Professional Documents
Culture Documents
م ـ ــقدم ـ ــة.
ق ـ ــائمة ال ـ ــمراجع.
م ـ ــقدم ـ ــة:
تعطي الدولة الجزائرية أهمية كبيرة للضرائب وهذا لمكانتها الكبيرة ودورها الفعال في تمويل خزينة الدولة وتغطية النفقات العمومية
المتزايدة ،وعلى هذا األساس يسعى المشرع الجزائري لصياغة قوانين مالية ونظم جبائية مسايرة للتطورات االقتصادية ،وهذه
االخيرة تظهر في شكل اصالحات وتعديالت دورية سواء برفع معدالتها أو ادراج ضرائب ورسوم جديدة مما تؤدي الى ظهور ما
يعرف بظاهرتي التهرب والغش الضريبي ،الذي يؤثر سلبا على التحصيل الضريبي ويشكل عائقا أساسيا أمام تحقيق التنمية التي
ترسمها السياسة المالية للدولة ،وكذا التأثير على مبدأ العدالة االجتماعية.
ومن هنا نصوغ االشكالية التالية:
ماذا نعني بالغش والتهرب الضريبي وما هو الفرق بينهما؟
يعرف التهرب الضريبي على أنه ذلك السلوك الذي من خالله يحاول المكلف بالضريبة عدم دفع الضريبة المستحقة عليه كليا أو
جزئيا دون أن ينقل عبئها إلى شخص آخر ولتحقيق التهرب الضريبي يتخذ المكلف عدة طرق وأساليب قد تكون مشروعة أو غير
مشروعة.
كما عرفه كل من الدكتور حسن عواضة وقطيش عبد الرؤوف على أنه تخلص المكلف من دفع الضريبية الواجبة عليه كليا أو
جزئيا دون أن ينعكس عبيتها على الغير.
وعرفه محمد عباس محرزي في مؤلفه اقتصاديات المالية والعامة بأنه :يسعى الملزم بالضريبة إلى التخلص منها رغم تحقق
الحدث المنشئ للضريبة فيعمد إلى سلوك احتيالي للتخلص من عبئها ،أو أن الملزم يتخلص من دفعها دون ارتكاب أي مخالفة
لقانون الضريبة.
وإلعطاء مفهوم جامع للتهرب الضريبي عرفه علي زغدود في مؤلفه المالية العامة :تلك المخالفات القانونية المتمثلة في عدم
االمتثال للتشريع الضريبي أو الثغرات الموجودة في القانون من أجل التخلص من أداء الواجب الضريبي بجميع الوسائل واألشكال
سواء تعلق األمر بالعمليات المحاسبية أو الحركات المادية ،وذلك بكل أو جزء من المبلغ الواجب الدفع للخزينة العمومية والذي
تستعمله الدولة في تغطية نفقاتها.
-التهرب الضريبي هو محاولة المكلف تجنب دفع الضريبة المستحقة مستغال الثغرات القانونية.
-التهرب الضريبي هو استعمال المكلف ألساليب احتيالية ومناورات تدليسية للتملص من دفع الضريبة.
-التهرب الضريبي هو محاولة المكلف التخلص من عبء الضريبة كليا أو جزئيا بالطريقة التي تسهل عليه.1
يمكن تقسيم التهرب الضريبي وفقا لحجم الضريبة التي يتهرب المكلف من أدائها إلى تهرب ضريبي كلي وتهرب ضريبي جزئي،
ووفقا لمشروعيته الى التهرب الضريبي المشروع وغير المشروع ،فاألول يتم دون انتهاك للقانون الضريبي ويسمى التهرب الضريبي
المشروع والثاني يعتمد على طريقة غير شرعية مخالفة للقانون الضريبي وهو التهرب الضريبي غير المشروع.
1إيمان مقراني ،محمد أمين مناليخاف ،اآلليات القانونية للحد من التهرب الضريبي ،مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر ،تخصص تسيير المؤسسات ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة أدرار ،السنة الجامعية ،0102-0102ص.18-10
2
/0التهرب الضريبي الكلي :فالتهرب يكون كليا إذا استطاع المكلف اإلفالت من سداد الضريبة المستحقة عليه كليا وذلك
باستعماله إحدى الطرق االحتيالية المنصوص عليها في القانون كأن يخفي نشاطه كليا عن علم مصلحة الضرائب ،ويمتنع عن
التسجيل لدى مصلحة الضرائب.
/0التهرب الضريبي الجزئي :ويكون التهرب جزئيا إذا استطاع المكلف اإلفالت من سداد جزء من الضريبة المستحقة عليه
باستعمال إحدى الطرق االحتيالية المنصوص عليها في القانون وذلك كأن يقدم تصريحات ضريبية مخالفة لحجم إيراداته
وأرباحها الحقيقية.
/0التهرب الضريبي المشروع :ويقصد به تخلص المكلف من أداء الضريبة ،نتيجة استفادة من بعض الثغرات الموجودة في
التشريع الضريبي والتي ينتج عنها التخلص من دفع الضريبة دون أن تكون هناك مخالفة للنصوص القانونية ،أو التهرب من ضريبة
الشركات عن طريق توزيع هذه األخيرة في شكل هبات.
/4التهرب الضريبي غير المشروع :هو تهرب من طرف المكلف نتيجة مخالفته الصريحة عمدا ألحكام القانون الضريبي قصدا
منه عدم دفع الضرائب المستحقة عليه ،أو تقديم تصاريح ناقصة أو كاذبة أو إعداد قيود وتسجيالت مزيفة.2
/0األسباب المتعلقة بالمكلف بالضريبة :تنحصر األسباب المتعلقة بالمكلف إلى أسباب نفسية ،اجتماعية واقتصادية.
أ -األسباب النفسية :للعامل النفسي دور أساسي في التهرب الضريبي ،فقوة وضعف التهرب يحددهما الوعي الضريبي للمكلف
فكلما كان المكلف واعيا نقص الباعث النفسي على التهرب ،وكلما كان الوعي ضعيفا زاد الباعث النفسي للتهرب ومن
االعتقادات الخاطئة التي رسخت في ذهن المكلف ما يلي:
-اعتقاد المتهرب من الضريبة أنه غير سارق ألنه يسرق الدولة وهي شخص معنوي وبالتالي ال يعد مخالفا للقانون وال مضرا
لآلخرين.
-االعتبار السائد لدى المكلف أن الضريبة هي اقتطاع مالي بدون مقابل أو فائدة تعود عليه.
-ترسخ فكرة أن الضريبة عقاب مالي يدفعه المكلف لإلدارة الضريبية مقابل ممارسته لنشاط ما.
2رحاب بوديدة ،آلية الرقابة الجبائية كأداة للحد من الغش والتهرب الضريبي ،مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي ،تخصص تدقيق ومراقبة التسيير ،قسم العلوم المالية والمحاسبة،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة مستغانم ،السنة الجامعية ،0100-0100ص.20/20
3
ب -األسباب االجتماعية :األسباب االجتماعية لها دور هام في ترسيخ ظاهرة التهرب الضريبي وشيوعها ،وهذا عائد لضعف
الوعي الضريبي الذي يتناسب مع الشعور الوطني ومن بين هذه األسباب:
-االعتقاد الديني حول عدم شرعية الضريبة ألنها ال تستند على منطلقات عقائدية.
-اختالل البنية االجتماعية بسبب انعدام الثقة بين أفراد المجتمع نتيجة لعجز اإلدارة الضريبية للقضاء على بعض اآلفات
االجتماعية كالرشوة واالختالس.
ج -األسباب االقتصادية :هناك أسباب اقتصادية خاصة بالمكلف وأخرى خاصة بالوضعية العامة للدولة:
-الوضعية االقتصادية للمكلف بالضريبة :تعد الظروف االقتصادية عامال مهما في ارتفاع ظاهرة التهرب ،خاصة في أوقات
الكساد االقتصادي والعكس ففي أوقات الرخاء االقتصادي يدفع المكلف ما عليه من التزامات اتجاه الخزينة.
-الوضعية االقتصادية العامة :في حالة الرخاء واالنتعاش االقتصادي للدولة ،ترتفع القدرة الشرائية بارتفاع الدخل الفردي فيقوم
المكلف بجمع الضريبة من المستهلك النهائي ويدفعها للخزينة العمومية مما يقلص من التهرب الضريبي ،أما في حالة الركود
االقتصادي تنتشر األسواق الموازية مما يؤدي إلى تدهور االقتصاد الوطني.
/0األسباب المتعلقة بالنظام واإلدارة الضريبية :لنجاعة أي نظام جبائي يرجع ذلك إلى مدى فعالية اإلدارة ،ومدى صرامتها في
تطبيق القانون ،فالنقائص التي يعاني منها النظام الجبائي تساهم بشكل كبير في اتساع الفجوة بين اإلدارة والمكلف والذي يزيد
من فرص التهرب الضريبي.
أ -األسباب المتعلقة بالنظام الضريبي :رغم اإلصالحات التي قام بها المشرع في النظام الجبائي ،إال أنها لم تستطع الوصول إلى
نظام إداري فعال ،وذلك يرجع لعدة أسباب منها:
-ثقل عبئ الضريبة :والذي يشكل مبررا أساسيا لتهرب األفراد من الضريبة بحيث في حالة زيادة العبء الضريبي عن توقعات
المكلفين واستعدادهم النفسي لتحمله يدفعهم إلى التهرب الضريبي.
-تعقد النظام الجبائي وعدم استقراره :تتسم الضرائب بإجراءات عديدة ومعقدة ،سواء أثناء تأسيسها أو تحصيلها مما يجعل
المكلف يتهرب من التزامه الضريبي.
-عدم تشديد العقاب على المتهربين :وذلك بقيام المكلف بالضريبة بالمقارنة بين المبلغ الذي يدفعه ،وقيمة الغرامة المالية التي
يدفعها ،فإذا كانت قيمة العقاب أقل من المبلغ الذي يعود عليه فيلجأ إلى التهرب أما العكس فيقوم بدفع الضريبة المفروضة عليه.
-عدم استقرار النظام الضريبي :ويرجع ذلك للتغيرات المستمرة في القوانين المالية الرئيسية وقوانين المالية التكميلية وهذا ما دفع
بالمكلف للتهرب من الضريبة وعدم ثقته في النظام الجبائي .
-ضعف فعالية الرقابة الجبائية :كلما أحس المكلف بالضريبة بضعف الرقابة الجبائية ،كلما اتجهت إرادته للتهرب.
4
ب -األسباب المتعلقة باإلدارة الضريبية :إن ضعف التنظيم على مستوى اإلدارة الضريبية يفتح مجاال للمكلف للتهرب من
الضريبة ،وذلك لنقص العناصر الفنية ،وهذا ما يؤدي إلى عجز الجهاز اإلداري وذلك من خالل:
-انتشار الفساد اإلداري على مستوى اإلدارة الضريبية.
-ضعف األجور ومرتبات موظفي اإلدارة الضريبية ،األمر الذي يجعل الموظفين يقبلون كل ما يقدمه المكلفون من هدايا وهبات.
-طبيعة النظام الجبائي نظام تصريحي حيث أعطى حرية مطلقة للمكلف ،وهذا ما شجع المكلف لتقديم تصريحات كاذبة.
-غياب جهاز الرقابة ما سمح للمكلف بتضخيم التكاليف وتخفيض المداخيل الصافية المستحقة.
-تعقد اإلجراءات اإلدارية الخاصة بتقدير الضريبية وتحصيلها مما يدفع نفور المكلف عن دفعها.
3
-نقص األجهزة اإللكترونية الحديثة في اإلدارة الضريبية للتحسين من مستوى خدماتها.
3إيمان مقراني ،محمد أمين مناليخاف ،مرجع سبق ذكره ،ص .00/18
5
المبحث الثاني :ماهية الغش الضريبي.
التعريف االول :ويعرف على انه التهرب غير مشروع ،والذي يكون مقصودا من المكلف ،ويحصل جراء مخالفة أحكام قوانين
الضرائب سعيا إلى التهرب من دفع الضريبة.
التعريف الثاني :هو مخالفة قوانين الضرائب ،وتندرج تحته كافة طرق الغش المالي ،وما تنطوي عليه من طرق احتيالية ،للتخلص
من الضريبة كإدخال السلع المستوردة خفية ،أو تقديرها بأقل من قيمتها ،أو إعالن قيمة اقل من القيمة الحقيقية للسلع ،أو إخفاء
كل أو بعض عناصر الدخل ،أو الثروة الخاضعة للضريبة ،وقد يحدث الغش الضريبي من خالل عدم حصر مادتها عن طريق عدم
تقديم التصريحات الضريبية ،أو تقديم تصريحات صحيحة ،أو عند تحصيل الضريبة ،بإخفاء المكلف ألمواله بحيث يتعذر على
اإلدارة المالية استيفاء الضريبة المستحقة عليه من تلك األموال .
التعريف الثالث :هو الذي يتضمن غشا واحتياال ،بقصد عدم دفع الضريبة مثل عدم تقديم المكلف إقرار صحيح من دخله ،أو
أي وعاء ضريبي ،أو إدخال السلع المستوردة سرا ،للتهرب من الضرائب الجمركية ،أو تقييمها ،أو إخفاء األموال ،وإعالن
اإلفالس ليتعذر سداد الضريبة.
ومن خالل هذه التعاريف ،يمكن القول أن الغش الضريبي هو كل التصرفات التي يقع فيها المكلف عن قصد لتحقيق منفعة غير
مشروعة على حساب الغير ،والتالعب في البيانات المحاسبية ،التي تتضمنها المستندات والسجالت ،أو المعلومات التي تحتوي
على القوائم المالية ،بهدف تحقيق غرض معين غير مشروع.4
/1من حيث طبيعته :نجد الغش الضريبي البسيط والغش الضريبي المعقد (المركب).
أ -الغش الضريبي البسيط :يعرف هذا النوع بأنه كل تصرف أو حذف بسوء نية ألجل التخلص من الضريبة ويتمثل هذا النوع من
الغش في كل محاولة متعمدة من أجل دفع ضريبة أقل وتكون محاولة التظليل هذه دون اللجوء إلى أسلوب االحتيال والتدليس،
حيث ورد ذكر هذا النوع من الغش في قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة ويمكن تلخيصها في:
-بيانات ناقصة أو خاطئة بسوء نية.
ب -الغش الضريبي المعقد (المركب) :يمكن تعريفه بأنه غش بسيط مقرون بممارسات تدليسية ،أي أن المكلف يستعمل
أساليب ومهارات يمكنه من التخلص من الضريبة ،وكذلك مسح كل اآلثار التي قد تؤدي إلى كشف مغالطاته.
ويتميز هذا النوع من الغش بأنه يجمع عناصر الجريمة ،أي أن الغش المعقد يتوفر على العناصر التالية:
4عبد الحق قنيع ،األساليب الحديثة للحد من الغش الضريبي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،تخصص مالية المؤسسة ،قسم العلوم المالية والمحاسبة ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،
جامعة غرداية ،السنة الجامعية ،0100-0102ص .18-10
6
-عنصر النية :أي أن المكلف على دراية بأن الفعل غير مشروع.
-عنصر التدليس :ويعني لجوء المكلف إلى مسح كل األدلة ترقبا ألي مراقبة محتملة.
/0من حيث حيزه الجغرافي :نجد الغش الضريبي المحلي والغش الضريبي الدولي.
أ -الغش الضريبي الوطني :بانه كل استعمال الطرق وممارسات غش من قبل المكلف ومحاولة منه للتخلص بصفة غير شرعية من
التزامات الجبائية الناجمة عن التشريعات الجبائية الوطنية ،هو كل غش يتم داخل الدولة أي يكون المكلف في مواجهة لسلطات
بلده فهو يخضع لقانون جبائية وحيدة.
ب -الغش الضريبي الدولي :يتمثل هذا النوع من التهرب في عدم دفع الضريبة أو الضرائب داخل البلد وتحويل المداخيل إلى بلد
يتميز بجاذبية جبائية إن صح التعبير وهذا بغية التقليل المبالغ المقتطعة ،وهذا النوع من التهرب يرجع إلى التطور الكبير الذي
عرفته التبادالت الدولية و النشاط الكبير الذي غير حركة رؤوس األموال.5
يمكن حصر هذه األسباب عموما ،باألسباب التشريعية واإلدارية ،واألسباب المتعلقة بالمكلف واالقتصادية.
/0األسباب التشريعية :يتصف التشريع الضريبي بخصائص ،تختلف عما تمتاز به التشريعات الوضعية عامة وتكون باعثا للمكلف
للغش في الضريبة.
فالقانون الضريبي غير عام ،وغير دائم ،وال يحقق توازنا بين المكلف ،واإلدارة فهو يميز بين المكلفين الخاضعين للقانون الواحد
تبعا لحالتهم المادية والعائلية ،وكلما أمعن القانون في هذا االتجاه ،زاد في التفريق بين المواطنين وكان مدعاة للغش والتهرب ،كما
أن التشريع الضريبي غير مستقر ،ويتعدل بصورة متواصلة تبعا للسياسة المالية والحالة االقتصادية في البالد ،العتبارات فنية وهذه
الحقيقة ما زالت موجودة حتى اآلن ذلك أن النظام الضريبي لم يستقر تماما بعد ،فقد توالت حتى اآلن قوانين فرض الضرائب
المتعددة العادية والنوعية واالستثنائية ،والعامة والنسبية والتصاعدية ،ومزال هناك تعديل في بعض أحكام الضرائب من وقت آلخر
ورفع المعدالت الضريبية ويتبع كل هذا إجراءات عديدة ومختلفة مما يشعر المكلف بشي من الضيق قد يدفعه إلى الغش
والتهرب.
/0األسباب اإلدارية :فتعود من جهة إلى إدارة الضريبة التي تتولى عملية طرح الضرائب ،والرسوم ،وما يشوب أعمالها أحيانا كثرة
التجاوزات في إعادة تقدير المداخيل ،لقناعتها غير مبنية بصورة دائمة على أسس دقيقة ،ومن جهة ثانية ،فإن األسباب اإلدارية
تعود أيضا إلى اإلدارة المالية المكلفة بالجباية ،والتحصيل ،رغم كل ما وضعه القانون في أيدي موظفي هذه اإلدارة من وسائل
وإجراءات كفيلة بعدم إضاعة حقوق الخزينة.
7
/0أسباب متعلقة بالمكلف (ضعف الوعي الضريبي) :يعتبر ضعف الوعي الضريبي من األسباب الرئيسية للغش الضريبي فكلما
زاد الوعي الضريبي لدى المكلفين ،ضعف الدافع على الغش والتهرب ،وبالعكس كلما كان الوعي الضريبي لدى المكلفين ضعيفا،
كان الباعث النفسي على التهرب الضريبي قويا ومتماسكا.
وكذا يعتبر ضعف الوعي الضريبي في المجتمع من أبرز أسباب الغش الضريبي ،وهذا لوجود بعض االعتقادات الخاطئة عن
الضريبة والتي نحملها فيما يلي:
-اعتبار الضريبة اقتطاع مالي دون مقابل ،وبالتالي أداة تعسف على أمالك الفرد .
-اعتقاد أن المتهرب من الضريبة إنما هو سارق شريف ،ألنه يسرق الدولة ،وهي شخص معنوي.
-االعتقاد الديني حول عدم شرعية الضريبة ،ألنها ال تستند على منطلقات عقائدية.
-سوء تخصيص النفقات العامة ،والذي يؤدي باألفراد إلى تبذير أموالهم في أوجه ال تعود بالمنفعة العامة.
-الوضعية المالية السيئة للمكلف تؤثر الحالة المالية للمكلف على العش ونطاقه ،بحيث تجد أن ميل المكلف نحو التهرب
والغش الضريبي يزيد كلما زاد عبء الضريبية عليه.
/4األسباب االقتصادية :عندما تكون الظروف التي يمر بها الممولين جيدة ،حيث تنتعش األسواق وتزداد الدخول لديهم،
ينخفض نسبيا حجم الغش والتهرب الضريبي مقارنة بظروف الركود االقتصادي ،وصعوبة توفير متطلبات المعيشة اليومية من قبل
الممولين ،وبالتالي يلجؤون إلى التهرب من الضرائب باستعمال الثغرات القانونية للتخفيف من أعبائها ،والمفروض أن يخفف
العبء الضريبي في هذه الظروف ،ولكن مرة أخرى فان عدم كفاءة اإلدارة الضريبية ،أو استخدام أساليب التقرير الجزافي ،وربما
6
إهمال الدفاتر ،يساعد على زيادة الغش والتهرب الضريبي.
8
المبحث الثالث :آثار الغش الضريبي والتهرب الضريبي وآلية مكافحته.
من خالل دراستنا للتهرب والغش الضريبي اتضح لنا ان هناك اختالف وتشابه بين الغش والتهرب الضريبي وهذ سوف نوضحه في
فرعين
أن كل من الغش والتهرب الضريبي يتوفر فيهما العنصر المعنوي (سوء النية) وان كل منهما يؤدي إلى تخفيف العبء الضريبي
زيادة إلى ذلك أن التهرب والغش الضريبي لهما نفس اآلثار االقتصادية والمالية على المنظومة الجبائية وبالتالي على الخزينة
العمومية.
نرى بأن التهرب والغش الضريبي مختلفان وذلك الن التهرب الضريبي هو تجنب مشروع أي مخالفة التشريع الجبائي بطريقة
قانونية وال يعاقب عليها القانون،أما الغش الضريبي هو تجنب غير مشروع أي مخالفة التشريع الجبائي بطريقة غير قانونية ويعاقب
عليها القانون.
التهرب الضريبي يتوفر فيه العنصر المعنوي دون العنصر المادي (الحيل التدليسية) بينما الغش الضريبي يتوفر على العنصرين معا،
وهذا ما تم استنتاجه من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة والتي تحدثت عن تقديم تصريحات ناقصة من قبل المكلف
بالضريبة.7
أ -تضخيم التكاليف :يعتمد النظام الضريبي على تصريحات المكلفين في تحديد الوعاء الضريبي من خالل ذلك يمكن
للمكلف التهرب عن طريق التقليص من وعاء الضريبة بالمبالغة في تضخيم التكاليف ،إال أن التشريع الضريبي الجزائري لم يترك له
الحرية التامة في ذلك ،حيث أتاح للمكلف خصم هذه التكاليف وفق شروط حددها قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة
تتمثل فيما يلي:
7عائشة شزيط ،ليلى لبزة ،آليات مكافحة الغش والتهرب الضريبي في التشريع الجزائري ،مذكرة تخزج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر ،تخصص قانون أعمال ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة الوادي ،السنة الجامعية ،0100-0102ص .44-48
9
* المستخدمون الوهميون :يلجأ من خاللها إلى تسجيل أحور ورواتب في الكشوف المحاسبية لمستخدمين ال وجود لهم في
األصل ،هذه الرواتب واألجور تسمح بتضخيم األعباء وبالتالي التقليص من مبلغ الضريبة ،وهناك أيضا حالة الرواتب المسجلة من
طرف المؤسسة لصالح األشخاص حقيقيين من المفروض أن يقوموا بأداء أعمال بالمؤسسة ولكنهم في الواقع لم يقوموا بأي
نشاط ،كما يتم في بعض األحيان تسجيل أجور ومرتبات بمبالغ كبيرة ألشخاص موجودين فعال داخل المؤسسة لكنهم يؤدون
أعمال ثانوية ال غير.
* النفقات والمصاريف غير المبررة :سمح المشرع للمكلف خصم بعض األعباء التي لها عالقة بنشاط المؤسسة ولكن المكلف
يستغل في بعض األحيان هذه الفرصة لتسجيل أعباء أخرى خارج نشاط المؤسسة ،أي نفقات ومصاريف متعلقة بمالكي أو
مسيري المؤسسة وذلك بهدف تخفيض األعباء المتعلقة باالستغالل وكمثال على ذلك صيانة سيارة خاصة بأحد مسيري
المؤسسة وتسجيل النفقات باسم المؤسسة.
* تقنية اإلهتالكات :قام المشرع الجبائي بوضع سلم خاص بمعدالت اإلهتالكات ،وذلك حسب نوع األصل.
ب -تخفيض اإليرادات :إن هذه الطريقة من األوجه التقليدية لممارسة الغش والتهرب الضريبي حيث أن المكلف ال يقوم
بالتسجيل لبعض اإليرادات الناتجة عن طريق البيع ،أو عن طريق االستفادة من بعض التخفيضات المحاسبية أو المالية أو
الجبائية.
وفي هذا اإلطار يقوم المكلف بعدة عمليات مثل:
-عدم تسجيل المبيعات وتتمثل هذه الطريقة في لجوء بعض المكلفين إلى البيع بدون استعمال الفواتير أو الشيكات ،حتى ال
يكون هناك أي أثر لعملية البيع فيحصل ثمن البيع ،وال تسجل أو تظهر العملية في محاسبة المبيعات وال في محاسبة
المخزونات وال في محاسبة الخزينة ،كذلك الحال بالنسبة لإليرادات التي تأتي من بيع البقايا الفضالت والمهمالت الناتجة عن
استعمال أو تحويل المواد األولية أو المنتوجات النصف مصنعة في الصناعات التحويلية وقطاع البناء.
-لكي يتم التخفيض محاسبيا من مبلغ المبيعات يلجأ بعض المكلفين إلى تسجيل مردودات وهمية للبضائع أو تخفيضات
تجارية بشكل مبالغ فيها في حساب المبيعات ،مع أنه في الحقيقة لم تكن هناك أي مردودات للبضائع ولم تمنح أية تخفيضات
تجارية للزبائن.
-عدم إجراء التسجيل المحاسبي لإليرادات الملحقة أو االستثنائية الناتجة عن التنازل عن عناصر األصول.
-التخفيض من مبالغ المبيعات عن طريق البيع بالفرق أو الفوترة الجزئية ،فالمكلف هنا يبيع بضائعه أو إنتاجه بسعر جد
منخفض مقارنة بذلك المطبق في السوق واستعمال هذه الطريقة غالبا ما يكون نتيجة إلحدى الفرضيتين التاليتين:
* إما أن يكون ألحد األشخاص المقربين كأصحاب المشروع وفرق البيع ،ما هو إال ربح موزع دون أن يخضع للضريبة.
* وإما أن تجري عملية البيع بالسعر العادي الذي خفض على التصريح بتواطؤ مع الزبون ،وفي كلتا الحالتين نحصل على نفس
النتيجة وهي تخفيض الربح الخاضع للضريبة ،وذلك بتخفيض الضريبة التي يجب أن تدفع.
10
ومن جملة المفارقات المعتمدة من طرف المكلف ،والتي تبرز الغش جليا عندما تنخفض قيمة المبيعات دون أن يقابلها تخفيض
في قيمة المشتريات بشكل كبير يؤدي إلى التباين في الربح اإلجمالي ،الشيء الذي يلفت االنتباه من طرف المحقق الجبائي.
/0التهرب عن طريق العمليات المادية والقانونية :باإلضافة إلى التهرب عن طريق العمليات المحاسبية هناك طرق أخرى مادية
وقانونية يتم من خاللها التهرب من دفع الضريبة وهي:
أ -التهرب عن طريق العمليات المادية :يتمثل هذا التهرب في عدم التصريح القانوني للمواد والمنتجات واألرباح التي تدخل في
احتساب اإلقطاع الضريبي ،بحيث أن المكلف يقوم بتغيير واقعة مادية بطريقة غير قانونية ،أي أن هذه الصورة من التحايل تتم
عن طريق إخفاء المكلف بالضريبة للسلع والمنتوجات والمواد الخاضعة للضريبة وجعلها بعيدة عن مراقبة إدارة الضرائب ،ويمكن
أن يكون التحايل جزئيا أو قد يكون كليا.
* اإلخفاء الجزئي :يكون اإلخفاء جزئيا عندما يقوم المكلف بإخفاء جزء من بضاعته أو السلعة التي تكون من المفروض خاضعة
للضريبة وذلك من أجل إعادة بيعها في السوق السوداء ،كإخفاء بضائع مستوردة بهدف التخلص من الرسوم الجمركية والضريبة
معا ،كما يظهر هذا اإلخفاء أيضا عندما يقوم المكلف باإلعالن عن قيمة أقل من القيمة الحقيقية للضريبة وإخفاء أمالكه أيضا
بصفة جزئية ،كحالة المكلف الذي صدر في حقه أمر بالحجز على أمواله حتى تستوفي اإلدارة الجبائية الضريبة الصادرة في حقه
من ثمن بيع األموال المحجوزة فيقوم المكلف في هذه الحالة من تدبير اعساره عن طريق إخفاء أمواله.
توجد حاالت أخرى أين يعتمد فيها المكلف عند تحايله على البيع والشراء نقدا ودون فواتير في جزء من نشاطه ،كما يمكن له
ان يقوم بالتحويل المباشر لألمالك العقارية والممتلكات الموروثة من غير التصريح بها كالتصرف الذي يقوم به المكلف في جزء
من أمواله للورثة قبل وفاته ،حيث يقوم بإخفاء بعض أموال التركة خاصة المنقولة منها ،حيث يتم بعد توزيع الميراث التصرف فيها
دون علم اإلدارة الجبائية.
* اإلخفاء الكلي :يكون اإلحفاء كليا عندما يسعى المكلف بالضريبة إلى التخلص من دفعها نهائيا ،بحيث أن هذا النوع من
التحايل ذلك يؤدي إلى إنشاء اقتصاد حفي غير مصرح به وغير قانوني وذلك في ظروف سرية عن طريق السوق السوداء ،ويرجع
إلى غياب الرقابة الجبائية في مواجهة هذا النوع من الغش نظرا لما يعترض اإلدارة الجبائية من صعوبات في إخضاع التبادالت
التي تتم في السوق السوداء.
يمكن اعطاء أمثلة عن التحايل المادي في الجزائر سواء كان هذا التحايل جزئيا أو كليا ،والهدف من ذلك إعطاء صورة واضحة
لهذا التحايل ،فمثال قيام المكلف بالضريبة بالتصريح عن نشاط تجاري يمارسه مع إخفائه لنشاط آخر كان يكون له متحران وال
يصرح إلدارة الضرائب إال بأحد المتجرين والكثير من التجار يستعملون محال تجاريا صغيرا كواجهة تسمح لهم بالحصول على
قاعدة تجارية ،في حين تكون لهم محالت أخرى ال علم لإلدارة الجبائية بوجودها ،وكمثال آخر أن يتم انشاء مصانع صغيرة في
أماكن معروفة أو محالت اإليداع البضائع والتخلص من دفع الضريبة من دون استعمال الفواتير ،وهذا ما يعرف قانونا بعدم
التصريح بالنشاط.
/0التهرب عن طريق التحايل القانوني :يعتبر التحايل القانوني األسلوب األكثر استعماال وتنظيما واألرقى تقنية ،إذ يتم التهرب
عن طريق ثغرات القانون من خالل استغالل بعض النقائص الموجودة في النظام الجبائي أو التجاري لصالح المكلف وبذلك ال
11
يستطيع المشرع الجبائي فرض أي عقوبة على مرتكبها ،حيث يستعين المتهرب الجبائي بأهل الخبرة واالختصاص الستنباط طرق
التحايل مستندين بذلك إلى نصوص قانونية ويتحلى ذلك في ايجاد حاالت قانونية تسمح للمكلف بالضريبة االستفادة من مزايا
ليس له الحق في االستفادة منها ،ومن خالل وضعية قانونية مخالفة للوضعية القانونية الحقيقية كأن يقوم بإخفاء عملية توزيع
األرباح الخاضعة للضريبة التي تقع عليه في حالة توزيع األرباح أو يقوم بتمويه وضعية غير قانونية وراء وضعية قانونية مشابهة لها
أقل اخضاعا للضريبة منه ،أو تزييف حالة أو وضعية قانونية خاضعة للضريبة أساسا إلى وضعية قانونية تجعلها معفاة من الضريبة
مثل :تزييف وضعية النشاط االستثماري من خالل االدعاء بأنه نشاط في إطار الوكالة الوطنية لتدعيم االستثمارات لالستفادة من
الحوافز الضريبية واإلعفاءات أو القيام بعد ذلك بالتنازل عن هذه االستثمارات بالتهرب من قيمة الضريبة التي تترتب عليها،
وتجدر اإلشارة إلى أن هذه الطريقة يتم اعتمادها بكثرة من طرف المتهربين من الضريبة في الوقت الحالي ،وذلك لصعوبة
8
اكتشافها من طرف مراقبي اإلدارة الجبائية.
إذا كانت الضريبة أداة في يد الدولة لتحقيق أهدافها المالية واالقتصادية واالجتماعية فإن اإلخالل بدفعها يترتب عليها آثار
متعددة منها ما هو اجتماعي ،اقتصادي ،مالي ،نفسية:
/0اآلثار االجتماعية :االنعكاسات االجتماعية في التهرب الضريبي تظهر بشكل جلي في عدم شعور المكلفين بتطبيق مبدأ
العدالة والمساواة ،والعدالة تعني شمول الضريبة لكافة األشخاص واألموال الموجودين في دولة ما ،فعدم خضوع البعض للضريبة
يخل بالمفعول العام للعدالة الضريبية .
كما تؤدي كثرة التهرب الضريبي لجوء الدولة إلى رفع معدالت الضرائب الموجودة أو إضافة ضرائب جديدة فيزداد العبء على
من لم يتهرب من الضريبة ،لذلك تصبح الضريبة عاجزة عن تحقيق التكافل االجتماعي بين أفراد المجتمع باإلضافة إلى ذلك
تصبح الضريبة عامل إفساد اخالقي من خالل البحث جميع الوسائل سواء المشروعة أو غير المشروعة قصد التحايل واإلفالت
من الواجب الضريبي.
/0اآلثار االقتصادية :تعتبر الضريبة متغير اقتصادي في البالد وهذا ما ينعكس سلبا على االقتصاد الوطني وذلك من عدة
جوانب .بالنسبة لالستثمار فإن نقص إيرادات الدولة بسبب التهرب ال يسمح بتكوين ادخار عام ،لذلك يحد من مقدرة الدولة
على القيام بالمشاريع االستثمارية التي تقتضيها التنمية ،وإذا انخفض االدخار فإن حجم اإلعفاءات الممنوحة ينخفض مما يؤدي
إلى ركود التنمية االقتصادية وارتفاع معدالت التضخم والبطالة.
كما أن التهرب يساهم بشكل كبير في اإلخالل بالمنافسة حيث تكون المؤسسات المتهربة أفضل من المؤسسات التي تلتزم
بواجباتها الضريبية بحيث األولى تكون لها مقدرة على الوفاء بديونها وتحسين جهازها اإلنتاجي ما يضمن لها مكانتها في
السوق.
8مرزوقة جالل ،مساهمة فعالية الرقابة الجبائية في مكافحة ال تهرب والغش الضريبي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،تخصص مالية المؤسسة ،قسم العلوم المالية والمحاسبة ،كلية العلوم اإلقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة البويرة ،السنة الجامعية ،0104-0108ص .04/00
12
فظاهرة التهرب الضريبي تساهم بشكل كبير في توجيه االقتصاد نحو ما يسمى باالقتصاد األسود والذي يتميز بمشاكل عديدة
تعرقل السير الحسن لالقتصاد الوطني.
/0اآلثار المالية :تتمثل النتائج المالية للمتهرب الضريبي في أنه يلحق بخزينة الدولة خسائر كبيرة تتمثل في األموال الطائلة التي
تضيع منها وتكدس من طرف المكلفين المتملصين من دفع الضرائب ،كما أنه يؤدي إلى تخفيض الدخل القومي وحتما
سيخفض ذلك من مستوى الدخل الفردي باإلضافة إلى ذلك فإن التهرب الضريبي يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية ،وذلك
بسبب عملية اكتناز األموال غير المصرح بها ،والتي تسبب بدورها في وجود التضخم النقدي على مستوى السوق النقدية.
/4اآلثار النفسية :التهرب الضريبي يضعف إيمان المجتمع بدور الدولة في تحقيق الخدمات الضرورية لألفراد ويقلل الثقة اإلدارة
المالية ،وتصبح الضريبة عامل إفساد أخالقي.
/2اآلثار على فعالية النظام الضريبي :يعتبر التهرب الضريبي نتيجة لعدم فعالية النظام الضريبي ،لذلك فإن انتشار ظاهرة التهرب
الضريبي كدليل على عدم فعالية النظام الضريبي فنجد أن التهرب الضريبي ال يحقق مبدأ العدالة الضريبية ،ويبتعد عن التكافل
االجتماعي ،كما يقلص اإليرادات المالية للدولة ،لذلك يعمل التهرب الضريبي على عدم تحقيق أهداف السياسة الضريبية المالية،
االقتصادية واالجتماعية وبالتالي يقلص من أهمية الضريبة.
-التأثير على تمويل التنمية فالتهرب يؤدي إلى عرقلة مشاريع الدولة والحكومات في التنمية االقتصادية والنهوض بالبلد.
-التأثير على المنافسة بين المشروعات فالشركة التي ال تدفع الضريبة تقل تكلفة إنتاجها بالنسبة لتكلفة إنتاج الشركات الدافعة
للضريبة ألن أموال الضريبة غير المدفوعة تذهب كريح وإيراد لها وهذا يجعل لها ميزة تنافسية على حساب غيرها.
-أثر التهرب على الصناعة الوطنية فالمتهربين من الضرائب من الشركات المنتجة تزداد رؤوس األموال بين أيديهم ،مما يحفزهم
على استراد السلع األجنبية وهذا يضعف الصناعة المحلية ولو تم التصنيع محليا فسيكون منخفض الجودة.9
/0من حيث المكلف :إن وجود عالقة جيدة بين اإلدارة والمكلف من شأنها أن تنشر الثقة وتقلل من حاالت التهرب الضريبي،
وال شك أن هذه العالقة ترتبط إلى حد ما بمدى التعاون القائم بين اإلدارة والمكلف ولتحسين هذه العالقة يجب مراعاة
اإلجراءات التالية:
-تطوير قدرات االستماع للمكلفين من خالل تكليف اللقاءات مع الجمعيات واالتجاهات المهنية واطالعهم على مختلف
المستجدات.
-تحسين العالقة بين اإلدارة الجبائية والمكلفين بالضريبة وأساليب التعامل والتواصل وهذا مع دخول مرجعية نوعية الخدمة حيز
التنفيذ.
9عبد الرؤوف غويلة ،مسعود زهاني ،أسباب التهرب الضريبي في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،تخصص مالية المؤسسة ،قسم علوم التسيير ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،
جامعة ميلة ،السنة الجامعية ،0104-0108ص .40/42
13
-نشر الوعي الضريبي والتقرب من المكلف بالضريبة والعمل على نشر الثقافة الضريبية وتحسيس المكلفين بأهمية الضريبة
ودورها في الحياة االقتصادية واالجتماعية والشعور بتحمل المسؤولية اتجاه أعباء الدولة في مجال الخدمات العامة وتسيير المرافق
العامة.
-تعزيز الضمانات الممنوحة لفائدة المكلفين بالضريبة وذلك فيما يخص الرقابة والمنازعات بهدف كسب ثقة المكلفين.
-إحداث برامج لإلعالم الضريبي فعلى الدولة أن تعد برامج إعالمية واسعة االنتشار ،الهدف منها تنوير المواطنين بالطرق التي
يتم بواسطتها التصرف بالمال العام.
/0من حيث النظام الضريبي :إن تطوير فعالية النظام الضريبي يمر عبر إتباع الخطوات التالية:
-تبسيط إجراءات اإلدارة الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضرائب.
-صياغة القانون الضريبي وذلك باالبتعاد عن العبارات العامة في مجال تحديد الدخل الخاضع الضريبة وبشكل ال يدع مجاال
واسعا لتأويل أو االجتهاد.
-إعداد نظام جبائي بسيط وعادل فتبسيط النظام يعد أمرا محتمال ليسهل فهمه لدى المكلفين ،كما يفترض أن يكون عادال
لتجنب وتفادي ردود األفعال السلبية للمكلفين اتجاه الضريبة.
-استقرار في التشريعات ومرونة في القواعد الجبائية فالتغيرات الدائمة والمستمرة التي تحدث تجعل النظام الجبائي دوما غامضا
بسبب اإلفراط في تعدد القوانين الذي يؤدي إلى كثرة التعديالت مما يصعب على المكلفين من جهة المسايرة ومتابعة التغيرات
التي تطرأ على النظام والقواعد المعمول بها ومن جهة أخرى يؤدي إلى خلق حالة من الحساسية الضريبية تدفع بهم إلى رفض كل
مشروع لإلصالح الضريبي عن طريق التهرب من أداء ما عليهم من ضرائب.
/0من حيث اإلدارة الجبائية :فإن الرقابة الجبائية وضعت العديد من اإلجراءات قصد مكافحة التهرب الضريبي منها:
-إجبار المكلفين بتصفية ديونهم الجبائية قبل أي طلب الشطب من السجل التجاري.
-فرض عقوبات صارمة على المكلفين للمتهربين بدءا بالعقوبات المالية وانتهاء بالمتابعة القضائية.
-عصرنة اإلدارة الجبائية حيث خضعت اإلدارة الجبائية في الجزائر لعدة إصالحات تهدف في مجملها إلى تطوير هياكل اإلدارة
الجبائية وتصنيفها حسب فئات المكلفين بالضريبة وقد تميز التنظيم الجديد لهياكل اإلدارة الجبائية بما يلي:
* تحسين وتوطيد العالقة مع اإلدارات والهيئات والمكلفين بالضريبة من خالل زيادة التنسيق مع الهيئات األمنية والقضائية.
10
* التنسيق والتعاون الدولي من خالل إبرام االتفاقيات والمعاهدات الجبائية الدولية للقضاء على التهرب الضريبي الدولي.
10أمال بوهراوة ،محجوبة صابي ،فعالية الرقابة الجبا ئية في الحد من الغش والتهرب الضريبي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،تخصص محاسبة وتدقيق ،قسم العلوم المالية والمحاسبة ،كلية العلوم
اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة خميس مليانة ،السنة الجامعية ،0100-0100ص .04-00
14
ال ـ ـ ـخ ـ ــات ــمة:
تعتبر جريمة التهرب والغش الضريبي من أبرز الجرائم االقتصادية لما لها من تأثيرات سلبية على االقتصاد الوطني والخزينة
العمومية ،وفي هذا الصدد نجد أن المشرع الجزائري تصدى لهذه الظاهرة في القوانين الجبائية المختلفة ،وقرر لها عقوبات
جبائية وأخرى جزائية تتوافق وحجم الحقوق المتملص منها من قبل المكلف بدفع الضريبة ،وذلك كأسلوب ردعي ،كما خول
اإلدارة الضريبة صالحيات المراقبة وحق تنزيل الجزاءات الجبائية وتقديم الشكاوى للقضاء ،كأسلوب وقائي قبلي.
ق ـ ــائمة ال ـ ــمراجع:
-إيمان مقراني ،محمد أمين مناليخاف ،اآلليات القانونية للحد من التهرب الضريبي ،مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر ،تخصص
تسيير المؤسسات ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أدرار ،السنة الجامعية .0102-0102
-رحاب بوديدة ،آلية الرقابة الجبائية كأداة للحد من الغش والتهرب الضريبي ،مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي،
تخصص تدقيق ومراقبة التسيير ،قسم العلوم المالية والمحاسبة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة مستغانم ،السنة الجامعية
.0100-0100
-عبد الحق قنيع ،األساليب الحديثة للحد من الغش الضريبي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،تخصص مالية المؤسسة ،قسم العلوم المالية
والمحاسبة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة غرداية ،السنة الجامعية .0100-0102
-عائشة شزيط ،ليلى لبزة ،آليات مكافحة الغش والتهرب الضريبي في التشريع الجزائري ،مذكرة تخزج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر،
تخصص قانون أعمال ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الوادي ،السنة الجامعية .0100-0102
-عبد الرؤوف غويلة ،مسعود زهاني ،أسباب التهرب الضريبي في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،تخصص مالية المؤسسة ،قسم علوم
التسيير ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة ميلة ،السنة الجامعية .0104-0108
-أمال بوهراوة ،محجوبة صابي ،فعالية الرقابة الجبائية في الحد من الغش والتهرب الضريبي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،تخصص محاسبة
وتدقيق ،قسم العلوم المالية والمحاسبة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة خميس مليانة ،السنة الجامعية .0100-0100
-مرزوقة جالل ،مساهمة فعالية الرقابة الجبائية في مكافحة التهرب والغش الضريبي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،تخصص مالية المؤسسة،
قسم العلوم المالية والمحاسبة ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة البويرة ،السنة الجامعية .0104-0108