You are on page 1of 21

‫الض ريبة و الته رب‬

‫الضريبي‬

‫العام الدراسي ‪2010 _20009 :‬‬


‫مخطط البحث ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الضريبة ‪:‬‬

‫تعريف الضريبة‬ ‫‪.1‬‬


‫خصائص الضريبة‬ ‫‪.2‬‬
‫القواعد األساسية للضريبة‬ ‫‪.3‬‬
‫دور الضرائب يف البلدان النامية‬ ‫‪.4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التهرب الضريبي ‪:‬‬

‫تعريف التهرب الضرييب‬ ‫‪.1‬‬


‫تصنيفات التهرب الضرييب‬ ‫‪.2‬‬
‫أشكال التهرب الضرييب‬ ‫‪.3‬‬
‫أطراف التهرب الضرييب‬ ‫‪.4‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الضرائب في سوريا ‪:‬‬

‫تطور النظام الضرييب السوري و خصائصه‬ ‫‪.1‬‬


‫الطاقة الضريبية يف سوريا‬ ‫‪.2‬‬
‫العبء الضرييب السوري‬ ‫‪.3‬‬
‫حجم التهرب الضرييب يف سوريا‬ ‫‪.4‬‬

‫رابعا ‪ :‬مواجهة التهرب الضريبي ‪:‬‬

‫آثار التهرب الضرييب‬ ‫‪.1‬‬


‫مكافحة التهرب الضرييب‬ ‫‪.2‬‬
‫مقرتحات ملعاجلة التهرب الضرييب ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:%‬‬

‫س‪HH H‬لطت األزم‪HH H‬ة املالي‪HH H‬ة العاملي‪HH H‬ة الض‪HH H‬وء على أمهي‪HH H‬ة ت‪HH H‬دخل الدول‪HH H‬ة يف النش‪HH H‬اط االقتص‪HH H‬ادي األم‪HH H‬ر ال‪HH H‬ذي حيم‪HH H‬ل اإلدارة‬
‫االقتص‪HH‬ادية عموم‪HH‬ا و املالي‪HH‬ة خصوص‪HH‬ا مزي‪HH‬دا من املس‪HH‬ؤولية النابع‪HH‬ة من وج‪HH‬وب تعزي‪HH‬ز دور الدول‪HH‬ة الت‪HH‬دخلي و االجيايب‬
‫و زيادة اإلنفاق العام لتتمكن الدولة من مواجهة تداعيات هذه األزمة ‪.‬‬

‫و من اج ‪HH‬ل زي ‪HH‬ادة اإلنف ‪HH‬اق الع ‪HH‬ام للدول ‪HH‬ة الب ‪HH‬د من زي ‪HH‬ادة املوارد العام ‪HH‬ة للدول ‪HH‬ة األم ‪HH‬ر ال ‪HH‬ذي لن يتحق ‪HH‬ق إال من خالل‬
‫التعاون االجيايب بني اإلدارة احلكومية والفعاليات االقتصادية و املنظمات األهلية لتحس‪H‬ني مس‪H‬توى الثقاف‪H‬ة و ال‪H‬وعي‬
‫الض ‪HH‬رييب و مكافح ‪HH‬ة الته ‪HH‬رب الض ‪HH‬رييب و تعبئ ‪HH‬ة م ‪HH‬وارد إض ‪HH‬افية للخزين ‪HH‬ة العام ‪HH‬ة للدول ‪HH‬ة ع ‪HH‬رب تك ‪HH‬ثيف جه ‪HH‬ود مكافح ‪HH‬ة‬
‫التهرب الضرييب و تفعيل دور اإلدارة الضريبية و مكافحة كافة إشكال الفساد ‪.‬‬

‫من ‪HH‬ذ ع ‪HH‬ام ‪ 2003‬ب ‪HH‬دأت وزارة املالي ‪HH‬ة وض ‪HH‬من إط ‪HH‬ار عملي ‪HH‬ة اإلص ‪HH‬الح االقتص ‪HH‬ادي الش ‪HH‬امل ‪ ،‬بتنفي ‪HH‬ذ خط ‪HH‬ة طموح ‪HH‬ة‬
‫لإلصالح املايل والضرييب ‪ ،‬هتدف إىل عصرنة وحتديث كافة التشريعات املالية والضريبية بقصد جعلها أكثر ش‪HH‬فافية و‬
‫عدالة وتبسيط إجراءاهتا‪ ،‬بقصد زي‪H‬ادة اإلي‪H‬رادات الض‪H‬ريبية من جه‪H‬ة واإلقالل من عملي‪H‬ات الته‪H‬رب الض‪H‬رييب من جه‪H‬ة‬
‫أخرى‪ H،‬ولتتمكن الدولة من القيام مبهامها على أكمل وجه‪ ،‬ويف سبيل حتقيق هذا اهلدف أحدثت العديد من اهليئ‪HH‬ات‬
‫املختص ‪HH‬ة وعلى رأس ‪HH‬ها اهليئ ‪HH‬ة العام ‪HH‬ة للض ‪HH‬رائب والرس ‪HH‬وم‪ ،‬ول ‪HH‬ذلك ض ‪HH‬من م ‪HH‬ا يلي س ‪HH‬نتطرق ملفه ‪HH‬وم الته ‪HH‬رب الض ‪HH‬رييب‬
‫وأسبابه وأشكاله وطرق معاجلته ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الضريبة ‪:‬‬

‫يعرف جيز الضريبة على أهنا ‪ :‬استقطاع نقدي تفرضه السلطة على األفراد بطريقة هنائية وبدون مقاب‪HH‬ل بقص‪HH‬د تغطي‪HH‬ة‬
‫األعباء العامة ‪.‬‬

‫و يق ‪HH‬ول األس ‪HH‬تاذ ‪ : mehl‬الض ‪HH‬ريبة اس ‪HH‬تقطاع نق ‪HH‬دي تفرض ‪HH‬ه الدول ‪HH‬ة على األش ‪HH‬خاص االعتب ‪HH‬اريني و الطبيع ‪HH‬يني وفق ‪HH‬ا‬
‫لقدرهتم التكليفية بطريقة هنائية وبال مقابل بقصد تغطية األعباء العامة و حتقيق دخل الدولة "‬

‫و نتيجة للتعريفات السابقة ميكن استخالص خصائص الضريبة ‪:‬‬

‫التزام نقدي‬ ‫‪-1‬‬


‫فريضة جربية تؤخذ بقرار من جانب واحد وهو الدولة‬ ‫‪-2‬‬
‫تفرض الضريبة وفقا ملقدرة املكلفني حبسب ادم مسيث " يسهم كل من أعضاء اجملتمع بتحمل أعب‪HH‬اء الدول‪HH‬ة‬ ‫‪-3‬‬
‫وفق مقدرهتم على الدفع "‬
‫هتدف الضريبة لتحقيق منفعة عامة ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪3‬‬
‫و جيادل البعض أن الفرد يدفع الضريبة ألنه حيصل على شيء باملقابل فيكون أساس فرض الضريبة عق‪HH‬د ض‪HH‬مين بني‬
‫الفرد و الدولة و يتم االتفاق على أحكامه بني الدولة و األفراد بواسطة ممثلي الشعب "السلطة التشريعية "‬

‫و يقول ادم مسيث يف كتابه ثروة األمم بان القواعد األساسية للضريبة هي ‪:‬‬

‫قاعدة العدالة أو املساواة يف املقدرة ‪":‬جيب أن يسهم رعاي‪HH‬ا ك‪HH‬ل دول‪H‬ة يف نفق‪HH‬ات احلكوم‪HH‬ة حبس‪HH‬ب مق‪HH‬درهتم‬ ‫‪-1‬‬
‫النسبية أي بنسبة الدخل الذي يتمتعون به يف ظل محاية الدولة "‬
‫قاعدة الوضوح و اليقني ‪ :‬مقدار الضريبة ‪ ,‬موعد دفعها و حتديد كيفية الدفع ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫قاع‪HH‬دة املالءم‪HH‬ة ‪ :‬و تع‪HH‬ين ه‪HH‬ذه القاع‪HH‬دة االتس‪HH‬اق من حيث ال‪HH‬وقت مثال تقاض‪HH‬ي ض‪HH‬ريبة األج‪HH‬ور عن‪HH‬د اس‪HH‬تالم‬ ‫‪-3‬‬
‫املكلفني ألجورهم‬
‫قاعدة االقتصاد ‪ :‬و تعين أن يكون الفرق بني ما يدفع‪H‬ه املكلف‪H‬ون وم‪H‬ا ي‪H‬دخل إىل اخلزين‪H‬ة العام‪H‬ة للدول‪H‬ة اص‪H‬غر‬ ‫‪-4‬‬
‫ما ميكن‪.‬‬

‫ي ‪HH‬ذهب بعض الكت‪HH H‬اب إىل الق‪HH H‬ول ب‪HH H‬ان الض‪HH H‬ريبة يف ال‪HH H‬دول النامي‪HH H‬ة هي عب‪HH H‬ارة عن مفه‪HH H‬وم يتم االعتم‪HH H‬اد علي‪HH H‬ه لبن‪HH H‬اء‬
‫اقتصاديات هذه الدول و البنية التحتية هلا ‪.‬‬

‫ولكن واىل اآلن فم‪HH‬ا ي‪HH‬زال دور الض‪HH‬ريبة يف البل‪HH‬دان النامي‪HH‬ة ثانوي‪HH‬ا يف إم‪HH‬داد اخلزان‪HH‬ة العام‪HH‬ة باملال وتتص‪%%‬ف الض‪%%‬رائب‬
‫في البلدان النامية بالسمات التالية ‪:‬‬

‫ضعف احلصيلة الضريبية و ذلك بسبب ضعف الدخل الفردي و بذلك يكون االقتطاع منه حمدود‬ ‫‪.1‬‬
‫عدم التوازن يف النظم الضريبية املطبقة‬ ‫‪.2‬‬
‫عدم االنسجام يف التشريع الضرييب فهو غالبا نسخة عن تشريعات أخرى لبيئات و ظروف اقتصادية خمتلفة‬ ‫‪.3‬‬

‫ثانيا ‪:‬التهرب الضريبي‬

‫عرف الدكتور عصام بش‪H‬ور الته‪HH‬رب الض‪H‬رييب على ان‪HH‬ه ‪ :‬التخلص جزئي‪HH‬ا أو كلي‪H‬ا من دف‪HH‬ع الض‪HH‬ريبة و ميكن أن يتم قب‪H‬ل‬
‫حتقق الضريبة باستخدام بعض الوسائل اليت ال حتقق التزاما على املكلف أو بعد حتققها بعدم أدائها للخزينة "‬

‫و يعرف د‪ .‬حممد املهايين و د‪ .‬خالد اخلطيب ذلك بأنه " ع‪H‬دم إق‪H‬رار املكل‪H‬ف بواجب‪H‬ه ل‪H‬دفع الض‪H‬ريبة املرتتب‪H‬ة علي‪H‬ه س‪H‬واء‬
‫من خالل تق‪HH‬دمي بيان‪HH‬ات مض‪HH‬للة لل‪HH‬دوائر املالي‪HH‬ة أو من خالل اس‪H‬تخدام وس‪HH‬ائل مش‪HH‬روعة و غ‪HH‬ري مش‪HH‬روعة لإلفالت‬
‫من دفع الضريبة "‬

‫‪4‬‬
‫و يف قانون مكافحة التهرب الضرييب رقم ‪ 25‬عام ‪ 2003‬يعرف التهرب الضرييب على انه ‪:‬‬

‫أ‪ " -‬ك‪HH‬ل فع‪HH‬ل خمالف إلحك‪HH‬ام ق‪HH‬وانني الض‪HH‬رائب و الرس‪HH‬وم يص‪HH‬در عن املكل‪HH‬ف أو من ين‪HH‬وب عن‪HH‬ه أو من ميثل‪HH‬ه أو‬
‫من يفوض عنه بقصد التهرب من دفع هذه الضرائب كليا أو جزئيا من خالل ما يقدمه لل‪H‬دوائر املالي‪H‬ة من‬
‫قي‪HH H‬ود أو وث ‪HH‬ائق أو بيان‪HH H‬ات تض‪HH H‬منت معلوم ‪HH‬ات خمالف ‪HH‬ة للحقيق ‪HH‬ة أو إخفائه ‪HH‬ا أو إنكاره ‪HH‬ا أو ع ‪HH‬دم تق ‪HH‬دميها‬
‫باملواعي‪HH‬د احملددة قانوني‪HH‬ا أو إتالفه‪HH‬ا قب‪HH‬ل املوع‪HH‬د احملدد أو ممارس‪HH‬ة عم‪HH‬ل خاض‪HH‬ع للتكلي‪HH‬ف دون إعالم ال‪HH‬دوائر‬
‫املالية أو إخفاء نشاط جيب إظهاره "‬
‫ب‪ " -‬ال يتدخل يف مشول ه‪H‬ذه الفق‪HH‬رة من ه‪H‬ذه املادة املكلف‪H‬ون بض‪H‬ريبة األرب‪H‬اح احلقيقي‪H‬ة و املس‪H‬جلون يف ال‪HH‬دوائر‬
‫املالية أو املكلفون برسوم الرتكات يف حال عدم تقدمي البيانات يف املواعيد احملددة إال بع‪H‬د إن‪H‬ذارهم بتط‪H‬بيق‬
‫هذا القانون "‬

‫و يعرف الباحث التهرب الضرييب بأنه ‪ :‬حماولة االحتيال الصادرة من مطرح الضريبة سواء كان شخص‪HH‬ية حقيقي‪HH‬ة أو‬
‫اعتباري‪H‬ة تت‪H‬وافر في‪HH‬ه ش‪H‬روط دف‪H‬ع الض‪H‬ريبة بأس‪H‬اليب ع‪H‬دة ح‪H‬ىت ال ي‪H‬دفع م‪HH‬ا ي‪H‬رتتب علي‪HH‬ه من مس‪H‬تحقات خ‪HH‬زين الدول‪H‬ة‬
‫دون نقل عبئها إىل شخص آخر‪.‬‬

‫وميكن شرح نقل العبء الضرييب باملثال التايل ‪:‬‬

‫بفرض وجود ضريبة على الورق املستورد فان املستورد يدفع الضريبة مث حيصلها من أص‪HH‬حاب مص‪HH‬انع ال‪HH‬ورق بزي‪HH‬ادة‬
‫الس‪HH‬عر و ه‪HH‬ؤالء حيص‪HH‬لوهنا من جتار اجلمل‪HH‬ة بإض‪HH‬افتها إىل الس‪HH‬عر و جتار اجلمل‪HH‬ة حيص‪HH‬لوها من جتار املف‪HH‬رق و مث تنق‪HH‬ل يف‬
‫النهاية إىل املستهلكني الذين يتحملون عبء هذه الضريبة‬

‫و يع ‪HH‬رف نق ‪HH‬ل عبء الض ‪HH‬ريبة بأن ‪HH‬ه نق ‪HH‬ل املكل ‪HH‬ف الق ‪HH‬انوين بالض ‪HH‬ريبة و دفعه ‪HH‬ا إىل ش ‪HH‬خص آخ ‪HH‬ر يص ‪HH‬بح ه ‪HH‬و املكل ‪HH‬ف‬
‫الفعلي ‪.‬‬

‫وجيدر بالذكر انه البد من التفريق بني التهرب الضرييب و االنعكاس الضرييب ‪:‬‬

‫يف التهرب الضرييب ال ي‪H‬دفع املكل‪HH‬ف م‪HH‬ا يس‪H‬تحق علي‪H‬ه من ض‪HH‬ريبة للخزين‪H‬ة العام‪H‬ة أم‪HH‬ا يف االنعك‪H‬اس الض‪HH‬رييب فيح‪H‬اول‬
‫املكلف اسرتداد الضريبة اليت دفعها من شخص أو أشخاص آخرين ‪.‬‬

‫أطراف التهرب الضريبي ‪:‬‬

‫التشريع الضرييب ‪ :‬و الذي قد يتيح الته‪H‬رب من خالل الثغ‪H‬رات املوج‪H‬ودة في‪H‬ه ك‪H‬اجلمود و ع‪H‬دم الوض‪H‬وح أو‬ ‫‪-1‬‬
‫ارتفاع معدالت الضريبة و غريها ‪.‬‬
‫اإلدارة الضريبية ‪ :‬و تساهم يف التهرب الضرييب من ناحية إن قلة كفاءة العاملني فيها ت‪HH‬ؤدي إىل ع‪HH‬دم فهم‬ ‫‪-2‬‬
‫النص ‪HH‬وص الض ‪HH‬ريبية باإلض ‪HH‬افة إىل أخط ‪HH‬اء اجلباي ‪HH‬ة و من جه ‪HH‬ة أخ ‪HH‬رى ف ‪HH‬ان قل ‪HH‬ة ع ‪HH‬دد األش ‪HH‬خاص الع ‪HH‬املني يف‬
‫‪5‬‬
‫اإلدارة الض ‪HH‬ريبية و ض ‪HH‬عف أج ‪HH‬ورهم ينعكس على األداء إذ أن زي ‪HH‬ادة املش ‪HH‬اريع ليس ‪HH‬ت مص ‪HH‬حوبة بزي ‪HH‬ادة يف‬
‫عدد العاملني يف اإلدارة ‪.‬‬
‫املكلف ‪ :‬و هو العنصر األكثر أمهية من األطراف فه‪HH‬و ال‪HH‬ذي س‪HH‬يتخلى عن مال‪HH‬ه ل‪H‬دفع املس‪HH‬تحقات فيجب أن‬ ‫‪-3‬‬
‫‪0‬يكون مقتنعا باملنافع العامة احملققة من هذا الدفع‬
‫و يعود عدم دفع املكلف للضرييبة إىل سببني أساسيني مها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬غياب الشعور بالعدالة‬
‫ب‪ -‬غياب الوعي الضرييب‬

‫للتهرب الضريبي أسباب عديدة يمكن التعرض ألهمها وباختصار‪:‬‬

‫‪ -I‬األسباب األخالقية‪ :‬ويقصد هبا املستوى األخالقي ودرجة الوعي الوطين والثقايف السائد يف الدول‪H‬ة ‪ ،‬فكلم‪H‬ا‬
‫ك‪HH‬ان ه‪HH‬ذا املس‪HH‬توى مرتفع‪H‬اً ل‪HH‬دى األف‪HH‬راد كلم‪HH‬ا ك‪HH‬ان ه‪HH‬ؤالء األف‪HH‬راد يتمتع‪HH‬ون بش‪HH‬عور ع‪HH‬ال باملس‪HH‬ؤولية ‪ ،‬وحبب‬
‫متن‪HH‬ام للمص‪HH‬لحة العام‪HH‬ة‪ ،‬وس‪HH‬عي ح‪HH‬ثيث حنو أداء واجب‪HH‬اهتم ال‪HH‬يت حتددها األنظم‪HH‬ة والق‪HH‬وانني حنو اجلماع‪HH‬ة‪ ،‬وال‪HH‬يت‬
‫ت ‪HH‬أيت يف مق ‪HH‬دمتها قب ‪HH‬وهلم ب ‪HH‬أداء واجب الض ‪HH‬ريبة باعتب ‪HH‬ار أن ذل ‪HH‬ك إح‪HH H‬دى ط‪HH H‬رق احملافظ ‪HH‬ة على كي ‪HH‬ان الدول ‪HH‬ة‬
‫واملسامهة يف رقيها وتقدمها بل ومساعدهتا يف تقدمي أفضل اخلدمات إىل كل أفراد اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -II‬األسباب التنظيمي‪%%‬ة الفني‪%%‬ة للته‪%‬رب‪ :‬وتتمث‪HH‬ل من خالل أن الض‪HH‬ريبة ال تف‪HH‬رض إال بتق‪HH‬دمي تص‪HH‬ريح خطي من‬
‫قبل املنشأة التجارية أو الصناعية أو اخلدمية أو غريها‪ ،‬وبالت‪H‬ايل ف‪H‬إن ع‪H‬دم وج‪H‬ود برن‪H‬امج مراقب‪H‬ة (أو نظ‪H‬ام) ف‪H‬ين‬
‫دقي‪HH‬ق يت‪HH‬ابع األف‪HH‬راد و الش‪HH‬ركات يلعب دوراً هام‪H‬اً يف الته‪HH‬رب الض‪HH‬رييب‪ .‬ومن أمثل‪HH‬ة الته‪HH‬رب الض‪HH‬رييب الته‪HH‬رب‬
‫من دف ‪HH‬ع الرس ‪HH‬وم اجلمركي ‪HH‬ة ال ‪HH‬ذي يتم من خالل إخف ‪HH‬اء الفوات ‪HH‬ري احلقيقي ‪HH‬ة اخلاص ‪HH‬ة بالبض ‪HH‬ائع و إظه ‪HH‬ار فوات ‪HH‬ري‬
‫مزورة غريها حتمل قيمة أقل من القيمة األصلية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -III‬األس‪%%‬باب االقتص‪%%‬ادية ‪ :‬وهي تتعل‪HH‬ق مبس‪HH‬توى املعيش‪HH‬ة و الوض‪HH‬ع االقتص‪HH‬ادي الع‪HH‬ام ‪ ،‬فمن املف‪HH‬رتض أن الوض‪HH‬ع‬
‫االقتص‪HH‬ادي اجلي‪HH‬د واالنتع‪HH‬اش االقتص‪HH‬ادي ووف‪HH‬رة رؤوس األم‪HH‬وال ت‪HH‬ؤدي إىل ع‪HH‬دم الته‪HH‬رب الض‪HH‬رييب و العكس‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪ -IV‬األسباب الجزائية ‪ :‬يساعد اجلزاء (أو الغرامة) ال‪H‬ذي تفرض‪H‬ه الدول‪H‬ة على املته‪HH‬رب من الض‪H‬رائب على التقلي‪H‬ل‬
‫من الته‪HH‬رب الض‪HH‬رييب وع‪HH‬ادة م‪HH‬ا ي‪HH‬وازن املكل‪HH‬ف بني مبل‪HH‬غ الض‪HH‬ريبة املرتتب علي‪HH‬ه وبني اجلزاء أو (الغرام‪HH‬ة) ال‪HH‬ذي‬
‫سيتعرض ل‪H‬ه إذا م‪H‬ا هترب من دف‪H‬ع الض‪H‬ريبة املس‪H‬تحقة إذا م‪H‬ا مت فض‪H‬ح أم‪H‬ره‪ ،‬ف‪H‬إذا ك‪H‬ان اجلزاء أك‪H‬رب من الض‪H‬ريبة‬
‫ع‪HH‬دل عن الته‪HH‬رب والعكس ص‪HH‬حيح ‪ .‬وق‪HH‬د ال يك‪HH‬ون اجلزاء مادي‪HH‬ا فق‪HH‬ط ‪ ،‬ب‪HH‬ل ق‪HH‬د يتع‪HH‬داه إىل اس‪HH‬تخدام طرق ‪H‬اً‬
‫أخرى تراها الدولة مناسبة مثل التقييد واملنع واحلرمان‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -V‬االزدواج الضريبي وهو فرض الضريبة ذاهتا ـ أو ضريبة من نفس النوع ـ أكثر من مرة على ذات املكل‪HH‬ف يف‬
‫م‪HH‬دة واح‪HH‬دة وبالنس‪HH‬بة لنفس حمل الض‪HH‬ريبة ‪،‬وه‪HH‬ذا م‪HH‬ا جيع‪HH‬ل املكل‪HH‬ف يته‪HH‬رب من الض‪HH‬ريبة العتق‪HH‬اده بع‪HH‬دم أحقي‪HH‬ة‬
‫الدولة هبذه الضرائب‪.‬‬

‫أنواع التهرب الضريبي ‪:‬‬

‫ميكن تصنيف التهرب الضرييب و فق اعتبارات عدة ‪:‬‬

‫احلجم ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫و هنا يقسم التهرب الضرييب حبسب حجم التهرب من الضريبة إىل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬هترب ضرييب كلي ‪ :‬و يتمثل يف إخفاء النشاط املستحق للضريبة فال يدفعها مطلقا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬هترب ض‪HH‬رييب ج‪HH‬زئي ‪ :‬و يتمث‪HH‬ل يف إس‪HH‬قاط ج‪HH‬زء من النش‪HH‬اط اخلاض‪HH‬ع للض‪HH‬ريبة أو بعض إي‪HH‬رادات‬
‫هذا النشاط‪.‬‬
‫املعيار اإلقليمي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حبسب حدود اإلقليم اليت يتم فيه التهرب و يقسم إىل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬هترب ضرييب داخلي ‪ :‬داخل حدود الدولة وتتم مكافحته عرب التشريعات الضريبية للبلد ‪.‬‬
‫ب‪ -‬هترب ضرييب دويل ‪ :‬خارج حدود دول‪H‬ة واح‪H‬دة عن طري‪H‬ق اس‪H‬تغالل االرتب‪H‬اط بعالق‪H‬ات داخلي‪H‬ة و‬
‫خارجية‬
‫املعيار القانوين ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن وجهة نظر قانونية يتم تصنيف التهرب الضرييب إىل ‪:‬‬
‫التجنب الض‪HH H‬رييب " الته‪HH H‬رب الض‪HH H‬رييب غ‪HH H‬ري املخ‪HH H‬الف للق‪HH H‬انون " ‪ :‬و يتم ع‪HH H‬رب اس‪HH H‬تغالل الثغ‪HH H‬رات‬ ‫‪‬‬
‫القانونية هبدف عدم مطابقة شروط الضريبة مع املكلف و بالتايل عدم االلتزام بدفعها ‪.‬‬
‫الته‪HH‬رب الض‪HH‬رييب غ‪HH‬ري املش‪HH‬روع " املخ‪HH‬الف للق‪HH‬وانني "‪ :‬و يع‪HH‬ين ختلص املكل‪HH‬ف من ال‪HH‬دفع عن طري‪HH‬ق‬ ‫‪‬‬
‫خمالفة القوانني و ذلك باالستعانة بكافة الوسائل غري الشرعية للتهرب من فرض الضريبة عليه ‪.‬‬

‫و يمكن ان نورد فيما يلي بعض صور التهرب الضريبي ‪:‬‬

‫الكتم‪HH‬ان الكلي للنش‪HH‬اط االقتص‪HH‬ادي‪ ،‬حبيث ال يص‪HH‬ل عن‪HH‬ه أي‪HH‬ة معلوم‪HH‬ات إىل وزارة املالي‪HH‬ة و بالت‪HH‬ايل ال يتم دف‪HH‬ع‬ ‫‪o‬‬
‫أي‪HH‬ة ض‪HH‬رائب على اإلطالق ‪ ،‬و يعت‪HH‬رب الكتم‪HH‬ان أك‪HH‬ثر الوس‪HH‬ائل أمان ‪H‬اً ويس‪HH‬اعد على ذل‪HH‬ك وج‪HH‬ود القط‪HH‬اع غ‪HH‬ري‬
‫املنظم (اقتصاد الظل)‬

‫‪7‬‬
‫إخف‪HH‬اء أرق‪HH‬ام األعم‪HH‬ال يف مجي‪HH‬ع بيان‪HH‬ات مكلفي ض‪HH‬رائب األرب‪HH‬اح احلقيقي‪HH‬ة‪ .‬و ه‪HH‬ذا حيدث يف النش‪HH‬اطات ال‪HH‬يت ال‬ ‫‪o‬‬
‫تكون احلكومة طرفاً منها أو ال تكون هلا عالقة مباشرة هبا‪.‬‬
‫زيادة النفقات وتقليل اإليرادات‪ ،‬حيث تضخم التك‪HH‬اليف على حنو ومهي من خالل زي‪HH‬ادة تك‪HH‬اليف الس‪HH‬لع و‬ ‫‪o‬‬
‫العم‪HH‬ل و زي‪HH‬ادة نفق‪HH‬ات أج‪HH‬ور العم‪HH‬ال ح‪HH‬ىت تص‪HH‬بح األرب‪HH‬اح الظ‪HH‬اهرة قليل‪HH‬ة و بالت‪HH‬ايل تق‪HH‬ل الض‪HH‬رائب املفروض‪HH‬ة‬
‫عليها‪.‬‬
‫ختفيض أس‪HH H‬عار ال ‪HH‬بيع للس ‪HH‬لع واخلدمات و ك‪HH H‬ذلك تزوي‪HH H‬ر أوراق و فوات‪HH H‬ري االس ‪HH‬ترياد حيث تظه ‪HH‬ر ع ‪HH‬دد املواد‬ ‫‪o‬‬
‫املستوردة قليلة من أجل التهرب من دفع الرسوم اجلمركية‪.‬‬
‫تنظيم إج‪H‬ازات اس‪H‬ترياد الس‪H‬لع بأمساء خمتلف‪HH‬ة ق‪H‬د يك‪HH‬ون ليس هلم عالق‪H‬ة بالتج‪HH‬ارة و االس‪H‬ترياد من أج‪HH‬ل الته‪H‬رب‬ ‫‪o‬‬
‫من دفع الضريبة‪ ،‬وبالتايل إخفاء الذمة املالية للمستورد احلقيقي ‪.‬‬
‫ع‪HH‬دم س‪HH‬داد ض‪HH‬ريبة دخ‪HH‬ل الع‪HH‬املني يف املص‪HH‬انع و الش‪HH‬ركات (ض‪HH‬ريبة ال‪HH‬رواتب واألج‪HH‬ور) هبدف تقلي‪HH‬ل التكلف‪HH‬ة‬ ‫‪o‬‬
‫على أص‪HH‬حاب العم‪HH‬ل وع‪HH‬دم تس‪HH‬جيل العم‪HH‬ال يف التأمين‪HH‬ات االجتماعي‪HH‬ة وبالت‪HH‬ايل يص‪HH‬بح الته‪HH‬رب ض‪HH‬رييب وت‪HH‬أميين‬
‫بآن واحد‪.‬‬
‫تأخر املكلفون بدفع الضريبة لعدة سنوات من أجل استخدام مبلغ الض‪HH‬ريبة يف ف‪HH‬رتة الت‪HH‬أخري ك‪HH‬ربح وانتظ‪HH‬ارهم‬ ‫‪o‬‬
‫ص‪HH H‬دور مراس‪HH H‬يم أو ق‪HH H‬رارات عف‪HH H‬وا عن الغرام‪HH H‬ات والفوائ‪HH H‬د حيث ج‪HH H‬رت الع‪HH H‬ادة على ص‪HH H‬دورها ك‪HH H‬ل ع‪HH H‬دة‬
‫سنوات‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الضرائب في سوريا ‪:‬‬

‫تطور النظام الضريبي السوري‪:‬‬

‫بدراسة مراحل التطور الضرييب السوري نرى ان‪HH‬ه ومن‪H‬ذ ع‪HH‬ام ‪ 1940‬ت‪H‬اريخ نش‪H‬وء ه‪HH‬ذا النظ‪H‬ام فق‪H‬د خض‪HH‬ع إىل ع‪H‬دة‬
‫مراح ‪HH‬ل ختتل ‪HH‬ف خصائص ‪HH‬ها ب ‪HH‬اختالف األغ ‪HH‬راض السياس ‪HH‬ية و اجملتمعي ‪HH‬ة يف تل ‪HH‬ك الف ‪HH‬رتات و نع ‪HH‬رض فيم ‪HH‬ا يلي مراح ‪HH‬ل‬
‫النظام الضرييب السوري و مكوناته ‪:‬‬

‫املرحلة األوىل ‪ :‬لقد بدأت هذه املرحلة منذ عام ‪ 1940‬وانتهت عام ‪ 1949‬ومتيزت ه‪H‬ذه املرحل‪H‬ة بوج‪H‬ود ق‪H‬وانني‬
‫فرنس‪HH‬ية وق‪HH‬وانني عثماني‪HH‬ة تعم‪HH‬ل إىل ج‪HH‬انب بعض‪HH‬ها البعض‪ ,‬حيث انتهت ه‪HH‬ذه املرحل‪HH‬ة باالنفص‪HH‬ال النق‪HH‬دي بني س‪HH‬ورية‬
‫ولبنان وبداية االنفصال االقتصادي‪H.‬‬

‫املرحل‪HH‬ة الثاني‪HH‬ة ‪ :‬ب‪HH‬دأت ه‪HH‬ذه املرحل‪HH‬ة ع‪HH‬ام ‪ 1949‬وانتهت ع‪HH‬ام ‪ ,1963‬وق‪HH‬د متيزت ه‪HH‬ذه املرحل‪HH‬ة بص‪HH‬دور ق‪HH‬انون رقم‬
‫‪ 85‬لع‪H‬ام ‪ 1949‬ال‪H‬ذي ح‪H‬دد مص‪HH‬ادر ال‪H‬دخل والض‪HH‬رائب املفروض‪H‬ة علي‪HH‬ه وبتش‪H‬كل علمي وواقعي‪ ,‬وص‪H‬دور املرس‪H‬وم‬
‫‪1‬‬
‫رقم ‪ 101‬العام ‪ 1952‬القاضي بتنظيم ضريبة الرتكات والرسوم املفروضة على اهلبات واإلعانات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عصام بشور‪ ،‬التشريع الضريبي‪ ،‬دمشق‪ ،‬المطبعة التعاونية‪ ، 1982 ،‬ص‪166‬‬
‫‪8‬‬
‫املرحل‪H‬ة الثالث‪H‬ة ‪ :‬وق‪HH‬د ب‪H‬دأت ه‪HH‬ذه املرحل‪H‬ة من‪HH‬ذ ع‪H‬ام ‪ 1963‬وانتهت ع‪HH‬ام ‪ 1985‬وأهم م‪HH‬ا مييز ه‪H‬ذه املرحل‪H‬ة الق‪H‬انون‬
‫املايل األساس‪HH‬ي للدول‪HH‬ة رقم ‪ 96‬لع‪HH‬ام ‪ ،1967‬ال‪HH‬ذي متت مبوجب‪HH‬ه ع‪HH‬دة إج‪HH‬راءات مالي‪HH‬ة ك‪HH‬ان من أمهه‪HH‬ا توحي‪HH‬د املوازن‪HH‬ة‬
‫العام‪HH H‬ة للدول‪HH H‬ة وتوحي‪HH H‬د أص‪HH H‬ول الص‪HH H‬رف والبداي‪HH H‬ة مبوجب تعليم‪HH H‬ات حمددة‪ ,‬كم‪HH H‬ا مت تع‪HH H‬ديل ق‪HH H‬انون ض‪HH H‬ريبة ال‪HH H‬دخل‬
‫للشركات العامة‪ ,‬حيث جعلها القانون شخصية جتارية أو ص‪H‬ناعية يت‪H‬وجب عليه‪H‬ا دف‪H‬ع الض‪H‬رائب للدول‪H‬ة مث‪H‬ل القط‪H‬اع‬
‫اخلاص ‪ .‬املرحل‪HH H‬ة الرابع‪HH H‬ة‪ :‬ب‪HH H‬دأت ع‪HH H‬ام ‪ 1985‬وانتهت ع‪HH H‬ام ‪ 2000‬وأهم مسات ه‪HH H‬ذه املرحل‪HH H‬ة ح‪HH H‬دوث اإلعف ‪HH‬اءات‬
‫الضريبية للمستثمرين وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬املرس‪H‬وم التش‪H‬ريعي رقم ‪ 10‬لع‪H‬ام‪ 1986‬القاض‪H‬ي بإح‪H‬داث الش‪H‬ركات الزراعي‪H‬ة املش‪H‬رتكة ومنحه‪H‬ا إعف‪H‬اءات ض‪H‬ريبية‬
‫ملدة سبع سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬الق‪H‬رار رقم ‪ 186‬لع‪H‬ام ‪ 1985‬الص‪H‬ادر عن اجمللس الس‪H‬ياحي األعلى والقاض‪H‬ي بإعف‪H‬اء املنش‪H‬أة الس‪H‬ياحية من ض‪H‬رائب‬
‫الدخل ملدة مخس سنوات ومن ‪ %50‬من ضرائب الدخل طيلة حياة املشروع‪.‬‬

‫‪ -‬الق‪HH‬انون رقم ‪ 19‬لع‪HH‬ام ‪( 1990‬ق‪HH‬انون املغ‪HH‬رتبني ) القاض‪HH‬ي مبنح إعف‪HH‬اءات مجركي‪HH‬ة متع‪HH‬ددة للس‪HH‬وريني املغ‪HH‬رتبني ال‪H‬ذين‬
‫يودون العودة وإقامة مشروعات استنكارية داخل سورية‪.‬‬

‫‪ -‬ق ‪HH‬انون االس ‪HH‬تثمار رقم ‪ 10‬لع ‪HH‬ام ‪ :1991‬القاض ‪HH‬ي مبنح إعف ‪HH‬اءات ض ‪HH‬ريبية للمس ‪HH‬تثمرين ملدة مخس س ‪HH‬نوات وإعف ‪HH‬اء‬
‫كامل من الرسوم اجلمركية عند تأسيس املشروع ‪.‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 20‬لعام ‪ 1991‬القاضي بتخفيض الشرائح التص‪H‬اعدية من ‪ %92‬على ال‪H‬دخل مبا فيه‪H‬ا رس‪H‬وم اإلدارة‬
‫احمللية هبدف تشجيع االستثمار األجنيب‪.‬‬

‫‪ -‬عدة قرارات لتخفيض الرسوم اجلمركية على املواد األولية والصناعة املستوردة‪.‬‬

‫‪ -‬املرس‪H‬وم رقم ‪ 7‬لع‪H‬ام ‪ 2000‬القاض‪H‬ي بتع‪H‬ديل الق‪H‬انون رقم ‪ 10‬لع‪H‬ام ‪ 1991‬بزي‪H‬ادة اإلعف‪H‬اءات الض‪H‬ريبية ملش‪H‬اريع‬
‫االس‪HH‬تثمار‪ ,‬وختفيض ض‪HH‬ريبة ال‪HH‬دخل للش‪HH‬ركات املس‪HH‬امهة من ‪ %32‬إىل ‪ ، %25‬لق‪HH‬د متيزت ه‪HH‬ذه املرحل‪HH‬ة باالنفت‪HH‬اح‬
‫االقتصادي ورغبة احلكومة يف إج‪H‬راء إص‪H‬الحات اقتص‪H‬ادية وتش‪H‬جيع االس‪H‬تثمار احمللي والع‪H‬ريب واألجن‪H‬يب‪ ,‬وص‪H‬دور ه‪H‬ذه‬
‫الق ‪HH‬وانني واملراس ‪HH‬يم والق ‪HH‬رارات هبدف تش ‪HH‬جيع االس ‪HH‬تثمار من جه ‪HH‬ة وزي ‪HH‬ادة اإلنت ‪HH‬اج وال ‪HH‬دخل من جه ‪HH‬ة أخ ‪HH‬رى‪ ,‬وق ‪HH‬د‬
‫ش‪HH‬كلت عبئ‪H‬اً على موازن‪HH‬ة الدول‪HH‬ة ألهنا س‪HH‬امهت يف زي‪HH‬ادة اإلعف‪HH‬اءات‪ ,‬حبيث أن ‪ %60‬من ال‪HH‬دخل أص‪HH‬بح معفي‪H‬اً من‬
‫الضرائب مما دفع احلكومة لالعتماد على القروض اخلارجية واإلص‪HH‬دار النق‪H‬دي يف متوي‪H‬ل مش‪H‬اريعها العام‪H‬ة وأدى ذل‪HH‬ك‬
‫لزيادة معدالت التضخم حيث وصلت ما بني ‪ %40-%30‬يف سنوات التس‪HH‬عينات وازدادت مديوني‪HH‬ة الدول‪H‬ة للع‪HH‬امل‬
‫اخلارجي‪.2‬‬

‫‪2‬‬
‫علي كنعان ‪ ،‬النظام النقدي والمصرفي السوري ‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الرضا‪ ،1999 ،‬ص‪244‬‬
‫‪9‬‬
‫املرحلة اخلامسة‪2006-2000 :‬‬

‫لقد أكدت النظرية االقتصادية الكلية على ضرورة تالؤم النظام الض‪HH‬رييب م‪H‬ع الواق‪HH‬ع الض‪HH‬رييب لالقتص‪HH‬اد‪ ,‬ولق‪H‬د ط‪H‬ورت‬
‫احلكومة السورية بعض بنود التشريع الضرييب حيث ميكننا إجياز بعض ما مت من تعديالت التشريع املايل والضرييب‪:‬‬

‫الق‪HH‬انون ‪ 24‬لع‪HH‬ام ‪ : 2003‬وق‪HH‬د تض‪HH‬من تع‪HH‬ديل احلد األدىن املعفى من ض‪HH‬رائب ال‪HH‬دخل من ‪ 1000‬ل‪HH‬رية س‪HH‬ورية‬ ‫‪-‬‬
‫حبيث أصبح ‪5000‬ل‪.‬س‬
‫القانون ‪ 25‬لعام ‪ :2003‬ويتعلق باالستعالم الضرييب ملكافحة التهرب الضرييب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املرس‪HH‬وم التش‪HH‬ريعي رقم ‪ 18‬بت‪HH‬اريخ ‪ 2004 H-2-14 :‬وال‪HH‬ذي ألغى الق‪HH‬انونني ‪ 794‬لع‪HH‬ام ‪ 1928‬و ‪ 54‬لع‪HH‬ام‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1979‬اخلاصني بضريبة املواشي واستعيض عنهما بفرض رسم على املواشي املصدرة مبقدار ‪100‬ل‪.‬س‪.‬‬
‫القانون ‪ 22‬بتاريخ ‪ 2003 -11-9‬والذي تضمنت رسالته قروض صندوق الدين العام وتسديد حسابه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون ‪ 47‬تاريخ ‪ 2003 -19-38‬والذي تضمن احللول لكثري من التشابكات املالية واملرتاكمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون ‪ 26‬بتاريخ ‪ 2003-11-19‬والذي وحد نسبة احلسميات التقاعدية بـ‪.%7‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون رقم ‪ 45‬بتاريخ ‪ 2003-12-30‬الذي قضى بإحالل عبارة التنمية املستدامة حمل اجملهود احلريب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون ‪ 14‬بتاريخ ‪ 2004-05-27‬والذي مدد العمل بالتقدير املايل للعقارات ملدة سنة واحدة‪)3(.‬‬ ‫‪-‬‬

‫خصائص النظام الضريبي السوري ‪:‬‬

‫النظام هو عبارة عن جمموعة من الضرائب النوعية تتناول مطارح حمددة و متعددة و ظهرت مبوجب صكوك‬ ‫‪.1‬‬
‫متتالية و متعددة‬
‫توجد إعفاءات واسعة مؤقتة أو دائمة تؤثر سلبا على احلصيلة الضريبية‬ ‫‪.2‬‬
‫عدم املرونة يف إجراءات التطبيق بسبب ظروف اجتماعية أو ظروف اقتصادية سائدة‬ ‫‪.3‬‬
‫االهتمام غري الكايف باخلربات و الكفاءات العاملة يف اإلدارة الضريبية‬ ‫‪.4‬‬
‫اخنفاض مستوى الوعي الضرييب‬ ‫‪.5‬‬

‫يف س‪HH‬ورية ك ‪HH‬انت الض ‪HH‬رائب مرتفع‪HH‬ة على أص‪HH‬حاب الفعالي‪HH‬ات االقتص ‪HH‬ادية و منخفض ‪HH‬ة على املواط‪HH‬نني ذوي ال‪HH‬دخل‬
‫احملدود و لكن و من اج‪H‬ل تش‪H‬جيع االس‪H‬تثمارات متت زي‪H‬ادة اإلعف‪H‬اءات الض‪H‬ريبية ألص‪H‬حاب ال‪H‬ثروات ف‪H‬ازداد عبء‬
‫الضريبة على الطبقة النامية األمر الذي يقوض العدالة يف النظام الضرييب السوري‬

‫‪3‬‬
‫محمد حسين ‪ ،‬اإلصالح الضريبي ‪ ،‬أهدافه وأبعاده (سورية‪:‬جمعية العلوم االقتصادية ‪ ، )2004،‬ص ص‪7-6‬‬
‫‪10‬‬
‫ويتوجب على النظام الضريبي الجاذب لراس المال األجنبي إتباع ما يلي ‪:‬‬

‫تقرير اإلعفاءات الضريبية ألوجه النشاطات املرغوبة للتنمية و اليت غالبا ما ال يوافق عليها املستثمر األجنيب‬ ‫‪.1‬‬
‫تش‪HH‬جيع االس‪HH‬تثمارات األجنبي‪HH‬ة على إع‪HH‬ادة اس‪HH‬تثمار أرباحه‪HH‬ا املتحقق‪HH‬ة يف ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة عن طري‪HH‬ق اإلعف‪HH‬اءات‬ ‫‪.2‬‬
‫الضريبية مما يؤدي إىل إفادة االقتصاد الوطين ‪.‬‬
‫املساواة يف املعاملة الضريبية بني راس املال األجنيب و الوطين‬ ‫‪.3‬‬
‫أسعار ضريبة معتدلة حبيث ال تعوق نشاط اإلنتاج أو التسويق‬ ‫‪.4‬‬
‫تطبيق مبدأ السيادة الضريبية على أساس معيار التبعية االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫" و يعين مبدأ السيادة الضريبية الس‪H‬يادة املطلق‪H‬ة للدول‪H‬ة يف اختاذ الق‪H‬رار يف إقليمه‪H‬ا و هي غ‪H‬ري حمدودة و هي‬
‫مالكة احلق الوحيدة يف فرض الضريبة وحتصيلها "‬

‫الطاقة الضريبية في سوريا ‪:‬‬

‫كغريه‪HH‬ا من ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة تع‪HH‬اين س‪HH‬وريا من ض‪HH‬عف يف الطاق‪HH‬ة الض‪HH‬ريبية و هن‪HH‬اك ش‪HH‬عور من قب‪HH‬ل املكلفني باملقاب‪HH‬ل بثق‪HH‬ل‬
‫الضرائب املطبقة عليهم و هذا يطرح العديد من األسئلة حول العوامل املؤثرة بالطاقة الضريبية يف سورية ‪.‬‬

‫و تتمثل هذه العوامل فيما يلي ‪:‬‬

‫طبيعة االقتصاد السوري ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫حيث يالحظ سيطرة القطاع الزراعي على االقتصاد السوري "تبعا للم‪H‬وارد " و ض‪HH‬عف القطاع‪H‬ات األخ‪H‬رى‬
‫باملقابل و الشك بان النمو يف القطاع الزراعي لن يكون خاضعا بشكل كبري للضرائب باإلض‪HH‬افة إىل ص‪HH‬عوبة‬
‫أساس‪HH‬ية تواجه‪HH‬ه و تكمن يف أن اآللي‪HH‬ات املس‪HH‬تخدمة يف ه‪HH‬ذا القط‪HH‬اع تعت‪HH‬رب قدمية و هي ذات كف‪HH‬اءة اقتص‪HH‬ادية‬
‫منخفضة ‪.‬‬
‫اخنفاض دخل الفرد يف سوريا ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تبع ‪HH‬ا إلحص ‪HH‬اء ق ‪HH‬امت ب ‪HH‬ه احلكوم ‪HH‬ة الس ‪HH‬ورية بالتع ‪HH‬اون م ‪HH‬ع الربن ‪HH‬امج اإلمنائي لألمم املتح ‪HH‬دة ظه ‪HH‬رت النت ‪HH‬ائج‬
‫التالية ‪:‬‬
‫يف ع‪H‬ام ‪ 2004‬يوج‪HH‬د م‪H‬ا ميث‪HH‬ل نس‪H‬بة ‪ %11.4‬من الس‪H‬كان ال حيص‪H‬لون على حاج‪H‬اهتم األساس‪H‬ية للمعيش‪H‬ة ‪.‬‬
‫و يت‪HH H‬وزع الفق‪HH H‬ر يف س‪HH H‬وريا تبع‪HH H‬ا للمن‪HH H‬اطق املختلف‪HH H‬ة حيث يش‪HH H‬كل الفق‪HH H‬راء يف املن‪HH H‬اطق احلض‪HH H‬رية م‪HH H‬ا نس‪HH H‬بته‬
‫‪ %38.8‬من الفق ‪HH H‬ر يف س ‪HH H‬وريا بينم ‪HH H‬ا تش ‪HH H‬كل املن ‪HH H‬اطق الش ‪HH H‬مالية الش ‪HH H‬رقية يف س ‪HH H‬وريا (و ال‪HH H‬يت بس‪HH H‬كن فيه‪HH H‬ا‬
‫‪ %44.8‬من إمجايل السكان يف سوريا ) ما يقارب ‪ %58.1‬من إمجايل الفقر ‪.‬‬
‫و حبسب اإلحصاء فان ‪ %96‬من لعاملني يف القطاع احلكومي ال تغطي رواتبهم وسطي تكاليف املعيش‪HH‬ة‬
‫‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أداء اإلدارة الضريبية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫و يكمن الض ‪HH‬عف هن ‪HH‬ا يف ق ‪HH‬درات و إمكان ‪HH‬ات الع ‪HH‬املني يف جباي ‪HH‬ة الض ‪HH‬رائب و ع ‪HH‬دم خض ‪HH‬وعهم ل ‪HH‬دورات‬
‫تدريبية مستمرة و ضعف تأهيلهم باإلضافة إىل عدم استخدام أجهزة متطورة لتسهيل عملهم ‪.‬‬

‫اخنفاض الوعي الضرييب ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫و يكمن يف فهم املواطن الس ‪HH H‬وري للض ‪HH H‬ريبة على أهنا إت ‪HH H‬اوة غ ‪HH H‬ري م ‪HH H‬ربرة فيلج ‪HH H‬أ للته ‪HH H‬رب ب ‪HH H‬أي ش ‪HH H‬كل من‬
‫األشكال ‪.‬‬
‫و جيدر بال ‪HH H‬ذكر أن وزارة املالي‪HH H‬ة ق ‪HH H‬د ق‪HH H‬امت حبمالت توعي‪HH H‬ة من خالل دائ ‪HH H‬رة اإلعالم الض ‪HH H‬رييب و خاص ‪HH H‬ة‬
‫اإلعالن ال‪HH‬ذي مت تلفزيوني‪HH‬ا و ع‪HH‬رب وس‪HH‬ائل اإلعالم املختلف‪HH‬ة عن اإلعف‪HH‬اءات الض‪HH‬ريبية الص‪HH‬ادرة وف‪HH‬ق املرس‪HH‬وم‬
‫التشريعي ‪ 22‬لعام ‪.2009‬‬
‫ومع مجيع ه‪HH‬ذه احملاوالت فان‪H‬ه من الص‪H‬عب إنك‪HH‬ار حال‪H‬ة ض‪HH‬عف الثق‪H‬ة بني املواطن املكل‪HH‬ف و املالي‪H‬ة و بالكيفي‪H‬ة‬
‫ال‪HH‬يت تنف‪HH‬ق فيه‪HH‬ا احلكوم‪HH‬ة عوائ‪HH‬د اجلباي‪HH‬ة على املش‪HH‬اريع العام‪HH‬ة خاص‪HH‬ة بس‪HH‬بب الفس‪HH‬اد و م‪HH‬ا يتعل‪HH‬ق ب‪HH‬ه من مظ‪HH‬اهر‬
‫تقل‪HH‬ل من ثق‪HH‬ة املواطن ب‪HH‬األجهزة احلكومي‪HH‬ة و دوائ‪HH‬ر الدول‪HH‬ة ‪ .‬و باإلض‪HH‬افة إىل ذل‪HH‬ك ف‪HH‬ان التع‪HH‬ديالت املتالحق‪HH‬ة‬
‫على التشريع الضرييب قد تسببا أحيانا اخللط و عدم إمكانية فهم هذه الضرائب من املواطنني ‪.‬‬
‫التعديالت املستمرة على التشريع الضرييب ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مت تطبيق املرسوم رقم ‪ 85‬و الصادر ع‪H‬ام ‪ 1949‬يف س‪H‬ورية لغاي‪H‬ة ع‪H‬ام ‪ 2003‬و بع‪H‬د ذل‪HH‬ك حص‪H‬لت كث‪H‬ري‬
‫من التغي‪HH‬ريات و التع‪HH‬ديالت على الق‪HH‬انون الض‪HH‬رييب ومن اب‪HH‬رز ه‪HH‬ذه التع‪HH‬ديالت الق‪HH‬انون رقم ‪ 24‬الص‪HH‬ادر ع‪HH‬ام‬
‫‪ 2003‬و املرسوم رقم ‪ 51‬الصادر عام ‪ . 2006‬و قد أدت هذه التغيريات إىل وج‪HH‬ود حال‪HH‬ة من االرتب‪HH‬اك‬
‫لدى املكلفني نتيجة عدم الفهم التام لكل هذه التغيريات و تتقاطع هذه الظاهرة مع ض‪H‬عف ال‪H‬وعي الض‪H‬رييب‬
‫بل من املمكن أن تعترب إحدى مسبباته ‪.‬‬
‫الوضع السياسي و األمين للمنطقة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث أن حال‪HH H‬ة احلرب ال‪HH H‬يت تعيش‪HH H‬ه املنطق‪HH H‬ة ال‪HH H‬يت تنتمي إليه‪HH H‬ا س‪HH H‬وريا و ع‪HH H‬دم االس‪HH H‬تقرار يف ال ‪HH‬دول اجملاورة‬
‫يف‪HH‬رض نوع‪HH‬ا من اخلوف على اس‪HH‬تثمار رؤوس األم‪HH‬وال يف املنطق‪HH‬ة األم‪HH‬ر ال‪HH‬ذي يتطلب تش‪HH‬جيعا مس‪HH‬تمرا من‬
‫الدول‪HH‬ة لالس‪HH‬تثمارات الداخلي‪HH‬ة و اخلارجي‪HH‬ة و ق‪HH‬د يتحق‪HH‬ق ذل‪HH‬ك من خالل منح املزي‪HH‬د من اإلعف‪HH‬اءات الض‪HH‬ريبية‬
‫األم ‪HH‬ر ال ‪HH‬ذي ي ‪HH‬ؤدي إىل إض ‪HH‬عاف احلص ‪HH‬يلة الض ‪HH‬ريبية من جه ‪HH‬ة و إض ‪HH‬عاف ال ‪HH‬وعي الض ‪HH‬رييب من خالل زي ‪HH‬ادة‬
‫االرتباك الناجم عن عدم فهم التغيريات املتالحقة للضرائب من جهة أخرى ‪.‬‬
‫انتشار اقتصاد الظل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪12‬‬
‫تعتم‪HH‬د قطاع‪HH‬ات كث‪HH‬رية تعم‪HH‬ل يف س‪HH‬ورية " كم‪HH‬ا يف كث‪HH‬ري من ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة " على نظ‪HH‬ام املص‪HH‬انع الص‪HH‬غرية و‬
‫ال‪HH H‬ورش ال‪HH H‬يت ليس ل‪HH H‬ديها أي س‪HH H‬جالت يف وزارة املالي‪HH H‬ة و يس‪HH H‬اعد على اس‪HH H‬تفحال ه‪HH H‬ذه املش‪HH H‬كلة ض‪HH H‬عف‬
‫االستعالم الضرييب األمر الذي يسهل التهرب من الضريبة بشكل كبري ‪.‬‬

‫تع‪HH‬ين الطاق‪HH‬ة الض‪HH‬ريبية بش‪HH‬كل ع‪HH‬ام املق‪HH‬درة التكليفي‪HH‬ة لل‪HH‬دخل الق‪HH‬ومي و تس‪HH‬اوي ال‪HH‬دخل الق‪HH‬ومي مطروح‪HH‬ا من‪HH‬ه ح‪HH‬د‬
‫الكف‪HH H‬اف ‪ .‬ومن حيث اإلنت‪HH H‬اج ف‪HH H‬ان الطاق‪HH H‬ة الض‪HH H‬ريبة تع‪HH H‬ين املق‪HH H‬درة اإلنتاجي‪HH H‬ة للمجتم‪HH H‬ع مطروح‪HH H‬ا منه‪HH H‬ا مس‪HH H‬توى‬
‫االس ‪HH‬تهالك الض ‪HH‬روري ال ‪HH‬ذي حتتاج ‪HH‬ه العائل ‪HH‬ة ملتابع ‪HH‬ة حياهتا العام ‪HH‬ة ‪ ,‬أو ق ‪HH‬درة ال ‪HH‬دخل الق ‪HH‬ومي على حتم ‪HH‬ل العبء‬
‫الضرييب ‪.‬‬

‫و ميكن التعبري عن الطاقة االقتصادية للضرائب ب ‪ :‬املوارد الضريبية املقتطعة ‪ /‬إمجايل الدخل القومي ‪.‬‬

‫وتوص‪HH H‬ل د‪.‬اخلطيب إىل التعري‪HH H‬ف الت‪HH H‬ايل و ال‪HH H‬ذي ميكن اعتب‪HH H‬اره األفض‪HH H‬ل و يتجس‪HH H‬د يف أن الطاق‪HH H‬ة الض ‪HH‬ريبية تك ‪HH‬ون‬
‫مساوية للدخل القومي مطروحا منه احلد األدىن لالستهالك االجتماعي و جزء مدخر للحاالت الطارئة ‪.‬‬

‫و اعتمادا على هذا التعريف فإذا افرتضنا‬

‫حد الكفاف ‪ %15 :‬من الدخل القومي‬

‫حد الطوارئ ‪ %5 :‬من الدخل القومي‬

‫فهذا يعين أن الدخل اخلاضع للضريبة هو ‪ %80‬و حبذف‬

‫اإلعفاءات اليت متنحها الدول النامية لالستثمارات ‪ %25 :‬من الدخل القومي‬

‫و الدخل الذي ال ميكن تكليفه ( التهرب الضرييب ) ‪ %25 :‬من الدخل القومي‬

‫تصبح املق‪H‬درة التكليفي‪H‬ة فق‪H‬ط ‪ % 30‬و ه‪H‬ذا مهم‪H‬ا مت ف‪H‬رض ض‪HH‬رائب لن يكفي لس‪H‬د حاج‪H‬ة اإلنف‪HH‬اق الع‪H‬ام الوط‪H‬ين و‬
‫مهما تعددت الضرائب و تنوعت فستبقى الطاقة الضريبية منخفضة إىل حد كبري ‪.‬‬

‫و إذا مت تطبيق ذلك على عام ‪ 2006‬فسيكون ما يلي ‪:‬‬

‫الناتج احمللي اإلمجايل = ‪ 1708.7‬مليار لرية سورية‬

‫الدخل القومي اإلمجايل = ‪ 1575.5‬مليار لرية سورية‬

‫حد الكفاف = ‪ 236.6‬مليار لرية سورية‬

‫الطوارئ = ‪ 78.7‬مليار لرية سورية‬

‫‪13‬‬
‫احلد املعفى من الضرائب = ‪ 393.8‬مليار لرية سورية‬

‫التهرب الضرييب = ‪ 393.8‬مليار لرية سورية‬

‫فتكون املقدرة التكليفية مساوية ل ‪ 472.9‬مليار لرية سورية‬

‫و إذا كانت نسبة الضرائب ‪ % 50‬ستكون الضرائب = ‪ 236.4‬مليار لرية سورية‬

‫و يف ذل‪HH‬ك الع‪HH‬ام مت حتص‪HH‬يل مبل‪HH‬غ ‪ 222.7‬ملي‪HH‬ار ل‪HH‬رية س‪HH‬ورية من الض‪HH‬رائب و مبناقش‪HH‬ة حال‪HH‬ة التمكن من التخلص من‬
‫الته ‪HH‬رب الض ‪HH‬رييب ف ‪HH‬ان املق ‪HH‬درة التكليفي ‪HH‬ة س ‪HH‬وف ت ‪HH‬زداد لتص ‪HH‬بح ‪ 866.7‬ملي ‪HH‬ار ل ‪HH‬رية س ‪HH‬ورية و بتط ‪HH‬بيق النس ‪HH‬بة ذاهتا أي‬
‫‪ %50‬تصبح الضرائب املمكن ‪ 433.3‬مليار لرية سورية‬

‫و يف ع‪HH‬ام ‪ 2006‬بل‪HH‬غ اإلنف‪HH‬اق احلك‪HH‬ومي مبجمل‪HH‬ه ‪ 439.7‬ملي‪HH‬ار ل‪HH‬رية س‪HH‬ورية و هن‪HH‬ا يتض‪HH‬ح كي‪HH‬ف أن ح‪HH‬ل مش‪HH‬كلة‬
‫الته‪HH‬رب الض‪HH‬رييب س‪HH‬وف يع‪HH‬وض اإلنف‪HH‬اق احلك‪HH‬ومي الع‪HH‬ام مبا حيق‪HH‬ق مص‪HH‬لحة الدول‪HH‬ة و املواطن على ح‪HH‬د س‪HH‬واء حيث‬
‫يبلغ العج‪H‬ز يف ح‪H‬ال وج‪H‬ود الته‪H‬رب ‪ 256.3‬ملي‪H‬ار ل‪H‬رية س‪H‬ورية و ينخفض يف ح‪H‬ال مكافح‪H‬ة الته‪H‬رب إىل ‪60.4‬ملي‪H‬ار‬
‫لرية سورية ‪.‬‬

‫العبء الضريبي السوري ‪:‬‬

‫بش‪HH‬كل ع‪HH‬ام ف‪HH‬ان وج‪HH‬ود ظ‪HH‬اهرة الته‪HH‬رب الض‪HH‬رييب جيع‪HH‬ل من املق‪HH‬درة التكليفي‪HH‬ة للف‪HH‬رد الس‪HH‬وري منخفض‪HH‬ة " حس‪HH‬ب املث‪HH‬ال‬
‫الس‪HH‬ابق ‪ " %15‬و ترتف‪HH‬ع ه‪HH‬ذه املق‪HH‬درة إىل ‪ %27‬يف ح‪HH‬ال مكافحت‪HH‬ه إذ ي‪HH‬زداد العبء الض‪HH‬رييب لدرج‪HH‬ة تس‪HH‬تطيع من‬
‫خالهلا احلصيلة الضريبية متويل اإلنفاق العام للدولة‪.‬‬

‫و فيما يلي يتضح تطور العبء الضرييب يف سورية خالل األعوام املاضية ‪:‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫العام‬


‫‪379,3‬‬ ‫‪364,9‬‬ ‫‪301.6‬‬ ‫‪296.6‬‬ ‫احلص ‪HH H H H H H H H H H H H‬يلة ‪251,5‬‬
‫الضريبية‬
‫‪4‬‬
‫اجلدول‬

‫و فيما يلي جدول يوضح اإليرادات العامة و نسب مسامهتها يف الناتج احمللي اإلمجايل‬

‫‪4‬‬
‫المصدر ‪ :‬وزارة المالية‬
‫‪14‬‬
‫إيرادات ضريبية‬ ‫إيرادات نفطية‬ ‫الن‪HH H H H H H H H H H H H H H H H‬اتج احمللي إيرادات عامة‬ ‫العام ‪ /‬املؤشر‬
‫اإلمجايل‬
‫‪251,5‬‬ ‫‪127,2‬‬ ‫‪356,2‬‬ ‫‪1506,4‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪296.6‬‬ ‫‪137,9‬‬ ‫‪434.8‬‬ ‫‪1704,9‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪301,6‬‬ ‫‪99,6‬‬ ‫‪459.8‬‬ ‫‪2017,8‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪364,9‬‬ ‫‪131,8‬‬ ‫‪490,8‬‬ ‫‪2291,5‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪379,3‬‬ ‫‪85,6‬‬ ‫‪532,3‬‬ ‫‪2540,8‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪5‬‬
‫اجلدول‬

‫و يتض‪HH‬ح من متابع‪HH‬ة نفس األرق‪HH‬ام يف س‪HH‬نوات تب‪HH‬دأ من ع‪HH‬ام ‪ 2001‬بأن‪HH‬ه يش‪HH‬كل النف‪HH‬ط م‪HH‬ا يق‪HH‬ارب مخس الن‪HH‬اتج احمللي‬
‫اإلمجايل و يس‪HH H‬اهم يف اإلي‪HH H‬رادات العام‪HH H‬ة مبا نس‪HH H‬بته ‪ %58‬يف ع‪HH H‬ام ‪ 2001‬أم‪HH H‬ا يف ع‪HH H‬ام ‪ 2006‬فش‪HH H‬كلت نس‪HH H‬بة‬
‫‪ %31,7‬من اإليرادات العامة فقط ‪.‬‬

‫تزاي ‪HH‬دت اإلي ‪HH‬رادات الض ‪HH‬ريبية بش ‪HH‬كل كب ‪HH‬ري خالل األع ‪HH‬وام املتتالي ‪HH‬ة و يش ‪HH‬كل ع ‪HH‬ادة ه ‪HH‬ذا الن ‪HH‬وع من اإلي ‪HH‬رادات املص ‪HH‬در‬
‫األساس‪HH‬ي لتموي‪HH‬ل اإلنف‪HH‬اق الع‪HH‬ام دولي‪HH‬ا و يص‪HH‬ل يف بعض ال‪HH‬دول املتقدم‪HH‬ة إىل م‪HH‬ا نس‪HH‬بته ‪% 80‬إىل ‪ % 90‬من اإلنف‪HH‬اق‬
‫العام‪.‬‬

‫و يالح ‪HH‬ظ اخنف ‪HH‬اض مش ‪HH‬اركة اإلي ‪HH‬رادات الض ‪HH‬ريبية غ ‪HH‬ري النفطي ‪HH‬ة يف اإلنف ‪HH‬اق الع ‪HH‬ام ي س ‪HH‬وريا مقارن ‪HH‬ة بغريه ‪HH‬ا من ال ‪HH‬دول‬
‫األجنبية و العربية ‪:‬‬

‫تصل مشاركة اإليرادات الضريبية غري النفطية يف سوريا يف اإلنفاق العام إىل ‪%40‬‬

‫يف مصر ‪%59‬‬

‫يف تونس ‪%70‬‬

‫و يف املغرب ‪%80‬‬

‫و ميكن أيض‪H‬ا عن طري‪HH‬ق مقارن‪H‬ة العبء الض‪HH‬رييب يف س‪H‬وريا بغي‪HH‬ه من ال‪H‬دول مالحظ‪H‬ة اخنفاض‪HH‬ه و بش‪H‬كل كب‪HH‬ري و يتض‪HH‬ح‬
‫ذلك من خالل اجلدول التايل‪:‬‬

‫نص‪HH H H H H‬يب الف‪HH H H H H‬رد من الن‪HH H H H H‬اتج الوط‪HH H H H H‬ين العبء الضرييب للفرد‬ ‫البلد‬
‫اإلمجايل ( دوالر)‬

‫‪5‬‬
‫المصدر وزارة المالية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪45%‬‬ ‫‪27336‬‬ ‫أملانيا‬
‫‪42%‬‬ ‫‪22947‬‬ ‫اململكة املتحدة‬
‫‪32%‬‬ ‫‪23946‬‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية‬
‫‪21%‬‬ ‫‪1499‬‬ ‫مصر‬
‫‪19.6%‬‬ ‫‪1800‬‬ ‫األردن‬
‫‪17%‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫سوريا‬

‫حجم التهرب الضريبي في سوريا ‪:‬‬

‫يسهم القطاع اخلاص يف سورية مبا نسبته ‪ %67‬من الناتج احمللي اإلمجايل و تبلغ مسامهته يف الضرائب و الرسوم ما‬
‫نسبته ‪ % 23‬و ذل‪H‬ك يف ع‪H‬ام ‪ . 2008‬و ق‪H‬د ق‪H‬درت الض‪H‬رائب يف ع‪H‬ام ‪ 2008‬بنح‪H‬و ‪ 294‬ملي‪H‬ار ل‪H‬رية س‪H‬ورية أي‬
‫م‪HH‬ا يس‪HH‬اوي ‪ %16‬من الن‪HH‬اتج احمللي اإلمجايل ‪ .‬ف‪HH‬إذا ك‪HH‬ان القط‪HH‬اع اخلاص يس‪HH‬اهم مبق‪HH‬دار ‪ 260‬ملي‪HH‬ار ل‪HH‬رية س‪HH‬ورية من‬
‫الن‪HH‬اتج احمللي اإلمجايل الب‪HH‬الغ ‪ 688‬ملي‪HH‬ار ل‪HH‬رية س‪HH‬ورية و ك‪HH‬ان العبء الض‪HH‬رييب ‪ %16‬ف‪HH‬إذا جيب على القط‪HH‬اع اخلاص‬
‫أن يسهم بالضريبية مببلغ ‪ 201‬مليار يف حني انه مل يتم حتصيل سوى ‪ 68‬مليار فقط من ضرائب هذا القطاع ‪.‬‬

‫و مبقارنة بسيطة ملا يدفعه القطاع اخلاص مبجمله للخزينة العامة للدولة و ما يدفع‪H‬ه املص‪HH‬رف التج‪H‬اري الس‪HH‬وري وح‪HH‬ده‬
‫يف املقابل جند أن املصرف التجاري الس‪H‬وري ق‪H‬د بلغت أرباح‪HH‬ه يف ع‪HH‬ام ‪ 2006‬مبل‪H‬غ ‪ 24‬ملي‪H‬ار ل‪HH‬رية س‪H‬ورية ي‪H‬رتتب‬
‫عليه‪HH‬ا ض‪HH‬ريبة مبق‪HH‬دار ‪ 13.28‬ملي‪HH‬ار مت دفعه‪HH‬ا للخزين‪HH‬ة إض‪HH‬افة إىل رف‪HH‬د اخلزين‪HH‬ة مببل‪HH‬غ ‪ 20‬ملي‪HH‬ار ل‪HH‬رية س‪HH‬ورية أي م‪HH‬ا‬
‫يشكل نصف ما يدفعه القطاع اخلاص بأكمله خلزينة الدولة ‪.‬‬

‫تعت ‪HH‬رب أم ‪HH‬وال الته ‪HH‬رب الض ‪HH‬رييب أم ‪HH‬واال للم ‪HH‬واطن و الش ‪HH‬عب و الب ‪HH‬د من احلرص على إعادهتا و القي ‪HH‬ام بتوظيفه ‪HH‬ا و‬
‫استثمارها بشكل ينعكس على حياة الناس و مستوى معيشتهم ‪.‬‬

‫و تذكر الدراسات يف كثري من الدول عاملية ظ‪H‬اهرة الته‪H‬رب الض‪H‬رييب حيث ت‪H‬دل الدراس‪H‬ات اللبناني‪H‬ة على أن ‪%70‬‬
‫من إمجايل ع ‪HH‬دد املكلفني ال ي ‪HH‬دفعون أي ض ‪HH‬رائب و يف االقتص ‪HH‬اد األم ‪HH‬ريكي يبل ‪HH‬غ حجم الته ‪HH‬رب الض ‪HH‬رييب م ‪HH‬ا يق ‪HH‬ارب‬
‫‪ %10‬من الناتج القومي اإلمجايل و يبلغ يف االحتاد األورويب ما نسبته ‪ %16‬من الناتج القومي أيضا ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬مواجهة التهرب الضريبي ‪:‬‬


‫‪16‬‬
‫آثار التهرب الضريبي‪:‬‬

‫اخنف‪HH‬اض حجم اإلي‪HH‬رادات العام‪HH‬ة ال‪HH‬يت جتنيه‪HH‬ا الدول‪HH‬ة من املكلفني وبالت‪HH‬ايل تنخفض األم‪HH‬وال ال‪HH‬يت ك‪HH‬ان جيب أن‬ ‫‪‬‬
‫ختص‪HH H‬ص لإلنف‪HH H‬اق االس‪HH H‬تثماري أو اجلاري‪ ،‬مما ي‪HH H‬ؤثر على ج‪HH H‬ودة اخلدمات احلكومي‪HH H‬ة ‪ ،‬ف‪HH H‬التهرب ي ‪HH‬ؤدي إىل‬
‫عرقلة مشاريع الدولة و احلكومات يف التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬
‫اض‪H‬طرار احلكوم‪HH‬ة إىل س‪H‬داد العج‪HH‬ز الن‪H‬اتج عن الته‪HH‬رب من خالل اللج‪H‬وء إىل الق‪H‬روض الداخلي‪H‬ة و اخلارجي‪H‬ة و‬ ‫‪‬‬
‫هذا يوقعها يف مأزق يتمثل يف عملية خدمة الدين من حيث سداد القروض ودفع الفوائد املرتتبة ‪.‬‬
‫عدم حتقق العدالة الضريبية بني املواطنني حبيث يدفع قسم من املكلفني الضريبة ‪ ،‬و ال يدفعها آخرون ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الت‪HH‬أثري على الق‪HH‬درة التنافس‪HH‬ية بني املش‪HH‬روعات املختلف‪HH‬ة‪ :‬فاملش‪HH‬روعات ال‪HH‬يت ال ت‪HH‬دفع الض‪HH‬ريبة تك‪HH‬ون تك‪HH‬اليف‬ ‫‪‬‬
‫إنتاجه‪HH‬ا أق‪HH‬ل من تكلف‪HH‬ة إنت‪HH‬اج الش‪HH‬ركات الدافع‪HH‬ة للض‪HH‬ريبة ألن أم‪HH‬وال الض‪HH‬ريبة غ‪HH‬ري املدفوع‪HH‬ة ت‪HH‬ذهب ك‪HH‬ربح و‬
‫إيراد هلا و هذا جيعل هلا ميزة تنافسية على حساب غريها ‪.‬‬

‫مكافحة التهرب الضريبي ‪:‬‬

‫وأشار الدكتور حممد احلسني وزير املالية حول إجراءات الوزارة ملكافحة التهرب الضرييب إىل حرص وزارة املالية‬
‫على مكافحة التهرب الضرييب من خالل التشدد يف مراقبة مجيع املطارح الضريبية موضحا أن حاالت التهرب‬
‫الضرييب موجودة يف مجيع دول العامل وليست حكراً على سورية‪.‬‬
‫وقد ارتفع التحصيل الضرييب يف هام ‪ 2008‬ليصل إىل ‪ 364‬مليار لرية سورية مقابل ‪6‬ر‪ 301‬مليار لرية سورية‬
‫عام ‪ 2007‬م و قد نتجت هذه الزيادة من خالل مكافحة التهرب الضرييب والسيما أن وزارة املالية مل تفرض‬
‫خالل العام املاضي ضرائب أو رسوما جديدة‪.‬‬
‫و تشكل مسامهة الضرائب والرسوم حوايل ‪ 60‬باملئة من إيرادات املوازنة حيث حلت بذلك مكان النفط الذي‬
‫كان يشكل حوايل ‪ 70‬باملئة من هذه اإليرادات باإلضافة إىل أن وزارة املالية ليست بصدد فرض أي ضرائب أو‬
‫رسوم جديدة وإمنا تركز جهودها على زيادة اإليرادات الضريبية من خالل مكافحة التهرب الضرييب‪.‬‬

‫آخر القوانين الصادرة للحد من التهرب الضريبي ‪:‬‬

‫‪ -58‬الق ‪HH H‬انون رقم ‪ /22/‬ت ‪HH H‬اريخ ‪ 9/11/2008‬املتض ‪HH H‬من تص ‪HH H‬ديق اتفاقي ‪HH H‬ة جتنب االزدواج الض ‪HH H‬رييب بني حكوم ‪HH H‬ة‬
‫اجلمهورية العربية السورية وحكومة كرواتيا ‪.‬‬

‫‪-59‬الق‪HH H‬انون رقم ‪ /28/‬ت‪HH H‬اريخ ‪ 4/12/2008‬املتض‪HH H‬من تص‪HH H‬ديق اتفاقي‪HH H‬ة جتنب االزدواج الض‪HH H‬رييب ومن‪HH H‬ع الته‪HH H‬رب‬
‫الضرييب بني حكومة اجلمهورية العربية السورية وحكومة اجلمهورية التشيكية‬

‫‪17‬‬
‫القانون رقم ‪ /19/‬تاريخ ‪ 25/6/2009‬املتضمن تصديق اتفاقية جتنب االزدواج الضرييب بني سورية وسلوفاكيا ‪.‬‬

‫‪ -64‬الق ‪HH‬انون رقم ‪ /22/‬ت ‪HH‬اريخ ‪ 26/10/2009‬املتض ‪HH‬من تص ‪HH‬ديق اتفاقي ‪HH‬ة جتنب االزدواج الض ‪HH‬رييب ومن ‪HH‬ع الته ‪HH‬رب‬
‫بني مجهورية النمسا واجلمهورية العربية السورية ‪.‬‬

‫‪-‬الق‪HH‬انون رقم ‪ /32/‬ت‪HH‬اريخ ‪ 1/12/2009‬املتض‪HH‬من تص‪HH‬ديق اتفاقي‪HH‬ة جتنب االزدواج الض‪HH‬رييب ومن‪HH‬ع الته‪HH‬رب الض‪HH‬رييب‬
‫مع العراق ‪.‬‬

‫‪ -74‬الق‪HH‬انون رقم ‪ /6/‬ت‪HH‬اريخ ‪ 4/1/2010‬املتض‪HH‬من تص‪HH‬ديق اتفاقي‪HH‬ة االزدواج الض‪HH‬رييب ومن‪HH‬ع الته‪HH‬رب الض‪HH‬رييب على‬
‫الدخل وعلى رأس املال مع حكومة اململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫من اجل مكافحة التهرب الضريبي بشكل فعال ‪:‬‬

‫زي ‪HH‬ادة ال ‪HH‬وعي الض ‪HH‬رييب ل ‪HH‬دى املكلفني عن طري ‪HH‬ق تعري ‪HH‬ف أف ‪HH‬راد اجملتم ‪HH‬ع بواجب ‪HH‬اهتم الض ‪HH‬ريبية بش ‪HH‬ىت الوس ‪HH‬ائل‬ ‫‪‬‬
‫املس‪HH‬موعة واملرئي‪HH‬ة واملق‪HH‬روءة‪ H،‬وتنظيم الن‪HH‬دوات املتخصص‪HH‬ة لش‪HH‬رح بن‪HH‬ود الق‪HH‬وانني واألنظم‪HH‬ة والتعليم‪HH‬ات الناف‪HH‬ذة‬
‫يف جمال الض ‪HH‬ريبة وكيفي ‪HH‬ة احتس ‪HH‬اهبا وحتص ‪HH‬يلها األم ‪HH‬ر ال ‪HH‬ذي س ‪HH‬يؤدي إىل غ ‪HH‬رس القيم االجتماعي ‪HH‬ة واألخالقي ‪HH‬ة‬
‫الص‪HH‬احلة يف نف‪HH‬وس املواط‪HH‬نني وتع‪HH‬ريفهم بأمهي‪HH‬ة الض‪HH‬ريبة باعتباره‪HH‬ا إح‪HH‬دى الوس‪HH‬ائل ال‪HH‬يت تعني الدول‪HH‬ة على القي‪HH‬ام‬
‫بواجباهتا وعلى تنفي‪HH‬ذ مش‪HH‬اريع تع‪HH‬ود ب‪HH‬اخلري على عم‪HH‬وم املواط‪HH‬نني وال ب‪HH‬أس من الت‪HH‬ذكري وع‪HH‬رب خمتل‪HH‬ف وس‪HH‬ائل‬
‫اإلعالم ببعض املش‪HH‬روعات ال‪H‬يت أقيمت مبس‪HH‬اعدة اإلي‪HH‬رادات ال‪H‬يت حتص‪H‬لها الدول‪H‬ة نتيج‪H‬ة ألداء األف‪H‬راد لواجب‪H‬اهتم‬
‫الضريبية‪ ،‬وما احلمل‪H‬ة اإلعالمي‪H‬ة املكثف‪H‬ة ال‪H‬يت ق‪H‬امت هبا وزارة املالي‪H‬ة خالل النص‪H‬ف الث‪H‬اين من ع‪H‬ام ‪ ،2009‬إال‬
‫خري دليل على هذا التوجه‪.‬‬

‫إع‪HH‬ادة النظ‪HH‬ر بالعقوب‪HH‬ات يف الق‪HH‬وانني الناف‪HH‬ذة على املته‪HH‬ربني من الض‪HH‬رائب م‪HH‬ع التأكي‪HH‬د على أن الته‪HH‬رب الض‪HH‬رييب‬ ‫‪‬‬
‫يعين اعتداء على حقوق أفراد اجملتمع كافة واستخدام العقوبات املالية اجلزائية خاصة إذا ك‪HH‬انت ه‪HH‬ذه املخالف‪HH‬ة‬
‫ت ‪HH‬رتكب ألول م ‪HH‬رة واس ‪HH‬تخدام أس ‪HH‬اليب أخ ‪HH‬رى مبتك ‪HH‬رة يف العق ‪HH‬اب‪ ،‬ويف ه ‪HH‬ذا اإلط ‪HH‬ار ج ‪HH‬اء ق ‪HH‬انون االس ‪HH‬تعالم‬
‫ومكافحة التهرب الضرييب رقم ‪ 25‬لعام ‪. 2003‬‬

‫من الض‪HH‬روري التأكي‪HH‬د على مب‪HH‬دأ العدال‪HH‬ة الض‪HH‬ريبية مما يس‪H‬تدعي حتدي‪HH‬د نس‪HH‬ب ومق‪HH‬اييس معتدل‪HH‬ة للض‪HH‬رائب ح‪HH‬ىت‬ ‫‪‬‬
‫ال يتولد لدى املكلف شعور بأنه يقع حتت أعباء ضريبية تتجاوز طاقته املالية‪ ،‬ولكي ال يندفع بالتايل ملمارسة‬
‫أي‪HH‬ة حال‪HH‬ة من ح‪HH‬االت الته‪HH‬رب‪ ،‬وض‪HH‬من ه‪HH‬ذا اإلط‪HH‬ار ج‪HH‬اء ق‪HH‬انون الض‪HH‬ريبة على ال‪HH‬دخل رقم ‪ 24‬لع‪HH‬ام ‪2003‬‬
‫واملرس‪HH‬وم ‪ 51‬لع‪HH‬ام ‪ 2006‬وال‪HH‬ذي خفض الش‪HH‬رائح الض‪HH‬ريبية ح‪HH‬ىت وص‪HH‬لت إىل ‪ %14‬للش‪HH‬ركات ال‪H‬يت تط‪HH‬رح‬

‫‪18‬‬
‫‪ %50‬من أس‪HH‬همها للت‪HH‬داول يف الس‪HH‬وق املالي‪HH‬ة (ويعت‪HH‬رب ه‪HH‬ذا املع‪HH‬دل من أخفض مع‪HH‬دالت الض‪HH‬رائب على دخ‪HH‬ل‬
‫الشركات يف دول اجلوار)‪ ،‬وهذا ما قارب الشرائح والنسب الضريبية للنسب املعمول هبا يف دول اجلوار‪.‬‬

‫متابع‪HH‬ة املش‪HH‬كالت ال‪HH‬يت يفرزه‪HH‬ا تط‪HH‬بيق التش‪HH‬ريع والعم‪HH‬ل على س‪HH‬د ك‪HH‬ل الثغ‪HH‬رات ال‪HH‬يت تظه‪HH‬ر أثن‪HH‬اء التنفي‪HH‬ذ فيمكن‬ ‫‪‬‬
‫اللجوء إىل جباية الضريبة من املصدر أي حجزها عند املنبع ألن ذلك سيؤدي إىل خص‪HH‬م الض‪HH‬ريبة من اإلي‪HH‬راد‬
‫قب‪HH‬ل وص‪HH‬وله لص‪HH‬احبه م‪HH‬ع مراع‪HH‬اة أحك‪HH‬ام الرقاب‪HH‬ة على الق‪HH‬رارات ال‪HH‬يت يتق‪HH‬دم هبا األف‪HH‬راد إلدارات الض‪HH‬رائب عن‬
‫دخ‪HH‬وهلم وذل‪HH‬ك للتحق‪HH‬ق من ص‪HH‬حة البيان‪HH‬ات ال‪HH‬واردة فيه‪HH‬ا وهن‪HH‬ا ت‪HH‬أيت ض‪HH‬رورة أنش‪HH‬اء (بن‪HH‬ك املعلوم‪HH‬ات) وال‪HH‬ذي‬
‫يت ‪HH‬وىل مهم ‪HH‬ة جتمي ‪HH‬ع ه ‪HH‬ذه لبيان ‪HH‬ات ودراس ‪HH‬تها وتفري ‪HH‬غ املعلوم ‪HH‬ات ال ‪HH‬يت تتض ‪HH‬منها ومقارن ‪HH‬ة بعض ‪HH‬ها ببعض‪ ،‬وق ‪HH‬د‬
‫ص‪HH‬درت خالل األرب‪HH‬ع س‪HH‬نوات املاض‪HH‬ية عش‪HH‬رات الق‪HH‬رارات واملراس‪HH‬يم ال‪HH‬يت تع‪HH‬دل تش‪HH‬ريع س‪HH‬ابق ثبت ب‪HH‬التطبيق‬
‫العملي أنه مليء بالثغرات القانونية ‪.‬‬

‫من املهم االعتناء بالثقافة الضريبية وحسن التعامل بني املكلف والدوائر املالية‪ ،‬وه‪HH‬ذا يتطلب ت‪HH‬دعيم اإلدارات‬ ‫‪‬‬
‫املكلفة جبباية الضرائب بأعداد كافية من العاملني الكفؤين والنزيهني وتزويدها مبا حتتاج من أجه‪HH‬زة ومع‪HH‬دات‬
‫آلية متط‪H‬ورة تتالءم م‪H‬ع درج‪H‬ة املهم‪H‬ة امللق‪H‬اة على عاتقه‪H‬ا إذ إن مكافح‪H‬ة الته‪H‬رب الض‪H‬رييب تع‪H‬ين قب‪H‬ل ك‪H‬ل ش‪H‬يء‬
‫وجود أداة ضريبية عالية الكفاءة‪.‬‬

‫منح اإلدارة الض‪HH H‬ريبية ح‪HH H‬ق اإلطالع على األوراق و الوث‪HH H‬ائق اخلاص‪HH H‬ة ب‪HH H‬املمول وال‪HH H‬يت تفي‪HH H‬د يف الكش ‪HH‬ف عن‬ ‫‪‬‬
‫حقيق‪HH‬ة املرك‪HH‬ز املايل هلذا املم‪HH‬ول‪ ،‬واالعتم‪HH‬اد على تبليغ‪HH‬ات الغ‪HH‬ري و منح مكاف‪HH‬أة مالي‪HH‬ة ملن يق‪HH‬وم هبذا التبلي‪HH‬غ‬
‫وهذا ما أمنه قانون االستعالم ومكافحة التهرب الضرييب رقم ‪ 25‬لعام ‪. 2003‬‬

‫المدير المالي و الضريبة‪:‬‬

‫تعىن اإلدارة املالية يف املنشات بقرارات االستثمار و التمويل و توزيع األرباح و غريها و تعترب الض‪HH‬رائب اح‪HH‬د العوام‪HH‬ل‬
‫املؤثرة يف حتدي‪HH H‬د التموي‪HH H‬ل األنس‪HH H‬ب للش‪HH H‬ركة و هلذا في‪HH H‬رتتب على املدير املايل املتابع‪HH H‬ة الدقيق‪HH H‬ة للمتغ ‪HH‬ريات يف الق ‪HH‬انون‬
‫الضرييب و ذلك للتمكن من انتقاء مصادر التموي‪H‬ل بأفض‪H‬ل كفاي‪H‬ة ممكن‪H‬ة من جه‪H‬ة و ليس‪H‬تطيع ك‪H‬ذلك توزي‪H‬ع األرب‪H‬اح‬
‫يف حني استحقاقها مبستوى عال من العدالة ‪.‬‬

‫مما الشك فيه أن اختاذ القرارات االستثمارية و التمويلية و غريها يعت‪H‬رب قاص‪H‬را و دون ج‪H‬دوى يف ح‪H‬ال مل تتم دراس‪H‬ة‬
‫الض‪HH‬ريبة بش‪HH‬كل كام‪HH‬ل و ه‪HH‬ذا األم‪HH‬ر يتطلب من املدير املايل درج‪HH‬ة كب‪HH‬رية من ال‪HH‬وعي الض‪HH‬رييب إذ أن إدراك‪HH‬ه للض‪HH‬ريبة‬
‫مبق‪HH‬دارها و كيفي‪H‬ة دفعه‪HH‬ا و ج‪H‬دواها االقتص‪HH‬ادية اليدفع‪HH‬ه إىل اختاذ الق‪HH‬رارات اإلداري‪H‬ة األص‪HH‬ح بالنس‪HH‬بة ملنش‪HH‬اته فق‪HH‬ط ب‪HH‬ل‬
‫أيضا بالنسبة للدولة و اجملتمع أيضا ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫إن املدير املايل مبا يقدم‪HH‬ه من ق‪HH‬وائم مالي‪HH‬ة مع‪HH‬ربة و إحص‪HH‬اءات دقيق‪HH‬ة تتس‪HH‬م بدرج‪HH‬ة عالي‪HH‬ة من اإلفص‪HH‬اح و الش‪HH‬فافية عن‬
‫عم ‪HH‬ل منظمت ‪HH‬ه و مبا يق ‪HH‬وم ب ‪HH‬ه من تع ‪HH‬اون م ‪HH‬ع اإلدارة الض ‪HH‬ريبية يس ‪HH‬هل حص ‪HH‬ول الدول ‪HH‬ة على مزي ‪HH‬د من اإلي ‪HH‬رادات ال ‪HH‬يت‬
‫س‪HH‬تنعكس رخ‪HH‬اء اقتص‪HH‬اديا على اجملتم‪HH‬ع كك‪HH‬ل و علي‪HH‬ه كف‪HH‬رد و على املنظم‪HH‬ة ال‪HH‬يت يتب‪HH‬ع هلا كمس‪HH‬تفيد من حتس‪HH‬ن املس‪HH‬توى‬
‫املعيش‪HH‬ي لألف‪H‬راد مبا يس‪HH‬مح هلم مبزي‪HH‬د من اإلنف‪H‬اق على منتج‪H‬ات أو خ‪H‬دمات املنظم‪H‬ة من جه‪HH‬ة و من زي‪H‬ادة‬
‫القدرة على التوسع و املزيد من االستثمار من جهة أخرى ‪.‬‬

‫الخــــــــــــــاتمــــــــــــــة ‪:‬‬
‫متث‪HH‬ل الض‪HH‬ريبة اح‪HH‬د أدوات السياس‪HH‬ة املالي‪HH‬ة و االقتص‪HH‬ادية للدول‪HH‬ة وهي تتواف‪HH‬ق م‪HH‬ع اجتاه‪HH‬ات التض‪HH‬خم أو االنكم‪HH‬اش أو‬
‫تشجيع صناعة معينة أو تشجيع االستثمار األجنيب أو احلد من أي منهما‬

‫و يف ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة و غريه‪HH‬ا من ال‪HH‬دول تس‪HH‬تخدم الض‪HH‬ريبة ك‪HH‬أداة جلم‪HH‬ع اك‪HH‬رب ق‪HH‬در ممكن من اإلي‪HH‬رادات للدول‪HH‬ة نظ‪HH‬را‬
‫إىل وظيفة الضريبة كأداة مالية و اقتصادية تدفع بالتنمية إىل األمام‪.‬‬

‫و تشكل اإلعفاءات الض‪H‬ريبية و احلوافز الض‪H‬ريبية املوج‪H‬ودة يف ال‪H‬دول النامي‪H‬ة م‪H‬دخال أساس‪H‬يا لظ‪H‬اهرة الته‪H‬رب الض‪H‬رييب‬
‫و يتعني على ه ‪HH‬ذه ال ‪HH‬دول اختاذ خط ‪HH‬وات حقيقي ‪HH‬ة للتقلي ‪HH‬ل من ه ‪HH‬ذه الظ ‪HH‬اهرة عن طري ‪HH‬ق املوازن ‪HH‬ة بني حاج ‪HH‬ة البالد إىل‬
‫االس ‪HH‬تثمار اخلارجي و م‪HH H‬ا يتطلب‪HH H‬ه ذل‪HH H‬ك من امتي‪HH H‬ازات ض‪HH H‬ريبية من جه‪HH H‬ة وبيت حاجته‪HH H‬ا إىل املوارد الالزم ‪HH‬ة للقي‪HH H‬ام‬
‫باخلدمات و أداء الدور الكامل يف التنمية ‪.‬‬

‫و بالرغم من ذلك فان ظاهرة التهرب الضرييب ليست مقتصرة على ال‪H‬دول النامي‪H‬ة فق‪H‬ط ب‪H‬ل إهنا ظ‪H‬اهرة عاملي‪H‬ة تظه‪H‬ر‬
‫آثاره‪HH‬ا بق‪HH‬وة اك‪HH‬رب يف ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة مض‪HH‬يفة عبئ‪HH‬ا آخ‪HH‬را على اإلدارات املالي‪HH‬ة يف ه‪HH‬ذه ال‪HH‬دول إذ تع‪HH‬ود ه‪HH‬ذه الظ‪HH‬اهرة إىل‬
‫ج ‪HH‬ذور مالي ‪HH‬ة و اقتص ‪HH‬ادية و اجتماعي ‪HH‬ة و ثقافي ‪HH‬ة األم ‪HH‬ر ال ‪HH‬ذي جيع ‪HH‬ل مكافحته ‪HH‬ا عملي ‪HH‬ة ا ك ‪HH‬ثر مشوال و اك ‪HH‬رب من أن تتم‬
‫معاجلته‪HH‬ا بنتيج‪HH‬ة جه‪HH‬ود اإلدارة املالي‪HH‬ة وح‪HH‬دها ب‪HH‬ل بتظ‪HH‬افر و تكام‪HH‬ل اإلص‪HH‬الحات ب‪HH‬دءا من الف‪HH‬رد و ذل‪HH‬ك بزي‪HH‬ادة وعي‪HH‬ه‬
‫الضرييب و مرورا مبالكي املشاريع االستثمارية و مدرائها املاليني و صوال إىل تاليف نق‪H‬اط الض‪HH‬عف يف اإلدارة الض‪H‬ريبية‬
‫حىت تؤدي الضريبة دورها املنشود و تعود بالنفع على املواطن و املستثمر و الدولة ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المــــــــــــــــراجـــــــــــــــعـ ‪:‬‬
‫الكتب ‪:‬‬
‫بشور ‪ ,‬عصام ‪.‬المالية العامة و التشريع الضريبيـ‪.‬دمشق ‪ :‬جامعة دمشق ‪. 1990 ,‬‬
‫ناشد ‪ ,‬سوزي عدلي ‪ .‬ظاهرة التهرب الضريبيـ الدولي و آثارها على اقتصاديات الدول النامية ‪ .‬بيروت ‪:‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية ‪. 2008 ,‬‬
‫زيدان ‪ ,‬رامي ‪ .‬حساسية النظام الضريبيـ في سورية ‪ :‬حساسية اإليرادات العامة العادية ‪ ,‬دمشق‪ :‬وزارة‪:‬‬
‫الثقافة ‪.2006,‬‬
‫المهايني ‪ ,‬محمد خالد ‪.‬الجشي ‪ ,‬خالد الخطيب ‪ .‬المالية العامة و التشريع الضريبي ‪ .‬دمشق ‪ :‬جامعة دمشق ‪.‬‬
‫‪. 2000‬‬
‫األبحاث غير المنشورة ‪:‬‬
‫الصابونيـ ‪,‬جميل عبد الرحمن ‪.‬التهرب الضريبي الدوليـ للشركات عابرة القوميات ‪ :‬دراسة مقارنة‪(,‬رسالة‬
‫دكتوراه غير منشورة ‪,‬جامعة دمشق ‪ ,‬كلية االقتصادـ ) ‪. 2005,‬‬
‫حداد‪ ,‬الياس سليمان ‪ .‬دراسة التهرب الضريبيـ في سورية و طرق مكافحته ‪ :‬دراسة ميدانية ‪(,‬رسالة ماجستيرـ‬
‫غير منشورة ‪ ,‬جامعة دمشق‪ ,‬كلية االقتصادـ )‪. 2009,‬‬
‫المواقع االلكترونية ‪:‬‬
‫الموقع االلكترونيـ لوزارة المالية ‪www. Syrian finance.org‬‬ ‫‪‬‬
‫الموقع االلكترونيـ لرئاسة مجلس الوزراء‬ ‫‪‬‬
‫‪www.arabian business . com‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.syrianeconomics.com‬‬ ‫‪‬‬

‫‪21‬‬

You might also like