You are on page 1of 20

‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي‬


‫حالة ‪ :‬المراجعة الجبائية لملف جبائي على مستوى مديرية الضرائب لوالية‬
‫مستغانم خالل السنوات ‪2013 ،2012 ،2011‬‬

‫يوسفي رشيد‬ ‫أ‪/‬د‬


‫بكريتي بومدين‬ ‫أ‪/‬‬
‫جامعة مستغانم‬
‫الملخص‪:‬‬
‫يھدف ھذا المقال إلى تبيان دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة‬
‫الغش والتھرب الجبائي وحماية المال العام‪ ،‬إذ تمتلك اإلدارة الجبائية عدة‬
‫وسائل تجتمع في ما يسمى بـ " السلطة الجبائية" التي تمنحھا حق الرقابة‪،‬‬
‫التسوية والمعاقبة‪ .‬إن االدارة الجبائية تعتمد على وسيلتين للحد من ظاھرة‬
‫الغش والتھرب الجبائي‪ ،‬الرقابة الجبائية بجميع أشكالھا والبحث عن المادة‬
‫الخاضعة للضريبة‪ ،‬يتم تسيير ھاتين األداتين من طرف إدارة جبائية مھيكلة‬
‫من المستوى المركزي إلى المستوى المحلي‪.‬‬
‫ھذا ورغم المجھودات المبذولة من طرف الدولة الجزائرية في الفترة‬
‫األخيرة‪ ،‬لقمع ظاھرة الغش الجبائي إال أن اإلحصائيات المسجلة من طرف‬
‫فِرق الرقابة بينت أن مردودية الرقابة المحاسبية لسنة ‪ 2013‬بلغت ‪36.255‬‬
‫مليون دج‪ ،‬و ‪ 1.507‬مليون دج بالنسبة للرقابة المعمقة للوضعية الجبائية‬
‫الشاملة لنفس السنة‪ ،‬أي أن النقص الزال واضحا‪ ،‬والتھرب مازال قائما‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التدقيق الجبائي ; السلطة الجبائية ; الغش والتھرب‬
‫الجبائي ; المادة الخاضعة للضريبة ;‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The article aims to show the role of tax audit to reducing fraud‬‬
‫‪and tax evasion phenomenon in one hand, and the protection of public‬‬
‫‪funds, on the other hand. The tax administration accounts several‬‬
‫‪instruments in what is called "tax authority" that granted the right to‬‬
‫‪control, compromise and punishment. The tax administration relies on‬‬
‫‪two instruments in reducing the phenomenon of fraud and tax evasion,‬‬
‫‪fiscal control in all its forms and search for article taxable. These‬‬

‫‪37‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫‪instruments are devoted, in their management, to a special structure‬‬


‫‪(Tax office) structured from central to local level.‬‬

‫‪Despite recent efforts made by the Algerian authorities to restrain‬‬


‫‪tax cheating phenomenon, statistics recorded by surveillance teams,‬‬
‫‪however shows that the cost-effectiveness of the accounting oversight‬‬
‫‪for the year 2013 reached 36.255 million dinars, and 1.507 million DA‬‬
‫‪for the control of in-depth comprehensive tax for the status of the‬‬
‫‪same year. This means that the shortage is still apparent, and evasion‬‬
‫‪still exists.‬‬

‫‪Key words: tax audit; tax authority; fraud and tax evasion; Article‬‬
‫;‪taxable‬‬

‫المقدمة‬
‫إن ظاھرة الغش والتھرب الجبائي ليست جديدة‪ ،‬وليست خاصة‬
‫بالجزائر فقط‪ ،‬فمعظم الدول التي يعتمد نظامھا الجبائي على التصريح‬
‫بالمداخيل‪ ،‬تعاني من مشكلة الغش والتھرب الجبائي‪ .‬وكأغلب أنظمة بلدان‬
‫العالم فإن النظام الجبائي الجزائري مبني على حرية التصريح للمكلف‬
‫بمداخيله‪ ،‬فجاءت الرقابة الجبائية لتراقب وتتأكد من ھذه التصريحات‪ ،‬حيث‬
‫تراقب اإلدارة الجبائية التصريحات واألعمال المستعملة لتحديد كل ضريبة أو‬
‫حق أو رسم أو إتاوة‪.‬‬
‫حسب مسألة وجود خسارة في العائدات الجبائية و إن كان ال يبدو واضحا‬
‫حجم العائد الحكومي الذي تقلص نتيجة التھرب الجبائي حيث يقدر مبلغ‬
‫الحقوق المسترجعة من نتائج التحقيقات الجبائية خالل الفترة الممتدة من سنة‬
‫‪ 2000‬إلى ‪ 2013‬بـ ‪ 580 476 260 932‬دج‪.1‬‬
‫إن وجود تھرب جبائي يعني أن الحكومات تشعر بأنھا في حيرة وقد‬
‫تكون مضطرة ألن تكرس حق الرقابة مھما كان السند المستعمل لحفظ‬
‫المعلومات‪ .‬كذلك قد أصبح المتداول أن سرقة الدولة ال تعد سرقة وأنه من ال‬
‫‪1‬‬
‫‪- Ministère des finances, direction générale des impôts, direction des recherches‬‬
‫‪et vérifications « résultat du contrôle fiscal année » 2000- 2013.‬‬

‫‪38‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫يدفع الضريبة يعد لبقا ماھرا‪ ،‬ومن يدفعھا يعد طيبا خامال‪ ،‬وھذا له مبرراته‬
‫لعدة اعتبارات بالخصوص ما يتعلق بسياسة ترشيد اإلنفاق‪ ،‬فالكثير من األفراد‬
‫الذين لھم تفكير شارل المب » ‪ « Charles Lamb‬الذي يقول‪« Le fraudeur :‬‬
‫‪fiscal me plait, c’est un voleur honnête, car il ne vole que l’état qui est‬‬
‫» ‪une abstraction.‬‬
‫ھذا ويعتبر الغش الجبائي قائم مادام ھناك نظام جبائي موجود‪ .‬من خالل ما‬
‫تقدم يمكن طرح اإلشكالية التالية‬
‫إشكالية الدراسة‪ :‬ھل التدقيق الجبائي كافي لوحده في الحد من ظاھرة الغش‬
‫والتھرب الجبائي أو تقليصھا؟‬
‫تتفرع ھذه اإلشكالية إلى األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما ھي مستويات الغش الجبائي في الجزائر‪ ،‬ولماذا يتھرب المكلفون من‬
‫أداء وجباتھم الضريبية ؟‬
‫‪ -2‬باعتبار ظاھرة الغش الضريبي مرض يصيب الجھاز الجبائي فكيف يمكن‬
‫القضاء أو تقليص من ھذه الظاھرة ؟ وھل آليات الرقابة الجبائية والھياكل‬
‫المتعددة لمحاربة الظاھرة في الجزائر كافية؟‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫لإلجابة عن التساؤالت السابقة قدمنا بعض الفرضيات والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يعد خطر الغش والتھرب الجبائي جسيم‪ ،‬باعتبار أن قيمة الغش الجبائي‬
‫ھي مورد ھام فلت من الخزينة العمومية ومن يد الدولة‪ ،‬لغرض استعماله‬
‫في مشاريع أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬يمكن تصنيف الغش الجبائي في الجزائر من النوع البسيط والذي يمكن‬
‫الحد منه من خالل تفعيل دور الرقابة الجبائية ونظام البحث عن المعلومات‬
‫الجبائية‪.‬‬
‫ھدف الدراسة‪ :‬تھدف ھذه الورقة إلى تسليط الضوء على أھمية الرقابة‬
‫الجبائية في الحد من ظاھرة التھرب الجبائي‪ ،‬مع تشخيص ظاھرة التھرب‬
‫الجبائي ذلك إيمانا منا أنه في تشخيص العلة يمكن العالج‪.‬‬
‫خطة الدراسة‪:‬‬
‫لمعالجة الموضوع بطريقة علمية ھادفة تحقق الغرض المنشود والغاية المبتغاة‬
‫من ھذه الدراسة فسنتطرق للمحاور الثالث‪:‬‬
‫‪ -1‬ظاھرة الغش والتھرب الجبائي‪ ،‬حيث سنعمل على إعطاء مختلف المفاھيم‬
‫حول ھذه الظاھرة ثم معرفة أسبابھا وحدودھا‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫‪ -2‬الرقابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬وھذا من خالل التطرق إلى مختلف أشكال‬


‫الرقابة الجبائية‪ ،‬مع تقييم إحصائي واقتصادي لنتائج عمليات الرقابة الخاصة‬
‫بالتحقيقات الجبائية خالل فترة ‪.2013 -2000‬‬
‫‪ -3‬نتناول فيه المعالجة الميدانية للتدقيق الجبائي من خالل ملف جبائي تم‬
‫مراجعته جبائيا على مستوى مركز الضرائب لوالية مستغانم ھذه المراجعة‬
‫ستكون خالل فترة ثالث سنوات ‪ 2013 ،2012 ،2011‬والمؤسسة قيد التحقيق‬
‫ھي عبارة عن مؤسسة فردية لألشغال عمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬الغش والتھرب الضريبي‪.‬‬


‫يقصد بالغش في معناه اللغوي‪ ،‬الخديعة والتحايل قصد اإلضرار بالغير‬
‫فوجدت ھذه الفكرة منذ أن وجد القانون وفروعه‪ .1‬إذ يعود أصل كلمة الغش‬
‫للحضارة اليونانية حيث كتب ‪ PLATON‬في الموضوع قبل )‪2500‬م(‪ ،‬وأصلھا‬
‫من كلمة ‪ FRAUDIS‬التي تعني اإلصرار على الخطأ وتطبيق كل اإلجراءات‬
‫غير القانونية التي من شأنھا أن تمس جميع المجاالت التجارية‪ ،‬االقتصادية‬
‫مخلفة بذلك نتائج غير شرعية‪.‬‬
‫‪ -1-1‬مفاھيم عامة حول الغش والتھرب الضريبي‪:‬‬
‫يعد الغش والتھرب الضريبي من أھم المشاكل التي تعاني منھا جل الدول التي‬
‫تعتمد على نظام التصريح التلقائي للمداخيل‪ ،‬إذ يمكن أن نعطي بعض‬
‫التعاريف للغش الضريبي‪.‬‬
‫‪ 1-1-1‬تعريف الغش الضريبي‪:‬‬
‫لقد تعددت التعاريف حول مفھوم الغش الضريبي‪ ،‬إذ ليس من السھل إعطاء‬
‫تعريف شامل ودقيق حيث يعتبر "الغش الضريبي تصرف غير قانوني‪ ،‬يتم‬
‫من خالله إخفاء نسبة من الضرائب أو تضخيم نسبة من األعباء"‪2‬فقد تستعمل‬
‫وثائق غير قانونية تكون سامحة بتضخيم التكاليف من أجل تخفيض الربح‬
‫بالتالي تقليص الضرائب التي تكون واجبة‪ .‬أما حسب لوسيان محل‬
‫)‪ (LUCIEN MEHEL‬الغش الضريبي ھو " مخالفة للقانون الجبائي‪ ،‬قصد‬

‫‪ - 1‬ﻨﺎدﻴﺔ ﻓﻀﻴل " اﻝﻐش ﻨﺤو اﻝﻘﺎﻨون" دار ﻫوﻤﻪ ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ واﻝﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ‪ ،‬اﻝﺠزاﺌر ﺴﻨﺔ‬
‫‪ ،2005‬ص‪.51:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jean Jacques NEUER, la Fraude Fiscale Internationale, PUF 2001 , P.23.‬‬

‫‪40‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫التھرب من الضريبة وتخفيض األساس"‪ 1‬فھو بذلك تجاوز القانون من طرف‬


‫المكلفين بالضريبة بغية التملص من دفع ما عليھم للدولة‪ ،‬إذ يكون ھذا‬
‫بتخفيض األساس الضريبي‪ .‬كذلك يعرف الغش الضريبي " بأنه يضم كل‬
‫حركة مادية وكل التدابير أو المناورات التي يلجأ إليھا المكلفون للتخلص من‬
‫‪2‬‬
‫الضرائب والمساھمات"‬
‫‪ 2-1-1‬أنواع الغش الضريبي‪ :‬يمكن تصنيف الغش الضريبي حسب درجة‬
‫التعقيد‪ ،‬إلى غش بسيط وغش مركب‪:‬‬
‫أ‪ -‬الغش الضريبي البسيط )العادي(‪ :‬يعتبر كل تصرف أو حذف بحسن النية‬
‫ألجل التخلص من الضريبة‪ ،3‬فھو محاولة تضليل بغية تخفيض الضريبة إلى‬
‫أقل قدر ممكن‪ ،‬من خالل تقديم تصريحات خاطئة عمدا‪ ،‬التأخير أو عدم‬
‫تقديمھا وھذا النوع من الغش يشبه التھرب الضريبي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الغش المركب‪ :‬إن استعمال الطرق التدليسية ليس فقط عند الھروب من‬
‫دفع الضريبة‪ ،‬كذلك محاولة تظليل الرقابة مثل تقديم فواتير مزورة ناتجة عن‬
‫نية تجنب الضريبة‪ ،‬تضخيم قيمة األعباء وتخفيض اإليرادات‪.4‬‬

‫‪ -2-1‬التھرب الضريبي‪:‬‬
‫تختلف تعاريف التھرب الضريبي من كاتب آلخر‪ ،‬فمنھم من قال ھو "‬
‫التخلص من االلتزام بدفع الضريبة"‪5‬فقد يتھرب المكلفون بالضريبة من دفعھا‬
‫ذلك باالشتغال في القطاعات المستفيدة من اإلعفاءات الجبائية‪ ،‬كليا أو جزئيا‬
‫لتخفيض قيمة االقتطاعات المفروضة عليھم‪ ،‬كما يعد "التھرب الضريبي الفن‬
‫الذي يتم من خالله تجنب السقوط في حقل القانون الجبائي"‪ ،6‬فبعض‬
‫المختصين والعارفين للتشريعات سنويا ومع تتبعھم للتعديالت ومعرفتھم‬
‫‪1‬‬
‫‪- André MARGAIRAZ, la Fraude Fiscale et ses succédanés, vaudoise Lausanne‬‬
‫‪1970, P.17.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- HABIB Ayadi, Droit fiscal, C.E.R.P, Tunis 1989, p : 28.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean Claude MARTINEZ, la Fraude Fiscale, PUF, France, 1999, P 53.‬‬
‫‪ -4‬ﻝﺘﻔﺼﻴل أﻜﺜر راﺠﻊ اﻝﻤواد ‪ 56‬ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﺠﺒﺎﺌﻴﺔ‪ 118 ،‬ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝرﺴم ﻋﻠﻰ‬
‫اﻝﻘﻴﻤﺔ اﻝﻤﻀﺎﻓﺔ‪ 1-303 ،2-192 ،‬ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻀراﺌب اﻝﻤﺒﺎﺸرة واﻝرﺴوم اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -5‬طﺎرق اﻝﺤﺎج " اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ " دار اﻝﺼﻔﺎء ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ‪ ،‬اﻷردن ﺴﻨﺔ ‪ ،1999‬ص‪.84:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Jean Claude MARTINEZ la Fraude Fiscale, PUF 1984, P :7.‬‬

‫‪41‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫بالتغيرات‪ ،‬تمكنھم من المراوغة والتعامل مع النصوص القانونية بمھارة‪ ،‬مما‬


‫يمكنھم من تفادي الضرائب والتھرب من دفعھا بطريقة شرعية‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة الجبائية في الجزائر‪.‬‬


‫إن النظام الجبائي الجزائري كأغلب أنظمة بلدان العالم مبني على حرية‬
‫التصريح للمكلف بمداخيله‪ ،‬فجاءت الرقابة‪ 1‬الجبائية لتراقب وتتأكد من ھذه‬
‫التصريحات‪ ،‬حيث " تراقب اإلدارة الجبائية التصريحات واألعمال المستعملة‬
‫لتحديد كل ضريبة أو حق أو رسم أو إتاوة"‪.2‬‬
‫وحسب النظرة الكالسيكية فإن الرقابة الجبائية ھي " الفحص المنتظم والشامل‬
‫لجميع سجالت ووثائق المؤسسة لغرض تحقيق مجموعة من األھداف"‪ ،3‬أما‬
‫حسب النظرة األنجلوساكسونية فھي " فحص السجالت والتقارير المالية‬
‫للمنشأة‪ ،‬بغرض التعبير عن مدى إخالص طريقة عرض المعلومات التي‬
‫تتضمنھا تلك التقارير‪ ،‬فيتم الفحص وفق طريقة مسطرة‪ ،‬مما يضمن للعمل‬
‫المنجز درجة عالية من االمتياز"‪ .4‬كما أن للمفتش حق تصحيح التصريحات‪،‬‬
‫لكن عليه قبل ذلك أن يرسل للمكلف بالضريبة التصحيح المراد القيام به‪ ،‬فيبين‬
‫له بكل وضوح بالنسبة لكل إعادة تقويم‪ ،‬األسباب التي دعت لذلك وكذا مواد‬
‫قانون الضرائب المطابقة لذلك‪ ،5‬وبھذا تأخذ الرقابة شكلھا القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺤﺴب اﻝﻤﺎدة ‪ 20‬اﻝﻔﻘرة ‪ 1‬ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠ ارءات اﻝﺠﺒﺎﺌﻴﺔ ﻝﺴﻨﺔ ‪ 2015‬ﻴﻌرف اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫أﻨﻬﺎ ﻤﺠﻤوع اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝراﻤﻴﺔ إﻝﻰ ﻤراﻗﺒﺔ اﻝﺘﺼرﻴﺤﺎت اﻝﺠﺒﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﻜﺘﺘﺒﺔ ﻤن طرف اﻝﻤﻜﻠﻔﻴن‬
‫ﺒﺎﻝﻀرﻴﺒﺔ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Voir article 18 code de Procédures Fiscales Droit de Contrôle de‬‬
‫‪L’Administration Edition 2015.‬‬

‫‪ - 3‬ﻋﺒد اﻝﻤﻨﻌم ﻓوزي " اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ واﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ " ﻤﻨﺸﺄ اﻝﻤﻌﺎرف‪ ،‬ﺒدون ﺘﺎرﻴﺦ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.46‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- A. Beetschenet et P. Bozzachi, l’intégration fiscal, édition francislefebre, Paris,‬‬
‫‪1998, P : 54.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Article 19 code de Procédures Fiscales Paragraphe 1 et 5. Edition 2015.‬‬

‫‪42‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫‪ -1-2‬أشكال الرقابة الجبائية‪:‬‬


‫قد تتم الرقابة الجبائية بصفة عامة مجملة ھذا على مستوى مفتشية الضرائب‪،‬‬
‫كما قد تكون معمقة وھذا على مستوى المديرية الفرعية للرقابة الجبائية أو‬
‫مصلحة البحث والتحقيقات‪.‬‬
‫‪ 1-1-2‬الرقابة العامة ‪ :le contrôle sommaire‬ھذا النوع من الرقابة يكون‬
‫على مستوى المفتشية‪ ،‬وھنا يتم التمييز بين الرقابة الشكلية و الرقابة على‬
‫الوثائق‪.‬‬
‫أ‪ -‬الرقابة الشكلية‪ :‬يجري العمل بھا كل سنة‪ ،‬حيث تعتبر كمرحلة تمھيدية‬
‫للرقابة‪ ،‬فتغطي كل العمليات المتضمنة تصحيح األخطاء المادية المسجلة‬
‫في التصريحات غير أن ھذا النوع ال ينص على التأكد من صحة األرقام‬
‫المصرح بھا‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرقابة على الوثائق‪ :‬بعكس الرقابة الشكلية فإن الرقابة على المستندات‬
‫تكون شاملة تخص محتوى ومضمون التصريحات‪ ،‬وتعتبر كفحص‬
‫انتقادي للوثائق اعتمادا على المعلومات المكونة للملف الجبائي ) السجالت‬
‫المحاسبية‪ ،‬مقارنة رقم األعمال‪ ،‬الرسم على القيمة المضافة‪...،‬إلخ(‪ ،‬ھذا‬
‫النوع من الرقابة يمكن أن يؤدي إلى التحقيق المعمق‪.‬‬
‫‪ 2-1-2‬الرقابة المعمقة ‪ :Le contrôle approfondi‬إن الفرق بين الرقابة على‬
‫المستندات والرقابة المعمقة يكمن في حجم اإلمكانيات المستعملة والھدف‬
‫المتوخي بالنسبة لكل نوع من الرقابة‪ ،‬وبصفة عامة فإن الرقابة المعمقة ھي‬
‫العملية التي تسمح بالتأكد من التصريحات الجبائية مقارنة بالعناصر أو‬
‫المظاھر الخارجية‪ ،‬حيث تعتبر إمتداد للرقابة على الوثائق‪.‬‬
‫إضافة إلى ما تقدم فإن ھذا النوع من الرقابة يمس النشاط ) التحقيق المحاسبي(‬
‫كما يمس األشخاص الطبيعيين ) التحقيق المعمق في مجمل الوضعية‬
‫الجبائية(‪.‬‬
‫أ‪ -‬التحقيق المحاسبي‪ :VC‬ھو مجموعة من العمليات تھدف إلى فحص الملفات‬
‫المحاسبية ومقارنتھا بعناصر االستغالل في عين المكان‪ ،‬إذ يلزم ھذا الفحص‬
‫حسب المواد ‪ 09‬و ‪ 11‬من القانون التجاري المكلفين بمسك الدفاتر والوثائق‬
‫المحاسبية‪ ،‬كما يمس كل األشخاص الطبيعيين والمعنويين الخاضعين للنظام‬
‫الحقيقي والملزمين بمسك المحاسبة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫ب ‪ -‬التحقيق المعمق لمجمل الوضعية الجبائية للمكلف بالضريبة ‪:VASFE1‬‬


‫إن المراقبة المعمقة للوضعية الجبائية الشاملة ھي مجموعة العمليات الھادفة‬
‫إلى التحقق من نزاھة التصريحات المتعلقة بالضريبة على الدخل اإلجمالي‪،‬‬
‫فھي بذلك تمس األشخاص الطبيعيين كما تسمح بمتابعة تطور أموال وأمالك‬
‫المكلف بالمقارنة مع المداخيل المصرح بھا‪ ،‬وبالتالي تحديد الدخل الحقيقي‬
‫ومدى إنسجامه والحالة المادية والمظاھر الخارجية للمكلف فتخص بذلك )‬
‫العقارات‪ ،‬أنواع السيارات‪ ،‬عدد الرحالت إلى الخارج‪...‬الخ(‪.‬‬
‫‪ 2-2‬تقييم عمليات الرقابة الخاصة بالتحقيقات الجبائية‪.‬‬
‫تعد الرقابة الجبائية كأداة ردع ضد الغش الضريبي‪ ،‬ومع استفحال ظاھرة‬
‫الغش الضريبي تم إنشاء مديرية البحث و المراجعات‪ ،‬حيث عرفت ھذه‬
‫األخيرة متابعة توجيه الرقابة الجبائية على المستوى المركزي كما يوضحه‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم)‪ (01‬نتائج الرقابة الجبائية بعد إنشاء مديرية البحث والمراجعات‬
‫) ‪1999‬م – ‪2013‬م(‪.‬‬
‫‪80000‬‬
‫‪73670‬‬ ‫‪74595‬‬
‫‪70000‬‬
‫‪60000‬‬
‫‪50000‬‬
‫‪40000‬‬ ‫‪41503‬‬ ‫مردودية المحاسبة المعمقة‬
‫‪30000‬‬ ‫‪VASFE‬بالمليون دج‬
‫‪20000‬‬ ‫‪17016‬‬ ‫‪14037‬‬ ‫مردوديةالتحقيقات المحاسبية‬
‫‪10000‬‬ ‫‪10308‬‬ ‫بالمليون دج ‪VC‬‬
‫‪5896‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫المصدر‪ :‬إحصائيات المديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية البحث‬


‫والمراجعات‪.‬‬

‫بخصوص الرقابة الجبائية بعد إنشاء مديرية البحث والمراجعات خالل الفترة‬
‫) ‪1999‬م – ‪2013‬م(‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Voir article 21 paragraphe 1, 2, 3 et 4 code de Procédures Fiscales « Vérification‬‬
‫‪approfondie de la situation fiscale d'ensemble » Edition 2015.‬‬

‫‪44‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫تسمح دراسة نتائج الرقابة لھذه المرحلة بتسجيل المالحظات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬زيادة عدد الملفات المراقبة خالل ھذه الفترة مقارنة بالمرحلة األولى مما‬
‫استدعى تقسيم مھام الرقابة الجبائية بين المديرية العامة والمديريات‬
‫الوالئية للضرائب حسب درجة أھمية الملفات والمكلفين بالضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق ألول مرة التحقيق المعمق للوضعيات الجبائية العامة » ‪« VASFE‬‬
‫سنة ‪2001‬م والذي يخص مراقبة تصريحات دخل األفراد الطبيعيين‪.‬‬
‫إن نتائج التحقيق الجبائي المحققة في المرحلة الثانية عرفت ارتفاعا مقارنة‬
‫بالمرحلة األولى حيث بلغت سنة ‪1998‬م ‪ 10616‬مليون دج أي ما يعادل نسبة‬
‫‪ %27‬من مجموع المردودية المحاسبية خالل فترة ) ‪1998 -1992‬م(‪ ،‬أما سنة‬
‫‪1999‬م فقد بلغت قيمة ‪ 11786‬مليون دج أي ما يعادل نسبة ‪ %30‬مقارنة بنتائج‬
‫المرحلة األولى‪ ،‬وبلغت في سنة ‪2002‬م قيمة ‪ 17812‬مليون دج أي بنسبة ‪%46‬‬
‫مقارنة بالمرحلة األولى‪.‬‬
‫إن ھذه الزيادات تترجم األولوية التي أعطيت لرقابة النشطات األكثر‬
‫عرضة للغش الضريبي والمتمثلة في عمليات الشراء والبيع بالجملة‪ ،‬كما‬
‫نالحظ أن نتائج التحقيق خالل المرحلة الثانية أعطت مردودية مھمة غير أنھا‬
‫‪ 10308‬مليون دج أي‬ ‫متذبذبة حيث بلغت أدنى قيمة سنة ‪2000‬م بما يعادل‬
‫بنسبة ‪ %8‬وبلغت أعلى قيمة سنة ‪ 2009‬بما يعادبل ‪ 75883‬مليون دج أما سنة‬
‫‪2013‬م فقد بلغت قيمة ‪ 37762‬مليون دج أي ما يقارب نسبة ‪ %9‬من المجموع‬
‫العام لنتائج التحقيق‪.‬‬
‫إن ھذه المعطيات تعد كمؤشر قياس حجم ظاھرة الغش الجبائي في الجزائر‬
‫خالل ھذه المرحلة‪ ،‬حيث توسعت ومست كل القطاعات والمكلفين الجبائيين‬
‫الخاضعين للنظام الحقيقي الذين يمكن مراقبتھم‪ ،‬غير أنه من المالحظ أن العدد‬
‫‪ 32154‬الذي يمثل عدد المكلفين الذين تم مراقبتھم خالل الفترة الممتدة من‬
‫‪1999‬م إلى غاية ‪2013‬م ھو عدد قيمته ال تذكر مقارنة مع المكلفين الذين يمكن‬
‫مراقبتھم والذين ينشطرون في القطر الجزائري‪ ،‬ھذا ما يوضح أن الرقابة‬
‫الجبائية للحد من ظاھرة الغش الجبائي ال تزال محدودة ودليل ذلك أنه في سنة‬
‫‪2007‬م كان عدد المكلفين الخاضعين للنظام الحقيقي في الجزائر ھو ‪305724‬‬
‫مكلف إذ مست الرقابة الجبائية منھم ‪ 2632‬أي ما يمثل نسبة ‪ % 0,8‬كمعدل‬
‫المكلفين المراقبين جبائيا‪ .‬تبرز اإلحصائيات المعروضة أن حجم الغش‬
‫الجبائي المسجل خالل الفترة الممتدة من ‪1993‬م إلى غاية ‪2013‬م والمقدرة بـ‬
‫‪ 475272‬مليون دج وھذا ما تم مراقبته‪ ،‬قيمة مرتفعة جدا وبالتالي خطيرة على‬

‫‪45‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫الخزينة العمومية‪ ،‬وكذلك على اإلقتصاد الوطني وعلى المنافسة الشريفة في‬
‫المعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪ 3-2‬نتائج رقابة األسعار والتقديرات‪ :‬قد ُت َب ِينُ متابعة تطور عملية الرقابة على‬
‫الصفقات العقارية في الجزائر منذ تأسيس ھذه الرقابة‪ ،‬أن ظاھرة الغش‬
‫الضريبي مست كل القطاعات‪ ،‬حيث سجلت نتائج الرقابة على األسعار خالل‬
‫الفترة ) ‪ (2013 -2000‬ما يعادل ‪ 41 300 425 228‬دج من مجموع الملفات‬
‫المراقبة والمقدر بـ ‪ 405381‬ملف‪ ،‬ويبين ھذا أن كل عملية تنازل عن عقار‬
‫تخفي وراءھا غش ضريبي‪ .‬وھذا ما يوضحه الشكل رقم)‪ (02‬بخصوص‬
‫نتائج رقابة األسعار والتقديرات خالل الفترة ‪.2013 -2000‬‬
‫شكل رقم)‪ (02‬يوضح نتائج رقابة األسعار والتقديرات خالل الفترة‬
‫‪.2013 -2000‬‬

‫‪5000‬‬ ‫‪4656‬‬
‫‪4354‬‬
‫‪4000‬‬ ‫‪3626‬‬

‫‪3000‬‬ ‫‪2546‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2000 2002 2004 2006 2008 2010 2012‬‬

‫إحصائيات المديرية العامة للضرائب‪ ،‬مديرية البحث والمراجعات‪.‬‬

‫‪ 4-2‬تقييم عمليات الرقابة باالعتماد على التحقيق المصوب‪.‬‬


‫ھذا النوع من التحقيقات أحدث بموجب المادة ‪ 22‬من قانون المالية التكميلي‬
‫لسنة ‪ 2008‬يكون ھذا التحقيق خاص بنوع أو عدة أنواع من الضرائب ولفترة‬
‫كاملة أو لجزء منھا غير متقادم‪ 1،‬ونالحظ أن ھذا النوع من التحقيق بدأ حيز‬
‫التنفيذ منذ سنة ‪ 2010‬حيث قدرت المردودية الخاصة بالتحقيق المصوب‬
‫‪1‬‬
‫‪- Voir article 20 bis 1 code de Procédures Fiscales « Vérification ponctuelle de‬‬
‫‪comptabilité » Edition 2015.‬‬

‫‪46‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫للسنوات التالية ‪ 2013 ،2012 ،2011 ،2010‬بـ ‪ 1.189‬مليون دج ‪ 1.434 ،‬مليون‬


‫دج‪1.201 ،‬مليون دج‪ 1.954 ،‬مليون دج على التوالي وھذا ما يبين تزايد حجم‬
‫ظاھرة الغش من سنة ألخرى‪ ،‬أما أقصى حد من التطور عرفته سنة ‪2013‬‬
‫مقارنة بالسنوات األخرى‪ ،‬فكان بذلك مجموع الملفات المراقبة خالل األربع‬
‫‪1‬‬
‫سنوات ھذه بـ ‪ 1650‬ملف بمردودية بلغت في مجملھا ‪ 5 780 908 600‬دج‪،‬‬
‫وقد يعود تفسير ھذه الزيادات إلى التغيير المستمر للقواعد وإجراءات المتخذة‬
‫للحد من ظاھرة الغش الضريبي‪.‬‬

‫‪ -3‬الدراسة الميدانية للمراجعة المحاسبية لملف جبائي‬


‫‪ 1-3‬الدراسة التمھيدية لوضعية الشركة‬
‫ھذه الشركة ھي عبارة عن مؤسسة فردية لألشغال عمومية خضعت للتحقيق‬
‫الجبائي والمحاسبي للسنوات ‪ ،2013 ،2012 ،2011 ،2010‬المؤسسة تابع للنظام‬
‫الجبائي الحقيقي وتخضع للضرائب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الضرائب المباشرة‪ :‬الضريبة على الدخل اإلجمالي صنف األرباح‬
‫التجارية والصناعية) ‪(IRG/BIC‬‬
‫‪ 2-3‬إشعار بالتقييم‪:‬‬
‫قام العون المحقق في المرحلة األولى من التحقيق بإشعار المكلف مع منحه مدة‬
‫‪ 10‬أيام إبتداءا من تاريخ استالمه اإلشعار من أجل تحضير مختلف الدفاتر‬
‫والوثائق المحاسبية الممثلة في ) الميزانية‪ ،‬دفاتر الجرد‪ ،‬الوثائق التبريرية‪،‬‬
‫سجل األجور‪ ،‬كشف المحاسبة(‪ ،‬وھذا طبقا للمواد من ‪ 1‬إلى ‪ 10‬من قانون‬
‫التجاري الجزائري والمتعلقة بالسنوات التحقيق غير المتقادمة‪ .‬حيث يتضمن‬
‫ھذا اإلشعار ما يلي‪:‬‬
‫وفقا للتحقيق الجبائي والمحاسبي لمؤسستكم المختصة في نشاط األشغال‬
‫العمومية الكائن مقرھا ب مستغانم وفق االشعار بالتحقيق رقم‪ ...... :‬بمركز‬
‫الضرائب بتاريخ ‪ 2014 /04 /20‬الخاص لسنوات ‪ 2013 ،2012 ،2011‬وفي‬
‫إطار الضمانات التي توفرھا إدارة الضرائب يمكنكم االستعانة بمستشار معين‬
‫للمرافقة طيلة مدة المراقبة طبقا لنص المادة ‪ 4/20‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجبائية‪ ،‬كما يمكنكم تحكيم مدير الضرائب للوالية في الرد على التقييم‬
‫المقترح طبقا لنص المادة ‪ 6/31‬قانون المالية ‪.2012‬‬

‫‪ - 1‬ﻤﺼدر اﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺎت اﻝﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻀراﺌب‪ ،‬ﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﺒﺤث واﻝﻤراﺠﻌﺎت‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫‪ 3-3‬المھام الميدانية‬
‫‪ 1-3-3‬دراسة الوثائق التقنية الخاصة بالمؤسسة‬
‫خالل مدة ‪ 10‬أيام يقوم المحققان بسحب الملف الجبائي باسم ) المؤسسة‬
‫الفردية لألشغال العمومية( لإلطالع عليه ودراسته على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬دراسة التصريحات الشھرية ) ‪ (G50‬يمكن توضيح ما تم التحصل‬
‫عليه من خالل ھذه التصريحات كما في‪ :‬جدول رقم )‪ (01‬التصريحات‬
‫برقم األعمال‬
‫ب‪ -‬جدول رقم )‪ :(01‬التصريحات برقم األعمال‬
‫التصريحات الشھرية‬ ‫التصريحات الشھرية‬ ‫السنة‬
‫لرقم األعمال )‪ (CA/G50‬لرقم األعمال )‪(CA/G50‬‬
‫الخاصة بـ ‪) TVA‬دج(‬ ‫الخاصة بـ ‪) TAP‬دج(‬
‫‪59.227.780‬‬ ‫‪59.227.780‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪68.908.470‬‬ ‫‪57.110.160‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪15.202.900‬‬ ‫‪15.202.900‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪14.241.200‬‬ ‫‪14.241.200‬‬ ‫‪2013‬‬
‫مصدر اإلحصائيات‪ :‬مديرية الضرائب لوالية مستغانم مصلحة الرقابة الجبائية‬

‫وبعد مرور ‪ 10‬أيام انتقال المحققان إلى مؤسسة المعني على أساس لقاء تعارف‬
‫حيث تم االطالع على الوثائق الرسمية كالسجل التجاري‪ ،‬طبيعة النشاط‪،‬‬
‫معدات االستغالل الخاصة بالمؤسسة‪ ،‬عدد المستخدمين‪ ،‬المؤسسات المتعامل‬
‫معھا‪..... ،‬الخ‬
‫‪ 4-3‬عملية التحقيق‪:‬‬
‫فحص المحاسبة من حيث الشكل‪:‬‬
‫بعد إرسال اإلشعار بالتحقيق بتاريخ ‪ 2014/11/20‬بخصوص السنوات األربع )‬
‫‪ (2013 ،2012 ،2011 ،2010‬وبعد انتھاء المدة القانونية الممنوحة للمكلف تم‬
‫مباشرة التحقيق بعين المكان من قبل المحقق وتحت إشراف رئيس المراقبة‪.‬‬
‫قام المحققان بدراسة محاسبة المكلف من الناحية الشكلية حيث تم اإلطالع على‬
‫مختلف السجالت والدفاتر المحاسبية القانونية المملوكة ولم يتم تسجيل أية‬
‫مالحظة على محاسبة المكلف من الناحية الشكلية لمطابقتھا للقواعد القانونية‬
‫والواردة في المواد ‪ 11،12 ،10 ،9‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫أما من حيث المضمون‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫وبعد االنتھاء من التحقيق في شكل المحاسبة‪ .‬أتجه المحققان إلى جوھر عملية‬
‫التحقيق من خالل مضمون المحاسبة حيث يتم إكتشاف مختلف األخطاء‬
‫والتالعبات‪ ،‬وعليه قام المحقق بفحص كل الكشوفات المحاسبية‪ ،‬وكذا البيانات‬
‫والدفاتر المحاسبية والتصريحات الجبائية ومختلف الوثائق المتعلقة بالمحاسبة‬
‫حيث تمكن من اكتشاف نقائص تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬بخصوص فاتورات األشغال لسنة ‪ 2013‬بينت عدم تسجيل في المحاسبة‬
‫اقتطاعات الضمان ‪ les retenues de garanties‬وعدم تقييدھا في الحساب‬
‫‪ 411‬يمكن توضيح ھذه الفاتورات من خالل الجدول رقم )‪ (02‬فاتورات لم‬
‫تقيد بطريقة صحيحة‬
‫جدول رقم )‪ (02‬فاتورات لم تقيد بطريقة صحيحة‬
‫المبلغ متضمن الرسم‬ ‫تاريخ ورقم الفاتورة‬
‫‪391.660,80‬‬ ‫‪01/ 24-05-2013‬‬
‫‪105.620,20‬‬ ‫‪02/ 23-07-2013‬‬
‫‪144.643,67‬‬ ‫‪03/ 24-08-2013‬‬
‫‪202.807,80‬‬ ‫‪04/ 24/11/2013‬‬
‫‪844.732,47‬‬ ‫المجموع‬
‫مصدر اإلحصائيات‪ :‬مديرية الضرائب لوالية مستغانم مصلحة الرقابة الجبائية‬
‫‪ -‬التسجيل بطريقة غير قانونية في القيد ‪ 30‬مبلغ المشتريات متضمن الرسم‪،‬‬
‫غير أنه يجب أن يدرج مبلغ الرسم على القيمة المضافة في الحساب‬
‫الخاص به ‪.445‬‬
‫وفي ھذه الحالة يعتبر مبلغ الرسم على القيمة المضافة عبئا عند تحديد‬
‫الربح بينما ھو رسم مسترجع‪« TVA à récupérer » .‬‬
‫بالنسبة للرسم على القيمة المضافة على المشتريات لسنة ‪ 2011‬والذي‬
‫قيمته ‪ 1.078.255‬دج يسجل في النتيجة المحاسبية لسنة ‪ .2011‬وبخصوص‬
‫الرسم على القيمة المضافة على المشتريات لسنة ‪ 2012‬والذي قيمته‬
‫‪1.250.137‬دج يسجل في النتيجة المحاسبية لسنة ‪.2012‬‬
‫‪ -‬التسجيل في المحاسبة مبلغ شراء معدات متضمن الرسم‪ ،‬في حين وجوب‬
‫تقيد مبلغ الرسم على القيمة المضافة في الحساب الخاص به ‪ .445‬حيث‬
‫كان مبلغ المشتريات خارج الرسم ‪ 4.710.000‬دج أما مبلغ الرسم على‬
‫القيمة المضافة ‪ TVA= 800.700‬وعليه فان مبلغ الفاتورة متضمن الرسم‬
‫‪ 5.510.700‬دج = ‪ . MtTTC‬في ھذه الحالة قد طبق االھتالك على المبلغ‬

‫‪49‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫المتضمن الرسم » ‪ 5.510.700 « MtTTC‬دج عوض مبلغ ‪ 4.710.000‬دج‬


‫وعليه يكون تصحيح عملية االھتالك كما يلي‪:‬‬
‫‪5.510.700 x 15% x3/12 = 206.651‬‬
‫‪4.710.700 x 15% x 3/12 = 176.651‬‬
‫‪206.651 – 176.651 = 30.000‬‬
‫ثم يتم دمج المبلغ ‪ 30.000‬دج في النتيجة المحاسبية‪.‬‬
‫‪ -‬قيد في النتيجة الجبائية الغرامات بطرقة غير قانونية‪ ،‬حيث يجب إدراج‬
‫في النتائج المحاسبية المبالغ التالية فقط‪ :‬بالنسبة لسنة ‪ 2010‬مبلغ ‪23.561‬‬
‫دج‪ ،‬السنة ‪ 2012‬المبلغ ‪ 12.387‬دج‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2011‬مبلغ مالي ‪ 288.293‬دج خضع للرسم على القيمة المضافة‬
‫وللرسم على النشاط المھني لكن لم يتم قيده في الحساب ) ‪ 411‬فوترة(‬
‫وعليه يجب دمج ھذا المبلغ في النتيجة الجبائية لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ -‬من خالل فحص الملف الجبائي‪ ،‬تبين أن إدارة المصلحة المكلفة قد أغفلت‬
‫اإلخضاع للضريبة على الدخل اإلجمالي للربح المصرح به من طرف‬
‫الخاضع والمقدر بـ ‪ 8.920.012 :‬دج بالنسبة لسنة ‪ .2011‬تحديد رقم‬
‫األعمال المفوتر من خالل الجدول رقم) ‪ (03‬تصريحات برقم األعمال‬
‫الخاضع‬
‫جدول رقم) ‪ (03‬تصريحات برقم األعمال الخاضع‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪14.241.227‬‬
‫‪15.202.90‬‬
‫‪68.620.177 59.227.822‬‬
‫األعمال‬ ‫رقم‬
‫‪0‬‬ ‫المصرح به )دج(‬
‫رقم األعمال غير‬
‫‪722.179‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪288.293‬‬ ‫‪/‬‬ ‫مصرح به )دج(‬
‫‪15.202.90‬‬ ‫األعمال‬ ‫رقم‬
‫‪14.963.406‬‬ ‫‪68.908.470 59.227.822‬‬
‫‪0‬‬ ‫الخاضع‬
‫مصدر اإلحصائيات‪ :‬مديرية الضرائب لوالية مستغانم مصلحة الرقابة الجبائية‬
‫تحديد رقم األعمال المقبوض ‪CA encaissé‬‬
‫سنة ‪ ، 59.227.822 : 2010‬سنة ‪ ،68.908.470 :2011‬سنة ‪،15.202.900 :2012‬‬
‫سنة ‪ 14.963.406 :2013‬أما بالنسبة للرسم على القيمة المضافة‪ :‬سنة ‪: 2010‬‬
‫‪ ، 59.227.822‬سنة ‪ ،68.908.470 :2011‬سنة ‪ ،15.202.900 :2012‬سنة ‪:2013‬‬
‫‪14.963.406‬‬

‫‪50‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫أما بخصوص إعادة تقييم المبالغ الخاضعة للرسم على النشاط المھني يمكن‬
‫توضيحھا في الجدول رقم )‪(04‬‬

‫جدول رقم )‪ (04‬إعادة تقييم الرسم على النشاط المھني‪:‬‬


‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬
‫رقم األعمال‬
‫‪14.241.200‬‬ ‫‪15.202.900‬‬ ‫‪68.908.470‬‬ ‫‪59.227.822‬‬ ‫الخاضع بعد‬
‫التحقيق‬
‫رقم األعمال‬
‫‪14.241.200‬‬ ‫‪15.202.900‬‬ ‫‪57.110.160‬‬ ‫‪59.227.822‬‬
‫قبل التحقيق‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪11.799.310‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الفرق‬
‫‪2%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫نسبة الرسم‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪235.986‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الحقوق‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪58.996‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الغرامة‬
‫مصدر اإلحصائيات‪ :‬مديرية الضرائب لوالية مستغانم مصلحة الرقابة الجبائية‬
‫كما يوضح الجدول رقم )‪ (05‬األرباح المعاد تقييمھا بتصحيح جدول النتائج كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫جدول رقم)‪ (05‬تحديد األرباح بتصحيح جدول النتائج كما يلي‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬
‫الربح‬
‫‪1.859.904‬‬ ‫‪2.029.383‬‬ ‫‪8.920.012‬‬ ‫‪6.061.441‬‬
‫المصرح به‬
‫‪722.179‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪288.293‬‬ ‫‪/‬‬ ‫االدماج‬
‫الرسم‬ ‫مبلغ‬
‫‪/‬‬ ‫‪1.290.137‬‬ ‫‪1.078.255‬‬ ‫القيمة ‪/‬‬ ‫على‬
‫المضافة‬
‫‪29.999‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اإلھتالك‬
‫‪/‬‬ ‫‪12.387‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪23.561‬‬ ‫الغرامات‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪-235.986‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التخفيضات‬
‫بعد‬ ‫الربح‬
‫‪2.612.082‬‬ ‫‪3.331.907‬‬ ‫‪10.050.574‬‬ ‫‪6.085.002‬‬
‫التحقيق‬

‫‪51‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫مصدر اإلحصائيات‪ :‬مديرية الضرائب لوالية مستغانم مصلحة الرقابة الجبائية‬


‫في حين يوضح الجدول رقم )‪ (06‬األرباح الخاضع للضريبة على الدخل‬
‫اإلجمالي بعد التحقيق‪.‬‬

‫جدول رقم )‪ (06‬الربح الخاضع للضريبة على الدخل اإلجمالي‬


‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬
‫أساس الضريبة‬
‫‪2.612.082‬‬ ‫‪3.331.907‬‬ ‫‪10.050.57 6.085.002‬‬
‫بعد التحقيق‬
‫‪1.859.904‬‬ ‫‪1.623.507‬‬ ‫‪/ 4.849.153‬‬
‫أساس الضريبة‬
‫قبل التحقيق‬
‫‪752.178‬‬ ‫‪1.708.400‬‬ ‫‪10.050574 1.235.849‬‬ ‫الفرق‬
‫مصدر اإلحصائيات‪ :‬مديرية الضرائب لوالية مستغانم مصلحة الرقابة الجبائية‬
‫وفي األخير يمكن تبيان الغرامات والحقوق الجبائية المطبقة على ھذا المكلف‬
‫بعد عملية التدقيق الجبائي في الجدول رقم )‪.(07‬‬
‫جدول رقم )‪ (07‬الحقوق الجبائية‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪263.262‬‬ ‫‪597.940‬‬ ‫‪3.385.700‬‬ ‫‪432.546‬‬ ‫الحقوق‬
‫‪65.485‬‬ ‫‪149.485‬‬ ‫‪846.425‬‬ ‫‪108.136‬‬ ‫الغرامات‬
‫‪329.077‬‬ ‫‪747.425‬‬ ‫‪4.232.125‬‬ ‫‪540.682‬‬ ‫المجموع‬
‫مصدر اإلحصائيات‪ :‬مديرية الضرائب لوالية مستغانم مصلحة الرقابة الجبائية‬
‫حق الرد على اإلشعار بإعادة التقييم‪:‬‬
‫قام المكلف بتاريخ ‪ 2015/01/10‬بالرد على اإلشعار بإعادة التقييم وھذا في‬
‫اآلجال المحددة قانونا أي قبل انقضاء )‪ (40‬يوم ابتداء من تاريخ استالم‬
‫اإلشعار بالتقييم‪ ،‬وأشار المكلف في رده فقط على عدم قانونية تطبيق غرامة‬
‫‪ 25%‬على الحقوق فيما يخص الضريبة على الدخل اإلجمالي ‪ IRG/BIC‬لسنة‬
‫‪ 2011‬باعتباره قد صرح بمبلغ ‪ 8.920.012‬في اآلجال المحددة وال يتحمل‬
‫مسؤولية إغفال اإلدارة لعدم جدولتھا وتحصيلھا للضريبة المصرح بھا‪ .‬كما أن‬
‫الخاضع طلب إجراء التحكيم من قبل مدير الضرائب للوالية‪.‬‬
‫رد اإلدارة على مالحظات المكلف‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫بعد دراسة مالحظات المكلف وإجراء التحكيم بتاريخ ‪ 2015/03/10‬فقد تم‬


‫إنصاف المكلف فيما يخص الضريبة على الدخل اإلجمالي بعدم تطبيق غرامة‬
‫‪ 25%‬على الحقوق المدرجة في التقييم األولي وكان تطبيق فقط النسبة القانونية‬
‫في حدود الفرق ما بين الضريبة المستحقة بعد التقييم والضريبة المصرح بھا‬
‫والتي لم يتم تحصيلھا وجدولتھا‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫ما يمكن قوله في الختام أن الرقابة الجبائية بمختلف أشكالھا تعد أداة فعالة‬
‫لمحاربة الغش الضريبي وھو إجراء ضروري وحتمي يھدف لتصحيح‬
‫المخالفات والنقائص المتعلقة بالوجبات الجبائية للمحافظة على حقوق الدولة‬
‫وضمان صحة التصريحات والبيانات التي يقدمھا المكلف‪ ،‬ورغم المجھودات‬
‫المبذولة من طرف الدولة الجزائرية في الفترة األخيرة‪ ،‬لقمع ظاھرة الغش‬
‫الضريبي إال أن اإلحصائيات المسجلة من طرف فِرق الرقابة بينت أن‬
‫مردودية الرقابة المعمقة للوضعية الجبائية الشاملة لسنة ‪ 2013‬بلغت‬
‫‪ 1.507.555.995‬دج‪ ،‬من ‪ 299‬ملف جبائي تم مراجعته و ‪ 36.255.037.286‬دج‬
‫بالنسبة للمراجعة المحاسبية لنفس السنة عند مراجعة ‪ 1809‬ملف جبائي‪ ،‬أي‬
‫‪1‬‬
‫أن النقص الزال واضحا‪ ،‬والتھرب مازال قائما‪.‬‬

‫ومن خالل اإلحصائيات التي تم عرضھا بينت تواجد شريحة واسعة من‬
‫المكلفين ما زالوا قادرين على التھرب والغش من تسديد مستحقاتھم الضريبية‪،‬‬
‫بل أن ھذه الشريحة مازالت تمتنع عن تسديد حتى القيم الدنيا من الضرائب و‬
‫التي قد تقل قيمتھا عن فاتورة أي مكلف من المحسوبين على الدخل المحدود‪،‬‬
‫ھذه الوضعية مازالت قائمة إن لم نقل إنھا تزداد تضخما‪ ،‬ھذا أمام عجز‬
‫السلطة الجبائية عن مواجھة الظاھرة‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪ :‬من خالل تطرقنا لدراسة أداة التدقيق الجبائي ودورھا في الحد‬
‫من ظاھرة التھرب الضريبي توصلنا إلى استخالص النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعد أداة التدقيق الجبائي لوحدھا غير كافية للحد من ظاھرة الغش والتھرب‬
‫الضريبي أمام تواجد شريحة واسعة من المكلفين ما زالوا قادرين على التھرب‬
‫من تسديد مستحقاتھم الضريبية‬
‫‪1‬‬
‫‪- Ministère des finances, direction générale des impôts, direction des recherches et‬‬
‫‪vérifications « résultat du contrôle fiscal année » 2000- 2013.‬‬

‫‪53‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫‪ -‬نقص الوعي الضريبي لدى طبقة من المكلفين الجزائريين خاصة أمام‬


‫إحساسھم بضعف السلطة الجبائية و الالعدالة الجبائية المطبقة‪ ،‬كل ھذا أدى‬
‫إلى ميل عدد كبير من المكلفين لظاھرة التھرب والغش الجبائي رغم الجھود‬
‫المبذولة من طرف السلطة الجبائية‪ ،‬زيادة على ذلك عدم اھتمام ھذه األخيرة‬
‫بالعالقة بينھا وبين المكلفين في حين الغياب النوعي و الكمي للموظفين و‬
‫النقص الفادح في عددھم‪ ،‬ھذا ما أدى بالمصالح الجبائية لالتجاه نحو التعسف‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة إلى تعقد التشريع الجبائي نسجل النقص و التأخر لإلجراءات‬
‫التطبيقية الخاصة بأدوات قمع ظاھرة الغش والتھرب الجبائي‪ ،‬التدقيق‬
‫الجبائي‪ ،‬البحث عن المعلومات الجبائية و العقوبات و الغرامات الجبائية‪،‬‬
‫خاصة التحقيق المعمق في الوضعيات الجبائية‪ ،‬علما أن ھذه اآلليات ال يمكنھا‬
‫الكشف إال عن جزء محدود من ھذه الظاھرة‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف و غياب التنسيق بين إدارة الضرائب و كل اإلدارات وھياكل المراقبة‬
‫االقتصادية المتواجدة‪ ،‬وضعف تبادل المعلومات بينھا و بين ھذه الھيئات‬
‫العتبارھم أن ظاھرة الغش والتھرب الجبائي و تباعياتھا ھي مسؤولية السلطة‬
‫الجبائية‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫من خالل النتائج المتوصل إليھا حاولنا تقديم بعض االقتراحات و التوصيات‬
‫التي تبين دور أداة التدقيق الجبائي في الحد من ھذه الظاھرة‪:‬‬
‫‪ -‬تشخيص اتجاھات الغش الجبائي فيما يتعلق بتحليل خطر النشاطات الجديدة‬
‫ذات التغيرات المستمرة و العمل على القضاء التدريجي للظاھرة من خالل‬
‫التأثير على الممارسات التي تغذي و تتغذى من الظاھرة و ذلك بالعمل على‬
‫إدراج مبدأ الشفافية على مختلف المعامالت والمبادالت التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء إلى إصالح جبائي ھادف و وجديد مبني على الوضعية االقتصادية‬
‫الجزائرية وبعيد على كل التعقيدات التي تعطي فرصة أكثر لإلتجاه نحو‬
‫الغش‪.‬‬
‫‪ -‬تربية وتكوين المكلف من خالل نشر الوعي الضريبي في إطار تحسين‬
‫العالقة بينھما بخلق جو من الثقة بإقحامه في التشريعات من أداء واجبه‬
‫الضريبي وتحسيسه أن الضريبة أداة للمواطنة و التواصل اإلجتماعي الھدف‬
‫منھا ضمان خدمات الدولة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي ‪/‬بكريتي بومدين‪ /‬يوسفي رشيد‬

‫‪ -‬تشديد العقوبات و التطبيق الصارم إلجراءاتھا فيما يخص العقوبات المالية أو‬
‫الجنائية‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل نظام اإلعالم الجبائي ومنحه قدر معتبر من األھمية لمكافحة الظاھرة‬
‫من خالل توسيع اإلجراءات التي تحكم حق اإلعالم إلى حق التفتيش و حق‬
‫الزيارة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ يوسفي رشيد‬/‫بكريتي بومدين‬/ ‫دور التدقيق الجبائي في الحد من ظاھرة التھرب الضريبي‬

.‫ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ اﻟﻤﺮاﺟـ ـ ـ ـ ــﻊ‬

.2005 ‫ اﳉﺰاﺋﺮ ﺳﻨﺔ‬،‫ ﻧﺎدﻳﺔ ﻓﻀﻴﻞ " اﻟﻐﺶ ﳓﻮ اﻟﻘﺎﻧﻮن" دار ﻫﻮﻣﻪ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‬.1
.1999 ‫ اﻷردن ﺳﻨﺔ‬،‫ ﻃﺎرق اﳊﺎج " اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ " دار اﻟﺼﻔﺎء ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‬.2
‫ ﺑﺪون ﺗﺎرﻳﺦ‬،‫ ﻋﺒﺪ اﳌﻨﻌﻢ ﻓﻮزي " اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ " ﻣﻨﺸﺄ اﳌﻌﺎرف‬.3
.‫ﻗﻮاﻧﻴﻦ وﺗﺸﺮﻳﻌﺎت‬

.2015 ‫ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ‬.1


‫ اﳌﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‬1998-07-13 ‫ اﳌﺆرخ ﰲ‬288-98 ‫ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ‬.2
.‫اﻹداري ﻟﻮزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ‬
.2015 ‫ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﻟﺴﻨﺔ‬.3
.2015 ‫ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة واﻟﺮﺳﻮم اﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﺴﻨﺔ‬.4
1. Emanuel Grouy CHANEL et Autres , Impôt, Edition Dalloz, 2002.
2. Code de Procédures Fiscales, édition 2015.
3. Jean Claude MARTINEZ la Fraude Fiscale, PUF 1999.
4. Jean Claude MARTINEZ la Fraude Fiscale, PUF 1984.
5. Ministère des finances, direction générale des impôts, direction des
recherches et vérifications « résultat du contrôle fiscal année » 2000-
2013.
6. Jean Jacques NEUER, la Fraude Fiscale Internationale, PUF 2001.
André MARGAIRA

1. Z, la Fraude Fiscale et ses succédanés, vaudoise Lausanne 1970.


2. HABIB Ayadi, Droit fiscal, C.E.R.P, Tunis 1989.
3. A. Beetschenet et P. Bozzachi, l’intégration fiscal, édition
francislefebre, Paris, 1998.

56

You might also like