You are on page 1of 24

‫التهرب الضرييب‪...

‬مفهوم و قياس‬

‫التهرب الضريبي‪...‬مفهوم و قياس‬


‫أ‪.‬بوزيد سفيان‬
‫جامعة مستغاًل‬
‫رقم اذلاتف‪0793 03 07 84 :‬‬
‫الربيد اإللكًتوٍل‪soufianediscovery@hotmail.fr:‬‬
‫الملخص‪:‬‬

‫تعد الضريبة من ادلصادر ادلالية الرئيسة لبعض الدول والذي تستقي منو خزائنها حاجاهتا ادلتزايدة من ادلوارد ادلالية اال أن‬
‫التهرب قد احلق ضرراً هبذا ادلصدر حبيث أصبحت ىذه الدول عاجزة عن النهوض بالتزاماهتا و واجباهتا جتاه اجملتمع و شلا ال شك‬
‫فيو أن التهرب الضرييب و ما ينطوي عليو مفهومو من معٌت ختلص ادلكلف من عبء ضرييب من خالل جلوئو إىل وسائل سلتلفة من‬
‫احليل و اخلداع بات يشكل سلوكاً خطَتاً يف معظم الدول اآلمر الذي يؤثر سلباً على كياهنا ادلايل و مؤسساهتا ادلالية و االجتماعية‪،‬‬
‫فهو أصبح من أىم القضايا اليت تشغل كثَت من الدول على سلتلف اقتصاديتها‪.‬‬
‫و ظاىرة التهرب الضرييب ليست وليدة عصرنا احلايل‪ ،‬بل إقًتن وجودىا بوجود الضريبة نفسها‪ ،‬كما أهنا ال تقتصر على‬
‫منطقة جغرافية زلددة‪ ،‬و لكنها أخذت بعدا و طابعا عادليا‪ ،‬فهي دتس مجيع البلدان دون إستثناء‪ ،‬و خاصة النامية منها‪.‬‬
‫لذا بات لزاماً التصدي لو و مكافحتو بكل الوسائل الكفيلة للحد منو أو منعو هبدف ضمان استمرار ودؽلومة دخول‬
‫ادلوارد ادلالية للخزينة العامة للدولة‪.‬‬
‫و سنحاول من خالل ثنايا ىذه الورقة اإلجابة على التساؤل التايل‪ :‬ما ىي الطرق ادلناسبة دلكافحة التهرب الضرييب؟‬
‫و ذلذا إرتأينا أن نقسم البحث على الشكل التايل‪:‬‬
‫‪ -‬تشخيص ظاىرة التهرب الضرييب؛‬
‫‪ -‬طرق قياس التهرب الضرييب؛‬
‫‪ -‬الوسائل ادلقًتحة دلكافحة التهرب الضرييب يف اجلزائر‪.‬‬
‫الكلمات ادلفتاحية‪ :‬التهرب الضرييب‪ ،‬الغش اجلبائي‪ ،‬ادلراقبة اجلبائية‪.‬‬
‫‪Résumé :‬‬
‫‪État par la théorie traditionnelle cherche à atteindre l'équilibre budgétaire neutre pour‬‬
‫‪les activités économiques où l'activité a été limitée à des tâches de défense, de la sécurité et de‬‬
‫‪la justice, en plus de fournir les ressources nécessaires pour couvrir les frais généraux.‬‬

‫‪Cependant, et en raison de la crise économique de 1929, modifié le regard sur l'état de‬‬
‫‪l'économie est devenue vise à atteindre l'équilibre économique et social intervenant dans‬‬
‫‪diverses activités économiques, et d'envisager le financement du développement le problème le‬‬
‫‪plus important auquel l'état ce concept a été associé avec la fiscalité général et taxe, car ils sont‬‬
‫‪la ressource la plus importante pour le financement et pour leur capacité à influencer dans‬‬
‫‪diverses activités économiques et les considérations sociales, où il est devenu une collection‬‬

‫الصفحة ‪142‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫‪connue sous la façon dont ils ont réussi à orienter l'économie et corriger les écarts de la politique‬‬
‫‪économique, il est devenu une taxe l'outil le plus important de la politique budgétaire visant par‬‬
‫‪derrière à la mise en œuvre des plans de développement, des outils, dans les pays en‬‬
‫‪développement et l'Algérie a noté par exemple la forte dépendance sur la collecte des recettes‬‬
‫‪pétrolières à cause régulière de collecte, mais la baisse de la crise des prix du pétrole en 1986 a‬‬
‫‪fait de l'Algérie reconsidérer de la politique fiscale, Et en 1991, les réformes fiscales visent à‬‬
‫‪moderniser la structure du système fiscal.‬‬
‫‪Ainsi, la taxe pression appliquée par l'Etat aura une incidence sur la valeur des recettes‬‬
‫‪fiscales et ainsi couvert par l'Etat la dépense publique en essayant d'augmenter les recettes‬‬
‫‪fiscales et la seule façon de c'est d'augmenter les taux de pression fiscale.‬‬

‫‪Mots clés : L'évasion fiscale, la fraude fiscale, contrôle fiscal, la pression fiscale.‬‬

‫‪ -1‬تشخيص ظاهرة التهرب الضريبي‪:‬‬


‫نظرا إلستفحال ظاىرة التهرب الضرييب اليت هتدد ادلصاحل اإلقتصادية‪ ،‬اإلجتماعية و ادلالية فمن الضروري فهم طبيعتها‪،‬‬
‫أسباهبا و اإلدلام مبختلف الطرق اليت من ادلمكن أن تكون منفذا للتهرب سواءا كانت شرعية أو غَت شرعية‪ ،‬و كذا أىم اآلثار‬
‫ادلًتتبة عنها‪ ،‬و ىذا بغية تكوين و لو صورة بسيطة حول ىذه الظاىرة‪ ،‬لنتمكن من زلاولة السيطرة عليها فيما بعد‪ ،‬ألنو ليس من‬
‫اجملدي أن نسعى وراء مكافحتها و احلد منها‪ ،‬إن كنا يف األصل ال ظللك أدٌل فكرة و معرفة حول ما نكافح ضده‪.‬‬
‫‪ -1-1‬مفهوم التهرب الضريبي و األسباب المؤدية له‪:‬‬
‫إن حتديد مفهوم و طبيعة التهرب الضرييب متعلقة بالكيفية اليت يتم من خالذلا التخلص من دفع ادلستحقات اجلبائية‪ ،‬و‬
‫ىذا إما بالغش أو التجنب الضرييب‪ ،‬و نظرا لتداخل و تشابو ىذين ادلصطلحُت‪ ،‬ارتأينا ضرورة الفصل بينهما‪ ،‬ألهنما ظاىريا يؤديان‬
‫إىل نفس ادلعٌت‪ ،‬أما جوىريا فهما غَت ذلك‪ ،‬و يتجلى لنا ذلك أكثر من خالل تعريف كل واحد منهما‪.‬‬
‫فالغش الضرييب يعرفو ‪ Andrée Barilari‬بأنو‪" :‬اإلمتناع أو التخفيض بطريقة غَت شرعية عن دفع الضرائب ادلستحقة‪ ،‬و‬
‫(‪)1‬‬
‫ظلاذجو متنوعة جدا‪ ،‬كاألخطاء اإلدارية يف التصرػلات‪ ،‬ختفيض اإليرادات‪ ،‬تضخيم النفقات"‪.‬‬
‫و منو يكون ىناك غش جبائي عند جلوء ادلكلف بالضريبة إىل إستعمال طرق و أساليب احتيالية و تدليسية قصد التخلص من دفع‬
‫بالتهرب غَت ادلشروع‪.‬‬
‫الضريبة ادلفروضة عليهم كليا أو جزئيا‪ ،‬لذلك يطلق عليو أيضا ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫أما التجنب الضرييب فيعرفو ‪ J.C.Martinez‬بأنو‪ " :‬ىو فن تفادي الوقوع يف رلال جاذبية القانون اجلبائي"‪.‬‬
‫أي أ ن ادلكلف بالضريبة غلتهد بشىت الطرق و األساليب للتخلص من أداء بعض الضرائب ادلستحقة عليو دون سلالفة القانون و‬
‫النصوص التشريعية‪ ،‬أي يستفيد من الثغرات ادلوجودة يف التشريعات اجلبائية بفعل تعقد النظام اجلبائي أو عدم إحكام صياغة‬
‫قوانينو‪ ،‬لذا يطلق عليو بالتهرب ادلشروع كون ادلكلف يتحرك يف إطار قانوٍل و من أمثلتو صلد)‪:(3‬‬

‫الصفحة ‪143‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫‪ -‬تعت رب ضريبة الًتكات إحدى أشكال ضرائب الثروة‪ ،‬و اليت تفرض على عملية انتقال تركة ادلتويف إىل ورثتو‪ ،‬حيث يقوم ادلالك‬
‫بغرض التجنب الضرييب بتقسيم ثروتو على كل الورثة الشرعيُت و ىو على قيد احلياة يف شكل ىبات حىت ال ختضع أموالو لضريبة‬
‫الًتكات‪.‬‬
‫‪ -‬بعض الشركات قصد الته رب من تصاعدية ضريبة الدخل تقوم بتجزئة الشركة األم إىل شركات فرعية مستقلة قانونا‪ ،‬و بًتخيص‬
‫من القانون التجاري‪.‬‬
‫لكن السؤال ادلطروح ىو ما ىي أىم األسباب اليت تدفع ادلكلفُت بالضريبة إىل التملص من أداء واجباهتم اجلبائية سواء كانت‬
‫بطريقة شرعية (التجنب الضرييب)‪ ،‬أو بطريقة غَت شرعية ( الغش الضرييب)؟‬
‫ىناك مجلة من األسباب و العوامل اليت تدفع جبل ادلكلفُت لعدم اإللتزام بواجباهتم الضريبية و صلد من بينها‪:‬‬
‫أ‪ -‬األسباب النفسية‪:‬‬
‫فادلالحظ يف كثَت من دول العامل أن الشعور األخالقي جتاه االلتزام الضرييب مازال ضعيفا لدرجة أن االعتقاد السائد كما‬
‫(‪)4‬‬
‫يقول ‪" Charles LAMB‬أن ادلدلس (الغشاش) الضرييب ىو سارق نزيو ألنو ال يسرق إال الدولة اليت تعترب شيئا رلردا"‪.‬‬
‫أضف إىل ذلك" فإن هترب بعض األفراد من الضريبة إظلا يؤذي األمناء الذين يؤدون ما عليهم من الضرائب على أحسن وجو‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫فضال عن انو يؤدي إىل زيادة العبء الضرييب على ىؤالء األمناء تعويضا للحصيلة الضريبية اليت مت التهرب منها"‪.‬‬
‫كما أن " للعوامل النفسية اثر كبَت يف حتديد حجم التهرب الضرييب‪ ،‬فكلما زاد الوعي الضرييب ضعف الباعث النفسي على‬
‫التهرب الضرييب‪ ،‬و العكس صحيح‪ .‬كما أنو من اجللي إذا اطلفض الوعي‬
‫الضرييب سادت الكراىية للضريبة و اختفت العقوبة ادلعنوية اليت يوقعها الشعور العام للمتهربُت"‪.‬‬
‫و نشَت إىل أنو كلما زاد الوعي الضرييب لدى ادلكلفُت أصبح مقبوال لديهم بل زلببا إىل نفوسهم دفع الضرائب طواعية و اختيارا و‬
‫ذلك من شأنو احملافظة على كيان الدولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬األسباب السياسية‪:‬‬
‫إن إنعدام اإلستقرار السياسي و اإلقتصادي داخل الدولة‪ ،‬عادة ما يكون سببا لشيوع التهرب الضرييب‪ ،‬ألنو يولد‬
‫اإلحساس لدى األفراد بعدم قدرة السلطات العامة على القيام بوظيفتها و بالتايل عدم قدرهتا على مطالبتهم بأداء إلتزامتهم‬
‫(‪)6‬‬
‫الضريبية‪.‬‬
‫حيث تبُت الدراسات أ ن التهرب الضرييب يرتفع كلما ساد اجملتمع حالة من السخط العام على الضرائب و زادت الشكوى من عدم‬
‫إنفاق حصيلة الضرائب يف ادلنافع العامة أو عدم وجود عدالة يف توزيع الدخل القومي أو يف توزيع اخلدمات اإلجتماعية اليت تقوم‬
‫بتأديتها احلكومة و القطاع العام‪ ،‬خاصة إذا شاع بينهم أن حصيلة الضرائب إظلا تذىب لإلنفاق على قلة من صفوة اجملتمع الذين‬
‫يعتربون من أكثر ادلتهربُت من دفع الضرائب‪ ،‬و كذلك تذىب لإلنفاق على أغراض مظهرية ال لزوم ذلا‪.‬‬
‫ج‪ -‬األسباب اإلقتصادية‪:‬‬
‫تؤثر احلالة ادلالية للمكلف على التهرب و نطاقو ‪ ،‬حبيث صلد ميل ادلكلف ضلو التهرب يزيد كلما زاد عبء الضريبة عليو‬
‫(‪)7‬‬
‫و ساء مركزه ادلايل‪.‬‬

‫الصفحة ‪144‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫" فالصعوبات االقتصادية و ادلالية اليت ؽلر هبا ادلكلف غالبا ما تكون وراء زلاوالت التهرب و الغش الضرييب اليت ؽلارسها‪ ،‬و تزيد‬
‫ىذه ادليول كلما كان دخلو ضعيفا‪ ،‬و عليو فالضريبة غلب أن دتس ادلداخيل ادلخصصة لالستعماالت غَت الضرورية حىت تكون‬
‫(‪)8‬‬
‫مقبولة"‪.‬‬
‫ألن ادلكلف الذي ؽلر بظروف اقتصادية و مالية سيئة سيضطر السيما يف ادلشاريع الصغَتة إىل إخفاء ما غلب دفعو للحفاظ على‬
‫مشروعو أمام ثقل عبء الضريبة‪ ،‬و خاصة يف فًتات الركود االقتصادي و األزمات اليت دتر هبا ادلشاريع االقتصادية‪.‬‬
‫ىذا عن احلالة ادلالية للمكلف أما عن حالتو الشخصية و تأثَتىا على درجة ميولو إىل التهرب و الغش الضرييب فهي تتحدد حسب‬
‫دراسة ‪ Song‬و ‪ )9(Yarbrough‬بالعمر و احلالة العائلية للمكلف‪.‬‬
‫و قد توصلت ىذه الدراسة إىل النتيجة التالية‪:‬‬
‫األفراد الذين تكون أعمارىم أقل من ‪ 40‬سنة و أكثر من ‪ 65‬سنة أظهروا مستوى متدٍل من االلتزام الضرييب و ىذا لكون ادلرحلة‬
‫العمرية قبل األربعُت سنة تكاد تكون أىم مرحلة يف حياة األفراد من الناحية ادلالية ألهنا مرحلة صنع األسرة و من مث فهي حتتاج إىل‬
‫أعباء مالية مرتفعة شلا يؤدي هبم للوقوع يف التهرب الضرييب دلواجهة ىذه األعباء‪.‬‬
‫أما بالنسبة دلن ىم يف ادلرحلة العمرية األكثر من ‪ 65‬سنة فرمبا تزداد حاجتهم إىل ادلال نظرا دلرورىم بأمراض الشيخوخة‪ ،‬خاصة يف‬
‫ظل فشل أو قصور نظم التأمُت االجتماعي‪ ،‬أما أولئك الذين تنحصر أعمارىم ما بُت ‪ 40‬و ‪ 65‬سنة فأظهروا مستوى مقبول من‬
‫االلتزام الضرييب و ىذا لوجودىم يف وضع مايل مريح‪.‬‬
‫د‪ -‬األسباب التشريعية‪:‬‬
‫توجد عدة عوامل تؤثر على التهرب و نطاقو و اليت ترتبط بطبيعة التنظيم الفٍت الضرييب و مدى استقرار التشريع الضرييب‪،‬‬
‫و اليت صلملها يف العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ثقل عبء الضريبة‪ :‬و الذي يشكل مربرا أساسيا لتهرب األفراد من الضريبة‪ ،‬حبيث يف حالة زيادة العبء الضرييب عن توقعات‬
‫ادلكلفُت‪ ،‬و استعدادىم النفسي لتحملو شلا يدفعهم على التهرب الضرييب‪.‬‬
‫‪ -‬تعقد النظام الضرييب‪ :‬إن الضريبة اليت تتطلب إجراءات عديدة و معقدة سواءا أثناء ربطها أو حتصيلها‪ ،‬تدفع ادلكلفُت إىل‬
‫(‪)10‬‬
‫التهرب ( فالتهرب ىو نتيجة سريعة لضريبة سيئة)‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف العقاب ادلفروض على ادلتهرب‪ :‬إن حجم العقاب الذي تفرضو الدولة على ادلتهرب من الضريبة يؤثر على التهرب‬
‫الضرييب‪ ،‬حبيث أن ادلكلف يقارن درجة اخلطر‪ ،‬فإذا كانت قيمة ذلك العقاب أكرب من ادلبلغ الذي يعود على ادلكلف إثر هتربو من‬
‫الضريبة‪ ،‬ففي ىذه احلالة يبتعد ادلكلف عن ذلك التهرب و يقلل منو‪ ،‬لكن إذا كانت قيمة العقاب أقل من ادلبلغ الذي يعود على‬
‫(‪)11‬‬
‫ادلكلف أو غَت موجود دتاما‪ ،‬ففي ىذه احلالة يكثر التهرب الضرييب‪.‬‬
‫(‪)12‬‬
‫‪ -‬عدم إستقرار ال تشريع الضرييب‪ :‬تؤدي التغيَتات الدائمة يف التشريع الضرييب إىل غموض النظام الضرييب بسبب تعدد القوانُت ‪،‬‬
‫كما تؤدي إىل عدم ثقة ادلكلف بالنظام الضرييب‪ ،‬و بالتايل زيادة ميلهم للتهرب الضرييب‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الرقابة الضريبية‪ :‬عندما يشعر ادلكلف بضعف الرقابة الضريبية أو عدم وجودىا‪ ،‬فإنو يزيد ميلو للتهرب‪.‬‬
‫ه‪ -‬األسباب اإلدارية‪:‬‬

‫الصفحة ‪145‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫تعترب اإلدارة الضريبية أداة تنفيذ النظام الضرييب‪ ،‬لذلك كلما كانت ىذه اإلدارة ضعيفة الكفاءة و النزاىة‪ ،‬كلما سهل‬
‫التهرب الضرييب‪ ،‬و يرجع عدم كفاءة اإلدارة الضريبية إىل ضعف اإلمكانيات و الوسائل ادلادية‪ ،‬باإلضافة إىل نقص األيدي العاملة‬
‫الفنية‪ ،‬و نقص يف اخلربة ادلهنية للموظفُت يف اإلدارة‪ ،‬و ذلك نتيجة ضعف األجور‪ ،‬و قلة ادلعاىد ادلتخصصة يف تكوين اإلطارات‬
‫الضريبية‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك توجد ظاىرة خطَتة هتدد وجود اإلدارة الضريبية و اليت ترتبط باجلانب اخللقي دلوظفي إدارة الضرائب‪،‬‬
‫و اليت تتمثل يف الرشوة حبيث أهنا تعترب أخطر من ضعف الكفاءة‪ ،‬و تندرج ضمن الفساد الضرييب‪ ( ،‬إن ىذه الظاىرة ليست فقط‬
‫نتيجة لنقص الرقابة من طرف السلطات ادلعنية و غياب العقوبة الصارمة ضد ادلوظفُت ادلرتشُت‪ ،‬و لكنها نتيجة للتنظيم السياسي و‬
‫(‪)13‬‬
‫و يعترب تفشي ظاىرة الرشوة يف ادلصاحل الضريبية عامة و مصلحة ادلراقبة و التحقيق خاصة‪ ،‬ىي نتيجة إنعدام‬ ‫اإلجتماعي)‬
‫احملفزات ادلادية و ادلعنوية للموظفُت و ضعف مستواىم اخللقي‪.‬‬
‫‪ 2-1‬أشكال و أثار التهرب الضريبي‪:‬‬
‫تتخذ ظاىرة التهرب الضرييب أشكال متعددة و كثَتة يصعب حصرىا خصوصا بعد التطور احلاصل يف ميدان ادلعامالت‬
‫و ادلبادالت التجارية‪ ،‬يف حُت بقيت ادلصاحل اجلبائية حبيسة نظام تشريعي غَت مساير ذلذا التطور‪.‬‬
‫‪ -1‬االمتناع عن تحقيق الواقعة المنشئة للضريبة‪:‬‬
‫لقد سبق و أن أشرنا إىل ىذا النوع من التهرب الضرييب و الذي يعرف بالتجنب الضرييب‪ ،‬و اعترب‬
‫‪ M.Gaudement‬ىذا الشكل من أبسط أشكال التهرب الضرييب(‪ ،)14‬و قد يكون ىذا االمتناع كليا أو جزئيا‪:‬‬
‫‪ -‬فقد يكون االمتناع بصفة كلية إذا امتنع ادلكلف عن استهالك أو إنتاج السلع اليت تفرض عليها ضرائب مرتفعة بقصد تفادي‬
‫دفعها‪ ،‬كأن ؽلتنع عن شراء السيارة لتفادي دفع الرسم النوعي و كذا قسيمة السيارة‪.‬‬
‫‪ -‬أما االمتناع اجلزئي يكون مثال عندما ؽلتنع ادلكلف عن زيادة وحدة واحدة من العمل لكي ال يتعدى سقفا معينا من الدخل و‬
‫بالتايل اخلضوع إىل ضريبة أقل مع احملافظة على مستوى دخل مناسب‪.‬‬

‫‪ -2‬استغالل ثغرات و نقائص النظام الضريبي‪:‬‬


‫إن ىذا الشكل من أشكال التهرب الضرييب ليس يف متناول كل ادلكلفُت إذ أنو غلب أن يتميز بالذكاء و استغالل‬
‫الفرص و الثغرات و النقائص اليت تعًتي النظام الضرييب‪ ،‬فهي تعتمد يف األساس على ادلهارة و الذكاء اجلبائي و مع ىذا فان بعض‬
‫ادلكلفُت قد يستعُت بأىل اخلربة و االختصاص إلكتشاف ىذه الثغرات‪.‬‬
‫‪ -3‬تهرب ضريبي ينظمه المشرع الجبائي‪:‬‬
‫يستند ىذا التهرب كون أن الضريبة أداة ىامة تستخدمها الدولة لتحقيق عدة أىداف‪ -‬مالية‪ ،‬اقتصادية و اجتماعية‪-‬‬
‫لذلك ينظم ادلشرع ىذا التهرب ادلشروع لتحقيق أىداف معينة‪ ،‬مثل إخضاع األرباح ادلعاد استثمارىا بالنسبة للشركات إىل معدل‬
‫خاص ‪ %15‬عوض ‪ %30‬قصد تشجيع اإلستثمار(‪.)15‬‬
‫‪ -4‬التهرب الضريبي على المستوى الدولي‪:‬‬

‫الصفحة ‪146‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫مل يظهر التهرب الضرييب على ادلستوى الدويل لدى العديد من اإلقتصاديُت‪ ،‬إال بعد قيام الشركات دولية النشاط أو‬
‫الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬و يرجع ذلك إىل طبيعة نشاط تلك الشركات و اليت تقوم على أساس ذوبان الفوارق و احلدود بُت‬
‫اقتصاديات الدول ادلختلفة‪.‬‬
‫و مبا أن اذلدف األساسي ذلذه الشركات ىو حتقيق أقصى ربح و بأقل التكاليف و عبئ ضرييب شلكن‪ ،‬فهي تلجا إىل التهرب‬
‫الضرييب للتقليل من ىذا العبء بصفة جزئية أو التخلص منو كلية‪.‬‬

‫و لكن إذا كان ادلكلفون غلتهدون بشىت الطرق و األساليب للتهرب من دفع الضريبة ادلستحقة عليهم‪ ،‬أال يدركون اآلثار‬
‫الوخيمة اليت ستحدثها ىذه الظاىرة على مجيع النواحي؟‬
‫فعلى الصعيد ادلايل يقود التهرب الضرييب إىل إنقاص حصيلة اإليرادات العامة‪ ،‬و بالتايل إىل إتباع سياسة مالية من شأهنا تقليص‬
‫(‪)16‬‬
‫حجم النفقات العامة‪ ،‬و اليت تعد الوسيلة الوحيدة إلشباع حاجة اجملتمع و حتقيق التنمية اإلقتصادية‪.‬‬
‫و مبا أن الضريبة تعترب متغَتا اقتصاديا ىاما‪ ،‬فإن التهرب منها يؤدي إىل انعكاسات سلبية على اإلقتصاد الوطٍت و ذلك من‬
‫عدة جوانب من بينها‪:‬‬
‫تأثَته على معدالت اإلدخار العام‪ ،‬إذ أن اطلفاض ىذه األخَتة حتد من قدرة الدولة على إنشاء ادلشاريع اإلستثمارية اليت تقتضيها‬
‫أساسيات التنمية‪ ،‬و غلعلها مضطرة للتقليل من نفقاهتا‪ ،‬خاصة ادلتعلقة باإلعانات و اإلعفاءات ادلمنوحة يف إطار ترقية استثمار‬
‫األعوان اإلقتصاديُت‪ ،‬و نتيجة ذلك ىو الركود اإلقتصادي‪ ،‬و بالتايل ارتفاع معدل التضخم و البطالة‪.‬‬
‫كما يعمل التهرب الضرييب على كبح أىم زلفز إقتصادي و ىو روح ادلنافسة‪ ،‬حيث تكون ادلؤسسة ادلتهربة يف درجة إمتياز عن‬
‫(‪)17‬‬
‫تلك اليت تؤدي واجباهتا بأمانة‪ ،‬و ىذا إلمكانياهتا التمويلية اذلائلة‪.‬‬
‫و على غرار كون الضريبة أداة ىامة تسعى من خالذلا الدولة إىل حتقيق و إرساء عدالة إجتماعية‪ ،‬فإن التهرب من دفعها أصبح‬
‫يشكل مصدرا من مصادر الظلم اإلجتماعي‪ ،‬ألنو عند إدراك الدولة حلجم اإليرادات الضائعة بسبب التهرب الضرييب‪ ،‬تعمد يف‬
‫(‪)18‬‬
‫الكثَت من األحيان إىل الرفع من قيمة الضرائب‪ ،‬و بالتايل زيادة األعباء الضريبية على ادلكلف الصايف الذي ال يتهرب‪.‬‬
‫و عندما ال تكفي سياسة التقشف و إجراءات رفع العبئ الضرييب لتغطية العجز ادلايل تضطر السلطة العامة إىل اإلعتماد على‬
‫مصادر دتويلية إضافية كالقروض اخلارج ية أو اإلصدارات النقدية‪ ،‬فتقود األوىل إىل خلق أزمة جديدة تتعلق بالتسديد‪ ،‬و تؤدي‬
‫الثانية إىل ارتفاع األسعار‪ ،‬فتتعطل عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬و تنخفض الدخول احلقيقية لغالبية األفراد‪.‬‬
‫‪ -2‬طرق قياس التهرب الضريبي‪:‬‬
‫تبدو عملية رصد و قياس التهرب الضرييب بشكل إحصائي دقيق أمر يف غاية الصعوبة إذ مل نقل مستحيال من الناحية‬
‫العملية‪ ،‬و على صعيد الدراسات و النظريات االقتصادية تكمن تلك الصعوبة يف أسباب متعددة‪ ،‬كالطبيعة اخلاصة للتهرب‬
‫الضرييب باعتباره تصرفا يتم يف اخلفاء من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإنو شلكن احلدوث يف مجيع مراحل التسوية الضريبية‪ ،‬ابتداءًا من‬
‫حصر اإلدارة الضريبية للمكلفُت و أنشطتهم و انتهاءًا بتحصيل الضريبة‪ ،‬و يضاف إىل ذلك ضعف اإلحصاءات ادلالية ادلتاحة‪،‬‬
‫(‪)19‬‬
‫سواء فيما تعلق باألنشطة االقتصادية و اإلنتاجية و توزيع الدخل يف القطاعات ادلختلفة‪.‬‬

‫الصفحة ‪147‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫‪ 1-2‬منهجية القياس باالعتماد على التشريع الضريبي‪:‬‬


‫تعتمد ىذه الطريقة على سلتلف التصاريح و اإلقرارات الضريبية اليت تبُت مدى التزام ادلكلف بدفع الضريبة‪ ،‬أي بناء على‬
‫تقدير ما كان غلب أن ػلصل من الضرائب‪ ،‬و ما مت حتصيلو فعليا‪ ،‬و ذلك وفق أربعة مناىج أساسية‪:‬‬
‫‪ -‬منهج نسبة الضريبة الثابتة؛‬
‫منهج اإلعفاءات الضريبية اخلاصة؛‬ ‫‪-‬‬
‫منهج الضريبة القانونية احملتملة؛‬ ‫‪-‬‬
‫منهج الرقابة اجلبائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أوال‪ -‬منهج نسبة الضريبة الثابتة‪:‬‬
‫يستند ىذا ادلنهج إىل معياري الضريبة و الدخل الوطٍت اخلام‪ ،‬و ذلك عن طريق حساب الضريبة التقديرية لسنة األساس‪،‬‬
‫ىذه السنة اليت يكون فيها حجم التهرب الضرييب يف حده األدٌل بالنسبة للدخل الوطٍت اخلام للسنة قيد الدراسة‪ ،‬و الذي يعرف‬
‫بادلعدل العام لالقتطاعات اإلجبارية(‪ )20‬و الذي ػلسب كما يلي‪:‬‬
‫المعدل العام لالقتطاعات اإلجبارية=(مجموع االقتطاعات اإلجبارية المحققة‪ /‬الدخل الوطني الخام)×‪100‬‬
‫وبالتايل عند احلصول على النتائج يتم اختيار سنة األساس‪ ،‬أين يكون معدل االقتطاعات اإلجبارية ثابتا‪ ،‬و منو يتم حساب‬
‫االقتطاعات اإلجبارية ادلقدرة كما يلي‪:‬‬
‫مجموع االقتطاعات اإلجبارية المقدرة = الدخل الوطني الخام‪ x‬النسبة الثابتة‬
‫و أخَتا‪ ،‬يتم حساب حجم التهرب الضرييب كما يلي‪:‬‬

‫حجم التهرب الضريبي =مجموع االقتطاعات اإلجبارية المقدرة ‪ -‬مجموع االقتطاعات اإلجبارية المحققة‬

‫لكن االنتقاد الذي يالحظ يف ىذا ادلنهج‪ ،‬أنو يقيس حجم التهرب الضرييب اإلضايف و ليس حجم التهرب اإلمجايل‪ ،‬أي يقيس‬
‫التطور و ليس احلجم‪ ،‬و بالتايل عدم الوصول إىل تقدير جيد حلجم التهرب الضرييب‪ ،‬فضال على أن فرضية ثبات السنة الضريبية‬
‫إىل الدخل الوطٍت يف سنة األساس مبعٌت أن التغَت احلاصل إلمجال الدخل الوطٍت اخلام يكون مساويا دتاما للتغَت النسيب يف‬
‫الضريبة(‪ )21‬أي ادلرونة الضريبية تساوي واحد‪ ،‬ال يعتمد عليها باعتبارىا ليست دائمة على الدوام‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬منهج اإلعفاءات الضريبية الخاصة‪:‬‬
‫يقدر حجم التهرب الضرييب حسب ىذا ادلنهج عن طريق حساب الفرق بُت ما مت التصريح بو خالل مدة اإلعفاءات‬
‫الضريبية اجلارية و ما ىو مصرح بو قبل االستفادة من اإلعفاءات الضريبية‪ ،‬و على أساس تلك التصرػلات تتم عملية ادلقارنة و من‬
‫مث ؽلكن قياس حجم التهرب من خالل الفرق ادلستخرج(‪ ،)22‬أي أن الفرق يعرب عن حجم التهرب الضرييب يف جزء من ادلداخيل‬
‫غَت ادلصرح هبا‪ ،‬و الذي ؽلكن كتابتو كما يلي‪:‬‬
‫حجم التهرب الضريبي = المداخيل المصرحة قبل االستفادة من اإلعفاءات الضريبية‬

‫الصفحة ‪148‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫‪ -‬المداخيل المصرحة خالل االستفادة من اإلعفاءات الضريبية‬


‫بالرغم من ميزة ادلنهج على أنو يقوم على أساس استغالل ادلعلومات اليت تتضمنها التصرػلات الضريبية من خالل منح إعفاءات‬
‫من بعض الغرامات و العقوبات اليت دتنح للمكلف بغرض تشجيعو بالتصريح بدخلو و أرقام أعمالو احلقيقي ‪ ،‬لكن يعاب عليو‬
‫أيضا مجلة من النقائص ؽلكن حصرىا فيما يلي‪:‬‬
‫رغم اخلصوصية ادلقدمة من ىذا ادلنهج‪ ،‬يفضل بعض ادلكلفُت عدم اإلعالن عن دخلهم أو رقم أعماذلم احلقيقي حىت يف ظل‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعفاءات لشعورىم الدائم بأنو مبجرد تسجيل أنفسهم لدى اإلدارة الضريبية يكونون ملزمُت بدفع ضريبة منتظمة و ىو ما‬
‫يعتربونو عبئا ثقيال؛‬
‫إن تكرر منهج اإلعفاءات الضريبية‪ ،‬يدفع بعض ادلكلفُت إىل تأجيل التصريح دلداخليهم يف انتظار تشريع إعفاء جديد ألجل‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)23‬‬
‫الحق‪ ،‬شلا ينتج عنو نتائج ضعيفة بعدد ادلكلفُت ادلصرحُت مبداخيلهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬منهج الضريبة القانونية المحتملة‪:‬‬


‫يف ىذا ادلنهج تعترب قدرة األداء اجلبائية (اجلهد اجلبائي) ىي األساس اخلاضع للضريبة‪ ،‬و يقصد بقدرة األداء اجلبائية‬
‫(‪)24‬‬
‫رلموع الثروات ادلتواجدة يف متناول شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون العام للدولة‪.‬‬
‫و تقسم قدرة األداء اجلبائية إىل قسمُت‪ :‬قدرة أداء جبائية قانونية (نظرية) و قدرة أداء جبائية حقيقية‪:‬‬
‫‪ -1‬قدرة األداء الجبائية القانونية (النظرية)‪:‬‬
‫تتمثل يف رلموع الضرائب اليت كان من ادلفًتض احلصول عليها إذا دفع كل ادلكلفُت ما عليهم من ضرائب‪ ،‬و تساوي‬
‫رلموع قواعد التأسيس دلختلف أنواع الضرائب مضروبة يف متوسط معدالهتا لسنة معينة‪.‬‬
‫= ‪PFt‬‬ ‫و ؽلكن التعبَت عنها رياضيا‪:‬‬
‫‪ :PFt‬قدرة األداء اجلبائية النظرية (‪)Potentiel fiscale théorique‬‬
‫‪ :BIm‬قاعدة التأمُت لضريبة معينة ( ‪)Base d’imposition d’un impot‬‬
‫‪ :TMIm‬ادلعدل ادلتوسط جملموع نسب الشرائح ( ‪)Taux Moyen d’imposition‬‬
‫‪ -2‬قدرة األداء الجبائية الحقيقية(الفعلية)‪:‬‬
‫ىي رلموع إيرادات الضرائب اليت مت حتصيلها فعال من ادلكلفُت من طرف اإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫و منو يتم حساب الضرائب غَت ادلدفوعة كما يلي‪:‬‬
‫الضريبة غير المدفوعة= قدرة األداء الجبائية النظرية‪ -‬قدرة األداء الجبائية الحقيقية‬
‫لكن يبق ذلذا ادلنهج عيوب ؽلكن إدراجها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تبٌت ىذه الطريقة على أساس عامل عدم االلتزام الضرييب للمكلف دون التكلم عن العوامل األخرى ادلؤثرة على التهرب الضرييب‪،‬‬
‫مثل‪ :‬مدى فعالية النظام الضرييب و كفاءة اجلهاز الضرييب؛‬

‫الصفحة ‪149‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫‪ -‬افًتاض صحة التقدير الرمسي للدخل الوطٍت‪ ،‬دون األخذ بعُت االعتبار ادلداخيل غَت ادلدرجة يف ىذا‬
‫األخَت الناجتة عن االقتصاد ادلوازي‪ ،‬مربرين مصدر اإلحصائيات الرمسية للثقة ادلتوفرة يف استقصاءات األسر بالنسبة لكل شرػلة‬
‫موجودة يف الدولة‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬منهج الرقابة الضريبية‪:‬‬
‫يقدر حجم التهرب الضرييب حسب ىذا ادلنهج عن طريق حساب الفرق بُت ادلبالغ ادلستخرجة من خالل إجراء عملية‬
‫ادلراجعة اجلبائية وادلبالغ ادلصرح هبا من طرف ادلكلفُت خالل السنة‪ ،‬أي يتم قياس التهرب الضرييب من واقع حجم الدخل اخلاضع‬
‫للضريبة غَت ادلصرح بو‪ ،‬و هبذا ؽلكن القول بأن‪:‬‬
‫التهرب الضريبي= قيمة المبالغ المستخرجة خالل المراجعة‪ -‬قيمة المبالغ المصرح بها‬
‫و من بُت األظلاط ادلستعملة يف ىذا ادلنهج‪:‬‬
‫طريقة التحقيقات اجلبائية اخلاصة؛‬ ‫‪-‬‬
‫التحقيق يف احملاسبة؛‬ ‫‪-‬‬
‫التحقيق ادلعمق يف الوضعية اجلبائية الشاملة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬طريقة التحقيقات الجبائية الخاصة‪:‬‬
‫ظهرت ىذه الطريقة يف إدارة الضرائب األمريكية‪ ،‬حيث يتم تقدير الضريبة الواجبة األداء عن طريق إجراء مراجعات‬
‫خاصة و دقيقة للتصرػلات الضريبية لعينة عشوائية من رلموع دافعي الضرائب‪ ،‬و اليت دتثل عادة مخس أالف ‪ 5000‬مكلف‬
‫شريطة قيام ادلكلف بعملية التصريح‪ ،‬فضال عن تنوع نشاطات و أنواع الدخل بُت مكلف و آخر و اليت على أساسها يتم حتديد‬
‫(‪)25‬‬
‫مقدار الضريبة اليت يدفعها ادلكلفون إذا التزموا بالقانون الضرييب‪.‬‬
‫و عليو فان حجم التهرب الضرييب حسب ىذه الطريقة ػلسب باالعتماد على حجم الضريبة ادلدفوعة‬
‫انطالقا من نتائج ادلراجعة اخلاصة‪ ،‬فضال عن مدى التزام ادلكلف بالقانون الضرييب‪ ،‬أي مدى درجة الوعي الضرييب للمكلفُت‪ ،‬و‬
‫اليت دتثل النسبة بُت عدد ادلكلفُت غَت ادلصرحُت بدقة عن مداخيلهم وعدد ادلكلفُت ادلصرحُت بدقة عن مداخيلهم حيث‪:‬‬

‫=‬ ‫درجة الوعي الضريبي‬

‫لنصل يف األخَت‪ ،‬حلساب مقدار التهرب الضرييب بضرب قيمة الضريبة ادلقدرة بطريقة التحقيقات اجلبائية اخلاصة يف درجة الوعي‬
‫الضرييب كما يلي‪:‬‬
‫حجم التهرب الضريبي = قيمة الضريبة المقدرة ‪ x‬درجة الوعي الضريبي‬

‫الصفحة ‪150‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫ما يعاب على ىذه الطريقة أن عينة برنامج ادلراجعة اخلاصة مأخوذة من ادلكلفُت ادلصرحُت بدقة عن مداخيلهم لدى اإلدارة‬
‫الضريبية‪ ،‬و بالتايل استبعاد ادلكلفُت غَت ادلصرحُت بدخوذلم ‪ ،‬ىذا االستبعاد يؤدي إىل نتائج غَت صحيحة تضعف من مصداقية‬
‫(‪)26‬‬
‫ىذه الطريقة‪.‬‬
‫كما أن طريقة اختيار العينات تتم بصفة عشوائية‪ ،‬دون وجود معيار على أساسو يتم اختيار ادلكلفُت سواء‬
‫من حيث نوعية النشاط أو مصدر الدخل‪...‬‬
‫‪ -2‬طريقة التحقيق في المحاسبة‪:‬‬
‫يقصد هبذه الطريقة " رلموع العمليات اليت ذلا غرض الفحص يف عُت ادلكان حملاسبة مؤسسة ما أو فحص شخص‬
‫معُت‪ ،‬و مقارنة النتائج مع بعض ادلعطيات ادلادية هبدف مراقبة مدى سالمة و دقة التصرػلات ادلكتتبة‪ ،‬و عند اقتضاء احلال ؽلكن‬
‫(‪)27‬‬
‫اللجوء إىل اإلجراءات الضرورية لوضع التعديالت الالزمة "‬
‫و يف ىذا السياق‪ ،‬فان حجم التهرب الضرييب يكمن عند اكتشاف عدم مطابقة التصرػلات اجلبائية مع ما‬
‫حجم‬ ‫ىو مسجل يف الدفاتر احملاسبية للمكلفُت‪ ،‬و ادلتمثل يف الفرق بُت ادلبلغ ادلعاد تأسيسو و ادلبلغ ادلصرح بو كما يلي ‪:‬‬
‫التهرب الضريبي = المبلغ المعاد تأسيسه ‪ -‬المبلغ المصرح به‪.‬‬
‫‪ -3‬طريقة التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية الشاملة‪:‬‬
‫يقوم ىذا التحقيق مبراقبة ادلكلف بالضريبة للتأكد من أن تصريح ادلكلف دلداخيلو تتوافق مع وضعية ثروتو و ظلو أمالكو‪.‬‬
‫حيث تقوم على مراقبة األشخاص الذين ؽلارسون نشاط مهٍت غَت جتاري (ادلهن احلرة) و تسمح مبتابعة تطور و ظلو أمالك و أموال‬
‫ادلكلف و مقارنتها مع ادلداخيل ادلصرح هبا‪ ،‬حيث تسمح باستخراج فارق دخل ادلكلف بُت ادلصرح بو و الدخل احلقيقي لو و‬
‫مدى انسجامو و احلالة ادلادية و ادلظاىر اخلارجية (الثراء) للمكلف‪.‬‬
‫و يف ىذا اإلطار يتم مقارنة ادلوجودات ادلتوفرة و اليت دتثل ادلوارد اليت يف حوزة ادلكلف مع ادلوجودات ادلستعملة و اليت دتثل رلموع‬
‫النفقات اليت حتملها ىدا ادلكلف وفق ما يلي‪:‬‬
‫حجم التهرب الضريبي للمكلف = موجوداته المتوفرة للمكلف خالل فترة التحقيق‬
‫‪ -‬موجوداته المستعملة خالل نفس الفترة‬
‫االنتقاد الذي يقدم إىل ىذين الطريقتُت األخَتتُت يتمثل يف أنو ال أحد يعلم أن ادلبالغ ادلستخرجة ىي احلقيقية سوى ادلكلف‪،‬‬
‫و بالتايل فالنتائج ادلتوصل إليها تبقى نسبية‪.‬‬
‫‪ 2-2‬منهجية القياس باالعتماد على منهج االقتصاد الموازي‪:‬‬
‫يعتمد ىذا ادلنهج على حتديد حجم االقتصاد ادلوازي‪ ،‬و على تقديرات حسابات احملاسبة الوطنية ذات العالقة بادلصاحل‬
‫األخرى‪ ،‬كوزاريت التجارة و الصناعة‪ ،‬فضال عن تصرػلات ادلكلفُت‪.‬‬
‫و يقصد باالقتصاد ادلوازي أنو االقتصاد الذي ال ؼلضع للرقابة احلكومية و ال تدخل مدخالتو و سلرجاتو يف احلسابات الوطنية‪ ،‬و‬
‫ال يعًتف بالتشريعات الصادرة‪ ،‬و ىو ال يشمل األنشطة غَت ادلشروعة فقط‪ ،‬بل يشمل أيضا أشكال الدخل غَت ادلصرح هبا و‬
‫(‪)28‬‬
‫احملصلة من إنتاج السلع و اخلدمات ادلشروعة‪.‬‬

‫الصفحة ‪151‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫من خالل ىذا التعريف‪ ،‬تتجلى لنا العالقة الوثيقة بُت االقتصاد ادلوازي و ظاىرة التهرب الضرييب باعتبارعلا وجهان لعملة‬
‫واحدة‪ ،‬حيث أن حدوث أحدعلا يؤدي بالضرورة إىل حدوث اآلخر‪ ،‬ألن رلمل نشاطات االقتصاد ادلوازي ال يتم إخضاعها‬
‫للضريبة‪ ،‬و بالتايل ضياع حصيلة مالية مهمة خلزينة الدولة‪ ،‬لذا فإن قياس حجم االقتصاد ادلوازي يؤدي إىل حساب حجم التهرب‬
‫الضرييب‪ ،‬وفق العالقة التالية‪:‬‬
‫حجم التهرب الضريبي = حجم االقتصاد الموازي × المعدل الضريبي المتوسط المفروض‬
‫إن قياس التهرب الضرييب باالعتماد على االقتصاد ادلوازي يكمن يف عدة مناىج نذكر منها‪:‬‬

‫أوال ‪-‬منهج التفاوت أو التباين‪:‬‬


‫يعتمد ىذا ادلنهج يف تطبيقو على مؤشرات االقتصاد الكلي (الدخل الوطٍت اخلام)‪ ،‬و مؤشرات االقتصاد اجلزئي (الدخل‬
‫الفردي)‪ ،‬و بالتايل ىناك طريقتُت‪:‬‬
‫‪ -1‬منهج التفاوت على مستوى الدخل الوطني الخام‪:‬‬
‫إن االقتصاد ادلوازي يكمن يف رلموع مداخيلو احملققة غَت ادلصرح هبا لدى ادلصاحل الضريبية أو غَت ادلدونة يف احلسابات‬
‫الوطنية‪ ،‬و بالتايل إمكانية وجود مداخيل لدى ادلصاحل الضريبية غَت مدرجة ضمن احلسابات الوطنية أو العكس أي وجود مداخيل‬
‫(‪)29‬‬
‫ضمن احلسابات الوطنية غَت مدونة لدى ادلصاحل الضريبية‪.‬‬
‫و بالتايل فإن حساب التهرب الضرييب حسب ىذا ادلنهج ينظر إليو من وجهتُت‪:‬‬
‫الوجهة األولى‪ :‬تتمثل يف حساب الفرق مابُت تقديرات الدخل يف احلسابات الوطنية‪ ،‬و تقديرات الدخل‬
‫لدى ادلصاحل الضريبية كما يلي‪:‬‬
‫حجم التهرب الضريبي = مداخيل الحسابات الوطنية ‪ -‬مداخيل المصالح الضريبية‪.‬‬
‫(‪)30‬‬
‫لكن تبقى ذلذه الطريقة عيوب‪ ،‬نتج عنها عدم إعطاء نتائج واقعية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬إن الناتج الوطٍت يستمد حسابو من البيانات الضريبية يف الكثَت من الدول؛‬
‫‪ -‬إن الدخل الفردي حلساب الناتج الوطٍت يشمل كل دخل يكسبو الفرد‪ ،‬بغض النظر عن كونو خاضعا‬
‫للضريبة أم ال‪ ،‬يف حُت أن الدخل حسب ىذه الطريقة يكمن يف ادلقرر يف التصرػلات الضريبية فقط‪.‬‬
‫أما الوجهة الثانية‪ :‬فتعتمد أساسا على اإلنفاق‪ ،‬أي أن الدخل ادلتهرب منو سوف يظهر على شكل إنفاق‬
‫عاجال أم عاجال‪.‬‬
‫لذا تقوم ىذه الطريقة حبساب الناتج الوطٍت بطريقيت الدخل و اإلنفاق‪ ،‬و يف األخَت ضلسب الفرق بُت نتيجيت الطريقتُت‪ ،‬و الذي‬
‫(‪)31‬‬
‫يعرب عن الدخل ادلتهرب منو‪.‬‬
‫لكن تبقى ذلذه الطريقة نقائص‪:‬‬
‫‪ -‬أن الدخل عن ادلصرح بو ليس بالضرورة يتم إنفاقو‪ ،‬حيث ؽلكن أن يدخر إىل نقود؛‬

‫الصفحة ‪152‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫الناتج الوطٍت اخلام يستند فقط على بيانات احملاسبة الوطنية‪ ،‬دون بيانات ادلصاحل الضريبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -2‬منهج التفاوت على مستوى الدخل الشخصي (الدخل الفردي)‪:‬‬
‫يعتمد ىذا ادلنهج على الفروق ادلكشوفة بُت إنفاق قطاع عائلي و دخلو‪ ،‬ألن األفراد الذين يقل دخلهم ادلعلن عن‬
‫إنفاقهم رمبا ؼلفون جانبا من دخلهم و الذي قد يرجع إىل دخول مولدة أصال يف االقتصاد ادلوازي‪ ،‬وعليو فان ىذا األسلوب قائم‬
‫على أساس أن معامالت االقتصاد ادلوازي لن تظهر يف صورة دخل‪ ،‬و لكنها ستظهر يف صورة إنفاق و النتيجة ادلتحصل عليها‬
‫(‪)32‬‬
‫تظهر حجم التهرب الضرييب‪.‬‬
‫لكن ىذا ادلنهج يتميز بالنقائص باعتبار أن زيادة اإلنفاق عن الدخل ليست راجعة فقط إىل وجود دخول مولدة يف‬
‫االقتصاد ادلوازي‪ ،‬فقد تعود إىل عدة أسباب أخرى كاالدخار‪ ،‬االقًتاض‪...‬‬
‫ثانيا‪ -‬منهج إحصاءات القوى العاملة (سوق العمل)‪:‬‬
‫يتم تقدير حجم االقتصاد ادلوازي على أساس حجم العمالة ادلشاركة فيو نتيجة االطلفاض يف حجم العمالة ادلشاركة يف‬
‫االقتصاد الرمسي‪ ،‬ىذا احلجم الذي يفًتض أن يكون ثابتا‪.‬‬
‫و تستند ىذه الطريقة على حساب الفرق بُت عدد السكان الذين يفًتض أهنم جزء من قوة العمل االقتصادية بناءًا على‬
‫اإلحصاءات السكانية‪ ،‬و عدد السكان ادلسجلُت رمسيا باعتبارىم قوة العمل الفعلية يف الدولة‪ ،‬ألجل إحصاء عدد عمال االقتصاد‬
‫ادلوازي من أجل حساب العدد اإلمجايل لساعات عملهم و الناتج الذي يتم حتويلو إىل رقم نقدي‪ ،‬وعليو‪:‬‬
‫الدخل المتهرب منه = عدد ساعات العمل في االقتصاد الموازي × متوسط اإلنتاجية للعاملين في هذا القطاع‬
‫لكن ما يعاب على ىذا ادلنهج أنو ػلسب الدخل ادلوازي على فرضية عامل إنتاجي واحد (حجم العمالة) يف حساب‬
‫الناتج الوطٍت‪ ،‬مع إعلال العوامل األخرى (رؤوس األموال‪ ،)...‬كما أن صحة ىذا ادلنهج يعتمد على مدى الدقة يف كيفية إحصاء‬
‫(‪)33‬‬
‫عدد العمال و ساعات عملهم يف االقتصاد ادلوازي‪ ،‬و كيفية حساب متوسط إنتاجيتهم يف ىذا األخَت‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬المنهج النقدي‪:‬‬
‫يتسم االقتصاد ادلوازي بإخفاء سلتلف معامالتو اليت تتم بُت أطراف ادلتعاملُت فيو‪ ،‬لكن اإلقبال الكبَت على العملة‬
‫السائلة من قبل ىؤالء ادلتعاملُت يعترب دليل كاف على وجود االقتصاد ادلوازي‪ ،‬لذا يقوم ىذا ادلنهج على فرضية أساسية مفادىا أن‬
‫معامالت االقتصاد ادلوازي تتم أساسا باستعمال النقود السائلة‪ ،‬و أن تغَت الطلب عليها ىو نتيجة التغَت يف أنشطة االقتصاد‬
‫ادلوازي سواء بالزيادة أو النقصان(‪ ،)34‬ىذا التغَت الذي من خاللو نستطيع حساب حجم التهرب الضرييب‪ ،‬حيث توجد ذلذا ادلنهج‬
‫عدة أشكال منها‪:‬‬
‫‪ -1‬منهج معدل السيولة (المعدل النقدي الثابت)‪:‬‬
‫يفًتض ىذا ادلنهج أن تقدير حجم االقتصاد ادلوازي يكمن يف تغَت النسبة بُت النقود ادلتداولة والودائع ألجل (حتت‬
‫الطلب) يف البنوك‪ ،‬وىذا ما يعرف مبعدل السيولة‪ ،‬ىذه النسبة اليت من ادلفروض أن تبقى ثابتة‪ ،‬وأن أي زيادة يف ىذه النسبة‬
‫تعكس الزيادة يف الطلب على النقود السائلة لتمويل ادلعامالت يف االقتصاد ادلوازي‪.‬‬

‫الصفحة ‪153‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫و من أجل معرفة مقدار ىذا التغَت يستلزم حتديد سنة مرجعية ذلذه النسبة‪ ،‬اليت على أساسها نقارن معدل السيولة للسنة‬
‫ادلدروسة‪ ،‬باعتبار أن الفرق يبنهما يعرب عن وجود كتلة نقدية زائدة نتيجة االقتصاد ادلوازي‪.‬‬
‫(‪)35‬‬
‫حيث يتم حساب حجم االقتصاد ادلوازي حسب ىذا ادلنهج كما يلي‪:‬‬
‫)‪PNB/M2× AEST= (M2–M1‬‬
‫‪ :AEST‬حجم اإلقتصاد ادلوازي (‪)L’Ampleur de l’Economie Souterrain‬‬
‫‪ :M1‬الكتلة النقدية للسنة ادلرجعية (‪)La Masse Monétaire de L’Année de Base‬‬
‫‪ :M2‬الكتلة النقدية للسنة ادلدروسة (‪)La Masse Monétaire de L’Année Etudier‬‬
‫‪ :PNB/M2‬سرعة دوران النقود خالل السنة ادلدروسة (‪)la vitesse de circulation‬‬
‫لنصل يف األخَت إىل حتديد حجم التهرب الضرييب بتطبيق ادلعادلة التالية‪:‬‬
‫‪VFF = AEST ×Tm /M2‬‬
‫‪ :VFF‬حجم الغش الضرييب (‪)La Valeur de la Fraude Fiscale‬‬
‫‪ :Tm‬ادلعدل الضرييب ادلتوسط ادلفروض (‪)Taux Moyen d’Imposition‬‬
‫و لكن يبقى ذلذا ادلنهج حدود يف دقة النتائج ادلتوصل إليها جلملة من العيوب ؽلكن حصرىا فيما يلي‪:‬‬
‫عدم دؽلومة صحة فرضية تعادل سرعة دوران النقود يف االقتصاد ادلوازي ىي نفس سرعة يف االقتصاد الرمسي‪ ،‬نظرا الحتمال‬ ‫‪-‬‬
‫سرعة دوران النقود يف االقتصاد ادلوازي أقل من سرعة دوران النقود االقتصاد الرمسي؛‬
‫عدم صحة فرضية ثبات معدل السيولة للسنة ادلرجعية (باعتبار أن يف ىذه السنة ال وجود القتصاد موازي)‪ ،‬ألن التهرب‬ ‫‪-‬‬
‫الضرييب مرتبط أيضا بالسنة ادلرجعية وال ؽلكن إنكار وجوده؛‬
‫كما أن الزيادة يف النقود السائلة ليس دائما مرده إىل الزيادة يف ظلو االقتصاد ادلوازي فقط‪ ،‬بل ىناك متغَتات أخرى كالزيادة‬ ‫‪-‬‬
‫يف الدخل واالستهالك؛‬
‫إن الفرضية القائمة على أن جل ادلعامالت تتم نقدا ليست صحيحة‪ ،‬باعتبار أن ىناك معامالت تتم باألوراق التجارية أو‬ ‫‪-‬‬
‫حىت بادلقايضة‪ ،‬شلا ينعكس على سرعة دوران النقود بفقدان جزء من نتائجو‪.‬‬
‫‪ -2‬منهج المعادلة النقدية‪:‬‬
‫إن الفكرة األساسية اليت قام عليها ىذا ادلنهج‪ ،‬ىو أن وجود االقتصاد ادلوازي دليل على ارتفاع معدالت الضرائب(‪،)36‬‬
‫كما نفًتض أن العملة تتم نقدا و وسيلة لتسيَت االقتصاد ادلوازي و ختزين الثروة اإلسًتاتيجية‪.‬‬
‫و مسح ىذا الشكل من قياس أثر التغَتات الضريبة على االقتصاد ادلوازي و وضع تقديرات حليازة العملة‪ ،‬حيث يوضع تقريران‬
‫أحدعلا يف ظل وجود الضرائب ‪ ،M3‬و التقدير الثاٍل يف ظل عدم وجود الضرائب ‪ ، M2‬و الفرق بينهما يشكل لنا العملة غَت‬
‫ادلشروعة‪ ،‬و منو فإن حساب حجم االقتصاد ادلوازي وفق ادلعادلة التالية‪:‬‬
‫‪AEST = M3 - M2 × PNB/ M0‬‬
‫‪ :M2‬الكتلة النقدية يف ظل عدم وجود الضرائب‪.‬‬

‫الصفحة ‪154‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫‪ :M3‬الكتلة النقدية يف ظل وجود الضرائب‪.‬‬


‫‪ :PNB/ M0‬العملة ادلشروعة‪)la Monnaie Légale( .‬‬
‫‪ :M3 – M2‬العملة غَت ادلشروعة يف االقتصاد‪)La Monnaie Illégale( .‬‬
‫و بافًتاض تساوي سرعة دوران النقود ادلشروعة يف االقتصاد الرمسي و غَت ادلشروعة يف االقتصاد ادلوازي‪ ،‬نضرب معادلة حجم‬
‫االقتصاد ادلوازي يف ادلعدل الضرييب ادلتوسط ادلفروض ‪ Tm‬وفق ادلعادلة التالية‪:‬‬
‫‪VFF = [M3 – M2 × PNB/ M0] × Tm‬‬
‫نقائص ىذا ادلنهج تكمن يف افًتاضو أن سرعة دوران العملة غَت الشرعية ىي نفس سرعة العملة الشرعية‪ ،‬و ىذا ليس دوما‬
‫صحيحا‪ ،‬إضافة إىل ذلك ىذا ادلنهج ينقص من قيمة التهرب الضرييب ألنو ال يأخذ بعُت االعتبار إال التهرب الضرييب ادلرتبط‬
‫بتوظيف العملة يف االقتصاد ادلوازي‪ ،‬و يهمل الطرق األخرى للتهرب‪ ،‬كاالستفادة من اإلعفاءات الضريبية‪.‬‬
‫‪ -3‬منهج متغير فئات العملة‪:‬‬
‫حسب ىذا ادلنهج‪ ،‬يفًتض أن التداول النقدي يف االقتصاد ادلوازي مرتبط بأوراق نقدية معينة‪ ،‬حيث يستند تقييم حجم‬
‫االقتصاد ادلوازي إىل التغيَت يف عدد األوراق النقدية‪ ،‬و بالتايل من ادلتوقع زيادة نسبة األوراق ذات الفئات النقدية ادلرتفعة لتسهيل‬
‫عملية تسوية ادلعامالت يف االقتصاد ادلوازي‪ ،‬و يقوم ىذا األسلوب على أساس اشتقاق حجم االقتصاد ادلوازي من خالل نسبة‬
‫الوحدات النقدية ذات الفئات ادلرتفعة إىل باقي فئات العملة‪.‬‬
‫لكن ىذا ادلنهج يفقد فعاليتو لصعوبة ربط ارتفاع معدل وحدات النقد إىل وجود االقتصاد ادلوازي فقط‪ ،‬و ذلك لتعلقو‬
‫بعوامل أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬زيادة يف معدل التضخم‪ ،‬و التدىور ادلستمر يف القوة الشرائية للعملة النقدية‪ ،‬األمر الذي غلعل ضرورة إبرام‬
‫ادلعامالت بُت ادلتعاملُت يتم باستخدام الوحدات النقدية ذات القيم الكبَتة‪ ،‬سواء مت ذلك يف االقتصاد الرمسي أو االقتصاد ادلوازي‪.‬‬
‫بناء على ما سبق استعراضو دلختلف مناىج قياس التهرب الضرييب‪ ،‬ؽلكن القول أنو ال يوجد منهج متكامل من حيث درجة تطبيقو‬
‫على كل بلد لقياس ظاىرة التهرب الضرييب فيو‪ ،‬بسبب أن لكل منهج خصوصياتو و ظروف تطبيقو فضال عن زلدودية فعاليتو ىذا‬
‫من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى الختالف األنظمة الضريبية ادلتبعة يف كل بلد‪.‬‬
‫و يف ىذا الصدد‪ ،‬فإن ادلنهج ادلتبع يف النظام الضرييب اجلزائري يعتمد على منهج الرقابة اجلبائية من خالل عملياهتا على مستوى‬
‫(‪)37‬‬
‫مصاحل البحث و التحقيق طبقا دلا ىو زلدد يف القانون الضرييب‪.‬‬
‫‪ -3‬الوسائل المقترحة لمكافحة التهرب الضريبي في الجزائر‪:‬‬
‫عملت اجلزائر منذ االنفتاح االقتصادي يف بداية التسعينات على وضع و خلق رلموعة من اآلليات و الوسائل لكبح‬
‫ظاىرة التهرب الضرييب بنوعيو ادلشروع و غَت ادلشروع من خالل استحداث رلموعة من اذليئات شلثلة يف ادلديرية العامة للضرائب و‬
‫بالتعاون مع بعض الوزارات كالتجارة و الداخلية‪ ،‬إال أن ىذه الوسائل بقيت مقصورة على تدخل اإلدارة اجلبائية و اليت وجدت‬
‫نفسها و حيدة يف مواجهة ظاىرة معقدة و متداخلة و مؤثرة على بعض الظواىر األخرى كتبييض األموال و هتريب رؤوس األموال‬
‫‪.‬‬
‫‪ 1-3‬اإلجراءات و التدابير الوقائية‪:‬‬

‫الصفحة ‪155‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫تكمن اإلجراءات و التدابَت الوقائية من التهرب الضرييب يف‪:‬‬


‫أ‪ -‬نظام تحليل المخاطر‬
‫من أجل بررلة رلدية للمكلفُت لرقابة اجلبائية وجب استخدام وسائل حتليل اخلطر‬
‫‪ risque management‬و الذي يسمح بتصنيف ادلكلفُت بالضريبة حسب درجة الشفافية الضريبية‪،‬‬
‫و يأخذ بعُت االعتبار ىذا النظام ادلكلفُت الذين ؽلتثلون للقانون حيث يعاجلوا معاجلة تفاضلية‪ ،‬فدرجة الشفافية تقاس على أساس‬
‫(‪)38‬‬
‫االمتثال الضرييب ‪ TMC‬بدال من نتائج الرقابة‪.‬‬
‫ىذه العملية تستدعي جتميع و استغالل ادلعلومات اجلبائية‪ ،‬كما غلب على الدولة إنشاء ىياكل التحقيق‬
‫و مجع ادلعلومات على ادلستوى اجلهوي مدعمة هبياكل مركزية لتحليل و مجع ادلعلومات رلهزة بنظام معلومات‪ ،‬من جهة أخرى‬
‫تعزيز التعاون و التبادل اإللكًتوٍل للمعلومات مع الشركاء احملليُت و الدوليُت‪.‬‬
‫فاذلياكل و ادلصاحل ادلوجودة حاليا سواء تعلق األمر مبصلحة التحريات اجلبائية أو الفرق ادلختلطة‪ ،‬فيجب أن تدعم بفرق متنقلة‬
‫مكلفة بالرقابة و مجع ادلعلومات حول العقارات و مراكز النشاط‪ ،‬و يكفي حتويل أعوان اإلحصاء إىل أعوان ادلراقبة أو حىت أعوان‬
‫ادلعلومات اجلبائية‪ ،‬و بالتايل خلق أعوان سلتصة يف جتميع ادلعلومات ليس فقط يف عملية اإلحصاء و إظلا طوال السنة‪.‬‬
‫عالوة على ذلك غلب على اإلدارة اجلبائية االنفتاح على شركائها احملليُت و الدوليُت من أجل البحث و تبادل ادلعلومات دلكافحة‬
‫االقتصاد غَت الرمسي و الغش اجلبائي كما ىو معمول بو يف منظمة التعاون و التنمية ‪ OCDE‬و الذي يعتمد على تبادل‬
‫(‪)39‬‬
‫ادلعلومات من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬طلب ادلعلومات حتت الطلب؛‬
‫‪ -‬التبادل الطوعي للمعلومات؛‬
‫‪ -‬التبادل األتوماتكي للمعلومات؛‬
‫تبادل ادلعلومات حسب السلم االقتصادي؛‬ ‫‪-‬‬
‫الرقابة اجلبائية ادلتزامنة؛‬ ‫‪-‬‬
‫الرقابة اجلبائية الدولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من خالل ىذه اإلجراءات ؽلكن لإلدارة اجلبائية يف اجلزائر أن تتحصل على ادلعلومات عن مجيع العمليات التجارية و ادلالية و‬
‫ادلصرفية اليت حتققت يف اخلارج من طرف ادلقيمُت و كذلك الشركات العابرة للقارات اليت تعمل يف اجلزائر بصورة مباشرة أو عن‬
‫طريق فروع ذلا‪ ،‬و تبادل ىذه ادلعلومات غلب أن يكون تلقائياً و بدون طلب من طرف اإلدارات اجلبائية ادلتعاقدة‪.‬‬
‫إن عملية تعبئة ادلعلومات و التحريات ىي خطوة مهمة جدا يف اختيار ادلكلفُت للرقابة‪ ،‬و على ادلديرية العامة للضرائب إحالل‬
‫النظام الكالسيكي ادلستخدم يف بررلة ادللفات اجلبائية للرقابة اجلبائية‬
‫هبذا النظام اجلديد و ىو نظام حتليل ادلخاطر ادلستخدم من طرف الدول األوربية و الواليات ادلتحدة األمريكية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحسين و تنظيم مصلحة الرقابة الجبائية‬

‫الصفحة ‪156‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫من أجل حتسُت و حتقيق أىدافها‪ ،‬غلب على اإلدارة اجلبائية اإلعتماد على رلموعة من احملققُت أكفاء و ذوي مصداقية‪،‬‬
‫و غلب أن يكون ىؤالء احملققُت مدربُت على مجيع التحقيقات ادلالية و القانونية و ىذه التخصصات ذات صلة بالقضايا احلساسة‪،‬‬
‫و من الضروري على اإلدارة اجلبائية رفع من عدد احملققُت اجلبائُت و تزويد اإلدارات اجلهوية بفرق البحث و التحري‪ ،‬و وجود ىذه‬
‫الفرق من شأنو أن يكون عامال أساسيا يف ردع و كبح ىذه الظاىرة‪.‬‬
‫و فما يلي جدول ؽلثل نتائج الرقابة اجلبائية يف اجلزائر يف الفًتة ‪:2010 -2009‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية في الجزائر في الفترة ‪( 2212-2229‬الوحدة‪ :‬دينار جزائري)‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2229‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫السنوات ‪2229‬‬


‫نوع الرقابة‬
‫‪415233221587 74595822223‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪2483‬‬ ‫مراقبة المحاسبة‬
‫التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية‬
‫‪5896155782‬‬ ‫‪1288454324‬‬ ‫‪396‬‬ ‫‪381‬‬

‫‪32993992832 28246714392 32229 32365‬‬ ‫التحقيق المصوب‬


‫‪3859279352‬‬ ‫‪3443525225 32568 31962‬‬ ‫التحقيق في التقدير‬

‫المصدر‪ :‬وزارة ادلالية‪ ،‬ادلديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية البحث و التحقيق‪.‬‬


‫ج‪ -‬جباية االقتصاد غير الرسمي‬
‫يعترب االقتصاد غَت الرمسي أو ما يعرف باالقتصاد حتت األرضي أو االقتصاد األسود‪ ،‬من بُت أىم انشغاالت احلكومات‬
‫و خاصة من اجلانب السياسي و اجلانب الضرييب‪ ،‬ألن انتشار ىذه الظاىرة يفوت على االقتصاد الوطٍت و اخلزينة العمومية إيرادات‬
‫ىامة و يعمل كذلك االقتصاد غَت الرمسي على اإلبقاء معدالت الضريبة عالية على الوحدات الرمسية‪.‬‬
‫فحسب اإلدارة بصفة عامة فإن االقتصاد غَت الرمسي يشمل النشاطات ادلشروعة و غَت ادلشروعة و النشاطات غَت ادلصرح هبا‬
‫لإلدارة اجلبائية و الضمان االجتماعي و ال حتوز على سجالت جتارية و حسب أرباب العمل فإن اإلقتصاد غَت الرمسي يعٍت أيضا‬
‫(‪)40‬‬
‫ادلؤسسات ادلسجلة لدى السجل التجاري و إدارة الضرائب و تعمل على ختفيض يف رقم أعماذلا‪.‬‬
‫يتفق معظم دارسي االقتصاد غَت الرمسي على أن السياسات االقتصادية سوف تكون أكثر فعالية إذا ما كان حجم االقتصاد‬
‫غَت الرمسي صغَتاً‪ .‬و من مث فقد اقًتحت عدة إجراءات للتعامل مع ظاىرة االقتصاد غَت رمسي يف زلاولة للقضاء عليو أو التخفيف‬
‫من حدة اآلثار ادلًتتبة على وجوده‪.‬‬

‫الصفحة ‪157‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫لقد أثبتت الدراسات كما سبقت اإلشارة إىل أن التهرب الضرييب يلعب دوراً أساسياً يف ظلو االقتصاد غَت رمسي‪ ،‬غَت أن التهرب‬
‫الضرييب يرتبط مبعدل الضريبة فإذا مال ىذا ادلعدل إىل االرتفاع فان معدل التهرب الضرييب يرتفع و يرتفع معو حجم االقتصاد غَت‬
‫الرمسي‪ .‬إن معاجلة االقتصاد غَت الرمسي الناجم عن ارتفاع مستوى التهرب الضرييب أو ارتفاع معدل التهرب الضرييب البد و أن يرتبط‬
‫بااليت‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة إصالح النظام الضريىب‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة أساس حساب الضريبة و معدل الضريبة و التصاعد الضريىب‪.‬‬
‫مراجعة أشكال الكشف عن مصادر الدخل و أساليب التحصيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقليل ادلستندات و األوراق ادلطلوبة للمراجعة الضريبية و تبسيط اإلجراءات خصوصا بالنسبة للمشاريع الصغَتة ذات‬ ‫‪-‬‬
‫اإلمكانيات احملاسبية احملدودة‪.‬‬
‫مراجعة مدى حدة العقوبات على التهرب الضريىب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراجعة مدى مالئمة النظام الضريىب ككل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫د‪ -‬خلق عالقة ثقة بين اإلدارة الجبائية و المكلفين‬
‫إن تعزيز احلس اجلبائي ىو مبدأ أساسي يكمن يف دفع إقناع ادلكلفُت بدفع الضرائب تلقائي‪ ،‬اليوم و يف بلدان كثَتة‬
‫يوجد مفهوم جديد و ىو طوعية االمتثال ‪ Voluntary Compliance‬على سبيل ادلثال يف أدلانيا يوجد قانون يهدف إىل‬
‫(‪)41‬‬
‫تعزيز النزاىة الضريبية و يتجسد ىذا احلس اجلبائي يف‪:‬‬
‫‪ -‬تبسيط اإلجراءات اجلبائية للمكلفُت خللق قانون جبائي موحد؛‬
‫‪ -‬توفَت احلماية القانونية للمكلفُت يف حالة تغَت القوانُت و اليت عادة ما تتغَت مرتُت كل سنة‪ ،‬مرة‬
‫يف قانون ادلالية و مرة أخرى فلي قانون ادلالية التكميلي؛‬
‫خلق وسيط من ادلكلفُت دلناقشة قاعدة الضريبة الناجتة عن نظام التقدير اجلزايف و كذلك حالة التسويات الضريبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫و ألجل تعزيز ىذه العالقة يف اجلزائر وجب على اإلدارة اجلبائية يف اجلزائر االلتزام مبا يلي‪:‬‬
‫تكوين األعوان‪ ،‬بعد ادلعاينة و التحليل السابق فإن السبب يف نشوب ادلنازعات الضريبية بُت اإلدارة و ادلكلفُت سببو األول‬ ‫‪-‬‬
‫ىو االستخدام اخلاطئ للقوانُت و النصوص التشريعية‪ ،‬و بالتايل فإن تكوين األعوان سوف يكسبهم اخلربة الكافية و كذلك‬
‫جتديد ادلعلومات‪ ،‬و ىذا بدوره سوف ينقص من عدد ادلنازعات و كذلك ػلد من ظاىرة السلوك ادلنحرف للمكلفُت و‬
‫اللجوء إىل التهرب الضرييب‪.‬‬
‫توعية ادلوظفُت و أعوان الضرائب حول السلوك اجتاه ادلكلفُت ىذا السلوك مرتبط أساسا بالعالقة بُت الطرفُت‪ ،‬و بالتايل غلب‬ ‫‪-‬‬
‫النظر إىل ادلكلفُت على أهنم زبائن‪ ،‬و غلب العمل على إعالم و فهم ادلكلفُت بأن ما تدفعونو سوف يرجع إليهم يف شكل‬
‫خدمات مقدمة ىذا سوف يدفع بادلكلفُت إىل التقرب من اإلدارة يف حالة حدوث سوء تفاىم‪ ،‬و بالتايل فإن ىذه التدابَت‬
‫تعمل على التقليل من ادلنازعات الضريبية و كذلك حتد من ىجرة ادلكلفُت ضلو التهرب الضرييب‪.‬‬

‫الصفحة ‪158‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫عدم فهم بعض القوانُت الضريبية و يف ظل غياب الثقافة اجلبائية جملموعة أصناف من ادلكلفُت يدفعها إىل السلوك ادلنحرف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫منها التهرب الضرييب و كذلك ادلنازعات اجلبائية‪ ،‬و ذلذا وجب على اإلدارة اجلبائية وضع إسًتاجتية لالتصال مدعومة‬
‫بعمليات حتسسيو بغية الوصول إىل أكرب قدر شلكن‪.‬‬
‫من ادلكلفُت بالضريبة‪ ،‬و يف ىذا الصدد مت نشر الكثَت من الرسائل ادلقروءة و ادلكتوبة على نطاق واسع و اليت تعمل كأداة‬ ‫‪-‬‬
‫فعالة للحد من ادلنازعات الضريبية‪ ،‬و أخَتا فإن إدخال نظام ‪ RESCRIT‬ؽلكن أن يشكل حال للمنازعات الضريبية و‬
‫يستجيب الحتياجات األمن القانوٍل للمتعاملُت بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ 2-3‬اإلجراءات و التدابير العالجية‪:‬‬
‫عملت اإلدارة اجلبائية يف اجلزائر على تبٍت رلموعة من اإلجراءات القانونية قصد معاجلة و مكافحة ظاىرة التهرب‬
‫الضرييب من خالل تبٍت رلموعة من النصوص يف القوانُت ادلالية‪ ،‬و أىم ىذه اإلجراءات تبعا لنوع التهرب الضرييب‪:‬‬

‫أ‪ -‬التهرب الضريبي المحلي‪:‬‬


‫إعتمد يف قانون ادلالية لسنة ‪ 2009‬و ألجل تدعيم التعامل بالشيكات بُت ادلتعاملُت قانون إقصاء ادلكلفُت من االستفادة من‬
‫ختفيض الرسم على النشاط ادلهٍت قدره ‪ 30 %‬أو ‪ 50 %‬أو ‪ 25 %‬على كل العمليات اليت تتم نقدا؛‬
‫جاء يف قانون ادلالية لسنة ‪ 2009‬و يف مادتو ‪ 24‬رفض احلق يف حسم الرسم على القيمة ادلضافة إذا كان ادلبلغ يفوق‬
‫‪100000‬دج‪ ،‬ىذا اإلجراء يهدف كذلك لدعم التعامل بالشيكات و القضاء على سوق الفواتَت؛‬
‫قانون ادلالية ‪ ،2007‬مت إخضاع بعض ادلنتجات و السلع ادلصدرة إىل دفًت الشروط هبدف القضاء على التهريب و إخراج و إعادة‬
‫(‪)42‬‬
‫تصدير بعض السلع؛‬
‫قانون ادلالية لسنة ‪ ،2006‬أنشأ مبوجبو غرامة مالية نسبتها ‪ 50 %‬على الفواتَت ادلزورة من اجلانبُت البائع و ادلشًتي‪ ،‬ىذا اإلجراء‬
‫(‪)43‬‬
‫يهدف إىل مكافحة اجلرؽلة ادلتعلقة بالفوترة؛‬
‫قانون ادلالية لسنة ‪ ،2005‬مت إنشاء الضريبة على التوطُت البنكي لفتح ملفات االستَتاد‪ ،‬ىذا اإلجراء مسح بتعديل ملف ادلكلفُت‬
‫غَت ادلوطنُت و تطهَت الوضعيات اجلبائية للمكلفُت؛‬
‫قانون ادلالية لسنة ‪ ،2005‬مسح بإمكانية اإلخضاع التلقائي و تطبيق اجلزاءات على ادلستخدمُت الذين ال يلتزمون بدفع الضريبة‬
‫على األجور و ىذا األخَت يعترب ادلكلف القانوٍل و ليس احلقيقي‪ ،‬فمهمتو اقتطاع الضريبة على األجور و توريدىا إىل اخلزينة؛‬
‫قانون ادلالية لسنة ‪ ،2003‬لقد نصت ادلادة ‪ 11‬من قانون الضرائب ادلباشرة و الرسوم ادلماثلة(‪ )44‬على إدراج اذلبات ادلقدمة إىل‬
‫األقارب من الدرجة الثانية أو إىل غَت األقارب ضمن التنازالت مبقابل و ىذا ما ينتج عنو حتصيل حقوق التسجيل بعدما كانت‬
‫ىذه العملية معفاة‪ ،‬ىذا من جهة أما من جهة أخرى يعترب سدا أمام استغالل ىذه ادليزة (دترير عملية بيع على شكل ىبة‬
‫لالستفادة من اإلعفاء) للتهرب ادلشروع من دفع حقوق التسجيل‪.‬‬
‫قانون ادلالية لسنة ‪ ،2003‬نص على تطبيق غرامة جبائية عن عدم الفوترة أو عدم تطبيقها‪ ،‬و يف حال العود تطبق ضعف الغرامة‪.‬‬

‫الصفحة ‪159‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫قانون ادلالية لسنة ‪ ،2002‬نص على معاقبة ادلكلفُت بالضريبة الذين استفادوا من االمتيازات اجلبائية يف حالة وجود أو اكتشاف‬
‫نقائص يف التصريح برقم األعمال اثر عملية الرقابة‪ ،‬حبيث يعاد تأسيس األسس اخلاضعة للضريبة وفقا للقانون العام‪.‬‬
‫قانون ادلالية لسنة ‪ ،2002‬يلزم ادلكلفُت الذين يقومون بالتصريح على العمالء بدفع الضريبة على القيمة ادلضافة و ىذا حىت يتم‬
‫االستفادة من قيمة التخفيض من الرسم على النشاط ادلهٍت؛‬
‫قانون ادلالية لسنة ‪ ،2002‬يسمح لإلدارة اجلبائية بإرسال إشعار بعدم كفاية بيانات التصرػلات‪ ،‬و ذلك يف إطار األنشطة‬
‫ادلدعومة و اليت تستفيد من احلوافز اجلبائية؛‬
‫قانون ادلالية لسنة ‪ ،1997‬يعطي إمكانية استبعاد األشخاص ادلدانُت بارتكاب جرؽلة الغش و التهرب الضرييب من دخول‬
‫ادلناقصات حول ادلشاريع العمومية؛‬
‫قانون ادلالية لسنة ‪ ،1997‬غلرب كل ادلكلفُت على تقدَل جدول الضرائب يف حالة طلب تشطيب السجل التجاري لدى الغرفة‬
‫التجارية‪.‬‬
‫ب‪ -‬التهرب الضريبي الدولي‪:‬‬
‫تعمل اإلدارة اجلبائية يف اجلزائر على احلد من ادلمارسات غَت القانونية اليت دتارسها ادلؤسسات األجنبية‪ ،‬و اليت دتارس‬
‫التهرب الضرييب بأشكالو ادلتعددة و اليت ذلا أثر سليب على اخلزينة العمومية‪ ،‬و قد صنف ىذا التهرب يف خانة التهرب االقتصادي‬
‫ألنو ػلرم اخلزينة العمومية من إيرادات جبائية كبَتة و اليت بدورىا تؤثر على ميزان ادلدفوعات‪ ،‬باعتبار أن ىذه اإليرادات حتول ضلو‬
‫اخلارج بطرق غَت مشروعة و أخرى مشروعة‪ .‬و للحد من ىذه الظاىرة عمل ادلشرع الضرييب اجلزائري على سن رلموعة من‬
‫التشريعات للحد منها و أعلها‪:‬‬
‫‪ -‬وضع نظام ضرييب خاص بالشركات األجنبية اليت تنشط يف اجملال العقاري و اليت ال دتلك إقامة دائمة يف اجلزائر‪ ،‬و ىذا عن‬
‫طريق إخضاعها للنظام العام بدال من االقتطاع من ادلصدر و ىذا حسب قانون ادلالية لسنة ‪ 1997‬كبقية ادلؤسسات اجلزائرية‪ ،‬و‬
‫كذلك ادلؤسسات ادلناولة األجنبية فهي خاضعة لنفس االلتزامات احملاسبية‪ ،‬أما يف حالة تدخل ىذه ادلؤسسات يف إطار اخلدمات‬
‫فتبقى خاضعة لالتفاقيات اجلبائية و اقتطاع من ادلصدر قدره ‪.%24‬‬
‫(‪)45‬‬
‫‪ -‬حتديد سقف أعباء ادلركز عند ‪ %1‬من رقم األعمال‪ ،‬لقد نصت ادلادة ‪ 11‬من قانون الضرائب ادلباشرة و الرسوم ادلماثلة ‪،‬‬
‫على إمكانية خصم ادلصاريف العامة من أية طبيعة كانت مع مراعاة أحكام ادلادة ‪ 169‬من نفس القانون‪ ،‬أما فيما ؼلص الفوائد‬
‫و أرباح الصرف و غَتىا من ادلصاريف ادلالية اخلاصة باإلقًتاضات ادلربمة خارج اجلزائر أو كذلك األتاوى ادلستحقة عن الرباءة و‬
‫رخص االستعمال و عالمات الصنع و مصاريف ادلساعدة التقنية و األتعاب ادلدفوعة بعملة أخرى غَت العملة‬
‫الوطنية‪ ،‬فإن خصمها لفائدة ادلؤسسات اليت تدفعها‪ ،‬مرىون باعتماد التحويل الذي تسلمو السلطات ادلالية ادلختصة‪.‬‬
‫و فيما ؼلص ىذه ادلؤسسات نفسها‪ ،‬ختصم مصاريف ادلقر يف حدود ‪ %1‬من رقم األعمال يف رلرى السنة ادلالية ادلطابقة‬
‫اللتزامها‪.‬‬
‫‪ -‬إخضاع األرباح احملولة بطريقة غَت مباشرة‪ ،‬إجراء جديد أدخل مبوجب ادلادة التاسعة من قانون ادلالية لسنة ‪ 2008‬و الذي عدل‬
‫ادلادة ‪ 141‬مكرر من قانون الضرائب ادلباشرة و الرسوم ادلماثلة و اليت تنص(‪ :)46‬عندما تشارك مؤسسة مستغلة باجلزائر أو خارج‬

‫الصفحة ‪160‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫اجلزائر ¡ حسب احلالة‪ ،‬بصفة مباشرة أو غَت مباشرة يف إدارة أو يف مراقبة أو يف رأمسال مؤسسة مستغلة باجلزائر أو خارج اجلزائر‪ ،‬أو‬
‫شارك نفس األشخاص ¡ بصفة مباشرة أو غَت مباشرة يف إدارة أو يف مراقبة أو يف رأمسال مؤسسة مستغلة باجلزائر أو خارج اجلزائر و‬
‫أن ىاتُت ادلؤسستُت تكونان يف كلتا احلالتُت‪ ،‬مقيدتُت يف عالقاهتما التجارية أو ادلالية بشروط ختتلف عن تلك اليت ؽلكن االتفاق‬
‫عليها بُت مؤسسات مستقلة ¡ فإن األرباح اليت كان من ادلمكن حتقيقها من طرف ادلؤسسة ادلستغلة باجلزائر و لكن مل يتم حتقيقها‬
‫بسبب ىذه الشروط ادلختلفة‪ ،‬يتم إدراجها ضمن أرباح ىذه ادلؤسسة اخلاضعة للضريبة و تطبق ىذه القواعد أيضا على ادلؤسسات‬
‫(‪)47‬‬
‫ادلرتبطة هبا وادلستغلة يف اجلزائر‪.‬‬
‫و تعد النواتج اليت يتم إدراجها يف الوعاء الضرييب ىي تلك احملولة بصفة غَت مباشرة إىل ادلؤسسات ادلتواجدة خارج اجلزائر‪ ،‬عن‬
‫طريق‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة أو ختفيض أسعار الشراء أو البيع؛‬
‫دفع األتاوى ادلفرطة أو بدون مقابل؛‬ ‫‪-‬‬
‫منح قروض دون فوائد أو مبعدل سلفض؛‬ ‫‪-‬‬
‫التخلي عن الفوائد ادلنصوص عليها يف عقود القروض؛‬ ‫‪-‬‬
‫تقدَل مزايا خارج النسبة مع اخلدمة احملصلة؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أو عن طريق الوسائل األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة استثمار جزء من األرباح ادلتعلقة باإلعفاءات ادلمنوحة‪ ،‬ىذا اإلجراء أنشأ مبوجب ادلادة ‪ 04‬من قانون ادلالية لسنة ‪2008‬‬
‫و الذي عدل ادلادة ‪ 142‬من قانون الضرائب ادلباشرة و الرسوم ادلماثلة‪ ،‬و الذي غلرب ادلستفيدين من االمتيازات اجلبائية إعادة‬
‫استثمار حصة األرباح ادلعفاة خالل ‪ 4‬سنوات ابتداء من تاريخ حتقيق ىذه األرباح‪ ،‬و يشمل الربح احملقق يف سنة ‪2008‬‬
‫باإلضافة إىل األرباح قيد التخصيص و عدم احًتام ىذا القانون يفرض على ىذه ادلؤسسات إعادة دفع اإلعفاء الضرييب مع تطبيق‬
‫(‪)48‬‬
‫نسبة غرامة قدرىا ‪.%30‬‬
‫‪ -‬التصريح بتحويل األرباح‪ ،‬أنشئ مبوجب ادلادة ‪ 10‬من قانون ادلالية ‪ 2009‬و ادلعدلة للمادة ‪182‬‬
‫مكرر من قانون الضرائب ادلباشرة و الرسوم ادلماثلة‪ ،‬و اليت تنص على حتويل األرباح لصاحل األشخاص الطبعيُت و ادلعنويُت غَت‬
‫ادلقيمُت يف اجلزائر وجوب اإلعالن عليو مسبقا لدى ادلصاحل الضريبية التابعة ذلا إقليميا و احلصول على شهادة توضح ادلعاجلة‬
‫اجلبائية للمبالغ زلل التحويل إىل ادلصرح يف أقصى أجل سبعة ) ‪ ( 7‬أيام ابتداء من تاريخ إيداع التصريح هبدف عرضها لتدعيم‬
‫ملف طلب التحويل و ال يطبق ىذا األجل احملدد بسبعة ) ‪ ( 7‬أيام يف حالة عدم احًتام االلتزامات اجلبائية‪ ،‬و يف ىذه احلالة‪ ،‬ال‬
‫تسلم الشهادة إال بعد تسوية الوضعية اجلبائية‪ .‬توضح الشهادة على اخلصوص‪ ،‬االقتطاعات اجلبائية ادلنجزة أو عند تعذر ذلك‪،‬‬
‫ادلراجع القانونية واألنظمة اليت دتنح اإلعفاء أو التخفيض‪.‬‬
‫غلب على ادلؤسسات البنكية‪ ،‬إلزام تقدَل الشهادة ادلذكورة يف الفقرة السابقة لتدعيم طلب التحويل‪ .‬و تعفى من ىذا اإللزام ادلبالغ‬
‫ادلدفوعة كأجور لعمليات االستَتاد اخلاضعة لرسم التوطُت البنكي‪ ،‬حتدد ظلاذج التصريح و الشهادة و كذا كيفيات تطبيق ىذه‬
‫(‪)49‬‬
‫ادلادة بقرار من الوزير ادلكلف بادلالية‪.‬‬

‫الصفحة ‪161‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫‪ -‬سحب االمتيازات ادلمنوحة‪ ،‬جاء يف قانون ادلالية لسنة ‪ 2009‬و يف مادتو ‪ 15‬أنو إذا تبُت أن االستثمارات الواردة يف قرارات‬
‫منح االمتيازات اجلبائية مل تنفذ‪ ،‬أو عندما تكون الشروط اليت منحت على أساسها ىذه القرارات لو تستويف‪ ،‬فإن عدم التنفيذ ىذا‬
‫يؤدي إىل سحب االعتماد و جتريد األشخاص الطبيعيُت أو ادلعنويُت الذين منحت ذلم ىذه االمتيازات مبوجب ىذا االعتماد من‬
‫حق االستفادة من ىذه االمتيازات و تصبح الرسوم و األتاوى اليت مت إعفاءىم منها مستحقة على الفور بغض النظر على األحكام‬
‫ادلخالفة و دون ادلساس بعقوبات تأخَت الدفع ادلنصوص عليها يف ادلادة ‪ 402‬من قانون الضرائب ادلباشرة و الرسوم ادلماثلة‪ ،‬كما‬
‫تطبق أحكام ادلقطع السابق عندما يكون ادلستفيد من االمتيازات اجلبائية قد استعمل بعد تاريخ القرار طرقا تدليسيو مبفهوم ادلادة‬
‫(‪)50‬‬
‫‪ 2-193‬قانون الضرائب ادلباشرة و الرسوم ادلماثلة‪ ،‬و أن ىذه ادلخالفة يعاقب عليها بقرار قضائي لو قوة الشيء ادلقضي فيو‪.‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫لقد عرف التهرب الضرييب من قبل مكتب الضرائب األسًتايل بأنو التخطيط الضرييب العدواٍل‪ ،‬كما ُعرف يف جنوب إفريقيا بأنو‬
‫اإلستغالل غَت ادلسموح‪ ،‬و يف نيوزيلندا و بريطانيا بأن التهرب الضرييب غَت مسموح‪ ،‬و يف الواليات ادلتحدة األمريكية يسمى‬
‫باإلسغالل ادلالجئ الضريبية‪.‬‬
‫قد يتناقض و يتعارض مصطلح التهرب الضرييب و الغش الضرييب و كذالك التخطيط الضرييب و التخفيف الضرييب‪ ،‬و ترى منظمة‬
‫التعاون و التنمية االقتصادية ‪ OCDE‬بأن الغش الضرييب يستند إىل ترتيبات غَت شرعية و اليت بواسطتها يتم ختفيف ادلسؤولية‬
‫الضريبية بالتايل ادلكلف يدفع ضرائب أقل شلا غلب دفعو عن طريق إخفاء جزء من دخلو أو إخفاء معلومة ضريبية عن اإلدارة‬
‫الضريبية‪ ،‬لكن ادلنظمة وجدت صعوبة يف حتديد ىذا التعريف الدقيق للتهرب الضرييب ألن ىذه الًتتيبات ؽلكن أن تتعارض مع‬
‫القوانُت الواجب احًتامها و التفريق بُت التهرب الضرييب ادلقبول و غَت ادلقبول مرتبط أساسا بادلعادلة التخطيط‪/‬التخفيف أي‬
‫استخدام التخطيط الضرييب للتخفيف الضرييب و الكثَت من التشريعات الضريبية عجزت عن التفريق بُت ماىو مشروع و غَت مشروع‬
‫‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪1- André Barilari, Lexique fiscal, 2ème édition, DALLOZ, Paris, 1992, page 92.‬‬
‫‪2- J. C. Martinez, la fraude fiscale, PUF, France, 1984, page 13.‬‬
‫‪ -3‬حامد عبد اجمليد دراز‪ ،‬سعيد عبد العزيز عثمان‪ ،‬مبادئ ادلالية العامة‪ ،‬دار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1988 ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪4- J. C. Martinez, la fraude fiscale, op.cit,p50.‬‬
‫‪ -5‬عبد احلكيم مصطفى الشرقاوي‪ ،‬التهرب الضرييب و االقتصاد األسود‪،‬دار اجلامعة اجلديدة لنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪، 2006 ،‬ص‬
‫‪119.‬‬
‫‪ -6‬عطية عبد الواحد‪ ،‬مبادئ و إقتصاديات ادلالية العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،2000 ،‬ص ‪809.‬‬
‫‪ -7‬ناصر مراد‪،‬التهرب و الغش الضرييب يف اجلزائر‪،‬دار قرطبة للنشر و التوزيع‪،‬الطبعة األوىل‪، 2004 ،‬ص ‪12.‬‬
‫‪8- Gilbert Tixier et Guy Gest, droit fiscale, édition LJDG, Paris, 1976, p 253.‬‬
‫‪ -9‬عبد احلكيم مصطفى الشرقاوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪119.‬‬

‫الصفحة ‪162‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫‪10-Hibert Brochier et Pierre Tabatoni, économie financiére, France, presses‬‬


‫‪universitaires de France,1963,p243.‬‬
‫‪11- Fiscalité Directe, actes du séminaire organisé par D.G.I et F.M.I, Alger,‬‬
‫‪Anep,p 126.‬‬
‫‪12- Andrée Margairaz, le Fraude Fiscale et ses succédanés, deuxiéme édition,‬‬
‫‪suisse, 1977,p175.‬‬
‫‪13- Athman Kandil, Théorie fiscale et développement, Alger, SNED, 1970, p133.‬‬
‫‪14- P.M.GAUDEMENT, Précis de finances publiques, Paris, 1971,p315.‬‬
‫‪ -15‬زلمد دويدار‪ ،‬دراسات يف اإلقتصاد ادلايل‪ ،‬مصر ‪ ،‬منشأة ادلعارف‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ‪230.‬‬
‫‪ -16‬صباح نعوش‪ ،‬الضرائب ادلباشرة يف ادلغرب‪ ،‬اإلصالح‪ ،‬اجلزء الثاٍل‪ ،‬شركة النشر و التوزيع ادلدارس‪ ،‬دار البيضاء‪،1987 ،‬‬
‫ص ‪157.‬‬
‫‪ -17‬ناصر مراد‪ ،‬فعالية النظام الضرييب بُت النظرية و التطبيق‪ ،‬دار ىومة‪ ،2003 ،‬ص ‪162.‬‬
‫‪18- Bruno Taddel , Opcit, Page 30.‬‬
‫‪19- Philippe Barthelemy, Travail Au Noir Une Economie Souterraine Un Etat De‬‬
‫‪La Recherche, Travail Et Emploi 1986, P30.‬‬
‫‪ -20‬خالصي رضا‪ ،‬حتليل ظاىرة الغش اجلبائي دراسة حالة اجلزائر يف الفًتة ‪ ، 2002-1991‬أطروحة دكتوراه يف العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيَت‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،2008-2007‬ص‪.117‬‬
‫‪ -21‬ناصر مراد‪ ،‬فعالية النظام الضرييب وإشكالية التهرب‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيَت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2002 ،‬ص‪303.‬‬
‫‪ -22‬عيسى بوخلوخ‪ ،‬الرقابة اجلبائية كأداة حملاربة التهرب والغش الضرييب دراسة حالة والية باتنة ‪ ،‬رسالة ماجستَت يف العلوم‬
‫االقتصادية كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،2004-2003 ،‬ص‪.42‬‬
‫‪23- Cecile BAZERT, La Fraude Fiscale, Modélisation du Face a Face Etat-‬‬
‫‪Contribuable, Thèse pour le Doctorat en Sciences Economiques, Université‬‬
‫‪Montpellier I, France,2001, p51.‬‬
‫‪ -24‬خالصي رضا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪117.‬‬
‫‪25- Cecile BAZERT, Op.Cit, p49.‬‬
‫‪ -26‬عيسى بوخلوخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪42.‬‬
‫‪27- Daniel Richer, Les procédures fiscales, PUF, France, 1990, p 25.‬‬

‫الصفحة ‪163‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬


‫مفهوم و قياس‬...‫التهرب الضرييب‬

‫ ربيع‬: 37‫ العدد‬،‫ السنة اخلامسة‬،‫ رللة علوم إنسانية‬،‫األسباب واحللول‬: ‫ مشكلة االقتصاد اخلفي يف اجلزائر‬،‫ بودالل علي‬-28
.http://www.ulum.nl/ ‫ ادلوقع االلكًتوٍل‬،2008
29- Vito Tanzi, L’économie Souterraine, Revue Finance et Développement, FMI,
Décembre, 1983, p10.
24. ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫التهرب و الغش الضرييب يف اجلزائر‬،‫ ناصر مراد‬-30
31- Cecile BAZERT, Op.Cit, p52.
‫ كلية العلوم اإلقتصادية و علوم‬،‫ رسالة ماجستَت يف علوم التسيَت‬،)2003-1999 ( ‫ فعالية الرقابة اجلبائية للفًتة‬،‫ نوي صلاة‬-32
24. ‫ ص‬،2004/2003 ،‫ جامعة اجلزائر‬،‫التسيَت‬
25. ‫ ص‬،‫ نفس ادلرجع‬-33
34- Gail Beri, Nouvel Eclairage sur l’Economie de l’Ombre, FMI Bulletin,
Numéro 15- v31, 12 Août 2002, P 54
20. ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫التهرب و الغش الضرييب يف اجلزائر‬،‫ ناصر مراد‬-35
36- Cecile BAZERT, Op.Cit, p64.
119. ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ خالصي رضا‬-37
38- Abdel Hamid hassoune, l’évasion fiscale en Afrique, cas du Maroc, sortes
d’évasion et comment la maitriser ?séminaire sur la reforme des politiques fiscales
axées sur l’innovation et la modernisation
des institutions en charge de la collecte et de la gestion du patrimoine public
,centre africain de
formation et de recherche administrative pour le développement ,Tanger,2010,p
12.
39- OCDE, manuel de mise en ouvre des dispositions concernant l’échange de
renseignement a des fins fiscales, modules sur contrôles fiscaux a l’étranger, 2006, p
1.
40- Samir billel , changement institutionnel et économie parallèle en Algérie,
‫ رللة الباحث‬,n 06, Ouargla 2008,p 3.
41- Travaux en commission, le contentieux administratif et juridictionnel de
l’impôt, www.credaf.org,25/07/2011, p15.
.2007 ‫ قانون مالية لسنة‬،‫ أحكام سلتلفة‬84 ‫ ادلادة‬-42

164 ‫الصفحة‬ 2016 ‫ جوان‬15 ‫العدد رقم‬


‫التهرب الضرييب‪...‬مفهوم و قياس‬

‫‪ -43‬ادلادة ‪ ،17‬تعدل أحكام ادلادة ‪ 65‬من قانون مالية لسنة ‪.2003‬‬


‫‪ -44‬ادلادة ‪ ،11‬تعدل أحكام ادلادة ‪ 77‬من قانون الضرائب ادلباشرة و الرسوم ادلماثلة‪.‬‬
‫‪ -45‬قانون الضرائب ادلباشرة و الرسوم ادلماثلة‪ ،‬ادلادة‪ ،141 ،‬اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص‪72.‬‬
‫‪ -46‬ادلادة ‪ 141‬مكرر من قانون الضرائب ادلباشرة و الرسوم ادلماثلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪72.‬‬
‫‪ -47‬ادلادة ‪ 141‬مكرر‪ ،‬معدلة مبوجب ادلادة ‪ 8‬من قانون ادلالية لسنة ‪ 2007‬و ادلادة ‪ 9‬من قانون ادلالية لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ -48‬ادلادة ‪ 142‬معدلة مبوجب ادلادتُت ‪ 15‬من قانون ادلالية لسنة ‪ 1997‬و ادلادة ‪ 4‬من قانون ادلالية لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ -49‬ادلادة ‪ 218‬مكرر معدلة مبوجب ادلادة ‪ 9‬من قانون ادلالية لسنة ‪.2009‬‬
‫‪ -50‬ادلادة ‪ 194‬معدلة مبوجب ادلواد ‪ 27‬من قانون ادلالية لسنة ‪ 1992‬و ‪ 19‬من قانون ادلالية لسنة ‪ 1999‬و ادلادة ‪ 15‬من‬
‫قانون ادلالية لسنة ‪.2009‬‬

‫الصفحة ‪165‬‬ ‫العدد رقم ‪ 15‬جوان ‪2016‬‬

You might also like