبل‪11‬غ المخص‪11‬ص في برن‪11‬امج اإلنع‪11‬اش‬
‫االقتص ‪11‬ادي حيث حظي قط ‪11‬اع الس ‪11‬كن باألولي ‪11‬ة بمبل ‪11‬غ ض‪111‬خم يق ‪11‬در بـ ‪ 555‬ملي ‪11‬ار دج‪ ،‬يلي ‪11‬ه قط ‪11‬اع التربي ‪11‬ة‬
‫الوطني ‪11‬ة وقط ‪11‬اع التعليم الع ‪11‬الي وقط ‪11‬اع التك ‪11‬وين المه ‪11‬ني بمبل ‪11‬غ يق ‪11‬در بـ ‪ 399.5‬ملي ‪11‬ار دج‪ ،‬ثم ب ‪11‬رامج تنمي ‪11‬ة‬
‫الهض‪11‬اب العلي‪11‬ا والجن‪11‬وب بمبل‪11‬غ ‪ 250‬ملي‪11‬ار دج‪ ،‬إض‪11‬افة إلى دعم تزوي‪11‬د الس‪11‬كان بالم‪11‬اء و الغ‪11‬از والكهرب‪11‬اء‬
‫بمبل‪11‬غ ‪ 192.5‬ملي‪11‬ار دج‪ ،‬كم‪11‬ا تم دعم قطاع‪11‬ات أخ‪11‬رى ض‪11‬من ه‪11‬دف تحس‪11‬ين ظ‪11‬روف معيش‪11‬ة الس‪11‬كان بمبل‪11‬غ‬
‫‪ 311.5‬مليار دج‪.‬‬

‫اهتمت السلطات العمومية بمجال تحسين مستوى معيشة السكان‪ ،‬كتكملة لما جاء به مخط‪11‬ط اإلنع‪11‬اش‬
‫االقتصادي من خالل برنامج التنمية البشرية والمحلية‪ ،‬والذي يعتبر (تحسين ظروف المعيشة) ع‪11‬امال مهم‪11‬ا‬
‫في تطوير األداء االقتصادي‪.‬‬

‫فتوف ‪11‬ير الس ‪11‬كن وبن ‪11‬اء المنش ‪11‬آت التعليمي ‪11‬ة المختلف ‪11‬ة من م ‪11‬دارس وجامع ‪11‬ات ومعاه ‪11‬د ودعم المش ‪11‬اريع المتعلق ‪11‬ة‬
‫بتوفير المياه والكهرباء والغاز كلها سياسات تهدف إلى ترقية المستوى المعيشي للمواطن‪ ،‬من خالل الرقي‬
‫بمس‪1‬تواه التعليمي‪ ،‬ومحاول‪1‬ة ح‪1‬ل أهم المش‪1‬اكل ال‪1‬تي يع‪1‬اني منه‪1‬ا الم‪1‬واطن الجزائ‪1‬ري كمش‪1‬كل الس‪1‬كن‪ ،‬ونقص‬
‫الخدمات (مياه‪ ،‬غ‪1‬از‪ ،‬كهرب‪1‬اء‪ ،)...‬ومحاول‪1‬ة القض‪1‬اء على ع‪1‬دم الت‪1‬وازن الجه‪1‬وي بين من‪1‬اطق الجزائ‪1‬ر لرف‪1‬ع‬
‫مس‪11‬توى معيش‪11‬ة س‪11‬كان من‪11‬اطق الجن‪11‬وب و الهض‪11‬اب العلي‪11‬ا‪ ،‬ودعم التنمي‪11‬ة المحلي‪11‬ة وك‪11‬ل ه‪11‬ذه السياس‪11‬ات ته‪11‬دف‬
‫إلى ال ‪11‬رقي ب ‪11‬المورد البش ‪11‬ري من جه ‪11‬ة‪ ،‬ودعم المنش ‪11‬آت القاعدي ‪11‬ة من جه ‪11‬ة أخ ‪11‬رى في إط ‪11‬ار إع ‪11‬ادة إعم ‪11‬ار‬
‫الجزائر‪ ،‬وتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ -2‬برنامج تطوير المنشآت األساس@ية‪ :‬حظي مج‪11‬ال تط‪11‬وير المنش‪11‬آت األساس‪11‬ية أو الهياك‪11‬ل القاعدي‪11‬ة‬
‫بمبل‪11‬غ ض‪11‬خم ق‪11‬در بـ ‪ 1703.1‬ملي‪11‬ار دج‪ ،‬أي م‪11‬ا يع‪11‬ادل ‪ %40.5‬من المبل‪11‬غ الكلي للبرن‪11‬امج‪ ،‬وق‪11‬د تم إعط‪11‬اء‬
‫األولوية فيه لقطاع األشغال العمومية و النقل بنسبة ‪ %76.33‬من المبلغ الكلي المخصص لتطوير الهياك‪11‬ل‬
‫القاعدي‪11‬ة‪ ،‬يلي‪11‬ه قط‪11‬اع المي‪11‬اه (‪ 393‬ملي‪11‬ار دج) والتهيئ‪11‬ة العمراني‪11‬ة (‪ 10.15‬ملي‪11‬ار دج)‪ ،‬ويع‪11‬ود اهتم‪11‬ام الدول‪11‬ة‬
‫بقط‪1‬اع األش‪1‬غال العمومي‪1‬ة و النق‪1‬ل ألهميت‪1‬ه الكب‪1‬يرة في توف‪11‬ير ش‪1‬بكة الطرق‪11‬ات ال‪1‬تي تس‪1‬اهم في تنش‪1‬يط حركي‪1‬ة‬
‫التجارة ونقل السلع و تشجيع استقطاب المستثمرين‪ ،‬فمجال تنمية المنشآت القاعدية يمث‪11‬ل حج‪11‬ر األس‪11‬اس في‬
‫بناء التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -3‬برن@@امج دعم التنمي@@ة االقتص@@ادية‪ :‬خص ‪11‬ص ل ‪11‬ه مبل ‪11‬غ ‪ 337.2‬ملي ‪11‬ار دج‪ ،‬أي م ‪11‬ا يع ‪11‬ادل ‪ %8‬من‬
‫المبل ‪11 1‬غ الكلي للبرن ‪11 1‬امج التكميلي ل ‪11 1‬دعم النم ‪11 1‬و‪ ،‬وق ‪11 1‬د تم تقس ‪11 1‬يم برن ‪11 1‬امج دعم التنمي ‪11 1‬ة االقتص ‪11 1‬ادية إلى ثالث‬
‫قطاع‪11‬ات‪ ،‬تم إعط‪11‬اء األولوي‪11‬ة لقط‪11‬اع الفالح‪11‬ة والتنمي‪11‬ة الريفي‪11‬ة والص‪11‬يد البح‪11‬ري بمبل‪11‬غ ‪ 312‬ملي‪11‬ار دج‪ ،‬في‬

‫‪40‬‬
‫حين تم تخص‪111‬يص مبل‪111‬غ ‪ 18‬ملي‪111‬ار دج لقط‪111‬اع الص‪111‬ناعة وترقي ‪11‬ة االس ‪11‬تثمار ومبل ‪11‬غ ‪ 7.2‬ملي‪111‬ار دج لقط‪111‬اع‬
‫الس‪1‬ياحة والش‪1‬ركات الص‪1‬غيرة والمتوس‪1‬طة والح‪1‬رف‪ ،‬وق‪1‬د رك‪1‬زت الدول‪1‬ة الجزائري‪1‬ة على دعم قط‪1‬اع الفالح‪1‬ة‬
‫على حس‪11‬اب قط‪11‬اع الص‪11‬ناعة‪ ،‬ال‪11‬ذي خص‪11‬ص ل‪11‬ه س‪11‬وى ‪ %5.33‬من المبل‪11‬غ الكلي المخص‪11‬ص ل‪11‬دعم التنمي‪11‬ة‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -4‬برنامج تطوير الخدمة العمومية وتحديثها‪ :‬اهتمت الحكوم‪11‬ة بتط‪11‬وير الخدم‪11‬ة العمومي‪11‬ة لمختل‪11‬ف‬
‫اإلدارات‪ ،‬كقط ‪11 1‬اع العدال ‪11 1‬ة وعص ‪11 1‬رنتها‪ ،‬وقط ‪11 1‬اع المالي ‪11 1‬ة والتج ‪11 1‬ارة وقط ‪11 1‬اع البري ‪11 1‬د وتكنولوجي ‪11 1‬ات اإلعالم‬
‫واالتص‪11‬ال وغيره‪11‬ا من اإلدارات ال‪11‬تي تق‪11‬دم خدم‪11‬ة عمومي‪11‬ة للم‪11‬واطن‪ ،‬وه‪11‬ذا بغي‪11‬ة تحس‪11‬ين نوعي‪11‬ة الخ‪11‬دمات‬
‫المقدم‪11‬ة‪ ،‬وتق‪11‬ريب اإلدارة من الم‪11‬واطن‪ ،‬وق‪11‬د خص‪11‬ص ل‪11‬ه البرن‪11‬امج التكميلي ل‪11‬دعم النم‪11‬و مبل‪11‬غ ق‪11‬دره ‪203.9‬‬
‫مليار دج ما يعادل ‪ % 4.8‬من مجموع المبلغ اإلجمالي البرنامج‪.‬‬

‫وق ‪11‬د اس ‪11‬تفاد قط ‪11‬اع العدال ‪11‬ة ض ‪11‬من ه ‪11‬ذا البرن ‪11‬امج إلنج ‪11‬از ‪ 14‬مجلس ‪11‬ا قض ‪11‬ائيا‪ 34 ،‬محكم ‪11‬ة‪ ،‬إض ‪11‬افة إلى ‪51‬‬
‫مؤسس ‪11‬ة عقابي ‪11‬ة ومرك ‪11‬ز البحث في علم اإلج ‪11‬رام‪ ،‬ومراك ‪11‬ز أرش ‪11‬يف‪ ،‬أم ‪11‬ا قط ‪11‬اع الداخلي ‪11‬ة فق ‪11‬د تم تخص ‪11‬يص‬
‫برنامج لتط‪1‬وير مص‪1‬الح األمن الوط‪1‬ني والحماي‪1‬ة المدني‪1‬ة‪ ،‬إض‪1‬افة إلى إنج‪1‬از مخ‪1‬ابر لمراقب‪1‬ة النوعي‪1‬ة وإ نج‪1‬از‬
‫مقرات لتفتيش النوعية في الحدود‪.‬‬

‫‪ -5‬برن@@امج تط@@وير التكنولوجي@@ا الجدي@@دة لالتص@@ال‪ :‬تم تخص ‪11‬يص مبل ‪11‬غ ‪ 50‬ملي ‪11‬ار دج (‪ %1.2‬من‬
‫قيم‪11‬ة البرن‪11‬امج التكميلي ل‪11‬دعم النم‪11‬و االقتص‪11‬ادي) لترقي‪11‬ة التكنولوجي‪11‬ات الحديث‪11‬ة لإلعالم واالتص‪11‬ال‪ ،‬خاص‪11‬ة‬
‫وأن الع‪11‬الم الي‪11‬وم يش‪11‬هد تزاي‪11‬د االعتم‪11‬اد على اإلن‪11‬ترنت واقتص‪11‬اد المعرف‪11‬ة‪ ،‬كش‪11‬كل جدي‪11‬د للتط‪11‬ور االقتص‪11‬ادي‬
‫والمالي في العالم‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬برنامج التنمية الخماسي (‪:)2014-2010‬‬

‫يعت ‪11‬بر البرن ‪11‬امج الخماس ‪11‬ي للتنمي ‪11‬ة ال ‪11‬ذي ص ‪11‬ادق علي ‪11‬ه مجلس ال ‪11‬وزراء في ‪ 25‬م ‪11‬اي ‪ ،2010‬القاع ‪11‬دة‬
‫والمحرك لرؤية وسياسة تنموية محددين من قبل الس‪1‬لطات العمومي‪1‬ة‪ ،‬كم‪1‬ا يعت‪1‬بر كبرن‪1‬امج خماس‪1‬ي ث‪1‬اني في‬
‫مجال التنمية الشاملة خالل الفترة الممتدة من سنة ‪ 2010‬إلى سنة ‪.2014‬‬

‫ولق‪11‬د عكفت الجزائ‪11‬ر خالل العش‪11‬ر س‪11‬نوات ال‪11‬تي س‪11‬بقت ه‪11‬ذا البرن‪11‬امج على اس‪11‬تعادة وتعزي‪11‬ز الس‪11‬لم واألمن‪،‬‬
‫وتدارك التأخر في التنمية الموروث عن أزمة اقتصادية ومالية وأمنية‪ ،‬وبعث حركية االس‪11‬تثمار والنم‪11‬و من‬
‫جديد‪ ،‬وبالتالي كان على السلطات العمومية انطالقا من هذه المكاسب‪ ،‬أن تحدد مس‪11‬عى موجه‪11‬ا لتوطي‪11‬د بن‪11‬اء‬
‫جزائ‪11‬ر قوي‪11‬ة ومزده‪11‬رة‪ ،‬وبالت‪11‬الي ين‪11‬درج برن‪11‬امج توطي‪11‬د النم‪11‬و االقتص‪11‬ادي ض‪11‬من ديناميكي‪11‬ة إع‪11‬ادة اإلعم‪11‬ار‬

‫‪41‬‬
‫الوطني التي انطلقت قبل عشر سنوات ببرنامج دعم اإلنع‪11‬اش االقتص‪11‬ادي ال‪11‬ذي تمت مباش‪11‬رته س‪11‬نة ‪،2001‬‬
‫وتواصلت هذه الديناميكية ببرنامج تكميلي لدعم النمو االقتصادي فترة ‪.2009-2005‬‬

‫إن اله‪11‬دف الرئيس‪11‬ي من ك‪11‬ل ال‪11‬برامج التنموي‪11‬ة الس‪11‬ابقة‪ ،‬ه‪11‬و تحقي‪11‬ق تنمي‪11‬ة اقتص‪11‬ادية واجتماعي‪11‬ة ش‪11‬املة‪،‬‬
‫من خالل الرف‪11‬ع من المس‪11‬توى المعيش‪11‬ي للس‪11‬كان‪ ،‬تش‪11‬جيع اإلنت‪11‬اج المحلي‪ ،‬محاول‪11‬ة الرف‪11‬ع من نس‪11‬بة االكتف‪11‬اء‬
‫ال‪11‬ذاتي إنع‪11‬اش الفالح‪11‬ة‪ ،‬خفض ف‪11‬اتورة ال‪11‬واردات الغذائي‪11‬ة والدوائي‪11‬ة‪ ،‬إلى غ‪11‬ير ذل‪11‬ك من األه‪11‬داف األساس‪11‬ية‪.‬‬
‫وجاء البرنامج الخماسي في نفس اإلطار مع ميزة خاصة تتمثل في غالفه المالي االستثنائي‪ ،‬والذي يق‪1‬در بـ‬
‫‪ 286‬مليار دوالر أو ما يمث‪1‬ل ‪ 21214‬ملي‪1‬ار دج‪ ،‬وال‪1‬ذي لم يس‪1‬بق لبل‪1‬د س‪1‬ائر في طري‪1‬ق النم‪1‬و أن خصص‪1‬ه‬
‫حتى اآلن‪.‬‬

‫ولقد استهدفت الجزائر من خالل هذا البرنامج تحقيق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اس ‪11‬تكمال المش ‪11‬اريع الك ‪11‬برى الج ‪11‬اري إنجازه ‪11‬ا على الخص ‪11‬وص في قطاع ‪11‬ات الس ‪11‬كة الحديدي ‪11‬ة والط ‪11‬رق‬
‫والمياه بمبلغ ‪ 9700‬مليار دج أي ما يعادل ‪ 130‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪ -‬إطالق مشاريع جديدة بمبلغ ‪ 11534‬مليار دج أي ما يعادل ‪ 156‬مليار دوالر‪.‬‬

‫ويمكن توضيح مضمون هذا البرنامج من خالل الجدول والشكل التاليين‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)04‬مضمون برنامج التنمية الخماسي (‪)2014-2010‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬

‫النسب ‪%‬‬ ‫المبالغ‬ ‫المحاور‬

‫‪49.5‬‬ ‫‪10122‬‬ ‫التنمية البشرية‬

‫‪31.5‬‬ ‫‪6448‬‬ ‫المنشآت األساسية‬

‫‪8.16‬‬ ‫‪1666‬‬ ‫تحسين الخدمة العمومية‬

‫‪7.7‬‬ ‫‪1566‬‬ ‫التنمية االقتصادية‬

‫‪1.8‬‬ ‫‪360‬‬ ‫مكافحة البطالة‬

‫‪1.2‬‬ ‫‪250‬‬ ‫البحث العلمي والتكنولوجيا لالتصال‬

‫‪42‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪21214‬‬ ‫المجموع‬

‫الشكل رقم (‪ :)04‬مضمون برنامج التنمية الخماسي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجول رقم (‪)04‬‬

‫من خالل الج‪11‬دول رقم (‪ )04‬والش‪11‬كل رقم (‪ )04‬يتض‪11‬ح أن مض‪11‬مون البرن‪11‬امج يحت‪11‬وي على المح‪11‬اور‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬دعم التنمي@@ة البش@@رية‪ :‬وق‪11 1‬د خص‪11 1‬ص له‪11 1‬ذا المح‪11 1‬ور ح‪11 1‬والي نص‪11 1‬ف قيم‪11 1‬ة االس‪11 1‬تثمارات العمومي‪11 1‬ة‬
‫المس‪11‬خرة للف‪11‬ترة (‪ )2014-2010‬أي م‪11‬ا يع‪11‬ادل ‪ 10122‬ملي‪11‬ار دج‪ ،‬وذل‪11‬ك كخي‪11‬ار ينبث‪11‬ق أوال من األهمي‪11‬ة‬
‫التي‬

‫توليه‪11‬ا البالد لرفاهي‪11‬ة س‪11‬كانها‪ ،‬وثاني‪11‬ا من ض‪11‬رورة تزوي‪11‬د البالد بم‪11‬وارد بش‪11‬رية مؤهل‪11‬ة وض‪11‬رورية لتنميته‪11‬ا‬
‫االقتصادية وتعزيز التماسك الوطني المستعاذ على إثر المأساة الوطنية‪.‬‬

‫حيث خصص هذا البرنامج ‪ % 49.5‬من موارده المالية لتحسين تنمية الموارد البشرية من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬ما يقارب ‪ 5000‬منشأة للتربية الوطنية (‪ 1000‬إكمالية‪ 850 ،‬ثانوية)‬

‫‪ -‬ما يقارب ‪ 600.000‬مكان بيداغوجي جامعي‪ 400.000 ،‬غرفة إليواء الطلبة‪.‬‬

‫‪ -‬أكثر من ‪ 300‬مؤسسة للتكوين والتعليم المهنيين‪.‬‬

‫‪ -‬أكثر من ‪ 1500‬هياك‪1‬ل طبي‪1‬ة (‪ 172‬مستش‪1‬فى‪ 45 ،‬مركب‪1‬ات متخصص‪11‬ة‪ 377 ،‬مستوص‪11‬ف‪ 70 ،‬مؤسس‪1‬ة‬


‫صحية للمعوقين)‪.‬‬

‫‪ 2 -‬مليون مسكن‪ 1.2 ،‬مليون منهم ستوزع خالل الخطة الخماسية‪.‬‬

‫‪ -‬توصيل مليون بيت بشبكة الغاز الطبيعي وتزويد ‪ 220.000‬سكن ريفي بالكهرباء‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -‬تحس ‪11 1‬ين التزوي ‪11 1‬د بالمي ‪11 1‬اه الش ‪11 1‬روب على الخص ‪11 1‬وص من خالل إنج ‪11 1‬از ‪ 35‬س ‪11 1‬د و‪ 25‬منظوم ‪11 1‬ة لتحوي ‪11 1‬ل‬
‫المياه‪ ،‬وإ نهاء األشغال بجميع محطات تحلية مياه البحر الجاري إنجازها‪.‬‬

‫‪ -‬أكثر من ‪ 5000‬منشأة قاعدية موجهة للشباب والرياض‪11‬ة منه‪11‬ا ‪ 80‬ملعب‪11‬ا و‪ 160‬قاع‪1‬ة متع‪11‬ددة الرياض‪11‬ات‬
‫و‪ 400‬مسبح وأكثر من ‪ 200‬نزل ودار الشباب‪.‬‬

‫‪ -2‬تطوير المنشآت األساسية‪ :‬خص‪11‬ص البرن‪11‬امج الخماس‪11‬ي (‪ ) 2014-2010‬ح‪11‬والي ‪ % 31.5‬من‬


‫م‪11‬وارده اإلجمالي‪11‬ة بغي‪11‬ة تط‪11‬وير الهياك‪11‬ل القاعدي‪11‬ة وتحس‪11‬ين الخدم‪11‬ة العمومي‪11‬ة‪ ،‬في جمي‪11‬ع اإلدارات والمص‪11‬الح‬
‫التابع‪11‬ة للدول‪11‬ة‪ ،‬كم‪11‬ا خص‪11‬ص البرن‪11‬امج الخماس‪11‬ي ‪ 3100‬ملي‪11‬ار دج لقط‪11‬اع األش‪11‬غال العمومي‪11‬ة لتهيئ‪11‬ة الط‪11‬رق‪،‬‬
‫والس‪11‬كك الحديدي‪11‬ة‪ ،‬و أك‪11‬ثر من ‪ 2800‬ملي‪11‬ار دج مخص‪11‬ص لقط‪11‬اع النق‪11‬ل لتحس‪11‬ين النق‪11‬ل الحض‪11‬ري‪ ،‬وإ نج‪11‬از‬
‫ال‪11‬ترامواي في ‪ 14‬والي‪11‬ة‪ ،‬وتحس‪11‬ين هياك‪11‬ل المط‪11‬ارات‪ ،‬باإلض ‪11‬افة إلى مش‪11‬اريع التهيئ‪11‬ة العمراني‪11‬ة‪ ،‬وتحس‪11‬ين‬
‫الخدمة العمومية في اإلدارات مثل الجماعات المحلية ومصالح العدالة ‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -3‬تحسين الخدمة العمومي@@ة‪ :‬اس‪11‬تفاد ه‪11‬ذا المح‪11‬ور من ‪ 1666‬ملي‪11‬ار دج‪ ،‬منه‪11‬ا أك‪11‬ثر من ‪ 895‬ملي‪11‬ار‬
‫دج للجماعات المحلية واألمن الوطني والحماية المدنية‪ ،‬السيما من أجل إنجاز ‪ 04‬مق‪1‬رات للوالي‪11‬ات‪103 ،‬‬
‫مق ‪11‬رات لل ‪11‬دوائر‪ ،‬و‪ 06‬مراك ‪11‬ز لتك ‪11‬وين المس ‪11‬تخدمين‪ ،‬وح ‪11‬والي ‪ 450‬مق ‪11‬ر األمن الوالي ‪11‬ات وال ‪11‬دوائر واألمن‬
‫الحض ‪11‬ري‪ ،‬وأزي ‪11‬د من ‪ 180‬فرق ‪11‬ة للش ‪11‬رطة القض ‪11‬ائية‪ ،‬وف ‪11‬رق الش ‪11‬رطة الح ‪11‬دود ووح ‪11‬دات جمهوري ‪11‬ة لألمن‪،‬‬
‫وكذا أزيد من ‪ 330‬وحدة الحماية المدنية‪.‬‬

‫وحوالي ‪ 379‬ملي‪1‬ار دج لقط‪1‬اع العدال‪1‬ة‪ ،‬موجه‪1‬ة خصوص‪11‬ا إلنج‪1‬از ‪ 110‬مج‪1‬الس قض‪11‬ائية ومح‪1‬اكم وم‪1‬دارس‬
‫للتكوين‪ ،‬وأكثر من ‪ 120‬مؤسسة عقابية‪ ،‬وكذا تحديث وسائل عمل العدالة‪.‬‬

‫أما قطاع المالية فخصص له أكثر من ‪ 295‬مليار دج‪ ،‬إلنجاز أزي‪11‬د من ‪ 250‬هيك‪11‬ل للض‪11‬رائب و‪70‬‬
‫هيك‪11‬ل للخزين‪11‬ة و‪ 50‬هيك‪11‬ل للجم‪11‬ارك وك‪11‬ذا مص‪11‬الح جدي‪11‬دة لمس‪11‬ح األراض‪11‬ي‪ .‬بينم‪11‬ا اس‪11‬تفاد قط‪11‬اع التج‪11‬ارة من‬
‫ح ‪11‬والي ‪ 39‬ملي ‪11‬ار دج‪ ،‬من أج ‪11‬ل تح ‪11‬ديث وتعزي ‪11‬ز مص ‪11‬الح ووس ‪11‬ائل المراقب ‪11‬ة وإ ع ‪11‬ادة تأهي ‪11‬ل أك ‪11‬ثر من ‪250‬‬
‫س ‪11‬وق لل ‪11‬بيع بالجمل ‪11‬ة والتجزئ ‪11‬ة‪ ،‬أم ‪11‬ا قط ‪11‬اع العم ‪11‬ل فق ‪11‬د تحص ‪11‬ل على أك ‪11‬ثر من ‪ 56‬ملي ‪11‬ار دج به ‪11‬دف تعزي ‪11‬ز‬
‫وتحديث وسائل المراقبة والضبط‪.‬‬

‫‪ -4‬دعم التنمية االقتصادية‪ :‬خصص لهذا المحور ‪ 1566‬مليار دج موزعة كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أزي‪11‬د من ‪ 100‬ملي‪11‬ار دج ل‪11‬دعم قط‪11‬اع الفالح‪11‬ة من خالل توس‪11‬يع المس‪11‬احات الغابي‪11‬ة والزراعي‪11‬ة وك‪11‬ذا دعم‬
‫تحديث تقنيات هذا النشاط ووسائله‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬أزي ‪11‬د من ‪ 16‬ملي ‪11‬ار دج بالنس ‪11‬بة للص ‪11‬يد البح ‪11‬ري موجه ‪11‬ة خصوص ‪11‬ا لمرافق ‪11‬ة تط ‪11‬وير ه ‪11‬ذا النش ‪11‬اط ودعم ‪11‬ه‬
‫بمنشآت أساسية جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬حوالي ‪ 100‬مليار دج بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬منها ‪ 16‬مليار دينار مخصصة لمرافق‪11‬ة‬
‫اس‪11‬تحداث مؤسس‪11‬ات ص‪11‬غيرة ومتوس‪11‬طة‪ ،‬و‪ 80‬ملي‪11‬ار دين‪11‬ار موجه‪11‬ة ل‪11‬دعم تأهي‪11‬ل ‪ 20.000‬مؤسس‪11‬ة ص‪11‬غيرة‬
‫ومتوسطة في شكل مساعدات مباشرة أو قروض بنكية ميسرة‪.‬‬

‫‪ -‬ح‪11‬والي ‪ 400‬ملي‪11‬ار دج إلنع‪11‬اش وتح‪11‬ديث المؤسس‪11‬ات العمومي‪11‬ة االقتص‪11‬ادية ال‪11‬تي تح‪11‬وز على حص‪11‬ص في‬
‫الس ‪11‬وق المحلي ‪11‬ة‪ ،‬من خالل ت ‪11‬دخالت الخزين ‪11‬ة في ش ‪11‬كل تطه ‪11‬ير وتخفيض فوائ ‪11‬د الق ‪11‬روض البنكي ‪11‬ة الموجه ‪11‬ة‬
‫لتحديثها‪.‬‬

‫‪ -‬ح‪11‬والي ‪ 50‬ملي‪11‬ار دج من أج‪11‬ل تح‪11‬ديث وإ نش‪11‬اء ‪ 80‬منطق‪1‬ة ص‪11‬ناعية ومن‪11‬اطق للنش‪11‬اط وك‪11‬ذا تعزي‪11‬ز ق‪11‬درات‬
‫التقييس الصناعي‪.‬‬

‫‪ -5‬مكافحة البطالة‪ :‬رص‪11‬د له‪11‬ذا المح‪11‬ور ‪ 360‬ملي‪11‬ار دج‪ ،‬منه‪11‬ا ‪ 150‬ملي‪11‬ار دين‪11‬ار موجه‪11‬ة ل‪11‬دعم إدم‪11‬اج‬
‫حاملي شهادات التعليم العالي والتكوين المه‪1‬ني‪ ،‬في إط‪1‬ار ب‪1‬رامج التك‪1‬وين والتأهي‪1‬ل‪ ،‬و‪ 80‬ملي‪1‬ار دين‪1‬ار ل‪1‬دعم‬
‫استحداث مؤسسات ونشاطات مصغرة‪ ،‬و‪ 130‬مليار دينار موجهة لترتيبات التشغيل المؤقت‪.‬‬

‫‪ -6‬البحث العلمي والتكنولوجيا لالتصال‪ :‬اس‪1‬تفاد ه‪1‬ذا المح‪1‬ور من ‪ 250‬ملي‪1‬ار دج‪ ،‬منه‪1‬ا ‪ 100‬ملي‪1‬ار‬
‫دين‪11 1‬ار التط‪11 1‬وير البحث العلمي‪ ،‬و‪ 50‬ملي‪11 1‬ار دين‪11 1‬ار للتجه‪11 1‬يزات الموجه‪11 1‬ة لتعميم تعليم اإلعالم اآللي في ك‪11 1‬ل‬
‫أطوار المنظومة الوطنية للتربية والتعليم والتكوين‪.‬‬

‫ومن خالل قراءتن‪11‬ا لمض‪11‬مون البرن‪11‬امج الخماس‪11‬ي (‪ ،)2014-2010‬نج‪11‬د أن‪11‬ه مخط‪11‬ط تنم‪11‬وي ثالثي األبع‪11‬اد‬
‫فالبع ‪11‬د األول ذو ط ‪11‬ابع اجتم ‪11‬اعي (التنمي ‪11‬ة البش ‪11‬رية)‪ ،‬والبع ‪11‬د الث ‪11‬اني ه ‪11‬و ذو ط ‪11‬ابع اقتص ‪11‬ادي محض متعل ‪11‬ق‬
‫باس ‪11‬تكمال وتش ‪11‬ييد بني ‪11‬ة قاعدي ‪11‬ة أساس ‪11‬ية لالقتص ‪11‬اد (التنمي ‪11‬ة الص ‪11‬ناعية)‪ ،‬والبع ‪11‬د الث ‪11‬الث ق ‪11‬د خص االقتص ‪11‬اد‬
‫المعرفي (التنمية البحثية)‪ ،‬فهذه األبعاد تعكس بحد ذاتها أمرين هما‪:‬‬

‫‪ -‬وجود رؤية استراتيجية واضحة المعالم للسياسة االقتصادية التي ستتبع خالل السنوات المقبلة‪.‬‬

‫‪ -‬إرادة الفاعلين السياسيين في تعزيز القدرات التنموية للبالد‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تطور الحصيلة الجبائية في الجزائر ‪2019-2001‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطور اإليرادات الجبائية في الجزائر‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجباية العادية ضمن اإليرادات الجبائية ‪2019-2001‬‬

‫نظرا لسيطرة الجباية البترولية في تمويل الميزانية العامة للدول‪1‬ة فق‪1‬د عملت الجزائ‪1‬ر جاه‪1‬دت إلى الرف‪1‬ع من‬
‫الحصيلة المالية للجباية العادية‪ ،‬والجدول التالي يوضح تطور حصيلة الجباية العادية‪:‬‬

‫الجباية العادية (مليون د‪.‬ج)‬ ‫السنوات‬


‫‪349.502‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪398.238‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪482896‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪524.925‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪580.411‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪640.472‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪720.884‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪766.750‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪965.289‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪1.146.612‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪1.297.944‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪1.448.898‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪1.595.750‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪1.831.400‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪2.267.450‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪2.465.710‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪2.722.680‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪2.845.374‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪2.869.776‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪46‬‬
‫‪3.793.438‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪3.046.865‬‬ ‫‪2020‬‬
‫المصدر من إعداد الطالبتين باالعتماد على‪:‬‬

‫‪ -‬النشرات اإلحصائية لبنك الجزائر لسنوات ‪.2011-2000‬‬

‫‪ -‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪-‬الجزائر باألرقام لسنوات ‪.2017-2012‬‬

‫‪ -‬لقوانين المالية السنوية لسنوات ‪.2020-2018‬‬

‫الشكل رقم (‪ )...‬تطور الجباية العادية بالجزائر خالل الفترة (‪)2020-2000‬‬

‫تطور الجباية العادية‬


‫‪0000004‬‬

‫‪0000053‬‬

‫‪0000003‬‬

‫‪0000052‬‬

‫‪0000002‬‬

‫‪0000051‬‬

‫‪0000001‬‬

‫‪000005‬‬

‫‪0‬‬
‫‪000210022002300240025002600270028002900201021102210231024102510261027102810291020202‬‬

‫‪Série 1‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪)02‬‬

‫يب ‪11‬دو من المنح ‪11‬نى البي ‪11‬اني أن تط ‪11‬ور الحص ‪11‬يلة المالي ‪11‬ة للجباي ‪11‬ة العادي ‪11‬ة متذبذب ‪11‬ة من س ‪11‬نة إلى أخ ‪11‬رى حيث‬
‫نالح‪11‬ظ خالل الم‪11‬دة الزمني‪11‬ة (‪ )2016-2000‬هن‪11‬اك تزاي‪11‬د مس‪11‬تمر في الجباي‪11‬ة العادي‪11‬ة حيث ارتفعت قيمته‪11‬ا‬
‫من ‪ 349502‬ملي‪11‬ون د‪.‬ج س‪11‬نة ‪ 2000‬إلى ‪ 27226680‬ملي‪11‬ون د‪.‬ج س‪11‬نة ‪ 2016‬م‪11‬ع بعض االض‪11‬طرابات‬
‫الطفيف‪11‬ة من س‪11‬نة ألخ‪11‬رى خالل ه‪11‬ذه الف‪11‬ترة إال أن االتج‪11‬اه الع‪11‬ام له‪11‬ا ظ‪11‬ل متزاي‪11‬دا‪ ،‬ويرج‪11‬ع ذل‪11‬ك إلى سياس‪11‬ة‬
‫اإلصالحات الجبائية المتبعة من قبل الدولة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫من نهاية سنة ‪ 2017‬إلى نهاية سنة ‪ 2018‬هناك انخفاض كبير في الجباي‪1‬ة العادي‪1‬ة حيث بلغت قيمته‪1‬ا س‪1‬نة‬
‫‪ 1050200 2018‬مليون د‪.‬ج‪ ،‬وذلك بسبب ارتفاع أسعار الذهب األسود مما أدى إلى ارتفاع في حص‪11‬يلة‬
‫الجباية البترولية واعتماد الدولة عليها بشكل كبير وبالتالي االنخفاض في تحصيل الجباية العادية‪.‬‬

‫أم‪11‬ا س‪11‬نة ‪ 2019‬ش‪11‬هدت الجباي‪11‬ة العادي‪11‬ة ارتف‪11‬اع هائ‪11‬ل في قيمته‪11‬ا حيث حققت مبل‪11‬غ ‪ 3041418‬ملي‪11‬ون د‪.‬ج‬
‫ويع ‪11‬ود ذل ‪11‬ك إلى انخف ‪11‬اض حص ‪11‬يلة الجباي ‪11‬ة البترولي ‪11‬ة نتيج ‪11‬ة وب ‪11‬اء كورون ‪11‬ا مم ‪11‬ا أرغمت الدول ‪11‬ة على زي ‪11‬ادة‬
‫تحصيالتها للجباية العادية‪.‬‬

‫سنة ‪ 2020‬كانت حصيلتها ثابتة بمبلغ قدره ‪ 3046865‬مليون د‪.‬ج بسب استمرار وباء كورونا‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تنوع الحصيلة الجبائية في الجزائر ‪2019-2001‬‬

‫لق‪1‬د بلغت تكلف‪1‬ة اإلعف‪1‬اءات والتخفيض‪1‬ات الجمالي‪1‬ة لالس‪1‬تثمارات في إط‪1‬ار ق‪1‬رارات االعتم‪1‬اد ‪ANDI، APSI‬‬
‫للفترة (‪ )2006-2001‬مبلغ ‪ 285.3‬مليار دج‪ ،‬أي أن الخزينة العمومية خسرت نس‪11‬بة ‪ %2.7‬من إيراداته‪11‬ا‬
‫الحبائية لهذه الفترة‪ ،‬حيث بلغت هذه النسبة ‪ %4.95‬سنة ‪ 2003‬بمبلغ يقدر بـ‪ 69.2 :‬ملي‪1‬ار دج‪ ،‬كم‪1‬ا تمث‪1‬ل‬
‫تكلف‪11‬ة اإلعف‪11‬اءات الجبائي‪11‬ة نس‪11‬بة ت‪11‬تراوح م‪11‬ا بين ‪ %0.56‬و‪ %1.47‬من الن‪11‬اتج ال‪11‬داخلي الخ‪11‬ام خ‪11‬ارج قط‪11‬اع‬
‫المحروقات والفالحة‪.‬‬

‫ولإلشارة فإن هذه اإلعفاءات المقدمة‪ ،‬جاءت في إطار دعم االستثمار وخاصة مرحلة اإلنج‪1‬از (اقتن‪1‬اء م‪1‬واد‬
‫وتجهيزات خارج الرسم على القيمة المضافة)‪.‬‬

‫أم ‪11‬ا مرحل ‪11‬ة االس ‪11‬تغالل فالتك ‪11‬اليف المق ‪11‬درة بش ‪11‬أنها تـفـتـقد لمعلوم ‪11‬ات ذات دالل ‪11‬ة كافي ‪11‬ة ال تع ‪11‬بر عن التكلف ‪11‬ة‬
‫الحقيقي‪11‬ة إض‪11‬افة إلى ذل‪11‬ك فه‪11‬ذه التق‪11‬ديرات غ‪11‬ير مح‪11‬ددة زمني‪11‬ا نتيج‪11‬ة ت‪11‬داخل ف‪11‬ترات االمتي‪11‬از‪ ،‬والف‪11‬ارق م‪11‬ا بين‬
‫تس ‪11‬ليم الق ‪11‬رار وت ‪11‬اريخ ال ‪11‬دخول الفعلي في مرحل ‪11‬ة اإلنج ‪11‬از‪ ،‬وأم ‪11‬ا ب ‪11‬اقي اإلعف ‪11‬اءات واالمتي ‪11‬ازات فهي غ ‪11‬ير‬
‫مقدرة‪ ،‬كما أن عملية التقدير تعتبر عملية صعبة نتيجة عدم معرفة وحصر الوعاء المعفى بدقة وهذا راج‪11‬ع‬
‫لعدة أسباب‪:‬‬

‫‪ -‬غي‪11‬اب معلوم‪11‬ات في الموض‪11‬وع‪ ،‬الش‪11‬يء ال‪11‬ذي يظه‪11‬ر ع‪11‬دم تط‪11‬ابق النظ‪11‬ام اإلحص‪11‬ائي ال‪11‬ذي ال يأخ‪11‬ذ بعين‬
‫االعتبار النشاطات والقطاعات المعفاة وكذا المكلفين المعفين‪.‬‬

‫‪ -‬غياب التنسيق ما بين أنظمة اإلعفاء والتخفيض‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫إن تحليال أك‪11‬ثر دق‪11‬ة لق‪11‬رارات منح االمتي‪11‬ازات الجبائي‪11‬ة المعتم‪11‬دة والمص‪11‬رح به‪11‬ا من ط‪11‬رف الوكال‪11‬ة الوطني‪11‬ة‬
‫لتط‪11‬وير االس‪11‬تثمار بمختل‪11‬ف أنظمته‪11‬ا يظه‪11‬ر أن ع‪11‬دد ض‪11‬ئيل من حم‪11‬ل الوع‪11‬ود االس‪11‬تثمارية للف‪11‬ترة (‪-2002‬‬
‫‪ )2006‬يشهد تجسيدا في أرض الواقع‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تطور مكونات الحصيلة الجبائية‬

‫س‪11‬نتطرق لتط‪11‬ور ك‪11‬ل من الجباي‪11‬ة العادي‪11‬ة والجباي‪11‬ة البترولي‪11‬ة ومس‪11‬اهمتها في الم‪11‬وارد العام‪11‬ة للدول‪11‬ة‪ ،‬وم‪11‬دى‬
‫تغطية كل منها النفقات العامة‪.‬‬

‫‪ 1‬مساهمة الجباية في الموارد العامة للدولة‪:‬‬

‫تش‪11‬كل الجباي‪11‬ة أهم الم‪11‬وارد المالي‪11‬ة للدول‪11‬ة‪ ،‬ويعت‪11‬بر النس‪11‬ق الع‪11‬ادي منه‪11‬ا أح‪11‬د أهم مح‪11‬اور اإلص‪11‬الح الجب‪11‬ائي‬
‫‪ ،1992‬حيث س‪11‬عت الدول‪11‬ة إلى محاول‪11‬ة إحالله‪11‬ا مح‪11‬ل الجباي‪11‬ة البترولي‪11‬ة‪ ،‬وق‪11‬د س‪11‬خرت الدول‪11‬ة ل‪11‬ذلك إدارات‬
‫جبائية مجهزة بموارد مادية وبشرية تضاهي إدارات الدول المتقدمة‪ ،‬كما عمدت أيضا إلى إحداث تغييرات‬
‫وتعديالت مست الهيكل الجبائي‪ ،‬ويتجلى تطور مكونات الهيكل الجبائي من خالل الجدول الموالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)16 -3‬تطور مكونات الحماية للفترة ‪2007 ،2000‬‬

‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫السنوات ‪2003‬‬

‫البيان‬
‫‪158.1‬‬ ‫‪241.21‬‬ ‫‪168.1‬‬ ‫‪147.9‬‬ ‫‪127.9‬‬ ‫ض‪11 1 1 1‬رائب مباش‪11 1 1 1‬رة ورس‪11 1 1 1‬وم‬
‫مماثلة‬

‫‪28.1‬‬ ‫‪22.4‬‬ ‫‪19.6‬‬ ‫‪19.6‬‬ ‫‪19.2‬‬ ‫حقوق التسجيل والطابع‬

‫‪147.6‬‬ ‫‪310.9‬‬ ‫‪312‬‬ ‫‪273.3‬‬ ‫‪233.1‬‬ ‫رسوم على رقم األعمال‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.969‬‬ ‫‪0.735‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫ضرائب غير مباشرة‬

‫‪133.1‬‬ ‫‪107.7‬‬ ‫‪143.9‬‬ ‫‪138.8‬‬ ‫‪143.8‬‬ ‫حقوق الجمارك‬

‫‪1.2-‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪4.2-‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫إيرادات أخرى غير موزعة‬

‫المصدر‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬الجزائر باألرقام‪ ،‬نشرة رقم ‪2008 ،38‬‬

‫‪Office Nationale Des Statistique, Annuaire Statistique De L'algerie, No 24, ed‬‬


‫‪2008‬‬

‫‪49‬‬
‫يتضح من خالل الجدول السائق أن مكونات الجباية العادي‪1‬ة ع‪1‬رفت تط‪1‬ورا ملحوظ‪1‬ا حيث ع‪1‬رفت الض‪1‬رائب‬
‫المباشرة والرسوم المماثلة سنة ‪ 2007‬تطورا بنسبة ‪ ،% 103‬مقارنة بسنة ‪ 2003‬فهي تحت‪11‬ل مكان‪11‬ة هام‪11‬ة‬
‫في الموارد الجبائية العامة للدولة بمتوسط يقدر بـ ‪ ،%8.3‬في حين عرفت الضرائب غ‪11‬ير المباش‪11‬رة وحق‪11‬وق‬
‫الط‪11 1‬ابع والتس‪11 1‬جيل اس‪11 1‬تقرار على م‪11 1‬دار الف‪11 1‬ترة ‪ ،2007-2003‬كم‪11 1‬ا أن حق‪11 1‬وق الجم‪11 1‬ارك ع‪11 1‬رقت تراجع‪11 1‬ا‬
‫ملحوظا يقدر ‪ 10‬مليار دج خالل الفترة ‪ ،2007-2003‬و على العموم فإن الجباية العادية ع‪11‬رفت تراجع‪11‬ا‬
‫إذا م‪11‬ا ق‪11‬ورنت بف‪11‬ترة م‪11‬ا بع‪11‬د األزم‪11‬ة البترولي‪11‬ة ‪ ،1990- 1987‬حيث انتقلت من ‪ %41.4‬س‪11‬نة ‪ 1993‬إلى‬
‫‪ .%27.7‬ويمكن إبراز كل من الجباية العادية والبترولية من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ )17-3‬تطور الحماية البترولية ومدى مساهمتها في اإليرادات العامة للدولة‬

‫الوحدة ‪10‬دج‬

‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬

‫البيان‬
‫‪720.9‬‬ ‫‪664.80‬‬ ‫‪603.77‬‬ ‫‪562.88‬‬ ‫‪493.09‬‬ ‫‪44.49‬‬ ‫‪173.15‬‬ ‫الجباية‬
‫العادية‬
‫‪6.83‬‬ ‫‪11.76‬‬ ‫‪7.26‬‬ ‫‪14.15‬‬ ‫‪10.93‬‬ ‫‪19.12‬‬ ‫‪/‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪%‬‬
‫‪2714.0‬‬ ‫‪899‬‬ ‫‪862.2‬‬ ‫‪836.06‬‬ ‫‪916.44‬‬ ‫‪840.6‬‬ ‫‪720‬‬ ‫الجباية‬
‫البترولية‬
‫‪201.8‬‬ ‫‪4.26‬‬ ‫‪3.12‬‬ ‫‪-8.77‬‬ ‫‪9.02‬‬ ‫‪16.75‬‬ ‫‪/‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪%‬‬
‫‪3639.9‬‬ ‫‪1664‬‬ ‫‪1548.74‬‬ ‫‪1459.07‬‬ ‫‪1494.75‬‬ ‫‪1341.16‬‬ ‫‪1175.6‬‬ ‫اإليرادات‬
‫العامة‬
‫‪19.80‬‬ ‫‪40.55‬‬ ‫‪38.98‬‬ ‫‪38.57‬‬ ‫‪32.98‬‬ ‫‪14.15‬‬ ‫‪31.74‬‬ ‫ج‬
‫ع‪/‬اإليرادات‬
‫‪74.56‬‬ ‫‪54.02‬‬ ‫‪55.67‬‬ ‫‪57.30‬‬ ‫‪61.31‬‬ ‫‪26.76‬‬ ‫‪61.24‬‬ ‫جب‪/‬‬
‫االيرادات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب بناء على إحصائيات وزارة المالية‪.‬‬

‫يتضح من خالل الج‪1‬دول الس‪1‬ابق أن نس‪1‬بة تغطي‪1‬ة الجباي‪1‬ة العادي‪1‬ة لمجم‪1‬وع اإلي‪1‬رادات ع‪1‬رفت تزاي‪1‬دا ملحوظ‪1‬ا‬
‫مقارن ‪11‬ة بالس ‪11‬نوات الس ‪11‬ابقة (قب ‪11‬ل اإلص ‪11‬الح) حيث س ‪11‬جلت نس ‪11‬بة التغطي ‪11‬ة س ‪11‬نة ‪ 2000‬ح ‪11‬والي ‪ %31.74‬من‬
‫مجم‪11 1‬وع اإلي‪11 1‬رادات وس‪11 1‬نة ‪ 2002‬نس‪11 1‬بة ‪ ،%32.98‬وس‪11 1‬نة ‪ 2005‬ك‪11 1‬أعلى نس‪11 1‬بة بـ‪ ...%40.55 :‬ويرج‪11 1‬ع‬
‫الس‪11‬بب في الزي‪11‬ادة إلى إش‪11‬باع األوعي‪11‬ة الجبائي‪11‬ة من خالل زي‪11‬ادة حجم االس‪11‬تثمارات األجنبي‪11‬ة ال‪11‬ذي بل‪11‬غ حجم‬

‫‪50‬‬
‫‪ 1081‬مليون دوالر سنة ‪ ،2005‬وزيادة عدد المشاريع المحلية ال‪11‬تي بلغت ‪ 1186‬مش‪11‬روع بحجم ‪234.8‬‬
‫مليار دج‪.‬‬

‫أما بخص ‪11‬وص الجباي ‪11‬ة البترولي ‪11‬ة فال ت ‪11‬زال تغطي الحص ‪11‬ة األك ‪11‬بر من حجم اإلي ‪11‬رادات العام ‪11‬ة للدول ‪11‬ة‪ ،‬حيث‬
‫بلغت نس‪11‬بة التغطي‪11‬ة ‪ 58.06‬كمتوس‪11‬ط للس‪11‬نوات (‪ )2007-2000‬وه‪11‬و م‪11‬ا يع‪11‬ادل ض‪11‬عف م‪11‬ا تغطي‪11‬ه الجباي‪11‬ة‬
‫العادية‪.‬‬

‫‪ .2‬تغطية الجباية من مجموع النفقات العامة‪:‬‬

‫ويمكن إظه‪11 1‬ار حص‪11 1‬ة تغطي‪11 1‬ة الجباي‪11 1‬ة (العادي‪11 1‬ة والبترولي‪11 1‬ة) للنفق‪11 1‬ات العام‪11 1‬ة (التس‪11 1‬يير والتجه‪11 1‬يز) من خالل‬
‫الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)183‬حصة تغطية الحماية للنفقات العامة (‪.)2008-2000‬‬

‫الوحدة ‪ 10‬دج‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب بناء على‪ :‬إحصائيات وزارة المالية‬

‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن نسبة تغطية الجباية العادية لمجموع النفقات محصورة بين ‪ %29.07‬و‬
‫‪ %33.64‬فهي ال تك‪11‬اد أن تغطي نفق‪11‬ات التس‪11‬يير حيث بلغت نس‪11‬بة العج‪11‬ز في ذل‪11‬ك ‪ ،-50.61‬في حين أنه‪11‬ا‬
‫غطت نفقات التجهيز على المدى (‪ )2007-2000‬في حدود ‪ %91.87‬حيث بلغت النسبة األعلى لها سنة‬
‫‪ 2001‬بـ‪ ،%124.37 :‬وأدنى نسبة لها بـ‪ %67.38 :‬سنة ‪.2007‬‬

‫أما بخصوص الجباية البترولية فإن نسبة تغطيتها معتبرة جدا‪ ،‬فخالل الفترة (‪ )2007-2000‬انحصرت‬
‫نسبتها بين ‪ %43.17‬و ‪ ،%110.64‬وهي نسبة معقولة كون الجباية البترولية أهم مورد إليرادات الدولة‬
‫وذلك نتيجة أن صادرات المحروقات تشكل معظم الصادرات حيث بلغت ‪ 2006‬قيمة ‪ 59.60‬مليار‬
‫دوالر‪ ،‬أي بنسبة ‪ %98.36‬من مجموع الصادرات‪.‬‬

‫و يمكن إظهار تطور نسبة التغطية الجبائية للنفقات من خالل الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)5-3‬تطور نسبة تغطية الحماية للنفقات‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطالب بناء على الجدول رقم (‪)...‬‬

‫‪52‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تقييم مؤشرات التنمية االقتصادية ‪2019-2001‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطور معدل النمو وبنية اإلنتاج‬

‫في فترة ما بعد اإلصالحات عرف معدل النمو تذبذبا بين الزيادة والنقصان حيث سجل أكبر نسبة‬
‫في ‪ 2003‬وأضعف نسبة في ‪ 2009‬وهذا ما يوضحه الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)...‬تطور معدل النمو في الجزائر في الفترة ‪2014 -2000‬‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪5.59‬‬ ‫‪4.61‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫معدل‬
‫النمو‬
‫‪Source: World Bank, Development Indicators, 2015, http://data.worldbank.org/wdi‬‬

‫يظهر من الجدول أعاله أن االقتصاد الجزائري حقق أعلى معدل نمو في ‪ 2003‬حيث سجل معدل ‪%7.2‬‬
‫وهذا راجع إلى النمو الذي حققه قطاع المحروقات في تلك الس‪11‬نة حيث س‪11‬جل نم‪11‬وا ق‪11‬دره ‪ %8.8‬وه‪11‬ذا على‬
‫ال‪111‬رغم من أن معظم الص‪111‬ناعات الوطني‪111‬ة ع ‪11‬رفت تراجع‪111‬ا في س ‪11‬نة ‪ .2003‬بالمقاب ‪11‬ل نج ‪11‬د أن مع‪111‬دل النم‪111‬و‬
‫انخفض إلى ‪ %1.6‬في س‪1‬نة ‪ 2009‬وه‪1‬ذا بس‪1‬بب تراج‪1‬ع نم‪1‬و قط‪1‬اع المحروق‪11‬ات وال‪1‬ذي س‪1‬جل نس‪1‬بة ‪%0.8‬‬
‫وه ‪11‬ذا على ال ‪11‬رغم من تس ‪11‬جيل القط ‪11‬اع الفالحي ومعظم الص ‪11‬ناعات الوطني ‪11‬ة لمع ‪11‬دالت نم ‪11‬و إيجابي ‪11‬ة (أنظ ‪11‬ر‬
‫الجدول رقم ‪.)42‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)...‬التقسيم القطاعي لنمو إجمالي الناتج الداخلي الحقيقي في الجزائر‬

‫خالل الفترة ‪2014-2000‬‬

‫‪2014 2013‬‬ ‫‪2012 2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2000‬‬


‫‪-0.6‬‬ ‫‪-5.5‬‬ ‫‪-3.4‬‬ ‫‪-3.3‬‬ ‫‪-2.2‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫المحروقات‬
‫‪5.6‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫القطاعات األخرى خارج المحروقات‬

‫‪2.5‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪11.6‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪19.7‬‬ ‫‪5-‬‬ ‫الفالحة‬

‫‪3.9‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫الصناعة خارج المحروقات‬

‫‪6.8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪-20.6‬‬ ‫‪-8.9‬‬ ‫الصناعة الغذائية‬

‫‪0.7‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫الحديد الصناعة الميكانيكية والكهرباء‬

‫‪-0.1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-2.4‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪-2.4‬‬ ‫‪-14.4‬‬ ‫النسيج‬

‫‪4.9‬‬ ‫‪-0.5‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-2.3‬‬ ‫‪-7.7‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫الجلود واألحذية‬

‫‪53‬‬
‫‪2.5‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪-7.6‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫مواد البناء‬

‫‪1.3‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪-6.1‬‬ ‫‪-8.2‬‬ ‫الخشب والورق والفلين‬

‫‪0.8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪-10.6‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫الصناعة الكيمياوية والبالستيك والمطاط‬

‫‪3.4‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪-5.7‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪-18‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪15.6‬‬ ‫المناجم والمحاجر‬

‫‪6.9‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪10.2‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫الطاقة والمياه‬

‫المصدر‪:‬‬

‫ووفقا لمعطيات الجدول رقم (‪ )42‬فإنه يمكن ترتيب القطاعات المهيمنة على الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫والمؤثرة في معدل النمو االقتصادي خالل الفترة ‪ 2014- 2000‬كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬قطاع الخدمات‪ :‬يعد قطاع الخ‪11‬دمات أول قط‪11‬اع م‪11‬ؤثر في مع‪11‬دل النم‪11‬و االقتص‪11‬ادي بع‪11‬دما انتقلت مس‪11‬اهمته‬
‫في الناتج المحلي اإلجمالي من ‪ %30.7‬في سنة ‪ 2000‬إلى ‪ %41.5‬في ‪ ،2014‬وقد كان لتطبيق سياسة‬
‫اإلنع ‪11‬اش االقتص ‪11‬ادي أث ‪11‬ر ايج ‪11‬ابي على أداء ه ‪11‬ذا القط ‪11‬اع حيث أدى رف ‪11‬ع اإلنف ‪11‬اق الحك ‪11‬ومي إلى رف ‪11‬ع الطلب‬
‫الكلى ومن ثم زيادة‬

‫حجم المبادالت التجارية الداخلية والخارجية والخدمات المرتبطة بها وهو ما يفسر تسجيل القطاع لمع‪11‬دالت‬
‫نمو متزايدة نسبيا‪.‬‬

‫ب‪ .‬قطاع المحروقات‪ :‬قدرت مساهمة قطاع المحروقات في الناتج المحلي اإلجمالي في سنة ‪ 2000‬ب‬

‫‪ 39.4%‬لتصل إلى ‪ %44.3‬في ‪ ،2005‬ثم انخفضت إلى ‪ %27.1‬في ‪ .2014‬ورغم هذا االنخفاض يع‪11‬د‬
‫قطاع المحروقات ثاني قطاع مؤثر على معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫ج‪ :‬قط‪11‬اع البن‪11‬اء واألش‪11‬غال العمومي‪11‬ة‪ :‬بلغت مس‪11‬اهمة قط‪11‬اع البن‪11‬اء واألش‪11‬غال العمومي‪11‬ة ‪ %10.8‬س‪11‬نة ‪2014‬‬
‫وه‪11‬ذا بع‪11‬د أن ك‪11‬انت تمث‪11‬ل ‪ %8.1‬فق‪11‬ط في س‪11‬نة ‪ ،2000‬ويرج‪11‬ع ذل‪11‬ك إلى االهتم‪11‬ام ال‪11‬ذي أولت‪11‬ه الدول‪11‬ة له‪11‬ذا‬
‫القطاع في برامج اإلنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫د‪ .‬قطاع الفالحة‪ :‬ويعد تأثير هذا القطاع في معدل النم‪1‬و االقتص‪11‬ادي ض‪11‬عيفا بالمقارن‪1‬ة بقط‪1‬اعي المحروق‪11‬ات‬
‫والخ ‪11‬دمات حيث لم تتج ‪11‬اوز مس ‪11‬اهمته في الن ‪11‬اتج المحلي اإلجم ‪11‬الي ‪ %10.6‬س ‪11‬نة ‪ ،2014‬وباعتب ‪11‬ار قط ‪11‬اع‬
‫الفالح‪11‬ة في الجزائ‪11‬ر مرتب‪11‬ط بش‪11‬كل ق‪11‬وي ب‪11‬الظروف المناخي‪11‬ة الس‪11‬ائدة‪ ،‬فه‪11‬ذا م‪11‬ا يجعل‪11‬ه عرض‪11‬ة لتقلب‪11‬ات ح‪11‬ادة‪،‬‬
‫ففي س‪11‬نة ‪ 2008‬س‪11‬جل القط‪11‬اع نس‪11‬بة نم‪11‬و س‪11‬البة ق‪11‬درت ب ‪ %5.3 -‬بس‪11‬بب ظ‪11‬اهرة الجف‪11‬اف ال‪11‬تي ش‪11‬هدتها‬
‫الجزائر خالل تلك السنة‪ ،‬في حين أدت مالئمة الظروف المناخية في سنة ‪ 2010‬إلى تسجيل القطاع لنسبة‬
‫نمو هامة قدرت بـ ‪.%6‬‬
‫‪54‬‬
‫ه‪ .‬قطاع الصناعة‪ :‬تراجعت مساهمة القط‪11‬اع الص‪11‬ناعي في الن‪11‬اتج المحلي اإلجم‪11‬الي من ‪ %7.2‬في ‪2000‬‬
‫إلى ‪ %5‬في ‪ 2014‬وب‪11‬ذلك يع‪11‬د ه‪11‬ذا القط‪11‬اع األض‪11‬عف ت‪11‬أثيرا على مع‪11‬دل النم‪11‬و (س‪11‬تتم دراس‪11‬ة ه‪11‬ذا القط‪11‬اع‬
‫بش ‪11‬كل مفص ‪11‬ل في الفص ‪11‬ل الخ ‪11‬امس)‪ .‬وه ‪11‬ذا ي ‪11‬دل على أن سياس ‪11‬ة اإلنع ‪11‬اش االقتص ‪11‬ادي لم تكن له ‪11‬ا أي ‪11‬ة آث ‪11‬ار‬
‫ايجابية على قطاع الصناعة‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)...‬نسبة مساهمة القطاعات في الناتج المحلي اإلجمالي للجزائر‬

‫خالل الفترة ‪2014-2000‬‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2013 2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2000‬‬


‫‪27.1‬‬ ‫‪29.8‬‬ ‫‪34.2‬‬ ‫‪35.9‬‬ ‫‪34.9‬‬ ‫‪44.3‬‬ ‫‪39.4‬‬ ‫المحروقات‬

‫‪10.6‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫الزراعة‬

‫‪5‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫صناعة خارج المحروقات‬

‫‪10.8‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪10.5‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫األشغال العمومية‬

‫‪41.5‬‬ ‫‪38.4‬‬ ‫‪36.7‬‬ ‫‪36.4‬‬ ‫‪34.8‬‬ ‫‪28.4‬‬ ‫‪30.7‬‬ ‫الخدمات‬

‫‪-‬خدمات خارج اإلدارة‬


‫‪25.2‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪20.4‬‬ ‫‪20.1‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20.3‬‬
‫‪ -‬خدمات اإلدارات العمومية‬
‫‪16.3‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫‪16.3‬‬ ‫‪16.3‬‬ ‫‪13.2‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪10.4‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫الحقوق والرسوم على الواردات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة بناء على المعلومات الواردة في التقارير السنوية لبنك الجزائر لسنوات ‪2015، 2008، 2002‬‬

‫‪www.bank-of-algeria.dz‬‬

‫والمالح ‪11‬ظ أن مع ‪11‬دالت النم ‪11‬و المحقق ‪11‬ة في الجزائ ‪11‬ر ال تتناس ‪11‬ب م ‪11‬ع حجم األم ‪11‬وال ال ‪11‬تي تم ض ‪11‬خها في‬
‫االقتصاد الوطني حيث بينت دراسة محمد مسعي حول برنامج اإلنع‪11‬اش االقتص‪11‬ادي وأثره‪11‬ا على النم‪11‬و ب‪1‬أن‬
‫مض ‪11‬اعف اإلنف ‪11‬اق العم ‪11‬ومي للف ‪11‬ترة ‪ 2009-2001‬يس ‪11‬اوي ‪ ،0.9‬وه ‪11‬ذا يع ‪11‬ني أن ك ‪11‬ل دين ‪11‬ار تم ض ‪11‬خه في‬
‫االقتصاد ضمن اإلنفاق العمومي خالل تلك الف‪1‬ترة أدى في المتوس‪1‬ط إلى تآك‪1‬ل ال‪1‬دخل الحقيقي الع‪1‬ام بح‪1‬والي‬
‫‪ 10‬سنتيمات من الدينار‪ .‬وتفسير ذلك أن كل زيادة في االستهالك بالنسبة للزيادة في ال‪11‬دخل المت‪11‬اح‪ ،‬تقابله‪11‬ا‬
‫في المتوس‪11‬ط زي‪11‬ادة في االس‪11‬تيراد تف‪11‬وق ‪ ،% 80‬حيث يس‪11‬اوي المي‪11‬ل الح‪11‬دي لالس‪11‬تيراد ‪ ،0.807‬أي أن ك‪11‬ل‬
‫دينار إضافي لالستهالك يتسرب منه حوالي ‪ 80‬سنتيما للخارج الستيراد السلع والخ‪11‬دمات‪ ،‬ويوظ‪11‬ف الب‪11‬اقي‬
‫لشراء السلع والخدمات المحلية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حصيلة الميزان التجاري وميزان المدفوعات‬

‫‪ -1‬تطور الميزان التجاري‬

‫يش‪11 1‬مل الحس‪11 1‬اب الج‪11 1‬اري وال‪11 1‬ذي ي‪11 1‬دعى أيض‪11 1‬ا بحس‪11 1‬اب العملي‪11 1‬ات الجاري‪11 1‬ة‪ ،‬مجم‪11 1‬وع ت‪11 1‬دفقات الس‪11 1‬لع‬
‫والخ ‪11 1‬دمات بين المقيمين في البل ‪11 1‬د وغ ‪11 1‬ير المقيمين‪ ،‬كم ‪11 1‬ا يش ‪11 1‬مل ك ‪11 1‬ذلك ت ‪11 1‬دفقات م ‪11 1‬داخيل عوام ‪11 1‬ل اإلنت ‪11 1‬اج‬
‫والتحويالت‪ ،‬وبالتالي فهو يعكس حجم العالقات التجارية للبلد مع بقي‪11‬ة الع‪11‬الم‪ .‬ويعت‪11‬بر الحس‪11‬اب الج‪11‬اري من‬
‫أهم عناص‪11‬ر م‪11‬يزان الم‪11‬دفوعات‪ ،‬وخاص‪11‬ة ل‪11‬دى البل‪11‬دان النامي‪11‬ة وبالخص‪11‬وص تل‪11‬ك المص‪11‬درة للنف‪1‬ط والمع‪11‬ادن‪،‬‬
‫وهذا نتيجة ألهمية التجارة الخارجية في اقتصاديات ه‪1‬ذه ال‪1‬دول‪ ،‬وعلي‪1‬ه يعت‪1‬بر ه‪1‬ذا الج‪1‬زء من العوام‪1‬ل ال‪1‬تي‬
‫ت ‪11‬دخل في تحدي ‪11‬د مس ‪11‬توى النش ‪11‬اط االقتص ‪11‬ادي‪ ،‬حيث أن ارتف ‪11‬اع حص ‪11‬يلة الص ‪11‬ادرات ت ‪11‬ؤدي إلى زي ‪11‬ادة حجم‬
‫الطلب على السلع والخدمات‪ ،‬وكذا القدرات االستثمارية لالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫إن رصيد ميزان العمليات الجارية هو أكثر األرصدة داللة في ميزان المدفوعات‪ ،‬وأكثره‪1‬ا اس‪1‬تعماال‬
‫في تحليل الوضعية الخارجية للبلد‪ ،‬خاصة من ط‪11‬رف ص‪11‬ندوق النق‪1‬د ال‪11‬دولي‪ ،‬ألن المع‪11‬امالت الجاري‪11‬ة تحت‪11‬ل‬
‫حجم‪11‬ا كب‪11‬يرا نس‪11‬بيا مقارن‪11‬ة بالمع‪11‬امالت األخ‪11‬رى‪ ،‬ولتعلقه‪11‬ا بال‪11‬دخل الوط‪11‬ني‪ ،‬أي ك‪11‬ل م‪11‬ا أنف‪11‬ق أو اس‪11‬تهلك أو‬
‫أنتج‪ ،‬وهذا يعني أن أي تغير في هذا الرصيد يكون مصحوبا بتغير في اإلنتاج وبالتالي التشغيل‪.‬‬

‫حيث س‪11‬نقوم داخ‪11‬ل ه‪11‬ذا الحس‪11‬اب بع‪11‬رض مختل‪11‬ف التط‪11‬ورات الحاص‪11‬لة لفروع‪11‬ه الرئيس‪11‬ية في الجزائ‪11‬ر‬
‫والمتمثل‪11 1‬ة أساس‪11 1‬ا في الم‪11 1‬يزان التج‪11 1‬اري‪ ،‬م‪11 1‬يزان الخ‪11 1‬دمات‪ ،‬م‪11 1‬يزان دخ‪11 1‬ل العوام‪11 1‬ل والتح‪11 1‬ويالت الص‪11 1‬افية‪،‬‬
‫والتطرق أخيرا إلى رصيده اإلجمالي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الميزان التجارية‬

‫نوض‪11‬ح من خالل الج‪11‬دول والش‪11‬كل الت‪11‬اليين تط‪11‬ور رص‪11‬يد الم‪11‬يزان التج‪11‬اري في الجزائ‪11‬ر وال‪11‬ذي يمث‪11‬ل‬
‫الفرق بين صادرات الدولة ووارداتها‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)05‬تطور رصيد الميزات التجاري خالل الفترة (‪)2019-200‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليون دوالر‬

‫الميزان التجاري‬ ‫الواردات‬ ‫الصادرات‬ ‫السنوات‬

‫‪56‬‬
‫‪12858‬‬ ‫‪9173‬‬ ‫‪22031‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪9192‬‬ ‫‪9940‬‬ ‫‪19132‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪6816‬‬ ‫‪12009‬‬ ‫‪18825‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪11078‬‬ ‫‪13534‬‬ ‫‪24612‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪13775‬‬ ‫‪18308‬‬ ‫‪32083‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪26138‬‬ ‫‪20357‬‬ ‫‪46495‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪33336‬‬ ‫‪21456‬‬ ‫‪54792‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪33285‬‬ ‫‪27631‬‬ ‫‪60916‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪39667‬‬ ‫‪39479‬‬ ‫‪79146‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪15180‬‬ ‫‪39297‬‬ ‫‪45477‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪17550‬‬ ‫‪40212‬‬ ‫‪57762‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪26502‬‬ ‫‪47300‬‬ ‫‪73802‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪22244‬‬ ‫‪50376‬‬ ‫‪72620‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪10920‬‬ ‫‪54903‬‬ ‫‪65823‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪2842‬‬ ‫‪58330‬‬ ‫‪61172‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪16508-‬‬ ‫‪51646‬‬ ‫‪35138‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪17029-‬‬ ‫‪46727‬‬ ‫‪29698‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪14411-‬‬ ‫‪48980‬‬ ‫‪34569‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪7460-‬‬ ‫‪48573‬‬ ‫‪41113‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪9638-‬‬ ‫‪44632‬‬ ‫‪34994‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬بنك الجزائر‪ ،‬النشرات اإلحصائية الثالثية‪ :‬مارس ‪ ،2001‬ديسمبر ‪ ،2008‬ديسمبر‬


‫‪ ،2012‬جوان ‪ ،2015‬ديسمبر ‪ ،2018‬مارس ‪ ،2020‬ص‪ ،28‬نقال عن‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)06‬تطور رصيد الميزان التجاري خالل الفترة (‪)2019-2000‬‬

‫‪57‬‬
‫‪000001‬‬

‫‪00008‬‬

‫‪00006‬‬

‫‪00004‬‬

‫‪00002‬‬

‫‪0‬‬

‫‪00002-‬‬
‫‪0002‬‬
‫‪1002‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪3002‬‬
‫‪4002‬‬
‫‪5002‬‬
‫‪6002‬‬
‫‪7002‬‬
‫‪8002‬‬
‫‪9002‬‬
‫‪0102‬‬
‫‪1102‬‬
‫‪2102‬‬
‫‪3102‬‬
‫‪4102‬‬
‫‪5102‬‬
‫‪6102‬‬
‫‪7102‬‬
‫‪8102‬‬
‫‪9102‬‬
‫‪00004-‬‬

‫الصادرات‬ ‫الواردات‬ ‫الميزان التجاري‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪.)05‬‬

‫من خالل الج‪11‬دول رقم (‪ )05‬والش‪11‬كل رقم (‪ )06‬نالح‪11‬ظ أن الم‪11‬يزان التج‪11‬اري ق‪11‬د س‪11‬جل فائض‪11‬ا خالل‬
‫س‪11‬نة (‪ 2000‬حيث بل‪11‬غ ‪ 12858‬ملي‪11‬ون دوالر وه‪11‬و م‪11‬ا يقابل‪11‬ه ارتف‪11‬اع في قيم‪11‬ة الص‪11‬ادرات بنس‪11‬بة أك‪11‬بر من‬
‫ارتفاع قيمة الواردات‪ ،‬ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار المحروقات أي الصادرات النفطية التي تمث‪11‬ل ح‪11‬والي‬
‫‪ %97‬من إجم‪11‬الي الص‪11‬ادرات‪ ،‬وخالل ف‪11‬ترة (‪ )2001-2000‬نالح‪11‬ظ تراج‪11‬ع رص‪11‬يد الم‪11‬يزان التج‪11‬اري إلى‬
‫‪ 9192‬والس‪11‬بب في ذل‪11‬ك ه‪11‬و انخف‪11‬اض قيم‪11‬ة الص‪11‬ادرات وزي‪11‬ادة قيم‪11‬ة ال‪11‬واردات تحت ت‪11‬أثير انخف‪11‬اض أس‪11‬عار‬
‫النفط‪.‬‬

‫وخالل ف‪11‬ترة (‪ )2008-2003‬ع‪11‬اود رص‪11‬يد الم‪11‬يزان التج‪11‬اري االرتف‪11‬اع من جدي‪11‬د حيث انتق‪11‬ل من ‪11078‬‬
‫مليون دوالر س‪1‬نة ‪ 2003‬إلى ‪ 39667‬ملي‪1‬ون دوالر س‪1‬نة ‪ ،2008‬وهي أعلى قيم‪1‬ة ل‪1‬ه خالل ف‪11‬ترة الدراس‪1‬ة‬
‫(‪ ،) 2019-2000‬وهذا بسبب ارتفاع الفرق بين قيمة الصادرات والواردات حيث أصبحت قيمة ص‪11‬ادرات‬
‫الجزائر أكبر من وارداتها‪ ،‬وذلك راجع الرتفاع أسعار المحروقات‪.‬‬

‫من ناحية أخرى شهدت الواردات ارتفاعا متصاعدا منذ سنة ‪ 2000‬إلى ‪ ،2008‬ويرجع هذا التزايد‬
‫في ال‪11‬واردات نتيج‪11‬ة الرتف‪11‬اع العائ‪11‬دات من العمل‪11‬ة الص‪11‬عبة بس‪11‬بب االرتف‪11‬اع الكب‪11‬ير في م‪11‬داخيل المحروق‪11‬ات‬
‫خالل هذه الس‪1‬نوات‪ ،‬وك‪1‬ذا إلى زي‪1‬ادة الطلب على س‪1‬لع التجه‪1‬يز بغ‪1‬رض إنج‪1‬از المش‪1‬روعات االس‪1‬تثمارية في‬
‫إط ‪11 1‬ار برن ‪11 1‬امجي اإلنع ‪11 1‬اش ودعم النم ‪11 1‬و االقتص ‪11 1‬ادي‪ ،‬حيث تش ‪11 1‬كل واردات س ‪11 1‬لع التجه ‪11 1‬يز أعلى نس ‪11 1‬بة في‬
‫ال ‪11‬واردات‪ ،‬إض ‪11‬افة إلى ارتف ‪11‬اع أس ‪11‬عار الس ‪11‬لع األساس ‪11‬ية وخاص ‪11‬ة الغذائي ‪11‬ة منه ‪11‬ا في األس ‪11‬واق العالمي ‪11‬ة بش ‪11‬كل‬
‫أساسي‪.‬‬

‫وخالل سنة ‪ 2009‬نالحظ انخفاض رصيد الميزان التجاري (‪ 15180‬مليون دوالر) مقارنة بما ك‪1‬ان علي‪1‬ه‬
‫س‪11‬نة ‪ 39667( 2008‬ملي‪11‬ون دوالر)‪ ،‬وه‪11‬ذا راج‪11‬ع الى الظ‪11‬روف االقتص‪11‬ادية ال‪11‬تي ش‪11‬هدتها ه‪11‬ذه الف‪11‬ترة‪ ،‬و‬

‫‪58‬‬
‫المتمثل‪11‬ة في انفج‪11‬ار األزم‪11‬ة المالي‪11‬ة العالمي‪11‬ة في أواخ‪11‬ر س‪11‬نة ‪ 2008‬وال‪11‬تي أث‪11‬رت على االقتص‪11‬اد الجزائ‪11‬ري‬
‫ت‪11 1‬أثيرا مزدوج‪11 1‬ا من خالل الت‪11 1‬أثير على حجم الص‪11 1‬ادرات النفطي‪11 1‬ة‪ ،‬والت‪11 1‬أثير أيض‪11 1‬ا على األس‪11 1‬عار العالمي‪11 1‬ة‬
‫(انخف ‪11 1‬اض أس ‪11 1‬عار النقط ‪11 1‬ة في ح ‪11 1‬دود ‪ 50-40‬دوالر للبرمي ‪11 1‬ل) في ظ ‪11 1‬ل االنكم ‪11 1‬اش االقتص ‪11 1‬ادي الع ‪11 1‬المي‬
‫وانخف ‪11‬اض الطلب‪ ،‬وال ‪11‬تي أث ‪11‬رت على كمي ‪11‬ات ص ‪11‬ادرات المحروق ‪11‬ات‪ ،‬حيث انخفض ‪11‬ت الص ‪11‬ادرات مقارن ‪11‬ة‬
‫بالواردات وهو ما أث‪1‬ر على الم‪1‬يزان التج‪1‬اري‪ .‬ل‪1‬يرتفع من جدي‪1‬د س‪1‬نتي (‪ )2011-2010‬على الت‪1‬والي‪ ،‬قب‪1‬ل‬
‫أن ي‪11‬دخل في مرحل‪11‬ة انخف‪11‬اض وتراج‪11‬ع مس‪11‬تمر خالل الف‪11‬ترة (‪ ،)2014-2012‬حيث انخفض من م‪11‬ا قيمت‪11‬ه‬
‫‪ 22244‬ملي ‪11‬ون دوالر س ‪11‬نة ‪ 2012‬إلى ‪ 2842‬ملي ‪11‬ون دوالر س ‪11‬نة ‪ ،2014‬ويع ‪11‬ود ه ‪11‬ذا الوض ‪11‬ع إلى ت ‪11‬أثير‬
‫األزم‪11 1‬ة النفطي‪11 1‬ة ‪ 2014‬الح‪11 1‬ادة وانهي‪11 1‬ار أس‪11 1‬عار النف‪11 1‬ط مس‪11 1‬ببا ذل‪11 1‬ك تراج‪11 1‬ع حجم ص‪11 1‬ادرات المحروق‪11 1‬ات و‬
‫استمرار ارتفاع في حجم الواردات خالل هذه الفترة وذلك نتيجة استمرار السياسية التوسعية وزي‪1‬ادة الطلب‬
‫على الس‪11‬لع األجنبي‪11‬ة‪ ،‬وه‪11‬و األم‪11‬ر ال‪11‬ذي انعكس س‪11‬لبا على الم‪11‬يزان التج‪11‬اري‪ ،‬ونفس الوض ‪11‬ع تواص ‪11‬ل خالل‬
‫الس ‪11‬نوات األخ ‪11‬يرة للدراس ‪11‬ة‪ ،‬حيث تراج ‪11‬ع رص ‪11‬يد الم ‪11‬يزان التج ‪11‬اري وس ‪11‬جل عج ‪11‬زا خالل س ‪11‬نوات ‪،2015‬‬
‫‪ 2019 ،2018 ،2017 ،2016‬على التوالي‪ ،‬بين سجل أعلى عج‪1‬ز س‪1‬نة ‪ 2016‬بقيم‪1‬ة ق‪1‬درها ‪-17029‬‬
‫مليون دوالر‪ ،‬وذلك راجع الرتفاع قيمة الواردات و تفوقها على الصادرات الجزائرية وال‪11‬تي ت‪11‬أثرت بص‪11‬فة‬
‫كب ‪11‬يرة بانخف ‪11‬اض أس ‪11‬عار النف ‪11‬ط‪ ،‬ف ‪11‬الفترة (‪ )2019-2015‬ش ‪11‬هدت تراج ‪11‬ع في إجم ‪11‬الي الص ‪11‬ادرات وخاص ‪11‬ة‬
‫المحروقات وذلك ألس‪1‬باب خارجي‪1‬ة ال يمكن التحكم فيه‪1‬ا ( تقلب‪1‬ات أس‪1‬عار النف‪1‬ط ) نتج عن‪1‬ه تس‪1‬جيل عج‪1‬ز في‬
‫الميزان التجاري‪ ،‬مما أدى إلى قي‪1‬ام الجه‪1‬ات المعني‪1‬ة بتس‪1‬قيف ف‪11‬اتورة ال‪1‬واردات ك‪1‬إجراء داخلي يمكن التحكم‬
‫فيه وترشيد اإلنفاق إضافة إلى إجراءات تخفيض العملة‪.‬‬

‫وعلى العموم عرفت الجزائر وبداية من سنة ‪ 2000‬تحسنا ملحوظا واستقرارا في وضعية االقتص‪11‬اد‬
‫مقارنة لم‪1‬ا ك‪1‬انت علي‪1‬ه س‪1‬ابقا نتيج‪1‬ة األزم‪1‬ات ال‪1‬تي ش‪1‬هدتها األس‪1‬واق النفطي‪1‬ة العالمي‪1‬ة وم‪1‬ا نتج عنه‪1‬ا من آث‪1‬ار‬
‫س‪11 1‬لبية على االقتص‪11 1‬اد الجزائ‪11 1‬ري وبالتحدي‪11 1‬د على وض‪11 1‬عية الم‪11 1‬يزان التج‪11 1‬اري باعتب‪11 1‬اره الرك‪11 1‬يزة األساس‪11 1‬ية‬
‫لالقتص ‪11‬اد الوط ‪11‬ني س ‪11‬واء في ج ‪11‬انب ال ‪11‬واردات أو ج ‪11‬انب الص ‪11‬ادرات وبالت ‪11‬الي ف ‪11‬أي ص ‪11‬دمة نقطي ‪11‬ة ق ‪11‬د تش ‪11‬كل‬
‫خط‪11 1‬را على االقتص‪11 1‬اد الجزائ‪11 1‬ري وه‪11 1‬ذا م‪11 1‬ا أكدت‪11 1‬ه األزم‪11 1‬ة النفطي‪11 1‬ة س‪11 1‬نة ‪ ،2014‬حيث يمكن مالحظ‪11 1‬ة أن‬
‫الم ‪11‬يزان التج ‪11‬اري الجزائ ‪11‬ري م ‪11‬ر بوض ‪11‬عيتين مختلف ‪11‬تين خالل ف ‪11‬ترة الدراس ‪11‬ة‪ ،‬في ص ‪11‬ورة ف ‪11‬ائض س ‪11‬نوات (‬
‫‪ )2014-2000‬وال‪1‬ذي ي‪1‬تراوح بين االرتف‪1‬اع واالنخف‪1‬اض‪ ،‬في حين س‪1‬جلت الف‪1‬ترة (‪ )2019-2015‬عج‪1‬زا‬
‫في الميزان التجاري مع سيطرة قطاع المحروقات على الصادرات رغم الجهود المبذولة لترقية الصادرات‬
‫خ ‪11‬ارج المحروق ‪11‬ات وتحري ‪11‬ر قط ‪11‬اع التج ‪11‬ارة الخارجي ‪11‬ة‪ ،‬إذ يبقى المح ‪11‬دد الرئيس ‪11‬ي له ‪11‬ذه الوض ‪11‬عية (الف ‪11‬ائض‬
‫والعجز) هو تقلبات أسعار النفط الذي تحدده عوامل خارجية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تطور التضخم والبطالة خالل ‪2009-2001‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -1‬تطور التضخم‬

‫من‪11‬ذ س‪11‬نة ‪ 2001‬ظه‪11‬ر تط‪11‬بيق السياس‪11‬ة النقدي‪11‬ة بص‪11‬ورة منفص‪11‬لة في ظ‪11‬ل س‪11‬ياق اقتص‪11‬اد كلي تم‪11‬يز بتض‪11‬خم‬
‫ض ‪11‬ئيل‪ ،‬وف ‪11‬ائض مهم في م ‪11‬يزان الم ‪11‬دفوعات‪ ،‬وخاص ‪11‬ة الحس ‪11‬اب التج ‪11‬اري‪ ،‬ونس ‪11‬بة ايجابي ‪11‬ة وتدريجي ‪11‬ة للنم ‪11‬و‬
‫االقتصادي‪ ،‬ونسبة عالية للبطالة‪ .‬كما أن شروع بنك الجزائر منذ سنة ‪ 2001‬في إص‪11‬دار التق‪11‬ارير الس‪11‬نوية‬
‫حول الوضعية االقتصادية والنقدية سمح بتحديد أهداف السياسة النقدية بوضوح‪.‬‬

‫لقد أوضح كل من قانوني ‪ 10-90‬و‪ 11-03‬األهداف النهائية للسياسة النقدية والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬استقرار األسعار ونسبة أسعار الصرف بالتوافق مع االستعمال التام للموارد‪.‬‬

‫‪ -‬استقرار األسعار ونسبة أسعار الصرف بالتوافق مع نمو سريع لالقتصاد‪.‬‬

‫إذن يبقى اله‪11‬دف األساس‪11‬ي للسياس‪11‬ة النقدي‪11‬ة ال‪11‬ذي ح‪11‬دده بن‪11‬ك الجزائ‪11‬ر ه‪11‬و اس‪11‬تقرار األس‪11‬عار ومراقب‪11‬ة وت‪11‬يرة‬
‫التض‪11‬خم‪ ،‬حيث تم اس‪11‬تهداف مع‪11‬دل التض‪11‬خم ب ‪ %3‬كمؤش‪11‬ر ألس‪11‬عار االس‪11‬تهالك‪ ،‬وذل‪11‬ك من‪11‬ذ ‪ 2003‬كه‪11‬دف‬
‫نه‪11‬ائي للسياس‪11‬ة النقدي‪11‬ة‪ ،‬إال أن‪11‬ه من‪11‬ذ ‪ 2007‬ب‪11‬رز المع‪11‬دل التض‪11‬خمي المس‪11‬تهدف ض‪11‬من المج‪11‬ال ‪%4 -%3‬‬
‫بسبب ارتفاع وتيرة التضخم المستورد‪ .‬وكما سبقت اإلشارة إليه فقد عرف مستوى التضخم أعلى مستوياته‬
‫في سنة ‪ 1992‬حيث وصل إلى‪ %31.6‬ثم انخفض إلى ‪ %2.64‬في سنة ‪ 1999‬ليص‪11‬ل إلى مع‪1‬دل قياس‪1‬ي‬
‫بلغ‬

‫‪ 0.34%‬في ‪ 2000‬كأدنى حد لمعدل التضخم عرفته الجزائر منذ االستقالل‪.‬‬

‫ويرج ‪11‬ع انخف ‪11‬اض مع ‪11‬دل التض ‪11‬خم في الجزائ ‪11‬ر إلى ع ‪11‬دة إج ‪11‬راءات اتخ ‪11‬ذتها الحكوم ‪11‬ات المتعاقب ‪11‬ة في إط ‪11‬ار‬
‫برن ‪11‬امج التع ‪11‬ديل الهيكلي‪ ،‬كتحري ‪11‬ر األس ‪11‬عار‪ ،‬وتع ‪11‬ديل أس ‪11‬عار الفائ ‪11‬دة الحقيقي ‪11‬ة يرفعه ‪11‬ا إلى مس ‪11‬تويات قياس ‪11‬ية‬
‫سنتي ‪1994‬‬

‫‪ ،1995‬وتقليص الموازن‪11‬ة العام‪11‬ة إلى مس‪11‬تويات معقول‪11‬ة‪ ،‬والص ‪11‬رامة في تس‪11‬يير الكتل‪11‬ة النقدي‪11‬ة والبحث عن‬
‫أساليب جديدة لتمويل األنشطة االقتصادية بدال من اإلصدار النقدي المفرط‪.‬‬

‫أم‪11‬ا تفس‪11‬ير ع‪11‬ودة ارتف‪11‬اع مع‪11‬دل التض‪11‬خم إلى ‪ %4.2‬س‪11‬نة ‪ 2001‬فه‪11‬ذا راج‪11‬ع إلى ارتف‪11‬اع نم‪11‬و الكتل‪11‬ة النقدي‪11‬ة‬
‫‪ %53.9‬من الناتج الداخلي الخام بع‪1‬د أن ك‪1‬انت ‪ %37.8‬في س‪1‬نة ‪ ،2000‬ويع‪1‬ود ارتف‪1‬اع الكتل‪1‬ة النقدي‪1‬ة إلى‬
‫انطالق تط‪11 1‬بيق برن‪11 1‬امج اإلنع‪11 1‬اش االقتص‪11 1‬ادي‪ ،‬ثم انخفض مع‪11 1‬دل التض‪11 1‬خم في ‪ ،2002‬إلى ‪ %1.4‬ليع‪11 1‬اود‬
‫االرتفاع في ‪ 2003‬إلى ‪ %4.2‬والسبب في ه‪1‬ذا االرتف‪1‬اع أساس‪1‬ا ه‪1‬و نم‪1‬و ف‪1‬ائض الس‪1‬يولة المص‪1‬رفية بمع‪1‬دل‬

‫‪60‬‬
‫‪ %36.29‬مقاب‪11‬ل ‪ %25.13‬في س‪11‬نة ‪ .2002‬والمالح‪11‬ظ في الف‪11‬ترة ‪ 2009-2005‬أن مع‪11‬دل التض‪11‬خم ظ‪11‬ل‬
‫يرتف‪11‬ع بش‪11‬كل مس‪11‬تمر حيث انتق‪11‬ل من ‪ %1.3‬في ‪ 2005‬إلى ‪ %5.7‬في ‪ ،2009‬وذل‪11‬ك بس‪11‬بب الش‪11‬روع في‬
‫برن‪111‬امج دعم النم‪111‬و االقتص‪111‬ادي‪ ،‬و ك‪111‬ذلك ارتف ‪11‬اع الكتل‪111‬ة النقدي ‪11‬ة ال ‪11‬ذي انتق ‪11‬ل من ‪ % 50.5‬في ‪ 2005‬إلى‬
‫‪ %66.9‬في س ‪11‬نة ‪ 2009‬و نظ ‪11‬را االرتف ‪11‬اع أس ‪11‬عار الخض ‪11‬ر والفواك ‪11‬ه الطازج ‪11‬ة ارتف ‪11‬ع مع ‪11‬دل التض ‪11‬خم من‬
‫‪ %2.7‬في نهاية ‪ 2010‬إلى ‪ %5.5‬في أكتوبر ‪.2011‬‬

‫وبحسب بنك الجزائر فإن أسباب التضخم خالل العشرية ‪ 2010-2000‬كانت كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬ارتفاع أسعار المواد الزراعية المستوردة‪.‬‬

‫‪ -‬ارتفاع أسعار الخضر والفواكه الطازجة‪.‬‬

‫‪ -‬التوسع الكبير في الكتلة النقدية‪.‬‬

‫وقد ارتفع معدل التضخم‪ ،‬مسجال أعلى مستوياته على مدار ‪ 15‬سنة‪ ،‬حيث وص‪11‬ل إلى ‪ %8,4‬في ‪،2012‬‬
‫مقارن ‪11‬ة بنس ‪11‬بة ‪ %4.5‬في ‪ ،2011‬وترك ‪11‬زت زي ‪11‬ادات األس ‪11‬عار أساس ‪11‬ا في أس ‪11‬عار الغ ‪11‬ذاء والس ‪11‬لع المص ‪11‬نعة‪،‬‬
‫تحفزها السيولة الزائدة التي نتجت عن طفرة اإلنفاق العام الجاري التي تم تمويله‪11‬ا من عملي‪11‬ات الس‪11‬حب من‬
‫ص‪11‬ندوق ض‪11‬بط اإلي‪11‬رادات‪ .‬وق‪11‬د رف‪11‬ع بن‪11‬ك الجزائ‪11‬ر في م‪11‬اي ‪ 2012‬نس‪11‬بة االحتي‪11‬اطي اإلل‪11‬زامي من ‪ %9‬إلى‬
‫‪ %11‬وزاد من حجم اس‪11 1‬تيعاب الس‪11 1‬يولة بمق‪11 1‬دار ‪ 250‬ملي‪11 1‬ار دين‪11 1‬ار (‪ )%23‬مم‪11 1‬ا خفض ت‪11 1‬دفقات الس‪11 1‬يولة‬
‫الحرة‪ ،‬غير أن هذه اإلجراءات لم تكن كافية لتتحكم في التضخم‪.‬‬

‫‪ -2‬تطور البطالة‬

‫بع‪11‬د انته‪11‬اء ب‪11‬رامج اإلص‪11‬الحات االقتص‪11‬ادية من ن‪11‬وع الجي‪11‬ل األول بك‪11‬ل نتائجه‪11‬ا عم‪11‬دت الس‪11‬لطات العام‪11‬ة في‬
‫الجزائر في مارس ‪ 1998‬إلى وضع البرامج التالية للتنمية االقتصادية‬

‫‪ -‬مواصلة عملية خوصصة القطاع العام‬

‫‪ -‬تدعيم االستثمار األجنبي وتوفير الظروف المالئمة لذلك‬

‫‪ -‬تكييف القوانين استعدادا لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‬

‫‪61‬‬
‫‪2000/2004‬‬ ‫‪ -‬تنفي‪11 1 1‬ذ ب‪11 1 1‬رامج طموح‪11 1 1‬ة للتنمي‪11 1 1‬ة خالل ‪ 2014-2000‬من خالل برن‪11 1 1‬امج اإلنع‪11 1 1‬اش الوط‪11 1 1‬ني‬
‫وبرنامج دعم النمو ‪ 2005/2009‬والمخطط الخماسي ‪ ،2000/2014‬وكان الهدف من تلك البرامج إعادة‬
‫تنشيط الطلب الكلي ودعم القطاعات والنشاطات المنتجة للثروة والموفرة لمناصب العمل‪.‬‬

‫وخالل فترة ما بعد اإلصالحات تمير الوضع االقتصادي بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تحسين أوضاع النمو االقتصادي؛‬

‫‪ -‬تحسن في التوازنات المالية؛‬

‫‪ -‬تسجيل أرقام قياسية في احتياطات الصرف؛‬

‫‪ -‬الدين الخارجي أصبح قابال للتسيير؛‬

‫‪ -‬ارتفاع أسعار النفط‪.‬‬

‫وانخفض مع‪11‬دل البطال‪11‬ة بع‪11‬د ف‪11‬ترة اإلص‪11‬الحات حيث انتق‪11‬ل من ‪%29.79‬في س‪11‬نة ‪ 2000‬إلى ‪ %10,6‬في‬
‫سنة ‪ ،2014‬وذلك لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬برنامج التنمية الفالحية سنة ‪ 2003‬وفر ‪ 445000‬فرصة عمل سنويا؛‬

‫‪ -‬برنامج اإلنعاش الذي خصص له ‪ 7‬مليار دوالر وفر ‪ 200000‬فرصة عمل سنويا؛‬

‫‪ -‬برنامج إنشاء مليون سكن وبرنامج تنمية الهضاب؛‬

‫‪ -‬دعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫وفيما يلي تقييم األداء سوق العمل في الجزائر‪:‬‬

‫‪ -‬الدور المحدود للقطاع الخاص في التشغيل حيث يتطلب نجاح القطاع الخاص توفير المناخ االستثماري‬

‫المناسب‪ ،‬فبيئة األعمال في الجزائر تتسم بضعف البنية التحتية وتعقيد اإلجراءات اإلدارية وانع‪11‬دام الش‪11‬فافية‬
‫واألنظمة التشريعية غير المستقرة‬

‫‪ -‬ارتفاع مساهمة القطاع غير الرسمي في التشغيل إذ تظهر اإلحصاءات الرس‪11‬مية أن االنخف‪1‬اض في مع‪11‬دل‬
‫البطال ‪11‬ة س ‪11‬ار جنب ‪11‬ا إلى جنب م ‪11‬ع تن ‪11‬امي القط ‪11‬اع غ‪11‬ير الرس ‪11‬مي وفيم ‪11‬ا انخفض مع ‪11‬دل البطال ‪11‬ة من ‪ %30‬إلى‬

‫‪62‬‬
‫‪ %10‬على م ‪11‬دى العق ‪11‬د الماض ‪11‬ي‪ ،‬ازده ‪11‬ر القط ‪11‬اع غ ‪11‬ير الرس ‪11‬مي من ‪ %20‬في ع ‪11‬ام ‪ 2000‬إلى ‪ %27‬في‬
‫عام ‪.2007‬‬

‫‪ -‬تقاس مرونة التشغيل بالنسبة للنمو بقسمة التغير التي في عدد المشتغلين في اقتصاد ما أو قطاع ما إلى‬

‫التغ ‪11‬ير النس ‪11‬بي في الن ‪11‬اتج المحلي اإلجم ‪11‬الي أو القيم ‪11‬ة المض ‪11‬افة‪ ،‬ووفق ‪11‬ا لبيان ‪11‬ات البن ‪11‬ك ال ‪11‬دولي يعت ‪11‬بر النم ‪11‬و‬
‫االقتصادي ذا كثافة رأسمالية عندما تكون مرونة التوظي‪11‬ف بالنس‪11‬بة للن‪11‬اتج أق‪11‬ل من ‪ 0.4‬وذا كثاف‪11‬ة من حيث‬
‫العمال ‪11‬ة عن ‪11‬دما تك ‪11‬ون المرون ‪11‬ة أك ‪11‬بر من ‪ .0.8‬ويعت ‪11‬بر النم ‪11‬و االقتص ‪11‬ادي المحق ‪11‬ق في الجزائ ‪11‬ر غ ‪11‬ير منتج‬
‫للوظ‪11‬ائف وإ نم‪11‬ا ه‪11‬و ك‪11‬ثيف رأس الم‪11‬ال‪ ،‬والس‪11‬بب في ذل‪11‬ك ه‪11‬و هيك‪11‬ل االقتص‪11‬اد الجزائ‪11‬ري ال‪11‬ذي يعتم‪11‬د بش‪11‬كل‬
‫كبير على قطاع المحروقات الذي يتصف بضعف إنشائه لمناصب العمل‪.‬‬

‫‪ -‬ارتف‪1‬اع البطال‪11‬ة ل‪11‬دى فئ‪11‬ة الش‪11‬باب‪ ،‬فق‪1‬د بلغت نس‪11‬بة الش‪11‬باب ال‪11‬ذين ت‪11‬تراوح أعم‪11‬ارهم بين ‪ 15‬و‪ 24‬س‪11‬نة بين‬
‫الع‪11‬اطلين عن العم‪11‬ل ‪ %42.7‬س‪11‬نة ‪ ،2014‬وهي نس‪11‬بة مرتفع‪11‬ة س‪11‬يؤدي ع‪11‬دم تخفيض‪11‬ها إلى إح‪11‬داث ض‪11‬غوط‬
‫اجتماعية كبيرة‬

‫‪ -‬ارتف‪11 1‬اع البطال‪11 1‬ة ل‪11 1‬دى خ‪11 1‬ريجي الجامع‪11 1‬ات‪ ،‬إذ تش‪11 1‬ير اإلحص‪11 1‬ائيات إلى انخف‪11 1‬اض نس‪11 1‬بة الحاص‪11 1‬لين على‬
‫ش ‪11‬هادات جامعي ‪11‬ة ض ‪11‬من العمال ‪11‬ة اإلجمالي ‪11‬ة حيث ق ‪11‬درت ب ‪ %14.34‬في ‪ 2011‬مقاب ‪11‬ل ‪ %21.87‬ل ‪11‬ذوي‬
‫المس ‪11‬توى الث ‪11‬انوي و‪ %52.62‬ل ‪11‬ذوي المس ‪11‬توى االبت ‪11‬دائي في نفس الس ‪11‬نة‪ .‬ويتض ‪11‬ح ب ‪11‬ذلك أن األف ‪11‬راد ال ‪11‬ذين‬
‫لديهم مستويات متواضعة من التعليم أكثر حظا في الحصول على مناصب عمل‬

‫‪ -‬ارتف ‪11 1‬اع مس ‪11 1‬اهمة قط ‪11 1‬اع الخ ‪11 1‬دمات في التش ‪11 1‬غيل على حس ‪11 1‬اب قط ‪11 1‬اعي الص ‪11 1‬ناعة والزراع ‪11 1‬ة‪ ،‬إذ تش ‪11 1‬ير‬
‫إحص‪11‬ائيات س‪11‬نة ‪ 2013‬أن النس‪11‬بة المئوي‪11‬ة للق‪11‬وة العامل‪11‬ة في قط‪11‬اع الخ‪11‬دمات بلغت ‪ %48,3‬مقاب‪11‬ل ‪%31,6‬‬
‫في قطاع الصناعة و‪ %20.1‬فقط في قطاع الزراعة‪.‬‬

‫وكخالصة لكل ما سبق يمكن القول أن هناك تراجع ملح‪1‬وظ في مع‪1‬دالت البطال‪1‬ة وه‪1‬ذا ب‪1‬التزامن م‪1‬ع التزاي‪1‬د‬
‫المس‪11‬تمر إلي‪11‬رادات الدول‪11‬ة من ص‪11‬ادرات قط‪11‬اع المحروق‪11‬ات‪ ،‬وه‪11‬و م‪11‬ا س‪11‬مح للدول‪11‬ة بتوف‪11‬ير مناص‪11‬ب عم‪11‬ل في‬
‫القط‪11‬اع الع‪11‬ام (خاص‪11‬ة في اإلدارات الحكومي‪11‬ة) و ك‪11‬ذلك توف‪11‬ير ف‪11‬رص عم‪11‬ل مهم‪11‬ة في القط‪11‬اع الخ‪11‬اص نتيج‪11‬ة‬
‫االستثمارات الكبيرة ال‪1‬تي ش‪1‬رعت فيه‪1‬ا الدول‪1‬ة من خالل القط‪1‬اع الخ‪1‬اص في إط‪1‬ار برن‪1‬امجي اإلنع‪1‬اش ودعم‬
‫النم‪11‬و‪ .‬ولكن عن‪11‬د تحلي‪11‬ل طبيع‪11‬ة الوظ‪11‬ائف المس‪11‬تحدثة يتض‪11‬ح ارتف‪11‬اع مس‪11‬اهمة القط‪11‬اع غ‪11‬ير الرس‪11‬مي وارتف‪11‬اع‬
‫البطالة لدى فئة الشباب وخريجي الجامعات كما أن المناصب المستحدثة غير الئقة إضافة إلى أنها مؤقتة‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تطور المديونية واالدخار‬

‫‪63‬‬
‫بعد أزمة الدين الخ‪1‬ارجي ال‪1‬تي نتجت عن الص‪11‬دمة النفطي‪1‬ة لس‪1‬نة ‪ 1986‬وال‪1‬تي أدت إلى إع‪1‬ادة جدول‪1‬ة ال‪1‬دين‬
‫الخارجي بين ‪ 1994‬و‪ ،1998‬اتبعت الجزائر خطة تقليص المديونية الخارجي‪1‬ة عن طري‪1‬ق تس‪1‬ديدات هام‪1‬ة‬
‫مس ‪11‬بقة خاص ‪11‬ة بين س ‪11‬نتي ‪ 2004‬و‪ 2006‬وه ‪11‬ذا م ‪11‬ا أدى إلى انخف ‪11‬اض معت ‪11‬بر لل ‪11‬دين الخ ‪11‬ارجي كم ‪11‬ا يظه ‪11‬ره‬
‫الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)49‬المديونية الخارجية للجزائر خالل الفترة ‪2014-2000‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬

‫‪3.71‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3.69‬‬ ‫‪4.41‬‬ ‫‪5.53‬‬ ‫‪25.47‬‬ ‫حجم المديونية‬

‫‪Source:‬‬ ‫‪World‬‬ ‫‪Bank,‬‬ ‫‪World‬‬ ‫‪Development‬‬ ‫‪Indicators,‬‬ ‫‪2015,‬‬


‫‪http://data.workbank.org/wdi‬‬

‫يتضح من الجدول االنخفاض الكب‪1‬ير في المديوني‪1‬ة الخارجي‪1‬ة للجزائ‪1‬ر حيث انتقلت من ‪ 25.47‬ملي‪1‬ار دوالر‬
‫في ‪ 2000‬إلى ‪ 3.73‬ملي‪1‬ار دوالر في ‪ 2014‬وتتض‪1‬من المديوني‪1‬ة دي‪1‬ون متوس‪1‬طة وطويل‪1‬ة األج‪1‬ل تم التعاق‪1‬د‬
‫بشأنها من ط‪1‬رف مؤسس‪1‬ات خاص‪11‬ة ذات رؤوس أم‪1‬وال أجنبي‪1‬ة ق‪11‬امت باس‪1‬تثمارها مباش‪1‬رة في الجزائ‪1‬ر‪ ،‬وفي‬
‫هذا اإلطار شهدت سنة ‪ 2009‬إدخال إجراءات تشريعية تحد من التموي‪11‬ل الخ‪11‬ارجي لالس‪11‬تثمارات في إط‪11‬ار‬
‫الشراكة وتفضيل اللجوء إلى االدخار المحلي‪ .‬وقد ع‪1‬رفت نس‪1‬بة االدخ‪1‬ار المحلي إلى إجم‪1‬الي الن‪1‬اتج المحلي‬
‫تزاي‪11‬دا معت‪11‬برا بع‪11‬د اإلص‪11‬الحات حيث انتقلت من ‪ %27.09‬في ‪ 1990‬إلى ‪ %44.8‬في س‪11‬نة ‪ ،2000‬كم‪11‬ا‬
‫تظه‪11‬ر اإلحص‪11‬ائيات أن االدخ‪11‬ار المحلي في الجزائ‪11‬ر ق‪11‬ادر على تغطي‪11‬ة االس‪11‬تثمار المحلي وه‪11‬ذا م‪11‬ا يوض‪11‬حه‬
‫الجدول التالي‪:‬‬

‫الج‪11 1‬دول رقم (‪ :)...‬إجم‪11 1‬الي االدخ‪11 1‬ار واالس‪11 1‬تثمار المحل‪11 1‬يين نس‪11 1‬بة من إجم‪11 1‬الي الن‪11 1‬اتج المحلي خالل الف‪11 1‬ترة‬
‫‪2014-2010‬‬

‫الوحدة ‪%:‬‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬


‫‪44.1‬‬ ‫‪46.1‬‬ ‫‪47.1‬‬ ‫‪48.1‬‬ ‫‪48.4‬‬ ‫االدخار‬
‫‪46‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪41‬‬ ‫إجمالي االستثمار‬

‫‪64‬‬
‫‪Source:‬‬ ‫‪World‬‬ ‫‪Bank,‬‬ ‫‪World‬‬ ‫‪Development‬‬ ‫‪Indicators,‬‬ ‫‪2015:‬‬
‫‪http://data.worldbank.org/wdi‬‬

‫يالح ‪11 1‬ظ طيل ‪11 1‬ة الف ‪11 1‬ترة ‪ 2013-2010‬أن االدخ ‪11 1‬ار المحلي يغطي االس ‪11 1‬تثمار المحلي في حين ش ‪11 1‬هدت س ‪11 1‬نة‬
‫‪ 2014‬ارتفاع ‪11‬ا في نس ‪11‬بة االس ‪11‬تثمار المحلي حيث تج ‪11‬اوز نس ‪11‬بة االدخ ‪11‬ار المحلي وه ‪11‬ذا ق ‪11‬د يك ‪11‬ون س ‪11‬ببا في‬
‫ارتف ‪11‬اع ال‪111‬دين الخ‪111‬ارجي من ‪ 3.39‬ملي‪111‬ار دوالر في ‪ 2013‬إلى ‪ 3.73‬ملي ‪11‬ار دوالر في ‪ 2014‬حيث ان‪111‬ه‬
‫ب‪1‬الرجوع إلى هيك‪1‬ل ال‪1‬دين الخ‪1‬ارجي نج‪1‬د أن س‪1‬بب ه‪1‬ذا االرتف‪1‬اع ه‪1‬و زي‪1‬ادة الق‪1‬روض القص‪11‬يرة األج‪1‬ل وال‪1‬تي‬
‫تتمث‪11‬ل أساس‪11‬ا في ق‪11‬روض المس‪11‬تثمرين و تس‪11‬بيقات الش‪11‬ركات األم إلى فروعه‪11‬ا في الجزائ‪11‬ر (يق‪11‬ع ه‪11‬ذا ال‪11‬دين‬
‫قص‪11 1‬ير األج‪11 1‬ل على ع‪11 1‬اتق زب‪11 1‬ائن البن‪11 1‬وك الخاص‪11 1‬ة ال‪11 1‬ذين يفض‪11 1‬لون ق‪11 1‬روض المس‪11 1‬تثمرين لتموي‪11 1‬ل زب‪11 1‬ائن‬
‫وارداتهم)‪.‬‬

‫وفي ظ ‪11‬ل الظ ‪11‬روف ال ‪11‬تي تعرفه ‪11‬ا الجزائ ‪11‬ر بع ‪11‬د انخف ‪11‬اض أس ‪11‬عار الب ‪11‬ترول من المتوق ‪11‬ع أن ترتف ‪11‬ع المديوني ‪11‬ة‬
‫الخارجي‪11‬ة لتغطي‪11‬ة احتياج‪11‬ات التموي‪11‬ل خاص‪11‬ة إذا علمن‪11‬ا أن حص‪11‬ة إي‪11‬رادات الجباي‪11‬ة البترولي‪11‬ة من اإلي‪11‬رادات‬
‫الكلية للميزانية ت‪1‬راوحت في الف‪1‬ترة ‪ 2013-2000‬بين ‪ %62.88‬و‪ %78.78‬وان عج‪1‬ز الميزاني‪1‬ة العام‪1‬ة‬
‫للدولة بلغ سنة ‪ )-13.96( 2014‬مليار دوالر وهي أعلى نسبة عجز سجلتها الجزائر منذ سنة ‪.2000‬‬

‫‪65‬‬

You might also like