Professional Documents
Culture Documents
1
المبحث األول :ماهية الجباية
تعددت مفاهيم الض11رائب وال1تي أورده1ا الب1احثون وعلم1اء المالي1ة العام1ة ،ان ه1ذا االختالف ح1دث في
توض11يح الطبيع11ة الحقوقي11ة للض11ريبة فمنهم من وص11فها بأنه11ا عالق11ة مبني11ة على التعاق11د والتب11ادل بين األف11راد
والدول11ة ومنهم من اعتبره11ا من مس11تلزمات الدول11ة على األف11راد ،وفي ه11ذا البحث س11وف نتط11رق إلى بعض
النق11اط ال11تي توض11ح لن11ا ماهي11ة الض11ريبة وماهي11ة الخص11ائص ال11تي تميزه11ا عن ب11اقي اإلي11رادات العام11ة للدول11ة
1
وكما سنتطرق أيضا إلى أنواع الضرائب.
-)1مفهوم الضريبة:
في غي 11 1اب تعري 11 1ف تش 11 1ريعي ،يمكن أن نع 11 1رف الض 11 1ريبة على أنه 11 1ا "مس 11 1اهمة نقدي 11 1ة تف 11 1رض على
المكلفين به11ا حس11ب ق11دراتهم التس11اهمية وال11تي تق11وم عن طري11ق الس11لطة ،بتحوي11ل األم11وال المحص11لة وبش11كل
2
نهائي ودون مقابل محدد نحو تحقيق األهداف المحددة من طرف السلطة العمومية.
هي "فريض11ة مالي11ة ي11دفعها الف11رد ج11برا إلى الدول11ة أو إح11دى الهيئ11ات العام11ة المحلي11ة ،بص11ورة نهائي11ة،
3
مساهمة منه في التكاليف واألعباء العامة دون أن يعود عليه نفع خاص مقابل دفع الضريبة.
وتعرف أيضا:
على أنه11ا عب11ارة عن اقتط11اع نق11د ج11بري تفرض11ه الدول11ة على المكلفين وفق11ا لق11دراتهم ،بطريق11ة نهائي11ة
وبال مقابل وذلك لتغطية األعباء العامة وتحقيق أهداف الدولة المختلفة.
كم11 1 1ا تع11 1 1رف أيض11 1 1ا ب11 1 1أن الض11 1 1ريبة فريض11 1 1ة إلزامي11 1 1ة تف11 1 1رض من قب11 1 1ل الس11 1 1لطة العام11 1 1ة بأس11 1 1لوب
امري ،........أي دون الرجوع إلى 4موافقة األفراد بذلك ،وأن اصدار الضريبة أو تع11ديلها يك11ون بق11انون
حقيق 11ة ت 11داخل الفن السياس 11ي والفن الم 11الي في ف 11رض الض 11ريبة ،يع 11ني ذل 11ك على أن الس 11لطة التنفيذي 11ة عن 11د
إعدادها لمشروع ضريبة أو تعديلها عليها.
-1لخلول إبراهيم ،أثر السياسة الجبائية على النم11و االقتص11ادي في الجزائ11ر ،أطروح11ة مقدم11ة لني11ل ش11هادة ال11دكتوراه ،جامع11ة أبي بك11ر بلقاي11د ،تلمس11ان،
،2020-2019ص.3
- 2محرزي محمد عباس ،اقتصاديات المالية العامة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة المركزية بن عكنون ،الجزائر ،الطلعة الثالثة ،ص.145
- 3محرزي محمد عباس ،اقتصاديات الجباية والضرائب ،الطبعة الرابعة ،دار هومة ،2008 ،ص.14
-4بن كردي رشيدة ،أثر التهرب الضريبي على التنمي11ة االقتص11ادية م11ذكرة مقدم11ة لني11ل ش11هادة ماس11تر أك11اديمي ،كلي11ة العل11وم االقتص11ادية ،جامع11ة عب11د
الحميد إبن باديس ،مستغانم ،2017-2016 ،ص.6
2
وانطالقا من مجمل التعاريف السابقة يمكن أن نعرف الضريبة على أنها:
"فريض1ة مالي1ة تص11فها الدول1ة وتل1زم به1ا المكلفين من األف1راد والهيئ1ات بغي1ة تحقي1ق مجموع1ة من األغ1راض
العام11ة وهي عب11ارة عن تحوي11ل قس11ري غ1ير كت11ابي للمص11ادر المالي11ة من القط11اع الخاص11ة إلى القط11اع العام11ة
بناء على معايير محددة سابقا ودون مقابل مباشر أو نفع مح1دد للمكلفين وذل1ك إلش1باع حاج1ات عام1ة وتنفي1ذ
للسياسة العامة للدولة.
-)2خصائص الضريبة:
انطالق11ا من مجم11ل التع11اريف الس11ابقة يمكن تحدي11د خص11ائص الض11ريبة في أنه11ا ذات ش11كل نق11دي له11ا ط11ابع
إجباري ونهائي وهدفها تغطية األعباء العامة وتغطية تدخالت الس11لطة العمومي11ة في المجتم11ع ويمكن تبيانه11ا
في ما يلي:
الض 11ريبة تف 11رض بص 11ورة نقدي 11ة .فهي تح 11بي بص 11ورة نقدي 11ة .ففي النظم االقتص 11ادية القديم 11ة ،ك 11انت
الضريبة تف1رض وتحم1ل في ص11ورة عيني1ة ،نظ1را ألن الظ1روف االقتص11ادية الس1ائدة آن1ذاك ك1انت تق1وم على
أس11اس التعام11ل بالص11ورة العيني11ة ،ويظه11ر ذل11ك حالي11ا في العص11ور اإلقطاعي11ة ،حيث ك11ان القط11اع ال11زراعي
يمثل أهم القطاعات في ذلك الزمن وتماشيا مع تلك الظروف كانت الضرائب تحصل في صورة عينية كم11ا
أن النفق11ات العام11ة ب11دورها ك11انت تتم في ص11ورة عيني11ة .أم11ا اآلن فليس من المعق11ول أن تق11وم الدول11ة بجباي11ة
1
الضرائب بصورة عينية.
إن صفة اإلجبار في الضريبة ذات صبغة قانونية بمعنى أن اإلجبار هنا إجبار قانوني وليس معنوي11ا،
نجد مصدره في القانون وليس في إرادة األفراد أو الدولة.
وبناء عليه يكون الفرد مجبًر ا على دفع الضريبة دون أخذ رغبته أو استعداده للدفع في االعتبار.
-1مقراني ايمان ،أثر السياسة الجبائية في ج11ذب االس11تثمار األجن11بي المباش11ر في الجزائ11ر ،م11ذكرة ني11ل ش11هادة ماس11تر أك11اديمي في العل11وم االقتص11ادية،
جامعة أم البواقي ،2016-2015 ،ص.10
3
ويكون للدولة ،في حالة امتناعه عن أدائه1ا ح1ق اللج1وء إلى التنفي1ذ الج1بري للحص11ول على مق1دار الض11ريبة.
2
كما أنها تتمتع في سبيل اقتضائها بامتياز على أموال المدين.
يق11وم المكل11ف ب11دفع الض11ريبة دون أن يحث11ل على نف11ع خ11اص يع11ود علي11ه وح11ده مقاب11ل أدائ11ه للض11ريبة،
ويدفع المكلف الضريبة مساهمة منه كعضو داخل المجتمع في تحمل األعب11اء والتك11اليف العام11ة .وغ11نى عن
البي11ان أن الف11رد ينتف11ع بالخ11دمات ال11تي تق11دمها الدول11ة بواس11طة مرافقه11ا العام11ة المختلف11ة ،وأن الدول11ة تس11تخدم
حصيلة الضرائب وإ يراداتها األخرى لتسيير هذه المرافق.
واستنادا على ما تقدم ،فإن الضريبة ال تدفع مقابل نفع خاص ،كما أن تق1ديرها ال يتم بن11اء على م11دى انتف1اع
الفرد بالخدمات العامة ،بل يتم وفقا للمقدرة التكليفية للفرد.
يتم ف 11رض الض 11ريبة وتحص 11يلها لتغطي 11ة مختل 11ف النفق 11ات العام 11ة ال 11تي تتواله 11ا الدول 11ة ،به 11دف تق 11ديم
خدمات عامة ،إذن إن األساس الجوهري الذي يحتم فرض الضريبة هو تحقيق النفع العام لمختلف أص11ناف
األف 11راد من خالل سياس 11ة اإلنف 11اق العام 11ة المنتهج 11ة من ط 11رف الدول 11ة على مختل 11ف المج 11االت االقتص 11ادية
2
والسياسية واالجتماعية.
-)3أنواع الضرائب:
نتيج11ة لتط11ور دور الدول11ة في النش11اط االقتص11ادي وتط11ور مفه11وم الض11ريبة ليتماش11ى م11ع فك11رة المالي11ة
الوظيفي11ة تع11ددت أن11واع الض11رائب ،واختلفت ص11ورها الفني11ة من مجتم11ع آلخ11ر ب11ل لنفس المجتم11ع من ف11ترة
زمنية إلى أخرى وأصبحت النظم الضريبية السائدة تتضمن مزيج1ا من أن1واع مختلف1ة من الض1رائب تتكام1ل
3
وتتكاثف مع بعضها البعض لتحقيق أهداف المجتمع االقتصادية واالجتماعية والسياسية.
4
ع 11رفت الض 11رائب الوحي 11دة من 11ذ الق 11دم ،إذ كنت الدول 11ة تف 11رض ض 11ريبة واح 11د فق 11ط .وق 11د طب 11ق ذل 11ك
الفرنس 11يين في نهاي 11ة الق 11رن الث 11امن عش 11ر عن 11دما ن 11ادى أص 11حاب المدرس 11ة الفيزيوقراطي 11ة بض 11رورة ف 11رض
الض11 1ريبة على األراض11 1ي الزراعي11 1ة باعتب11 1ار األرض هي األس11 1اس في االقتص11 1اد وهي المص11 1در الرئيس11 1ي
لإلنتاج والثروة.
بع 11د ذل 11ك ط 11الب بعض المفك 11رين بض 11رورة ف 11رض أك 11ثر من ض 11ريبة على أي نش 11اط يزاول 11ه الف 11رد
ويحقق له ربح1ا ،من هن1ا ظه1رت الض1رائب المتع1ددة وال1تي تع1ني أن ي1دفع المكل1ف ع1دد من الض1رائب على
جميع األنشطة التي يزاولها .فقد يزاول وظيفة وإ لى جانبها يزاول التجارة ويؤجر عقارا.
وقد دافع كل من أصحاب هذه اآلراء عن وجهة نظرهم أمام االنتقادات التي وجهت لهم.
فالض11ريبة الواح11دة يس11هل تحص11يلها وال تحت11اج إلى وقت وجه11د للوص11ول إليه11ا م11ا يقل11ل من مص11اريف
تحصيلها ،ويعرف المكلف مسبقا المبلغ الضريبي المترتب عليه مما يشجعه على الدفع وعدم التهرب.
1
ومن عيوبها أن حصيلتها قليلة أمام أهداف الدولة المتزايدة ألنها ضريبة واحدة فقط.
رأين111ا أن النظ111ام الض111رائب المتع111ددة أفض111ل من نظ111ام الض 11ريبة الوحي 11دة ،فم 11ا ه 11و وع 11اء الض111ريبة
المتعددة ،األشخاص أم األموال؟
ال ج11دال في أن كاف11ة أن11واع الض11رائب أي11ا ك11ان وعائه11ا وإ ج11راءات ربطه11ا وأس11اليب تحص11يلها س11وف
ي 11 1دفعها في النهاي 11 1ة ش 11 1خص م 11 1ا س 11 1واء أك 11 1ان ش 11 1خص ط 11 1بيعي أو ش 11 1خص معن 11 1وي ،ولكن الض 11 1رائب على
األش 11خاص ال 11تي تعنيه 11ا هن 11ا هي الض 11رائب ال 11تي تتخ 11ذ من الش 11خص ففي 11ه وع 11اءا للض 11ريبة .أي أن الوج 11ود
اإلنساني نفسه ه1و الم1ادة الخاض11عة للض11ريبة ،فالض11ريبة هن1ا تف1رض على الش1خص باعتباره1ا "ف11رده" بغض
2
النظر عنا في حوزته من أموال ،ولذلك سميت بضريبة الفردة أو ضريبة الرؤوس.
تقسم شرائح المالية العامة للض11رائب الس11ائدة في النظم المقارن11ة إلى قس11مين :هم11ا الض11رائب المباش11رة
3
والضرائب الغير المباشرة ويمكن التفرق بينهما كما في الجدول التالي:
5
الضرائب الغير المباشر الضرائب المباشرة الجانب
الطريقة
م11 1 1 1دى الق11 1 1 1درة على نق11 1 1 1ل العبء تك 11ون الض 11ريبة مباش 11رة إذا ك 11ان تك 11ون الض 11ريبة غ 11ير مباش 11رة إذا
المكل11 1ف به11 1ا قانوني11 1ا وه11 1و ال11 1ذي ك 11ان المكل 11ف يس 11تطيع نق 11ل عبئه 11ا الضريبي
يتحم 11 1 1ل عبء الض 11 1 1ريبة بص 11 1 1فة إلى الشخص.
نهائية
تعت 11 1بر الض 11 1ريبة مباش 11 1رة إذا م 11 1ا تك 11ون الض 11ريبة غ 11ير مباش 11رة إذا الثبات واالستمرار
ك11انت مفروض11ة على م11ادة تتم11يز ك 11 1 1 1 1انت مفروض 11 1 1 1 1ة على واق 11 1 1 1 1ع
وتص 11 1 1 1رفات عرض 11 1 1 1ية أي أنم 11 1 1 1ا بالثبات واالستمرار النسبي
تف 11 1 1رض بمثاب 11 1 1ة ح 11 1 1دوث واقع 11 1 1ة
معينة
-)1الرسم.
الرس11م ه11و اقتط11اع نق11دي يدفع11ه الف11رد إلى الدول11ة ،أو غ11يره مقاب11ل انتفاع11ه بخدم11ة معين11ة يؤديه11ا ل11ه،
يترتب عليها نفع خاص.
* يتشابه الرسم مع الضريبة في أن كليها مبلغ نقدي يفرض ويج11بي ج11برا ،وأن حص11يلة ك11ل منهم11ا تس11تخدم
في تغطية النفقات.
* يختلف الرسم عن الضريبة في أن الرسم يدفع نظير خدمة معين11ة لدافع11ه ،بينم11ا تعت11بر الض11رائب مس11اهمة
اجبارية في النفقات العامة دون مقابل معين يعود لدافعها.
6
1
* حصيلة الرسم أقل من نفقات أداء الخدمة ،بينما الضريبة تحدد وفق المقدرة المالية للمكلف.
ويعرف أيضا :أنه مبلغ نقدي يدفعها الف1رد ج1بًر ا إلى الدول1ة ،أو إلى إح1دى هيئاته1ا العام1ة مقاب1ل نف1ع خ1اص
2
يحصل عليه الفرد بجانب نفع عام يعود على المجتمع ككل.
-يعرف أيضا الرسم ،بأن1ه مبل1غ من النق1ود ،يدفع1ه الش1خص ج1بًر ا إلى الدول1ة أو أح1د مرافقه1ا العام1ة مقاب1ل
نفع خاص يحصل عليه من جانب هذا المرفق أو الهيئة العامة.
-كم11ا يمكن تعريف11ه أن11ه :مبل11غ نق11دي يتم الحص11ول علي11ه من ش11خص معين ط11بيعي أو معن11وي مقاب11ل خدم11ة
3
معينة تؤديها له الدولة أو مقابل نفع خاص يتحقق له من الخدمة المعينة.
-1أن الرسم هو فريض1ة مالي1ة تتم جبايته1ا نقً1د ا حال1ه في ذل1ك ح1ال األش1كال األخ1رى من اإلي1رادات العام1ة
التي يتم تحصيلها بصورة نقدية في الوقت الحاضر.
-2أن الرس 11م يتم فرض 11ه وتحص 11له مقاب 11ل خدم 11ة خاص 11ة تؤديه 11ا الدول 11ة لمن ي 11دفعها أو مقاب 11ل منفع 11ة معين 11ة
4
تتحقق له نتيجة حصوله على الخدمة التي يؤدي الرسم كمقابل لها.
كان الرسم قديما يحصل في ص1ورة عيني1ة وفق1ا لألوض1اع االقتص1ادية العام1ة القائم1ة في ذل1ك ال1وقت،
وم11ع تط11ور مالي11ة الدول11ة وبع11د أن أص11بحت النق11ود هي وس11يلة التعام11ل الرئيس11ية ،إن لم تكن الوحي11دة ،أص11بح
من المنطقي أن يتم دف 11ع الرس 11وم في ص 11ورة نقدي 11ة ،فالدول 11ة تق 11وم بنفقاته 11ا العام 11ة في ص 11ورة نقدي 11ة ومن ثم
فإنه11ا تحص11ل على إيراداته11ا في ص11ورة نقدي11ة .وبطبيع11ة الح11ال ،ال يتص11ور أن يتم جباي11ة الرس11م في ص11ورة
عينية ،أو العمل لفترة زمنية معينة لصالح اإلدارة العامة ،بل يتم ف11رض الرس11وم في ص11ورة نقدي11ة وجبايته11ا
على نفس الصورة ،كما تنص القوانين واللوائح التي تصدر في هذا الصدد.
7
يدفع الرسم جبًر ا من جانب األفراد اللذين يتقدمون بطلب الخدمة ،وقد أث11ار عنص11ر الج11بر أو اإلك11راه
بالنسبة للرسم جدًال واسًع ا بين الكتاب على أساس أن هذا العنصر ال يظه11ر إلى عن11د طلب الخدم11ة ،ومن ثم
ف11إن الش11خص يك11ون ل11ه مطل11ق الحري11ة في طلب الخدم11ة من عدم11ه ف11إذا طلب الخدم11ة فه11و مل11زم على نح11و
حتمي ي11دفع قيم11ة الرس11م المق11رر عليه11ا .أم11ا إذا امتن11ع عن طلبه11ا فبطبيع11ة الح11ال ال يج11بر على دف11ع أي رس11م
على اإلطالق وحقيقة األمر ،أن عنصر الجبر المقصود هنا يرجع إلى كون الدولة ممثلة في هيئاته11ا العام11ة
تستقل بوضع القواعد القانونية المتعلقة بالرسم وتل11ك القواع1د له11ا ص11فة االل11زام ،تج11بر األف11راد على دفع11ه إذا
تق11دم بطلب11ه إلح11دى الهيئ11ات العام11ة للحص11ول على الخدم11ة .إذ أن تحدي11د قيم11ة الرس11وم يتم بمقتض11ى القواع11د
القانونية ،معبًر ا عن إرادة الدولة ،وال سبيل أمام الفرد إال الخضوع لهذه القواعد ،أي إلرادة الدولة.
ويتمث11ل ذل11ك ب11أن ي11دفع الف11رد الرس11م مقاب11ل م11ا يحص11ل علي11ه من خدم11ة تق11دمها إح11دى الهيئ11ات العام11ة.
ف11النفع الخ11اص ال11ذي يحص11ل علي11ه الف11رد يق11ترن بنف11ع ع11ام .فمثال عن11دما ي11دفع الف11رد الرس11وم القض11ائية مقاب11ل
حص11وله على خ11دمات مرف11ق القض11اء فيتحق11ق هن11ا نف11ع خ11اص لط11الب الخدم11ة والمتمث11ل باس11تقرار الحق11وق ل11ه
عن طري11ق القض11اء وك11ذلك بتحقي11ق النف1ع الع11ام في توف11ير العدال11ة ألف11راد المجتم11ع .ويق1ال ذات الش11يء عن11دما
ي11دفع الف11رد رس11وم التس11جيل العق11اري للحف11اظ على حق11وق في تث11بيت الملكي11ة العائ11دة ل11ه في س11جالت التس11جيل
العقاري فهو نفع خاص بينما يحققه النفع العام في ضمان واستقرار الملكية في المجتمع.
-4صفة النفع:
تمثل هذه الصفة في الرسم أهمي1ة خاص11ة نظ1را لكونه1ا تم1يز عن أهم مص11ادر اإلي1رادات العام1ة وهي
الضرائب وفقا لما سنوضحه فيما بعد.
فط11الب الخدم11ة يس11عى من وراء ذاك إلى تحقي11ق منفع11ة خاص11ة تتعل11ق ب11ه وح11ده دون أن يش11اركه فيه11ا
ش 11خص آخ 11ر ،وإ ن ك 11ان بإض 11افة إلى النف 11ع الخ 11اص ،هن 11اك نف 11ع ع 11ام يع 11ود على المجتم 11ع وعلى االقتص 11اد
الق1ومي في مجموع1ة ويمكن توض11يح ذل11ك بالمث11ل ،فرس11وم تس11جيل الملكي11ة ،وان ك11انت تع11ود ب11النفع الخ11اص
على ط11الب الخدم11ة إال أنه11ا في ذل11ك ال11وقت تحق11ق نفع11ا عام11ا للمجتم11ع بأكمل11ه تتمث11ل في اس11تقرار المع11امالت
بين األفراد من جهة وعدم تسرب أي منازعات تتعل11ق به11ذا الح11ق من جه11ة أخ11رى ،ك11ذلك الرس11وم القض11ائية
يلتزم بدفعها المتقاض1ون مقاب1ل الحص1ول على خدم1ة مرف1ق بالقض1اء ،مم1ا ي1ترتب عليه1ا تحقي1ق نف1ع خ1اص،
يتمث 11ل في حص 11ول ك 11ل منهم على حق 11ه وض 11مان ع 11دم منازع 11ة أح 11د في 11ه ،وفي نفس ال 11وقت يس 11تفيد المجتم 11ع
نتيجة استقرار الحقوق وتوفير العدالة بين األفراد وينطبق ذل1ك األم1ر على كاف1ة المن1افع الخاص1ة ال1تي تع1ود
8
على األفراد مقابل دفع الرسوم على التعليم والتطعيم واستخراج رخصة القي11ادة وغيره11ا ،وال11تي يق1ترن فيه11ا
النفع الخاص بالنفع العام يعود على المجتمع من نشاط المرافق العامة للتعليم والصحة واألمن ...الخ.
تختل11ف أن11واع الرس11وم في تش11ريع م11الي لدول11ة م11ا عن دول11ة أخ11رى ويظه11ر ه11ذا االختالف في الرس11وم
وبحسب طبيعة الخدمة ،وبحسب .........الخدمة وذلك يكون أمام عدة أنواع من الرسوم ومن أهمها:
فهي الرسوم التي يدفعها األفراد عند طلب خدمة من مرفق قضائي أو كت1اب ع1دل فعن1دما يق1وم الف1رد
برفع دعوى قضائية للفصل فيها في محكم1ة ب1داءة علي1ه أن ي1دفع (رس1وم في مح1اكم ،األح1وال الشخص1ية أو
رس11وم للطعن في األحك11ام القض11ائية والق11رارات وال11تي ت11دفع إم11ا بش11كل رس11م مقط11وع أو ق11د تس11توفي بنس11بة
مئوية من قيمة الدعوى أو قد تدفع الرسوم بتوثي11ق العق1د ل11دى ك11اتب الع11دل أو إثب11ات بش11هادة أو ت11اريخ والدة
وعند ذلك تسمى بالرسوم العدلية ،أو كرسوم التنفيذ التي تستوفي من الدين وال1تي ق1د تك1ون نس1بة مئوي1ة من
قيمة الدين أو بمبلغ مقطوع من قيمة المعاملة.
الرسوم االمتيازية:
وهي الرسوم التي يتحملها االفراد عند االنتفاع بشكل خاص بخ1دمات معين1ة ،يمت1ازون به1ا عن الغ1ير
كرسوم منح رخصة حمل السالح أو رخصة قيادة السيارة ،أو رسوم الحصول على جواز سفر.
الرسوم اإلدارية:
وهي الرس11وم المفروض11ة مقاب11ل تق11ديم الخ11دمات اإلداري11ة ال11تي تق11دمها بعض الهيئ11ات والمراف11ق العام11ة
كرسوم البلدية ورسوم الصحة ورسوم البريد والبرق وغيرها.
عموم 11ا إن الرس 11م يخض 11ع العتب 11ارات متع 11ددة تتعل 11ق بعم 11ل المرف 11ق أو أهميت 11ه وبطبيع 11ة ،خدم 11ة ال 11تي
يقدمها ويؤديها االفراد ،فالقاعدة العامة أن سعر الرسوم يجب أن ال يتجاوز تكاليف هذه الخدمة ،فال ب11د من
توازن بين أهمية وطبيعة الخدمة وبين سعر الرس1م ال1ذي يس1ري على األف1راد كاف11ة فيجب أن يخض11ع الرس1م
إلى نم11ط ث11ابت وع11ام ومح11دد وال ي11ترك أم11ر تق11ديره إلى مش11يئة اإلدارة وتعس11فها أي يجب أن يص11در الرس11م
وفقا للقانون.
9
-)2األتاوة
يقص 11د باإلت 11اوة (مقاب 11ل التحس 11ين) "مبل 11غ نق 11دي تح 11دده الدول 11ة ويدفع 11ه بعض فئ 11ات أو أف 11راد المجتم 11ع
المتمثلين بمالك العقارات نظير عمل عام قصد به مصلحة عامة ،كفتح طريق وبن11اء جس11ر أو إنش11اء حديق1ة
مثال ،فعاد على أصحاب العقارات بمنفعة خاصة تمثلت بارتفاع قيمة عقاراتهم وممتلكاتهم.
والرس11 1م يختل11 1ف عن األت11 1اوة ،حيث أن األت11 1اوة وال11 1تي تمث11 1ل المقاب11 1ل للتحس11 1ين وهي مب11 1الغ نقدي11 1ة يتم
فرض111ها واستحص111الها من الم111الكين وال111تي تقاب111ل االرتف 11اع في قيم 11ة ممتلك 11اتهم وبال 11ذات م111الكي األراض111ي
والعق11ارات وال11ذي يتحق11ق لهم نف11ع خ11اص نتيج11ة جه11ود ونش11اطات الدول11ة وال11تي منه11ا تحقي11ق نف11ع ع11ام ومث11ال
ذلك إقامة السدود ز شق النزع ،وقنوات الري ،وغيرها والتي تؤدي الى انتف11اع م11الكي األراض11ي الزراعي11ة
وإ نشاء الط1رق ،المواص1الت وتوف1ير خ1دمات الكهرب1اء والم1اء والمج1اري وغيره1ا وال1تي تحق1ق نفع1ا خاص1ة
لمالكي العقارات واألبنية.
وتع1رف أيض11ا :بأنه1ا مبل1غ من الم1ال يدفع1ه ص11احب العق1ار للدول1ة مقاب1ل قي1ام األخ1يرة بعم1ل مم1ا أدى
إلى ارتفاع قيمة العقار دون أن يطلب مالكه تلك الخدمة أو أن يبذل أي جهد في ذلك ،ك1ان تق1وم الدل1ة بش1ق
طريق11ة فتزي11د قيم11ة األرض أو أن تب11ني مستش11فى أو جامع11ة فتزي11د قيم11ة األرض المحاي11د له11ا .ه11ذا األم11ر ال
تطبقه جميع الدول بل البعض منها مثل دول السوق األوروبية المشتركة.
-1الصفة النقدية :أي يكون المبلغ المقتطع نقًد ا أي في شكل أموال نقدية وليست عينة.
-2جبرا :اإلتاوة إلزامية وليس للفرد الخيار في دفعها وهو مجبر على دفعها.
-3خاص بالعقارات :اإلتاوة تمس فقط العقارات وال تمس المنقوالت وتدفع مرة واحدة.
-4تمويل ميزانية الدولة :أي الهدف من دفع االتاوة ه1و النف1ع الع1ام والمس1اهمة في تحقي1ق أه1داف المجتم1ع
االقتصادية واالجتماعية.
10
من خالل م11ا س11بق نالح11ظ تش11ابه الموج11ود بين الرس11م واالت11اوة أن كالهم11ا مبل11غ نق11دي ،يؤدي11ان مقاب11ل
الحص11 1ول على منفع11 1ة خاص11 1ة في حين االختالف يكمن في أن االت11 1اوة ت11 1دفع في الحال11 1ة ال11 1تي تح11 1دث فيه11 1ا
تحسينات عقارية ولمرة واحدة بينما قد يتكرر دفع الرسم كما تكرر الحصول على ذات المنفعة.
-1الرسم واألتاوة:
الرس11م ي11دفع مقاب11ل خدم11ة يطلبه11ا الش11خص بمحض إرادت11ه أم11ا األت11اوة فت11دفع بش11كل إجب11اري من قب11ل
الشخص مالك العقار.
الرسم يدفع مقابل خدمة خاصة ،أما اإلتاوة فتدفع مقابل خدمة عامة قامت بها الدولة.
الرسم يتكرر دفعة كما طلب الشخص الخدمة ،أما اإلتاوة فتدفع لمرة واحدة.
أم 11ا أوج 11ه الش 11به م 11ا بين الرس 11م واألت 11اوة فيكمن في ارتكازهم 11ا على عنص 11ر المنفع 11ة .فالرس 11م يع 11ود
بالمنفعة الخاصة على دافعه ،أما األتاوة فتعود بالمنفعة العامة على مالك العقار.
-2الرسم والضريبة:
-1الض 11ريبة فريض 11ة إجباري 11ة يل 11زم الف 11رد ب 11دفعها ،أم 11ا الرس 11م فيس 11تطيع الف 11رد ع 11دم دفع 11ه إذا اس 11تغنى عن
الخدمة التي يفرض عليها الرسم.
- 2الضريبة تتكرر بصفة دورية مع وجود سببها ،أما الرسم فيتكرر كلما طلبت الخدمة.
-3أن النف11ع الع11ام كام11ل في الض11ريبة وال يع11ود على دافعه11ا نف11ع خ11اص مح11دد ولكن الرس11م يغلب في11ه النف11ع
العام وجود نفع خاص محدد.
-4الضريبة تف1رض على ق11در يس1ار المكل1ف أم1ا الرس1م فيف1رض بس1عر مح1دد على جمي1ع من طلب الخدم1ة
سواء كانوا أغنياء أم فقراء.
11
-2كونها فريضة نقدية تدفع بصفة نهائية أي ال يمكن استردادها.
-3كونهما ال يفرضان إال بقانون ،وق11د ت11ترخص بعض ال11دول في جع11ل الجه11ات المحلي11ة ص11احبة الح11ق في
فرض بعض الرسوم.
12
لق11د ارتب11ط مفه11وم السياس11ة الجبائي11ة في مختل11ف المجتمع11ات وعلى تت11ابع العص11ور بدرج11ة تط11ور دور
الدول11ة ككي11ان س11يادي منظم ب11الظروف االقتص11ادية واالجتماعي11ة والسياس11ية الس11ائدة بم11ا جع11ل دوره11ا يختل11ف
من دولة إلى أخرى حسب طبيعة النظام االقتصادي واالجتماعي والسياسي القائم في كل دولة من الدول.
وبالتالي أصبحت السياسة الجبائية تعكس مختلف التقلبات االجتماعية والمراحل االقتصادية التي تم11ر
بها الدول.
تعددت مف1اهيم السياس1ة الجبائي1ة تبع1ا لتع1دد أه1داف الجباي1ة ذاته1ا م1ع م1ا يمكن أن تحدث1ه من ت1أثيرات،
وإ ن اتفقت جميع هذه األهداف على أن تساير مرحلة النمو التي يمر بها المجتمع ال11ذي تتض11ح في11ه األه11داف
وظروف طبيعة النظام السائدة فيه.
ق11د ي11ترتب على السياس11ة الجبائي11ة تش11جيع العملي11ة اإلنتاجي11ة وتحف11يز االس11تثمارات ،ذل11ك أن االقتص11اد
الوط 11ني ال يمكن 11ه أن يتق 11دم إذا ك 11ان س 11ير العملي 11ة اإلنتاجي 11ة وحرك 11ة االس 11تثمارات معاق 11ة بف 11رض ض 11رائب
مرتفعة.
السياسة الجبائية :هي مجموعة من البرامج التي تخضع لها الدولة مستخدمة كافة مصادرها الجبائية الفعلية
المحتمل11ة ،إلح11داث آث11ار اقتص11ادية واجتماعي11ة وسياس11ية مرغوب11ة وتجنب آث11ار غ11ير مرغوب11ة للمس11اهمة في
تحقيق أهداف المجتمع.
وتع 11رف أيض 11ا على أنه 11ا مجم 11وع االختي 11ارات ال 11تي تس 11اهم في وض 11ع خص 11ائص النظ 11ام الجب 11ائي أي
تحديد اإلجراءات التي تحدث آثار على مستوى الضغط الجبائي ،توزيع االقتطاعات ،تحدي11د األجه11زة الفني11ة
الخاص11 1ة باالقتط11 1اع ،الق11 1رارات المتعلق11 1ة بالوع11 1اء الض11 1ريبي أو الق11 1رارات المتعلق11 1ة ...مختل11 1ف الض11 1رائب
والرسوم.
كم11 1ا عرفه11 1ا البعض على أنه11 1ا فن يتح11 1دد من خالل11 1ه الخص11 1ائص العام11 1ة للض11 1ريبة تبع11 1ا للمعطي11 1ات
االقتص11 1ادية والس11 1يكولوجية الس11 1ائدة في المجتم11 1ع في حين يعرفه11 1ا البعض كج11 1زء من السياس11 1ة االقتص11 1ادية
13
للدولة ،تحم1ل في طلبياته1ا مجموع1ة من األفك1ار واالس1تراتيجيات المع1بر عنه1ا في مجموع1ة قواع1د وق11وانين
وأنظمة مخصصة لضمان الطرق األكثر فعالية إلعداد وتحصيل اإليرادات المالية.
تستمد السياسة الجبائية أهميتها من خالل الدور المتزايد الذي أص11بحت تلعب11ه الض11ريبة وم11دى ق11درتها
على الت11 1أثير على الواق11 1ع االقتص11 1ادي واالجتم11 1اعي ألي بل11 1د وال11 1ذي تط11 1ور بتط11 1ور دور الدول11 1ة في الحي11 1اة
االقتصادية واالجتماعية ،حي ثلم تصبح الضريبة حيادية بل أداة من أدوات الرئيسية ال1تي تس1تخدمها الدول1ة
في تحقيق النظام االقتصادي فهي بذلك ليست غاية في حد ذاتها يراد به11ا إثق11ال كاه11ل المكلفين وإ نم11ا وس11يلة
ضبط تسعى الدولة من خاللها لتحقيق أهداف معينة في المجاالت االقتصادية ،واالجتماعية والسياسية.
السياس11ة الجبائي11ة تس11عى إلى تحقي11ق الت11وازن الحس11ابي وإ نم11ا امت11د تأثيره11ا لتش11مل الت11أثير على مختل11ف
المتغ11يرات االقتص11ادية وذل11ك لتحقي11ق ت11وازن اقتص11ادي ش11امل يرتب11ط باأله11داف العام11ة للسياس11ة االقتص11ادية
وهي ب 11 1ذلك تع 11 1رف ديناميكي 11 1ة متواص 11 1لة نظً1 1 1ر ا الرتباطه 11 1ا ب 11 1المتغيرات الحاص 11 1لة على المس 11 1توى الواق 11 1ع
االقتص 11ادي والسياس 11ي واالجتم 11اعي ،فهي تتغ 11ير من دول 11ة ألخ 11رى كم 11ا أنه 11ا تتغ 11ير في نفس البل 11د من وقت
آلخر بالنظر إلى تغير األهداف والتحوالت التي يعرفها الواق11ع االقتص11ادي واالجتم11اعي وال11تي تتطلب دوم11ا
مراجع11ة الت11دابير واإلج11راءات المتعلق11ة بالسياس11ة الجبائي11ة المتبع11ة لتتالءم م11ع األوض11اع الجدي11دة ح11تى تك11ون
أكثر فعالية وانسجاما.
وتتمثل بذلك السياسة الجبائية إحدى األدوات الهامة التي تلج11أ إليه11ا الدول11ة لتنفي11ذ سياس11تها االقتص11ادية
واالجتماعية ووس1يلة لتعبئ1ة الم1وارد واالي1رادات العام1ة لتموي1ل الميزاني1ة العام1ة للدول1ة وهي إح1دى مص1ادر
تمويل االتفاق الحك1ومي بنوعي1ة التس1يير والتجه1يز وكم1ا أنه1ا وس1يلة لتخص11يص الم1وارد اإلنتاجي1ة وعناص11ر
اإلنت 11اج بين القطاع 11ات والمن 11اطق وبين االس 11تهالك واإلنت 11اج ،وذل 11ك وفق 11ا لسياس 11ة اقتص 11ادية مرس 11ومة س 11لفا
تس11تهدف بل11وغ أه11داف معين11ة في المج11االت االقتص11ادية واالجتماعي11ة وتنف11ذ السياس11ة الجبائي11ة في إط11ار نظ11ام
ضريبي هو ترجمة فنية للسياسة الجبائية.
14
تعتم 11د السياس 11ة الض 11ريبية أو السياس 11ة الجبائي 11ة على مجموع 11ة من األدوات ال 11تي يع 11بر عنه 11ا باإلنف 11اق
الحكومي ،حيث يعتبر الهدف الرئيسي منها إنا التأثير على سلوك ما أو نشاط أو تقديم إعانة وهذا م11ا يمكن
ذكره في الخمس النقاط التالية:
اإلعفاءات الضريبية
التخفيضات الضريبية
أدوات السياسة التخفيضات الخاصة
المتعلقة بالوعاء
الجبائية الضريبي بالمعدالت
-1اإلعفاءات الضريبية:
ق11 1د تلج11 1أ الدول11 1ة إلى التض11 1حية بمب11 1دأ ش11 1مولية الض11 1ريبة ،وذل11 1ك عن طري11 1ق إعف11 1اء بعض النش11 1اطات
االقتصادية من هذه األخيرة بغية تحقيق بعض الغايات االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافي11ة ،ويمكن
أن يكون اإلعفاء بشكل مؤقت أو بشكل دائم ،كنا يمكن أن يكون كليا أو جزئيا.
وتعت11بر اإلعف11اءات الض11ريبية المؤقت11ة من أك11ثر النفق11ات الض11ريبية اس11تخداما في ال11دول النامي11ة لكونه11ا
بسيطة اإلدارة إال أن لها مجموعة من العيوب أبرزها:
-ان إعفاء األرباح بغض النظر عن مص11ادرها يحم1ل المس1تثمرين ال1ذين يتوقع1ون تحقي1ق أرب1اح ك1برى هم
المستفيدين من ذلك.
15
-تول 11 1د اإلعف 11 1اءات المؤقت 11 1ة ح 11 1افزا قوي 11 1ا على الته 11 1رب الض 11 1ريبي ،حيث تس 11 1تطيع المؤسس 11 1ات الخاض 11 1عة
للض 11رائب ال 11دخول في عالق 11ات اقتص 11ادية م 11ع المؤسس 11ات المعف 11اة أرباحه 11ا من خالل التس 11عير الق 11ائم على
التح11ويالت المتبادل11ة مث11ل دف11ع س11عر مب11الغ في11ه مقاب11ل الس11لعة المش11تراة من الش11ركة األخ11رة ثم اس11تردادها في
صورة مدفوعات مشترة.
-هناك فرصة لتحايل المستثمرين باإلنفاق على فترة اإلعفاء الضريبي المؤقت وتمدي1دها من خالل تحوي1ل
المشروع االستثماري القائم إلى مشروع جديد كإغالق المشروع وإ عادة تشغيله.
-يغلب على اإلعف11اءات المؤقت11ة اس11تقطاب المش11روعات قص11يرة األج11ل ال11تي في الع11ادة غ11ير ذل11ك نف11ع كب11ير
لالقتصاد ،مقارنة بالمشروعات الطويلة األجل.
-من الص11عوبة ض11مان ش11فافية اإلعف11اءات المؤقت11ة وتحدي11د تكلفته11ا على إي11رادات الميزاني11ة خاص11ة إذا ك11انت
المشروعات غير مطالبة بتقديم تصريحات ضريبية.
-2التخفيضات الضريبية الخاصة بالوعاء :هي عب11ارة عن إج11راءات تس11مح بتخفيض بعض أج11زاء
ال11 1 1دخل عن طري11 1 1ق خصوص11 1 1يات يتم إجراءه11 1 1ا على الم11 1 1ادة الخاض11 1 1عة للض11 1 1ريبة ،يمكن أن تس11 1 1تند ه11 1 1ذه
الخصومات إلى نفقات حقيقية أو جزافية حسب مبلغ يحدده التشريع ،وهذا ما يسمح للممول بتحقيق وف11رات
ضريبية ناجمة عن تغير المعدل الح1دي لإلخض1اع نح1و االنخف1اض من جه1ة وتقليص حجم الم1ادة الخاض11عة
لضريبة عندما يكون المعدل تصاعديا أو نسبيا.
-3التخفيض@ات الخاص@ة بالمع@دل :ويع11ني إخض11اع المكل11ف بالض11ريبة إلى مع11دالت ض11ريبية أق11ل من
المع11دالت العادي11ة المس11تخدمة في النظ11ام الض11ريبي كالمع11دل المف11روض على األرب11اح المع11اد اس11تثمارها ب11دال
من معدل العادي على األرباح الشركات.
-4الق@@رض الض@@ريبي :ه 11و ح 11ق ض 11ريبي قاب 11ل لتحمي 11ل على ض 11ريبة أخ 11رى ،وه 11و عب 11ارة عن امتي 11از
ض11ريبي يتعل11ق بفئ11ة المم11ولين ال11ذين يتمتع11ون بش11روط خاص11ة ،ويتمث11ل في تخفيض مبل11غ الض11ريبة الم11دفوع
أخذا بقواعد الضريبة سارية المفعول ،فيعمل القرض الضريبي على التخفيض من قيم1ة الض1ريبة المس1تحقة
الض11ريبة ،وال تتغ1ير ه1ذه ال1وفرات وهو ال يمس القيمة الخاضعة لضريبة ،ولكن1ه ي1ؤدي إلى تحقي1ق قيم1ة
الض11ريبية تبع11ا لس11لم االقتطاع11ات التص11اعدي ،إذا ك11ان الق11رض الض11ريبي أق11ل من الض11ريبة المس11تحقة فيتم
تخفيض11ه من الض11ريبة ،وإ ذا ك11ان الق11رض الض11ريبي أك11بر من الض11ريبة أق11ل من الض11ريبة المس11تحقة يك11ون
المم11ول في حال11ة ق11رض قاب11ل لالس11ترجاع ،والج11زء ال11ذي ال يتج11اوز الض11ريبة المس11تحقة يعطي مج11اال لدفع11ه
لصالح الممول.
16
-5تأجيل الضريبة :هي عبارة عن مبالغ ال تدخل في حساب وعاء الضريبي لف11ترة زمني11ة معين11ة وإ نم11ا
تدخل في المادة الخاضعة للضريبة في الفترات الالحقة.
-تتمثل السياسة الجبائية ،كأداة من أدوات السياسة الجبائية ،في قيام الس11لطات المعني11ة خط11وات وإ ج11راءات
ت11رمي إلى تحقي11ق أه11داف مح11ددة تختل11ف ب11اختالف النظ11ام االقتص11ادي ،خاص11ة بع11د تط11ور أهمي11ة دور الدول11ة
في الحياة االقتصادية واالجتماعية لتوجيه االقتصاد وعالج المشكالت التي تع1ترض عمل1ه ونش1اطه ،إض1افة
إلى السعي لتحقيق العدالة االجتماعية.
ومن ه11ذا المنطل11ق أص11بحت الحاج11ة إلى سياس11ة جبائي11ة تخ11دم األه11داف المس11طرة وبالمس11توى المطل11وب من
الكف11اءة ض11رورة حتمي11ة ،خاص11ة في ظ11ل التح11ويالت والرهان11ات ال11تي يعيش11ها الع11الم ،ي11أتي في مقدم11ة ه11ذه
األه 11داف اله 11دف التم 11ويلي ،باعتباره 11ا مص 11درا هام 11ا لإلي 11رادات العام 11ة بإض 11افة إلى األه 11داف االقتص 11ادية
واالجتماعية والسياسية التي تسعى الدولة إلى تحقيقها.
-األهداف المالية:
تعد فكرة الهدف المالي للسياسة الضريبية من أفكار التقليديين وبالتحديد المدرس1ة الكالس1يكية فاله1دف
األساسي حس1ب الكالس1يكيين ألي سياس1ة ض1ريبية يكمن في تغطي1ة النفق1ات العام1ة ولتحقي1ق ه1ذا اله1دف ن1ادا
رواد هذه فكرة بتحقيق شرطين أساسيين وهما حيادة الضريبة ووفرة حصيلتها.
ان فكرة حيادية الضريبة نابعة عن الكالسيك من ع1دم ايم1انهم بت1دخل الدول1ة في األنش1طة االقتص1ادية
فه 11ذا الت 11دخل ه 11و بمثاب 11ة اخالل الت 11وازن الط 11بيعي ،فحيادي 11ة الض 11ريبة تع 11ني ع 11دم إح 11داث أي أث 11ر للض 11ريبة
المفروض11ة على النش11اط االقتص11ادي أو ع11دم إح11داث أي أث11ر على الق11رارات االقتص11ادية المتخ11ذة من ط11رف
األفراد.
أم11ا بالنس11بة ل11وفرة الحص11يلة الض11ريبية فهي تع11ني أن الحص11يلة من الض11رائب يجب أن تغطي النفق11ات
العام11ة ووفق11ا ل11ذلك فالض11ريبة يجب أن تك11ون منتج11ة بتحقيقه11ا أك11بر حص11يلة ممكن11ة وهن11ا يكمن دور السياس11ة
الضريبية في التركيز على نوع الضرائب التي تتسم باتساع نطاقه11ا كالض11رائب على الس11لع ذات االس11تهالك
الواس11ع باإلض11افة إلى تقليص النفق11ات الجبائي11ة ،وتفعي11ل الض11رائب المتع11ددة ب11دل الض11رائب الوحي11دة كم11ا أن
17
الض 11 1رائب يجب أن تتس 11 1م بالمرون 11 1ة والثب 11 1ات وتع 11 1ني بالثب 11 1ات أن الحص 11 1يلة الض 11 1ريبية يجب أن ال تتغ 11 1ير
بالتغيرات الحاصلة في النشاط االقتصادي.
األهداف االقتصادية:
تختل11ف األه11داف االقتص11ادية للسياس11ة الض11ريبية ب11اختالف الوض11ع االقتص11ادي إلى أه11داف اقتص11ادية
عامة وأهداف اقتصادية انتقالية حسب القطاعات االقتص1ادية فاله1دف االقتص1ادي الع1ام يحتم توجي1ه السياس1ة
الض11 1ريبية إلى معالج11 1ة الف11 1ائض من الق11 1درة الش11 1رائية ومحارب11 1ة التض11 1خم وهن11 1ا يج11 1در الح11 1ديث عن مرون11 1ة
الضرائب في تحقيق الهدف العام من خالل سياسة جبائية ظرفية .وفي أحيان أخ11رى تق11وم السياس11ة الجبائي11ة
بعم11ل انتق11ائي ،وه11ذا بعم11ل الدول11ة إلى تش11جيع قط11اع اقتص11ادي معين ،فتق11وم الدول11ة بس11ن ق11وانين وإ ج11راءات
ضريبية تحفيزية لصالح القطاع المراد تشجيعه وفي أحيان أخرى يكون الهدف من السياسة الضريبية الح11د
من النمو السريع الغير مرغوب في1ه لقط1اع انت1اجي ت1رى الدول1ة أن زي1ادة إنتاجي1ة ه1ذا القط1اع بس1بب ض11رر
باالقتصاد الوطني أو بسبب خلل في أهداف السياسة العامة.
ان األه11 1داف االقتص11 1ادية للسياس11 1ة الض11 1ريبية هي بالغ11 1ة األهمي11 1ة وخاص11 1ة أن حجم الدول11 1ة في نم11 1و
مس11تمر ،ه11ذه األه11داف ال تنحص11ر فق11ط في االزم11ات الظرفي11ة ال11تي يم11ر به11ا االقتص11اد الوط11ني به11ا ب11ل له11ا
أهداف بعيدة المدى لتحقيق االستقرار االقتصادي ألطول فترة ممكنة وفيم11ا يلي س11يتم التفص11يل في األه1داف
االقتصادية للسياسة الضريبية:
األهداف االجتماعية:
18
من االعتب11 1ارات ال11 1تي توض11 1ع على أساس11 1ها السياس11 1ة الض11 1ريبية اعتب11 1ارات اجتماعي11 1ة ومن أهم ه11 1ذه
االعتبارات االجتماعية إعادة توزيع الدخل القومي على أفراد المجتمع لضمن ه1ذا النط1اق ك1ان من ال1واجب
التفرقة أوال بين توزيع الدخل وهذا لتفادي التخلط بينهما نظرا لالختالف الكبير بين المفهومين.
-فتوزي11ع ال1دخل يع11ني توزي11ع ال11دخل الوط11ني على عوام11ل اإلنت11اج ال11تي س11اهمت في اث11راءه وه1و م11ا يس11مى
عند االقتصاديين التوزي1ع األولي ،إم1ا إع1ادة توزي1ع دخ1ل فيع1ني اس1تفادة جمي1ع األف1راد بمختل1ف طبق1اتهم من
الدخل الوطني مثل هذا التوزيع يسمى بالتوزيع لنهائي.
-إن إعادة توزيع الدخل هي تلك السياسة االقتصادية التي تستعملها الدولة بغية تحويل المداخيل بين أف11راد
المجتمع أو بين طبقات المجتمع بإنفاقها العام.
فإع 11ادة توزي 11ع ال 11دخل بين األف 11راد وطبق 11ات المجتم 11ع هي من بين األه 11داف العام 11ة للسياس 11ة الض 11ريبية بغي 11ة
تقلي 11ل التفاوت 11ات بين طبق 11ات المجتم 11ع عن طري 11ق ف 11رض الض 11رائب التراكمي 11ة والض 11رائب التص 11اعدية على
الدخل ،فتصاعديات تف1رض الدول1ة ض1رائبها على أص1حاب ال1دخل المرتف1ع وب1الموازات م1ع ذل1ك ق1وم الدول1ة
بإعف11اءات أو تقلي11ل نس11ب الض 11رائب المفروض 11ة على أص 11حاب ال11دخل الض 11عيف مراعي11ا في ذل11ك الظ11روف
الشخصية للمكلفين.
-لق11د اتف11ق ح11ل االقتص11اديين على أن التوزي11ع األمث11ل للم11داخيل بتحقي11ق أعلى نس11بة من االنص11اف والعدال11ة
االجتماعية ،فمسألة العدالة االجتماعية كانت وال زالت مسألة من مس11ائل السياس11ة العام11ة السياس11ة الض11ريبية
على ح 11د س 11واء وبقيت العدال 11ة االجتماعي 11ة مرهون 11ة بم 11دى ق 11درة السياس 11ة الض 11ريبية على كفاي 11ة ال 11دخل في
الدرجات الدنيا من السلم االجتماعي.
لنج 11اح سياس 11ة م 11ا يجب أن ت 11واكب وتتع 11ايش تل 11ك السياس 11ة م 11ع المتغ 11يرات االقتص 11ادية واالجتماعي 11ة،
ولهذا سيتم التطرق لبعض الجوانب هذه األسس والمبادئ التي لمستها السياسة الجبائية.
إن األهمي11ة ال11تي تحتله11ا السياس11ة الجبائي11ة في تنفي11ذ أه11داف السياس11ات المالي11ة ال11تي تع11د وس11يلة لعقلن11ة
وتنظيم االقتصاد ومواجهة أزمات التضخم واالنكماش وتفشي البطالة والتحكم بوتيرة التفعيل االقتصاديـ من
خالل تبني نظام جبائي مالئم مع النظم االقتصادية والسياسية السائدة.
19
ان تحدي11د مس11توى المردودي11ة الجبائي11ة المثلى يع11ادل من حيث المفه11وم م11دى مالئم11ة السياس11ة الجبائي11ة
للنظم السياسي واالجتماعي واالقتصادي السائد ودرجة النمو االقتصادي.
تختص 11ر األس 11س االقتص 11ادية على ش 11قين المردودي 11ة الجبائي 11ة والهياك 11ل االقتص 11ادية تظه 11ر المردودي 11ة
الجبائية من خالل زيادة القدرة اإلنتاجية وهذا ما يؤدي إلى زي1ادة في التحص1يل الجب1ائي كم1ا ذك1ره م1وريس
لوري أن "القدرة المساهمة الجبائي1ة ألم1ة تع1بر بش1كل مباش1ر عن إنتاجيته1ا االقتص11ادية ويمكن أن تثبت ذل1ك
دون صعوبة".
-1المردودية االقتصادية :يتم قياس المردودية الجبائية (الضغط الجبائي) من خالل نس1بة االقتطاع1ات
اإلجبارية إلى الناتج الداخلي الخ1ام ويطل1ق عليه1ا نس1بة المعام1ل الجب1ائي ،يتم االعتم1اد على مص1داقية التق1ييم
االحص11ائي س11واء ك11ان األم11ر متعل11ق باالقتطاع11ات أو الن11اتج ال11داخلي الخ11ام إال أن11ه ال يعطي ص11ورة واض11حة
عن حالة ذلك البلد.
ب -الهياكل االقتصادية :ترتب11ط الهياك11ل االقتص11ادية ارتب11اط وثي11ق بإقطاع11ات الجبائي11ة ،فنج11د في ال11دول
النامي11ة والس11ائرة في ط11ور التط11ور أنه11ا تواج11ه تح11ديات ك11برى إلقام11ة نظم ض 11ريبية ذات درج11ة عالي11ة من
الكف11اءة وذل11ك لم11ا تتص11ف ب11ه اقتص11ادياتها من الط11ابع الغ11ير الرس11مي والنقص في الم11وارد ،ف11نرى أن معظم
العمال11ة ت11تركز في المج11ال الفالحي والمش11اريع الغ11ير رس11مية ،وه11ذا م11ا يجع11ل دخ11ول ه11ذه الفئ11ة تتم11يز بع11دم
االس1تقرار دون نس1يان أن تقريب1ا معظمهم يتقاض1ون األج1ل نق1دا ،وه1ذا م1ا يق1ف ح1اجزا أم1ام اإلدارة الجبائي1ة
في انتاج احصائيات يعتمد عليها.
تشكل الض1ريبة أهم أوج1ه ت1دخل الس1لطات العمومي1ة في الحي1اة االقتص1ادية واالجتماعي1ة ويعت1بر قب1ول
الض11 1ريبة قب11 1وال بالمب11 1دأ ،إذ يش11 1كل النظ11 1ام الجب11 1ائي في المجتمع11 1ات الديمقراطي11 1ة مؤش11 1را للقب11 1ول السياس11 1ي
وااليديولوجي.
-1القبول الجبائي :إن إحاط11ة السياس11ة الجبائي11ة بالمعطي11ات الس11يكولوجية ال يق11ل أهمي11ة عن المعطي11ات
القتصادية ،إذ أن رضا العنصر الجبائي قبل وبعد االقتطاع يشكل الشرعية االجتماعية لخذا االقتطاع ،فهي
تمث 11ل قب 11وال بالمب 11دأ ،فق 11د يحص 11ل أن تن 11افي س 11لوكات العناص 11ر الجبائي 11ة لمتطلب 11ات الظ 11رف فتق 11ل المردودي 11ة
20
الجبائية بزي1ادة نس1ب االقتط1اع مم1ا يش1كل توس1عا للغش والته1رب الجب1ائيين الل1ذان يع1دان رد فع1ل ذو طبيع1ة
ميكولوجية.
إن القب 11 1ول الجب 11 1ائي يش 11 1كل مح 11 1ور مح 11 1اوالت التش 11 1ريعات النظري 11 1ة لتأس 11 1يس االقتطاع 11 1ات بأش 11 1كالها
وأجهزته 11ا ،حيث تحظى بش 11رعية اجتماعي 11ة تلقى قب 11وال نظري 11ا وش 11كليا من ط 11رف الهيئ 11ات الدس 11تورية بغي 11ة
إرس11 1 1ائها ،ويف11 1 1ترض في المجتمع11 1 1ات الديمقراطي11 1 1ة أن يش11 1 1كل النظ11 1 1ام الجب11 1 1ائي مؤش11 1 1را للقب11 1 1ول السياس11 1 1ي
وااليديولوجي.
أ -القب@@ول الف@@ردي لالقتط@@اع :يعت 11بر القب 11ول الف 11ردي لالقتطاع 11ات واجب 11ا جبائي 11ا مؤسس 11ا على ض 11رورة
اجتماعية مرتبطة باالنتماء إلى مجموع أو كيان ما حدده "فون شتان" بـ ":تمثل الضريبة التعب11ير االقتص11ادي
لوحدة الفرد واألمة".
ب -القبول االجتماعي لالقتطاع :ارتب11ط قب11ول االقتط11اع في المجتمع11ات بض11رورة خض11وعها لق11رارات
وأوام 11ر الح 11اكم ،فق11د ك 11ان مب 11دأ القب 11ول الش 11عبي للض 11ريبة في فرنس 11ا س 11نة 1789م ،ولكن م 11واطن الح 11ق في
المعاينة الجبائية وقبولها بشكل حر ومتابعتها بأنفسهم أو تمثيلهم.
ثاني@@ا :الم@@ذاهب الجبائي@@ة :ترتب 11ط الم 11ذاهب الجبائي 11ة ارتباط 11ا وثيق 11ا بالم 11ذاهب االقتص 11ادية واالجتماعي 11ة
الس11 1ائدة والمع11 1برة عن األي11 1ديولوجيات لمختل11 1ف التش11 1كيالت االقتص 11 1ادية واالجتماعي11 1ة القابل11 1ة أو الرافض 11 1ة
لالقتطاع11ات الجبائي11ة االجباري11ة ،ويرج11ع ب11روز الض 11ريبة إلى ظه11ور الدول11ة ،وتط11ورت بتطوره11ا ،وهن11اك
ثالثة مفاهيم لتبرير فرض الضريبة وهي :الضريبة مساومة ،الضريبة تبادل ،الضريبة تضامن.
-يقصد بمبادئ السياسة الجبائية تلك األسس التي يتم التقيد أو االلتزام بها عند وضع السياسات الضريبية،
باعتبارها الضابط لعملها ،والضامن لنتائجها المنشودة ،وتط1رح النظري1ة الض11ريبية مقارن1ات نظري1ة ،تش1كل
مرجعي 11ة ص 11لبة لبن 11اء النظ 11ام والسياس 11ات الض 11ريبية ،حيث أص 11بح اآلن تقييمه 11ا يعتم 11د بالدرج 11ة األولى على
هم11ا ،مب11دأ العدال11ة ومب11دأ الكف11اءة، م11دى التزامه11ا به11ذه المب11ادئ ،ويتم الترك11يز ح11ول مب11دأين رئيس11يين
ف11األول يع11ني البحث عن التوزي11ع الع11ادل للعبء الض11ريبي ،ويق11دم المنظ11رون في ه11ذا المج11ال م11ذهبين :مب11دا
االنتف11اع ومب11دأ المق11درة التكليفي11ة ويواج11ه تط11بيق ه11ذين المب11دأين إش11كالية التع11ارض بينهم11ا ،ذل11ك أن محاول11ة
تحقيق أحدهما سوف يكون على حساب اآلخر مما يتطلب التحكيم بينهما ،ونقوم بتحلي11ل النق1اط التالي11ة :مب11دأ
العدالة ،مبدأ الكفاءة – إمكانيات التحكيم بينهما ،نحاول تقديمها في شكل مخطط كما يلي:
21
الفعالية
-1مب@دأ العدال@ة :مفه11وم العدال11ة الجبائي11ة نس11بي يختل11ف من دول11ة إلى أخ11رى ،ومن طبق11ة اجتماعي11ة إلى
أخ11رى ،فاألغني11اء ي11روا أن ف11رض ض11رائب موح11دة النس11ب على جمي11ع األش11خاص واألم11وال في الدول11ة دون
أي اعتب 11ار آخ 11ر ه 11و عدال 11ة ض 11ريبية ،بينم 11ا ه 11و العكس من منظ 11ور ذوي ال 11دخل الض 11عيف والمح 11دود ،إذ
يعتق 11دون أن 11ه من ج 11ابء التض 11امن االجتم 11اعي بين فئ 11ات المجتم 11ع تحمي 11ل الطبق 11ة الغني 11ة القس 11ط األك 11بر من
األعباء العامة حسب حالتهم ومقدرتهم التكليفية.
كم11ا أن11ه يختل11ف مفه11وم العدال11ة حس11ب طبيع11ة السياس11ة االقتص11ادية المنتهج11ة من قب11ل الدول11ة ،وك11ذلك ص11عوبة
قياس آثر الضريبة وتحديد مفهوم العدالة الجبائية بناء على مبدأي االنتفاع والقدرة على الدفع.
أ -مبدأ االنتفاع :يقتض1ي ه1ذا المب1دأ أن1ه على األف1راد المنتفعين من اإلنف1اق الحك1ومي مس1ؤولون عن دف1ع
تك11اليف ه11ذا اإلنف11اق ،من خالل من خالل تحملهم للض11رائب المباش11رة المفروض11ة عليهم ،في حين أنهم غ11ير
مج11برين على تحم11ل تك11اليف الخ11دمات ال11تي ال يس11تفيدون منه11ا مباش11رة ،فتقض11ي العدال11ة هن11ا مقابل11ة العبء
الجبائي لما يتلقاه من منفعة شخصية ،وما يعاب على هذا المبدأ:
-إنه يخالف مفهوم الضريبة وطبيعتها القانونية ،فالمكلف بدفع الضريبة من باب التضامن االجتماعي.
-صعوبة تحديد المنفعة التي يحصل عليها الفرد نتيجة قيام الدولة بمهامها.
22
ب -مب@@دأ الق@@درة على ال@@دفع :ويقتض 11ي ع 11دم تحمي 11ل األف 11راد ض 11رائب تف 11وق ق 11درتهم على ال 11دفع ،أي
المش 11اركة في األعب 11اء العام 11ة على أس 11اس المس 11اواة في التض 11حية ،وبمع 11نى آخ 11ر أن يتص 11ف النظ 11ام بع 11دم
المغ11االة واإلف11راط فب ف11رض الض11رائب (ع11ددها) أو أس11عارها (مع11دالتها) ف11يراعي المق11درة المالي11ة للمم11ولين
وح11التهم االقتص11ادية في تحم11ل العبء الجب11ائي ،فيجب أال تك11ون الض11ريبة ثقيل11ة ومب11الغ فيه11ا ألن ذل11ك ي11دفع
بالممول إلى التهرب من دفعه11ا ،أو تخرج11ه من دف11ع النش11اط االقتص11ادي إذا م11ا أدى دفعه11ا إلى اس11تنفاذ رأس
ماله تدريجيا ،وبالتالي تصفية نشاطه ،وبذلك يكون النظام الجب1ائي عائق1ا أم1ام النم1و واالس1تقرار االقتص11ادي
ألداء أعماله ،فشرط عدم المبالغة والمغاالة شرط ضروري لتحقيق النمو واالستقرار االقتصادي.
ومما ال شك فيه بأن ه1ذه الخاص11ية مهم1ة في تص11ميم السياس1ة أو النظ1ام الجب1ائي ،فك1ل مخالف1ة لقاع1دة
العدالة تشكل استهانة بشعور الممولين وتكون مصدر إضراب في الكيان االجتماعي.
الواق 11ع، تعت 11بر فك 11رة المس 11اواة في المعامل 11ة الض 11ريبية بين األف 11راد ،أهم قاع 11دة يجب تحقيقه 11ا في
ألن أي خل11ل في التط11بيق يجع11ل منه11ا مطي11ة للطعن في مص11داقية العدال11ة الض11ريبية ،وتص11بح الدول11ة مهتم11ة
بانحياز معين لفئة دون أخرة أو ألفراد معينين دون غيرهم ،ويرى البعض أن هناك وجهين للضريبة هي:
)1العدالة األفقية :تساوي الظروف المادية للمكلفين–معاملة ضريبية واحدة– ضريبة متساوية.
ويثير تحديد مدلول المعاملة الضريبية المماثلة جدال كبيرا على المس1توى النظ1ري أو التط1بيقي حيث تط1رح
مشكلة (تساوي الظروف) ،ما ه1و المؤش1ر ال1ذي تعتم1د علي1ه في قي1اس مراك1ز األف1راد وال1ذي يس1مح بتط1بيق
المعاملة الضريبية المتساوية وعادة ما يعتمد على الدخول في تحديد المراكز المالية لألفراد.
)2العدالة الرأسمالية :تع11ني االختالف في المعامل11ة الض11ريبية عن11دما تختل11ف األوض11اع المادي11ة لألف11راد
واالختالف قد يكون بالزي1ادة أو النقص1ان حس1ب نوعي1ة االختالف بين المكلفين ،وهن1ا يتق1اطع مفه1وم العدال1ة
الرئسية مع مذهب القدرة على الدفع ،وطرحت بعض األفكار لتحديد القدرة على الدفع والتمييز بين األف11راد
وفق معيارين:
-المعيار الذاتي :القائم على مقدار األلم الناتج عن دفع الضريبة ،وهذا يختل1ف من ش1خص آلخ1ر بس1بب
ميوالته.
23
-المعي@@ار الموض@@وعي :يق 11وم على المس 11اواة في التض 11حية ،حيث يتحم 11ل ك 11ل ف 11رد نص 11يبا من األعب 11اء
العامة بنفس النصب الذي يتحمله غيره ،وهنا يس1تخدم ال1دخل أو رأس الم1ال كمؤش1ر يمكن االعتم1اد عليهم1ا
لقياس المقدرة التكليفية للفرد .وتتحقق العدالة حين يتحم1ل ك1ل ف1رد نص1يبا ال يهم مق1داره (كب1يرا أم ص1غيرا)
ال 11ذي يهم هوم 11ا تحمل 11ه اآلخ 11رون ،بمع 11نى أن المكل 11ف مس 11تعد أن يتحم 11ل ف 11وق طاقت 11ه إذا ك 11ان من ه 11و مثل 11ه
يتحمل نفس العبء ،ولن يكون مستعدا لحمل أقل من طاقته إذا كان اآلخر يحمل أقل من11ه ،وبالت11الي ف11العبرة
ليست بالمقدار المدفوع والتضحية الناتجة عنها وإ نما المساواة في التضحية ح1تى ول1و ك1ان ذل1ك ف11وق طاقت1ه
إذا ك 11ان اآلخ 11ر يعم 11ل أق 11ل من 11ه ،وبالت 11الي ف 11العبرة ليس 11ت بالمق 11دار الم 11دفوع والتض 11حية الناتج 11ة عنه 11ا وإ نم 11ا
المساواة في التضحية حتى ولو كان ذلك فوق طاقته وتشكل عبئا ثقيال.
-المعيار التشخيصي :إن تحقيق العدالة في توزيع األعباء الضريبية ال يعتمد على الجانب المادي فقط
في تحدي11د الق11درة على ال11دفع ،فق11د يتس11اوى الج11انب الم11ادي لشخص11ين إلى أن ظروفهم11ا االجتماعي11ة مخ ـتـلـفة
(ع11 1دد األوالد طـبــيعة أو مصــدر الــدخــل) مــما ي ـجـعـلـهـما فـي مـركـزيـن مختلفين ،وبالت11 1الي ف11 1إن العدال11 1ة
الض 11ريبية تقض 11ي مع 11املتهم معامل 11ة مختلف 11ة ،وه 11ذا م 11ا يع 11رف بالتش 11خيص الض 11ريبي أي مراع 11اة الظ 11روف
الشخصية والعائلية للفرد عند فرض الضرائب.
)2مبدأ الكفاءة الضريبية :هي التي تكون في الغالب أكثر وضوحا ومباشرة ألنها تتعام11ل م11ع الحق11ائق
الموضوعية المتعلقة بآثار الضرائب ،فالضريبة التي تتسم بالكفاءة العالية هي التي تعم1ل على تقلي1ل وتدني1ة
العبء اإلضافي الزائد للضريبة وتتسم بسهولة إدارتها وممارسة الرقابة عليها.
إذن فمعي 11ار الكف 11اءة يقتض 11ي قي 11ام الس 11لطات العام 11ة باختي 11ار أق 11ل الض 11رائب س 11لبية في تأثيره 11ا على
االقتص11 1اد الق11 1ومي ذل11 1ك ألن الض11 1ريبة تس11 1تهدف أغ11 1راض متنوع11 1ة ،فهي تف11 1رض أحيان11 1ا لتحقي11 1ق أغ11 1راض
اجتماعية واقتصادية وسياسية.
أ -الزاوي 11 1ة األولى :تتعل 11 1ق بكف 11 1اءة تحص 11 1يل الض 11 1ريبة المفروض 11 1ة أي ض 11 1رورة تخفيض نفق 11 1ات تحص 11 1يل
الضرائب بحيث يتحقق الف1رق بين م1ا يدفع1ه المكل1ف بالض11ريبة ،وم1ا يص11ل إلى خزين1ة الدول1ة يك1ون أق11ل م1ا
يمكن ألن أي زي11ادة في أعب11اء الض11ريبة س11وف يقل11ل من م11داخيل خزين11ة الدول11ة أو بعب11ارة أخ11رى كلم11ا قلت
نفقات الجباية كلما كان إيراد الضريبة غزيرا.
24
ب -الزاوية الثانية :تتعلق بكفاءة الضريبة ومدى ارتباطها بكفاءة النشاط االقتصادي عند فرضها بحيث أن
فرض الضرائب يجب أن ال يؤدي إلى اإلخالل في ق11رارات الوح11دات االقتص11ادية عن طري11ق حفاظه11ا على
مستويات األسعار النسبية بين السلع المختلفة.
يعت 11بر حي 11اد الض 11ريبة كمب 11دأ ف 11رعي لمب 11دأ الكف 11اءة وفي بعض الح 11االت يمكن اعتب 11اره مرادف 11ا لمب 11دأ
الكفاءة ،ويعني استخدام األداة الضريبية دون اح1داث تش1وهات ،حين نف1رض الض11ريبة فإنم1ا تح1دث تغ1يرات
في الع11رض والطلب ،ويك11ون الوض11ع بع11د فرض11ها ليس ه11و نفس11ه قب11ل فرض11ها ،كم11ا ت11ؤثر على التخص11يص
األمثل للموارد ،وفي هذا المعنى فإن الحياد يفترض بأن االقتطاع الض11ريبي يمكن11ه تحص11ل اإلي11رادات مالي11ة
مع تقليل التمييز في المعاملة الضريبية ،الذي يمكنه أن تؤثر إيجابي1ا أو س1لبا على خ1يرات اقتص1ادية معين1ة،
وعلى النظام الضريبي أن يتخلص من كل عنصر يمكنه أن يخل بمفاهيم الحياد ،ويعتم11د تحلي11ل مب11دأ الحي11اد
على فكرة العبء الض1ريبي الزائ1د أو اإلض1افي ،حيث يمكن لالقتطاع1ات اإلجباري1ة أن تقل1ل من الرغب1ة في
العم1ل والتوظي1ف واالس1تثمار وتخفيض1ه إلى أقص1ى ح1د ممكن ،يطل1ق على ه1ذه اآلث1ار بالتش1وهات الجبائي1ة،
تمثل مصدرا للتكاليف في شكل الرفاهي1ة ،ويتم تحدي1دها من خالل قي1اس أثره1ا على ع1رض العم1ل االدخ1ار
االستهالك.
األولى :إن الضرائب ذات األوعي1ة الواس1عة والمع1دالت المنخفض1ة هي أك1ثر الض1رائب فعالي1ة اقتص1اديا من
الضرائب ذات األوعية الضيقة واألسعار المرتفعة.
الثاني 11ة :في حال 11ة وج 11ود اآلث 11ار الجانبي 11ة ال 11تي تص 11يب المحي 11ط أو البيئ 11ة والناتج 11ة من األنش 11طة الملوث 11ة ف 11إن
الجباية تشكل عامل تحفيز ويمكن تطبيق أي معدل مهما كان مستواه على أوعية محددة.
الثالثة :معدل الضرائب يجب أن يؤخذ بعين االعتبار مدى حساسية الوعاء لتطور األسعار.
البساطة :تمثل ره1ان أساس1ي للجباي1ة ،وذل1ك أن تعقي1د النظ1ام الض1ريبي يش1كل عبئ1ا على المكل1ف والدول1ة،
بالنسبة للمكلف تتمثل في تكلفة المطابقة مع الق1وانين الجبائي1ة ال1تي تتزاي1د م1ع تعقي1د النظ1ام وع1دم االس1تقرار
بالنس 11 1بة إلدارة الض 11 1ريبة ف 11 1إن تكلف 11 1ة تحص 11 1يل الض 11 1رائب تنخفض م 11 1ع توس 11 1يع األوعي 11 1ة الض 11 1ريبية ،تع 11 1دد
اإلج 11راءات واإلعف 11اءات كله 11ا تس 11اهم في زي 11ادة التكلف 11ة ،حيث تس 11مح اإلج 11راءات المبس 11طة للمكلفين ب 11الفهم
الص11حيح وبك11ل س11هولة بم11دى التزام11اتهم وحق11وقهم .مم11ا يس11مح لهم باتخ11اذ الق11رارات الرش11يدة والتح11رك في
25
االتج11اه المرغ11وب من ط11رف الس11لطات العمومي11ة ،وتف11ادي التعقي11د في النص11وص ال11تي تحتم11ل التأوي11ل مم11ا
يس11 1اعد على م11 1ا أص11 1بح يع11 1رف ح11 1ديثا بالتخطي11 1ط الجب11 1ائي الع11 1دواني وال11 1ذي ال يختل11 1ف كث11 1يرا عن الته11 1رب
الضريبي.
مبدأ التحريض:
البطال 11ة، يع 11ني اس 11تخدام من ط 11رف الس 11لطات العام 11ة لض 11بط س 11لوكيات مرغوب 11ة ،مث 11ل تخفيض
ض 11مان النم 11و االقتص 11ادي ،دعم وتط 11وير بعض القطاع 11ات اإلنتاجي 11ة ،تش 11جيع المؤسس 11ات على إتب 11اع ط 11رق
معينة في اإلنتاج والتمويل.
26
المبحث الثالث :دور الجباية في محاربة بعض التقلبات االقتصادية
تنش 11أ اآلث 11ار االقتص 11ادية للض 11رائب بع 11د اس 11تقرار عبء الض 11ريبة على مكل 11ف معين ،واختلفت اآلراء
بشأن تحديد هذه اآلثار على وجه الدقة:
فق11 1د ذهب بعض االقتص11 1اديين إلى الق11 1ول بأن11 1ه ،ب11 1الرغم من أن عبء الض11 1ريبة ق11 1د يك11 1ون ثقيال على
المكلف بها ،فإن هذا قد يدفع إلى زي1ادة اإلنت1اج بكاف1ة الط1رق الممكن1ة لتع1ويض الج1زء المقتط1ع من دخ1ولهم
كضريبة ،أما البعض اآلخر ف1يرى أن مق1دار المبل1غ المقتط1ع من دخ1ل المكل1ف ه1و ال1ذي يح1دد أث1ر الض1ريبة
في نشاط األفراد وإ نتاجتهم من حيث الحجم والنوعية.
وفي حقيق 11 1ة األم 11 1ر ،إن آث 11 1ار الض 11 1رائب على نم 11 1ط االس 11 1تهالك واالدخ 11 1ار وغيره 11 1ا من الس 11 1لوكيات
االقتصادية يتحدد بأمرين:
أولهما مقدار مبلغ الضريبة المستحقة وثانيتها ،األوجه التي تستخدم فيها الدولة حصيلة الضرائب.
وبن1اء على م1ا ذكرن1اه س1نتناول فيم1ا يلي ت1أثير الض11رائب على االس1تهالك واالدخ1ار على االنكماش1ات
والتضخم وعلى االستثمار.
ت11ؤثر الض11رائب بص11ورة مباش11رة على مق11دار دخ11ل المكلفين به11ا بالنقص11ان ويتح11دد ذل11ك بحس11ب س11عر
الضريبة .فكلما كان السعر مرتفعا كلما كان تأثيره على مق1دار ال1دخل أك1بر والعكس ص11حيح ،وي1ترتب على
ذل11 1ك أن يت11 1أثر حجم م11 1ا يس11 1تهلكونه من س11 1لع وخ11 1دمات من خالل آث11 1ره ،أي س11 1عر الض11 1ريبة على مس11 1توى
االئتم111ان .ف111المكلفون وخاص111ة ذوو ال111دخول المح111دودة والمتوس 11طة ،يق 11ل دخلهم مم 11ا ي 11دفعهم إلى التض111حية
ببعض السلع والخدمات ،وخاصة الكمالية منها ،وبالتالي يقل الطلب عليها وتميل أثمانها نحو االنخفاض.
إال أن هذا القول ليس ص11حيحا بص11ورة مطلق1ة ،إذ أن درج1ة مرون1ة الطلب على ه1ذه الس1لع ه1و ال1ذي
يح 11دد إمكاني 11ة تأثره 11ا بالض 11ريبة .فالس 11لع ذات الطلب الم 11رن (الس 11لع الكمالي 11ة) يت 11أثر اس 11تهالكها بالض 11ريبة
بص 11ورة أك 11بر من الس 11لع ذات الطلب الم 11رن (الس 11لع الض 11رورية كاألدوي 11ة والم 11واد الغذائي 11ة) ال يت 11أثر كث 11يرا
بالض 11ريبة ،ومن ثم ال تقل11ل من االس11تهالك ه11ذه الطبق11ات ألنهم ع11ادة ي11دفعون الض 11ريبة من م11دخراتهم .أم11ا
27
الدخل المنخفض (الطبقات الفقيرة أو المتوسطة) فإنه يتأثر بالضريبة بصورة واضحة إذ تقل11ل من اس11تهالك
هذه الطبقة وخاصة بالنسبة للسلع ذات الطلب المرن.
ومن جه11 1ة أخ11 1رى ،يتوق11 1ف أث11 1ر الض11 1ريبة في االس11 1تهالك على خط11 1ة الدول11 1ة في اس11 1تخدام الحص11 1يلة
الضريبية فإذا جمدت الدولة حصيلة الضريبة ف11إن االس1تهالك يتج1ه نح1و النقص11ان .أم1ا إذا اس1تخدمت الدول1ة
هذه السلع في طلب بعض السلع والخدمات ......االستهالك الذي يحدثه إنفاق الدولة.
يش11 1كل االدخ11 1ار ذل11 1ك الج11 1زء ال11 1ذي لم يس11 1تهلك من ال11 1دخل ،ل11 1ذلك يتح11 1دد حس11 1ب حجم ال11 1دخل والمي11 1ل
لالدخ 11ار ،وت 11ؤثر الض 11رائب على المفروض 11ة على ال 11دخل ت 11أثيرا س 11لبيا على االدخ 11ار إذ تقل 11ل حجم االدخ 11ار
وبنس11بة تف11وق نس11بة انخف11اض االس 11تهالك حيث يس11تمر األف11راد في االس11تهالك على حس11اب االدخ11ار ،وفيم11ا
يتعلق بالمقدرة على االدخار ،فإن الضرائب على الدخول المالية التي كان يدخر أصحابها جزءا كبيرا منها
تقل11ل من ق11درة ه11ؤالء على االدخ11ار .أم11ا الض11رائب على ال11دخول الص11غيرة ال11تي ال يمل11ك أص11حابها فائض11ا
فإنه11ا ال ت11ؤثر على مق1درة ه11ؤالء األف11راد على االدخ11ار ألنهم ال ي11دخرون أص11ال ،كم11ا ت11ؤدي الض11رائب على
الم11دخرات إلى خفض المي11ل لالدخ11ار ،حيث أن الم11دخرين يوازن11ون بين التض11حية ال11تي يتحملونه11ا بحرم11ان
أنفس 11 1هم من التمت 11 1ع ب 11 1أموالهم في اقتن 11 1اء الحاج 11 1ات االس 11 1تهالكية ،وبين المنفع 11 1ة المتناقص 11 1ة من م 11 1دخراتهم
المحتفظين بها ،مما يدفعهم إلى زيادة االستهالك على حس11اب االدخ11ار .يتض11ح مم11ا س11بق أن للض11ريبة ت11أثير
سلبي على االدخار ،لكن بالمقابل قد تعتبر الضريبة ادخار إجباري تنفقه الدولة لتموي1ل االس1تثمارات العام1ة
الالزم11ة ل11دفع عجل11ة التنمي11ة االقتص11ادية ،ض11ف إلى ذل11ك يعت11بر االدخ11ار عنص11را حيوي11ا لتنمي11ة اقتص11اديات
الدول 11ة المختلف 11ة إال أن 11ه ي 11ؤدي إلى الض 11غط االس 11تهالك ،ولتف 11ادي االنعكاس 11ات االجتماعي 11ة يجب أن تق 11رض
الض11رائب على ال11دخول المرتفع11ة والمتوس11طة قص11د ض11غط االس11تهالك غ11ير الض11روري ،وفي ه11ذا المج11ال
يجب أن ال ت 11 1راعي االعتب 11 1ارات االقتص 11 1ادية وح 11 1دها ،ب 11 1ل يجب أيض 11 1ا مراع 11 1اة االعتب 11 1ارات االجتماعي 11 1ة
واإلنسانية والسياسيةـ بحيث يتوزع عبء الضريبة بحسب المقدرة الد خلية لسائر أفراد المجتمع.
تح 11دث الفج 11وة االنكماش 11ية عن 11دما يك 11ون المس 11توى الت 11وازني لل 11دخل الوط 11ني أق 11ل من مس 11توى دخ 11ل
التش11غيل الكام11ل ويوض11ح ذل11ك الش11كل رقم ( )01حيث يس11مح لن11ا ب11التفريق بين ال11دخل الوط11ني المحق11ق عن11د
التوازن Yeوذلك الممكن تحقيقه Ypإذا ما تم تشغيل جميع الطاقات اإلنتاجية لالقتصاد.
28
D
D
فال 11دخل الوط 11ني المحق 11ق إذن ليس دوم 11ا ال 11دخل ال 11ذي يحق 11ق التش 11غيل الكام 11ل ،ب 11ل ه 11و ذل 11ك ال 11دخل
الت11وازني أم11ا ال11دخل المس11تطاع فه11و ذل11ك ال11دخل األقص11ى ال11ذي يس11مح ب11ه االس11تخدام الكام11ل لكاف11ة الطاق11ات
اإلنتاجية الوطنية.
إن الفرق بين الدخل المستطاع Ypوالدخل التوازني Yeيمثل الفجوة اإلنتاجي1ة (على المح1ور األفقي)
وال11 1تي ب11 1دورها ت11 1برز فج11 1وة انكماش11 1ية (على المح11 1ور العم11 1ودي) .وبياني11 1ا ف11 1إن حجم الفج11 1وة يمث11 1ل المس11 1افة
العمودي11ة abفي الش11كل ( )01وتمث11ل الفج11وة االنكماش11ية ذل11ك المق11دار من االنف11اق التلق11ائي ΔDال11ذي يجب
القيام به حتى يتم االستخدام الكامل لكل طاقات االقتصاد الوطني.
بمعنى زيادة الطلب الكلي بالمقدار abسوف تكون كفيلة بزيادة الدخل الوطني بالمق1دار ΔYأي Δy=ΔD
.
يمكن للض11 1ريبة أن تم11 1ارس دور في معالج11 1ة الفج11 1وة االنكماش11 1ية المرغوب11 1ة ،من خالل الت11 1أثير على
المكونات التالية :االنفاق االستهالكي العائلي ( ،)Cاالنفاق االستثماري الخ11اص ( ،)Iاالتف11اق الحك11ومي ()G
الصادرات ( ،)Eالواردات (.)R
29
ثانيا :أثر الضريبة على التضخم
اعتم11ادا على التحلي11ل الكي11نزي ،ف11إن الفج11وة التض11خمية تظه11ر في اقتص11اد م11ا عن11دما يتحق11ق المس11توى
التوازني للدخل الوطني عند مستوى أك1بر من مس1توى التش1غيل الكام1ل للم1وارد االقتص11ادية ،في ه1ذه الحال1ة
يك11ون ال11دخل الت11وازني المحق11ق أك11بر من ال11دخل الممكن العتب11ار جمي11ع الطاق11ات المتاح11ة مس11تخدمة فإن11ه ال
يمكن زي11ادة اإلنت11اج وبالت11الي ف11إن الف11ارق بين ال11دخل الت11وازني وال11دخل الممكن أي الفج11وة في قيم11ة الن11اتج ال
يكون حقيقيا في هذه الحالة وإ نما يعبر عن وجود فجوى تضخمية.
ال بد من مالحظة أن فجوة اإلنتاج تكون سالبة ،ومنه تك11ون قيم11ة الفج11وة التض11خمية س11البة ،إن زي11ادة
دخل التوازن عن مستوى دخل التوظيف الكامل إنما يرجع إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار.
الشكل ( )02يوضح توازن الدخل الوطني ( )Ycعند مستوى أكبر من مستوى دخ11ل التش11غيل الكام11ل
( ،)Yrوبياني 11ا تق 11اس حجم الفج 11وة التض 11خمية بالمق 11دار ( ،)ΔDولعالج هذه الفجوة فإن األمر يستلزم تخفيض
الطلب الكلي بالمقدار ( )ΔDأي انتقال منحى الطلب الكلي من D1إلى D2حيث يتحقق التوازن عند النقطة (
.)a
D1
D2
Y
ويمكن معالجة الفجوة التضخمية من خالل الضريبة باستخدام نفس الوسائل السابقة الذكر ،إال أن التغيرات
المتحققة تكون في اتجاهات عكس التغيرات في ظل وجود فجوة انكماشية ،وهذا كما يلي:
30
-زيادة معد ل ضريبة الدخل وفرض ضرائب جديدة على الدخول بصفة عامة.
-تخفيض معدل الضريبة على السلع المستوردة وخاصة السلع الضرورية منها.
-فرض ضرائب غير مباشرة على السلع المصدرة وخاصة تلك التي ترتفع أسعارها في األسواق الداخلية
مما يؤدي إلى زيادة كمية المتاح منها في األسواق المحلية وبالتالي التقليل من حدة الضغوط التضخمية.
وللحف11اظ على اس11تقرار المس11توى الع11ام لألس11عار يمكن اللج11وء إلى رف11ع الض11غط الجب11ائي ظرفي11ا برف11ع نس11ب
االقتطاعات غير المباشرة ،حيث أن المعدالت المتناسبة تأخذ بعين االعتبار مختلف مراحل تكوين األس11عار
مما يؤدي إلى ضغط االستهالك وبذلك تالشي وزوال مظاهر االكتناز ،وهذا ما يشبه إلى حد بعي11د االدخ11ار
االجباري.
تعد الضريبة مؤثر قوي على االستثمار يمكن تبيان ذلك كما يلي:
أس11اس االس11تثمار ه11و االدخ11ار ،فالض 11رائب الموج11ه للم11دخرات تعم11ل على تقلي11ل تموي11ل المس11تثمرين
وتعمل أيضا على تقليل عائ1د االس1تثمارات .السياس1ة الجبائي1ة ت1ؤثر على االس1تثمار عن طري1ق تأثيره1ا على
رأس الم11ال ثم على مع11دل العائ11د كم11ا يمكن ذك11ر أن ه11ذه الض11ريبة يمكن أن تك11ون موج11ه إلى االس11تثمارات
التي ال يكون طابع العائد فيها دخال نقديا مباش1را ،وذل1ك من أج1ل تقلي1ل التزام1اتهم الجبائي1ة .حيث إذا أث1رت
الض11رائب في مع11دالت ال11ربح باإليج11اب ف11إن مي11ل االس11تثمار سيض11اعف كم11ا قلت الض11ريبة مم11ا ي11ؤدي إلى
تحفيز المنتجين إلى مضاعفة استثماراتهم .تبنت هذه الفكرة العديد من ال11دول النامي11ة من أج11ل التش11جيع على
االستثمار ،اعتبرت هذه اإلعفاءات في عدم اخضاع المؤسسة للضريبة قصد التشجيع على اتخاذ القرار في
االستثمار كما أن االعفاء الجبائي قد يكون كلي يخص جميع الضرائب أو جزئي ،وهذا ما يكلف الدولة في
ايراداتها ومثال على ذلك:
31
لكن رغم هذا لم تلقى سياسة االعفاء الضريبي النجاح المتوقع التي كانت تسعى إليه في ال11دول النامي11ة على
عكس ما هو محقق في االقتصاديات العمالقة.
في ه11ذا القس11م من الفص11ل س11وف يتم التط11رق إلى أهم المراح11ل ال11تي م11رت به11ا السياس11ة
الجبائية في الجزائر.
لق11د تخللت ه11ذه الف11ترة ع11دة مراح11ل بحيث لم تكن ه11ذه الف11ترة متجانس11ة من حيث ال11برامج
والسياسات االقتصادية وقد تميزت كل مرحلة بوضعية اقتصادية معينة.
ويطل11ق البعض عليه11ا اس11م ف11ترة االنتظ11ار ،حيث أن الخي11ارات واالس11تراتيجيات الجوهري11ة للدول11ة السياس11ية
واالقتصادية منها لم تحسم بصورة نهائية ،فقد كانت الجزائر بع1د ني1ل اس1تقاللها السياس1ي في وض1عية نقص
الكفاءات القادرة على وضع التشريعات القانونية عموما والتشريعات الض11ريبية خاص11ة وك11ذلك افتقاره11ا إلى
وض11ع وص11ياغة األط11راف القانوني11ة والتنظيمي11ة لس11ير ادارته11ا العمومي11ة فالنظ11ام الجزائ11ري عقب االس11تقالل
ك 11ان م 11وروث عن النظ 11ام الض 11ريبي الفرنس 11ي ال 11ذي ك 11ان س 11ائد وقت االس 11تعمار ،ف 11الجزائر عقب االس 11تقالل
فرضت معدالت ضريبية مرتفعة وهذا راجع إلى حاجتها الملحة لموارد مالي1ة ض11خمة لتموي1ل اس1تراتيجيتها
التنموية.
لم تكن الجباية من االهتمامات الكبيرة واألولى للسلطات في بداية األمر فكان هناك قضايا أكثر أهمي11ة ومن
األولويات للسلطة لذا تم تمديد العمل بالتشريعات الجبائية الموروثة عن االستعمار الفرنسي .ولكن هذا كان
مؤقت11ا في انتظ11ار تش11ريعات جدي11دة تتماش11ى ومتطلب11ات التوج11ه االقتص11ادي للدول11ة ،وه11ذا على ال11رغم من أن
32
النظ11ام الجب11ائي في ه11ذه الف11ترة ك11ان ال يتماش11ى والوض11ع الس11ائد في الجزائ11ر حيث س11جلت هيمن11ة الض11رائب
الغ 11ير المباش 11رة ب 11أكثر من ثل 11ثي الحص 11يلة الجبائي 11ة في حين أن نس 11بة الض 11رائب المباش 11رة ك 11انت ال تتج 11اوز
%30من حصيلة اإليرادات العامة للدولة.
-بصفة عامة تميزت هذه المرحلة بمشاكل التس1يير ال1تي خلفه1ا االس1تعمار الفرنس1ي خاص11ة بالنس1بة للجه1از
اإلنت11اجي حيث تم ت11ولي أم11ور التس11يير من ط11رف العم11ال الجزائ11ريين ع11وض المس11تعمرين األوروب11يين وفق11ا
لمراسيم التسيير الذاتي لسنة .1963
-إن السياس 11ة االقتص 11ادية للجزائ 11ر عقب حص 11ولها على االس 11تقالل ك 11انت ولي 11دة برن 11امج م 11ؤتمر ط 11رابلس
1962والذي خلص إلى دع1امتين أساس11يتين لتحقي11ق التنمي11ة :األولى هي اس11ترجاع ال11ثروات الوطني11ة وخل11ق
مالئم لرفع المس1توى المعيش1ي للمواط1نين .ف1انبثق عن ه1ذا الميث1اق ع1دة اس1تراتيجيات اقتص1ادية أهمه1ا إقام1ة
صناعات ثقيلة لتلبية الحاجات الزراعية وهذا لتمويل عمومي من اإليرادات الضرائب والعائدات البترولية،
إال أن ه 11ذه اإلي 11رادات لم تفي ب 11الغرض المطل 11وب فال زالت الجزائ 11ر في الف 11ترة بحاج 11ة إلى نظ 11ام ض 11ريبي
يخدم الهدف التمويلي لمثل هذه االستراتيجية الصناعية.
-ش 11هدت الجزائ 11ر اس 11تقاللها في 1962وإ لى غاي 11ة 1966مرحل 11ة انتقالي 11ة تم 11يزت بع 11دم االس 11تقرار ح 11ول
رؤية سياسة موحدة لتنظيم بناء المجتمع وهو ما عبر عنه االقتصاد الجزائري عبد اللطيف بن أشنهو بقوله
"منذ صبيحة االستقالل وخالل أكثر من ثالث سنوات بقيت موازين الق11وى االجتماعي11ة في الجزائ11ر دون أن
تسمح ألي واحدة منها أن تغطي للتنمية االقتصادية في الجزائر اتجاها مطابق11ا لمص11الحها الخاص11ة ووج11دت
الجزائر نفسها بعد عقود من االحتالل مثقلة بمشاكل اجتماعية تمثلت خصوصا في الفقر واألمية والبطالة.
-وللبدء في عملي1ة التنمي1ة ك1ان ال ب1د على الدول1ة أن تس1يطر على مص1ادر الف1ائض االقتص1ادي وه1ذا م1ا تم
فعال من خالل تأميم أراض1ي المعم1رين س1نة 1963والمن1اجم س1نة 1966وك1ذلك البن1وك وش1ركات الت1أمين
في 1966هذا إلى جانب بعض األمالك الشاغرة األخرى.
وابت11داء من الف11ترة 1967-1966ب11دأت الجزائ11ر فعلي11ا في تب11ني نم11وذج تنم11وي ي11رمي إلى نم11و مس11ير ذاتي11ا
وه11ذا النم11وذج التنم11وي يمث11ل أساس11ه النظ11ري في م11ا أطل11ق علي11ه األس11تاذ ،Dr Bernisتس11مية "الص11ناعات
المصنعة".
33
-وكانت استراتيجية الصناعات المصنعة تمثل جوهر االستراتيجية الجزائرية التنموية منذ ،1967وقد تم
تعري 11ف الص 11ناعة وتواب 11ع اإلنت 11اج عن طري 11ق وض 11ع مجموع11ة من اآلالت الحديث 11ة تحت تص 11رف االقتص 11اد
لزيادة انتاجية العمل.
والمقص11ود ب11ذلك أن زي11ادة مع11دل نم11و االس11تخدام واإلنت11اج الص11ناعي وال11زراعي يتطلب التوس11ع في أس11واق
منتج 11ات ه 11ذين القط 11اعين ،وألج 11ل توس 11يع س 11وق المنتج 11ات الص 11ناعية االس 11تهالكية ال ب 11د من رف 11ع الق 11درة
الشرائية لغالبية السكان والسيما سكان الريف.
-وق11 1د وج111دت الجزائ111ر بع111د االس111تقالل هيكال ص11 1ناعيا ه111زيال ي 11تركب بص11 1فة خاص11 1ة من ف11 1رع الص11 1ناعة
االس11 1تخراجية وف11 1رع الص11 1ناعات االس11 1تهالكية والص11 1ناعات الوس11 1يطية ،حيث حرص11 1ت السياس11 1ة الص11 1ناعية
الفرنس 11ية في الجزائ 11ر على ع 11دم خل 11ق قاع 11دة إنت 11اج ص 11ناعي ق 11وي فتج 11اهلت ب 11ذلك تط 11وير ص 11ناعات إنت 11اج
أدوات العم1ل ،وال1تي تعت1بر ص1ناعة اس1تثمارية بم1ا له1ا من ت1أثير مباش1ر على رف1ع اإلنت1اج واإلنتاجي1ة ،وه1ذا
ما أدى إلى ض11عف اإلنت1اج الص11ناعي في الجزائ1ر ،وه1ذا م1ا دف11ع الدول1ة إلى إعط1اء األولوي1ة بع1د االس1تقالل
للتص 11نيع .وق 11د اعتم11دت الجزائ11ر في تمويله11ا لمخطط11ات التص 11نيع المديوني11ة الخارجي11ة وعائ11دات ص 11ادرات
المحروقات.
-ويعتبر المخطط الثالثي 1969-1967أول خطة اقتصادية عرفتها الجزائر ك1ان محوره1ا األساس1ي ه1و
التصنيع باعتباره محركا لعملية التنمية.
وأك11 1 1د المخط11 1 1ط الرب11 1 1اعي األول 1973-1970على تقوي11 1 1ة ودعم بن11 1 1اء االقتص11 1 1اد االش11 1 1تراكي واعتم11 1 1اد
اس 11تراتيجية التنمي 11ة على التص 11نيع بالدرج 11ة األولى وتط 11وير المن 11اطق الريفي 11ة إلح 11داث الت 11وازن بينه 11ا وبين
المدن.
-وفي المخط 11ط الرب 11اعي 1977-1974اس 11تمر الترك 11يز على التنمي 11ة القط 11اع الم 11ادي واالهتم 11ام الواس 11ع
بتنمية الصناعة .إلى جانب االهتمام بالبنية االجتماعي1ة بف1رض تحس1ين اإلط1ار االجتم1اعي لمعيش1ة الم1واطن
قص 11د الحص 11ول على خ 11دمات اس 11تهالكية جماعي 11ة واف 11رة وتك 11اليف منخفض 11ة مث 11ل خ 11دمات التك 11وين والتعليم
والسكن والصحة.
في أفري11 1 1ل 2001تم اإلعالن عن مش11 1 1روع حك11 1 1ومي ذو طبيع11 1 1ة اقتص11 1 1ادية ه11 1 1و برن11 1 1امج اإلنع11 1 1اش
االقتص11ادي ال11ذي ح11ددت مدت11ه بثالث س11نوات به11دف إنع11اش المحي11ط االقتص11ادي ،لتحقي11ق النم11و االقتص11ادي،
وبالتالي فهو يعمل على دعم النشاطات المنتجة للثروة والقيمة المضافة الموفرة لمناصب الشغل ،والحد من
34
الفقر والبطال1ة وتحس1ين مس1توى المعيش1ة ،ودعم الت1وازن الجه1وي وإ ع1ادة تنش1يط الفض11اءات الريفي1ة وت1دعيم
الخ11دمات العمومي11ة في مج11ال ال11ري والنق11ل والمنش11آت القاعدي11ة وتحقي11ق التنمي11ة المحلي11ة ،ومن ثم ف 11إن ه11ذا
البرن11 1امج يعم11 1ل على ت11 1دارك الت11 1أخر المس11 1جل على م11 1دار عش11 1ر س11 1نوات من األزم11 1ة ،وإ لى تخفيض تكلف11 1ة
اإلص11 1الحات المنج11 1زة ،والمس11 1اهمة في دف11 1ع جدي11 1د لالقتص11 1اد واس11 1تدامة التوازن11 1ات المحقق11 1ة على مس11 1توى
التوازنات الكلية ،وسخر له غالف م1الي اس1تهلك 9.6ملي1ار دوالر تع1ادل 525ملي1ار دين1ار ،واعت1بر آن1ذاك
برنامجا قياسيا وذلك بالنظر إلى احتياطي الصرف المتراكم قبل اقراره والذي قدر بـ 11.9مليار دوالر.
ويمكن تقسيم برنامج اإلنعاش االقتصادي إلى أربعة برامج رئيسية كل برنامج يخص قطاع معين،
وكل
قطاع رئيسي يتكون من قطاعات فرعية ،ويمكن توضيح ذلك من خالل الجدول والشكل المواليين.
40.1 210.5 2 37.6 70.2 100.7 أشغال کبرى وهياكل قاعدية
35
الشكل رقم ( :)02مضمون برنامج اإلنعاش االقتصادي ( )2001 -2004
%21
%9
%04
أشغال كبرى وهياكل قاعدية
تنمية محلية وبشرية
الفالحة والصيد البحر
دعم اإلصالحات
%93
المصدر :من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (.)02
-1قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية :فقد خص بأكبر نسبة حيث استفاد ببرنامج خاص بقدر
بـ 210.5مليار دج على مدى أربع سنوات أي ما يعادل %40.1من إجمالي المبلغ المخصص للبرن11امج،
ويدل ذلك على عزم الحكومة على ت1دارك العج1ز والت1أخر الحاص1ل في ه1ذا القط1اع نتيج1ة لت1أثيرات ك1ل من
األزمة االقتصادية التي شهدتها البالد من1ذ س1نة 1986واإلص11الحات االقتص11ادية ال1تي طبقت في التس1عينات
من القرن العشرين ،ويتمحور قطاع األشغال العمومية والهياكل القاعدية حول ثالثة مج1االت أساس1ية تتمث1ل
في التجهيزات الهيكلية ،إعادة إحي1اء المن1اطق الريفي1ة ،الجبلي1ة ،الهض11اب العلي1ا وك1ذا قط1اعي الس1كن والبن1اء
الحضري.
-2قطاع التنمية المحلي@ة والبش@رية :فلق11د بلغت نس11بة المب11الغ المخصص11ة له11ذا القط11اع %38.8من
إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج ،وبعد ذل11ك مؤش11ر على س11عي الحكوم11ة لتحقي11ق أه11داف البرن11امج المتمثل11ة
في تحقي 11ق الت 11وازن الجه 11وي بين من 11اطق ال 11وطن وتحس 11ين اإلط 11ار المعيش 11ي للم 11واطن خاص 11ة في المن 11اطق
الريفي 11ة المعزول 11ة ،كم 11ا س 11يؤدي دعم الم 11وارد البش 11رية إلى رف 11ع مع 11دالت التنمي 11ة البش 11رية وبالت 11الي تخفيض
نس11بة الفق11ر بين أف11راد المجتم11ع ،ويتض11من ه11ذا القس11م ك11ل من التنمي11ة المحلي11ة ،الش11غل والحماي11ة االجتماعي11ة
باإلضافة إلى التنمية البشرية.
36
-3قطاع الفالحة والصيد البحري :يمكن القول أن ه11ذا القط11اع لم ين11ل إال مبل11غ 65.4ملي11ار دج أي
ما يعادل نسبة %12.4من إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج ،حيث يمكن تقسيمه إلى قسمين:
أوال :قطاع الفالحة :إن هذا القط1اع ق11د اس1تفاد من برن1امج خ1اص ابت1داء من س1نة 2000وه1و المخط1ط
الوط 11ني للتنمي 11ة الفالحي 11ة " " PNDAوه 11و برن 11امج مس 11تقل عن برن 11امج اإلنع 11اش االقتص 11ادي ،وبالت 11الي ف 11إن
المبل11غ المخص11ص له11ذا القط11اع يعت11بر بمثاب11ة دعم للبرن11امج الس11ابق ال11ذكر ،ويه11دف ه11ذا البرن11امج إلى توس11يع
اإلنت11اج الفالحي وترقي11ة الص11ادرات ،إض11افة إلى تحقي11ق االس11تقرار الس11كان الري11ف والمس11اهمة في محارب11ة
الفق11ر والتهميش ال11ذي يعرف11ه الوس11ط ال11ريفي ،وق11د بل11غ حجم الغالف الم11الي المخص11ص له11ذا القط11اع ح11والي
55.9مليار دج مسجل بعنوان عدة صناديق خصصت أكبر حصة من1ه لفائ1دة " "FNDRالص11ندوق الوط1ني
للتنمية الفالحية
ثانيا :قطاع الصيد البحري والموارد المالية :إن الواجهة البحرية الهامة التي تملكها الجزائر (امتداد
الشواطئ على طول مسافة 1200كم) تجعل من قطاع الص1يد البح1ري من أهم القطاع1ات المنتج1ة وم1وردا
هام11 1ا لل11 1ثروة حيث أن إدراج ه11 1ذا القط11 1اع ض11 1من برن11 1امج اإلنع11 1اش االقتص11 1ادي ي11 1رمي إلى تط11 1وير الص11 1يد
البح11ري وتربي11ة المائي11ات ،خل11ق مناص11ب ش11غل دائم11ة (مباش11رة أو غ11ير مباش11رة) وتحس11ين الق11درة الش11رائية،
باإلضافة إلى زيادة اإلنتاج وتشجيع الصادرات خارج قطاع المحروقات.
-4اطالع دعم اإلصالحات :فيم11ا يخص ه11ذا القط11اع فق11د تم تخص11يص مبل11غ يق11در بـ 45ملي11ار دج ،أي
نسبة ّ %8.6من إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج ،وجه أساسا لتموي11ل اإلج11راءات والسياس11ات المص11احبة
له11ذا البرن11امج ال11تي ته11دف إلى دعم وترقي11ة الق11درة التنافس11ية للمؤسس11ات الوطني11ة العام11ة والخاص11ة ،وتوف11ير
الظ11روف المناس11بة له11ا من أج11ل تط11وير ق11درتها على االس11تثمار واإلنت11اج والمنافس11ة ،باإلض11افة إلى تط11وير
اإلدارة الضريبية من أجل رفع الحصيلة الجبائية للدولة ومحاربة الغش والتهرب الضريبي.
أم1ا فيم1ا يخص التوزي1ع الس1نوي لبرن1امج اإلنع1اش االقتص1ادي ،فيالح1ظ من خالل الج1دول أعاله ،أن1ه ترك1ز
أساس1ا على س1نوات ،2003 ،2002 ،2001بقيم1ة 205.4ملي1ار دج 185.9 ،ملي1ار دج 113.9 ،ملي1ار
دج وذل11 1ك على الت11 1والي ،أي بنس11 1بة ،% 21.67 ،% 35.36 ،%39.07من قيم11 1ة المبل11 1غ المخص11 1ص
للبرنامج ،في حين أن سنة 2004لم تحظى إال بـ 20.5مليار دج أي ما يعادل نسبة ،% 3.9وهو األم11ر
الذي يدل على عزم الحكومة على تنفيذ معظم المشاريع الخاصة بالبرن1امج خالل أقص1ر ف1ترة زمني1ة ممكن1ة
بهدف تحس1ين الظ1روف المعيش1ية وال1تي ت1دهورت بس1بب األزم1ة االقتص1ادية ال1تي عرفته1ا البالد ،وم1ا تبعه1ا
من إصالحات اقتصادية خالل فترة التسعينات من القرن العشرين.
37
المطلب الثالث :البرنامج التكميلي لدعم النمو (:)2009-2005
جاء البرنامج التكميلي لدعم النمو في الجزائر في إطار مواصلة وتيرة البرامج والمشاريع التي سبق
إقراره111ا وتنفي11 1ذها في إط11 1ار مخط11 1ط دعم اإلنع11 1اش االقتص11 1ادي للف 11ترة ،2004-2001وذل111ك بع11 1د تحس11 1ن
الوضعية المالية للجزائر بع1د االرتف1اع ال1ذي س1جله س1عر النف1ط الجزائ1ري ،حيث أق1رت الدول1ة ه1ذا البرن1امج
الذي من شأنه تحريك عجلة االقتصاد وخلق ديناميكية اقتصادية تسمح بازدهار االقتصاد الجزائري.
تمحورت السياسات المعتمدة ضمن إط1ار برن1امج دعم النم1و ح1ول تعزي1ز النم1و المس1تدام من خالل الترك1يز
على المجاالت األساسية التالية:
-تحفيز االستثمار ورفع كفاءة االقتصاد الوطني من خالل تحسين معدل النمو االقتصادي.
-تعزيز االندماج في االقتصاد العالمي من خالل تعزيز الشراكة وإ عطاء فرص أكبر للقطاع الخاص.
وق11د خص11ص مبل11غ ق11دره 4202.7ملي11ار دج أي م11ا يع11ادل 55ملي11ار دوالر له11ذا البرن11امج .وق11د ك11ان ه11ذا
البرن 11امج مرفق 11ا ببرن 11امجين تكميل 11يين لتنمي 11ة الجن 11وب والهض 11اب العلي 11ا والخاص 11ين ب 11الفترة ،2009-2005
هذان البرنامجان يأخذان في الحسبان الخصوص11يات الجغرافي11ة له11ذين ال11ربعين ويأتي11ان لتعزي11ز المس11اواة من
حيث التنمي11ة بين مختل11ف المن11اطق في البالد ،حيث خص11ص مبل11غ 432ملي11ار دج لمن11اطق الجن11وب ،بينم11ا
خصص مبلغ 668مليار دج لمنطقة الهضاب العليا.
وقد بلغ عدد المش1اريع خالل البرن1امج التكميلي ل1دعم النم1و 20247مش1روع موزع1ة بين مش1اريع عمومي1ة
ومشاريع خاصة ومشاريع مختلطة.
قس11م البرن11امج التكميلي ل11دعم النم11و على خمس11ة قطاع11ات رئيس11ية نبينه11ا من خالل الج11دول والش11كل الت11اليين:
الجدول رقم ( :)03مضمون البرنامج التكميلي لدعم النمو ()2009-2005
38
المجموع بالنسب المجموع بالمبالغ القطاعات
%8 %1
%5
%14
المصدر :من إعداد الطالبين باالعتماد على معطيات الجدول رقم ()03
من خالل الجدول رقم ( )03والشكل رقم ( )03نالحظ أن أهداف هذا البرنامج تتمثل في النقاط التالية:
39
-1برن @@امج لتحس @@ين ظ @@روف معرف @@ة الس @@كان :حيث يهيمن على أك11 1بر نس11 1بة من مجم11 1وع المبل11 1غ
المخص11ص البرن11امج دعم النم11و ،% 45.5و بمبل11غ أك11بر بكث11ير من المبل11غ المخص11ص في برن11امج اإلنع11اش
االقتص 11ادي حيث حظي قط 11اع الس 11كن باألولي 11ة بمبل 11غ ض111خم يق 11در بـ 555ملي 11ار دج ،يلي 11ه قط 11اع التربي 11ة
الوطني 11ة وقط 11اع التعليم الع 11الي وقط 11اع التك 11وين المه 11ني بمبل 11غ يق 11در بـ 399.5ملي 11ار دج ،ثم ب 11رامج تنمي 11ة
الهض11اب العلي11ا والجن11وب بمبل11غ 250ملي11ار دج ،إض11افة إلى دعم تزوي11د الس11كان بالم11اء و الغ11از والكهرب11اء
بمبل11غ 192.5ملي11ار دج ،كم11ا تم دعم قطاع11ات أخ11رى ض11من ه11دف تحس11ين ظ11روف معيش11ة الس11كان بمبل11غ
311.5مليار دج.
اهتمت السلطات العمومية بمجال تحسين مستوى معيشة السكان ،كتكملة لما جاء به مخط11ط اإلنع11اش
االقتصادي من خالل برنامج التنمية البشرية والمحلية ،والذي يعتبر (تحسين ظروف المعيشة) ع11امال مهم11ا
في تطوير األداء االقتصادي.
فتوف 11ير الس 11كن وبن 11اء المنش 11آت التعليمي 11ة المختلف 11ة من م 11دارس وجامع 11ات ومعاه 11د ودعم المش 11اريع المتعلق 11ة
بتوفير المياه والكهرباء والغاز كلها سياسات تهدف إلى ترقية المستوى المعيشي للمواطن ،من خالل الرقي
بمس1تواه التعليمي ،ومحاول1ة ح1ل أهم المش1اكل ال1تي يع1اني منه1ا الم1واطن الجزائ1ري كمش1كل الس1كن ،ونقص
الخدمات (مياه ،غ1از ،كهرب1اء ،)...ومحاول1ة القض1اء على ع1دم الت1وازن الجه1وي بين من1اطق الجزائ1ر لرف1ع
مس11توى معيش11ة س11كان من11اطق الجن11وب و الهض11اب العلي11ا ،ودعم التنمي11ة المحلي11ة وك11ل ه11ذه السياس11ات ته11دف
إلى ال 11رقي ب 11المورد البش 11ري من جه 11ة ،ودعم المنش 11آت القاعدي 11ة من جه 11ة أخ 11رى في إط 11ار إع 11ادة إعم 11ار
الجزائر ،وتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية.
-2برنامج تطوير المنشآت األساس@ية :حظي مج11ال تط11وير المنش11آت األساس11ية أو الهياك11ل القاعدي11ة
بمبل11غ ض11خم ق11در بـ 1703.1ملي11ار دج ،أي م11ا يع11ادل %40.5من المبل11غ الكلي للبرن11امج ،وق11د تم إعط11اء
األولوية فيه لقطاع األشغال العمومية و النقل بنسبة %76.33من المبلغ الكلي المخصص لتطوير الهياك11ل
القاعدي11ة ،يلي11ه قط11اع المي11اه ( 393ملي11ار دج) والتهيئ11ة العمراني11ة ( 10.15ملي11ار دج) ،ويع11ود اهتم11ام الدول11ة
بقط1اع األش1غال العمومي1ة و النق1ل ألهميت1ه الكب1يرة في توف11ير ش1بكة الطرق11ات ال1تي تس1اهم في تنش1يط حركي1ة
التجارة ونقل السلع و تشجيع استقطاب المستثمرين ،فمجال تنمية المنشآت القاعدية يمث11ل حج11ر األس11اس في
بناء التنمية االقتصادية.
-3برن@@امج دعم التنمي@@ة االقتص@@ادية :خص 11ص ل 11ه مبل 11غ 337.2ملي 11ار دج ،أي م 11ا يع 11ادل %8من
المبل 11 1غ الكلي للبرن 11 1امج التكميلي ل 11 1دعم النم 11 1و ،وق 11 1د تم تقس 11 1يم برن 11 1امج دعم التنمي 11 1ة االقتص 11 1ادية إلى ثالث
قطاع11ات ،تم إعط11اء األولوي11ة لقط11اع الفالح11ة والتنمي11ة الريفي11ة والص11يد البح11ري بمبل11غ 312ملي11ار دج ،في
40
حين تم تخص111يص مبل111غ 18ملي111ار دج لقط111اع الص111ناعة وترقي 11ة االس 11تثمار ومبل 11غ 7.2ملي111ار دج لقط111اع
الس1ياحة والش1ركات الص1غيرة والمتوس1طة والح1رف ،وق1د رك1زت الدول1ة الجزائري1ة على دعم قط1اع الفالح1ة
على حس11اب قط11اع الص11ناعة ،ال11ذي خص11ص ل11ه س11وى %5.33من المبل11غ الكلي المخص11ص ل11دعم التنمي11ة
االقتصادية.
-4برنامج تطوير الخدمة العمومية وتحديثها :اهتمت الحكوم11ة بتط11وير الخدم11ة العمومي11ة لمختل11ف
اإلدارات ،كقط 11 1اع العدال 11 1ة وعص 11 1رنتها ،وقط 11 1اع المالي 11 1ة والتج 11 1ارة وقط 11 1اع البري 11 1د وتكنولوجي 11 1ات اإلعالم
واالتص11ال وغيره11ا من اإلدارات ال11تي تق11دم خدم11ة عمومي11ة للم11واطن ،وه11ذا بغي11ة تحس11ين نوعي11ة الخ11دمات
المقدم11ة ،وتق11ريب اإلدارة من الم11واطن ،وق11د خص11ص ل11ه البرن11امج التكميلي ل11دعم النم11و مبل11غ ق11دره 203.9
مليار دج ما يعادل % 4.8من مجموع المبلغ اإلجمالي البرنامج.
وق 11د اس 11تفاد قط 11اع العدال 11ة ض 11من ه 11ذا البرن 11امج إلنج 11از 14مجلس 11ا قض 11ائيا 34 ،محكم 11ة ،إض 11افة إلى 51
مؤسس 11ة عقابي 11ة ومرك 11ز البحث في علم اإلج 11رام ،ومراك 11ز أرش 11يف ،أم 11ا قط 11اع الداخلي 11ة فق 11د تم تخص 11يص
برنامج لتط1وير مص1الح األمن الوط1ني والحماي1ة المدني1ة ،إض1افة إلى إنج1از مخ1ابر لمراقب1ة النوعي1ة وإ نج1از
مقرات لتفتيش النوعية في الحدود.
-5برن@@امج تط@@وير التكنولوجي@@ا الجدي@@دة لالتص@@ال :تم تخص 11يص مبل 11غ 50ملي 11ار دج ( %1.2من
قيم11ة البرن11امج التكميلي ل11دعم النم11و االقتص11ادي) لترقي11ة التكنولوجي11ات الحديث11ة لإلعالم واالتص11ال ،خاص11ة
وأن الع11الم الي11وم يش11هد تزاي11د االعتم11اد على اإلن11ترنت واقتص11اد المعرف11ة ،كش11كل جدي11د للتط11ور االقتص11ادي
والمالي في العالم.
يعت 11بر البرن 11امج الخماس 11ي للتنمي 11ة ال 11ذي ص 11ادق علي 11ه مجلس ال 11وزراء في 25م 11اي ،2010القاع 11دة
والمحرك لرؤية وسياسة تنموية محددين من قبل الس1لطات العمومي1ة ،كم1ا يعت1بر كبرن1امج خماس1ي ث1اني في
مجال التنمية الشاملة خالل الفترة الممتدة من سنة 2010إلى سنة .2014
ولق11د عكفت الجزائ11ر خالل العش11ر س11نوات ال11تي س11بقت ه11ذا البرن11امج على اس11تعادة وتعزي11ز الس11لم واألمن،
وتدارك التأخر في التنمية الموروث عن أزمة اقتصادية ومالية وأمنية ،وبعث حركية االس11تثمار والنم11و من
جديد ،وبالتالي كان على السلطات العمومية انطالقا من هذه المكاسب ،أن تحدد مس11عى موجه11ا لتوطي11د بن11اء
جزائ11ر قوي11ة ومزده11رة ،وبالت11الي ين11درج برن11امج توطي11د النم11و االقتص11ادي ض11من ديناميكي11ة إع11ادة اإلعم11ار
41
الوطني التي انطلقت قبل عشر سنوات ببرنامج دعم اإلنع11اش االقتص11ادي ال11ذي تمت مباش11رته س11نة ،2001
وتواصلت هذه الديناميكية ببرنامج تكميلي لدعم النمو االقتصادي فترة .2009-2005
إن اله11دف الرئيس11ي من ك11ل ال11برامج التنموي11ة الس11ابقة ،ه11و تحقي11ق تنمي11ة اقتص11ادية واجتماعي11ة ش11املة،
من خالل الرف11ع من المس11توى المعيش11ي للس11كان ،تش11جيع اإلنت11اج المحلي ،محاول11ة الرف11ع من نس11بة االكتف11اء
ال11ذاتي إنع11اش الفالح11ة ،خفض ف11اتورة ال11واردات الغذائي11ة والدوائي11ة ،إلى غ11ير ذل11ك من األه11داف األساس11ية.
وجاء البرنامج الخماسي في نفس اإلطار مع ميزة خاصة تتمثل في غالفه المالي االستثنائي ،والذي يق1در بـ
286مليار دوالر أو ما يمث1ل 21214ملي1ار دج ،وال1ذي لم يس1بق لبل1د س1ائر في طري1ق النم1و أن خصص1ه
حتى اآلن.
-اس 11تكمال المش 11اريع الك 11برى الج 11اري إنجازه 11ا على الخص 11وص في قطاع 11ات الس 11كة الحديدي 11ة والط 11رق
والمياه بمبلغ 9700مليار دج أي ما يعادل 130مليار دوالر.
42
100 21214 المجموع
المصدر :من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجول رقم ()04
من خالل الج11دول رقم ( )04والش11كل رقم ( )04يتض11ح أن مض11مون البرن11امج يحت11وي على المح11اور
التالية:
-1دعم التنمي@@ة البش@@رية :وق11 1د خص11 1ص له11 1ذا المح11 1ور ح11 1والي نص11 1ف قيم11 1ة االس11 1تثمارات العمومي11 1ة
المس11خرة للف11ترة ( )2014-2010أي م11ا يع11ادل 10122ملي11ار دج ،وذل11ك كخي11ار ينبث11ق أوال من األهمي11ة
التي
توليه11ا البالد لرفاهي11ة س11كانها ،وثاني11ا من ض11رورة تزوي11د البالد بم11وارد بش11رية مؤهل11ة وض11رورية لتنميته11ا
االقتصادية وتعزيز التماسك الوطني المستعاذ على إثر المأساة الوطنية.
حيث خصص هذا البرنامج % 49.5من موارده المالية لتحسين تنمية الموارد البشرية من خالل:
-توصيل مليون بيت بشبكة الغاز الطبيعي وتزويد 220.000سكن ريفي بالكهرباء.
43
-تحس 11 1ين التزوي 11 1د بالمي 11 1اه الش 11 1روب على الخص 11 1وص من خالل إنج 11 1از 35س 11 1د و 25منظوم 11 1ة لتحوي 11 1ل
المياه ،وإ نهاء األشغال بجميع محطات تحلية مياه البحر الجاري إنجازها.
-أكثر من 5000منشأة قاعدية موجهة للشباب والرياض11ة منه11ا 80ملعب11ا و 160قاع1ة متع11ددة الرياض11ات
و 400مسبح وأكثر من 200نزل ودار الشباب.
-3تحسين الخدمة العمومي@@ة :اس11تفاد ه11ذا المح11ور من 1666ملي11ار دج ،منه11ا أك11ثر من 895ملي11ار
دج للجماعات المحلية واألمن الوطني والحماية المدنية ،السيما من أجل إنجاز 04مق1رات للوالي11ات103 ،
مق 11رات لل 11دوائر ،و 06مراك 11ز لتك 11وين المس 11تخدمين ،وح 11والي 450مق 11ر األمن الوالي 11ات وال 11دوائر واألمن
الحض 11ري ،وأزي 11د من 180فرق 11ة للش 11رطة القض 11ائية ،وف 11رق الش 11رطة الح 11دود ووح 11دات جمهوري 11ة لألمن،
وكذا أزيد من 330وحدة الحماية المدنية.
وحوالي 379ملي1ار دج لقط1اع العدال1ة ،موجه1ة خصوص11ا إلنج1از 110مج1الس قض11ائية ومح1اكم وم1دارس
للتكوين ،وأكثر من 120مؤسسة عقابية ،وكذا تحديث وسائل عمل العدالة.
أما قطاع المالية فخصص له أكثر من 295مليار دج ،إلنجاز أزي11د من 250هيك11ل للض11رائب و70
هيك11ل للخزين11ة و 50هيك11ل للجم11ارك وك11ذا مص11الح جدي11دة لمس11ح األراض11ي .بينم11ا اس11تفاد قط11اع التج11ارة من
ح 11والي 39ملي 11ار دج ،من أج 11ل تح 11ديث وتعزي 11ز مص 11الح ووس 11ائل المراقب 11ة وإ ع 11ادة تأهي 11ل أك 11ثر من 250
س 11وق لل 11بيع بالجمل 11ة والتجزئ 11ة ،أم 11ا قط 11اع العم 11ل فق 11د تحص 11ل على أك 11ثر من 56ملي 11ار دج به 11دف تعزي 11ز
وتحديث وسائل المراقبة والضبط.
-4دعم التنمية االقتصادية :خصص لهذا المحور 1566مليار دج موزعة كما يلي:
-أزي11د من 100ملي11ار دج ل11دعم قط11اع الفالح11ة من خالل توس11يع المس11احات الغابي11ة والزراعي11ة وك11ذا دعم
تحديث تقنيات هذا النشاط ووسائله.
44
-أزي 11د من 16ملي 11ار دج بالنس 11بة للص 11يد البح 11ري موجه 11ة خصوص 11ا لمرافق 11ة تط 11وير ه 11ذا النش 11اط ودعم 11ه
بمنشآت أساسية جديدة.
-حوالي 100مليار دج بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،منها 16مليار دينار مخصصة لمرافق11ة
اس11تحداث مؤسس11ات ص11غيرة ومتوس11طة ،و 80ملي11ار دين11ار موجه11ة ل11دعم تأهي11ل 20.000مؤسس11ة ص11غيرة
ومتوسطة في شكل مساعدات مباشرة أو قروض بنكية ميسرة.
-ح11والي 400ملي11ار دج إلنع11اش وتح11ديث المؤسس11ات العمومي11ة االقتص11ادية ال11تي تح11وز على حص11ص في
الس 11وق المحلي 11ة ،من خالل ت 11دخالت الخزين 11ة في ش 11كل تطه 11ير وتخفيض فوائ 11د الق 11روض البنكي 11ة الموجه 11ة
لتحديثها.
-ح11والي 50ملي11ار دج من أج11ل تح11ديث وإ نش11اء 80منطق1ة ص11ناعية ومن11اطق للنش11اط وك11ذا تعزي11ز ق11درات
التقييس الصناعي.
-5مكافحة البطالة :رص11د له11ذا المح11ور 360ملي11ار دج ،منه11ا 150ملي11ار دين11ار موجه11ة ل11دعم إدم11اج
حاملي شهادات التعليم العالي والتكوين المه1ني ،في إط1ار ب1رامج التك1وين والتأهي1ل ،و 80ملي1ار دين1ار ل1دعم
استحداث مؤسسات ونشاطات مصغرة ،و 130مليار دينار موجهة لترتيبات التشغيل المؤقت.
-6البحث العلمي والتكنولوجيا لالتصال :اس1تفاد ه1ذا المح1ور من 250ملي1ار دج ،منه1ا 100ملي1ار
دين11 1ار التط11 1وير البحث العلمي ،و 50ملي11 1ار دين11 1ار للتجه11 1يزات الموجه11 1ة لتعميم تعليم اإلعالم اآللي في ك11 1ل
أطوار المنظومة الوطنية للتربية والتعليم والتكوين.
ومن خالل قراءتن11ا لمض11مون البرن11امج الخماس11ي ( ،)2014-2010نج11د أن11ه مخط11ط تنم11وي ثالثي األبع11اد
فالبع 11د األول ذو ط 11ابع اجتم 11اعي (التنمي 11ة البش 11رية) ،والبع 11د الث 11اني ه 11و ذو ط 11ابع اقتص 11ادي محض متعل 11ق
باس 11تكمال وتش 11ييد بني 11ة قاعدي 11ة أساس 11ية لالقتص 11اد (التنمي 11ة الص 11ناعية) ،والبع 11د الث 11الث ق 11د خص االقتص 11اد
المعرفي (التنمية البحثية) ،فهذه األبعاد تعكس بحد ذاتها أمرين هما:
-وجود رؤية استراتيجية واضحة المعالم للسياسة االقتصادية التي ستتبع خالل السنوات المقبلة.
45
المبحث الثاني :تطور الحصيلة الجبائية في الجزائر 2019-2001
نظرا لسيطرة الجباية البترولية في تمويل الميزانية العامة للدول1ة فق1د عملت الجزائ1ر جاه1دت إلى الرف1ع من
الحصيلة المالية للجباية العادية ،والجدول التالي يوضح تطور حصيلة الجباية العادية:
46
3.793.438 2019
3.046.865 2020
المصدر من إعداد الطالبتين باالعتماد على:
0000053
0000003
0000052
0000002
0000051
0000001
000005
0
000210022002300240025002600270028002900201021102210231024102510261027102810291020202
Série 1
المصدر :من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم ()02
يب 11دو من المنح 11نى البي 11اني أن تط 11ور الحص 11يلة المالي 11ة للجباي 11ة العادي 11ة متذبذب 11ة من س 11نة إلى أخ 11رى حيث
نالح11ظ خالل الم11دة الزمني11ة ( )2016-2000هن11اك تزاي11د مس11تمر في الجباي11ة العادي11ة حيث ارتفعت قيمته11ا
من 349502ملي11ون د.ج س11نة 2000إلى 27226680ملي11ون د.ج س11نة 2016م11ع بعض االض11طرابات
الطفيف11ة من س11نة ألخ11رى خالل ه11ذه الف11ترة إال أن االتج11اه الع11ام له11ا ظ11ل متزاي11دا ،ويرج11ع ذل11ك إلى سياس11ة
اإلصالحات الجبائية المتبعة من قبل الدولة.
47
من نهاية سنة 2017إلى نهاية سنة 2018هناك انخفاض كبير في الجباي1ة العادي1ة حيث بلغت قيمته1ا س1نة
1050200 2018مليون د.ج ،وذلك بسبب ارتفاع أسعار الذهب األسود مما أدى إلى ارتفاع في حص11يلة
الجباية البترولية واعتماد الدولة عليها بشكل كبير وبالتالي االنخفاض في تحصيل الجباية العادية.
أم11ا س11نة 2019ش11هدت الجباي11ة العادي11ة ارتف11اع هائ11ل في قيمته11ا حيث حققت مبل11غ 3041418ملي11ون د.ج
ويع 11ود ذل 11ك إلى انخف 11اض حص 11يلة الجباي 11ة البترولي 11ة نتيج 11ة وب 11اء كورون 11ا مم 11ا أرغمت الدول 11ة على زي 11ادة
تحصيالتها للجباية العادية.
سنة 2020كانت حصيلتها ثابتة بمبلغ قدره 3046865مليون د.ج بسب استمرار وباء كورونا.
لق1د بلغت تكلف1ة اإلعف1اءات والتخفيض1ات الجمالي1ة لالس1تثمارات في إط1ار ق1رارات االعتم1اد ANDI، APSI
للفترة ( )2006-2001مبلغ 285.3مليار دج ،أي أن الخزينة العمومية خسرت نس11بة %2.7من إيراداته11ا
الحبائية لهذه الفترة ،حيث بلغت هذه النسبة %4.95سنة 2003بمبلغ يقدر بـ 69.2 :ملي1ار دج ،كم1ا تمث1ل
تكلف11ة اإلعف11اءات الجبائي11ة نس11بة ت11تراوح م11ا بين %0.56و %1.47من الن11اتج ال11داخلي الخ11ام خ11ارج قط11اع
المحروقات والفالحة.
ولإلشارة فإن هذه اإلعفاءات المقدمة ،جاءت في إطار دعم االستثمار وخاصة مرحلة اإلنج1از (اقتن1اء م1واد
وتجهيزات خارج الرسم على القيمة المضافة).
أم 11ا مرحل 11ة االس 11تغالل فالتك 11اليف المق 11درة بش 11أنها تـفـتـقد لمعلوم 11ات ذات دالل 11ة كافي 11ة ال تع 11بر عن التكلف 11ة
الحقيقي11ة إض11افة إلى ذل11ك فه11ذه التق11ديرات غ11ير مح11ددة زمني11ا نتيج11ة ت11داخل ف11ترات االمتي11از ،والف11ارق م11ا بين
تس 11ليم الق 11رار وت 11اريخ ال 11دخول الفعلي في مرحل 11ة اإلنج 11از ،وأم 11ا ب 11اقي اإلعف 11اءات واالمتي 11ازات فهي غ 11ير
مقدرة ،كما أن عملية التقدير تعتبر عملية صعبة نتيجة عدم معرفة وحصر الوعاء المعفى بدقة وهذا راج11ع
لعدة أسباب:
-غي11اب معلوم11ات في الموض11وع ،الش11يء ال11ذي يظه11ر ع11دم تط11ابق النظ11ام اإلحص11ائي ال11ذي ال يأخ11ذ بعين
االعتبار النشاطات والقطاعات المعفاة وكذا المكلفين المعفين.
48
إن تحليال أك11ثر دق11ة لق11رارات منح االمتي11ازات الجبائي11ة المعتم11دة والمص11رح به11ا من ط11رف الوكال11ة الوطني11ة
لتط11وير االس11تثمار بمختل11ف أنظمته11ا يظه11ر أن ع11دد ض11ئيل من حم11ل الوع11ود االس11تثمارية للف11ترة (-2002
)2006يشهد تجسيدا في أرض الواقع.
س11نتطرق لتط11ور ك11ل من الجباي11ة العادي11ة والجباي11ة البترولي11ة ومس11اهمتها في الم11وارد العام11ة للدول11ة ،وم11دى
تغطية كل منها النفقات العامة.
تش11كل الجباي11ة أهم الم11وارد المالي11ة للدول11ة ،ويعت11بر النس11ق الع11ادي منه11ا أح11د أهم مح11اور اإلص11الح الجب11ائي
،1992حيث س11عت الدول11ة إلى محاول11ة إحالله11ا مح11ل الجباي11ة البترولي11ة ،وق11د س11خرت الدول11ة ل11ذلك إدارات
جبائية مجهزة بموارد مادية وبشرية تضاهي إدارات الدول المتقدمة ،كما عمدت أيضا إلى إحداث تغييرات
وتعديالت مست الهيكل الجبائي ،ويتجلى تطور مكونات الهيكل الجبائي من خالل الجدول الموالي:
البيان
158.1 241.21 168.1 147.9 127.9 ض11 1 1 1رائب مباش11 1 1 1رة ورس11 1 1 1وم
مماثلة
المصدر :الديوان الوطني لإلحصائيات ،الجزائر باألرقام ،نشرة رقم 2008 ،38
49
يتضح من خالل الجدول السائق أن مكونات الجباية العادي1ة ع1رفت تط1ورا ملحوظ1ا حيث ع1رفت الض1رائب
المباشرة والرسوم المماثلة سنة 2007تطورا بنسبة ،% 103مقارنة بسنة 2003فهي تحت11ل مكان11ة هام11ة
في الموارد الجبائية العامة للدولة بمتوسط يقدر بـ ،%8.3في حين عرفت الضرائب غ11ير المباش11رة وحق11وق
الط11 1ابع والتس11 1جيل اس11 1تقرار على م11 1دار الف11 1ترة ،2007-2003كم11 1ا أن حق11 1وق الجم11 1ارك ع11 1رقت تراجع11 1ا
ملحوظا يقدر 10مليار دج خالل الفترة ،2007-2003و على العموم فإن الجباية العادية ع11رفت تراجع11ا
إذا م11ا ق11ورنت بف11ترة م11ا بع11د األزم11ة البترولي11ة ،1990- 1987حيث انتقلت من %41.4س11نة 1993إلى
.%27.7ويمكن إبراز كل من الجباية العادية والبترولية من خالل الجدول التالي:
الجدول رقم ( )17-3تطور الحماية البترولية ومدى مساهمتها في اإليرادات العامة للدولة
الوحدة 10دج
البيان
720.9 664.80 603.77 562.88 493.09 44.49 173.15 الجباية
العادية
6.83 11.76 7.26 14.15 10.93 19.12 / نسبة التطور
%
2714.0 899 862.2 836.06 916.44 840.6 720 الجباية
البترولية
201.8 4.26 3.12 -8.77 9.02 16.75 / نسبة التطور
%
3639.9 1664 1548.74 1459.07 1494.75 1341.16 1175.6 اإليرادات
العامة
19.80 40.55 38.98 38.57 32.98 14.15 31.74 ج
ع/اإليرادات
74.56 54.02 55.67 57.30 61.31 26.76 61.24 جب/
االيرادات
يتضح من خالل الج1دول الس1ابق أن نس1بة تغطي1ة الجباي1ة العادي1ة لمجم1وع اإلي1رادات ع1رفت تزاي1دا ملحوظ1ا
مقارن 11ة بالس 11نوات الس 11ابقة (قب 11ل اإلص 11الح) حيث س 11جلت نس 11بة التغطي 11ة س 11نة 2000ح 11والي %31.74من
مجم11 1وع اإلي11 1رادات وس11 1نة 2002نس11 1بة ،%32.98وس11 1نة 2005ك11 1أعلى نس11 1بة بـ ...%40.55 :ويرج11 1ع
الس11بب في الزي11ادة إلى إش11باع األوعي11ة الجبائي11ة من خالل زي11ادة حجم االس11تثمارات األجنبي11ة ال11ذي بل11غ حجم
50
1081مليون دوالر سنة ،2005وزيادة عدد المشاريع المحلية ال11تي بلغت 1186مش11روع بحجم 234.8
مليار دج.
أما بخص 11وص الجباي 11ة البترولي 11ة فال ت 11زال تغطي الحص 11ة األك 11بر من حجم اإلي 11رادات العام 11ة للدول 11ة ،حيث
بلغت نس11بة التغطي11ة 58.06كمتوس11ط للس11نوات ( )2007-2000وه11و م11ا يع11ادل ض11عف م11ا تغطي11ه الجباي11ة
العادية.
ويمكن إظه11 1ار حص11 1ة تغطي11 1ة الجباي11 1ة (العادي11 1ة والبترولي11 1ة) للنفق11 1ات العام11 1ة (التس11 1يير والتجه11 1يز) من خالل
الجدول التالي:
الوحدة 10دج
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن نسبة تغطية الجباية العادية لمجموع النفقات محصورة بين %29.07و
%33.64فهي ال تك11اد أن تغطي نفق11ات التس11يير حيث بلغت نس11بة العج11ز في ذل11ك ،-50.61في حين أنه11ا
غطت نفقات التجهيز على المدى ( )2007-2000في حدود %91.87حيث بلغت النسبة األعلى لها سنة
2001بـ ،%124.37 :وأدنى نسبة لها بـ %67.38 :سنة .2007
أما بخصوص الجباية البترولية فإن نسبة تغطيتها معتبرة جدا ،فخالل الفترة ( )2007-2000انحصرت
نسبتها بين %43.17و ،%110.64وهي نسبة معقولة كون الجباية البترولية أهم مورد إليرادات الدولة
وذلك نتيجة أن صادرات المحروقات تشكل معظم الصادرات حيث بلغت 2006قيمة 59.60مليار
دوالر ،أي بنسبة %98.36من مجموع الصادرات.
و يمكن إظهار تطور نسبة التغطية الجبائية للنفقات من خالل الشكل التالي :
51
الشكل رقم ( :)5-3تطور نسبة تغطية الحماية للنفقات
52
المبحث الثالث :تقييم مؤشرات التنمية االقتصادية 2019-2001
في فترة ما بعد اإلصالحات عرف معدل النمو تذبذبا بين الزيادة والنقصان حيث سجل أكبر نسبة
في 2003وأضعف نسبة في 2009وهذا ما يوضحه الجدول التالي:
2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات
3.8 2.8 3.3 2.8 3.6 1.6 2 3.4 1.7 5.9 4.3 7.2 5.59 4.61 2.2 معدل
النمو
Source: World Bank, Development Indicators, 2015, http://data.worldbank.org/wdi
يظهر من الجدول أعاله أن االقتصاد الجزائري حقق أعلى معدل نمو في 2003حيث سجل معدل %7.2
وهذا راجع إلى النمو الذي حققه قطاع المحروقات في تلك الس11نة حيث س11جل نم11وا ق11دره %8.8وه11ذا على
ال111رغم من أن معظم الص111ناعات الوطني111ة ع 11رفت تراجع111ا في س 11نة .2003بالمقاب 11ل نج 11د أن مع111دل النم111و
انخفض إلى %1.6في س1نة 2009وه1ذا بس1بب تراج1ع نم1و قط1اع المحروق11ات وال1ذي س1جل نس1بة %0.8
وه 11ذا على ال 11رغم من تس 11جيل القط 11اع الفالحي ومعظم الص 11ناعات الوطني 11ة لمع 11دالت نم 11و إيجابي 11ة (أنظ 11ر
الجدول رقم .)42
الجدول رقم ( :)...التقسيم القطاعي لنمو إجمالي الناتج الداخلي الحقيقي في الجزائر
6.8 7 5.6 5.4 4.5 7.6 -20.6 -8.9 الصناعة الغذائية
0.7 5.5 7.4 4.2 2.4 23 8.9 2.2 الحديد الصناعة الميكانيكية والكهرباء
4.9 -0.5 2.8 -0.6 0 -2.3 -7.7 -6 الجلود واألحذية
53
2.5 0.6 1.3 2 -0.8 5.6 -7.6 4.4 مواد البناء
1.3 2.3 2 0.8 3.3 1.1 -6.1 -8.2 الخشب والورق والفلين
0.8 5 5.8 8 3.7 8.8 -10.6 6.2 الصناعة الكيمياوية والبالستيك والمطاط
3.4 1.8 0.9 -5.7 15 -18 0.6 15.6 المناجم والمحاجر
6.9 4.3 10.2 7.4 5.4 9.7 6.6 2.4 الطاقة والمياه
المصدر:
ووفقا لمعطيات الجدول رقم ( )42فإنه يمكن ترتيب القطاعات المهيمنة على الناتج المحلي اإلجمالي
والمؤثرة في معدل النمو االقتصادي خالل الفترة 2014- 2000كما يلي:
أ .قطاع الخدمات :يعد قطاع الخ11دمات أول قط11اع م11ؤثر في مع11دل النم11و االقتص11ادي بع11دما انتقلت مس11اهمته
في الناتج المحلي اإلجمالي من %30.7في سنة 2000إلى %41.5في ،2014وقد كان لتطبيق سياسة
اإلنع 11اش االقتص 11ادي أث 11ر ايج 11ابي على أداء ه 11ذا القط 11اع حيث أدى رف 11ع اإلنف 11اق الحك 11ومي إلى رف 11ع الطلب
الكلى ومن ثم زيادة
حجم المبادالت التجارية الداخلية والخارجية والخدمات المرتبطة بها وهو ما يفسر تسجيل القطاع لمع11دالت
نمو متزايدة نسبيا.
ب .قطاع المحروقات :قدرت مساهمة قطاع المحروقات في الناتج المحلي اإلجمالي في سنة 2000ب
39.4%لتصل إلى %44.3في ،2005ثم انخفضت إلى %27.1في .2014ورغم هذا االنخفاض يع11د
قطاع المحروقات ثاني قطاع مؤثر على معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي.
ج :قط11اع البن11اء واألش11غال العمومي11ة :بلغت مس11اهمة قط11اع البن11اء واألش11غال العمومي11ة %10.8س11نة 2014
وه11ذا بع11د أن ك11انت تمث11ل %8.1فق11ط في س11نة ،2000ويرج11ع ذل11ك إلى االهتم11ام ال11ذي أولت11ه الدول11ة له11ذا
القطاع في برامج اإلنعاش االقتصادي.
د .قطاع الفالحة :ويعد تأثير هذا القطاع في معدل النم1و االقتص11ادي ض11عيفا بالمقارن1ة بقط1اعي المحروق11ات
والخ 11دمات حيث لم تتج 11اوز مس 11اهمته في الن 11اتج المحلي اإلجم 11الي %10.6س 11نة ،2014وباعتب 11ار قط 11اع
الفالح11ة في الجزائ11ر مرتب11ط بش11كل ق11وي ب11الظروف المناخي11ة الس11ائدة ،فه11ذا م11ا يجعل11ه عرض11ة لتقلب11ات ح11ادة،
ففي س11نة 2008س11جل القط11اع نس11بة نم11و س11البة ق11درت ب %5.3 -بس11بب ظ11اهرة الجف11اف ال11تي ش11هدتها
الجزائر خالل تلك السنة ،في حين أدت مالئمة الظروف المناخية في سنة 2010إلى تسجيل القطاع لنسبة
نمو هامة قدرت بـ .%6
54
ه .قطاع الصناعة :تراجعت مساهمة القط11اع الص11ناعي في الن11اتج المحلي اإلجم11الي من %7.2في 2000
إلى %5في 2014وب11ذلك يع11د ه11ذا القط11اع األض11عف ت11أثيرا على مع11دل النم11و (س11تتم دراس11ة ه11ذا القط11اع
بش 11كل مفص 11ل في الفص 11ل الخ 11امس) .وه 11ذا ي 11دل على أن سياس 11ة اإلنع 11اش االقتص 11ادي لم تكن له 11ا أي 11ة آث 11ار
ايجابية على قطاع الصناعة.
5 4.6 4.5 4.6 5.1 5.6 7.2 صناعة خارج المحروقات
المصدر :من إعداد الباحثة بناء على المعلومات الواردة في التقارير السنوية لبنك الجزائر لسنوات 2015، 2008، 2002
www.bank-of-algeria.dz
والمالح 11ظ أن مع 11دالت النم 11و المحقق 11ة في الجزائ 11ر ال تتناس 11ب م 11ع حجم األم 11وال ال 11تي تم ض 11خها في
االقتصاد الوطني حيث بينت دراسة محمد مسعي حول برنامج اإلنع11اش االقتص11ادي وأثره11ا على النم11و ب1أن
مض 11اعف اإلنف 11اق العم 11ومي للف 11ترة 2009-2001يس 11اوي ،0.9وه 11ذا يع 11ني أن ك 11ل دين 11ار تم ض 11خه في
االقتصاد ضمن اإلنفاق العمومي خالل تلك الف1ترة أدى في المتوس1ط إلى تآك1ل ال1دخل الحقيقي الع1ام بح1والي
10سنتيمات من الدينار .وتفسير ذلك أن كل زيادة في االستهالك بالنسبة للزيادة في ال11دخل المت11اح ،تقابله11ا
في المتوس11ط زي11ادة في االس11تيراد تف11وق ،% 80حيث يس11اوي المي11ل الح11دي لالس11تيراد ،0.807أي أن ك11ل
دينار إضافي لالستهالك يتسرب منه حوالي 80سنتيما للخارج الستيراد السلع والخ11دمات ،ويوظ11ف الب11اقي
لشراء السلع والخدمات المحلية.
55
المطلب الثاني :حصيلة الميزان التجاري وميزان المدفوعات
يش11 1مل الحس11 1اب الج11 1اري وال11 1ذي ي11 1دعى أيض11 1ا بحس11 1اب العملي11 1ات الجاري11 1ة ،مجم11 1وع ت11 1دفقات الس11 1لع
والخ 11 1دمات بين المقيمين في البل 11 1د وغ 11 1ير المقيمين ،كم 11 1ا يش 11 1مل ك 11 1ذلك ت 11 1دفقات م 11 1داخيل عوام 11 1ل اإلنت 11 1اج
والتحويالت ،وبالتالي فهو يعكس حجم العالقات التجارية للبلد مع بقي11ة الع11الم .ويعت11بر الحس11اب الج11اري من
أهم عناص11ر م11يزان الم11دفوعات ،وخاص11ة ل11دى البل11دان النامي11ة وبالخص11وص تل11ك المص11درة للنف1ط والمع11ادن،
وهذا نتيجة ألهمية التجارة الخارجية في اقتصاديات ه1ذه ال1دول ،وعلي1ه يعت1بر ه1ذا الج1زء من العوام1ل ال1تي
ت 11دخل في تحدي 11د مس 11توى النش 11اط االقتص 11ادي ،حيث أن ارتف 11اع حص 11يلة الص 11ادرات ت 11ؤدي إلى زي 11ادة حجم
الطلب على السلع والخدمات ،وكذا القدرات االستثمارية لالقتصاد الوطني.
إن رصيد ميزان العمليات الجارية هو أكثر األرصدة داللة في ميزان المدفوعات ،وأكثره1ا اس1تعماال
في تحليل الوضعية الخارجية للبلد ،خاصة من ط11رف ص11ندوق النق1د ال11دولي ،ألن المع11امالت الجاري11ة تحت11ل
حجم11ا كب11يرا نس11بيا مقارن11ة بالمع11امالت األخ11رى ،ولتعلقه11ا بال11دخل الوط11ني ،أي ك11ل م11ا أنف11ق أو اس11تهلك أو
أنتج ،وهذا يعني أن أي تغير في هذا الرصيد يكون مصحوبا بتغير في اإلنتاج وبالتالي التشغيل.
حيث س11نقوم داخ11ل ه11ذا الحس11اب بع11رض مختل11ف التط11ورات الحاص11لة لفروع11ه الرئيس11ية في الجزائ11ر
والمتمثل11 1ة أساس11 1ا في الم11 1يزان التج11 1اري ،م11 1يزان الخ11 1دمات ،م11 1يزان دخ11 1ل العوام11 1ل والتح11 1ويالت الص11 1افية،
والتطرق أخيرا إلى رصيده اإلجمالي.
نوض11ح من خالل الج11دول والش11كل الت11اليين تط11ور رص11يد الم11يزان التج11اري في الجزائ11ر وال11ذي يمث11ل
الفرق بين صادرات الدولة ووارداتها.
56
12858 9173 22031 2000
9192 9940 19132 2001
6816 12009 18825 2002
11078 13534 24612 2003
13775 18308 32083 2004
26138 20357 46495 2005
33336 21456 54792 2006
33285 27631 60916 2007
39667 39479 79146 2008
15180 39297 45477 2009
17550 40212 57762 2010
26502 47300 73802 2011
22244 50376 72620 2012
10920 54903 65823 2013
2842 58330 61172 2014
16508- 51646 35138 2015
17029- 46727 29698 2016
14411- 48980 34569 2017
7460- 48573 41113 2018
9638- 44632 34994 2019
57
000001
00008
00006
00004
00002
0
00002-
0002
1002
2002
3002
4002
5002
6002
7002
8002
9002
0102
1102
2102
3102
4102
5102
6102
7102
8102
9102
00004-
المصدر :من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول رقم (.)05
من خالل الج11دول رقم ( )05والش11كل رقم ( )06نالح11ظ أن الم11يزان التج11اري ق11د س11جل فائض11ا خالل
س11نة ( 2000حيث بل11غ 12858ملي11ون دوالر وه11و م11ا يقابل11ه ارتف11اع في قيم11ة الص11ادرات بنس11بة أك11بر من
ارتفاع قيمة الواردات ،ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار المحروقات أي الصادرات النفطية التي تمث11ل ح11والي
%97من إجم11الي الص11ادرات ،وخالل ف11ترة ( )2001-2000نالح11ظ تراج11ع رص11يد الم11يزان التج11اري إلى
9192والس11بب في ذل11ك ه11و انخف11اض قيم11ة الص11ادرات وزي11ادة قيم11ة ال11واردات تحت ت11أثير انخف11اض أس11عار
النفط.
وخالل ف11ترة ( )2008-2003ع11اود رص11يد الم11يزان التج11اري االرتف11اع من جدي11د حيث انتق11ل من 11078
مليون دوالر س1نة 2003إلى 39667ملي1ون دوالر س1نة ،2008وهي أعلى قيم1ة ل1ه خالل ف11ترة الدراس1ة
( ،) 2019-2000وهذا بسبب ارتفاع الفرق بين قيمة الصادرات والواردات حيث أصبحت قيمة ص11ادرات
الجزائر أكبر من وارداتها ،وذلك راجع الرتفاع أسعار المحروقات.
من ناحية أخرى شهدت الواردات ارتفاعا متصاعدا منذ سنة 2000إلى ،2008ويرجع هذا التزايد
في ال11واردات نتيج11ة الرتف11اع العائ11دات من العمل11ة الص11عبة بس11بب االرتف11اع الكب11ير في م11داخيل المحروق11ات
خالل هذه الس1نوات ،وك1ذا إلى زي1ادة الطلب على س1لع التجه1يز بغ1رض إنج1از المش1روعات االس1تثمارية في
إط 11 1ار برن 11 1امجي اإلنع 11 1اش ودعم النم 11 1و االقتص 11 1ادي ،حيث تش 11 1كل واردات س 11 1لع التجه 11 1يز أعلى نس 11 1بة في
ال 11واردات ،إض 11افة إلى ارتف 11اع أس 11عار الس 11لع األساس 11ية وخاص 11ة الغذائي 11ة منه 11ا في األس 11واق العالمي 11ة بش 11كل
أساسي.
وخالل سنة 2009نالحظ انخفاض رصيد الميزان التجاري ( 15180مليون دوالر) مقارنة بما ك1ان علي1ه
س11نة 39667( 2008ملي11ون دوالر) ،وه11ذا راج11ع الى الظ11روف االقتص11ادية ال11تي ش11هدتها ه11ذه الف11ترة ،و
58
المتمثل11ة في انفج11ار األزم11ة المالي11ة العالمي11ة في أواخ11ر س11نة 2008وال11تي أث11رت على االقتص11اد الجزائ11ري
ت11 1أثيرا مزدوج11 1ا من خالل الت11 1أثير على حجم الص11 1ادرات النفطي11 1ة ،والت11 1أثير أيض11 1ا على األس11 1عار العالمي11 1ة
(انخف 11 1اض أس 11 1عار النقط 11 1ة في ح 11 1دود 50-40دوالر للبرمي 11 1ل) في ظ 11 1ل االنكم 11 1اش االقتص 11 1ادي الع 11 1المي
وانخف 11اض الطلب ،وال 11تي أث 11رت على كمي 11ات ص 11ادرات المحروق 11ات ،حيث انخفض 11ت الص 11ادرات مقارن 11ة
بالواردات وهو ما أث1ر على الم1يزان التج1اري .ل1يرتفع من جدي1د س1نتي ( )2011-2010على الت1والي ،قب1ل
أن ي11دخل في مرحل11ة انخف11اض وتراج11ع مس11تمر خالل الف11ترة ( ،)2014-2012حيث انخفض من م11ا قيمت11ه
22244ملي 11ون دوالر س 11نة 2012إلى 2842ملي 11ون دوالر س 11نة ،2014ويع 11ود ه 11ذا الوض 11ع إلى ت 11أثير
األزم11 1ة النفطي11 1ة 2014الح11 1ادة وانهي11 1ار أس11 1عار النف11 1ط مس11 1ببا ذل11 1ك تراج11 1ع حجم ص11 1ادرات المحروق11 1ات و
استمرار ارتفاع في حجم الواردات خالل هذه الفترة وذلك نتيجة استمرار السياسية التوسعية وزي1ادة الطلب
على الس11لع األجنبي11ة ،وه11و األم11ر ال11ذي انعكس س11لبا على الم11يزان التج11اري ،ونفس الوض 11ع تواص 11ل خالل
الس 11نوات األخ 11يرة للدراس 11ة ،حيث تراج 11ع رص 11يد الم 11يزان التج 11اري وس 11جل عج 11زا خالل س 11نوات ،2015
2019 ،2018 ،2017 ،2016على التوالي ،بين سجل أعلى عج1ز س1نة 2016بقيم1ة ق1درها -17029
مليون دوالر ،وذلك راجع الرتفاع قيمة الواردات و تفوقها على الصادرات الجزائرية وال11تي ت11أثرت بص11فة
كب 11يرة بانخف 11اض أس 11عار النف 11ط ،ف 11الفترة ( )2019-2015ش 11هدت تراج 11ع في إجم 11الي الص 11ادرات وخاص 11ة
المحروقات وذلك ألس1باب خارجي1ة ال يمكن التحكم فيه1ا ( تقلب1ات أس1عار النف1ط ) نتج عن1ه تس1جيل عج1ز في
الميزان التجاري ،مما أدى إلى قي1ام الجه1ات المعني1ة بتس1قيف ف11اتورة ال1واردات ك1إجراء داخلي يمكن التحكم
فيه وترشيد اإلنفاق إضافة إلى إجراءات تخفيض العملة.
وعلى العموم عرفت الجزائر وبداية من سنة 2000تحسنا ملحوظا واستقرارا في وضعية االقتص11اد
مقارنة لم1ا ك1انت علي1ه س1ابقا نتيج1ة األزم1ات ال1تي ش1هدتها األس1واق النفطي1ة العالمي1ة وم1ا نتج عنه1ا من آث1ار
س11 1لبية على االقتص11 1اد الجزائ11 1ري وبالتحدي11 1د على وض11 1عية الم11 1يزان التج11 1اري باعتب11 1اره الرك11 1يزة األساس11 1ية
لالقتص 11اد الوط 11ني س 11واء في ج 11انب ال 11واردات أو ج 11انب الص 11ادرات وبالت 11الي ف 11أي ص 11دمة نقطي 11ة ق 11د تش 11كل
خط11 1را على االقتص11 1اد الجزائ11 1ري وه11 1ذا م11 1ا أكدت11 1ه األزم11 1ة النفطي11 1ة س11 1نة ،2014حيث يمكن مالحظ11 1ة أن
الم 11يزان التج 11اري الجزائ 11ري م 11ر بوض 11عيتين مختلف 11تين خالل ف 11ترة الدراس 11ة ،في ص 11ورة ف 11ائض س 11نوات (
)2014-2000وال1ذي ي1تراوح بين االرتف1اع واالنخف1اض ،في حين س1جلت الف1ترة ( )2019-2015عج1زا
في الميزان التجاري مع سيطرة قطاع المحروقات على الصادرات رغم الجهود المبذولة لترقية الصادرات
خ 11ارج المحروق 11ات وتحري 11ر قط 11اع التج 11ارة الخارجي 11ة ،إذ يبقى المح 11دد الرئيس 11ي له 11ذه الوض 11عية (الف 11ائض
والعجز) هو تقلبات أسعار النفط الذي تحدده عوامل خارجية.
59
-1تطور التضخم
من11ذ س11نة 2001ظه11ر تط11بيق السياس11ة النقدي11ة بص11ورة منفص11لة في ظ11ل س11ياق اقتص11اد كلي تم11يز بتض11خم
ض 11ئيل ،وف 11ائض مهم في م 11يزان الم 11دفوعات ،وخاص 11ة الحس 11اب التج 11اري ،ونس 11بة ايجابي 11ة وتدريجي 11ة للنم 11و
االقتصادي ،ونسبة عالية للبطالة .كما أن شروع بنك الجزائر منذ سنة 2001في إص11دار التق11ارير الس11نوية
حول الوضعية االقتصادية والنقدية سمح بتحديد أهداف السياسة النقدية بوضوح.
لقد أوضح كل من قانوني 10-90و 11-03األهداف النهائية للسياسة النقدية والمتمثلة فيما يلي:
إذن يبقى اله11دف األساس11ي للسياس11ة النقدي11ة ال11ذي ح11دده بن11ك الجزائ11ر ه11و اس11تقرار األس11عار ومراقب11ة وت11يرة
التض11خم ،حيث تم اس11تهداف مع11دل التض11خم ب %3كمؤش11ر ألس11عار االس11تهالك ،وذل11ك من11ذ 2003كه11دف
نه11ائي للسياس11ة النقدي11ة ،إال أن11ه من11ذ 2007ب11رز المع11دل التض11خمي المس11تهدف ض11من المج11ال %4 -%3
بسبب ارتفاع وتيرة التضخم المستورد .وكما سبقت اإلشارة إليه فقد عرف مستوى التضخم أعلى مستوياته
في سنة 1992حيث وصل إلى %31.6ثم انخفض إلى %2.64في سنة 1999ليص11ل إلى مع1دل قياس1ي
بلغ
ويرج 11ع انخف 11اض مع 11دل التض 11خم في الجزائ 11ر إلى ع 11دة إج 11راءات اتخ 11ذتها الحكوم 11ات المتعاقب 11ة في إط 11ار
برن 11امج التع 11ديل الهيكلي ،كتحري 11ر األس 11عار ،وتع 11ديل أس 11عار الفائ 11دة الحقيقي 11ة يرفعه 11ا إلى مس 11تويات قياس 11ية
سنتي 1994
،1995وتقليص الموازن11ة العام11ة إلى مس11تويات معقول11ة ،والص 11رامة في تس11يير الكتل11ة النقدي11ة والبحث عن
أساليب جديدة لتمويل األنشطة االقتصادية بدال من اإلصدار النقدي المفرط.
أم11ا تفس11ير ع11ودة ارتف11اع مع11دل التض11خم إلى %4.2س11نة 2001فه11ذا راج11ع إلى ارتف11اع نم11و الكتل11ة النقدي11ة
%53.9من الناتج الداخلي الخام بع1د أن ك1انت %37.8في س1نة ،2000ويع1ود ارتف1اع الكتل1ة النقدي1ة إلى
انطالق تط11 1بيق برن11 1امج اإلنع11 1اش االقتص11 1ادي ،ثم انخفض مع11 1دل التض11 1خم في ،2002إلى %1.4ليع11 1اود
االرتفاع في 2003إلى %4.2والسبب في ه1ذا االرتف1اع أساس1ا ه1و نم1و ف1ائض الس1يولة المص1رفية بمع1دل
60
%36.29مقاب11ل %25.13في س11نة .2002والمالح11ظ في الف11ترة 2009-2005أن مع11دل التض11خم ظ11ل
يرتف11ع بش11كل مس11تمر حيث انتق11ل من %1.3في 2005إلى %5.7في ،2009وذل11ك بس11بب الش11روع في
برن111امج دعم النم111و االقتص111ادي ،و ك111ذلك ارتف 11اع الكتل111ة النقدي 11ة ال 11ذي انتق 11ل من % 50.5في 2005إلى
%66.9في س 11نة 2009و نظ 11را االرتف 11اع أس 11عار الخض 11ر والفواك 11ه الطازج 11ة ارتف 11ع مع 11دل التض 11خم من
%2.7في نهاية 2010إلى %5.5في أكتوبر .2011
وبحسب بنك الجزائر فإن أسباب التضخم خالل العشرية 2010-2000كانت كاآلتي:
وقد ارتفع معدل التضخم ،مسجال أعلى مستوياته على مدار 15سنة ،حيث وص11ل إلى %8,4في ،2012
مقارن 11ة بنس 11بة %4.5في ،2011وترك 11زت زي 11ادات األس 11عار أساس 11ا في أس 11عار الغ 11ذاء والس 11لع المص 11نعة،
تحفزها السيولة الزائدة التي نتجت عن طفرة اإلنفاق العام الجاري التي تم تمويله11ا من عملي11ات الس11حب من
ص11ندوق ض11بط اإلي11رادات .وق11د رف11ع بن11ك الجزائ11ر في م11اي 2012نس11بة االحتي11اطي اإلل11زامي من %9إلى
%11وزاد من حجم اس11 1تيعاب الس11 1يولة بمق11 1دار 250ملي11 1ار دين11 1ار ( )%23مم11 1ا خفض ت11 1دفقات الس11 1يولة
الحرة ،غير أن هذه اإلجراءات لم تكن كافية لتتحكم في التضخم.
-2تطور البطالة
بع11د انته11اء ب11رامج اإلص11الحات االقتص11ادية من ن11وع الجي11ل األول بك11ل نتائجه11ا عم11دت الس11لطات العام11ة في
الجزائر في مارس 1998إلى وضع البرامج التالية للتنمية االقتصادية
61
2000/2004 -تنفي11 1 1ذ ب11 1 1رامج طموح11 1 1ة للتنمي11 1 1ة خالل 2014-2000من خالل برن11 1 1امج اإلنع11 1 1اش الوط11 1 1ني
وبرنامج دعم النمو 2005/2009والمخطط الخماسي ،2000/2014وكان الهدف من تلك البرامج إعادة
تنشيط الطلب الكلي ودعم القطاعات والنشاطات المنتجة للثروة والموفرة لمناصب العمل.
وانخفض مع11دل البطال11ة بع11د ف11ترة اإلص11الحات حيث انتق11ل من %29.79في س11نة 2000إلى %10,6في
سنة ،2014وذلك لألسباب التالية:
-برنامج اإلنعاش الذي خصص له 7مليار دوالر وفر 200000فرصة عمل سنويا؛
-الدور المحدود للقطاع الخاص في التشغيل حيث يتطلب نجاح القطاع الخاص توفير المناخ االستثماري
المناسب ،فبيئة األعمال في الجزائر تتسم بضعف البنية التحتية وتعقيد اإلجراءات اإلدارية وانع11دام الش11فافية
واألنظمة التشريعية غير المستقرة
-ارتفاع مساهمة القطاع غير الرسمي في التشغيل إذ تظهر اإلحصاءات الرس11مية أن االنخف1اض في مع11دل
البطال 11ة س 11ار جنب 11ا إلى جنب م 11ع تن 11امي القط 11اع غ11ير الرس 11مي وفيم 11ا انخفض مع 11دل البطال 11ة من %30إلى
62
%10على م 11دى العق 11د الماض 11ي ،ازده 11ر القط 11اع غ 11ير الرس 11مي من %20في ع 11ام 2000إلى %27في
عام .2007
-تقاس مرونة التشغيل بالنسبة للنمو بقسمة التغير التي في عدد المشتغلين في اقتصاد ما أو قطاع ما إلى
التغ 11ير النس 11بي في الن 11اتج المحلي اإلجم 11الي أو القيم 11ة المض 11افة ،ووفق 11ا لبيان 11ات البن 11ك ال 11دولي يعت 11بر النم 11و
االقتصادي ذا كثافة رأسمالية عندما تكون مرونة التوظي11ف بالنس11بة للن11اتج أق11ل من 0.4وذا كثاف11ة من حيث
العمال 11ة عن 11دما تك 11ون المرون 11ة أك 11بر من .0.8ويعت 11بر النم 11و االقتص 11ادي المحق 11ق في الجزائ 11ر غ 11ير منتج
للوظ11ائف وإ نم11ا ه11و ك11ثيف رأس الم11ال ،والس11بب في ذل11ك ه11و هيك11ل االقتص11اد الجزائ11ري ال11ذي يعتم11د بش11كل
كبير على قطاع المحروقات الذي يتصف بضعف إنشائه لمناصب العمل.
-ارتف1اع البطال11ة ل11دى فئ11ة الش11باب ،فق1د بلغت نس11بة الش11باب ال11ذين ت11تراوح أعم11ارهم بين 15و 24س11نة بين
الع11اطلين عن العم11ل %42.7س11نة ،2014وهي نس11بة مرتفع11ة س11يؤدي ع11دم تخفيض11ها إلى إح11داث ض11غوط
اجتماعية كبيرة
-ارتف11 1اع البطال11 1ة ل11 1دى خ11 1ريجي الجامع11 1ات ،إذ تش11 1ير اإلحص11 1ائيات إلى انخف11 1اض نس11 1بة الحاص11 1لين على
ش 11هادات جامعي 11ة ض 11من العمال 11ة اإلجمالي 11ة حيث ق 11درت ب %14.34في 2011مقاب 11ل %21.87ل 11ذوي
المس 11توى الث 11انوي و %52.62ل 11ذوي المس 11توى االبت 11دائي في نفس الس 11نة .ويتض 11ح ب 11ذلك أن األف 11راد ال 11ذين
لديهم مستويات متواضعة من التعليم أكثر حظا في الحصول على مناصب عمل
-ارتف 11 1اع مس 11 1اهمة قط 11 1اع الخ 11 1دمات في التش 11 1غيل على حس 11 1اب قط 11 1اعي الص 11 1ناعة والزراع 11 1ة ،إذ تش 11 1ير
إحص11ائيات س11نة 2013أن النس11بة المئوي11ة للق11وة العامل11ة في قط11اع الخ11دمات بلغت %48,3مقاب11ل %31,6
في قطاع الصناعة و %20.1فقط في قطاع الزراعة.
وكخالصة لكل ما سبق يمكن القول أن هناك تراجع ملح1وظ في مع1دالت البطال1ة وه1ذا ب1التزامن م1ع التزاي1د
المس11تمر إلي11رادات الدول11ة من ص11ادرات قط11اع المحروق11ات ،وه11و م11ا س11مح للدول11ة بتوف11ير مناص11ب عم11ل في
القط11اع الع11ام (خاص11ة في اإلدارات الحكومي11ة) و ك11ذلك توف11ير ف11رص عم11ل مهم11ة في القط11اع الخ11اص نتيج11ة
االستثمارات الكبيرة ال1تي ش1رعت فيه1ا الدول1ة من خالل القط1اع الخ1اص في إط1ار برن1امجي اإلنع1اش ودعم
النم11و .ولكن عن11د تحلي11ل طبيع11ة الوظ11ائف المس11تحدثة يتض11ح ارتف11اع مس11اهمة القط11اع غ11ير الرس11مي وارتف11اع
البطالة لدى فئة الشباب وخريجي الجامعات كما أن المناصب المستحدثة غير الئقة إضافة إلى أنها مؤقتة.
63
بعد أزمة الدين الخ1ارجي ال1تي نتجت عن الص11دمة النفطي1ة لس1نة 1986وال1تي أدت إلى إع1ادة جدول1ة ال1دين
الخارجي بين 1994و ،1998اتبعت الجزائر خطة تقليص المديونية الخارجي1ة عن طري1ق تس1ديدات هام1ة
مس 11بقة خاص 11ة بين س 11نتي 2004و 2006وه 11ذا م 11ا أدى إلى انخف 11اض معت 11بر لل 11دين الخ 11ارجي كم 11ا يظه 11ره
الجدول التالي:
يتضح من الجدول االنخفاض الكب1ير في المديوني1ة الخارجي1ة للجزائ1ر حيث انتقلت من 25.47ملي1ار دوالر
في 2000إلى 3.73ملي1ار دوالر في 2014وتتض1من المديوني1ة دي1ون متوس1طة وطويل1ة األج1ل تم التعاق1د
بشأنها من ط1رف مؤسس1ات خاص11ة ذات رؤوس أم1وال أجنبي1ة ق11امت باس1تثمارها مباش1رة في الجزائ1ر ،وفي
هذا اإلطار شهدت سنة 2009إدخال إجراءات تشريعية تحد من التموي11ل الخ11ارجي لالس11تثمارات في إط11ار
الشراكة وتفضيل اللجوء إلى االدخار المحلي .وقد ع1رفت نس1بة االدخ1ار المحلي إلى إجم1الي الن1اتج المحلي
تزاي11دا معت11برا بع11د اإلص11الحات حيث انتقلت من %27.09في 1990إلى %44.8في س11نة ،2000كم11ا
تظه11ر اإلحص11ائيات أن االدخ11ار المحلي في الجزائ11ر ق11ادر على تغطي11ة االس11تثمار المحلي وه11ذا م11ا يوض11حه
الجدول التالي:
الج11 1دول رقم ( :)...إجم11 1الي االدخ11 1ار واالس11 1تثمار المحل11 1يين نس11 1بة من إجم11 1الي الن11 1اتج المحلي خالل الف11 1ترة
2014-2010
الوحدة %:
64
Source: World Bank, World Development Indicators, 2015:
http://data.worldbank.org/wdi
يالح 11 1ظ طيل 11 1ة الف 11 1ترة 2013-2010أن االدخ 11 1ار المحلي يغطي االس 11 1تثمار المحلي في حين ش 11 1هدت س 11 1نة
2014ارتفاع 11ا في نس 11بة االس 11تثمار المحلي حيث تج 11اوز نس 11بة االدخ 11ار المحلي وه 11ذا ق 11د يك 11ون س 11ببا في
ارتف 11اع ال111دين الخ111ارجي من 3.39ملي111ار دوالر في 2013إلى 3.73ملي 11ار دوالر في 2014حيث ان111ه
ب1الرجوع إلى هيك1ل ال1دين الخ1ارجي نج1د أن س1بب ه1ذا االرتف1اع ه1و زي1ادة الق1روض القص11يرة األج1ل وال1تي
تتمث11ل أساس11ا في ق11روض المس11تثمرين و تس11بيقات الش11ركات األم إلى فروعه11ا في الجزائ11ر (يق11ع ه11ذا ال11دين
قص11 1ير األج11 1ل على ع11 1اتق زب11 1ائن البن11 1وك الخاص11 1ة ال11 1ذين يفض11 1لون ق11 1روض المس11 1تثمرين لتموي11 1ل زب11 1ائن
وارداتهم).
وفي ظ 11ل الظ 11روف ال 11تي تعرفه 11ا الجزائ 11ر بع 11د انخف 11اض أس 11عار الب 11ترول من المتوق 11ع أن ترتف 11ع المديوني 11ة
الخارجي11ة لتغطي11ة احتياج11ات التموي11ل خاص11ة إذا علمن11ا أن حص11ة إي11رادات الجباي11ة البترولي11ة من اإلي11رادات
الكلية للميزانية ت1راوحت في الف1ترة 2013-2000بين %62.88و %78.78وان عج1ز الميزاني1ة العام1ة
للدولة بلغ سنة )-13.96( 2014مليار دوالر وهي أعلى نسبة عجز سجلتها الجزائر منذ سنة .2000
65